الطيور في السعودية - الجزء الأول

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 230

‫تتسم الطيور في المملكة العربية السعودية بتنوعها المذهل‬ ‫يشغل كريس َ‬

‫بولند الحائز شهادة الدكتوراه في علوم األحياء تخصص‬

‫الـطيــور‬

‫الـطيــور في الـسـعـوديـة‬
‫وروعتها وجمالها األخاذ وتنفرد بخصائص نادرة‪ .‬فيظهر من بينها‬ ‫علم الطيور من جامعة أستراليا الوطنية (‪ ،)ANU‬منصب عالم لبيئة‬
‫ً‬
‫فضال‬ ‫األكبر واألسرع في العالم‪ ،‬ناهيك عن األكثر ندرة وغرابة‪،‬‬ ‫األرض في إدارة حماية البيئة بأرامكو السعودية منذ عام ‪.2012‬‬
‫عن مجموعة من الطيور المهاجرة‪ ،‬إلى جانب صغيرة الحجم وغيرها‪.‬‬ ‫ً‬
‫حاضرا لعلوم البيئة وسلوك الحيوانات والوراثة وحفظ‬ ‫كما عمل ُم‬
‫ّ‬
‫بمجلديه؛ األول‬ ‫واحتفاء بجمال هذه الطيور الرائعة‪ ،‬جاء هذا الكتاب‬
‫ً‬ ‫األحياء في جامعة أستراليا الوطنية لخمس سنوات‪ ،‬قبل إدارة عدد‬
‫ً‬
‫شيئا من أسرار‬ ‫ّ‬
‫ويوثق‬ ‫ً‬
‫طرفا من روعة هذا الجمال‪،‬‬ ‫والثاني‪ ،‬ليرصد‬ ‫من مشروعات حفظ األحياء الوطنية‪ ،‬بما في ذلك الطيور والزواحف‬

‫في الـسـعـوديـة‬
‫حياة طيور المملكة‪.‬‬ ‫والثدييات وسرطان البحر والحشرات والنباتات والشعاب المرجانية‪.‬‬
‫ّ‬
‫المجلد األول حالة الطيور في المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫ويتناول‬ ‫نشر أكثر من ‪ 20‬ورقة بحث علمية في المحافل الدولية‪ ،‬وهو المؤلف‬
‫ويسلط الضوء على أهميتها في الثقافة السعودية وتنوعها في‬ ‫الرئيس لكتاب ‪.Field Guide to the Biodiversity of Dhahran‬‬
‫ً‬
‫أيضا أبرز التحديات التي‬ ‫النظام البيئي الوطني المتنوع‪ .‬كما يرصد‬
‫تواجهها هذه الطيور خالل موسم التكاثر في الصحراء‪ ،‬وعند هجرتها‬ ‫عالم بيئي في إدارة حماية‬
‫شغل عبدالله السحيباني وظيفة ِ‬

‫حياة الطيور‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يحتفي المجلد بأنواع الطيور‬ ‫لمسافات شاسعة‪.‬‬ ‫البيئة بأرامكو السعودية‪ ،‬وذلك في الفترة من عام ‪ 2015‬وحتى‬
‫التي تنفرد بها منطقة شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫‪ ،2019‬وهو حائز شهادة الماجستير في علوم حماية البيئة‬
‫ومما ال شك فيه أن الدراسات التي تناولت في طياتها الطيور‬ ‫البحرية تخصص علم الطيور‪ ،‬من جامعة شمال ويلز بالمملكة‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬غير أن هذا الكتاب‬ ‫في المملكة العربية السعودية قليلة‬
‫~ المجلد األول ~‬ ‫ً‬
‫عاما في مجال الحفاظ على‬ ‫المتحدة‪ .‬كما عمل على مدى ‪30‬‬
‫من شأنه اإلسهام في مساعدة القراء على التعرف إلى التنوع‬ ‫ً‬
‫حاليا‬ ‫التنوع البيولوجي بالمملكة العربية السعودية‪ .‬يشغل‬
‫المذهل للطيور في المملكة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬سيتيح للقراء‬ ‫منصب نائب المدير التنفيذي في المركز الوطني لتنمية الحياة‬
‫فرصة االستمتاع بمحتواه الغني حول الطيور‪ ،‬وكيفية المحافظة‬ ‫الفطرية بالمملكة‪.‬‬
‫ً‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫عليها وحمايتها واالعتزاز بها‬

‫حياة الطيور‬
‫يعد «الطيور في السعودية» أول كتاب متخصص يتحدث‬
‫عن أنواع الطيور المسجلة في المملكة العربية السعودية‬
‫ً‬
‫نوعا‪ ،‬منها‬ ‫التي وصل عددها حتى الوقت الراهن إلى ‪499‬‬
‫ً‬
‫شاردا‪.‬‬ ‫ً‬
‫نوعا‬ ‫ً‬
‫غريبا و‪87‬‬ ‫ً‬
‫و‪11‬نوعا‬ ‫‪ 401‬نوع أصيل ومهاجر‬
‫والكتاب مؤلف من مجلدين‪ ،‬ويتضمنان نحو ألف صورة‬

‫~ المجلد األول ~‬
‫مصوري الحياة‬‫ّ‬ ‫تم التقاطها من خالل عدسات مجموعة من‬
‫البرية في المملكة‪ .‬وتحاكي هذه الصور الرائعة المحتوى‬
‫التحريري الذي أشرف عليه خبراء الطيور الرواد في البالد‬
‫لتقديم أفضل دراسة شمولية حول الطيور في المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ISBN: 978 1 86063 503 8‬‬


‫الطيور في السعـودية‬
‫إصدار‪ :‬موتيڤيت ميديا جروب‬

‫دبي‬
‫مبنى ميديا ون‪ ،‬مدينة دبي لإلعالم‬
‫ص‪.‬ب ‪ ،2331‬دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف‪ )+971 4( 427 3000 :‬فاكس‪)+971 4( 428 2268 :‬‬

‫الـطـيـور‬
‫البريد اإللكتروني‪books@motivate.ae :‬؛‬
‫الموقع الشبكي‪www.booksarabia.com :‬‬

‫أبوظبي‬
‫برج مكين‪ ،‬شارع رقم ‪ ،9‬الزاهية‬
‫ص‪.‬ب ‪ ،43072‬أبوظبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف‪)+971 2( 657 3490 :‬‬

‫لندن‪،‬‬
‫إيكر هاوس‪ 15/11 ،‬ويليام رود‪،‬‬

‫في الـسـعــوديـة‬
‫لندن إن دبليو ‪ 3 1‬إي آر‬

‫رئيسا التحرير‪ :‬عبيد حميد الطاير‪ ،‬وإيان فيرسيرفيس‬


‫الناشر‪ :‬إيان فيرسيرفيس‬
‫مدير عام تحرير المجموعة‪ :‬أندرو وينغروف‬
‫مديرا النشر‪ :‬أحمد سعيد السكيتي‪ ،‬وملدا صمادي‬
‫مسؤول التحرير واإلنتاج (القسم العربي)‪ :‬رحاب برهم‬
‫مترجم أول‪ :‬يزيد النجار‬
‫المدير الفني‪ :‬أحمد أبو طاحون‬

‫إعداد كريس َ‬
‫بولند وعبدالله السحيباني‬ ‫المراجعة اللغوية ‪ -‬أرامكو السعودية‪:‬‬
‫سعيد الغامدي‬
‫عبدالوهاب بوزيد‬
‫محمد عداربه‬

‫© الحقوق محفوظة‪ ،‬أرامكو السعودية‪2020 ،‬‬

‫حقوق الصور محفوظة‪:‬‬


‫عبدالعزيز النغموس‪56 :‬؛ عبدالله الطريقي‪( 235 :‬إلى أسفل)؛ عبدالله السبيع‪( 10 :‬أسفل إلى اليمين)‪( 145 ،24 ،‬إلى اليسار)‪356 ،320 ،296 ،295 ،‬؛ عبدالله الشحيبري‪( 124 ،90 :‬إلى أسفل)‪،‬‬
‫‪( 214 ،165 ،149-148‬إلى أسفل)‪( 282 ،270 ،231 ،230 ،‬أسفل إلى اليمين)‪374 ،326 ،304 ،‬؛ عبدالله السحيباني‪57 :‬؛ أحمد العلي‪( 7 :‬أسفل إلى اليمين)؛ أحمد العمري‪( 9 :‬إلى أسفل)‪،23 ،‬‬
‫‪( 155 ،62‬إلى أسفل)‪( 161 ،‬إلى أسفل)‪( 316 ،310 ،290 ،279 ،206 ،190 ،189 ،181 ،‬إلى أسفل)‪( 324 ،322 ،‬إلى أسفل)‪( 370 ،355 ،341 ،328 ،‬إلى أعلى)‪384 ،‬؛ أحمد نيازي‪،278 ،273 :‬‬
‫‪( 329 ،327 ،325 ،319 ،299‬إلى أعلى)‪360 ،‬؛ ألكساندر فان دير ييغت‪277 :‬؛ علي الفقيه‪( 8 :‬إلى أعلى)؛ أنتوني دايفيسون‪( 29 :‬إلى اليسار)؛ أرنب بيرا‪( 132 :‬إلى أعلى)؛ آشلي مورغان‪124 :‬‬
‫(في الوسط)‪135 ،‬؛ بدر القاسم‪( 7 ،5 :‬أسفل إلى اليسار)‪( 10 ،‬أسفل إلى اليسار)‪( 16 ،‬إلى اليسار)‪( 63 ،47 ،33-32 ،28 ،26 ،‬إلى أسفل)‪( 91 ،83 ،71 ،67 ,‬إلى اليسار)‪( 105 ،‬إلى أعلى)‪،‬‬
‫‪( 117 ،110‬إلى أعلى)‪( 125 ،‬أعلى إلى اليمين)‪( 181 ،179-178 ،171 ،167-166 ،156 ،144 ،143 ،131-130 ،128 ،‬أسفل إلى اليمين)‪( 195 ،‬إلى اليسار)‪( 232 ،227 ،211 ،205 ،‬في الوسط)‪،‬‬
‫‪372 ،350 ،336 ،255-254 ،253 ،244‬؛ بندر الجابر‪( 7 ،xv-xiv، xiii-xii، ix-viii :‬إلى أعلى)‪( 36 ،35 ،20 ،‬إلى أعلى وأسفل)‪( 45 ،‬إلى أعلى)‪( 65 ،58 ،53 ،‬إلى أسفل)‪( 73 ،72 ،69-68 ،‬إلى أعلى‬
‫وأسفل)‪( 92 ،‬إلى أسفل)‪( 105 ،101 ،93 ،‬إلى أسفل)‪( 153 ،129 ،122 ،116 ،113 ،‬إلى أسفل)‪( 157 ،‬إلى أعلى)‪( 160 ،‬إلى أسفل)‪( 185 ،‬إلى أسفل)‪( 200 ،197 ،‬إلى أسفل)‪،212 ،210 ،‬‬
‫‪( 221 ،219-218 ،217 ،216 ،215‬إلى أسفل)‪( 232 ،‬أسفل إلى اليسار)‪( 236 ،‬إلى أعلى)‪( 301 ،293 ،289 ،271 ،243-242 ،‬إلى أعلى)‪380 ،379 ،358 ،352 ،306 ،303 ،‬؛ كارولين هويك‪241 :‬‬
‫(إلى أسفل)؛ كريس َ‬
‫بولند‪( 141 ،109 :‬إلى أسفل)؛ دانييل بيترسون‪138 :‬؛ دانييل تريم‪177 :‬؛ ديفيد كالرك‪281 :‬؛ ضحى الهاشمي‪( 55 ،54 :‬إلى اليسار)‪( 142 ،104 ،‬إلى اليمين)‪( 154 ،‬إلى‬
‫أسفل)‪( 155 ،‬إلى أعل)‪( 192 ،184 ،159-158 ،‬إلى أعلى)‪( 204 ،202 ،193 ،‬إلى أعلى وأسفل)‪340 ،339 ،318 ،266 ،247 ،222 ،‬؛ عصام الخليفي‪( 43 :‬إلى اليسار)‪( 78 ،‬إلى أعلى)؛ إيفان‬
‫بوشلي‪( 115 :‬إلى اليسار)‪( 272 ،‬إلى أعلى)؛ فرانشيسكو مورا لوبيز‪( 150 :‬إلى أسفل)؛ غيردا فان تشوكويك‪51-50 :‬؛ جوردون سبيرز‪251 :‬؛ حمود الشايجي‪( 361 :‬إلى أسفل)‪،364 ،363 ،362 ،‬‬
‫‪365‬؛ جيم بابينغتون‪( 65 ،64 ،39 ،22 ،18 ،v-iv :‬إلى أعلى)‪( 96 ،‬إلى أسفل)‪( 117 ،97 ،‬إلى أسفل)‪( 132 ،‬إلى أسفل)‪( 141 ،133 ،‬إلى أعلى)‪( 146 ،‬إلى أعلى)‪( 152 ،‬إلى أسفل)‪220 ،168 ،‬‬

‫المجلد األول‪ :‬حياة الطيور‬


‫(إلى أعلى)‪( 241 ،233 ،225-224 ،‬إلى أعلى)‪( 267 ،259-258 ،‬إلى أسفل)‪( 280 ،275 ،274 ،‬إلى أعلى)‪( 288 ،‬إلى أسفل)‪( 315 ،302 ،‬إلى أعلى)‪383 ،344 ،343 ،330 ،‬؛ جيسي ستيل‪:‬‬
‫‪( 45-44‬إلى أسفل)؛ جون ديكسون‪( 370 :‬إلى أسفل)؛ جون دريير أندرسين‪283 :‬؛ جون نيلسون‪38 :‬؛ كاتيا رانديف‪371 :‬؛ ِكن بيرينز‪88 :‬؛ خالد سواف‪77 ،30 :‬؛ خليفة الظاهري‪331 :‬؛ لي ماركوس‪:‬‬
‫‪41‬؛ لين جريفيتس‪79 :‬؛ الخرائط‪( 8 ،6 ،3 :‬إلى أسفل)‪( 9 ،‬إلى أعلى)‪( 10 ،‬إلى أعلى)‪( 15 ،14 ،11 ،‬إلى أعلى)‪( 96 ،37 ،31 ،‬إلى أعلى)‪( 152 ،‬إلى أعلى)‪( 267 ،172 ،‬إلى أعلى)‪( 272 ،‬إلى‬
‫أسفل)‪( 280 ،276 ،‬إلى أسفل)‪( 288 ،‬إلى أعلى)‪( 301 ،292 ،‬إلى أسفل)‪( 316 ،311 ،305 ،‬إلى أعلى)‪( 324 ،‬إلى أعلى)‪( 329 ،‬إلى أسفل)‪( 337 ،‬إلى اليسار)‪( 347 ،342 ،‬إلى اليسار)‪353 ،‬‬
‫(إلى اليسار)‪( 361 ،‬إلى أعلى)‪( 375 ،366 ،‬إلى أعلى)‪382 ،‬؛ ماركوس ليلجي‪40 :‬؛ مريم مير‪164 :‬؛ محمد عبدالله أبو طولي‪264 :‬؛ محمد المحاطريش‪( 15 ،4 ،xix-xviii :‬إلى أسفل)‪-106 ،66 ،‬‬
‫صدر بإسهامات مشكورة من‪:‬‬ ‫‪( 111 ،107‬إلى اليمين)‪( 120 ،‬أعلى إلى اليمين)‪( 157 ،‬إلى أسفل)‪( 181 ،170 ،‬أسفل إلى اليسار)‪( 185 ،‬إلى أعلى)‪( 214 ،198 ،‬إلى أعلى)‪( 220 ،‬إلى أسفل)‪( 232 ،229 ،‬إلى أعلى)‪( 237 ،‬إلى‬
‫أسفل)‪( 238 ،‬إلى أعلى)‪( 239 ،‬إلى أعلى وأسفل)‪333 ،249-248 ،245 ،‬؛ محمد الرقية‪( 63 ،61-60 ،52 ،17 ،xxi-xx ،xi-x :‬إلى أعلى)‪( 92 ،87 ،75 ،‬إلى أعلى)‪( 160 ،114 ،95-94 ،‬إلى أعلى)‪،‬‬
‫بروس بورويل‪ ،‬أرامكو السعودية‬ ‫كرم‬
‫‪( 375 ،368 ،349 ،263-262 ،207 ،194 ،176 ،175-174‬إلى أسفل)‪434 ،‬؛ محمد شبراك‪( 98 ،21 :‬إلى اليسار)‪( 188 ،127-126 ،‬إلى أسفل)‪( 192 ،‬إلى أسفل)‪309 ،252 ،201 ،199 ،‬؛ ُم ّ‬
‫أحمد‪( 124 :‬إلى أعلى)؛ نادر البصري‪( 125 ،13-12 ،1-xxii :‬أعلى إلى اليسار)‪( 265 ،‬إلى أعلى)‪( 315 ،308 ،‬إلى أسفل)؛ نادر الشمري‪( 120 :‬أعلى إلى اليسار)‪300 ،191 ،‬؛ بول ويليز‪82 ،42 :‬؛‬
‫فيليب روبرتس‪ ،‬أرامكو السعودية‬
‫بيت بالنكارد‪( 46 :‬إلى اليمين)؛ بيتر كاستيل‪( 203 :‬إلى اليسار)‪ ،‬فيليب روبرتس‪( 49 ،48 :‬إلى أعلى وأسفل)‪( 78 ،74 ،59 ،‬إلى أسفل)‪( 98 ،‬إلى اليمين)‪( 112 ،108 ،‬إلى أعلى وأسفل)‪( 139 ،‬إلى‬

‫جيم بابنغتون‪ ،‬أرامكو السعودية‬ ‫اليسار)‪( 146 ،140 ،‬إلى أسفل)‪( 161 ،‬إلى أعلى)‪( 188 ،183-182 ،‬إلى أعلى)‪( 237 ،228 ،‬إلى أعلى)‪( 240 ،‬إلى أسفل)‪387-386 ،346 ،317 ،307 ،269 ،260 ،257 ،250 ،‬؛ فيليب سابيرستين‪:‬‬
‫‪381 ،376‬؛ روب غوبياني‪( 282 :‬أعلى إلى اليمين)‪287 ،286 ،284 ،‬؛ صدقات علي‪( 120 :‬إلى أسفل)‪( 125 ،‬إلى أسفل)‪( 153 ،‬إلى أعلى)؛ صالح الغشم‪( 236 ،209-208 ،187-186 ،147 :‬إلى‬
‫أحمد البوق‪ ،‬الهيئة السعودية للحياة الفطرية‬ ‫أسفل)؛ سالم مسرحي‪( 235 ،103-102 ،xvii-xvi :‬إلى أعلى)؛ سامي الرشودي‪( 200 ،180 ،121 ،119-118 ،76 :‬إلى أعلى)‪( 223 ،‬إلى اليسار)‪( 240 ،226 ،‬إلى أعلى)‪( 165 ،246 ،‬إلى أسفل)‪،‬‬
‫‪314 ،312‬؛ أرامكو السعودية‪( 150 :‬إلى أعلى)‪151 ،‬؛ سيمون مور‪81-80 :‬؛ سليمان الرومي‪( 25 :‬إلى اليسار)‪( 154 ،136 ،70 ،‬إلى أعلى)‪( 238 ،‬إلى أسفل)؛ تيو لوشير‪19 :‬؛تركي الزواري‪،vii-vi :‬‬
‫محمد شبراق‪ ،‬جامعة الطائف‬ ‫‪348 ،163-162 ،134 ،34 ،2‬؛ وحيد الفزاري‪335 :‬؛ ويلي فان تشوكويك‪323 :‬؛ ياميل سينز‪85-84 :‬؛ يزيد الساهلي‪.354 :‬‬

‫بأي شكل كان (بما في ذلك النسخ المصورة أو استخدام الوسائل اإللكترونية) من دون الموافقة المكتوبة ألصحاب حقوق النشر‪.‬‬
‫أي جزء من هذا الكتاب ّ‬
‫جميع الحقوق محفوظة‪ .‬ال يجوز إعادة إنتاج ّ‬
‫أي جزء من هذا الكتاب‪ ،‬إلى الناشرين طبقاً لقانون حقوق النشر الدولي لعام ‪،1956‬‬
‫وينبغي توجيه الطلبات الخاصة بالحصول على الموافقة المكتوبة ألصحاب حقوق النشر بهدف إعادة إنتاج ّ‬
‫وللقانون االتحادي رقم (‪ )7‬لعام ‪ 2002‬الخاص بحقوق النشر الخاصة بالمنشئ األصلي والمنشئين الثانويين‪ .‬وكل من يتصرف بما يخالف حقوق النشر المذكورة سيكون عرضة للمساءلة القانونية‬
‫والمطالبة باألضرار الناجمة عن ذلك‪.‬‬

‫األرشفة في المكتبة البريطانية‪:‬‬


‫يوجد إدراج خاص بهذا الكتاب في المكتبة البريطانية‪.‬‬

‫‪ISBN: 978 1 xxxx xxx xx‬‬


‫رقم الترخيص من المجلس الوطني لإلعالم‪01-xxxxxx-MC-02 :‬‬
‫بوم فرعوني‬

‫المقدمة‬

‫أراضــي المملكة‪ .‬كذلك؛ يعرض الــدور البارز الــذي تؤديه‬ ‫إنه لمن دواعي سرورنا أن نقدم لكم كتاب الطيور‬
‫الطيور فــي الــتــاريــخ الثقافي الــعــربــي‪ ،‬وي ــدرس مكانتها‬ ‫في السعودية؛ أول كتاب مختص بالطيور في المملكة‬
‫ال‪ .‬وبالتالي‪ ،‬أعتقد بــأن هــذا الكتاب‬ ‫المحتملة مستقب ً‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬
‫سيظل مرجع ًا رئيس ًا مختص ًا في هذا الموضوع لسنوات‬ ‫عندما كنت طــفـ ً‬
‫ا صغيراً نشأ بين رب ــوع المنطقة‬
‫عديدة مقبلة‪.‬‬ ‫الشرقية‪ ،‬افتتنت بالطيور المتنوعة التي كانت تمر في‬
‫ويمكن القول إن الكتاب ليس إثرائي ًا فحسب‪ ،‬وإنما‬ ‫منطقتنا كل عام‪ .‬ولم يقتصر ذلك الشغف بهذه الطيور‬
‫يُ َع ُّد ُملهم ًا أيض ًا؛ فهو يحتضن بين دفتيه نحو ألف صورة‬ ‫علي شخصي ًا‪ ،‬وإنما كان تقليداً عائلي ًا‪ .‬فبمرور‬
‫ّ‬ ‫الساحرة‬
‫لطيور رائــعــة التقطت بواسطة بعض أفضل مصوري‬ ‫الوقت‪ ،‬تمك ّنا من تع ّلم أسمائها واالستمتاع بمشاهدة‬
‫الحياة البرية في المملكة‪ ،‬وهــي صــور تخطف األنفاس‬ ‫الكثير من تفاعالتها االجتماعية كل يوم‪ ..‬وكم ك ّنا لنقدر‬
‫وتساعد في الوقوف على ما تتسم به تلك الطيور من‬ ‫كتاب ًا مثل هذا لو أتيح لنا في ذلك الوقت‪ ،‬ليساعدنا على‬
‫تنوع استثنائي وجمال فطري وسحر أخاذ‪ ،‬وما تواجهه من‬ ‫معرفة المزيد حول مخلوقات يكسوها الريش خالبة‪.‬‬
‫تحديات ومخاطر‪.‬‬ ‫هذا الكتاب الرائع ّ‬
‫يركز على الطيور الفريدة في شبه‬
‫أي شيء آخر‪ ،‬يذكرنا هذا الكتاب الرائع كيف‬
‫وأكثر من ّ‬ ‫الجزيرة العربية‪ .‬كما يسلط الضوء على التحديات التي‬
‫أننا محظوظون لنتشارك والطبيعة األم هذه المجموعة‬ ‫يتع ّين على الطيور المقيمة في المملكة مكابدتها‪،‬‬
‫المميزة حق ًا من الطيور‪.‬‬ ‫والمخاطر الــتــي تــواجــه الطيور المهاجرة أثــنــاء عبورها‬

‫أمين حسن الناصر‬


‫الرئيس‪ ،‬كبير اإلداريين التنفيذيين‬
‫أرامكو السعودية‬
‫درسة قمحية‬

‫التمهيد‬

‫دائم على شبه الجزيرة العربية‪ ،‬بما فيها طائر تمير عربي‬ ‫أن تــحــظــى الــطــيــور فــي المملكة‬ ‫ليس ُمستغرب ًا‬
‫الجميل‪ ،‬وطائر ثرثارة عربي الساحر‪ ،‬وبومة األشجار العربية‬ ‫العربية السعودية بتفرّد منقطع النظير‪ ،‬ال س ّيما إذا علمنا‬
‫الغامضة‪ ،‬وطائر أشدق عربي النادر‪ ،‬ونقار الخشب العربي‬ ‫أن تعداد أنواعها المسجلة رسمي ًا يناهز الـ ‪ ،500‬في تنوع‬
‫الفريد‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن العقعق العسيري الذي يتخذ من أرض‬ ‫مــذهــل ّ‬
‫أخ ــاذ يضم فــي طيفه بعض ًا مــن أجــمــل الطيور‬
‫المملكة العربية السعودية موطن ًا دائم ًا له‪ ،‬ويوجد فقط‬ ‫على وجه األرض وأكثرها سحراً وغرابةً وهجرةً وندرةً وضآلةً‬
‫ضمن أماكن قليلة وصغيرة في جبال عسير‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫وضخامةً وسرعة‪ ،‬ما يؤهلها بحق أن يذيع صيتها عالمي ًا‬
‫من أنه يُ َع ُّد أحد أندر الطيور على وجه األرض‪ ،‬إال أنه مهدد‬ ‫وبما يليق بها‪.‬‬
‫باالنقراض بشكل كبير‪ .‬ونظراً لخصوصية انتمائه تنادي‬ ‫ونظراً لموقع المملكة العربية السعودية الجغرافي‬
‫أصــوات عــدة بــضــرورة اختياره الطائر الوطني للمملكة‬ ‫الــذي يتوسط كـ ً‬
‫ا من أفريقيا والهند وأوروب ــا وآســيــا‪ ،‬فإن‬
‫العربية السعودية‪.‬‬ ‫مناطقها كــافــة تــزخــر بمجموعة ُمنتقاة مــن طــيــور تلك‬
‫وما يبعث على الدهشة‪ ،‬أن طيور المملكة تعيش‬ ‫األماكن‪ ،‬وتحتضن أنواع ًا من الطيور ذات أصول أفريقية‪،‬‬
‫ـد األكــثــر قــســاوة عــلــى وجــه‬ ‫فــي ظـ ــروف بــيــئــيــة‪ ،‬ربــمــا تُ ـ َ‬
‫ـع ـ ُّ‬ ‫مثل طيور شقراق حبشي‪ ،‬وصائد ذباب فردوسي‪ ،‬ورخمة‪،‬‬
‫البسيطة‪ ،‬حيث يسود معظم المناطق مناخ صحراوي‬ ‫وتمير وادي النيل‪ ،‬وأخرى تعود في أصولها إلى أوروبا‪ ،‬مثل‬
‫يتسم بشدة حــرارتــه ونــدرة أمــطــاره‪ .‬ففي فصل الصيف‪،‬‬ ‫طيور أبلق قبرصي‪ ،‬وحنائي أوروبــي‪ ،‬ونــورس متوسطي‪،‬‬
‫يبلغ مــتــوســط درجـ ــات ال ــح ــرارة العظمى نــحــو ‪ 45‬درجــة‬ ‫ـزء من هذه الطيور‬
‫وعصفور إسباني‪ ،‬في حين ينتمي جـ ٌ‬
‫مئوية‪ ،‬بل إن وصولها إلى ‪ 54‬درجة مئوية ليس غريب ًا في‬ ‫إلــى دول الشرق األوســط‪ ،‬مثل طيور دخلة بصرية‪ ،‬وأبلق‬
‫معظم أنحاء المملكة‪ ،‬ناهيك أيُّها القارئ عن أن حرارة‬ ‫ك ــردي‪ ،‬وبــاشــق مــشــرقــي‪ ،‬وتمير فلسطيني‪ .‬كما توجد‬
‫الشمس طيلة أشهر هذا الفصل تصل إلى أوجها تقريب ًا‬ ‫أصول آسيوية‪ ،‬مثل طيور زقزاق قزويني‪ ،‬وفضي‬ ‫ٍ‬ ‫طيور من‬
‫بعد شروق الشمس بوقت قصير‪ ،‬وتظل هكذا حتى بعد‬ ‫المنقار الهندي‪ ،‬و ُق َّبرة سماوية مشرقية‪ ،‬ودخلة سيبيرية‪.‬‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تهب الرياح‬ ‫غروبها بوقت ليس بالقليل‪.‬‬ ‫وال غرابة بأن تجد على أرض المملكة طيوراً نأت كثيراً عن‬
‫الشمالية الجافة التي تُعرَف محلي ًا باسم ريــاح الشمال‪،‬‬ ‫منشئها إلى أماكن بعيدة جداً‪ ،‬مثل كركر قطبي شمالي‪،‬‬
‫والتي تجلب معها عواصف رملية كثيفة‪ ،‬ما يجعل من‬ ‫وزقزاق مذهب سيبيري‪ ،‬وأبلق شمالي‪ .‬في الوقت نفسه‪،‬‬
‫عملية الــطــيــران والــبــحــث عــن الــطــعــام شــبــه مستحيلة‬ ‫نجد أن الكثير من تلك الطيور المهاجرة إلى المملكة‪ ،‬أو‬
‫بالنسبة للطيور‪.‬‬ ‫التي عبرت أراضيها قد بنت أعشاشها في أماكن نائية‪،‬‬
‫أما في فصل الشتاء‪ ،‬فإن حرارة الجو تنخفض بشكل‬ ‫مثل سريالنكا وجنوب أفريقيا والنرويج وآيسلندا وجورجيا‬
‫حاد لتصل في بعض األحيان إلى ما دون درجــة التجمد‪،‬‬ ‫وسيبيريا وأالســكــا‪ ،‬بل وحتى في كندا‪ .‬يُذكر أن نحو ‪46‬‬
‫ال س ّيما في الجبال الغربية شديدة االنــحــدار‪ .‬في حين أن‬ ‫فصيلة من الطيور تزور المملكة سنوي ًا للتكاثر‪ ،‬حيث يَ ِف ُد‬
‫معدل هطول األمطار السنوي يُ َع ُّد منخفض ًا للغاية وغير‬ ‫أغلبها من أفريقيا والهند‪.‬‬
‫منتظم إلى ح ٍد كبير‪ ،‬وقد ينحصر في حــدوث سيلين‪ ،‬أو‬ ‫مــن جــهــة أخـ ــرى‪ ،‬يستوطن المملكة نــحــو ‪ 19‬نــوعـ ًا‬
‫عاصفتين رعديتين طــوال الــعــام‪ .‬وقــد تظل بعض أجــزاء‬ ‫من الطيور‪ ،‬حيث يقتصر وجودها في الغالب أو بشكل‬
‫نورس أسحم‬

‫الخاصة بالطيور داخــل المملكة‪ ،‬لكون هــذا البلد يزخر‬ ‫الطيور في الثقافة العربية (الفصل الثاني)‪ ،‬وتنوعها‬ ‫بريشها الملون وألحانها الشجية ووداعتها‪ ،‬قلوب أهل‬ ‫أي أنها ال ترى قطرة واحدة‬
‫الربع الخالي بال أمطار لعقد كامل‪ّ ،‬‬
‫بــأنــواع من الطيور‪ ،‬غاية في الجمال‪ ،‬ولكل منها قصة‬ ‫ضــمــن مختلف الــنــظــم البيئية فــي المملكة العربية‬ ‫المنطقة لــقــرون عــدة‪ ،‬بــل تمتد آلالف السنين‪ ،‬وأثبتت‬ ‫من المياه بالمعنى الحرفي‪.‬‬
‫تستحق أن تُروى‪.‬‬ ‫السعودية (الفصل الثالث)‪ ،‬وقدرتها على تجاوز التحديات‬ ‫ح ــض ــوراً قــوي ـ ًا فــي فــنــون الــعــرب وأشــعــارهــم وأغــانــيــهــم‬ ‫ـل هــذه الظروف القاحلة‪ ،‬يحاول نحو ‪ 27‬مليون‬
‫في ظـ ّ‬
‫وإنــه ليحدونا األمــل فــي أن يسهم هــذا الكتاب في‬ ‫والعقبات التي تحول دون تكاثرها في هذه البيئة القاحلة‬ ‫وتــراثــهــم‪ ،‬ورأوا فيها رمـ ــوزاً للتعبير عــن الــحــب والــســام‬ ‫زوج مــن الـطـيــور التكاثر فــي المملكة سـنــويـاً‪ ،‬بــل ويهاجر‬
‫توعية الجميع بمدى تفرد وروعة هذه الطيور‪ ،‬وأن يكون‬ ‫(الفصل الرابع)‪ ،‬وقطعها لمسافات طويلة وصــو ًال إلى‬ ‫كــرت الطيور في مواضع عديدة‬ ‫والقوة والوداعة‪ .‬كما ُذ ِ‬ ‫إليها ماليين أخرى‪ ،‬إما لقضاء فصل الشتاء‪ ،‬أو عبور أراضيها‬
‫بــادرة إلهام لهم لالستمتاع بها‪ ،‬ودراستها‪ ،‬واالعتزاز بها‪،‬‬ ‫أراضــي المملكة (الفصل الخامس)‪ ،‬وتوطنها لمنطقة‬ ‫من القرآن الكريم‪ ،‬حيث يُضرب بها المثل في الشجاعة‬ ‫فــي رحالتها الملحمية إلــى األراض ــي القاصية‪ .‬ويمثل كل‬
‫واألهم من ذلك كله؛ توفير الحماية لها‪.‬‬ ‫شــبــه الــجــزيــرة الــعــربــيــة (الــفــصــل الـ ــسـ ــادس)‪ ،‬وتــنــوعــهــا‬ ‫ّ‬
‫وجل‪ ،‬في‬ ‫واإليمان‪ ،‬وتُ َع ُّد مظهراً لعظمة قدرة الخالق‪ ،‬عزّ‬ ‫طير من هذه الطيور أعجوبة حية وتجسيداً مثالي ًا لمفهوم‬
‫االستثنائي‪ ،‬ال س ّيما تلك الطيور التي تشاركنا هذه األرض‬ ‫إتقانها اإلعجازي للطيران‪.‬‬ ‫المثابرة‪ .‬كما يعتمد‪ ،‬بال شك‪ ،‬على أبناء المملكة أنفسهم‬
‫(المجلد الثاني)‪.‬‬ ‫وسنحتفي بــيــن طــيــات ه ــذا الــكــتــاب بــهــذه الطيور‬ ‫في ضمان عبوره اآلمن عبر أراضيها‪.‬‬
‫ومن األهمية بمكان اإلشارة أيضاً‪ ،‬إلى أن هذا الكتاب‬ ‫االستثنائية‪ ،‬خــال مناقشة أوضــاع الطيور في المملكة‬ ‫عــلــى ض ــوء ذل ــك‪ ،‬لــيــس مــن المستغرب أن تكون‬
‫د‪ .‬كريس بولند‪،‬‬ ‫يتناول بالمناقشة والتحليل بعض الموضوعات الحيوية‬ ‫(الفصل األول)‪ ،‬واقفين على التغ ّيرات المهمة الطارئة‬ ‫الطيور جزءاً أصي ً‬
‫ال من الثقافة العربية‪ ،‬منذ أن استوطن‬
‫وعبدالله السحيباني‬ ‫األخــرى‪ ،‬مثل نــدرة الــدراســات المتعمقة ونقص البيانات‬ ‫حالي ًا على توزيعها ووفرتها‪ .‬كما سنتعرّض ألهمية تلك‬ ‫البشـر شبـه الــجــزيــرة العربيـة‪ .‬فقد أس ــرت هــذه الطيـور‬
‫شكر وتقدير‬

‫الــســعــوديــة)‪ ،‬البروفيسور محمد شــبــراق‪ ،‬الــدكــتــور أحمد‬ ‫التقطت الغالبية العظمى من الصور المستخدمة‬
‫البوق‪ ،‬الدكتور ظفر اإلســام (الهيئة السعودية للحياة‬ ‫في هذا الكتاب بعدسات مصورين سعوديين‪ .‬وإجماالً‪،‬‬
‫البرية)‪ ،‬مايكل جيننغز‪ ،‬وبيتر كاستل (مؤسسة التوازن‬ ‫تلقينا أكــثــر مــن ‪ 57‬ألــف ص ــورة مــن ‪ 40‬مــصــوراً سعودي ًا‬
‫البيئي بــجــدة)‪ .‬علم ًا أن الدكتور روبــرت شيلدون (رئيس‬ ‫ال عن ‪ 11‬مصوراً أجنبي ًا يعيشون في‬ ‫من الجنسين‪ ،‬فض ً‬
‫جمعية علم الطيور في الشرق األوســط) قد عمل على‬ ‫المملكة العربية الــســعــوديــة‪ .‬وبشكل ع ــام‪ ،‬ال ُتقطت‬
‫تنقيح مسودة سابقة (باللغة اإلنجليزية) لهذا الكتاب‪.‬‬ ‫نحو ‪ %90‬من الصور المستخدمة في هذا الكتاب داخل‬
‫كما قــام كل من بــروس بــورويــل وكريم حسين (أرامكو‬ ‫المملكة‪ ،‬وأسهم موظفو أرامكو السعودية بنحو ‪%20‬‬
‫السعودية) وأسامة قربان ومحمد بخاري (مؤسسة التوازن‬ ‫من مجموع الصور المستخدمة‪ .‬كما أسهم ‪ 73‬مصوراً‬
‫البيئي بجدة) بإجراء أعمال نظم المعلومات الجغرافية‬ ‫آخ ــرون ببقية الــصــور التي التقطت‪ ،‬إمــا مــن داخــل شبه‬
‫الالزمة إلنتاج الخرائط المستخدمة في هذا الكتاب‪.‬‬ ‫الجزيرة العربية‪ ،‬أو خارجها‪ ،‬حيثما لزم األمر‪.‬‬
‫وإنــنــا لنتقدم فــي صــدر هــذا الكتاب بخالص الشكر‬ ‫كذلك حُ ررت النصوص والخرائط الموجودة في هذا‬
‫والتقدير إلــى شركة أرامــكــو السعودية‪ ،‬لما قدمته من‬ ‫الكتاب بإسهام من علماء طيور ر ّواد في المملكة العربية‬
‫دعم مستمر ليرى هذا الكتاب النور‪ ،‬ولما بذلته من جهود‬ ‫السعودية‪ ،‬مــن بينهم الدكتور كريس بولند‪ ،‬عبداهلل‬
‫مضنية في حماية طيور المملكة وتحسين موائلها‪.‬‬ ‫السحيباني‪ ،‬جــيــم بــابــنــغــتــون‪ ،‬فيليب روبــرتــس (أرامــكــو‬

‫وقواق أخضر الظهر‬


‫رفراف شائع‬

‫المحتويات‬
‫‪v‬‬ ‫المقدمة ‬
‫‪vii‬‬ ‫التمهيد ‬
‫‪xi‬‬ ‫شكر وتقدير ‬
‫‪x‬‬ ‫مدخل إلى المجلد األول ‬
‫‪xix‬‬ ‫قواعد مراقبة الطيور ‬

‫‪1‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة ‬


‫العربية السعودية‬
‫‪51‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الطيور والثقافة العربية ‬
‫‪95‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور ‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫‪175‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها ‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫‪219‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬تحديات الهجرة عبر المملكة العربية ‬
‫السعودية‬
‫‪263‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬حياة استثنائية للطيور المتوطنة ‬
‫في شبه الجزيرة العربية‬

‫الملحق ‪:1‬‬
‫‪388‬‬ ‫قائمة بأسماء كائنات حية أخرى غير الطيور ورد ‬
‫ت‬
‫في هذا المجلد‬
‫الملحق ‪:2‬‬
‫‪389‬‬ ‫قائمة بأسماء الطيور في المملكة العربية السعودية ‬
‫‪400‬‬ ‫الهوامش ‬
‫‪407‬‬ ‫المراجع ‬
‫‪426‬‬ ‫قائمة بأسماء الطيور العلمية (باإلنجليزية) ‬
‫‪428‬‬ ‫قائمة بأسماء الطيور العربية ‬
‫مدخل إلى‬
‫المجلد األول‬
‫والمحدثة‬
‫ّ‬ ‫الصادرة عن االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‪،‬‬ ‫قائمة مرجعية بطيور المملكة‬
‫حتى ‪ 10‬مارس ‪ ،2020‬فيما تم اقتباس حالة الحماية‬ ‫العربية السعودية‬
‫اإلقليمي ومنحى المجموعة من تقرير «حالة الحماية‬ ‫حتى تاريخه‪ ،‬ال توجد قائمة مرجعية رسمية بأسماء‬
‫(‪)2‬‬
‫وتوزيع الطيور المتكاثرة في شبه الجزيرة العربية »‬ ‫الطيور في المملكة العربية السعودية‪ .‬ولغرض‬
‫الصادر عن االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‪ ،‬مع مراعاة‬ ‫هذا الكتاب‪ ،‬فقد حرصنا على جمع معلومات الخبراء‬
‫(‪)3‬‬
‫تحديثات القائمة الحمراء لألنواع المهددة باالنقراض‬ ‫ومالحظات كبار علماء والمصورين المعنيين بالطيور‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬علم ًا أن هذا التقييم اإلقليمي يشمل‬ ‫في المملكة لوضع قائمة مرجعية شاملة تتضمن ‪412‬‬
‫شبه جزيرة سيناء والمناطق الشمالية وصو ًال إلى سوريا‬ ‫ال ومهاجراً موجوداً بانتظام في المملكة‪ ،‬و‪11‬‬
‫نوع ًا أصي ً‬
‫والعراق والكويت(‪.)4‬‬ ‫نوع ًا غريب ًا و‪ 87‬نوع ًا شارداً‪ .‬وبذلك‪ ،‬يوجد ‪ 499‬نوع ًا مسج ً‬
‫ال‬
‫من الطيور على وجه اليقين في المملكة‪ .‬ومن ثم نضع‬
‫تقدير حجم التعدادات‬ ‫بين يديك ‪ -‬أيُّها القارئ ‪ -‬ما نعتقد أنها أدق قائمة مرجعية‬
‫تم اقتباس البيانات بشأن حجم تعدادات الطيور المتكاثرة‬ ‫جُ معت ألسماء طيور المملكة العربية السعودية على‬
‫سنوي ًا من أطلس الطيور المتكاثرة في شبه الجزيرة‬ ‫اإلطالق (الملحق ‪.)1‬‬
‫العربية ‪ ،‬أيض ًا مع مراعاة التحديثات من سجالتنا الخاصة‬
‫(‪)5‬‬

‫عند االقتضاء‪ .‬وهذه التقديرات عبارة عن استنتاجات‬ ‫أسماء األنواع وتصنيفاتها‬


‫استقرائية تستند إلى بيانات دراسات استقصائية جُ معت‬ ‫تستند التصنيفات واألسماء الشائعة وكذلك األسماء‬
‫ج ّ‬
‫ل في جميع أنحاء شبه الجزيرة‬ ‫من أكثر من ‪ِ 66,000‬‬
‫س ِ‬ ‫النوعية إلى التصنيف الذي تستخدمه جمعية الطيور‬
‫العربية‪ .‬قد تكون بعض التقديرات غير دقيقة وقائمة‬ ‫العالمية‪ ،‬واالتحاد الدولي لحماية الطبيعة (‪،)IUCN‬‬
‫على ع ّينات غير ُم ّتسقة‪ ،‬إال أنها تُ َ‬
‫ش ِّكل المحاولة ُ‬
‫المثلى‬ ‫ودليل طيور العالم‪ .‬ومن المتفق عليه اصطالح ًا أن‬
‫(والوحيدة) لقياس حجم تعدادات الطيور المتكاثرة‬ ‫تكون أسماء الطيور الرسمية باإلنجليزية البريطانية (أما‬
‫في المملكة‪ .‬وتقتصر االنحرافات الوحيدة عن تقديرات‬ ‫بقيتها في الكتاب فمكتوبة باإلنجليزية األميركية)‪ ،‬وفق ًا‬
‫التعدادات الواردة في أطلس الطيور المتكاثرة في‬ ‫الصطالحات شركة أرامكو السعودية‪ .‬ويشتمل الملحق ‪2‬‬
‫شبه الجزيرة العربية على طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية والعقعق‬ ‫على األسماء العلمية لألنواع األخرى المذكورة بالكتاب‪.‬‬
‫العسيري ورخمة ودراج أرمد وصقر حر نظراً لعدم وجود‬
‫سجالت حديثة لها‪ .‬وعلى الرغم من إعطاء أرقام محددة‬ ‫حالة الحماية ومنحى المجموعات‬
‫لألزواج المتكاثرة سنوي ًا‪ ،‬إال أنه يتوجب األخذ بها‪ ،‬بوصفها‬ ‫اق ُتبس حالة الحماية العالمية ومنحى المجموعة لكل‬
‫(‪)1‬‬
‫تقديرات عامة مع هوامش خطأ كبيرة‪.‬‬ ‫نوع من القائمة الحمراء لألنواع المهددة باالنقراض‬

‫بلشون الصخر‬
‫مصادر البيانات الواردة في هذا الكتاب‬ ‫الحجم والوزن وطول الجناح‬
‫تم استخدام أكثر من ‪ 700‬مخطوطة وكتاب علمي في‬ ‫تم اقتباس القياسات الخاصة بحجم الجسم والوزن‬
‫تحرير هذا الكتاب‪ ،‬وكلها مذكورة في قسم المراجع في‬ ‫وطول الجناح من دليل طيور العالم(‪ ،)6‬مع مراعاة‬
‫نهاية كل مجلد‪ .‬ولمزيد من المعلومات العامة حول‬ ‫أي‬
‫التحديثات في سجالتنا الخاصة عند االقتضاء‪ .‬وفي ّ‬
‫طيور المملكة‪ ،‬تكرر استخدامنا للمصادر الرئيسة التالية‬ ‫تحليالت تعتمد على كتلة الجسم أو حجمه‪ ،‬تم استخدام‬
‫التي نوصي بالرجوع إليها بشدة‪:‬‬ ‫متوسط وزن أو طول الذكور واإلناث‪.‬‬

‫• أطلس الطيور المتكاثرة في شبه الجزيرة‬ ‫تحليالت األرقام والبيانات‬


‫العربية (‪Jennings )2010‬‬ ‫تستند جميع تحليالت األرقام والبيانات في هذا المجلد‬
‫جمعية الطيور العالمية‪www.birdlife.org :‬‬ ‫• ‬ ‫إلى البيانات الواردة في المجلد ‪ ،2‬ما لم يُذكر خالف ذلك‪.‬‬
‫• الطيور في السعودية‪:‬‬
‫‪www.birdsofsaudiarabia.com‬‬ ‫خرائط التوزيع‬
‫دليل طيور العالم‪www.hbw.com :‬‬ ‫• ‬ ‫لألنواع‬ ‫النطاقية‬ ‫للخرائط‬ ‫السعودية‬ ‫المكونات‬
‫ّ‬
‫• القائمة الحمراء لألنواع المهددة باالنقراض‬ ‫المتوطنة في الفصل ‪ 6‬مأخوذة من المجلد ‪ ،2‬ومرفق‬
‫الصادرة عن االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‪:‬‬ ‫بكل نوع نطاق االرتفاع الخاص به‪.‬‬
‫‪www.iucnredlist.org‬‬ ‫كما تــم تعديل الــنــطــاقــات خ ــارج المملكة العربية‬
‫• جمعية علم الطيور في الشرق األوسط‬ ‫السعودية مــن ُكت ِّيب طــيــور الــعــالــم‪ ،‬ومــرفــق بكل نوع‬
‫والقوقاز وآسيا الوسطى‪www.osme.org :‬‬ ‫نطاق االرتفاع الخاص به كذلك‪.‬‬

‫أطيش بني‬
‫تمير فلسطيني‬

‫قواعد مراقبة‬
‫الطيور‬
‫اختيار الموقع األمثل ألعشاشها بما يوازن بين سالمة‬ ‫أجل ضــمــان اســتــدامــة مــراقــبــة الــطــيــور وتصويرها‬ ‫من‬
‫المأوى وسهولة الوصول والحماية من الحيوانات‬ ‫فوتوغرافي ًا من دون إلحاق األذى بها‪ ،‬يتع ّين على مراقبي‬
‫المفترسة‪ .‬وبالتالي؛ فــإن تعديل الغطاء النباتي‬ ‫ومــح ـ ّبــي الطبيعة التمسك بــمــبــادئ أساسية‬
‫الــطــيــور ُ‬
‫حول العش يمكن أن يُع ِّرض العش إلى الكثير من‬ ‫بسيطة للغاية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أشعة الشمس‪ ،‬أو الرياح‪ ،‬أو يكشف موقعه للحيوانات‬
‫المفترسة‪ ،‬ولكل ذلك عواقبه الوخيمة‪ .‬ويمكن أن‬ ‫‪ .1‬سالمة الطيور أولوية قصوى في جميع األوقات‪:‬‬
‫يُخ ِّلف السير المتكرر إلى العش آثاراً للقدمين أو رائحة‪،‬‬ ‫ســامــة الــكــائــنــات الــحــيــة عــمــومـ ًا ال بــد أن تبقى في‬
‫تتبعها الحيوانات المفترسة كالثعالب والقطط‬ ‫المرتبة األولى دائماً‪.‬‬
‫والكالب‪ .‬وهكذا‪ ،‬يمكن القول إنه ال يوجد أبداً ما يُب ِّرر‬ ‫‪ .2‬تفادي مضايقة الطيور للحصول على رؤية أفضل‪:‬‬
‫تعديل وضع العش‪ ،‬أو مداخله‪.‬‬ ‫مضايقة الطيور تسبب لها اإلجــهــاد واألذى‪ .‬لذلك؛‬
‫‪ .5‬تفادي إزعاج األنواع المهددة‪ :‬مما ال شــك فيه أن‬ ‫ـمــة أعشاشها‬ ‫ينبغي عــدم ُمبا َغ َتة الطيور‪ ،‬أو ُمـ َ‬
‫ـداهـ َ‬
‫الطيور المهددة تتصف بندرتها والميل نحو تناقص‬ ‫إلجبارها على الطيران فقط لغرض التقاط صورة ما‪،‬‬
‫تعداداتها‪ ،‬وبالتالي فإنه من األهمية بمكان أال نزيد‬ ‫لكون الطيران من العمليات التي تستنفد طاقتها‪.‬‬
‫الضغوط على وجــودهــا شــديــد الــوهــن فــي األصــل‪.‬‬ ‫داع عملية مجهدة‬
‫وإجبارها على الطيران من دون ٍ‬
‫وفــي كــل األحـ ــوال‪ ،‬علينا جميع ًا أن نبحث عــن هذه‬ ‫(أي التي‬
‫بكل تــأكــيــد‪ .‬يكفي الــطــيــور الــتــي تشهق ّ‬
‫الطيور النادرة ونستمتع بمشاهدة سحرها الخالب‪،‬‬ ‫تبقي أفواهها فاغرة عن آخرها) ما تُ ْبديه بالفعل من‬
‫وال مانع من تصويرها‪ ،‬وبعد ذلك نتركها بسالم راجين‬ ‫عالمات اإلجهاد الــحــراري‪ ،‬وبالتالي فــإن التسبب في‬
‫لها طول البقاء‪ ،‬مع العلم أنه سيتم تسليط الضوء‬ ‫إزعاجها يزيد من احتمالية موتها بشكل كبير‪.‬‬
‫على األنواع المهددة في ثنايا هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪ .3‬عدم إزعاج الطيور في أعشاشها أثناء التكاثر‪ :‬الحد‬
‫‪ .6‬تفادي إزعــاج األنــواع المهاجرة‪ :‬معظم الطيور‬ ‫األدنــى من اإلزعــاج يمكن أن يــؤدي بالطيور إلى هجر‬
‫المهاجرة تقطع آالف الكيلومترات لــلــوصــول إلى‬ ‫أعشاشها وبيوضها وحتى فِراخها‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫المملكة‪ .‬قد تكون متعبة للغاية وبحاجة ماسة إلى‬ ‫يمكن أن يتسبب طرد الطيور من األعشاش في زيادة‬
‫الطعام والراحة قبل استئناف رحالتها الطويلة‪ .‬كما‬ ‫درجة حرارة البيض وصو ًال إلى الحد ُ‬
‫المهلِك‪ ،‬ما يؤدي‬
‫يكون الكثير منها على شفا اإلنــهــاك‪ ،‬مــا يعني أن‬ ‫إلى فشل عملية التكاثر في تلك السنة (جدير بالذكر‬
‫إزعاجها قد يؤدي إلى هالكها‪.‬‬ ‫أن معظم الطيور تُتاح لها فرص للتكاثر محدودة جداً)‪.‬‬
‫ـد طيور‬ ‫‪ .7‬تفادي إزعاج طيور األراضــي الرطبة‪ :‬تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫وإذا تَ َع ّذر على الطيور رعاية فِرا ِخها لفترة ما‪ ،‬حتى وإن‬
‫األراضـ ــي الــرطــبــة شــديــدة الــوهــن‪ ،‬وال تتحمل أدنــى‬ ‫كانت وجيزة‪ ،‬فإن ال ِفراخ قد تهلك‪ ،‬أو عندما تبدأ في‬
‫إزعــاج‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكنك النظر إليها من مسافة بعيدة‬ ‫الطيران تكون بــوزن خفيف‪ ،‬ما يق ّلص من احتمالية‬
‫باستخدام منظار‪ُ ،‬مستفيداً مــن تمويه الــطــيــور‪ ،‬أو‬ ‫نجاتها من شتائها األول‪.‬‬
‫ُم ِّ‬
‫تخفي ًا وراء غطاء نباتي طبيعي أثناء مراقبتها‪.‬‬ ‫‪ .4‬تفادي تعديل الموئل حول العش‪ :‬تعمد الطيور إلى‬
‫الطعام‪ ،‬أو االستعراض لغرض التكاثر‪ ،‬أو الدفاع عن‬ ‫‪ .8‬تفادي إزعاج البوم وطيور السبد‪ :‬يُحْ َ‬
‫ظ ُر طرد طيور‬
‫مناطقها‪ ،‬أو حتى رعــايــة صــغــارهــا‪ .‬كما أن معظم‬ ‫البوم من مجاثمها في النهار‪ ،‬فأعين البوم متكيفة‬
‫الطيور ليس لديها ما يكفي من الوقت لممارسة‬ ‫بإحكام مع الرؤية الليلية‪ .‬وإن حالفك الحظ ووجدت‬
‫هذه النشاطات كل يوم‪ ،‬وال يسعها استنفاد طاقة‬ ‫إحدى هذه الطيور خالل النهار‪ ،‬فإنه لن يسعك سوى‬
‫إضافية فــي مــطــاردة أشــبــاح الطيور خــارج مناطقها‪.‬‬ ‫مراقبتها وتصويرها‪ ،‬ثم تركها وشأنها‪ .‬نحن ننظر إلى‬
‫على نحو متصل‪ ،‬يحظر استخدام تسجيالت الطيور‬ ‫مراقبة هذه الطيور وتصويرها لي ً‬
‫ال على أنه تح ٍّد ممتع‬
‫لجذبها في موسم التكاثر ألن من شأن هذا األمــر أن‬ ‫الختبار مهاراتنا وشحذها‪.‬‬
‫يتسبب في هجرها ألعشاشها‪.‬‬ ‫‪ .9‬االعتدال في استخدام األضواء‪ :‬قم بتسليط الضوء‬
‫‪ .12‬الحرص على جمع المخلفات والتخلص منها‬ ‫ـوان م ــع ــدودة فــقــط‪ ،‬ألن‬
‫الــكــاشــف عــلــى الــطــيــور ل ــث ـ ٍ‬
‫بشكل صحيح‪ :‬يتع ّين باستمرار الحرص على إعادة‬ ‫تسليط الضوء على الطيور والحيوانات التي تنام أو‬
‫تــدويــر أكــبــر ق ــدر ممكن مــن الــنــفــايــات مــتــى تــوافــرت‬ ‫تعمد إلى الراحة يزعجها‪ ،‬ويؤثر في قدرة الطيور التي‬
‫اإلمــكــانــات لفعل ذل ــك‪ .‬ول ــدى االنــتــهــاء مــن مراقبة‬ ‫ال على اإلبصار‪ .‬وربما يؤدي استخدام الضوء‬ ‫تنشط لي ً‬
‫الطيور‪ ،‬ينبغي أن تعتبر نفسك ضيف ًا في الموئل‬ ‫الكاشف بالقرب من العش أيضاً‪ ،‬إلــى هجر الطيور‬
‫الــذي تعتمد عليه الطيور من أجل بقائها‪ ،‬وال بد من‬ ‫ألعشاشها‪ ،‬أو سقوط الفراخ الصغيرة منها‪.‬‬
‫الحد من التأثير البشري في تلك الموائل‪.‬‬ ‫‪ .10‬التزام الحركة الهادئة والبطيئة لتفادي إزعاج‬
‫ـد للبقاء‪ ،‬حيثما أمــكــن‪ ،‬على الطرق‬‫هـ ْ‬
‫الطيور‪ :‬جــا ِ‬
‫وفــق ـ ًا لــذلــك‪ ،‬عــمــدنــا فــي ه ــذا الــكــتــاب إل ــى تضمين‬ ‫ومسارات الهجرة المحددة لتج ّنب إتالف الموائل التي‬
‫الصور الفوتوغرافية التي اتُب ِ َعت في التقاطها المبادئ‬ ‫تستخدمها الطيور‪.‬‬
‫ّ‬
‫توخينا استخدام صور ألعشاش لم‬ ‫المذكورة أعــاه‪ .‬كما‬ ‫‪ .11‬عدم اإلفراط في تشغيل تسجيالت أصوات الطيور‬
‫أي صــور لبيوض أو فِــراخ‬
‫تتعرض لــإزعــاج‪ .‬فيما تفادينا ّ‬ ‫أو نداءاتها‪ :‬بغض النظر عن مدى المتعة التي يوفرها‬
‫منفردة‪ ،‬أو بومة تم طردها من مجثمها النهاري‪ ،‬أو طيور‬ ‫تشغيل نــداءات الطيور مــراراً وتــكــراراً للمساعدة في‬
‫المصور أثناء التقاط صور ها‪ .‬وجميع الصور في‬
‫ّ‬ ‫أزعجها‬ ‫الحصول على ذاك المنظر‪ ،‬أو تلك الصورة المثالية‪،‬‬
‫ط ـ ّيــات هــذا الــكــتــاب عــبــارة عــن صــور لطيور فــي موائلها‬ ‫فإن هذا الفعل يصرف انتباه الطيور المناطقية عن‬
‫الطبيعية أثناء ممارستها لحياتها الطبيعية بكامل حريتها‪.‬‬ ‫الــنــشــاطــات األخـ ــرى األكــثــر أهــمــيــة‪ ،‬مــثــل الــبــحــث عن‬

‫تمير وادي النيل‬


‫العقعق العسيري من الطيور المتوطنة‬
‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬وأحد‬
‫أكثر أنواع الطيور قريب من التهديد‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫تنوع الطيور وأوضاعها في‬


‫المملكة العربية السعودية‬

‫النقاط األساس‬

‫• يبلغ تعداد أنواع الطيور المسجلة بالتحديد في المملكة ‪ 499‬نوعاً‪.‬‬

‫• ‪ 401‬نوع من الطيور المقيمة أو المهاجرة و‪ 11‬من الطيور النادرة تظهر بشكل منتظم في المملكة‪ ،‬في حين يزورها ‪ 87‬نوع ًا من الطيور الشاردة‪.‬‬

‫• ‪ 19‬نوع ًا متوطنة‪ ،‬أو شبه متوطنة في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫• ‪ 219‬نوع ًا تتكاثر في المملكة‪.‬‬

‫• ‪ %23‬من جميع األنواع المتكاثرة تتضمن أقل من ‪ 100‬زوج متكاثر سنوياً‪.‬‬

‫• ‪ %25‬من أنواع طيور المملكة في تزايد‪ ،‬و ‪ %21‬منها في انخفاض‪.‬‬

‫• تُوجد األنواع المتزايدة في الموائل االصطناعية عادةً ‪ ،‬في حين تكثر مشاهدة األنواع المتناقصة في الموائل الطبيعية‪.‬‬

‫• تميل الطيور الكبيرة إلى التناقص بسرعة أكبر من الطيور الصغيرة‪.‬‬

‫• يُوجد ‪ 29‬نوع ًا مهدداً مناطقياً‪ ،‬و‪ 17‬نوع ًا مهدداً عالمياً‪.‬‬

‫• قد تنقرض أربعة أنواع محلياً‪ ،‬في حين نجد نوعين أو أكثر مهددة بخطر االنقراض محلياً‪.‬‬
‫ا لجــد و ل ‪ :1‬تنــوع طيور الســعودية من األنواع المتكاثرة‬ ‫التنوع المذهل للطيور‬ ‫رفراف أبقع؛ أحد أنواع الطيور التي‬
‫تم تسجيلها في المملكة العربية‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫وغير المتكاثرة‬
‫ً‬
‫نوعا‪.‬‬ ‫السعودية‪ ،‬والتي تصل إلى ‪499‬‬
‫المتكاثرة ‬ ‫األنواع‬
‫‪1 62‬‬ ‫األنواع المحلية المقيمة المتكاثر ة‬ ‫عــلــى خـ ــاف ال ــت ــوق ــع ــات‪ ،‬تــحــتــضــن الــمــمــلــكــة الــعــربــيــة‬
‫‪11‬‬ ‫األنواع غير المحلية المقيمة المتكاثر ة‬ ‫السعودية ع ــدداً كبيراً مــن الــطــيــور‪ ،‬إذ يــوجــد على وجه‬
‫‪46‬‬ ‫األنواع المهاجرة المتكاثر ة‬ ‫اليقين ‪ 499‬نــوع ـ ًا مــن الــطــيــور مسجلة فــي المملكة‬
‫‪219‬‬ ‫ ‬ ‫(الــجــدول ‪ .)1‬منها مــا ال يقل عــن ‪ 401‬مــوجــودة بشكل‬
‫األنواع غير المتكاثرة ‬ ‫منتظم‪ ،‬إلى جانب ‪ 11‬نوع ًا نادراً‪ ،‬بينما تم تسجيل ‪ 87‬نوع ًا‬
‫‪52‬‬ ‫الشتاء ‬ ‫األنواع الزائرة في‬ ‫ـد حالي ًا من الطيور‬ ‫في أقــل من ‪ 10‬مناسبات‪ ،‬ولهذا تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬
‫‪49‬‬ ‫األنواع المهاجرة العابر ة‬ ‫الشاردة (انظر المجلد ‪ .)2‬وهــذا العدد آخذ في النمو مع‬
‫‪88‬‬ ‫األنواع الزائرة في الشتاء واألنواع المهاجرة العابر ة‬ ‫إبــاغ مراقبي الطيور عن مشاهداتهم طــيــوراً نــادرة في‬
‫‪4‬‬ ‫العام ‬ ‫األنواع الزائرة طوال‬ ‫عديد من المناطق النائية في هذا البلد الرائع‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫الشاردة ‬ ‫األنواع‬ ‫كما هــو مب ّين فــي الشكل ‪ ،1‬يمكن الــعــثــور على‬
‫‪280‬‬ ‫ ‬ ‫الطيور في مختلف أرجــاء المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪499‬‬ ‫ي‬
‫اإلجمال ‬ ‫ومــن خــال توضيح خرائط النطاق لكل نــوع من الطيور‬
‫(انظر المجلد ‪ ،)2‬قمنا بوضع خرائط حرارية لتنوع الطيور‬
‫مختلفة في قلب الصحراء‪ .‬وبطبيعة الحال؛ فإن الجفاف‬ ‫فــي الــمــمــلــكــة‪ .‬فــالــمــنــاطــق الــتــي تشهد ح ــض ــوراً أوســع‬
‫الكبير الذي تشهده منطقة الربع الخالي ينجم عنه قلة‬ ‫لمختلف فصائل الطيور تظهر بلون أكثر حمرة‪ ،‬في حين‬
‫أنواع الطيور الموجودة فيها‪ ،‬ورغم ذلك‪ ،‬هناك نحو ‪145‬‬ ‫تظهر المناطق التي تشهد تعداداً أقل من فصائل الطيور‬
‫نوع ًا من الطيور (أغلبها مهاجر عابر) يمكن العثور عليها‬ ‫باللون األخــضــر‪ .‬وتوجد أكثر شريحة من فصائل الطيور‬
‫في المنطقة طوال العام‪.‬‬ ‫عند السواحل وفــي محيط مدينة الرياض (نظراً لوجود‬
‫يشكل وجود ‪ 401‬طائر من األنواع‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫مجمعات مــيــاه الــصــرف الصحي المعالجة والمناطق‬
‫األصيلة‪ ،‬أو المهاجرة فــي رحــاب المملكة‪ ،‬قائمة مثيرة‬ ‫الزراعية) وفي المرتفعات الجنوبية الغربية وضمن مواقع‬

‫األنواع‬
‫‪293‬‬

‫‪145‬‬

‫الشكل ‪ :1‬خريطة حرارية لتعداد الطيور في المملكة العربية السعودية‪ .‬المناطق باللون األحمر تشير إلى تعداد أكبر من أنواع الطيور‪ ،‬في حين تشير المناطق باللون األخضر إلى‬
‫ً‬
‫نوعا في جبال عسير‪.‬‬ ‫تعداد أنواع طيور أقل‪ .‬وأقل عدد من أنواع الطيور الموجودة في مناطق المملكة تم تسجيله هو ‪ 145‬بمنطقة الربع الخالي‪ ،‬في حين كان أكبر عدد هو ‪293‬‬

‫‪3‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪2‬‬
‫مطرقي الرأس؛ طائر ينتمي إلى‬
‫ُجنيس من الطيور ُيعرف باسم‬
‫البجعيات‪ .‬وتحتضن المملكة العربية‬
‫ً‬
‫جنسا‬ ‫السعودية ‪ 25‬من أصل ‪36‬‬
‫ً‬
‫مختلفا من الطيور في العالم‪.‬‬

‫بومة أذناء‪ ،‬واحدة من‬


‫ً‬
‫شاردا على‬ ‫ً‬
‫نوعا‬ ‫‪87‬‬
‫األقل في المملكة‪.‬‬

‫لــإعــجــاب‪ ،‬ال س ّيما إذا تمت مقارنة هــذا الــرقــم بالبلدان‬ ‫‪500‬‬

‫األخـ ــرى‪ .‬وعــنــد األخ ــذ باالعتبار مساحة المملكة العربية‬ ‫‪450‬‬

‫السعودية البالغة ‪ 2,149,690‬كيلومتراً مربعاً‪ ،‬حيث تُ َع ُّد‬ ‫‪400‬‬

‫أنواع الطيور لكل مليون كليومتر مربع‬


‫واح ـ ً‬
‫ـدة مــن أكــبــر ال ــدول على وجــه األرض‪ ،‬فلنا أن نتوقع‬ ‫‪350‬‬

‫‪300‬‬
‫تنوع كبير للطيور داخــل هــذه المساحة البرية الكبيرة‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫ويوضح الشكل ‪ 2‬عدد أنــواع الطيور المسجلة بانتظام‬
‫‪200‬‬
‫داخل أكبر دول العالم مقسومة على المساحة الكلية‬
‫‪150‬‬
‫لــكــل بــلــد بــهــدف الــوصــول إل ــى مــقــيــاس نسبي لتنوع‬
‫‪100‬‬
‫الــطــيــور‪ .‬وبمطالعة الشكل‪ ،‬يتبين لنا أنــه على الرغم‬
‫‪50‬‬
‫من أن المملكة العربية السعودية ليس فيها عدد هائل‬
‫‪0‬‬
‫مــن الطيور‪ ،‬مثل بعض ال ــدول األخ ــرى‪ ،‬ال س ّيما البلدان‬

‫الواليات المتحدة األميركية‬


‫الكونغو‬

‫األرجنتين‬

‫الهند‬

‫البرازيل‬

‫السعودية‬

‫كازاخستان‬

‫الجزائر‬

‫الصين‬

‫أستراليا‬

‫كندا‬

‫جرينالند‬

‫روسيا‬
‫االســتــوائــيــة الــكــبــرى‪ ،‬مثل الهند واألرجــنــتــيــن وجمهورية‬
‫الكونغو الديمقراطية‪ ،‬إال أنه يوجد فيها أنواع من الطيور‬
‫لكل كيلومتر مربع أكثر من دول مثل أستراليا والواليات‬
‫المتحدة األميركية‪ .‬كما نجد أنها تتساوى مــع البرازيل‬
‫تقريب ًا في عدد األنواع لكل وحدة مساحية‪ .‬بكلمات أخرى‪،‬‬
‫الشكل ‪ :2‬التنوع النسبي ألنواع الطيور في أكبر ‪ 13‬بلداً على وجه األرض‬
‫يمكننا القول إنه في حين أن أراضي المملكة تتألف في‬
‫معظمها من صحراء جــرداء‪ ،‬إال أنها ال تُ َع ُّد مهجورة بكل‬ ‫ُيقاس التنوع النسبي بقسمة مساحة كل بلد على عدد الطيور المسجلة فيه بانتظام‬
‫تأكيد‪ .‬فهي تحتضن مجموعة غنية ورائعة من الطيور‪،‬‬ ‫وضرب الناتج في مليون‪ ،‬للحصول على عدد أنواع الطيور لكل مليون كيلومتر مربع‪ ،‬علماً‬
‫وبالقدر نفسه‪ ،‬تضم مجموعة من الــزواحــف والثدييات‬ ‫أن بيانات تنوع الطيور في الـ ‪ 12‬بلداً األخرى تم استياقها من جمعية الطيور العالمية‬
‫والنباتات أيضاً‪.‬‬ ‫(‪.)2019b‬‬

‫‪5‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪4‬‬
‫بفضل موقعها الجغرافي‪،‬‬ ‫شقراق أوروبي‬ ‫حين نتجه إلى الشرق والجنوب الشرقي‪ ،‬ويتضح هذا جلي ًا‬ ‫ما سبب وجود الكثير من الطيور‬
‫في المملكة؟‬
‫عمدت طيور من الهند‬
‫في األنــواع الثالثة الملونة من طائر الشقراق الموجودة‬
‫وأفريقيا وأوراسيا إلى تأسيس‬
‫مجتمعات لها في المملكة‬ ‫بالمملكة؛ فالشقراق الحبشي (الذي يعود في نشأته إلى‬
‫العربية السعودية‪ ،‬مثل‬
‫المنطقة األفريقية االستوائية) يظهر بكثرة في جنوب غرب‬ ‫التنوع المذهل للطيور المسجلة في المملكة هو ‪ -‬في‬
‫الشقراق الهندي والشقراق‬
‫الحبشي والشقراق األوروبي‪،‬‬ ‫المملكة‪ ،‬بينما يوجد الشقراق الهندي (نشأ في منطقة‬ ‫معظمه ‪ -‬نتيجة للجغرافيا األحيائية على صعيد العالم‪.‬‬
‫على التوالي‪.‬‬ ‫رئيس في المنطقة الشرقية‪ ،‬في‬ ‫بشكل‬ ‫ماليو الهندية)‬ ‫فشبه الجزيرة العربية تقع على مفترق طــرق بين أوروبــا‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حين ينتشر الشقراق األوروبي على نطاق واسع عند االنتقال‬ ‫وأفريقيا وآسيا وشبه القارة الهندية‪ .‬وقد توطنت بعض‬ ‫تم تسجيل‬
‫من الشمال‪.‬‬ ‫أنــواع الطيور شبه الجزيرة العربية بشكل طبيعي على‬ ‫‪ 499‬نوع ًا من‬
‫عــ ً‬
‫ـاوة عــلــى ذلـ ــك‪ ،‬ف ــإن طــبــيــعــة الــمــمــلــكــة الــعــربــيــة‬ ‫مــدار آالف السنين‪ ،‬وال تــزال تفعل ذلــك‪ .‬ويتجلى أثــر ذلك‬
‫الطيور المذهلة في‬
‫السعودية توفر الوسط المالئم لدعم مجموعة كبيرة من‬ ‫حين نسافر إلى الغرب والجنوب الغربي‪ ،‬حيث نجد عدداً‬
‫الطيور‪ ،‬وذلــك ألن المملكة نفسها تتألف من مجموعة‬ ‫كبيراً من الطيور ذات األصــول األفريقية االستوائىة‪ ،‬في‬ ‫المملكة العربية‬
‫متنوعة من النظم البيئية‪ ،‬تــراوح بين الصحارى القاحلة‬ ‫حين أننا إذا تحركنا إلى الشمال والشمال الشرقي سنجد‬ ‫السعودية‪.‬‬
‫إلى المناطق الجبلية الرطبة نسبي ًا‪ ،‬ومن الجزر المرجانية‬ ‫المزيد من الطيور األورو آسيوية ‪ -‬البالياركتيكية‪ ،‬بينما‬
‫إلــى الــســهــول الصخرية الــشــاســعــة‪ .‬وكــل نــوع مــن هذه‬ ‫نجد المزيد من الطيور الهندية ‪ -‬الماليزية (انظر الشكل ‪)3‬‬

‫شقراق حبشي‬ ‫شقراق هندي‬

‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬

‫فــي الــشــمــال ومــواطــنــهــا الشتوية فــي الــجــنــوب‪ .‬فعلى‬ ‫النظم البيئية يحتضن مجموعة مختلفة من الطيور‪ ،‬كل‬
‫سبيل المثال‪ ،‬تهاجر الطيور القادمة من أيسلندا وبريطانيا‬ ‫يترعرع في نظام بيئي محدد‪ ،‬ما يؤدي إلى وجود مجموعة‬
‫والنرويج (فــي الــغــرب)‪ ،‬ومــن سيبيريا وأالسكا وكندا (في‬ ‫انتقائية من األنــواع في جميع مناطق المملكة (الفصل‬
‫الشرق) عبر المملكة في طريقها إلى الهند أو أفريقيا‪.‬‬ ‫الــثــالــث)‪ .‬فــي الــوقــت ذاتـ ــه؛ تــوجــد مجموعة مــن الطيور‬
‫ولكون المملكة العربية السعودية تقع أيض ًا ضمن‬ ‫أي‬
‫المتوطنة في شبه الجزيرة العربية فقط‪ ،‬وليس في ّ‬
‫المناطق االستوائية‪ ،‬فإنها تستضيف أنواع ًا من الشمال‬ ‫مكان آخر على األرض (الفصل الــســادس)‪ .‬وبصرف النظر‬
‫(أوراس ــي ــا) لقضاء فصل الشتاء بالمملكة‪ ،‬إلــى جانب‬ ‫عــن أن هــذه الطيور المتوطنة يمكن العثور عليها في‬
‫بعض األنواع من الجنوب (أفريقيا والهند) للتكاثر فيها‪.‬‬ ‫معظم أنحاء المملكة العربية السعودية‪ ،‬إال أنها موجودة‬
‫بــوفــرة فــي المرتفعات الجنوبية الغربية‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫الطيور المتكاثرة‬ ‫األنواع معزولة وراثي ًا في سالسل الجبال الوعرة والنائية‪.‬‬
‫يتكاثر ما ال يقل عن ‪ 219‬نوع ًا من الطيور‪ ،‬وهي تمثل أكثر‬ ‫إضــافـ ًـة إلــى ذل ــك‪ ،‬تــتــشــارك الــطــيــور المتكاثرة التي‬ ‫د‬

‫من ‪ %53‬من جميع طيور المملكة الموجودة بانتظام‬ ‫تتوطن المملكة العربية السعودية ‪ -‬هذا البلد الصحراوي‬
‫الشكل ‪ :3‬أثر الجغرافيا األحيائية العالمية على الطيور في المملكة العربية السعودية‪ .‬تشير المناطق ذات اللون الغامق بشدة إلى تنوع أكبر في أنواع الطيور‪( .‬أ) توجد الطيور‬
‫(الفصل الــرابــع)‪ .‬ومــن بين هــذه الطيور المتكاثرة‪173 ،‬‬ ‫شاسع المساحة ‪ -‬مع ماليين الطيور التي تعبر أراضيه في‬
‫المدارية األفريقية في المنطقة الغربية (باللون األحمر) بشكل غالب‪( .‬ب) تُ عد الطيور المهاجرة من المناطق معتدلة المناخ (باللون األزرق) رائجة في المناطق الشمالية‪( .‬ج) توجد‬
‫نوع ًا من الطيور المقيمة على مدار السنة‪ ،‬في حين يهاجر‬ ‫طريق هجرتها كل عام‪ ،‬حيث تتنقل بين مناطق تكاثرها‬ ‫الطيور المهاجرة من إندونيسيا وماليزيا (باللون األخضر) في المناطق الشرقية غالباً ‪( .‬د) خريطة مركبة تظهر التوزيع الجغرافي األحيائي في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪6‬‬
‫إلى المملكة ‪ 46‬نوع ًا للتكاثر بعد أن يكون قد أمضى‬ ‫طائر نكات أبقع‪ ،‬واحد من‬
‫أصل ‪ 219‬نوعاً على األقل‬
‫المواسم األخــرى خارج حدود شبه الجزيرة العربية‪ .‬إضافة‬
‫تتكاثر في المملكة العربية‬
‫إلى ذلــك‪ ،‬يوجد عدد متنوع وكبير من الطيور المقيمة‬ ‫السعودية‪.‬‬

‫المتكاثرة فــي المرتفعات الغربية وتهامة والمناطق‬


‫الغنية بمصادر الغذاء حول الرياض (انظر الشكل ‪.)4‬‬
‫إن مــعــظــم األن ـ ــواع الــمــهــاجــرة الــبــالــغ تــعــدادهــا ‪،46‬‬
‫تصل من أفريقيا (بالتحديد أقصى الجنوب من مدغشقر‬
‫وموزمبيق)‪ ،‬أو مــن الهند‪ .‬وتتكاثر أربــعــة أن ــواع مــن طائر‬
‫الخرشنة في السعودية بعد أن تكون قد قضت أشهراً‬
‫عدة بحث ًا عن الطعام في بحر العرب والمحيط الهندي‪،‬‬
‫وال يخلو األمــر مــن قضائها شيئ ًا مــن فصل الشتاء في‬
‫أماكن بعيدة جداً‪ ،‬مثل اليابان‪ .‬كما أن عديداً من الطيور‬
‫المهاجرة المتكاثرة هي من الطيور البحرية‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن أغلبيتها توجد عند المناطق الساحلية‪ ،‬خاصة شمال‬
‫البحر األحمر‪ .‬ويظهر عدد ال بأس به من الطيور المهاجرة‬
‫األنواع‬ ‫المتكاثرة حــول الــريــاض‪ .‬وليس مــن المستغرب أيض ًا‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫أال تهاجر الطيور إلى الربع الخالي للتكاثر (انظر الشكل ‪.)5‬‬
‫ويوجد ‪ 17‬نوع ًا من الطيور أيضاً‪ ،‬يمكن اعتبارها ضمن‬
‫سجّ لت هذه الطيور‬
‫األنــواع المتكاثرة في المملكة‪ .‬وقد ُ‬
‫على أنــهــا تــبــدي ســلــوك اســتــهــال مــوســم الــتــكــاثــر‪ ،‬مثل‬
‫عروض التودد والتوليف والغناء‪ ،‬في فصل الربيع‪ ،‬ما يشير‬
‫إلــى أن هــذه الطيور ربما تكون تتكاثر من حين آلخــر في‬
‫‪1‬‬
‫المملكة من دون أن يتم رصدها‪ ،‬أو اإلبالغ عنها‪ .‬وتشمل‬
‫الشكل ‪ :5‬خريطة حرارية لتنوع أنواع الطيور المهاجرة المتكاثرة‪ .‬تشير المناطق األكثر احمراراً إلى تعداد أكبر لألنواع المهاجرة المتكاثرة‪ ،‬في حين تشير المناطق األكثر اخضراراً إلى‬
‫تعداد أقل لألنواع المهاجرة المتكاثرة‪ .‬كما تشير المناطق باللون الرمادي إلى انعدام الطيور المهاجرة المتكاثرة‪ .‬وتُ ظهر منطقة البحر األحمر وجود أكبر عدد من األنواع المهاجرة المتكاثرة‬
‫ً‬
‫نوعا‪.‬‬ ‫والبالغ عددها ‪14‬‬

‫شمعي المنقار العربي‪،‬‬


‫طائر متوطن في الجبال‬
‫الجنوبية الغربية من المملكة‬
‫العربية السعودية واليمن‪.‬‬

‫األنواع‬
‫‪86‬‬

‫‪3‬‬

‫الشكل ‪ :4‬خريطة حرارية لتنوع أنواع الطيور المتكاثرة المقيمة في المملكة‪ .‬المناطق األكثر احمراراً تشير إلى تعداد أكبر لألنواع المقيمة المتكاثرة‪ ،‬في حين تشير المناطق األكثر اخضراراً إلى‬
‫تعداد أقل لألنواع المقيمة المتكاثرة‪ .‬وقد يكون أقل عدد لألنواع المتكاثرة في المملكة هو ‪ ،3‬في حين أن أكبر عدد األنواع المتكاثرة هو ‪ 86‬في جبال عسير‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪8‬‬


‫الــمــحــلــيــة‪ .‬عــلــى سبيل الــمــثــال‪ ،‬قــد تــتــفــوق بــعــض هــذه‬ ‫هــذه القائمة المثيرة لإلعجاب من الطيور المتكاثرة ‪15‬‬
‫الطيور الغريبة على المحلية في عملية الحصول على‬ ‫نوع ًا متوطن ًا في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وأربعة أنــواع أخرى‬
‫الطعام أو التعشيش‪ ،‬أو حتى قد تقوم بنشر مرض ُم ْع ٍد‬ ‫(أي أن أكثر من ‪ %98‬من تعدادها العالمي‬
‫شبه متوطنة ّ‬
‫ال يمكن للطيور المحلية أن تتحمله‪ .‬ولــحُ ــســن الحظ‪،‬‬ ‫يتكاثر في شبه الجزيرة العربية)‪ .‬وفي حين يمكن العثور‬
‫تتألف معظم هــذه األن ــواع الغريبة من ‪ 500‬زوج متكاثر‬ ‫على نوع واحــد على أقل تقدير من الطيور المتوطنة‪ ،‬أو‬
‫أو أقل‪ ،‬خمسة أنواع منها تشتمل بالفعل على أقل من‬ ‫شبه المتوطنة فــي جميع مناطق المملكة‪ ،‬باستثناء‬
‫‪ 40‬زوج ـ ًا متكاثراً سنوي ًا في المملكة (انظر الجدول ‪،)2‬‬ ‫صــحــراء الــربــع الــخــالــي‪ ،‬ف ــإن أغلبيتها (‪ )19/16‬تــوجــد في‬
‫وقد ال يكون هذا كافي ًا لإلبقاء على تعداد ُمستدام من‬ ‫منطقة جبل عسير (انظر الشكل ‪ .)6‬وتكفي اإلشــارة إلى‬
‫التكاثر على المدى الطويل‪.‬‬ ‫أن أحــد هــذه الطيور‪ ،‬وهــو العقعق العسيري‪ ،‬يوجد فقط‬
‫تــجــدر اإلش ـ ــارة إل ــى نــوعــيــن مــن الــطــيــور ضــمــن هــذه‬ ‫في جبال عسير وال يمكن رؤيته في أيّ مكان آخر على وجه‬
‫القائمة؛ األول طائر الخضاري الذي ظهر بشكل طبيعي‬ ‫األرض‪ .‬على نحو متصل‪ ،‬تضم قائمة الطيور المقيمة‬
‫في المملكة ضمن أنــواع الطيور غير المتكاثرة‪ ،‬لكنها‬ ‫المتكاثرة البالغ عددها ‪ 175‬أيــضـاً‪ 36 ،‬طــائــراً فرعي ًا (تحت‬
‫تــتــزاوج مــع مجموعة مــن الــطــيــور المتكاثرة‪ .‬أمــا الثاني‬ ‫النوع ‪ 29 ،)Subspecies‬منها على األقل تُ َع ُّد طيوراً متوطنة‬
‫البلبل أبيض األذن الــذي قد يكون مقيم ًا في المناطق‬ ‫و‪ 7‬شبه متوطنة فــي شبه الــجــزيــرة العربية‪ .‬هــذه األن ــواع‬
‫الشرقية بالمملكة وبأعداد قليلة‪ ،‬غير أن أعدادها تتزايد‪.‬‬ ‫المتوطنة وشبه المتوطنة الـــ ‪ 19‬نــوعـ ًا واألن ــواع الفرعية‬
‫األنواع‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تقوم جميع أنواع الطيور الغريبة تقريب ًا‬ ‫المتوطنة وشبه المتوطنة الـ ‪ 36‬لها أهمية خاصة‪ ،‬لكونها‬
‫‪16‬‬
‫ببناء أعشاشها في المناطق الحضرية (انظر الشكل ‪.)7‬‬ ‫تساعد على جعل مجموعة الطيور في المملكة فريدة من‬
‫ويستحق كل طائر ينجح في التكاثر داخل المملكة‬ ‫نوعها (انظر الفصل ‪.)6‬‬
‫التقدير واإلعجاب كاملين‪ .‬وال شك في أنه يقدم شهادة‬ ‫كما أن القليل من الطيور المتكاثرة في المملكة‬
‫نــاصــعــة عــلــى ق ــدرت ــه االســتــثــنــائــيــة عــلــى تــحــمــل ال ــح ــرارة‬ ‫جاءت إلى البالد بشكل عفوي أو عن قصد (انظر الجدول‬
‫والــجــفــاف‪ ،‬وتضحيته فــي الــوقــت ذاتـ ــه بــســامــة حالته‬ ‫شكل هــذه الطيور الغريبة خــطــراً على نهج‬‫‪ ،)2‬حيث تُ ِّ‬
‫الجسدية من أجل تكاثره‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الحماية المحلي إذا أثرَت سلب ًا على الحيوانات والنباتات‬ ‫‪1‬‬

‫الشكل ‪ :5‬خريطة حرارية لتنوع أنواع الطيور المتوطنة وشبه المتوطنة‪ .‬وتشير المناطق األكثر احمراراً إلى وجود شريحة أكبر من الطيور المتوطنة وشبه المتوطنة‪ ،‬في حين تشير‬
‫ً‬
‫نوعا في جبال عسير‪.‬‬ ‫المناطق األكثر اخضراراً إلى تدني أعدادها‪ .‬كما تُ ظهر المناطق باللون الرمادي انعدام وجودها‪ .‬وكان أكبر تسجيل لعدد الطيور المتوطنة هو ‪16‬‬

‫أحد الذكور من طيور شمعي‬


‫المنقار األحمر‪ ،‬أثناء جمع مواد‬
‫لبناء العش‪ ،‬وهو واحد من‬
‫‪ 12‬نوعاً من األنواع المدخلة‬
‫التي تتكاثر بانتظام في المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬

‫األنواع‬
‫‪8‬‬

‫‪1‬‬

‫وروار أخضر عربي؛ أحد األنواع‬


‫الشكل ‪ :7‬خريطة حرارية تنوع أنواع الطيور الغريبة المدخلة‪ .‬وتشير المناطق األكثر احمراراً إلى وجود شريحة أكبر من الطيور الغريبة‪ ،‬في حين تشير المناطق األكثر اخضراراً إلى تدني‬ ‫الـ ‪ 19‬المتوطنة أو شبه المتوطنة‬
‫أعدادها‪ .‬أما المناطق باللون الرمادي فتشير إلى انعدام وجودها‪ .‬وكان أكبر تسجيل لتعدادات الطيور الغريبة هو ‪ 8‬أنواع في مدينة الرياض‪ ،‬وهي تميل إلى بناء أعشاشها وتأسيس‬ ‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫مجتمعات لها في المناطق الحضرية والمتطورة‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪10‬‬
‫نقار الخشب العربي؛ طائر متوطن‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫وي َع ُّد أحد أندر‬ ‫ً‬
‫حصرا‪ُ .‬‬ ‫واليمن‬
‫طيور نقار الخشب في العالم‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪12‬‬
‫الجــدول ‪ :2‬توزيــع ووفــرة األنواع الغريبة في المملكة‬
‫عدد األزواج المتكاثرة بالتقدير‬ ‫التوزيع في السعودية‬ ‫نطاق الوجود األصلي‬ ‫االسم الشائع‬

‫‪140,000‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‪ ،‬جدة‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬تبوك‬ ‫جنوب آسيا ‪ /‬المنطقة العربية؟‬ ‫بلبل أبيض األذن‬

‫‪35,000‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‪ ،‬جدة ‪ -‬مكة المكرمة‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫ماينا شائعة‬

‫‪10,000‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬جدة‪ ،‬ينبع‬ ‫شبه القارة الهندية‬ ‫غراب دوري‬

‫‪5,000‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‪ ،‬تهامة‬ ‫جنوب آسيا‪ ،‬شمال أفريقيا‬ ‫ببغاء هندية مطوقة‬

‫‪500‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫بلبل أحمر العجز‬

‫‪300‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫شمعي المنقار األحمر‬

‫‪200‬‬ ‫األراضي الرطبة االصطناعية الكبيرة‬ ‫نصف الكرة األرضية الشمالي‬ ‫خضاري‬

‫‪40‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬جدة‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫ببغاء نبيلة‬

‫‪15‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫نساج مخطط‬

‫‪15‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫ماينا ضفافية‬

‫‪10‬‬ ‫السهول الشرقية‪ ،‬الرياض‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫نساج كستنائي‬

‫‪5‬‬ ‫السهول الشرقية‬ ‫شبه القارة الهندية‬ ‫دراج أرمد‬

‫‪5‬‬ ‫جدة‪ ،‬الرياض‬ ‫شبه القارة الهندية‬ ‫مونيا محرشفة الصدر‬

‫األنواع‬
‫‪183‬‬ ‫األسود والبحر المتوسط‪ )3( ،‬طريق الهجرة بين وسط آسيا‬
‫وجنوب آسيا (انظر الشكل ‪ ،4‬الفصل ‪ ،)5‬حيث تستقطب‬ ‫الطيور غير المتكاثرة‬
‫هذه الطرق الثالثة مجموعة كبيرة من الطيور المهاجرة‬ ‫يبلغ العدد المسجل من أنواع الطيور غير المتكاثرة في‬
‫حول العالم‪ ،‬منها ‪ 52‬نوع ًا مسج ً‬
‫ال بوصفه زائراً للمملكة‬ ‫المملكة ‪ 281‬نوع ًا (انظر الفصل ‪ .)5‬ومن األسباب التي‬
‫في الشتاء فقط‪ ،‬وهي تلك التي تتكاثر خارج المملكة‬ ‫تجعل المملكة العربية السعودية تستقبل هذا العدد‬
‫(بشكل رئيس في أوراســيــا) قبل أن تهاجر إلــى الجنوب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الــهــائــل مــن فصائل الــطــيــور‪ ،‬هــو أنــهــا تُــشـ ّ‬
‫ـكــل مــســارات‬
‫‪135‬‬
‫أو الجنوب الغربي لقضاء أشهر الشتاء داخل المملكة‪،‬‬ ‫لهجرة الطيور عبر شبه الجزيرة العربية‪ )1( :‬طريق الهجرة‬
‫الشكل ‪ :9‬خريطة حرارية النتشار أنواع الطيور المهاجرة العابرة‪ .‬وتشير المناطق األكثر احمراراً إلى وجود شريحة أكبر من الطيور المهاجرة العابرة‪ ،‬في حين تشير المناطق األكثر اخضراراً إلى تدني‬
‫حيث المناخ معتدل نسبياً‪ .‬وبينما توجد الطيور المهاجرة‬ ‫بين شرق آسيا وشرق أفريقيا‪ )2( ،‬طريق الهجرة بين البحر‬
‫أعدادها‪ .‬وكان أقل تسجيل ألعداد الطيور المهاجرة العابرة هو ‪ 135‬نوعاً في صحراء الربع الخالي‪ ،‬في حين كان أكبر عدد لها هو ‪ 183‬نوعاً عند المناطق الساحلية‪.‬‬

‫يتم تسجيل ‪ 281‬نوعاً من‬


‫الطيور غير المتكاثرة في‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫سنوياً ‪ ،‬بما فيها النسر‬
‫المسود المهيب‪.‬‬

‫بالنظر إلى الظروف‬


‫المناخية القاسية‬
‫التي تسود‬
‫المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬يستحق‬ ‫األنواع‬

‫كل طائر ينجح‬ ‫في مختلف أرجــاء المملكة‪ ،‬غير أنها توجد بشكل أكثر‬ ‫أي مكان بالمملكة‪ ،‬فــإن أغلبها‬
‫في فصل الشتاء في ّ‬ ‫‪153‬‬
‫عند المناطق الساحلية‪ ،‬أو على نطاق واســع في مركز‬ ‫يوجد عند السواحل وفي النصف الشمالي من المملكة‪،‬‬
‫في التكاثر داخل‬
‫المملكة المحاذي لممر الطيور المهاجرة بين شرق آسيا‬ ‫أو المناطق الغنية بالغذاء المجاورة لمدينة الرياض (انظر‬
‫المملكة احترامنا‬ ‫وشرق أفريقيا (انظر الشكل ‪.)9‬‬ ‫الشكل ‪.)8‬‬
‫وإعجابنا الكاملين‪.‬‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬ثمة ‪ 88‬نوع ًا آخر مسج ً‬
‫ال يحمل كال الوصفين‬ ‫كما يوجد ‪ 49‬نوع ًا آخر مسج ً‬
‫ال بوصفه مهاجراً عابراً‬
‫أي أنه زائر شتوي ومهاجر عابر‪ .‬ومعظم هذه‬
‫السابقين‪ّ ،‬‬ ‫فقط‪ ،‬حيث تمرّ هــذه الطيور االستثنائية عبر المملكة‬
‫األنــواع تتكاثر في أوراســيــا‪ .‬وبعد التكاثر‪ ،‬يختار جزء منها‬ ‫ضمن رحلتها التي تقطع فيها آالف الكيلومترات بين‬ ‫‪17‬‬

‫التوقف في المملكة لقضاء فصل الشتاء بينما تواصل‬ ‫مواطن تكاثرها الشمالية ومواطن عيشها في أفريقيا‬ ‫الشكل ‪ :8‬خريطة حرارية لتنوع أنواع الطيور الزائرة خالل فصل الشتاء‪ .‬وتشير المناطق األكثر احمراراً إلى وجود شريحة أكبر من الطيور الزائرة شتوياً ‪ ،‬في حين تشير المناطق األكثر‬
‫البقية الطيران جنوب ًا لقضاء فصل الشتاء في سلطنة‬ ‫والهند‪ .‬وفي حين يمكن رصد الطيور المهاجرة العابرة‬ ‫اخضراراً إلى تدني أعدادها‪ .‬وكان أقل تسجيل ألعداد هذه الطيور هو ‪ 17‬نوعاً في صحراء الربع الخالي‪ ،‬في حين كان أكبر عدد هو ‪ 153‬نوعاً عند المناطق الساحلية‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪14‬‬
‫ُعمان‪ ،‬أو اليمن‪ ،‬أو أفريقيا‪ ،‬أو الهند‪ .‬وهناك أيض ًا‪ ،‬أربعة‬ ‫عقاب السهول يشرب الماء في‬
‫منطقة سبخة الفصل‪ .‬يمر قسم‬
‫أنواع أخرى مسجلة بوصفها أنواع ًا زائرة غير متكاثرة على‬
‫كبير من التعداد العالمي لهذا الطائر‬
‫مدار السنة‪ ،‬وهي إما من الطيور البحرية التي تبحث عن‬ ‫ً‬
‫سنويا‪.‬‬ ‫المهدد عبر المملكة‬
‫الغذاء بانتظام في المياه اإلقليمية‪ ،‬أو من الطيور البرية‬
‫التي تزور المملكة قادمة من مواقع التكاثر القريبة‪ .‬كما‬
‫يمكنها أيض ًا التكاثر داخــل المملكة‪ .‬إضافة إلــى ذلك‪،‬‬
‫ال بوصفها طيوراً شاردة فقط (انظر‬‫يوجد ‪ 87‬نوع ًا مسج ً‬

‫الطيور التي ال تتكاثر‬ ‫المجلد ‪ ،)2‬وهي الطيور التي تكون خارج نطاق أماكنها‬
‫المألوفة‪ .‬وفي معظمها هي من الطيور المهاجرة التي‬
‫في المملكة مذهلة‬
‫ض َّل ْ‬
‫ت الطريق‪ ،‬أو أضاعته بسبب حاالت جوية غير عادية‪ ،‬أو‬
‫واستثنائية حقاً‪.‬‬ ‫ممن تجاوزت وجهتها المقصودة‪ .‬ومع مزيد من الدراسات‬
‫وبوصفها كائنات‬ ‫االستقصائية في المناطق النائية‪ ،‬قد نجد أن عديداً من‬
‫زائرة مهمة‪ ،‬يتوجب‬ ‫هذه األنواع الشاردة توجد بانتظام في المملكة‪.‬‬
‫يمكننا القول إن الطيور التي ال تتكاثر في المملكة‬
‫االنتباه إليها باهتمام‬
‫مذهلة واستثنائية حقاً؛ فعديد منها ينطلق في هجرات‬
‫شديد والتعامل‬ ‫سنوية ‪ -‬ذهــابـ ًا وإيــاب ـ ًا ‪ -‬لمسافات تتجاوز ‪ 10,000‬كم‪،‬‬
‫معها بحرص كبير‬ ‫وبعضها يــتــجــاوز ‪ 20,000‬ك ــم‪ .‬كــمــا أن بعضها يقطع‬
‫ومنحها ممراً آمن ًا‪،‬‬ ‫مسافات تزيد على ‪ 30,000‬كم كل عــام‪ ،‬إليجاد موائل‬
‫مناسبة للتكاثر والتغذية‪ .‬وبوصفها كائنات زائرة‪ ،‬يتوجب‬
‫خو ُلها مواصلة‬
‫ما يُ ِّ‬
‫االنتباه إليها باهتمام شديد والتعامل معها بحرص كبير‬
‫رحالتها الملحمية‬ ‫خو ُلها مواصلة رحالتها الملحمية‬
‫ومنحها ممراً آمناً‪ ،‬ما يُ ِّ‬
‫أي عوائق‪.‬‬
‫من دون ّ‬ ‫أي عوائق‪.‬‬
‫من دون ّ‬

‫ذعرة بيضاء؛ أحد أكثر أنواع‬


‫الطيور الزائرة الشتوية شيوعاً‬
‫في المملكة‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪16‬‬
‫انخفاض مستمر في تعداداتها على نطاق واســع‪ ،‬نتيجة‬ ‫حالة حماية الطيور بالمملكة‬ ‫يوجد العقعق العسيري فقط‬
‫في جبال عسير بالمملكة العربية‬
‫التصحر وفــقــدان الــمــوائــل والــصــيــد والــتــســمــم الــثــانــوي‬ ‫فــي الــوقــت الــذي تتنوع فيه الطيور بالمملكة العربية‬
‫أي مكان‬ ‫السعودية وليس في ّ‬
‫واالصطدام بكابالت الكهرباء والتغيرات المناخية وابتالع‬ ‫الــســعــوديــة بــشــكــل م ــذه ــل‪ ،‬ف ــإن كــثــافــة الــطــيــور تــبــدو‬ ‫آخر‪ ،‬وهو واحد من ‪ 100‬طائر هي‬
‫(‪)3‬‬
‫المواد البالستيكية وغيرها من عناصر التهديد األخرى‪.‬‬ ‫منخفضة إلى حد ما‪ ،‬وهــذا ليس باألمر المفاجئ‪ .‬وذلك‬ ‫األكثر تهديداً على كوكب األرض‪.‬‬

‫لــكــون مــعــظــم مــنــاطـــــق الــمــمــلــكــة جـافـة‪ ،‬أو شــديــدة‬


‫الجفاف مع مستويات منخفضة للغاية من تنوع الموارد‬
‫‪50‬‬ ‫‪%23‬‬
‫‪%21‬‬
‫الحيوية‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬ينتج عن قلة الغطاء النباتي نقص‬
‫‪%19‬‬
‫في الفقاريات والال فقاريات الصغيرة ضمن بيئات الطيور‬
‫‪40‬‬
‫المتاحة لتناول الطعام‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن العديد من الطيور‬
‫التي تتكاثر في المملكة ذات تعدادات إجمالية منخفضة‪.‬‬
‫عدد األنواع المتكاثرة‬

‫‪30‬‬
‫‪%12‬‬ ‫وفي الواقع‪( ،‬كما هو موضح في الشكل ‪ ،)10‬فإن ‪%46‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪%11‬‬
‫من الطيور المتكاثرة في المملكة ذات تعدادات تتألف‬
‫‪20‬‬
‫من ‪ 1,000‬زوج أو أقل متكاثر سنوياً‪ ،‬في حين أن ‪ %23‬منها‬
‫ذات تــعــدادات تتألف من ‪ 100‬زوج متكاثر أو أقــل سنوياً‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫‪%3‬‬ ‫وهو أمر يبعث على القلق‪ ،‬ألن التعدادات الصغيرة تكون‬
‫مهددة بشكل خاص في حال انخفاض أعدادها‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬
‫‪0‬‬
‫شديد‬ ‫نادر جداً‬ ‫نادر‬ ‫غير شائع‬ ‫شائع‬ ‫شائع جداً‬ ‫واسع‬ ‫ض ًة ّ‬
‫ألي أمراض وراثية خبيثة‪ ،‬مثل التكاثر‬ ‫أنها قد تكون ُع ْر َ‬
‫الندرة‬ ‫االنتشار‬ ‫الــداخــلــي وفــقــدان الــتــنــوع الجيني‪ ،‬إلــى جــانــب األم ــراض‬
‫حجم التعداد‬
‫والتغيرات المناخية والديموغرافية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫الشكل ‪ :10‬حجم التعداد لجميع أنواع الطيور المتكاثرة في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫إذا كان التعداد يتألف من ‪ 40‬زوجـ ًا متكاثراً فقط‪ ،‬فإن ّ‬
‫أي‬
‫تشير األرقــام الموجودة أعلى األعمدة إلى النسبة المئوية لألنواع في كل فئة‪ .‬حجم‬ ‫إخفاق في التكاثر من شأنه أن يترك أثراً كبيراً على حجم‬
‫التعداد يساوي العدد التقديري لألزواج المتكاثرة سنوياً حسب الفئات التالية‪ :‬شديد الندرة‬ ‫التعداد‪ .‬ويمكن أن تدخل التعدادات الصغيرة بسهولة في‬
‫= ‪ 10 – 1‬أزواج‪ ،‬نادر جداً = ‪ 100 – 11‬زوج‪ ،‬نادر = ‪ 1,000 – 101‬زوج‪ ،‬غير شائع = ‪– 1,001‬‬ ‫«دوامــة االنــقــراض»‪ ،‬إذ تستمر أعدادها في التقلص بسبب‬
‫‪ 10,000‬زوج‪ ،‬شائع = ‪ 100,000 – 10,001‬زوج‪ ،‬شائع جداً = ‪ 1,000,000 – 100,000‬زوج‪،‬‬ ‫قلة هــذه األع ــداد بالفعل‪ .‬ولــســوء الحظ(‪ ،)2‬تعاني طيور‬
‫(‪)4‬‬
‫واسع االنتشار > ‪ 1,000,000‬زوج‪.‬‬ ‫المملكة ‪ -‬كما هــي الــحــال فــي عديد مــن الــبــلــدان ‪ -‬من‬

‫در َج هذا الطائر الرائع ضمن قائمة األنواع‬ ‫ُ‬


‫عقاب صحماء؛ أ ِ‬
‫ً‬
‫مناطقيا‪ ،‬إذ ال يوجد منه‬ ‫والمهددة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عالميا‬ ‫المعرضة لالنقراض‬
‫سوى ‪ 100‬زوج متكاثر في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪18‬‬
‫حبارى شرقية بعد تثبيت جهاز‬ ‫كل خمسة أنواع من طيور المملكة يشهد حالي ًا انخفاض ًا‬ ‫حالة الحماية المناطقية‬
‫تتبع عبر القمر االصطناعي في‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬أُدرِج نــوعــان ضمن‬
‫كبيراً في تــعــداده‪ .‬عـ ً‬ ‫تؤثر التهديدات الجماعية التي تواجه الطيور في المملكة‬
‫محمية اإلمام سعود بن عبدالعزيز‬
‫بالقرب من الطائف‪ .‬وتُ ستخدم‬ ‫قائمة «االنخفاض السريع للغاية» في شبه الجزيرة العربية‬ ‫العربية السعودية على حالة حماية أنواع عدة في مناطق‬
‫أجهزة التتبع واإلكثار باألسر في‬ ‫‪ -‬الحبارى الشرقية والــحــبــارى العربية الشهيرتان ‪ -‬وما‬ ‫المملكة كــافــة؛ ففي عــام ‪ 2015‬قــدم االتــحــاد الــدولــي‬
‫محاولة الستعادة أعداد هذا الطائر‬
‫المهدد بخطر االنقراض‪.‬‬ ‫يبعث على الحزن‪ ،‬أن االنحدار في تعداداتهما قد اكتمل‬ ‫لحماية الطبيعة (‪ )IUCN‬تقييمات مناطقية لما يصل‬
‫اآلن تقريب ًا‪ ،‬إذ لم يتبق سوى ‪ 30‬زوج ًا متكاثراً من الحبارى‬ ‫إلــى ‪ 329‬نــوعـ ًا مــن الطيور الــمــوجــودة فــي شبه الجزيرة‬
‫شاهد ســوى فــرد واحــد مــن الحبارى‬ ‫َ‬ ‫الشرقية‪ ،‬بينما لــم يُ‬ ‫العربية‪ )5(،‬بما فيها ‪ 258‬نــوع ـ ًا مــوجــوداً فــي المملكة‪.‬‬
‫العربية منذ ما يقرب من ‪ 30‬عام ًا‪.‬‬ ‫وفي مجمل األمر‪ ،‬فإن ‪ %21‬من طيور السعودية التي تم‬
‫ومــن المثير لالهتمام‪ ،‬أن ‪ %25‬من األن ــواع التي تم‬ ‫تقييمها مناطقي ًا تتناقص أعدادها في المنطقة (انظر‬
‫تقييمها تتزايد على المستوى المناطقي (انظر الشكل‬ ‫الشكل ‪ .)11‬وما يدعو للقلق‪ ،‬أن أكثر من نوع واحــد من‬
‫‪ ،)11‬ما يعني أن المزيد من األنــواع تنمو تعداداتها داخل‬
‫المملكة‪ .‬لــكــن؛ تــجــب اإلشـ ــارة إل ــى أن معظم األن ــواع‬
‫التي تتزايد في المملكة موجودة في الموائل البشرية‬ ‫‪140‬‬

‫الــمــعــدلــة‪ ،‬خــاصــة األراض ـ ــي الــرطــبــة واألراضـ ـ ــي الــزراعــيــة‬ ‫‪120‬‬


‫والمناطق الحضرية‪ ،‬مثل المدن والقرى‪ .‬وعلى العكس‬
‫‪100‬‬
‫مــن ذلــك‪ ،‬فــإن معظم األن ــواع التي تتناقص توجد في‬
‫الــمــوائــل الطبيعية الــســلــيــمــة نــســبــيـ ًا‪ ،‬مــثــل المناطق‬

‫عدد األنواع‬
‫‪80‬‬

‫واألراضي القاحلة واألراضي ذات أشجار الطلح والمناطق‬


‫‪60‬‬
‫الساحلية‪ ،‬وتحديداً المرتفعات الجنوبية الغربية‪ ،‬حيث‬
‫عديد من األن ــواع الفرعية وأن ــواع الطيور المتوطنة في‬ ‫‪40‬‬

‫المملكة (انظر الشكل ‪ .)17‬وبالتالي‪ ،‬تميل الطيور في‬ ‫‪20‬‬


‫الموائل الطبيعية إلى أن تكون ذات حالة حماية أسوأ‬
‫‪0‬‬
‫(‪)7‬‬
‫وبالنظر إلى أن ما‬ ‫المعدلة‪.‬‬
‫من الطيور في الموائل ُ‬
‫يتناقص‬ ‫مستقر‬ ‫يتزايد‬
‫يــقــرب مــن نصف أع ــداد الطيور فــي المملكة إمــا تتزايد‬
‫ً‬
‫مناطقيا‬ ‫تعداد الطيور‬
‫(‪ )%25‬أو تتناقص (‪ ،)%21‬فمن الــواضــح تمام ًا أن طيور‬
‫المملكة تمرّ حالي ًا بتحول سريع وهائل (انظر الشكل ‪.)16‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الشكل ‪ :11‬تعداد ‪ 224‬نوعاً مناطقياً تم تسجيلها في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫تشهد الحبارى الشرقية الشهيرة‬


‫ً‬
‫سريعا للغاية في‬ ‫ً‬
‫انخفاضا‬
‫تعدادها في جميع أنحاء شبه‬
‫َ‬
‫يتبق منها‬ ‫الجزيرة العربية‪ ،‬إذ لم‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫سوى ‪ 30‬زوجاً ‪ .‬جدير بالذكر أن‬
‫هذا الطائر جزء من برنامج اإلكثار‬
‫باألسر في مدينة الطائف‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪20‬‬
‫الشكل ‪ :12‬نطاق توزيع‬ ‫سحنون؛ تميل الطيور التي‬
‫وانتشار طائر عصفور الدوري‬ ‫تعيش في موائل األراضي‬
‫ً‬
‫وحاليا في المملكة‬ ‫ً‬
‫سابقا‬ ‫الرطبة إلى تزايد تعداداتها‪.‬‬
‫العربية السعودية‪ .‬وقد‬
‫تمكنت األنواع القادرة على‬
‫استغالل المساحات الحضرية‬
‫المتطورة ومستنقعات‬
‫المياه االصطناعية أو‬
‫ً‬
‫كثيرا‬ ‫المزارع‪ ،‬من االستفادة‬
‫خالل العقود الماضية‪.‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر عصفور الدوري عام ‪.1980‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر عصفور الدوري في الوقت الراهن‪.‬‬

‫أبو الحناء األسود؛ تميل الطيور‬


‫التي يمكن أن تعيش في‬
‫موائل األراضي الزراعية إلى‬
‫تزايد تعداداتها‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪22‬‬
‫الشكل ‪ :13‬نطاق توزيع‬ ‫حنكور؛ تميل الطيور التي‬
‫وانتشار طائر اليمام طويل‬ ‫تعيش في الموائل الساحلية‬
‫الذيل المتزايد في المملكة‬ ‫إلى أن تتناقص تعداداتها‪.‬‬
‫العربية السعودية‪ .‬تشهد‬
‫الطيور القادرة على االستفادة‬
‫من المساحات الزراعية‪،‬‬
‫توسعاً في وفرتها وانتشارها‬
‫بالمملكة‪.‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر اليمام طويل الذيل عام ‪.1934‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر اليمام طويل الذيل عام ‪.1980‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر اليمام طويل الذيل في الوقت الراهن‪.‬‬

‫ماينا شائعة؛ تميل الطيور التي‬


‫تعيش في الموائل الحضرية‬
‫إلى أن تتزايد تعداداتها‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪24‬‬
‫الشكل ‪ :14‬نطاق انقراض‬ ‫أبلق حزين شرقي؛ تميل‬
‫ً‬
‫مناطقيا وإعادة انتشارها‬ ‫النعامة‬ ‫الطيور التي تعيش في‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫الموائل القاحلة والصخرية‬
‫إلى أن تتناقص تعداداتها‪.‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع النعامة في التاريخ القديم‪.‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع النعامة عام ‪.1850‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع النعامة عام ‪.1980‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع النعامة في الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪26‬‬
‫الشكل ‪ :15‬نطاق اختفاء طائر‬ ‫دخلة غابية بنية؛ تميل الطيور‬
‫القطا المرقط بشكل متسارع‬ ‫التي تعيش في موائل جبال‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫األلب إلى أن تتناقص تعداداتها‪.‬‬
‫‪ %21‬من الطيور في المملكة‬
‫تشهد انخفاضاً ملحوظاً في‬
‫تعداداتها‪ ،‬وقد عانت بعض‬
‫الطيور منها‪ ،‬المتوسطة وكبيرة‬
‫الحجم‪ ،‬كثيراً خالل العقود‬
‫الماضية‪.‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر القطا المرقط عام ‪.1980‬‬

‫خريطة توضح نطاق توزيع طائر القطا المرقط في الوقت الراهن‪.‬‬

‫انحسر نطاق وجود طائر القطا‬


‫المرقط بشكل كبير داخل‬
‫المملكة العربية السعودية في‬
‫العقود األخيرة‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪28‬‬
‫الموائل االصطناعية‬ ‫الموائل الطبيعية‬ ‫هذا التحول في الطيور بالمملكة يصب في صالح‬ ‫النعامة ‪ -‬أكبر طائر في العالم‬
‫(‪)9‬‬ ‫‪ -‬كانت تجوب شبه الجزيرة‬
‫‪0.8‬‬ ‫الطيور الصغيرة على حساب الطيور الكبيرة‪ .‬واألنواع‬
‫‪213,000‬‬
‫العربية على نطاق واسع‪ ،‬قبل‬
‫المتناقصة تميل إلى أن تكون أكبر حجم ًا من تلك األنواع‬ ‫أن تتعرض لعمليات صيد جائرة‬
‫‪0.6‬‬ ‫‪2,000‬‬
‫حتى انقرضت في بدايات القرن‬
‫المستقرة أو المتزايدة (انظر الشكل ‪ .)18‬هناك عديد من‬ ‫العشرين‪ُ .‬‬
‫وأعيد إدخالها من‬
‫‪0.4‬‬ ‫األسباب التي تجعل الطيور الكبيرة أكثر ُع ْر َ‬
‫ضة للتناقص‪،‬‬ ‫شمال أفريقيا إلى المحميات‪ ،‬بما‬
‫‪259,000‬‬
‫فيها محمية الشيبة للحياة البرية‬
‫متوسط التعداد‬

‫‪0.2‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالطيور الصغيرة‪ ،‬بما في ذلــك جاذبية الطيور‬
‫المناطق القاحلة‬
‫(انظر الصورة)‪.‬‬
‫واألشجار الخفيضة‬ ‫السواحل‬ ‫الجبال والهضاب‬ ‫ضة لالضطهاد من‬ ‫الكبيرة للصيادين‪ .‬وقد تكون أكثر ُع ْر َ‬
‫‪0.0‬‬
‫المناطق المستقرة‬ ‫األراضي الرطبة‬ ‫األراضي الزراعية‬ ‫ً‬
‫عــاوة على ذلــك‪ ،‬غالب ًا ما تكون‬ ‫قِ َبل مالكي األراض ــي‪.‬‬
‫‪-0.2‬‬ ‫ـمــرة‪،‬‬
‫ـعـ ِّ‬
‫ـمـ َ‬
‫الطيور الكبيرة مــن الــجــوارح‪ ،‬أو المفترسات الـ ُ‬
‫‪182,000‬‬
‫‪9,500‬‬
‫ضــة للتسمم الثانوي والتضخم‬ ‫ـد أكثر ُع ـ ْر َ‬ ‫وبالتالي تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬
‫‪-0.4‬‬
‫ً‬
‫وعادة ما يتطلب هذا النوع من الطيور كمية‬ ‫البيولوجي‪.‬‬
‫‪35,500‬‬
‫‪-0.6‬‬
‫ً‬
‫مقارنة بالطيور الصغيرة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫أكبر مــن الــفــرائــس‪،‬‬
‫نوع الموئل‬
‫نطاقات وجود أكبر لها‪ ،‬ما يجعلها ُع ْر َ‬
‫ضة بشكل خاص‬
‫ً‬
‫متكاثرا في‬ ‫ً‬
‫نوعا‬ ‫الشكل ‪ :17‬معدل منحى المجموعة المناطقي‪ ،‬وحجم التعدادات المحلية لنحو ‪188‬‬
‫مختلف الموائل الطبيعية واالصطناعية‪.‬‬
‫لفقدان الموائل والتفكك‪ .‬إلــى جانب ذلــك‪ ،‬قد تكون‬
‫الــطــيــور الكبيرة ُع ـ ْر َ‬
‫ضــة لــاصــطــدام بخطوط الكهرباء‬
‫تشير النتيجة ‪ 1+‬إلى أن جميع األنواع في الموائل تشهد تزايداً ‪ ،‬في حين تشير النتيجة‬ ‫والكابالت األخــرى بشكل أكبر‪ .‬وأخــيــراً‪ ،‬عــادة ما تستغرق‬
‫وتشير األرقــام المجاورة لألعمدة إلى متوسط‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪ 1-‬إلى أن جميع األنــواع تتناقص‪.‬‬ ‫الطيور الكبيرة ‪ -‬ال س ّيما األنــواع الموجودة في البيئات‬
‫ّ‬
‫تشكل المستطيالت معدل‬ ‫ً‬
‫سنويا لألنواع بحسب موائلها‪.‬‬ ‫تعدادات األزواج المتكاثرة‬ ‫القاحلة ‪ -‬وقت ًا أطول لتحقيق النضج التناسلي والتكاثر‬
‫االنحراف المعياري‪.‬‬ ‫بمعدالت أقــل‪ ،‬وتضع بيوض ًا أقــل (ع ـ ً‬
‫ـادة ما تكون بيضة‬
‫(‪)10‬‬
‫واحدة فقط)‪ ،‬وتستغرق وقت ًا أطول في إعالة صغارها‪.‬‬
‫المرَجَّ ح أن يكون‬ ‫ً‬
‫نتيجة لهذه التهديدات التراكمية‪ ،‬من ُ‬ ‫بشكل كبير‬
‫ٍ‬ ‫الصفات تجعل الطيور الكبيرة ُمع َّر َ‬
‫ضة‬ ‫هذه ِّ‬
‫للطيور األثقل واألكبر حجم ًا حالة حماية مناطقية أقل‬ ‫موت إضافية مع قدرة‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬على مستوى التعداد ‪ -‬لحاالت‬
‫ً‬
‫مقارنة بالطيور األخف واألصغر حجم ًا‪ .‬على سبيل‬ ‫بكثير‪،‬‬ ‫محدودة على استرداد التعداد‪.‬‬

‫المؤشر‬
‫تتناقص‬

‫تتزايد‬

‫الشكل ‪ :16‬خريطة حرارية لحالة حماية الفصائل في المنطقة‪ )11(.‬تشير المناطق األكثر احمراراً إلى أن مجموعة أكبر من التعداد تشهد انخفاضاً ‪ ،‬مثل الموائل الصحراوية والمرتفعات‪،‬‬
‫بينما المناطق األكثر اخضراراً تشير إلى تزايد التعداد‪ ،‬مثل المناطق الحضارية والزراعية‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪30‬‬
‫اتسع نطاق انتشار اليمام‬
‫طويل الذيل بشكل كبير داخل‬
‫المملكة العربية السعودية في‬
‫العقود األخيرة‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫التنمية الزراعية‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪32‬‬
‫‪2,250‬‬
‫‪39‬‬ ‫المثال‪ ،‬من بين أنــواع الطيور السعودية البالغ عددها‬ ‫تمير فلسطيني؛ تميل الطيور‬
‫‪2,000‬‬ ‫الصغيرة إلى االستقرار‪ ،‬أو زيادة‬
‫‪ 258‬التي تم تقييم حالة الحماية المناطقية الخاصة بها‬
‫تعدادها في المملكة العربية‬
‫‪1,750‬‬
‫بواسطة االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‪ ،‬نجد أن األنواع‬ ‫السعودية‪.‬‬
‫معدل وزن الجسم (غرام)‬

‫‪1,500‬‬
‫التسعة األثقل مهددة على المستوى المناطقي (انظر‬
‫‪1,250‬‬
‫الجدول ‪ .)3‬وفي واقع األمر‪ ،‬انقرض أثقل طائر بينها على‬
‫‪1,000‬‬ ‫اإلطالق ‪ -‬النعامة ‪ -‬من أنحاء شبه الجزيرة العربية كافة‬
‫‪55‬‬
‫‪750‬‬
‫‪112‬‬
‫منذ عقود عدة‪ ،‬لكن أعيد إدخاله إلى المناطق المحمية‬
‫‪500‬‬ ‫المس َّيجة (انظر الشكل ‪ .)14‬بعبارة أخــرى‪ ،‬في حين أن‬
‫ُ‬
‫‪250‬‬ ‫‪ %9‬من أنــواع الطيور األخــف التي يصل عددها إلى ‪100‬‬
‫‪0‬‬ ‫مهددة أو قريبة من التهدد‪ ،‬فإن أكثر من ‪ %30‬من أنواع‬
‫متناقصة‬ ‫مستقرة‬ ‫متزايدة‬ ‫الطيور األثقل التي يصل عددها إلى ‪ ،100‬مهددة أو قريبة‬
‫مستويات التعدادالمناطقي‬ ‫من التهدد‪ .‬باختصار؛ يمكن القول إن الطيور الكبيرة في‬
‫الشكل ‪ :18‬متوسط كتلة الطيور المتناقصة والمستقرة والمتزايدة في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫المملكة تختفي من المشهد بشكل مطرد‪ ،‬وهذا األمر‬
‫تُ ّ‬
‫شكل المستطيالت القياسية معدل االنحراف المعياري‪ .‬وتشير األرقام فوق األعمدة إلى عدد األنواع‬
‫يُ َع ُّد مأساة بحد ذاته‪.‬‬
‫ضمن كل فئة‪.‬‬
‫ويتضح التناقص في أعــداد الطيور األيقونية الكبيرة‬
‫ف ــي الــمــمــلــكــة عــنــد دراس ـ ــة قــائــمــة تــضــم ‪ 50‬ن ــوعــ ًا ذات‬
‫يوجد ما يزيد على‬ ‫على المستوى الوطني أن االتحاد قد أدرج ‪ 24‬نوع ًا من‬ ‫أول ــوي ــة للحماية الــقــصــوى أعــدتــهــا الــهــيــئــة الــســعــوديــة‬
‫نوع واحد من كل‬ ‫الـــ ‪ )%55( 44‬ذات أولــويــة للحماية القصوى رسمي ًا في‬ ‫للحياة الفطرية (الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية‬
‫قائمة األنواع المتناقصة مناطقي ًا‪ .‬وتوجد ثالثة أنواع فقط‬ ‫وإنمائها سابق ًا) في عام ‪ .2003‬وهذه األنــواع الخمسون‬
‫خمسة أنواع من‬
‫مدرجة على أنها تتزايد (العدد=‪ )1‬أو تتزايد بشكل محتمل‬ ‫هي طيور ذات قيمة وطنية شديدة األهمية‪ ،‬مثل األنواع‬
‫طيور المملكة‬ ‫(العدد=‪ ،)2‬في حين أن األنواع الـ ‪ 17‬المتبقية مستقرة‪.‬‬ ‫الرئيسة‪ ،‬والطيور ذات األهمية االقتصادية أو الثقافية‪،‬‬
‫العربية السعودية‬ ‫بشكل عام‪ ،‬يوجد ‪ 29‬نوع ًا بانتظام داخل المملكة‪،‬‬ ‫والطيور المتوطنة أو التي لها وجود تعدادي كبير دولي ًا‬
‫تشهد انخفاض ًا‬ ‫وهي مدرجة ضمن قائمة األنــواع المهددة مناطقي ًا من‬ ‫داخل المملكة‪ ،‬والطيور المهددة عالمي ًا‪ ،‬والطيور التي‬
‫(‪)12‬‬
‫قِ َبل االتــحــاد الــدولــي لحماية الطبيعة (انظر الــجــدول ‪4‬؛‬ ‫وقــد تولى‬ ‫للمملكة دور ضــروري في حماية أنواعها‪.‬‬
‫كبيراً في تعداداتها‪.‬‬
‫الشكل ‪ 20‬أ)‪ ،‬وكثير منها مهدد داخــل المملكة‪ .‬وفي‬ ‫االتــحــاد الــدولــي لحماية الطبيعة تقييم حــالــة الحماية‬
‫الــواقــع‪ ،‬قد يكون أربعة منها قد انقرض بالفعل محلي ًا‪،‬‬ ‫المناطقية لما يصل إلى ‪ 44‬نوع ًا من األنواع ‪ )13( .50‬وفي‬
‫وهــي الــحــبــارى العربية والــعــقــاب المصفق وأب ــو منجل‬ ‫حين أن هــذه القائمة صــارت غير دقيقة إلــى حد ما نتيجة‬
‫األصلع والنسر الملتحي‪.‬‬ ‫للتنقيحات التصنيفية األخــيــرة‪ ،‬إال أنــه مــن دواع ــي القلق‬

‫بجعة وردة ظهر؛ تميل الطيور‬


‫كبيرة الحجم إلى التناقص في‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪34‬‬
‫الجدول ‪ :3‬حالة الحماية المناطقية ألثقل ‪ 12‬من أنواع الطيور في السعودية‬

‫حالة الحماية المناطقية‬ ‫منحى المجموعات‬ ‫األزواج المتكاثرة‬ ‫متوسط كتلة‬ ‫االسم الشائع‬
‫المناطقية‬ ‫من الطيور السعودية‬ ‫الجسم (غم)‬

‫منقرض في البرية‬ ‫مستقر‬ ‫‪80‬‬ ‫‪128,000‬‬ ‫النعامة‬

‫مهدد باالنقراض بشكل حرج‬ ‫يتناقص بوتيرة كبيرة‬ ‫‪( 0‬أو غير معروف)‬ ‫‪12,350‬‬ ‫حبارى عربية‬

‫مهدد باالنقراض‬ ‫يتناقص‬ ‫‪200‬‬ ‫‪8,840‬‬ ‫عقاب مذهب‬

‫مهدد باالنقراض‬ ‫يتناقص‬ ‫‪2500‬‬ ‫‪8,500‬‬ ‫النسر األسمر‬

‫مهدد باالنقراض‬ ‫يتزايد‬ ‫‪25‬‬ ‫‪8,025‬‬ ‫العقاب األسود‬

‫معرض لالنقراض‬ ‫يتناقص‬ ‫‪500‬‬ ‫‪7,400‬‬ ‫نسر آذن‬

‫معرض لالنقراض‬ ‫يتناقص احتماالً‬ ‫‪( 0‬أو غير معروف)‬ ‫‪5,800‬‬ ‫النسر الملتحي‬

‫معرض لالنقراض‬ ‫يتناقص‬ ‫‪400‬‬ ‫‪5,450‬‬ ‫بجعة وردة ظهر‬

‫مهدد باالنقراض‬ ‫مستقر احتماالً‬ ‫‪60‬‬ ‫‪4,390‬‬ ‫بلشون عمالق‬

‫غير مهدد‬ ‫يتزايد احتماالً‬ ‫‪2200‬‬ ‫‪4,200‬‬ ‫بوم فرعوني‬


‫مهدد باالنقراض بشكل حرج‬ ‫يتناقص بوتيرة كبيرة‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3,950‬‬ ‫حبارى شرقية‬
‫مهدد باالنقراض‬ ‫يتناقص‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2,350‬‬ ‫عقاب صحماء‬

‫المهددة مناطقي ًا سوى أعداد صغيرة ومتناقصة (أقل من‬ ‫ـاوة عــلــى ذلـ ــك‪ ،‬ف ــإن ك ـ ً‬
‫ـا م ــن الــحــبــارى الــشــرقــيــة‬ ‫ع ــ ً‬
‫‪ 200‬زوج)‪ ،‬وبالتالي فهي ُع ْر َ‬
‫ضة لخطر االنقراض‪ .‬وفي حين‬ ‫والصقر الوكري مهددة باالنقراض بشكل حــرج‪ ،‬وتشهد‬
‫أن ‪ 29‬من أنواع الطيور في المملكة مهددة مناطقي ًا‪ ،‬فإن‬ ‫أعــدادهــا الصغيرة الــمــقــدرة بنحو ‪ 30‬و‪ 10‬أزواج متكاثرة‬
‫نسبة األنــواع المهددة بالمملكة مماثلة لحالة الحماية‬ ‫َ‬
‫يتبق من أنــواع‬ ‫(على التوالي) تناقص ًا سريع ًا‪ .‬كما لم‬
‫ألنواع الطيور في العالم (انظر الجدول ‪ ،5‬الشكل ‪ 20‬ب)‪.‬‬ ‫العقاب الصحماء والعقعق العسيري والعقاب المذهب‬

‫خرشنة عرفاء صغيرة؛ واحد من‬


‫‪ 50‬نوعاً من الطيور المدرجة‬
‫ضمن قائمة الهيئة السعودية‬
‫للحياة البرية للطيور ذات أولوية‬
‫للحماية القصوى على المستوى‬
‫الوطني‪ .‬وتقوم المملكة العربية‬
‫مهم في حماية‬
‫ٍ‬ ‫بدور‬
‫ٍ‬ ‫السعودية‬
‫هذا النوع‪.‬‬

‫األنواع‬
‫‪17‬‬

‫‪7‬‬
‫عقاب نسارية؛ تم إدراج هذا الطائر‬
‫ضمن قائمة الطيور ذات أولوية‬
‫الحماية القصوى على المستوى‬
‫الشكل ‪ :19‬خريطة حرارية لحالة حماية األنواع في اإلقليم‪ .‬تشير المناطق األكثر احمراراً إلى المناطق التي تضم تعدادات مهددة مناطقياً (مهدد باالنقراض بشكل حرج أو مهدد‬ ‫الوطني‪ ،‬لكونه يقوم بدور مهم‬
‫باالنقراض أو معرض لالنقراض)‪ ،‬أما المناطق األكثر اخضراراً فتشير إلى المناطق التي تضم تعدادات مستقرة مناطقياً (غير مهدد أو معرض نسبياً لالنقراض)‪ .‬وقد كان أكبر رقم‬ ‫للغاية في المحافظة على نظام‬
‫للتعدادات المهددة مناطقياً هو ‪ 17‬في منطقة جنوب البحر األحمر‪ ،‬أما المناطق التي تشهد تعدادات أقل تهديداً ‪ ،‬مثل الربع الخالي فقد بلغت ‪.7‬‬ ‫بيئي متزن‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪36‬‬
‫الجــد ول ‪ :4‬أنــواع الطيــور الموجــودة في المملكة والمهددة مناطقياً‬

‫عدد األزواج المتكاثرة الوطنية‬ ‫حالة اإلقامة الوطنية‬ ‫منحى المجموعة المناطقي‬ ‫حالة الحماية المناطقية‬

‫منقرض مناطقياً (العدد=‪)1‬‬


‫‪80 R‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫مستقر‬ ‫النعامة‬

‫مهدد باالنقراض بشكل حرج (العدد=‪)5‬‬


‫‪( 0‬أو غير معروف)‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص بوتيرة كبيرة‬ ‫حبارى عربية‬

‫‪30‬‬ ‫‪R‬‬
‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص بوتيرة كبيرة‬ ‫حبارى شرقية‬

‫‪( 0‬أو غير معروف)‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫أبو منجل األصلع‬

‫‪10‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫صقر وكري‬

‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫غير معروف‬ ‫صقر حر‬

‫مهدد باالنقراض (العدد=‪)13‬‬


‫‪75‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫مستقر‬ ‫حمامة زيتونية أفريقية‬

‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫غير معروف‬ ‫قطا أسود البطن‬

‫‪60‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫مستقر احتماالً‬ ‫بلشون عمالق‬

‫‪2, 5 0 0‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫النسر األسمر‬

‫‪100‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫عقاب صحماء‬

‫‪200‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫عقاب مذهب‬

‫‪25‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتزايد‬ ‫العقاب األسود‬

‫‪300‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫رفراف مطوق‬

‫‪300‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫صقر الغروب‬

‫‪60 0‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫ً‬


‫احتماال‬ ‫يتزايد‬ ‫الشاهين‬

‫‪100‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫العقعق العسيري‬

‫‪10‬‬ ‫مهاجر متكاثر‬ ‫غير معروف‬ ‫دخلة بصرية‬

‫‪2,0 0 0‬‬ ‫مهاجر متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫حسون مذهب أوروبي‬

‫معرض لالنقراض (العدد=‪)10‬‬


‫‪500‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫دجاجة حبشية‬

‫‪1,500‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫مطرقي الرأس‬


‫‪40 0‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫بجعة وردة ظهر‬

‫‪3 5 ,0 0 0‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫الغاق السقطري‬

‫‪1 , 40 0‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫حنكور‬

‫‪3‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتزايد‬ ‫حدأة سوداء الجناح‬

‫‪( 0‬أو غير معروف)‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص احتماالً‬ ‫النسر الملتحي‬

‫‪50‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫رخمة‬

‫‪1 20‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫مستقر‬ ‫عقاب الثعابين‬

‫‪500‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص احتماالً‬ ‫نسر آذن‬

‫المسيَّجة‪.‬‬
‫‪ R‬أعيد إدخالها إلى مناطق المحميات ُ‬

‫رفراف مطوق؛ هذا الطائر‬


‫البديع مهدد مناطقياً داخل‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫عقاب مذهب؛ أحد ‪ 29‬نوعاً من‬


‫الطيور الموجودة في المملكة‬
‫والمهددة مناطقياً ‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪38‬‬
‫المقيمة مقابل حالة الحماية العالمية لجميع الطيور‬
‫َّ‬ ‫الجدول ‪ :5‬حالة الحفظ المناطقية للطيور السعودية‬ ‫حبارى عربية؛ من الطيور المهددة‬
‫باالنقراض في شبه الجزيرة‬
‫العربية‪ ،‬إذ لم ُيشاهد سوى طائر‬
‫األنواع غير السعودية‬ ‫األنواع السعودية‬
‫واحد في المملكة منذ ‪ 27‬عاماً ‪.‬‬
‫ولحسن الحظ‪ ،‬ال يزال ثمة تعداد‬
‫‪%‬‬ ‫عدد األنواع‬ ‫‪%‬‬ ‫عدد األنواع‬ ‫حالة الحماية‬
‫منه موجود في أفريقيا‪.‬‬
‫‪75 .9‬‬ ‫‪8, 40 5‬‬ ‫‪78.7‬‬ ‫‪203‬‬ ‫غير مهدد‬

‫‪9.1‬‬ ‫‪1 ,0 1 2‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫قريب من التهديد‬

‫‪7. 2‬‬ ‫‪799‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫معرض لالنقراض‬

‫‪4. 2‬‬ ‫‪469‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪13‬‬ ‫مهدد باالنقراض‬

‫‪2 .0‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مهدد باالنقراض بشكل حرج‬

‫‪0.0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫منقرض في البرية‬

‫‪1.4‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫منقرض‬

‫‪10 0‬‬ ‫‪11,0 70‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪258‬‬ ‫اإلجمالي‬

‫صقر وكري؛ هذا الطائر المتميز‬


‫مهدد باالنقراض بشكل حرج داخل‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪40‬‬
‫حالة الحماية الدولية‬
‫للمملكة الــعــربــيــة الــســعــوديــة دور مــهــم فــي الــجــهــود‬
‫الدولية لحماية الطيور حــول العالم‪ .‬ومــن بين األنــواع‬
‫ال ـــ ‪ 401‬الــمــوجــودة بــانــتــظــام فــي المملكة‪ ،‬تــم تقييم‬
‫التوجه التعدادي العالمي لما يصل إلى ‪ 362‬نوع ًا منها‬
‫بنتائج مــؤكــدة‪ .‬ومــن المؤسف أن ‪ 147‬مــن هــذه األنــواع‬
‫(‪ )%41‬آخذة في التناقص على مستوى العالم‪ .‬وتحتضن‬
‫المملكة مــا يــقــرب مــن ‪ 17‬نــوعــــ ًا مــهـــــدداً عالميــ ًا (انظر‬
‫الجدول ‪6‬؛ انظر الشكل ‪ 20‬ب)‪ .‬إضافة إلى نحو ‪ 24‬نوع ًا‬
‫قريب ًا من التهديد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن ‪ %10‬من طيور المملكة‬
‫ـدر َجَ ــة ضمن قائمة األن ــواع المهددة أو شبه المهددة‬ ‫ُمـ ْ‬
‫عــالــمــيـ ًا‪ ،‬مــثــل الــقــطــقــاط التجمعي ال ــذي تــهــاجــر نسبة‬
‫كبيرة مما تبقى من تعداده عبر شمال المملكة العربية‬

‫قد تكون أربعة‬ ‫السعودية في كل عــام‪ ،‬في حين يبقى بعضه لقضاء‬
‫فصل الشتاء‪ )14(.‬وفي واقع األمر‪ ،‬من المحتمل أن يكون‬
‫أنواع من الطيور قد‬
‫أبو منجل األصلع قد انقرض مناطقي ًا‪ ،‬وربما يكون كروان‬
‫انقرضت بالفعل‬ ‫الماء رفيع المنقار قد انقرض عالمي ًا‪.‬‬
‫مناطقي ًا‪ ،‬وهي‬ ‫وتــجــدر اإلشـ ــارة أيــض ـ ًا‪ ،‬إل ــى أن العقعق الــعــســيــري ‪-‬‬
‫الحبارى العربية‬ ‫أحــد أكــثــر أن ــواع الطيور الــمــهــددة بــاالنــقــراض ‪ -‬متوطن‬
‫فــي المملكة‪ ،‬ويــوجــد معظم تــعــداده العالمي ضمن‬
‫والعقاب المصفق‬
‫تجمعات صغيرة من الموائل في جبال عسير‪ .‬وتعتمد‬
‫وأبو منجل األصلع‬ ‫هــذه الطيور‪ ،‬بشكل خــاص‪ ،‬على سكان المملكة في‬
‫والنسر الملتحي‪.‬‬ ‫استمرار وجودها‪.‬‬

‫قد يكون النسر الملتحي انقرض‬


‫اآلن من شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫لم ُيشاهد العقاب المصفق‬


‫في المملكة منذ عام ‪.1999‬‬

‫‪43‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪42‬‬
‫الجدول ‪ :6‬أنواع الطيور المهددة عالمياً الموجودة في المملكة‬ ‫تدعم المملكة‬
‫العربية السعودية‬
‫عدد األزواج‬ ‫حالة اإلقامة‬ ‫منحى المجموعة‬ ‫حالة الحماية العالمية‬
‫‪ 17‬نوع ًا على‬
‫المتكاثرة الوطنية‬ ‫الوطنية‬ ‫العالمي‬
‫مهدد باالنقراض بشكل حرج (العدد=‪)1‬‬ ‫األقل من الطيور‬
‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫قطقاط تجمعي‬ ‫المهددة عالمي ًا‪.‬‬
‫مهدد باالنقراض (العدد=‪)8‬‬
‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫الدريجة الكبيرة‬

‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫مستقر‬ ‫أبو منجل األصلع‬

‫‪50‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫رخمة‬

‫‪5 00‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫نسر آذن‬

‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫عقاب السهول‬

‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫صقر حر‬

‫‪1 00‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫العقعق العسيري‬

‫‪10‬‬ ‫مهاجر متكاثر‬ ‫مستقر‬ ‫دخلة بصرية‬

‫معرض لالنقراض (العدد=‪)8‬‬


‫‪0‬‬ ‫مهاجر عابر‬ ‫يتناقص‬ ‫حمراوي‬

‫‪1 , 6 00‬‬ ‫مهاجر متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫القمري األوروبي‬

‫‪30‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫حبارى شرقية‬

‫‪3 5 ,000‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫الغاق السقطري‬

‫عقاب رقطاء كبرى؛ تم إدراج‬ ‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫عقاب رقطاء كبرى‬
‫هذا الطائر ضمن قائمة األنواع‬ ‫‪1 00‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫عقاب صحماء‬
‫ً‬
‫عالميا‪ .‬وهذه‬ ‫الم َع َّر َضة لالنقراض‬
‫ُ‬
‫الصورة الرائعة لفرخ صغير‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫يتناقص‬ ‫عقاب ملكي شرقي‬

‫‪3 00‬‬ ‫مقيم متكاثر‬ ‫يتناقص‬ ‫صقر الغروب‬

‫الدريجة الكبيرة؛ يقضي هذا‬


‫ً‬
‫عالميا‬ ‫الطائر المهدد باالنقراض‬
‫فصل الشتاء في المملكة‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪44‬‬
‫تتناقص أعداد طائر القمري‬
‫األوروبي ‪ -‬المدرج ضمن قائمة‬
‫األنواع المعرضة لالنقراض حول‬
‫منقرض مناطقياً‬
‫العالم ‪ -‬بوتيرة سريعة‪ .‬ويتكاثر‬
‫منه حالياً نحو ‪ 1,600‬زوج سنوياً‬ ‫مهدد باالنقراض بشكل حرج‬
‫في المملكة‪.‬‬
‫مهدد باالنقراض‬

‫قريب من التهدد‬

‫معرض لالنقراض‬

‫غير مهدد‬

‫الشكل ‪ 20‬أ‪ :‬حالة الحماية المناطقية لطيور المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫منقرض مناطقياً‬

‫مهدد باالنقراض بشكل حرج‬

‫مهدد باالنقراض‬

‫قريب من التهدد‬

‫معرض لالنقراض‬

‫غير مهدد‬

‫الشكل ‪ 20‬ب‪ :‬حالة الحماية الدولية لطيور المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫أبو منجل األصلع؛ طائر مهدد‬


‫باالنقراض بشكل حرج حول‬
‫العالم‪ ،‬وربما يكون قد انقرض‬
‫من شبه الجزيرة العربية في‬
‫الوقت الراهن‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪46‬‬
‫التي تعيش في الموائل االصطناعية ‪ -‬مثل األراضــي‬ ‫الخاتمة‬ ‫قطقاط تجمعي؛ طائر مهدد‬
‫باالنقراض على مستوى العالم‪،‬‬
‫الرطبة المشيدة واألراض ــي الزراعية والمدن الحضرية ‪-‬‬ ‫يــخــضــع ت ــوزي ــع وت ــواف ــر الــطــيــور ف ــي الــمــمــلــكــة الــعــربــيــة‬
‫وتهاجر نسبة كبيرة من تعداده‬
‫بالتزايد في تعداداتها‪.‬‬ ‫السعودية حالي ًا بمعدالت تغيير ربما لم يسبق لها مثيل‬ ‫العالمي عبر شمال المملكة في‬
‫كل عام‪.‬‬
‫ول ــس ــوء ال ــح ــظ‪ ،‬عــديــد م ــن أن ـ ــواع الــطــيــور الــكــبــيــرة‬ ‫ظل النظم البيئية التي تشهد تغييرات‬
‫في التاريخ‪ .‬وفي ِ‬
‫والمميزة في المملكة تختفي‪ .‬وعلى الرغم من وجود‬ ‫متسارعة‪ ،‬فإن ربع طيور المملكة تتزايد بشكل ملحوظ‪،‬‬
‫عديد من األنــواع اآلن بأعداد صغيرة جــداً داخــل المملكة‬ ‫بينما يتناقص ما يزيد على خمسها بشكل ملحوظ أيض ًا‪.‬‬
‫العربية السعودية‪ ،‬إال أنــه ال يــزال هناك وقــت لمعالجة‬ ‫فالطيور الــتــي تعيش فــي النظم البيئية الطبيعية ‪-‬‬
‫هذه االختالالت وحماية الطيور المعرضة لخطر االنقراض‬ ‫مثل المرتفعات الجنوبية الغربية والمناطق الصحراوية‬
‫بشكل أكبر‪.‬‬ ‫والمناطق الساحلية ‪ -‬تعاني‪ ،‬فــي حين تنعم الطيور‬

‫يتم تتبع طائر الدخلة البصرية‬


‫المهدد باالنقراض على مستوى‬
‫العالم‪ ،‬ومراقبته بشكل علمي‪.‬‬
‫إن مصير أنواع كثيرة من الطيور‬
‫مرهونة بأيدينا‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫تنوع الطيور وأوضاعها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪48‬‬
‫صقر وكري؛ أحد أقوى طيور‬
‫شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وقد‬
‫اكتسب أهمية كبرى في ثقافة‬
‫وتراث المنطقة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫الطيور والثقافة العربية‬

‫النقاط األساس‬

‫• لطالما كانت الطيور موضوع ًا مهم ًا ذا شأن في الفنون العربية كافة‪.‬‬

‫• أقدم األعمال الفنية التي تصور الطيور في شبه الجزيرة العربية عبارة عن نقوش صخرية يصل عمرها إلى ‪ 10‬آالف سنة مضت‪.‬‬

‫كرت في قصائد يرجع تاريخها إلى ما يزيد على ‪ 1,400‬عام‪.‬‬


‫• تناول الشعر العربي القديم أيض ًا الطيور‪ ،‬إذ ُذ ِ‬

‫• أقدم األمثال العربية والحكايات واألغاني الفلكلورية حافلة بذكر الطيور‪.‬‬

‫• إحدى أقدم رياضات العالم ‪ِّ -‬‬


‫الصقارة ‪ -‬قائمة على االحترام العميق للطيور‪ ،‬وهي تمارس في شبه الجزيرة العربية منذ آالف السنين‪.‬‬

‫• يتضمن كالم اهلل المنزل ‪ -‬القرآن الكريم ‪ -‬إشارات إلى مدى أهمية الطيور‪.‬‬

‫• االهتمام بالطيور‪ ،‬يعني االهتمام بتراثنا الثقافي‪.‬‬


‫مثل الحمام والعصافير بالعيش فــي أمــاكــن قريبة مع‬ ‫تاريخ الطيور الطويل في‬ ‫على مر التاريخ‪ُ ،‬س ِحر سكان شبه‬

‫الثقافة العربية‬
‫الجزيرة العربية ببديع جمال الطيور‪.‬‬
‫الناس‪ ،‬ما جعل من تعلق العرب األوائل بالطيور أكثر قوة‬
‫وفي هذه الصورة يبدو طائر‬
‫من ذي قبل‪.‬‬ ‫زرقاء زور‪.‬‬
‫وعلى مدى هذا التاريخ الطويل‪ ،‬أذهلت الطيور أهل‬ ‫منذ آالف السنين‪ ،‬تشارك سكان شبه الجزيرة العربية هذه‬
‫شبه الجزيرة العربية بجمال أشكالها وعــذوبــة أصواتها‬ ‫الصحراء القاحلة الشاسعة مع مئات األنــواع من الطيور‪،‬‬
‫وم ْق ِفرَة‬
‫ووداعتها وعظمتها وبراعتها‪ .‬ففي أرض قاسية ُ‬ ‫ووجــدوا فيها مصادر للمعرفة واإللهام واألمل والسعادة‪،‬‬
‫أي طير‪ ،‬أو سماع صوته‪ ،‬أو حتى فكرة‬
‫كهذه‪ ،‬ال بد أن رؤية ّ‬ ‫فض ً‬
‫ال عن الغذاء‪ .‬كما عمل سكان البادية في شبه الجزيرة‬
‫وجوده كانت تجلب راحة وسعادة كبيرة لهم‪ .‬فال غرو إذن‬ ‫العربية على دراستها وتأملها‪ ،‬واكتسبوا معارف وثيقة‬
‫إن كانت الطيور مــن أكثر الموضوعات تــجــذراً وأكثرها‬ ‫بسلوكها‪ ،‬وأبدوا احترامهم العميق لها وإعجابهم بها‪.‬‬
‫شيوع ًا فــي الفكر العربي وديــمــومــة فــي فــنــون العرب‬ ‫بعدئ ٍذ‪ ،‬ومنذ مــا يقرب مــن ‪ 12‬ألــف عــام‪ ،‬بــدأت أولــى‬
‫األوائـــل وأشــعــارهــم وموسيقاهم وريــاضــاتــهــم وتراثهم‬ ‫المستوطنات الصغيرة والــقــرى فــي الظهور فــي شبه‬
‫وأديانهم‪.‬‬ ‫يمض وقت طويل حتى بدأت أنواع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الجزيرة العربية‪ .‬ولم‬

‫يزور طائر الوروار األوروبي المنطقة‬


‫ً‬
‫إيذانا‬ ‫في فصلي الربيع والخريف‪،‬‬
‫بتغير الفصول‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪52‬‬


‫الطيور في الفنون العربية‬ ‫تمير وادي النيل؛ من المؤكد أن‬

‫القديمة‬
‫هذا الطائر يبعث السعادة في‬
‫نفس كل من يراه‪.‬‬

‫على بُعد نحو ‪ 70‬كم شمال غرب حائل‪ ،‬بالقرب من بلدة‬


‫جبة‪ ،‬توجد مجموعة مذهلة من األعمال الفنية التي يعود‬
‫تاريخها إلى العصر الحجري الحديث‪ .‬وتزخر األلواح الصخرية‬
‫بآالف النقوش لشخصيات بشرية وحيوانات برية‪ ،‬منها ما‬
‫يصور بوضوح أســوداً وثيران ًا بدائية (‪ - )Aurochs‬ثدييات‬
‫ِّ‬
‫أصبحت اآلن منقرضة على الصعيدين اإلقليمي والعالمي‬
‫‪ -‬وحــيــوانــات أخ ــرى‪ ،‬مثل المها والــوعــل والــغــزال واألخ ــدر‪،‬‬
‫وطــيــوراً أبــرزهــا النعامة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تصور إحــدى‬
‫القطع الصخرية المنقوشة بوضوح زوج ًا من النعام البالغ‬
‫الواقف بجوار صغاره األربعة‪ .‬وفي منطقة أخرى‪ ،‬الشويمس‪،‬‬
‫ُعثِر على نقوش صخرية ربما أكثر من الموجودة في جبة‪،‬‬
‫وتتضمن أيض ًا نقوش ًا عديدة للنعام وصغاره‪ .‬ولما تتسم‬
‫به األعمال الفنية القديمة في جبة والشويمس من وفرة‬
‫وأهمية بالغة‪ ،‬فقد تم إدراج الموقعين مؤخراً ضمن قائمة‬
‫اليونسكو لمواقع التراث العالمي‪.‬‬

‫عندما بدأ الناس يعيشون في‬


‫قرى مستقرة‪ ،‬توطدت معرفتهم‬
‫بالطيور االجتماعية‪ ،‬مثل‬
‫العصفور الدوري‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪54‬‬


‫يمكن العثور على‬ ‫واقعية رائــعــة‪ .‬بعض هــذه النقوش تصور طيور النعام‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من أن تحديد أعمار النقوش الصخرية يُ َع ُّد‬ ‫طائر ذعرة صفراء يخوض في‬
‫مجرى مائي بالمنطقة الجنوبية‬
‫نقوش صخرية‬ ‫وهي تقف مستقيمة وساكنة‪ ،‬بينما تصورها أخرى وهي‬ ‫من أعظم التحديات في علم اآلثار الحديث‪ ،‬إال أنه ال يوجد‬
‫الغربية‪ .‬لطالما ألهمت الطيور‬
‫تهرول للنجاة بحياتها من كالب السلوقي أو الفهود التي‬ ‫أدنى شك في أن هذه النقوش تعود إلى أكثر من ‪ 10‬آالف‬ ‫الشعراء والعشاق في جميع أنحاء‬
‫قديمة للنعام‬ ‫شبه الجزيرة العربية لقرون عدة‪.‬‬
‫تطاردها‪ .‬وفي إحــدى اللوحات‪ ،‬تعلو نعامة هامة إنسان‪.‬‬ ‫عام‪ .‬بعبارة أخرى يمكن القول‪ ،‬إن العرب احتفوا بالطيور‬
‫في جميع أنحاء‬ ‫وفي أخرى‪ ،‬يحيط بنعامة ثالثة صيادين على ظهور الخيل‬ ‫منذ أن بزغت شمس الفنون في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫المملكة‪ ،‬من بير‬ ‫حاصر‪.‬‬
‫الم َ‬
‫‪ -‬وقد غرز أحدهم رمحه الحاد الكبير عبر بدن الطائر ُ‬ ‫ونجد صور النعام وغيرها من الطيور منتشرة أيض ًا‪،‬‬

‫حما في الجنوب‬ ‫في الواقع‪ ،‬يمكن العثور على صور للنعام في جميع‬ ‫على الصخور في منطقة الصويدرة على بُعد ‪ 70‬كم‬
‫أنحاء المملكة‪ ،‬من بير حما في الجنوب مروراً بقرية األصبع‬ ‫شرق المدينة المنورة‪ .‬علم ًا أن هذه الصور منقوشة منذ ما‬
‫مروراً بقرية األصبع‬
‫في المنطقة الوسطى ووصو ًال إلى تيماء في الشمال‪،‬‬ ‫يقرب من ‪ 9,000‬عام‪ .‬كما تحتوي لوحة مماثلة في قرية‬
‫في المنطقة‬ ‫وفي أماكن عدة فيما بينها‪ .‬الحقيقة؛ أنه ال يمكننا سوى‬ ‫األصبع (‪ 140‬كم غرب الرياض) على مجموعة استثنائية‬
‫الوسطى ووصو ًال‬ ‫التكهن بــالــدوافــع الكامنة وراء نقش هــذه المنحوتات‬ ‫من مئات الحيوانات المنحوتة في الصخر‪ ،‬منها األسود‬
‫الــرائــعــة‪ ،‬ولكن ثمة شــيء أكــيــد‪ ،‬وهــو أنها ليست مجرد‬ ‫والمها والوعل‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن الهياكل العظمية البشرية‪،‬‬
‫إلى تيماء في‬
‫رسوم عبثية‪ ،‬إنما قطع فنية رائعة يتطلب إبداعها الكثير‬ ‫والمشاهد الحربية وعــديــد مــن التصميمات التي يبدو‬
‫الشمال‪.‬‬
‫من المهارة والوقت‪ .‬وال ريب في أن الفنانين الذين أبدعوا‬ ‫أنها من الرموز القبلية‪ .‬ويهيمن على إحدى هذه اللوحات‬
‫هــذه القطع كانوا مدفوعين برغبة قوية في أن يحفروا‬ ‫نقش رائع لنعامة بالغة تقف بجانب ‪ 11‬من صغارها‪ ،‬وهو‬
‫صــور الطيور على الحجر‪ ،‬مستخدمين أدوات مــن الحجر‬ ‫مــا يعكس بدقة حجم البيض المحضون الكبير لهذه‬
‫الخام‪ .‬ثمة ما يؤكد على ما كانت تمثله الطيور من أهمية‬ ‫ـادة ما تضع حتى ‪ 11‬بيضة‬
‫الطيور الضخمة (النعامة عـ ً‬
‫(‪)1‬‬
‫بالنسبة لهم‪.‬‬ ‫وفي بعض األحيان أكثر)‪.‬‬
‫ولم يلبث أن أصبح الفن الذي يتخذ من الصخر وعاء‬ ‫نقوش النعام في بئر حما (‪ 30‬كم شمال شرق نجران)‬
‫له‪ ،‬أقل وفــرة بشكل ملحوظ‪ ،‬ولعل مرد ذلك يعود إلى‬ ‫هي األكثر محاكاة للواقع من بين الفنون الصخرية التي‬
‫أن الفنانين العرب قد تعلموا شك ً‬
‫ال جــديــداً من أشكال‬ ‫ُعثر عليها في المملكة‪ ،‬وفيها نجد الطيور مصورة بريشها‬
‫التعبير‪ ،‬أال وهو الشعر العربي البديع قبل نحو ‪ 1,500‬عام‪.‬‬ ‫الــكــامــل المنتفش (خــاصــة ريــش الــذيــل) فــي التقاطات‬

‫صخرة قديمة في قرية األصبع‬


‫ً‬
‫زوجا من النعام البالغ يقف‬ ‫تصور‬
‫ً‬
‫فرخا‪ ،‬وفي الجوار‬ ‫إلى جانب ‪12‬‬
‫أسد (بطرف كثيف على الذيل)‬
‫يترقب المكان خلسة‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪56‬‬


‫ــلـــوب‬
‫ُ‬ ‫كـــأَنَّــهــا ِلــقـــو ٌة َ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫الطيور في الشعر‬ ‫عل َق ِت ِه الشهيرة‪ُ ،‬ي َش ِّب ُه‬
‫في ُم َّ‬
‫امرؤ القيس جلد محبوبته ببيضة‬
‫تُـخـز َ ُ‬
‫العربي القديم‬
‫ـلوب‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ن فـي َوكـ ِرها الـ ُ‬ ‫ ‬
‫النعامة الخالية من العيوب‪.‬‬
‫عــذوبــ ًا‬ ‫عــلــى إِر َ ٍم َ‬ ‫بـانَــت َ‬
‫قــوب‬
‫ُ‬ ‫خــ ٌة ر َ‬ ‫َ‬
‫كــأنَّــهــا شــيــ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ ‬ ‫اجتاح الشعر الملحمي شبه الجزيرة العربية منذ أكثر من‬
‫ـداة ِقــرَّ ٍة‬
‫غ ِ‬ ‫َفـأصـبَـحـَت فـي َ‬ ‫َ‬ ‫‪ 1,500‬عــام‪ ،‬وظـ ّ‬
‫ـل جــزءاً أساسي ًا من الثقافة العربية منذ‬
‫ـريب‬
‫ُ‬ ‫يشـها َّ‬
‫الض‬ ‫ن رِ ِ‬‫ع ْ‬‫ط َ‬ ‫سـ ُ‬
‫ق ُ‬ ‫يَ ْ‬ ‫ ‬ ‫ذلــك الحين‪ ،‬إذ إن ِذ ْكــر الطيور حاضر على نحو منتظم‬
‫ع ٍة‬ ‫َ‬
‫َفـأبـصـَرَت ثـعـلـَب ًا ِمن سا َ‬ ‫َ‬ ‫طوال هذا التاريخ الطويل والعريق‪.‬‬
‫َــديـب‬
‫ُ‬ ‫ــب ج‬‫ــبــس ٌ‬‫َ‬ ‫س‬‫َودونَــ ُه َ‬ ‫ ‬ ‫في واقع األمر‪ ،‬ورد ِذ ْكر الطيور في ُم َع َّل َقة أبرز شعراء‬
‫َ‬
‫ضـت ريـشهـــا وولـت‬ ‫ف َ‬
‫َفنـ َ َ‬ ‫العصر الجاهلي‪ ،‬امرؤ القيس‪ .‬وقصيدته تلك هي إحدى‬
‫ــريــب‬
‫ُ‬ ‫ـــة َق‬
‫ـهــض ٍ‬‫َ‬ ‫فذاك ِمن ن َ‬‫َ‬ ‫ ‬ ‫الم َع َّلقات السبع التي تُ َع ُّد أفضل ما نظمته العرب في‬
‫ُ‬
‫َسيـس‬
‫ٍ‬ ‫ع ِمن ح‬ ‫َ‬
‫شتال َواِرتـا َ‬ ‫َفاِ‬ ‫ذلك العصر‪.‬‬
‫ــذؤوب‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ع ُ‬
‫ـل الـ َ‬ ‫َو ِفـعـلَـ ُه يَــفــ َ‬ ‫ ‬ ‫هــد رؤيــة‬ ‫َ‬
‫يُــذكــر أن ام ــرأ القيس نشأ فــي نجد حيث َع ـ ِ‬
‫ــة‬ ‫َ‬
‫ضـت نَـحـ َو ُه حَـثـيـــث ً‬ ‫َفـنَـهـ َ َ‬ ‫النعام‪ ،‬وهــو رابــض في أعشاشه يحرس بيوضه‪ ،‬ولهذا‬
‫ـســيــب‬
‫ُ‬ ‫َوحَـــر َ َدت حَـــر َد ًة ت َ‬ ‫ ‬ ‫ـك من‬
‫نــجــده فــي معلقته الشهيرة بمطلعها «قــفــا نــبـ ِ‬
‫فدب من رأيـهــا َدبـيـبـــــــــ ًا‬ ‫ّ‬ ‫ذكــرى حبيب ومــن ـزِل»‪ ،‬يــقــارن بشرة محبوبته المفقودة‬
‫ـقلوب‬
‫ُ‬ ‫ـيـن ِحـمـال ُقـهـا َم‬‫ُ‬ ‫ع‬
‫َوالـ َ‬ ‫ ‬ ‫منذ أمد طويل ببيضة النعامة البكر الخالية من العيوب؛‬
‫َ‬
‫ـــطــرَّحَــتـــ ُه‬‫َفـجَـ َّدلَــتـــ ُه َف‬ ‫فيقول‪:‬‬
‫ــروب‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫ن ت َ ْح ِتهـا َم ْ‬
‫والصـ ْي ُد ِم ْ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫َفــرَنَّـحَــتـــــ ُه ووضـعـتـــــ ُه‬ ‫ص ْفر َ ٍة‬ ‫اة البَي َ َ‬
‫اض ِب ُ‬ ‫قان َ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ك ِب ْ‬
‫ك ِر ال ُ‬
‫َـبـوب‬
‫ُ‬ ‫َـت َو ْجـهَـ ُه الـج‬
‫فــكـ َّدح ْ‬ ‫َ‬ ‫ ‬ ‫حلَّ ِ‬
‫ل‬ ‫م َ‬ ‫اء َ‬
‫غ ْير ُ ال ُ‬ ‫م ِ‬‫غ َذاهَا نَمِ ْير ُ ال َ‬
‫َ‬ ‫ ‬
‫فــعـا َو َد ْتـــ ُه َفـــر َ َّفـــ َ‬
‫عـــ ْتـــ ُه‬ ‫امرؤ القيس (المتوفى ‪ 565‬للميالد)‪.‬‬
‫ـروب‬
‫ُ‬ ‫سـلَـ ْتــ ُه وهُــ َو َم ْ‬
‫ـك‬ ‫فــأرْ َ‬ ‫ ‬
‫يَـضغـو َو ِمـخلَـبـُهـا فـي َد ّف ِـ ِه‬ ‫وفي معلقة أخرى‪ ،‬يصف ُعبيد بن األبرص فرسه العزيز‬
‫ــوب‬
‫ُ‬ ‫ال بُــ َّد حَـ ْيـزو ُمـــ ُه َمــنـ ُ‬
‫ق‬ ‫ ‬ ‫بتفصيل عجيب‪ ،‬ف ُي َ‬
‫ش ِّب ُههُ في سرعته وقوته بالنسر الذي‬
‫يطارد ثعلب ًا‪:‬‬
‫ُعبيد بن األبرص (المتوفى ‪ 554‬للميالد)‬

‫منذ ما يزيد على ‪ 1,500‬عام‪،‬‬


‫ً‬
‫نسرا‬ ‫وصف ُعبيد بن األبرص‬
‫ً‬
‫صحراويا في بيت‬ ‫ً‬
‫ثعلبا‬ ‫يصطاد‬
‫شعري رائع‪ .‬في هذه الصورة‪،‬‬
‫أنثى مرزة مستنقعية تُ ْح ِك ُم‬
‫قبضتها على إحدى طرائدها‪.‬‬

‫لطالما كانت‬
‫الطيور مصدر إلهام‬
‫لصور شعرية مبدعة‬
‫عند الشعراء العرب‬
‫منذ سالف الزمان‪،‬‬
‫ومنهم امرؤ القيس‬
‫الشاعر األسطوري‬
‫الذي نظم‬
‫قصيدة تُ َع ُّد إحدى‬
‫المعلقات السبع‪.‬‬

‫‪59‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪58‬‬


‫رفراف أبقع (إلى اليسار) يقف على غصن‬
‫بجانب رفراف أصدر‪ .‬وقد وصف الشعراء‬
‫ً‬
‫نوعا من‬ ‫العرب القدامى ما يزيد على ‪70‬‬
‫الطيور في منطقة شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪61‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪60‬‬


‫عقاب رقطاء كبرى يقف فوق جثة‬ ‫الــتــدويــن بــوقــت طــويــل‪ .‬لــذلــك؛ نجد أن الشعر العربي‬ ‫س َّن ْ‬
‫ت له‬ ‫يتضح جلي ًا لكل من لديه معرفة بالطيور وتَ َ‬
‫نحام كبير‪.‬ومما ال ريب فيه أن‬
‫الــقــديــم مــلــيء بــذكــر الــطــيــور‪ .‬فــي الــواقــع‪ ،‬بعد مراجعة‬ ‫قراءة هذه األبيات الرائعة‪ ،‬بأن الشاعر لديه معرفة وطيدة‬
‫رؤية طائر قوي كالنسر أو البازي‬
‫ً‬
‫دائما‬ ‫ً‬
‫انطباعا بعظمة الخالق‬ ‫تترك‬ ‫قصائد نظمها مــا يــزيــد على ‪ 150‬مــن الــشــعــراء العرب‬ ‫بسلوك النسر ‪ -‬معرفة ال يمكن للمرء تحصيلها إال من‬
‫أي من سكان البادية عند‬‫لدى ّ‬ ‫األوائــل ‪ -‬من العصر الجاهلي وحتى العصر العباسي ‪-‬‬ ‫خالل قضاء ساعات طويلة في مراقبة الطيور واإلعجاب‬
‫مرورهم بها‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نجد إشارات إلى أكثر من ‪ 70‬نوع ًا من الطيور ‪.‬‬ ‫بها‪ ..‬ذاك الفهم واإلعجاب بسلوك الحيوانات والطيور‬
‫ومرة أخرى‪ ،‬يمكن القول إنه عند التفكير في الجالل‬ ‫يتجلى دائم ًا في القصائد العربية القديمة‪.‬‬
‫والــجــمــال والــغــمــوض الــمــتــأصــل فــي طــيــور المملكة‪،‬‬ ‫كان للشعر العربي منزلة ومكانة كبرى في الثقافة‬
‫ال يمكننا أبداً أن نستغرب كيف ألهمت تلك الطيور الكثير‬ ‫الــعــربــيــة الــقــديــمــة؛ وكــمــا سـ َّ‬
‫ـطــر اب ــن س ــام الــجــمــحــي‪،‬‬
‫من الشعراء العرب المخضرمين ‪ -‬الذين توالت األجيال‬ ‫الناقد الــذي عاش في القرن التاسع‪ ،‬كان الشعر للعرب‬
‫على رواية أشعارهم لما يزيد على ‪ 60‬جي ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫الجاهليين «ديوان علمهم‪ ،‬ومنتهى حكمهم‪ ،‬به يأخذون‬
‫لــقــد ك ــان الــشــعــر الــعــربــي الــقــديــم يُــحــاك عـ ـ ً‬
‫ـادة من‬ ‫وإليه يصيرون»‪.‬‬
‫طبقات ُم َع ِّبرة عن أحــداث مليئة بالتشبيهات البالغية‪،‬‬ ‫كما كــان الشعراء الصوت الناطق باسم قبائلهم‪،‬‬
‫وغــالــبـ ًا مــا كــانــت تــصــور األحـــداث الطبيعية‪ ،‬أو النباتات‬ ‫وفق ًا البن رشيق القيرواني الذي عاش في القرن الحادي‬
‫والحيوانات‪ ،‬كمثالي النسر والثعلب الموضحين أعاله‪.‬‬ ‫عشر فــي ركــاب قبيلته ُمــدافِــعـ ًا عــن شرفها‪ ،‬وســاحـ ًا لرد‬
‫وفي هذا الكتاب ‪ -‬لسوء الحظ ‪ -‬ال يمكننا تضمين عديد‬ ‫اإلهانة عنها‪ ،‬ووسيلة لتمجيد أفعالها وتخليد اسمها‪ .‬كما‬
‫من المقتطفات الشعرية الطويلة‪ ،‬لذا سنكتفي بأبيات‬ ‫ع ّبر الشعر عن مخاوف القبيلة وأحزانها‪ ،‬وآمالها ورغباتها‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مــن الــقــصــائــد إلظــهــار م ــدى فــهــم الــعــرب األوائـ ــل لتنوع‬ ‫وحكمتها وطرائفها وقصصها وأفراحها‪.‬‬
‫الطيور وسلوكها الرائع‪ ،‬وكيف حرصوا على الربط بين‬ ‫وهكذا‪ ،‬يوفر الشعر العربي القديم معلومات ثمينة‬
‫تلك الطيور وحياتهم‪.‬‬ ‫عــن الــحــيــاة فــي شبه الــجــزيــرة العربية قبل ب ــزوغ شمس‬

‫المثال‪ ،‬يصف بعض الشعراء العقاب الملكي الشرقي‬ ‫النسور والصقور وطيور البازي‪..‬‬
‫الذي يتسم بوجود ريش أبيض في مقدم رأسه‪ ،‬وهو يطارد‬
‫ملوك الصحارى‬
‫الذئاب أو الثعالب‪ ،‬في مشهد ال بد من أن يترك أثراً كبيراً‬
‫أي شاعر‪ .‬ويتضح ذلك بصفة خاصة نظراً لكون‬
‫في نفس ّ‬ ‫تحظى النسور والصقور وطيور الــبــازي بحضور بــارز في‬
‫العقاب الملكي الشرقي زائر شتوي للمملكة‪ ،‬وهو يصل‬ ‫الشعر العربي القديم‪ ،‬إذ كان العرب يعتبرونها «أسياد‬
‫إليها في الوقت الحالي لكن بأعداد صغيرة‪.‬‬ ‫الطيور» و«مــلــوك الــصــحــارى»‪ .‬وثمة مــا يشير فــي بعض‬
‫القصائد إلــى أنــهــا كــانــت تتبع الــجــيــوش اللــتــهــام جثث‬
‫القتلى‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أشار الشاعر عنترة بن شداد‪،‬‬
‫البازي الحوام؛ كانت الطيور‬
‫السريعة والقوية مثل الصقور‬ ‫وهــو مــن نــجــد‪ ،‬فــي واح ــدة مــن قصائده الــتــي تــعــود إلى‬
‫والنسور وطيور البازي من‬
‫القرن السادس عشر‪ ،‬إلى أن المحارب كان يحصد أرواح‬
‫موضوعات الشعر الشائعة في‬
‫قصائد الشعراء العرب‬ ‫الجنود‪ ،‬تــاركـ ًا جثثهم طعام ًا للطيور‪ .‬كما قــال بلمسة‬
‫في العصر الجاهلي‪.‬‬ ‫مــن الفكاهة الــســوداء إن الــفــرســان العتاة سيغنمون‬
‫ممتلكات القتلى عما قريب‪:‬‬

‫اللحوم‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وللطي ِر‬ ‫النفوس‬
‫ُ‬ ‫لي‬
‫َ‬
‫ب‬ ‫خيَّالَة َّ‬
‫السل َ ُ‬ ‫ام َو ِلل َ‬ ‫الع َ‬
‫ظ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫وللوح ِ‬
‫ْ‬ ‫ ‬

‫عنترة بن شداد (المتوفى ‪ 608‬للميالد)‬

‫لقد كان أهل البادية األوائل يعلمون أن النسور تطير‬


‫بفرائسها إلى أعشاشها‪ ،‬حيث تلتهمها‪ .‬وذكر ذلك ُعبيد‬
‫أي قلوب الفرائس‪.‬‬‫ـلوب»‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫بقوله‪« :‬تُـخـزَ ُن فـي َوكـرِها ُ‬
‫الـق‬
‫كما حدد الشعراء بشكل صحيح أنواع ًا مختلفة من النسور‬ ‫زرزور مجوف؛ لهذا الطائر جمال‬
‫فــي قــصــائــدهــم‪ ،‬بما فــي ذلــك الــحــدأة الــســوداء والــمــزرة‬ ‫لجم ألسنة الشعراء‬ ‫آخاذ‪ ،‬ما ُي ِ‬
‫وتركهم عاجزين عن وصفه‪.‬‬
‫المستنقعية والعقاب الملكي الشرقي‪ .‬فعلى سبيل‬

‫‪63‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪62‬‬


‫الل ُت ِ‬
‫نذ ُر بالشر‬ ‫«ر ُخم»‪ِ ..‬ظ ٌ‬
‫الـ ُ‬ ‫ف طائر الرخمة المهدد بشكل‬‫ُع ِر َ‬ ‫لطالما ارتبطت رؤية النسر اآلذن‬

‫في الصحراء‬
‫واسع بين الشعراء األوائل‪.‬‬ ‫في أذهان الكثيرين بالشؤم‬
‫الذي استحوذ على خيال عديد من‬
‫الشعراء األوائل‪.‬‬

‫للنسور أيض ًا حضور بارز في القصائد العربية‪ ،‬حيث يميز‬


‫الــشــعــراء ‪ -‬مــرة أخ ــرى ‪ -‬بين أنـــواع عــدة مختلفة منها‪.‬‬
‫ّ‬
‫بالظل‬ ‫ففي بعض القصائد‪ ،‬يقارن الشاعر سنام ناقته‬
‫المشؤوم الــذي يلقيه النسر اآلذن‪ ،‬والــذي كــان يسمى‬
‫بالقشعم أو اللباد أو المضرح‪ .‬وتشير قصائد أخــرى إلى‬
‫نسر بُ ّني يُطلق عليه أنــوق‪ .‬وربما ورد ذكر النسر األسمر‪،‬‬
‫ونسر الرخمة والرخمة المصرية أيض ًا‪ .‬واستخدم الشعراء‬
‫األوائل العش البعيد للنسر األسمر (حيث يضع بيوضه في‬
‫الشقوق المرتفعة على المنحدرات الصخرية) كاستعارة‬
‫لشيء يصعب الوصول إليه‪ ،‬مثل منزل المحبوبة‪ ،‬وهو‬
‫صوره تميم بن مقبل بروح من الدعابة‪:‬‬
‫ما ّ‬

‫م دون مسك ِنهـا‬


‫األنوق ِبر َ ْع ٍ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫بيض‬
‫ناء في جبال عسير]‬
‫[األبارق مكان ٍ‬ ‫مركوم!‬
‫ُ‬ ‫طلحام‬
‫َ‬ ‫وباألبارق من‬
‫ِ‬ ‫ ‬

‫تميم بن مقبل (المتوفى ‪ 679‬للميالد)‬

‫وبالفعل‪ ،‬ال يوجد أصعب من تخيل شيء أضنى في‬


‫الوصول إليه من بيض طائر جارح ضخم‪ ،‬بنى عشه في‬
‫جــرف جبل شاهق‪ ،‬على بُعد أميال من الكثبان الرملية‬
‫المتراصة في أعماق جبال عسير الوعرة! ربما تكون هذه‬
‫القصيدة أص ً‬
‫ال لمثل عربي معروف ‪ -‬ال يزال يُستخدم حتى‬
‫يومنا هذا ‪ -‬يصف الشيء البعيد المنال بأنه «أبعد من‬
‫بيض األنوق»‪.‬‬

‫قاص للنسر‬
‫ٍ‬ ‫عش‬
‫األسمر على‬
‫صفحة جرف‬
‫بالقرب من تنومة‪،‬‬
‫في مشهد أقرب‬
‫ما يكون إلى عالم‬
‫األساطير‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪64‬‬


‫الم ِّ‬
‫ثقب العبدي إلــى أن ناقته العطشى ستحب وضع‬ ‫ُ‬ ‫طائر القطا‪..‬‬ ‫قطا مخطط؛ واحد من ثالثة‬

‫المتلهف للمياه في بحر‬


‫أنواع على األقل ورد ذكرها‬
‫صدرها في بركة ماء كما يفعل طائر القطا المخطط‪:‬‬
‫ووصفها على لسان الشعراء‬

‫من الرمال‬
‫العرب األوائل‪.‬‬
‫الرخاء تهالك ًا‬
‫ِ‬ ‫تهالَك منه في‬
‫الجون حان ورو ِدها‬
‫ِ‬ ‫تهالُك إحدى‬ ‫ ‬ ‫من بين الطيور الشائعة األخرى في الشعر العربي‪ ،‬طيور‬
‫م تَرتمي‬ ‫والمناس ُ‬
‫ِ‬ ‫ت منها‬ ‫َفنَهْ نَهْ ُ‬ ‫ص ِّورت بدقة متناهية‪ .‬وبصورة مثيرة لإلعجاب‪،‬‬
‫القطا التي ُ‬
‫عنُو ُدها‬ ‫َ‬ ‫م ْعزَا َ‬
‫ء شتَّى ال يُر ُّد َ‬ ‫ب َ‬ ‫ ‬ ‫م ّيز الشعراء بين ثالثة أنواع على األقل من أنواع القطا الستة‬
‫الموجودة في المملكة العربية السعودية؛ فذكروا القطا‬
‫ثقب العبدي (المتوفى قرابة ‪ 580‬للميالد)‬
‫الم ِّ‬
‫ُ‬ ‫المخطط (كدرية حجازية)‪ ،‬بلونه الترابي وظهره وبطنه‬
‫المخططين وعنقه األصفر وذيله القصير؛ والقطا أسود‬
‫الحمام واليمام‪..‬‬ ‫البطن (جونية)‪ ،‬ببطنه وأجنحته السوداء وذيله القصير؛‬

‫هديل يريح النفس‬ ‫والقطا المتوج أو (قطا غطاط) بظهره وبطنه وصدره الترابي‬
‫وأطراف أجنحته السوداء وساقيه ورقبته الطويلة‪.‬‬
‫ورد ذكر الحمام واليمام بكثرة في الشعر العربي القديم؛‬ ‫كان أهل البادية يعلمون أن القطا نادراً ما يشرب‪ ،‬لكن‬
‫فهديلها الحزين على فروع األشجار لطالما َّ‬
‫ذكر الشعراء‬ ‫عندما يريد الشرب‪ ،‬غالب ًا ما يطير في أسراب كبيرة للشرب‬
‫بأحبائهم‪ ،‬وال يــزال يفعل ذلــك حتى الــيــوم‪ .‬ومــرة أخــرى‪،‬‬ ‫في فترتي الصباح أو الليل‪ .‬ووصف بعض الشعراء‪ ،‬مثل‬
‫كان لدى الشعراء معرفة واضحة بمختلف أنواع الحمام‬ ‫ُعبيد بن األبرص (المتوفى ‪ 554‬للميالد)‪ ،‬أن حصانه أسرع‬
‫واليمام في شبه الجزيرة العربية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫من طير القطا الظمآن عندما يهرع إلى بركة من الماء‪.‬‬
‫في شعره من العصر األموي‪ ،‬استعمل نابغة بني شيبان‬ ‫كما أدركوا أيض ًا‪ ،‬أن طيور القطا تعشش في التجاويف‬
‫نداء اليمام المطوق األفريقي المستمر رمزاً لعفة حبيبته‬ ‫األرضية‪ ،‬وأنها طورت سلوك ًا غير معتاد لترطيب فراخها‪،‬‬
‫الدائمة‪:‬‬ ‫حيث تطير الطيور البالغة سريع ًا من العش إلى ّ‬
‫أي بركة‬
‫مياه‪ ،‬وتغمر ريش صدرها في الماء‪ ،‬ثم تعود إلى العش‬
‫الصا ِدي فليس تُنيلُه‬
‫مته من َّ‬
‫ح َ‬ ‫حتى يتسنى للفراخ شرب الماء العالق في ريشها‪.‬‬
‫الحمام المط َّو ُ‬
‫ق‬ ‫ُ‬ ‫مات ما غنّى‬
‫َ‬ ‫وإن‬
‫ْ‬ ‫ ‬ ‫إن معرفة البدو بطيور القطا من شأنها أن تكون أكثر‬
‫إثــارة لإلعجاب‪ ،‬عندما تضع في اعتبارك أنهم لم يعرفوا‬
‫نابغة بني شيبان (المتوفى ‪ 743‬للميالد)‬ ‫المناظير‪ .‬وق ــرب نهاية الــقــرن الــســادس الــمــيــادي‪ ،‬أشــار‬

‫قطاة نبطاء؛ كان‬


‫الشعراء العرب األوائل‬
‫يقدرون هذا النوع‬
‫من الطيور بسبب‬
‫قدرتها على الطيران‬
‫ً‬
‫بحثا‬ ‫لمسافات طويلة‬
‫عن المياه‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪66‬‬


‫يمام طويل الذيل؛ كان‬
‫اليمام والحمام من الطيور التي‬
‫ً‬
‫كثيرا في الشعر‬ ‫تردد ذكرها‬
‫العربي الجاهلي‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪68‬‬


‫وفــي بعض القصائد‪ ،‬ارتبطت البومة ارتباط ًا وثيق ًا‬ ‫شــعــري‪ .‬ووفــقـ ًا لــهــذا‪ ،‬ارتــبــط الــغــراب بني الرقبة والــغــراب‬ ‫لطالما كان النداء المتكرر الحزين‬
‫لطائر يمام النخيل ُي ِّ‬
‫ذكر الشاعر‬
‫بالموت واالنتقام واستعملها بعض الشعراء بمهارة في‬ ‫مروحي الذيل في الشعر العربي عموم ًا بالفواجع؛ فهي‬
‫جريح الفؤاد بحبه المفقود‪.‬‬
‫تصوير هول القتال بصورة بيانية‪:‬‬ ‫تتغذى على األجزاء الطرية من الجثث‪ ،‬مثل العيون‪ .‬وقد‬
‫أُطلِق عليها عديد من األسماء في الشعر العربي‪ ،‬منها‬
‫واد بيــن يثــرب‬
‫فــي كـل ٍ‬ ‫غــراب الفال‪ ،‬ما يعكس قدرتها على العيش والتعشيش‬
‫والقصــور إلى اليمــامــــة‬ ‫ ‬ ‫حتى في أعمق الصحارى‪ ،‬والغراب األســود وغــراب البين‬
‫عـان أو صـيـــــا ُح‬
‫ٍ‬ ‫تطـريـب‬
‫ُ‬ ‫مدعين‬
‫وطير الشؤم‪ .‬كما لعن بعض الشعراء الغربان ّ‬
‫ء هــامـــــة‬
‫مـحـر ّ ٍق وزقــــا ُ‬ ‫ ‬ ‫بأنها كانت السبب في مغادرة من يحبون‪:‬‬
‫ُعبيد بن األبرص (المتوفى ‪ 554‬للميالد)‬
‫بعبــرة‬
‫ٍ‬ ‫جـادت العينـان مني‬
‫ْ‬ ‫نعم‬
‫ّ‬
‫سل من نظم الآللي تطار ُح‬ ‫كما‬ ‫ ‬
‫الطيور‪..‬‬ ‫حـت بعـ َده‬
‫َ‬ ‫ص‬‫غـراب البيـن ال ِ‬
‫َ‬ ‫أال يـا‬

‫ولَ ْوعة الحب المفقود‬ ‫ـك َذابــ ُ‬


‫ح‬ ‫ح ْل ِق َ‬
‫داج َ‬
‫ن أ ْو ِ‬
‫ـن ِم ْ‬ ‫َو َ‬
‫أمك َ‬ ‫ ‬
‫قلوب العاشقين ذوي الهوى‬
‫َ‬ ‫يروع‬
‫من الــواضــح أن الشعراء العرب لم يكن لديهم معرفة‬ ‫ح‬
‫ج أنك صائــ ُ‬
‫إذا أمنــوا الشحــا َ‬ ‫ ‬
‫حميمة بالطيور فحسب‪ ،‬بــل كــانــوا يك ّنون لها تقديراً‬
‫وإعــجــابـ ًا عميقين‪ .‬فقد رأى الكثيرون فــي جمال الطيور‬ ‫مجنون ليلى (المتوفى ‪ 687‬للميالد)‬
‫وأناقتها استعارات مع ّبرة عن جمال محبوباتهم‪:‬‬
‫وعلى الرغم من أن البومة عادة ما كانت ترمز للحكمة‬
‫عيب فيها غير زرْقة عينها‬
‫َ‬ ‫وال‬ ‫في بالد الغرب‪ ،‬إال أن لها دالالت سلبية في الشعر العربي‬
‫ق عيونُها‬
‫عتاق الطير زُرْ ٌ‬
‫ُ‬ ‫كذاك‬ ‫ ‬ ‫فــي أحــايــيــن كــثــيــرة‪ )4( .‬فــمــث ـ ً‬
‫ا‪ ،‬اسـ ُتــعــمــلــت رمـ ــزاً للرجل‬
‫ش ِّبه نداؤها بعويل أم مكلومة في وحيدها‪.‬‬ ‫الضعيف‪ ،‬أو ُ‬
‫أبو األسود الدؤلي (المتوفى ‪ 688‬للميالد)‬ ‫وفي قصائد أخرى‪ ،‬اس ُتعمِل صوت البوم في الداللة على‬
‫األرض القفار الموحشة‪:‬‬
‫ران َو َعينُها‬
‫الق ِ‬
‫طراف ِ‬
‫ِ‬ ‫ت َ َو ّقى ِبأ َ‬
‫خطأَتها األَجا ِد ُ‬
‫ل‬ ‫ين الحُبارى أ َ َ‬
‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫ك َ‬ ‫ ‬ ‫الهام فيه مع الصـدى‬
‫ُ‬ ‫ح‬‫وخرق تصي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ص ْو ِتهَا‬‫ن ِل َ‬ ‫أص ْخ َ‬ ‫تُجَا ِو ُ‬
‫ب ُورْق ًا إ ْذ َ‬ ‫كما ورد ذكر الحمام الجبلي ‪ -‬شاع ذكره في الشعر‬
‫ُ‬
‫الليل مرهُـوب‬ ‫مخ ّوفٌ إذا ما جنّه‬ ‫ ‬ ‫جيــب‬
‫ُ‬ ‫ـعـ ٌد َو ُم‬
‫س ِ‬ ‫ك ٍّ‬
‫ـل ُم ْ‬ ‫ـل ِل ُ‬
‫ك ٌّ‬‫َف ُ‬ ‫ ‬ ‫ق ‪ -‬أحيان ًا على أنــه الحمام الــرمــادي الذي‬
‫ـور ْ ِ‬
‫العربي بــالـ ُ‬
‫أبو ذؤيب الهذلي (المتوفى ‪ 648‬للميالد)‬ ‫يعشش على شــرفــات الــقــصــور‪ ،‬ربــمــا كوسيلة شعرية‬
‫ُعبيد بن األبرص (المتوفى ‪ 554‬للميالد)‬ ‫مجنون ليلى (المتوفى ‪)687‬‬ ‫إلظهار االستقرار ومن ثم الثروة‪.‬‬

‫البومة الصغيرة تتسم بقدرة غير‬ ‫شرفات يقصر ُ ّ‬


‫الطير ُ دونهُ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وذا‬
‫عادية في العثور على الطعام‬
‫خالل الظالم الدامس‪ .‬وال عجب‬
‫الغربان والبوم‪ ..‬طيور‬ ‫صا‬ ‫فيه َقر َ ِ‬
‫ام َ‬ ‫ام ال ُورْ ِق ِ‬
‫م ِ‬ ‫تَرَى لل َ‬
‫ح َ‬ ‫ ‬
‫في كثرة ِذ ْكر البوم في الشعر‬
‫والتراث العربي القديم‪.‬‬
‫عاثرة الحظ‬
‫األعشى (المتوفى ‪ 629‬للميالد)‬
‫من المثير لالهتمام‪ ،‬أن بعض الطيور لم تنل الحظوة‪،‬‬
‫خاصة الغربان والبوم؛ فالغربان مكروهة في بقاع كثيرة‬ ‫من المؤكد أن الصوت اللطيف والحزين من يمام‬
‫من العالم‪ .‬وبعض هذه االنتقادات مستمدة من االعتقاد‬ ‫النخيل (المعروفة باسم القمري‪ ،‬أو الفواخت) يتناسب‬
‫بأنها تقتل الماشية‪ ،‬ال س ّيما األغــنــام والــمــاعــز‪ .‬وعندما‬ ‫مع الشعر‪ ،‬وبالتالي كانت استعارته شائعة‪ .‬ففي زمن‬
‫يرى البعض غراب ًا يأكل من جيفة ما‪ ،‬فإنه يتراءى لهم أن‬ ‫الخالفة العباسية‪ ،‬قارن الشاعر ابن الرومي صوت حبيبته‬
‫الغراب هو من قتلها‪ .‬ولكن حقيقة األمر هي أن الغربان‬ ‫الناعم بصوت هذا الطائر‪:‬‬
‫عادة ما تأكل من جيف الحيوانات الميتة بالفعل‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أن الناس قد يجدون فكرة أن غراب ًا يأكل من جيفة‬ ‫سكن القلوب وترعاها‬ ‫ظبية ت ُ ِ‬
‫فكرة بغيضة‪ ،‬إال أن هذه الطيور تلعب دوراً مهم ًا في توازن‬ ‫و ُق ْ‬
‫ـمــ ِريَّــة لـهـا تـغـريــــ ُد‬ ‫ ‬
‫النظام البيئي‪ ،‬وذلــك عبر المساعدة في التخلص من‬
‫الحيوانات الميتة التي من شأنها أن تتعفن وتصدر روائح‬ ‫ابن الرومي (المتوفى ‪ 896‬للميالد)‬
‫كريهة وتسهم في نشر األمراض‪ .‬وبغض النظر عن ذلك‪،‬‬
‫وجد الشعراء في هذه الطيور الكبيرة ذات اللون األسود‬ ‫ومثله‪ ،‬وجد مجنون ليلى عزاءه في االستماع إلى زوج‬
‫القاتم التي اشتهرت بقتل الحيوانات األخرى منجم ذهب‬ ‫من الحمام‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪71‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪70‬‬


‫النسر األسمر‪ ،‬وهو ُي ِّ‬
‫حل ُق في‬ ‫وراح يُش ّبه بعض الشعراء أيض ًا‪ ،‬سرعة نوقهم بسرعة‬ ‫ال ريب في أن البومة الصمعاء‬
‫ذكر الشعراء بالناقة‬‫السماء الزرقاء ُي ِّ‬ ‫ً‬
‫لفتا لألنظار‬ ‫واحدة من أكثر الطيور‬
‫طيران الطيور‪:‬‬
‫التي تسافر عبر رمال الصحراء‪.‬‬ ‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫المضرحي رفعتُه‬
‫ّ‬ ‫كظل‬ ‫وظ ٍّ‬
‫ل ِ‬ ‫ِ‬
‫يطير ُ إذا هنّت له الرّي ُ‬
‫ح طا ِئرُه‬ ‫ ‬

‫تميم بن مقبل (المتوفى ‪ 657‬للميالد)‬

‫وف ــي تحليق الــنــســر اســتــعـــــارة قــويـــــة لحركـة النـاقـة‬


‫السلسة والسريعة؛ فالنسور ن ــادراً مــا تــرفــرف بجناحيها‬
‫أثناء الطيران‪ ،‬بل تتحرك بسرعة وهــدوء في الهواء في‬
‫تيارات من االنحدار واالرتفاع والتحويم من دون عناء‪ ،‬وهي‬
‫من الصفات التي يعشقها البدو في الهجن‪ .‬كما قارن‬
‫شعراء آخرون سرعة الطيور وجَ َل ِدها بأغلى ممتلكاتهم‬
‫ومثله‪:‬‬ ‫‪ -‬الخيل ‪ -‬التي كانت عامل حسم في الصيد والحرب‪.‬‬
‫وقد وصف أيقونة الشعر العربي‪ ،‬امرؤ القيس‪ ،‬إحساسه‬
‫ئ وكأنه‬ ‫فكأنهن آلل ٌ‬ ‫عند ركوب فرسه الثمينة فقال‪:‬‬
‫سج‬ ‫صقرٌ يلو ُذ حما ُمه بال َ‬
‫ع ْو ِ‬ ‫ ‬
‫وجناح ِه‬
‫ِ‬ ‫صقرٌ يصي ُد بظف ِر ِه‬ ‫َ‬
‫حال َم ْت ِنه‬ ‫عال‬ ‫كأن ُ‬
‫غالمي إ ْذ َ‬ ‫ّ‬
‫تدرج‬
‫ِ‬ ‫أصاب حما َم ًة ْ‬
‫لم‬ ‫َ‬ ‫فإذا‬ ‫ ‬ ‫ماء محلِّ ِ‬
‫ق‬ ‫الس ِ‬
‫ظهْ ر با ٍز في ّ‬ ‫على َ‬ ‫ ‬

‫الحارث بن حلزة اليشكري (القرن السادس للميالد)‬ ‫امرؤ القيس (المتوفى ‪ 565‬للميالد)‬

‫وفي قصيدة أخــرى رائعة‪ ،‬يش ِّبه زهير بن أبي سلمى‬


‫سرعة حصانه بطائر قطا مــذعــور ‪ -‬بسبب فقد إلفه ‪-‬‬
‫يهرب من صقر بري يطير وراءه بوافي سرعته‪:‬‬

‫التحديق الثاقب للبومة‬


‫ً‬
‫شعورا بالمكر لكل‬ ‫يثير‬
‫حدق بها‪.‬‬
‫من ُي ِّ‬

‫‪73‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪72‬‬


‫القدامى كانوا معجبين بهذا الطائر الضخم‪ ،‬وغالب ًا ما‬ ‫ومن المثير لالهتمام أيض ًا‪ ،‬أن الشعراء العرب األوائل‬ ‫كأنهـا مـن قطـا مـران جانـئــــة‬
‫قارنوا سرعته المدهشة التي تتجاوز ‪ 70‬كم في الساعة‬ ‫لم يخشوا تصوير الحيوانات على أنها ذات مشاعر‪ .‬فعلى‬ ‫ع‬
‫السر َ ُ‬
‫رب َو َ‬
‫الس ِ‬
‫مام ِ‬‫الج ُّد ِمنها أ َ َ‬
‫َف ِ‬ ‫ ‬
‫بسرعة الناقة‪ ،‬أو الحصان‪ .‬وفي قصائد أخــرى‪ُ ،‬‬
‫ش ِّبه ريش‬ ‫يصور ُعبيد بن األبرص (ورد تفصيله أعاله)‬
‫َّ‬ ‫سبيل المثال‪،‬‬ ‫هتُهـــا‬ ‫َ‬
‫ك َواألعـدا ُد ِوج َ‬‫ك َذ ِل َ‬
‫تَهـوي َ‬
‫الذكر األسود واألبيض المتساقط بغيوم المطر المرتقبة‪،‬‬ ‫في قصيدة له الثعلب بوضوح على أنه يشعر بالخوف‪.‬‬ ‫فهــا َفـز َ ُ‬
‫ع‬ ‫خل َ‬
‫َفيـف َ‬
‫ٍ‬ ‫عهـا ِلح‬ ‫إِذ را َ‬ ‫ ‬
‫بينما ُ‬
‫ش ِّبهت الرقبة المنحنية بمنحنى القوس‪ .‬ومن خالل‬ ‫وتُ َع ُّد نسبة المشاعر إلى الحيوانات ظاهرة حديثة‪ ،‬لكنها‬ ‫ت‬‫نص ِل ٍ‬
‫ين ُم َ‬‫غ ِر السا َق ِ‬ ‫َ‬
‫ص أم َ‬ ‫ِمن عا ِق ٍ‬
‫التأكيد على مــدى معرفة البدو القدامى بهذه الطيور‬ ‫سمة متأصلة في الشعر العربي‪ )5(.‬ومن المنحى الفني‪،‬‬ ‫ع‬ ‫س َ‬
‫ف ُ‬ ‫خ ِّد ِمن ُه إِذا اِستَقبَلت َ ُه َ‬‫في ال َ‬ ‫ ‬
‫وتقديرهم لها‪ُ ،‬عرفت النعامة بأكثر من ‪ 130‬اسم ًا مختلف ًا‪،‬‬ ‫تُ َع ُّد هذه النسبة أعلى مستوى من التعبير عن الجمال‪،‬‬ ‫ـرق َقوا ِد ُمــــ ُه‬
‫ط ٍ‬ ‫ـع َقلبُـ ُه ُ‬‫ُمستَجمِ ٍ‬
‫وذلك بحسب شكلها وسلوكها المميز (انظر الجدول ‪.)1‬‬ ‫وهــي وسيلة أخــرى أظهر بها الشعراء األوائ ــل عالقتهم‬ ‫م يَرت َ ِفـ ُ‬
‫ع‬ ‫ُ‬
‫طـور ًا ث َّ‬
‫رض َ‬ ‫َ‬
‫ن األ ِ‬ ‫يَدنو ِم َ‬ ‫ ‬
‫ويــشــرح الــشــعــراء بــدقــة مــن خ ــال اســتــخــدام األبــيــات‬ ‫ال‪ ،‬رأى أبو فراس الحمداني حمامة‬ ‫الراسخة بالطيور‪ .‬فمث ً‬ ‫رف جا ِنح ًَة‬ ‫ك َ‬
‫الط ِ‬ ‫أَهوى لَها َفاِنتَحَت َ‬
‫ذات الـ ــعـ ــبـ ــارات ال ــرش ــي ــق ــة‪ ،‬أن ط ــي ــور ال ــن ــع ــام يــمــكــن‬ ‫تقف في نافذة زنزانته أثناء سجن البيزنطيين له‪ .‬وبعد أن‬ ‫ع‬ ‫علَيهـا َوه َو ُمخت َ ِ‬
‫ضـ ُ‬ ‫ث ُ َّ‬
‫م اِستَمـَرَّ َ‬ ‫ ‬
‫أن تحصل على كامل حاجتها مــن المياه مــن النباتات‬ ‫سمع نداءها الحزين‪َ ،‬‬
‫شرَ َع يتحدث إلى الحمامة لمعرفة ما‬ ‫ــة‬
‫راسي َ ٍ‬
‫ء ِ‬ ‫خلقـا َ‬ ‫ب في ُذرى َ‬‫ِمن َمر َق ٍ‬
‫التي تأكلها‪ .‬كما أسهبوا بالحديث عن النوع المفضل‬ ‫إذا كانت تبكي هي أيض ًا من لوعة القلب‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ب ال يَغتال ُ ُه ِ‬
‫الشبَـ ُ‬ ‫مخا ِل ِ‬
‫ُجن ال َ‬
‫ح ُ‬ ‫ ‬
‫لها من النبات‪ ،‬وموائلها‪ ،‬وشكل عشها‪ ،‬وعدد بيوضها‪،‬‬
‫ومسلكها فــي رعــايــة الــفــراخ‪ ،‬وازدواج الشكل الجنسي‬ ‫ً‬
‫حمـامـــة‬ ‫ناحت بقربي‬
‫ْ‬ ‫أقـول وقد‬ ‫زهير بن أبي سلمى (القرن السادس للميالد)‬
‫لديها‪ ،‬ويقظتها‪ ،‬ونفض ريشها‪ ،‬وأساليبها في البحث‬ ‫أيا جارتـا هـل تشعـرين بحالـي؟‬ ‫ ‬
‫عــن الــطــعــام‪ ،‬وتجمعاتها‪ ،‬وأصــواتــهــا‪ ،‬واستراتيجياتها‬ ‫ذقت طارقة النـوى‬
‫ِ‬ ‫معاذ الهوى ما‬ ‫وف ــي أعــظــم إبـ ــداء لــإعــجــاب‪ ،‬ك ــان بــعــض الــشــعــراء‬
‫فــي مجابهة الكائنات المفترسة‪ ،‬وغير ذلــك عديد من‬ ‫ببــال‬
‫ِ‬ ‫الهمـوم‬
‫ُ‬ ‫خطـرت منك‬
‫ْ‬ ‫وال‬ ‫ ‬ ‫يحسدون الطيور‪ ،‬ال س ّيما على طيرانها اإلعجازي والحرية‬
‫الصفات السلوكية األخ ــرى التي لــم يكن الكثير منها‬ ‫ً‬
‫طليقــة‬ ‫ُ‬
‫أيضحـك مأسـور ٌ وتبكي‬ ‫التي تتمتع بها‪ .‬في األبيات التالية يحسد الشاعر طرفة‬
‫معروف ًا في العلوم لدى الغرب حتى النصف الثاني من‬ ‫سـال!؟‬
‫ِ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬ ‫محـزون‬
‫ٌ‬ ‫ويسكت‬
‫ُ‬ ‫ ‬ ‫بن العبد ‪ -‬أحد شعراء العصر الجاهلي ‪ -‬طيور الكروان؛‬
‫القرن العشرين‪.‬‬ ‫ً‬
‫مقلة‬ ‫بالدمع‬
‫ِ‬ ‫كنت أولى منك‬
‫ُ‬ ‫لقد‬ ‫فبعد أن تقطعت به السبل في الصحراء على ظهر فرس‬
‫وتتضمن قصيدة األعشى مثا ًال نموذجي ًا لمدى فهم‬ ‫غـال‬
‫ِ‬ ‫ولكن دمعـي في الحوادث‬ ‫ ‬ ‫بطيئة‪ ،‬نظر إلى الكروان وقال ما معناه‪« :‬إنه على الرغم‬
‫ـادة ما تعشش طيور النعام‬ ‫البدو لسلوك الطيور؛ فــعـ ً‬ ‫من أن الصقور دائم ًا ما تطارد هــذا الطائر البديع‪ ،‬إال أنه‬
‫في أزواج منفردة‪ ،‬أو في مجموعة تتألف من ذكر مهيمن‪،‬‬ ‫أبو فراس الحمداني (المتوفى ‪ 979‬للميالد)‬ ‫يستطيع الطيران على األقل»‪:‬‬
‫وأنثى رئيسة واحــدة‪ ،‬أو أكثر من اإلنــاث الثانوية‪ ،‬تتشارك‬
‫العش نفسه‪ ،‬حيث تضع األنثى الرئيسة عــادة ما يصل‬ ‫ويا له من تصوير بديع!‬ ‫يـوم‬
‫ٌ‬ ‫وللكـروان‬
‫ِ‬ ‫يـوم‬
‫ٌ‬ ‫لنـا‬
‫إلى ‪ 11‬بيضة‪ ،‬في حين تضع اإلناث الثانوية ما يراوح بين‬ ‫سـات وال ن َ ِ‬
‫طيــر ُ‬ ‫ُ‬ ‫طير ُ البا ِئ‬ ‫تَ ِ‬ ‫ ‬

‫النعامة‪ ..‬الحياة ليست إال‪..‬‬


‫رفراف أصدر يتفحص بتمعن األراضي‬ ‫‪ 6 - 2‬بيوض‪ )6(.‬وفــي األبيات التالية‪ ،‬يشير األعشى إلى‬ ‫س‪،‬‬ ‫م ن َ ْح ٍ‬ ‫ُن‪ ،‬في َ ْو ُ‬
‫فأمّا ي َ ْو ُمه ّ‬
‫الرطبة في األسفل‪ .‬من المثير لالهتمام‬ ‫األنثى الثانوية الربداء التي تحاول تأكيد نفسها وبسط‬ ‫الص ُ‬
‫قور ُ‬ ‫ب ّ‬ ‫ح َد ِ‬‫ُن بال َ‬ ‫تُ َ‬
‫طارِ ُده ّ‬ ‫ ‬
‫أن الشعراء العرب األوائل لم يخشوا‬
‫تصوير الحيوانات على أنها ذات مشاعر‪.‬‬
‫سيطرتها داخل المجموعة‪ ،‬والتي ربما تسعى للحصول‬ ‫يُ َع ُّد النعام من أكثر أنواع الطيور ذكراً في الشعر العربي‬ ‫ُّ‬
‫فنظـل ركبــ ًا‬ ‫وأ َّما يو ُمنـا‬
‫على مكانة كأنثى رئيسة‪:‬‬ ‫القديم؛ فمن بين الشعراء المائة والخمسين الذين تم‬ ‫سيــر ُ‬ ‫ُوقوف ًا‪ ،‬ما نَح ُّ‬
‫ُـل وما ن َ ِ‬ ‫ ‬
‫استعراضهم فــي هــذا التحليل‪ُ ،‬ذك ــرت النعامة فــي ‪26‬‬
‫الجد ول ‪ :1‬عينة صغيرة من المائة وثالثين اسـ ً‬
‫ـما للنعامة المســتخدمة في الشــعر العربي القديم‬ ‫موضع ًا من ‪ 50‬قصيدة مختلفة‪ .‬من هنا يتضح أن الشعراء‬ ‫طرفة بن العبد (المتوفى ‪ 569‬للميالد)‬

‫الوصف‬ ‫المعنى ‬ ‫االسم العربي ‬

‫يركض النعام لكيلومترات عدة عند شعوره بالتهديد‬ ‫سريع الخوف ‬ ‫أجفل ‪ /‬جفل ‬

‫النعام ذو الريش األبيض واألسود‬ ‫األبيض واألسود ‬ ‫أخرج ‬


‫ً‬
‫تقريبا‬ ‫النعام عاري الساقين‬ ‫عاري الساق ‬ ‫عسلق ‬
‫ً‬
‫تقريبا‬ ‫النعام عاري الساقين والرقبة‬ ‫بال ريش ‬ ‫عذار ‬

‫يصل طول النعام إلى ‪ 275‬سم‪ ،‬ويبلغ وزنه ‪ 156 - 90‬كغم‪ ،‬ما يجعله أكبر طائر في العالم‬ ‫الضخم ‬ ‫هيج ‬
‫ً‬
‫خضبا بالحناء‬ ‫لذكور النعام العربي عنق أحمر وساقان حمراوان (خاصة عند التكاثر) كما لو كان ُم‬ ‫ذو لون كالحناء ‬ ‫خاضب ‬

‫رأس النعام صغير مقارنة بجسمه‬ ‫ذو الرأس الصغير ‬ ‫صعل ‬

‫على الرغم من أن الجمال في عين ناظره‪ ،‬إال أن النعامة ليست معروفة بجمال طلتها‬ ‫القبيح المنظر ‬ ‫شوه ‬

‫ذكور النعام العربي لها ريش أسود أغمق من ريش إناثه‬ ‫األسود ‬ ‫ثليم ‬

‫النعام هو أسرع الطيور البرية على األرض‪ ،‬فهي قادرة على تجاوز ‪ 70‬كم ‪ /‬ساعة‬ ‫السريع ‬ ‫زفوف ‬

‫ريش النعام سميك للغاية ويتجاوز بعض ريشه ‪ 50‬سم‬ ‫القوي الجلد ذو الريش السميك ‬ ‫َّ‬
‫حفان ‬

‫يسقط ريش النعام في الصيف في نهاية موسم التكاثر‬ ‫الذكر الذي يسقط ريشه في الصيف ‬ ‫امهار ‬ ‫كروان الماء؛ قال طرفة بن العبد‬
‫تصفق النعامة بمنقارها بوصفه إشارة عند التعرض لتهديد‬ ‫صوت اصطكاك منقاره ‬ ‫نقيق ‬ ‫يوم‬
‫ٌ‬ ‫قبل أكثر من ‪ 1,400‬عام «لنا‬
‫يوم»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وللكروان‬
‫ِ‬

‫‪75‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪74‬‬


‫ين تَر َ َّوحَت‬ ‫أَو َ‬
‫صعل َ ٌة ِبالقارَت َ ِ‬ ‫الحمامة الخضراء واحدة من‬
‫أجمل طيور الحمام في العالم‪.‬‬
‫لـيـم األَربَــدا‬
‫َ‬ ‫ع َ‬
‫الظ‬ ‫ء تَتَّ ِبــ ُ‬
‫رَبـدا َ‬ ‫ ‬
‫وال عجب أن تُ ذكر الطيور بانتظام‬
‫ع ً‬
‫ـة‬ ‫بان إِضا َ‬
‫حس ِ‬ ‫يَتَجار َ ِ‬
‫يان َوي َ َ‬ ‫في الشعر العربي‪.‬‬

‫فقدا‬
‫شاء َوإِن يُغيما ي َ ِ‬
‫ِ‬ ‫الع‬
‫كث ِ‬‫ُم َ‬ ‫ ‬

‫األعشى (المتوفى ‪)629‬‬

‫في قصيدة طويلة للشاعر المخضرم علقمة بن عبدة‬


‫نظمها قبل أكثر مــن ‪ 1,400‬عــام‪ ،‬يصف الشاعر ببراعة‬
‫مظهر النعام وسلوكه في البحث عن الطعام‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬
‫رعايته األبوية االستثنائية ونظامه في التكاثر المجتمعي‪:‬‬

‫مـــــه‬ ‫ـب ز ُ ْعـرٌ قـوائـ ُ‬


‫خاض ٌ‬
‫ِ‬ ‫كأنَّهــا‬
‫ــوم‬
‫ُ‬ ‫ي وتَنُّ‬ ‫َ‬
‫أجنَى له با ْللِّ َوى شـ ْر ٌ‬‫ْ‬ ‫ ‬
‫قفه‬‫طبان يَن ُ‬ ‫ل ال ُ‬
‫خ ْ‬ ‫َنظ ِ‬ ‫ي َ ُّ‬
‫ظل في الح َ‬
‫مخذوم‬
‫ُ‬ ‫طف من التَّنُّوم‬‫است َ َّ‬
‫وما ْ‬ ‫ ‬

‫عصــا أليـ ًا تبيُّنُــــ ُه‬ ‫َ‬


‫كش ِّ‬
‫ـق ال َ‬ ‫ُفـو ٌه‬
‫صلوم‬
‫مع األصوات َم ْ‬ ‫ُّ‬
‫أسك ما يس َ‬ ‫ ‬
‫ضــات وهيَّـجَـــــه‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫تذكــر َ ب ْي‬ ‫حتَّى‬
‫يــوم‬
‫ُ‬ ‫ح ْ‬
‫مغ‬ ‫رذاذ عليـه الرِّي ُ‬
‫ٍ‬ ‫يـوم‬
‫ُ‬ ‫ ‬

‫ٌ‬
‫ــــق‬ ‫ـف‬ ‫شـيــــه ن َ ِ‬
‫ِ‬ ‫فـال تَزَيُّـ ُده في َم‬
‫سؤوم‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فيف ُدويَن الش ِّد َم‬ ‫ُ‬ ‫وال الزَّ‬ ‫ ‬
‫ُّ‬
‫ختــل ُم ْقلَتَــــ ُه‬ ‫مـــه ي َ‬
‫نس ُ‬
‫يكـا ُد َم ِ‬
‫هــوم‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ـس َمش‬ ‫كأنَّه حـا ِذر ٌ ِللنَّ ْخ ِ‬ ‫ ‬

‫خرَّ ٍق ز ُ ْعـ ٍر َقـوا ِد ُمهـــــــا‬‫يَأوي إلى ُ‬


‫ثــــوم‬
‫ُ‬ ‫ـن جُـ ْر‬
‫ك َ‬‫ُـن إِذا بَـرَّ ْ‬
‫كأنَّه َّ‬ ‫ ‬
‫ي الشـرع جُـؤجـؤه‬ ‫ّ‬ ‫ص ّ‬
‫كع ِ‬ ‫وضاعـة ِ‬‫َّ‬
‫جــوم‬
‫ُ‬ ‫كأنَّه ِبت َ ِ‬
‫نـاهي الرَّوض ُع ْل‬ ‫ ‬

‫أطلق الشعراء العرب‬


‫القدامى أكثر من‬
‫ً‬
‫اسما على النعامة‪،‬‬ ‫‪130‬‬
‫ً‬
‫مختلفا‬ ‫ً‬
‫جانبا‬ ‫كل منها يصف‬
‫من مظهر أو سلوك هذا‬
‫الطائر المهيب‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪76‬‬


‫بدأ تدريب طائر العقاب المذهب‬ ‫مــا يستوقفنا هــنــا؛ معرفة أن هــذا الطير ال ــذي كان‬ ‫النعامة في محمية الشيبة‬
‫على الصيد منذ قرون عدة في‬ ‫للحياة البرية‪ .‬وصف‬
‫مشهوراً بهذا الشكل الحميم لدى البدو األوائــل‪ ،‬والذي‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫الشعراء العرب القدماء‬
‫كان جزءاً كبيراً من الحياة العربية آلالف السنين قد انقرض‬ ‫ً‬
‫عديدا من جوانب النعام‬
‫السلوكية بدقة ‪ -‬وكل ذلك‬
‫اآلن‪ .‬ولــعــل مــا يــبــعــث عــلــى األسـ ــى أن مــعــظــم شعب‬
‫في أبيات بليغة‪.‬‬
‫المملكة العربية السعودية اليوم ال يعرفون أن النعامة‬
‫كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫الصقارة‬
‫ِّ‬
‫ـصــقــارة ‪ -‬ارتــبــاطـ ًا وثيق ًا‬
‫ترتبط أقــدم ريــاضــة معروفة ‪ -‬الـ ِّ‬
‫بطيور شبه الجزيرة العربية‪ .‬وبصرف النظر عن أن المكان‬
‫والزمان الذي بدأت فيه هذه الرياضة غير معروف على نحو‬
‫دقيق‪ ،‬إال أن األدلــة األثرية توحي إلى أنها ممارسة ضاربة‬
‫في ال ِق َدم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم العثور على نقوش‬
‫تصور ُ صياداً يركب‬
‫ِّ‬ ‫كهفية عمرها ‪ 12‬ألف عام وسط إيران‪،‬‬
‫حصان ًا وإلــى جــواره كلب صيد‪ ،‬ويقف على قبضته طائر‬ ‫مس ُمرتفــعٌ‬ ‫رن َّ‬
‫الش ِ‬ ‫حتَّى تال َفى و َق ُ‬
‫(الصقارة)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫كبير وأنيق‪ ،‬ربما في إشارة إلى الصيد بالصقور‬ ‫مركوم‬
‫ُ‬ ‫دحي عرسين فيه الب َ ْيض‬
‫َّ‬ ‫أُ‬ ‫ ‬
‫وبالمثل‪ ،‬كشفت الحفريات الحديثة من سومر القديمة‬ ‫قــــة‬ ‫بإنقـاض ون َ ْقنَـ َ‬
‫ٍ‬ ‫يُوحي إليهـا‬
‫(ثقافة امتدت إلى شرق شبه الجزيرة العربية) عن مدافن‬ ‫ـن في أ ْفدا ِنهـا الر ُّ ُ‬
‫وم‬ ‫كما ت َ َ‬
‫راط ُ‬ ‫ ‬
‫عمرها ‪ 9‬آالف عــام‪ ،‬تضم كالب صيد يُفترض أنها كانت‬
‫تُستخدم في الصيد م ْ‬
‫َقع ّية (أو ممددة) إلى جانب بعض‬ ‫كأن جناحَـيـــه وجُـؤجــ َؤه‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫عـل‬‫ص‬‫َ‬
‫الصقور‪.‬‬ ‫مهجـوم‬
‫ُ‬ ‫ء‬
‫أطافت ِبه خرقا ُ‬
‫ْ‬ ‫ت‬‫ب َ ْي ٌ‬ ‫ ‬
‫الصقارة‪ .‬وبعد‬
‫خط عن ِّ‬ ‫وعالجات دائها»‪ ،‬وهو أول كتاب يُ ّ‬ ‫حيث تم العثور هناك على عمل فني منحوت على قطعة‬ ‫ـصــقــارة‪،‬‬
‫وبينما تشير هــذه االكتشافات إلــى ريــاضــة الـ ِّ‬ ‫خاضعـــ ُة‬
‫ِ‬ ‫ء‬‫طعــا ُ‬ ‫فـ ُه ِه ْقلَـ ٌة َ‬
‫س ْ‬ ‫ح ُّ‬
‫تَ ُ‬
‫بالصقارة إلى أوروبا بانتشار اإلسالم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ذلك نُقلت المعرفة‬ ‫يصور ُ صقراً يقف فوق قبضة‬
‫ِّ‬ ‫من الفخار عمرها ‪ 5‬آالف عام‬ ‫فــإن أقــدم دليل دامــغ على هــذا النشاط العتيق يأتي من‬ ‫نيـــم‬
‫ُ‬ ‫تُجيبُــ ُه ِبـ ِزمــا ٍر فـيــه ت َ ْر‬ ‫ ‬
‫(‪)11‬‬
‫إذ سرعان ما أصبحت رياضة النخبة في تلك البالد‪.‬‬ ‫رجل‪ ،‬ويُالحظ بوضوح في النقش أن الطائر قد أسر فريسة‬ ‫تل خويرة في سوريا‪ ،‬وهو مكان يقع داخل صحراء البازلت‬
‫بالصقارة في فترة‬
‫ِّ‬ ‫كذلك؛ استمر الشغف العربي‬ ‫ويرتدي قيوداً جلدية (أحزمة األرجل) كتلك التي يستخدمها‬ ‫نفسها التي تمتد جنوب ًا إلى المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫علقمة بن َع َبدة (القرن السادس للميالد)‬
‫العصور الوسطى‪ .‬فقد وجدنا أوصاف ًا مكتوبة للبحث‬ ‫عادة‪ .‬ومنذ ذلك الحين ظلت‬ ‫ً‬ ‫(‪)7‬‬
‫الصقارة العرب المعاصرون‬ ‫َّ‬
‫عن الحبارى بالصقور تعود لعام ‪ ،1150‬مثل مخطوطات‬ ‫شكل جانب ًا مهم ًا من جوانب الثقافة العربية‪.‬‬
‫«الصقارة» تُ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫لصقار أثناء‬ ‫صقر حر مملوك‬
‫الــشــاعــر الــمــســلــم ف ــي الــعــصــور الــوســطــى والــمــؤلــف‬ ‫على نحو متصل‪ُ ،‬عثر على أدلــة قديمة ‪ -‬تعود إلى‬ ‫تحليقه في األجواء‪.‬‬

‫والــفــارس ورجــل الدولة أسامة بن منقذ (‪.)1188 - 1095‬‬ ‫عــام ‪ 3,500‬قبل الميالد ‪ -‬للصيد بالطيور فــي منطقة‬
‫ويتضح أيــضـ ًا‪ ،‬من السجالت األوروبــيــة أن ِّ‬
‫الصقارة باتت‬ ‫الرافدين بالعراق‪ .‬وبحلول عام ‪ 1,700‬قبل الميالد‪ ،‬تشير‬
‫الرياضة الصحراوية المهيمنة في أوساط العرب بحلول‬ ‫المصورة إلى‬
‫َّ‬ ‫الستائر الجدارية والنقوش البارزة والسجالت‬
‫(‪)12‬‬
‫القرن الحادي عشر‪.‬‬ ‫الصقارة العربي كان واسع االنتشار‪ )8(.‬وبحلول‬
‫أن نشاط ِّ‬
‫مما سبق‪ ،‬يظهر لنا جلي ًا أن رياضة ِّ‬
‫الصقارة ومعارفها‬ ‫القرن الرابع‪ ،‬نجد أوصاف ًا مكتوبة لشخصيات عربية بارزة‬
‫ضاربة بجذورها في التقاليد والثقافة العربية‪ ،‬وما زالت‬ ‫تــدرب الصقور وتستخدمها في الصيد‪ ،‬وتحديداً الحارث‬
‫ومــبــجّ ــلــة فــي المجتمع‬
‫الــصــقــور تــحــتــل مــكــانــة رئــيــســة ُ‬ ‫بن معاوية بن ثور الكندي‪ ،‬ملك منطقة تشمل جزءاً من‬
‫للصقارة في‬
‫ِّ‬ ‫والثقافة العربية‪ .‬وقد كان التاريخ الطويل‬ ‫المملكة العربية السعودية الحديثة‪ .‬وتحكي الكثير من‬
‫ربما يعود تاريخ أقدم‬ ‫شبه الجزيرة العربية الدافع وراء قرار اليونسكو في عام‬ ‫ّ‬
‫الحكام القدماء المنحدرين‬ ‫القصص عن شيوخ آل عريعر‪،‬‬
‫رياضة معروفة ‪-‬‬ ‫‪ 2012‬بــإدراج ِّ‬
‫الصقارة في المملكة العربية السعودية‬ ‫مــن بــنــي خــالــد فــي األحــســاء ونــجــد الــذيــن شــجــعــوا هــذه‬
‫و‪ 12‬دولــة أخــرى على قائمة التراث الثقافي غير المادي‬ ‫(‪)9‬‬
‫الرياضة وحافظوا على وجودها‪.‬‬
‫الصقارة ‪ -‬إلى‬
‫ِّ‬
‫بالصقارة بوصفها‬
‫ِّ‬ ‫للبشرية‪ .‬وهكذا؛ اعترف العالم أجمع‬ ‫والصقارة‬
‫َّ‬ ‫وتجدر اإلشــارة إلى استمرار تصوير الصقور‬
‫‪ 12‬ألف عام أو أكثر‪،‬‬ ‫ج ــزءاً مــن تراثنا الثقافي اإلنــســانــي المشترك‪ ،‬وتقليداً‬ ‫على نحو جلي في الفنون والثقافة األموية والعباسية‪،‬‬
‫وهي منذ ذلك‬ ‫جيل إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ث من‬ ‫اجتماعي ًا يحترم الطبيعة والبيئة‪ ،‬ويــور َّ ُ‬ ‫ومن ذلك العمالت المعدنية األموية األولى‪ )10(.‬وبالنسبة‬
‫الحين أصبحت‬ ‫جــيــل‪ ،‬ويــوفــر شــعــوراً بــاالنــتــمــاء واالســتــمــراريــة والــهــويــة‪.‬‬ ‫للخليفة األمــوي يزيد بن معاوية الــذي تولى الحكم في‬
‫ـصــقــاريــن يــعــمــدون إلــى بناء‬
‫وذك ــرت اليونسكو بــأن الـ َّ‬ ‫عام ‪ ،680‬كان الصيد بالصقور والفهود المدربة شغفه‪.‬‬
‫ل جانب ًا مهم ًا‬
‫شك ُ‬
‫تُ ِّ‬
‫عالقة قوية وروابط روحية مع طيورهم‪ ،‬وأن تربية الصقور‬ ‫الصقارة‬
‫ـور نــشــاط ِّ‬
‫وقــد بنى لصقوره مــنــازل خــاصــة‪ ،‬وط ـ ّ‬
‫من جوانب الثقافة‬ ‫وتدريبها والتعامل معها وتطييرها يلزمه الكثير من‬ ‫العربية إلــى ريــاضــة ُمحكمة التنظيم‪ .‬وقــرابــة عــام ‪،710‬‬
‫العربية‪.‬‬ ‫ل رمزاً للثقافة والتقاليد العربية‪.‬‬
‫شك ُ‬
‫االلتزام‪ .‬إنها اآلن تُ ِّ‬ ‫كتب أدهــم بن محرز الباهلي كتابه النافع «منافع الطير‬

‫‪79‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪78‬‬


‫صقر وكري؛ ُي َع ُّد هذا الطائر من‬
‫أشهر الطيور المستخدمة في‬
‫الصقارة منذ آالف السنين‪ ،‬غير‬ ‫ِّ‬
‫أنه في اآلونة األخيرة أصبح‬
‫مهددا باالنقراض بشكل حرج في‬ ‫ً‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪80‬‬


‫ال بد من حماية‬ ‫الصقارة ربما‬
‫الباحثين إلــى أن الطيور المستخدمة في ِّ‬ ‫الصقارة الحديثة‬
‫هل ِّ‬ ‫صقر حر؛ أحد أكثر الطيور شهرة‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬غير أنه‬
‫ُمستدامة؟‬
‫الصقور البرية‬ ‫تكون قد استفادت منها في زيــادة معدالت بقائها خالل‬
‫ضا لالنقراض‪.‬‬‫عر ً‬‫أصبح اآلن ُم ّ‬
‫(‪)13‬‬
‫فصل الشتاء األول‪.‬‬
‫والحبارى بالنظر‬
‫ـصــقــاريــن الــعــرب‬
‫وف ــي يــومــنــا ه ــذا‪ ،‬يحتفظ معظم الـ َّ‬ ‫تُستخدم في المملكة العربية السعودية‪ ،‬ثالثة أنواع من‬
‫الصقارة‬
‫إلى أهمية ِّ‬ ‫بصقورهم فــي غــرف مكيفة‪ ،‬أو فــي مطاير للتحليق الحر‬ ‫الصقارة؛ الصقر الحر والصقر‬
‫الصقور بشكل أساس في ِّ‬
‫في الثقافة العربية‬ ‫خــال فصل الصيف‪ ،‬بحيث يمكن استخدامها مــرة أخــرى‬ ‫الوكري والشاهين (بما في ذلك الصقور البربرية)‪ .‬لكن‬

‫ودورها المهم‬ ‫في الموسم التالي‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬ال تتاح الفرصة للهجرة‬ ‫لــســوء الــحــظ‪ ،‬أصــبــحــت ه ــذه الــطــيــور نـ ــادرة للغاية في‬
‫أو التكاثر في البرية إال لعدد قليل من الصقور‪ .‬ولألسف‬ ‫الصقارة‬
‫المنطقة‪ ،‬وثمة ســؤال هنا يطرح نفسه‪« :‬هــل ِّ‬
‫في حفظ اتزان‬
‫الشديد‪ ،‬تكشف السجالت الطبية أنه في الرياض وحدها‪،‬‬ ‫الحديثة ُمستدامة؟»‪.‬‬
‫النظام البيئي‪.‬‬ ‫يتم عــاج أكثر مــن ‪ 2,000‬صقر أسير سنوي ًا مــن األمــراض‬ ‫ـصــقــارة العربية التقليدية تتطلب الكثير من‬
‫إن الـ ِّ‬
‫الم ْعدية (خــاصــة مــرض نيوكاسل)‪ ،‬واإلصــابــات المؤلمة‬
‫ُ‬ ‫الجَ َلد والبراعة واالهتمام الشديد؛ فقد كان البدو يأسرون‬
‫(‪)14‬‬
‫والتسمم‪ ،‬واألمراض االستقالبية أو ذات العالقة بالتغذية‪.‬‬ ‫الصقور المهاجرة ويدربونها للصيد بها خالل أشهر الشتاء‬
‫ـاوة على ذلك‪ ،‬فإن الثمن الباهظ الذي يتم دفعه‬ ‫عـ ً‬ ‫مــن أجــل إكــمــال الــقــوت والــتــرويــح عــن النفس‪ .‬وع ـ ً‬
‫ـادة ما‬
‫مقابل الصقور في ُم ْق َت َب ِ‬
‫ل ُع ْمرها‪ ،‬يعني أن أعداداً كبيرة‬ ‫يستغرق صيد الصقر البري باليد أسابيع عدة‪ ،‬وذلك بخالف‬
‫غير ُمستدامة من الطيور البرية ستتعرض لألسر على مدار‬ ‫أسبوعين أو ثالثة لتدريبه‪ .‬وفي أوائــل الربيع‪ ،‬يُح َّرر ُ الصقر‬
‫الــعــام‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يتعرض نحو ‪ 34‬صقراً حراً‬ ‫الستئناف سلوكه الطبيعي في الهجرة‪.‬‬
‫و‪ 180‬صقر شاهين لألسر في المملكة العربية السعودية‬ ‫مــعــظــم تــلــك الــصــقــور ل ــم تــكــن لــتــتــضــرر م ــن هــذه‬
‫سنوي ًا‪ ،‬وهذه األعداد تتزايد بشكل مطرد‪ )15(.‬كما تتعرض‬ ‫صقار بتحرير صقر كان‬ ‫الممارسة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬قام ّ‬
‫الطيور لألسر في مناطق التكاثر النائية في شتى أنحاء‬ ‫قد أســره في ينبع عــام ‪ 2011‬بطريق الخطأ أثناء الصيد‬
‫أوراسيا‪ ،‬ال س ّيما في وسط وشمال آسيا (يتم تهريبها إلى‬ ‫جــنــوب الــوجــه فــي محافظة تــبــوك‪ .‬وبــعــد ‪ 12‬شــهــراً أ ُ ِ‬
‫ســر‬
‫شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وغالب ًا ما تكون النتائج وخيمة على‬ ‫الصقر‪ ،‬وهو يتكاثر في أقصى شمال روسيا‪ ،‬حيث استمر‬
‫(‪)16‬‬
‫ويشير هذا إلى أن‬ ‫هذه الطيور)‪ ،‬ما يهدد تعداد الصقور‪.‬‬ ‫في التكاثر لسنوات عديدة‪ .‬في واقــع األمــر‪ ،‬يشير بعض‬

‫حبارى شرقية؛ ُي َع ُّد هذا‬


‫مهددا باالنقراض‬ ‫ً‬ ‫الطائر‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪،‬‬
‫ويرجع ذلك في المقام‬
‫األول إلى الصيد الجائر‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪82‬‬


‫على الرغم من تزايد أعداد‬
‫الشاهين حول العالم بعد تعافيها‬
‫من آثار التسمم بمادة الـ «دي دي‬
‫تي» (‪ )DDT‬المميتة‪ ،‬إال أنها‬
‫ال تزال‪ ،‬ولسوء الحظ‪ ،‬هذا النوع‬
‫من الطيور المهددة داخل شبه‬
‫الجزيرة العربية‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪84‬‬


‫الصقارة الحديثة تُسهم اآلن في انقراض‬
‫بعض ممارسات ِّ‬ ‫رفراف شائع؛ يتميز هذا الطائر‬
‫بريش بديع وألوان مميزة‪ .‬ومن‬
‫بعض األنــواع األكثر شهرة بالمملكة‪ .‬فعلى المستوى‬
‫المعروف أن الطيور ُذ ِكرت في‬
‫المناطقي‪ ،‬فإن صقور الشاهين معرضة لالنقراض‪ ،‬في‬ ‫مواضع عديدة في القرآن الكريم‪.‬‬

‫حين أن الصقور الحرة والصقور الوكرية ‪ -‬الطيور المثالية‬


‫للصقارة العربية ‪ -‬مهددة باالنقراض بشكل حرج وآخذة‬
‫ِّ‬
‫في التناقص‪ .‬ليس هذا فحسب؛ بل إن األنــواع التي يتم‬
‫أي الحبارى الشرقية‬ ‫الصقارين‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫عادة من قِ َبل َّ‬ ‫استهدافها‬
‫والكروان األوراسي واألرانب‪ ،‬تزداد ندرة أيض ًا يوم ًا بعد يوم‪،‬‬
‫ال س ّيما الحبارى الشرقية المهددة باالنقراض عالمي ًا‪ .‬وإذا‬
‫أي صقور برية (أو حبارى) في‬
‫استمر هذه التناقص‪ ،‬فلن نرى ّ‬
‫الصقارة في الثقافة العربية‬
‫المملكة‪ .‬وبالنظر إلى أهمية ِّ‬
‫ودورها المهم في حفظ اتزان النظام البيئي‪ ،‬يصبح لزام ًا‬
‫علينا حماية هذه األنواع‪.‬‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬اقترح بعض العلماء مشروعات ألسر‬
‫الطيور المهاجرة للسنة األول ــى فــي الــخــريــف‪ ،‬وتدريبها‬
‫والسماح لها بالتحليق خالل فصلي الخريف والشتاء‪ ،‬ثم‬
‫يتم إطــاق سراحها إلــى البرية في موسم هجرة الربيع‪،‬‬
‫كطريقة لــزيــادة مــعــدل بــقــاء الــطــيــور الــمــهــاجــرة للسنة‬
‫(‪)17‬‬
‫األولى في الشتاء فوق المعدل المتحقق في الطبيعة‪.‬‬
‫بعبارة أخــرى‪ ،‬يمكن القول إنه من خالل الرجوع إلى‬
‫الصقارة العربية‪ ،‬قد نتمكن من‬
‫الممارسات التقليدية في ِّ‬
‫المساعدة في استعادة أعــداد هذه الطيور الرائعة ورفع‬
‫الوعي بأهمية هذه الرياضة‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬يبدو أن‬
‫العلم الحديث وقف على براعة البدو القدامى وتفوقهم‬
‫في معرفة أفضل الطرق لحماية الطيور وبيئاتها‪.‬‬

‫الطيور في الثقافة اإلسالمية‬


‫وردت الــطــيــور فــي مــواضــع عــديــدة فــي الــقــرآن الــكــريــم‪،‬‬
‫وظهرت في فصول من حياة أنبياء اهلل‪ ،‬إبراهيم ويوسف‬
‫وداوود وسليمان وعيسى‪ ،‬عليهم السالم‪ .‬كما أوصى‬
‫المسلمين بحسن‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وس ّلم ‪-‬‬
‫معاملة الكائنات الحية كافة‪ ،‬بما في ذلك الطيور‪ .‬ومن‬
‫ذلك‪ ،‬أمره عليه الصالة والسالم‪ ،‬بعدم العبث بأعشاشها‬
‫ُذ ِ‬
‫كرت الطيور في‬
‫وعــدم سرقة بيوضها أو أفراخها‪ .‬ومــن رحمة اهلل تعالى‬
‫مواضع عديدة‬ ‫بهذه الكائنات الوديعة‪ ،‬أمر الرسول ذات مرة‪ ،‬رج ً‬
‫ال برد فرا ٍخ‬
‫في القرآن الكريم‬ ‫كان قد أخذها من أعشاشها فوراً‪ ،‬وقال‪« :‬من قتل عصفوراً‬
‫رب إن فالن ًا‬ ‫ّ‬
‫وجل يوم القيامة‪ ،‬يقول يا ِّ‬ ‫عبث ًا َّ‬
‫عج إلى اهلل عزّ‬
‫تضرب فيها‬
‫قتلني عبث ًا ولم يقتلني لمنفعة» (سنن النسائي‪ ،‬كتاب‬
‫أمثلة على قدرة‬
‫الصيد والذبائح ‪.)34‬‬
‫الخالق وعظمته‪.‬‬ ‫وف ــي الــقــرآن الــكــريــم ُذكـ ــرت الــطــيــور للتأكيد على‬
‫عظمة خلق اهلل‪ ،‬إما في صورة معجزات تؤيد األنبياء‪ ،‬أو‬
‫لتذكير البشر بقدرته وقوته ع ّز وجل‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫رب الع َّزة في كتابه الكريم على لسان نب ّيه‬
‫عندما تحدث ُّ‬
‫عيسى ابــن مريم‪ ،‬عليهما الــســام‪ ،‬ذكــر قدرته بــإذن اهلل‬
‫تعالى على خلق الطير القادر على التحليق‪ ،‬إلى جانب‬
‫زمرة من المعجزات‪ ،‬منها شفاء المرضى وإبــراء األعمى‬
‫وإحياء الموتى‪ ،‬فجاء في كتابه الحكيم‪:‬‬

‫‪87‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪86‬‬


‫غداف (غراب مروحي الذيل)‪.‬‬ ‫كم ِبآي َ ٍة من‬ ‫يل أنِّي َق ْد ِج ْئت ُ ُ‬ ‫سرَا ِئ َ‬ ‫ال إلى ب َ ِني إ ِ ْ‬ ‫سو ً‬ ‫َور َ ُ‬
‫وقد ُذكر في القرآن الكريم ثالثة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ُ‬
‫خ‬ ‫ه ْيئ َ ِة َّ‬
‫الط ْي ِر َفأن ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ين َ‬ ‫ِّ‬
‫الط ِ‬ ‫ن‬
‫كم ِم َ‬ ‫ق لَ ُ‬ ‫م أنِّي أ ْخل ُ ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫رَّب ِّ ُ‬
‫أنواع من الطيور‪ ،‬ومنها الغراب‪.‬‬
‫ُ‬
‫ص َوأ ْح ِيي‬ ‫َ‬
‫م َه َواأل ْبر َ َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ط ْير ًا ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه َوأ ْب ِرئُ األ ْ‬‫ون َ‬ ‫ك ُ‬ ‫يه َفي َ ُ‬‫ِف ِ‬
‫ون َو َما ت َ َّد ِخر ُ َ‬
‫ون ِفي‬ ‫كل ُ َ‬‫ما تَأْ ُ‬
‫كم ِب َ‬‫م ْوتَى ِبإِ ْذ ِن اللَّ ِه َوأُنَبِّئ ُ ُ‬ ‫ال َ‬
‫كنتُم ُم ْؤ ِم ِنين ‪.‬‬ ‫م إِن ُ‬ ‫ك آلي َ ًة ُ‬
‫لك ْ‬ ‫ن ِفي ذ ِل َ‬ ‫م إ ِ َّ‬ ‫بُيُو ِت ُ‬
‫ك ْ‬

‫سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪49‬‬

‫كــمــا ذك ــر ال ــق ــرآن ثــاثــة طــيــور بــأســمــائــهــا الــمــحــددة؛‬


‫الغراب‪ ،‬والهدهد‪ ،‬والسلوى (السمان)‪ .‬وقد بعث اهلل ُغراب ًا‬
‫إلى قابيل ليريه كيف يدفن أخاه بعد أن قتله‪ ،‬وهي أول‬
‫جريمة قتل على وجه األرض‪:‬‬

‫ف ي ُ َوارِي‬ ‫ك ْي َ‬ ‫َث ِفي األَرْ ِ‬


‫ض ِلي ُ ِري َ ُه َ‬ ‫ث اللَّ ُه ُغرَاب ًا ي َ ْبح ُ‬ ‫ع َ‬ ‫َفب َ َ‬
‫اب‬
‫غر َ ِ‬ ‫ل ه َذا ا ْل ُ‬ ‫ْ‬
‫ون ِمث َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت أ ْن أ ُ‬
‫ج ْز ُ‬ ‫َ‬
‫ال يَا َو ْيلَتَا أ َع َ‬
‫يه َق َ‬ ‫َ‬
‫ء َة أ ِخ ِ‬ ‫س ْو َ‬ ‫َ‬
‫ن النَّا ِد ِمين ‪.‬‬ ‫ح ِم َ‬‫صب َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ء َة أ ِخي َفأ ْ‬ ‫س ْو َ‬‫ي َ‬ ‫ُ‬
‫َفأ َوارِ َ‬

‫سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪31‬‬

‫كر الهدهد أيض ًا‪ ،‬في قصة النبي سليمان ضارب ًا درس ًا‬
‫و ُذ ِ‬
‫آخــر لإلنسانية فــي الشجاعة واإليــمــان‪ .‬فأظهر الهدهد‬
‫لما جلس بالقرب من النبي سليمان عالِم ًا‬
‫شجاعة كبيرة ّ‬
‫بأنه معرض للعقاب على التأخير‪ ،‬وأبــدى إيمان ًا عظيم ًا‬
‫ش‬ ‫ب ا ْل َ‬
‫ع ْر ِ‬ ‫عندما ذكر في نهاية قصته‪ :‬اللَّ ُه ال إِل َ َه إِال َّ ُ‬
‫ه َو ر َ ُّ‬
‫يم ‪ .‬وفي هذه القصة أيض ًا‪ ،‬إشارة إلى أن الهدهد‬
‫ظ ِ‬ ‫ا ْل َ‬
‫ع ِ‬
‫يمكن أن يهاجر بين فلسطين واليمن‪:‬‬

‫ان‬
‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫ه َد أ َ ْ‬
‫ه ْد ُ‬‫ي ال أَرَى ا ْل ُ‬ ‫ال َما ِل َ‬ ‫ق َ‬ ‫الط ْير َ َف َ‬
‫َّ‬ ‫ق َد‬‫ف َّ‬‫َوت َ َ‬
‫حنَّ ُه أ ْوَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع َذاب ًا ش ِديد ًا أ ْو أل ْذب َ َ‬‫ع ِّذبَنَّ ُه َ‬ ‫ُ‬
‫أل َ‬ ‫‪20‬‬ ‫ين‬
‫غا ِئ ِب َ‬ ‫ن ا ْل َ‬ ‫ِم َ‬
‫ق َ‬
‫ال‬ ‫يد َف َ‬ ‫غ ْير َ ب َ ِع ٍ‬‫ث َ‬ ‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫َف َ‬ ‫‪21‬‬ ‫ين‬
‫ان ُم ِب ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫لَيَأْ ِتيَنِّي ِب ُ‬
‫‪22‬‬
‫سب َ ٍإ ِبنَب َ ٍإ ي َ ِق ٍ‬
‫ين‬ ‫ن َ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ط ِب ِه َو ِج ْئت ُ َ‬ ‫م ت ُ ِح ْ‬ ‫ما ل َ ْ‬‫ت ِب َ‬ ‫َط ُ‬‫أَح ْ‬
‫ي ٍء َولَهَا‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ك ِّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ت ِم ْ‬ ‫ُم َوأُو ِتي َ ْ‬ ‫كه ْ‬ ‫امرَأ َ ًة ت َ ْم ِل ُ‬
‫ت ْ‬ ‫ج ْد ُ‬ ‫إِنِّي َو َ‬
‫س‬ ‫ّ‬
‫ون ِللش ْم ِ‬ ‫ج ُد َ‬ ‫س ُ‬ ‫ج ْدتُهَا َو َق ْو َمهَا ي َ ْ‬ ‫َو َ‬ ‫‪٢٣‬‬ ‫يم‬
‫ظ ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ع ْر ٌ‬
‫َ‬
‫ُم‬ ‫ُم َف َ‬
‫ص َّده ْ‬ ‫ان أ َ ْع َ‬
‫مالَه ْ‬ ‫ُم َّ‬
‫الش ْي َ‬
‫ط ُ‬ ‫ن لَه ُ‬ ‫ون اللَّ ِه َوزَيَّ َ‬‫ن ُد ِ‬‫ِم ْ‬
‫‪.‬‬ ‫ُم ال ي َهْ ت َ ُد َ‬
‫ون‬ ‫‪24‬‬ ‫يل َفه ْ‬ ‫الس ِب ِ‬
‫ن َّ‬‫ع ِ‬‫َ‬

‫سورة النمل‪ ،‬من اآلية ‪ 20‬وحتى اآلية ‪24‬‬

‫وأخيراً‪ُ ،‬ذكر السمان في معرض إحدى معجزات اهلل ‪-‬‬


‫عزّ وجل ‪ -‬لبني إسرائيل‪ ،‬فقال َع ّز من قائل‪:‬‬

‫م‬ ‫م َو َوا َع ْدن َ ُ‬


‫اك ْ‬ ‫ك ْ‬‫ن َع ُد ِّو ُ‬ ‫م ِم ْ‬ ‫اك ْ‬ ‫يل َق ْد أ َ ْن َ‬
‫ج ْين َ ُ‬ ‫سرَا ِئ َ‬ ‫يَا ب َ ِني إ ِ ْ‬
‫الس ْل َوى ‪.‬‬ ‫ن َو َّ‬ ‫م َّ‬‫م ا ْل َ‬‫ك ُ‬‫ن َونَزَّ ْلنَا َعل َ ْي ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫الطورِ األ ْي َ‬ ‫ب ُّ‬ ‫جَا ِن َ‬

‫سورة طه‪ ،‬اآلية ‪80‬‬

‫كــرت الطيور في القرآن الكريم أيض ًا‪ ،‬إلظهار قدرة‬


‫و ُذ ِ‬
‫الخالق وقوته‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪ ،‬قصة أصحاب الفيل الذين‬

‫‪89‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪88‬‬


‫حــضــروا مــن اليمن بقيادة أبــرهــة األش ــرم لــهــدم الكعبة‬ ‫هدهد أوراسي؛ الهدهد من‬
‫الطيور التي ُذكرت في القرآن‬
‫المشرّفة في مكة المكرمة‪ .‬ووفق ًا للمصادر اإلسالمية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫درسا‬ ‫أيضا‪ ،‬لتقدم للناس‬ ‫الكريم‬
‫ت الفيلة االقتراب من الكعبة‪ ،‬على الرغم من أنها كانت‬ ‫أَبَ ْ‬ ‫في الشجاعة واإليمان‪.‬‬

‫سرب‬
‫ٌ‬ ‫لما هاجمه‬ ‫ُ‬
‫ساط‪ ،‬و ُد ِّمرَ الجيش بمعجزة إلهية‪ ،‬حيث َّ‬‫تُ‬
‫من الطيور حجب نور السماء ورشق الجنود بالحجارة‪:‬‬

‫ل‬‫ع ْ‬‫م ي َ ْج َ‬‫أَل َ ْ‬ ‫‪1‬‬ ‫يل‬‫َاب ا ْل ِف ِ‬


‫صح ِ‬ ‫ك ِبأ َ ْ‬‫ل رَب ُّ َ‬
‫ع َ‬‫ف َف َ‬ ‫ك ْي َ‬‫م تَر َ َ‬‫أَل َ ْ‬
‫ط ْير ًا أَبَا ِب َ‬
‫يل‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ْي ِه ْ‬
‫ل َ‬‫س َ‬‫َوأَرْ َ‬ ‫‪2‬‬ ‫يل‬‫ض ِل ٍ‬‫ُم ِفي ت َ ْ‬ ‫ك ْي َده ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ص ٍ‬ ‫ع ْ‬ ‫ُم َ‬
‫ك َ‬ ‫علَه ْ‬‫ج َ‬‫َف َ‬ ‫‪4‬‬ ‫يل‬
‫ج ٍ‬ ‫س ِّ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ِب ِحجَار َ ٍة ِم ْ‬ ‫ت َ ْر ِم ِ‬
‫يه ْ‬ ‫‪3‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ول‬


‫ك ٍ‬ ‫َمأْ ُ‬

‫سورة الفيل‪ ،‬من اآلية ‪ 1‬وحتى اآلية ‪5‬‬

‫وتشير هــذه اآلي ــة الكريمة إلــى الــطــيــور بــاســم «طير‬


‫أبابيل»‪ ،‬وهو يعني الطيور التي تطير في أســراب كبيرة‪.‬‬
‫ويــرى بعض ُ‬
‫الك ّتاب أن المراد بطير أبابيل في اآليــة هي‬
‫أي تفصيالت في‬ ‫طيور الخطاف أو السمامة‪ .‬ولكن‪ ،‬لم ترد ّ‬
‫أي من األدبيات الموثوقة بشأن نوع هذه الطيور تحديداً‪.‬‬
‫ّ‬

‫السلوى هو طائر شبيه بالسمان‬


‫الشائعة‪ .‬وقد ُذكر هذا االسم‬
‫في القرآن الكريم‪ ،‬في سورة‬
‫البقرة‪ ،‬اآلية ‪.57‬‬

‫‪91‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪90‬‬


‫طائر الرهو في وقت غروب‬
‫الشمس بالبحر األحمر‪.‬‬

‫أبلق أسود الذنب أثناء طيرانه‪ .‬دعا‬


‫للتفكر في قدرته ّ‬
‫جل‬ ‫ّ‬ ‫الله البشر‬
‫جالله في طيران الطيور اإلعجازي‪.‬‬

‫الخاتمة‬ ‫وأخــيــراً‪ ،‬طلب المولى ‪ -‬عزّ وجل ‪ -‬من البشر أن يروا‬


‫ل ذكر الطيور في فنون العرب وأشعارهم وأغانيهم‬ ‫يُ ِّ‬
‫مث ُ‬ ‫قدرته وقد تج ّلت في تحليق الطيور‪ ،‬من خالل التدبر في‬
‫ـكـ َلـ ْ‬
‫ـت‬ ‫ا دامــغ ـ ًا على أنــهــا َ‬
‫شـ َّ‬ ‫وكــامــهــم وريــاضــاتــهــم دلــي ـ ً‬ ‫كيفية طيرانها ورفرفة أجنحتها‪:‬‬
‫جــــزءاً مــن وعــيــنــا‪ ،‬وربــمــا بــدرجــة تــفــوق تــصــوراتــنــا؛ فهي‬
‫جــزء مــن عالمنا الــداخــلــي بــقــدر مــا هــي جــزء مــن عالمنا‬ ‫ن َما‬ ‫ات َوي َ ْق ِب ْ‬
‫ض َ‬ ‫صا َّف ٍ‬ ‫ُم َ‬‫الط ْي ِر َف ْو َقه ْ‬
‫َّ‬ ‫م يَر َ ْوا إِلَى‬ ‫أ َ َول َ ْ‬
‫ل‬‫شك ُ‬
‫الخارجي‪ .‬وفــي المملكة العربية السعودية‪ ،‬ال يُ ِّ‬ ‫صيرٌ ‪.‬‬ ‫ي ٍء ب َ ِ‬ ‫ل َ‬
‫ش ْ‬ ‫ن إِنَّ ُه ِب ُ‬
‫ك ِّ‬ ‫م ُ‬
‫ُن إِال الرَّ ْح َ‬
‫كه َّ‬‫س ُ‬ ‫ي ُ ْم ِ‬
‫تناقص أع ــداد بعض أن ــواع الطيور (انــظــر الفصل األول)‬
‫خــســارة لتراثنا الطبيعي فحسب‪ ،‬وإنــمــا خــســارة لتراثنا‬ ‫سورة الملك‪ ،‬اآلية ‪19‬‬
‫الثقافي أيض ًا‪ .‬هذه الخسارة تعني حرمان النظام البيئي‬
‫من كائنات تقوم بــدور مهم في حفظ تــوازنــه‪ ،‬وحرماننا‬ ‫ومن ثم أيُّها القارئ الكريم‪ ،‬لربما كان بوسعنا عبر‬
‫ل جزءاً كبيراً من هويتنا وتراثنا‪.‬‬ ‫نحن أيض ًا من كائنات تُ ِّ‬
‫شك ُ‬ ‫بشكل أفضل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫دراستنا للطيور وفهمها‪ ،‬أن نفهم أنفسنا‬

‫غرد طائر نمنة ذنوب‪ ،‬فإنه‬


‫عندما ُي ِّ‬
‫يجلب السعادة لكل من يسمعه‪،‬‬
‫وهو يصدح بأعذب األلحان‪.‬‬

‫‪93‬‬ ‫الطيور والثقافة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪92‬‬


‫واق أبيض صغير يتناول سمكة‬
‫بلطي عند المستنقعات المائية‬
‫بالقرب من محافظة الجبيل‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫تأثير تنوع ال ُن ُ‬
‫ظم البيئية‬
‫على الطيور في السعودية‬

‫النقاط األساس‬

‫• في رحلة عبر المملكة العربية السعودية‪ ،‬تم الكشف عن تنوع مذهل في ال ُن ُ‬
‫ظم البيئية‪ ،‬حيث تأوي تلك النظم البيئية كافة مجموعة مختلفة‬
‫من الطيور‪.‬‬

‫• التنوع األكبر من الطيور يوجد في المرتفعات الجنوبية الغربية وبمحاذاة الواجهات البحرية‪.‬‬

‫• أعلى كثافة للطيور توجد في الجزر البحرية‪.‬‬

‫• األنواع المتوطنة العربية من الطيور توجد بشكل أكبر في الغرب والجنوب الغربي‪ ،‬خاصة في المرتفعات‪.‬‬

‫• أدت الزيادة في األراضــي الرطبة االصطناعية والمناطق الزراعية والمناطق الحضرية والسكنية إلى تغييرات جذرية في أعــداد الطيور وتنوعها‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫• يوجد في المملكة ‪ 39‬منطقة طيور مهمة معترف ًا بها دولي ًا‪ ،‬وهي موزّعة في ربوعها كافة‪ ،‬وتغطي ما يزيد على ‪ 46,500‬كم‪ ،2‬وهو ما يعادل ‪%2‬‬
‫من مساحة المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫تتسم بجمال يفوق الوصف ‪ -‬ال س ّيما عندما تعج بآالف‬ ‫أرض ذات مشاهد سريالية‬
‫الطيور المتكاثرة‪.‬‬ ‫تتنوع الطبيعة الخالبة في المملكة العربية السعودية‬
‫وبــصــرف الــنــظــر عــن أن ج ــزر الــبــحــر األحــمــر تــتــألــف في‬ ‫من مناظر طبيعية سريالية وتناقضات ُمدهشة إلى تنوع‬
‫معظمها م ــن ج ــزر منبسطة ذات مــنــســوب منخفض‬ ‫ُمذهل في الكائنات الحية‪.‬‬
‫وشــواطــئ رملية‪ ،‬إال أنها توفر موطن ًا على درجــة عالية‬ ‫في هذا الفصل‪ ،‬سننطلق في رحلة عبر أرجاء المملكة‬
‫ثمة ما يزيد على‬
‫من األهمية لتكاثر عديد من الطيور؛ فنجد أن أعلى تركيز‬ ‫العربية السعودية‪ ،‬مسافرين من الغرب إلى الشرق‪ ،‬من‬
‫‪ 1,300‬جزيرة في‬
‫للطيور المتكاثرة فــي المملكة بأسرها تقع فــي الجزر‬ ‫البحر األحمر إلى الخليج العربي‪ .‬وسنمرّ في رحلتنا هذه بجزر ٍ‬
‫البحر األحمر تتبع‬ ‫القريبة مــن ســواحــل البحر األحــمــر والخليج العربي خالل‬ ‫وأراض عشبية وحقول‬‫ٍ‬ ‫استوائية وسواحل وجبال وغابات‬
‫للمملكة العربية‬ ‫فصلي الربيع والصيف‪ ،‬ويتكاثر ما يقرب من ربع مليون زوج‬ ‫حمم وصحار ٍ وحصى ورمال‪ ،‬وسوف نتعرف إلى التغيرات‬
‫من ‪ 23‬نوع ًا من الطيور المعششة سنوي ًا في جزر المملكة‬ ‫(التي تكون سطحية وتدريجية تارة‪ ،‬وجذرية ومفاجئة تارة‬
‫السعودية‪.‬‬
‫(انظر الــجــدول ‪ .)1‬وعلى الرغم من أن هــذه الجزر ال تمثل‬ ‫أخرى) الطارئة على تنوع الطيور أثناء مرورنا بهذه النظم‬
‫ومعظم هذه الجزر‬
‫سوى ‪ %0.05‬من إجمالي مساحة المملكة‪ ،‬إال أن ما يصل‬ ‫البيئية المختلفة‪ .‬كما سنالحظ كيف أن النظم البيئية‬
‫تتسم بجمال يفوق‬ ‫إلى ‪ %1‬من األزواج المتكاثرة سنوي ًا في المملكة‪ ،‬وتقدر‬ ‫االصطناعية ‪ -‬خاصة المدن والمزارع واألراضــي الرطبة ‪-‬‬
‫الوصف ‪ -‬خاصة‬ ‫بنحو ‪ 27‬مليون ًا تقريب ًا تعشش على أراضيها‪ .‬بعبارة أخرى‪،‬‬ ‫تؤثر كثيراً في تنوع الطيور وتوزيعها ووفرتها في مختلف‬
‫تتفوق جزر المملكة من حيث متوسط كثافة التعشيش‬ ‫بيئات المملكة الطبيعية المذهلة‪.‬‬
‫عندما تعج بآالف‬ ‫تهامة‬
‫على ما تبقى من نواحي المملكة بعشرين ضعف ًا‪.‬‬ ‫سفوح عسير‬
‫الطيور المتكاثرة‪.‬‬
‫ثمة سببان رئيسان لتعشيش الكثير من الطيور في‬
‫جزر البحر األحمر‬ ‫مرتفعات عسير‬

‫الجزر الساحلية؛ أولهما‪ ،‬أن معظم الجزر معزولة عن البرّ‬ ‫جبال الحجاز‬

‫الرئيس‪ ،‬ما يجعل من وصول الحيوانات البرية المفترسة‬ ‫نــبــدأ رحلتنا قبالة الساحل الغربي مــن المملكة‪ ،‬حيث‬ ‫الحرات‬
‫ّ‬
‫جبل الحجر الرملي‬
‫إليها ُمتعذراً‪ ،‬مثل القطط والكالب والثعالب والفئران‬ ‫مياه البحر األحمر الزرقاء الخالبة‪ ،‬علم ًا أن قلة من الناس‬
‫الصحارى الرملية المركزية والغربية‬
‫ـد الــجــزر الخالية مــن هــذه الحيوانات أماكن‬ ‫وال ــورل‪ ،‬وتُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫تدرك أن ما يزيد على ‪ 1,300‬جزيرة في البحر األحمر تابعة‬ ‫الصحارى الرملية الشمالية‬
‫جذابة لبناء العش‪ ،‬خاصة لألنواع التي تتخذ من األرض‬ ‫للمملكة العربية السعودية‪ ،‬وأن الكثير من تلك الجزر‬ ‫بحار الرمال (كثبان رملية)‬
‫سهل الخليج العربي‬

‫أشجار المانغروف في جزيرة‬


‫َف َرسان‪ .‬تتبع المملكة العربية‬
‫الشكل ‪ :1‬أبرز مناطق تجمع الطيور الرئيسة في المملكة العربية السعودية‪ .‬كل منطقة تضم مجموعة مختلفة من الطيور بسبب االختالفات في المناخ المحلي والموائل والتضاريس الطبيعية‬
‫السعودية ما يزيد على‬
‫والجغرافيا الحيوية‪.‬‬
‫‪ 1,300‬جزيرة في البحر األحمر‪،‬‬
‫بعضها يضم اآلالف من‬
‫الطيور المعششة‪.‬‬

‫دخلة غابية بنية؛ ينحصر وجود هذا‬


‫الطائر على جبال عسير‪ ،‬إذ يوجد‬
‫على ارتفاع يفوق ‪ 1,800‬م‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪96‬‬
‫تعشش طيور األطيش البني على‬
‫أطيش بني؛ تعشش هذه الطيور‬ ‫عدة جزر في البحر األحمر‪.‬‬
‫في عدد من جزر البحر األحمر‪.‬‬

‫خرشنة قزوينية؛ يتكاثر هذا الطائر في جزر‬


‫صغيرة غير مأهولة بالبحر األحمر‪.‬‬

‫بعضها سوى بضعة سنتيمترات أحيان ًا‪ .‬وعــادة ما تقوم‬ ‫أعشاش ًا لها‪ ،‬مثل معظم الطيور البحرية‪ .‬أمــا السبب‬
‫هــذه الطيور بتحديد دورة التعشيش لتتزامن مــع ذروة‬ ‫الثاني فهو أن الطيور البحرية ‪ -‬بحكم تعريفها ‪ -‬تحصل‬
‫اإلنتاج البحري السنوي‪ ،‬ثم تغادر الجزيرة لقضاء ما تبقى‬ ‫على طعامها مــن البحر وليس الــبــر‪ .‬لــذا‪ ،‬فإنها ال تحتاج‬
‫تطلب رزقها في البحر‪ .‬وبهذا‪ ،‬يمكن أن تصير‬
‫ُ‬ ‫من السنة‬ ‫سوى جزيرة توفر مساحة كافية لبناء العش فيها‪ .‬وهكذا؛‬
‫الجزر ملجأ للطيور البحرية في أوج نشاط تكاثرها‪ ،‬وهو ما‬ ‫ل‬‫تتشك َ‬
‫َّ‬ ‫يمكن لمستعمرات كثيفة من الطيور البحرية أن‬
‫يحدث صيف ًا‪ ،‬ثم ال تلبث أن تخمل في فصل الخريف‪.‬‬ ‫على الجزر المناسبة‪ ،‬حيث تُبنى األعشاش ال يفصلها عن‬

‫ً‬
‫موئال رئيسـ ًـا لها في المملكة العربية الســعودية‪.‬‬ ‫الجدول ‪ :1‬مواقع تكاثر أنواع الطيور التي تتخذ من الجزر‬

‫عدد األزواج المتكاثرة بالتقدير‬ ‫جزر الخليج العربي ‬ ‫ساحل الخليج العربي ‬ ‫ساحل البحر األحمر ‬ ‫جزر البحر األحمر ‬ ‫االسم الشائع ‬
‫‪5,000‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫أطيش بني ‬
‫‪7,200‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫أبله بني ‬
‫‪1,400‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫حنكور ‬
‫‪150‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫أبو ملعقة ‬
‫‪60‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫بلشون عمالق ‬
‫‪400‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫بجعة وردة ظهر ‬
‫‪1,500‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫نورس أسحم ‬
‫‪3,000‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫نورس أبيض العين ‬
‫‪300‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫رفراف مطوق ‬
‫‪1,000‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫بلشون أخضر الظهر ‬
‫‪300‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫صقر الغروب ‬
‫‪150‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫خرشنة قزوينية ‬
‫‪500‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫عقاب نسارية ‬
‫‪2,000‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫خرشنة سوندرزية ‬
‫‪29,000‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫خرشنة بيضاء الخد ‬
‫‪110,000‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫خرشنة مقنعة ‬
‫‪5,500‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫خرشنة عرفاء كبيرة ‬
‫‪41,000‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫خرشنة عرفاء صغيرة ‬
‫‪50‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫استوائي أحمر المنقار ‬
‫‪600‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬‫‪‬‬ ‫بلشون الصخر ‬
‫‪10‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ ‬
‫خرشنة نورسية المنقار‬
‫صقر أسحم (صقر الغروب)؛‬
‫في جزيرة أملج بالبحر األحمر‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ ‬‫خرشنة ساندويتشية‬
‫معاق َل لتكاثر‬
‫ِ‬ ‫تُ َع ُّد جزر المملكة‬
‫‪35,000‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ ‬‫الغاق السقطري‬
‫المعرض لالنقراض‬
‫ّ‬ ‫هذا الطائر‬
‫على نطاق عالمي‪.‬‬ ‫‪244,030‬‬ ‫‪ 13‬‬ ‫‪ 4‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫‪ 20‬‬ ‫المجموع ‬

‫‪99‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪98‬‬
‫معظم تعداد طيور نورس أسحم‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬توفر جزر البحر األحمر موائل تعشيش‬
‫العالمي يتكاثر ويتغذى في مياه‬
‫مهمة للغاية لما يقرب من ‪ 20‬نوع ًا من الطيور‪ 8 ،‬منها‬
‫البحر األحمر الغنية‪.‬‬
‫أي مكان آخر داخــل المملكة (انظر الجدول‬
‫ال تتكاثر في ّ‬
‫‪ ،)1‬حيث تتجمع أعــداد هائلة من الطيور البحرية (خاصة‬
‫شكل مستعمرات تعشيش‬ ‫طيور النورس والخرشنة) وتُ ِّ‬
‫كثيفة مؤقتة في مناطق التكاثر التقليدية‪ ،‬ال س ّيما في‬
‫جزر َفرَسان وعديد من الجزر بين الوجه وينبع‪ .‬ومن أشهر‬
‫الطيور البحرية المسجلة في البحر األحمر خرشنة مقنعة؛‬
‫ففي عام ‪ُ 1996‬ق ِّدر وجود ‪ 60,000‬زوج منها في جزر البحر‬
‫األحمر التابعة للمملكة العربية السعودية‪ ،‬إلى جانب‬
‫‪ 7,500‬زوج مــن أبله بني‪ ،‬ومــا يصل إلــى ‪ 4,000‬زوج من‬
‫خرشنة عرفاء صغيرة و‪ 2,000‬زوج من طائر أطيش بني‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومعظمها يعشش في الجزر المغطاة بالنباتات‪.‬‬
‫يُذكر أن جزر البحر األحمر تضم بعض ًا من أهم تعدادات‬
‫الطيور البحرية المتكاثرة عالمي ًا؛ فمث ً‬
‫ال يوجد نورس أبيض‬
‫العين فقط في البحر األحمر وخليج عدن‪ .‬وبالمثل‪ ،‬تتكاثر‬
‫معظم سالالت العالم من طيور حنكور ونــورس أسحم‬
‫(‪)2‬‬
‫على الجزر جنوب البحر األحمر‪.‬‬
‫ومــا يدعو للدهشة‪ ،‬أن بعض الــجــزر فــي البحر األحمر‬
‫تُ َع ُّد من مناطق التعشيش المهمة لبعض الطيور البرية‬
‫كــذلــك‪ ،‬إذ تهاجر اآلالف مــن طيور يمام مطوق أفريقي‬
‫سنوي ًا من البرّ الرئيس للتعشيش في مستعمرات على‬
‫آجــام أشجار السواك على جزر أم القماري قبالة القنفذة‬
‫(محافظة مكة)‪ ،‬ثم تطير إلى البرّ الرئيس لتناول البذور‪،‬‬
‫والــتــي تــعــود بها الحــقـ ًا لفراخها فــي الــجــزيــرة على هيئة‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تُ َع ُّد جزر المملكة‬ ‫حليب في حوصلتها‪.‬‬
‫فــي البحر األحــمــر (إلــى جانب جــزرهــا فــي الخليج العربي)‬
‫موائل تكاثر لتعدادات طائر صقر الغروب على مستوى‬
‫العالم كافة الذي تم تصنيفه على أنه ُمعرّض لالنقراض‬
‫عالمي ًا و ُمهدد إقليمي ًا‪ .‬كذلك تستضيف جزيرة َفرَسان نحو‬
‫‪ 30‬زوجـ ًا متكاثراً من طائر رخمة الــذي يقتات على الجيف‬
‫في جميع الجزر القريبة‪ .‬لقد أصبحت جزيرة َفرَسان اليوم‪،‬‬
‫تضم أكبر عدد من طيور رخمة في المملكة‪ )3(.‬وال ريب في‬
‫أن أهمية وجود هذه األنواع المهددة عالمي ًا في جزر البحر‬
‫األحمر تزداد مع استمرار تناقص أعدادها‪.‬‬
‫يُــذكــر أن جــزر البحر األحــمــر ليست مجرد مناطق عالية‬
‫األهمية لتكاثر الطيور فحسب‪ ،‬وإنــمــا توفر أيــضـ ًا موائل‬
‫ثمينة للكثير من األنــواع الزائرة في الشتاء‪ ،‬حيث يقضي‬
‫ما ال يقل عن ‪ 23‬نوع ًا بانتظام جزءاً من فصل الشتاء على‬
‫األقــل فــي البحث عــن الطعام على طــول جــزر وسواحل‬
‫البحر األحمر‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن عشرات األنواع التي تستريح وتبحث‬
‫عن الغذاء على أراضــي هذه الجزر كل عام خالل هجرتها‬
‫بين مناطق تكاثرها في أوراسيا والمناطق التي تقضي‬
‫فــيــهــا فــصــل الــشــتــاء فــي أفــريــقــيــا‪ .‬وق ــد اعــتــرفــت جمعية‬
‫الطيور العالمية بأهمية جزر البحر األحمر لطيور المملكة‬
‫المهاجرة والمتكاثرة‪ ،‬وص َّن َفت أربع مجموعات من الجزر‬
‫ضمن مناطق الــطــيــور المهمة على مستوى العالم‪،‬‬
‫وهي جزر َفرَسان ُ‬
‫وك ُد ْم ُبل وضفة الوجه وأم القماري‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪100‬‬
‫تتكاثر معظم سالالت العالم من‬
‫طيور حنكور على الجزر في جنوب‬
‫البحر األحمر‪.‬‬

‫‪103‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪102‬‬
‫الشريط الساحلي للبحر األحمر‬ ‫بلشون الصخر‪ ،‬وهو يصطاد‬
‫سمكة قبالة ساحل جدة‪.‬‬
‫عند التوجه شــرقـ ًا‪ ،‬انطالق ًا من جــزر البحر األحــمــر‪ ،‬سرعان‬
‫ما تــراءى لنا الساحل الغربي الخالب للمملكة العربية‬
‫الــســعــوديــة‪ .‬يتألف هــذا الشريط الساحلي الــهــادئ في‬
‫معظمه من تضاريس منبسطة منخفضة المنسوب‪،‬‬
‫دونها طبقة رملية تتخللها غالب ًا مساحات شاسعة من‬
‫السبخات المسطحة فيما تم العثور على بعض الجروف‬
‫البحرية على طول خليج العقبة‪.‬‬
‫ال شك أن المناطق الرئيسة للطيور على طول ساحل‬
‫البحر األحمر تتمثل في بقع من غابات المانغروف‪ ،‬وهي‬
‫من أهــم الموائل للطيور في العالم‪ .‬وثمة نوعان من‬
‫غابات المانغروف في المملكة‪ ،‬وهما المانغروف الرمادي‬
‫يوفر ساحل البحر األحمر موئل بحث عن الغذاء ألنواع عديدة من الطيور‪ .‬وفي هذه الصورة‪ ،‬سرب من‬ ‫(القرم) ويُ َع ُّد النوع األشهر‪ ،‬والمانغروف ذو الجذور الملتوية‬
‫طيور الحنكور أثناء التحليق فيما تظهر أعداد كبيرة من طيور النحام الكبير في األفق‪.‬‬
‫‪ Loop-root Mangrove‬ويقتصر وجوده على جزر َفرَسان‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ال بد وأنك تتساءل أيُّها القارئ‪ ،‬عن مدى أهمية أشجار‬


‫لعدد ال يُحصى من الكائنات الحية‪ ،‬من بينها الطحالب‬ ‫المانغروف للطيور! وتكمن اإلجابة في أن هذه األشجار‬
‫والبرنقيل (مــن األحــيــاء البحرية) والحشرات والقشريات‬ ‫الرائعة حق ًا تنمو في المياه المالحة ‪ -‬وفــي المنطقة‬
‫ّ‬
‫تشكل بدورها قاعدة غذائية ثمينة للعديد‬ ‫واألسماك التي‬ ‫المد والــجــزر بين الــســواحــل البحرية المحمية ومص ّبات‬
‫(‪)6‬‬
‫من أنواع الطيور‪.‬‬ ‫األنهار والجزر في المقام األول‪ ،‬إذ من غير المعتاد أن تزدهر‬
‫ف ــي الـ ــواقـ ــع‪ ،‬بــعــض الــطــيــور تــعــتــمــد عــلــى غــابــات‬ ‫شجرة في المياه المالحة‪ ،‬خاصة في المنطقة المد والجزر‪،‬‬
‫المانغروف للحصول على الغذاء أو التكاثر‪ ،‬أو كليهما‬ ‫حيث تمنع الــظــروف الموحلة التي يصبح فيها الهواء‬
‫مع ًا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬المكان الوحيد الذي قد تقصده‬ ‫شحيح ًا تبادل الغازات بين الجذور والهواء‪ .‬وللتغلب على‬
‫في المملكة للعثور على طائر دخلة البحر األحمر (وهو‬ ‫هذه العقبة‪ ،‬تنتج أشجار المانغروف الرمادية آالف الجذور‬
‫نــوع فــرعــي (‪ )Subspecies‬مــن طــائــر الــدخــلــة األوراســيــة‬ ‫وس ْمك ‪ 1‬سم)‬
‫الهوائية اإلسفنجية (بارتفاع ‪ 30-20‬سم ُ‬
‫ال)(‪ )7‬هو غابات المانغروف‬ ‫ويعتبره البعض نوع ًا مستق ً‬ ‫التي تبرز فــوق الــوحــل‪ .‬ومــن شــأن هــذه الــجــذور الهوائية‬
‫على ساحل البحر األحمر‪ .‬وينطبق األمر نفسه على طائر‬ ‫أن تساعد في تثبيت الشجرة بمنطقة المد والــجــزر غير‬
‫الــرفــراف المطوق البديع‪ .‬عـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬فــإن األماكن‬ ‫المستقرة وتسمح بتبادل الغاز مع الهواء‪ )5(.‬يأتي ذلك‬
‫الوحيدة التي تم فيها تسجيل طائر المانغروف أبيض‬ ‫فيما تــوفــر الشبكة الــمــعــقــدة الــتــي تــتــألــف مــن ماليين‬
‫العين (‪ )Zosterops sp. indet.‬اآلخذ في التناقص ألسباب‬ ‫الــجــذور المكشوفة فــي غابة المانغروف مــوائــل حيوية‬

‫يعشش نحو ‪ 400‬زوج من طائر‬


‫بجعة وردة ظهر بطول البحر‬
‫األحمر قبالة سواحل المملكة‪.‬‬

‫‪105‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪104‬‬
‫يقضي العديد من طيور النحام‬
‫ً‬
‫بحثا عن الغذاء‬ ‫الكبير فصل الشتاء‬
‫في المياه الضحلة بالبحر األحمر‬
‫والخليج العربي‪.‬‬

‫‪107‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪106‬‬
‫مجهولة‪ ،‬هي بعض أماكن المانغروف المعزولة على‬ ‫دخلة مانغروفية ‪ -‬نوع فرعي من‬
‫(‪)8‬‬ ‫طائر دخلة أوراسية ‪ -‬في غابات‬
‫وبالمثل‪،‬‬ ‫ساحل المملكة المطل على البحر األحمر‪.‬‬
‫المانغروف على طول ساحل البحر‬
‫يبني طائر بجعة وردة ظهر أعشاشه في غابات المانغروف‬ ‫األحمر أثناء بحثه عن الغذاء‪.‬‬

‫المنيعة فــي جــزيــرة َفـ ـرَس ــان‪ .‬كــمــا يستخدمها طــائــري‬


‫العقاب النسارية وصقر الغروب أحيان ًا‪ )9(.‬ويتخذ أيض ًا كل‬
‫مــن بلشون الصخر وبلشون أخضر الظهر وأبــو ملعقة‬
‫المخوضة‬
‫ّ‬ ‫والحنكور‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن عديد من أنــواع الطيور‬
‫المهاجرة التي تقضي فصل الشتاءفي المملكة‪ ،‬غابات‬
‫المانغروف في البحر األحمر موئ ً‬
‫ال مهم ًا لها‪.‬‬
‫ولسوء الحظ‪ ،‬تم تجريف مساحات كبيرة من موائل‬
‫غــابــات المانغروف خــال العقود القليلة الماضية في‬
‫جميع أنحاء المملكة‪ ،‬ولــم يتبق منها حالي ًا ســوى أقل‬
‫مــن ‪ 51‬كــم‪ 2‬عــلــى ط ــول ســاحــل الــبــحــر األحــمــر بأكمله‪،‬‬
‫وتوجد األكثر كثافة من بينها في مناطق الوجه والليث‬
‫وجــزر َف َ‬
‫رسان‪ )10(.‬ويمكن الــقــول إن أهمية ساحل البحر‬
‫األحمر بالنسبة للطيور في المملكة العربية السعودية‬
‫المتكاثرة والمهاجرة أم ٌر ال يحتمل المغاالة‪ ،‬خاصة أن ‪7‬‬
‫من مناطق الطيور المهمة في المملكة‪ ،‬المعترف بها‬
‫حالي ًا من قِ َبل جمعية الطيور العالمية‪ ،‬والبالغ عددها‬
‫‪ ،39‬تضم موائل على ساحل البحر األحمر‪ .‬وما يدعو لخيبة‬
‫األمل‪ ،‬أن اثنتين من تلك المناطق (خليج قشران‪ ،‬وميناء‬
‫وكورنيش جدة الجنوبي) مدرجتين في قائمة المناطق‬
‫المعرضة للخطر‪.‬‬

‫سهل تهامة الساحلي‬


‫فــي استكمال الــرحــلــة نحو الــشــرق‪ ،‬نجد ثــانــي الموائل‬
‫الرئيسة في المملكة‪ ،‬وهو سهل تهامة الساحلي‪ .‬يمتد‬
‫هــذا السهل الساحلي الــخــاب بطول ساحل المملكة‬
‫على البحر األحمر حتى سفوح سلسلة جبال عسير الكبرى‪،‬‬
‫ويراوح عرضه ما بين بضعة كيلومترات إلى نحو ‪ 100‬كم‬

‫سهل تهامة الساحلي وسفوحه‬


‫شكل سهل‬ ‫الخصيبة غرب جازان‪ .‬لقد ّ‬
‫تهامة منطقة جذب مثالية للعديد من‬
‫طيور أفريقيا االستوائية التي ال توجد‬
‫أي مكان آخر غير المملكة العربية‬
‫في ّ‬
‫السعودية‪.‬‬

‫‪109‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪108‬‬
‫شقراق حبشي‪ ،‬أحد أنواع الطيور «األفريقية» التي تكثر‬
‫في سهل تهامة‪.‬‬

‫تمير عربي ‪ -‬متوطن في شبه‬


‫الجزيرة العربية ‪ -‬يوجد هذا‬
‫الطائر بشكل رئيس في سفوح‬
‫جبال عسير‪.‬‬

‫ـد‬
‫ـعـ ُّ‬
‫فــي أقصى اتــســاع لــه بالقرب مــن منطقة الليث‪ .‬ويُـ َ‬
‫هــذا الشريط الساحلي الضيق ‪ -‬أكثر المناطق سخونة‬
‫ورطــوبــة فــي المملكة ‪ -‬أح ــد أغــنــى مــنــاطــق المملكة‬
‫يتمثل في قربه الشديد من البر‬ ‫ّ‬ ‫بالطيور‪ ،‬لسبب بسيط‬
‫األفريقي‪ ،‬األمر الذي يسمح ألنواع عدة من الطيور األفريقية‬
‫االستوائية باالزدهار في هذه المنطقة الفريدة‪.‬‬
‫تــجــدر اإلشـ ــارة إلــى أن مجموعة الــطــيــور فــي النصف‬
‫الجنوبي من تهامة (جنوب خط العرض ‪ 21‬درجة شما ًال)‬
‫سهل تهامة‬
‫تتسم بالتميز‪ ،‬ال س ّيما في التالل القريبة‪ ،‬وت ــزداد تم ّيزاً‬ ‫الساحلي الضيق‬
‫ـاوة على‬‫عند التوغل جنوب ًا باتجاه الــحــدود اليمنية‪ .‬ع ـ ً‬ ‫هو أحد أغنى‬
‫ذلك‪ ،‬تأوي المنطقة أنواع ًا عديدة من الطيور المتوطنة‪،‬‬
‫مناطق المملكة‬
‫منها نقار الخشب العربي ووروار أخضر عربي‪ ،‬وشمعي‬
‫المنقار العربي‪ ،‬وتمير عربي‪ )11(.‬كما تُ َع ُّد هذه المنطقة‬
‫بالطيور‪.‬‬
‫من معاقل العصفور المذهب العربي‪ ،‬إذ تستأثر تهامة‬
‫الــســعــوديــة والــيــمــن بــمــا مــجــمــوعــه ‪ %80‬مــن الــتــعــداد‬
‫العالمي لهذا الطائر (النسبة المتبقية في جيبوتي)‪.‬‬
‫وم ــن األنـــــواع الــمــتــكــاثــرة األخ ـ ــرى الــمــقــيــمــة بشكل‬
‫رئــيــس ف ــي تــهــامــة‪ ،‬وتــشــمــل أن ـ ــواع الــطــيــور األفــريــقــيــة‬
‫االســتــوائــيــة‪ ،‬مثل طــيــور يــمــام مــطــوق أفــريــقــي‪ ،‬ووق ــواق‬
‫أبيض الحاجب‪ ،‬وشــقــراق حبشي‪ ،‬وأبــو معول‪ ،‬وأخطب‬
‫أرأس‪ ،‬و ُقـ ـ َّب ــرة الــشــجــر‪ ،‬ونــمــنــة مــخــطــطــة‪ ،‬ونــســاج روبــلــي‬
‫وسمامة نخيل أفريقية (التي تتكاثر فقط في أشجار نخيل‬
‫الدوم داخل تهامة)‪ )12(.‬وتكتسي ُوديــان تهامة بالغطاء‬
‫شكل مناطق جذب للطيور‪،‬‬ ‫النباتي الكثيف‪ ،‬وبالتالي تُ ِّ‬

‫‪111‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪110‬‬
‫سبد نوبي‪ .‬يهاجر هذا الطائر عبر‬
‫البحر األحمر ليتكاثر في سهول تهامة‬ ‫مــن األنـ ــواع الــمــهــاجــرة الــتــي تعبر تهامة أثــنــاء طيرانها‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫بين أوراســيــا وأفريقيا‪ .‬ومــن أبــرز األمثلة على ذلــك‪ ،‬طائر‬
‫أبو منجل األصلع الــذي يُ َع ُّد مهدداً باالنقراض على نحو‬
‫حرج‪ ،‬والــذي تم تسجيله بالقرب من صبيا عام ‪ 2010‬في‬
‫طريق هجرته بين مناطق تكاثره في سوريا والمناطق‬
‫(‪)14‬‬
‫التي يقضي فيها فصل الشتاء بإثيوبيا‪.‬‬
‫لتجمع الــطــيــور الكبير فــي تــهــامــة‪ ،‬حــددت‬
‫ّ‬ ‫ونتيجة‬
‫جمعية الطيور العالمية ثــاث مناطق مهمة للطيور‬
‫والتنوع الحيوي في هذا السهل الساحلي الفريد‪ ،‬وهي‬
‫ينابيع وادي رابــغ‪ ،‬والحبرو العربي‪ ،‬ووادي جــاوه‪ ،‬ولسوء‬
‫ال ــح ــظ‪ ،‬ت ــم تــصــنــيــف األخــيــرتــيــن عــلــى أنــهــمــا منطقتين‬
‫معرضتين للخطر‪.‬‬

‫جبال عسير‬ ‫وقواق أبيض الحاجب؛ يشيع‬


‫وجود هذا الطائر في معظم أنحاء‬
‫باستكمال المسير إلــى جهة الــشــرق مــن سهل تهامة‬
‫جنوب وشرق أفريقيا مع تعداد‬
‫الساحلي‪ ،‬فإننا نتدرج سريع ًا من أكثر مناطق المملكة‬ ‫ضئيل في سهل تهامة‪ ،‬جنوب‬
‫ح ــرارة إلــى أكــثــرهــا ب ــرودة ورطــوبــة‪ ،‬أال وهــي المرتفعات‬ ‫غرب شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫الجنوبية الغربية المهيبة‪ ،‬في مشهد خالب‪ ،‬تالمس جبال‬


‫عسير الوعرة التي تطل شامخة فوق سفوح سهل تهامة‬ ‫بما في ذلك األنواع النادرة‪ ،‬مثل الدجاجة الحبشية على‬
‫عنان السماء عند أعلى قمم المملكة (جبل السودة)‪،‬‬ ‫الــرغــم مــن الــتــنــاقــص المستمر فــي أع ــداده ــا‪ ،‬والــحــبــارى‬
‫والتي يصل ارتفاعها إلــى ‪ 2,983‬م‪ ،‬قبل أن تنحدر شرق ًا‬ ‫العربية التي قد تكون انقرضت اآلن في المملكة‪ .‬وعند‬
‫إلى الهضبة الوسطى على ارتفاع ‪ 2,000‬م‪ ،‬حيث الزراعة‬ ‫األخــذ باالعتبار مــدى قربها مــن البر األفــريــقــي‪ ،‬فليس من‬
‫التقليدية واسعة النطاق على المدرجات الحجرية في‬ ‫الغريب أن تستقبل تهامة أيض ًا عديداً من األنواع المهاجرة‬
‫منحدرات وهضاب عسير‪ ،‬ما يُ ِّ‬
‫شكل لوحة فنية لمنظر‬ ‫المتكاثرة من مختلف أنحاء البحر األحمر‪ ،‬مثل طيور سمان‬
‫طبيعي غني بالتراث الطبيعي والثقافي‪.‬‬ ‫الشجر الصغير ‪ ،‬والسمان الضاحك‪ ،‬ووروار أبيض الــزور‪،‬‬
‫(‪)13‬‬
‫تمتد هذه الجبال المذهلة من مكة إلى اليمن‪ ،‬وهي‬ ‫وسبد نوبي‪ ،‬ولقلق عابديني‪.‬‬
‫بمثابة كنز ثمين لمراقبي الطيور‪ .‬فوفق ًا ألطلس الطيور‬ ‫يُ ــذك ــر أن أنـــواعـــ ًا ع ــدي ــدة م ــن الــطــيــور تــفـ ّ‬
‫ـضــل تتبع‬
‫المتكاثرة فــي شبه الــجــزيــرة العربية هناك تسع مناطق‬ ‫الــســواحــل أثــنــاء الــهــجــرة‪ ،‬لــذلــك يتسنى تسجيل عــدد‬
‫سجِّ ل فيها تكاثر‬
‫حيوية في المملكة العربية السعودية ُ‬
‫مــا يــزيــد على ‪ 50‬نــوعـ ًا مــن الــطــيــور‪ ،‬وتستأثر المرتفعات‬
‫الــجــنــوبــيــة الــغــربــيــة وح ــده ــا بــخــمــس م ــن ه ــذه الــمــنــاطــق‬
‫المهمة‪ .‬وفــي واقــع األمــر‪ ،‬يمكن القول إن ما ال يقل عن‬
‫‪ 86‬نوع ًا تعشش في بعض هــذه المناطق الحيوية بين‬
‫المرتفعات (‪( )15‬انظر الفصل ‪ 1‬الشكل ‪ .)3‬وهنا؛ نتساءل‬
‫عن سبب وجــود هــذه المجموعة االستثنائية من الطيور‬
‫في المرتفعات الجنوبية الغربية النائية‪ .‬وتكمن اإلجابة‬
‫عن هذا السؤال في اآلتــي‪ ،‬أو ًال أن المناخ الجبلي الرطب‬
‫والبارد نسبي ًا يُسهم في كثافة الغطاء النباتي المحلي‬
‫شكل بــدوره موئ ً‬
‫ال مناسب ًا الستقطاب‬ ‫بالمملكة الــذي يُ ِّ‬
‫بشكل كبير‪ ،‬إذ تشهد هذه المرتفعات‬
‫ٍ‬ ‫المزيد من الطيور‬
‫وجوداً مكثف ًا وواسع ًا ألشجار الطلح‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن غابات وارفة‬
‫من نبات العرعر المغطى بالعوالق الهوائية المتدلية‬
‫(‪)16‬‬
‫(سرخسيات) في مناطق عدة‪ ،‬ال س ّيما في جبل السودة‪.‬‬
‫وثاني ًا التنوع الكبير للموائل في هذه الجبال‪ ،‬حيث‬
‫يدعم كــل نــوع مــن هــذه الــمــوائــل قلي ً‬
‫ال مــن مجموعات‬ ‫أبو معول؛ يوجد هذا‬
‫الطيور المختلفة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يكون للجبال‬ ‫الطائر البديع بأعداد صغيرة‬
‫في جنوب تهامة‪.‬‬
‫مناسيب ارتفاع مختلفة‪ ،‬ما يترتب عليه تغيرات متم ّيزة‬

‫‪113‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪112‬‬
‫في الغطاء النباتي كلما انحدرنا من الجبال‪ )17(.‬ناهيك‬ ‫يوفر المناخ الرطب والبارد في‬
‫ً‬
‫موئال‬ ‫الجبال الجنوبية الغربية‬
‫لتكون عدد‬
‫ّ‬ ‫عن طبيعة الجبال شديدة الوعورة‪ ،‬ما يؤدي‬ ‫ً‬
‫مناسبا ألنواع عديدة من الطيور‬
‫ال يحصى مــن الكائنات الحية الدقيقة ذات المناخات‬ ‫األفريقية‪ ،‬بما فيها طائر سمنة‬
‫صخرية صغيرة البديع‪.‬‬
‫الدقيقة المتمايزة (أنــمــاط مختلفة مــن درج ــات الــحــرارة‪،‬‬
‫وهطول األمطار‪ ،‬والرياح‪ ،‬والظالل‪ ،‬وما إلى ذلك) حسب‬
‫االرتفاعات المتدرجة‪ ،‬وكل منها يدعم مجموعة متمايزة‬
‫من النباتات‪ .‬أما على أرض الواقع‪ ،‬فتشير التقديرات إلى‬
‫وجود ‪ 2,000‬نوع من النباتات ضمن المرتفعات الجنوبية‬
‫الغربية‪ )18(.‬ووفق ًا لذلك‪ ،‬تم إدراج المنطقة رسمي ًا لتصبح‬
‫مركزاً دولي ًا للتنوع النباتي‪ ،‬نظراً لثرائها بالغطاء النباتي‬
‫ومــا يحمله ذلــك من أهمية عالمية لثراء األزه ــار ونسبة‬
‫(‪)19‬‬
‫إن من شأن هذا التنوع االستثنائي‬ ‫التوطن العالية‪.‬‬
‫أن يُ ِّ‬
‫شكل بيئة مواتية لمجموعة واسعة من الالفقاريات‬
‫والبرمائيات والــزواحــف والثدييات‪ ،‬مــا يُسهم ب ــدوره في‬
‫جذب المزيد من الطيور في تنوع مثير‪.‬‬
‫يُذكر أن هناك سبب ًا آخر للتنوع االستثنائي للطيور في‬
‫الجبال الجنوبية الغربية‪ ،‬أال وهو قربها من البر األفريقي‪،‬‬
‫مثل المرتفعات الجنوبية الغربية الرطبة الموئل‬ ‫إذ تُ ِّ‬
‫الوحيد المناسب لتكاثر أنواع عديدة من الطيور األفريقية‬
‫االستوائية في المملكة‪ ،‬بما فيها صائد الذباب الفردوسي‬
‫األفــريــقــي‪ ،‬والحمامة الزيتونية األفــريــقــيــة‪ ،‬وقــمــري نــواح‪،‬‬
‫وسمنة صخرية صغيرة‪ ،‬ودخلة غابية بنية‪ ،‬وسبد الجبال‪،‬‬
‫و ُق َّبرة صبيعاء عربية‪ ،‬وأبيض العين الحبشي‪ ،‬والحمامة‬
‫الخضراء وغيرها‪ .‬عـ ً‬
‫ـاوة على ذلك‪ ،‬فإن قرب المرتفعات‬
‫الجنوبية الغربية النسبي من قارة أفريقيا يسمح للعديد‬
‫من أنواع الطيور األفريقية االستوائية المهاجرة المتكاثرة‬
‫بالتعشيش فيها قبل العودة إلى أراضيها في أفريقيا عبر‬
‫البحر األحمر لقضاء فصل الشتاء هناك‪ ،‬ومن هذه األنواع‬

‫توفر غابة العرعر وارفة الظالل بالقرب من تنومة في جبال عسير‬


‫ً‬
‫مهما ألنواع عديدة من الطيور المتوطنة‪.‬‬ ‫ً‬
‫موئال‬

‫‪115‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪114‬‬
‫أبيض العين الحبشي في‬
‫تنومة بجبال عسير‪ .‬يوجد هذا‬
‫الطائر‪ ،‬بشكل مثير للفضول‪،‬‬
‫في المرتفعات الجنوبية الغربية‪،‬‬
‫وفي أماكن متفرقة من غابات‬
‫المانغروف الناضجة على طول‬
‫ساحل البحر األحمر‪.‬‬

‫تعشش معظم‬
‫الطيور البرية‬
‫المتوطنة بالمملكة‬
‫العربية السعودية‪،‬‬
‫في جبال عسير ذات‬
‫الجروف الصخرية‬
‫الخالبة‪ ،‬خاصة‬
‫المناطق التي يزيد‬
‫ارتفاعها على‬
‫‪ 2,100‬م‪.‬‬

‫يوجد رفراف أرمد الرأس في‬


‫معظم أنحاء أفريقيا‪ ،‬غير أن نحو‬
‫ً‬
‫سنويا‬ ‫‪ 1,500‬زوج منه تهاجر‬
‫للتعشيش في سفوح التالل‬
‫والمرتفعات جنوب غرب المملكة‪.‬‬

‫رفراف أرمد الرأس وصائد ذباب جامباجي‪ ،‬وسبد السهول‪،‬‬


‫صائد ذباب جامباجي في محمية‬ ‫(‪)20‬‬
‫وزرزور مجوف‪.‬‬
‫ريدة‪ .‬هذا الطائر أحد أنواع عديدة‬
‫من الطيور األفريقية االستوائية‬
‫عــلــى نــحــو مــتــصــل‪ ،‬تعشش معظم الــطــيــور البرية‬
‫المهاجرة التي تعشش في‬ ‫المتوطنة بالمملكة في جبال عسير الخالبة‪ ،‬خاصة في‬
‫المرتفعات الجنوبية الغربية قبل‬
‫وقد تم‬ ‫المناطق التي يزيد ارتفاعها على ‪ 2،100‬متر‪.‬‬
‫(‪)21‬‬
‫أن تعود إلى أفريقيا لقضاء‬
‫فصل الشتاء‪.‬‬ ‫االعتراف بالجنوب الغربي على أنه منطقة طيور متوطنة‬
‫أي أن هذه المنطقة تُ َع ُّد منطقة ذات‬
‫ذات أهمية دولية‪ّ ،‬‬
‫أهمية عالمية لحفظ عديد مــن أن ــواع الطيور محدودة‬
‫النطاق‪ )22(.‬في واقع األمر‪ ،‬يوجد نوع واحد من هذه الطيور‪،‬‬
‫أال وهو العقعق العسيري‪ ،‬في جبال عسير فقط‪.‬‬
‫وتجدر اإلشــارة هنا أيض ًا‪ ،‬إلى أهمية الجبال الجنوبية‬
‫الغربية التي تكمن في كونها مناسبة لتكاثر عديد من‬
‫ال ال يزال يوجد ‪ 25‬زوج ًا فقط ‪ -‬تقريب ًا‬
‫الطيور المهددة؛ فمث ً‬
‫‪ -‬من طيور العقاب األسود المهددة إقليمي ًا‪ ،‬تعشش في‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬ومعظمها في المرتفعات‬
‫الجنوبية الغربية‪ ،‬حيث تتوافر جروف مناسبة للتعشيش‪،‬‬
‫إلى جانب حيوان الوبر‪ ،‬طعامها المفضل من الثدييات‪.‬‬
‫وهناك أيض ًا طائر النسر الملتحي المعرض لالنقراض‬
‫إقليمي ًا‪ ،‬وعلى شفا االنقراض محلي ًا‪ ،‬وإن كانت ال تزال أعدا ٌد‬

‫‪117‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪116‬‬
‫كل عام يتكاثر ما يصل إلى‬
‫‪ 40,000‬زوج من طائر الزرزور‬
‫المجوف في مرتفعات جنوب‬
‫غرب المملكة قبل أن تهاجر إلى‬
‫أفريقيا لقضاء فصل الشتاء‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪118‬‬
‫أدى في نهاية األمر إلى تشكيل البحر األحمر‪ .‬وتزامن ًا مع‬ ‫الغطاء النباتي وتنوعه‪ ،‬ما يُسهم في دعم عد ٍد أقل من‬ ‫يعيش العقعق العسيري‬ ‫سمنة يمنية؛ طائر متوطن يبحث‬
‫االنــقــســام الــتــدريــجــي‪ ،‬ب ــرزت الطبقة الصخرية القاعدية‬ ‫وعلى الرغم من ذلــك‪ ،‬إال أن جمعية الطيور‬ ‫(‪)25‬‬
‫الطيور‪.‬‬ ‫المتوطن في شبه الجزيرة العربية‬ ‫عن الغذاء في غابات العرعر بجبال‬
‫ضمن مجموعات صغيرة في‬ ‫عسير‪.‬‬
‫القديمة (مــا ي ــراوح بين ‪ 0.5‬إلــى ‪ 3‬مــلــيــارات ســنــة) التي‬ ‫العالمية حــددت منطقتين على أهمية بالغة للطيور‬ ‫جبال عسير فقط‪.‬‬
‫شفت في نهاية‬ ‫تمتد أسفل شبه الجزيرة العربية‪ ،‬ثم ُك ِ‬ ‫والتنوع الحيوي في المرتفعات الشمالية‪ ،‬وهما حمى‬
‫(‪)26‬‬
‫وتغطي هذه الطبقة‬ ‫المطاف بفعل عوامل التعرية‪.‬‬ ‫الفقرة وجبل اللوز‪.‬‬
‫الصخرية المكشوفة ‪ -‬المعروفة باسم الــدرع العربي ‪-‬‬
‫نحو ‪ 445,000‬كم‪ ،2‬أو ‪ %20‬من مساحة المملكة‪ ،‬ويمكن‬
‫الصحارى الرملية والحصوية‬
‫الوسطى والغربية‬
‫رؤيــتــهــا بــوضــوح فــي ص ــور األقــمــار الــصــنــاعــيــة‪ ،‬بوصفها‬
‫التضاريس القاتمة واألكــثــر تعقيداً إلــى الغرب من بحار‬
‫الرمل (الكثبان الرملية) المهيبة في المملكة‪.‬‬ ‫ن ــزو ًال مــن المنحدرات الشرقية فــي المرتفعات الغربية‪،‬‬
‫ولــكــون صخور ال ــدرع العربي المكشوفة قــد تأثرت‬ ‫نــصــادف الــصــحــارى الرملية والحصوية الشاسعة التي‬
‫بفعل عــوامــل التعرية وتــآكــلــت‪ ،‬فقد أثّ ــر ذلــك تدريجي ًا‬ ‫تــمـ ّيــز الــكــثــيــر مــن وس ــط المملكة الــعــربــيــة الــســعــوديــة‬
‫على خصائص التربة المحيطة (مثل درجــة الحموضة‪،‬‬ ‫وغــربــهــا‪ .‬وم ــا يــدعــو لــلــدهــشــة‪ ،‬أن تــوزيــع أنــــواع الــطــيــور‬
‫وتوافر الغذاء‪ ،‬وقدرة االحتفاظ بالرطوبة‪ ،‬وما إلى ذلك)‪.‬‬ ‫الموجودة في وسط شبه الجزيرة العربية وغربها ال يزال‬
‫وخصائص التربة سالفة الــذكــر تــؤثّــر بشكل مباشر في‬ ‫متأثراً حتى يومنا هذا باألحداث الجيولوجية التي وقعت‬
‫أن ــواع النباتات التي يمكن أن تنمو فــي ال ــدرع العربي‪،‬‬ ‫منذ ماليين السنين‪.‬‬
‫والتي بدورها لها تأثير كبير جداً على أنــواع الطيور التي‬ ‫فمنذ نــحــو ‪ 12 - 10‬مــلــيــون ســنــة‪ ،‬ب ــدأت شــبــه الــقــارة‬
‫يمكن أن تعيش في وسط المملكة وغربها‪.‬‬ ‫العربية والــقــارة األفريقية في االنفصال ببطء شديد‪ ،‬ما‬

‫نحو ‪ 4,000‬مــن طيور الــبــازي الــحــوام المهاجرة ومــا يصل‬ ‫منه في المملكة‪ ،‬فمن المرجّ ح أنه يعيش في المرتفعات‬
‫إلى ‪ 500‬من طيور عقاب السهول عبر ممر ضيق في جرف‬ ‫(‪)23‬‬
‫الجنوبية الغربية‪.‬‬
‫(‪)24‬‬
‫وقد اعترفت جمعية‬ ‫الطائف كل يوم خالل شهر أكتوبر‪.‬‬ ‫أن لجبال عسير تأثير كبير على طيور مهاجرة عديدة‪،‬‬
‫يُذكر ّ‬
‫الطيور العالمية بقيمة المرتفعات الجنوبية الغربية‪ ،‬حيث‬ ‫فقلة قليلة منها تقضي فصل الشتاء فــي المرتفعات‬
‫حددت ‪ 6‬مناطق مهمة للطيور والتنوع الحيوي ضمن هذه‬ ‫الجنوبية الغربية‪ ،‬ربما ذلك يعود إلى األجواء الباردة‪ .‬وفي‬
‫المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة‪ .‬ولكن‪ ،‬ولألسف‬ ‫حين أن معظم الطيور المهاجرة الصغيرة والمتوسطة‬
‫الشديد‪ ،‬أُدرجــت إحدى تلك المناطق‪ ،‬وهي شالل الدهناء‪،‬‬ ‫الحجم تتجنب الطيران فوق المرتفعات الجنوبية الغربية‪،‬‬
‫في قائمة المناطق المعرضة للخطر‪.‬‬ ‫فإن بعض الطيور الجارحة الكبيرة ال تواجه مشكلة في عبور‬
‫هذه السلسلة الجبلية المهيبة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يحوم‬

‫مرتفعات الحجاز‬ ‫المنحدرات المكشوفة‪ ،‬كتلك‬


‫الموجودة في جبال الحجاز بالقرب‬
‫تــضــم مــرتــفــعــات الــحــجــاز الشمالية (الــواقــعــة بــيــن مكة‬
‫من الشوق (محافظة تبوك)‪،‬‬
‫المكرمة واألردن) ‪ -‬شأنها في ذلــك شــأن جبال عسير ‪-‬‬ ‫توفر موائل تعشيش ال تقدر‬
‫بثمن ألنواع عديدة من الطيور‪.‬‬
‫تجمعات كبيرة من الطيور‪ ،‬ال س ّيما في مناطق الغابات‬
‫المحمية جيداً على ارتفاعات عالية‪ .‬كما يوجد عديد من‬
‫األنــواع المتوطنة وشبه المتوطنة بشكل منتظم في‬
‫منطقة الحجاز‪ ،‬بما في ذلك طيور نقار الخشب العربي‪،‬‬
‫ونعار عربي‪ ،‬ووروار أخضر عربي‪ ،‬وزرزور أســود‪ .‬ومــع ذلك‪،‬‬
‫تفتقر الــجــبــال الشمالية إلــى تــنــوع الــطــيــور فيها‪ ،‬على‬
‫عكس المرتفعات الجنوبية الغربية‪ ،‬ويــرجــع ذلــك في‬
‫يشيع الزرزور األسود في‬
‫جبال عسير والحجاز‪ ،‬ويقتصر‬ ‫األســاس إلــى كــون جبال الحجاز أقــل ارتفاع ًا (حيث يبلغ‬
‫وجوده في الغالب على شبه‬ ‫ارتفاع قممها نحو ‪ 2,100‬م)‪ ،‬وأقــل اتصا ًال ووعـ ً‬
‫ـورة وأكثر‬
‫الجزيرة العربية‪.‬‬
‫جفاف ًا من جبال عسير‪ ،‬وهي بذلك أقل من حيث كثافة‬

‫‪121‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪120‬‬
‫يمر طائر عقاب السهول المهدد‬
‫ً‬
‫عالميا فوق جبال عسير‬ ‫باالنقراض‬
‫أثناء هجرته مع تدفق ‪ 500‬طائر‬
‫ً‬
‫يوميا عبر فجوة في محمية الطائف‬
‫خالل شهر أكتوبر‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪122‬‬
‫درسة رفيعة التخطيط؛ عادة‬ ‫دخلة وادية تتغذى‬ ‫قمة فيصل في قدمة السقطة‪،‬‬
‫ما ُيعشش هذا الطائر في‬ ‫فوق شجرة طلح في‬ ‫غربي الرياض‪ .‬تتكيف العشرات‬
‫الجروف بصحارى المنطقة‬ ‫طور اإلزهار الكامل‪.‬‬ ‫من أنواع الطيور مع الحياة وسط‬
‫الوسطى ‪ -‬الغربية‪.‬‬ ‫الصحارى الحصوية الشاسعة في‬
‫المملكة‪.‬‬

‫صفوف من أشجار الطلح بالقرب من‬


‫حفيرة نساح‪ ،‬على بعد ‪ 70‬كم جنوب‬
‫ال يزال توزيع أنواع‬
‫غرب الرياض‪ .‬توفر أشجار الطلح‬ ‫الطيور الموجودة‬
‫ً‬
‫مهما للطيور في‬ ‫ً‬
‫موطنا‬ ‫المتناثرة‬
‫معظم أنحاء المنطقة الوسطى‪.‬‬ ‫وسط شبه الجزيرة‬
‫العربية وغربها‬
‫يتأثر حتى يومنا‬
‫هذا باألحداث‬
‫الجيولوجية التي‬
‫وقعت منذ ماليين‬
‫السنين‪ ،‬األمر الذي‬
‫يُ َع ُّد مثيراً للدهشة‪.‬‬
‫شكل موطن ًا ألعداد كافية من‬
‫الغطاء النباتي بالوادي تُ ِّ‬ ‫تكون الوديان‬
‫ّ‬ ‫المائلة والناتئة قد أدت في النهاية إلى‬ ‫إلــى نحو ثمانية أمتار في معظم صحارى الحصى في‬ ‫وبينما تحتضن المنطقة الوسطى نحو ‪ 600‬نوع‬
‫الحشرات الطائرة‪ ،‬علم ًا أن نحو ‪ 75,000‬زوج من طائر وروار‬ ‫كقنوات تصريف عبر الصحارى الحصوية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫التي تعمل‬ ‫ـد موئل التعشيش‬ ‫غــرب ووســط المملكة‪ )28(،‬وهــي تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫مــن النباتات المختلفة‪ )27(،‬فــإن أشــجــار الطلح ربما تُ َع ُّد‬
‫أخضر عربي تعشش سنوي ًا في المملكة‪ ،‬حيث يفضل‬ ‫وتــمـ ّـثــل هــذه الــوديــان عــامــل جــذب كــبــيــراً للطيور‪ ،‬ليس‬ ‫المفضل ألنواع عديدة من الطيور‪ ،‬ليس أقلها طائر النسر‬ ‫وعادة ما تنمو‬ ‫ً‬ ‫األكثر انتشاراً في وسط المنطقة وغربها‪.‬‬
‫معظمها وديانها‪.‬‬ ‫لكونها تحتوي على المياه فحسب (معظم هذه الوديان‬ ‫اآلذن الرائع ‪ -‬أحد الطيور الرئيسة في المنطقة الوسطى‬ ‫هذه األشجار المهيبة مظلية الشكل حتى يصل طولها‬
‫ذات سطح ج ــاف)‪ ،‬بــل ألنــهــا تحتوي على غــطــاء نباتي‬ ‫‪ -‬الذي يبني عشه الضخم على القمم المستوية ألشجار‬
‫مطل «حافة العالم»‪ ،‬يوجد في‬ ‫متنوع وكثيف‪.‬‬ ‫الطلح الناضجة‪.‬‬ ‫وادي الديسة في شمال‬
‫نهاية سلسلة جبال طويق‪،‬‬ ‫فــعــلــى ســبــيــل الــمــثــال‪ ،‬تــم تسجيل ‪ 126‬نــوعــ ًا من‬ ‫كما ال يمكننا أن نغفل الصرد الــرمــادي الكبير لدى‬ ‫غرب المملكة‪.‬‬
‫‪ 90‬كم شمال غرب الرياض‪ .‬عديد‬
‫(‪)29‬‬
‫من الطيور تجثم وتعشش في‬ ‫النباتات في وادي النعمان بمنطقة مكة المكرمة‪،‬‬ ‫الحديث عن الطيور التي تفضل التعشيش في أشجار‬
‫التجاويف والشقوق على طول‬ ‫ال عن ‪196‬‬
‫و‪ 157‬نوع ًا في وادي الجوفة في نجد‪ )30(،‬فض ً‬ ‫الطلح‪ ،‬والــذي يستخدم أشــواك أشجار الطلح في تعليق‬
‫هذه السلسلة‪.‬‬
‫وهــذا‬ ‫نــوع ـ ًا فــي وادي عــرعــر على الــحــدود الشمالية‪.‬‬
‫(‪)31‬‬
‫فريسته‪ .‬ناهيك أيض ًا‪ ،‬عن الطائر الفرعي األكثر شيوع ًا‪،‬‬
‫الغطاء النباتي المتنوع يدعم أعداداً واسعة االنتشار من‬ ‫ثــرثــارة عربي (‪ )Argya squamiceps‬الــذي يفضل أشجار‬
‫الال فقاريات والزواحف والثدييات التي توفر بدورها قاعدة‬ ‫الــطــلــح (عــلــى الــرغــم مــن أن نــوع ـ ًا فــرعــي ـ ًا آخ ــر مــن الــنــوع‬
‫غذائية مناسبة لمجموعة مختلفة من الطيور‪.‬‬ ‫نفسه ‪ ،A. s. yemensis‬يفضل الموائل الموجودة في‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن عدداً من أنواع الطيور األكثر شيوع ًا توجد‬ ‫المرتفعات الجنوبية الغربية النائية)‪.‬‬
‫داخــل الــوديــان فــي المنطقة الوسطى ‪ -‬الغربية‪ ،‬منها‬ ‫الجدير بالذكر أن الــدرع العربي يؤثر بشكل أكبر في‬
‫طيور صرد رمادي كبير‪ ،‬وثرثارة عربي‪ ،‬ودرسة رفيعة التخطيط‬ ‫توزيع الطيور‪ ،‬نظراً لتضاريسه المعقدة التي توفر موائل‬
‫سالفة الذكر‪ ،‬إلى جانب طيور نمنمة الشجر‪ ،‬وحجل رملي‪،‬‬ ‫إضافية للعديد من الطيور‪ ،‬والتي نادراً ما توجد في أماكن‬
‫و زمير وردي‪ ،‬وأبلق أبيض قنة‪ ،‬والبلبل أصفر العجز‪.‬‬ ‫أخرى من المملكة‪ .‬وهكذا؛ تستطيع األنواع التي تعشش‬
‫مــن بــيــن ه ــذه األن ـ ــواع مــن الــطــيــور يــبــرز وروار أخضر‬ ‫على الجروف‪ ،‬مثل طيور رخمة‪ ،‬ودرسة رفيعة التخطيط‪،‬‬
‫عــربــي‪ ،‬حيث يفضل هــذا الــطــائــر الــرائــع شبه المتوطن‬ ‫وخــطــاف الــشــواهــق الــبــاهــت أن تعشش فــي المنطقة‬
‫الــمــوائــل الــتــي تــوفــرهــا ال ــودي ــان وم ــا حــولــهــا لسببين؛‬ ‫الوسطى ‪ -‬الغربية‪ .‬إضافة إلى األنــواع التي تفضل أن‬
‫األول أن الطبقة السفلية الرملية ذات الحبيبات الكبيرة‬ ‫تعشش في حقول الجالميد‪ ،‬مثل طائر أبلق أسود الذنب‪.‬‬
‫مكن الطيور من حفر جحور ألعشاشها ضيقة وطويلة‬ ‫تُ ِّ‬ ‫كــذلــك‪ ،‬يــؤثــر الــنــتــوء الــقــديــم لــلــدرع الــعــربــي على‬
‫مــن دون الــتــعــرض لخطر االنــهــيــار‪ .‬والــســبــب الــثــانــي‪ ،‬أن‬ ‫توزيع الطيور في العصر الحديث‪ ،‬ألن الطبقة الصخرية‬

‫‪125‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪124‬‬


‫نسر آذن يعشش على أشجار‬
‫الطلح في المنطقة الوسطى‪.‬‬
‫صدق أو ال تصدق! هذا الطائر‬
‫مجرد فرخ‪.‬‬

‫‪127‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪126‬‬
‫أنثى طائر نمنة الشجر تجلب‬ ‫بلبل أصفر العجز؛ يمكن العثور‬
‫الطعام إلى فراخها في أحد‬ ‫ً‬
‫تقريبا في‬ ‫واد‬
‫على هذا الطائر بكل ٍ‬
‫األودية غرب المملكة‪.‬‬ ‫الصحارى الرملية الحصوية وسط‬
‫المنطقة وغربها‪.‬‬

‫صور األقمار االصطناعية تباين ًا مفاجئ ًا بين الغطاء النباتي‬ ‫المسيجة‬


‫ّ‬ ‫المناطق‬
‫الكثيف نسبي ًا داخل مطار الملك فهد الدولي في الدمام‬ ‫عادة ما يكون الغطاء النباتي خارج الوديان في المنطقة‬
‫والمنطقة القاحلة الواقعة خلف السياج مباشرة‪.‬‬ ‫الوسطى الغربية بالمملكة العربية السعودية ضئي ً‬
‫ال‬
‫وكــنــتــيــجــة مــبــاشــرة لــتــزايــد تــنــوع الــنــبــاتــات األصــيــلــة‬ ‫إلى حد ما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم تكن صحارى المملكة الصخرية‬
‫وكثافتها‪ ،‬عادة ما تحتوي المناطق المس ّيجة على عدد‬ ‫والحصوية متناثرة كما تبدو اليوم؛ فقد تم استنفاد كثافة‬
‫ً‬
‫مقارنة بالمناطق المتصحرة‪ .‬ويتضح‬ ‫أكبر من الطيور‪،‬‬ ‫وتنوع النباتات داخل مراعي المملكة على مدى قرون من‬
‫(نحو‬ ‫(‪)34‬‬
‫ذلــك فــي محمية اإلم ــام سعود بــن عبدالعزيز‬ ‫رعي الماشية المحلية‪ .‬عـ ً‬
‫ـاوة على ذلك‪ ،‬أدت عقود من‬
‫ُ‬
‫‪ 170‬كم غرب الطائف وسط غرب المملكة)‪ ،‬حيث ش ِّيد‬ ‫القيادة على الطرق الــوعــرة واإلف ــراط في جمع الحطب‬
‫سياج بطول ‪ 220‬كم في عام ‪ 1989‬لحماية ‪ 2,553‬كم ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫إلى تقليل كمية النباتات الخشبية في هذه المناطق‪.‬‬
‫ما يجعلها ثاني أكبر محمية مس ّيجة للحياة البرية في‬ ‫ولألسف‪ ،‬ما كان في الماضي من مساحات شاسعة من‬
‫العالم‪ .‬وعلى الرغم من أن المنطقة ال تتلقى سوى ‪100‬‬ ‫النباتات الطبيعية التي تشبه السهوب‪ ،‬أصبحت اآلن‬
‫ملم من األمطار سنوي ًا‪ ،‬ودرجات حرارة في الصيف تتجاوز‬ ‫شديدة التصحر‪.‬‬
‫‪ 50‬درجة مئوية‪ ،‬إال أن هذه المنطقة الكبيرة غنية باألشجار‬ ‫ولــحــســن الــحــظ‪ ،‬الــنــبــاتــات الــصــحــراويــة كــائــنــات حية‬
‫(‪)35‬‬
‫واألعــشــاب الكثيفة‪ ،‬ثم ما لبث وأن تعافى الغطاء‬ ‫مذهلة‪ ،‬إذ إن نبتة واح ــدة ناضجة منها يمكنها أن تنتج‬
‫هم ًا‪.‬‬ ‫النباتي الطبيعي‪ ،‬األمر الذي يُ َع ُّد ُم ِّ‬
‫بشراً ُ‬
‫ومل ِ‬ ‫عشرات اآلالف من البذور التي يمكن أن تظل خاملة في‬
‫نتيجة لهذا التعافي‪ ،‬نجد أن مجموعات الغطاء النباتي‬ ‫األرجاء لعقود إلى حين تحفيز الظروف المواتية لعملية‬
‫(‪)32‬‬
‫التي تم إحياؤها داخل محمية اإلمام سعود بن عبدالعزيز‬ ‫ونــتــيــجــة لــذلــك‪ ،‬تــحــوي الــتــربــة فــي معظم‬ ‫اإلنبات‪.‬‬
‫توفر الــدعــم لما يزيد على ‪ 160‬نــوعـ ًا مــن الطيور (‪%39‬‬ ‫المناطق ما يمكن تشبيهه بخزان بذور شبه مخفي في‬
‫مــن الــطــيــور الــمــوجــودة بشكل منتظم فــي المملكة‬ ‫أي رقعة‬
‫انتظار هطول أمــطــار غــزيــرة‪ .‬وفــي حــال تسييج ّ‬
‫الــعــربــيــة ال ــس ــع ــودي ــة)‪ ،‬بــمــا ف ــي ذلـ ــك ع ــش ــرات األنـ ــواع‬ ‫من األرض‪ ،‬تتمكن هذه البذور من اإلنبات بحُ ِّرية‪ ،‬ما يتيح‬
‫ـد م ــاذاً آمــنـ ًا ال غنى عنه‬ ‫المتكاثرة‪ .‬فهذه المنطقة تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫تعافي التنوع الحيوي في المنطقة تدريجي ًا‪.‬‬
‫لتكاثر طيور النسر اآلذن‪.‬‬ ‫نرى هذا النمط يتكرر من وقت إلى آخر في جميع أنحاء‬
‫إضافة إلى ذلك أُعيد توطين طائر الحبارى الشرقية‬ ‫المملكة‪ ،‬إذ تحتوي المناطق المس ّيجة على تنوع وكثافة‬
‫فيها بــدءاً من عــام ‪ .1991‬ومنذ ذلــك الحين‪ ،‬تم تسجيل‬ ‫أكبر بكثير من النباتات الحول ّية والحشائش واألعشاب‬
‫أع ـ ــداد مــتــزايــدة م ــن الــطــيــور الــمــتــكــاثــرة ف ــي المنطقة‬ ‫المعمرة والشجيرات واألشــجــار‪ .‬كما تحتوي على عدد‬
‫المس ّيجة‪ .‬وتُ َع ُّد محمية اإلمام سعود بن عبدالعزيز أيض ًا‪،‬‬ ‫أقل من الحشائش الضارة ونسبة أكبر من النباتات تُ َع ُّد‬
‫موطن ًا مهم ًا ألنــواع مهاجرة عديدة‪ ،‬بعد تسجيل أعــداد‬ ‫مقبولة ومستساغة‪ )33(.‬وغــالــبـ ًا مــا يــكــون التباين بين‬
‫(‪)36‬‬
‫كبيرة أثناء مرورها‪.‬‬ ‫المناطق المس ّيجة وغير المس ّيجة صــارخـ ًا؛ فمث ً‬
‫ال تُظهر‬

‫‪129‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪128‬‬
‫وروار أخضر عربي؛ يشيع وجود هذا‬
‫الطائر في الوديان المليئة بأشجار الطلح‬
‫في المنطقتين الوسطى والغربية من‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪131‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪130‬‬
‫وادي ترج بالقرب من بيشة‪،‬‬
‫تمثل الحرّات‬ ‫كبير من الحجر الرملي في الشمال الغربي‪ ،‬حيث تتكاثر‬ ‫‪ 310‬كم وتغطي مساحة ‪ 20,000‬كم‪ 2‬بين مكة والمدينة‬ ‫من أجمل األماكن لمشاهدة‬
‫َّ‬ ‫المنورة‪ )37(.‬وقد‬ ‫ومراقبة الطيور‪.‬‬
‫والجبال موائل‬ ‫طــيــور الــنــســر اآلذن والــرخــمــة‪ ،‬ويــقــضــي الــنــســر المسود‬ ‫تشكلت في معظمها من تدفقات الحمم‬
‫فصل الشتاء‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يُ َع ُّد جبل آجا‪ ،‬وهو نتوء شاهق‬ ‫البركانية المتداخلة من االنفجارات البركانية المتعددة‪،‬‬
‫رائعة للطيور‪،‬‬
‫من الجبال الجرانيتية يقع جنوب غرب مدينة حائل‪ ،‬من‬ ‫ما أدت إلى بروز تضاريس قد يتعذر على البشر والمركبات‬
‫وذلك لكونها‬ ‫الــمــاجــئ المهمة لطيور متكاثرة عــديــدة (منها بومة‬ ‫السير عليها‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬تُ َع ُّد بعض الحرّات (مثل حرّة خيبر)‬
‫عص َّية على‬ ‫الصحراء والرخمة والنسر األسمر‪ ،‬والحجل الرملي)‪ ،‬وأنواع‬ ‫كبيرة وبعيدة ووعــرة جــداً لدرجة أنــه لم يتم استكشافها‬
‫ارتياد البشر‬ ‫من الطيور الزائرة في فصل الشتاء (أبلق فينشي)‪ ،‬وأنواع‬ ‫بالكامل حتى اليوم‪ )38(.‬وحقيقة كونها عص َّية على ارتياد‬
‫أخرى مهاجرة عابرة‪.‬‬ ‫البشر جعل منها مالجئ للطيور غاية في األهمية‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫يبدو جلي ًا أن المنطقة تقع فــي قلب طريق الهجرة‬ ‫أي شبكة أودية سليمة تكون‬
‫عن أن الحرّات المنشقة من ّ‬
‫الــربــيــعــي لــلــتــعــداد األفــريــقــي الــمــهــدد مــن طــائــر الــرهــو‪.‬‬ ‫غنية بالطيور على نحو خاص‪.‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬نجد أن حوطة بني تميم عبارة عن تلة معزولة‬ ‫وق ــد أُجـ ــري مــســح دقــيــق لــطــيــور منطقة ح ـ ـرّة الــح ـرّة‬
‫ضخمة تطل على جرف طويق (تبعد نحو ‪ 200‬كم جنوب‬ ‫(محمية الملك سلمان) الخالبة‪ ،‬وتــوصــل المسح إلى‬
‫الرياض) وتحوي عدداً من أنواع الطيور المتكاثرة المهمة‪،‬‬ ‫أنــه على الــرغــم مــن خلو المنطقة مــن األشــجــار‪ ،‬إال أنها‬
‫منها طــيــور حجل رمــلــي‪ ،‬ودخــلــة واديـ ــة‪ ،‬وهــازجــة رأس ــاء‪،‬‬ ‫تدعم مجموعة رائعة من الطيور المتكاثرة‪ ،‬منها على‬
‫ال عن طيور عقاب الثعابين‪ ،‬وبــوم فرعوني‪ ،‬وغــراب‬ ‫فض ً‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬طيور حبارى شرقية‪ ،‬وكروان عسلي‪ ،‬و ُق َّبرة‬
‫مروحي الذيل‪.‬‬ ‫سميكة المنقار‪ ،‬و ُق َّبرة شرقية صغيرة‪ ،‬و ُق َّبرة مقرنة‪ ،‬وبومة‬
‫هــذا‪ ،‬وقــد اعترفت جمعية الطيور العالمية بأهمية‬ ‫الصحراء‪ ،‬وبومة صغيرة‪ ،‬وبوم فرعوني‪ ،‬وعقاب مذهب‪،‬‬
‫(‪)39‬‬
‫هذه المناطق الطبيعية الوعرة من خالل تحديد أربع من‬ ‫ونمنة الشجر‪ ،‬وأبلق صحراوي‪ ،‬وغيرها الكثير‪.‬‬
‫مناطق الطيور تكتسب أهمية عالمية‪ ،‬وهي حرّة الحرّة‬ ‫وكما هي الحال مع الحرّات‪ ،‬فإن بعض الجبال كبيرة‬
‫(محمية الملك ســلــمــان)‪ ،‬وجــبــل طــبــايــق‪ ،‬وحــوطــة بني‬ ‫ووعرة لدرجة أنها خالية من البشر‪ ،‬وبالتالي تُ ِّ‬
‫مث مالذات‬
‫تميم‪ ،‬وجبل آجا‪.‬‬ ‫آمــنــة للطيور؛ فمث ً‬
‫ال نجد جبل الطبايق عــبــارة عــن نتوء‬
‫رقع الموائل في جميع أنحاء المملكة‪ .‬ومثلما توفر الجزر‬ ‫وم ــن الــمــرجــح أن تــوجــد طــفــرات مماثلة فــي كثافة‬
‫محطات تــوقــف حيوية للطيور المهاجرة عبر المحيط‬ ‫الــطــيــور وتنوعها طالما وج ــدت مناطق مس ّيجة جيدة‬
‫صخرة الفيل بالقرب من العال‪.‬‬
‫على الرغم من أن المناطق‬ ‫الشاسع‪ ،‬تُ َع ُّد مناطق النباتات المحمية بمثابة الجزر لكن‬ ‫اإلدارة‪ ،‬تحمي رقــع النباتات المحلية‪ ،‬بما في ذلــك تلك‬
‫الجبلية والنتوءات الصخرية مثل‬ ‫في الصحارى‪ ،‬ما يسمح ألعداد كبيرة من الطيور بالهجرة‬ ‫الموجودة داخل بعض المجمعات الصناعية والمناطق‬
‫هذه قد تبدو خالية من الحياة وغير‬
‫مضيافة‪ ،‬إال أنها توفر بالفعل‬ ‫عبر المملكة‪.‬‬ ‫العسكرية والمحميات الخاصة‪ .‬تجدر اإلشارة إلى أن هذه‬
‫موطن تعشيش مهم ألنواع‬ ‫يُذكر أن جمعية الطيور العالمية عمدت إلى تحديد‬ ‫المناطق المس ّيجة تُسهم في توفير شبكة أســاس من‬
‫عديدة من الطيور‪.‬‬
‫منطقتين مس ّيجتين كبيرتين فــي المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬بوصفهما مناطق ذات أهمية عالمية للطيور‬ ‫يسر مطوق يمر عبر محمية‬
‫اإلمام سعود بن عبدالعزيز‪ .‬توفر‬
‫والتنوع الحيوي‪ ،‬وهما محمية اإلمام سعود بن عبدالعزيز‬
‫المسيجة كهذه مالذات‬
‫ّ‬ ‫المناطق‬
‫والمركز الوطني ألبحاث الحياة الفطرية في الطائف‪،‬‬ ‫آمنة للطيور في جميع أنحاء‬
‫المملكة‪.‬‬
‫وكلتاهما تقعان وسط منطقة شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫الحرات والجبال‬
‫ّ‬
‫بينما نعبر الــصــحــارى المليئة بالحصى فــي المملكة‬
‫الــعــربــيــة الــســعــوديــة‪ ،‬نــجــد حــقــو ًال شــاســعــة مــن الحمم‬
‫البركانية‪ ،‬والمعروفة محلي ًا باسم الحرّات‪ ،‬وبعض األحيان‬
‫نــتــوءات صخرية هائلة (تُــعــرف بــاســم الــجــبــال)‪ .‬للوهلة‬
‫األولى‪ ،‬تبدو الحرّات كمزيج مضطرب من الصخور الصلدة‪،‬‬
‫فــي حين تظهر الــجــبــال مــتــراصــة ال حــيــاة فيها‪ ،‬وال يمكن‬
‫شكل الحرّات والجبال‬‫الوصول إليها‪ .‬لكن في الواقع‪ ،‬تُ ِّ‬
‫موائل كبيرة للطيور‪ ،‬لكون البشر يجدونها صعبة ال يمكن‬
‫الوصول إليها‪.‬‬
‫وتمتد الحرّات على طول الحد الغربي للمملكة من حرّة‬
‫الحرّة (محمية الملك سلمان) على الحدود مع األردن إلى‬
‫حرّة السيرات بالقرب من الحدود مع اليمن‪ .‬بعضها شاسع‬
‫المساحة‪ ،‬إذ يبلغ طول حرّة رهاط‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬نحو‬

‫‪133‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪132‬‬
‫حرة كشب‪ ،‬بالقرب من حفر كشب‪ .‬تخلق‬ ‫ّ‬ ‫حجل رملي‪ ،‬يشيع وجود هذا‬
‫حقول الحمم البركانية‪ ،‬أو ما تُ عرف‬ ‫الطائر بشكل خاص في الوديان‬
‫الحرات‪ ،‬رقع طبيعية وعرة يصعب‬ ‫ّ‬ ‫باسم‬ ‫والحرات بالمنطقة الغربية‪.‬‬
‫ّ‬
‫الوصول إليها بشكل عام لألشخاص‬
‫والسيارات‪ ،‬ما يجعلها مالذات مثالية‬
‫وآمنة للطيور‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪134‬‬
‫يمكن أن تنمو األزهار في‬ ‫توفر الجبال والجالميد مناطق‬
‫أجزاء من الصحارى الرملية‬ ‫قيمة ألنواع عديدة‬
‫تعشيش ّ‬
‫الحصوية الشمالية بعد موسم‬ ‫من الطيور‪ ،‬بما في ذلك البومة‬
‫أمطار الربيع‪.‬‬ ‫الصغيرة‪.‬‬

‫هــذا النطاق الضيق من دوائــر العرض عبر شمال أفريقيا‬ ‫الصحارى الرملية والسهول‬
‫الحصوية الشمالية‬
‫ال عن جزء هامشي في‬‫وسوريا والعراق وأفغانستان‪ ،‬فض ً‬
‫شمال المملكة‪.‬‬
‫ويتمثل ثاني تلك األسباب‪ ،‬في غياب أشجار الطلح‬ ‫نــواصــل رحلتنا اآلن نــحــو الــصــحــارى الــرمــلــيــة والــســهــول‬
‫التي تم ّيز المنطقة الوسطى ‪ -‬الغربية بشكل عام في‬ ‫الــحــصــويــة فــي شــمــال الــمــمــلــكــة الــعــربــيــة الــســعــوديــة‪،‬‬
‫تحمل‬
‫ّ‬ ‫السهول الشمالية‪ ،‬ويُعزى ذلك جزئي ًا إلى عدم‬ ‫ال من الطيور عن تلك‬ ‫وفيها نجد مجموعة مختلفة قلي ً‬
‫شــتــات الــطــلــح لصقيع الــشــتــاء الــمــتــكــرر فــي الــشــمــال‪.‬‬ ‫الموجودة في المنطقة الوسطى ‪ -‬الغربية‪ .‬وثمة ثالثة‬
‫وهــكــذا‪ ،‬فــإن األن ــواع التي تفضل أن تعشش في أشجار‬ ‫أســبــاب رئيسة وراء هــذه االخــتــافــات‪ ،‬أول تلك األســبــاب‬
‫الطلح (ومنها طيور ثرثارة عربي‪ ،‬وصرد رمادي كبير‪ ،‬ونسر‬ ‫يتمثل في الجغرافيا الحيوية البسيطة‪ .‬فكلما ابتعدنا‬
‫آذن‪ ،‬وغراب بني الرقبة) أقل شيوع ًا في شمال المملكة‬ ‫عن البرّ األفريقي واقتربنا من أوراســيــا‪ ،‬من الطبيعي أن‬
‫(‪)40‬‬
‫منه في وسطها‪.‬‬ ‫نجد عدداً أقل من األنواع األفريقية االستوائية وعدداً أكبر‬
‫ّ‬
‫أم ــا ثــالــث األس ــب ــاب‪ ،‬فيتمثل فــي وجـ ــود ع ــدد قليل‬ ‫(أي الطيور األوراسية أو الشمال‬
‫من الطيور البالياركتيكية ّ‬
‫من شبكات الــوديــان الرئيسة في الشمال‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫أي من األنــواع‬
‫أفريقية)‪ .‬وبالفعل‪ ،‬ال يمكن العثور على ّ‬
‫الطيور التي تفضل الوديان‪ ،‬مثل الــوروار األخضر العربي‬ ‫األفريقية االستوائية التي تهيمن على الجنوب الغربي‬
‫(‪)41‬‬
‫المتوطن‪ ،‬نادراً ما تُسجل في المنطقة الشمالية‪.‬‬ ‫مــن المملكة شــمــال صــحــراء الــنــفــود الــكــبــيــر‪ .‬وتقطن‬
‫هنا‪ ،‬تنبغي اإلش ــارة إلــى أن الــفــوارق بين مجموعات‬ ‫بعض األنواع البالياركتيكية بشكل خاص في الصحارى‬
‫الطيور الــمــوجــودة فــي المناطق الوسطى ‪ -‬الغربية‬ ‫المعتدلة الواقعة بين دائرتي عرض ‪ 30‬و‪ 35‬درجة شما ًال‬
‫والشمالية تصبح أكثر وضوح ًا خالل فصل الشتاء‪ .‬ويبدو‬ ‫(وتضم الصحارى الشمالية للمملكة العربية السعودية)‪.‬‬
‫أن المناخ اللطيف نسبي ًا في شمال المملكة خالل فصل‬ ‫فمث ً‬
‫ال‪ ،‬تتكاثر طيور قطاة نبطاء‪ ،‬و ُق َّبرة سميكة المنقار‪،‬‬
‫الشتاء يكون بمثابة الحد الجنوبي ألن ــواع عــديــدة من‬ ‫و ُق َّبرة مقرنة‪ ،‬و ُق َّبرة صبيعاء صغيرة‪ ،‬بشكل أساس في‬

‫‪137‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪136‬‬
‫الطيور المهاجرة التي تقضي فصل الصيف في أوراسيا‪.‬‬ ‫ُق َّبرة مقرنة؛ يمكن العثور على‬
‫هذا الطائر في جميع أنحاء‬
‫فعلى سبيل الــمــثــال‪ ،‬ع ــادة مــا يقضي النسر المسود‬
‫الصحارى الحصوية الشمالية‪.‬‬
‫ال ــذي يتكاثر فــي منغوليا فصل الــشــتــاء فــي الصحارى‬
‫الشمالية‪ )42(.‬وبالمثل‪ ،‬عندما تكون الظروف مواتية‪ ،‬تم‬
‫تسجيل ما يصل إلــى ‪ 1,000‬من طيور القطاة النبطاء‬
‫وعــشــرات من القطا أســود البطن‪ ،‬وهــي تقضي فصل‬
‫الشتاء في الشمال‪ )43(.‬ومن بين األنواع األوراسية األخرى‬
‫المهاجرة التي يُحتمل أن تقضي شتاءها في المنطقة‬
‫ُ‬
‫والق َّبرة‬ ‫ُ‬
‫والق َّبرة الشرقية الصغيرة‪،‬‬ ‫الشمالية مرزة الدجاج‪،‬‬
‫الصبيعاء الصغيرة (في بعض السنوات)‪ ،‬وأعداد مهمة‬
‫دولــيـ ًا من الــزقــزاق األغــبــر‪ .‬واألهــم من ذلــك‪ ،‬أن بعض ًا من‬
‫طيور القطقاط التجمعي المتبقية والمهددة بشكل‬
‫حرج قد تقضي فصل الشتاء أيض ًا‪ ،‬في الصحارى الرملية‬
‫(‪)44‬‬
‫الشمالية حيثما تكون الظروف مناسبة‪.‬‬
‫ولسوء الحظ‪ ،‬فقد اس ُتنزِف الغطاء النباتي داخل‬
‫المنطقة الشمالية بشكل كبير‪ ،‬بسبب الــرعــي الجائر‬
‫والقيادة على الطرق الوعرة وجمع الحطب وغيرها من‬
‫عــوامــل التهديد الــرئــيــســة‪ .‬وعــلــيــه‪ ،‬فــإن منطقة الطيور‬
‫الــمــهــمــة الــوحــيــدة ف ــي الــصــحــارى الــرمــلــيــة والــحــصــويــة‬
‫الشمالية التي حددتها جمعية الطيور العالمية هي‬
‫محمية حرّة الحرّة الوعرة (محمية الملك سلمان)‪.‬‬

‫ُق َّبرة صبيعاء صغيرة؛ هذا الطائر‬


‫شائع الوجود في السهول الشمالية‬
‫خالل فصل الشتاء‪ ،‬حيث يوفر ريشها‬
‫ً‬
‫ممتازا‪.‬‬ ‫ً‬
‫تمويها‬ ‫الملون بلون الرمال‬

‫‪139‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪138‬‬
‫بحار الرمال‬ ‫عقاب ملكي شرقي‪ ،‬وهو من‬
‫الطيور المهددة باالنقراض‬
‫بالسفر نحو الــشــرق مــن الصحارى الصخرية والحصوية‬
‫ً‬
‫عالميا‪ .‬ربما تكون الصحارى‬
‫في المنطقة الوسطى ‪ -‬الغربية‪ ،‬سوف ندلف إلى بحار‬ ‫الشمالية بالمملكة من أهم‬
‫المناطق في العالم لقضاء هذا‬
‫ممتدة من الكثبان الرملية المذهلة التي تم ّيز معظم‬
‫الطائر فصل الشتاء‪.‬‬
‫مساحة المملكة ‪ -‬النفود الكبرى في الشمال والربع‬
‫الخالي في الجنوب وصحراء الدهناء التي تربط بينهما‪.‬‬
‫وفي هذه الصحارى‪ ،‬نجد بعض ًا من أكثر المناظر الطبيعية‬
‫إثارة ووعورة على وجه األرض‪ .‬ومن الخطأ القول إن الطيور‬
‫غير ق ــادرة على البقاء فــي مثل هــذه البيئات‪ ..‬فالطيور‬
‫مخلوقات استثنائية‪ ،‬ويمكننا القول إن الصحراء القفراء‬
‫ليست ُمقفرة‪ ،‬وأن الربع الخالي ليس خالي ًا‪.‬‬
‫مكاء؛ يستطيع هذا الطائر ‪-‬‬
‫شديد التكيف مع البيئات‬
‫ولــيــس مــن المستغرب بطبيعة الــحــال وج ــود عدد‬
‫الصحراوية ‪ -‬التكاثر في المناخ‬ ‫أقــل مــن أن ــواع الطيور (وع ــدد أقــل مــن الطيور الفردية)‬
‫الجاف ً‬
‫جدا لمنطقة الربع الخالي‪.‬‬
‫أي مكان آخر في المملكة‪.‬‬‫في المناطق الصحراوية من ّ‬
‫ففي نهاية المطاف‪ ،‬تُكاب ِ ُد هذه الطيور بعض ًا من أقسى‬
‫بــأعــداد صــغــيــرة) فــي فصلي الــربــيــع والــصــيــف فــي هــذه‬ ‫الظروف الطبيعية على األرض‪ .‬فدرجات الحرارة في فصل‬
‫البيئات شحيحة المياه‪ ،‬منها البازي طويل الساق والبوم‬ ‫الصيف بمنطقة الربع الخالي‪ ،‬تتجاوز ‪ 50‬درجة مئوية في‬
‫الفرعوني‪ ،‬والغراب بني الرقبة والمكاء‪ .‬كذلك‪ ،‬يوجد‬ ‫الظل‪ .‬وتحت ضوء الشمس المباشر‪ ،‬يمكن لدرجة حرارة‬‫ّ‬
‫الكروان العسلي الجذاب بكثافة عالية نسبي ًا في صحراء‬ ‫الرمال أن تصل إلــى ما يزيد على ‪ 80‬درجــة مئوية‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫النفود الكبرى ويُــفــتــرض أنــه يعشش فيها‪ ،‬حيث يضع‬ ‫عن أن متوسط هطول األمطار السنوي يكون دون ‪50‬‬
‫ً‬
‫مباشرة على أرضها الملفوحة بأشعة‬ ‫بيوضه ترابية اللون‬ ‫ملم‪ ،‬ويقل عن ‪ 25‬ملم في وسط الربع الخالي‪ .‬وربما ال‬
‫الشمس‪.‬‬ ‫يهطل المطر في بعض المناطق على اإلطــاق لعقود‬
‫فيما تعشش أنــواع قليلة أخــرى بوتيرة أقــل في بحار‬ ‫عدة‪ )45(.‬هذا‪ ،‬وقد يصل ارتفاع بعض الكثبان الرملية في‬
‫الرمال هذه‪ ،‬على سبيل المثال تتجول أنواع عدة من طيور‬ ‫بعض األماكن‪ ،‬إلى ‪ 250‬م‪ .‬فال عجب إذن أن تكون كثافة‬
‫الق َّبرة الرحالة‪ ،‬منها ُ‬
‫الق َّبرة العربية والحمرة الصبغاء عبر‬ ‫ُ‬ ‫النباتات وتنوعها منخفضين للغاية‪.‬‬
‫الصحارى التي تعمد أحيان ًا إلى بناء أعشاشها‪ ،‬تعشش‬ ‫وعلى الرغم من أن منطقة الربع الخالي تغطي نحو‬
‫طيور القطا مثل القطا المخطط والقطا المرقط والقطا‬ ‫‪ 500,000‬كم‪ - 2‬مساحة بحجم إسبانيا ‪ -‬إال أنه ال يوجد‬
‫المتوج والقطا كستنائي البطن في أطــراف الصحراء‪.‬‬ ‫بها سوى ‪ 37‬نوع ًا فقط من النباتات‪ )46(.‬كما ال يوجد بها‬
‫كما تنتشر البومة الصغيرة على نطاق واسع في شتى‬ ‫أي أشجار‪ ،‬فيما تو ّفر النباتات القليلة المتناثرة هنا وهناك‬
‫ّ‬
‫أنحاء الصحارى الرملية‪ ،‬ولكن ال يمكنها أن تعشش سوى‬ ‫ّ‬
‫الظل‪ ،‬أو مواد التعشيش‪ .‬ومن‬ ‫الحد األدنى من الغذاء‪ ،‬أو‬
‫في األمــاكــن التي توجد بها شقوق مناسبة‪ .‬وبالمثل‪،‬‬ ‫المؤكد أن الطيور التي تعيش في هذه البقعة هي من‬
‫طائر العقاب المذهب يقتصر على التكاثر في النتوءات‬ ‫أكثر الكائنات الحية إثارة لإلعجاب على وجه األرض‪ ،‬وهي‬
‫الصخرية في أطراف صحراء النفود الكبرى‪.‬‬ ‫تستحق التقدير والحماية‪.‬‬
‫عبر التاريخ‪ ،‬نجد أن الحبارى الشرقية كانت من األنواع‬ ‫لقد تبين أن بعض األن ــواع الرائعة حق ًا تتحدى كل‬
‫التي تتكاثر على نطاق واسع داخل المناطق الصحراوية‪،‬‬ ‫الصعاب‪ ،‬ونجحت في التكاثر بشكل منتظم (وإن كان‬

‫بحار رملية (كثبان رملية) هائلة بالقرب من الشيبة في صحراء‬


‫الربع الخالي‪ .‬وحتى هنا‪ ،‬يمكن العثور على الطيور‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪140‬‬
‫بلبل أبيض األذن؛ ُي َع ُّد من أكثر‬ ‫ولكن عقوداً من الصيد الجائر تسببت في هجر هذا الطائر‬
‫شيوعا في السهول الساحلية‬ ‫ً‬ ‫الطيور‬ ‫(‪)47‬‬
‫الشهير للمنطقة‪.‬‬
‫والمناطق المأهولة بالخليج العربي‪.‬‬
‫أي من أنواع الطيور المهاجرة‬
‫وال عجب في عدم ميل ّ‬
‫إل ــى أراضـ ــي الــمــمــلــكــة الــعــربــيــة الــســعــوديــة عــلــى وجــه‬
‫التحديد لقضاء فصل الــشــتــاء فــي هــذه الــمــوائــل ذات‬
‫الغطاء النباتي المحدود‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬يمر عديد‬
‫منها بهذه الصحارى الشاسعة مرتين سنوي ًا‪ ،‬حيث يطير‬
‫معظمها لي ً‬
‫ال وتستريح نهاراً في الشجيرات المتناثرة التي‬
‫توفر مــاذاً ُمنقذاً من الحر القائظ‪ .‬ولقلة عدد األشخاص‬
‫في الربع الخالي‪ ،‬فليس لدينا ســوى سجالت قليلة جداً‬
‫بشأن عدد الطيور التي تهاجر عبر هذه المنطقة المذهلة‪.‬‬
‫وعــلــى الــرغــم مــن ع ــدم وج ــود مــنــاطــق طــيــور مهمة‬
‫مــعــتــرف بــهــا رســمــي ـ ًا داخـ ــل الــمــنــاطــق الــصــحــراويــة في‬
‫المملكة‪ ،‬إال أن هــذه المناطق الشاسعة مــن الكثبان‬
‫الرملية تُ َع ُّد إحدى أهم البراري الطبيعية التي تبقت على‬
‫وجه األرض‪ ،‬ولهذا اقترحت الهيئة السعودية للحياة البرية‬
‫وجــوب اعتبار جزء كبير من صحراء الربع الخالي منطقة‬
‫لحماية التنوع الحيوي‪.‬‬

‫سهول الخليج العربي الساحلية‬


‫استكما ًال لرحلتنا شرق ًا‪ ،‬فإننا سوف نصل إلى السهول‬
‫الساحلية المنخفضة التي تحيط بالخليج العربي وواحة‬
‫أي‬ ‫ً‬
‫كلية عن ّ‬ ‫األحــســاء‪ .‬وفيها‪ ،‬مجموعة الطيور مختلفة‬
‫مكان آخر في المملكة العربية السعودية‪ .‬يوجد سببان‬
‫رئــيــســان لــذلــك؛ الــســبــب األول يتمثل فــي أن السهول‬
‫الرملية الساحلية في ساحل الخليج كانت وال تزال دائم ًا‬
‫مأهولة بالسكان منذ قــرون عــدة‪ ،‬أو ربما آلالف السنين‬
‫فــي بعض مناطقها‪ )48(.‬وقــد أدى هــذا الــوجــود البشري‬
‫ال عن التطور السريع مؤخراً‪ ،‬إلى تحويل‬ ‫طويل األمد‪ ،‬فض ً‬

‫فضي المنقار الهندي؛ يتزايد‬


‫تعداد هذا الطائر في سهول‬
‫الخليج العربي‪.‬‬

‫‪143‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪142‬‬
‫تتألف بحار الرمال‬ ‫جــزء كبير مــن البيئات الطبيعية إلــى طيف متنوع من‬ ‫الرفراف الشائع؛ زائر شتوي‬
‫منتظم إلى سهول الساحل‬
‫(الكثبان الرملية)‬ ‫الموائل المزروعة والمروية والحضرية‪ ،‬فيما خال القليل‬
‫الشرقي‪.‬‬
‫جداً من المناطق البرية‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬نالحظ أن عديداً من‬
‫من بيئات قد تكون‬
‫الطيور التي تتوطن السهول الساحلية هي من «األنواع‬
‫األكثر إثارة ووعورة‬ ‫المتعايشة» التي تحيا في ارتباط وثيق مع البشر‪.‬‬
‫على وجه األرض‪،‬‬ ‫ويتمثل السبب الثاني في أن القرب النسبي لشبه‬

‫لكن الصحراء‬ ‫القارة الهندية سمح ألنــواع الطيور الهندية ‪ -‬الماالوية‬


‫عدلة‪ ،‬خاصة خالل القرن‬
‫الم ّ‬
‫القريبة باستعمار الموائل ُ‬
‫القفراء ليست‬
‫الــمــاضــي مــع ارتــفــاع نسبة تغير الــمــوئــل‪ .‬فعلى سبيل‬
‫ُمقفرة‪ ،‬والربع‬ ‫المثال‪ ،‬يشيع وجود طائر البلبل أبيض األذن بشكل أكبر‬
‫الخالي ليس خالي ًا‪.‬‬ ‫في السهول الشرقية‪ .‬ويُ َع ُّد هذا الطائر المفعم بالحيوية‬
‫شائع ًا في شمال غرب الهند وجنوب إيران والعراق‪ .‬وفي‬
‫الــوقــت الحاضر‪ ،‬لوحظ وج ــوده أيــض ـ ًا‪ ،‬بــأعــداد كبيرة في‬
‫جميع أنحاء المدن والبلدات والمتنزهات والحدائق في‬
‫السهول الشرقية‪ ،‬رغم أنه كان مفقوداً على ما يبدو منذ‬
‫أقل من قرن مضى‪ .‬ويبدو أن طائر فضي المنقار الهندي قد‬
‫مرّ بتوسع مماثل في نطاق وجوده خالل العقود األخيرة‪.‬‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يقوم عدد من أنواع الطيور الهندية‬ ‫(‪)49‬‬

‫‪ -‬الماالوية المذهلة أحيان ًا بزيارة سهول الساحل الشرقي‬

‫طائر األبلق األشهب يستريح‬


‫في صحراء الربع الخالي خالل‬
‫رحلة الهجرة عبر المملكة‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪144‬‬
‫كما تنطوي نُظم الخليج الساحلية المحمية في‬ ‫ساحل الخليج‪ .‬ولسوء الحظ‪ ،‬فقد تغير جزء كبير من الخط‬ ‫عقاب رقطاء كبرى‪ ،‬وهو من‬
‫الطيور المعرضة لالنقراض‬
‫الخليج العربي على مجموعة مــن النظم البيئية ذات‬ ‫الساحلي‪ ،‬إذ غيرت مــشــروعــات االســتــصــاح مــا يزيد على‬
‫ً‬
‫عالميا‪ ،‬يجثم بين األشجار في‬
‫اإلنتاجية العالية‪ ،‬بما فيها الطحالب وم ــروج األعــشــاب‬ ‫‪ %40‬من الشواطئ بشكل جذري‪ )51(.‬كما تمت إزالة جميع‬ ‫منطقة الظهران‪.‬‬
‫البحرية والشعاب المرجانية التي توفر الغذاء والمأوى‬ ‫غابات المانغروف تقريب ًا في القرن الماضي‪ ،‬حيث لم يتبق‬
‫لمجموعة متنوعة من الطيور‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬خالل‬ ‫منها سوى ‪ 4‬كم‪( 2‬في خليج تاروت والخفجي) على طول‬
‫ثالث سنوات فقط (في الفترة من ‪ 1992‬ولغاية ‪ ،)1995‬تم‬ ‫الساحل الشرقي للمملكة‪ )52(.‬وهذه األجمات الصغيرة ‪-‬‬
‫ال من الطيور في محمية الجبيل‬ ‫تسجيل ‪ 275‬نوع ًا مذه ً‬ ‫إن صح التعبير ‪ -‬المتبقية من المانغروف تُ َع ُّد موئل بحث‬
‫وهــي منطقة ساحلية‬ ‫(‪)54‬‬
‫البحرية للحياة البرية وحدها‪،‬‬ ‫عن الغذاء مهم ًا لعشرات اآلالف من الطيور المخوضة‬
‫محمية بالرأسين البريين المجاورين لها (رأس الخير ورأس‬ ‫المهاجرة‪ .‬وال شك في أن فقدان أشجار المانغروف على‬
‫أبوعلي)‪ ،‬وهــذا العدد يُ ِّ‬
‫مثل أكثر من نصف جميع أنــواع‬ ‫ط ــول شــواطــئ الخليج ك ــان لــه أث ــر كبير عــلــى ع ــدد من‬
‫الطيور المسجّ لة في المملكة‪.‬‬ ‫الــطــيــور ال حــصــر لــهــا‪ .‬ولــحــســن الــحــظ‪ ،‬شــهــدت مــحــاوالت‬
‫كذلك يضم هذا الحوض الساحلي أعداداً كبيرة من‬ ‫أرامــكــو السعودية الســتــعــادة غــابــات الــمــانــغــروف بــزراعــة‬
‫أنــواع الطيور المائية والمخوضة المهاجرة والمش ّتية‪،‬‬ ‫ما يزيد على ‪ 2,2‬مليون شتلة من أشجار المانغروف في‬
‫والتي من بينها تعدادات ذات أهمية دولية لما ال يقل عن‬ ‫المناطق الرئيسة على طول الساحل نجاح ًا كبيراً‪ ،‬حيث‬
‫‪ 22‬نوع ًا باإلضافة إلى خمسة أنواع مهددة عالميا‪.‬‬
‫ً (‪)55‬‬
‫تدعم هذه األشجار المزروعة عديد من الطيور المتم ّيزة‪،‬‬
‫يُــذكــر أن جمعية الطيور العالمية اعترفت بأهمية‬ ‫مثل النحام الكبير وأبو ملعقة والعقاب النسارية وغيرها‪.‬‬
‫ساحل الخليج العربي بالنسبة لمجموعة مــن الطيور‬ ‫وعلى الرغم من فقدان أشجار المانغروف على طول‬
‫ص ِّنفت ثــاث مناطق ساحلية‪ ،‬أبــو علي‬
‫فــي العالم‪ ،‬إذ ُ‬ ‫ساحل الخليج العربي‪ ،‬ال تزال البيئة الساحلية توفر عديداً‬
‫وخــلــيــج ت ـ ــاروت وخــلــيــج س ــل ــوى‪ ،‬ضــمــن مــنــاطــق الــطــيــور‬ ‫من مناطق البحث عن الغذاء بالنسبة للطيور المهمة‬
‫تجمعات رائعة من الطيور‬ ‫ّ‬ ‫المهمة‪ ،‬نظراً لما تحويه من‬ ‫للغاية المدعومة إلى حد كبير باإلنتاجية البحرية العالية‬
‫(‪)53‬‬
‫المتكاثرة الرائعة‪.‬‬ ‫لمياه الخليج‪.‬‬ ‫سجِّ لت أنــواع عديدة من الطيور المهاجرة في‬
‫إلى ذلــك‪ُ ،‬‬ ‫خالل موسم عدم التكاثر‪ ،‬مثل الشقراق الهندي والرفراف‬
‫ســهــول الخليج الــعــربــي الساحلية والــشــريــط الساحلي‬ ‫الشائع والبلشون األرجواني‪ ،‬وهي بذلك تستقطب أنظار‬
‫تبحث طيور زقزاق الرمل‬ ‫الــمــجــاور أثــنــاء عــبــورهــا بــيــن مــواطــن تــكــاثــرهــا األوراس ــي ــة‬ ‫والمصورين والشعراء كل على‬
‫ّ‬ ‫مراقبي الطيور المحليين‬
‫الصغير عن الغذاء على طول‬ ‫ومواطن إقامتها خالل فصل الشتاء في أفريقيا‪ ،‬أو شبه‬ ‫ح ٍد سواء‪.‬‬
‫ساحل الخليج العربي‪.‬‬
‫القارة الهندية‪ ،‬أو جنوب شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬توفر المناطق المزروعة والمروية على‬
‫وال ت ــزال بــعــض األنــــواع الــمــهــددة تستخدم سهول‬ ‫طول الشريط الساحلي موائل مواتية للعديد من األنواع‬
‫الخليج العربي الساحلية على الرغم من تغيرها كثيراً‪.‬‬ ‫األوراسية لقضاء فصل الشتاء‪ ،‬مثل الزرزور الشائع‪ ،‬والدرسة‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن العثور على طائر العقاب‬ ‫القمحية‪ ،‬والسمنة المغردة‪ ،‬والحنائي األوروبي‪ ،‬والعصفور‬
‫الــرقــطــاء الــكــبــرى الــمــعــرض لــانــقــراض عالمي ًا فــي هذه‬ ‫اإلسباني‪ ،‬والسمنة سوداء الزور‪ ،‬والذعرة الليمونية‪ .‬إضافة‬
‫السهول خالل فصل الشتاء‪ .‬كما توجد أعداد كبيرة من‬
‫الدخلة البصرية المعرضة أيــضـ ًا لــانــقــراض عالمي ًا في‬ ‫دخلة صخباء؛ يمكن العثور‬
‫على هذا الطائر في عديد من‬
‫الــســهــول الــشــرقــيــة‪ ،‬أثــنــاء مــرورهــا بين مــواطــن تكاثرها‬ ‫األراضي الرطبة على امتداد‬
‫بالقرب من رأس نهري دجلة والــفــرات ومــواطــن إقامتها‬ ‫ساحل الخليج العربي‪.‬‬

‫خالل فصل الشتاء في شرق أفريقيا‪ .‬ولألسف‪ ،‬أصبح من‬


‫النادر حالي ًا رؤية طائر الرخمة المعرض لالنقراض عالمي ًا‬
‫الــذي كــان شائع ًا إلــى حد ما في السهول الشرقية منذ‬
‫‪ 50‬عام ًا‪ ،‬وربما لم يعد يتكاثر هناك‪ .‬واألسوأ من ذلك هو‬
‫أن الصقر الوكري‪ ،‬المهدد بشكل حرج داخل شبه الجزيرة‬
‫العربية‪ ،‬كان يتكاثر فيما مضى على طول هذا الشريط‬
‫الساحلي‪ ،‬ولكنه انقرض ‪ -‬بكل أســف ‪ -‬في المنطقة‬
‫الشرقية في ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬ولم يعد يتكاثر‬
‫(‪)50‬‬
‫سوى في المنطقة الجنوبية الغربية‪.‬‬

‫ساحل الخليج العربي‬


‫لــدى التوغل أكثر نحو الــشــرق‪ ،‬نجد أنفسنا عند الساحل‬
‫الرملي للخليج العربي‪ .‬ومرة أخــرى‪ ،‬نجد تجمعات ألشجار‬
‫ا حيوي ًا للطيور على طول‬ ‫ـد مــوئـ ً‬ ‫المانغروف التي تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬

‫‪147‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪146‬‬
‫يعشش نحو ‪ 10,000‬زوج من الخرشنة بيضاء الخد‬
‫في الجزر البحرية بالخليج العربي‪.‬‬

‫‪149‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪148‬‬
‫توفر أشجار المانغروف في خليج تاروت‬
‫ً‬
‫مهما لنحو‬ ‫ً‬
‫موئال‬ ‫على ساحل الخليج العربي‬
‫‪ 200‬من الطيور المقيمة والمهاجرة‪.‬‬

‫جزيرة كران في الخليج العربي‪.‬‬

‫لسوء الحظ‪ ،‬تغير عدد كبير من الجزر الساحلية تغيراً‬ ‫جزر الخليج العربي‬ ‫نحو ثلث التعداد‬
‫جــذري ـ ًا‪ ،‬وص ــار الكثير منها اآلن يضم حــيــوانــات مفترسة‪،‬‬ ‫هــا قــد وصلنا اآلن إلــى أقصى شــرق المملكة‪ ،‬حيث جزر‬ ‫العالمي من طائر‬
‫كالقطط والــجــرذان والــفــئــران الــتــي ع ـ ً‬
‫ـادة مــا يــكــون لها‬ ‫المملكة شبه االستوائية فــي منطقة الخليج العربي‬
‫الغاق السقطري‬
‫أثــر كبير على تعشيش الطيور البحرية‪ .‬لكن‪ ،‬ولحسن‬ ‫المتأللئ‪ .‬وعلى عكس البحر األحــمــر‪ ،‬هناك عــدد قليل‬
‫الحظ‪ ،‬نجد بأن الجزر البحرية الست في حال جيدة نسبي ًا‪،‬‬ ‫نــســبــيـ ًا م ــن ال ــج ــزر ف ــي غ ــرب الــخــلــيــج الــعــربــي‪ ،‬وتمتلك‬ ‫يتكاثر على أرض‬
‫وهــي تتألف مــن شــواطــئ رملية واســعــة جميلة تحيط‬ ‫المملكة العربية السعودية منها ما يصل إلى ‪ 23‬جزيرة‬ ‫الجزر السعودية‬
‫بها منصات ضحلة وكثيفة من الشعاب المرجانية‪ .‬كما‬ ‫رملية ساحلية وست جزر مرجانية بحرية منخفضة‪.‬‬ ‫في الخليج العربي‪.‬‬
‫يوجد فــي الــجــزر الكبيرة غطاء نباتي كثيف يوفر ظــا ًال‬
‫للطيور البحرية المعششة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬إال أن‬
‫ما ال يقل عن أربع من الجزر البحرية تعاني من أعداد كبيرة‬
‫من الفئران المنزلية التي تم إدخالها‪ ،‬والتي تزعج الطيور‬
‫(‪)56‬‬
‫المعششة ويمكن أن تقتل فراخها‪.‬‬
‫تــجــدر اإلشـ ــارة إل ــى أن ه ــذه الــجــزر الساحلية والبحرية‬
‫توفر موطن ًا مهم ًا للغاية لكل مــن الطيور المعششة‬
‫تتكاثر طيور الدريجة الكبيرة في شرق سيبيريا‪ ،‬حيث يعمد‬ ‫وتُ َع ُّد هذه الجزر من أهم مناطق التكاثر في العالم‬ ‫والــمــهــاجــرة‪ ،‬ويُــوجــد مــا ال يقل عــن ‪ 13‬نــوعـ ًا يعيش فيها‪،‬‬
‫معظم تعدادها إلى قضاء فصل الشتاء حول سواحل‬ ‫لطيور الخرشنة العرفاء الصغيرة مع أكثر من ‪ 25,000‬زوج‬ ‫أي مكان آخر بالمملكة (انظر‬ ‫ثالثة منها نادراً ما تتكاثر في ّ‬
‫أستراليا وجنوب شرق آسيا‪ ،‬غير أن ما يثير االهتمام هو اختيار‬ ‫تعشش سنوي ًا‪ )57(.‬كما تلجأ إليها بانتظام أعــداد كبيرة‬ ‫الجدول ‪ .)1‬في حقيقة األمــر‪ ،‬يتكاثر قرابة ‪ 35,000‬زوج من‬
‫عدد صغير منها قضاء فصل الشتاء في الخليج العربي‪،‬‬ ‫من األنــواع المهاجرة العابرة (خاصة الجواثم) بوصفها‬ ‫ســاالت الغاق السقطري المتوطنة في الجزر الساحلية‬
‫أي على بُعد ‪ 9,000‬كم من مناطق تكاثرها في روسيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫منطقة للتوقف‪ ،‬ال س ّيما في فصل الربيع‪.‬‬ ‫أي ما يعادل نحو ثلث‬ ‫في الخليج (خاصة في خليج سلوى)‪ّ ،‬‬
‫ومن األهمية بمكان هنا اإلشارة إلى أن جمعية الطيور‬ ‫إضافة إلى ذلــك‪ ،‬يقضي ‪ 31‬نوع ًا على األقــل الشتاء‬ ‫التعداد العالمي من هذا النوع المعرض لالنقراض عالمي ًا‪.‬‬
‫العالمية ص ّنفت الجزر المرجانية البحرية الست وخليج‬ ‫بانتظام بحث ًا عن الغذاء في مياه الخليج العربي المنتجة‪،‬‬ ‫عـ ـ ً‬
‫ـاوة عــلــى ذل ــك‪ ،‬تتكاثر أعـ ــداد هــائــلــة مــن الطيور‬
‫َ‬
‫منطقة طيور ٍ مهمة‪ ،‬نظراً للعدد واســع االنتشار‬ ‫سلوى‬ ‫بما في ذلك ‪ 10‬أنواع التي نادراً ما توجد في ّ‬
‫أي مكان آخر‬ ‫البحرية كل عام في الجزر البحرية الست‪ ،‬بما فيها ما يزيد‬ ‫كركر قشري المنقار؛ يبحث هذا‬
‫الطائر عن الغذاء في البحر األحمر‬
‫من الطيور البحرية والمخوضة المتكاثرة والمهاجرة التي‬ ‫ـد الخليج العربي م ــورداً يجذب‬
‫ـعـ ُّ‬
‫من المملكة‪ .‬وهــكــذا‪ ،‬يُـ َ‬ ‫على ‪ 10,000‬زوج من الخرشنة بيضاء الخد و‪ 35,000‬زوج‬
‫والخليج العربي‬
‫تستخدم هذه المناطق الجميلة‪.‬‬ ‫بعض الطيور الرائعة إلى المملكة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫من الخرشنة المقنعة‪.‬‬

‫‪151‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪150‬‬
‫ً‬
‫جنبا إلى البشر آلالف السنين‪ ،‬خاصة في‬ ‫لطالما عاشت الطيور‬
‫المناطق الزراعية‪ ،‬مثل بساتين النخيل القديمة في دومة الجندل‪.‬‬

‫من بين أنواع‬


‫الطيور العشرة‬
‫األكثر تكاثراً داخل‬
‫المملكة‪ ،‬يُوجد‬
‫خمسة منها‬
‫بشكل أساس في‬
‫مدننا وبلداتنا‪.‬‬

‫األهوار‬

‫ما يقدر بنحو ‪ 8,5‬ماليين زوج متكاثر‪ ،‬مع وجــود الغالبية‬ ‫المعدلة‬
‫ّ‬ ‫الطيور في البيئات‬ ‫المناطق الزراعية‬

‫العظمى منها فــي الــمــنــشــآت الــبــشــريــة فــي المناطق‬ ‫تطغى على المشهد الطبيعي في المملكة العربية‬ ‫المناطق الحضرية‬
‫المأهولة‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬يمكننا القول إن ‪ %30‬من جميع‬ ‫السعودية الموائل التي أنشأناها نحن البشر‪ ،‬المدن‬
‫األزواج المتكاثرة فــي المملكة توجد أســاسـ ًا فــي حــدود‬ ‫والــمــزارع واألراضـ ــي الرطبة الــتــي عمدنا إلــى تشييدها‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :2‬المناطق التي تم تعديلها بشكل جذري في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ %1‬من األراضــي التي نشغلها في المناطق السكنية‪،‬‬ ‫وكــمــا هــي الــحــال فــي جــمــيــع أنــحــاء الــعــالــم‪ ،‬ف ــإن هــذه‬
‫وهــذا يعني بأنه إذا أمضى الــنــاس معظم وقتهم في‬ ‫الموائل االصطناعية ‪ -‬في معظمها ‪ -‬تؤثر اآلن بشكل‬
‫المدن والبلدات‪ ،‬فإنهم سيقللون بشكل كبير من تنوع‬ ‫استثنائي في توزيع ووفرة الطيور بالمملكة‪.‬‬
‫الطيور الموجودة في المملكة‪ .‬األنــواع الخمسة األخرى‬

‫المدن والبلدات‬
‫األكثر تكاثراً‪ ،‬تعيش بشكل أساس داخل الصحارى الرملية‬
‫الحصوية التي تغطي مناطق شاسعة من المملكة‪.‬‬
‫يفترض الكثير مــن الــنــاس أن المناطق السكنية تخلو‬
‫عصفور دوري؛ أصبح هذا الطائر‬ ‫مــن الــطــيــور‪ ،‬غير أن هــذا االفــتــراض غير صحيح‪ ،‬إذ يغلب‬
‫ً‬
‫قادرا على العيش إلى جانب‬
‫على المدن والبلدات تضمنها أعــداداً كبيرة من الطيور‬
‫البشر‪ ،‬وهو واحد من أكثر الطيور‬
‫وفرة في المملكة‪.‬‬ ‫الفردية‪ ،‬وإن كانت تنتمي لقلة من األنواع‪ )58(،‬وذلك ألن‬
‫عدداً صغيراً فقط من أنواع الطيور قادر على تحمل اإلزعاج‬
‫المستمر لألشخاص والسيارات‪ ،‬وإيجاد مناطق تعشيش‬
‫مناسبة على المنشآت البشرية أو حولها‪ ،‬واستغالل‬
‫ً‬
‫عادة في الموائل‬ ‫النباتات أو الحيوانات الغريبة الموجودة‬
‫الحضرية‪ .‬وتلك األنواع القليلة القادرة على العيش داخل‬
‫الموائل البشرية تواجه منافسة ضئيلة من األنواع األخرى‪،‬‬
‫إلى جانب عدد قليل من الحيوانات المفترسة‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬
‫وفــرة في مناطق التعشيش االصطناعية‪ ،‬وبقايا طعام‬
‫متناثرة في كل مكان تقريب ًا‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فــإن خمسة مــن بين الطيور العشرة األكثر‬
‫تكاثراً داخل المملكة تعيش بشكل أساس داخل مدننا‬ ‫ً‬
‫حاليا في‬ ‫واق صغير؛ يتكاثر هذا الطائر‬
‫األهوار االصطناعية المنتشرة في مختلف‬
‫وبلداتنا (انظر الجدول ‪ .)2‬وتضم هذه األنواع المتعايشة‬
‫أرجاء المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫الخمسة (الطيور التي تعيش في ارتباط وثيق مع البشر)‬

‫‪153‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪152‬‬
‫تظهر جميع األنواع الغريبة الموجودة داخل المملكة‬ ‫يمام مطوق؛ هذا الطائر أحد‬
‫أنواع الطيور القليلة القادرة على‬
‫بشكل شبه حصري داخل المناطق السكنية (انظر الفصل‬
‫التعايش مع البشر في المدن‬
‫األول‪ ،‬الجدول ‪ .)2‬ولحسن الحظ‪ ،‬لم يصل حتى اآلن إلى‬ ‫والبلدات‪.‬‬
‫هــذه المناطق ســوى طــائــري الماينا الشائعة والــغــراب‬
‫الدوري بأعداد كبيرة في مناطق متعددة‪ .‬فمعظم األنواع‬
‫الغريبة غير ق ــادرة ببساطة على اخــتــراق النظم البيئية‬
‫السليمة (ألن األنواع المحلية غالب ًا ما تمأل معظم المراتع‬
‫البيئية المتوافرة)‪ ،‬وع ـ ً‬
‫ـادة ما تفتقر إلــى سمات التكيف‬
‫الــمــحــددة ال ــازم ــة للتغلب عــلــى األج ـ ــواء الــجــافــة ون ــدرة‬
‫(‪)59‬‬
‫الطعام في النظم البيئية الصحراوية‪.‬‬
‫وعــلــى الــرغــم مــن أن األنـ ــواع المتعايشة والغريبة‬
‫تهيمن تقريب ًا على المناطق السكنية في المملكة (كما‬
‫هي الحال في جميع أنحاء العالم)‪ ،‬إال أن هناك أنواع ًا عدة‬
‫من الطيور المقيمة والمهاجرة الرائعة التي تتوارى داخل‬
‫حدائقنا ومتنزهاتنا الحضرية‪.‬‬
‫ويستطيع الــمــراقــبــون المهتمون مالحظة الطيور‬
‫المحلية‪ ،‬وهي تتكاثر بانتظام في المناطق الحضرية في‬
‫جميع أنحاء المملكة‪ ،‬ومنها السمامة الفاتحة‪ ،‬وخطاف‬
‫(‪)60‬‬
‫الشواهق الباهت‪ ،‬والعوسق‪.‬‬

‫ً‬ ‫الجدول ‪ :2‬الموئل األســاس لعشــرة أنواع من الطيور التي تُ َع ُّد األكثر شـ‬
‫ـيوعا في المملكة العربية الســعودية‪.‬‬

‫الموئل األساس‬ ‫عدد األزواج المتكاثرة بالتقدير ‬ ‫االسم الشائع ‬ ‫ ‬

‫الصحارى الرملية والحصوية‬ ‫‪ 4,500,000‬‬ ‫حمرة صحراوية ‬ ‫ ‬

‫المناطق المأهولة‬ ‫‪ 4,000,000‬‬ ‫عصفور دوري ‬ ‫ ‬

‫الصحارى الرملية والحصوية‬ ‫‪ 4,000,000‬‬ ‫ُق َّبرة متوجة ‬ ‫ ‬


‫ً‬
‫أحيانا‬ ‫تمير وادي النيل؛‬
‫المناطق المأهولة‬ ‫‪ 1,500,000‬‬ ‫يمام مطوق ‬ ‫ ‬
‫يعشش هذا الطائر في‬
‫الحدائق الحضرية المورقة‪.‬‬ ‫المناطق المأهولة‬ ‫‪ 1,500,000‬‬ ‫بلبل أصفر العجز ‬ ‫ ‬
‫الصحارى الرملية والحصوية‬ ‫‪ 900,000‬‬ ‫أبلق أسود الذنب ‬ ‫ ‬

‫المهاجرة فــي الحدائق السكنية‪ ،‬كطيور أبــو قلنسوة‪،‬‬ ‫هذا‪ ،‬ويغلب على كل منطقة إيواء أنواعها المحلية‬ ‫المناطق المأهولة‬ ‫‪ 800,000‬‬ ‫يمام النخيل ‬ ‫ ‬

‫والــهــازجــة الــكــحــاء‪ ،‬وصــائــد ال ــذب ــاب األرق ـ ــط‪ ،‬والــهــدهــد‬ ‫الخاصة التي تعشش في حدائقها الحضرية‪ .‬فمث ً‬
‫ال‪ ،‬في‬ ‫المناطق المأهولة‬ ‫‪ 750,000‬‬ ‫حمام جبلي ‬ ‫ ‬

‫األوراســي‪ ،‬وأبــو الحناء األحمر‪ ،‬والذعرة الصفراء‪ ،‬وغيرها‪،‬‬ ‫المناطق السكنية في الجنوب الغربي‪ ،‬يمكن لمراقبي‬ ‫الصحارى الرملية والحصوية‬ ‫‪ 750,000‬‬ ‫ُق َّبرة مقرنة ‬ ‫ ‬

‫علم ًا أنه تم تسجيل ما يزيد على ‪ 265‬نوع ًا من الطيور في‬ ‫الطيور العثور على عينات رائعة من الزرزور األسود‪ ،‬وتمير‬ ‫الصحارى الرملية والحصوية‬ ‫‪ 700,000‬‬ ‫حمرة صبغاء ‬ ‫ ‬
‫(‪)62‬‬
‫مقر أرامكو السعودية بمنطقة الظهران وحدها‪.‬‬ ‫وادي النيل‪ ،‬وال ــوروار األخضر العربي‪ ،‬والــحــدأة الــســوداء‪،‬‬
‫والعقعق العسيري‪.‬‬ ‫ببغاء هندية مطوقة تتغذى‬
‫وبالمثل‪ ،‬فإن أحد أبسط األماكن لرؤية طائر النساج‬ ‫على األشجار الغريبة في‬
‫حديقة بجدة‪ .‬تكون األنواع‬
‫الــروبــلــي‪ ،‬هــي حــدائــق جــدة الــمــزروعــة جــيــداً‪ ،‬حيث تعكف‬ ‫المدخلة مثل هذا النوع من‬
‫الــذكــور على بناء (ثــم هــدم) أعشاشها المتعددة على‬ ‫الطيور أكثر وفرة في‬
‫ً‬
‫جذريا‬ ‫المعدلة‬
‫ّ‬ ‫الموائل‬
‫شــكــل ج ــرس ف ــي مــحــاولــة لــجــذب اإلن ـ ــاث‪ .‬ف ــي ال ــواق ــع‪،‬‬ ‫كالمدن والبلدات‪.‬‬
‫سجّ لت ضحى الهاشمي ‪ -‬مراقبة الطيور والمصورة‬
‫الطموحة ‪ 87 -‬نوع ًا مختلف ًا من الطيور المذهلة في‬
‫حديقة سكنية واحدة بمنطقة جدة على مدار الـ ‪ 12‬عام ًا‬
‫(‪)61‬‬
‫الماضية‪.‬‬
‫ومثل الجزر بين بحر هائل من الرمال والحصى‪ ،‬يمكن‬
‫خطاف الشواهق الباهت؛‬ ‫للحدائق والمتنزهات الشجرية فــي المناطق الحضرية‬
‫ً‬
‫عادة في‬ ‫يعشش هذا الطائر‬ ‫أن توفر موئ ً‬
‫ال مهم ًا لراحة‪ ،‬وحتى الحصول على الغذاء‪،‬‬
‫المنحدرات والنتوءات الصخرية‪،‬‬
‫لكن يزيد تسجيل تعشيشه على‬ ‫لعديد من األنــواع المهاجرة‪ ،‬ال س ّيما عندما تحتوي تلك‬
‫(أو داخل) المباني‪ ،‬حتى في‬ ‫الحدائق على بعض من النباتات المحلية‪ .‬ففي الظهران‬
‫المناطق الحضرية المزدحمة‪.‬‬
‫على سبيل الــمــثــال‪ ،‬مــن الــمــألــوف الــعــثــور على األن ــواع‬

‫‪155‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪154‬‬
‫حدأة سوداء؛ يشيع وجود هذا‬ ‫ـد الــبــحــث أح ــد أفــضــل الــطــرق‬
‫ـعـ ُّ‬
‫عــلــى نــحــو مــتــصــل‪ ،‬يُـ َ‬ ‫تم تسجيل ما ال يقل عن ‪265‬‬
‫الطائر في المدن والبلدات‬ ‫ً‬
‫نوعا من الطيور في المقر الرئيس‬
‫لرؤية الطيور في البيئات الحضرية‪ ،‬حيث عديد من آكالت‬
‫إلى جنوب غرب المملكة العربية‬ ‫ألرامكو السعودية بمنطقة الظهران‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬ ‫الحشرات الطائرة تبحث عن غذائها بانتظام فوق المدن‬ ‫منها طائر الواق األوراسي‪.‬‬
‫والبلدات‪ ،‬خاصة أثناء موسم الهجرة‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫تستضيف معظم المدن السعودية لفترة وجيزة عــدداً‬
‫ال يُحصى من طيور ال ــوروار األوروب ــي مرتين سنوي ًا أثناء‬
‫هجرتها بين أوروبــا وأفريقيا‪ ،‬وتحط هذه الطيور الملونة‬
‫على األشجار الكبيرة‪ ،‬أو خطوط الكهرباء بين طلعاتها‬
‫الجوية بحث ًا عن الغذاء‪.‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬تتغذى أسراب من طيور السمامة الشائعة‪،‬‬
‫والخطاف الرملي‪ ،‬والسنونو الشائع‪ ،‬والخطاف العجز‬
‫المهاجرة‪ ،‬بشكل منتظم على الحشرات الطائرة التي‬
‫تحوم فوق المناطق المبنية‪.‬‬
‫وحتى صقور الشاهين‪ ،‬شوهدت خالل أشهر الشتاء‬
‫تُــحـ ّلــق فــوق المباني الشاهقة فــي الــظــهــران بحث ًا عن‬
‫الحمام واليمام الحضري‪ .‬فبعد معاناة هــذا الــنــوع من‬
‫االنقراض العالمي في سبعينيات القرن الماضي بسبب‬
‫االستخدام العالمي لمبيد الحشرات ثنائي كلورو ثنائي‬
‫مقيم ًا‪ ،‬أو مهاجراً في كل حديقة‪ ،‬أو متنزه تقريب ًا كجوهرة‬ ‫فينيل ثالثي كــلــورو اإليــثــان (‪ ،)DDT‬تعافى بما يكفي‬
‫ثمينة مدفونة بين الــرمــال‪ .‬وبالطبع‪ ،‬فــإن أفضل مكان‬ ‫حتى أصبح يتكاثر ضمن المباني المرتفعة فــي أوروبــا‬
‫لرؤية ما ال يقل عن ‪( 43‬أو ‪ )%11‬من األنواع الـ ‪ 401‬المسجّ لة‬ ‫وأميركا الشمالية‪ )63(،‬ومن شأنه أن يتكاثر ذات يوم في‬
‫بانتظام في المملكة هو داخل مناطقنا السكنية‪ .‬وما‬ ‫مدن وبلدات المملكة‪ )64(.‬باختصار‪ ،‬يمكننا القول إنه في‬
‫من شك في أن هــذا الرقم سيرتفع إذا عمدنا إلــى زراعــة‬ ‫الوقت الذي قد تكتظ فيه مناطقنا السكنية بمجموعة‬
‫المزيد من النباتات واألشجار المحلية في بيئاتنا الحضرية‪.‬‬ ‫مــن األن ــواع المتعايشة مــن الــطــيــور‪ ،‬فإننا سنجد طــائــراً‬

‫تمر طيور الوروار األوروبي‬


‫المهاجرة فوق المدن والبلدات‬
‫ً‬
‫مؤقتا للجثوم‬ ‫بانتظام‪ ،‬وتتوقف‬
‫على األشجار الكبيرة في‬
‫الضواحي‪.‬‬

‫‪157‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪156‬‬
‫أبو حناء أحمر يستكشف حديقة‬
‫منزلية في جدة‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪158‬‬
‫درسة قمحية؛ أصبح هذا النوع من‬ ‫زوج متكاثر مــن الـ ُ‬
‫ـق ـ َّبــرة المتوجة فــي حقل واح ــد مــروي‬ ‫الطيور ووفرتها‪ ،‬خاصة مع استخدام نُظم الري المركزية‬
‫الطيور يتكاثر في المناطق الزراعية داخل‬
‫وهو‬ ‫(‪)66‬‬
‫محوري بمساحة ‪ 2,200‬هكتار بالقرب من الخرج‪،‬‬ ‫المحورية‪ .‬وباستخدام صور األقمار االصطناعية وتحليل‬
‫المنطقة الشرقية بعد أن كانت من‬
‫األنواع الزائرة في فصل الشتاء فقط‪.‬‬ ‫ما يزيد بشكل واضح عن الكثافة الطبيعية للطيور في‬ ‫نُــظــم المعلومات الجغرافية‪ ،‬تبين بــأن نحو ‪211,000‬‬
‫الصحارى بالمنطقة الوسطى في المملكة‪ .‬كما يشيع‬ ‫كم‪ 2‬مــن الــمــوائــل الــصــحــراويــة الــرمــلــيــة المسطحة تم‬
‫ُ‬
‫والق َّبرة الصبيعاء الكبيرة‬ ‫تسجيل طيور ُ‬
‫الق َّبرة الصحراوية‬ ‫أراض منتجة للمحاصيل‪ ،‬ال س ّيما األعــاف‬ ‫ٍ‬ ‫تحويلها إلــى‬
‫(‪)67‬‬
‫تتغذى على القمح والقش بأعداد كبيرة‪.‬‬ ‫(الــبــرســيــم ونــبــاتــات ال ـ ــرودس)‪ ،‬والــحــبــوب (الــقــمــح وال ــذرة‬
‫(‪)65‬‬
‫جــديــر بــالــذكــر أن ال ــزراع ــة لــم تــؤثــر فــي وفـــرة الطيور‬ ‫بعبارة‬ ‫والشعير)‪ ،‬والخضراوات (البطاطس والبصل)‪.‬‬
‫بالمملكة فحسب‪ ،‬بــل أثــرت أيــضـ ًا فــي تــوزيــع عديد من‬ ‫أخــرى‪ ،‬فإن السهول الرملية الشاسعة التي كانت تضم‬
‫أنــواعــهــا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬سمح انتشار زراع ــة القمح‬ ‫في السابق عشرات األنواع من النباتات المحلية أصبحت‬
‫لليمام طويل الذيل وأبــو الحناء األســود بتوسيع نطاق‬ ‫تحتوي اآلن على زراعات أحادية لمحاصيل غريبة‪ ،‬يمكنها‬
‫تكاثرها المحلي الصغير نسبي ًا فــي الــغــرب حتى صار‬ ‫أن تدعم مجموعة محدودة نسبي ًا من الال فقاريات التي‬
‫يغطي جزءاً كبيراً من المملكة‪ )68(.‬كذلك‪ ،‬سمح ظهور‬ ‫بــدورهــا ال يمكن أن تدعم ســوى مجموعة مــحــدودة من‬
‫األراضـ ــي الــزراعــيــة الكثيفة والــمــرويــة ألنـــواع عــديــدة من‬ ‫الطيور‪ .‬وبالنسبة للغالبية العظمى مــن الطيور في‬
‫تجمعات لها والتوطن داخــل المملكة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الطيور بإنشاء‬ ‫المملكة‪ ،‬فإن هذه الحقول الكبرى الجديدة غير صالحة‬
‫ّ‬
‫شكلت زراعــة الفاكهة على نطاق‬ ‫على سبيل المثال‪،‬‬ ‫لها‪ .‬فمعظم الطيور غير قادرة على البحث عن الغذاء‪ ،‬أو‬
‫واســع منذ الثمانينيات موائل جديدة تمام ًا في شمال‬ ‫التعشيش‪ ،‬أو االستراحة فيها‪ .‬وبالتالي‪ ،‬أدى انتشار الزراعة‬ ‫يشيع وجود بومة األشجار‬
‫األوروبية في حدائق الضواحي‬
‫ووسط المملكة‪ ،‬وأفــادت بشكل خاص في انتشار طائر‬ ‫إلــى االستئصال الفعلي لمعظم الطيور الصحراوية‬ ‫عند الهجرة‪ ،‬ولكن سلوكها الليلي‬
‫الشمالية والــوســطــى‪ .‬وينطبق األم ــر ذات ــه على طيور‬ ‫الحسون الصحراوي‪ .‬فبدأت هذه الطيور بديعة الزخارف‬ ‫المقيمة في ‪ %10‬من مساحة المملكة‪.‬‬ ‫ً‬
‫نادرا‬ ‫التمويهي الرائع يضمن أنها‬
‫ما تُ الحظ‪.‬‬
‫الدرسة القمحية التي تُ َع ُّد زائراً شتوي ًا إلى المملكة‪ ،‬غير‬ ‫ذات األجــنــحــة ال ــوردي ــة الجميلة بالتكاثر فــي المملكة‬ ‫وبالنسبة لتلك األنواع القليلة التي يمكنها استغالل‬
‫أن تعداداً متكاثراً صغيراً (ربما ‪ 1,000‬زوج متكاثر) قد ظهر‬ ‫اآلن يوجد نحو‬ ‫(‪)69‬‬
‫للمرة األول ــى فــي بساتين الفاكهة‪.‬‬ ‫األراضي المنتجة للمحاصيل‪ ،‬تُ ِّ‬
‫مثل هذه المحاصيل عالية‬
‫مؤخراً في المناطق الزراعية داخل المنطقة الشرقية‪ ،‬ومن‬ ‫‪ 65,000‬زوج متكاثر في المزارع المنتشرة في المنطقتين‬ ‫الكثافة مــصــدراً هــائـ ً‬
‫ا للطاقة‪ .‬وتشبه األراض ــي الزراعية‬ ‫البيئات الزراعية‬ ‫يمكن لألراضي الزراعية‬
‫المدن في هذا المنحى‪ ،‬حيث يمكنها دعم أعداد كبيرة‬ ‫بدأت الزراعة المكثفة بالمملكة العربية السعودية على‬ ‫دعم أعداد كبيرة من الطيور‬
‫مــن الطيور الفردية ضمن نطاق ضيق مــن األن ــواع‪ .‬في‬ ‫نطاق واسع في خمسينيات القرن الماضي‪ ،‬لتشهد تزايداً‬
‫يمكن العثور على البومة البيضاء في‬ ‫الفردية ضمن مجموعة‬
‫القرى ذات البيئات الزراعية المحيطة‪.‬‬ ‫الواقع‪ ،‬يمكن آلالف الطيور من فصيلة واحدة النزول إلى‬ ‫مطرداً في السبعينيات والثمانينيات‪ .‬فقد كان للتنمية‬
‫صغيرة من األنواع‪.‬‬
‫قدر بنحو ‪16,000‬‬
‫سجِّ ل ما يُ َّ‬
‫أي مزرعة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫في هذا القطاع خالل العقود األخيرة أثر كبير على توزيع‬

‫يتبرد‬
‫ّ‬ ‫أحد طيور ُ‬
‫الق َّبرة الصحراوية‬
‫من الحرارة في حقل مروي‪.‬‬

‫‪161‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪160‬‬


‫واق أبيض صغير؛ أصبح هذا الطائر يتكاثر في‬
‫األراضي الرطبة االصطناعية بمدينة الرياض‪.‬‬

‫‪163‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪162‬‬
‫شجع انتشار األراضي الرطبة‬ ‫من الذعرة الصفراء‪ ،‬و‪ 1,200‬طائر من الجشنة حمراء الزور‪،‬‬ ‫المحتمل أن يــزداد هــذا العدد تدريجي ًا مع استمرارها في‬
‫االصطناعية في العقود األخيرة‬
‫ً‬
‫ال عن ‪25,000‬‬ ‫في حقل واحد أثناء موسم الهجرة‪ )71(،‬فض ً‬ ‫(‪)70‬‬
‫توطن األراضي الزراعية المواتية‪.‬‬
‫أنواعا عديدة من الطيور المهاجرة‬
‫على التكاثر واإلقامة في‬ ‫من الــزوراء الصغيرة المهاجرة شوهدت في إحــدى مزارع‬ ‫مــن ناحية أخ ــرى‪ ،‬تستخدم أع ــداد كبيرة مــن األن ــواع‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫(‪)72‬‬
‫الفاكهة صباح أحد أيام فصل الربيع‪.‬‬ ‫الــمــهــاجــرة أيــض ـ ًا‪ ،‬الــحــقــول الــمــحــوريــة الــمــركــزيــة‪ ،‬لكون‬
‫عـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬يعتمد عــدد مــن الطيور المهددة‬ ‫ً‬
‫عادة ما تكون مليئة بالالفقاريات‪،‬‬ ‫محاصيل مثل البرسيم‬
‫بشكل كبير على الموائل الزراعية للنجاة‪ ،‬على سبيل‬ ‫خاصة اليرقات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون‬
‫المثال يقضي القطقاط التجمعي المهدد باالنقراض‬ ‫المشبعة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهي مصدر مثالي للطاقة لهذا‬
‫بشكل ح ــرج‪ ،‬فــصــل الــشــتــاء كــل ع ــام فــي حــقــول الــري‬ ‫النوع من الطيور‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم تسجيل نحو‬
‫المركزية المحورية بالقرب من منطقة حرض‪ ،‬حيث تمت‬ ‫‪ 30‬من طيور مرزة أبوشودة المهاجرة في مزرعة محورية‬
‫مشاهدة مجموعة مما يقرب من ‪ 10‬طيور بانتظام خالل‬ ‫واحــدة بالمنطقة الوسطى‪ ،‬وذلــك في شهر أبريل‪ .‬في‬
‫السنوات القليلة الماضية‪.‬‬ ‫حين تم تسجيل أســراب تضم ما يزيد على ‪ 1,000‬طائر‬

‫لكونها تميل إلى أن تكون محاطة بنباتات غير محل ّية‬ ‫األراضي الرطبة االصطناعية‬
‫شذبة بعناية‪ ،‬وتحتوي بشكل عــام على القليل من‬ ‫ُم ّ‬ ‫ـد‬ ‫كما هــي الــحــال فــي معظم ال ــدول حــول الــعــالــم‪ ،‬تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬
‫القصب‪.‬‬ ‫األراض ــي الرطبة االصطناعية من أفضل موائل الطيور‬
‫وعــنــد األخـ ــذ بــاالعــتــبــار الــجــفــاف الــشــديــد الـ ــذي يميز‬ ‫في المملكة‪ ،‬وذلك ألن معظم مصارف المياه المعالجة‬
‫مــعــظــم مــنــاطــق الــمــمــلــكــة‪ ،‬فــلــيــس م ــن الــمــســتــغــرب‬ ‫وبرك المياه العادمة غنية بالمواد المغذية بشكل كبير‪،‬‬
‫سمح ظهور األراضي‬ ‫أن تــكــون األراضـ ــي الــرطــبــة االصــطــنــاعــيــة مــنــاطــق جــذب‬ ‫وبــالــتــالــي قـ ــادرة عــلــى دع ــم أحـ ــواض الــقــصــب الكثيفة‬

‫الرطبة االصطناعية‬ ‫تستقطب الطيور بشكل خــاص‪ .‬وفــي واقــع األم ــر‪ ،‬تُ َع ُّد‬ ‫(غالب ًا ما تكون محاطة باألشجار والشجيرات)‪ ،‬جنب ًا إلى‬
‫المملكة العربية الــســعــوديــة إلــى حــد كبير خالية من‬ ‫مجتمعات مليئة بــالــا فــقــاريــات والــبــرمــائــيــات والــزواحــف‬
‫على مدى السنوات‬
‫األنهار الطبيعية الدائمة‪ ،‬وما كان فيما مضى أكبر مصدر‬ ‫والثدييات الصغيرة‪ ،‬وحتى األسماك في بعض األحيان‪.‬‬
‫الخمسين الماضية‬ ‫طبيعي للمياه العذبة في المملكة‪ ،‬بحيرات ليلى وسط‬ ‫وعلى هذا النحو‪ ،‬توفر األراضي الرطبة االصطناعية قاعدة‬
‫ألنواع عديدة من‬ ‫(‪)74‬‬ ‫المملكة‪ ،‬قد ّ‬
‫جفت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي‪.‬‬ ‫فــرائــس متنوعة لمجموعة كبيرة مــن الــطــيــور‪ .‬وإضــافــة‬

‫الطيور المهاجرة‬ ‫وعلى الرغم من وجود عدد قليل جداً من األراضي الرطبة‬ ‫إلى ما سبق‪ ،‬توفر أحواض القصب الكثيفة في األراضي‬ ‫هدهد أوراسي؛ يعشش‬
‫ً‬
‫أحيانا في مناطق‬ ‫هذا الطائر‬
‫الطبيعية المتبقية فــي المملكة‪ ،‬إال أن عــدد األراض ــي‬ ‫غطاء رائع ًا‪ ،‬حيث تستطيع الطيور‬
‫ً‬ ‫الرطبة االصطناعية‬
‫بتأسيس تعدادات‬ ‫الضواحي في جميع أنحاء‬
‫الرطبة االصطناعية ارتفع بشكل ُمطرد منذ إنشاء أول‬ ‫التعشيش‪ ،‬أو الــجــثــوم‪ .‬وعــلــى النقيض مــن ذل ــك‪ ،‬فإن‬ ‫المملكة‪ ،‬ويظهر في هذه‬
‫متكاثرة داخل‬ ‫شبكة لمعالجة مياه الصرف الصحي‪ ،‬في أواخر ستينيات‬ ‫معظم بــرك الزينة فــي الــمــدن والــبــلــدات تــدعــم عموم ًا‬ ‫الصورة زوج يعشش في منزل‬
‫موجود بمنطقة الظهران‪.‬‬
‫المملكة‪.‬‬ ‫القرن الماضي‪ .‬أمــا اآلن‪ ،‬فقد أصبحت هناك أرض رطبة‬ ‫عدداً قلي ً‬
‫ال جداً من الطيور البرية‪ ،‬ويُعزى ذلك في األساس‬

‫‪165‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪164‬‬
‫يمكن العثور على أعداد كبيرة من‬
‫الجشنة حمراء الزور في الحقول الزراعية‬
‫في وسط المملكة خالل موسم الهجرة‪.‬‬

‫‪167‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪166‬‬
‫من األنــواع الزائرة في فصل الشتاء‪ ،‬أو األنــواع المهاجرة‬ ‫اصطناعية بالقرب من كل بلدة أو مدينة كبيرة‪ ،‬مع وجود‬ ‫ً‬
‫عابرا‬ ‫ً‬
‫مهاجرا‬ ‫كان أبو المغازل‬
‫للمملكة‪ ،‬غير أنه يوجد اآلن‬
‫عبر المملكة‪ ،‬حتى تمكنت هــذه الــطــيــور مــن تأسيس‬ ‫أراض رطبة خاصة في كل من بقيق‪ ،‬وبريدة‪ ،‬والظهران‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫نحو ‪ 1,500‬زوج منه تعيش في‬
‫أعداد كبيرة من األزواج المقيمة المتكاثرة بفضل األراضي‬ ‫والجبيل‪ ،‬ومكة المكرمة‪ ،‬والرياض‪ ،‬وسكاكا‪ ،‬وتبوك‪.‬‬ ‫سنويا في‬‫ً‬ ‫المملكة ويتكاثر‬
‫األراضي الرطبة االصطناعية‪.‬‬
‫الرطبة االصطناعية‪ .‬ربما يتكاثر اآلن نحو ‪ 24‬نوع ًا من أنواع‬ ‫إضــافــة إلــى مــا ســبــق‪ ،‬سمح ظــهــور األراضـ ــي الرطبة‬
‫الطيور المهاجرة العابرة سابق ًا في المملكة بفضل إدخال‬ ‫االصطناعية على مــدى الــســنــوات الخمسين الماضية‬
‫األراضي الرطبة االصطناعية (انظر الجدول ‪ )3‬التي تضم‬ ‫لعديد مــن أن ــواع الطيور الــتــي كــانــت مهاجرة بتكوين‬
‫تــعــداداً ضئي ً‬
‫ال مــن الدخلة البصرية المعرضة لالنقراض‬ ‫تعدادات متكاثرة داخل المملكة (انظر الجدول ‪ .)3‬فعلى‬
‫عالمي ًا‪ .‬ومن المحتمل جداً أن تزداد التعدادات المتكاثرة‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬قبل ستينيات القرن الماضي‪ ،‬عادة ما يعبر‬
‫لعديد من هذه األنواع مع استمرارها في استيطان األراضي‬ ‫طائر الواق الصغير المملكة في طريق هجرته بين مناطق‬
‫الرطبة التي ش ّيدتها المملكة‪.‬‬ ‫جنوب أفريقيا التي يقضي فيها فصل الشتاء ومناطق‬
‫يُذكر أن اإلنتاجية العالية لألراضي الرطبة االصطناعية‬ ‫تكاثره في آسيا الوسطى‪.‬‬
‫كاف لدعم العشرات من‬
‫ٍ‬ ‫ومغذي ًا بشكل‬ ‫توفر موئ ً‬
‫ال غني ًا ُ‬ ‫لكن ســرعــان مــا ب ــدأت أزواج الــطــيــور فــي البحث عن‬
‫الطيور المتكاثرة‪ ،‬وليس فقط تلك التي تفضل األراضي‬ ‫موائل تعشيش مناسبة حول األراضي الرطبة االصطناعية‬
‫سجِّ ل ما ال يقل عن ‪ 89‬نوع ًا‬
‫الرطبة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ُ ،‬‬ ‫الجديدة في المملكة‪ .‬و ِع َوض ًا عن الهجرة للتكاثر في آسيا‬
‫من الطيور المتكاثرة داخل مجرى مياه الصرف المعالجة‬ ‫الوسطى‪ ،‬أصبحت بعض األزواج من األنواع المقيمة في‬
‫ال ــذي يمتد بــطــول ‪ 60‬كــم‪ ،‬ويُــعــرف بــاســم نهر الــريــاض‬ ‫المملكة على مــدار الــعــام‪ .‬إضافة إلــى ذلــك‪ ،‬واصــل هذا‬
‫(مجرى وادي الحائر)‪ .‬ويعني ذلك بأن ‪ %41‬من جميع‬
‫(‪)75‬‬
‫قدر اآلن بنحو ‪ 400‬زوج‬
‫التعداد المتكاثر نموه حتى أصبح يُ ّ‬
‫األنــواع المتكاثرة في المملكة والبالغ عددها ‪ 219‬نوع ًا‬ ‫يعيش ويتكاثر في المملكة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬كان كل من طيور‬
‫سجّ ل تكاثرها في أرض رطبة اصطناعية‪ ،‬تمتد ضمن‬
‫قد ُ‬ ‫الغطاس الصغير (‪ 1,000‬زوج) وأبــو المغازل (‪ 1,500‬زوج)‬
‫ّ‬
‫عاصمة المملكة‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫ودجاجة الماء (‪ 3,000‬زوج) والدخلة األوراسية (‪ 3,900‬زوج)‬

‫الجــد ول ‪ :3‬أنــواع الطيــور المهاجــرة التــي أصبحت تتكاثر في المملكة بســبب وجود األراضي الرطبة االصطناعية‬

‫أفضل األماكن لمراقبتها‬ ‫عدد األزواج المتكاثرة بالتقدير ‬ ‫االسم الشائع ‬ ‫ ‬

‫نهر الرياض (مجرى وادي الحائر)‬ ‫‪ 3,900‬‬ ‫دخلة أوراسية ‬ ‫ ‬

‫نهر الرياض (مجرى وادي الحائر)‬ ‫‪ 3,000‬‬ ‫دجاجة الماء ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة بالمنطقة الشرقية‬ ‫‪ 2,000‬‬ ‫دخلة صخباء ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة واسعة االنتشار‬ ‫‪ 1,500‬‬ ‫أبو المغازل ‬ ‫ ‬

‫بحيرات األحساء‬ ‫‪ 1,000‬‬ ‫ّ‬


‫غطاس صغير ‬ ‫ ‬

‫بحيرات األحساء‬ ‫‪ 400‬‬ ‫واق صغير ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة بالمنطقة الشرقية‬ ‫‪ 200‬‬ ‫غراء أوراسية ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 200‬‬ ‫خرشنة صغيرة ‬ ‫ ‬

‫نهر الرياض (مجرى وادي الحائر)‬ ‫‪ 200‬‬ ‫خضاري ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 200‬‬ ‫نكات أبقع ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة بالمنطقة الشرقية‬ ‫‪ 170‬‬ ‫دخلة كبيرة ‬ ‫ ‬

‫بحيرات األحساء‬ ‫‪ 160‬‬ ‫ حمراوي أبيض العين ‬

‫األراضي الرطبة واسعة االنتشار‬ ‫‪ 80‬‬ ‫بلشون أرجوان ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة بالمنطقة الشرقية‬ ‫‪ 80‬‬ ‫مرعة الماء ‬ ‫ ‬

‫نهر الرياض (مجرى وادي الحائر)‬ ‫‪ 50‬‬ ‫بلشون ليل أرأس ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 35‬‬ ‫فرفر أرجواني ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 30‬‬ ‫مرعة صغيرة ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة بالمنطقة الشرقية‬ ‫‪ 20‬‬ ‫واق أبيض صغير ‬ ‫ ‬

‫نهر الرياض (مجرى وادي الحائر)‬ ‫‪ 8‬‬ ‫دخلة بصرية ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 8‬‬ ‫ذعرة صفراء ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 5‬‬ ‫سلوى ‬ ‫ ‬

‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪ 3‬‬ ‫يسر مطوق ‬ ‫ ‬

‫األراضي الرطبة بالمنطقة الشرقية‬ ‫‪ 3‬‬ ‫أبو مجرف ‬ ‫ ‬

‫بحيرات األحساء‬ ‫‪ 3‬‬ ‫بط أبو فروة ‬ ‫ ‬

‫نهر الرياض (مجرى وادي الحائر)‬ ‫‪ 3‬‬ ‫رفراف أصدر ‬ ‫ ‬

‫‪169‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪168‬‬
‫الطيور المتكاثرة تنوع ًا في المملكة‪ .‬وثمة أعــداد كبيرة‬ ‫كما توفر األراضــي الرطبة االصطناعية في المملكة‬
‫مــن طــيــور اللقلق األبــيــض الــغــربــي‪ ،‬والــكــركــي الــشــائــع‪،‬‬ ‫موائل ال غنى عنها لعشرات األنواع من الطيور المهاجرة‬
‫وأب ــو منجل ال ــام ــع‪ ،‬وأب ــو ق ـ ــردان‪ ،‬تجثم فــي ســد ملكي‬ ‫التي تبحث عن الغذاء والماء والمأوى‪ .‬وتُ َع ُّد شبكة بحيرة‬
‫بطريق هجرتها‪ ،‬فيما يقضي اللقلق األسود‪ ،‬وأبو ملعقة‪،‬‬ ‫األحساء داخل األراضي المنخفضة الساحلية في الخليج‬
‫(‪)77‬‬
‫والبقويقة سوداء الذيل‪ ،‬فصل الشتاء هناك بانتظام‪.‬‬ ‫العربي إحــدى األراضــي الرطبة ذات األهمية الخاصة في‬
‫وال نبالغ فــي حديثنا عــن بيان تأثير األراض ــي الرطبة‬ ‫المملكة‪ ،‬حيث أدى الصرف السطحي من واحة األحساء‬
‫ـمــدارة جــيــداً على الطيور ومراقبيها في‬
‫االصطناعية الـ ُ‬ ‫الهائلة إلــى جانب مياه الصرف الصحي المعالجة من‬
‫المملكة‪ ،‬إذ تعتبر أفضل مكان لرؤية ‪ )%23( 92‬نوع ًا من‬ ‫الــهــفــوف وبقيق والــبــلــدات الــمــجــاورة إلــى تشكيل نحو‬
‫الطيور المنتظمة في المملكة البالغ عددها ‪ 401‬نوع ًا‪،‬‬ ‫‪ 7,500‬هكتار من األراضــي الرطبة‪ .‬وهناك تحيط أحواض‬
‫منها نوعان مهددان (الدخلة البصرية المهددة والعقاب‬ ‫كــبــيــرة وكــثــيــفــة مــن الــقــصــب وســهــول رمــلــيــة حصوية‬
‫الرقطاء الكبرى المعرض لالنقراض)‪ ،‬وأربعة أنواع قريبة‬ ‫وكثبان رملية مخضرة بعديد من برك المياه‪ ،‬ما يوفر بيئة‬
‫من التهدد (الحمراوي أبيض العين‪ ،‬والبقويقة ســوداء‬ ‫غنية للطيور‪ .‬وبالتالي تستخدم أعداد كبيرة من الطيور‬
‫الــذيــل‪ ،‬والشنقب الكبير‪ ،‬واليسر األجــنــح)‪ .‬وقــد ص َّنفت‬ ‫المائية المشتية والــمــهــاجــرة هــذا الــمــوقــع ســنــويـ ًا‪ ،‬بما‬
‫جمعية الــطــيــور العالمية ســبــعـ ًا مــن األراضـ ــي الرطبة‬ ‫فيها أنــواع عديدة من طيور البلشون والبط والكركي‬
‫(‪)76‬‬
‫االصطناعية في المملكة ضمن مناطق الطيور المهمة‬ ‫وعلى‬ ‫واألنـ ــواع المخوضة الــتــي يبلغ عــددهــا اآلالف‪.‬‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬منها خمس شبكات لمياه الصرف‬ ‫الرغم من قلة المسوح االستقصائية المكثفة‪ ،‬إال أنه من‬
‫الصحي المعالجة‪ ،‬وسد واحد‪ ،‬وخزان ‪ /‬مستنقع واحد‪.‬‬ ‫المحتمل تسجيل مشاهدة نحو ‪ 200‬نوع من الطيور في‬
‫بحيرات األحساء‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫من جهة أخــرى‪ ،‬تُ َع ُّد السدود والخزانات الكبيرة أيض ًا‪،‬‬
‫من مواقع الجذب المهمة للطيور‪ ،‬بما في ذلك السدود‬
‫تــؤكــد ه ــذه الــجــولــة بــيــن ربـــوع الــبــيــئــات الطبيعية في‬ ‫القريبة من الجوف وأبها ومالكي (في جازان)‪ .‬من األهمية‬
‫المملكة العربية السعودية على التنوع المذهل للنظم‬ ‫بمكان هنا اإلشارة وبشكل خاص إلى سد مالكي الواقع‬
‫البيئية فيها‪ ،‬وما يقابله من تنوع هائل في طيورها‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫غذي السد الذي تُ َّ‬
‫قدر مساحته‬ ‫على حافة سفوح عسير‪ ،‬إذ يُ ّ‬
‫كما يشير الفصل األول‪ ،‬فــإن هــذه البيئات الطبيعية‬ ‫بنحو ‪ 10‬كم‪ ،2‬أربــعــة وديـ ــان رئــيــســة‪ ،‬ويــتــاخــم مجموعة‬
‫والطيور التي تعتمد عليها هي عرضة لتهديد مستمر‬ ‫متنوعة مــن مناطق المستنقعات وبــرك المياه العذبة‬
‫معدلة‪ .‬ومن ثم فقد‬
‫ّ‬ ‫الستبدالها المطرد بموائل بشرية‬ ‫التي يتخللها مزيج من األشجار المحلية وغير المحلية‪ .‬وهذه‬
‫أصبحت حماية البيئات الطبيعية الخالبة التي تتم ّيز بها‬ ‫المنطقة بمثابة الجنة لمراقبي الطيور‪ ،‬إذ تم تسجيل ما ال‬
‫المملكة وإعادتها إلــى سابق مجدها أمــراً الزم ـ ًا الستمرار‬ ‫يقل عن ‪ 287‬نوع ًا (‪ %70‬من الطيور الموجودة بانتظام‬
‫الطيور بشكل خاص والتنوع الحيوي على وجه العموم‪.‬‬ ‫في المملكة)‪ ،‬بما في ذلــك واحــدة من أكثر مجموعات‬

‫سرب من طيور أبو قردان تجثم‬


‫فوق نظام ري محوري‪ .‬لقد أدى‬
‫انتشار الزراعة في العقود األخيرة‬
‫إلى تغير توزيع ووفرة الطيور‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫على نحو كبير‪.‬‬

‫حميراء سوداء في منطقة جبل آجا‬


‫شمال حائل‪ ،‬حيث تُ َع ُّد ضمن المناطق‬
‫الـ ‪ 39‬في الممكلة التي تم تحديدها‬
‫مناطق مهمة للطيور والتنوع الحيوي‪.‬‬

‫‪171‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪170‬‬
‫مناطق الطيور والتنوع الحيوي المهمة في المملكة العربية السعودية‬
‫أواخر سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬عكفت جمعية الطيور العالمية وشركاؤها على تحديد األماكن ذات األهمية الكبرى لحماية الطيور حول‬
‫ً‬
‫دوليا (انظر الخريطة أدناه)‪.‬‬ ‫العالم‪ .‬وفي المملكة العربية السعودية‪ ،‬ثمة ‪ 39‬منطقة مهمة للطيور والتنوع الحيوي (‪ )IBAs‬معترف بها‬

‫معيار جمعية الطيور العالمية‬ ‫منطقة مهمة للطيور والتنوع الحيوي‬ ‫رقم المنطقة‬

‫‪B3 ،B1a ،A4a‬‬ ‫أبو علي‬ ‫‪8‬‬

‫‪B2 ،B1a ،A1‬‬ ‫الحائر‬ ‫‪14‬‬

‫‪B3 ،B2 ،A3‬‬ ‫الحبرو العربي‬ ‫‪28‬‬

‫‪B2 ،B1a ،A4c‬‬ ‫بحيرات األحساء‬ ‫‪12‬‬

‫‪B3 ،B2 ،A1‬‬ ‫ضفة الوجه‬ ‫‪11‬‬

‫‪B3 ،B2 ،A1‬‬ ‫الطويق‬ ‫‪3‬‬

‫‪B1a‬‬ ‫مستنقعات دومة الجندل‬ ‫‪2‬‬

‫‪B2، B3 ،B1b ،B1a ،A4a ،A1‬‬ ‫جزر َف َرسان‬ ‫‪38‬‬

‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A4c ،A4a ،A1‬‬ ‫جزر المرجان في الخليج العربي‬ ‫‪7‬‬

‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A4c ،A4a ،A1‬‬ ‫خليج سلوى‬ ‫‪13‬‬

‫‪B3 ،B2 ،A3 ،A1‬‬ ‫الحرة‬


‫ّ‬ ‫حرة‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬

‫‪B3‬‬ ‫حوطة بني تميم‬ ‫‪17‬‬

‫‪B3 ،B2 ،A1‬‬ ‫حمى الفقرة‬ ‫‪15‬‬

‫‪B3 ،B2 ،B1c ،B1a ،A4a ،A1‬‬ ‫جبل آجا ومنطقة شمال حائل‬ ‫‪6‬‬

‫‪B3 ،B2‬‬ ‫جبل اللوز‬ ‫‪4‬‬

‫‪B3 ،B2 ،A2 ،A1‬‬ ‫جبل فيفاء‬ ‫‪34‬‬

‫‪B3‬‬ ‫جبل قها ‪ -‬لجيب جورج‬ ‫‪33‬‬

‫‪B2 ،B1a ،A4a‬‬ ‫الكورنيش الجنوبي وميناء جدة‬ ‫‪20‬‬ ‫مناطق الطيور المهمة‬

‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A4c ،A4a ،A1‬‬ ‫خليج جازان‬ ‫‪37‬‬ ‫مناطق المحميات المخصصة‬

‫‪B2‬‬ ‫الخور العميق‬ ‫‪29‬‬ ‫مناطق أخرى محمية‬

‫‪B3‬‬ ‫خور الوهالن‬ ‫‪39‬‬


‫الشكل ‪ :3‬يوضح هذا الشكل المناطق المهمة للطيور والتنوع الحيوي والمحميات (المخصصة والمقترحة) في المملكة العربية السعودية‪ .‬المناطق باللون األخضر هي المحميات‬
‫‪B2 ،B1a‬‬ ‫قاعدة الملك فيصل الجوية‪ ،‬تبوك‬ ‫‪5‬‬ ‫التابعة للهيئة السعودية للحياة الفطرية‪ .‬في حين أن المناطق باللون البرتقالي قد تكون محميات مقترحة أو محميات خاصة‪.‬‬

‫‪B2 ،B1a ،A4a‬‬ ‫جزيرة جبل كُدمبل‬ ‫‪31‬‬

‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A1‬‬ ‫مدينة ينبع الصناعية‬ ‫‪16‬‬

‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A1‬‬ ‫محازة الصيد‬ ‫‪19‬‬

‫‪B2 ،B1a ،A4a‬‬ ‫مجاري الصرف الصحي بمكة المكرمة‬ ‫‪21‬‬ ‫ي منطقة بوصفها منطقة مهمة للطيور والتنوع الحيوي‪:‬‬
‫معايير جمعية الطيور العالمية المتبعة في تحديد أ ّ‬
‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A4a ،A1‬‬ ‫سد مالكي‬ ‫‪35‬‬

‫‪B3 ،B2 ،B1a ،A4a ،A1‬‬ ‫المركز الوطني ألبحاث الحياة الفطرية‪ ،‬الطائف‬ ‫‪22‬‬ ‫≥‪ 1٪‬من مجموعة مميزة من أنواع الطيور البحرية؛ (ج) مكان‬ ‫ً‬
‫عالميا‪ :‬أن تكون المنطقة معروفة‪ ،‬أو ُيعتقد‬ ‫أنواع مهددة‬ ‫‪ :A1‬‬
‫مزدحم خانق يمر به ما يزيد على ‪ 5000‬من طيور اللقلق‬ ‫ً‬
‫أعدادا كبيرة من األنواع المهددة‬ ‫أنها تحتضن بانتظام‬
‫‪B3 ،B2 ،B1a‬‬ ‫خليج قشران‬ ‫‪25‬‬
‫أو أكثر من ‪ 3000‬من الطيور الجارحة أو طيور الكركي خالل‬ ‫ً‬
‫عالميا‪.‬‬
‫‪B3 ،B2 ،A3 ،A2 ،A1‬‬ ‫جرف ريدة‬ ‫‪30‬‬
‫هجرة منتظمة في فصل الربيع‪ ،‬أو الخريف‪.‬‬ ‫‪ :A2‬أنواع محدودة النطاق‪ :‬أن تكون المنطقة معروفة‪ ،‬أو ُيعتقد‬
‫‪B1a ،A4c ،A4a‬‬ ‫بحيرات سبخة الفصل‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ :B2‬أنواع ذات حالة حماية غير مواتية في شبه الجزيرة العربية‪:‬‬ ‫جوهريا من مجموعات من األنواع‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عنصرا‬ ‫بأنها تحتضن‬
‫‪B3 ،B2‬‬ ‫شالل الدهناء‬ ‫‪27‬‬
‫أن تكون المنطقة إحدى أهم خمس مناطق في المملكة‬ ‫يمكن اعتبار توزيعات التكاثر خاصتها منطقة طيور متوطنة‪.‬‬
‫لألنواع ذات حالة الحماية غير المواتية في شبه الجزيرة‬ ‫‪ :A3‬أنواع محدودة المنطقة الحيوية‪ :‬أن تكون المنطقة معروفة‪،‬‬
‫‪B2 ،A1‬‬ ‫مانغروف الشقيق‬ ‫‪32‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العربية (مهددة أو أعدادها آخذة في التناقص في كل‬ ‫جوهريا لمجموعات من األنواع‬ ‫عنصرا‬ ‫أو ُيعتقد بأنها تحوي‬
‫‪A3، B1c، B2، B3 ،A2 ،A1‬‬ ‫جرف الطائف‬ ‫‪23‬‬ ‫أو جزء من نطاقها في المنطقة)‪ ،‬والتي ُيعتقد بأن نهج‬ ‫يمكن اعتبار توزيعاتها بصورة كبيرة أو كلية حبيسة منطقة‬
‫‪B3 ،B1a ،A4c ،A4a‬‬ ‫خليج تاروت‬ ‫‪10‬‬
‫الحماية المناطقية مناسب لها‪.‬‬ ‫بيولوجية واحدة‪.‬‬
‫‪ :B3‬أنواع ذات حالة حماية مواتية ولكنها تتركز في شبه الجزيرة‬ ‫‪ :A4‬تجمعات‪ :‬أن تكون المنطقة معروفة‪ ،‬أو ُيعتقد بأنها تحوي ≥‪1٪‬‬
‫‪B3 ،B1a ،A4a‬‬ ‫أم القماري‬ ‫‪26‬‬
‫العربية‪ :‬أن تكون المنطقة إحدى أهم خمس مناطق في‬ ‫من التعداد العالمي من نوع واحد أو أكثر على أساس‬
‫‪B3 ،B2 ،B1c ،A1‬‬ ‫وادي الجوه‬ ‫‪36‬‬ ‫المملكة لألنواع ذات حالة الحماية المواتية في شبه‬ ‫منتظم أو قابل للتنبؤ‪.‬‬
‫الجزيرة العربية ولكن يتركز نطاقها العالمي في الشرق‬ ‫ً‬
‫مناطقيا‪ :‬أن تكون المنطقة‪( :‬أ) معروفة‪ ،‬أو‬ ‫‪ :B1‬تجمعات مهمة‬
‫‪B1c‬‬ ‫ينابيع وادي رابغ‬ ‫‪18‬‬
‫األوسط ‪ /‬شبه الجزيرة العربية‪ ،‬والتي ُيعتقد بأن نهج‬ ‫ً‬
‫مميزا‬ ‫ً‬
‫تعدادا‬ ‫ُيعتقد بأنها تحوي ≥‪ 1٪‬من مسارات الهجرة‪ ،‬أو‬
‫‪B3 ،B2 ،A3 ،A2 ،A1‬‬ ‫وادي تربة وجبل إبراهيم‬ ‫‪24‬‬
‫الحماية المناطقية مناسب لها‪.‬‬ ‫من أنواع الطيور المائية؛ (ب) معروفة‪ ،‬أو ُيعتقد بأنها تحوي‬

‫لمزيد من المعلومات‪ُ ،‬يرجى زيارة الموقع الشبكي‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫المصدر‪ :‬مقتبس من جمعية الطيور العالمية (‪2010‬أ)‬
‫‪HTTP://DATAZONE.BIRDLIFE.ORG/COUNTRY/SAUDI-ARABIA‬‬

‫‪173‬‬ ‫تأثير تنوع النُ ُظم البيئية على الطيور في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪172‬‬
‫أنثى طائر صائد الذباب‬
‫الفردوسي األفريقي تحتضن‬
‫بيضها في عش مصمم بدقة‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫تكاثر الطيور والتحديات‬


‫التي تواجهها في المملكة‬
‫العربية السعودية‬
‫النقاط األساس‬

‫ّ‬
‫يعشش في المملكة العربية السعودية سنوي ًا نحو ‪ 27‬مليون زوج من الطيور تصل أنواعها إلى ‪ 219‬نوع ًا مختلف ًا‪.‬‬ ‫• ‬

‫• يتبنى كل نوع من الطيور استراتيجياته السلوكية الخاصة للتغلب على شدة الحرّ‪ُ ،‬‬
‫وش ّح المياه‪ ،‬وانعدام حماية العش وارتفاع معدالت االفتراس‬
‫التي تتعرض لها الطيور‪.‬‬

‫الظل أينما وجد‪ ،‬وتُبدي معدالت أيض منخفضة لتقليل احتياجاتها من الطعام والماء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• تبحث الطيور المتكاثرة عن‬

‫ّ‬
‫تعشش معظم‬ ‫• تتكاثر الطيور عندما تصل وفرة الطعام إلى ذروتها‪ ،‬ولذلك تعمد معظم الطيور البرية إلى التعشيش في فصل الربيع‪ ،‬في حين‬
‫الطيور البحرية في فصل الصيف‪.‬‬

‫يشح فيها الطعام‪.‬‬


‫ّ‬ ‫• تختار بعض الطيور عدم تتكاثر خالل السنوات الصعبة التي‬

‫• تستخدم الطيور مجموعة من االستراتيجيات المذهلة لجذب اإلناث وطرد المنافسين‪ ،‬ومنها الغناء‪ ،‬والتباهي بالريش واستعراض الموارد‪.‬‬

‫• نظراً لصعوبات التعشيش البالغة في المملكة العربية السعودية‪ ،‬فإن ّ‬


‫أي تخريب أو إزعا ٍج للعش قد تكون له عواقب وخيمة‪ .‬لذلك يتع ّين ّ‬
‫توخي‬
‫الحذر عند التعامل مع الطيور‪.‬‬
‫نضال من أجل التكاثر‬ ‫بوم فرعوني؛ تحتضن أنثى هذا‬
‫الطائر بيوضها الثالث في إحدى‬
‫أرض قاسية‬‫ٍ‬ ‫في‬ ‫جبال المنطقة الشرقية‪.‬‬

‫امتداداً من الجبال‬ ‫قليلة هي األماكن التي يصعب على الطيور التكاثر فيها‬
‫بخالف صحارى المملكة العربية السعودية‪ .‬ففي معظم‬
‫المغطاة بأشجار‬
‫أنحاء المملكة‪ ،‬ترتفع درجة حرارة الهواء نهاراً وتنخفض‬
‫العرعر في الجنوب‬ ‫لي ً‬
‫ال‪ .‬إضافة إلــى نــدرة سقوط األمــطــار وتــعـ ّ‬
‫ـذر التنبؤ بها‪،‬‬
‫الغربي حتى‬ ‫وفــرصــة الحصول على الطعام فيها قليل‪ .‬وفــي كثير‬
‫السهول الصخرية‬ ‫الم ْنحسر الحماية‬
‫من األمــاكــن‪ ،‬ال يوفر الغطاء النباتي ُ‬
‫الكافية من الطقس‪ ،‬أو الحيوانات المفترسة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫الشاسعة في‬
‫وعلى امتداد الجبال المغطاة بأشجار العرعر في المنطقة‬
‫الشمال الشرقي‪،‬‬
‫الجنوبية الغربية وصو ًال إلى السهول الصخرية الشاسعة‬
‫ومن الجزر الساحلية‬ ‫في المنطقة الشمالية الشرقية‪ ،‬ومــن الجزر الساحلية‬
‫للخليج العربي‬ ‫للخليج العربي حتى بحار الرمال (الكثبان الرملية) الهائلة‬
‫فــي صــحــراء الــربــع الخالي‪ ،‬فإنه ال يخلو مكان فــي ربــوع‬
‫حتى البحار الرملية‬
‫المملكة من الطيور المتكاثرة‪ .‬على العكس من ذلك‪،‬‬
‫الهائلة في صحراء‬ ‫ّ‬
‫تعشش فيها‪،‬‬ ‫إذ تم تسجيل ‪ 219‬نوع ًا من الطيور التي‬
‫الربع الخالي‪ ،‬فإنه‬ ‫وتشمل نحو ‪ 27‬مليون زوج من الطيور المتكاثرة سنوي ًا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ال يخلو مكان في‬ ‫ويعيش مــا ال يقل عــن ‪ 175‬نــوع ـ ًا مــن الــطــيــور التي‬
‫تتكاثر فــي المملكة على م ــدار الــعــام‪ ،‬بعضها يتكاثر‬
‫ربوع المملكة من‬
‫بأعداد كبيرة‪ ،‬ومنها ‪ 4‬ماليين زوج من العصفور الدوري‪ ،‬و‪4‬‬
‫الطيور المتكاثرة‪.‬‬
‫ال عن ‪ 4,5‬ماليين زوج‬
‫الق َّبرة المتوجة‪ ،‬فض ً‬
‫ماليين زوج من ُ‬
‫من ُ‬
‫الق َّبرة الصحراوية‪.‬‬

‫حمرة صبغاء وسط عاصفة رملية‪.‬‬


‫على الرغم من الظروف القاحلة‬
‫والحارة والرياح في معظم أنحاء‬
‫المملكة‪ ،‬تم تسجيل ما ال يقل‬
‫ً‬
‫نوعا يتكاثر في المملكة‪.‬‬ ‫عن ‪219‬‬

‫‪177‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪176‬‬
‫نجاح التكاثر‪ .‬فرخ ُق َّبرة متوجة‬
‫حديث الترييش يخطو خطواته‬
‫األولى في البيئة الصحراوية‪.‬‬

‫‪179‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪178‬‬
‫ُق َّبرة صحراوية معششة‪ ،‬جيدة‬ ‫ذكر ُق َّبرة متوجة يستعرض في‬
‫التمويه‪ ،‬ذائبة في المشهد‬ ‫محاولة منه لجذب أنثى قريبة‪.‬‬
‫الطبيعي خلفها‪ .‬تبني الطيور‬
‫البالغة أعشاشها في أكثر‬
‫المواقع المحمية التي يمكنها‬
‫العثور عليها وتضع الحصى حول‬
‫األعشاش لزيادة درجة التمويه‪.‬‬

‫ما يزيد على ‪ 40,000‬زوج من الزرزور المجوف‪ ،‬و‪ 50,000‬زوج‬ ‫وثمة أنــواع أخرى ال تتكاثر في المملكة إال نــادراً‪ ،‬مثل‬
‫من صائد الذباب الجامباجي‪ ،‬وأكثر من ‪ 100,000‬زوج من‬ ‫الرفراف األصدر‪ ،‬والحدأة سوداء الجناح‪ ،‬والشنقب الملون‬
‫الخرشنة المقنعة‪.‬‬ ‫التي قد تشتمل على أقل من ‪ 10‬أزواج فيما بينها‪.‬‬
‫ســنــوضــح ف ــي هـ ــذا الــفــصــل‪ ،‬كــيــف تــســتــخــدم هــذه‬ ‫كذلك يهاجر ‪ 32‬نوع ًا آخر للتكاثر في المملكة سنوي ًا‪،‬‬
‫الطيور مجموعة متنوعة من االستراتيجيات السلوكية‬ ‫ويصل بعضها في أعــدا ٍد قليلة‪ ،‬مثل اللقلق العابديني‬
‫الــخــاصــة للتغلب على الــتــحــديــات الــتــي تواجهها أثناء‬ ‫(‪ 40‬زوج ـ ًا)‪ ،‬والدخلة السافية (‪ 8‬أزواج)‪ ،‬والبط أبو فــروة) (‪3‬‬
‫التكاثر في المملكة‪.‬‬ ‫ـواع أخرى ضمن جماعات‪ ،‬ومنها‬
‫أزواج)‪ ،‬في حين تصل أنـ ٌ‬

‫معظم طيور اليسر المطوق‬ ‫ُق َّبرة صحراوية أثناء جلب الطعام‬
‫هي من الطيور المهاجرة التي‬ ‫إلى العش‪ُ .‬ي َع ُّد هذا النوع من‬
‫تمر عبر المملكة‪ ،‬غير أنه يبقى‬ ‫ً‬
‫شيوعا‬ ‫الطيور المتكاثرة األكثر‬
‫عدد قليل ً‬
‫جدا منها للتكاثر‪.‬‬ ‫في المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫حيث يتكيف بشكل جيد مع‬
‫البيئات الصحراوية ويتكاثر ما‬
‫يصل إلى ‪ 4,5‬ماليين زوج منه‬
‫ً‬
‫سنويا‪.‬‬ ‫في المملكة‬

‫‪181‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪180‬‬
‫ً‬
‫نوعا‬ ‫في كل عام‪ ،‬يهاجر ‪46‬‬
‫إلى المملكة العربية السعودية‬
‫للتكاثر‪ ،‬بما فيها نحو ‪ 50,000‬زوج‬
‫من صائد الذباب الجامباجي‪.‬‬

‫‪183‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪182‬‬
‫الحدأة سوداء الجناح‬ ‫متى تتكاثر الطيور‬ ‫عصفور دوري صغير ً‬
‫جدا يتعلم كيف‬
‫ً‬
‫في المملكة العربية السعودية؟‬
‫من أندر أنواع الطيور‬ ‫علما أنه يتكاثر نحو ‪ 4‬ماليين‬ ‫يجثم‪،‬‬
‫المتكاثرة في المملكة‪.‬‬ ‫ً‬
‫سنويا في المملكة‬ ‫زوج من هذا الطائر‬
‫التي تُ َع ُّد موطنه‪.‬‬
‫الطيور في معظمها تعمد إلــى التعشيش خــال ذروة‬
‫توافر الطعام في كل عــام‪ .‬ولهذا السبب فــإن معظم‬
‫الــطــيــور‪ ،‬آكــلــة الــحــشــرات أو الــنــبــاتــات‪ ،‬تتكاثر بالمملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬في فصل الربيع وبداية فصل الصيف‬
‫(من مارس إلى يوليو) ‪،‬عندما تصبح عديدة من الالفقاريات‬
‫أكثر نشاط ًا‪ ،‬وتــجـ ّ‬
‫ـدد معظم النباتات أوراقــهــا‪ ،‬وزهــورهــا‪،‬‬
‫وثمارها وبذورها‪ .‬بصفة عامة‪ %74 ،‬من نشاط التعشيش‬
‫فــي المملكة يحدث خــال األشــهــر الخمسة‪ ،‬مــن مــارس‬
‫إلى يوليو (انظر الشكل ‪ .)1‬ويبلغ النشاط ذروته في شهر‬
‫ّ‬
‫المعششة إلى‬ ‫مايو‪ ،‬حيث يمكن أن ترتفع نسبة األنواع‬
‫‪ %95‬من جميع أنواع الطيور المتكاثرة‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫ذلك‪ ،‬ونظراً ألن المملكة تعاني من هطول غير منتظم‬
‫لــأمــطــار‪ ،‬فــإن ج ــدول التكاثر السنوي لمعظم الطيور‬

‫‪100‬‬

‫‪200‬‬

‫‪80‬‬

‫جميع األنواع المتكاثرة (نسبة مئوية)‬


‫‪150‬‬
‫أعداد الطيور المتكاثرة‬

‫‪60‬‬

‫‪100‬‬
‫‪40‬‬
‫شهريا‬

‫‪50‬‬
‫‪20‬‬
‫ً‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫يناير‬

‫فبراير‬

‫أبريل‬

‫مايو‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬

‫سبتمبر‬

‫أكتوبر‬

‫نوفمبر‬

‫ديسمبر‬
‫مارس‬

‫أغسطس‬

‫األشهر‬

‫ا لشــكل ‪ :1‬يبين تكرار نشــاط التكاثر شـ ً‬


‫ـهريا في المملكة العربية الســعودية بين جميع األنواع المتكاثرة البالغ عددها ‪219‬‬

‫خرشنة مقنعة في جزيرة كران‪ .‬يهاجر ما يزيد‬


‫ً‬
‫سنويا‬ ‫على ‪ 100,000‬زوج من هذا الطائر‬
‫للتكاثر في جزر المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫ما يجعله أكثر األنواع المهاجرة وفرة فيها‪.‬‬

‫‪185‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪184‬‬


‫تستطيع الطيور الصغيرة‪ ،‬مثل‬
‫نمنة ذنوب إكمال دورة تعشيشها‬
‫ً‬
‫يوما فقط‪.‬‬ ‫في ‪23‬‬

‫‪187‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪186‬‬
‫‪250‬‬
‫العلوم المتعلقة بالتكاثر والبيئة وسلوكيات البحث‬ ‫الطيور الكبيرة‪ ،‬مثل البوم الفرعوني‪،‬‬
‫تستغرق أشهر عدة في الحضانة والنمو‪.‬‬
‫عن الــغــذاء لــدى هــذه األن ــواع‪ ،‬فال يملك الباحثون سوى‬
‫‪200‬‬ ‫أمام هذا الفرخ أسابيع حتى يغادر العش‪.‬‬
‫التخمين حول أسباب تعشيشها في فصل الشتاء‪.‬‬
‫متوسط حجم الجسم (سم)‬

‫أمــا الطيور األكبر حجم ًا‪ ،‬فتبدأ التعشيش عـ ً‬


‫ـادة في‬
‫‪150‬‬
‫وقت ُم ْبكر من موسم التكاثر (انظر الشكل ‪ ،)2‬والسبب‬
‫ٍ‬
‫في ذلــك يعود لكون فترة حضانة الطيور وتعشيشها‬
‫‪100‬‬
‫تزداد بوج ٍه عام مع كتلة الجسم لدى البلوغ‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬بينما تحب صغار الطيور‪ ،‬مثل نمنة ذنوب‪ ،‬مغادرة‬
‫‪50‬‬
‫العش بعد مرور ‪ 23‬يوم ًا فقط من وضع البيوض‪ ،‬فإن فترة‬
‫التعشيش لدى الطيور األكبر حجم ًا قد تدوم لستة أشهر‬
‫‪0‬‬
‫أو أكثر‪ .‬لذلك‪ ،‬تبدأ الطيور الضخمة‪ ،‬مثل البوم الفرعوني‬
‫سبتمبر‬

‫أكتوبر‬

‫نوفمبر‬

‫ديسمبر‬

‫يناير‬

‫فبراير‬

‫أبريل‬

‫مايو‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬
‫مارس‬

‫أغسطس‬
‫والــعــقــاب والــنــســور‪ ،‬التعشيش فــي فــصــل الــشــتــاء (أو‬
‫الشهر األول من موسم التكاثر‬
‫الخريف أحيان ًا) إلتاحة ما يكفي من الوقت لرعاية فراخها‬
‫قبل بداية اشتداد الحرّ في أواخر فصل الصيف‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫ا لشــكل ‪ :2‬حجم الطائر‪ ،‬مقارنة بشــهر التكاثر األول‪ ،‬حيث يمكن مالحظة بدء الطيور الكبيرة والضخمة‬
‫(‪)2‬‬
‫التكاثر في وقت ُم ْبكر من الموسم‬ ‫ـت‬
‫يمكن الــجــزم بــأن هــذه األن ــواع الــتــي تعشش فــي وقـ ٍ‬
‫شكل األقلية‪ .‬فبينما يحدث نحو ‪ %74‬من نشاط‬ ‫كر تُ ِّ‬
‫ُم ْب ِ‬
‫التعشيش في األشهر الخمسة‪ ،‬من مــارس إلــى يوليو‪،‬‬
‫‪ %74‬من نشاط التعشيش في المملكة يحدث خالل األشهر‬
‫يــحــدث الــتــعــشــيــش بــنــســبــة تــقــل ع ــن ‪ %16‬ف ــي األشــهــر‬
‫الخمسة‪ ،‬في الفترة من مارس حتى يوليو‪ .‬ويبلغ النشاط ذروته‬
‫الخمسة مــن أكتوبر إلــى فــبــرايــر‪ ،‬علم ًا أن بعض األنــواع‬
‫ّ‬
‫المعششة‬ ‫في شهر مايو‪ ،‬حيث يمكن أن ترتفع نسبة األنواع‬ ‫تتميز بقدرتها على التعشيش طوال السنة‪ .‬فعلى سبيل‬
‫إلى ‪ %95‬من جميع األنواع المتكاثرة‪.‬‬ ‫المثال‪ ،‬بإمكان األن ــواع المتعايشة التي تأقلمت على‬

‫بومة بيضاء؛ عثر هذا الطائر على‬


‫فريسة مناسبة إلطعام فراخه‪،‬‬
‫حيث يتزامن موسم تعشيش‬
‫الطيور مع ذروة توافر الغذاء‪.‬‬

‫وبالنسبة لبعض الــطــيــور‪ ،‬يصل الطعام إلــى ذروة‬ ‫البرية يكون أقل وضوح ًا في المملكة مما هو عليه في‬
‫وفــرتــه فــي فــصــل الــصــيــف‪ ،‬ولــيــس الــربــيــع‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫المناطق المناخية المعتدلة‪ .‬بل إن بعض األنواع األصغر‬
‫تعشش طيور الحنكور في الفترة من مايو حتى‬ ‫ّ‬ ‫المثال‪،‬‬ ‫حجم ًا (على سبيل المثال‪ ،‬عديد من ُ‬
‫الق َّبرات)‪ ،‬تختار تج ّنب‬
‫أغسطس عندما تصبح فريستها مــن الــســرطــانــات أكثر‬ ‫عملية التكاثر وتعمد إلــى تأجيلها لعام آخــر‪ ،‬فــي حال‬
‫وفــرة‪ .‬فيما تركز عديد من الطيور البحرية‪ ،‬ومنها الطيور‬ ‫كانت كانت الظروف غير مواتية‪.‬‬
‫االســتــوائــيــة حــمــراء الــمــنــقــار وال ــن ــوارس ومــعــظــم طيور‬
‫الخرشنة‪ ،‬جهود تكاثرها في الفترة من يونيو حتى سبتمبر‬ ‫مستعمرة تكاثر كثيفة من خرشنة عرفاء صغيرة‪ .‬وتركز‬
‫معظم طيور الخرشنة جهدها في التكاثر خالل فصل‬
‫عندما يكون الخليج العربي والبحر األحمر أكثر إنتاجية‪.‬‬
‫الصيف عندما تكون مياه الخليج العربي والبحر األحمر‬
‫وبالمثل‪ ،‬يتكاثر صقر الغروب بشكل أســاس من يوليو‬ ‫أكثر إنتاجية‪.‬‬
‫إلى أكتوبر‪ ،‬حيث يمكنه أثناء تلك الفترة أن يطعم فراخه‬
‫نظراً للزيادة المفاجئة في أعداد الطيور الصغيرة المهاجرة‬
‫جنوب ًا من أوراسيا (التي يكون من بينها الكثير من الفراخ‬
‫التي تحاول الطيران عبر المملكة للمرة األولى بعد أسابيع‬
‫فقط من قدرتها على الطيران)‪ .‬ومن المثير للدهشة‪ ،‬أن‬
‫ّ‬
‫تعشش أثناء‬ ‫هذه الطيور التي تتكاثر في فصل الصيف‬
‫أشد أيام السنة حرارة‪ ،‬في أحد أكثر األماكن حرارة على وجه‬
‫األرض‪ ،‬وفي أكثر األوقات حرارة في التاريخ‪.‬‬
‫من ناحية أخــرى‪ ،‬يعمد عــدد صغير من الطيور أثناء‬
‫أكثر أوق ــات السنة ب ــرودة‪ ،‬وذلــك فــي الفترة مــن أكتوبر‬
‫حتى مــارس‪ ،‬إلى بناء أعشاشها‪ ،‬ومنها سمامة النخيل‬
‫األفــريــقــيــة‪ ،‬والبجعة وردة الــظــهــر‪ ،‬والــبــلــشــون العمالق‪،‬‬
‫والحبارى العربية‪ .‬ونظراً لقلة المعرفة التي توصلت إليها‬

‫‪189‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪188‬‬


‫ُق َّبرة مقرنة تحتضن بيوضها‪.‬‬ ‫مــوســم الــتــكــاثــر‪ ،‬ف ــإن درج ــة حـ ــرارة الكثير مــن المناطق‬ ‫العيش إلى جانب البشر‪ ،‬ومنها اليمام المطوق ويمام‬
‫ّ‬
‫الظل‪ ،‬وقد تزيد‬ ‫في المملكة تتجاوز ‪ 50‬درجة مئوية في‬ ‫النخيل والعصفور الــدوري شائع الوجود‪ ،‬العثور على ما‬
‫على ‪ 65‬تحت أشعة الشمس المباشرة‪ .‬كذلك يمكن‬ ‫يكفي مــن الــغــذاء والــمــأوى فــي مدننا وبلداتنا للتكاثر‬
‫أن تتجاوز درجــة ح ــرارة سطح الــرمــال أو الصخور ‪ 80‬درجــة‬ ‫أي وقــت من السنة‪ .‬كذلك يمكن للحمام الجبلي‬
‫في ّ‬
‫مــئــويــة‪ ،‬أض ــف إل ــى ذل ــك ال ــري ــاح الــجــافــة‪ ،‬وشــبــه انــعــدام‬ ‫المعروف الــذي توطن في معظم موائل الطيور حول‬
‫المسطحات المائية‪ ،‬ومحدودية الطعام وقلة الظالل‪،‬‬ ‫أي شهر‪ ،‬ويُنتِج ما يصل إلى خمس‬ ‫ّ‬
‫يعشش في ّ‬ ‫العالم أن‬
‫وهـ ــذه ال ــظ ــروف جــمــيــعــهــا‪ ،‬تجعلنا نـ ــدرك م ــدى الــقــدرة‬ ‫حضنات سنوي ًا‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬تبلغ ذورة تكاثر هــذه األنــواع‬
‫االستثنائية الــتــي تجعل ‪ 219‬نــوع ـ ًا مــن الــطــيــور تتكاثر‬ ‫المتعايشة عادة في أشهر الربيع‪ ،‬عندما تكون الظروف‬
‫فــي أكــثــر الــمــنــاخــات صعوبة على وجــه األرض‪ .‬كما أن‬ ‫مناسبة بشكل أكبر للعثور على الغذاء‪.‬‬
‫نقص الــمــوارد الغذائية في الصحراء يعني بأنه يتع ّين‬
‫ـي فــي البحث عنها‪ ،‬ما‬
‫ـت إضــافـ ٍ‬
‫على الطيور قــضــاء وق ـ ٍ‬ ‫التغلب على التحديات التي‬
‫يعرّضها للحرّ الشديد تحت أشعة الشمس المباشرة‪،‬‬
‫تواجه الطيور أثناء التكاثر في‬
‫وخطر اعــتــراض الحيوانات المفترسة‪ .‬فــي هــذا القسم‪،‬‬
‫سـ ــوف نــتــطــرق إلـ ــى دراســـــة ح ـ ــاالت مــخــتــلــفــة لتسليط‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫الــضــوء عــلــى كيفية مجابهة الــطــيــور للتحديات التي‬ ‫من المؤكد أن الطيور في المملكة تواجه مهمة شاقة؛‬
‫تواجهها فــي المملكة خــال التكاثر والــنــجــاة فــي هذه‬ ‫فبالنسبة لمعظم األنـ ــواع‪ ،‬تكون درجــة ح ــرارة جسمها‬
‫الظروف القاهرة‪.‬‬ ‫التي تزيد على ‪ 47 - 46‬درجــة مئوية قاتلة‪ ،‬غير أنــه خالل‬

‫عش ألبيض العين الحبشي‪ ،‬تم‬‫ٌ‬


‫إعداده بدقة‪ ،‬في أعالي جبال عسير‪.‬‬

‫‪191‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪190‬‬
‫الهواء أثناء فصلي الربيع والصيف‪ ،‬يقل معدل األيض‬ ‫الــشــديــدة والــجــفــاف‪ .‬ف ــاألن ــواع الــصــحــراويــة منها ت ّتسم‬ ‫خالل فصل الصيف في المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬يمكن أن‬
‫األســاس ‪ -‬الــذي يُ َع ُّد منخفض ًا في األصــل بشكل كبير‪.‬‬ ‫بــقــدرات تك ّيف عالية فــي الطبقة الخارجية مــن جلدها‬
‫ترتفع درجة الحرارة المنبعثة من‬
‫المكاء بحاجة إلى تناول غذاء أقل‬‫ويعني ذلك بأن طيور ُ‬ ‫الحد بشكل كبير من فقدان المياه بالتبخر‬
‫ّ‬ ‫تُ ّ‬
‫مكنها من‬ ‫األرض إلى ما يزيد على ‪70‬‬
‫درجة مئوية‪ .‬ويتميز طائر المكاء‬
‫مما تحصل عليه مثيالتها في الحجم من ُق َّبرات البيئات‬ ‫فــي األي ــام الــحــارة‪ .‬وفــي دراس ــة قــارنــت بين ‪ 20‬نــوعـ ًا في‬
‫بقدرات استثنائية على التكيف‬
‫اتقاء حرّ الظهيرة‬ ‫ً‬
‫مقارنة بنظرائها في المناخ المعتدل‪،‬‬ ‫المعتدلة‪ .‬وكذلك‬ ‫المملكة ودول العالم‪ ،‬تب ّين بــأن األن ــواع الخمسة ذات‬ ‫تسمح له بالبحث عن الغذاء‬
‫المكاء وفراخها سعرات حرارية أقل بنسبة‬ ‫المعدالت األدنــى في فقدان المياه جميعها ُقـ َّبــرات من‬ ‫والتعشيش على األرض عالية‬
‫ال يأتي من دون‬ ‫تتطلب طيور ُ‬
‫الحرارة مباشرة‪.‬‬
‫‪ %30‬للبقاء على قيد الحياة‪ .‬ومن المثير للدهشة أيض ًا‪ ،‬أن‬ ‫ُ‬
‫والق َّبرة المتوجة‪،‬‬ ‫المملكة؛ ُ‬
‫الق َّبرة الــســوداء المتوجة‪،‬‬
‫ثمن‪ ،‬حيث يحد ذلك‬
‫الجهاز الهضمي ذاته يتقلص بنسبة ‪ %25‬تقريب ًا مع ارتفاع‬ ‫ُ‬
‫والق َّبرة العربية‪ ،‬وبالطبع المكاء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫والق َّبرة الصحراوية‪،‬‬
‫بشكل كبير من‬ ‫درجات الحرارة‪ ،‬ما يكبح حاجتها إلى الطعام والماء أثناء‬ ‫وعــلــى الــرغــم مــن أن ال ـــ «مــكــاء» يعيش فــي الــصــحــارى‬
‫مقدار الوقت المتاح‬ ‫(‪)7‬‬
‫العسر‪.‬‬
‫فترات الحرّ وحاالت ُ‬ ‫القاحلة‪ ،‬إال إنه يفقد عبر جلده ما يقارب نصف كمية المياه‬

‫للبحث عن الغذاء‪،‬‬ ‫ـمــكــاء‬


‫ولــمــا ك ــان مــعــدل األي ــض المنخفض ل ــدى الـ ُ‬ ‫التي تفقدها الطيور المماثلة التي تعيش في بيئات‬
‫(‪)5‬‬
‫يساعد على خفض متطلباتها الغذائية‪ ،‬فإن ذلك يعني‬ ‫ومــن المثير لالهتمام أن نفاذية جلده تقل‬ ‫معتدلة‪.‬‬
‫وهو األمر الذي يمثل‬
‫تخصص قدراً أقل من الطاقة للتكاثر ووضع البيوض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بأنها‬ ‫أكــثــر مــع تــزايــد درج ــة الــحــرارة بشكل مــطــرد أثــنــاء موسم‬
‫مشكلة جوهرية‬ ‫المكاء وبعض ًا من الطيور الصحراوية‪ ،‬بيض ًا‬
‫لذلك‪ ،‬تضع ُ‬ ‫التكاثر‪ ،‬وهذا بدوره يقلل من فقدان الماء بنسبة إضافية‬
‫في المملكة‪،‬‬ ‫محضون ًا أقل (‪ 3 - 2‬بيوض) مع معدالت نمو منخفضة‬ ‫(‪)6‬‬
‫قدرها ‪.%25‬‬
‫ُ‬
‫بالق َّبرات في البيئات المعتدلة‬ ‫ً‬
‫مقارنة‬ ‫بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫لما‬
‫يُذكر أن اتقاء حرّ الظهيرة ال يأتي من دون ثمن ّ‬
‫حيث تندر الفرائس‬
‫(‪ 5 - 4‬بيوض)‪.‬‬
‫(‪)8‬‬
‫ـد بشكل كبير مــن الــوقــت المتاح للبحث‬ ‫كــان ذلــك يــحـ ّ‬
‫ويصعب إيجادها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫جــديــر بالذكر أنــه حتى مــع انخفاض متطلباتها من‬ ‫عــن ال ــغ ــذاء‪ ،‬األم ــر ال ــذي يــمــثــل مشكلة جــوهــريــة‪ ،‬حيث‬
‫الطاقة‪ ،‬وضآلة عدد البيض المحضون من جانبها‪ ،‬وبطء‬ ‫تندر الفرائس ويصعب إيجادها‪ .‬وبسبب النقص الكبير‬
‫المكاء سنوات عدة من‬
‫معدل نموها‪ ،‬فإنه قد تمر على ُ‬ ‫المكاء بمعدالت أيض‬
‫في مصادر الغذاء‪ ،‬تتمتع طيور ُ‬
‫لسبب آخر سوى حلول الجدب والقحط في‬
‫ٍ‬ ‫دون تكاثر‪ ،‬ال‬ ‫منخفضة بــدرجــة كبيرة‪ .‬فــي الــواقــع‪ ،‬يقل معدل األيــض‬
‫صحارى المملكة‪ .‬فقد تمر أشهر عدة‪ ،‬بل سنوات سنوات‪،‬‬ ‫لدى طائر المكاء بنسبة تفوق ‪( %40‬ومن ثم درجة حرارة‬
‫من دون أن تنزل قطرة مطر واحــدة‪ .‬وخالل فترات الجفاف‬ ‫الجسم أقل بنحو ‪ 1.1‬درجة مئوية) عن نظرائه من ُ‬
‫الق َّبرات‬
‫الطويلة تلك‪ ،‬ال تتكاثر ُق َّبرات المملكة على اإلطــاق‪ ،‬ما‬ ‫ً‬
‫عالوة‬ ‫األخرى التي تستوطن المناطق المعتدلة مناخي ًا‪.‬‬ ‫الطويل المنحني‪ .‬ال ريب في أن هذا السلوك المتمثل‬ ‫دراسة الحالة ‪ :1‬طيور المكاء‪،‬‬
‫قد يكون له عواقب وخيمة على تكاثر طائر صغير في‬ ‫على ذلك‪ ،‬يتميز معدل األيض لدى المكاء بمرونته وقدرته‬ ‫فــي البحث عــن الــغــذاء فــي األرض يــعـرّض هــذه الطيور‬
‫ّ‬
‫والظل‬ ‫الموازنة بين الغذاء‬
‫حياته الصغيرة بنجاح‪.‬‬ ‫على التأقلم لمالءمة بيئته‪ .‬فعندما ترتفع درجــة حــرارة‬ ‫لــدرجــات حــرارة قاتلة‪ .‬لذلك‪ ،‬ال تملك هــذه الطيور سوى‬
‫وقت متأخر من‬
‫ٍ‬ ‫بضع ساعات فقط في الصباح الباكر وفي‬ ‫حتى نفهم كيف تتكاثر الطيور في بيئة قاسية كهذه‪ ،‬لن‬
‫ُق َّبرة سوداء متوجة؛ تمتلك‬
‫بعد الظهر للتكاثر‪ ،‬حيث يكون من األسلم لها في تلك‬ ‫نجد نموذج ًا أفضل من طير «مكاء» الذي تمت دراسته في‬
‫ُ‬
‫الق َّبرة الصحراوية الموجودة في‬ ‫األوقات البحث عن الغذاء من أجلها ومن أجل فراخها‪ .‬ومع‬ ‫محمية اإلمام سعود بن عبدالعزيز‪.‬‬
‫المملكة العربية السعودية خاليا‬
‫جلدية خاصة تحول دون تبخر الماء‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬فإنها غالب ًا ما تبحث عن غذائها تحت ما تجده من‬ ‫رئيس‬
‫ٍ‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫تتغذى هذه الطيور الصغيرة الشجاعة‬
‫ظــال شحيحة‪ ،‬وهــي تقضي معظم يومها مستظ ّلة‬ ‫على مفصليات األرجــل وبعض المواد النباتية والزواحف‬
‫بــاألشــجــار‪ ،‬حيث تبحث عــن بقعة فــي منتصف الشجرة‬ ‫الصغيرة الــتــي تلتقطها مــن األرض بــواســطــة منقارها‬
‫التــقــاء أشــعــة الشمس المباشرة فوقها‪ ،‬وحـــرارة األرض‬
‫الحارقة تحتها‪.‬‬ ‫أنثى مكاء تحضن بيوضها في‬
‫عـ ً‬ ‫صحراء صخرية حارقة بمحمية‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬تلجأ طيور المكاء إلى طرق أخرى‬
‫اإلمام سعود بن عبدالعزيز‪.‬‬
‫ذكاء للمحافظة على برودة جسمها‪ .‬فعلى سبيل‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫حين آلخر إلى االستلقاء‬ ‫ٍ‬ ‫المثال‪ ،‬تعمد هذه الطيور من‬
‫مستو على نبتة كثيفة وقاتمة تشبه الحصير‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل‬
‫(مثل ملوخية البر)‪ ،‬فتوفر مناخ ًا موضعي ًا رطب ًا وأبرد قلي ً‬
‫ال‪،‬‬
‫وأي نسمة تهب حينئ ٍذ تُسهم فــي تبريد جسم الطائر‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫أمس الحاجة إليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثوان‪ ،‬وهو ما يكون في‬
‫ٍ‬ ‫الرطب لبضع‬
‫كما تتس ّلل هذه الطيور إلى جحور الضب‪ ،‬حيث تقضي‬
‫ساعات تحت األرض محمية من أشعة الشمس والرياح‬
‫يحد من فقدان الطائر للمياه‬
‫ّ‬ ‫العاتية‪ ،‬وهو السلوك الذي‬
‫بالتبخر بنسبة تتعدى ‪ )4( ،%80‬ما يدل على مدى أهمية‬
‫ّ‬
‫الظل لبقاء طائر المكاء‪.‬‬
‫إلى ذلك‪ ،‬تتمتع طيور مكاء بمجموعة من القدرات‬
‫تحمل درج ــات الــحــرارة‬
‫ّ‬ ‫الفسيولوجية التي تمك ّنها مــن‬

‫‪193‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪192‬‬
‫دراسة الحالة ‪ :2‬أبلق أسود‬ ‫أبلق أسود الذنب يفتح فمه لالستظالل‬

‫الظل‬ ‫الذنب؛ الموازنة بين‬


‫الحر (األمر يشبه إلى حد كبير إلباس‬ ‫من‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الحر)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكالب سراويل معينة التقاء‬

‫واألمان‬
‫في ظـ ّ‬
‫ـل نقص األشــجــار المقرون بارتفاع درجــات الحرارة‬
‫وأشعة الشمس الحارقة‪ ،‬يُعد البحث عن مواقع مناسبة‬
‫لبناء األعــشــاش من التحديات بالغة الصعوبة‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫قد تضطر الكثير من طيور المملكة إلى التعشيش في‬
‫أعشاش طيور أبلق‬ ‫شقوق صخرية‪ ،‬أو تجاويف األشجار‪ ،‬أو جحور األرض‪ .‬وغالب ًا‬

‫أسود الذنب ُعرضة‬ ‫مــا يــوفــر التعشيش فــي الــشــقــوق بيئة مناسبة لرعاية‬
‫الــفــراخ‪ ،‬غير أن هــذه األعــشــاش تكون على النقيض من‬
‫لهجمات الحيوانات‬
‫األعشاش النموذجية التي تُبنى فوق األشجار‪ ،‬مثل عش‬
‫المفترسة على‬ ‫الفنجان أو عش المنصة‪ ،‬إذ ال يوفر العش المبني في‬
‫األرض‪ ،‬مثل الثدييات‬ ‫أي‬
‫نهاية تجويف محصور فرصة لطائر بالغ للهرب من ّ‬
‫الصغيرة والثعابين‬ ‫كائن مفترس يعثر على العش‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تميل الطيور‬
‫ّ‬
‫تعشش في التجاويف إلــى أن تكون حــذرة للغاية‬ ‫التي‬
‫والسحالي‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫قبل دخول عشها‪.‬‬
‫فإن نسبة بقاء‬ ‫ـد طــيــور األبــلــق أس ــود الــذنــب مــن األنــــواع التي‬ ‫وتُ ـ َ‬
‫ـع ـ ُّ‬
‫أعشاش هذه الطيور‬ ‫ـشــش فــي الــتــجــاويــف‪ ،‬وتــتــمــتــع ب ــق ــدرات خــاصــة على‬ ‫تــعـ ّ‬

‫حتى تصبح فراخها‬ ‫للحد من خطر التعرض لالفتراس‪ ،‬حيث تبني هذه‬
‫ّ‬ ‫التك ّيف‬
‫الطيور الصغيرة أعشاشها على شكل فنجان في نهاية‬
‫قادرة على الطيران‬
‫شق يصل عمقه إلى ‪ 80‬سم بين الصخور الكبيرة على‬
‫هي أقل من واحد إلى‬ ‫األرض‪ ،‬أو عند قاعدة الواجهات الصخرية‪ ،‬ومــن ثم توفر‬
‫ثالثة‪.‬‬ ‫هــذه الشقوق مناخ ًا محلي ًا ممتازاً لرعاية الــفــراخ‪ .‬فعلى‬
‫سبيل الــمــثــال‪ ،‬فــي شهر يوليو الــذي تتفاوت فيه درجــة‬
‫الحرارة المحيطة بمقدار ‪ 15‬درجة مئوية بين الليل (‪28.6‬‬
‫درجة مئوية) والنهار (‪ 44.2‬درجة مئوية)‪ ،‬تظل درجة حرارة‬
‫أعشاش األبلق أسود الذنب داخل التجاويف العميقة ثابتة‬
‫بدرجة ملحوظة‪ ،‬متفاوتة بأقل من درجتين مئويتين حول‬
‫(‪)9‬‬
‫درجة حرارة شبه مثالية (‪ 36.5 - 34.6‬درجة مئوية)‪.‬‬
‫كما أن هــذه التجاويف ُعــرضــة لهجمات الحيوانات‬
‫المفترسة على األرض‪ ،‬مثل الثدييات الصغيرة (خاصة الفأر‬
‫الشوكي العربي والفأر الشوكي الذهبي) والثعابين‬
‫والسحالي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تُ َع ُّد نسبة بقاء عش األبلق أسود‬

‫ُق َّبرة سميكة المنقار تقف في ّ‬


‫ظل شجيرة‬
‫لتفادي الحرارة‪ ،‬حيث يهب النسيم على جناحيها‬
‫شبه المفتوحين وساقيها المكشوفتين‬
‫المليئتين باألوعية الدموية‪ ،‬ما يساعد على‬
‫خفض حرارة الجسم‪.‬‬

‫‪195‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪194‬‬
‫تتحمل الطيور التي تتغذى من األرض‪ ،‬مثل السمان الشائعة‪،‬‬ ‫الذنب حتى تصبح فراخه قادرة على الطيران أقل من واحد‬
‫الحرارة المرتفعة المنبعثة من رمال الصحراء خالل فصل الصيف‬
‫إلى ثالثة‪.‬‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن األعشاش التي تبعد ما يزيد على‬
‫مترين ونــصــف مــن الــمــنــحــدرات الصخرية تــكــون ُعـ ْرضــة‬
‫لعمليات افتراس أقل من تلك المبنية بالقرب من األرض‪.‬‬
‫وليس غريب ًا أن تتخذ اإلناث األكبر حجم ًا واألعلى نوع ًا هذه‬
‫المواقع األكثر أمان ًا ألعشاشها‪ ،‬أما اإلنــاث األصغر حجم ًا‬
‫واألدنى نوع ًا فال خيار لديها سوى التعشيش في التجاويف‬
‫القريبة من األرض التي ال تتيح فرصة للطائر البالغ للهروب‬
‫(‪)10‬‬
‫أي مفترس متجول‪.‬‬
‫من ّ‬
‫وللمساعدة فــي التخفيف مــن شــدة وط ــأة الكائنات‬
‫ـورت طـيــور األبـلــق أس ــود الــذنــب الـتــي تبني‬
‫المفترسة‪ ،‬ط ـ ّ‬
‫أعشاشها في األرض من قدرتها على التكيف‪ .‬فقبل أن تضع‬
‫األنثى بيوضها‪ ،‬تعمد إلى إقامة حاجز حجري أو متراس عجيب‬
‫بشكل جزئي‪ )11(.‬وأحــد التقارير‬
‫ٍ‬ ‫لسد مدخل تجويف العش‬
‫األولــى عن هذ السلوك كــان بالقرب من خميس مشيط‪،‬‬
‫حيث جمعت الطيور عشرات الحجارة الصغيرة إلقامة متراس‬
‫بالقرب مــن مــدخــل الـعــش‪ .‬ولبناء هــذا الـمـتــراس‪ ،‬تقضي‬
‫األنـثــى مــن ‪ 4‬إلــى ‪ 5‬أيــام فــي جمع مــا يزيد على ‪ 220‬حجراً‬
‫مسطح ًا صغيراً‪ ،‬تحملها في منقارها واحــداً تلو اآلخــر إلى‬
‫صفوف مرصوصة‬
‫ٍ‬ ‫مدخل التجويف‪ ،‬حيث تضع الحصى في‬
‫بــارتـفــاع ثــاث أو أرب ــع طبقات‪ ،‬مثل القرميد‪ .‬وكلما اتسع‬
‫مدخل تجويف العش‪ ،‬كان المتراس أكبر‪ ،‬ومنها ما يحتوي‬
‫على مئات من الحصى المسطحة‪.‬‬
‫يزن أكبر األحجار ما يقرب من نصف وزن جسم األنثى‪،‬‬
‫وتحملها مسافة تصل إلــى ‪ 25‬م‪ ،‬وأحــيــانـ ًا بمعدل حجر‬
‫واحد في الدقيقة تقريب ًا‪ .‬وفي المتوسط‪ ،‬تنقل كل أنثى‬
‫ما مجموعه ‪ 500‬غرام تقريب ًا من الصخور ّ‬
‫(أي أكثر من وزن‬
‫جسمها بنحو ‪ 30‬ضعف ًا)‪ ،‬لتبني في النهاية جداراً يق ّلص‬
‫(‪)12‬‬
‫أبعاد مدخل التجويف الصخري بمقدار الثلثين‪.‬‬
‫وم ــا يــدعــو لــلــعــجــب ه ــو أن الــوظــيــفــة األك ــث ــر أهمية‬
‫للمتراس تكمن في انهياره وإحداث ضوضاء عندما يحاول‬
‫أي كائن مفترس دخول تجويف العش‪ ،‬حيث يعمل صوت‬
‫ّ‬
‫احتكاك األحجار ببعضها‪ ،‬أو تساقطها بمثابة نظام إنذار‬
‫كر ال يحتمل الخطأ لتحذير الطائر من اقترابه‪ .‬وقد قام‬
‫ُم ْب ِ‬
‫الباحثون بمحاكاة صوت حيوان مفترس يقترب من العش‬
‫شد خيط نايلون مربوط بحصاة في متراس األبلق‬
‫عن طريق ّ‬
‫أســود الذنب‪ ،‬حيث أدى صوت احتكاك الحصى ببعضها‬
‫إلى خروج الطائر الحاضن من العش فوراً‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫يضطر المفترس غالب ًا إلى نقل كومة األحجار بعيداً عن‬
‫مدخل التجويف حتى يتمكن من الدخول إلى العش‪ ،‬األمر‬
‫(‪)13‬‬
‫الذي يُكسب الطائر البالغ وقت ًا ثمين ًا للهروب‪.‬‬
‫ورغــم أن المتراس الحجري قد ال يوقف المفترس عن‬
‫أكــل البيوض أو الــفــراخ‪ ،‬إال أنــه يمنح الطائر البالغ فرصة‬
‫ليوم آخر‪ .‬وكمقدرة أخرى على التك ّيف مع‬
‫ٍ‬ ‫النجاة والحياة‬
‫ارتفاع معدالت افتراس األعشاش‪ ،‬تتمتع إناث األبلق أسود‬
‫الذنب بقدرة استثنائية على وضع بيض محضون بديل‬
‫(‪)14‬‬
‫في غضون أربعة أيام فقط من فقدان عشها السابق‪.‬‬

‫‪197‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪196‬‬
‫أنثى نسر آذن تقوم بخفض‬
‫رأسها لتجنب أشعة الشمس‬
‫وإلقاء ّ‬
‫ظلها البارد على فرخها‪.‬‬

‫إلتمام عملية تعشيشها بالكامل‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬تضع األنثى‬ ‫دراسة الحالة ‪ :3‬نسر آذن‪،‬‬
‫بيضة واحــدة كبيرة (طولها ‪ 10‬سم تقريب ًا) تستغرق ‪55‬‬
‫يــوم ـ ًا إضــافــيـ ًا لتفقس‪ .‬ويبقى الــفــرخ فــي الــعــش لمدة‬
‫الموازنة بين الغذاء والحرارة‬
‫‪ 130‬يوم ًا قبل أن ينمو ريشه‪ ،‬ويكون قــادراً على الطيران‬ ‫على عكس معظم الطيور الصغيرة‪ ،‬ال تستطيع الطيور‬
‫أخيراً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال ينتهي عمل األبوين حتى يبلغ الطائر‬ ‫ذات األجسام الكبيرة أن تخفي عشها في أماكن معزولة‬
‫تلك المرحلة‪ ،‬إذ يعتمد الصغير عليهما فــي الحصول‬ ‫أو غير ظــاهــرة‪ ،‬وإنــمــا تميل إلــى التعشيش على الجزر‬
‫على غذائه لمدة تــراوح من ‪ 4‬إلــى ‪ 5‬أشهر حتى يستقل‬ ‫الصغيرة‪ ،‬أو في الشقوق‪ ،‬أو على منحدر ٍ صخري‪ ،‬حيث‬
‫(‪)15‬‬
‫يمكن أن تستغرق‬ ‫في نهاية المطاف وفي المجمل‪،‬‬ ‫تــكــون آمــنــة بــوجـ ٍه عــام مــن الــحــيــوانــات المفترسة على‬
‫عملية التعشيش نحو ‪ 355‬يوم ًا (انظر الشكل ‪ ،)3‬يتم‬ ‫األرض‪ .‬وبالمثل‪ ،‬بإمكان األن ــواع ذات األجــســام الكبيرة‬
‫ّ‬
‫ظل على اإلطالق‬ ‫أي‬
‫معظمها فوق شجرة عريضة ال توفر ّ‬ ‫أن تتجنب معظم المفترسات األرضية ببناء عشها فوق‬
‫ً‬
‫حرارة وجفاف ًا على كوكب األرض‪.‬‬ ‫في أحد أكثر األماكن‬ ‫األشــجــار‪ ،‬بيد أن التعشيش فــوق األشــجــار فــي المملكة‬
‫وال يوجد ما يدعو لالستغراب‪ ،‬عندما ندرك أن سلوك‬ ‫العربية السعودية على نحو خــاص يــؤدي إلــى تعريض‬
‫لعل أفضل مثال‬
‫التعشيش لدى النسر اآلذن يُ َع ُّد إلى حد ما تك ّيف ًا للتغلب‬ ‫الطيور الصغيرة والبالغة ألشعة الشمس والحر الشديد‪.‬‬
‫على الظروف القاسية التي ال مفر من مواجهتها أثناء‬ ‫لــعــل أفــضــل مــثــال عــلــى الــطــيـــــور الــمــتــوطــنـــــة في‬ ‫على الطيور‬
‫ً‬
‫بداية‪ ،‬يتع ّين وضع البيضة‬ ‫محاولة التعشيش الملحمية‪.‬‬ ‫المملكة التي تتحمل قسوة الحر والجفاف‪ ،‬هو النسر‬ ‫السعودية التي‬
‫فــي أق ــرب وقــت ممكن لضمان توفير الــوقــت الكافي‬ ‫أي طائر آخــر يقضي وقت ًا أطــول في‬
‫اآلذن‪ .‬فليس هناك ّ‬ ‫تتحمل قسوة الح ّر‬
‫حتى ينمو ريش الفرخ قبل أن تصل حرارة منتصف الصيف‬ ‫التعرض للحرارة القاسية مثل هذا النسر االستثنائي‪ .‬وقد‬
‫والجفاف هو النسر‬
‫ذروتها‪ .‬فتضع األنثى بيضتها في منتصف الشتاء‪ ،‬على‬ ‫أُجــريــت عديد مــن الــدراســات على هــذا الطائر الــرائــع في‬
‫الرغم من قلة الغذاء حينها‪ ،‬وعدم رغبة معظم الطيور‬ ‫محمية اإلم ــام سعود بــن عبدالعزيز‪ ،‬حيث تتجاوز درجــة‬ ‫اآلذن؛ فليس هناك‬
‫التزاوج ‪ /‬بناء العش‬ ‫وط ــوال مرحلة التعشيش بأكملها‪ ،‬يــحــاول األبــوان‬ ‫األخـ ــرى فــي الــتــكــاثــر‪ .‬وبــخــاف الكثير مــن األنـ ــواع األخ ــرى‬ ‫ّ‬
‫الظل‪،‬‬ ‫الــحــرارة أثناء موسم التكاثر ‪ 48‬درجــة مئوية في‬ ‫أي طائر آخر يقضي‬ ‫ّ‬
‫والفرخ الحد من إصابتهم باإلجهاد الحراري‪ .‬وغالب ًا ما يدير‬ ‫(التي يتم تحفيزها للتكاثر بعد توافر الغذاء‪ ،‬أو الطقس‬ ‫في حين يندر أن يتجاوز المعدل السنوي لسقوط األمطار‬ ‫وقت ًا أكثر تعرض ًا‬
‫وضع البيض‬
‫الطائران البالغان وجوههما بعيداً عن الشمس‪ .‬وخالل‬ ‫المالئم)‪ ،‬تضع كل أنثى بيضتها في التاريخ نفسه تقريب ًا‬ ‫‪ 100‬ملم (النطاق‪ 240 - 15 :‬ملم)‪.‬‬
‫للحرارة القاسية‬
‫حضانة البيض‬ ‫األسابيع الثالثة األولى بعد الفقس‪ ،‬يعمدان إلى تحريك‬ ‫كل عــام‪ .‬وبالنسبة لطيور النسر اآلذن‪ ،‬يُعد التعشيش‬ ‫وتــجــدر اإلشـ ــارة إلــى أن هــذا الــنــوع مــن الــطــيــور تبني‬
‫الــفــرخ الــعــاري مــن الــريــش فعلي ًا بحيث يكون موضوع ًا‬ ‫أقرب إلى سباق ماراثون منه إلى سباق عدو سريع‪ ،‬ألن حدث ًا‬ ‫العصي (قطره ‪ 2‬م وعمقه ‪ 50‬سم)‬ ‫ّ‬ ‫أعشاش ًا ضخمة من‬ ‫من هذا النسر‬
‫فقس البيض‬
‫ّ‬
‫ظل جسم الطائر البالغ‪ .‬لكن عندما يصبح الفرخ‬ ‫تحت‬ ‫ال‪ ،‬ليس مهم ًا بالنسبة لعملية‬ ‫عابراً‪ ،‬كهطول األمطار مث ً‬ ‫على قمم أشــجــار الطلح الملتوي‪ ،‬أو الــســرح المعرضة‬ ‫االستثنائي‪.‬‬
‫حضن الفراخ‬ ‫أكبر وأكثر قدرة على الحركة‪ ،‬يضطر البالغ إلى بسط أحد‬ ‫ً (‪)16‬‬
‫التعشيش التي تمتد لنحو عام تقريبا‪.‬‬ ‫للشمس‪ ،‬على بُــعــد ‪ 6 - 4‬م مــن األرض‪ .‬وقــد يستغرق‬
‫جناحيه لتظليله‪ .‬وألن إبقاء الجناح منبسط ًا يتطلب من‬ ‫تنمو البيضة أثناء أبرد أوقات السنة‪ ،‬فال بد من حضنها‬ ‫بناء هذا العش الهائل (أو إصالح عش الموسم السابق)‬
‫نمو الريش‬
‫الطائر قــدراً كبيراً من الطاقة‪ ،‬يضطر األبــوان إلى خفض‬ ‫باستمرار‪ .‬وهكذا‪ ،‬يتناوب األبــوان على الحضانة لضمان‬ ‫مــا يصل إلــى ‪ 30‬يــومـ ًا‪ ،‬وهــي مــدة تكفي بعض األنــواع‬
‫إطعام الفراخ‬ ‫إطعام الفراخ‬
‫جناحيهما للراحة كل ‪ 90‬ثانية تقريبا‪.‬‬
‫ً (‪)18‬‬
‫وجود طائر واحد على األقل يحتضن البيضة طوال الوقت‪،‬‬
‫بمجرد أن يبلغ الــفــرخ ‪ 30‬يــوم ـ ًا‪ ،‬يبدأ ريــش الجناحين‬ ‫وهي عادة ما تفقس في أواخر يناير أو فبراير‪ ،‬وأحيان ًا تتأخر‬ ‫تعشش طيور النسر اآلذن على‬
‫قمم أشجار الطلح‪ ،‬ما يؤدي إلى‬
‫أكتوبر‬

‫نوفمبر‬

‫ديسمبر‬

‫يناير‬

‫فبراير‬

‫أبريل‬

‫مايو‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬

‫سبتمبر‬
‫مارس‬

‫أغسطس‬

‫في النمو سريع ًا‪ .‬وبحلول ‪ 60 - 45‬يوم ًا‪ ،‬يصبح مكسواً‬ ‫حتى منتصف أبــريــل فــي بعض األعــشــاش‪ ،‬حيث يكون‬ ‫تعريض بيوضه وفراخه إلى حرارة‬
‫بالريش الــذي يكفيه لتحمل أشعة الشمس‪ .‬هنا ينتهز‬ ‫الجو قد أصبح دافئ ًا بالفعل‪ .‬ولما كانت البيضة تفقس‬ ‫شديدة في صيف المملكة القائظ‪.‬‬
‫ً‬
‫سنويا‪ ،‬حيث يبدأ الموسم بالتزاوج وبناء العش في أكتوبر‬ ‫الشكل ‪ :3‬دورة تكاثر طيور النسر اآلذن‬
‫ً‬
‫شهرا‪.‬‬ ‫ونمو ريش الفراخ قبل أن تبلغ مرحلة االستقاللية في البحث عن الطعام بعد نحو ‪12‬‬ ‫كال الوالدين الفرصة الستعادة نشاطهما والبحث عن‬ ‫عن فرخ صغير أعمى بال ريــش‪ ،‬فإنه يتع ّين على األبوين‬
‫المزيد من الغذاء لصغيرهما‪ .‬وعلى مدى الفترة الالحقة‬ ‫إحاطته بالرعاية المتواصلة في العش‪ ،‬ومساعدته على‬
‫سوى في أغسطس أو سبتمبر عندما تقترب درجات حرارة‬ ‫التي تــراوح بين ‪ 70‬و‪ 90‬يــومـ ًا‪ ،‬يكتمل أخــيــراً نمو الريش‬ ‫تنظيم الحرارة طــوال الفترة التالية لخروجه من البيضة‬
‫الهواء من ‪ 50‬درجة مئوية‪.‬‬
‫(‪)20‬‬
‫لدى الفرخ‪ ،‬فيقضي كل وقته تقريب ًا بمفرده تحت أشعة‬ ‫التي تراوح بين ‪ 45‬و‪ 60‬يوم ًا‪ .‬وفي تلك األثناء‪ ،‬تصبح درجة‬
‫وما إن يحقق النسر الصغير استقالله في البحث عن‬ ‫الشمس الساطعة‪ .‬وفــي غياب األبــويــن‪ ،‬يضطر الطائر‬ ‫حرارة الهواء أكثر سخونة بمرور األسابيع‪.‬‬
‫طعامه‪ ،‬ال يبقى لــدى األبوين ســوى أسابيع قليلة فقط‬ ‫الصغير إلى أن يدرأ عن نفسه أشعة الشمس المباشرة‪،‬‬ ‫وهكذا‪ ،‬بعد فترة تراوح بين ‪ 100‬و‪ 115‬يوم ًا (فترة حضانة‬
‫لبدء محاولتهما التالية للتكاثر‪ .‬في الواقع‪ ،‬تُ َع ُّد عملية‬ ‫فيدير ظهره للشمس بنسبة ‪ %95‬من الوقت‪ ،‬وخافض ًا‬ ‫مدتها ‪ 55‬يوم ًا إلى جانب فترة رعاية مدتها ‪ 60 - 45‬يوم ًا)‪،‬‬
‫التعشيش مجهدة للغاية لدرجة أن الكثير من الطيور‬ ‫ـل جــســمــه ليحمي صـ ــدره الــعــاري‬‫رأسـ ــه األصــلــع فــي ظ ـ ّ‬ ‫يتع ّين وجود طائر بالغ واحد على األقل دائم ًا في العش‪،‬‬
‫البالغة ال تتكاثر سوى مرة كل سنتين‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫ّ‬
‫الظل‬ ‫وســاقــيــه‪ ،‬ثــم ينتصب الــريــش القليل لديه لــزيــادة‬ ‫ما يعني بأن كل طائر سيتخلى في المتوسط عن ‪%50‬‬
‫عناية األبــويــن والــقــدرة على التك ّيف لــدى الــفــراخ‪ ،‬فــإن ما‬ ‫وتدفق الهواء إلى جسمه‪ .‬وبحلول شهر مايو‪ ،‬ينخفض‬ ‫من وقته المتاح للعثور على الغذاء‪ .‬لذلك‪ ،‬يتبادل األبوان‬
‫يقرب من ‪ %50‬من األعشاش تخفق في نهاية المطاف‬ ‫بشكل ملحوظ فيما يجاهد نفسه لتحمل‬
‫ٍ‬ ‫جناحا الفرخ‬ ‫المعلومات حول مكان العثور على الغذاء‪ .‬وتشير الدالئل‬
‫بسبب اإلجهاد الناجم عن الحرارة‪ ،‬أو الجوع‪ ،‬أو االفتراس‬ ‫(‪)19‬‬
‫الحرّ الشديد‪.‬‬ ‫إلى أن الذكر يطوف بحث ًا عن الغذاء لفترات أطول بكثير‬
‫أو مضايقة البشر‪ ،‬وهــو السبب األكثر شيوع ًا‪ )21(.‬ونظراً‬ ‫ومع أن غالبية الفراخ في األعشاش تصبح قادرة على‬ ‫من األنثى التي تضطلع بنوبات حضانة أطول في العش‪،‬‬
‫للصعوبات البالغة التي يتحملها هذا النوع‪ ،‬ينبغي أن‬ ‫الطيران في شهري يونيو أو يوليو‪ ،‬إال أن تلك األعشاش‬ ‫ومن ثم تراقب األنثى مسار عودة الذكر المباشر من مكان‬
‫نبذل كل ما بوسعنا لضمان التخلص من اآلثــار البشرية‬ ‫التي بدأت مؤخراً تضطر إلى ّ‬
‫تحمل درجات الحرارة الشديدة‬ ‫تــوافــر الجيف إلــى الــعــش‪ ،‬مــا قــد يسمح لها بتتبع مسار‬
‫(‪)17‬‬
‫السلبية على هذا الطائر الرائع‪.‬‬ ‫ألسابيع عدة أخرى‪ .‬فبعض تلك الفراخ ال يستطيع الطيران‬ ‫طيرانه لتحديد مكان مصدر الغذاء بشكل أكثر كفاءة‪.‬‬

‫‪199‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪198‬‬
‫‪45‬‬ ‫على حافة الماء ورفرفة أجنحتها‪ ،‬حيث ترش الماء على‬ ‫تعشش الخرشنة بيضاء الخد‬
‫على أراضي الجزر خالل الصيف‪،‬‬
‫رأسها وجسمها لتحصل على راحة فورية‪ .‬كما تلجأ أيض ًا‪،‬‬
‫عرضة نفسها وفراخها إلى‬ ‫ُم ِّ‬
‫‪44‬‬
‫إلى تغطيس أقدامها الغنية باألوعية الدموية في الماء‪،‬‬ ‫الحرارة الشديدة‪.‬‬

‫أعداد الفصائل المتكاثرة‬


‫‪42‬‬
‫فيتدفق الدم البارد سريع ًا إلى جميع أجزاء الجسم‪.‬‬
‫وعــلــى ال ــرغ ــم م ــن أن الــغــطــس ف ــي ال ــم ــاء يساعد‬
‫‪40‬‬ ‫في تبريد جسم الطير البالغ‪ ،‬فهو ال يفعل شيئ ًا لتبريد‬
‫البيوض‪ ،‬أو الفراخ التي تُترك في العش ملتحفة بشمس‬
‫‪38‬‬

‫شهريا‬
‫تحمل‬
‫ّ‬ ‫الجزيرة العربية الحارقة‪ .‬وحتى تساعد فراخها على‬

‫ً‬
‫‪36‬‬ ‫الحرّ الشديد‪ ،‬تحمل طيور الخرشنة البالغة بعض ًا من مياه‬
‫ارتفاع منخفض‬
‫ٍ‬ ‫البحر إلى العش من خالل الطيران على‬
‫‪34‬‬ ‫ّ‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫لتغطس بطونها فــي الــمــاء‬ ‫مــن سطح البحر‬
‫طيور بالغة تعود إلى‬ ‫طيور بالغة تترك‬ ‫طيور بالغة تحضن بيضها‬
‫عشها ببطن بارد ورطب‬ ‫أعشاشها لمدة ‪ 30‬ثانية‬ ‫ببطن دافئ وجاف‬ ‫متكرر‪ ،‬مثل الحجر الذي يُقذف في بركة المياه فيرتد عن‬
‫لترطيب بطنها‬
‫سطح الــمــاء أكــثــر مــن م ــرة‪ ،‬ومــن ثــم تــعــود إلــى العش‬
‫دراسة الحالة ‪ :4‬خرشنة بيضاء‬
‫نواة البيضة‬ ‫سطح البيضة‬ ‫األرض بالقرب من العش‬
‫سريع ًا لتبرّد البيوض أو الفراخ بجسمها المبلل‪ ،‬ثم يقف‬ ‫تفضل الصيف عندما تصل اإلنتاجية البحرية (ودرجة حرارة‬ ‫تطير الخرشنة‬
‫الشكل ‪ :4‬التغيير في درجات حرارة العش بسبب سلوك تغطيس البطن لدى الخرشنة بيضاء الخد‪.‬‬ ‫الطائر البالغ فوق عشه مديراً ظهره إلى الشمس‪ ،‬فاتح ًا‬ ‫الهواء) إلى ذروتها‪.‬‬
‫الخد‪ ،‬الموازنة بين حماية العش‬ ‫ارتفاع‬ ‫البالغة على‬
‫(‪)26‬‬
‫ٍ‬
‫جناحيه أحيان ًا‪ ،‬ليلقي بظ ِّله ويسمح لنسيم الهواء بتبريد‬ ‫تمت دراسة سلوك التعشيش لدى هذه الطيور‪ ،‬التي‬
‫التكاثر‪ .‬ففي إحــدى الــمــرات أثــنــاء الــدراســة‪ ،‬وصــل بعض‬ ‫العش المبلل حديث ًا‪ .‬وقد لوحظ سلوك مماثل لتغطيس‬ ‫تبدو جذابة في الصور‪ ،‬دراســة تفصيلية في جزيرة الفناتير‬ ‫والحرارة‬ ‫منخفض فوق‬
‫األشخاص على متن قــارب بشكل مفاجئ متسببين في‬ ‫البطن في عد ٍد من أنواع طيور الخرشنة‪ ،‬وكذلك الزقزاق‬ ‫(بــالــقــرب مــن الــجــبــيــل) فــي الــخــلــيــج الــعــربــي‪ ،‬حــيــث توجد‬ ‫التكاثر على الجزر الساحلية الصغيرة التي تخلو عادة من‬ ‫سطح البحر لغمس‬
‫إزعــاج الطيور المتكاثرة‪ ،‬ما اضطر المستعمرة بالكامل‬ ‫ولقياس مــدى فاعلية سلوك تغطيس‬ ‫(‪)23‬‬
‫اإلسكندري‪.‬‬ ‫مستعمرة مكونة من نحو ‪ 3,500‬زوج تتكاثر من مايو إلى‬ ‫الحيوانات المفترسة‪ ،‬والتي تعيش على األرض‪ ،‬يُ َع ُّد أحد‬ ‫بطونها في الماء‬
‫(‪)22‬‬
‫في جزيرة الفناتير إلى مغادرة أعشاشها لدقائق معدودة‪.‬‬ ‫الــبــطــن‪ ،‬ث ـ ّبــت الــبــاحــثــون مــقــايــيــس حـ ــرارة مــصــغــرة فــوق‬ ‫وبسبب انحسار الغطاء النباتي في‬ ‫أغسطس كل عام‪.‬‬ ‫تحد بها الطيور من خطر تعرّض‬ ‫ّ‬ ‫الطرق التي يمكن أن‬ ‫بشكل متكرر‪ ،‬ثم‬
‫ٍ‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬ارتفع متوسط درجة حرارة الهواء داخل العش‬ ‫وداخل بيض خرشنة اصطناعي موضوع إلى جانب بيض‬ ‫الجزيرة‪ ،‬يتعرض نحو ثلثي األعشاش بشكل عــام ألشعة‬ ‫أعشاشها لالفتراس‪ .‬ولكن مرة أخــرى‪ ،‬ال يتأتّى ذلك من‬
‫تعود إلى العش‬
‫بنسبة كبيرة بلغت ‪ 8‬درجــات مئوية‪ ،‬ما تسبب في ارتفاع‬ ‫حقيقي فــي أعــشــاش نشطة‪ ،‬وكــانــت مقاييس الــحــرارة‬ ‫الشمس المباشرة طوال أشهر صيف شبه الجزيرة العربية‬ ‫دون تبعات؛ فعادة ما تتسم الجزر الساحلية المنخفضة‬
‫درجــة حــرارة البيض من الداخل بمقدار درجــة مئوية تقريب ًا‪،‬‬ ‫معدة أيض ًا لقياس درجة حرارة الهواء المحيط‬ ‫ّ‬ ‫المصغرة‬ ‫ـل وقتها‬‫الطويل‪ .‬وتقضي الطيور البالغة المتكاثرة جُ ـ َّ‬ ‫بمحدودية الغطاء النباتي‪ ،‬ما يعني أن معظم األنــواع‬ ‫سريع ًا لتبرّد البيض‬
‫وهــو ما تسبب في استغراق الطيور الحاضنة ‪ 50‬دقيقة‬ ‫داخل العش وعند سطح األرض بجوار العش‪ ،‬وقد تم أيض ًا‬ ‫تقريب ًا في الجثوم‪ ،‬أو الوقوف على العش مصارعة الرياح‬ ‫التي تتوطن الجزر تعشش في العراء‪ ،‬ويجعلها ُع ْر ً‬
‫ضة‬ ‫أو الفراخ بجسمها‬
‫أخرى قبل أن تتمكن من تبريد البيض إلى مستويات ما قبل‬ ‫توصيل هذه المقاييس بجهاز كمبيوتر لتسجيل درجات‬ ‫القوية والــرطــوبــة العالية‪ ،‬حيث يتجاوز متوسط درجــات‬ ‫ألجواء المناخ القاسية‪.‬‬ ‫المبلل‪.‬‬
‫وهذا يقود إلى حقيقة أن حاالت اإلزعاج المتكررة‬ ‫(‪)27‬‬
‫اإلزعاج‪،‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫ثوان‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الحرارة بدقة كل ‪10‬‬ ‫ّ‬
‫الظل؛ فكيف تضمن‬ ‫الحرارة القصوى ‪ 43‬درجة مئوية في‬ ‫أحــد أن ــواع هــذه الــطــيــور الخرشنة بيضاء الــخــد التي‬
‫فــي مستعمرات التعشيش ت ــؤدي إل ــى فــشــل تفقيس‬ ‫كشفت هذه الدراسة عن أن متوسط درجة حرارة سطح‬ ‫هذه الطيور بقاء أعشاشها في مثل هذه الظروف القاسية؟‬ ‫ّ‬
‫تعشش على الــجــزر فــي الخليج الــعــربــي والــبــحــر األحــمــر‪.‬‬
‫البيض‪ ،‬ويمكن أن تؤدي إلى انهيار مستعمرات بأكملها‪.‬‬ ‫األرض القريبة مــن العش كــان ‪ 43.5‬درجــة مئوية وبحد‬ ‫لحسن الحظ‪ ،‬تنعم هذه الطيور البحرية بالقدرة على‬ ‫ومــثــل معظم الــطــيــور الــبــحــريــة فــي المملكة العربية‬
‫أقصى ‪ 59.2‬درجــة مئوية‪ ،‬وهــو أعلى من الحد المميت‬ ‫االستحمام بمياه البحر‪ ،‬وهكذا تُــبـرّد جسمها بالوقوف‬ ‫الــســعــوديــة‪ ،‬فــهــي ال تــعـ ّ‬
‫ـشــش فــي فــصــل الــربــيــع‪ ،‬وإنــمــا‬
‫بعد تبليل ريش البطن‪ ،‬يعود‬ ‫للطيور‪ .‬وعندما ارتفعت درجة حرارة الهواء المحيط أثناء‬
‫الطائر البالغ إلى العش لتبريد‬ ‫النهار‪ ،‬اضطرت الطيور البالغة إلى مغادرة العش على‬ ‫خرشنة بيضاء الخد تعمد‬
‫بيوضه أو فراخه‪.‬‬
‫نحو أكثر تواتراً ألداء سلوك تغطيس البطن‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫إلى غمس جسدها بالماء‬
‫ٍ‬
‫لتبريد منطقة الحضن وتبليل‬
‫ّ‬
‫يغطس بطنه في الماء لمدة‬ ‫وبينما كان الطير البالغ‬ ‫ريش البطن ‪.‬‬
‫‪ 30‬ثانية‪ ،‬ازدادت درجــة حــرارة العش المكشوف بنحو ‪5.1‬‬
‫درجة مئوية‪ ،‬فيما ارتفعت درجة حرارة سطح البيضة بنحو‬
‫‪ 2.8‬درجة مئوية وداخل البيضة بنحو ‪ 0.4‬درجة مئوية (انظر‬
‫الشكل ‪ .)4‬لكن هذه الزيادات في درجــات الحرارة كانت‬
‫ببطن بار ٍد ورطب‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مؤقتة‪ ،‬فبمجرد عودة الطائر إلى العش‬
‫انخفضت درجــة حــرارة العش بمقدار ‪ 6.7‬درجــة مئوية في‬
‫غضون ‪ 4 - 3‬دقائق‪ ،‬ما تسبب في انخفاض درجــة حرارة‬
‫سطح البيضة بمقدار ‪ 4.2‬درجة مئوية وعودة درجة حرارة‬
‫(‪)25‬‬
‫البيضة من الداخل إلى وضعها الطبيعي‪.‬‬
‫توضح هذه الدراسة أن تأثير التبريد الناتج عن تغطيس‬
‫الــبــطــن يُــســهــم فــي خــفــض درج ــة حـ ــرارة الــعــش والبيض‬
‫ـوض بــصــورة أكبر عــن الــزيــادة الهامشية فــي درجــات‬
‫ويــعـ ّ‬
‫الــحــرارة بسبب إخ ــاء الــعــش‪ ،‬شريطة ع ــودة الــطــائــر إلى‬
‫العش سريع ًا‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فــإن تــعـرّض الطيور ّ‬
‫ألي إجها ٍد‬
‫ُمفرط يمكن أن يكون كارثي ًا بالنسبة لفرص نجاحها في‬

‫‪201‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫‪200‬‬
‫استراتيجيات تزاوج الطيور‬ ‫ً‬
‫أعشاشا‬ ‫نساج روبلي؛ يبني الذكر‬
‫عدة على أمل جذب أنثى واحدة‬

‫في الصحراء‬ ‫على األقل لترافقه إلى منطقته‪.‬‬

‫العثور على الشريك المناسب يُ َع ُّد أحد تحديات التكاثر؛‬


‫فلكل نوع طريقته الخاصة في استعراض صفاته المميزة‬ ‫ِّ‬
‫ـد المنافسين‪ .‬فــي هــذا القسم نركز‬
‫وج ــذب األنــثــى وص ـ ّ‬
‫على ثالثة أنواع شائعة من الطيور في المملكة إلثبات‬
‫أن الطيور قد تحاول جــذب اإلنــاث باالستعانة بأصواتها‬
‫العذبة‪ ،‬أو ريشها البديع‪ ،‬أو استعراض قدرتها على الصيد‪.‬‬

‫دراسة الحالة ‪ :5‬هدهد أوراسي‪،‬‬


‫جذب اإلناث باألغاني‬
‫ت ّتسم تغريدات هذا النوع من الطيور ببساطتها‪ .‬يقول‬
‫البعض إن صوته يبدو مثل‪“ ،‬هوبو‪ ...‬هوبو‪ ...‬هوبو‪ .”...‬في‬
‫«هد‪ُ ...‬هد ُهد‪ُ ...‬هد‬
‫حين يقول البعض اآلخر إنه يبدو مثل ُ‬
‫دهد‬
‫وه ُ‬
‫سمي الطائر هوبو باإلنجليزية‪ُ ،‬‬
‫ُهــد‪ .»...‬ومن هنا ُ‬
‫في العربية‪ .‬في الواقع‪ ،‬تتضمن هذه التغريدة البسيطة‬
‫الكثير من المعلومات‪.‬‬
‫ففي طيور الهدهد األوراس ــي‪ ،‬ال يغ ّني سوى الذكر‪،‬‬
‫وغالب ًا في فترة التزاوج وبناء العش ووضــع البيوض‪ ،‬ثم‬
‫يــقـ ّلــل مــن مــعــدل تــغــريــده بنسبة ‪ %50‬بــمــجــرد أن تضع‬
‫األنثى بيوضها‪ .‬ويــدل ذلك على أن الغرض الرئيس من‬
‫أغنية الهدهد األوراسي هو جذب األنثى‪ .‬وبمجرد أن تضع‬
‫األنثى بيوضها‪ ،‬يتوقف الذكر عن الغناء ويقضي وقته‬

‫نساج روبلي؛ قد يبني الذكر‬


‫‪ 12‬أو أكثر من نماذج األعشاش‬
‫في منطقته‪.‬‬

‫‪203‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪202‬‬
‫تفقدها‬
‫ّ‬ ‫أنثى نساج روبلي أثناء‬
‫للعش‪ .‬وإن أعجبها‪ ،‬فقد تتكاثر‬
‫مع الذكر المقيم‪.‬‬

‫رتيب مكرّر أن يجذب األنثى؟‬


‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫ولكن كيف للغناء‬ ‫في حماية األنثى ومساعدتها في العش‪ ،‬ثم يضاعف‬
‫حسن ًا؛ على الرغم من أن الطيور تبدو وكأنها تغني من‬ ‫أي بمجرد أن يصبح‬ ‫معدل الغناء عندما ينمو ريش الفراخ‪ّ ،‬‬
‫دون عناء‪ ،‬إال أن غناءها في الواقع يتطلب بذل الكثير من‬ ‫ُمتاح ًا للتكاثر مجدداً وراغب ًا في اجتذاب أنثى أخرى (أو األنثى‬
‫(‪)28‬‬
‫الطاقة‪ ،‬بل إن الغناء بالنسبة لعديد من الطيور يأتي في‬ ‫نفسها) ووضع البيوض مرة أخرى‪.‬‬
‫المرتبة الثانية بعد الطيران من حيث استهالك طاقتها‪.‬‬
‫وبشكل ملحوظ‪ ،‬يوجد تباين طفيف في الطريقة التي‬ ‫ٍ‬ ‫طعم فرخها‬‫أنثى نساج روبلي تُ ِ‬
‫ً‬
‫قادرا على الطيران‪.‬‬ ‫الذي أصبح‬
‫تُــغـ ِّرد بها ذكــور الهدهد األوراس ــي أغنيتها الخاصة ُ‬
‫«هــد‬
‫بشكل روتيني ألحان ًا‬
‫ٍ‬ ‫ُهد»‪ .‬إذ يُصدر نحو ‪ %40‬من الذكور‬
‫أي أن أغنيتها تتألف إما‬ ‫تحتوي على نغمتين أو ثالث فقط‪ّ ،‬‬
‫«هد ُهد ُهد»‪ ،‬مع ترديدها مراراً وتكراراً‪.‬‬
‫«هد ُهد» أو من ُ‬
‫من ُ‬
‫أغاني تحتوي‬
‫َ‬ ‫ولكن الذكور األثقل واألفضل صحة تصدر‬
‫«هد ُهد ُهد ُهد ُهد‪ُ ...‬هد ُهد ُهد‬
‫على أربع أو خمس نغمات ُ‬
‫ُهد ُهد‪ .»...‬في حين أن أجود الذكور التي قد تمثل نسبتها‬
‫أغاني تحتوي على ست نغمات‪.‬‬‫َ‬ ‫نحو ‪ %5 - 4‬تُصدر‬
‫وبالنسبة لطيور الهدهد األوراسي‪ ،‬يؤدي إصدار األغاني‬
‫التي تحتوي على ‪ 6 - 4‬نغمات إلى سرعة استنفاد مخزون‬
‫الجليكوجين في العضالت‪ ،‬ما يؤدي إلى إجهاد العضالت‪.‬‬
‫أمــا الطيور التي تعاني نقص ًا فــي ال ــوزن‪ ،‬فإنها ال تمتلك‬
‫الطاقة الالزمة لترديد أغنية من ‪ 6 - 4‬نغمات؛ ببساطة هي‬
‫هدهد أوراسي؛ يستخدم‬ ‫أضعف من ذلك‪ .‬لكن إذا ُمنح الذكر الضعيف طعام ًا إضافي ًا‪،‬‬
‫الذكر نداءه البسيط لجذب‬
‫اإلناث وردع المنافسين‪.‬‬
‫نغمات في أغنيته‪ .‬ولذلك‪ ،‬تُ َع ُّد‬
‫ٍ‬ ‫فسرعان ما يبدأ بترديد ‪6 - 4‬‬
‫أغنية الهدهد األوراسي إشارة صريحة على صحته الحالية‪.‬‬

‫‪205‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪204‬‬
‫تب ّين بأن ما ال يقل عن ‪ %48‬من اإلناث المقيمات تعول‬ ‫دراسة الحالة ‪ :6‬تمير فلسطيني‪،‬‬ ‫زوج من فراخ الهدهد األوراسي‬
‫ً‬
‫حديثا‪.‬‬ ‫تمكنت من الطيران‬
‫عش ًا يضم صغيراً واحــداً على األقــل من ٍ‬
‫أب غير شريكها‬
‫جذب اإلناث بالريش‬
‫أي أن ــه يــكــون نــصــف اإلنـ ــاث تــقــريــبـ ًا مــن غير‬
‫فــي الــعــش‪ّ ،‬‬
‫المخلصات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بينما تختار إنــاث الهدهد األوراس ــي الــذكــور وفق ًا لجودة‬
‫ـمــا كــانــت خــصــوبــة إن ــاث التمير تــتــزايــد فــي األي ــام‬
‫ولـ ّ‬ ‫أغنياتها‪ ،‬تختار إن ــاث التمير الفلسطيني الــذكــور وفق ًا‬
‫القليلة قبل وضعها للبيض‪ ،‬تتسلل الذكور من المناطق‬ ‫لريشها متقزح اللون‪ .‬وتجدر اإلشــارة إلى أن هذه الطيور‬
‫إدراكنا يزداد يوم ًا‬ ‫المجاورة في هذه الفترة‪ ،‬وكذلك الذكور غير المتزاوجة‬ ‫الصغيرة الجميلة تبدو للوهلة األولــى أنها تعيش حياة‬

‫بعد يوم بأن الطيور‬ ‫التي لم تنشئ منطقتها الخاصة‪ ،‬لتحاول التودد إلى‬ ‫بسيطة‪ ،‬لكنها على عكس ذلــك‪ ،‬تمضي حياة مذهلة‬
‫األنثى المقيمة بالغناء واستعراض ريشها المتقزح ذي‬ ‫حــق ـ ًا‪ ،‬يجتمع فيها الــذكــر واألنــثــى مــع ـ ًا فــي زواج أح ــادي‬
‫ليست جميلة‬
‫األلــوان الزاهية‪ .‬وخــال موسم التكاثر‪ ،‬تدخل ثالثة ذكور‬ ‫اجتماعي ًا على مدار العام وبصفة مستمرة عام ًا بعد عام‪.‬‬
‫ولطيفة فحسب‪،‬‬ ‫أي منطقة مع ّينة كــل ســاعــة في‬
‫فــي المتوسط إلــى ّ‬ ‫يبني الــزوجــان ثالثة أعــشــاش فــي الموسم الــواحــد‪،‬‬
‫وإنما تعيش أيض ًا‬ ‫محاولة إلغراء األنثى المقيمة‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬لوحظ‬ ‫ويمكن أن يعيشا ألكــثــر مــن ثمانية أعـ ــوام‪ ،‬وهــي مدة‬

‫حياة مذهلة‪ ،‬وفي‬ ‫نحو خمسة ذكور متطفلة تغزو منطقة واحدة في الوقت‬ ‫طويلة إلــى ح ـ ٍد مــا بالنسبة لطائر صغير الحجم كهذا‬
‫آن واحــد إغــراء األنثى‪ ،‬علم ًا أن‬
‫نفسه‪ ،‬وكلها تحاول في ٍ‬ ‫(يزن نحو ‪ 7 - 5‬غم فقط)‪ .‬وفي هذا الــزواج‪ ،‬تتولى األنثى‬
‫الوقت نفسه معقدة‬
‫أي من هذه الذكور‬
‫لألنثى المقيمة حرية اختيار التزاوج مع ٍّ‬ ‫بــنــاء الــعــش وحضانة البيوض بنفسها‪ ،‬بينما يتشارك‬
‫بشكل بديع‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫المتطفلة من عدمه‪.‬‬ ‫كال األبــويــن إطعام الــفــراخ وتنظيف العش والــدفــاع عن‬
‫بالطبع‪ ،‬ال تقف الذكور المقيمة مكتوفة األيدي أمام‬ ‫منطقتهما الصغيرة (هكتار واحد) وحمايتها من الكائنات‬
‫الذكور المتطفلة‪ ،‬وإنما تقضي قدراً كبيراً من وقتها في‬ ‫(‪)32‬‬
‫المفترسة‪.‬‬
‫الدفاع عن مناطقها‪ .‬كما تتصرف بعدوانية تجاه الذكور‬ ‫غــيــر أن الــمــظــاهــر قــد تــكــون خ ــادع ــة؛ فــهــذه الــطــيــور‬
‫األخــرى‪ ،‬وتشدد الحراسة على إناثها‪ .‬وقــد أجــرى العلماء‬ ‫الصغيرة الفاتنة أبعد ما تكون عن التزاوج األحادي‪ ،‬ألنه عند‬
‫بعض التجارب التي تم فيها أسر ذكور مقيمة وإخراجها‬ ‫ّ‬
‫والمعششة‪،‬‬ ‫فحص الحمض النووي لطيور التمير البالغة‬

‫ـي‬
‫ـاء عــلــى ذلـ ــك‪ ،‬ف ــإن ال ــذك ــور الــتــي تــصــدر أغــانـ َ‬
‫وب ــن ـ ً‬ ‫والخــتــبــار فرضية أن اإلن ــاث تنجذب إلــى الــذكــور التي‬
‫مكونة من ‪ 6 - 4‬نغمات عــادة ما يتم اختيارها للتكاثر‪،‬‬ ‫نغمات أكثر‪ ،‬أجرى الباحثون تجربة بسيطة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تستطيع إصدار‬
‫فيما يــفــوت الــمــوســم غــالــبـ ًا الــذكــور الــتــي تــصــدر أغــانـ َ‬
‫ـي‬ ‫أو ًال‪ ،‬عمدوا إلــى تسجيل أغاني عدي ٍد من ذكــور الهدهد‬
‫رغم أن أغنية الطائر‬
‫مــن نغمتين أو ثــاث‪ .‬وليس ذلــك فحسب‪ ،‬بــل تكشف‬ ‫األوراس ــي المختلفة‪ ،‬يتضمن بعضها نغمتين‪ ،‬أو ثالث‬
‫البصمة الــوراثــيــة أن اإلن ــاث تــكــاد تــكــون ُمخلصة دائــمـ ًا‬ ‫فيما يحتوي بعضها اآلخر على ‪ 6 - 4‬نغمات‪ ،‬ثم في بداية‬ ‫تبدو سلسلة ال عناء‬
‫أغان من ‪ 5 - 4‬نغمات‪ ،‬فيما‬
‫ٍ‬ ‫للذكور التي تستطيع ترديد‬ ‫موسم التكاثر‪ ،‬قام الباحثون بتشغيل أغنية قصيرة عبر‬ ‫فيها‪ ،‬إال أنها في‬
‫تــكــون غير ُمخلصة فــي كثير مــن األحــيــان للذكور التي‬ ‫ُم َك ِّبر صوت لمدة ‪ 5‬دقائق‪ ،‬ثم تشغيل أغنية طويلة في‬ ‫الواقع تتطلب بذل‬
‫تــكــون أغانيها مكونة مــن نغمتين أو ثالث‪ )30(،‬وذلــك‬ ‫الوقت نفسه عبر ُم َك ِّبر صوت آخر على بُعد ‪ 100‬م‪ .‬لوحظ‬
‫الكثير من الطاقة‪.‬‬
‫ألن األنثى التي تتزاوج مع ذكــر أرفــع نوع ًا تستفيد كثيراً‪.‬‬ ‫اقتراب اإلنــاث المقيمة من أحد ُم َك ِّبرَي الصوت‪ ،‬على ما‬
‫أو ًال‪ ،‬يُــرجــح أن تــرث ذريتها جينات الــذكــر األصــيــلــة؛ وثاني ًا‪،‬‬ ‫يبدو بغرض التحقق من هذا «الذكر الجديد» في الحي‪ .‬وقد‬ ‫بل إن الغناء‬
‫تحصل األنثى وفراخها على مزي ٍد من الطعام من الذكر‬ ‫أُجريت التجربة في مناطق مختلفة ضمن مجتمع الدراسة‪.‬‬ ‫بالنسبة للعديد من‬
‫أثناء محاولة التكاثر‪ ،‬ما يزيد من عدد الفراخ التي سوف‬ ‫وطوال التجربة‪ ،‬كان عدد اإلناث اللواتي ذهبن للتحقق من‬ ‫الطيور يأتي في‬
‫تستطيع مــن الــطــيــران فــيــمــا بــعــد‪ .‬وم ــن ثــم تــجــد أنثى‬ ‫ُم َك ِّبر الصوت الذي يصدر األغنية الطويلة أكثر خمس مرات‬
‫المرتبة الثانية بعد‬
‫الهدهد األوراسي حافزاً كبيراً للتزاوج مع الذكر الذي يُصدر‬ ‫من عدد الذاهبات إلى ُم َك ِّبر الصوت الــذي يصدر األغنية‬
‫ذكر تمير فلسطيني يستعرض‬ ‫نغمات أطول‪ ،‬ألن هذا مؤشر موثوق على جودة جيناته‬
‫ٍ‬ ‫فضل الذكور‬‫دل بالفعل على أن اإلناث تُ ِّ‬‫القصيرة‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫الطيران من حيث‬
‫قدراته لجذب اإلناث‪.‬‬
‫(‪)31‬‬
‫وقدرته األبوية‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫التي تستطيع إصدار نغمات أطول‪.‬‬ ‫استهالك الطاقة‪.‬‬

‫‪207‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪206‬‬
‫نصف أعشاش التمير‬
‫ً‬
‫تقريبا تضم بيضة‬ ‫الفلسطيني‬
‫واحدة على األقل ال تنتمي‬
‫إلى الذكر المقيم‪.‬‬

‫‪209‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪208‬‬
‫لالهتمام‪ ،‬أن تحلي ً‬
‫ال عالمي ًا حديث ًا قد كشف عن ارتفاع‬ ‫على األقــل فــي ‪ %90‬مــن األنـــواع‪ ،‬وأن أكثر مــن ‪ %11‬من‬ ‫ذكر تمير فلسطيني يطعم‬
‫ً‬
‫صغيرا‪ ،‬لكنه قد ال يكون‬ ‫ً‬
‫فرخا‬
‫معدالت االختالفات الجنسية داخل النوع في طيور الجزيرة‬ ‫النسل‪ ،‬في المتوسط‪ ،‬كان نتيجة أبوة خارج نطاق التزاوج‪.‬‬
‫والده البيولوجي‪.‬‬
‫(‪)40‬‬
‫فقد نجد في المملكة سلوك التزاوج مع غير‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫(‪ )38‬فلماذا يكون للطيور التي تبدو وكأنها أحادية التزاوج‪،‬‬
‫الشريك في العش في عديد من األنواع األخرى التي تتميز‬ ‫أنظمة تزاوج معقدة كهذه؟ بإيجاز‪ ،‬قد تسعى الذكور إلى‬
‫بتلك االختالفات‪ ،‬مثل الزرزور المجوف‪ ،‬والسمنة الصخرية‬ ‫زيادة نجاحها في التكاثر عن طريق إكثار الفراخ في أعشاش‬
‫الــصــغــيــرة‪ ،‬واألبــلــق الــحــزيــن الــشــرقــي‪ ،‬والــنــســاج الــروبــلــي‪،‬‬ ‫أخرى إضافة إلى تلك التي تُعيلها بنفسها‪ .‬وعلى الجانب‬
‫وغيرها‪.‬‬ ‫اآلخــر‪ ،‬قد تُ ّ‬
‫حسن اإلنــاث من نجاحها في التكاثر بــأن تختار‬
‫إن التمير الفلسطيني الجميل من الطيور المفضلة‬ ‫لفراخها ذكور أرفع مقام ًا من شريكها في العش‪ ،‬أو أنها‬
‫بشكل خــاص لــدى العامة بسبب ألــوان ذكــوره الزاهية‪،‬‬ ‫تحسب ًا لعقم ذكرها‪ .‬وفي كلتا الحالتين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تفعل ذلك فقط‬
‫ومــيــل إنــاثــه إلــى بــنــاء أعشاشها فــي حــدائــق الضواحي‪.‬‬ ‫يحاول كل فرد تحسين نجاحه في التكاثر مدى الحياة‪.‬‬
‫ويمكن القول إن إدراكنا يــزداد يوم ًا بعد يوم أن الطيور‬ ‫وعـ ـ ً‬
‫ـادة مــا نجد مــعــدالت مرتفعة مــن الــتــزاوج مــع غير‬
‫ليست جميلة ولطيفة فحسب‪ ،‬وإنما تعيش أيض ًا حياة‬ ‫الشريك في العش في األن ــواع التي يكون فيها الذكر‬
‫مذهلة‪ ،‬وفي الوقت نفسه ُم ّ‬
‫عقدة بشكل بديع‪.‬‬ ‫بشكل ملحوظ من األنثى‪ )39(.‬ومن المثير‬
‫ٍ‬ ‫برّاق ًا وأكثر زخرفة‬

‫زوج من الواق الصغير يخوضان‬


‫ً‬
‫طقوسا خاصة في التودد‪.‬‬

‫في بناء أعشاش جديدة بعد يومين إلى سبعة أيام‪ .‬ولهذا‬ ‫مــؤقــت ـ ًا م ــن مــنــطــقــتــهــا‪ ،‬وس ــرع ــان م ــا ازداد ع ــدد الــذكــور‬
‫السبب‪ ،‬يقتل الذكر المعتدي الــفــراخ‪ ،‬إذ إنــه بهذا العمل‬ ‫المتطفلة لزيارة األنثى بنسبة ‪!%600‬‬
‫حفز األنثى فعلي ًا على الخصوبة مرة أخــرى‪ ،‬ما قد يمنحه‬‫يُ ِّ‬ ‫ك ــان ك ــل ذك ـ ـرٍ ُمــتــطـ ِّ‬
‫ـفــل يــغــنــي عــلــى ال ــف ــور‪ ،‬ويــبــدأ‬
‫فرصة للتزاوج معها‪ .‬وربما يكون قتل الــفــراخ استراتيجية‬ ‫باستعراض نفسه أمام األنثى المقيمة‪ ،‬وعندما تم إطالق‬
‫غرضها دفــع الــزوج المقيم إلــى إخــاء المنطقة بالكامل‪،‬‬ ‫الذكر المقيم وإعادته إلى منطقته‪ ،‬انخفض عدد الذكور‬
‫وذلك بالنظر إلى األنماط المشابهة من سلوك قتل الفراخ‬ ‫المتطفلة بصورة مفاجئة‪ .‬من الواضح أن الذكور تنتهز‬
‫المالحظة لدى أنواع عديدة من الثدييات التي منها األسود‬ ‫أي منطقة مجاورة كلما كان الذكر‬
‫الفرصة للتسلل إلى ّ‬
‫ً (‪)34‬‬
‫والشمبانزي والدببة‪ ،‬ولكنها نادرة بين الطيور‪.‬‬ ‫المقيم بعيدا‪.‬‬
‫ولما كانت ‪ %48‬من أعشاش طيور التمير تحتوي على‬
‫ّ‬ ‫ويبدو أن اإلناث تملك قدرة كبيرة من حيث السيطرة‬
‫بيوض ال تنتمي إلــى الذكر المقيم‪ ،‬أظهرت الــدراســات‬ ‫على اختيار شريكها في هذا النوع‪ ،‬بل إن اإلنــاث تتسلل‬
‫ـدر بنحو ‪ %6‬مــن األعشاش‬‫الــوراثــيــة أن نسبة إضافية تُــقـ َّ‬ ‫أحــيــانـ ًا مــن منطقتها عندما تصبح جــاهــزة للتكاثر وتــزور‬
‫تحتوي على بيضة ال تنتمي إلى األنثى المقيمة؛ فكيف‬ ‫الذكور المجاورة‪ .‬وفي المتوسط‪ ،‬تــزور كل منطقة في‬
‫(أي أنثى‬ ‫ِّ‬
‫تطفلة ّ‬ ‫يــكــون ذلــك ممكن ًا؟ تضع ّ‬
‫أي أنــثــى ُم‬ ‫التجمع أنثى واحــدة كل ساعتين على األقــل‪ ،‬حيث يبدو‬
‫أي أنثى‬ ‫مجاورة أو غير متزاوجة) بيضتها ِخ ْل ً‬
‫سة في عش ّ‬ ‫(‪)35‬‬
‫أنها تعمل على تقييم الذكور المقيمة‪.‬‬
‫أخــرى‪ .‬وبكل بساطة‪ ،‬تعتني األنثى المقيمة بالبيضة‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تجازف الذكور عندما تغادر عشها الخاص‬
‫ً‬
‫وعادة ما يكون سبب إيداع اإلناث‬ ‫اإلضافية كأنها بيضتها‪.‬‬ ‫بحث ًا عن عمليات تــزاوج خــارج نطاق الزوجية؛ ليس لتركها‬
‫لبيوضها في عش أنثى مجاورة هو أنها قد فقدت عشها‬ ‫شريكاتها اإلنــاث من دون مراقبة فحسب‪ ،‬وإنما لتعريض‬
‫ومن‬ ‫(‪)37‬‬
‫بسبب االفتراس أثناء مرحلة ما قبل وضع البيض‪.‬‬ ‫فــراخــهــا لخطر الــهــجــوم أيــض ـ ًا‪ .‬ففي بعض األحــيــان‪ ،‬تطير‬
‫خــال إيــداع بيوضها في عش طائرٍ آخــر‪ ،‬تستفيد األنثى‬ ‫الذكور المجاورة إلى المناطق غير المحروسة وتقتل فراخ‬
‫الم ِّ‬
‫ُتطفلة من ميزة زيادة نجاحها في التكاثر من دون أن‬ ‫ّ‬
‫المعششة‪ ،‬حيث يعمد الذكر الغازي إلى نقر رأس‬ ‫الطيور‬
‫تحمل األعباء اإلضافية المتمثلة في الدفاع‬
‫ّ‬ ‫تضطر إلى‬ ‫الصغير‪ ،‬أو الــوقــوف على ظهره‪ ،‬أو حتى جــذب ريــش ذيل‬
‫عن منطقتها ورعاية فراخها بنفسها‪.‬‬ ‫األنثى لمنعها من إطعام صغيرها‪ .‬وفــي حــال عــاد الذكر‬
‫وعــلــى الــرغــم مــن أن ‪ %90‬مــن أن ــواع الطيور تعيش‬ ‫المقيم في الوقت المناسب‪ ،‬فإنه يهاجم الذكر المتطفل‬
‫حياتها أحادية التزاوج‪ ،‬إال أن األبحاث الوراثية تشير إلى أن‬ ‫بعدائية شــديــدة‪ ،‬وإال ستموت فراخه‪ )36(.‬وع ـ ً‬
‫ـادة مــا تبقى‬
‫بعض أشكال الــتــزاوج مع غير الشريك في العش تحدث‬ ‫اإلناث التي تفقد حضنتها (بيوضها) في مناطقها لتشرع‬

‫‪211‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪210‬‬
‫دراسة الحالة ‪ :7‬صرد رمادي كبير‪،‬‬ ‫علق فريسة‬ ‫صرد رمادي كبير ُي ِّ‬
‫على أشواك الطلح لجذب اإلناث‪.‬‬
‫جذب اإلناث بالموارد‬
‫عــديــد مــن الــطــيــور تــخــتــار شــركــاءهــا عــلــى أس ــاس جــودة‬
‫أغنياتها أو ريــشــهــا‪ ،‬ولــكــن بــعــض الــطــيــور األخـ ــرى تختار‬
‫شريكها على أســاس وفــرة الــمــوارد التي يمتلكها‪ ،‬ألن‬
‫تترك ذكور الصرد‬ ‫هذه الموارد تُ َع ُّد مؤشراً جيداً على مدى براعته في الصيد‪.‬‬
‫بعض ًا من فرائسها‬ ‫وهذه هي الحال مع طائر الصرد الرمادي الكبير‪.‬‬
‫تتمتع طيور الصرد بعديد من الخصائص المشتركة‬
‫مغروزة على‬
‫مع الصقور‪ ،‬إذ تستعين جميعها بقدرتها على الطيران‬
‫األشواك لإلعالن عن‬ ‫أي فريسة سريعة الحركة (بما‬
‫السريع لالنقضاض على ّ‬
‫قدراتها في إيجاد‬ ‫في ذلك الطيور األخــرى) أثناء الطيران‪ ،‬ولذا تتميز بأعين‬
‫الغذاء كوسيلة‬ ‫بــارزة موجّ هة إلــى األم ــام‪ ،‬تــزودهــا بالرؤية الثاقبة الالزمة‬
‫الصــطــيــاد الفريسة أثــنــاء الــحــركــة‪ .‬كــذلــك‪ ،‬تشبه طيور‬
‫لجذب اإلناث‪.‬‬
‫الصرد الصقور في النتوء المدبب الحاد مثلث الشكل‬
‫(الــمــعــروف بـــ «الــســن الــبــارز») على الحافتين الخارجيتين‬
‫للفك العلوي‪ ،‬وكالهما يستخدم هذا النتوء المدبب في‬
‫قضم رقبة فريسته لقطع فقرات العنق‪ ،‬وبالتالي قتلها‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫لكن طــيــور الــصــرد تــأتــي على النقيض مــن الطيور‬
‫الجارحة من حيث عدم امتالكها حوصلة لتخزين الطعام‬
‫مؤقت ًا قبل الهضم‪ ،‬وعدم قدرتها على تناول أجزاء فريسة‬
‫ال عن امتالك كل من طيور‬ ‫كبيرة في وجبة واحــدة‪ .‬وفض ً‬
‫الــصــرد والــطــيــور الــجــارحــة أقــدام ـ ًا قوية نسبي ًا‪ ،‬فــإن طيور‬
‫الصرد ال تمتلك المخالب القوية التي تستخدمها الصقور‬
‫لإلمساك بفرائسها وتمزيقها‪ .‬وهــنــا يكمن س ــؤال‪ ،‬إذا‬
‫أي فريسة كبيرة‬
‫كانت طيور الــصــرد ال تستطيع ابــتــاع ّ‬
‫أي‬
‫بشكل كامل‪ ،‬وإذا كانت تواجه صعوبة في تمزيق ّ‬
‫حيوان فقاري مقتول حديث ًا‪ ،‬فكيف لها أن تتناول طعامها؟‬
‫طورت هذه الطيور ح ً‬
‫ال مرعب ًا لهذه المشكلة‪.‬‬ ‫لقد ّ‬
‫تقوم طيور الصرد بغرز فرائسها في أشــواك أشجار‬
‫الطلح‪ ،‬أو الغصينات الشوكية‪ ،‬أو حتى األسالك الشائكة‪،‬‬
‫وبوجودها مغروزة في الشوك‪ ،‬فإنه يسهل على طيور‬
‫الــصــرد تقطيعها وتمزيقها باستخدام خطافها الحاد‬
‫المميز في نهاية منقارها‪ .‬لقد مكنت هذه الحيلة المر ّوعة‬
‫طيور الصرد من أسر واستغالل أنواع فرائس أكبر بكثير مما‬
‫قد نتوقع لطائر صغير نسبي ًا‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تغرز طيور‬
‫الصرد الالفقاريات السامة (مثل بعض الجراد) تاركة إيّاها‬
‫س ّمها ببطء‪ ،‬ما يجعل الحشرة غير‬‫أليام عدة حتى يتح ّلل ُ‬
‫ضارة لها‪ .‬ومرة أخرى‪ ،‬يُ ِّ‬
‫مكن هذا السلوك طيور الصرد من‬
‫تناول فرائس ما كانت لتتوافر لها لوال هذا السلوك‪.‬‬
‫وغالب ًا مــا تترك طيور الــصــرد الكبير الفريسة الميتة‬
‫مغروزة في أشواك شجر الطلح أليام أو أسابيع عدة‪ .‬وأحيان ًا‬
‫يمكن العثور على ‪ 14‬موقع ًا‪ ،‬أو أكثر لتخزين الطعام‬
‫أي وقــت داخــل منطقة الــطــائــر‪ .‬وتُــخ ـ ِّزن هــذه الطيور‬
‫فــي ّ‬
‫فرائسها فــي «مــخــازن األطــعــمــة» على هــذا النحو عندما‬
‫ألي حاالت نقص مستقبلية‪ ،‬أو‬‫تحسب ًا ّ‬
‫ّ‬ ‫يكون الطعام وفيراً‬
‫استعداداً لموسم التكاثر عندما تصل احتياجات الطعام‬

‫‪213‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪212‬‬
‫زوج من مطرقي الرأس بصدد‬
‫بدء التودد‪.‬‬ ‫الطيور األخ ــرى‪ .‬كما أن اإلن ــاث تميل إلــى أكــل طعامها‬ ‫أنثى قطا كستنائي البطن‬
‫حاضنة‪ .‬العش ما هو إال تجويف‬
‫الم َخ َّزن في غضون أيــام قليلة من غرزها‪ .‬في المقابل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ضحل على األرض‪.‬‬
‫غالب ًا ما تغرز ذكور الصرد فريستها وتُخ ِّزنها لفترات طويلة‬
‫في أماكن ظاهرة للعيان تمام ًا في منطقتها (مثل حواجز‬
‫األسالك الشائكة‪ ،‬أو قمم األشجار‪ ،‬أو الغصينات الوحيدة‬
‫مستقيمة الشكل)‪ ،‬ويكون ذلك بوجه خاص أثناء فترتي‬
‫التزاوج والتو ّدد‪ .‬وفي إحدى الدراسات‪ ،‬تبين أن الذكور تغرز‬
‫أكثر من ‪ %90‬من فرائسها في أماكن مكشوفة جداً في‬
‫بداية موسم التكاثر‪ ،‬فيما تخفي نصف فرائسها تقريب ًا‬
‫الجلي بأن ذكور الصرد‬
‫ّ‬ ‫بحلول مرحلة التعشيش‪ )41(.‬ومن‬
‫تُـ َ‬
‫ـخـ ِّزن فرائسها في أماكن واضحة للغاية كعالمة مرئية‬
‫للطيور األخرى‪ ،‬ولو جزئي ًا على األقل‪.‬‬
‫مــن جهة أخـــرى‪ ،‬عندما تُ َ‬
‫ــخــ ِّزن الــذكــور طعامها في‬ ‫إلــى ذروتــهــا‪ .‬وبالطبع‪ ،‬هناك ثمة خطر بــأن يعثر طائر‪ ،‬أو‬
‫جميع أنــحــاء منطقتها أثــنــاء الــفــتــرة السابقة لمحاولة‬ ‫ـخـ َّزن ويأكله قبل أن يفعل‬
‫ـمـ َ‬
‫حيوان آخــر على الطعام الـ ُ‬
‫التكاثر‪ ،‬يكون بإمكانها استعراض قدراتها فــي العثور‬ ‫الم َخ َّزن‪ ،‬غالب ًا ما‬
‫وللحد من مخاطر سرقة طعامها ُ‬
‫ِّ‬ ‫الصرد‪.‬‬
‫عــلــى الــطــعــام‪ ،‬ومــهــاراتــهــا فــي غـ ــرزه‪ ،‬وم ــق ــدار الــطــعــام‬ ‫تلجأ طيور الصرد إلى قطع رأس الفريسة المغروزة وأكل‬
‫اإلضافي الــذي تمتلكه في مخازنها‪ ،‬ناهيك عن قدرتها‬ ‫وقت‬
‫ٍ‬ ‫دماغها‪ ،‬وهو الجزء األكثر قيمة في الفريسة‪ ،‬في أقرب‬
‫فــي الــدفــاع عــن الــفــرائــس الــمــغــروزة بين األشــجــار‪ .‬فمن‬ ‫ممكن‪ ،‬تارك ًا الجزء األقل قيمة ‪ -‬الجسم مقطوع الرأس ‪-‬‬
‫جذابة للغاية‬‫منظور أنثى الصرد‪ ،‬تُعد كل هذه سمات ّ‬ ‫لألكل الحق ًا‪ .‬لكن تجدر اإلشارة إلى االختالف الجوهري بين‬
‫شريك محتمل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫في ّ‬ ‫طريقة تعامل كل من ذكــور وإنــاث الصرد مع الفرائس‪.‬‬
‫مما إذا كانت اإلناث تنجذب فع ً‬
‫ال إلى الذكور‬ ‫وللتأكد ّ‬ ‫ِّ‬
‫متوغلة‬ ‫ـادة مــا تُـ َ‬
‫ـخ ـ ِّزن إنــاث الــصــرد فريستها الــمــغــروزة‬ ‫فــعـ ً‬
‫قسم الباحثون مناطق‬
‫ذات مخزونات الطعام الكبيرة‪ّ ،‬‬ ‫في أعماق األشجار الكثيفة والكبيرة‪ ،‬وبذلك تُخفيها عن‬

‫عش تقليدي لعقاب نسارية‬


‫في جزيرة تاروت‪.‬‬

‫‪215‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪214‬‬
‫فرخ زقزاق إسكندري يغادر العش‬ ‫مطرقي الرأس في‬
‫بعد أيام من الفقس‪.‬‬ ‫عشه الهائل‪.‬‬

‫الخاتمة‬ ‫ـل عــشــوائــي ضــمــن مجتمع ال ــدراس ــة إلــى‬


‫الــصــرد بــشــكـ ٍ‬
‫مــع الــمــاحــظــة الــدقــيــقــة وتــوخــي الــصــبــر‪ ،‬يمكن العثور‬ ‫ثــاث مجموعات مختلفة‪ )1( :‬في بعض المناطق‪ ،‬أزال‬
‫على مجموعة رائعة ومتنوعة من األعشاش في أراضي‬ ‫الباحثون بشكل منهجي جميع األطعمة التي خ ّزنها‬
‫المملكة العربية الــســعــوديــة‪ ،‬ب ــدءاً مــن عــش الكشط‬ ‫ال ــذك ــور؛ (‪ )2‬فــي مــنــاطــق أخـ ــرى‪ ،‬زاد الــبــاحــثــون بطريقة‬
‫البسيط الذي يبنيه طائر سبد في األرض‪ ،‬وصو ًال إلى العش‬ ‫اصطناعية مــن كمية األطــعــمــة الــمــخـ ّزنــة بنسبة ‪%25‬‬
‫والم ّ‬
‫عقد لطائر العقاب النسارية أو مطرقي الرأس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الهائل‬ ‫عن طريق وضع العشرات من الحشرات الميتة والفئران‬
‫كما يمكن مالحظة مجموعة من سلوكيات التعشيش‬ ‫على األشـ ــواك داخ ــل مناطق الــصــرد؛ (‪ )3‬فــي المناطق‬ ‫عند البحث عن‬
‫االستثنائية‪ .‬وعند البحث عن األعشاش‪ ،‬ينبغي دائم ًا تذكر‬ ‫الم َخ َّزنة كما‬
‫المتبقية‪ ،‬ترك الباحثون ببساطة الفرائس ُ‬ ‫األعشاش‪ ،‬ينبغي‬
‫أي إزعاج للطيور‪،‬‬
‫وجوب التقليل إلى أدنى ح ٍد ممكن من ّ‬ ‫هي‪ ،‬ثم قارن العلماء بعد ذلك نجاح ذكور المجموعات‬
‫دائم ًا تذكر وجوب‬
‫أي إزعاج‬
‫ألن بعض األنواع تغادر أعشاشها في حال حدوث ّ‬ ‫الثالث في التكاثر‪.‬‬
‫ولو كان بسيط ًا‪.‬‬ ‫توصل إليها العلماء‪ ،‬تفضيل‬
‫ّ‬ ‫كانت النتيجة التي‬ ‫التقليل إلى أدنى‬
‫يمكن االســتــمــتــاع بمشاهدة الــعــش وتــصــويــره‪ ،‬مع‬ ‫اإلنـ ــاث بــوضــوح ال ــت ــزاوج مــع الــذكــور الــتــي حصلت على‬ ‫أي‬
‫ح ٍد ممكن من ّ‬
‫الحرص على قِصر الزيارة ومغادرة المكان بأقصى سرعة‬ ‫الم َخ َّزنة لديها على‬
‫زيــادة اصطناعية لكميات األطعمة ُ‬ ‫إزعاج للطيور‪.‬‬
‫وهـــدوء ممكنين للسماح للطيور البالغة باستئناف‬ ‫األشــواك في منطقتها‪ .‬وفي المتوسط‪ ،‬تزاوجت اإلناث‬
‫الرعاية األبوية العاجلة‪ ،‬وإال فقد تعاني بيوضها وفراخها‬ ‫ُم ْبكراً لمدة شهر كامل مع الــذكــور في تلك المناطق‪،‬‬
‫ـمــا كان‬
‫مــن اإلجــهــاد ال ــح ــراري‪ ،‬أو الــجــوع‪ ،‬أو االف ــت ــراس‪ .‬ولـ ّ‬ ‫حيث تــم تعزيز كميات األطــعــمــة الــمــغــروزة فيها على‬
‫الــتــعــشــيــش فــي الــمــمــلــكــة فــي أســاســه صــعــب ـ ًا للغاية‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالمناطق األخــرى‬ ‫األش ــواك الظاهرة اصطناعي ًا‪،‬‬
‫أي عش يضيع بسبب اإلهمال‬ ‫ومحفوف ًا بالمخاطر‪ ،‬فإن ّ‬ ‫التي كــان للذكور فيها كميات طبيعية مــن األطعمة‬
‫البشري يُ َع ُّد مأساة حقيقية‪ .‬وعندما نرى زوج ًا أو مجموعة‬ ‫الــمــغــروزة‪ .‬ولــيــس ذل ــك فــحــســب‪ ،‬بــل ك ــان مــن المرجح‬
‫ـواء ك ــان زوجـ ـ ًا‬
‫مــن الــطــيــور تعشش فــي الــمــمــلــكــة‪ ،‬سـ ـ ً‬ ‫للذكور التي كانت لديها مخزونات من األطعمة المعززة‬
‫ـقـ َّبــرة فــي قلب الــصــحــراء‪ ،‬أو ســربـ ًا مــن الغاق‬
‫مــن طيور الـ ُ‬ ‫اصطناعي ًا أن تتزاوج مع العديد من اإلناث وأن تضع ثالث‬
‫المعشش على جزيرة استوائية‪ ،‬يجب تقديرها لما هي‬ ‫ً‬
‫مقارنة بحضنة‬ ‫حضنات مــع كــل أنثى فــي كــل مــوســم‪،‬‬
‫عليه؛ فهي آباء ّ‬
‫يحثها واجبها على خوض مخاطر الحياة‬ ‫واحدة أو اثنتين فقط للذكور في المناطق التي لم يتم‬
‫للتكاثر‪ ،‬واحــتــضــان الــبــيــوض الــهــشــة وال ــف ــراخ الصغيرة‬ ‫التالعب بها‪ .‬وأخيراً‪ ،‬أنتجت اإلناث التي تزاوجت مع الذكور‬
‫في أجواء شديدة الحرارة بال حماية‪ ،‬أو ستر في العراء‪ ،‬أو‬ ‫ذات الموارد الغذائية المعززة بيوض ًا أكثر بنسبة ‪ %88‬في‬
‫قــدرة على اإلبصار‪ ،‬يعتريها الجوع وتتح ّين فرصة خوض‬ ‫المتوسط من اإلنــاث التي تزاوجت مع الذكور العادية‪.‬‬
‫نزالها األول‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإنه ال بد وأن نمنح هؤالء األبطال‬ ‫أما تلك الذكور التي تمت إزالة فرائسها‪ ،‬فلم تتمكن من‬
‫الوطنيين الموارد الالزمة للتكاثر‪ ،‬وأن ندعمها من خالل‬ ‫الــتــزاوج على اإلطالق‪ )42(.‬وقــد ّدل ذلــك بــوضــوح على أن‬
‫المحافظة على مناطق تعشيشها‪.‬‬ ‫ً‬
‫وفرة كانت أكثر جاذبية لإلناث‪.‬‬ ‫الذكور ذات الموارد األكثر‬

‫‪217‬‬ ‫تكاثر الطيور والتحديات التي تواجهها في المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪216‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫تحديات الهجرة عبر‬


‫المملكة العربية السعودية‬

‫النقاط األساس‬

‫• تقع تتوسط شبه الجزيرة العربية ثالثة من مسارات الهجرة العالمية الرئيسة‪.‬‬

‫• نتيجة لذلك‪ ،‬تستضيف المملكة بانتظام ‪ 291‬نوع ًا من الطيور المهاجرة من أفريقيا وأوروبا وآسيا وشبه القارة الهندية وحتى أميركا الشمالية‪.‬‬

‫• يأتي عديد من األنواع إلى المملكة للتكاثر‪ ،‬أو لقضاء فصل الشتاء‪ ،‬فيما تعبر أنواع أخرى وهي في طريقها إلى مناطق قاصية للتكاثر‪ ،‬أو البحث‬
‫عن الغذاء‪.‬‬

‫• تهاجر بعض األنواع وتقطع مسافة تصل إلى ‪ 30,000‬كم سنوي ًا‪ُ ،‬مهتدية بالشمس والنجوم والحقول المغناطيسية بوصفها أدوات مالحية‪.‬‬

‫• تتسابق الطيور المهاجرة عبر العالم للفوز بأفضل مناطق التكاثر‪.‬‬

‫• المملكة العربية السعودية مضيف حيوي للطيور المهاجرة‪ ،‬وبالتالي يتع ّين توفير ممر آمن ألولئك الزوار‪.‬‬

‫نسران أسمران يحومان‬


‫ً‬
‫عاليا فوق جبال عسير في‬
‫محافظة تنومة‪.‬‬
‫دخلة صفصافية؛ خالل موسم‬

‫ِل َم تهاجر الطيور؟‬


‫الهجرة يقطع هذا النوع من‬
‫الطيور مسافة تصل إلى‬
‫ً‬
‫سنويا‪ ،‬رغم أنها تزن‬ ‫‪ 24,000‬كم‬
‫ـم يتكبد هــذا الــعــدد الهائل مــن الطيور هــذه الــرحــات‬
‫لـ َ‬ ‫ً‬
‫غراما فقط‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫المجهدة والمحفوفة بالمخاطر؟‬
‫بوجه عام‪ ،‬تهاجر الطيور الستغالل مناطق موثوقة ذات‬
‫ال‪ ،‬يعشش عديد من‬‫مــوارد وفيرة ولكنها موسمية‪ .‬فمث ً‬
‫األنــواع المهاجرة التي تصل إلى المملكة في المناطق‬
‫الشمالية أو القطبية المعتدلة في شمال أوراسيا خالل‬
‫فــصــلــي الــربــيــع والــصــيــف‪ ،‬حــيــث تــضــمــن ســاعــات الــنــهــار‬
‫الطويلة ذات المناخ المعتدل النمو السريع للنباتات‬
‫وأعــــــداداً كــبــيــرة مــن ال ــا فــقــاريــات‪ .‬فــفــي فــصــلــي الــربــيــع‬
‫والصيف‪ ،‬تعج سهول غرب آسيا بالجنادب والجراد‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫يُتاح للطيور الطعام الوفير والنهار الطويل الالزم لرعاية‬
‫فراخها‪ ،‬غير أن هــذه الظروف المثالية ال تــدوم طوي ً‬
‫ال‪ ،‬إذ‬
‫صرد رمادي صغير يستريح خالل‬
‫ينقضي الوقت بسرعة ويعود موسم الشتاء القارص من‬
‫هجرته التي تمتد لمسافة‬
‫‪12,000‬كم من جنوب أفريقيا إلى‬ ‫جديد‪ ،‬ما يضطر هذه الطيور إلى ترك أراضي تكاثرها قبل‬
‫أوروبا الشرقية‪.‬‬
‫أن تصبح ساعات النهار قصيرة‪ ،‬والطقس بارداً‪ ،‬والطعام‬
‫نادراً‪ .‬ومن ثم‪ ،‬تسافر الطيور البالغة مع فراخها جنوب ًا إلى‬
‫تهاجر الطيور‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن التنوع المذهل المسجّ ل للطيور‬ ‫مناطق تو ّف ُر ظروف ًا أفضل‪ ،‬مثل المناطق االستوائية‪ ،‬أو‬

‫الستغالل الموارد‬ ‫فــي المملكة ه ــو‪ ،‬فــي معظمه‪ ،‬نــاجــم عــن الجغرافيا‬ ‫المناطق المعتدلة في نصف الكرة الجنوبي‪.‬‬
‫األحيائية على صعيد العالم‪ ،‬لكون شبه الجزيرة العربية‬ ‫وتعشش بعض األنواع المهاجرة األخرى على ارتفاعات‬
‫الغذائية المؤقتة‪،‬‬ ‫ً‬
‫تتوسط الطريق بين أفريقيا وأوروب ــا وآسيا وشبه القارة‬ ‫مستفيدة مرة أخــرى من ارتفاع اإلنتاجية الربيعية‬ ‫عالية‪،‬‬
‫شريطة أن تفوق‬ ‫الهندية‪ .‬ونتيجة لــذلــك‪ ،‬تطير ماليين األن ــواع المهاجرة‬ ‫التي تلي فصل الشتاء في جبال األلــب‪ ،‬غير أنها تضطر‬
‫فوائد التكاثر قيمة‬ ‫العابرة قاطعة المملكة كل عام أثناء هجرتها بين هذه‬ ‫للرحيل (ع ــادة إلــى المناطق المنخفضة القريبة) قبل‬ ‫الساحل الشمالي الشرقي لروسيا‪ .‬وهناك تبدأ ‪ -‬على‬ ‫معجزة الهجرة‬ ‫يعبر أراضي‬
‫الطاقة التي تبددها‬ ‫المناطق البرية الرئيسة‪ .‬ونــظــراً ألن المملكة تقع في‬ ‫وصــول صقيع الشتاء‪ .‬في حين تهاجر عديد من الطيور‬ ‫الفور ‪ -‬األزواج التي نجت خــال هــذه الرحلة الشاقة في‬ ‫هل هناك إنجاز يعادل روعة قيام طائر صغير بقطع آالف‬ ‫المملكة نحو ‪%16‬‬
‫المنطقة االستوائية الشمالية‪ ،‬فإنها تستضيف بعض‬ ‫الــبــحــريــة أيــض ـ ًا‪ ،‬ســعــيـ ًا وراء االرتــفــاعــات الموسمية في‬ ‫بناء أعشاشها‪ .‬وغالب ًا ما يكون ذلك على بُعد سنتيمترات‬ ‫الكيلومترات مــن الــصــحــارى والــجــبــال والــوهــاد والــمــدن‬
‫خالل رحلتها‪.‬‬ ‫من أنواع الطيور‬
‫أنواع الطيور من الشمال التي تختار قضاء فصل الشتاء‬ ‫ً‬
‫عادة‪ ،‬أو ألنه يتع ّين عليها العودة إلى البرّ‬ ‫اإلنتاجية البحرية‬ ‫قليلة من مواضع أعشاشها في العام السابق‪ .‬واألكثر‬ ‫والمحيطات بحث ًا عن مكان للتكاثر؟‬
‫في المملكة (تُــعــرف باسم األن ــواع الــزائــرة في الشتاء)‪،‬‬ ‫لبناء أعشاشها كذلك‪ .‬باختصار؛ تهاجر الطيور الستغالل‬ ‫إثارة للدهشة‪ ،‬أن الفراخ بعد أيام قليلة فقط من تفقيسها‪،‬‬ ‫لنتأمل على سبيل المثال‪ ،‬طيور الدخلة الصفصافية‬
‫المهاجرة سنوي ًا‪،‬‬
‫وكذلك بعض األنواع من الجنوب التي تختار التكاثر فيها‬ ‫الموارد الغذائية المؤقتة‪ ،‬شريطة أن تفوق فوائد التكاثر‬ ‫تستجيب تلقائي ًا لرغبتها الــتــي ال تــقــاوم فــي الطيران‬ ‫البديعة التي ال يزيد طول الفرد منها على ‪ 12‬سم ووزنه‬ ‫ما يؤكد أهميتها‬
‫(تُعرف باسم األنواع المهاجرة المتكاثرة)‪.‬‬ ‫قيمة الطاقة التي تبددها خالل رحلتها‪.‬‬ ‫عبر خط االســتــواء للبحث عن أماكن الغذاء في أفريقيا‬ ‫على ‪ 10‬غم‪ ،‬وهي في طريق هجرتها من أفريقيا جنوب‬ ‫البالغة للتنوع‬
‫على بُعد ‪ 12,000‬كم إلى الجنوب‪ ،‬مروراً بالمملكة في‬ ‫الصحراء الكبرى للتعشيش بعيداً عن موطنها مسافة‬
‫الحيوي العالمي‪.‬‬
‫النحام الكبير مهاجر عابر وزائر في فصل‬ ‫شهري سبتمبر وأكتوبر‪ .‬وبهذا‪ ،‬تكون هذه الطيور الرحالة‬ ‫‪ 12,000‬كم في أسراب باآلالف‪ ،‬لتقطع أراضي المملكة‬
‫الشتاء يشيع وجوده في سواحل المملكة‪.‬‬ ‫قد قطعت أكثر من ‪ 24,000‬كم على مــدى ستة أشهر‬ ‫العربية السعودية في شهري أبريل ومايو‪ ،‬حتى تصل‬
‫ـروب اإلعــجــاز‬
‫ـرب مــن ضـ ـ ِ‬
‫فــقــط فــي ح ــال نــجــاتــهــا‪ ،‬وه ــو ض ـ ٌ‬ ‫فــي نــهــايــة الــمــطــاف‪ ،‬إل ــى أراضـ ــي تــكــاثــرهــا فــي شمال‬
‫يستحق التأمل‪.‬‬ ‫أوراســيــا‪ ،‬بــل إن بعضها يستمر فــي الــطــيــران حتى يبلغ‬
‫وعلى الرغم من أن هذه الرحالت الملحمية تبدو نادرة‬
‫الحدوث‪ ،‬إال أن الهجرات من هذا القبيل مألوفة في عالم‬ ‫البازي الحوام هو واحد من‬
‫الــطــيــور‪ ،‬إذ يهاجر نحو ‪ )1,855( %19‬مــن أن ــواع الطيور‬ ‫ً‬
‫نوعا من الطيور المهاجرة‬ ‫‪291‬‬
‫التي تزور المملكة العربية‬
‫في العالم البالغ عددها ‪ 9856‬نوع ًا بشكل سنوي ّ‬
‫(أي‬ ‫السعودية كل عام‪.‬‬
‫أنــهــا تــقــوم بــرحــات دوري ــة منتظمة بــعــيــداً عــن مواطن‬
‫‪1‬‬
‫تكاثرها‪ ،‬فــي أوق ــات وإل ــى وجــهــات يمكن التنبؤ بها)‪.‬‬
‫وداخــل المملكة‪ ،‬تُعد النسبة المئوية لألنواع المهاجرة‬
‫أعلى بكثير؛ فمن بين ‪ 401‬نوع ًا تم تسجيلها بانتظام‬
‫في المملكة‪ ،‬ثمة ‪ 291‬نوع ًا (‪ )%73‬بما في ذلك بعض‬
‫(‪)2‬‬
‫األعداد التي تهاجر إلى المملكة أو تمرّ عبرها على األقل‪.‬‬
‫وبشكل إجمالي‪ ،‬يمر نحو ‪ %16‬من أنواع الطيور المهاجرة‬
‫في العالم عبر المملكة سنوي ًا‪ ،‬ما يؤكد أهميتها البالغة‬
‫للتنوع البيولوجي العالمي‪.‬‬

‫‪221‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪220‬‬


‫متى تهاجر الطيور إلى المملكة؟‬ ‫صائد ذباب أرقط؛ ُي َع ُّد هذا الطائر‬
‫نوعا من الطيور‬ ‫ً‬ ‫واحد من ‪196‬‬

‫األنواع المهاجرة العابرة‬ ‫المهاجرة‪ ،‬ويسافر عبر المملكة‬


‫في كل عام‪.‬‬
‫تسافر معظم أنواع الطيور المهاجرة عبر المملكة مرتين‬
‫سنوي ًا (انظر الشكل ‪ )1‬في الطريق بين مناطق تكاثرها‬
‫وأمــاكــن أخ ــرى‪ ،‬بينما تعشش غالبية األن ــواع المهاجرة‬
‫الــعــابــرة للمملكة فــي أوراســيــا‪ ،‬وتقضي فصل الشتاء‬
‫على بُعد آالف عــدة من الكيلومترات إلــى الجنوب في‬
‫أفريقيا‪ ،‬أو الهند أحيان ًا‪ .‬وفي المحصلة‪ ،‬يُوجد ‪ 196‬نوع ًا‬
‫من التعدادات تعبر المملكة سنوي ًا‪ .‬وتمر معظم األنواع‬
‫المهاجرة عبر أراضي المملكة في فصلي الربيع والخريف‪،‬‬
‫كما هو موضح في الشكل ‪.1‬‬
‫وعلى نحو يبعث على الدهشة‪ ،‬يُظهر الشكل ‪ 1‬هجرة‬
‫ً‬
‫مقارنة‬ ‫أعداد أكبر من الطيور عبر المملكة في فصل الربيع‬
‫بالخريف‪ ،‬والسبب وراء ذلك غير واضح! فلربما يعود ذلك‬
‫إلى الرياح التي تشهدها منطقة شبه الجزيرة العربية غير‬
‫المواتية للطيور خالل فصل الخريف‪ ،‬أو ربما ال يتمكن عديد‬
‫من األنواع من العثور على الموارد الغذائية المناسبة في‬
‫المملكة خــال فصل الخريف الــذي يــؤذن بنهاية فصل‬
‫الصيف شديد الحرارة في المنطقة‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫‪35‬‬
‫أعداد أنواع الطيور المهاجرة العابرة‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫يناير‬

‫فبراير‬

‫أبريل‬

‫مايو‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬

‫سبتمبر‬

‫أكتوبر‬

‫نوفمبر‬

‫ديسمبر‬
‫مارس‬

‫أغسطس‬

‫األشهر‬

‫ا لشــكل ‪ :1‬التواتر الشــهري لألنواع المهاجرة العابرة في المملكة‪.‬‬

‫أبو المغازل؛ طائر مهاجر‬


‫عابر وزائر في فصل الشتاء‬
‫يشيع وجوده في المملكة‪.‬‬

‫‪223‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪222‬‬
‫الطيور المخوضة هي واحدة من‬
‫أكثر مجموعات الطيور المهاجرة‪.‬‬
‫وفي هذه الصورة‪ ،‬سرب مختلط‬
‫على طول ساحل الخليج العربي‬
‫بالقرب من الجبيل‪.‬‬

‫‪225‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪224‬‬
‫األنواع الزائرة في الشتاء‬
‫زوج مهاجر من طيطوي تمنكية‬
‫يتنافسان بشراسة للفوز بمنطقة‬
‫وفيرة بالغذاء في الشتاء‪.‬‬
‫تتكاثر األن ــواع الــزائــرة في الشتاء خــارج أراضــي المملكة‬
‫(بشكل رئيس في أوراســيــا) قبل أن تهاجر جنوب ًا لقضاء‬
‫أشــهــر الــشــتــاء داخ ــل المملكة (انــظــر الشكل ‪ ،)2‬حيث‬
‫تحاول العثور على أكبر قدر ممكن من الطعام بغرض‬
‫االستعداد لهجرة العودة القادمة وموسم التكاثر الالحق‪.‬‬
‫وفي اإلجمال‪ ،‬يُوجد ‪ 206‬أنواع من الطيور المهاجرة التي‬
‫تقضي فصل الشتاء في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫ويُ َع ُّد النسر المسود مثا ًال رائع ًا على األنــواع التي تزور‬
‫المملكة في فصل الشتاء‪ .‬ففي فصل الربيع‪ ،‬يتكاثر هذا‬
‫الطائر في مناطق متعددة عبر أوراسيا‪ ،‬امتداداً من البرتغال‬
‫حتى منغوليا‪ .‬ومع حلول األجواء الباردة‪ ،‬تهاجر عديد من‬
‫أعداده الشرقية إلى الجنوب والغرب لقضاء فصل الشتاء‬
‫في الهند‪ ،‬أو المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫‪18‬‬

‫‪16‬‬
‫أعداد أنواع الطيور الزائرة في الشتاء‬

‫‪14‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫يناير‬

‫فبراير‬

‫نوفمبر‬
‫أبريل‬

‫مايو‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬

‫سبتمبر‬

‫أكتوبر‬

‫ديسمبر‬
‫مارس‬

‫أغسطس‬

‫األشهر‬

‫ا لشــكل ‪ :2‬التواتر الشــهري لألنواع المهاجرة الزائرة شـ ً‬


‫ـتاء في المملكة‪.‬‬

‫بعد موسم التكاثر‪ ،‬تهاجر بعض طيور‬


‫بومة األشجار األوروبية إلى الجنوب‬
‫لقضاء فصل الشتاء في المملكة‪.‬‬

‫‪227‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪226‬‬
‫نسر مسود؛ تقضي بعض صغار هذا‬
‫الطائر التي تُ َّ‬
‫فرخ في تركيا وجورجيا‬
‫ً‬
‫بحثا عن الطعام‬ ‫وأرمينيا‪ ،‬فصول الشتاء‬
‫بين الرياض وحفر الباطن‪.‬‬

‫تهاجر إلــى المناطق المنخفضة القريبة لقضاء فصل‬ ‫فتهاجر فــراخ النسور الصغيرة التي تتم مراقبتها عبر‬
‫الــشــتــاء‪ .‬فعلى سبيل الــمــثــال‪ ،‬يعشش كــل مــن األبلق‬ ‫األقمار االصطناعية المعششة في تركيا وأرمينيا وجورجيا‬
‫الــكــردي‪ ،‬واألبــلــق أحــمــر الــذنــب‪ ،‬وأبــلــق فينشي فــي جبال‬ ‫جنوب ًا نحو السهول الشمالية للمملكة (بشكل عام بين‬
‫زاجروس على ارتفاع ‪ 4,000‬م فوق مستوى سطح البحر‪،‬‬ ‫الــريــاض وحفر الباطن)‪ ،‬حيث يبقى بعضها على األقل‬
‫وذلــك قبل أن تقطع مسافة ‪ 300‬كم فقط عبر الخليج‬ ‫(‪)3‬‬
‫طول فترة الشتاء‪.‬‬ ‫أعداد كبيرة من الزرزور الشائع‬
‫الــعــربــي لــقــضــاء فــصــل الــشــتــاء فــي المملكة العربية‬ ‫شتاء تفضل‬ ‫ولما كانت بعض األنواع الزائرة للمملكة‬ ‫تهاجر من أوروبا لقضاء فصل‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الشتاء في النصف الشمالي‬
‫السعودية والمناطق المحيطة بها‪.‬‬ ‫أي أنها تعشش على ارتفاعات عالية‪ ،‬فإنها‬
‫المرتفعات‪ّ ،‬‬ ‫من المملكة‪.‬‬

‫‪229‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪228‬‬
‫في كل عام‪ ،‬تقضي أعداد‬
‫هائلة من الطيور البحرية فصل‬
‫الشتاء على طول سواحل‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪231‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪230‬‬
‫األنواع المتكاثرة المهاجرة‬
‫تمر بعض طيور الصرد المبرقع‬
‫عبر المملكة بينما يقضي آخرون‬
‫فصل الشتاء فيها‪ ،‬خاصة على‬
‫سفوح التالل في الجنوب الغربي‪.‬‬ ‫تصل األنــواع المتكاثرة المهاجرة إلى المملكة العربية‬
‫الــســعــوديــة‪ ،‬وتــحــاول الــتــكــاثــر‪ ،‬ثــم تــعــود إل ــى مواطنها‬
‫ـراب من ‪ 46‬نوع ًا‬
‫األصلية‪ .‬وبالمجمل‪ ،‬تُهاجر بانتظام أسـ ٌ‬
‫إلى المملكة للتكاثر‪ ،‬علم ًا أن معظم األنــواع المهاجرة‬
‫المتكاثرة في المملكة تقضي المواسم األخرى (أكتوبر‬
‫‪ -‬فــبــرايــر) فــي أفريقيا جنوب خــط االســتــواء‪ ،‬حيث فصل‬
‫الصيف قبل أن تهاجر إلى المناطق االستوائية الشمالية‬
‫للتكاثر (انظر الشكل ‪ .)3‬ويُعد طائر الوروار أبيض الزور أحد‬
‫تلك األنواع‪ ،‬إذ يهاجر نحو ‪ 1,000‬من أزواجه المتكاثرة من‬
‫أراضيها الواقعة جنوب خط االستواء مباشرة (بين غامبيا‬
‫وأوغندا) إلى أراضي تكاثرها الواقعة شمال خط االستواء‬
‫مباشرة‪ ،‬ثــم تتجه إلــى جنوب غــرب المملكة فــي أبريل‬
‫تقريب ًا‪ .‬وفي مايو‪ ،‬تبني هذه الطيور المزركشة أعشاشها‪.‬‬
‫وبحلول سبتمبر‪ ،‬يمكن رؤية األزواج المتكاثرة تعود إلى‬
‫أفريقيا‪ ،‬وغالب ًا ما تكون برفقة فراخها‪ ،‬حيث تقضي هذه‬ ‫أنثى زرزور مجوف؛ واحدة من‬
‫ً‬
‫نوعا يهاجر عبر البحر األحمر‬ ‫‪46‬‬
‫األزواج األشهر الستة التالية في البحث عن الــغــذاء في‬
‫كل عام للتكاثر في المملكة‪.‬‬
‫مواطنها األصلية قبل العودة إلى المملكة مرة أخرى‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪16‬‬

‫‪14‬‬

‫أعداد أنواع الطيور المهاجرة المتكاثرة‬


‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪0‬‬

‫يناير‬

‫فبراير‬

‫أبريل‬

‫مايو‬

‫يونيو‬

‫يوليو‬

‫سبتمبر‬

‫أكتوبر‬

‫نوفمبر‬

‫ديسمبر‬
‫مارس‬

‫أغسطس‬
‫وقواق أخضر الظهر؛ يقطع‬
‫هذا الطائر مسافة ‪ 3,000‬كم‬
‫األشهر‬
‫من أفريقيا إلى المملكة العربية‬
‫السعودية للتكاثر‪.‬‬
‫ا لشــكل ‪ :3‬التواتر الشــهري لألنواع المهاجرة المتكاثرة في المملكة‪.‬‬

‫أحد فراخ خرشنة مقنعة يغادر‬


‫العش بعد أيام من الفقس‪.‬‬
‫وفي غضون أسابيع قليلة‪،‬‬
‫سيهاجر إلى المحيط الهندي‪ ،‬حيث‬
‫ً‬
‫بحثا عن‬ ‫سيقضي فصل الشتاء‬
‫الغذاء في البحر‪.‬‬

‫يهاجر نحو ‪ 1,000‬زوج من طيور‬


‫وروار أبيض الزور إلى الجنوب‬
‫الغربي للتكاثر قبل العودة إلى‬
‫‪233‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬
‫أفريقيا‪.‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪232‬‬
‫مسار هجرة شرق آسيا وشرق أفريقيا‬
‫مسار هجرة البحر األسود والبحر األبيض المتوسط‬
‫مسار هجرة آسيا الوسطى وجنوب آسيا‬
‫مسارات هجرة عالمية أخرى‬
‫ا لشــكل ‪ :4‬خريطة مســارات الهجرة العالمية‪.‬‬

‫آسيا‪ ،‬م ــروراً بمضيق بيرنغ وصــو ًال إلــى أميركا الشمالية‪،‬‬ ‫من أين تحضر الطيور المهاجرة‬
‫إلى المملكة؟‬
‫وقــد يتعجب‬ ‫(‪)4‬‬
‫وهــي منطقة شاسعة تضم ‪ 64‬دولة‪.‬‬
‫يهاجر طائر السنونو الشائع بطول‬ ‫البعض تفضيل الطيور التي تعيش فــي وســط روسيا‬
‫مسار شرق آسيا ‪ /‬شرق أفريقيا‪.‬‬ ‫الطيران إلى أفريقيا في الجنوب الغربي بد ًال من أن تتجه‬ ‫غــالــب ـ ًا م ــا تــســلــك أس ـ ـ ٌ‬
‫ـراب م ــن أن ـ ــواع الــطــيــور الــمــهــاجــرة‬
‫ببساطة جنوب ًا حتى تصل إلى جنوب آسيا‪ .‬ولكنها في‬ ‫المختلفة مسارات هجرة متشابهة إلى حد كبير‪ .‬فمث ً‬
‫ال‪،‬‬
‫األوروبية في الخريف بالطيران جنوب ًا عبر أفريقيا‪ ،‬ولكنها‬ ‫البحر األحــمــر‪ ،‬ولــهــذا األمــر تأثير على جلب طيور أوروبــيــة‬ ‫ـد استراتيجية معقولة ومــبــررة؛ فبالسفر إلى‬ ‫الــواقــع تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫تــتــبــع أن ـ ــواع مــتــعــددة الــمــعــالــم الــتــضــاريــســيــة نفسها‪،‬‬
‫تــعــود إلــى مــواطــن تكاثرها فــي الــربــيــع بالتوجه شما ًال‬ ‫متميزة‪ ،‬مثل الحنائي األوروبي واألبلق القبرصي والهازجة‬ ‫الجنوب الغربي‪ ،‬تتجنب تلك الطيور المهاجرة هضبة‬ ‫كالسواحل أو سالسل الجبال‪ ،‬أو تتجنب الصحارى نفسها‪،‬‬
‫عبر شبه الجزيرة العربية‪ .‬وتأخذ كل من طيور صرد أحمر‬ ‫السردينية ودخــلــة شجر الــزيــتــون وغيرها إلــى المملكة‪.‬‬ ‫الــتــبــت وجــبــال الــهــيــمــااليــا الــتــي تــقــف حــائ ـ ً‬
‫ا منيع ًا أمــام‬ ‫أو تتدفق مجتمعة عبر الممرات الجبلية أو الجسور األرضية‬
‫الظهر‪ ،‬والصرد الــرمــادي الصغير‪ ،‬والدخلة الصفصافية‪،‬‬ ‫ويستخدم ما يقدر بنحو ‪ 2,1‬مليار طائر من ‪ 302‬نوع هذا‬ ‫الهجرة بسبب انخفاض مستويات األكسجين في تلك‬ ‫أي مجموعة من طرق الطيران‬ ‫أو المضائق نفسها‪ .‬وتُ ْعرَف ّ‬
‫والــدخــلــة المستنقعية‪ ،‬والــهــازجــة الــحــدائــقــيــة‪ ،‬والدخلة‬ ‫المسار‪ ،‬أو جزءاً منه‪ .‬كما أن نحو ‪ 147‬نوع ًا من هذه األنواع‬ ‫المرتفعات‪.‬‬ ‫المتشابهة بمسارات الهجرة‪ ،‬وهو مفهوم مفيد يساعد‬
‫الكبيرة‪ ،‬وصائد الــذبــاب األرق ــط‪ ،‬والقليعي‪ ،‬والعندليب‪،‬‬ ‫تطير بانتظام إلى المملكة أو تمر عبرها (انظر الشكل ‪.)4‬‬ ‫وتجدر اإلشــارة إلى أن مليارات عدة من الطيور من ‪331‬‬ ‫في تحديد الحركة السنوية للطيور على مستوى العالم‪،‬‬
‫وأن ــواع عديدة أخــرى هــذا المنعطف البالغ طوله ‪1,200‬‬ ‫وم ــن الــافــت للنظر أن ع ــدي ــداً مــن الــطــيــور الــمــغــردة‬ ‫نوع ًا تفضل هذا المسار‪ ،‬أو جــزءاً منه كل عام‪ ،‬ما يجعله‬ ‫علم ًا أنــه تم تحديد ثمانية مسارات هجرة رئيسة‪ ،‬وعلى‬
‫كم عبر شبه الجزيرة العربية‪ ،‬ما ينتج عنه دائرة هجرة أطول‬ ‫الصغيرة تــقــوم برحلة الــمــاراثــون هــذه على طــول هذا‬ ‫ثاني أكثر مسارات الهجرة ازدحــام ـ ًا‪ .‬ويضم نحو ‪ 226‬من‬ ‫النحو الموضح في الشكل ‪.4‬‬ ‫يكمن السبب وراء‬
‫بنسبة ‪ %22‬من رحلة العودة المستقيمة البسيطة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫المسار‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تتكاثر الدخلة المستنقعية‬ ‫هــذه األنــواع أع ــداداً تمر عبر المملكة بانتظام‪ ،‬ما يجعله‬ ‫ويكمن السبب وراء استقبال المملكة للكثير من‬
‫(‪)5‬‬
‫استقبال المملكة‬
‫فــي وســط أوروب ــا خــال فصل الصيف الشمالي قبل أن‬ ‫األكثر أهمية بالنسبة للمملكة (انظر الشكل ‪.)4‬‬ ‫األنواع المهاجرة في أن ثالثة من مسارات الهجرة الرئيسة‬
‫يهاجر حوام العسل األوروبي عبر‬ ‫تشرع في رحلة بطول ‪ 8,000‬كم جنوب ًا إلــى مواطنها‬ ‫تمر عبر شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وهي (‪ )1‬مسار هجرة شرق‬ ‫للكثير من األنواع‬

‫مسار هجرة البحر األسود ‪/‬‬


‫المملكة بطول مسار البحر األسود‬
‫‪ /‬البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫األصلية جنوب شــرق أفريقيا‪ ،‬حيث يمر الكثير منها عبر‬ ‫آسيا ‪ /‬شــرق أفريقيا؛ (‪ )2‬مسار هجرة البحر األســود ‪ /‬البحر‬ ‫المهاجرة في مرور‬
‫المملكة فــي أغــســطــس وســبــتــمــبــر‪ .‬وم ــن أكــتــوبــر إلــى‬ ‫األبيض المتوسط؛ (‪ )3‬مسار هجرة آسيا الوسطى ‪ /‬جنوب‬
‫البحر األبيض المتوسط‬
‫ثالثة من مسارات‬
‫مــارس‪ ،‬تستمتع بفصل الصيف الجنوبي في مواطنها‬ ‫آســيــا‪ ،‬حيث تجلب هــذه الــمــســارات الثالثة مجموعات من‬
‫الهجرة الرئيسة عبر‬
‫فــي زامــبــيــا والــبــلــدان المحيطة بــهــا‪ ،‬قــبــل أن تــعــود إلــى‬ ‫تستقبل المملكة العربية السعودية أيض ًا‪ ،‬الطيور التي‬ ‫الطيور من مناطق متباينة تقريب ًا حول العالم إلى المملكة‪.‬‬
‫الشمال للتكاثر‪ ،‬م ــروراً بالسعودية مــرة أخــرى في أبريل‬ ‫تهاجر على طــول الحافة الغربية للبحر األس ــود ‪ /‬البحر‬ ‫شبه الجزيرة العربية‪،‬‬
‫ومــايــو‪ .‬وبذلك تكون هــذه الطيور الصغيرة قد قطعت‬ ‫األبيض المتوسط الــذي يمتد من الشمال إلى الجنوب‬
‫مسار هجرة شرق آسيا ‪/‬‬ ‫جالبة مجموعات‬
‫ما يزيد على ‪ 16,000‬كم في غضون أقل من ستة أشهر‪،‬‬ ‫من القطب الشمالي في أوروبــا وغــرب روسيا عبر البحر‬
‫شرق أفريقيا‬
‫من الطيور من‬
‫رغم أن وزنها ال يتجاوز ‪ 12‬غم‪ ،‬وهو أخف من وزن ملعقة‬ ‫األبــيــض المتوسط والبحر األس ــود حتى جنوب أفريقيا‪،‬‬
‫مناطق متباينة‬
‫كبيرة من الماء‪.‬‬ ‫وهي منطقة تضم ‪ 101‬دولة‪ )6(.‬وتتجنب عديد من األنواع‬ ‫تستقبل المملكة العربية السعودية أع ــداداً كبيرة من‬
‫يُذكر أن عدداً من األنواع التي تستخدم هذا المسار تهاجر‬ ‫عقبتي البحر األبيض المتوسط والصحراء الكبرى بالمرور‬ ‫الطيور المهاجرة على طول ممر هجرة شرق آسيا ‪ /‬شرق‬ ‫تقريب ًا حول العالم‬
‫في نمط دائري (حلقات دائرية)‪ ،‬حيث تغادر مواطن تكاثرها‬ ‫عبر تركيا إلى شبه الجزيرة العربية وجنوب ًا بطول ساحل‬ ‫أفريقيا الــذي يمتد من جنوب أفريقيا وحتى شمال شرق‬ ‫إلى المملكة‪.‬‬

‫‪235‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪234‬‬
‫التسمين في أثيوبيا قبل أن تعبر مضيق بــاب المندب‪،‬‬
‫متجهة شما ًال عبر وســط المملكة‪ ،‬حيث تقطع مسافة‬
‫‪ 233‬كــم يــومــيـ ًا فــي الــمــتــوســط‪ ،‬علم ًا أنــهــا تتوقف في‬
‫محطات متكررة وقصيرة على طــول المسار الستعادة‬
‫احتياطياتها مــن ال ــده ــون‪ ،‬وه ــي اســتــراتــيــجــيــة تتطلب‬
‫ظروف تغذية مواتية عبر مسار الهجرة بأكمله‪ .‬وال يمكننا‬
‫فــي النهاية أن نغفل العواقب لفقدان بعض مناطق‬
‫التغذية‪ ،‬ويمكن وصفها بأنها كارثية بالنسبة لطيور صرد‬
‫أحمر الظهر خالل هجرته في فصل الربيع‪ ،‬وهو من األنواع‬
‫ً (‪)9‬‬
‫اآلخذة في التناقص عالميا‪.‬‬
‫شهرمانة؛ تهاجر هذه الطيور على‬
‫طول مسار آسيا الوسطى ‪/‬‬
‫جنوب آسيا لقضاء فصل الشتاء‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫مسار هجرة آسيا الوسطى ‪/‬‬
‫جنوب آسيا‬
‫تتمتع بمجموعة مــن وســائــل الــتــكـ ّيــف الــتــي تــحــد من‬ ‫فيما يمر بعضها عبر المملكة‪ ،‬حيث يقضي الشتاء أحيان ًا‪.‬‬ ‫تستقبل المملكة العربية السعودية أيض ًا‪ ،‬الطيور التي‬ ‫ً‬
‫شماال‬ ‫قليعي؛ يتجه هذا الطائر‬
‫استنفاد طاقتها أثــنــاء الــطــيــران‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫وعلى النقيض مــن ذل ــك‪ ،‬تتكاثر أن ــواع عــدة داخ ــل شبه‬ ‫تهاجر على طــول مسار هجرة آسيا الوسطى ‪ /‬جنوب‬ ‫عبر المملكة في فصل الربيع‪.‬‬

‫عديد من األعضاء الداخلية تكون أصغر بشكل كبير لدى‬ ‫القارة الهندية وتهاجر شما ًال بطول مسار الهجرة لقضاء‬ ‫آسيا‪ ،‬والذي يمتد من القطب الشمالي لروسيا شما ًال إلى‬
‫األنــواع التي تهاجر لمسافات طويلة‪ ،‬مقارنة بنظيرتها‬ ‫فصل الشتاء‪ ،‬ما يجذب عديداً من طيور جنوب آسيا إلى‬ ‫شبه القارة الهندية جنوب ًا‪ ،‬ويغطي ما مجموعه ‪ 29‬بلداً‪،‬‬ ‫ويُحتمل أن تكون الهجرة الدائرية استجابة للظروف‬
‫(‪)10‬‬
‫التي تهاجر لمسافات قصيرة‪ ،‬أو األنواع المستقرة‪ .‬وأظهر‬ ‫المملكة‪ ،‬مثل الحوام المتوج‪.‬‬ ‫وفي‬ ‫وبــهــذا يكون مسار الهجرة األقــصــر فــي العالم‪.‬‬ ‫المناخية فــي أفــريــقــيــا وشــبــه الــجــزيــرة الــعــربــيــة‪ ،‬إذ تهاجر‬
‫تحليل حــديــث لــعــدد ‪ 149‬مــن األنـ ــواع الــمــهــاجــرة أن وزن‬ ‫تغطي توزيعات الطيور المتكاثرة وغير المتكاثرة التي‬ ‫حين أن بعض الطيور التي تستخدم هــذا المسار قــادرة‬ ‫الطيور جنوب ًا عبر أفريقيا في أوائــل فصل الخريف عندما‬
‫ربما يكون الطيران‬ ‫ً‬
‫الحوصلة والكبد وحتى القلب يتناقص بشكل كبير لدى‬ ‫مجتمعة نسبة كبيرة من‬ ‫تهاجر إلــى المملكة أو عبرها‬ ‫على الطيران فوق جبال الهيمااليا ومنطقة التبت‪ ،‬فإن‬ ‫يكون جــزء كبير مــن وســط الــســودان أخــضـرَ وجــذاب ـ ًا‪ ،‬في‬
‫بالرفرفة من أكثر‬ ‫(‪)11‬‬
‫األنواع التي تهاجر لمسافات طويلة‪.‬‬ ‫أوروبا وأفريقيا وآسيا وشبه القارة الهندية‪ ،‬وكذلك أجزاء من‬ ‫معظمها يلتف حول هاتين العقبتين من خالل الطيران‬ ‫حين تكون شبه الجزيرة العربية جافة وحــارة للغاية‪ .‬أما‬
‫أشكال الحركة‬ ‫كما أن األنواع التي تهاجر لمسافات طويلة باستخدام‬ ‫أميركا الشمالية‪ .‬وهذه الحقيقة البسيطة لها تأثير كبير‪،‬‬ ‫شرق ًا عبر الصين‪ ،‬أو غرب ًا على طول بحر قزوين‪ ،‬ثم جنوب ًا‬ ‫في الربيع‪ ،‬فيجف الــســودان‪ .‬بينما تصل األمــطــار بشكل‬
‫استنفاداً للطاقة‬ ‫أسلوب الطيران بالرفرفة أجنحتها طويلة وضيقة ومدببة‬ ‫إذ تعني أن النشاطات في المملكة يمكنها أن تؤثر على‬ ‫على طول الخليج العربي باتجاه الهند‪ ،‬وهو ما ينتج عنه‬ ‫عام إلى جنوب أثيوبيا وجنوب الصومال‪ ،‬ويمكن العثور‬
‫الــطــرف وأذيــالــهــا مربعة قصيرة (مــثــل عــديــد مــن األن ــواع‬ ‫النظم البيئية والمجتمعات في جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫مرور عديد من األنواع عبر أراضي المملكة‪.‬‬ ‫عــلــى الــغــطــاء األخــضــر فــي جــنــوب غ ــرب سلطنة ُعــمــان‬
‫على وجه األرض‪ .‬ولذا‪،‬‬
‫المخوضة)‪ ،‬ووفق ًا لنظرية الحركة في الهواء‪ ،‬فإنها تقلل‬ ‫ّ‬ ‫وتجدر اإلشــارة إلى أن نحو ‪ 307‬أنــواع تهاجر على طول‬ ‫وحول الخليج العربي‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬قد تكون ظروف‬
‫يكون لدى األنواع‬ ‫هــذا الــمــســار ســنــويـ ًا‪ ،‬حيث تــدخــل ‪ 130‬منها إلــى أراضــي‬ ‫الــريــاح فــي فصل الربيع أكثر مــاءمــة للهجرة شــمــا ًال في‬
‫كيف تهاجر الطيور؟‬
‫من مقدار الجهد البدني الالزم إلتمام الرحلة والمحافظة‬
‫التي تهاجر لمسافات‬ ‫على الطيران فــي خــط مستقيم‪ .‬وفــي المقابل‪ ،‬تميل‬ ‫المملكة العربية السعودية بانتظام (انظر الشكل ‪.)4‬‬ ‫شبه الــجــزيــرة العربية مــقــارنـ ًـة بأفريقيا‪ ،‬فــي حين ينطبق‬
‫(‪)8‬‬
‫طويلة مجموعة من‬ ‫األنواع التي تهاجر لمسافات قصيرة أو األنواع المستقرة‬ ‫تهاجر الطيور باستخدام أحد أسلوبي طيران‪ )1( :‬الرفرفة‪،‬‬ ‫وبصرف النظر عن أنه المسار األقصر‪ ،‬ال تزال بعض الطيور‬ ‫وهــذه الظروف مجتمعة‬ ‫العكس على هجرة الخريف‪.‬‬
‫إلــى أن تكون لديها أجنحة أقصر وأكــثــر اســتــدارة وأذيــال‬ ‫و(‪ )2‬الرفع والتحويم‪ .‬ومعظم الطيور صغيرة الحجم‪ ،‬أو‬ ‫تهاجر لمسافة كبيرة على طول هذا الممر‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫تــعــمــل عــلــى ج ــذب الــمــزيــد م ــن األنـــــواع الــمــهــاجــرة إلــى‬
‫وسائل التك ّيف التي‬
‫طويلة وأكثر تدرج ًا (مثل الغربان)‪ ،‬ما يسمح لها باإلقالع‬ ‫المتوسطة تهاجر باستخدام أسلوب الرفرفة‪ .‬في حقيقة‬ ‫المثال‪ ،‬تهاجر طيور صائد الذباب أحمر الصدر التي تتكاثر‬ ‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫تحد من استنفاد‬ ‫السريع وقــدرة أكبر على المناورة الجوية ورفرفات قصيرة‬ ‫األم ــر‪ ،‬يستخدم نحو ‪ %89‬مــن األنـ ــواع الــمــهــاجــرة البالغ‬ ‫فــي بــاد الــغــرب القصية‪ ،‬مثل السويد والنمسا مسافة‬ ‫وتــشــيــر أجــهــزة تــحــديــد الــمــواقــع الــمــحــمــولــة بواسطة‬
‫طاقتها أثناء الطيران‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫من الطيران القوي‪.‬‬ ‫عددها ‪ 291‬نوع ًا وتهاجر إلى المملكة‪ ،‬أو عبرها أسلوب‬ ‫‪ 7,000‬كم لقضاء فصل الشتاء في شبه القارة الهندية‪.‬‬ ‫طيور صرد أحمر الظهر‪ ،‬إلى أنها تقضي أوائل الربيع في‬
‫المخوضة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الرفرفة‪ ،‬بما في ذلك معظم الجواثم والطيور‬

‫األجنحة الطويلة المستدقة لدى‬


‫في المقابل‪ ،‬تميل معظم الطيور الكبيرة إلى الهجرة‬
‫ً‬
‫خاصة‪،‬‬ ‫النورس مستدق المنقار‬ ‫بــاســتــخــدام أس ــل ــوب ال ــرف ــع والــتــحــويــم‪ ،‬حــيــث يــهــاجــر ما‬
‫مميزة للطيور البحرية المهاجرة‪.‬‬
‫ّ‬
‫مجموعه ‪ 31‬نوع ًا عبر المملكة باستخدام هذا األسلوب‬
‫في المقام األول‪ ،‬بما في ذلــك طيور الكركي واللقلق‬
‫وأبــو منجل والرخمة والصقور الكبيرة والنسور‪ ،‬علم ًا أن‬
‫ألسلوب الطيران الــذي تتبعه الطيور تأثيراً عميق ًا على‬
‫استراتيجية الهجرة التي تنتهجها‪.‬‬

‫األنواع المهاجرة المرفرفة‬


‫ربــمــا يــكــون الــطــيــران بــالــرفــرفــة مــن أكــثــر أشــكــال الحركة‬
‫استنفاداً للطاقة على وجه األرض‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن األنواع‬
‫التي تهاجر لمسافات طويلة باستخدام أسلوب الطيران‬
‫والمخوضة في المقام األول)‬
‫ّ‬ ‫بالرفرفة (الطيور المغردة‬
‫صرد أحمر الظهر؛ يهاجر هذا الطائر في‬
‫ً‬
‫جنوبا عبر أفريقيا في‬ ‫نمط دائري‪ ،‬فيطير‬
‫ً‬
‫وشماال عبر المملكة في الخريف‪.‬‬ ‫الربيع‬

‫‪237‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫‪236‬‬


‫تتسم األنواع‬
‫المحومة‬
‫ّ‬ ‫المهاجرة‬
‫في المملكة‬
‫بثوب الهيبة‬
‫تهاجر الطيور الثقيلة مثل اإلوزة الغراء الكبيرة‬
‫والشموخ بينما‬ ‫ببطء شديد‪ ،‬حيث تسافر مسافة ‪25‬كم فقط‬
‫في غضون تسع ساعات من الطيران‪.‬‬
‫تبسط أجنحتها‬
‫الضخمة؛ فعلى‬ ‫(‪)14‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬قد يكون من المستغرب أن‬ ‫ببطء شديد‪.‬‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬يمكن العثور على النمط العام‬
‫تحوم طيور الرهو في جميع أنحاء‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يصل‬ ‫المملكة في تشكيالت رأس الحربة‬ ‫تقطع الطيور الكبيرة التي تبدو قوية‪ ،‬مثل اإلوزة الربداء‬ ‫نفسه لتكييف الجناح عند مقارنة األنــواع داخــل الجنس‬
‫ً‬
‫طول جناح عقاب‬ ‫ونادرا ما ترفرف بأجنحتها‪.‬‬ ‫واإلوزة الغراء الكبيرة‪ ،‬مسافة ‪ 25‬إلى ‪ 30‬كم فقط خالل‬ ‫نفسه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تمتلك طيور األبــلــق التي‬
‫السهول إلى‬ ‫تسع ســاعــات مــن بــدء رحلتها‪ ،‬فــي حين يمكن للطيور‬ ‫تقطع مسافات طويلة عبر شبه الجزيرة العربية (مثل‬
‫‪ 400‬م‪ ،‬األمر الذي يبعث السرور في نفس مراقبي الطيور‬ ‫المحومة‬
‫ّ‬ ‫األنواع المهاجرة‬ ‫المخوضة وطيور‬
‫ّ‬ ‫األصغر بكثير‪ ،‬مثل عديد من الطيور‬ ‫األبلق الشمالي واألبلق األشهب) أجنحة مدببة طويلة‪،‬‬
‫‪ 200‬سم‪ ،‬والنسر‬ ‫(‪)16‬‬
‫في جميع أنحاء المملكة‪.‬‬ ‫بالنسبة للطيور الكبيرة‪ ،‬يُعد الطيران باستخدام أسلوب‬ ‫األبلق‪ ،‬أن تقطع ‪ 10 - 5‬أضعاف تلك المسافة في الفترة‬ ‫بينما تمتلك نظيراتها المستقرة (مثل األبلق أحمر الصدر‪،‬‬
‫األسمر إلى‬ ‫قــد يــبــدو الــطــيــران بالتحويم غير متعب‪ ،‬لكن معدل‬ ‫الرفرفة صعب االســتــدامــة‪ .‬في واقــع األمــر‪ ،‬تحتاج الطيور‬ ‫الزمنية نفسها‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫واألبلق الحزين الشرقي) أجنحة أكثر استدارة‪.‬‬
‫‪ 280‬سم‪ ،‬في حين‬ ‫المحومة يرتفع بمقدار‬
‫ّ‬ ‫التمثيل الغذائي لــدى الطيور‬ ‫الكبيرة جداً إلى تخزين الكثير من الغذاء بشكل يصعب‬ ‫فــي ال ــواق ــع‪ ،‬يمكن أن يــصــل الــمــعــدل ال ــذي يقطعه‬ ‫وكــلــمــا ازداد حــجــم ال ــط ــي ــور‪ ،‬تـــــزداد الــطــاقــة ال ــازم ــة‬
‫يصل طول جناح‬
‫(‪)17‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بغيرها من الطيور‪.‬‬ ‫الضعفين إلى ثالثة أضعاف‪،‬‬ ‫أن تتحمله جواً‪ .‬وهكذا‪ ،‬تميل الطيور الكبيرة‪ ،‬مثل البازي‬ ‫الشنقب الكبير إلى ‪ 2,150 - 1,700‬كم يومي ًا لمدة تصل‬ ‫لتحليقها أكثر فأكثر‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬تميل الطيور الكبيرة‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬بالنسبة للطيور الكبيرة‪ ،‬ال تــزال كلفة طاقة‬ ‫الحوام (‪ 1,360 - 427‬غم)‪ ،‬واللقلق األبيض الغربي (‪- 2,300‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫إلى أربعة أيام على التوالي‪.‬‬ ‫الــتــي تستخدم أســلــوب الــطــيــران بــالــرفــرفــة إلــى الهجرة‬
‫النسر المسود إلى‬
‫الطيران بالتحويم أقل بشكل كبير من الطيران بالرفرفة‪.‬‬ ‫‪ 4,400‬غم)‪ ،‬والنسر المسود (‪ 1200 - 7000‬غم)‪ ،‬إلى تبني‬
‫ثالثة أمتار‪.‬‬ ‫ال‪ ،‬بالنسبة لطائر هائل الحجم‪ ،‬مثل النسر المسود‬‫فمث ً‬ ‫أي أنها تطير عالي ًا في‬
‫أسلوب الطيران بالرفع والتحويم‪ّ ،‬‬
‫(يصل وزنه إلى ‪ 12,5‬كغم)‪ ،‬يكون استهالك الطاقة لديه‬ ‫الهواء فوق التيارات الحرارية باستخدام أجنحتها العريضة‬
‫الــمــمــدودة قبل أن تــحــوم لمئات األمــتــار بحث ًا عــن التيار‬
‫الحراري التالي‪ .‬ويسمح هذا األسلوب من الطيران للطيور‬
‫الكبيرة بالهجرة بسرعات تصل إلى ‪ 200‬كم يومي ًا‪.‬‬
‫المحومة‬
‫ّ‬ ‫تجدر اإلشــارة إلى أن أجنحة األنــواع المهاجرة‬
‫مخصصة لــزيــادة ق ــوة الــرفــع إل ــى الــحــد األقــصــى‪ ،‬فهي‬
‫طــويــلــة ج ــداً (عــلــى عــكــس األجــنــحــة الــضــيــقــة والــمــدبــبــة‬
‫لألنواع المهاجرة المرفرفة) وعريضة جــداً‪ ،‬وهو ما يعني‬
‫سطح ًا مجنح ًا ضخم ًا يسمح للطائر بالبقاء معلق ًا في‬
‫الهواء‪ ،‬مثل طائرة ورقية‪ .‬وهو أيض ًا ما يكسو هذه األنواع‬
‫المحومة في المملكة ثوب الهيبة والشموخ‬
‫ّ‬ ‫المهاجرة‬
‫فيما تبسط أجنحتها الضخمة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يصل‬
‫طول جناح مالك الحزين إلى ‪ 195‬سم‪ ،‬وعقاب السهول‬
‫إلــى ‪ 200‬ســم‪ ،‬والنسر األســمــر إلــى ‪ 280‬ســم‪ ،‬فــي حين‬
‫يصل طول جناح النسر المسود إلى ثالثة أمتار‪.‬‬
‫وم ــن خ ــال رك ــوب الــتــيــارات الــصــاعــدة‪ ،‬تــرتــفــع األن ــواع‬
‫ـومــة مــئــات األم ــت ــار ف ــي ال ــه ــواء‪ ،‬حيث‬
‫الــمــهــاجــرة الــمــحـ ّ‬
‫يستطيع عقاب السهول‪ ،‬أثناء عبوره صحراء شبه الجزيرة‬
‫أبلق أشهب؛ يتمتع هذا النوع من الطيور المهاجرة‬
‫العربية‪ ،‬االرتفاع حتى ‪ 8‬كيلومترات فوق مستوى سطح‬ ‫عدة للطيران لمسافات طويلة‪،‬‬ ‫بأجنحة طويلة مدببة ُم َّ‬
‫البازي الحوام؛ تدور هذه الطيور‬ ‫الــبــحــر‪ .‬ورغ ــم ذل ــك‪ ،‬فهو يطير فــي معظم الــوقــت دون‬ ‫في حين أن التعدادات المقيمة لديها أجنحة قصيرة‬
‫الشائعة في تيار ساخن صاعد‪.‬‬ ‫مدورة للرشاقة‪.‬‬
‫ارتفاع ‪ 1,000‬م‪ ،‬وتحدث نصف مرات تحويمه بالفعل دون‬

‫‪239‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪238‬‬
‫شنقب شائع مهاجر يستعيد كتلة‬
‫جسمه المفقودة في منطقة رطبة‬ ‫فــوق المسطحات الشاسعة من المياه‪ ،‬األمــر الــذي يُعد‬
‫بالجبيل‪.‬‬ ‫أيــضـ ًا مــن حسن حــظ عشاق الطيور فــي المملكة‪ ،‬ألنه‬
‫المحومة إلى المملكة في كل‬
‫ّ‬ ‫يجلب اآلالف من الطيور‬
‫عام‪ ،‬فبد ًال من عبور البحر األبيض المتوسط‪ ،‬تسلك عديد‬
‫من الطيور التي تعشش في أوروبا منعرجات ضخمة إما‬
‫غرب ًا (ما يسمح لها بالمرور عبر مضيق جبل طارق بعرض ‪14‬‬
‫كم) أو شرق ًا‪ ،‬ما يقودها نحو شمال شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫ال‪ ،‬كشفت عمليات التتبع عبر األقــمــار االصطناعية‬ ‫فمث ً‬
‫لــمــجــمــوعــات مــن عــقــاب الــثــعــابــيــن الــتــي تــعــشــش في‬
‫عقاب رقطاء كبرى المعرض لالنقراض‬
‫إيطاليا أن أفراد هذا الطير تسلك منعرجات برية تصل إلى‬ ‫ً‬
‫عالميا زائر في فصل الشتاء نادر في‬
‫‪ 1,700‬كم لتجنب العائق المائي البالغ طوله ‪ 150‬كم‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ .‬وتتجنب‬
‫الطيور الكبيرة كهذا الطائر أسلوب الطيران‬
‫(‪)18‬‬
‫بين صقلية وتونس‪.‬‬ ‫بالرفرفة في الهجرة لسبب بسيط هو أن‬
‫ولــضــرورة تجنب المعابر البحرية عواقب وخيمة على‬ ‫هذا األسلوب مرهق للغاية‪.‬‬

‫هذه األنواع من الطيور‪ ،‬تتمثل في تجنب المرور عبر شبه‬


‫الجزيرة العربية التي تحدها المياه جنوب ًا وشــرقـ ًا وغرب ًا‪،‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالطيران‬ ‫أعلى بنسبة ‪ 50‬مرة في الطيران بالرفرفة‪،‬‬
‫مــا يقوض عبورها‪ .‬وبالتالي يتع ّين عليها دخــول شبه‬ ‫بالتحويم‪.‬‬
‫الجزيرة العربية من الشمال‪ ،‬ثم مغادرتها إما عبر مضيق‬ ‫ـد أفضل بشكل‬ ‫ـعـ ُّ‬
‫وفــي حين أن الطيران بالتحويم يُـ َ‬
‫باب المندب في البحر األحمر‪ ،‬أو مضيق هرمز في الخليج‬ ‫كبير من ناحية توفير الطاقة‪ ،‬إال أنــه يعتمد اعتماداً تام ًا‬
‫هذه الطيور مناقيرها لتعريض السطح الداخلي الرطب‬ ‫تحديات التي تواجه الطيور أثناء‬ ‫ً‬
‫ونتيجة لــذلــك‪ ،‬تتجه أع ــداد كبيرة مــن الطيور‬ ‫الــعــربــي‪.‬‬ ‫عــلــى الــتــيــارات الــصــاعــدة الــمــنــاســبــة الــتــي تــحــدث فقط‬
‫المحومة نهاراً‪،‬‬ ‫ً‬
‫هجرتها عبر المملكة‬
‫(‪)19‬‬
‫للهواء‪ ،‬محفزة التبريد عبر التبخر والتصاعد الحراري‪.‬‬ ‫المحومة عبر المملكة نحو هذين المضيقين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المهاجرة‬ ‫ّ‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬تهاجر الطيور‬ ‫خالل النهار‪.‬‬
‫تعمد معظم‬
‫ّ‬
‫ظل الظروف‬ ‫وقد أظهرت تجارب أنفاق الرياح بأنه في‬ ‫أي‬
‫المحومة بانتظام في ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتتجمع الطيور المهاجرة‬ ‫ً‬
‫عادة في منتصف الصباح مع ارتفاع درجات الحرارة‪،‬‬ ‫فتبدأ‬
‫الطيور المهاجرة‬ ‫الصحراوية الــحــارة والجافة فــي المملكة‪ ،‬تفقد الطيور‬ ‫تمر الطيور المهاجرة من الشرق إلى الغرب عبر المملكة‬ ‫مكان تنتظم فيه التيارات الصاعدة‪ ،‬وغالب ًا ما يكون ذلك‬ ‫حيث ترتفع وتحوم باستمرار حتى يتوقف نشاط الحمل‬
‫صغيرة ومتوسطة‬ ‫فعلى‬ ‫(‪)21‬‬
‫المهاجرة كميات كبيرة من المياه أثناء الطيران‪.‬‬ ‫وتقطع مسافة تزيد على ‪ 1,200‬كم من الصحراء‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬ ‫على طول سالسل المرتفعات وجوانب الجروف ‪ -‬وهو‬ ‫الحراري عند غروب الشمس‪ .‬ولزيادة احتمال العثور على‬
‫الحجم إلى تجنب‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬يــزداد معدل فقدان الــزرزور الــوردي للمياه‬ ‫عما يقرب من ‪ 400‬كم من البحار‪ .‬وفــي الوقت نفسه‪،‬‬ ‫أي مــراقــب لمشهد طيور النسر األســمــر التي‬
‫مــا يــؤكــده ّ‬ ‫التيارات الحرارية الصاعدة‪ ،‬غالب ًا ما تطير األنواع المهاجرة‬
‫أثناء الطيران بشكل ملحوظ‪ ،‬وذلك بمجرد أن تتجاوز درجة‬ ‫تعبر الطيور المهاجرة من الجنوب إلى الشمال عبر شبه‬ ‫تنزلق بــهــدوء عبر الــجــروف الواقعة فــي تنومة بمنطقة‬ ‫المحومة في أســراب‪ ،‬ما يسمح للطيور الفردية بتحديد‬
‫ّ‬ ‫في كل يوم خالل‬
‫أجواء المملكة‬
‫حرارة الهواء ‪ 18‬درجة مئوية‪ .‬وإذا وصلت حرارة الهواء إلى‬ ‫الجزيرة العربية ضعف هذه المسافة تقريب ًا‪ .‬وتكابد هذه‬ ‫المحومة أيض ًا‪ ،‬عبر الممرات‬
‫ّ‬ ‫عسير‪ .‬كما تتدفق الطيور‬ ‫أي إذا‬
‫مكان التيارات الحرارية في المجال الجوي المحيط‪ّ ،‬‬ ‫هجرة الخريف‪ ،‬يمر‬
‫الحارة‪ ،‬عن طريق‬ ‫‪ 27‬درجة مئوية‪ ،‬تفقد هذه الطيور الصغيرة ‪ %2‬من كتلة‬ ‫الطيور بعض ًا مــن أصعب الــظــروف فــي ّ‬
‫أي مكان على‬ ‫المنخفضة في سالسل الجبال ‪ -‬كازدحام مروري ولكنه‬ ‫محوم ما طائراً آخر يركب تياراً صاعداً‪ ،‬فإنه‬
‫ّ‬ ‫رأى طائر مهاجر‬
‫الطيران لي ً‬ ‫ما يصل إلى ‪4,000‬‬
‫ال عندما‬ ‫جسمها في صورة مياه في كل ساعة ويبلغ الجفاف منها‬ ‫وجه األرض‪ ،‬إذ ال يتوافر سوى القليل من الطعام والماء‬ ‫مكون من طيور تحاول الطيران عبر ممر ضيق في السماء‬ ‫يمكنه التحويم بسرعة نحو التيار الصاعد والتحليق إلى‬
‫يكون الهواء بارداً‬ ‫مبلغ ًا خطراً خالل خمس ساعات‪ )22(.‬في الواقع‪ ،‬تتوقف‬ ‫والــمــأوى‪ ،‬وغــالــبـ ًا مــا تــكــون درج ــات الــحــرارة فــي الربيع أو‬ ‫‪ -‬وفــي كــل يــوم خــال هجرة الــخــريــف‪ ،‬يمر مــا يصل إلى‬ ‫جانبه‪ .‬وهنا يحدث أحــد أكثر المشاهد إثــارة لــدى مراقبي‬ ‫من البازي الحوام‬
‫الطيور المهاجرة عن الطيران في معظم تجارب أنفاق‬ ‫الخريف مرتفعة‪ .‬والطيور التي ال تستطيع تأمين أو إدارة‬ ‫الحوام و‪ 500‬من عقاب السهول عبر‬
‫ّ‬ ‫‪ 4,000‬من البازي‬ ‫الطيور في المملكة‪ ،‬وهــو مشهد العشرات من طيور‬ ‫و‪ 500‬من عقاب‬
‫نسبي ًا‪ ،‬ثم تخلد إلى‬
‫الــريــاح بمجرد أن تتجاوز درج ــات حــرارتــهــا ‪ 25‬درجــة مئوية‪.‬‬ ‫مخزونها من الغذاء والمياه أثناء هجرتها عبر المملكة‪،‬‬ ‫وادي جرف الطائف الضيق شمالي جبال عسير بطول ‪10‬‬ ‫النسر األسمر‪ ،‬أو عقاب السهول‪ ،‬أو البازي الحوام وهي‬ ‫السهول عبر وادي‬
‫الراحة أثناء النهار‬ ‫وهكذا‪ ،‬يستحيل على الطيور المرفرفة استكمال رحلتها‬ ‫سيكون الموت مصيرها‪.‬‬ ‫المحومة تتبع دوم ًا‬
‫ّ‬ ‫كم‪ )20(.‬ونظراً ألن الطيور المهاجرة‬ ‫تحوم في عمود من الهواء الدافئ الصاعد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جرف الطائف الضيق‬
‫الظل‪.‬‬ ‫في‬ ‫عبر المملكة من دون توقف أليام عدة‪.‬‬ ‫مسارات طيران محددة وضيقة‪ ،‬من األهمية بمكان تالفي‬ ‫المحومة‬
‫ّ‬ ‫يُذكر أن درجــات الــحــرارة الــازمــة لرفع الطيور‬
‫شمالي جبال عسير‬
‫التغلب على المناخ الحار‬ ‫بأي طريقة قد تؤثر سلب ًا على‬
‫تعديل هذه الطرق المهمة ّ‬ ‫ً‬
‫ونتيجة لــذلــك‪ ،‬غالب ًا مــا تأخذ‬ ‫تــحــدث فقط على األرض‪.‬‬
‫تعدادات الطيور الكبيرة التي تعتمد عليها‪.‬‬ ‫المحومة منعرجات دراماتيكية لتجنب الطيران‬
‫ّ‬ ‫الطيور‬ ‫بطول ‪ 10‬كم‪.‬‬
‫واألجواء الجافة‬
‫تفقد الطيور الصغيرة مثل الزرزور‬
‫الوردي مياه الجسم بسرعة عندما‬
‫ترتفع درجة حرارة الهواء‪ .‬ولهذا‪،‬‬
‫تهاجر معظم الطيور الصغيرة في‬ ‫يــبــدو الكثير مــن أراضـ ــي المملكة مــوائــل غــيــر مناسبة‬ ‫يسلك عقاب الثعابين منعرجات برية‬
‫هواء الليل البارد‪.‬‬ ‫لمعظم األنـ ــواع الــمــهــاجــرة مــن أوروبــــا‪ ،‬أو آســيــا‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫حتى ‪1,700‬كم لتجنب الطيران فوق‬
‫البحار أو المحيطات‪.‬‬
‫يفترض الكثيرون أن هذه الطيور ال بد وأن تهاجر عبر صحراء‬
‫شبه الــجــزيــرة العربية فــي رحــات بــا تــوقــف‪ .‬لكن ارتفاع‬
‫درجــات الحرارة بشكل نسبي في المملكة أثناء فصلي‬
‫الربيع و الخريف يعني أن عديداً من الطيور سوف تكون‬
‫المفرطة إذا ما حاولت الطيران‬ ‫ُع ْر َ‬
‫ضة للجفاف والحرارة ُ‬
‫لفترات طويلة خــال الــنــهــار‪ .‬فالطيور المرفرفة تمتلك‬
‫بعض ًا من أعلى معدالت التمثيل الغذائي المسجلة لدى‬
‫أي حيوان‪ ،‬ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة أجسادها‪ .‬ولطرح‬ ‫ّ‬
‫هذه الحرارة خارج ًا‪ ،‬تستخدم الطيور المرفرفة مخازن داخلية‬
‫مــن المياه للتبريد بالتبخير‪ .‬ففي أثــنــاء الــطــيــران‪ ،‬تفتح‬

‫‪241‬‬ ‫‪240‬‬
‫زوراء صغيرة؛ عقب هجرته الشاقة أثناء‬
‫الليل‪ ،‬يمضي هذا الطائر في البحث عن‬
‫ً‬
‫أيضا من األجواء‬ ‫مكان للراحة‪ ،‬ويحميه‬
‫الحارة في المملكة أثناء النهار‪.‬‬

‫‪243‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪242‬‬
‫صرد شامي؛ في طريق هجرته من‬
‫أفريقيا إلى إيران‪ ،‬يعبر هذا الطائر‬
‫البديع المملكة العربية السعودية في‬
‫فصل الربيع‪.‬‬

‫تهاجر بعض األنواع على نحو مرتفع‬


‫لتجنب الطيران في درجات حرارة عالية‪.‬‬
‫ً‬
‫غالبا ما تطير طيور الخضاري‬ ‫ً‬
‫فمثال‪،‬‬
‫على ارتفاع ‪ 6,500‬متر فوق مستوى‬
‫سطح البحر‪.‬‬

‫الطيور في المنطقة نفسها‪ )25(.‬بمعنى آخر‪ ،‬تُوجد أنواع‬ ‫وعــوض ـ ًا عــن ذل ــك‪ ،‬تعمد معظم الــطــيــور المهاجرة‬
‫الطيور المهاجرة لي ً‬
‫ال في الصحراء أثناء النهار‪ ،‬وهي تجيد‬ ‫صغيرة ومتوسطة الحجم إلــى تجنب أج ــواء المملكة‬
‫االختباء‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن عدد الطيور في صحارى المملكة‬ ‫الحارة‪ ،‬عن طريق الطيران لي ً‬
‫ال عندما يكون الهواء بــارداً‬
‫يفوق ما تراه العين للوهلة األولى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الظل أثناء النهار‪ ،‬حتى‬ ‫نسبي ًا‪ ،‬ثم تَخ ُل ُد إلى الراحة في‬
‫ولــلــحــد مــن مــخــاطــر الــهــجــرة بشكل أكــبــر‪ ،‬خــاصــة عبر‬ ‫تتابع رحلتها في الليل مــرة أخــرى‪ ،‬وع ـ ً‬
‫ـادة ما تبدأ الهجرة‬
‫الصحارى القائظة‪ ،‬تُح ِّلق عديد من األنواع على ارتفاعات‬ ‫الليلية بعد ‪ 60 - 30‬دقيقة من غــروب الشمس‪ .‬وتهبط‬
‫عــالــيــة‪ ،‬حــيــث يــقــل فــاقــد الــمــيــاه بــفــضــل ال ــه ــواء الــبــارد‬ ‫معظم الطيور الجاثمة قبل شــروق الشمس مباشرة‪،‬‬
‫ـادة مــا تعمد الطيور المهاجرة إلى‬ ‫والــرطــب نسبي ًا‪ .‬وع ـ ً‬ ‫المخوضة والمائية في‬
‫ّ‬ ‫في حين تستمر عديد من الطيور‬
‫االرتفاع‪ ،‬إذ يوفر التوازن األمثل بين درجة الحرارة والرطوبة‬ ‫الطيران لبضع ساعات إضافية في الصباح‪ .‬تجدر اإلشارة‬
‫وش ــدة الــريــاح وكــثــافــة الــهــواء‪ ،‬وهــو االرتــفــاع ال ــذي يــراوح‬ ‫إلى أن الهجرة الليلية توفر ميزة إضافية‪ ،‬وهي تتمثل في‬
‫ـادة بين ‪ 4,000 - 1,000‬م فــوق مستوى سطح البحر‪.‬‬ ‫عـ ً‬ ‫بشكل عام‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وجود تدفق هوائي (أفقي) ثابت وانسيابي‬
‫كما تطير بعض األنــواع إلى مستويات أعلى بكثير من‬ ‫ً‬
‫مقارنة بهواء المملكة المضطرب خالل النهار‪ .‬واستناداً‬
‫ذلــك؛ فعلى سبيل المثال تُح ِّلق طيور الخضاري على‬ ‫إلى ع ّينة شملت ‪ 64‬طيراً من الطيور صغيرة ومتوسطة‬
‫ارتفاع يصل إلى ‪6,500‬م‪ ،‬في حين التقطت أجهزة الرادار‬ ‫الحجم المهاجرة عبر المملكة باستخدام أسلوب الطيران‬
‫بعض األن ــواع المهاجرة التي تتبع أســلــوب الــرفــرفــة غير‬ ‫بالرفرفة‪ ،‬تب ّين أن ‪ %64‬منها تهاجر حصري ًا في الليل‪ ،‬و‪%17‬‬
‫المحددة‪ ،‬وهي تستغل التيارات المتدفقة فوق صحراء‬ ‫منها تهاجر في النهار والليل‪ ،‬في حين يهاجر ‪ %19‬منها‬
‫النقب‪ ،‬والتي يصل ارتفاعها إلى ‪ 9,000‬م فوق مستوى‬ ‫(‪)23‬‬
‫فقط بشكل أساس خالل النهار‪.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫سطح البحر‪.‬‬ ‫وم ــن األن ـ ــواع الــمــهــاجــرة الــمــألــوفــة والــمــعــروفــة بأنها‬
‫ومــن األهــمــيــة بــمــكــان‪ ،‬اإلشـ ــارة إلــى أن الــطــيــران على‬ ‫ترتاح نهاراً أثناء عبور الصحارى‪ ،‬السنونو الشائع والذعرة‬
‫ارتفاعات عالية‪ ،‬من شأنه أن يُفسح المجال أمــام ظهور‬ ‫الــصــفــراء والــصــرد الشامي والــدخــلــة األوراســيــة والدخلة‬
‫مشكالت جديدة لألنواع المهاجرة‪ ،‬منها أن الهواء أخف‪،‬‬ ‫الزيتونية الشرقية والــنــقــشــارة‪ ،‬والــدخــلــة الصفصافية‪،‬‬
‫ما يجعل الطيران أكثر صعوبة‪ ،‬واألكسجين أقل بكثير‪،‬‬ ‫وال ــزوراءال ــص ــغ ــي ــرة‪ ،‬وصــائــد ال ــذب ــاب األرق ـ ــط‪ ،‬والــحــمــيــراء‬
‫ما يجعل قــدرة الطائر البدنية بالغة الصعوبة‪ ،‬وهــو أمر‬ ‫الشائعة‪ )24(.‬وعلى الرغم من ذلــك‪ ،‬إال أن العثور عليها‬
‫متعارف عليه بين متسلقي المرتفعات‪ .‬ولمواجهة هذه‬ ‫ا‪ .‬فهي تميل إلــى التعشيش عميق ًا‬ ‫ـد أم ــراً ســه ـ ً‬
‫ـعـ ُّ‬
‫ال يُـ َ‬
‫التحديات‪ ،‬تتمتع األنــواع المهاجرة على ارتفاعات عالية‬ ‫ّ‬
‫الظل وجيدة التهوية‪ ،‬أو في الزوايا‬ ‫داخــل النباتات وارفــة‬
‫بمجموعة من العوامل الفسيولوجية التي تمكنها من‬ ‫أي مكان آخــر يوفر القليل من‬
‫والشقوق الجبلية‪ ،‬أو في ّ‬
‫التك ّيف‪ ،‬بما في ذلك حجم الرئتين الكبير‪ ،‬وهيموغلوبين‬ ‫الراحة‪ ،‬حيث تبقى من دون حراك حتى حلول الليل‪ .‬يُذكر‬
‫يمتص األوكسجين المتوافر بفاعلية أكبر بهدف إمــداد‬ ‫أنه في إحدى الدراسات التي أجريت في الصحراء الكبرى‪،‬‬
‫الدماغ وعضالت الصدر للمحافظة على وظائفها‪ .‬ومن‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬عثر علماء طيور مدربون تدريب ًا عالي ًا‬
‫المثير لــلــدهــشــة‪ ،‬أن الــطــيــور الــمــهــاجــرة عــلــى ارتــفــاعــات‬ ‫على عــدد قليل جــداً مــن الطيور المهاجرة‪ ،‬وذلــك أثناء‬
‫عالية بأسلوب الطيران بالرفرفة تظهر فاعلية كبيرة من‬ ‫ســيــرهــم عــلــى ط ــول خــطــوط ع ــرض مستقيمة‪ .‬لكن‪،‬‬
‫أي حيوان آخر‬
‫حيث عمليات األيض على ارتفاع تكاد حياة ّ‬ ‫عندما قــام أولــئــك العلماء أنفسهم بتقصي كــل نبتة‬
‫(‪)27‬‬
‫معدومة عنده‪.‬‬ ‫بشكل منهجي‪ ،‬عثروا على أكثر من عشرة أضعاف عدد‬

‫‪245‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪244‬‬
‫التغلب على ندرة الغذاء‬
‫لــدى الهازجة الحدائقية هــي العضو الوحيد الــذي ازداد‬ ‫بقويقة مخططة الذيل وأرقام‬
‫قياسية عالمية؛ يتسم هذا‬
‫حجمه بشكل كبير خالل عبورها الصحراء‪ ،‬حيث تضاعف‬
‫الطائر بقدرته االستثنائية على‬
‫وزنه بمقدار أربعة أضعاف‪ )33(.‬وليس هذا باألمر المفاجئ‬ ‫يشكل عائق ًا أمــام الطيور المهاجرة‬
‫ّ‬ ‫ثمة تح ٍد مهم آخــر‬ ‫قطع مسافة ‪12,000‬كم في‬
‫رحلة واحدة من دون توقف خالل‬
‫عندما تفكر في سبب قيام الطائر بهذه الرحلة الطويلة‬ ‫عبر أراضي المملكة العربية السعودية‪ ،‬وهو ندرة الغذاء‪.‬‬
‫موسم الهجرة‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫استعداداً لموسم‬ ‫والشاقة؛ وهو االستعداد لموسم التكاثر القادم‪.‬‬ ‫ورغم أن عديداً من الطيور تستريح كل يوم أثناء مرورها‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬إال أن الطيور التي تعبر‬
‫وحين تصل هذه الطيور المهاجرة إلى أماكن توقفها‬ ‫إال أن معظمها ال يقتات خالل فترات التوقف (والتي تقتات‬ ‫المملكة العربية السعودية تعمد‬
‫الهجرة‪ ،‬تتزايد كتلة‬ ‫ً‬
‫قسطا من‬ ‫إلى التوقف وأخذ‬
‫أو وجهتها النهائية‪ ،‬تكون قــد استنفدت قــواهــا بشدة‪،‬‬ ‫ال تتلقى سوى القليل من الفوائد الغذائية)‪ )28(.‬بمعنى‬ ‫تجمع رئيسة‬
‫الراحة في مناطق ّ‬
‫جسم طائر الدخلة‬ ‫على طول الخط الساحلي‪.‬‬
‫وتتطلب المزيد من الطاقة (هضم الطعام وتحويله إلى‬ ‫آخر‪ ،‬تُ َع ُّد الطيور المهاجرة التي تعبر أراضي المملكة في‬
‫بنسبة ‪ ،%95‬بينما‬ ‫دهون لتخزينها) في أسرع وقت ممكن‪.‬‬ ‫حالة صيام شبه دائم‪.‬‬
‫يتضاعف وزن الطيور‬ ‫وتــكــشــف الــــدراســــات ال ــت ــي أج ــري ــت عــلــى ع ــدي ــد من‬ ‫لذلك‪ ،‬تستعد الطيور لعبور المملكة عن طريق تخزين‬
‫الساحلية خالل فترة‬ ‫األنــواع المهاجرة (حجوالة‪ ،‬وزقــزاق أرمــد‪ ،‬وطيطوي أخضر‬ ‫أكبر قدر ممكن من الطاقة للحصول على الدعم الالزم‬
‫الساق‪ ،‬وقنبرة الماء وشنقب شائع‪ ،‬وطيطوي شائعة‪،‬‬ ‫لرحلتها‪ .‬وغالب ًا ما تُــخـ َّزن هــذه الطاقة في صــورة دهون‬
‫تراوح بين ‪ 3‬إلى ‪4‬‬
‫والعندليب) أن عمليات التمثيل الغذائي لديها أسرع من‬ ‫التي تحتوي على طاقة لكل وحدة كتلة أكثر من عناصر‬
‫أسابيع‪.‬‬ ‫أي فقاريات أخرى تمت دراستها أيض ًا (بما في ذلك الفئران‬
‫ّ‬ ‫الــغــذاء األخـ ــرى‪ ،‬مثل الــبــروتــيــن أو الــكــربــوهــيــدرات‪ .‬ففي‬
‫المرضعة في البرد الشديد‪ ،‬وراكبو الــدراجــات في سباق‬ ‫األيــام واألسابيع التي تسبق عبور الصحراء‪ ،‬ترفع الطيور‬
‫طواف فرنسا خالل ذروة الطلب على الطاقة)‪ ،‬بل وأسرع‬ ‫بشكل كبير من مخزونها الغذائي‪ ،‬ما يتسبب في زيادة‬
‫(‪)34‬‬
‫مما كان يُعتقد سابق ًا أنه ممكن من الناحية النظرية‪.‬‬ ‫فعلى سبيل الــمــثــال‪ ،‬يــزداد‬ ‫(‪)29‬‬
‫أوزانــهــا بشكل ملحوظ‪.‬‬
‫وتحتاج الطيور المهاجرة فــي مناطق التوقف أيض ًا‪،‬‬ ‫وزن األبلق الشمالي بنسبة ‪ ،%60‬وكتلة جسم الهازجة‬
‫إلــى إع ــادة بــنــاء أعضائها الداخلية الــمــتــدهــورة بسرعة؛‬ ‫الحدائقية بنسبة ‪ ،%95‬بينما تكتسب الطيور الساحلية‬
‫فبعد عبورها الشاق للصحراء‪ ،‬تعيد الهازجة الحدائقية‬ ‫أكثر من ضعف وزنها خالل فترة تراوح بين ‪ 3‬إلى ‪ 4‬أسابيع‪.‬‬
‫بناء أعضائها بسرعة أثناء توقفها في شبه جزيرة سيناء‪،‬‬ ‫ومن المثير لالهتمام أيض ًا‪ ،‬أن األمعاء الغليظة والكبد‬
‫وفي غضون تسعة أيام‪ ،‬تزداد لديها كتلة القلب بنسبة‬ ‫والحوصلة لدى الطيور المهاجرة تنمو بشكل سريع‪ ،‬غير‬
‫‪ ،%19‬والكلى بنسبة ‪ ،%31‬واألمعاء الدقيقة بنسبة ‪،%61‬‬ ‫أن هذا النمو مؤقت في الوقت ذاتــه‪ ،‬ما يزيد من معدل‬
‫(‪)35‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬تعيد طيور أبو قلنسوة‬ ‫والكبد بنسبة ‪.%65‬‬ ‫تخزين الدهون بهدف تعزيز قدرتها على الطيران‪.‬‬
‫المهاجرة بناء جهازها الهضمي في أقل من خمسة أيام‪.‬‬ ‫وفيما تخزن الطيور المزيد مــن الطاقة‪ ،‬تصبح أثقل‪،‬‬
‫األمر الذي ال يؤدي من تقليل كفاءة طيرانها وقدرتها على‬

‫أنثى أبو قلنسوة أثناء عبورها ألراضي‬


‫المناورة فحسب‪ ،‬وإنما تزيد من مخاطر تعرضها لالفتراس‪.‬‬
‫المملكة العربية السعودية في موسم‬ ‫(‪ )31‬وأفــادت إحــدى الــدراســات‪ ،‬بأن طيور أبو قلنسوة التي‬
‫(يتميز الذكر بقلنسوة لونها‬
‫ّ‬ ‫الهجرة‬
‫تحمل دهون ًا زائــدة لم تتمكن من الطيران بسرعة عند‬
‫أسود‪ ،‬ومن هنا جاءت هذه التسمية)‪.‬‬
‫تعرضها لتهديد افتراس ُمحاكى‪ )32(.‬وهكذا‪ ،‬تُعنى األنواع‬
‫ح ْمل األمثل من‬
‫المهاجرة لمسافات طويلة بتحديد ال ِ‬
‫يمكنها من مواصلة الطيران‬‫ّ‬ ‫الطاقة الــذي من شأنه أن‬
‫أي عقبات‪.‬‬
‫دون ّ‬
‫ويــحــرق الــطــائــر أثــنــاء هجرته مــخــزونــه مــن الــطــاقــة في‬
‫عملية توصف بأنها بطيئة‪ ،‬ويفقد الوزن تدريجي ًا‪ .‬وبمجرد‬
‫نفاد مخزون الــدهــون‪ ،‬يبدأ الطائر في «هضم» (تفكيك‬
‫وأيض) أعضائه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬عندما تهاجر الهازجة‬
‫الحدائقية بين أفريقيا وأوراسيا‪ ،‬فإنها تمر بالصحراء العربية‬
‫أو الصحراء الكبرى‪ .‬وبينما تقطع هذه الصحارى‪ ،‬تتقلص‬
‫لديها عضالت الساق بنسبة ‪ ،%14‬والحوصلة بنسبة ‪%34‬‬
‫والكلى بنسبة ‪ ،%42‬فض ً‬
‫ال عن األمعاء الدقيقة (‪،)%51‬‬
‫والكبد (‪ ،)%57‬والقولون (‪ ،)%62‬ومــادة الكبد الصفراء‬
‫(‪ .)%85‬وحــتــى عــضــات الــقــلــب وجــنــاحــي الــطــيــران هي‬
‫األخــرى تتقلص بنحو ‪ .%25‬بينما يظل الدماغ والرئتين‬
‫بالحجم نفسه ال يتغير‪ .‬وهــذا ال يساعد على إتمام رحلة‬
‫الطيران الطويلة عبر الصحراء فحسب‪ ،‬وإنما يساعد أيض ًا‬
‫على جعل الطائر أخف وزنـ ًا‪ ،‬ما يعمل على تعزيز كفاءة‬
‫الطيران بشكل أكبر‪ .‬ومن المثير لالهتمام أن الخصيتين‬

‫‪247‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪246‬‬
‫طيطوي شائعة؛ عمليات التمثيل الغذائي لدى‬
‫الطيور المخوضة التي تتغذى في مناطق‬
‫أي فقاريات أخرى‬
‫توقفها‪ ،‬تتم بشكل أسرع من ّ‬
‫تمت دراستها على اإلطالق‪.‬‬

‫‪249‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪248‬‬
‫خطاف عجز؛ يتغذى هذا النوع‬ ‫المحيطة بها‪ ،‬أثــنــاء الهجرة لي ً‬
‫ال على ارتــفــاعــات عالية‪،‬‬ ‫وخالل تلك الفترة‪ ،‬تعوض انخفاض حجم الجهاز الهضمي‬ ‫يبلغ متوسط سرعة‬
‫من الطيور على الحشرات‬
‫والصيام‪ ،‬باتباع الطرق المباشرة قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫عن طريق االحتفاظ بالطعام في القناة الهضمية لفترة‬ ‫السمامة الشائعة‬
‫الطائرة أثناء هجرته عبر المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬ ‫وعـ ـ ً‬
‫ـادة مــا تهاجر أن ــواع الــطــيــور الصغيرة فــي جبهات‬ ‫أطول‪ ،‬ما يضاعف من الوقت الذي تستطيع فيه األمعاء‬
‫‪ 336‬كم يومي ًا‬
‫عريضة (ب ــد ًال مــن الهجرة على طــول الــمــمــرات الضيقة‬ ‫(‪)36‬‬
‫امتصاص العناصر الغذائية‪.‬‬
‫ـومــة)‪.‬‬
‫الــمــعــهــودة لــدى األنـ ــواع الــمــهــاجــرة الكبيرة الــمــحـ ّ‬ ‫أي طائر يقطع مسافات طويلة‬
‫باختصار‪ ،‬يتميز جسم ّ‬ ‫على طول طريق‬
‫وه ــذا الــســلــوك يــدفــع الــطــيــور الــمــهــاجــرة الــصــغــيــرة إلــى‬ ‫بمرونة فائقة‪ ،‬وقــدرة على التكيف قبل الهجرة وخاللها‬ ‫هجرتها الممتد‬
‫حدائقنا وحقولنا ومزارعنا‪ ،‬بما في ذلك حميراء شائعة‪،‬‬ ‫بما يتناسب واحتياجاته الحالية والمستقبلية‪ .‬وتجدر‬ ‫مسافة ‪ 11,500‬كم‪،‬‬
‫والقليعي‪ ،‬والدخلة‪ ،‬واألبــلــق‪ ،‬وعديد من طيور الهازجة‪.‬‬ ‫أي طــائــر يهاجر فــوق صــحــارى المملكة‬
‫اإلشـ ــارة إلــى أن ّ‬
‫ويمكنها مضاعفة‬
‫وتــمــكــث ه ــذه الــطــيــور لــبــضــعــة أي ـ ــام‪ ،‬أو ربــمــا أســابــيــع‪،‬‬ ‫والبحار المحيطة بها‪ ،‬يتحول ليصبح آلــة طــيــران عالية‬
‫لتجديد مخزون الطاقة قبل مواصلة رحلتها‪ .‬وبالمثل؛‬ ‫الــكــفــاءة وخفيفة ال ــوزن‪ ،‬إذ تدعم عضالت الــصــدر لديه‬ ‫هذه السرعة عند‬
‫المخوضة بالطاقة في األراضــي‬
‫ّ‬ ‫تتزود عديد من الطيور‬ ‫جناحيه‪ ،‬وتتقلص قناته الهضمية أيــضـ ًا‪ .‬وعند حصوله‬ ‫عبور الصحراء‪.‬‬
‫الرطبة‪ ،‬أو البحيرات‪ ،‬أو مناطق المد والجزر المنبسطة‪.‬‬ ‫على الــغــذاء ال ــازم بعد وصــولــه إلــى الــمــواقــع الخاصة‬
‫هذه البحيرات القليلة الثمينة التي توفر مصدراً موثوق ًا‬ ‫بتوقفه أو استراحته‪ ،‬فإنه يتحول ليصبح آلــة أكــل عالية‬
‫المخوضة والساحلية‪ ،‬تستقبل في بعض‬ ‫ّ‬ ‫للغذاء للطيور‬ ‫الكفاءة أيض ًا‪ ،‬حيث تتقلص عضالت الصدر لديه‪ ،‬ويتم‬
‫األوقات اآلالف من الطيور المهاجرة‪ ،‬لذلك فهي تُ َع ُّد من‬ ‫إعــادة بناء جهازه الهضمي مــرة أخــرى بسرعة‪ .‬إنــه تحول‬
‫الموائل المهمة‪.‬‬ ‫يوصف بكونه إعجازاً بكل المقاييس‪.‬‬
‫وكما ورد سابق ًا‪ ،‬يعمد نحو ‪ %19‬من األنواع المهاجرة‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬فإنه بمقدور الطيور صغيرة ومتوسطة‬
‫المرفرفة صغيرة الحجم إلــى الهجرة نــهــاراً‪ .‬ويــوجــد بين‬ ‫الحجم العبور والــطــيــران فــوق أراض ــي المملكة والبحار‬

‫سنونو أحمر عجز؛ جميع طيور الخطاف والسنونو‬


‫الشائع والسمامة والوروار تلتقط فرائسها‬
‫الحشرية من وضع الطيران أثناء هجرتها فوق‬
‫أراضي المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫الهجرة في أوقات النهار أيض ًا‪ .‬وتكشف أجهزة التتبع عن‬ ‫معظمها قاسم مشترك‪ ،‬وهــو البحث عن الغذاء أثناء‬
‫بُعد بواسطة األقــمــار االصطناعية أنــه عــوضـ ًا عــن اتباع‬ ‫الــهــجــرة‪ .‬عــلــى ســبــيــل الــمــثــال‪ ،‬تــهــاجــر طــيــور الــخــطــاف‪،‬‬
‫طريق مباشر فــوق الــبـرّ‪ ،‬تميل طيور نــورس أظهر صغير‬ ‫والسنونو الشائع‪ ،‬والسمامة‪ ،‬والـ ــوروار‪ ،‬على ارتفاعات‬
‫وغــيــرهــا مــن أن ــواع الــطــيــور المتخصصة فــي البحث عن‬ ‫منخفضة أثــنــاء الــنــهــار (وأحــيــان ـ ًا أثــنــاء الــلــيــل) بــحــثـ ًا عن‬
‫الغذاء إلى اتباع السواحل التي تشكل مصدراً موثوق ًا‬ ‫الحشرات الــطــائــرة‪ .‬وفــي هــذه الــحــال تتحور هــذه الطيور‬
‫نسبي ًا للطعام‪ ،‬إذ تتوقف كثيراً خالل رحلتها للبحث عن‬ ‫الصغيرة لتنتقل من الرفرفة إلى التحويم‪ ،‬إذا ما صادفت‬
‫الغذاء‪ .‬كما تتوقف أيض ًا‪ ،‬أليام عدة في المواقع الغنية‬ ‫تــيــارات صــاعــدة صغيرة‪ ،‬مــا يحد مــن عناء الهجرة‪ .‬وهــذه‬
‫بالغذاء‪ ،‬ما يعني أنها تعمد إلى إبطاء إجمالي سرعتها‬ ‫ّ‬
‫تمكن هذه األنواع من‬ ‫القدرة على االقتيات أثناء الطيران‬
‫أثــنــاء الهجرة (‪ 98 – 43‬كــم يومي ًا فــي الخريف والربيع‪،‬‬ ‫الهجرة بسرعة أكبر‪ .‬وتكشف أجهزة تحديد المواقع التي‬
‫على التوالي)‪ ،‬وهي تُ َع ُّد من أبطأ السرعات المعروفة‬ ‫تم تثبيتها على طيور السمامة الشائعة أن هذه الطيور‬
‫(‪)38‬‬
‫بين الطيور‪.‬‬ ‫الصغيرة تقطع الصحارى الشاسعة من دون توقف‪ ،‬وهي‬
‫يُــذكــر أن ثــمــة أن ــواعـ ـ ًا مــن صــغــار الــصــقــور والــبــواشــق‬ ‫غالب ًا ما تطير بشكل أســرع فــوق الصحارى‪ ،‬ربما بسبب‬
‫التي تهاجر أيض ًا خــال النهار‪ ،‬وهــي غالب ًا ما تبحث عن‬ ‫انخفاض نشاط الحشرات الطائرة وارتفاع درجــات الحرارة‬
‫الغذاء نهاراً‪ .‬حيث تقتات على الطيور المهاجرة النهارية‬ ‫نــهــاراً؛ ففي حين يصل متوسط سرعة طيور السمامة‬
‫األخـ ــرى‪ ،‬فــضـ ً‬
‫ا عــن أنــهــا تصطاد الــطــيــور المقيمة‪ ،‬مثل‬ ‫الشائعة إلــى ‪ 336‬كم يومي ًا على طــول طريق هجرتها‬
‫اليمام والحمام‪.‬‬ ‫الــذي يمتد لمسافة ‪ 11,500‬كم‪ ،‬يمكنها مضاعفة هذه‬
‫(‪)37‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن رؤية الصقور والبواشق الصغيرة في بلدات‬ ‫السرعة عند عبور الصحراء‪.‬‬
‫ومــدن المملكة العربية السعودية وهي تحاول التهام‬ ‫مــن نــاحــيــة أخـ ــرى‪ ،‬تــتــغــذى عــديــد مــن الــطــيــور البحرية‪،‬‬
‫حمامة غافلة كوجبة سريعة ليس باألمر غير المألوف‪.‬‬ ‫مثل العقاب النسارية‪ ،‬وطــيــور المرعة والــنــورس‪ ،‬أثناء‬

‫‪251‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪250‬‬
‫أبلق شمالي؛ يعمد هذا الطائر الذي ُي َع ُّد‬ ‫عقاب نسارية؛ يصطاد هذا‬
‫أحد أكثر الطيور المهاجرة استثنائية في‬ ‫الطائر السمك أثناء هجرته‬
‫العالم‪ ،‬إلى الراحة في المملكة العربية‬ ‫على طول سواحل المملكة‬
‫ً‬
‫ذهابا‬ ‫السعودية بعد أن يقطع خالل هجرته‪،‬‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬
‫ً‬
‫وإيابا‪ ،‬مسافة ‪ 30,000‬كم‪.‬‬

‫طــائــر مــغــرد فــي الــعــالــم‪ ،‬حــيــث يعبر المملكة العربية‬ ‫التغلب على قلة مناطق‬ ‫ينفذ األبلق‬
‫التكاثر‬
‫السعودية مباشرة‪ .‬كما أنه يوجد ضمن أحد أكبر نطاقات‬
‫الشمالي أطول‬
‫التكاثر الــخــاصــة بالطيور الــمــغــردة‪ ،‬إذ يتكاثر مــن شرق‬
‫كندا وعبر غرينالند وأيسلندا وشمال أوراسيا وصــو ًال إلى‬ ‫أي طائر مهاجر‪،‬‬
‫أحد التحديات الرئيسة األخرى التي تواجه ّ‬
‫ألي طائر مغرد‬
‫هجرة ّ‬
‫أالسكا وشمال غرب كندا‪ .‬ومع ذلــك‪ ،‬يقضي هذا النوع‬ ‫يتمثل في العدد المحدود لمساحات التكاثر المتوافرة‬ ‫في العالم مروراً‬
‫من الطيور نحو ‪ 87‬يوم ًا فقط في أراضــي تكاثرها في‬ ‫في مناطق التكاثر‪ ،‬األمــر الــذي يــؤدي إلى تسابق الطيور‬ ‫بالمملكة مباشرة‪.‬‬
‫القطب الشمالي‪ ،‬وبعد ذلك يتع ّين عليها إخالء مناطق‬ ‫في جميع أنحاء العالم في محاولة للوصول إلى أماكن‬
‫تعشيشها بسرعة قبل حلول فصل الشتاء‪ .‬ومــع قصر‬ ‫التكاثر أو ًال‪ ،‬حتى تتمكن من البحث عن أفضل المناطق‬
‫ساعات النهار‪ ،‬تقوم طيور األبلق بالهجرة إلى أجواء أكثر‬ ‫وانتقاء أفضل األزواج‪ .‬في هــذا القسم‪ ،‬نناقش دراستي‬
‫صدق‪.‬‬‫دفئ ًا في رحلة تكاد ال تُ َّ‬ ‫حالة لنوعين (أبلق شمالي ودخلة كبيرة)‪ ،‬يتم خاللهما‬
‫وباستخدام أجهزة تحديد المواقع المصغرة المثبتة‬ ‫المضنية الــتــي تبذلها‬
‫تسليط الــضــوء عــلــى الــجــهــود ُ‬
‫عــلــى أف ـ ــراد م ــن طــيــور األب ــل ــق‪ ،‬ثــبــت ل ــدى الــعــلــمــاء بــأن‬ ‫الطيور المهاجرة للتكاثر‪.‬‬
‫مجموعات الطائر التي تسكن سيبيريا وأالسكا تسافر في‬
‫رحلة مذهلة لمسافة ‪ 15,000‬كم باتجاه الجنوب الغربي‬
‫دراسة الحالة األولى‪ :‬أبلق‬
‫عبر مضيق بيرنغ‪ ،‬قاطعة آسيا بأكملها‪ ،‬فالمملكة وصو ًال‬
‫إلــى شــرق أفريقيا لقضاء فصل الــشــتــاء‪ .‬وتقطع هذه‬ ‫شمالي‪ ،‬سباق مع الزمن‬
‫الطيور من أالسكا هذه المسافة المذهلة في ‪ 91‬يوم ًا‪،‬‬ ‫«أبــلــق شــمــالــي» مــثــال كالسيكي عــلــى قـ ــدرات الطيور‬
‫بعبارة أخــرى‪،‬‬ ‫(‪)39‬‬
‫بمتوسط ســرعــة يبلغ ‪ 160‬كــم يومي ًا‪.‬‬ ‫ألي‬
‫اإلعجازية؛ فهذا الطائر المتواضع ينفذ أطــول هجرة ّ‬

‫‪253‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪252‬‬
‫واق صغير؛ يوجد هذا الطائر في‬
‫ً‬
‫متربصا‪ ،‬إذ إنه العدو‬ ‫أحواض القصب‬
‫اللدود لطيور الدخلة الكبيرة‪.‬‬

‫‪255‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪254‬‬
‫ينفق ما يزيد على ‪ %30‬من طيور‬ ‫تحدث بسرعة هائلة‪ .‬فمعظم طيور األبلق الشمالي تطير‬ ‫يمكن الــقــول إنــه بحلول الــوقــت ال ــذي تصل فيه هذه‬ ‫تقطع طيور األبلق‬
‫المرزة المستنقعية أثناء هجرتها‬
‫في رحلة طولها ‪ 15,000‬كم خــال ‪ 56 - 46‬يوم ًا فقط‪،‬‬ ‫الطيور إلى المملكة‪ ،‬في الفترة ما بين أكتوبر ونوفمبر‪،‬‬ ‫الشمالي مسافة‬
‫األولى‪ ،‬خاصة إذا لم تتمكن من‬
‫كاف من الفرائس‪.‬‬‫عدد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫صيد‬ ‫وتقطع ما معدله ‪ 290‬كم يومي ًا‪ ،‬ما يشير إلى أن الطيور‬ ‫تكون قــد أمضت بالفعل مــدة ‪ 80‬يــومـ ًا تقريب ًا‪ ،‬وال يــزال‬
‫‪ 30,000‬كم سنوي ًا‪،‬‬
‫تهاجر بسرعة الضعف تقريب ًا أثناء سباقها نحو مناطق‬ ‫أمامها ‪ 10‬أيام أخرى حتى تصل إلى وجهتها‪ .‬ومن الالفت‬
‫ً‬
‫مقارنة بهجرة الخريف صــوب أراضيها الشتوية‬ ‫تكاثرها‪،‬‬ ‫للنظر أن هذه الطيور المتواضعة تزن نحو ‪ 25‬غم فقط‪،‬‬ ‫على الرغم من‬
‫ً (‪)43‬‬
‫كرا‪.‬‬
‫األفريقية‪ ،‬حيث يوجد ضغط أقل للوصول ُم ْب ِ‬ ‫وهو يعادل وزن شريحة صغيرة من الخبز تقريب ًا‪.‬‬ ‫أن هذه الطيور‬
‫تحمل مشاق هذه‬
‫ّ‬ ‫وتجدر اإلشــارة إلى أنه ال يقوى على‬ ‫تُ َع ُّد هذه الرحلة من أطول رحالت الهجرة التي يمكن‬ ‫المتواضعة تزن‬
‫الــرحــلــة السريعة وط ــول الــمــســافــة‪ ،‬ســوى الــطــيــور ذات‬ ‫ألي طائر في العالم قطعها‪ .‬بعد أ َ ْخذ حجم الجسم في‬‫ّ‬
‫ً‬
‫‪ 25‬غم فقط‪،‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يتع ّين على كل طائر‬ ‫الحالة السليمة‪.‬‬ ‫االعتبار‪ ،‬على الرغم من أنها لم تُكمِل سوى نصف المدة‬
‫إدارة احتياطياته من الطاقة بعناية فائقة؛ فالطيور التي‬ ‫الالزمة لهجرتها السنوية الشاقة‪ .‬وتمضي هذه الطيور‬ ‫وهو يعادل وزن‬
‫تهاجر بسرعة كبيرة تموت من اإلجهاد‪ ،‬وتلك التي تهاجر‬ ‫الــصــغــيــرة مــا يــقــرب مــن ‪ 4‬إل ــى ‪ 5‬أشــهــر فــي أفــريــقــيــا في‬ ‫شريحة صغيرة من‬
‫ببطء شديد تفشل في التكاثر‪.‬‬ ‫البحث عن الال فقاريات‪ ،‬ثم ما تلبث وأن تبدأ رحلة العودة‬ ‫الخبز تقريب ًا‪.‬‬
‫ويتبين من الــدراســة أيــضـ ًا‪ ،‬أن كل طائر يهاجر بشكل‬ ‫إلى نطاق تكاثرها التي تبعد آالف الكيلومترات‪ ،‬والتي‬
‫ف ــردي أثــنــاء الليل فــي «وص ــات» مــن سبع ســاعــات قبل‬ ‫تُ َع ُّد سباق ًا ُمضني ًا‪ ،‬بسبب محدودية مناطق التكاثر‪ ،‬إذ ال‬
‫الراحة والتزود بالغذاء خالل النهار‪ ،‬وغالب ًا أليام عدة متتالية‪،‬‬ ‫تتوافر مناطق ذات جــودة عالية لتمكين جميع الطوير‬
‫قبل الشروع في الجولة التالية من رحلته المذهلة‪ .‬وأثناء‬ ‫من التكاثر في كل عام‪ .‬ويمكن تشبيه رحلة العودة هذه‬
‫الهجرة العادية‪ ،‬تمضي طيور األبلق نحو ‪ %80‬من وقتها‬ ‫إلى ح ٍد كبير بلعبة «الكراسي الموسيقية»‪ ،‬حيث تشهد‬
‫في مناطق التوقف و‪ %20‬فقط من الطيران الفعلي‪.‬‬
‫(‪)44‬‬
‫منافسة شرسة لمعرفة الطيور التي يمكنها الوصول‬
‫وفي كل ليلة‪ ،‬يقرر كل طائر ما إذا كان سينطلق في‬ ‫كر بما يكفي لتأمين‬
‫إلــى مناطق التكاثر فــي وقــت ُم ْب ِ‬
‫هذا النوع من سباق الماراثون الذي يستمر لسبع ساعات‪،‬‬ ‫واحدة من هذه المناطق الثمينة‪.‬‬
‫أو يقضي يوم ًا آخر للتزود بالطاقة‪ ،‬علم ًا أن هذه الطيور‬ ‫ويمكن لــذكــور طــيــور أبــلــق شمالي الــتــي تصل إلى‬
‫بناء على عوامل خارجية‪ ،‬مثل حالة‬
‫ً‬ ‫تتخذ قرارات المغادرة‬ ‫كر العثور على أفضل المناطق‬
‫أراضي التكاثر في وقت ُم ْب ِ‬
‫(‪)45‬‬
‫من جهة‪ ،‬وعوامل داخلية‪ ،‬خاصة‬ ‫الطقس واتجاه الرياح‪،‬‬ ‫اآلمنة من االفتراس‪ ،‬وتحتوي على جميع المواد الغذائية‬
‫الجوع‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬ ‫الــازمــة لتنشئة ف ــراخ أصــحــاء‪ ،‬عــلــمـ ًا أن اإلنـ ــاث تــبــدأ في‬
‫وتــنــطــلــق الــطــيــور الــتــي تتمكن مــن الــحــصــول على‬ ‫الوصول بعد الذكور بنحو ‪ 15 - 7‬يوم ًا‪ ،‬وتتزاوج مع الذكور‬
‫حاجتها مــن الــغــذاء بــكــفــاءة فــي مناطق الــتــوقــف على‬ ‫التي تحتل أكثر المناطق تم ّيزاً‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فــإن الذكور‬
‫ـكــر فــي الــمــســاء‪ ،‬وتطير لــفــتــرات أط ــول قاطعة‬
‫نحو ُمـ ّبـ ِ‬ ‫كر تكون أكثر قــدرة على جذب‬
‫التي تصل في وقــت ُم ْب ِ‬
‫مسافات أكبر خالل الليل‪ ،‬ما يمنحها مركزاً متقدم ًا في‬ ‫اإلناث‪ .‬كما ويتوافر لديهما ما يكفي من الطعام للتكاثر‬ ‫يمكن أن يكون‬
‫(‪)40‬‬
‫سباقها نحو مناطق التكاثر‪ .‬في المقابل‪ ،‬تبدأ أفراد الطيور‬ ‫وحضن البيوض وتنشئة الفراخ‪.‬‬ ‫لتحدي العثور على‬
‫األضعف رحلتها في وقت متأخر من الليل وتطير قاطعة‬ ‫مــن جهة أخ ــرى‪ ،‬تجد الــذكــور التي تتأخر فــي الوصول‬
‫بضعة أيام فقط‪ ،‬أراضي التكاثر وقد ُ‬
‫مناطق للتكاثر‬
‫مسافات أقصر‪ ،‬وتنتقل من منطقة دون المستوى إلى‬ ‫غلت بالفعل وتم‬‫ش ِ‬
‫أخرى‪ )46(.‬وبعبارة أخرى‪ ،‬تميل أفراد الطيور المهاجرة التي‬ ‫االستيالء عليها‪ ،‬ما يضطرها إلــى االستقرار في مناطق‬ ‫خالية وآمنة‪ ،‬تأثير‬
‫حال سيئة إلى التراجع بشكل أكبر في‬
‫ٍ‬ ‫تجد أنفسها في‬ ‫ـح الطعام وتــتــزاوج مع‬ ‫دون المستوى األمــثــل‪ ،‬حيث يـ ُ‬
‫ـشـ ّ‬ ‫مالحظ على سلوك‬
‫السباق للحصول على منطقة للتكاثر‪ ،‬وفي حال لم تعثر‬ ‫اإلناث المتأخرة أيض ًا‪ .‬ولذلك‪ ،‬يكون أمام اإلناث أيام أقل‬ ‫الطيور المهاجرة‬
‫على مصدر غذائي غني‪ ،‬فلن تتمكن من الوصول إلى‬ ‫حتى تفقس البيوض قبل دخول برد الشتاء القارص‪ .‬وألن‬
‫وتكاثرها‪ ،‬ويتضح‬
‫في بعض‬ ‫وتصدر ألحان ًا قصيرة وبسيطة وهادئة للتأكد أن منافسيها‬ ‫وأوروبا‪ ،‬وتعشش في المستنقعات حول األراضي الرطبة‪.‬‬ ‫مواطن التكاثر في الوقت المناسب‪ .‬وقد ال تتمكن من‬ ‫ليس لديها الوقت لتخلد للراحة بعد رحلتها الشاقة‪ ،‬فإنها‬
‫من الذكور على معرفة بأن المنطقة محجوزة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ومرة أخرى‪ ،‬نجد أنفسنا أمام منافسة شرسة على أفضل‬ ‫الوصول على اإلطــاق‪ .‬ونشير هنا مرة أخــرى‪ ،‬إلى ضرورة‬ ‫تضع بيوض ًا أقل عدداً وأصغر حجم ًا‪ ،‬فتميل الفراخ إلى أن‬ ‫ذلك في طائر‬
‫تعدادات طيور‬
‫مــن جهة أخ ــرى‪ ،‬تتمكن الــذكــور األضــعــف الــتــي تصل‬ ‫المناطق‪ ،‬نــظــراً لــوجــود مساحات مــحــدودة للتعشيش‬ ‫حماية مناطق الــتــوقــف داخ ــل المملكة لتمكين هذه‬ ‫تكون أقل صحة ونسبة بقائها على قيد الحياة حتى تصل‬ ‫الدخلة الكبيرة‪.‬‬
‫الدخلة الكبيرة‪،‬‬
‫متأخرة من إنشاء منطقة ذات نوعية رديئة بين عيدان‬ ‫داخل جميع أحواض القصب تقريب ًا‪ .‬وتصل الذكور األقوى‬ ‫الطيور المذهلة من النجاة في رحالتها الملحمية‪.‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫سن البلوغ قليلة‪.‬‬
‫يحافظ ‪ %80‬من‬ ‫القصب الرفيعة التي ال توفر ســوى حماية ضئيلة في‬ ‫إلى أراضي التكاثر أو ًال‪ ،‬ثم تُشرع في تأمين أفضل مناطق‬ ‫وهــكــذا‪ ،‬نجد أن الــذكــور الــتــي تصل متأخرة بنحو ‪- 7‬‬
‫الذكور على إناثها‬ ‫مواجهة الحيوانات المفترسة‪.‬‬ ‫التعشيش عالية الــجــودة بأقصى سرعة والــدفــاع عنها‪،‬‬
‫دراسة الحالة الثانية‪ :‬دخلة كبيرة‪،‬‬ ‫‪ 14‬يوم ًا عـ ً‬
‫ـادة ما تُ ْخ ِف ُق في التكاثر‪ ،‬ويكون أغلبها من‬
‫(حريمها)‪.‬‬ ‫وبــمــجــرد تــحــديــد الــمــنــاطــق‪ ،‬تــبــدأ ال ــذك ــور ف ــي جــذب‬ ‫وهــي مناطق تحتوي على نباتات أفضل وأكــثــر كثافة‪،‬‬ ‫الذكور األصغر سن ًا واألضعف صحة‪ .‬وفي كل عام‪ ،‬يفوت‬
‫ـال‪ ،‬وتــغــريــدات‬
‫ـوت عـ ـ ٍ‬
‫اإلنـ ــاث مــن خ ــال إصـ ــدار ألــحــان بــصـ ٍ‬ ‫كالشجيرات بين أع ــواد القصب‪ ،‬وتلك الــمــوجــودة في‬ ‫العيش مع «الحريم»‬ ‫ما بين ‪ 5‬إلى ‪ %26‬من الذكور موسم التكاثر‪ )42(.‬بعبارة‬
‫طويلة ومتفاوتة‪ .‬وتكون درجــة تعقيد األلحان وجودتها‬ ‫المياه العميقة بعيداً عن الشواطئ‪ .‬كما تفضل هذا‬ ‫يمكن أن يكون لتحدي العثور على مناطق للتكاثر‬ ‫أخ ــرى‪ ،‬تكون رحلة الهجرة التي تبلغ فــي المجمل نحو‬
‫انعكاس ًا مباشراً لجودة الذكر‪ ،‬حيث تشير بعض العناصر‬ ‫النوع من الطيور هــذه المناطق لكونها أكثر أمــانـ ًا من‬ ‫خالية وآمنة‪ ،‬تأثير ملحوظ على سلوك الطيور المهاجرة‬ ‫‪ 30,000‬كم إلى أالسكا والعودة منها مضيعة للوقت‬
‫التي تتضمنها ألحان الذكر إلــى مــدى إلمامه بمواطن‬ ‫الكائنات المفترسة‪ ،‬ال س ّيما المرزة المستنقعية والواق‬ ‫وتكاثرها‪ ،‬وهو ما يتضح في دراسة الحالة الثانية‪ ،‬الدخلة‬ ‫والطاقة بالنسبة لربع تعداد الذكور تقريب ًا‪.‬‬
‫ـد دلــيـ ً‬
‫ا على نجاحه فــي تجنب االفــتــراس‬ ‫ـعـ ُّ‬
‫التكاثر‪ ،‬مــا يُـ َ‬ ‫الصغير‪ ،‬وهما ألد أعــداء الدخلة الكبيرة‪ .‬وتطارد الذكور‬ ‫الكبيرة‪ ،‬إذ تمضي هذه الطيور فصل الشتاء في أفريقيا‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬فــإن التنافس على مناطق التكاثر‬
‫لسنوات عدة؛ فالذكور ذات المخزون المتنوع من األلحان‬ ‫الطيور األخــرى في محاولة منها للدفاع عن منطقتها‪،‬‬ ‫االستوائية قبل أن تهاجر إلى شبه الجزيرة العربية وآسيا‬ ‫المحدودة يعني بأن هجرة الربيع نحو مناطق التعشيش‬

‫‪257‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪256‬‬
‫دخلة كبيرة؛ بعد أن يهاجر هذا‬
‫الطائر من جنوب أفريقيا‪ ،‬يعشش‬
‫في األراضي الرطبة بالمملكة‬
‫وي َش ِّك ل منطقة‬
‫عند وصوله‪ُ ،‬‬
‫تضم حتى أربع إناث (حريم)‪.‬‬

‫‪259‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪258‬‬
‫ومــرزة مستنقعية‪ ،‬ومــرزة أبو شــودة‪ ،‬عن أن معدل نفوق‬ ‫الضعيفة من دون تــزاوج لبقية الموسم‪ .‬ويرتبط تعقيد‬ ‫اقترنت بالفعل مع غيرها من اإلناث؟ والجواب هو أن ثمة‬ ‫تكون قــادرة على تأمين المناطق ذات الــجــودة العالية‬
‫هــذه الــطــيــور يــومــيـ ًا أعــلــى بستة أضــعــاف أثــنــاء الهجرة‪،‬‬ ‫األلــحــان الذكورية مع حجم الحريم‪ ،‬فــإذا تم سماع غناء‬ ‫خيارين أمامها؛ إما أن تعشش مع أحد الذكور الضعيفة‬ ‫(‪)47‬‬
‫والدفاع عنها‪ ،‬وبالتالي هي أكثر جذ ًبا لإلناث‪.‬‬
‫ً‬
‫مقارنة بأيام الشتاء‪ ،‬أو مواسم التكاثر‪ ،‬علم ًا أن نصف‬ ‫ذكــر دخلة كبيرة يحفل بباقة متنوعة من األلــحــان‪ ،‬فمن‬ ‫غير المتزوجة التي تعيش في أسوأ المناطق وأخطرها‪ ،‬أو‬ ‫فــي الــمــقــابــل‪ ،‬تــخــتــار اإلنـ ــاث الــتــي تــصــل إل ــى مناطق‬
‫حاالت النفوق تحدث لدى تلك األنــواع أثناء الهجرة التي‬ ‫المحتمل أن يكون لديه عديد من اإلناث المعششة في‬ ‫اختيار التعشيش مع ذكر عالي الجودة مقترن بالفعل مع‬ ‫التكاثر أو ًال‪ ،‬التزاوج مع أفضل الذكور التي تحتل المناطق‬
‫تــدوم لعشرة أسابيع‪ .‬ناهيك عن احتمالية مــوت طيور‬ ‫(‪)49‬‬
‫حرمه عالي الجودة‪.‬‬ ‫أخرى‪ ،‬ما يعني أن اإلناث يمكنها اختيار تشكيل مجموعة‬ ‫عالية الــجــودة‪ .‬وتُظهر دراس ــات التتبع باستخدام أجهزة‬
‫عقاب نسارية التي تتضاعف خــال هجرة الربيع‪ ،‬والتي‬ ‫وفي نظرة عن ُقرب على أسرة دخلة كبيرة‪ ،‬تقوم األنثى‬ ‫حريم (أكثر من أنثى)‪.‬‬ ‫الال سلكي أن كل أنثى تعمد إلى زيــارة ستة ذكور على‬
‫مقارنة بفترة ‪ 294‬يوم ًا تقضيها‬
‫ً‬ ‫تصل مدتها إلى ‪ 26‬يوم ًا‪،‬‬ ‫فقط بحضن البيض‪ ،‬فيما يشرف الذكر واألنثى‪ ،‬كالهما‪،‬‬ ‫ولما كانت نسبة األعشاش متعددة اإلناث تختلف من‬ ‫ّ‬ ‫األقل (تستمع إلى ألحانهم وتق ِّيم مناطقهم) قبل اختيار‬
‫(‪)51‬‬
‫في مواطنها الصيفية‪ ،‬أو الشتوية‪.‬‬ ‫على رعــايــة الــفــراخ‪ .‬ومــن المثير لالهتمام‪ ،‬أن الــذكــر الــذي‬ ‫منطقة إلى أخــرى‪ ،‬ومن عام إلى آخر يليه‪ ،‬فهي غالب ًا ما‬ ‫المكان المناسب لتشييد عشها‪ .‬ويضمن التعشيش في‬
‫يُذكر أن معدل نفوق الطيور أثناء الهجرة يكثر على‬ ‫يعيش مع مجموعة حريم‪ ،‬يوفر طعام ًا أكبر بكثير للعش‬ ‫تمثل نحو ‪ %40‬من األعشاش‪ .‬وفي بعض األحيان تسيطر‬ ‫منطقة عالية الجودة أن تكون كل من اإلناث وفراخها في‬
‫س ّنــ ًا‪ .‬وفــي دراســة أخرى‬
‫نحو خــاص بين الطيور األحــدث ِ‬ ‫الــذي يفقس أو ًال‪ .‬وعلى النقيض من ذلــك‪ ،‬يوفر كميات‬ ‫‪ %80‬من الذكور على إناثها (حريم)‪ .‬وغالب ًا ما تختار عديد‬ ‫مأمن من الحيوانات المفترسة وطيور الواق‪ .‬كما يضمن‬
‫للقياس عبر األقمار االصطناعية‪ ،‬نحو ‪ %31‬من صغار طيور‬ ‫أقل من الطعام والفرائس للفراخ في «األعشاش الثانوية»‪.‬‬ ‫من اإلنــاث التعشيش مع أعلى الذكور جـ ً‬
‫ـودة في أفضل‬ ‫ِّ‬
‫يعظم فرصها في‬ ‫أن ترث فراخها جينات آبائها الجيدة‪ ،‬ما‬
‫عقاب نسارية‪ ،‬ومرزة مستنقعية‪ ،‬وحوام العسل األوروبي‪،‬‬ ‫لــذلــك؛ يتع ّين على «اإلنـ ــاث الــثــانــويــة» العمل بجد أكبر‬ ‫المناطق وأكثرها أما ًنا؛ فعلى سبيل المثال‪ ،‬يرتبط بعض‬ ‫(‪)48‬‬
‫البقاء على قيد الحياة والتكاثر‪.‬‬
‫‪ %12‬فقط من طيور‬ ‫ـج أثــنــاء مــحــاولــتــهــا عبور‬
‫والــشــويــهــيــن األوراسـ ـ ــي‪ ،‬لــم تــنـ ُ‬ ‫وإحضار المزيد من الفرائس إلــى العش لضمان حصول‬ ‫الذكور بما يصل إلى خمس إناث تعشش في وقت واحد‬ ‫ولكن السؤال الذي يمكن طرحه هنا؛ ماذا يحدث لإلناث‬
‫صقر الغروب التي‬ ‫الصحراء للمرة األولى ونَ َف َقت‪ .‬ويُعزى ذلك إلى أن صغار‬ ‫فراخها على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة‪.‬‬ ‫بمنطقته‪ .‬فــي الــمــقــابــل‪ ،‬يبقى نحو ‪ %20‬مــن الــذكــور‬ ‫التي تصل مــتــأخــرة‪ ،‬خاصة أن الــذكــور عالية الــجــودة قد‬
‫الجوارح تفتقر إلى الخبرة‪ ،‬وتكون أقل قدرة على التكيف‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يدافع الذكر عن عشه األساس بضراوة‬
‫تتكاثر في سلطنة‬ ‫(‪)53‬‬
‫مع الظروف المناخية‪.‬‬ ‫أكبر من أعشاشه الثانوية‪ .‬ويمكن القول إن ثمة ضريبة‬ ‫متوج؛ يهاجر هذا الطائر إلى‬
‫حوام ّ‬
‫ُعمان‪ ،‬تصل إلى‬ ‫كما لوحظ ارتفاع معدل النفوق بين طيور أبو ملعقة‬ ‫واضــحــة يمكن أن تدفعها أنــثــى ثــانــويــة تعيش ضمن‬ ‫المملكة لقضاء فصل الشتاء‪.‬‬

‫مرحلة البلوغ‪ ،‬مع‬ ‫المهاجرة‪ ،‬ال س ّيما بين األنواع التي تهاجر في فصل الربيع‪،‬‬ ‫حريم ذكر الدخلة الكبيرة‪ .‬ومع عدم تعرض هذه الطيور‬
‫(‪)54‬‬
‫حدوث معظم حاالت‬ ‫وربما‬ ‫والتي تحاول الطيران فوق المناطق الصحراوية‪.‬‬ ‫لالفتراس بشكل ملحوظ فــي المناطق عالية الــجــودة‪،‬‬
‫يكون معدل النفوق أعلى أثناء الهجرة بالنسبة لألنواع‬ ‫فإن اإلناث الثانويات في غنى عن العمل اإلضافي الذي‬
‫النفوق خالل هجرتها‬
‫المهاجرة المرفرفة‪ ،‬ففي إحــدى الــدراســات‪ ،‬كــان نفوق‬ ‫يتعين عليها الــقــيــام بــه لسد احتياجاتها فــي حــال لم‬
‫للمرة األولى‪.‬‬ ‫الطيور الــمــغـرّدة أعــلــى بمقدار ‪ 15‬ضعف ًا أثــنــاء موسم‬ ‫(‪)50‬‬
‫يتمكن الذكر من تقديم المساعدة‪.‬‬
‫(‪)55‬‬
‫في حين أفادت‬ ‫بأي وقت آخر من السنة‪،‬‬
‫الهجرة‪ ،‬مقارنة ّ‬ ‫ب لمساعدة‬ ‫ه ُّ‬
‫لما كان الذكر ي ِ‬
‫وهنا؛ تسوء األمور! ألنه ّ‬
‫دراسة أخرى‪ ،‬بأن ‪ %12‬فقط من طيور صقر الغروب التي‬ ‫العش الذي يفقس أو ًال‪ ،‬فإن اإلناث الثانوية غالب ًا ما تدمر‬
‫تتكاثر في سلطنة ُعمان وصلت إلى متوسط عمر التكاثر‬ ‫بيض األنثى الرئيسة‪ ،‬وبذلك تضمن أن تفقس بيوضها‬
‫األول (‪ 3.8‬سنوات)‪ ،‬مع حدوث معظم حاالت النفوق خالل‬ ‫أو ًال‪ ،‬وبالتالي تصبح األنثى الرئيسة‪ ،‬ثم تعمد إلى إغراء‬
‫(‪)56‬‬
‫هجرتها للمرة األولى‪.‬‬ ‫الذكر لجلب المزيد من الغذاء لفراخها‪ ،‬وستكون بدورها‬
‫ولألسف الشديد‪ ،‬يُ َع ُّد الصيد الجائر من العوامل األبرز‬ ‫قادرة على أخذ قسط من الراحة خالل مرحلة إطعام الفراخ‪،‬‬
‫التي تؤثر في الطيور المهاجرة خــال رحلتها المذهلة‪،‬‬ ‫األم ــر ال ــذي يساعدها على العيش لفترة أط ــول وإنــتــاج‬
‫حيث أظهرت دراسة حديثة أن نحو ‪ 3,2‬ماليين طائر يُقتل‬ ‫(‪)51‬‬
‫المزيد من البيوض في محاولتها القادمة للتكاثر‪.‬‬
‫سنوي ًا بطريقة غير شرعية في شبه الجزيرة العربية وإيران‬ ‫وتشرع طيور الدخلة الكبيرة في نهاية موسم التكاثر‬
‫والعراق‪ .‬كما أن نحو ‪ 800,000‬طائر مهاجر سنوي ًا على‬ ‫‪57‬‬
‫بالعودة إلــى أفريقيا‪ .‬بشكل عــام‪ ،‬ال يعود ســوى ‪%55‬‬
‫أقل تقدير يُقتل في المملكة وحدها‪ .‬وبما أن الدراسة لم‬ ‫من الطيور البالغة و‪ %16‬فقط من الفراخ‪ ،‬إلى األراضــي‬
‫تتمكن من تغطية عديد من المناطق‪ ،‬فمن الممكن أن‬ ‫الرطبة نفسها في موسم التكاثر في السنة الالحقة‪،‬‬
‫تكون األرق ــام أكبر من ذلــك بكثير‪ .‬ومثل هــذا النوع من‬ ‫حيث تصدح مرة أخرى بأعذب ألحانها للحصول على حق‬
‫الصيد يحول دون استدامة الطيور ويسهم بشكل مباشر‬ ‫التعشيش في أكثر المناطق جودة‪.‬‬
‫في تناقص أعداد الطيور في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫تحديات الهجرة‬
‫الخاتمة‬
‫رغــم أساليب الطيور المدهشة الــتــي تتبعها للتكيف‬
‫عندما نشاهد هذه الطيور وغيرها من الطيور الصغيرة تعبر‬ ‫خ ــال طــيــرانــهــا لــمــســافــات طــويــلــة‪ ،‬إال أن خ ــوض رحــلــة‬
‫أراضي المملكة العربية السعودية‪ ،‬فإنه يقع على عاتقنا‬ ‫ال عن التحديات البيئية‪،‬‬ ‫محفوفة بعيد من المخاطر‪ ،‬فض ً‬
‫تقديرها؛ فهي مجموعة من الكائنات االستثنائية على قدر‬ ‫مثل الصحارى والجبال والبحار في المملكة‪ ،‬يُ َع ُّد نشاط ًا‬
‫واسع من الخبرة في المالحة التي ال تهاب الموت ومواجهة‬ ‫ُمــكــلــفـ ًا بالنسبة لمعظم الــطــيــور‪ .‬ويتجلى ذل ــك في‬
‫التحديات في سبيل التكاثر وإنتاج الفراخ‪ ،‬األمر الذي يُلزمنا‬ ‫االرتفاع الكبير في معدل النفوق الذي تعاني منه العديد‬
‫بالعمل على تأمين مرور هؤالء الزوار بكل حرية وأمان عبر‬ ‫من األنواع خالل موسم الهجرة‪ ،‬حتى في أوساط األنواع‬
‫المملكة‪ ،‬ومساعدتها أيض ًا في المحافظة على سالمة‬ ‫المحومة‪ .‬وقد كشفت دراسة أُجريت مؤخراً‪ ،‬عن‬
‫ّ‬ ‫المهاجرة‬
‫موائلها ومناطق بحثها عن الغذاء المحدودة والثمينة‪.‬‬ ‫بُعد عبر األقمار االصطناعية‪ ،‬حــول طيور عقاب نسارية‪،‬‬

‫‪261‬‬ ‫تحديات الهجرة عبر المملكة العربية السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪260‬‬
‫الفصل السادس‬

‫حياة استثنائية‬
‫للطيور المتوطنة‬
‫في شبه الجزيرة العربية‬
‫النقاط األساس‬

‫• المملكة العربية السعودية تتسم بإيوائها لما يصل إلى ‪ 15‬نوع ًا من الطيور المتوطنة (أو شبه المتوطنة) في شبه الجزيرة العربية ّ‬
‫(أي أن تعدادها‬
‫العالمي مق ّيد بشبه الجزيرة العربية)‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن أربعة أنواع شبه متوطنة‪.‬‬

‫• أحد هذه الطيور ‪ -‬العقعق العسيري ‪ -‬ال يوجد إال في مجموعات صغيرة تقطن جبال عسير دون ّ‬
‫أي مكان آخر على وجه األرض‪ ،‬وهو من أكثر الطيور‬
‫المعرضة لالنقراض على هذا الكوكب‪.‬‬

‫• للطيور المتوطنة أهمية خاصة ألنها تساعد على جعل المملكة فريدة من نوعها‪.‬‬

‫• توجد نسبة كبيرة من التعداد العالمي لكل نوع من هذه األنواع في المملكة‪ ،‬ما يعني بأن للمملكة دوراً مهم ًا في بقائها‪.‬‬

‫• الدراسات المتعلقة بغالبية األنواع المتوطنة العربية تكاد تكون منعدمة‪ ،‬ومن ثم فهي بمثابة منجم ذهب في انتظار من يكتشفه ويحتفي به‪.‬‬

‫تمير عربي‬
‫الطيور الغامضة المتوطنة‬
‫في المملكة العربية السعودية‬
‫تحتضن المملكة العربية السعودية نحو ‪ 15‬نوع ًا من‬
‫الطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬حيث توجد‬
‫فقط فــي المنطقة دون أي مكان آخــر فــي العالم‪ ،‬من‬
‫بينها العقعق الــعــســيــري‪ .‬ويــمــكــن الــقــول إن الــتــعــداد‬
‫ال في المملكة‪.‬‬ ‫العالمي لهذا الطائر النادر يعيش كام ً‬
‫كما تستضيف المملكة أربعة أنــواع شبه متوطنة في‬
‫المنطقة‪ ،‬حيث يتكاثر مــا يزيد على ‪ %98‬مــن تعدادها‬
‫العالمي في شبه الجزيرة العربية (انظر الجدول ‪ .)1‬إضافة‬
‫نقار الخشب العربي المتوطن؛‬ ‫إلى ذلــك‪ ،‬يوجد على األقــل ما يصل إلى ‪ 37‬من الطيور‬
‫لسوء الحظ‪ ،‬ثمة دراسات قليلة‬
‫للغاية أجريت على الطيور‬ ‫الفرعية (تحت النوع) (‪ )Subspecies‬المتوطنة أو شبه‬
‫المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ثمة نوع‬
‫واحــد من كل ‪ 10‬أنــواع داخــل المملكة‪ ،‬توجد تعداداته‬
‫الــزراعــيــة‪ ،‬وهــو على الــرغــم مــن ذل ــك‪ ،‬السبب وراء إدراج‬ ‫بصفة حصرية في المنطقة‪.‬‬
‫األن ــواع المتوطنة العشرة األخــرى على أنها مستقرة أو‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬تُ َع ُّد األنــواع المتوطنة مهمة بشكل‬
‫متزايدة لكونها قــادرة على استغالل المناطق الزراعية‬ ‫خــاص‪ ،‬إذ تسهم هذه الطيور في تبوؤ المملكة مكانة‬
‫ال عن تكيفها للعيش‬‫واالستفادة منها بشكل مباشر‪ ،‬فض ً‬ ‫فريدة بين دول العالم‪ .‬كما أن المملكة تقوم بدور مهم‬
‫إلى جانب البشر‪.‬‬ ‫في المحافظة على هــذه األن ــواع‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬فــإن ‪2‬‬
‫ثمة اعتقاد كان شائع ًا فيما مضى‪ ،‬مفاده أن عدد األنواع‬ ‫من ‪ )%10.5( 19‬من أنواع الطيور العربية المتوطنة أ ُ ْدرِجَ ت‬
‫المتوطنة الموجودة في المملكة العربية السعودية أقل‬ ‫ضمن قائمة األنــواع المهددة باالنقراض بشكل رسمي‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫من الموجود بكثير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أظهر التركيز األخير على‬ ‫وهو أقل من المتوسط العالمي (‪ .)%14.5‬وتم أيض ًا‪ ،‬إدراج‬
‫طيور الجزيرة العربية أن عديداً من تعدادات الطيور العربية‬ ‫أربعة أنواع أخرى بوصفها قريبة من التهديد‪.‬‬
‫التي كان يُع َتقد أنها تنتمي إلى المجموعات األفريقية‪،‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن ‪ 7‬من ‪ )%37( 19‬نوع ًا من الطيور‬
‫ً‬
‫أو األوراسية هي في الواقع أنواع متم ّيزة وفريدة من نوعها‬ ‫المتوطنة آخذة في التناقص‪ ،‬بما في ذلك جميع األنواع‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن تعدادات الطيور‬ ‫المهددة والقريبة من التهديد باالنقراض‪ ،‬األمر الذي يبعث‬
‫العربية التي كان يُعتقد سابق ًا أنها وروار أخضر و ُق َّبرة دن‬ ‫على القلق (انظر الجدول ‪.)1‬‬
‫وتمير المــع وأبلق أشهب وعقعق أوراس ــي‪ ،‬أصبحت اآلن‬ ‫عــامــل التهديد األكــبــر فــي كــل حــالــة يــعــود إلــى تدمير‬
‫من األنواع المتوطنة (تُعرف في الوقت الحاضر بأسماء‬ ‫الــمــوائــل الطبيعية بسبب التوسع الحضري والتنمية‬

‫أبلق عربي؛ هذا الطائر كان‬


‫ُي َع ُّد في السابق من األنواع‬
‫المتوطنة‪ ،‬غير أنه يتم تصنيفه‬
‫اآلن على أنه نوع فرعي من طيور‬
‫أبلق حزين شرقي الذي يمتد‬
‫نطاق وجوده من شمال أفريقيا‬
‫ً‬
‫شرقا حتى إيران‪.‬‬

‫عديد من التعدادات العربية التي‬


‫كان ُيعتقد أنها الطيور األفريقية‬
‫أو األوراسية نفسها‪ .‬هي في‬
‫الواقع أنواع متمايزة متوطنة‬
‫في الجزيرة العربية‪ ،‬مثل الوروار‬
‫األخضر العربي‪.‬‬

‫‪265‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪264‬‬
‫العقعق العسيري‬ ‫وروار أخضر عربي و ُق َّبرة عربية وتمير عربي وأبلق أحمر الصدر‬

‫‪PICA ASIRENSIS‬‬
‫والعقعق العسيري‪ ،‬على التوالي)‪ .‬وعلى النقيض من‬
‫ذلــك‪ ،‬فإن طائراً كان يُ َع ُّد سابق ًا من األنــواع المتوطنة‪،‬‬
‫يُ َع ُّد العقعق العسيري أحد أندر الطيور في العالم‪ ،‬وتشير‬ ‫األبــلــق العربي‪ ،‬قــد تــم تصنيفه ليكون طــائــراً فرعي ًا من‬
‫التقديرات األخيرة إلى أنه لم يتبق منه سوى ما يراوح بين‬ ‫أبلق الحزين الشرقي الذي يوجد بشكل غير منتظم في‬
‫أي ما يعادل نحو ‪ 270‬طائراً‬
‫‪ 100 - 50‬زوج متكاثر فقط‪ّ ،‬‬ ‫المنطقة الممتدة من شمال وشرق أفريقيا‪ ،‬مــروراً بشبه‬
‫بالغ ًا‪ .‬وهــذا النوع هو األقــل تــعــداداً على اإلطــاق من ّ‬
‫أي‬ ‫(‪)2‬‬
‫الجزيرة العربية حتى إيران‪.‬‬
‫طائر متوطن آخر في شبه الجزيرة العربية‪ .‬وينحصر وجود‬ ‫س ِّلط الــضــوء على الحياة‬
‫هــذا الفصل مــن الكتاب‪ ،‬يُ َ‬
‫ـع صغيرة من غابة العرعر‬ ‫تعداده العالمي كام ً‬
‫ال في رقـ ٍ‬ ‫الرائعة لنحو ‪ 19‬نوع ًا متوطن ًا وشبه متوطن إقليمي ًا تتكاثر‬
‫بالمرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة فقط‪ .‬وهذا الطائر‬ ‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬إلى جانب طائر الـ «بومة‬
‫ال يُ َع ُّد نادراً فحسب‪ ،‬وإنما أصبح أكثر ندرة‪ ،‬إذ أصبح مهدداً‬ ‫عقابية مرقطة» الذي يتوقع أن يتم تصنيفه ليكون ضمن‬
‫باالنقراض‪.‬‬ ‫األنــواع المتوطنة المتم ّيزة في شبه الجزيرة العربية في‬
‫وعندما اكتشف العلماء الغربيون طيور العقعق للمرة‬ ‫المستقبل القريب‪ .‬وسوف يتم التطرق بداية‪ ،‬إلى ذلك‬
‫األولــى في المملكة عام ‪ ،1936‬افترضوا بأن هذه الطيور‬ ‫النوع المتوطن في المملكة فقط‪ ،‬العقعق العسيري‪،‬‬
‫العقعق العسيري؛‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالعقعق األوراسي‪ ،‬أغمق وأكثر شحوب ًا‪،‬‬ ‫العسيري‪،‬‬ ‫الــجــذابــة كــانــت مــجــرد ت ــع ــدا ٍد مــنــعــزل مــن طــائــر العقعق‬ ‫يــلــيــه ‪ 14‬نــوع ـ ًا مــتــوطــنـ ًا آخ ــر فــي شــبــه الــجــزيــرة الــعــربــيــة‪،‬‬
‫طائر متوطن في المملكة‬
‫مع وجود المزيد من اللون األسود في الريش (لديه ردف‬ ‫األوراس ــي (‪ )Pica pica‬الشهير الــذي يشيع وجــوده تقريب ًا‬ ‫فاألنواع األربعة شبه المتوطنة‪ ،‬ثم إنهاء الفصل باألنواع‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫أسود بالكامل‪ ،‬ورقعة بيضاء صغيرة على الكتف‪ ،‬وبياض‬ ‫في شتى أنحاء أوروبــا وكثير من مناطق آسيا ذات المناخ‬ ‫س ِّلط هذا الفصل‬
‫المتوطنة المحتملة (انظر الجدول ‪ .)1‬ويُ َ‬ ‫عصفور مذهب عربي؛ على الرغم من اسمه‪،‬‬
‫أقــل فــي الــريــش الكبير فــي مقدمة الجناح) والكثير من‬ ‫المعتدل‪ .‬ولذلك‪ ،‬ولعشرات السنين‪ ،‬كان يُنظر إلى تعداد‬ ‫أيض ًا‪ ،‬الضوء على عديد من الثغرات في فهمنا للطيور‬ ‫إال أن وجوده ال يقتصر على شبه الجزيرة العربية‬
‫فقط‪ ،‬وبالتالي فهو ليس من األنواع المتوطنة‪.‬‬
‫اللونين األخــضــر واألرجــوانــي فــي الــذيــل‪ .‬كما أن جناحيه‬ ‫هــذا الطائر في المملكة على أنــه مجرد طائر فرعي من‬ ‫المتوطنة الغامضة الموجودة في شبه الجزيرة العربية‪،‬‬
‫قصيران‪ ،‬وذيله أقصر بكثير‪ ،‬وقدميه أكبر وأقــوى‪ ،‬ومنقاره‬ ‫العقعق األوراسي‪ ،‬ثم ما لبث وأن تم إعطاؤه االسم العلمي‬ ‫ـفـزَ ُهــم لــدراســة األســرار‬
‫ـم الباحثين ويُــحَ ـ ِّ‬ ‫على أمــل أن يُـ ْلـ ِ‬
‫هـ َ‬
‫أكبر بكثير‪ .‬ثالث ًا؛ يتميز العقعق العسيري بإصدار أصوات‬ ‫‪ )3( .Pica pica asirensis‬الحق ًا؛ ومع مزيد من عمليات الرصد‪،‬‬ ‫الخفية للحياة االستثنائية وغير العادية للطيور العربية‪.‬‬ ‫ً‬
‫إقليميا الموجودة في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫الجدول ‪ :1‬حالة الحماية للطيور المتوطنة‬
‫ـل مــلــحــوظ مــن العقعق األوراس ـ ــي‪ ،‬ويُطلق‬ ‫أكــثــر بــشــكـ ٍ‬ ‫بدأت بعض الهيئات تشير إلى أن طيور العقعق العسيري‬
‫نــــداءات مختلفة تــمــام ـ ًا‪ ،‬ال سـ ّيــمــا ن ــداء الــتــواصــل الــذي‬ ‫وبناء على‬
‫ً‬ ‫ً (‪)4‬‬
‫تختلف بدرجة كافية العتبارها نوع ًا مستقال‪.‬‬ ‫منحى التعداد‬ ‫حالة الحماية ‬ ‫‪ %‬من التعداد ‬ ‫حجم التعداد ‬ ‫حجم التعداد ‬ ‫أنواع الطيور ‬
‫العالمي يتكاثر‬ ‫العالمي ‬ ‫في السعودية ‬ ‫ ‬
‫يستخدمه باستمرار أثناء ّ‬
‫تنقله في أســراب للبحث عن‬ ‫ذلك‪ ،‬في عام ‪ ،2016‬بعد مرور نحو ‪ 80‬عام ًا على اكتشافه‬
‫في السعودية‬ ‫(عدد األزواج ‬ ‫(عدد األزواج ‬ ‫ ‬
‫الغذاء‪ .‬في حين السبب الرابع واألخير؛ تشير التحليالت‬ ‫(‪)6‬‬
‫للمرة األولى‪ ،‬اعترفت جمعية الطيور العالمية رسمي ًا بأن‬ ‫المتكاثرة تقديراً )‬ ‫المتكاثرة تقديراً ) ‬ ‫ ‬
‫الحديثة التي تستخدم الحمض النووي المتقدري إلى أن‬ ‫ـوع مستقل بحد ذاتــه‪ ،‬وأصبح يُعرَف‬ ‫العقعق العسيري نـ ٌ‬ ‫األنواع المتوطنة في المملكة العربية السعودية‬
‫العقعق العسيري مختلف جيني ًا بالفعل عن سائر أنواع‬ ‫(‪)5‬‬
‫علمي ًا اآلن باسم ‪.Pica asirensis‬‬ ‫يتناقص‬ ‫مهدد باالنقراض ‬ ‫‪ 100‬‬ ‫‪ 100‬‬ ‫‪ 100‬‬ ‫العقعق العسيري ‬
‫(‪)7‬‬ ‫العقعق األخرى‪ ،‬ويستحق وصفه نوع ًا مستق ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫ثمة أربــعــة أســبــاب رئيسة لتمييز العقعق العسيري‬ ‫ ‬
‫األنواع المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬
‫من ناحية أخــرى‪ ،‬تشير هــذه الــدراســات الحديثة إلــى أن‬ ‫واعتباره نوع ًا منفص ً‬
‫ال عن العقعق األوراســي‪ .‬أو ًال؛ تعداد‬ ‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 60‬‬ ‫‪ 25,000‬‬ ‫‪ 15,000‬‬ ‫حجل فيلبي ‬
‫العقعق العسيري أوثق صلة بالعقعق من هضبة التبت‬ ‫ـد أكــثــر تــعــدادات العقعق‬
‫ـعـ ُّ‬
‫طــيــور العقعق العسيري يُـ َ‬ ‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 38‬‬ ‫‪ 400,000‬‬ ‫‪ 150,000‬‬ ‫حجل عربي ‬

‫العقعق العسيري‬ ‫في جنوب غرب الصين‪ .‬ومن المرجح أن طيور العقعق‬ ‫انعزا ًال من الناحية الجغرافية‪ .‬في الواقع‪ ،‬يبعد تعداد هذا‬ ‫يتناقص‬ ‫معرض لالنقراض ‬ ‫‪ 32‬‬ ‫‪ 110,000‬‬ ‫‪ 35,000‬‬ ‫غاق سقطري ‬

‫ظهرت في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية حتى شمال‬ ‫النوع الذي يعيش في جبال عسير‪ ،‬نحو ‪ 1,200‬كم على‬ ‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 47‬‬ ‫‪ 30,000‬‬ ‫‪ 14,000‬‬ ‫بومة األشجار العربية ‬
‫أحد أندر الطيور في‬ ‫يتناقص‬ ‫قريب من التهدد ‬ ‫‪ 73‬‬ ‫‪ 7,500‬‬ ‫‪ 5,500‬‬ ‫نقار الخشب العربي ‬
‫أفريقيا في الشمال الغربي وحتى التبت في الشمال‬ ‫األقــل من أقــرب تعداد للعقعق األوراس ــي‪ .‬ثاني ًا؛ ونتيجة‬
‫العالم‪ ،‬ويصبح أكثر‬ ‫الشرقي‪ ،‬عندما كان اإلقليم الصحراوي العربي مغطى‬ ‫لهذا االنعزال‪ ،‬أصبح العقعق العسيري مستق ً‬
‫ال من حيث‬ ‫يتناقص‬ ‫قريب من التهدد ‬ ‫‪ 56‬‬ ‫‪ 9,000‬‬ ‫‪ 5,000‬‬ ‫هازجة يمنية ‬

‫ندرة بمرور األعوام‪.‬‬ ‫أي قبل ما‬ ‫يتناقص‬ ‫قريب من التهدد ‬ ‫‪ 50‬‬ ‫‪ 10,000‬‬ ‫‪ 5,000‬‬ ‫سمنة يمنية ‬
‫بمساحات شاسعة مــن السافانا العشبية‪ّ ،‬‬ ‫الشكل والتكوين‪ .‬وبشكل عــام‪ ،‬يعتبر لــون العقعق‬
‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 33‬‬ ‫‪ 40,000‬‬ ‫‪ 13,000‬‬ ‫أبلق أحمر الصدر ‬

‫ً‬ ‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 50‬‬ ‫‪ 500,000‬‬ ‫‪ 250,000‬‬ ‫تمير عربي ‬


‫غالبا ما ينحصر وجود العقعق‬
‫العسيري في بقعة صغيرة‬ ‫يتناقص‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 17‬‬ ‫‪ 30,000‬‬ ‫‪ 5,000‬‬ ‫شمعي المنقار العربي ‬
‫مرتفعة بمنطقة جبال عسير بين‬
‫يتناقص‬ ‫قريب من التهدد ‬ ‫‪ 20‬‬ ‫‪ 3,000‬‬ ‫‪ 500‬‬ ‫أشدق عربي ‬
‫النماص وبللسمر‪ ،‬على ُبعد‬
‫‪ 37‬كم فقط باتجاه الجنوب‪.‬‬ ‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 65‬‬ ‫‪ 400,000‬‬ ‫‪ 260,000‬‬ ‫نعار عربي ‬
‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 25‬‬ ‫‪ 100,000‬‬ ‫‪ 25,000‬‬ ‫نعار يمني ‬
‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 50‬‬ ‫‪ 200,000‬‬ ‫‪ 100,000‬‬ ‫حسون تفاحي يمني ‬
‫ ‬
‫األنواع شبه المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬
‫يتزايد‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 50‬‬ ‫‪ 150,000‬‬ ‫‪ 75,000‬‬ ‫وروار أخضر عربي ‬
‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 85‬‬ ‫‪ 20,000‬‬ ‫‪ 17,000‬‬ ‫قبرة عربية ‬
‫يتزايد‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 50‬‬ ‫‪ 1,500,002‬‬ ‫‪ 75,000‬‬ ‫ثرثارة عربي ‬
‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 35‬‬ ‫‪ 100,000‬‬ ‫‪ 35,000‬‬ ‫زرزور أسود ‬
‫ ‬ ‫األنواع المحتمل أن تكون متوطنة في شبه الجزيرة العربية‬
‫مستقر‬ ‫غير مهدد ‬ ‫‪ 40‬‬ ‫‪ 2,000‬‬ ‫‪ 800‬‬ ‫بومة عقابية مرقطة ‬

‫‪267‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪266‬‬


‫القليل من التقارير الخاصة بماهية التكاثر لدى هذا النوع‬ ‫النفايات‪ ،‬أو أنها تُ َق ِّلب في المخلفات‪ .‬ولسوء الحظ‪ ،‬يمكن‬ ‫وحقيقة أنــه تــم تسجيل وجــود هــذا الطائر فــي كثير من‬ ‫يزيد على ‪ 3‬ماليين عــام‪ .‬لكن‪ ،‬وبعد زيــادة رقعة التصحر‬ ‫العقعق العسيري‬
‫المتوطن الــذي يسهل رصــده نسبي ًا‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬يمكن‬ ‫(‪)18‬‬
‫رؤيتها أحيان ًا تبحث عن الغذاء داخل حاويات القمامة‪.‬‬ ‫األحيان على هذه المنحدات‪ ،‬أمر يثير االنتباه‪ ،‬إذ إنها ُعرضة‬ ‫بمرور الــزمــن‪ ،‬أصبح تعداد العقعق يتناقص أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫شاع وجوده‬
‫الــقــول إن سلوك التعشيش لــدى أن ــواع العقعق التي‬ ‫ال عن الضباب الكثيف‪ ،‬ما‬ ‫لهطول األمطار بشكل أكبر‪ ،‬فض ً‬ ‫وانفصل التعداد العربي في نهاية المطاف عن تعداد‬
‫قديم ًا‪ ،‬حيث عاش‬
‫سلوك التكاثر‬
‫خضعت لــدراســات كافية تــتــقــارب جميع ًا فــي سماتها‬ ‫قد يوحي بأن هذا الطائر النادر قد انخفض وجوده ليقتصر‬ ‫التبت‪ ،‬وتك ّيف تدريجي ًا مع البيئة الجديدة بمنطقة عسير‬
‫إلى ح ٍد ما‪ .‬فــإذا كان العقعق العسيري يحذو حذو سائر‬ ‫على آخر منطقة ممطرة متبقية في المملكة‪.‬‬ ‫ال‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬يُ َع ُّد العقعق العسيري‬ ‫ليصبح نوع ًا مستق ً‬ ‫منعز ًال في جبال‬
‫تكون طيور العقعق العسيري‬
‫ّ‬ ‫األنواع‪ ،‬فيمكننا توقع أن‬ ‫كــســائــر أنـ ــواع الــعــقــعــق‪ ،‬يــبــدو أن مــجــمــوعــات العقعق‬ ‫عـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬يشيع وجــود هــذا الطائر أحيان ًا في‬ ‫ـل يعيش مــنــعــز ًال فــي جــبــال عسير لما‬
‫تــعــداداً قــديــمـ ًا ظـ ّ‬ ‫عسير لما يزيد على‬
‫أزواج أحادية اجتماعي ًا على المدى الطويل‪ .‬ويمكن لكال‬ ‫يــزيــد على ‪ 1,4‬مليون عــام – غير أنــه اآلن‪ ،‬أصــبــح مــهــدداً‬
‫العسيري العائلية مــن األنـ ــواع المقيمة والمناطقية‪،‬‬ ‫المناطق المزروعة وسفوح التالل المكشوفة‪ ،‬بأشجار‬ ‫‪ 1,4‬مليون عام‪،‬‬
‫المضي في التزاوج خارج نطاق الزوجية‪ ،‬ولذلك‬
‫الجنسين ُ‬ ‫تعشش في المنطقة نفسها لسنوات متتالية‬ ‫ّ‬ ‫وغالب ًا ما‬ ‫متناثرة من العرعر والطلح واألشجار عريضة األوراق‪ .‬ويجثم‬ ‫باالنقراض‪ )8(.‬وينتمي العقعق الــعــســيــري إل ــى عائلة‬
‫غير أنه اآلن أصبح‬
‫يحاول الذكر حماية األنثى بالبقاء إلى جوارها قبل وضع‬ ‫عدة‪ ،‬على أقل تقدير‪ .‬ويُ َع ُّد عش العقعق العسيري عش ًا‬ ‫في األشجار الموجودة في المناطق المزروعة جيداً‪ ،‬مثل‬ ‫الغراب (المعروفة رسمي ًا أكثر بالغرابيات «‪،)»Corvidae‬‬
‫(‪)20‬‬
‫البيوض‪.‬‬ ‫نموذجي ًا لجنس هــذه الطيور بالكامل‪ ،‬ويــتــم تشييده‬ ‫الوديان‪ ،‬وفي المنطقة نفسها كل ليلة بوج ٍه عام‪ .‬كما‬ ‫وتضم ‪ 123‬نوع ًا‪ ،‬منها خمسة أنــواع من طيور العقعق‬ ‫مهدداً باالنقراض‪.‬‬
‫وفي أنواع العقعق األخــرى‪ ،‬يجمع الذكر غالبية المواد‬ ‫ليصبح كتلة كبيرة بيضاوية الشكل (‪ 60 × 50‬سم تقريب ًا)‪،‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫أنه يميل إلى تجنب المواقع التي يسكنها البشر‪.‬‬ ‫‪ ،Pica‬وه ــي العقعق األوراس ـ ــي الــشــائــع ســالــف الــذكــر‪،‬‬
‫لبناء العش‪،‬‬ ‫الــتــي تــلــزم األنــثــى فــي بــنــاء الــعــش وتــشــكــيــلــه فعلي ًا‪.‬‬ ‫بشكل غير‬
‫ٍ‬ ‫من العيدان والغصينات الجافة يتم ترتيبها‬ ‫وعقعق المغرب (‪ )P. mauritanica‬الموجود في شمال‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫ويستغرق بناء العش الكبير من أسبوع إلــى ‪ 8‬أسابيع‪،‬‬ ‫محكم‪ ،‬يتوسطها وع ــاء سميك مصنوع مــن الطين‪.‬‬ ‫أفريقيا‪ ،‬وعقعق أصفر المنقار (‪ )P. nutalli‬الموجود في‬
‫يجب على كل‬
‫علم ًا أن بناء العش يتم بناؤه بصورة أســرع لــدى األزواج‬ ‫ويكون وعاء العش الطيني مبطن ًا بالريش والغصينات‬ ‫كاليفورنيا بــالــواليــات المتحدة‪ ،‬وعقعق أســود المنقار‬
‫طائر عقعق أن‬ ‫األكثر خبرة‪ .‬هــذه األعــشــاش الكبيرة والمعقدة تستنفد‬ ‫والــجُ ـ َذيْــرات الرفيعة‪ .‬كما يتم تشييد قبة سميكة من‬ ‫تشير عمليات الرصد المسجلة الوجيزة لطائر العقعق‬ ‫(‪ )P. hudsonia‬فــي ش ــرق أمــيــركــا الــشــمــالــيــة‪ ،‬وبالطبع‬
‫يقوم بأكثر من‬ ‫الكثير مــن طــاقــة هــذا الــطــائــر‪ .‬فــي الــواقــع‪ ،‬تــقــوم طيور‬ ‫الغصينات فــوق الــوعــاء‪ .‬ويمكن للطيور الــدخــول إلى‬ ‫العسيري إلى أن أيكولوجية بحثه عن الغذاء تتشابه في‬ ‫العقعق العسيري في المملكة العربية السعودية الذي‬ ‫تُ َع ُّد طيور العقعق‬
‫‪ 2,500‬رحلة وأن‬ ‫العقعق سوداء المنقار بما يزيد على ‪ 2,500‬رحلة طيران‪،‬‬ ‫العش عبر مدخل جانبي يؤدي إلى الوعاء الطيني‪.‬‬ ‫سماتها مع تلك التي يتبعها طيور العقعق األوراســي‬ ‫يُ َع ُّد أقل األنواع دراسة وأكثرها عرضة لالنقراض‪.‬‬
‫من بين أكثر الطيور‬
‫تقطع خاللها نحو ‪ 276‬كم على األقل بهدف جمع المواد‬ ‫تُبنى هذه األعشاش على ارتفاع يراوح بين ‪ 8 - 3‬م تقريب ًا‬ ‫والعقعق أصــفــر المنقار والعقعق أس ــود المنقار التي‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬أظهرت عديد من الدراسات أن طيور‬
‫يطير مسافة ‪276‬‬ ‫ذكاء على وجه‬
‫ً‬
‫وبناء عش يزن عند اكتماله‪ ،‬أمثال وزن الطائر نفسه بنحو‬ ‫فرع من شجرة عرعر أو أحيان ًا‬
‫فوق سطح األرض‪ ،‬عند قاعدة ٍ‬ ‫تمت دراســتــهــا بإسهاب أكــثــر تفصي ً‬
‫ال‪ .‬كــل هــذه األن ــواع‬ ‫ذكاء على وجه البسيطة‪،‬‬
‫ً‬ ‫العقعق من بين أكثر الطيور‬
‫كم على األقل‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪ 70‬مرة‪.‬‬ ‫شــجــرة طلح‪ )19(.‬ورغ ــم أن هــذه األعــشــاش المتينة تــدوم‬ ‫شرهة وانتهازية‪ ،‬إذ تستغل كل ما هو متوافر محلي ًا‪ ،‬ومن‬ ‫كبر حجم الــدمــاغ األمــامــي بالنسبة إلــى الدماغ‬
‫بفضل ِ‬ ‫األرض‪ ،‬ولديها‬
‫لجمع المواد التي‬ ‫ومــا يبعث على الــدهــشــة أيــض ـ ًا‪ ،‬أن األنــثــى فــي أنــواع‬ ‫غالب ًا لسنوات عدة‪ ،‬إال أنه يتم تشييد أعشاش جديدة كل‬ ‫ذلــك مجموعة واســعــة مــن الــا فقاريات (مثل الخنافس‬ ‫الخلفي‪ ،‬ما يمنحها القدرة على حل المشكالت واالبتكار‪،‬‬ ‫القدرة على التعرف‬
‫يحتاجها لبناء عش‬ ‫بناء على كمية‬ ‫ً‬ ‫العقعق األوراســـي‪ ،‬تُق ّيم جــودة الذكر‬ ‫عــام‪ ،‬وعــادة ما تكون بالقرب من األعشاش المبنية في‬ ‫والــجــراد والــفــراشــات والنحل والنمل والــزنــابــيــر وحــشــرات‬ ‫وفي بعض الحاالت القدرة على صنع األدوات‪ .‬وقد أثبتت‬
‫على نفسها في‬
‫المواد التي يوفرها والوقت الذي يستغرقه في توفيرها‪.‬‬ ‫المواسم السابقة‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬يمكن العثور على عديد‬ ‫الــبــق وال ــذب ــاب)‪ .‬كــمــا تــقــتــات عــلــى الــجــيــف (خــاصــة تلك‬ ‫البحوث التجريبية أن طيور العقعق لديها الــقــدرة على‬
‫يزن في النهاية‬ ‫المرآة وتعلم‬
‫وبعد ذلك تعدل األنثى حجم الحضنة ليتناسب مع مقدار‬ ‫من األعــشــاش القديمة على مقربة من بعضها بعض ًا‪،‬‬ ‫التي تنفق جـرّاء حــوادث الطرق)‪ ،‬والنباتات (ومنها أنواع‬ ‫تع ّلم المفاهيم المجردة على مستوى أكبر مما تبديه‬
‫‪ 70‬مرة وزن الطائر‬ ‫الجهد الذي بذله الذكر في بناء العش‪ ،‬بعبارة أخرى‪ ،‬في‬ ‫ويُفترَض أنها تكون في نطاق منطقتها الرئيسة‪.‬‬ ‫التوت المختلفة والفاكهة والــبــذور والمكسرات)‪ ،‬إلى‬ ‫في بعض سلوكياتها الرئيسة؛(‪ )9‬فيمكنها على سبيل‬ ‫المفاهيم المجردة‬
‫نفسه تقريب ًا‪.‬‬ ‫عش كبير‪ ،‬فإن األنثى‬
‫ٍ‬ ‫حال أحضر الذكر مواداً كافية لبناء‬ ‫وبــخــاف عمليات الــرصــد الخاصة بالمظهر والشكل‬ ‫جانب بقايا طعام اإلنسان‪ .‬هذا‪ ،‬وقد تم توثيق مشاهدة‬ ‫لفترات طويلة‪ ،‬ثــم تتذكر أين‬
‫ٍ‬ ‫المثال‪ ،‬إخــفــاء األطعمة‬ ‫على مستوى أكبر‬
‫لن تضع بيوض ًا أكثر فحسب‪ ،‬وإنما ستكون كذلك أكبر‬ ‫الــعــام للعش‪ ،‬مــن المثير لالهتمام أنــه ال يــوجــد سوى‬ ‫العقعق العسيري يتغذى على توت العرعر والتين المثمر‬ ‫ومتى أخفتها وماهية هذه األطعمة‪ )10(.‬كما باستطاعتها‬
‫مما تبديه في‬
‫والحبوب المتساقطة‪ ،‬واألرز المسلوق في مواقع التنزه‪،‬‬ ‫التعرّف إلى أفراد البشر‪ ،‬حيث يمكنها تذكر األفــراد الذين‬
‫(‪)14‬‬
‫والحيوانات النافقة جرّاء حوادث الطرق‪.‬‬ ‫ه ــددوا أعشاشها قب ً‬
‫ال‪ )11(.‬ولديها الــقــدرة أيــض ـ ًا‪ ،‬على أن‬ ‫بعض سلوكياتها‬
‫يتغذى العقعق العسيري‬
‫ً‬
‫تقريبا‪.‬‬ ‫على األرض بالكامل‬
‫وإذا كان لطيور العقعق العسيري نظامٌ غذاء مماثل‬ ‫تتعرف على نفسها في الــمــرآة‪ ،‬األمــر الــذي لم يثبت من‬ ‫الرئيسة‪.‬‬
‫(‪)12‬‬
‫لطيور العقعق األخــرى التي حظيت بقدر ٍ من االهتمام‬ ‫قبل في الكائنات من غير الثدييات‪.‬‬
‫وإجراء الدراسات‪ ،‬فعلى األرجح أن طيور العقعق العسيري‬
‫تتغذى أحيان ًا على بيوض وأعــشــاش طيور أخ ــرى‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل أيــضـ ًا‪ ،‬أنها تعمد من حين آلخــر‪ ،‬إلــى اصطياد‬
‫الموئل‬
‫الطيور الصغيرة (مــثــل العصافير) أثــنــاء الــطــيــران‪ .‬كما‬ ‫ينحصر وجــود العقعق العسيري غالب ًا في بقعة صغيرة‬
‫أنها تقتات أحــيــانـ ًا على الثدييات الصغيرة والسحالي‬ ‫مرتفعة فــي جــبــال عسير‪ ،‬بين الــنــمــاص وبللسمر‪ ،‬على‬
‫هــذا‪ ،‬وتعمل‬ ‫(‪)15‬‬
‫والبرمائيات التي يمكنها اصطيادها‪.‬‬ ‫بُعد ‪ 37‬كم فقط باتجاه الجنوب‪ .‬وقد شوهد بين الحين‬
‫أنـــواع العقعق األخـــرى على تخزين الــطــعــام بانتظام‪،‬‬ ‫سجّ ل وجــوده بوج ٍه عام على‬
‫واآلخــر بالقرب من أبها‪ .‬وقد ُ‬ ‫تخزّن طيور العقعق‬
‫ـواء على األشجار‪ ،‬أو مدفون ًا في األرض‪ ،‬ثم تنقله بعد‬
‫سـ ً‬ ‫ارتفاعات تزيد على ‪ 2,100‬م‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬تم العثور عليه‬ ‫طعامها بانتظام‪،‬‬
‫ـام‪ ،‬أو أسابيع مستعينة بحاسة الشم القوية وذاكرتها‬
‫أيـ ٍ‬ ‫في بعض األحيان على ارتفاعات منخفضة‪ ،‬وصلت إلى‬
‫سواء فوق األشجار‬
‫المدهشة (بفضل سعة حجم الحصين‪ ،‬وهو المنطقة‬ ‫‪ 1,950‬م‪ .‬ويتسم مناخ هذه المنطقة بكونه األكثر اعتدا ًال‪،‬‬
‫(‪)16‬‬
‫المرتبطة بالذاكرة المكانية في الدماغ)‪.‬‬ ‫حيث تتفاوت درجات الحرارة فيها من ‪ 3‬درجات مئوية تحت‬ ‫أو تحت األرض‪،‬‬
‫ونادراً ما تعيش طيور العقعق العسيري بمفردها؛ فهي‬ ‫الصفر في الشتاء إلى ‪ 34‬درجة مئوية فقط في الصيف‪،‬‬ ‫ثم تنقله بعد أيام‬
‫تعيش في مجموعات عائلية صغيرة‪ ،‬وغالب ًا ما تتألف من‬ ‫ويبلغ متوسط هطول األمطار فيها بمقدار ‪ 177‬ملم سنوي ًا‪،‬‬ ‫أو أسابيع مستعينة‬
‫‪ 7 - 5‬أفراد يتعاونون في البحث عن الغذاء مع ًا‪ ،‬إذ تتنقل من‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فهي من أكثر األماكن تسجي ً‬
‫ال لهطول األمطار‬
‫بحاسة شمها‬
‫دون توقف (وتصيح باستمرار) من الفجر حتى الغسق في‬ ‫في المملكة‪ .‬ويفضل هذا الطائر غابة العرعر الكثيفة التي‬
‫حدود ‪ 3 - 2‬كم من موقع مجثمها‪ )17(،‬وهي تتغذى بشكل‬ ‫تنشر ظاللها على المنحدرات الباردة المواجهة للجنوب‬ ‫القوية وذاكرتها‬
‫شبه كلي على األرض‪ ،‬حيث تحفر فــي التربة وتنظر في‬ ‫مــن ال ــودي ــان المرتفعة ذات الــغــطــاء الــنــبــاتــي الكثيف‪.‬‬ ‫المدهشة‪.‬‬

‫‪269‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪268‬‬
‫عش العقعق العسيري‬
‫المتكتل المصنوع من‬
‫العصي تحت سماء تنومة‪.‬‬
‫ّ‬

‫قد ينقرض هذا‬ ‫بين أبها وعلى بُعد ‪ 120‬كم شمال أبها‪ ،‬إضافة إلى جبل‬ ‫أي وسيلة للتكيف‬
‫مع أنواع العقعق األخرى‪ ،‬وللتعرف إلى ّ‬
‫النوع خالل عق ٍد من‬ ‫القهر‪ ،‬وهو يعادل نحو ‪ 30‬مشاهدة لطيور العقعق‬ ‫(‪)34‬‬
‫إضافية فريدة للعيش في مرتفعات المملكة‪.‬‬
‫العسيري في كل زيارة‪ .‬بيد أنه منذ عام ‪ ،2010‬لم تُسجل‬
‫الزمان ‪ .‬وسيكون‬
‫حالته بالمملكة‬
‫أكثر من ‪ 10‬مشاهدات لكل زيارة أثناء ّ‬
‫أي دراسة الحقة رغم‬
‫من المؤلم أن نفقد‬ ‫الــزيــارات المتعددة للمنطقة نفسها من قِ َبل عديد من‬
‫أحد أروع الطيور في‬ ‫(‪)35‬‬
‫مراقبي الطيور والمصورين األكفاء‪.‬‬ ‫يقدر تعداد العقعق العسيري عالمي ًا بنحو ‪ 100‬زوج متكاثر‪.‬‬
‫المملكة والطائر‬ ‫قد يبدو أن طيور العقعق العسيري قد اختفت جميعها‬ ‫وقد أشارت بعض الهيئات إلى أن هذا التقدير المرعب قد‬
‫من المعاقل العديدة المعروفة لهذا النوع‪ ،‬مثل محمية‬ ‫يبعث على التفاؤل‪ )29(.‬في واقع األمر‪ ،‬قد يتناقص تعداده‬
‫الوحيد الذي يقتصر‬
‫ريدة‪ ،‬وجبل السودة‪ ،‬والجبل األسود‪ ،‬وجبل القهر‪ ،‬ووادي‬ ‫إلى ‪ 50‬زوج ًا‪ )30(.‬ويعيش هذا التعداد الصغير في أماكن‬
‫وجوده بالكامل‬ ‫شاهد هذا النوع شمال النماص منذ‬
‫َ‬ ‫الطالع‪ )36(.‬كما لم يُ‬ ‫منعزلة ومتفرقة في الجبال جنوب غرب المملكة (انظر‬
‫على المملكة‪.‬‬ ‫‪ ،2010‬األمر الذي يوحي بأن حدود منطقته الشمالية قد‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬فقد أدرج االتحاد الدولي لحماية‬
‫ً‬ ‫الجدول ‪.)1‬‬
‫تراجعت من الطائف حتى النماص‪ ،‬ما يُ َع ُّد انكماش ًا بأكثر‬ ‫الطبيعة (‪ )IUCN‬العقعق العسيري ضمن فئة األنــواع‬
‫من ‪ 295‬كم أو ما يزيد على ‪ %85‬من نطاق وجوده‪ .‬ومنذ‬ ‫المهددة باالنقراض‪ .‬غير أن األمر الذي يبعث على القلق‬
‫شاهد طيور العقعق العسيري سوى في‬
‫َ‬ ‫عام ‪ ،2010‬لم تُ‬ ‫أكثر‪ ،‬أن التعداد الصغير المتبقي من هــذا النوع ال يزال‬
‫منطقة وحيدة‪ ،‬وهي عبارة عن رقعة جبلية تبلغ مساحتها‬ ‫يتناقص بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ 50‬كم بين بللسمر والنماص على جانبي تنومة‪.‬‬
‫(‪)37‬‬
‫أي دراســات بحث رسمية‬
‫وعلى الرغم من عــدم وجــود ّ‬ ‫العقعق العسيري أن كــا األبــويــن يشتركان فــي تغذية‬ ‫حجم ًا‪ )22(.‬بهذه الطريقة‪ ،‬توائم األنثى جهودها في التكاثر‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬كيف يمكن لطائر بعدما‬ ‫لطيور العقعق العسيري‪ ،‬إال أن التقارير اإلخــبــاريــة تشير‬ ‫صــغــارهــمــا واالعــتــنــاء بــهــم‪ ،‬حــيــث تــتــوســل ف ــراخ العقعق‬ ‫مع جودة شريكها ومدى استعداده الواضح على االستثمار‬
‫كان متوافراً بكثرة‪ ،‬أن يتناقص تعداده إلى أن أصبح نادراً‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫ال من توزيع هذا النوع ووفرته قد انخفضا‬ ‫إلى أن ك ً‬ ‫ـال وبشدة للحصول على الطعام‪ ،‬ما يعرّض‬ ‫بصوت عـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫(‪)23‬‬
‫في العملية‪.‬‬
‫للغاية فــي غــضــون عــقــود قليلة فــقــط؟ يــرجــع ذلــك إلى‬ ‫ملحوظ على مدى العقود القليلة الماضية‪ .‬وعندما تم‬ ‫العش لخطر االفتراس إلى ح ٍد كبير (كما ثبت بالتجربة في‬ ‫جميع أنــواع العقعق تضع حضنة واحــدة كبيرة‪ ،‬وهي‬
‫مجموعة من العوامل؛ ففي الوقت الراهن‪ ،‬يتعرض موئل‬ ‫توثيق تسجيل هذا الطائر للمرة األولى في عام ‪ ،1936‬اع ُتبِر‬ ‫طيور العقعق األوراســي)‪ ،‬وقد يشجّ ع ذلك البالغين على‬ ‫ت ـ ــراوح بــيــن بيضتين إل ــى ‪ ،10‬ف ــي حــيــن تــضــم معظم‬
‫هذا الطائر في المرتفعات للكثير من االضطرابات بسبب‬ ‫حينها «متوافراً بكثرة في غابات العرعر» بالقرب من أبها‪،‬‬ ‫بشكل أكثر تواتراً‪ )26(.‬وبعبارة أخــرى‪ ،‬يجب‬
‫ٍ‬ ‫إطعام الفراخ‬ ‫األعــشــاش مــا يـ ــراوح بــيــن ‪ 7 - 5‬بــيــوض‪ .‬وتــتــولــى األنــثــى‬
‫مشكالت‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫التطوير السكني والترفيهي‪ ،‬مــا يــؤدي إلــى‬ ‫بل وقد شوهد «خارج غابات العرعر في وا ٍد مليء بأشجار‬ ‫على البالغين إطعام الصغار كثيراً‪ ،‬وإال فإنها ستجتذب‬ ‫الحضانة التي تمتد من ‪ 22 - 16‬يوم ًا‪ ،‬بينما يقوم الذكر‬
‫(‪)31‬‬
‫خاصة لطيور العقعق العسيري التي تخشى اإلنسان‬ ‫كرة‬
‫الم ْب ِ‬
‫الطلح»‪ .‬على نحو متصل‪ ،‬وجــدت الدراسات ُ‬ ‫األحياء المفترسة بصياحها المرتفع‪.‬‬ ‫بجلب الطعام لها في العش‪ .‬وتفقس حضنة العقعق‬
‫وتتجنب المواقع التي يسكنها‪ .‬وفــي بعض المناطق‪،‬‬ ‫أن العقعق العسيري يمتد نــطــاق وج ــوده شــمــا ًال حتى‬ ‫ـزم عــن الــعــش؛ فــيــطــاردان‬
‫ـل مــن األبــويــن بــعـ ٍ‬
‫ويــدافــع كـ ٌّ‬ ‫على مدى أيام عدة‪ ،‬ما يعني أنه يوجد فارق كبير في حجم‬
‫تختفي غابات العرعر ذات األهمية الكبيرة وال تنمو من‬ ‫الطائف‪ .‬لكن‪ ،‬وبحلول عام ‪ ،1996‬بدأ المراقبون يبلغون‬ ‫نداء متكرر «آق‬
‫ٍ‬ ‫المتطفلين ويطلقان صيحات إنذار بترديد‬ ‫الــفــراخ فــي الفقس األول واألخــيــر‪ .‬ومــن المثير لالهتمام‬
‫جديد‪ ،‬ويُعزى هذا األمر على أقل تقدير إلى تغير المناخ الذي‬ ‫عن انخفاض تعداده وقالوا‪« :‬إن تعداد العقعق العسيري‬ ‫آق آق آق»‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يُ َع ُّد هذا الصياح مشهوراً للغاية‬ ‫أيض ًا‪ ،‬أنه على الرغم من أن طيور العقعق تضع ما بين‬
‫أدى إلــى ارتــفــاع درجــات الــحــرارة والجفاف في جبال عسير‬ ‫وتوزيعه يعانيان هبوط ًا حاداً على مستوى نطاقه كام ً‬
‫ال‬ ‫لدرجة أن السكان المحليين اسم الطائر الطائر من الصوت‬ ‫‪ 7 - 5‬بيوض‪ ،‬إال أنــه ال ينجو غالب ًا ســوى ‪ 4 - 2‬فــرا ٍخ فقط‪.‬‬
‫خالل العقود القليلة الماضية‪ .‬كما يتم في مناطق أخرى‪،‬‬ ‫ومرة أخرى‪ ،‬في عام ‪ ،2010‬أشار‬ ‫(‪)32‬‬
‫خالل السنوات األخيرة»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المعششة قوتها‬ ‫ـقــهُ ‪ .‬وغــالــبـ ًا مــا تُــبــرز الــطــيــور‬
‫ال ــذي يُــطـلِـ ُ‬ ‫وبــشــكــل ع ــام تــمــوت ال ــف ــراخ الــمــتــأخــرة مــن الــجــوع في‬
‫(‪)38‬‬
‫ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫إزالــة غابات العرعر لألخشاب والوقود‪.‬‬ ‫مسح شامل لمنطقة عسير إلى أن هذا الطائر المحدود‬ ‫أمــام المتطفلين بكسر غصينات أشجار العرعر بواسطة‬ ‫غضون بضعة أيام من خروجها من البيض‪ ،‬ألن األبوين لم‬
‫تراجع هذا النوع من الطيور إلى بضعة أماكن ضئيلة من‬ ‫للغاية قــد انخفض تــعــداده أكــثــر فــي الــســنــوات األخــيــرة‪.‬‬ ‫منقارها‪ ،‬ثــم قذفها إلــى مــا أبــعــد مــا يمكن بعنف‪ ،‬على‬ ‫يجلبا ما يكفي من الطعام لها‪ )24(.‬لكن؛ لماذا تضع أنثى‬
‫الموائل المناسبة المتبقية‪ ،‬وبالتالي أصبحت أكثر ُعزلة‪.‬‬ ‫ظل مستمراً‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )33‬ولألسف الشديد‪ ،‬يبدو أن هذا التناقص‬ ‫سبيل استعراض القوة‪ )27(.‬وفــي أن ــواع العقعق األخــرى‪،‬‬ ‫العقعق الكثير من البيوض بينما يقضي نصفه نحبه‬
‫على نحو متصل‪ ،‬يتسبب بُعد الموائل عن بعضها في‬ ‫في الفترة من ‪ 2010‬ولغاية ‪ .2016‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫تصير الــفــراخ ق ــادرة على الــطــيــران بعد نحو ‪ 30‬يــوم ـ ًا من‬ ‫بسبب الجوع في العش؟‬
‫معدل افتراق‬
‫ّ‬ ‫مشكالت‪ ،‬خاصة لألنواع التي ينخفض فيها‬ ‫في خمس دراســات استقصائية‪ ،‬أجريت بين فبراير ‪1995‬‬ ‫الــفــقــس‪ ،‬ويستمر األبـ ــوان فــي تغذية الــفــراخ لــمــدة تــراوح‬ ‫تفيد الــدراســات الــتــي أجــريــت بــأن طــيــور العقعق عند‬
‫األح ــداث عــن العائلة‪ .‬ورغــم أن انفصال الــفــراخ لــم يخضع‬ ‫ويوليو ‪ ،1996‬تم تسجيل ‪ 147‬مشاهدة في المنطقة‬ ‫بين ‪ 8 - 3‬أسابيع إضافية‪ .‬يُذكر أن بعض الفراخ ال تنفصل‬ ‫وضــعــهــا لــبــيــوض فــائــضــة‪ ،‬فــإنــمــا هــي تتبع استراتيجية‬
‫عن بعضها‪ ،‬حتى بعد تحقيق استقاللها في البحث عن‬ ‫متفائلة‪ ،‬وهي أنه إذا تحسنت الظروف البيئية أثناء فترة‬
‫يوجد كامل التعداد العالمي من‬ ‫ال ــغ ــذاء‪ ،‬وتــمــضــي إل ــى قــضــاء ســنــة أو أكــثــر فــي منطقة‬ ‫الحضانة‪ ،‬وأصــبــح الــغــذاء فجأة وفــيــراً‪ ،‬فسيكون األبــوان‬
‫العقعق العسيري المهدد في‬ ‫تكون مجموعة عائلية‬
‫ّ‬ ‫السيادة التي نشأت فيها‪ ،‬حيث‬ ‫عندئ ٍذ قادرين على جلب ما يكفي من الطعام لحضن‬
‫المملكة‪ ،‬إذ لم يتبق منه سوى‬
‫‪ 100‬زوج على وجه البسيطة‪.‬‬
‫(‪.)Well documented in Eurasian Magpies: Eden 1987‬‬ ‫وإطعام كامل الفراخ‪ .‬وفي حال لم تتحسن الظروف أثناء‬ ‫يُقدر تعداد العقعق‬
‫ومــع ذل ــك‪ ،‬على عكس بعض األنـ ــواع الــتــي تعيش في‬ ‫فترة الحضانة‪ ،‬سيترك األبــوان الفراخ األصغر حجم ًا وسن ًا‬ ‫العسيري عالمي ًا‬
‫(‪)25‬‬
‫مــجــمــوعــات عــائــلــيــة عــلــى الــمــدى الــطــويــل (مــثــل ثــرثــارة‬ ‫للموت هكذا بكل بساطة‪.‬‬
‫بنحو ‪ 100‬زوج‬
‫بأي حال من األحوال‬
‫عربي)‪ ،‬ال يبدو أن فراخ الطيور تسهم ّ‬ ‫وتشير عمليات الرصد األولية لطيور العقعق العسيري‬
‫فــي مــحــاوالت التعشيش الــاحــقــة‪ ،‬كــأن تجلب الطعام‬ ‫إل ــى أنــهــا‪ ،‬كــســائــر طــيــور الــعــقــعــق األخ ـ ــرى‪ ،‬ال يــصــل من‬ ‫متكاثر‪ .‬ويعيش‬
‫ال‪ .‬أما تلك الطيور التي تنفصل‬ ‫ألشقائها األصغر سن ًا مث ً‬ ‫صغارها مرحلة القدرة على الطيران ســوى ما يــراوح بين‬ ‫هذا التعداد الصغير‬
‫عن المجموعة‪ ،‬فتميل إلى تأسيس منطقة سيادة خاصة‬ ‫فرخين إلى ‪ 5‬فراخ‪ .‬ومع أنه من غير المعلوم عدد البيوض‬ ‫في أماكن منعزلة‬
‫(‪)28‬‬
‫بها‪ ،‬على بُعد ‪ 400‬م من منطقة سيادة آبائها‪.‬‬ ‫الــذي تضعه األنــثــى‪ ،‬لكن مــن المرجح أن تــشــارك طيور‬
‫ومتفرقة في‬
‫ثمة حاجة ُملحة إلــى المزيد من الــدراســات التفصيلية‬ ‫العقعق العسيري هي األخــرى في استراتيجية العقعق‬
‫طويلة الــمــدى لطيور العقعق العسيري‪ ،‬لتحديد مــا إذا‬ ‫النموذجية المتمثلة في تقليل الحضنة ليتناسب حجم‬ ‫الجبال جنوب غرب‬
‫كانت هذه الطيور السعودية تشارك هذه السمات الرائعة‬ ‫حضنتها والظروف البيئية‪ .‬كذلك؛ أوضحت عمليات رصد‬ ‫المملكة فقط‪.‬‬

‫‪271‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪270‬‬
‫تحت سطحها مباشرة‪ .‬ولهذا‪ ،‬يكون عرضة لمجموعة‬ ‫سجِّ ل وجوده‬‫مناطق يصل ارتفاعها إلى ‪ 2,000‬متر‪ ،‬لكن ُ‬
‫من المفترسات الطائرة‪ ،‬مثل الطيور الحوامة والنسور‪،‬‬ ‫على ارتفاعات منخفضة تصل إلــى ‪ 1,280‬متراً (بالقرب‬
‫(‪)47‬‬
‫وكــذلــك الــمــفــتــرســات الــبــريــة‪ ،‬مــثــل الــنــمــور العربية‪،‬‬ ‫من نجران)‪ ،‬ويندر وجوده تقريب ًا في الجانب الغربي لجبال‬
‫وغرَيْر العسل‪ ،‬والثعالب‪ ،‬وغيرها من‬ ‫والضباع المخططة‪ُ ،‬‬ ‫عسير‪.‬‬
‫أكلة اللحوم‪ .‬وعلى نحو متصل‪ ،‬تُظهر الدراسات األثرية أن‬ ‫يفضل ه ــذا الــطــائــر الــمــوائــل الــزراعــيــة‪ ،‬مــثــل الحقول‬
‫البشر قد عمدوا إلى اصطياد طيور الحجل في المنطقة‬ ‫والمدرجات البور‪ ،‬أو المحروثة‪ ،‬أو القش (الجذامة)‪ ،‬ولكنه‬
‫وال يزالون يصطادون‬ ‫(‪)48‬‬
‫لمدة ال تقل عن ‪ 20,000‬سنة‪،‬‬ ‫يوجد أيض ًا في المناطق الصخرية القاحلة‪ ،‬مثل سفوح‬
‫(‪)48‬‬
‫بمعدل منخفض في جبال عسير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حجل فيلبي‪ ،‬لكن‬ ‫ً‬
‫عادة‬ ‫التالل العارية والهشيم الصخري‪ .‬وأينما وجد‪ ،‬فإنه‬
‫وق ــد تكيفت طــيــور حــجــل فيلبي فــي مــحــاولــة منها‬ ‫ما يكون غير بعيد عن مناطق العشب الخشن واألشجار‬
‫لتقليل مخاطر افتراسها‪ ،‬إذ تعمد خالل بحثها عن الغذاء‬ ‫الخفيضة التي يستخدمها للتعشيش أو لالختباء في‬
‫إلــى تكوين أســراب تتكون من ‪ ،15‬أو نــادراً ما تصل إلى‬ ‫حــال إحساسه بالخطر‪ .‬ون ــادراً ما تم تسجيله في غابات‬
‫‪ 20‬فـ ــرداً‪ ،‬والــتــي تميل إل ــى أن تــكــون أكــثــر نــشــاطـ ًا في‬ ‫العرعر‪ ،‬ولم يُسجل مطلق ًا وهو يشرب‪ ،‬األمر الذي يشير‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإنها أكثر‬ ‫(‪)50‬‬
‫كر وقبيل الغروب‪.‬‬
‫الم ْب ِ‬
‫الصباح ُ‬ ‫إلى أنه ليس ُمق ّيداً بشكل خاص بعدم توافر المياه‪،‬‬
‫(‪)41‬‬

‫يقظة لما يدور حولها‪ .‬وقد أظهرت الدراسات التي أجريت‬ ‫وهو من األنــواع المقيمة المستقرة‪ ،‬ولكن مثله كمثل‬
‫عــلــى طــيــور الــحــجــل األخـ ــرى أن ــه كلما زاد حــجــم الــســرب‪،‬‬ ‫جميع أنواع الحجل األخرى‪ ،‬يمكن أن يضطر للتجوال في‬
‫كــان أفــراده أقــل يقظة بالنسبة للحيوانات المفترسة ‪-‬‬ ‫الفترات التي ينقص فيها الغذاء‪ ،‬مثل الشتاء أو موسم‬
‫أي‬
‫لم يتم تسجيل ّ‬ ‫(‪)42‬‬
‫يبدو أن تعداد العقعق العسيري‬
‫وبالتالي يمكن لطيور حجل فيلبي قضاء المزيد من‬ ‫الجفاف الذي قد يطول‪.‬‬ ‫يتناقص ويقترب من االنقراض‪.‬‬
‫شيء تقريب ًا حول‬ ‫الوقت في البحث عن الــغــذاء ‪ -‬ألن ثمة فرصة أكبر أن‬
‫هذا الطائر الخجول‬ ‫حجل فيلبي‬
‫سلوك البحث عن الغذاء‬
‫أي خطر‬
‫يكشف فــرد واحــد منها على األقــل فــي الــســرب ّ‬ ‫للدراسة في طيور العقعق العسيري‪ ،‬فإننا نعرف أن فراخ‬
‫بعيد المنال إلى‬ ‫محتمل‪ ،‬ثــم يــســرع فــي تــحــذيــر الــســرب بــاســتــخــدام نــداء‬
‫‪Alectoris philbyi‬‬ ‫طيور العقعق األوراسي بوج ٍه عام تتفرق على بُعد ‪ 400‬م‬
‫بمعنى آخر‪ ،‬يستفيد كل طائر فرد من اليقظة‬ ‫(‪)51‬‬
‫التحذير‪.‬‬ ‫ال يوجد سجالت تقريب ًا تتناول سلوك حجل فيلبي في بحثه‬ ‫فقط من المنطقة التي نشأت فيها‪ )39(.‬وفي حال كانت‬
‫حد ما‪ .‬ال يوجد منه‬
‫الجماعية التي يوفرها السرب‪.‬‬ ‫عن الغذاء‪ .‬ولكن‪ ،‬وعند األخــذ باالعتبار النظام الغذائي‬ ‫«حجل فيلبي» طائر ضخم بمنقار وردي وساقين ورديتين‬ ‫هذه الطيور غير قادرة على االنتشار بشكل أكثر فاعلية‪ ،‬من‬
‫سوى ‪ 25,000‬زوج‬ ‫ولما كــان الحجل مــن الطيور االجتماعية‪ ،‬فإنه لديه‬ ‫لجميع طيور الحجل ‪ Alectoris‬األخــرى‪ ،‬فإنه متسق على‬ ‫ويزين وجهه بين العينين رقعة باللون األســود تمتد إلى‬ ‫منطقة إلى أخرى‪ ،‬فإن كل تعداد فرعي صغير من العقعق‬
‫متكاثر في البرية‪.‬‬ ‫مجموعة واسعة من النداءات يستخدم كل منها بحسب‬ ‫نطاق واسع‪ ،‬ومن المحتمل أن يتبع حجل فيلبي حذوها‪.‬‬ ‫بــدايــة عنقه وجــنــاحــيــن رائــعــيــن ب ــأل ــوان مــتــعــددة‪ ،‬وتــعــود‬ ‫العسيري لن يكون قــادراً على تبادل المادة الوراثية‪ .‬وقد‬
‫وغالب ًا ما تقتات طيور الحجل على النباتات‪ ،‬حيث يشمل‬ ‫تسميته إلــى المستكشف وعــالــم الطبيعة البريطاني‬ ‫يـ ــؤدي ذل ــك إل ــى مــشــكــات وراث ــي ــة كــبــيــرة عــلــى مستوى‬
‫حجل فيلبي؛ عادة ما‬ ‫طعامها الــعــديــد مــن الــبــذور والــحــبــوب واألوراق والــجــذور‬ ‫جون فيلبي الذي كان يُعرف باسم الشيخ عبداهلل فيلبي‪،‬‬ ‫التعداد (مثل التر ِّدي بالتزاوج الداخلي واالنجراف الوراثي)‪،‬‬
‫يتم العثور على هذا‬ ‫وبراعم العشب والغالل وأنواع الفاكهة الصغيرة والتوت‬ ‫وقد عمل مستشاراً للمغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود‪،‬‬ ‫ما يؤدي إلى تناقص حجم التعداد بشكل أكبر‪ ،‬وبالتالي‬
‫الطائر في مناطق يصل‬
‫ارتفاعها إلى ‪ 2,000‬م‬ ‫البري‪ ،‬إلى جانب بعض الالفقاريات األرضية بشكل عرضي‬ ‫والــذي أبــدى اهتمام ًا إلــى جانب عمله السياسي‪ ،‬بحياة‬ ‫يدخل النوع في دوامة االنقراض‪ )40(.‬وقد أجريت بحوث أولية‬
‫في جبال عسير‪.‬‬ ‫(بما في ذلك البيض واليرقات)‪ .‬وقد يتغير النظام الغذائي‬ ‫الطيور أثناء رحالته االستكشافية الشهير عبر شبه الجزيرة‬ ‫في أنماط حركة طيور العقعق العسيري في عام ‪.2018‬‬
‫وفق ًا للموسم والظروف المحلية؛ فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫العربية أوائل القرن العشرين‪ ،‬بما فيها طائر الحجل‪ .‬وما‬ ‫وما زالت هناك حاجة ماسة إلى المزيد من هذه الدراسات‬
‫تهيمن بــذور العشب على النظام الغذائي خــال فترات‬ ‫يثير الدهشة‪ ،‬أن ثمة الكثير مما نعرفه عن المستكشف‬ ‫العلمية إلنقاذ هذا الطائر الثمين من االنقراض الوشيك‪،‬‬
‫هطول األمطار بغزارة‪ .‬وفي فصل الربيع‪ ،‬ينمو استهالك‬ ‫أكثر مما نعرفه عن الطائر نفسه‪ ،‬إذ ال تتوافر سجالت وافية‬ ‫إذ سيكون من المؤلم حق ًا أن نفقد أحد أروع الطيور في‬
‫اإلناث المتكاثرة من الال فقاريات‪ ،‬في حين تصبح األعشاب‬ ‫حول هذا الطائر الخجول المراوغ إلى حد ما‪.‬‬ ‫المملكة‪ ،‬بل والطائر الوحيد الذي يقتصر وجوده بالكامل‬
‫حجل فيلبي‪ :‬طائر متوطن‬
‫والبقوليات والبصيالت والجذور أكثر أهمية خالل فصول‬ ‫ـد هــذا الطائر أحــد األن ــواع الـــ ‪ 187‬التي تنتمي إلى‬
‫ـعـ ُّ‬
‫يُـ َ‬ ‫على المملكة دون سواها‪.‬‬ ‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫الشتاء القاسية‪ )43( .‬وفــي األي ــام واألســابــيــع األول ــى بعد‬ ‫عائلة الطيور التدرجية‪ ،‬والتي تشمل طائر الدراج والحجل‬
‫الفقس‪ ،‬تتغذى فراخ الحجل على الحشرات‪ ،‬لكن سرعان‬ ‫والــديــك الــرومــي والطيهوج‪ .‬وينتمي حجل فيلبي إلى‬
‫مــا يتطور نظامها الــغــذائــي وتــتــحــول إلــى تــنــاول الــبــذور‬ ‫جنس حجل الصخر ‪ Alectoris‬ال ــذي يــنــدرج تحته سبعة‬
‫والنباتات الخضراء‪ )44(.‬من ناحية أخرى‪ ،‬نادراً ما يشرب هذا‬ ‫أن ــواع (منها الحجل الــعــربــي)‪ ،‬والــتــي توجد فــي معظم‬
‫الطائر الماء‪ ،‬بما في ذلك أنواعه التي تعيش في بيئات‬ ‫أنحاء أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا‪ ،‬غير أن حجل فيلبي يُ َع ُّد‬
‫قاحلة حــارة‪ .‬وأظــهــرت الــدراســات التي أجريت على طيور‬ ‫أندرها‪ ،‬وال يوجد منه سوى ‪ 25,000‬زوج متكاثر في البرية‪.‬‬
‫الحجل التي تعيش في المناطق القاحلة‪ ،‬أو شبه القاحلة‬ ‫كما يشيع وجود هذا الطائر األخرق على نحو رائع فقط في‬
‫في الواليات المتحدة وإسبانيا وسيناء‪ ،‬أنها تحصل على‬ ‫جنوب غرب المملكة العربية السعودية واليمن‪.‬‬
‫معظم احتياجاتها من الماء من خالل المكون األخضر في‬

‫الموئل‬
‫نظامها الغذائي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإنها تشرب في الصيف فقط‪.‬‬
‫(‪ )45‬ومن المحتمل أن يكون هذا هو الحال بالنسبة لطائر‬
‫(‪)46‬‬
‫حجل فيلبي الذي لم يُشاهد من قبل وهو يشرب‪.‬‬ ‫يتوطن حجل فيلبي المملكة العربية السعودية‪ ،‬حيث‬
‫وبــالــنــظــر إل ــى نــظــامــه الــغــذائــي‪ ،‬يقضي ه ــذا الطائر‬ ‫يعيش فــي المرتفعات الجنوبية الغربية مــن الطائف‬
‫معظم وقــتــه فــي الــبــحــث عــن الــطــعــام عــلــى األرض أو‬ ‫باتجاه الجنوب إلى اليمن‪ .‬وعادة ما يتم العثور عليه في‬

‫‪273‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪272‬‬
‫ألحد من قبل‬
‫ٍ‬ ‫لم يتسن‬ ‫أنــمــاط الــريــش األسـ ــود واألح ــم ــر والــكــريــمــي تعلو ريــش‬ ‫البحث عن الغذاء ويتفحصون السماء بحث ًا عن الطائر‬ ‫ما تستدعي الظروف‪ .‬كما يستخدم نــداءات عديدة‬ ‫تُصدر طيور الحجل‬
‫دراسة سلوك تعشيش طيور‬ ‫الخلفية‪ّ ،‬‬
‫تمثل عرض ًا للرتبة االجتماعية‪ ،‬مثل الشارة على‬ ‫المفترس؛ فيتجمدون ويربضون في أماكنهم يقظين‪.‬‬ ‫للمحافظة عــلــى الــتــرابــط االجــتــمــاعــي بــيــن أعــضــاء‬ ‫نداءات مختلفة‬
‫حجل فيلبي في البرية‪.‬‬
‫ال ــزي الــعــســكــري‪ ،‬لــلــذكــور خــطــوط بــالــلــون األســـود أكثر‬ ‫ألي طائر مفترس؛ فالنداء الحلقي‬
‫وهذه استجابة مناسبة ّ‬ ‫ال عن عدد من نداءات الهيمنة‬ ‫السرب البالغين‪ ،‬فض ً‬
‫وفق ًا لما تكتشفه‬
‫س ْمك ًا من اإلنــاث‪ .‬ويزيد عرض الشريط األســود مع تقدم‬ ‫ُ‬ ‫القصير المنخفض التردد أو اتباع سلوك التجمد وعدم‬ ‫واالستسالم‪ .‬وثمة نداءات أخرى لحماية أفراد السرب‬
‫العمر وكتلة الجسم في كال الجنسين‪ .‬وتكون األشرطة‬ ‫الحركة ال يجذبان االنتباه إلى السرب‪ ،‬في حين أن وضعية‬ ‫أثناء البحث عن الغذاء؛ ففي حال انفصل أفــراد عن‬ ‫من كائنات‬
‫الجانبية مرئية في جميع األوقات‪ ،‬ولكنها تبرز بشكل خاص‬ ‫أي‬
‫الجثوم تتيح لكل طائر االندفاع بأقصى سرعة صوب ّ‬ ‫السرب‪ ،‬يمكنهم إعــادة االتصال عن طريق الوقوف‬ ‫مفترسة‪ ،‬سواء‬
‫أثناء العروض المستثيرة عندما يرفع الطائر جناحيه‪ ،‬مكون ًا‬ ‫غطاء قريب في حال انقض الطائر الجارح نحو السرب‪.‬‬ ‫تجمع»‬
‫في وضع مستقيم ومد أعناقهم وإطالق «نداء ّ‬ ‫كانت برية أم طائرة‪،‬‬
‫خطوط ًا باللون األسود رأسية شبه موصولة‪ .‬أما في حال‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬عندما يكتشف طائر الحجل خالل بحثه‬ ‫عال ونبر ٍة حادة‪ ،‬يعيد جمع أعضاء السرب مرة‬
‫بصوت ٍ‬
‫ٍ‬
‫ويستجيب أعضاء‬
‫الطيور األضعف‪ ،‬فتكون الخطوط غير ملونة بالكامل‪ ،‬ما‬ ‫عن الغذاء‪ ،‬حيوانات برية مفترسة (مثل الثعلب األحمر)‪،‬‬ ‫أخرى بسرعة‪ .‬كما أن لدى حجل فيلبي أيض ًا‪ ،‬مجموعة‬
‫(‪)54‬‬
‫يؤدي إلى عدم اتساقها عند حافة الجناحين‪.‬‬ ‫فإنه في هذه الحال‪ ،‬يكون تصرفه مغايراً تمام ًا؛ فهو يصدر‬ ‫مــن «ال ــن ــداءات العائلية» الــتــي تُستخدم فقط بين‬ ‫السرب بما يتوافق‬
‫المشوقة‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬ ‫وبالعودة إلى استعراضات طائر الحجل‬ ‫نداء جوهري ًا عالي التردد‪ ،‬مراراً وتكراراً‪ .‬ويستجيب أعضاء‬
‫ً‬ ‫ال‪ ،‬تطلق أنثى حجل الصخر‬ ‫الوالدين وفراخهم‪ .‬فمث ً‬ ‫وهذه النداءات‬
‫أكثرها شيوع ًا هــو ذلــك الــعــرض الــعــدوانــي الــذي يعمد‬ ‫السرب بشكل مختلف لهذا الــنــداء‪ ،‬ولكونهم يقظين‬ ‫(‪ )A. graeca‬نغمات أحادية المقطع عند البحث عن‬ ‫المختلفة‪.‬‬
‫إليه ذكــور حجل الصخر تجاه الــذكــور البالغين اآلخــريــن‪،‬‬ ‫يبحثون عن الحيوان‪ ،‬ثم يفرون بحث ًا عن مخبأ‪ .‬ومرة أخرى‪،‬‬ ‫الغذاء مع فراخها‪ ،‬وتجيبها األخيرة بنغمات مطمئنة‬
‫فض ً‬
‫ال عــن اإلن ــاث والــفــراخ كــذلــك‪ .‬ويــحــدث هــذا على مــدار‬ ‫فعل معقول في مواجهة المفترس البري‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يُ َع ُّد هذا ر َّد‬ ‫عندما ال تكون في خطر‪ .‬وتستطيع األم توجيه الفراخ‬
‫الــعــام‪ ،‬ولكنه يشيع فــي أواخ ــر فصلي الــشــتــاء والربيع‬ ‫فــالــنــداءات التحذيرية المتكررة ال تشير إلــى أن التهديد‬ ‫إلى مصدر غذائي جديد عن طريق تصعيد حدة هذه‬
‫عندما تحاول الذكور المهيمنة التأكيد على سيطرتها‬ ‫وشيك فحسب (عادة ما يتم اكتشاف المفترسات البرية‬ ‫النغمات إلى عبارات محددة‪ .‬ويختلف العدد الدقيق‬
‫استعداداً للتكاثر‪ .‬ويتألف العرض من وقــوف الذكر في‬ ‫عندما تكون أقرب إلى السرب وربما تكون قد رأت الطيور‬ ‫لــلــنــداءات بين األن ــواع‪ ،‬ولكن فــي حــال طائر الحجل‬
‫وضع مستقيم على بُعد ال يزيد على ‪ 3‬أمتار من طائر آخر‪،‬‬ ‫بالفعل)‪ ،‬بل تعمل أيض ًا على إبالغ المفترس بأنه قد تم‬ ‫شديد الشبه بطائر حجل فيلبي‪ ،‬حــدد العلماء ما ال‬
‫ثم يدور جانب ًا بحيث يكون جانب الجسم في زاوية قائمة‬ ‫كشفه؛ فلربما غادر أيض ًا‪ .‬ويمكن أال تربض الطيور وتتجمد‬ ‫ً (‪)52‬‬
‫نداء متم ّيزا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقل عن ‪18‬‬
‫من منافسه بحيث يكون رأسه ورقبته مائلين مع سحب‬ ‫ـداء تحذيري ًا بوجود مفترس‬
‫في أماكنها عندما تسمع نـ ً‬ ‫بعض الــنــداءات التي يطلقها حجل الصخر عبارة‬
‫الجناحين‪ ،‬وبهذا تبرز أشرطة الجناحين بشكل عمودي‪.‬‬ ‫بري‪ ،‬وتفر بحياتها بد ًال من ذلك‪.‬‬
‫(‪)53‬‬
‫عن نداءات تحذير‪ .‬وقد أثبتت التجارب أن طيور الحجل‬
‫ويبقى الريش في أشرطة الجناحين قائم ًا قلي ً‬
‫ال لعرضهما‬ ‫كما تنخرط طيور الحجل أيض ًا‪ ،‬في مجموعة واسعة‬ ‫تُصدر نداءات مختلفة أثناء البحث عن الغذاء‪ ،‬وفق ًا لما‬
‫وحتى الوقت الــراهــن‪ ،‬فــإن األدوار األبوية لطيور حجل‬ ‫بالكامل قدر اإلمكان‪.‬‬ ‫مــن الــعــروض المرئية أثــنــاء البحث عــن الــغــذاء‪ ،‬والكثير‬ ‫تكتشفه من حيوان بري أو طائر مفترس‪ ،‬ويستجيب‬
‫فيلبي ال ت ــزال غــيــر مــعــروفــة إل ــى حــ ٍد كــبــيــر‪ .‬فــفــي بعض‬ ‫أحيان ًا؛ يذهب الطائر المستعرِض في دائرة حول الطائر‬ ‫منها يــهــدف إلــى إثــبــات الهيمنة داخ ــل الــســرب‪ .‬وبوجه‬ ‫أعضاء السرب بما يتوافق وهذه النداءات المختلفة‪.‬‬
‫األنــواع تبني األنثى العش‪ ،‬بينما تبنيه الذكور في أنواع‬ ‫المستهدف لمزيد من بسط الهيمنة‪ .‬ويستجيب الطائر‬ ‫عام‪ ،‬تتضمن هذه العروض الخطوط الجميلة المتعددة‬ ‫فمث ً‬
‫ال‪ ،‬عندما يرى الحجل طائراً مفترس ًا (مثل الحوام)‬
‫أخـ ــرى‪ ،‬وف ــي أنـ ــواع أخ ــرى ثــالــثــة‪ ،‬يتقاسم ه ــذه المهمة‬ ‫ـادة بمجموعة من السلوكيات التي تنم‬‫المستهدف عـ ً‬ ‫األل ــوان‪ ،‬أو «أشــرطــة الجناح» المرئية على جانبي جسم‬ ‫نداء حلقي ًا قصيراً‬
‫ً‬ ‫أثناء البحث عن الغذاء‪ ،‬فإنه يطلق‬
‫كال الوالدين‪ .‬وقد تم اكتشاف اثنين فقط من أعشاش‬ ‫عــن الخضوع ‪ -‬كثير منها ينطوي على إخــفــاء أشرطة‬ ‫الطائر‪ .‬هــذه األشرطة الزاهية المؤلفة من سلسلة من‬ ‫منخفض التردد‪ .‬وسرعان ما يتوقف أعضاء السرب عن‬
‫حجل فيلبي‪ ،‬لكن لسوء الحظ‪ ،‬لم يتم وصفهما قط‪.‬‬ ‫الجناحين ‪ -‬بما في ذلــك رفرفة الجناحين والجثوم‪ ،‬ثم‬
‫(‪)55‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬إال أنه يرجح أن تشبه أعشاشه تلك‬ ‫ويتجلى هذا السلوك بشكل أكبر مع اقتراب‬ ‫الهرب‪.‬‬ ‫حجل فيلبي؛ تتميز ذكور الحجل‬
‫الخاصة بأنواع طيور الحجل األخرى التي تقوم بحفر حفرة‬ ‫موسم التكاثر‪ ،‬مــا يــؤدي إلــى انهيار أس ــراب البحث عن‬ ‫بخطوطها باللون األسود‪ ،‬وهي‬
‫ً‬
‫سمكا من اإلناث‪ .‬وتصبح‬ ‫أكثر‬
‫ضحلة خفيفة التبطين في األرض أسفل شجرة منخفضة‪،‬‬ ‫الــغــذاء الشتوية بينما تبدأ األزواج البالغة فــي التكون‬ ‫الخطوط أوسع حسب العمر‬
‫أو إلــى ج ــوار صــخــرة‪ .‬وال يخفى على أح ــد‪ ،‬أن األعــشــاش‬ ‫ثم التكاثر‪.‬‬ ‫وكتلة الجسم‪.‬‬

‫األرضية تكون معرّضة بشكل كبير لخطر االفتراس‪ ،‬لذلك‬

‫سلوك التكاثر‬
‫يُ َع ُّد اختيار موقع العش عنصراً مهم ًا لنجاح التكاثر‪ .‬فمث ً‬
‫ال‪،‬‬
‫تميل أعــشــاش الحجل األحــمــر الــرجــل (‪)Alectoris rufa‬‬
‫الموجودة ضمن نباتات األرض الطويلة إلــى أن تكون‬ ‫قليلة هي المعلومات التي تتناول سلوك طائر حجل‬ ‫تُ َع ُّد الخطوط‬
‫(‪)56‬‬
‫أكثر أمان ًا من غيرها‪.‬‬ ‫فــيــلــبــي ف ــي مــوســم الــتــكــاثــر‪ ،‬سـ ــواء م ــا يــتــعــلــق بــاخــتــيــار‬ ‫متعددة األلوان‬
‫ويــراوح حجم الحَ ضنة في جميع األنــواع المدروسة من‬ ‫الشريك‪ ،‬أو سلوك الــتــو ّدد أو حتى المكان (نستعرض‬ ‫على الجناحين‬
‫عادة من ‪ 7‬حتى ‪ 20‬بيضة‪ ،‬ما لم تضع أنثى‬
‫ً‬ ‫طيور الحجل‬ ‫أدناه ماهية أو سلوك التكاثر لدى الحجل العربي)‪ .‬لكن‬
‫التي تصبح بارزة‬
‫ثانية بيوضها في العش نفسه‪ ،‬ما ينتج عنه أكثر من ‪30‬‬ ‫أنواع أخرى من طيور الحجل تعمد‬
‫ٍ‬ ‫ما نعلمه أن الذكور في‬
‫بيضة في عش واحد‪ .‬وفي عشي حجل فيلبي اللذين تم‬ ‫إلى نداءات متكررة في مناطقها‪ ،‬وتطرد الذكور اآلخرين‪،‬‬ ‫بشكل خاص‬
‫تم اكتشاف اثنين‬ ‫تسجيلهما حتى اآلن‪ ،‬تم العثور على ‪ 8‬و‪ 10‬بيوض‪ ،‬على‬ ‫وتــؤدي عروض ًا مرئية وصوتية لجذب اإلنــاث‪ ،‬وأن الذكور‬ ‫أثناء العروض‪،‬‬
‫فقط من أعشاش‬ ‫التوالي‪ ،‬في حين يراوح حجم الحضنة الطبيعي في األسر‬ ‫الذين كانوا األكثر هيمنة خالل فصل الشتاء تذهب إلى‬ ‫مؤشراً على الرتبة‬
‫حجل فيلبي‪ ،‬ولم‬ ‫بين ‪ 8 - 5‬بيوض‪ .‬ويكون البيض ذا لون أبيض مائل إلى‬ ‫الحصول على أكبر المناطق وأفضلها‪ .‬وغالب ًا ما تتألف‬
‫االجتماعية‪ ،‬شأنها‬
‫األصفر البرتقالي الفاتح‪ ،‬مع بقع أو لطخات بنفسجية أو‬ ‫األزواج من ذكــر واحــد وأنثى واحــدة‪ ،‬غير أنــه تم اإلبــاغ عن‬
‫يسبق ألح ٍد مراقبة‬ ‫شأن األشرطة‬
‫بنية متناثرة‪ )57(.‬وفي جميع أنــواع الحجل األخــرى‪ ،‬يُوضع‬ ‫حاالت من تعدد الزوجات بالنسبة لمعظم أنواع الحجل‪،‬‬
‫سلوك تعشيشه‬ ‫البيض على فترات ما بين ‪ 24‬و‪ 48‬ساعة‪ ،‬حيث تبدأ األنثى‬ ‫وبــالــتــالــي‪ ،‬قــد يتشابه ســلــوك حجل فيلبي مــع سلوك‬ ‫الموجودة على‬
‫في البرية‪.‬‬ ‫في حضن البيض بمجرد وضع البيضة األخيرة‪ ،‬ما يضمن‬ ‫الطيور األخرى‪.‬‬ ‫الزي العسكري‪.‬‬

‫‪275‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪2 74‬‬
‫يمكن العثور على الحجل العربي‬ ‫حالته بالمملكة‬ ‫فقس البيض كله بشكل شبه متزامن‪ )58(.‬يُذكر أن فترة‬ ‫قد يبني الزوج‬
‫بعيد المنال في الغرب إلى‬
‫يُ َق َّدر تعداد طيور حجل فيلبي العالمي بنحو ‪ 25,000‬زوج‪،‬‬ ‫حضانة طائر حجل فيلبي في البرية غير معروفة‪ ،‬ولكن‬ ‫الواحد من حجل‬
‫الجنوب من محافظة العال‪.‬‬
‫حيث يتكاثر ما يصل إلى ‪ %60‬منها في المملكة العربية‬ ‫يفقس البيض بعد مــا يــقــرب مــن ‪ 22‬إلــى ‪ 26‬يــومـ ًا في‬
‫فيلبي عشين‬
‫السعودية سنوي ًا (انظر الجدول ‪ .)1‬وفي سياق ما ُذكر أعاله‪،‬‬ ‫أنواع أخرى من طيور الحجل‪ )59(،‬فيما تفقس بيوض حجل‬
‫يُ َع ُّد طائر حجل فيلبي أقــل أنــواع طيور الحجل وفــرة في‬ ‫فيلبي بعد ‪ 25‬يــومـ ًا فــي الحاضنات االصطناعية التي‬ ‫منفصلين‪ ،‬حيث‬
‫العالم‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬إال أنه ال يزال يتمتع بنطاق‬ ‫تحويها منشأة اإلكثار باألسر التابعة للهيئة السعودية‬ ‫تضع األنثى حضنة‬
‫(‪)60‬‬
‫وجــود كبير‪ ،‬وقــد صنفه االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‬ ‫للحياة الفطرية في الطائف‪.‬‬ ‫واحدة في كل‬
‫رسمي ًا ضمن فئة األنــواع غير المهددة لما كان يوجد منه‬ ‫لم يسبق ألحد دراسة سلوك تعشيش طائر حجل فيلبي‬
‫منهما يفصل‬
‫ما يزيد على ‪ 10,000‬طائر بالغ‪ )63(.‬على نحو متصل‪َ ،‬ف َق َد‬ ‫في الحياة البرية‪ ،‬لذلك ثمة معلومات غير متوافرة حول‬
‫هــذا الطائر الكثير مــن موائله الطبيعية بسبب التطور‬ ‫الذكر تفيد بمساعدته لألنثى في العش (كما يحدث مع‬ ‫بينهما أسبوع‬
‫العمراني والتنمية الترفيهية فــي العقدين أو العقود‬ ‫بعض أنواع الحجل األخرى)‪ .‬بشكل عام‪ ،‬في طيور الحجل‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬ثم تحتضن‬
‫(‪)64‬‬
‫لكن‪ ،‬وفي‬ ‫الثالثة األخيرة‪ ،‬ما يرجح تأثره بهذه العوامل‪.‬‬ ‫األخرى‪ ،‬يحتضن األبوان الفراخ الحديثة الفقس في العش‬ ‫األنثى إحدى‬
‫ـل عــدم وجــود دليل واضــح على تناقص تــعــداده‪ ،‬فقد‬ ‫ظـ ّ‬ ‫لبضعة أيــام‪ ،‬ثم تصبح قــادرة على الطيران لكن بشكل‬
‫الحضنتين فيما‬
‫صنف االتحاد الدولي لحماية الطبيعة حجل فيلبي على‬ ‫ضعيف بعد نحو ‪ 12 - 7‬يوم ًا وتصل في النهاية إلى حجم‬
‫(‪)65‬‬
‫أنه طائر مستقر‪.‬‬ ‫الطيور البالغة بعد ‪ 50‬و‪ 120‬يوم ًا من العمر‪ .‬ثم ما تلبث‬ ‫يحتضن الذكر‬
‫أن تصل الفراخ إلى مرحلة النضج الجنسي خالل عام واحد‬ ‫األخرى‪.‬‬
‫حجل عربي‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬وتصل إلى ذروة الخصوبة في السنة الثانية من‬
‫في بداية موسم‬
‫‪Alectoris melanocephala‬‬ ‫عمرها (وضــع عــدد أكبر من البيض الكبير الحجم يحقق‬
‫(‪)61‬‬
‫التكاثر‪ ،‬تحاول‬ ‫نسب نجاح أكبر في الفقس)‪.‬‬
‫يعيش فــي المملكة الــعــربــيــة الــســعــوديــة نــوعــان من‬ ‫ومن المثير لالهتمام‪ ،‬أن جميع األنواع األربعة من طيور‬
‫الذكور جذب اإلناث‬
‫الحجل‪ ،‬وهما متوطنان يتكاثران ضمن حــدودهــا‪ ،‬حجل‬ ‫ـم من الــدراســات تشير إلى‬
‫الحجل التي حظيت بأكبر كـ ٍّ‬
‫من خالل «الرقص»‬ ‫فيلبي والحجل العربي‪ .‬وهذان النوعان متمايزان بشكل‬ ‫وجود نظام تزاوج استثنائي «التعشيش المزدوج»‪ ،‬يمكن‬
‫حولها‪ ،‬ثم يتوقف‬ ‫(‪)66‬‬
‫واضح وال يتزاوجان‪ .‬ويُ َع ُّد الحجل العربي أكثرها وفرة‪،‬‬ ‫أن يــحــدث أيــض ـ ًا لــدى الحجل الــعــربــي‪ .‬وفــي التعشيش‬

‫هذا االستعراض‬ ‫وأحد الطيور األوسع انتشاراً فيها‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬ ‫الــمــزدوج‪ ،‬تضع األنــثــى حضنتين يفصل بينهما أسبوع‬
‫إال أنه ال يُعرف سوى القليل عن أسلوبه في البحث عن‬ ‫واحــد‪ .‬وتحتضن األنثى إحــدى الحضنتين‪ ،‬بينما يحتضن‬
‫لدى تشكل األزواج‪.‬‬
‫الغذاء وسلوكه في التكاثر‪ .‬لكن ولحسن الحظ‪ ،‬فقد‬ ‫الذكر األخرى‪ .‬ويشيع هذا السلوك الذي تم توثيقه بشكل‬
‫في ذلك البذور وأوراق النباتات واألعشاب وبراعم الطلح‬ ‫العثور عليه فــي المناطق التي تتساقط فيها األمطار‬ ‫تمت دراس ــة أن ــواع أخــرى مــن طيور الحجل بشكل جيد‪،‬‬ ‫أفــضــل فــي الــحــجــل األحــمــر ال ــرج ــل‪ ،‬فــي الــمــواســم ذات‬
‫والحبوب (الشعير والقمح) والبصيالت والبراعم واألزهار‪،‬‬ ‫بكثرة‪ ،‬حيث تتوافر المياه‪ ،‬بما في ذلك المناطق القاحلة‬ ‫ويمكن أن نسترشد بها في معرفة السلوك المحتمل‬ ‫اإلنتاجية العالية (حينما كان ‪ %50‬من الذكور يحتضنون‬
‫وعــدد محدود من الــافقاريات‪ .‬ويحصل هــذا الطائر على‬ ‫أيــض ـ ًا‪ .‬وضمن هــذه المجموعة الــواســعــة مــن الموائل‪،‬‬ ‫لهذا الطائر المتوطن الجميل الذي يُ َع ُّد أكبر عضو ضمن‬ ‫حضنة) وأقل شيوع ًا‪ ،‬أو غائب ًا خالل المواسم الجافة‪ .‬أحد‬
‫غــذائــه مــن األرض أو الغطاء النباتي المنخفض‪ ،‬على‬ ‫يبدو أن الحجل العربي يفضل المناطق الصخرية التي‬ ‫جنس الحجل ‪ ، Alectoris‬ضمن عائلة التدرجيات (وتشمل‬ ‫التفسيرات المحتملة لــهــذا السلوك المدهش هــو أن‬
‫الرغم من أنه قد يتسلق في بعض األحيان الشجيرات أو‬ ‫تغطيها نسبة معينة مــن الصخور والــحــجــارة والنباتات‬ ‫طيور الــدراج والحجل والديك الرومي والطيهوج)‪ ،‬وهو‬ ‫اإلنــاث لديهن القدرة الفسيولوجية على وضع حضنات‬
‫األشجار ليتغذى‪ .‬وهو ينشط في الصباح والمساء‪ ،‬بينما‬ ‫وعلى النقيض من حجل فيلبي‪،‬‬ ‫(‪)67‬‬
‫واألشجار والشجيرات‪.‬‬ ‫يــوجــد على طــول المناطق المحيطة بــغــرب المملكة‬ ‫أكبر في سنوات الربيع الممطرة‪ ،‬وبــد ًال من «وضــع كل‬
‫(‪)70‬‬
‫يقضي معظم وقته جاثم ًا على األشجار العالية‪.‬‬ ‫فإنه يشرب بانتظام في حال كانت المياه متوافرة‪ ،‬لكن‬ ‫العربية السعودية وفي اليمن وسلطنة ُعمان‪.‬‬ ‫البيض في سلة واحدة»‪ ،‬فإنها تقسم بيوضها في عشين‬ ‫الحجل العربي‪ :‬طائر متوطن‬
‫ـادة ما يبحث الحجل العربي عن الغذاء في أســراب‬ ‫عـ ً‬ ‫توزيعه ال يقتصر على المناطق التي تكثر فيها المياه‪.‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫تحسب ًا لخراب أحدهما بفعل أحد الكائنات المفترسة‪.‬‬ ‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫الموئل‬
‫تتضمن ‪ 15‬طــائــراً (عــلــى الــرغــم مــن اإلبـ ــاغ عــن أس ــراب‬ ‫فنجده على سبيل المثال‪ ،‬في مناطق تفتقر إلى المياه‬
‫وأثناء بحثها عن الغذاء‬ ‫تضم ما يزيد على ‪ 27‬طائراً)‪.‬‬
‫(‪)71‬‬
‫السطحية لفترات كبيرة من السنة في األجزاء الشمالية‬
‫تواصل‬
‫ٍ‬ ‫تحافظ األســراب على تجمعها بواسطة نــداءات‬ ‫من نطاق وجوده‪ )68(.‬ويتضح أنه مثل أنواع طيور الحجل‬ ‫ينتشر الحجل العربي فــي المحافظات الغربية ضمن‬
‫متكررة تُ َع ُّد األعلى واألشــد حــدة في أوســاط أنــواع طيور‬ ‫األخ ــرى ‪ ،Alectoris partridges‬يمكنه الــحــصــول على‬ ‫دائرة عرض ‪ ˚26‬شما ًال (بين الوجه والعال‪ ،‬شمال المدينة‬
‫الحجل عموم ًا‪ )72(.‬وفي الواقع‪ ،‬يستطيع الحجل العربي‬ ‫كميات كافية من الماء من نظامه الغذائي‪ )69(.‬وبشكل‬ ‫الــمــنــورة) إل ــى الــيــمــن جــنــوب ـ ًا‪ ،‬وهــكــذا يتضح أن الحجل‬
‫‪ -‬مثل جميع أنــواع طيور الحجل األخــرى ‪ -‬أداء مجموعة‬ ‫ـد الحجل العربي مــن األن ــواع المستقرة‪ ،‬على‬
‫ـعـ ُّ‬
‫عــام‪ ،‬يُـ َ‬ ‫الــعــربــي يــوجــد فــي نــطــاق أوس ــع بكثير مــن مــوائــل طائر‬
‫كبيرة ومتنوعة من األلحان والعروض التي تُستخدم في‬ ‫الرغم من أنه قد يضطر إلى تغيير مناطق انتشاره ليتفادى‬ ‫أي ارتفاع (من‬
‫حجل فيلبي‪ ،‬إذ يمكن العثور عليه ضمن ّ‬
‫سياقات محددة (اقرأ عن حجل فيلبي)‪.‬‬ ‫سوء األحوال الجوية أو في حال نقص الغذاء‪.‬‬ ‫مستوى سطح البحر تقريب ًا إلى أعلى قمة في المملكة)‪،‬‬
‫أي بيئة طبيعية تقريب ًا (بما في ذلك مناطق الحجارة‬
‫وفي ّ‬

‫سلوك التكاثر‬ ‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫الجيرية والرملية والــجــرانــيــت وال ــحـ ـرّات)‪ ،‬وفــي مجموعة‬
‫متنوعة واسعة من الموائل (من األراضــي ذات شجيرات‬
‫رغــم نــدرة المعلومات حــول سلوك الحجل العربي في‬ ‫يتبع الحجل العربي نظام ًا غــذائــيـ ًا يغلب عليه الطابع‬ ‫الطلح وغابات العرعر المرتفعة إلى المدرجات المزروعة)‪،‬‬
‫التكاثر‪ ،‬إال أن أنواع الحجل األخرى كانت موضوع ًا لبعض‬ ‫النباتي الذي يميز جميع أنواع طيور الحجل األخرى‪ .‬وقد تم‬ ‫ال عن التضاريس المختلفة (بما فيها التالل والجبال‬‫فض ً‬
‫أهــم الــدراســات ت ــدور حــول اخــتــيــار الــشــريــك لــدى الطيور‪.‬‬ ‫تسجيله يقتات على مجموعة مختلفة من النباتات‪ ،‬بما‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن‬ ‫والسهول المرتفعة والوديان)‪.‬‬

‫‪277‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪276‬‬
‫مــن الــحــصــول على أل ــوان أكــثــر احــمــراراً وأكــثــر إشراق ًا‪.‬‬
‫(‪)78‬‬
‫االجتماعية نسبي ًا داخ ــل الــســرب‪ .‬وقــد تشير األنــثــى إلى‬ ‫لحسن الــحــظ‪ ،‬يمكن االستعانة بعديد مــن نتائج هذه‬ ‫تنجذب اإلناث إلى‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تُ َع ُّد أشباه الكاروتين أيض ًا من مضادات‬ ‫ً‬ ‫موافقتها على الذكر بعدم ترك الرقصة‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫الــدراســات في تسليط الضوء على سلوك التكاثر لدى‬ ‫الذكور التي يكثر‬
‫(‪)79‬‬
‫ولــذلــك‪ ،‬فإن‬ ‫األكــســدة ومــن الــمــواد المعززة للمناعة‪.‬‬ ‫هذه العملية‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني التزاوج قد تم‪ .‬وبمجرد‬ ‫كل من الحجل العربي وحجل فيلبي‪.‬‬
‫الــخــطــوط الــحــمــراء الــزاهــيــة ليست دلــي ـ ً‬ ‫(‪)74‬‬
‫لديها اللون األحمر‬
‫ا على أن ذكــور‬ ‫تشكيل األزواج‪ ،‬يتوقف الرقص‪.‬‬ ‫مــــع اق ـ ــت ـ ــراب مـ ــوسـ ــم ال ــت ــك ــاث ــر‪ ،‬تــــــــزداد مــســتــويــات‬
‫الحجل األفضل عند البحث عن الغذاء فحسب‪ ،‬وإنما تتميز‬ ‫لــكــن‪ ،‬مــا المعايير الــتــي ت ّتبعها األنــثــى فــي تقييمها‬ ‫التستوستيرون عند الذكور‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى سلوك‬ ‫حول منقارها‬
‫ً‬
‫صحة وتتمتع بجهاز مناعي قوي‪ ،‬ومن‬ ‫أيض ًا بكونها أكثر‬ ‫للذكر خالل هذه العروض؟ أظهرت التجارب التي أجريت‬ ‫ال ــت ــو ّدد وتــســابــق ال ــذك ــور والــنــزعــة إل ــى الــســيــطــرة على‬ ‫وحلقتي عينيها‬
‫أي شريك محتمل‪.‬‬
‫الواضح أنها صفات يرغب بها ّ‬ ‫في أنواع أخرى من طيور الحجل‪ ،‬أن اإلناث يفضلن التزاوج‬ ‫المناطق‪ ،‬وكلها تنطوي على مجموعة من النشاطات‬ ‫وساقيها‪ ،‬وهي‬
‫ويتغير مقدار اللون األحمر في المنقار وحــول حلقتي‬ ‫مع الذكور األكبر حجم ًا واألكثر سيطرة‪ )75( .‬وتشير الدالئل‬ ‫الصوتية محددة والعروض المرئية بطقوسها المعروفة‪،‬‬
‫عالمات على‬
‫العينين على مــدار السنة‪ ،‬وتصبح أكثر شــدة مع اقتراب‬ ‫إلى أنه من المحتمل أن تكون هذه هي الحال في الحجل‬ ‫فتصدر الذكور أصوات ًا صاخبة‪ ،‬خاصة عند شروق الشمس‬
‫موسم التكاثر‪ ،‬وذلك ألن هرمون التستوستيرون (الذي‬ ‫العربي كذلك‪ ،‬إذ إن ذكــور الحجل العربي أثقل بنسبة‬ ‫وغروبها‪ ،‬حيث تصدح من بين الصخور الــبــارزة‪ ،‬وتبدأ في‬ ‫الجودة والصحة‬
‫يرتفع فــي بــدايــة مــوســم التكاثر) يــعــزز امتصاص أشباه‬ ‫‪ %40‬تقريب ًا من اإلناث‪ )76(،‬ما يجعلها أكبر حجم ًا في جميع‬ ‫(‪)73‬‬
‫مطاردة الذكور اآلخرين حول التالل لتأكيد هيمنتها‪.‬‬ ‫الفردية‪.‬‬
‫(‪)80‬‬
‫الكاروتين ويحشد األصباغ الحمراء إلى مواضع الزينة‪.‬‬ ‫أنواع الحجل‪ ،‬ما ينجم عنه تفضيل اإلناث الشديد للذكور‬ ‫وتــحــاول ذك ــور الــحــجــل ‪ Alectoris partridges‬جــذب‬
‫عـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬تختلف شــدة اللون األحمر ضمن أفــراد‬ ‫األكبر حجم ًا‪ .‬وعــادة ما يرتبط هذا المستوى العالي من‬ ‫اإلنــاث من خــال «الــرقــص» حولها‪ .‬فيرقص الذكر بسرعة‬
‫الطيور وفق ًا لنظامها الغذائي‪ ،‬أو حالتها الصحية‪ .‬فعلى‬ ‫اختالف الحجم بالشكل داخل النوع‪ ،‬بنظام تعدد الزوجات‬ ‫في دائرة يراوح قطرها من ‪ 5‬إلى ‪ 10‬أمتار‪ ،‬أو شكل الرقم‬
‫سبيل المثال‪ ،‬الطيور التي فقدت وزنها مــؤخــراً بسبب‬ ‫ما يدل على أن ذكور الحجل العربي العالية‬ ‫(‪)77‬‬
‫من اإلناث‪،‬‬ ‫(‪ ،)8‬حيث يمد رقبته إلى األمام مع اإلبقاء على جسمه في‬
‫حجل عربي صغير بمزرعة في‬
‫الجوع يكون اللون األحمر أقل في المنقار وحول حلقتي‬ ‫الجودة قد تتزاوج مع إناث عدة‪.‬‬ ‫وضع أفقي‪ ،‬ويرفع ذيله حتى يصبح موازي ًا لألرض‪ ،‬مع نشر‬
‫األراضي المنخفضة بمنطقة‬
‫أي عش‬
‫عسير‪ .‬ولم ُيكتشف ّ‬ ‫العينين‪ )81(.‬وتُ َع ُّد حلقتا العينين ‪ -‬بشكل خاص ‪ -‬شديدة‬ ‫وتنجذب اإلناث إلى الذكور التي يكثر لديها اللون األحمر‬ ‫جناحيه بطريقة تبرز خطوطه الجميلة (تُ َع ُّد هذه الخطوط‬
‫للحجل العربي في البرية‪.‬‬
‫الحساسية تــجــاه الــنــظــام الــغــذائــي‪ ،‬حيث تفقد اللون‬ ‫حول المنقار وحلقتي العينين والساقين‪ ،‬وهي إشــارات‬ ‫الجانبية إشارة إلى المكانة؛ اقرأ النص حول حجل فيلبي)‪.‬‬
‫كما أن الطيور‬ ‫(‪)82‬‬
‫األحمر بعد بضعة أيام فقط من الجوع‪.‬‬ ‫على الجودة والصحة لدى طيور الحجل‪ .‬وذلك ألن الطيور‬ ‫ويمكن أيض ًا أن ينفش ريشه‪ ،‬خاصة حول رأسه ومؤخرة‬
‫على الرغم من‬ ‫نباتي أرض ــي كثيف‪ ،‬أو أســفــل صــخــرة‪ .‬وتــقــع مسؤولية‬ ‫المصابة بالطفيليات المعوية‪ ،‬أو غيرها من األمراض تظهر‬ ‫تفتقر إلى اآللية الفسيولوجية الالزمة لتكوين األصباغ‬ ‫جــســده‪ ،‬لــزيــادة حجمه‪ .‬ويتوقف الطائر لبرهة على بُعد‬

‫التعداد العالمي‬ ‫اختيار موقع العش وبنائه على عاتق الــذكــر‪ ،‬أو األنثى‪،‬‬ ‫أيض ًا لون ًا أحمر أقل في المنقار وحول حلقتي العينين ألن‬ ‫(تسمى أشباه الكاروتين) الالزمة إلنتاج الريش األحمر‪ ،‬بل‬ ‫مترٍ واحد أمام األنثى إلبــراز األشرطة السوداء على جانب‬
‫أو كليهما مع ًا‪ .‬من ناحية أخــرى‪ ،‬فــإن حجم الحضنة غير‬ ‫(‪)83‬‬
‫أشباه الكاروتين تكون قد أعيد توجيهها لمحاربة العدوى‪.‬‬ ‫يتحتم عليها هضم أشباه الكاروتين عبر نظامها الغذائي‪،‬‬ ‫جسمه ثم يستأنف الرقص‪ ،‬ولكن في االتجاه المعاكس‬
‫لطيور الحجل‬
‫معروف‪ ،‬غير أنه من المرجح أن يراوح بين ‪ 20 - 7‬بيضة‪ ،‬مع‬ ‫هر الطيور التي تمر بإجهاد فسيولوجي (مع‬ ‫وبالمثل‪ ،‬تُظ ِ‬ ‫وتحويلها إلى شكل صالح لالستخدام‪ ،‬ثم إعادة توزيعها‬ ‫هذه المرة‪ .‬ويستمر الذكر في التبختر هكذا لدقائق عدة‪،‬‬
‫العربي البالغ‬ ‫وجــود حضنات كبيرة استثنائية نتيجة لوضع بيض من‬ ‫(‪)84‬‬
‫ارتفاع مستويات الكورتيكوستيرون) حمرة أقل‪.‬‬ ‫على أجــزاء معينة من الجسم‪ ،‬حيث تُعرض في مواضع‬ ‫حتى تجري األنــثــى‪ ،‬أو تطير بعيداً‪ ،‬أو حتى يتطفل ذكر‬
‫‪ 400,000‬زوج متكاثر‬ ‫أنثى ثانية‪ .‬ويوضع البيض على فترات تمتد من يوم إلى‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬أظهرت التجارب أن كال من ذكور وإناث‬
‫ً‬ ‫الزينة حمراء اللون‪ .‬والطيور التي تجيد البحث عن الغذاء‬ ‫آخر‪ .‬وهنا‪ ،‬إما يتصرف الذكر الذي يرقص بشكل عدواني‪،‬‬
‫يومين‪ ،‬وتبدأ الحضانة بمجرد وضع البيض كام ً‬
‫سنوي ًا (يوجد منها‬ ‫ال‪ ،‬ما يؤدي‬ ‫الحجل تفضل التزاوج باألفراد التي يشتد اللون األحمر في‬ ‫باستمرار تهضم المزيد من أشباه الكاروتين‪ ،‬ما يمكنها‬ ‫أو يــخــضــع لــلــذكــر الــدخــيــل‪ ،‬وهـ ــذا يــتــوقــف عــلــى مكانته‬
‫(‪)87‬‬
‫ويستغرق بيض‬ ‫إلى خروج الفراخ كافة بشكل متزامن‪.‬‬ ‫مواضع زينتها‪ .‬فتتزاوج اإلناث ذات المناقير وحلقات األعين‬
‫‪ 150,000‬زوج في‬
‫الحجل العربي األملس ذي اللون األبيض في الحاضنات‬ ‫شــديــدة الــحــمــرة مــع مثيالتها مــن الــذكــور ‪ -‬فــي عملية‬
‫الحجل العربي‪ .‬في طيور الحجل‪ ،‬تميل الذكور األغمق‬
‫المملكة)‪ ،‬فإنه لم‬ ‫االصــطــنــاعــيــة (ألغ ـ ــراض اإلك ــث ــار ب ــاألس ــر) ‪ 25‬ي ــومــ ًا حتى‬ ‫تعرف باسم التزاوج بحسب التصنيف‪ )85(.‬ووجد الباحثون‬ ‫حمرة في المنقار والعين والساقين إلى أن تكون‬
‫يُعثر على عش واحد‬ ‫يفقس‪ )88(،‬وهو ما يقرب من متوسط طيور الحجل األخرى‬ ‫طيور الحجل قــادرة على تقييم جــودة األزواج المحتملة‬ ‫ً‬
‫حظا في نجاح التكاثر‪.‬‬ ‫أعلى جودة وأوفر‬

‫خاص بها في البرية‪.‬‬ ‫في البرية‪ )89(.‬وبعد نحو ‪ 12 - 7‬يوم ًا يمكن للفراخ الحديثة‬ ‫بناء على مقدار الحمرة في وجوهها‪ .‬ففي إحدى التجارب‬
‫ً‬
‫بشكل ضعيف‪ ،‬ثم تصل إلى حجم‬ ‫ٍ‬ ‫الطيران لكن‬
‫َ‬ ‫الفقس‬ ‫المنسقة‪ ،‬فضلت إناث الحجل األحمر الرجل أن تتزاوج مع‬
‫البالغين خالل فترة تراوح بين ‪ 120 - 50‬يوم ًا‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫ذكــور كانت وجوهها قد اصطبغت بلون أحمر زائــد عن‬
‫أي أعشاش‪ ،‬إال أنــه تم العثور على ‪14‬‬
‫من عــدم تسجيل ّ‬ ‫حده باستخدام الطالء‪ .‬وهكذا‪ ،‬استثمرت اإلناث مزيداً من‬
‫حضنة في البرية تراوح أحجامها بين ‪ 12 - 4‬فرخا‪ .‬ومن‬
‫ً (‪)90‬‬
‫الطاقة في التكاثر عند تزاوجها مع هذه الذكور‪ ،‬فوضعت‬
‫المحتمل أن تصبح الفراخ ناضجة جنسي ًا بعد عام واحد‪،‬‬ ‫أي أنثى تزاوجت مع ذكور‬
‫بيوضها في وقت أبكر وأكثر من ّ‬
‫(‪)91‬‬ ‫(‪)86‬‬
‫وتصل إلى ذروة الخصوبة في العام التالي‪.‬‬ ‫بمستوى طبيعي من اللون األحمر في الوجه‪.‬‬
‫وتــشــيــر مجموعتان مــن األدلـ ــة إل ــى أن طــيــور الحجل‬ ‫بعد أن تتشكل األزواج تنفصل أسراب البحث عن الغذاء‬
‫ال ــع ــرب ــي ق ــد تُ ــب ــدي س ــل ــوك تــعــشــيــش مـ ـ ــزدوج بشكل‬ ‫‪ -‬قد تبقى الــذكــور التي فشلت في الــتــزاوج في أســراب‬
‫استثنائي‪ ،‬وهو ما تم اإلبالغ عنه في بعض أنواع الحجل‬ ‫أصغر طوال موسم التعشيش ‪ -‬وتؤسس األزواج مناطق‬
‫األخــرى‪ ،‬حيث تضع األنثى حضنتين متتاليتين‪ ،‬وتحتضن‬ ‫للتكاثر‪ ،‬حيث تبدأ في بناء األعــشــاش‪ .‬ولسوء الحظ‪ ،‬ال‬
‫أحــدهــمــا بينما يحتضن الــذكــر الــثــانــيــة‪ .‬فــي المجموعة‬ ‫توجد معلومات بشأن سلوك التعشيش لــدى الحجل‬
‫األولــى‪ ،‬وضعت اإلنــاث في األســر أكثر من ‪ 50‬بيضة في‬ ‫الــعــربــي‪ .‬وعــلــى الــرغــم مــن تــعــداده العالمي ال ــذي يبلغ‬
‫ما يشير إلــى أن بعض إنــاث هــذا الطير‬ ‫(‪)92‬‬
‫ثمانية أشهر‪،‬‬ ‫‪ 400,000‬زوج متكاثر سنوي ًا (يوجد منه ‪ 150,000‬زوج في‬
‫لديها الــقــدرة الفسيولوجية على إنــتــاج مــا يكفي من‬ ‫المملكة)‪ ،‬إال أنه لم يُعثر على عش واحد منها في البرية‪.‬‬
‫البيوض لعشين‪ .‬في حين في المجموعة الثانية‪ ،‬تم‬ ‫واستناداً إلى سلوك التكاثر في أنــواع أخرى من طيور‬
‫اإلبــاغ عن حضنة تحتوي على فــراخ ذات أحجام مختلفة‬ ‫الحجل‪ ،‬من المرجح أن يتألف العش من تجويف ضحل‬
‫(‪)93‬‬
‫ويفترض أنها مزيج من أكثر من حضنة‪.‬‬ ‫في البرية‪،‬‬ ‫(ربما مع تبطين خفيف) مخبأ تحت شجيرة‪ ،‬أو وسط غطاء‬

‫‪279‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪278‬‬
‫يُ َع ُّد التحديق في‬ ‫يقرب من عشرات اآلالف من الطيور‪ .‬وقد تمكن الباحثون‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬ومنها ‪ 29‬نوع ًا من جنس الغاق السقطري‬

‫األسراب الهائلة‬ ‫من جمع معلومات مهمة حول سلوك وآلية البحث عن‬ ‫(‪ )Phalacrocorax‬نفسه‪ .‬ويوجد نوعان آخــران من الغاق‬
‫الغذاء الجماعية االستثنائية هذه‪ ،‬وذلك عبر تتبع الحياة‬ ‫في المملكة العربية السعودية؛ الغاق الكبير (وهو زائر‬
‫لعشرات اآلالف‬
‫الفطرية باألقمار االصطناعية‪ ،‬حيث تــم تــزويــد مــا يصل‬ ‫منتظم للمملكة في فصل الشتاء) والغاق السقطري‪.‬‬
‫من طيور الغاق‬ ‫إلــى ‪ 20‬طائراً من الغاق السقطري (فــي جزيرة السينية‬ ‫ويرجع تسمية هذا الطائر بهذا االسم ‪ -‬الغاق السقطري ‪-‬‬
‫السقطري في األفق‬ ‫باإلمارات العربية المتحدة) بأنظمة تحديد المواقع وأجهزة‬ ‫إلى حقيقة أن العلماء الغربيين كانوا قد اكتشفوه للمرة‬
‫(‪)100‬‬
‫أثناء غروب الشمس‬ ‫قياس درجات الحرارة‪.‬‬ ‫األولى في جزيرة سقطرى عام ‪.1898‬‬
‫فــفــي الــصــبــاح‪ ،‬يتجمع ك ـ ٌّ‬
‫ـل مــن الــذكــور واإلنـ ــاث على‬
‫في الخليج العربي‪،‬‬
‫الموئل‬
‫الشاطئ بالقرب من منطقة التكاثر (التي تعمد أحيان ًا‬
‫من أكثر التجارب‬ ‫إلى المياه لتشكل مجموعة كبيرة من اآلالف من الطيور‬
‫أي‬
‫المبهجة لدى ّ‬ ‫العائمة) إلى أن تغادر في نهاية المطاف أيض ًا‪ ،‬بشكل‬ ‫يقطن الــغــاق السقطري البيئات البحرية فــقــط‪ ،‬حيث‬

‫مراقب للطيور‪.‬‬ ‫جماعي‪ ،‬ثم تمضي مجموعة البحث عن الغذاء في سرب‬ ‫ينتشر على نطـاق واسع في الخليج العربي ما عدا موسم‬
‫كثيف بالقرب من سطح الماء‪ ،‬وغالب ًا في خطوط متعددة‬ ‫التكاثر‪ .‬وال يأتي إلــى البر إال للتكاثر والــراحــة والجثوم‪،‬‬
‫مبعثرة ت ــراوح بين ‪ 10‬إلــى ‪ 50‬طــائــراً‪ ،‬تُح ِّلق فــي تشكيل‬ ‫وتفضيله للموائل البحرية قوي لدرجة أنه يتجنب الطيران‬
‫على هيئة «رأس الــرمــح» (‪ )V‬لتقليل الجهد الــذي تبذله‬ ‫فوق الجزر‪.‬‬
‫في مقاومة الرياح أثناء الطيران‪ .‬ويتبع السرب مساراً غير‬ ‫ويتكاثر الغاق السقطري في الجزر البحرية الصحراوية‬ ‫قد تضع أنثى الحجل العربي‬
‫حضنتين على التوالي‪ .‬وبينما‬
‫منتظم‪ ،‬حيث يقوم األفــراد باستكشاف سطح البحر بحث ًا‬ ‫الصغيرة المكونة من الرمال أو الحصى المتناثر‪ ،‬والتي‬ ‫تحتضن األنثى الحضنة األولى‪،‬‬
‫ومن المحتمل‬ ‫(‪)104‬‬
‫عن األسماك القريبة من سطح الماء‪.‬‬ ‫وغالبا ما نجده يستريح‬ ‫(‪)101‬‬
‫يستخدمها في التعشيش‪.‬‬ ‫يحتضن الذكر الحضنة الثانية‪.‬‬

‫أن تقوم مجموعات منفصلة من الطيور بفحص أجــزاء‬ ‫ويجثم على األشرطة الرملية والجروف الساحلية والجزر‬
‫مختلفة من سطح الماء وإبــاغ المجموعات األخــرى عند‬ ‫الصخرية الخالية من مصادر اإلزعاج والحيوانات المفترسة‪،‬‬ ‫الغاق السقطري‬ ‫حالته بالمملكة‬
‫‪Phalacrocorax nigrogularis‬‬
‫ويطير هذا السرب بمتوسط‬ ‫(‪)105‬‬
‫اكتشاف أسماك وفيرة‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما تكون بعيدة عن مستعمرات تكاثرها‪ ،‬وبأعدا ٍد‬ ‫يصل تـعــداد الحجل العربي العالمي إلــى ‪ 400,000‬زوج‪،‬‬
‫مناسب من األسماك‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫سرب‬
‫ٍ‬ ‫‪ 1.3‬ساعة إلى حين اكتشاف‬ ‫كبيرة‪ .‬فعلى سبيل الــمــثــال‪ ،‬تــم تسجيل مــا يقدر بنحو‬ ‫يــتــكــاثــر مــنــه ف ــي الــمــمــلــكــة م ــا يــقــرب م ــن ‪( %40‬انــظــر‬
‫ثم تبدأ نوبة التغذية‪ ..‬تبدأ أفــراد السرب في الغوص من‬ ‫‪ 18,000‬طائر يجثم في شريط رملي معزول في رأس الزور‬ ‫إن التحديق في األسراب الهائلـة المؤلفة من عشرات اآلالف‬ ‫الجدول ‪ .)1‬ونتيجة لهذا التعداد الكبير والتوزيع الواسع‬
‫السطح‪ ،‬ومــطــاردة األســمــاك‪ ،‬ثــم تعمد إلــى اصطيادها‬ ‫(الطرف الشمالي لمنطقة محمية الجبيل) بالمنطقة‬ ‫من طيور الغاق السقطري في األفق أثناء غروب الشمس‬ ‫النطاق‪ ،‬أدرج االتحاد الدولي لحماية الطبيعة ضمن قائمة‬
‫تحت الماء بمناقيرها‪ ،‬قبل أن تتناولها على السطح بعيداً‬ ‫الشرقية‪ )102(،‬وهي عادة ما تضم أعداداً كبيرة من الطيور‪،‬‬ ‫أي‬
‫في الخليج العربي يُ َع ُّد من أكثر التجارب المبهجة لدى ّ‬ ‫األنواع غير المهددة باالنقراض‪ )94(.‬وغالب ًا ما يتم اصطياد‬
‫عن الطيور األخرى‪ .‬ويغوص كل طائر على عمق ‪ 7‬م خالل‬ ‫(‪)103‬‬
‫الملقى على القدمين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الظل ُ‬ ‫ربما لزيادة كمية‬ ‫مراقب للطيور‪ .‬ودائم ًا ما تتم رؤية هذه الطيور في أسراب‬ ‫طيور الحجل العربي وتربيتها ومقايضتها أحيان ًا ح َّية‪،‬‬
‫‪ 24‬ثانية‪ ،‬على الرغم من أن بعض المطاردات تستغرق‬ ‫ـواء كانت تبحث عن الغذاء في البحر‪،‬‬
‫بأعداد هائلة‪ ،‬سـ ً‬ ‫ً‬
‫عالوة على‬ ‫(‪)95‬‬
‫مقابل الطعام‪ ،‬ويتم صيدها بشكل جائر‪.‬‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫‪ 76‬ثانية‪ ،‬حيث تغوص الطيور لمسافة ‪ 24‬م تحت سطح‬ ‫أم تعشش في الجزر الصحراوية‪ ،‬أم تجثم على الجروف‬ ‫ذلك‪ ،‬فإنه من المرجح أن يتأثر هذا النوع بتدهور الموائل‬
‫بمعدل سرعة يبلغ ‪ 3‬أمتار في الثانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الماء‬ ‫البحرية‪ .‬ورغم تعدادات هذا الطائر البحري المتوطن‪ ،‬إال‬ ‫ا عن‬‫بسبب الــرعــي‪ ،‬أو تحويلها إلــى أراض زراعــيــة‪ ،‬فــضـ ً‬
‫وتستغرق نوبات التغذية من ‪ 36‬دقيقة إلــى أكثر من‬ ‫عندما يبدأ الغاق السقطري في البحث عن الغذاء في‬ ‫أنه عانى من انخفاضات شديدة في العقود األخيرة‪ ،‬حتى‬ ‫ّ‬
‫ظل‬ ‫التطور العمراني والتنمية الترفيهية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في‬
‫‪ 3‬ساعات ونصف الساعة‪ ،‬غير أن معظمها يستغرق نحو‬ ‫الــبــحــر‪ ،‬فــإنــه ع ــادة مــا يتم عبر تجمعات مذهلة تضم ما‬ ‫أصبح معرض ًا لالنقراض‪.‬‬ ‫أي انخفاضات في التعداد‪،‬‬
‫عدم وجود دليل واضح على ّ‬
‫يوجد الغاق السقطري في تعدادين فرعيين متمايزين‪،‬‬ ‫صنف االتحاد الدولي لحماية الطبيعة تعداده على أنه‬
‫الغاق السقطري‪:‬‬
‫يبحث الغاق السقطري عن الغذاء في البحر‪.‬‬ ‫حيث يتكاثر التعداد الكبير الموجود شما ًال في الخليج‬ ‫مستقر‪ )96(.‬ويوجد هذا النوع في محمية ريدة داخل متنزه‬
‫طائر متوطن في شبه الجزيرة‬
‫وال يحط على البر إال للراحة والجثوم والتكاثر‪.‬‬
‫العربي على الجزر التابعة للمملكة العربية السعودية‬ ‫عسير الوطني‪.‬‬ ‫العربية‪.‬‬

‫والــبــحــريــن واإلمـ ـ ــارات الــعــربــيــة الــمــتــحــدة وقــطــر‪ .‬ويمكن‬


‫أن تتكاثر أيض ًا على الجزر قبالة ساحل إي ــران‪ ،‬رغــم عدم‬
‫يوثق تكاثره هناك منذ عــام ‪ )97( .1972‬ويتكاثر‬ ‫وجــود ما ِّ‬
‫التعداد األصغر بكثير جنوب ًا‪ ،‬في الجزر الواقعة في بحر‬
‫الــعــرب قــبــالــة ســاحــل سلطنة ُعــمــان وف ــي خــلــيــج عــدن‬
‫جــنــوب الــيــمــن‪ ،‬بــمــا فــي ذل ــك ت ــع ــدا ٍد صــغــيـرٍ فــي جــزيــرة‬
‫سقطرى ال ــذي غــالــبـ ًا مــا يعمد إلــى البحث عــن الــغــذاء‬
‫قبالة الساحل الشمالي للصومال في الفترة بين شهري‬
‫نوفمبر وأبريل‪ )98(.‬واع ُتبِرَت من األنــواع الشاردة في البحر‬
‫األحمر‪ ،‬غير أنه تم الحق ًا اإلبالغ عن أعــدا ٍد كبيرة من إريتريا‬
‫(وربما تتكاثر هناك)‪ )99(.‬وال يوجد ما يدل على أن الطيور‬
‫تتحرك بين التعدادين‪.‬‬
‫وعلى مستوى العالم‪ ،‬ثمة ‪ 34‬نوع ًا من الغاق في عائلة‬
‫الغاقيات ‪ Phalacrocoracidae‬التي تتوزع في معظم‬

‫‪281‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪280‬‬
‫ً‬
‫بحثا عن‬ ‫مستعمرات شاسعة من الغاق السقطري تطير بمنسوب منخفض فوق صفحة المياه‬
‫األسماك‪ .‬وقد تستغرق رحالت البحث عن الطعام ما يزيد على ‪ 7‬ساعات‪.‬‬

‫‪ 100‬دقيقة‪ .‬وأوضح نظام تتبع الكائنات الفطرية باألقمار‬ ‫مشهد يحبس‬


‫االصطناعية أن تجمعات الطيور المتكاثرة كافة تبحث‬ ‫األنفاس! أحد طيور‬
‫عن الغذاء في الموقع نفسه‪ ،‬حيث ال يفصل بين أفرادها‬
‫الغاق السقطري‬
‫سوى ‪ 500‬م‪ .‬ويمكن أن ينضم أكثر من ‪ 44,000‬طائر إلى‬
‫نوبة التغذية‪ ،‬ويغطس كل فرد فيها حتى ‪ 240‬مرة لكل‬ ‫يشق الماء‬
‫نوبة بحث عن الطعام‪ ،‬ال يفصله عن الطائر المجاور له‬ ‫كالسهم دافع ًا‬
‫سوى بضعة أمتار‪ .‬وعادة ما تبحث طيور الغاق السقطري‬ ‫بساقيه القويتين‬
‫في الخليج العربي عن الغذاء في المياه الضحلة (على‬
‫خلف فريسته‪ ،‬ثم‬
‫عمق ‪ 10‬م فقط)‪ ،‬وتقوم بمحاصرة األسماك بين قاع البحر‬
‫والسطح بفاعلية‪ ،‬حيث يتعاون أف ــراد ســرب البحث عن‬ ‫يستولي على‬
‫الغذاء في توجيه األسماك صوب الساحل‪ ،‬ما يؤدي إلى‬ ‫صيده بين فكي‬
‫(‪)106‬‬
‫تجمع األسماك في المياه الضحلة‪.‬‬ ‫منقاره في النهاية‪.‬‬
‫يــا لــه مــن مــشــهــد! خــاصــة عــنــد رؤي ــة أح ــد طــيــور الــغــاق‬
‫السقطري يشق الماء كالسهم دافع ًا بساقيه القويتين‬
‫خلف فريسته‪ ،‬ثم يستولي في النهاية على ضحيته بين‬
‫فكي منقاره‪ .‬وفي حين تتهافت اآلالف من طيور الغاق‬
‫األخرى وراء أهدافها‪ ،‬فإن مئات اآلالف من األسماك تهرب‬
‫في كل االتجاهات‪.‬‬
‫وغالب ًا ما يجتذب هــذا الصراع الضاري الطيور البحرية‬
‫األخرى‪ ،‬مثل طيور األطيش والنورس والخرشنة‪ .‬وتنجذب‬

‫في حال العثور على سرب من األسماك‪ ،‬تغوص طيور الغاق السقطري في الماء وتبدأ في‬
‫مطاردة فرائسها من األسماك‪.‬‬

‫طيور الغاق السقطري في الصباح تستعد لنوبة البحث‬


‫الجماعية عن الغذاء‪.‬‬

‫‪283‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪282‬‬
‫األسماك الصغيرة‬ ‫تقريب ًا‪ )113(.‬وعلى سبيل المقارنة‪ ،‬في جزيرة حوار بالبحرين‪،‬‬ ‫الكائنات البحرية المفترسة األخــرى إلــى المشهد أيض ًا‪،‬‬

‫التي يستهلكها‬ ‫ك ــان الــنــظــام الــغــذائــي يــتــكــون م ــن الــســرديــن والــصــال‬ ‫مثل الــدالفــيــن وأســمــاك الــقــرش الــتــي ت ــدور مــن األسفل‬
‫والسمك الفضي الجانب وسمك نصف المنقار المرقط‬ ‫وتصنع اندفاعات تكتيكية وسط الفرائس المذعورة‪.‬‬
‫الغاق السقطري‬ ‫(‪)114‬‬ ‫وعـ ً‬
‫وبالتالي‪ ،‬يتبين أن األسماك‬ ‫وسمك األرنب المخطط‪.‬‬ ‫ـادة ما يقوم كل طائر‪ ،‬خالل موسم التكاثر‪ ،‬برحلة‬
‫ليست ضمن األنواع‬ ‫المهيمنة في النظام الغذائي للغاق السقطري تتكون‬ ‫بحث يومية عن الغذاء في البحر‪ ،‬حيث يقضي ما يصل‬
‫التي تستهدفها‬ ‫إمــا مــن أســمــاك ُ‬
‫طــعــم أو أن ــواع غير مستهدفة مــن قِ َبل‬ ‫إلــى ‪ 48‬دقيقة تحت الــمــاء فــي مــطــاردة األســمــاك‪ .‬في‬
‫كما أثبتت بعض الدراسات أن طيور‬ ‫(‪)115‬‬
‫المصايد المحلية‪.‬‬ ‫المتوسط‪ ،‬تستغرق كل رحلة بحث عن غذاء (الرحلة‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫المصايد التجارية‬
‫الغاق لها تأثير إيجابي على مصايد األسماك وديناميكية‬ ‫عن الوقت الالزم للبحث عن الغذاء) نحو ‪ 3.7‬ساعات‪ ،‬لكن‬
‫المحلية‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫النظام البيئي‪ ،‬فهي عـ ً‬
‫ـادة ال تقتصر على أنــواع األسماك‬ ‫بمعدل ‪45‬‬
‫ّ‬ ‫بعضها يستغرق أكثر من ‪ 7‬ساعات‪ ،‬وتطير‬
‫قد يكون لطيور‬ ‫ذات األصــنــاف األصــغــر حجم ًا الــتــي ال تستهدفها مصايد‬ ‫كم في الساعة بسرعة قصوى تبلغ ‪ 89‬كم في الساعة‪،‬‬
‫الغاق تأثير إيجابي‬ ‫األســمــاك فحسب‪ ،‬بل إنها تتغذى بشكل انتقائي على‬ ‫علم ًا أن الطيور تمضي في رحلتها هذه انطالق ًا من جزيرة‬

‫على المصايد‬ ‫األسماك المريضة وتتسبب في تنظيم األسماك اعتماداً‬ ‫السينية على بُعد ‪ 64 - 3‬كم من جزيرة التكاثر وتغطي‬
‫على الكثافة‪ ،‬ما يعزز تنوع األسماك وعمل النظام البيئي‪،‬‬ ‫مساحة تقرب من ‪ 157‬كم‪ ،‬وال تغامر أبداً بأكثر من ‪ 18‬كم‬
‫وديناميكية النظام‬ ‫(‪)116‬‬
‫بما يعود بالنفع على مصايد األسماك في النهاية‪.‬‬ ‫داخل البحر‪ )107(.‬و ُق ِّدرَت مسافات مماثلة بالنسبة لألسراب‬
‫البيئي‪.‬‬ ‫وبمجرد‬ ‫(‪)108‬‬
‫التي تسافر من الجزر قبالة ساحل البحرين‪.‬‬

‫سلوك التكاثر‬
‫اكتمال نوبة التغذية‪ ،‬يعود السرب عبر مسار مباشر إلى‬
‫منطقة تجمعها فــي طــابــور طــويــل‪ ،‬أو تشكيل على‬
‫(‪)109‬‬
‫يعشش الغاق السقطري في تجمعات تكاثر مذهلة يراوح‬ ‫ومــن المثير لالهتمام معرفة أن‬ ‫هيئة «رأس الرمح»‪.‬‬
‫حجمها من ‪ 50‬زوج ًا إلى عشرات اآلالف من األزواج‪ .‬ويحدث‬ ‫الطيور التي بقيت في التجمع قادرة على الحصول على‬
‫معظم التكاثر في الخليج العربي في الفترة بين سبتمبر‬ ‫أي أنه يمكنها تحديد فيما‬
‫معلومات من الطيور العائدة‪ّ ،‬‬
‫أي عندما يكون الطقس بارداً‪ )117(.‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن‬
‫وأبريل‪ّ ،‬‬ ‫إذا كــان أعضاء المستعمرة عائدين من رحلة بحث عن‬
‫أن تعشش هذه الطيور في أوقات غير منتظمة‪ ،‬ويفترض‬ ‫ـدون على آثــارهــم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكنهم‬
‫غــذاء ناجحة ويــرتـ ّ‬
‫(‪)110‬‬
‫أن يتزامن ذلــك مــع وف ــرة األســمــاك المحلية‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫العثور على سرب األسماك بسهولة وسرعة أكبر‪.‬‬
‫يختلف موسم التكاثر كثيراً فيما بين المواقع والسنوات‬ ‫ولكون معظم البحث عن الغذاء يتم في البحر‪ ،‬فإن‬
‫(‪)118‬‬
‫وحتى مستعمرات التكاثر المتجاورة‪.‬‬ ‫طيور الغاق السقطري يمكنها الصيد أيض ًا‪ ،‬وهي على‬
‫على نحو متصل‪ ،‬تضع جميع األزواج الــبــيــوض خالل‬ ‫الشاطئ‪ ،‬في نوبات من البحث جماعية مذهلة تصل‬
‫فترة زمنية تــراوح بين أسبوع إلى أسبوعين‪ .‬وفي بعض‬ ‫مدتها إلى ‪ 30‬دقيقة‪ .‬ويبدو أن آالف الطيور تتعاون فيما‬
‫التجمعات قد يبدأ قسم من األزواج في التعشيش بعد‬ ‫بينها على محاصرة األسماك قبالة الشاطئ‪ ،‬ثم تعمد‬
‫(‪)111‬‬
‫انتهاء قسم آخــر منهم مــبــاشــرة‪ .‬ومثل معظم الطيور‬ ‫إلى التقاطها وتناولها‪.‬‬
‫البحرية‪ ،‬يُ َ‬
‫ش ِّكل الغاق السقطري أزواج ًا أحادية‪ .‬وقد يتراءى‬ ‫على الصعيد العالمي‪ ،‬كثيراً ما تتعارض طيور الغاق‬
‫للمراقبين من مسافة بعيدة أن كال الجنسين يظهران‬ ‫مع مجتمعات الصيد بسبب التنافسية على األسماك‪.‬‬
‫باللون األسود‪ ،‬لكنهما في الواقع يمتلكان زخارف خفية‪،‬‬ ‫ولحسن الحظ‪ ،‬فإن األسماك الصغيرة التي يستهلكها‬
‫وهي مهمة في اختيار الشريك أثناء التزاوج‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫الغاق السقطري ليست ضمن األنــواع التي تستهدفها‬
‫المثال‪ ،‬مــع اقــتــراب موسم التكاثر‪ ،‬يظهر على الطيور‬ ‫المصايد التجارية في الخليج العربي‪ .‬فمصايد األسماك‬
‫البالغة لــون أرجــوانــي مائل إلــى األخضر الزيتي‪ ،‬وقنزعة‬ ‫المحلية تستهدف بشكل رئيس أسماك القاع أو الشعاب‬
‫من الريش األبيض الطويل حول األذنين‪ ،‬وبعض الزغب‬ ‫المرجانية الكبيرة‪ ،‬في حين تأكل طيور الغاق األسماك‬
‫األبيض المتناثر حول أسفل الظهر والــردف وفي أسفل‬ ‫الــصــغــيــرة الــمــوجــودة عــلــى الــســطــح (‪ 180 - 45‬مــلــم)‪،‬‬
‫(‪)119‬‬ ‫(‪)112‬‬
‫ويختفي هذا الزغب في نهاية‬ ‫الجناحين والفخذين‪.‬‬ ‫ومعظمها ذات قيمة تجارية منخفضة‪.‬‬
‫موسم التكاثر‪ .‬هــذه السمات مؤشر قــوي على أن هذه‬ ‫وتعتمد األسماك التي يستهلكها الغاق السقطري إلى‬
‫ـد إعــان ـ ًا عــن جــودتــهــا‪ ،‬حيث‬
‫ـعـ ُّ‬
‫الــطــيــور جــاهــزة للتكاثر ويُـ َ‬ ‫حد كبير على وفرتها محلي ًا‪ .‬ولهذا‪ ،‬يوجد تباين كبير في‬
‫يُستعان بها في اختيار الشريك أثناء تشكل األزواج‪ .‬بعد‬ ‫نظام الغذاء بين الفصول والسنوات والمواقع‪ .‬فعلى‬
‫ذلك‪ ،‬تعمد األزواج إلى بناء أعشاشها‪ .‬والعش عبارة عن‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬تحول النظام الغذائي في جزيرة السينية‬
‫يمكن أن يعشش‬ ‫حفرة ضحلة غير مبطنة محاطة بنتوء يرتفع عن األرض‬ ‫(تمت دراسة بيئة البحث عن الغذاء لطيور الغاق السقطري‬
‫الغاق السقطري في‬ ‫ال (بقطر ‪ 70‬سم وعمق ‪ 15‬سم تقريب ًا)‪ ،‬ويتكون من‬
‫قلي ً‬ ‫بالتفصيل) ثــاث مــرات على األقــل فــي غضون ‪ 12‬شهراً‬
‫الحصى والــرمــل المضغوط والــحــطــام‪ .‬وع ـ ً‬
‫ـادة مــا تبعد‬ ‫فقط‪ ،‬من (‪ :)1‬السمك الطائر الشراعي الزعانف بشكل‬
‫مستعمرات تكاثر‬
‫األع ــش ــاش ع ــن بــعــضــهــا مــســافــة ‪ 80‬س ــم‪ ،‬وه ــي أعــلــى‬ ‫أســاس‪ ،‬إلــى (‪ :)2‬خليط من سمك السردين ذي الشريط‬ ‫تعشش طيور الغاق السقطري‬
‫مذهلة تضم عشرات‬ ‫كثافة في وسط المستعمرات‪ ،‬ما يشير إلى وجود بعض‬ ‫األزرق‪ ،‬وسمك اإلمبراطور ذي األذن الوردية‪ ،‬والسمك الطائر‬
‫في تجمعات كثيفة على الجزر‬
‫في الخليج العربي والبحر األحمر‪.‬‬
‫اآلالف من األزواج‪.‬‬ ‫المزايا في التعشيش بالمركز (مثل حماية إضافية من‬ ‫الشراعي الــزعــانــف‪ ،‬إلــى (‪ :)3‬أســمــاك األنشوفة بالكامل‬

‫‪285‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪284‬‬
‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬انخفض عدد األزواج‬ ‫حتى يحين وقت مغادرة العش (بعد ‪ 53‬يوم ًا)‪ )129(،‬ومثل‬ ‫ً‬
‫مخابئا‪ .‬هذه‬ ‫فراخ الغاق السقطري تغادر العش وتشكل‬
‫ً‬
‫يوما تنتظر أثناء النهار حتى‬ ‫الطيور البالغة من العمر ‪20‬‬
‫المتكاثرة بما يزيد على ‪ %75‬في الفترة بين عامي ‪1980‬‬ ‫طيور الغاق األخــرى‪ ،‬من المحتمل أن تعتمد الفراخ على‬
‫يعود آباؤها وأمهاتها من نوبة البحث عن الغذاء اليومية‬
‫ومــن المرجح أن تكون خسائر أخــرى قد‬ ‫(‪)136‬‬
‫و‪ 1992‬فقط‪،‬‬ ‫البالغين لمدة تراوح بين ‪ 12 - 6‬أسبوعا‪.‬‬
‫ً (‪)130‬‬
‫في البحر‪.‬‬
‫وقــعــت منذ ذلــك الــحــيــن‪ .‬واخــتــفــت مستعمرات التكاثر‬ ‫معدل عمر طائر الغاق السقطري غير‬
‫ّ‬ ‫جدير بالذكر‪ ،‬أن‬
‫في شمال الخليج العربي تقريب ًا‪ ،‬وقد ال يتجاوز عددها اآلن‬ ‫معروف‪ ،‬لكن طيور الغاق األخــرى ذات الحجم المماثل‪،‬‬
‫‪ 100‬زوج‪.‬‬
‫(‪)137‬‬
‫تــؤخــر النضج الجنسي حتى عامها الــثــانــي‪ ،‬أو الثالث‪،‬‬
‫ثمة عدد من العوامل أسهمت بشكل كبير في‬ ‫(‪)131‬‬
‫وتعيش لما يزيد على ‪ 17‬عام ًا في البرية‪.‬‬
‫االنخفاض الحاد لتعداد الغاق السقطري‪ ،‬أبرزها ارتفاع‬

‫حالته بالمملكة‬
‫معدل تطوير المشروعات الساحلية في موائل التكاثر‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتشمل التهديدات األخرى إزعاج البشر المستمر‬
‫لمستعمرات التعشيش (وهو ما يسمح بافتراس واسع‬ ‫يُ َق َّدر تعداد طيــور الغـاق السقـطــري العـالمـي بنـحـو‬
‫النطاق للبيوض من قِ َبل طيور النورس الكبيرة‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬ ‫‪ 110,000‬زوج‪ .‬ويتكاثر ما يقرب من نصف هذا التعداد على‬
‫عن جفاف الفراخ)‪ ،‬وجمع البيوض والفراخ‪ ،‬وتلوث البحر‬ ‫الجزر في خليج سلوى التابع لمملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫بالزيوت‪ ،‬أو الوقوع في شباك وخيوط الصيد‪ ،‬ونشاطات‬ ‫وفي البحرين وقطر‪ ،‬وربما يتكاثر ما يصل إلى ‪ 35,000‬زوج‬
‫الصيد الترفيهي‪ ،‬واالفتراس من قِ َبل القطط الوحشية‬ ‫في الجزر التابعة للمملكة‪ .‬ويمكن القول إن واحداً من‬
‫المدخلة والحيوانات المفترسة األصيلة (خاصة الثعالب‬ ‫كل ثالثة من طيور الغاق السقطري في العالم يتكاثر‬
‫الحمراء العربية)‪ ،‬وابتالع المخلفات البالستيكية البحرية‪،‬‬ ‫في المياه اإلقليمية السعودية (انظر الجدول ‪ .)1‬هذا‬
‫وتراكم الملوثات البحرية‪ ،‬مثل المعادن الثقيلة وثنائي‬ ‫وتعمد الطيور كافة إلى التنقل بين الجزر بانتظام‪ ،‬ما‬
‫كما أنها‬ ‫(‪)138‬‬
‫الفينيل المتعدد الكلور (‪ )PCB‬والسموم‪.‬‬ ‫يجعل تقدير حجم التعداد‪ ،‬أو اتجاهاته أمراً صعبا‪.‬‬
‫ً (‪)132‬‬

‫ً‬
‫رضة لتأثيرات العواصف‪ ،‬مثل غرق األعشاش أثناء هطول‬ ‫ُع‬ ‫وقــد أدرج االتــحــاد الــدولــي لحماية الطبيعة هــذا النوع‬
‫(‪)139‬‬
‫األمطار الغزيرة‪.‬‬ ‫ضمن فئة األنواع المعرضة لالنقراض نظراً لصغر نطاقها‬
‫ومــن األم ــور اإلضافية التي تبعث على القلق‪ ،‬أنــه إذا‬ ‫(لم يُعرف سوى ‪ 13‬مستعمرة نشطة حالي ًا) التي يُشتبه‬
‫كان تكوين أسراب جماعية كبيرة أمراً مهم ًا للعثور على‬ ‫وقــد انقرضت في‬ ‫(‪)133‬‬
‫في أنها تعاني من تدهور سريع‪.‬‬
‫في المملكة‬
‫األســمــاك وصــيــدهــا‪ ،‬فــإن الــتــعــدادات الــتــي تمر بتناقص‬ ‫الخليج العربي على األقل ‪ 12‬مستعمرة تكاثر منذ ستينيات‬
‫العربية السعودية‪،‬‬ ‫مستمر ستواجه صعوبات في تأمين الغذاء‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ل خسارة تُقدر بنحو ‪ 80,000‬زوج‬ ‫القرن الماضي‪ ،‬ما يُ َ‬
‫ش ِّك ُ‬
‫انخفض عدد األزواج‬ ‫زيـ ــادة خــطــر االن ــق ــراض ال ــذي يــتــعــرض لــه ه ــذا الــنــوع من‬ ‫متكاثر أو مــا يزيد على ‪ %40‬مــن التعداد العالمي‪.‬‬
‫(‪)134‬‬

‫(‪)140‬‬ ‫(‪)121‬‬
‫المتكاثرة بما يزيد‬ ‫وبالنظر إلى العدد الكبير من التهديدات التي‬ ‫الطيور‪.‬‬ ‫وتشير بعض التقديرات إلى أن الخسائر تفوق ذلك بكثير‪.‬‬ ‫الجودة على المنافسة في هذه المواقع وتأسيس عش‬ ‫ويصل عدد البيض المحضون‬ ‫المفترسات الطائرة)‪.‬‬
‫تؤثر حالي ًا على الغاق السقطري‪ ،‬فمن المؤكد أن هذا‬ ‫على سبيل الــمــثــال‪ ،‬كــانــت جــزيــرة زرك ــوه قبالة سواحل‬ ‫بنجاح‪ .‬لــذلــك‪ ،‬تضع اإلن ــاث التي تعشش فــي المناطق‬ ‫فــي معظم األعــشــاش إل ــى بيضتين أو ث ــاث (‪ 2.4‬في‬
‫على ‪ %75‬في‬
‫النوع هو واحد من أكثر األنــواع المتوطنة العربية عرضة‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة تأوي مستعمرة من طيور الغاق‬ ‫المظللة بيوض ًا كبيرة وتحقق نجاح ًا أكبر في التفريخ‪،‬‬ ‫المتوسط)‪ ،‬غير أنه في بعض الحاالت تم العثور على ‪11‬‬
‫الفترة ما بين عامي‬ ‫لالنقراض‪ ،‬على الرغم من أن تعدادها الحالي يصل إلى‬ ‫السقطري تضم ما بين ‪ 50,000‬و‪ 250,000‬زوج متكاثر في‬ ‫لكن‪،‬‬ ‫(‪)125‬‬
‫بإناث أخرى تعيش في مناطق مفتوحة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫مقارنة‬ ‫بيضة في عش واحد‪ )122(،‬ما يعني أن اإلناث تقوم بوضع‬
‫‪ 1980‬و‪ 1992‬فقط‪.‬‬ ‫أكثر من ‪ 100,000‬زوج متكاثر‪.‬‬ ‫(‪)135‬‬
‫عام ‪ ،1978‬غير أنها انقرضت بحلول عام ‪.1981‬‬ ‫جدير بالذكر أن معظم جزر التعشيش التي تستخدمها‬ ‫بيوضها أحيان ًا في أعشاش مــجــاورة على أمــل أن تقوم‬
‫أي ظالل إطالق ًا‪.‬‬
‫طيور الغاق السقطري ال تحتوي على ّ‬ ‫(‪)120‬‬
‫إناث هذه األعشاش برعاية وتربية فراخها‪.‬‬
‫ً‬
‫تقريبا‪ .‬على الرغم من أن طيور‬ ‫ً‬
‫يوما‬ ‫فراخ الغاق السقطري بعمر ‪40‬‬ ‫بعد مرور ما يراوح بين ‪ 20 - 10‬يوم ًا بعد الفقس‪ ،‬تكون‬ ‫ويتشارك الزوجان مسؤوليات احتضان البيض وإطعام‬
‫الغاق السقطري ال تزال موجودة في مستعمرات كبيرة‪ ،‬إال أن تعدادها‬
‫انخفض بشكل كبير في العقود األخيرة‪ ،‬وهي اآلن مصنفة ضمن قائمة‬
‫كامل من الريش األبيض الناعم‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بغطاء‬
‫ٍ‬ ‫الفراخ قد اكتست‬ ‫الفراخ‪ ،‬فيحتضن أحدهما البيض في مدة زمنية تستغرق‬
‫األنواع المعرضة لخطر االنقراض‪.‬‬ ‫وخالل هذا الوقت‪ ،‬تصبح الفراخ أكثر حركة‪ ،‬حيث تتنقل‬ ‫‪ 5‬إلى ‪ 7‬ساعات‪ ،‬بينما يبحث الــزوج اآلخــر عن الغذاء في‬
‫لتكون ما يشبه حضانة صغيرة بالقرب‬
‫ّ‬ ‫بشكل متزايد‪،‬‬ ‫البحر‪ ،‬ثم يتبادالن األدوار‪ .‬وتُ َق َّدر فترة الحضانة بنحو ‪ 21‬يوم ًا‬
‫من مواقع أعشاشها‪ ،‬ويقوم بحراستها طير بالغ‪ ،‬أو أكثر‬ ‫في جزر حوار (البحرين) و‪ 27 - 24‬يوم ًا في جزيرة السينية‬
‫من المحيطين بها‪ .‬وبعد ‪ 20‬يوم ًا تقريب ًا‪ ،‬يظهر لدى الفراخ‬ ‫(اإلمارات العربية المتحدة)‪ )123(.‬وإن صحت هذه التقديرات‪،‬‬
‫طبقة ثانية من الريش الناعم وتبدأ في التجول بعيداً‬ ‫فربما يكون لدى الغاق السقطري أقصر فترة حضانة بين‬
‫حضانات كبيرة تضم اآلالف‬
‫ٍ‬ ‫مكونة‬
‫ٍّ‬ ‫عن مواقع األعشاش‬ ‫أنواع طيور الغاق قاطبة (عادة ما تمتد لنحو ‪ 30‬يوم ًا لدى‬
‫من الفراخ أحيان ًا‪ )126(.‬وتستطيع الطيور العائدة من البحر‬ ‫طيور الغاق األخرى المماثلة له في الحجم)‪.‬‬
‫بالطعام تحديد موقع فراخها بطريقة ما من بين مئات‪،‬‬ ‫تفقس ال ــف ــراخ وه ــي ال تبصر شــيــئـ ًا وم ــن دون ريــش‪.‬‬
‫أو آالف الفراخ المتشابهة للغاية‪ ،‬حيث توفر لها وجبتين‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فهي حساسة تجاه ارتفاع درجة الحرارة والجفاف‪.‬‬
‫أو ثالث وجبات يومي ًا‪ )127(.‬بعد ذلك يقوم األبوان بتقليص‬ ‫(‪ )124‬لذلك‪ ،‬توفر المناطق المظللة الراحة المنشودة‪ ،‬وهي‬
‫الغذاء تدريجي ًا‪ ،‬ما يضطر الفراخ الكبيرة إلى الخضوع لفترة‬ ‫أمثل مواقع التعشيش في المستعمرة‪ .‬ولهذا السبب‪،‬‬
‫من الجوع‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تتحين الفراخ األكبر حجم ًا الفرصة‪،‬‬ ‫نجد كثافة األعشاش في جزيرة السينية باإلمارات العربية‬
‫وبشكل انتهازي تلتهم الــفــراخ التي فقست حديث ًا‪.‬‬
‫(‪)128‬‬
‫المتحدة األعلى ضمن المناطق المظللة التي توفرها‬
‫لكن أكثر من ثلثي الفراخ في الجزر غير المضطربة تنجو‬ ‫شجيرات الطلح والــغــاف‪ .‬وال تقوى ســوى الطيور عالية‬

‫‪287‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪286‬‬
‫من األدلة تشير إلى أن بومة األشجار التي تعيش في‬
‫الجزيرة العربية هي في الواقع نوع مختلف عن البومة‬
‫التي تعيش في أفريقيا‪ .‬أو ًال؛ نداءات بومة األشجار‬
‫العربية أعلى وأحد صوت ًا‪ ،‬وذات نغمات أطول‪ ،‬وتُسمع‬
‫مكونة من جزئين لكون النغمة األولى أكثر هدوءاً‪ .‬ثاني ًا؛‬
‫َّ‬
‫تمتلك طيور بومة األشجار العربية أجنحة وسيقان ًا أطول‬
‫بكثير وريش ًا شاحب اللون مع خطوط أقل بروزاً (وهي‬
‫وسائل تك ّيف مفيدة للعيش في بيئة صحراوية حارة)‪.‬‬
‫ثالث ًا؛ وهو األهم‪ ،‬أن طيور بومة األشجار العربية تختلف‬
‫من حيث البصمة الوراثية عن بومة األشجار األفريقية‪.‬‬
‫ونتيجة الفحص لحمض النووي المتقدري‪ ،‬فإن االختالف‬
‫بين بومة األشجار العربية واألفريقية يصل إلى ما يقرب‬
‫من ‪ )142(.%4‬وبالتالي‪ ،‬فإن بومة األشجار التي تعيش في‬
‫المملكة العربية السعودية تُ َع ُّد نوع ًا منفص ً‬
‫ال‪ ،‬وأصبحت‬
‫تُعرف اليوم باسم بومة األشجار العربية واسمها العلمي‬ ‫بومة األشجار العربية‬ ‫بومة األشجار العربية‪:‬‬
‫‪.Otus pamelae‬‬ ‫طائر متوطن في شبه الجزيرة‬

‫هناك ما يزيد على ‪ 50‬نوع ًا من بومة األشجار في جميع‬


‫‪Otus pamelae‬‬ ‫العربية‪.‬‬

‫تستطيع طيور بومة األشجار‬ ‫أنحاء العالم‪ ،‬بدءاً من أريكا في الغرب إلى جنوب شرق‬ ‫تحيط هذا النوع من الطيور هالة من الغموض‪ ،‬إذ لم‬
‫العربية أن ترى بوضوح شديد في‬
‫الظالم الدامس‪.‬‬ ‫آسيا في الشرق‪ ،‬إلى جانب عديد من األنواع في إندونيسيا‬ ‫تُنشر ّ‬
‫أي معلومات عن هذا الطائر الليلي‪ .‬في الواقع‪ ،‬تم‬
‫والفلبين والجزر المتفاوتة في المحيط الهندي‪ .‬وال تعيش‬ ‫التعرف إلى طائر بومة األشجار العربية بشكل رسمي‬
‫بومة األشجار العربية‬
‫طيور بومة األشجار العربية سوى في المملكة العربية‬ ‫بوصفه نوع ًا مستق ً‬
‫ال في عام ‪.2013‬‬
‫السعودية واليمن ومنطقة ظفار في غرب سلطنة ُعمان‪.‬‬ ‫عندما اكتشف العلماء الغربيون بومة الشجر للمرة‬ ‫من الطيور التي‬
‫األولى في شبه الجزيرة العربية (في عام ‪ 1937‬في وادي‬ ‫تحيط بها هالة من‬
‫الموئل‬ ‫الغموض‪ ،‬ولم تُعرف‬
‫بيشة بمنطقة عسير جنوب غرب المملكة العربية‬
‫السعودية)‪ ،‬افترضوا أن هذا الطائر ينتمي إلى طيور البوم‬
‫رسمي ًا بوصفه ًا نوع ًا‬
‫في المملكة‪ ،‬شوهدت طيور بومة األشجار العربية في‬ ‫نفسها التي تعيش في معظم أنحاء أفريقيا‪ )141(.‬لذلك‪،‬‬
‫ال سوى في‬ ‫مستق ً‬
‫من المرجح أن تدخل‬ ‫(‪)145‬‬
‫الفرائس األكبر بمخالبها ومناقيرها‪.‬‬ ‫والعناكب والفراشات وديدان األرض)‪ ،‬إلى جانب بعض‬ ‫الباحة جنوب ًا إلى اليمن‪ ،‬وقد تم تسجيل وجودها على‬ ‫ُعرف هذا الطائر لعقود باسم بومة الشجر األفريقية‪،‬‬

‫طيور بومة األشجار‬ ‫وخالل فصول الشتاء الباردة‪ ،‬من المرجح أن تشهد طيور‬ ‫أنواع الفقاريات الصغيرة بشكل عرضي (خاصة الزواحف‬ ‫ارتفاعات متفاوتة‪ ،‬من مستوى سطح البحر (في ظفار‪،‬‬ ‫ومنحت االسم العلمي ‪.Otus senegalensis pamelae‬‬
‫ُ‬ ‫عام ‪.2013‬‬
‫بومة األشجار العربية التي تعيش في البيئات الصحراوية‬ ‫والثدييات وربما الطيور الصغيرة)‪ ،‬وهذا يتوقف على‬ ‫سلطنة ُعمان) إلى ارتفاع ما يقرب من ‪ 3,000‬م على‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬كشفت الدراسات الحديثة عن ثالثة خيوط‬
‫العربية في سبات‬
‫الجبلية فترات من اإلجهاد‪ ،‬خاصة عندما تمضي في‬ ‫التوافر المحلي‪ .‬وقد بُني هذا االفتراض وفق ًا للنظم‬ ‫جبل السودة بمنطقة عسير‪ ،‬أعلى قمة في المملكة‪.‬‬
‫أثناء الصباحات‬ ‫ضن عن الالفقاريات الليلية‪ .‬ففي صحراء‬
‫البحث بشكل ُم ٍ‬ ‫الغذائية ألنواع بومة األشجار األخرى حول العالم‪.‬‬ ‫وتعيش هذه الطيور في مجموعة مختلفة من الموائل‪،‬‬
‫بومة األشجار العربية؛ تم‬
‫الباردة حتى تنجو‬ ‫كاالهاري بجنوب أفريقيا‪ ،‬تقل مفصليات األرجل األرضية‬ ‫وتتغذى جميع أنواع طيور بومة األشجار األخرى التي‬ ‫ً‬
‫عادة ما توجد بالقرب من مصادر المياه العذبة في‬ ‫لكن‬ ‫العثور على هذا الطائر الليلي‬
‫المفترس في الباحة باتجاه‬
‫من فصل الشتاء‬ ‫الليلية بنسبة ‪ %85‬خالل فصل الشتاء‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تفقد‬ ‫سبق وأن تم بحث ودراسة وتوثيق سلوكها في البحث‬ ‫الغابات المفتوحة‪ ،‬أو المنحدرات الحرجية الجافة‪ .‬كما‬
‫الجنوب حتى اليمن‪.‬‬
‫بومة األشجار األفريقية وثيقة الصلة ‪ %13‬من وزن جسمها‬ ‫عن الغذاء (األعداد المدروسة = ‪ ،)29‬تتغذى في المقام‬ ‫يمكن العثور عليها في غابات العرعر في المرتفعات‪،‬‬
‫في جنوب غرب‬
‫خالل فصل الشتاء‪ .‬ولتقليص متطلباتها من الطاقة‬ ‫األول على مجموعة واسعة من الال فقاريات والفقاريات‬ ‫وأحراج التين الخصبة في سفوح التالل الغربية‪ ،‬وشجيرات‬
‫المملكة العربية‬ ‫خالل هذه الفترات التي يقل فيها الغذاء‪ ،‬تعمد بومة‬ ‫ويشير صغر حجم طيور‬ ‫(‪)144‬‬
‫الصغيرة بين الفينة واألخرى‪.‬‬ ‫المر والطلح وسط األراضي القاحلة والمناطق الصخرية‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬ ‫األشجار األفريقية إلى السبات في صباحات فصل الشتاء‬ ‫بومة األشجار العربية (‪ 18‬سم؛ ‪ 71 - 62‬غم)‪ ،‬وسماتها‬ ‫وبشكل عام في الموائل المغطاة بالنباتات المتناثرة‪،‬‬
‫الباردة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى خفض درجة حرارة أجسامها‬ ‫الضعيفة نسبي ًا إلى أن هذا النوع يتغذى بشكل أساس‬ ‫على الرغم من أنها تتجنب المناطق الصحراوية الخالصة‪.‬‬
‫معدل األيض‬
‫ّ‬ ‫بما يزيد على ‪ 8.5‬درجة مئوية‪ ،‬وتقليل‬ ‫على الالفقاريات‪.‬‬ ‫وتمت مشاهدتها في بعض األحيان حول المستوطنات‬
‫(‪)146‬‬ ‫(‪)143‬‬
‫بنسبة ‪ .%23‬وبالتالي‪ ،‬المحافظة على طاقتها‪ .‬ومن‬ ‫وهكذا‪ ،‬يُفترض أن طيور بومة األشجار العربية تبحث‬ ‫البشرية‪.‬‬
‫المحتمل أن تدخل طيور بومة األشجار العربية أيض ًا‪ ،‬في‬ ‫عن غذائها بطريقة مماثلة لألنواع األخرى من بوم األشجار‪،‬‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫سبات أثناء الصباحات الباردة في المناطق التي تشهد‬ ‫وذلك بشكل رئيس عبر الهبوط السريع من المجثم‬
‫هطول أمطار‪ ،‬والتي يتعذر التنبؤ بها‪ ،‬للنجاة من فصل‬ ‫للقبض على الفريسة بقدميها‪ .‬وربما تصطاد أيض ًا من‬
‫الشتاء في جنوب غرب المملكة‪.‬‬ ‫خالل السير على األرض‪ ،‬حيث تبحث بنشاط عن الحشرات‬ ‫على الرغم من عدم وجود دراسات موثّقة حول نظام‬
‫في السياق ذاته‪ ،‬تتميز طيور بومة األشجار العربية‬ ‫على السطح‪ ،‬أو المختبئة في لحاء األشجار‪ ،‬واصطيادها‬ ‫طيور بومة األشجار العربية الغذائي‪ ،‬أو حتى طريقة‬
‫بعدي ٍد من السمات البارزة التي مكنتها من التكيف‬ ‫بمناقيرها‪ ،‬أو عن طريق اصطياد الفراش أثناء الطيران‬ ‫بحثها عن الغذاء‪ ،‬إال أنه من المرجح أنها تتغذى بشكل‬
‫مع نمط حياة مفترس ليلي‪ .‬أو ًال؛ عند األخذ باالعتبار أن‬ ‫باستخدام قدميها بعد مطاردة جوية سريعة أحيان ًا‪ .‬كما‬ ‫أساس على مجموعة واسعة من الال فقاريات (بما في‬
‫هذا الطائر ينام أثناء في النهار ضمن موائل مفتوحة‪،‬‬ ‫تبتلع هذه الطيور الحشرات الصغيرة كاملة‪ ،‬بينما تفكك‬ ‫ذلك الخنافس والجراد والجنادب والصراصير والعقارب‬

‫‪289‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪288‬‬
‫يتيح طوق الوجه‬ ‫لذلك‪ ،‬تم تكييف ريشها وجناحيها لتمكينها من الطيران‬ ‫وهي عبارة عن ريش يمكن رفعه أو إنزاله كشكل من‬ ‫من حجم جمجمته)‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ُ ،‬مقل عينيها ليست‬ ‫فإنه يحتاج إلى التمويه لدرجة يصعب رصده من قِ َبل‬ ‫شبكية العين لدى‬
‫لدى البومة حاسة‬ ‫الصامت‪ .‬وال تزال الكيفية لتحقيق البومة الطيران‬ ‫أشكال االتصال الصامت)‪ ،‬ما يتيح له تحديد موقع الفريسة‬ ‫كروية‪ ،‬وإنما قمعية الشكل مثبتة ومتصلة بجمجمتها‪،‬‬ ‫الحيوانات المفترسة النهارية‪ .‬وهكذا نجد الخطوط‬ ‫طيور البوم الليلية‬
‫ّ‬
‫يمكن‬ ‫الصامت غير مؤكدة‪ .‬وفي حين أن تصميم الجناح‬ ‫بصورة أدق استناداً إلى االختالفات في الموجات الصوتية‪،‬‬ ‫ما يوفر مساحة أكبر للشبكية تُترجم إلى زيادة في حدة‬ ‫والتعرجات الداكنة على ريشه البني الرمادي الباهت‬
‫سمع استثنائية‪ ،‬إذ‬ ‫(‪)147‬‬
‫تتسم بأداء فائق‬
‫البومة من الطيران ببطء‪ ،‬فإن الطيران الصامت ليس‬ ‫بما فيها أصوات فرائسها من الالفقاريات‪ ،‬أصوات ال يمكن‬ ‫اإلبصار في مستويات اإلضاءة المنخفضة‪.‬‬ ‫تضمن تشابهه مع لحاء الشجر ‪ .‬ففي النهار‪ ،‬تستقر أفراد‬
‫يعمل على تركيز‬ ‫(‪)158‬‬
‫نتيجة مباشرة النخفاض سرعة الطيران‪.‬‬ ‫(‪)153‬‬
‫للبشر سماعها‪.‬‬ ‫وعينا بومة األشجار العربية ليستا كبيرتين فقط‪ ،‬إذ يبلغ‬ ‫البوم في تجويف شجري‪ ،‬وتغلق عيونها الصفراء الزاهية‪،‬‬ ‫للغاية في حاالت‬
‫الصوت كطبق‬ ‫يبدو أن ثمة جوانب أخرى متعددة للريش وتصميم‬ ‫ويغطي وجه هذا الطائر نوعان عريضان من الريش‪.‬‬ ‫حجمهما ضعف حجم عيون الطيور النهارية األخرى ذات‬ ‫وتندمج بسالسة في المشهد الخشبي‪ ،‬صامتة بال حراك‬ ‫اإلضاءة المعدومة‪،‬‬
‫استقبال يجمع‬ ‫الجناح‪ ،‬تسهم جميعها مع ًا على كتم الصوت‪ ،‬بما في‬ ‫أولهما‪« ،‬الريش العاكس» حول حدود الوجه ويتفرع‬ ‫الحجم نفسه‪ .‬وليس هذا فحسب‪ ،‬إذ إن عينيها موجهتان‬ ‫في انتظار هبوط الليل‪.‬‬ ‫ولديها من السمات‬
‫ذلك التسنينات على الحافة األمامية للجناح‪ ،‬واألهداب‬ ‫بكثافة إلنشاء شبكة معقدة من حبيبات الريش الدقيقة‬ ‫لألمام‪ ،‬ما ينتج عنه فائدتان؛ األولى أنها تسمح لهذا الطائر‬ ‫وتحت عباءة الليل‪ ،‬تمضي طيور بومة األشجار العربية‬
‫الموجات الصوتية‬ ‫ما يُ ِّ‬
‫مكنها من‬
‫على الحواف الخلفية لكل ريشة‪ ،‬وحتى شكل أطراف‬ ‫أي موجات صوتية تلتقطها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتضخم ّ‬ ‫التي تجمع وتصفي‬ ‫باستقبال كمية الضوء نفسها في كلتا عينيه في وقت‬ ‫في البحث عن فرائسها من الال فقاريات والفقاريات‬
‫ويعيد توجيهها نحو‬ ‫وهكذا؛ ال يستطيع اإلنسان سماع‬ ‫(‪)159‬‬
‫الريش (أسيلة)‪.‬‬ ‫وثانيهما‪« ،‬الريش السمعي» وهو يحمي الريش العاكس‬ ‫واحد‪ ،‬األمر الذي يعزز من حدة البصر وحساسية التباين عند‬ ‫الصغيرة‪ ،‬إذ حباها الخالق بعيون هائلة‪ ،‬ونظام إبصار ال‬ ‫الرؤية بشكل كبير‪،‬‬
‫األذنين‪.‬‬ ‫طيور بومة األشجار العربية أثناء تحليقها‪ ،‬حتى وإن كانت‬ ‫من الغبار‪ )154(.‬فمن الواضح أن منع جزيئات الغبار من‬ ‫مستويات اإلضاءة الخافتة‪ .‬والثانية‪ ،‬توفر الرؤية المجهرية‬ ‫مثيل له‪ .‬في الفقاريات‪ ،‬يدخل الضوء المنعكس من‬ ‫ما يجعل رؤيتها‬
‫على ارتفاع متر واحد فقط منه‪ ،‬واألمر كذلك بالنسبة‬ ‫التراكم على أطراف وجه الطائر يُ َع ُّد أمراً غاية في األهمية‪،‬‬ ‫(المجسمة) الالزمة لتقدير المسافة بدقة‪ ،‬وهو أمر ضروري‬ ‫األجسام في البيئة المحيطة إلى العين‪ ،‬وتظهر صورة‬ ‫تفوق أي ًا من أنواع‬
‫(‪)148‬‬
‫لفرائسها‪.‬‬ ‫خاصة في الصحارى الرملية بالمملكة‪.‬‬ ‫للطيور الجارحة‪.‬‬ ‫على شبكية العين‪ ،‬ثم يقوم الدماغ بتحليلها‪.‬‬
‫الطيور النهارية‬
‫وفي حال تعرض طوق الوجه للضرر‪ ،‬يواجه الطائر‬ ‫إن شبكية العين لدى طيور البوم الليلية تتسم بأداء‬ ‫يُذكر أن عيني بومة األشجار العربية (وطيور البوم على‬
‫بمائة مرة‪.‬‬
‫سلوك التكاثر‬
‫ولزيادة‬ ‫(‪)155‬‬
‫صعوبة كبيرة في تحديد موقع الفريسة‪.‬‬ ‫فائق للغاية في حاالت اإلضاءة شديدة االنخفاض‪ ،‬ومثل‬ ‫العموم) كبيرة جداً لدرجة أنها تحتل أكثر من ‪ %50‬من‬
‫فاعلية الطوق‪ ،‬يشير المنقار إلى أسفل لتجنب اعتراض‬ ‫معظم الفقاريات‪ ،‬تحتوي شبكية العين لدى البومة‬ ‫حجم جمجمتها (مقارنة بعيني اإلنسان‪ ،‬فهي أقل من ‪%5‬‬
‫من الناحية العملية‪ ،‬ما من معلومات متوافرة حول سلوك‬ ‫الموجات الصوتية أثناء انتقالها نحو الوجه‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬ ‫على نوعين عريضين من مستقبالت الضوء‪ ،‬والمعروفة‬
‫هذا الطائر وتكاثره‪ .‬لكن‪ ،‬ثمة دراسات حول سلوك التزاوج‬ ‫الريش السمعي البارز الذي يحيط بالمنقار (كما لو أن‬ ‫بالخاليا العصوية والمخروطية‪ .‬وبينما تكشف الخاليا‬
‫ألنواع من طيور البومة على مستوى العالم‪ .‬وتشير هذه‬ ‫الطائر لديه شارب كثيف) كحماية إضافية من الغبار‪.‬‬ ‫ال عن تمكين‬‫العصوية عن األشكال والحركة‪ ،‬فض ً‬
‫الدراسات التي أجريت إلى أن معظم هذه الطيور أحادية‬ ‫ويحتوي هذا الريش على عدد أقل من األطراف‪ ،‬وتستطيع‬ ‫الرؤية عند مستويات اإلضاءة المنخفضة‪ ،‬تعمل الخاليا‬
‫الزواج اجتماعي ًا ووراثي ًا (على سبيل المثال‪ ،‬بومة أشجار‬ ‫البومة سحبها أثناء تناول الطعام حتى ال تعلق جزيئات‬ ‫المخروطية على تمييز األلوان وتوفير دقة عالية للصور‪.‬‬
‫وتشير‬ ‫(‪)160‬‬
‫ريوكيو ‪.)Ryukyu Scops-owl O. elegans‬‬ ‫الطعام بشكل يعرقل وظيفة طوق الوجه‪ .‬وأخيراً‪ ،‬يتسم‬ ‫والخاليا المخروطية في شبكية عيني الطيور النهارية‬
‫المالحظات األولية إلى أن بومة األشجار العربية ال تصدر‬ ‫ريش طوق الوجه بالصالبة بحيث ال تشوبه شائبة أثناء‬ ‫تُ َع ُّد أكثر وفرة من الخاليا العصوية‪ ،‬في حين أن الخاليا‬
‫وقد تم سماع أصوات‬ ‫(‪)161‬‬
‫نداءاتها إال خالل موسم التكاثر‪.‬‬ ‫مكن طائر البومة من اإلنصات جيداً والسمع‬
‫الطيران‪ ،‬ما يُ ِّ‬ ‫العصوية في شبكية عيني طيور البوم الليلية أكثر‬
‫نداءاتها في المملكة في الفترة بين فبراير وأغسطس‪،‬‬ ‫(‪)156‬‬
‫بالقدر نفسه أثناء الطيران‪.‬‬ ‫بثالثين مرة من الخاليا المخروطية‪ )149(،‬وهي سمة تُ ِّ‬
‫مكنها‬
‫(‪)162‬‬
‫ما يدل على أن الموسم يُ َع ُّد موسم التكاثر الرئيس‪.‬‬ ‫وللتعامل مع جميع األصوات التي يتلقاها النظام‬ ‫من الرؤية بشكل كبير في الظالم‪ ،‬ما يجعل رؤيتها تفوق‬
‫وتُطل ِ ُق الذكور نداءاتها باستمرار‪ ،‬بهدف المحافظة على‬ ‫السمعي الحساس للغاية‪ ،‬فإن منطقة المخ المرتبطة‬ ‫أي ًا من أنواع الطيور النهارية بمائة مرة‪.‬‬
‫كما ُعرف عن‬ ‫(‪)163‬‬
‫الشريك و ‪ /‬أو الدفاع عن منطقة العش‪.‬‬ ‫بالسمع ‪ -‬النخاع ‪ -‬تُ َع ُّد أكثر تعقيداً لدى البومة بثالث‬ ‫وقد أظهرت التجارب العملية‪ ،‬أن البوم الليلي يمكنه‬
‫األنواع األخرى من طيور البومة أنها تقيم مناطق متداخلة‬ ‫المساوية لها في الحجم‪ .‬ومن‬
‫مرات من الطيور األخرى ُ‬ ‫الرؤية جيداً بما يكفي للقبض على الفرائس في الظالم‬
‫مع نظام دفاع معقد‪ ،‬وغالب ًا ما يؤدي إلى معارك تشمل‬ ‫شأن هذا النخاع أن يُ َم ِّكن البومة من تحديد اتجاه الصوت‬ ‫فمث ً‬
‫ال‪ ،‬بإمكان طائر البومة البيضاء‬ ‫(‪)150‬‬
‫الدامس تقريب ًا‪.‬‬
‫أحيان ًا كال الجنسين (على سبيل المثال‪ ،‬بومة األشجار‬ ‫إذ تستطيع‬ ‫من خالل األذن التي استقبلت الصوت أو ًال‪،‬‬
‫(‪)157‬‬
‫رؤية فريسة ميتة على بُعد مترين في إضاءة ال تتعدى‬
‫)‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫(‪)165‬‬
‫وبومة األشجار ريوكيو‬ ‫(‪)164‬‬
‫األوروبية‪،‬‬ ‫اكتشاف صوت ًا قبل اآلخر بمقدار ال يتجاوز ثالثمائة ألف‬ ‫‪ 0.0000007‬لوكس‪ ،‬والرؤية هنا تكاد تكون معدومة‬
‫وجود ما يقرب من ‪ 14,000‬زوج من بومة األشجار العربية‬ ‫جزء من الثانية‪ .‬وعندما تكتشف البومة صوت نوع من‬ ‫بسبب الظالم التام (على سبيل المقارنة‪ ،‬توفر الليلة‬
‫في المملكة العربية السعودية سنوي ًا‪ ،‬إال أنه لم يتم‬ ‫الفرائس تتحرك تحت األشجار الكبيرة‪ ،‬فإنها تدير رأسها‬ ‫الصافية غير المقمرة ‪ 0.002‬لوكس)‪.‬‬
‫(‪)151‬‬

‫اإلبالغ عن عش واحد فيها‪ .‬في الواقع‪ ،‬ينحصر السجل‬ ‫حتى يصل الصوت إلى كلتا أذنيها في وقت واحد‪ .‬حينها‪،‬‬ ‫وعلى الرغم من أن البوم يمكنها اإلبصار في ظروف‬
‫الوحيد لعش لبومة األشجار العربية في مشاهدة واحدة‬ ‫تعلم أن الفريسة في مرماها مباشرة‪.‬‬ ‫اإلضاءة الخافتة‪ ،‬إال أن معظمها يعاني من ضعف الرؤية‬
‫(‪)166‬‬
‫لزوج من هذا الطائر في حفرة بالمرتفعات اليمنية‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬تمتلك طيور البومة أذنين غير‬ ‫ً‬ ‫على نحو كبير في وضح النهار؛ فهي تفتقر إلى القدرة‬
‫وإلى أن تتوافر سجالت أخرى‪ ،‬ال يمكننا سوى التكهن بأن‬ ‫متساويتين في الحجم‪ .‬كما أن األذن اليسرى تكون أعلى‬ ‫على تقدير العمق وتمييز األشياء الصغيرة والتعرف إلى‬
‫سلوك التعشيش لدى طيور بومة األشجار العربية يشبه‬ ‫من األذن اليمنى في الرأس‪ .‬وهكذا يمكن لبومة األشجار‬ ‫التباينات في اللون أو الضوء‪ )152(.‬وبالتالي‪ ،‬فإن طرد هذه‬
‫ال يستطيع اإلنسان‬
‫سلوك النوعين األقرب إليها‪ ،‬وهما بومة األشجار األفريقية‬ ‫العربية أن تميز ما إذا كان الصوت قادم ًا من مستوى أعلى‬ ‫الطيور من مجاثمها النهارية من األمور المنافية لألخالق‪.‬‬
‫سماع طيور بومة‬ ‫وبومة األشجار األوروبية‪ .‬وكالهما يفضل التعشيش في‬ ‫أو أدنى من مرمى بصرها‪ .‬فإذا كان ثمة صوت يصدر تحت‬ ‫من السمات البارزة األخرى في بومة األشجار العربية‪،‬‬
‫األشجار العربية أثناء‬ ‫تجاويف األشجار‪ ،‬غير أنهما يعمدان إلى احتالل أعشاش‬ ‫خط رؤيتها‪ ،‬فسيمكنها سماعه من خالل أذنها اليمنى‪.‬‬ ‫شكل الوجه الذي يعطي الرأس مظهراً مسطح ًا يشبه‬
‫تحليقها‪ ،‬حتى وإن‬ ‫في مواقع أخرى‪ .‬فقد شوهدت بومة األشجار األفريقية‬ ‫ففي حال سماعها لصوت باهت من الالفقاريات‪ ،‬فإنها‬ ‫القرص‪ .‬وبشكل يبعث على االهتمام‪ ،‬تتيح هذه الميزة‬
‫تعشش في ثقوب نقار الخشب القديمة‪ ،‬وإلى جانب‬ ‫تحول رأسها بسرعة نحو المصدر‪ ،‬وتحدد موقعه بدقة في‬
‫ّ‬ ‫سمع استثنائية‪ ،‬إذ يعمل على تركيز‬
‫ٍ‬ ‫للبومة حاسة‬
‫كانت على ارتفاع‬
‫عش قديم لنسر آذن‪ .‬وبالمثل‪ ،‬تعشش طيور بومة‬ ‫الظالم الدامس‪ ،‬ثم تطير نحو فريستها مباشرة‪.‬‬ ‫الصوت كطبق استقبال يجمع الموجات الصوتية ويعيد‬
‫الوجه المسطح العريض لطيور‬
‫متر واحد فقط‬ ‫األشجار األوروبية أحيان ًا في تجويف بمبنى أو جدار‪ .‬كما‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬يتوجب على طيور بومة األشجار العربية‬ ‫توجيهها نحو األذنين الموجودتين بجانب العينين (تجدر‬ ‫بومة األشجار العربية يعمل كطبق‬
‫منه‪ ،‬واألمر كذلك‬ ‫أنها تشغل بكل سهولة صناديق التعشيش الصناعية‪.‬‬ ‫أي ضوضاء‪ ،‬من أجل سماع األصوات الدقيقة‬ ‫تجنب إصدار ّ‬ ‫المالحظة أن ال أذنين لطائر بومة األشجار العربية وإنما‬ ‫استقبال يجمع الموجات الصوتية‪،‬‬
‫ثم يعيد توجيهها نحو األذنين‪.‬‬
‫بالنسبة لفرائسها‪.‬‬ ‫وفي بعض األحيان‪ ،‬تشغل األعشاش القديمة ألنواع‬ ‫لالفقاريات‪ ،‬خاصة أثناء الطيران عندما تقترب منها‪ .‬ووفق ًا‬ ‫يوجد لديها ما يُطلق عليه بــ «خصالت األذن» أعلى الرأس‪،‬‬

‫‪291‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪290‬‬
‫أي‬
‫بومة األشــجــار العربية على أنها مستقرة فــي غياب ّ‬ ‫أخرى‪ ،‬ال س ّيما العقعق األوروبي أو الجوارح‪ ،‬وحتى الجحور‬ ‫على الرغم من‬
‫دلــيــل عــلــى وجـ ــود انــخــفــاض أو تــهــديــدات‪ ،‬وه ــي توجد‬ ‫المهجورة لطيور الوروار‪ .‬ويُرجَّ ح أن تكون طيور بومة‬ ‫وجود ما يقرب‬
‫بتعدادات كبيرة في عديد من المناطق المحمية جنوب‬ ‫األشجار العربية انتهازية ومتكيفة بالقدر نفسه عندما‬
‫من ‪ 14,000‬زوج‬
‫غرب المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫يتعلق األمر باختيار موقع العش‪.‬‬
‫راوح طول تجاويف عش بومة األشجار األفريقية بين ‪3‬‬
‫يُ ُ‬ ‫من بومة األشجار‬
‫نقار الخشب العربي‬ ‫و‪ 5‬م فوق سطح األرض‪ ،‬ويمكن أن يصل أحيان ًا إلى ‪10‬‬ ‫العربية بالمملكة‬
‫‪Dendropicos dorae‬‬ ‫م‪ ،‬علم ًا أنها قد تعمد إلى استخدام العش ذاته لسنوات‬ ‫العربية السعودية‬
‫عدة‪ .‬وتضع بومة األشجار األفريقية حضنة من بيضتين‬
‫ُ‬
‫سنوي ًا‪ ،‬إال أنه لم‬
‫ش ِّبه نقار الخشب العربي بالنجّ ار الماهر لقدرته الرائعة‬ ‫إلى أربع (عادة ثالث بيوض)‪ ،‬ثم تفقس بيوضها بعد فترة‬
‫على نحت ثقوب فــي األشــجــار باستخدام منقاره وحفر‬ ‫راوح بين ‪ 24 - 20‬يوم ًا‪ .‬وتقوم األنثى بحضن البيوض‬
‫تُ ُ‬
‫يتم اإلبالغ عن عش‬
‫ٌ‬
‫جمال‬ ‫جذاب للغاية أيض ًا‪ .‬فللذكر‬
‫ٌ‬ ‫أعشاش مثالية‪ .‬إنه طائر‬
‫ٍ‬ ‫ورعاية الفراخ‪ ،‬في حين يزودها الذكر بالطعام في العش‪،‬‬ ‫واحد فيها‪.‬‬
‫ّ‬
‫أخاذ بفضل تاجه قرمزي اللون وبقعة ريش بلون برتقالي‬ ‫ويتقاسمان مسؤولية إطعام الفراخ‪ .‬وبعد ‪ 28 - 25‬يوم ًا‬
‫ه ُر جناحاه باللونين‬
‫تميل إلى األحمر وسط بطنه‪ .‬ويُظ ِ‬ ‫تغادر الفراخ العش‪ ،‬لكن يستمر األبوان في إطعامها‬
‫األبيض واألسود تباين ًا متناسق ًا مع جسمه الذي يجمع بين‬ ‫لمدة ‪ 60‬يوم ًا تقريب ًا‪ )167(.‬ويمكن للفراخ أن تبدأ في التكاثر‬
‫خضب ًا‬
‫ألــوان الزيتي والرمادي والبني‪ ،‬وأحيان ًا ما يكون ُم ّ‬ ‫خالل عامها األول‪ .‬ولما كانت طيور بومة األشجار العربية‬
‫باللون الذهبي‪.‬‬ ‫المرجَّ ح‬
‫تتشابه وبومة األشجار األفريقية إلى حد ما‪ ،‬فإنه من ُ‬
‫ولــأســف‪ ،‬مــا زالــت طيور نقار الخشب العربي بحاجة‬ ‫أن تشبهها في سلوك التكاثر ومراحل التعشيش‪ .‬لكن‬
‫َ‬
‫تحظ هذه الطيور بالقدر الكافي‬ ‫لدراسات حقيقية‪ ،‬إذ لم‬ ‫أي مشاهدات مباشرة‪ ،‬تكون‬
‫في الوقت نفسه‪ ،‬من دون ّ‬ ‫يُش َّبه نقار الخشب‬
‫من الدراسات لدرجة أن القياسات الوحيدة المنشورة لهذا‬ ‫هذه االستدالالت محض تخمين‪.‬‬ ‫بالنجار‬
‫ّ‬ ‫العربي‬
‫الــنــوع اقتبست عــن ذك ـرٍ واحـ ـ ٍد تــم أســره مــن قِـ َبــل بعض‬
‫حالته بالمملكة‬
‫الماهر لقدرته‬
‫مؤلفي هذا الكتاب بالقرب من تنومة عام ‪ .2016‬وكان‬
‫الطائر ذكــراً وزنــه ‪ 41.5‬غم‪ )170(.‬وهــذا أمر يدعو للحزن ألن‬ ‫يُ َق َّدر تعداد بومة األشجار العربية العالمي بما يصل‬ ‫الرائعة على نحت‬
‫األنــواع األخــرى من طائر نقار الخشب التي تمت دراستها‬ ‫إلى ‪ 30,000‬زوج متكاثر سنوي ًا‪ ،‬ويقتصر وجودها على‬ ‫ثقوب في األشجار‬
‫بتعمق في أجزاء أخرى من العالم قد أثبتت أن هذه الطيور‬
‫ّ‬ ‫المملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة ُعمان‪.‬‬ ‫باستخدام منقاره‪،‬‬
‫مثيرة لالهتمام حق ًا‪ ،‬وأنها تعيش حياة مذهلة ومعقدة‬ ‫ويوجد ما يقرب من نصف هذه الطيور (نحو ‪ 14,000‬زوج‬
‫(‪)171‬‬
‫أعشاش‬
‫ٍ‬ ‫وحفر‬
‫ال تزال تثير دهشة الباحثين بعد عقو ٍد من الدراسة‪.‬‬ ‫متكاثر) في المملكة (انظر الجدول ‪ .)1‬وقد تكون شائعة‬
‫وينتمي نقار الخشب العربي إلى عائلة الفأسيات التي‬ ‫محلي ًا (تم اإلبالغ عما يصل إلى ‪ 5‬طيور تنادي من موقع‬ ‫مثالية‪.‬‬
‫ف ببساطة باسم النقاريات‪ .‬ويوجد نحو ‪ 220‬نوع ًا‬‫تُــعـرَ ُ‬ ‫واحد)‪ )168(.‬ومن المحتمل أن تكون البومة المحلية‬
‫من نقار الخشب الحقيقي في شتى أرجــاء األميركيتين‬ ‫األكثر شيوع ًا أينما حَ َّلت‪ .‬وقد أدرج االتحاد الدولي لحماية‬
‫وأوروبا وأفريقيا ومعظم آسيا‪ ،‬األمر الذي يجعل هذا الطائر‬ ‫الطبيعة هذا النوع على أنه غير مهدد بسبب حجمه‬
‫من أكثر عائالت الطيور‪ ،‬غير العابرة‪ ،‬تنوع ًا وانتشاراً على‬ ‫التعدادي المعقول الذي ينتشر على نطاق واسع‪.‬‬
‫(‪)169‬‬
‫كوكب األرض‪ .‬ويُ َع ُّد نقار الخشب العربي النوع الوحيد‬ ‫وعلى النقيض مــن طيور بومة األشــجــار األوروبية‬
‫نقار الخشب العربي‪:‬‬
‫من طيور النقار الموجودة في شبه الجزيرة العربية‪ .‬وهو‬ ‫التي شهدت انخفاضات كبيرة في العقود األخــيــرة‪ ،‬ما‬
‫طائر متوطن في شبه الجزيرة‬
‫ينتمي إلى جنس نقار الخشب ‪ Dendropicos‬الذي يحتوي‬ ‫ص ِّن َفت طيور‬ ‫يجعلها البومة األكثر تهديداً في أوروب ــا‪ُ ،‬‬ ‫العربية‪.‬‬

‫على ‪ 16‬نوع ًا يوجد في معظم أنحاء أفريقيا‪ ،‬كذلك نقار‬


‫الخشب العربي الــذي يقتصر وج ــوده على المرتفعات‬
‫الغربية في المملكة العربية السعودية واليمن‪.‬‬

‫الموئل‬
‫يشيع نطاق وجود طيور نقار الخشب العربي في المملكة‬
‫العربية السعودية امتداداً من المنطقة ُ‬
‫المتا ِخمة لمدينة‬
‫العال (دائــرة عرض ‪ ˚26‬شما ًال) وحتى اليمن جنوب ًا‪ ،‬وعلى‬
‫ارتفاعات تمتد من مستوى سطح البحر حتى ‪ 2,800‬م‬
‫تقريب ًا‪ ،‬غير أنها توجد بشكل أكثر شيوع ًا عند ارتفاعات‬
‫ً‬
‫عادة على‬ ‫يوجد نقار الخشب العربي‬ ‫تــراوح بين ‪ 2,500 - 1,000‬م‪ .‬وبينما لوحظ دخولها في‬
‫ارتفاعات تراوح بين ‪ 2,500 - 1,000‬م‬ ‫تجاويف متدنية تصل إلــى ‪ 400‬م فــوق مستوى سطح‬
‫فوق مستوى سطح البحر في الجبال‬
‫الواقعة جنوب محافظة العال‪.‬‬
‫البحر‪ ،‬فإنه مــن غير الــواضــح مــا إذا كانت تلك التجاويف‬

‫‪293‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪292‬‬
‫يستخدم نقار الخشب العربي منقاره‬ ‫تُس َتخ َدم ألغراض التعشيش أو مجرد الجثوم‪ )172(.‬ويبدو أنه‬
‫القوي لحفر ثقوب في الخشب‬
‫يوجد بشكل أكبر على المنحدرات الشرقية األكثر جفاف ًا‬
‫الستخراج الحشرات واليرقات الثاقبة‬
‫للخشب ولبناء عشه‪.‬‬ ‫والغنية بأشجار الطلح في المرتفعات الجنوبية الغربية‪،‬‬
‫(‪)173‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بمنطقة الجرف الغربي األكثر رطوبة‪.‬‬
‫هذا الطائر الجميل‪ ،‬يسكن أنواع ًا مختلفة من الغابات‪،‬‬
‫بدءاً من الغابات المكشوفة وصو ًال إلى الغابات الكثيفة‬
‫لــلــغــايــة‪ ،‬شــريــطــة أن تــحــتــوي ه ــذه الــغــابــات عــلــى بعض‬
‫أشجار الطلح‪ .‬وغالب ًا ما يوجد أيض ًا‪ ،‬في الوديان المزروعة‬
‫جيداً التي تطغى عليها أشجار كورديا‪ ،‬وعلى المنحدرات‬
‫والــقــمــم الجبلية الــتــي تنتشر فيها األشــجــار مــن العرعر‬
‫والزيتون وغيرها من األشجار بشكل كثيف (في الغالب‬
‫على منحدرات للزراعة مــدرجــة)‪ ،‬عند قــاعــدة الــجــرف التي‬
‫تحتوي على بساتين النخيل‪ ،‬أو أشجار التين أو الباندانوس‪،‬‬
‫وفي المناطق الصحراوية المسطحة واألشجار المنخفضة‬
‫في تهامة التي تحتضن أشجار الطلح المتناثرة‪ .‬ويمكن‬
‫العثور عليه أيض ًا‪ ،‬وهو يبحث عن الغذاء في أنواع أخرى‬
‫من األشجار‪ ،‬مثل السدر والتين والمرو واألثــل‪ .‬وفي كثير‬
‫من األحيان‪ ،‬يتخذ هذا الطائر من أشجار العرعر مجثم ًا‪.‬‬
‫(‪)174‬‬

‫وثمة دالئــل تشير إلــى وجــود هجرة رأســيــة‪ ،‬حيث تنتقل‬


‫(‪)175‬‬
‫الطيور إلى أماكن أقل ارتفاع ًا في فصل الشتاء‪.‬‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫يشمل نظام طائر نقار الخشب العربي الغذائي‪ ،‬مثله‬
‫مــثــل مــعــظــم أن ـ ــواع نــقــار الــخــشــب‪ ،‬بــشــكــل رئــيــس من‬
‫الــحــشــرات الــبــالــغــة والــيــرقــات ومفصليات األرجـ ــل التي‬
‫يلتقطها من األشجار الحية أو الميتة‪ .‬ويمكنه الحصول‬
‫عليها‪ ،‬إما عن طريق التقاطها من لحاء األشجار‪ ،‬أو عبر حفر‬
‫ثقوب في الخشب الستخراج الحشرات الناخرة للخشب‪،‬‬
‫وهــي الطريقة الــمــعــروفــة عنه أكــثــر‪ .‬ويستخدم الطائر‬
‫لسانه الشائك والــطــويــل للغاية الــذي يفرز مــادة لزجة‬
‫(‪)176‬‬
‫اللتقاط الفريسة واستخراجها من الثقوب والشقوق‪،‬‬
‫وهــو على كــل حــال‪ ،‬يتغذى بصفة أســاس على الجذع‬
‫الرئيس‪ ،‬غير أنه أحيان ًا ما يتغذى على أغصان الشجر‪ .‬وقد‬
‫رُصد هذا النوع من الطيور في اليمن‪ ،‬وهو يتغذى على‬
‫األرض‪ ،‬خاصة أسفل نباتات الذرة الرفيعة (السورغم)‪ ،‬ومن‬
‫الممكن أن يعمد إلــى التقاط النمل الموجود أسفل‬
‫ً (‪)177‬‬
‫أشجار الطلح أيضا‪.‬‬
‫إن قدرة نقار الخشب العربي على حفر ثقوب في األشجار‬
‫الحية ال تسمح له بالوصول إلى الحشرات أسفل اللحاء‬
‫فحسب‪ ،‬وإنــمــا تتيح لــه أيــضـ ًا امتصاص الـ ُّنـ ْ‬
‫ـســغ السكري‬
‫مباشرة‪ .‬ويُ َع ُّد الـ «نُّ ْ‬
‫سغ» أحد مصادر الغذاء‬ ‫ً‬ ‫أسفل اللحاء‬
‫المهمة ألنــواع عديدة من طيور نقار الخشب‪ ،‬وقد يكون‬
‫مكون ًا غذائي ًا مهم ًا أيض ًا لنقار الخشب العربي‪ ،‬ال س ّيما‬
‫ّ‬
‫قبل التكاثر‪ )178( ،‬إذ تحفر بعض طيور نقار الخشب ثقوب‬
‫صغيرة (تسمى آبار ال ُّن ْ‬
‫سغ) في لحاء األشجار‪ ،‬تتغذى مراراً‬
‫سغ الناضح‪ .‬وقد ُوجــدت عالمات مشابهة‬‫وتكراراً على ال ُّن ْ‬
‫شاهد‬
‫َ‬ ‫في جذوع أشجار الطلح (السنط) الحية‪ ،‬لكن لم تُ‬

‫‪295‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪294‬‬
‫يمكن لنقار الخشب‬ ‫ثاني وسائل التك ّيف‪ ،‬تكمن في أن طيور نقار الخشب‬ ‫طيور نقار الخشب العربي حتى اآلن وهــي تستخدم آبار‬
‫الضرب بمنقاره‬ ‫قــادرة جسماني ًا على حفر تجاويف في األخشاب الصلبة‬ ‫(‪)179‬‬
‫سغ‪.‬‬‫ال ُّن ْ‬
‫لجذوع األشــجــار‪ ،‬وذلــك أن نقار الخشب بمنقاره المدبب‬ ‫ويبدو جلي ًا أن النظام الغذائي لنقار الخشب العربي‬
‫المدبب الذي يشبه‬
‫الــذي يشبه اإلزمــيــل يمكنه الضرب في الخشب ضربات‬ ‫يتغير على مــدار الــعــام‪ ،‬وربــمــا يعتمد على دورة تكاثره‬
‫اإلزميل في الخشب‬ ‫بمعدل ‪ 20‬مرة تقريب ًا في‬
‫ّ‬ ‫قوية ومتكررة وبسرعة مذهلة ‪-‬‬ ‫وتوافر الطعام المحلي‪ .‬فخالل موسم التكاثر (في الفترة‬
‫ضربات قوية‬ ‫الثانية ‪ -‬حيث تستغرق كل ضربة ‪ 25 - 8‬جزءاً في الثانية‬ ‫مــن م ــارس ولغاية يونيو) عندما تُغطى أشــجــار الطلح‬
‫ومتكررة وبسرعة‬ ‫فقط‪ .‬ويقضي طائر واحــد ساعات عديدة كل يــوم ينقر‬ ‫المحلية بأوراقها النضرة‪ ،‬تلتقط طيور نقار الخشب العربي‬
‫في األشجار بحث ًا عن الطعام‪ ،‬أو لحفر التجاويف؛ فيضرب‬ ‫الحشرات ويرقاتها من بين أوراق الشجر‪ .‬وعلى النقيض‬
‫بمعدل‬
‫ّ‬ ‫مذهلة ‪-‬‬
‫بمنقاره مــا يصل إلــى ‪ 12,000‬مــرة فــي الــيــوم‪ ،‬والــقــدرة‬ ‫من ذلك‪ ،‬يتمثل أسلوب البحث عن الغذاء الرئيس في‬
‫‪ 20‬مرة في الثانية ‪-‬‬ ‫الــازمــة الــتــي يحتاجها فــي نقر الــخــشــب‪ ،‬يحصل عليها‬ ‫مواسم أخرى عبر الحفر بنشاط بحث ًا عن الحشرات الناخرة‬
‫فيضرب بمنقاره ما‬ ‫نقار الخشب العربي من خــال تقليص عضالته القوية‬ ‫(‪)180‬‬ ‫للخشب‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن امتصاص النسغ من أشجار الطلح‪.‬‬
‫يصل إلى ‪12,000‬‬ ‫الموجودة في قدميه القوية والقصيرة نسبي ًا‪ ،‬وعنقه‬ ‫ومــن المحتمل أن لنقار الخشب العربي دوراً مهم ًا‬
‫السميك‪ )184(،‬ما تتيح له بإحداث قوة كبيرة على الشجرة‪.‬‬ ‫في حفظ تــوازن النظام البيئي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬عبر‬
‫مرة في اليوم‪.‬‬
‫كما تمتلك طــيــور نــقــار الخشب بعض الــمــزايــا التي‬ ‫إزالة أعداد كبيرة من الحشرات الناخرة للخشب ويرقاتها‪،‬‬
‫تساعدها على التكيف للتغلب على مخاطر تهشيم‬ ‫تسهم هذه الطيور في منع انتشار الحشرات‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫مــنــاقــيــرهــا فــي ج ــذوع األشــجــار وتــآكــلــهــا تــدريــجــيـ ًا مــع نقر‬ ‫المحافظة على صحة وســامــة األشــجــار‪ .‬وثــمــة تأثيرات‬
‫الخشب‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬لديها جفن إضافي يُغ َل ْق‬ ‫إيجابية مماثلة لــدى أنــواع أخــرى من طيور نقار الخشب‪.‬‬
‫جزء من الثانية قبل كل ضربة لحماية عيونها من‬
‫ٍ‬ ‫بمقدار‬ ‫ففي أميركا الشمالية‪ ،‬كانت طيور نقار الخشب أكثر‬
‫الــرقــاقــات الخشبية الصغيرة المتطايرة ووقــايــة شبكية‬ ‫مي ً‬
‫ال للبحث عن الغذاء على األشجار التي تحتوي على‬
‫العين من التمزق‪ .‬كما أن فتحتي األنف عبارة عن شقين‬ ‫يرقات حفار الــدردار الزمردي ‪ Agrilus planipennis‬وإزالــة‬
‫نحيفين جــداً يغطيهما ريــش خــاص يوفر حماية إضافية‬ ‫ما يصل إلى ‪ %95‬من هذه اليرقات‪ )181(.‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫أيض ًا من الحطام المتطاير‪.‬‬
‫(‪)185‬‬
‫من شأن طيور نقار الخشب العربي أن تسهم في عملية‬
‫عـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬فــإن كل ضربة بمنقاره في الشجرة‬ ‫التحلل الميكانيكي للخشب‪ .‬فعن طريق التنقل من‬
‫تعادل ضرب الرأس في جدار بسرعة ‪ 25‬كم في الساعة‪،‬‬ ‫شجرة إلــى أخ ــرى‪ ،‬تحمل طيور نقار الخشب الفطريات‬
‫وينتج عنها قوة تباطؤ (بمقدار ‪ 1,200‬غم تقريب ًا) بمئات‬ ‫المفيدة على مناقيرها وأجسامها التي تساعد الطائر‬
‫(‪)186‬‬
‫ومما ال شك‬ ‫المرات أشد مما قد يتحمله رواد فضاء‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف على حفر الثقوب عن طريق تليين‬
‫فيه أن صدمات كهذه من شأنها أن تتسبب في ارتجاجات‬ ‫الخشب‪ .‬وبــدورهــا تساعد طيور نقار الخشب الفطريات‬
‫(‪)182‬‬
‫بالمخ لدى البشر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن طيور نقار الخشب تتسم‬ ‫وتتكافل‬ ‫على االنتشار والتنقل على أشجار جديدة‪.‬‬
‫بمجموعة من وسائل التك ّيف أيض ًا‪ ،‬لمنع هكذا إصابات‪.‬‬ ‫طيور نقار الخشب مع الفطريات للمساعدة في انحالل‬
‫أو ًال‪ ،‬بينما تُ َع ُّد مناقيرها قوية للغاية‪ ،‬فإنها تحتوي أيض ًا‪،‬‬ ‫(‪)183‬‬
‫الخشب‪ ،‬ومن ثم إعادة العناصر الغذائية إلى التربة‪.‬‬
‫عظم إسفنجي على السطح العلوي المتصاص‬ ‫ٍ‬ ‫على‬ ‫ثقوب‬
‫ٍ‬ ‫جدير بالذكر أن هذه القدرة االستثنائية على حفر‬
‫(‪)187‬‬
‫كما أن‬ ‫بعض اإلجهاد الميكانيكي الناجم عن النقر‪.‬‬ ‫في جذوع األشجار تتطلب مجموعة من وسائل التك ّيف‬
‫عظام تشبه اإلسفنج مضغوطة‬ ‫ٍ‬ ‫الجمجمة تتكون من‬ ‫الخاصة؛ أوالهــا‪ ،‬أن تكون طيور نقار الخشب قــادرة على‬
‫(المــتــصــاص الــصــدمــات) وكــثــيــفــة‪ ،‬خــاصــة ح ــول الجبهة‬ ‫الوقوف بشكل ثابت على جذع شجرة عمودي لفترات‬
‫ومؤخرة الجمجمة‪ ،‬حيث يكمن اإلحساس فيها‪ .‬إضافة‬ ‫زمنية طويلة‪ .‬ولتحقيق ذلــك‪ ،‬تتمتع طيور نقار الخشب‬
‫إلى ذلك‪ ،‬يحيط الدماغ القليل جداً من السائل النخاعي‪،‬‬ ‫بهيكل قــدم غير ع ــادي؛ فبينما تمتلك معظم الطيور‬
‫وه ــو مــوجّ ــه بشكل غــيــر ع ــادي لــزيــادة مــســاحــة االتــصــال‬ ‫األخ ــرى ثــاثــة أصــابــع تتجه إلــى األم ــام وآخ ــر إلــى الخلف‪،‬‬
‫كل ضربة بمنقار‬ ‫بالجمجمة‪ ،‬ما يق ّلل من حركة الــدمــاغ داخــل الجمجمة‬ ‫تمتلك طيور نقار الخشب إصبعين فقط متجهين لألمام‬
‫(‪)188‬‬
‫أي إصابة ُمحتملة للدماغ‪.‬‬
‫أثناء النقر‪ ،‬وبالتالي يمنع ّ‬ ‫ً‬
‫عالوة‬ ‫في حين أن اإلصبع األول والرابع يتجهان إلى الخلف‪.‬‬
‫نقار الخشب في‬
‫جميع ما سبق ذكره من وسائل التكيف االستثنائية التي‬ ‫على ذلك‪ ،‬يتميز ريش الذيل المتوسط بقوته وصالبته‪،‬‬
‫الشجرة تعادل ضرب‬
‫تتسم بها جمجمة نقار الخشب قد ألهمت المهندسين‬ ‫ويمكن استخدامه لدعم وقوفه على جذع الشجرة‪ ،‬كما‬
‫الرأس في الحائط‬ ‫بتطوير أنظمة مــاصــة للصدمات مماثلة تــقــاوم قوى‬ ‫لو كان جالس ًا على كرسي مدمج‪ .‬ويسهم إصبعا القدم‬
‫بسرعة ‪ 25‬كم في‬ ‫الجاذبية العالية في األجهزة المصغرة وماص الصدمات‬ ‫المتجهان للخلف مــع الــذيــل المتصلب بتثبيت الطائر‬
‫(‪)189‬‬
‫الساعة‪ ،‬وينتج عنها‬ ‫في السيارات والخوذات الخاصة بالرياضيين‪.‬‬ ‫واستقراره على جذوع األشجار العمودية‪ ،‬ما يساعده على‬
‫ما يبدو في تحدي الجاذبية‪ .‬في الــواقــع‪ ،‬تُ َع ُّد طيور نقار‬
‫قوة تباطؤ بمئات‬ ‫في حين أن معظم الطيور لديها إصبع واحد مواجه‬

‫سلوك التكاثر‬
‫الخشب العربي ماهرة للغاية في التشبث باألشجار لدرجة‬ ‫للخلف‪ ،‬يتميز نقار الخشب بامتالكه إصبعين اثنين إلى‬
‫المرات أشد مما قد‬ ‫أنها تستطيع أن تقتات‪ ،‬وهي جاثمة في وضع مستقيم‪،‬‬ ‫ً‬
‫وإضافة إلى ريش الذيل الصلب‪ ،‬تسمح هذه‬ ‫الخلف‪.‬‬
‫الخصائص لنقار الخشب العربي بأن يتشبث باألشجار‬
‫يتحمله رواد الفضاء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تعشش‬ ‫نقار الخشب العربي من الطيور المقيمة التي‬ ‫أو ُمع َّلقة رأس ًا على عقب‪.‬‬ ‫طيات اللحاء‪.‬‬
‫خالل بحثه عن الغذاء في ّ‬

‫‪297‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪296‬‬
‫فــي أزواج‪ .‬وتستخدم خــال مــوســم التكاثر لــإعــان عن‬ ‫ثالثة أعشاش فقط‬
‫وجودها وجذب الشريك‪ ،‬األساليب المتعارف عليها بين‬ ‫من أعشاش نقار‬
‫الطيور‪ ،‬بما فيها الغناء وغيره‪ .‬أو ًال‪ ،‬تُطل ِ ُق الذكور واإلناث‬
‫الخشب العربي‪،‬‬
‫كالهما نداءات رنانة سريعة اإليقاع تراوح بين ‪ 20 - 7‬نغمة‪،‬‬
‫وهــي أكثر شيوع ًا فــي فصل الربيع‪ )190(،‬فــي إش ــارة إلى‬ ‫خضعت للدراسة‬
‫ً‬
‫عالوة‬ ‫االنتقاء الجنسي و ‪ /‬أو الدفاع عن منطقة التكاثر‪.‬‬ ‫والبحث‪.‬‬
‫على ذلك‪ ،‬يمكن لنقار الخشب العربي ‪ -‬شأنه شأن سائر‬
‫أنواع نقار الخشب ‪ -‬أن يصدر صوت ًا شبيه ًا بقرع الطبول‪،‬‬
‫وذلك عن طريق ضرب منقاره في الشجرة بصورة متكررة‬
‫وســريــعــة‪ .‬وت ــؤدي هــذه األصـ ــوات الــتــي تمتد لمسافات‬
‫بعيدة وظيفة الغناء نفسها بــاألســاس؛ فتعمل على‬
‫تحديد المناطق وجذب الرفيق والمحافظة على الروابط‬
‫(‪)191‬‬
‫في بعض األن ــواع‪ ،‬يكون صــوت القرع هذا‬ ‫الزوجية‪.‬‬
‫مثيراً وقوي ًا‪ ،‬ولكن في نوع نقار الخشب العربي‪ ،‬تم وصف‬
‫(‪)192‬‬
‫هذا الصوت بأنه «ضعيف إلى حد ما»‪.‬‬
‫وتــشــيــر عــمــلــيــات الــرصــد الــمــزدوجــة لــلــهــجــرة الــرأســيــة‬
‫الطفيفة خــال فصل الصيف‪ ،‬والــزيــادة الملحوظة في‬
‫ال ــن ــداءات على م ــدار مــوســم التكاثر إلــى أن طــيــور نقار‬
‫الخشب العربي ال تبقى في مناطقها خالل السنة‪ ،‬بل‬
‫يُفترَض أنها تؤسس مناطق تكاثر جديدة كل ربيع‪ ،‬ربما‬
‫في استجابة لمصادر الطعام التي ال يمكن التنبؤ بها في‬
‫ّ‬
‫ظل أجواء المناخ بالمملكة‪ .‬ويدعم هذه الفرضية‪ ،‬عملية‬
‫الرصد التي أظهرت أن طيور نقار الخشب العربي نادراً ما‬
‫(‪)193‬‬
‫تستخدم األعشاش من السنوات السابقة‪.‬‬
‫وبمجرد تكوين األزواج وتحديد منطقة التكاثر‪ ،‬يحفر‬
‫ـد‬ ‫الــذكــر معظم (إن لــم يكن كــل) الــعــش الــجــديــد‪ .‬وتُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬
‫أشجار الطلح (ســواء الحية أو الميتة) الشجرة المفضلة‬
‫لهذا النوع من الطيور‪ ،‬إال أنها قد تعشش أيض ًا في أشجار‬
‫العرعر على ارتــفــاعــات أعــلــى‪ ،‬وفــي بعض أن ــواع األشجار‬
‫اللينة‪ .‬وتُنحَ ت معظم ثقوب األعشاش في الجذع الرئيس‬
‫لألشجار‪ .‬وبشكل عام ينقر الطائر ثقوب األعشاش على‬
‫ارتــفــاع ي ــراوح بين ‪ 5 - 2‬م فــوق سطح األرض‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬
‫لوحظت أعشاش على مستويات منخفضة عند ‪ 20‬سم‬
‫وعلى ارتفاع ‪ 25‬م‪ .‬ووفق ًا للشواهد والقياسات المأخوذة‬
‫جذع أو فرع شجرة‬
‫ٍ‬ ‫من ‪ 14‬عش ًا‪ ،‬فإنه يتم بناء العش في‬
‫يصل عرضه إلى ما يقرب من ‪ 25‬سم‪ ،‬ويبلغ عرض مدخل‬
‫العش ‪ 4.4‬سم وارتفاعه ‪ 4.3‬ســم‪ .‬وعــادة ما يــراوح عمق‬
‫تجويف العش بين ‪ 30 - 25‬سم‪ ،‬وموقعه أسفل مدخل‬
‫العش‪ .‬تضع األنثى البيوض على نشارة الخشب الرقيقة‬
‫(‪)194‬‬
‫التي تراكمت أثناء نقر وحفر العش‪.‬‬
‫وقد أجريت ثالث محاوالت فقط لدراسة أعشاش طائر‬
‫ـاء عــلــى البيانات‬
‫نــقــار الــخــشــب الــعــربــي عــن كــثــب‪ .‬وبــنـ ً‬
‫ستقاة من هذه المحاوالت‪ ،‬فقد‬
‫والم ْ‬
‫ُ‬ ‫المحدودة للغاية‬
‫تبين أن اإلن ــاث تضع ثــاث بــيــوض على م ــدار ثــاثــة أيــام‪.‬‬
‫ويتم حضنها لمدة ‪ 11‬يوم ًا فقط حتى تفقس(‪ - )195‬فترات‬
‫ً‬
‫ثقوبا في‬ ‫زوج من نقار الخشب العربي يحفر‬ ‫الحضانة القصيرة هذه تُ َع ُّد ميزة خاصة بجميع أنواع نقار‬
‫األشجار للتعشيش فيها‪ .‬ويقوم الذكر ذو الرأس‬ ‫الخشب‪ )196(.‬وعلى نحو متصل‪ ،‬يتشارك األبــوان كالهما‬
‫األحمر بمعظم مهام بناء العش‪ ،‬أو كلها‪.‬‬
‫في تغذية صغارهما واالعتناء بهم في العش‪ ،‬إلــى أن‬

‫‪299‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪298‬‬
‫ً‬
‫عشا‬ ‫زوج من الزرزور المجوف يستخدم‬
‫ألحد طيور نقار الخشب العربي‪.‬‬

‫هــذا الــتــعــداد نتيجة لفقدان الــمــوائــل وتــدهــورهــا بسبب‬ ‫يحين موعد مغادرتهم‪ ،‬وذلــك بعد ‪ 22 - 16‬يوم ًا‪ .‬ورغم‬
‫(‪)197‬‬
‫اإلفراط في قطع األشجار ألغراض الحصول على األخشاب‬ ‫تحليقهم‪ ،‬إال أن الفراخ تبقى قريبة لمدة شهرين‪.‬‬
‫واألعــاف‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬يوجد هذا النوع في منطقتين‬ ‫تتميز طيور نقار الخشب العربي بمهارتها في هندسة‬
‫محميتين على األقل بالمملكة‪ ،‬في محمية ريدة ومتنزه‬ ‫النظام البيئي‪ .‬ويمكن القول إنه عن طريق حفر الثقوب‬
‫عسير الوطني‪.‬‬ ‫في األشجار‪ ،‬توفر هذه الطيور تجاويف لمجموعة مختلفة‬
‫من أنــواع الفقاريات والــا فقاريات غير الــقــادرة على بناء‬
‫تجاويف بنفسها‪ )198(.‬على سبيل المثال‪ ،‬تُ َع ُّد أعشاش‬
‫هازجة يمنية‬ ‫نقار الخشب العربي القديمة‪ ،‬صالحة لالستخدام من قِ َبل‬

‫‪Sylvia buryi‬‬ ‫تعشش في ثقوب‪ ،‬مثل الزرزور المجوف‬‫ّ‬ ‫بعض طيور أخرى‬
‫والعصفور الدوري‪ )199(.‬في واقع األمــر‪ ،‬تُ َع ُّد الثقوب التي‬
‫يُ َع ُّد هذا الطائر ذو اللون الرمادي والعينين الزرقاوين‪ ،‬أو‬ ‫تحفرها طيور نقار الخشب العربي ثمينة للغاية‪ ،‬لدرجة‬
‫المائلتين للون األبيض المتأللئ من أكثر أنــواع الطيور‬ ‫أن ال ــزرزور بنفسجي الظهر قد يطرد طيور نقار الخشب‬
‫المحاطة بالسرية ويكتنفها الــغــمــوض فــي المملكة‬ ‫ويجبرها على إخالء أعشاشها المحفورة حديث ًا قسراً‪ .‬ومن‬
‫العربية السعودية‪ .‬وسلوكها في التسلل والتواري عن‬ ‫المحتمل أن يــكــون لالنخفاض فــي وف ــرة نــقــار الخشب‬
‫هازجة يمنية‪:‬‬ ‫ّ‬
‫األنظار يكاد يجعلها غير مرئية تمام ًا‪ ،‬لكنها عادة ما تكشف‬ ‫تعشش في‬ ‫العربي تأثيرات على وفرة هذه األنواع التي‬
‫طائر متوطن في شبه الجزيرة‬
‫العربية‪.‬‬ ‫عن وجودها من خالل تغريداتها المحببة إلى النفوس‪.‬‬ ‫التجاويف وغيرها‪ ،‬ما يؤكد بشكل قاطع أهمية المحافظة‬
‫على هذا الطائر المتوطن‪.‬‬

‫حالته بالمملكة‬
‫يــوجــد فــي الــعــالــم نحو ‪ 7,500‬زوج فقط مــن طــيــور نقار‬
‫الــخــشــب الــعــربــي‪ ،‬مــا يجعله مــن أكــثــر أنـ ــواع طــيــور نقار‬
‫الخشب نــدرة على كوكب األرض‪ ،‬بــل إن هناك خمس‬
‫أنواع فقط من نقار الخشب‪ ،‬حيث عدد أفرادها أقل‪ ،‬ومنها‬
‫نوعان يُرجح أنهما قد انقرضا‪ .‬يوجد ثالثة أربــاع التعداد‬
‫العالمي بالكامل في المملكة العربية السعودية‪ ،‬في‬
‫حين تــوجــد البقية فــي مــوائــل متشرذمة باليمن (انظر‬
‫ً‬
‫غالبا ما يستخدم العصفور الدوري‬
‫الــجــدول ‪ .)1‬وقــد أدرج االتــحــاد الــدولــي لحماية الطبيعة‬ ‫والزرزور المجوف أعشاش نقار‬
‫هذا الطائر ضمن الفئة القريبة من التهديد‪ ،‬نظراً لصغر‬ ‫الخشب العربي المهجورة‪ ،‬مواقع‬
‫لها للتعشيش‪.‬‬
‫حجم تعداداته المقصورة على تعدا ٍد فرعي واحد‪ ،‬ويقل‬

‫‪301‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪300‬‬
‫من األنواع األخرى وثيقة الصلة بها‪ .‬ثمة ميزة أخرى مثيرة‬ ‫سلوك التكاثر‬ ‫المملكة)‪ .‬ودائم ًا ما تعيش بالقرب من الموارد المائية‬ ‫هازجة يمنية؛ يمكن العثور عليها ضمن‬
‫يــبــدو أن طــيــور الــهــازجــة اليمنية تُـ َ‬ ‫ارتفاعات تتجاوز ‪ 2,450‬م في جبال‬
‫الدخل الهازجة ‪ ،Sylvia‬وهي أن هذه‬
‫لالهتمام في طيور ُّ‬ ‫ـكــل أزواجـ ـ ـ ًا أحــاديــة‬
‫ـشـ ِّ‬ ‫أي‬
‫المتاحة‪ ،‬لذلك تخلو الحافة الشرقية للمرتفعات من ّ‬
‫عسير‪ ،‬بمنطقة الباحة باتجاه الجنوب‬
‫الصراعات على المناطق ال تقتصر على أفــراد من نوعها‬ ‫اجتماعي ًا‪ ،‬ومن المرجح أنها تبقى مع ًا طــوال‪ ،‬أو معظم‬ ‫وجــود لها‪ ،‬لكونها جافة‪ .‬كما تتجنب القرى وغيرها من‬ ‫إلى اليمن‪.‬‬
‫(‪)200‬‬
‫فقط‪ ،‬وإنما تدخل في منازعات عنيفة على المناطق مع‬ ‫الــعــام‪ .‬وال توجد معلومات كافية بشأن سلوك التو ّدد‬ ‫ويمكن الــقــول‪ ،‬إن‬ ‫المناطق المأهولة بالسكان‪.‬‬
‫(‪)211‬‬
‫لذلك‪،‬‬ ‫الدخل الهازجة ‪.Sylvia‬‬
‫أنــواع أخــرى من طيور ُّ‬ ‫لديها‪ ،‬أو كيفية تكوين هذه األزواج في هذا النوع‪ ،‬على‬ ‫الهازجة اليمنية طيور مقيمة‪ ،‬لكن بأعداد صغيرة للغاية‪.‬‬
‫يمكن لطيور الــهــازجــة اليمنية أن تقاتل فــي صــراعــات‬ ‫الرغم من مشاهدتها تساعد بعضها بعض ًا في التأنق‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫(‪)207‬‬
‫الدخلة الغابية البنية وطيور الهازجة‬
‫المناطق مع طيور ُّ‬ ‫الدخل‬
‫ومن المثير‪ ،‬أن بعض ذكــور ُّ‬ ‫وتجميل ريشها‪.‬‬
‫العربية عندما تتداخل نطاقاتها‪.‬‬ ‫الهازجة ‪ Sylvia‬قد تحاول جذب اإلناث بتقليد نداءات أنواع‬
‫وبــالــعــودة إل ــى الــغــنــاء‪ ،‬فــقــد تــم رص ــد طــيــور الــهــازجــة‬ ‫أخرى من الطيور‪ .‬وتلجأ عديد من أنواع الطيور إلى تقليد‬ ‫ال يوجد من المعلومات سوى القليل‪ ،‬والقليل جداً‪ ،‬عن‬
‫اليمنية وهــي تــغــرد أغنيتها الــرائــعــة ذات الــنــبــرة الــحــادة‬ ‫األصوات بوصفها وسيلة لجذب اإلناث‪ ،‬اللواتي يفضلن‬ ‫سلوك الهازجة اليمنية فــي البحث عــن الــغــذاء‪ .‬وتشير‬
‫(‪)212‬‬ ‫(‪)208‬‬
‫وليس‬ ‫والــخــاصــة بمنطقتها فــي معظم الشهور‪،‬‬ ‫الذكور الذين يمتلكون مخزون تغريدات أكبر‪.‬‬ ‫المشاهدات العرضية والقليلة لهذا الطائر الصغير إلى أنه‬
‫فقط خالل موسم التكاثر‪ ،‬ما يدل على أنها تحافظ على‬ ‫الدخل‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬شوهد ذكر طائر من نوع ُّ‬ ‫الدخل الهازجة‬
‫ربما يتبع سلوك النظام الغذائي لطيور ُّ‬
‫مناطقها طوال السنة‪.‬‬ ‫كستنائية العجز ‪ S. subcoerulea‬في جنوب أفريقيا‪ ،‬وهو‬ ‫‪ Sylvia‬الــذي يتكون أســاس ـ ًا مــن الــافــقــاريــات الصغيرة‪،‬‬
‫ـدخــل الهازجة ‪ Sylvia‬ببناء‬
‫ويــقــوم عديد مــن ذكــور الـ ُّ‬ ‫يقلد ‪ 29‬نوع ًا مختلف ًا من الطيور على األقل‪ ،‬ومنها أنواع‬ ‫والتي تُس َتكمل موسمي ًا ببعض أنواع الفاكهة والتوت‪،‬‬
‫يتوجب على‬ ‫عــش واح ــد‪ ،‬أو أكثر مما يُــعــرف باسم «أعــشــاش الــديــك»؛‬ ‫(‪)209‬‬
‫مهاجرة كانت غائبة عن المنطقة لمدة خمسة أشهر‪.‬‬ ‫(‪)201‬‬ ‫فض ً‬
‫ال عن مجموعة متنوعة من البذور‪.‬‬
‫مراقبي الطيور في‬ ‫فهذه الهياكل الشبيهة باألعشاش تُش ّيد لجذب األنثى‪،‬‬ ‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يتوجب على مراقبي الطيور في جبال‬ ‫ويوحي منقار الهازجة اليمنية الصغير والنحيف الذي‬ ‫وينتمي ه ــذا الــنــوع مــن الــطــيــور إل ــى عــائــلــة الــهــوازج‪،‬‬ ‫تُ َع ُّد هذه الهازجة‬
‫هشة غير ُمحكمة من مــواد يمكن‬ ‫وتتكون من منصة ّ‬ ‫عسير اإلنصات باهتمام شديد للتأكد مما إذا كانت طيور‬ ‫يبلغ عمقه ‪ 4‬مم‪ ،‬وعرضه ‪ 5‬مم‪ ،‬وطوله أقل من ‪ 20‬مم‬ ‫والمعروفة أيض ًا‪ ،‬باسم هوازج العالم القديم وطيور مناقير‬
‫جبال عسير اإلنصات‬ ‫ذات اللون الرمادي‬
‫استخدامها في التعشيش لتكون عش ًا متقن ًا‪ .‬والذكور‬ ‫الهازجة اليمنية أيض ًا‪ ،‬تعمد إلى تقليد أصوات أنواع طيور‬ ‫بأنه يركز على المواد‬ ‫(‪)202‬‬
‫(مــن المنقار إلــى الجمجمة)‪،‬‬ ‫الببغاء التي تضم ‪ 22‬جنس ًا و‪ 71‬نوع ًا‪ .‬وقد خضع تصنيف‬
‫بعناية لسماع ما إذا‬ ‫والعينين الزرقاوين‬
‫التي تبني أعشاش ًا باذخة ربما تفعل ذلك إلظهار جودتها‬ ‫أخرى أم ال‪.‬‬ ‫الغذائية الصغيرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد تكون المظاهر خادعة‬ ‫الد َخل للمراجعات والتعديالت‪ ،‬بناء على‬
‫عديد من عائالت ُّ‬
‫كانت طيور الهازجة‬ ‫وم ــدى اســتــعــدادهــا لالستثمار فــي ال ــت ــزاوج‪ .‬وفــي بعض‬ ‫ـدخ ــل الــهــازجــة ‪ ،Sylvia‬ربما‬
‫ومــثــل مــعــظــم طــيــور ال ـ ُّ‬ ‫أحيان ًا‪ .‬فمن الطيور القريبة من الهازجة اليمنية‪ ،‬وثيقة‬ ‫التحليالت الجينية اآلخذة في التحسن بصورة مستمرة‪.‬‬ ‫أو المائلة للون‬
‫اليمنية أيض ًا‪ ،‬تعمد‬ ‫الحاالت‪ ،‬تختار األنثى «عش الديك» الستخدامه كمنصة‬ ‫تعشش األزواج مــن طيور الهازجة اليمنية على انــفــراد؛‬ ‫ّ‬ ‫الــصــلــة‪ ،‬الــدخــلــة البنية ‪ S. lugens‬الــتــي تــوجــد فــي شرق‬ ‫ولذلك‪ ،‬فإن الهازجة اليمنية التي كانت مدرجة مبدئي ًا‬ ‫األبيض المتأللئ‬
‫إلى تقليد أصوات‬ ‫تبني عليها عش التكاثر الحقيقي‪ .‬وفي أحيان أخرى‪ ،‬يتم‬ ‫ففي بداية موسم التكاثر تؤسس األزواج منطقة خاصة‬ ‫أفريقيا‪ ،‬والتي تعمد في بعض األحيان إلى تناول يرقات‬ ‫أجناس أخرى (منها ‪ Parisoma‬و ‪،)Curruca‬‬
‫ٍ‬ ‫ضمن قوائم‬ ‫من أكثر أنواع‬
‫(‪)213‬‬
‫بناء عش جديد كلي ًا من البداية‪.‬‬ ‫بها صغيرة نسبي ًا وتدافع عنها‪ .‬ومن ُ‬
‫المرجَّ ح أن يبدأ الذكور‬ ‫أطــول من منقارها بخمس مــرات‪ ،‬حيث تضرب فريستها‬ ‫بشكل مؤكد ضمن جنس الهوازج‬ ‫ٍ‬ ‫أصبحت اآلن مدرجة‬
‫أنواع أخرى أم ال‪ .‬فقد‬ ‫الطيور المحاطة‬
‫يُــذكــر أنــه مــن بين أعــشــاش الــهــازجــة اليمنية القليلة‬ ‫تحديداً بالدخول في منازعات على المناطق التي تنطوي‬ ‫على مجثم‪ ،‬ثم تسحقها من بين فكيها إلزالة محتوياتها‬ ‫‪ Sylvia‬إلــى جانب ‪ 29‬نــوعـ ًا آخــر‪ .‬ويمكن تصنيف طيور‬
‫تم تسجيل أنواع‬ ‫المكتشفة‪ ،‬كان معظمها على ارتفاع ‪ 1.5 - 0.2‬م فقط‬ ‫على مسابقات غنائية كثيرة‪ .‬فتغني باستمرار من مجاثم‬ ‫من األمعاء‪ )203(.‬وبالمثل‪ ،‬تم تسجيل الهازجة اليمنية مرة‬ ‫ـد َخــل الــهــازجــة ‪ Sylvia‬ضمن فئتين رئيستين‪ :‬األنــواع‬
‫الـ ُّ‬ ‫بالسرية ويكتنفها‬
‫الد َّخلة‬
‫من طيور ُ‬ ‫غطاء كثيف من النباتات‪ ،‬أو في‬
‫ٍ‬ ‫فوق سطح األرض في‬ ‫خفية‪ ،‬أو خــال الــطــيــران‪ .‬وتــكــون أغنية الهازجة اليمنية‬ ‫واحدة على األقل‪ ،‬وهي تأكل حشرة كبيرة بشكل يبعث‬ ‫المهاجرة (وغالب ًا ما تكون مزدوجة الشكل جنسي ًا) التي‬ ‫الغموض في‬
‫شجيرة‪ ،‬أو مجموعة من نبات العليق‪ ،‬بيد أنه يوجد عشٌ‬
‫ُ‬ ‫بأصوات‬
‫ٍ‬ ‫الكاملة عبارة عن تغريدة بطيئة وغنية تطلقها‬ ‫ً (‪)204‬‬
‫على االندهاش‪ ،‬إلى جانب اليرقات الكبيرة أيضا‪.‬‬ ‫تعشش في أوراسيا‪ ،‬واألنــواع المقيمة األحادية الشكل‬ ‫ّ‬
‫وثيقة الصلة‪ ،‬وهي‬ ‫المملكة العربية‬
‫واحد ُ‬
‫ش ِّي َد على ارتفاع ‪ 4.5‬م تقريب ًا فوق سطح األرض في‬ ‫قصيرة لكنها قوية إلى حد ما‪ ،‬وتصل مدتها إلى ما يقرب‬ ‫وعادة ما تتغذى الهازجة اليمنية عن طريق البحث بين‬ ‫تعشش في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية‪ ،‬ومنها‬ ‫ّ‬ ‫التي‬
‫تقلد نداءات ‪29‬‬ ‫السعودية‪ .‬وعادة‬
‫عال بإحدى أشجار العرعر‪.‬‬
‫مكان ٍ‬
‫ٍ‬
‫(‪)210‬‬
‫من ‪ 20‬ثانية‪.‬‬ ‫أوراق وفروع األشجار التي غالب ًا ما تكون قريبة من الجذوع‬ ‫الد َخل‬
‫الهازجة اليمنية‪ .‬ومن بين الثالثين نوع ًا من أنواع ُّ‬
‫نوع ًا مختلف ًا من‬ ‫ويأتي العش على شكل وعاء هش من أغصان رفيعة‬ ‫وقد تشارك أيض ًا‪ ،‬في أعمال تهديد ومــطــاردات‪ ،‬وربما‬ ‫الرئيسة لألشجار الكبيرة‪ .‬هذا النوع من الطيور لديه من‬ ‫ـوع واحــد فقط معرّض لالنقراض‪،‬‬
‫الهازجة ‪ ،Sylvia‬ثمة نـ ٌ‬ ‫ما تكشف هذه‬
‫الطيور على األقل‪.‬‬ ‫وأعشاب وجذور وطحالب زرقاء ‪ -‬خضراء (أشنة)‪ ،‬ويكون‬ ‫حتى في بعض الصراعات‪ ،‬األمر الذي تم توثيقه في عديد‬ ‫الــوســائــل ال ــذي تتيح لــه التكيف جــيــداً خــال البحث عن‬ ‫أال وهو الهازجة اليمنية التي ينحصر تعدادها في جنوب‬ ‫الطيور الصغيرة عن‬
‫الــغــذاء في أشجار الطلح‪ ،‬إذ يمكنها استخدام منقارها‬ ‫غرب المملكة العربية السعودية وغرب اليمن‪.‬‬ ‫نفسها من خالل‬
‫الطويل والنحيف لسبر الشقوق‪ ،‬وتحت لحاء األشجار‬
‫تغريداتها المحببة‬
‫الموئل‬
‫الستخراج الحشرات الصغيرة‪ .‬وأحيان ًا تتدلى ورأسها إلى‬
‫األســفــل اللتقاط العناصر الغذائية أسفل األوراق‪ .‬كما‬ ‫إلى النفوس‪.‬‬
‫تقضي ما بين دقيقة إلى ‪ 3‬دقائق في التقاط الفرائس من‬ ‫نحو غير‬
‫ٍ‬ ‫في المملكة‪ ،‬تُ َع ُّد الهازجة اليمنية موزعة على‬
‫شجرة ما‪ ،‬قبل أن تطير على مستوى منخفض بجناحيها‬ ‫مستقر فــي المرتفعات الجنوبية الغربية (مــن نقطة‬
‫اللذين يحدثان طنين ًا صاخب ًا للتغذي على الشجرة التي‬ ‫شما ًال تقريب ًا بالقرب من الباحة إلى اليمن جنوب ًا)‪.‬‬
‫تليها‪ )205(.‬وفــي بعض األحيان تهبط إلــى األرض للبحث‬ ‫وعادة ما توجد على ارتفاعات تزيد على ‪ 2,450‬م‪ ،‬غير أنه‬
‫عن الغذاء‪ ،‬لكن نادراً ما يحدث ذلك في العراء‪ .‬وقد تطير‬ ‫سجّ ل وجودها على ارتفاع ‪ 1,540‬م‪ .‬وتفضل البيئات‬ ‫قد ُ‬
‫أيض ًا‪ ،‬بصورة متكررة من مجثمها ألخذ األطعمة من شجرة‬ ‫المرتفعة شبه البدائية التي تــزداد نــدرة يوم ًا بعد يوم‪،‬‬
‫(‪)206‬‬
‫مجاورة‪.‬‬ ‫والتي تحتوي على غطاء نباتي مكثف ونباتات كثيفة‬
‫ومثل معظم طيور الهازجة المقيمة‪ ،‬عـ ً‬
‫ـادة ما تبحث‬ ‫نامية تحت األشجار‪ .‬كما يشيع وجودها في مناطق غابات‬
‫بشكل فــردي‪ ،‬أو في أزواج‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الهازجة اليمنية عن الطعام‬ ‫العرعر التي تضم مزيج ًا مــن أشــجــار الطلح وغيرها من‬
‫ً‬
‫عادة ما تتغذى‬ ‫هازجة يمنية؛‬ ‫الدخل إلى أســراب البحث‬
‫وينضم اديد من أعضاء عائلة ُّ‬ ‫األشجار متساقطة األوراق‪( .‬وفــي اليمن‪ ،‬يمكن أن توجد‬
‫هذه الطيور عن طريق البحث‬
‫عن الحشرات بين أوراق وفروع‬ ‫عــن ال ــغ ــذاء المختلطة األن ـ ــواع (ال سـ ّيــمــا خ ــارج موسم‬ ‫أيض ًا في أدغال أشجار الطلح بأزهارها النقية‪ ،‬والشجيرات‬
‫األشجار‪ ،‬بالقرب من الجذوع‬ ‫التكاثر)‪ ،‬ربما للحد من مخاطر تعرضها لالفتراس‪ .‬ومن غير‬ ‫الكثيفة في أحواض الوديان‪ ،‬وسياج األشجار بالقرب من‬
‫الرئيسة لألشجار الكبيرة‪.‬‬
‫المعروف ما إذا كانت طيور الهازجة اليمنية تقوم بذلك‪.‬‬ ‫الحقول والمزارع الكثيفة‪ ،‬رغم أن األمر ال يبدو كذلك في‬

‫‪303‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪302‬‬
‫(‪)226‬‬
‫وبالمقابل‪ ،‬ينخفض نشاط الوالدين‬ ‫للنوع الثاني‪.‬‬ ‫هازجة يمنية؛ ثمة القليل من‬
‫المعلومات حول هذا النوع من‬
‫في العش بدرجة كبيرة‪ ،‬حيث يصل الطائر البالغ إلى‬
‫الطيور‪.‬‬
‫العش مرة واحدة كل ‪ 30‬دقيقة أثناء فترة الحضانة‪،‬‬
‫حتى عندما يصل جوع الفراخ إلى ذروته‪ ،‬ويطعم األبوان‬
‫الفراخ أقل من مرة كل ‪ 5‬دقائق‪ )227(.‬وعلى سبيل المقارنة‪،‬‬
‫تعشش‬ ‫ّ‬ ‫الدخل الهازجة ‪ Sylvia‬األخرى التي‬
‫تطعم طيور ُّ‬
‫معدالت أقل من افتراس األعشاش‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫في مناطق ذات‬
‫بشكل أكثر تواتراً بنحو مرتين إلى ‪ 5‬مرات عندما‬
‫ٍ‬ ‫فراخها‬
‫(‪)228‬‬
‫معدل زيارة‬
‫ّ‬ ‫بيد أن انخفاض‬ ‫تصل إلى ذروة الطلب‪.‬‬
‫الدخل الهازجة ‪ Sylvia‬األفريقية تأتي‬
‫العش في طيور ُّ‬
‫على حساب تربية عد ٍد أقل من الفراخ في كل محاولة‪،‬‬
‫ألنه بالطبع زيادة عدد الفراخ تقتضي المزيد من الطعام‪،‬‬
‫ولكن إحضار المزيد من الطعام إلى العش ببساطة‬
‫يُ َع ُّد مخاطرة كبيرة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن صغر حجم حضنة طيور‬
‫السمنة اليمنية‪ :‬طائر متوطن‬ ‫التهديد باالنقراض‪ ،‬نظراً لحجم تعداده الصغير ونطاقه‬ ‫الهازجة اليمنية قد يكون أيض ًا من أساليب التكيف في‬ ‫الطيور في منطقة التكاثر الخاصة باألبوين ‪ -‬حتى بعد‬ ‫مبطن ًا تبطين ًا خفيف ًا بجذور رفيعة وبعض الشعر‪ ،‬ويتم‬ ‫ّ‬ ‫كشفت دراسات‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫معدالت االفتراس المرتفعة‪ُ ،‬‬
‫المتناقص‪ .‬وبسبب عاداته الماكرة في التخفي والتمويه‬ ‫وش ّح الطعام في‬ ‫ّ‬ ‫مواجهة‬ ‫توقفها عن إطعامها ‪ -‬ألسابيع عدة‪ ،‬إلى أن تنفصل عنها‬ ‫تثبيت بــعــض ه ــذه األع ــش ــاش‪ ،‬أو حــتــى إخــفــاؤهــا جزئي ًا‬ ‫التحجيل أن طيور‬
‫يصعب العثور عليه رغــم أنــه شــائــعٌ محلي ًا‪ ،‬ال س ّيما في‬ ‫البيئة القاحلة لجبال عسير‪.‬‬ ‫في نهاية المطاف‪ )222(.‬وعادة ما تكون فراخ طيور ُّ‬
‫الدخل‬ ‫بالطحالب الزائدة‪ )214(.‬وبــنـ ً‬
‫ـاء عــلــى ســلــوك عــديــد من‬
‫الهازجة الصغيرة‬
‫الموائل الطبيعية عالية الجودة‪ ،‬بين تنومة وجبل السودة‬ ‫ـدالت افــتــراس‬
‫ثمة طريقة أخ ــرى للحد مــن ارتــفــاع مــعـ ّ‬ ‫عام من التفقيس‪،‬‬
‫الهازجة ‪ ،Sylvia‬قادرة على التكاثر بعد ٍ‬ ‫الدخل الهازجة ‪ Sylvia‬التي حظيت بقدر ٍ جيد من‬ ‫طيور ُّ‬
‫(مسافة طولها ال يتعدى ‪ 80‬كــم)‪ .‬عـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬تم‬ ‫الدخل الهازج ة �‪Syl‬‬
‫األعشاش التي تعاني منها طيور ُّ‬ ‫(‪)223‬‬
‫وحينها تكون قد بلغت من العمر نحو ‪ 10 - 9‬أشهر‪.‬‬ ‫الــدراســات‪ ،‬مــن المرجح أن يشترك كــا األبــويــن فــي بناء‬ ‫يمكنها أن تعيش‬
‫إدراج هــذا النوع أيض ًا‪ ،‬على أنــه آخــذ في التناقص بسبب‬ ‫‪ ،via‬وتكمن في وضع العديد من الحضنات الصغيرة كل‬ ‫وقد كشفت دراسات تحجيل هذه الطيور الصغيرة أنه‬ ‫(‪)215‬‬
‫العش‪ ،‬رغم أن مشاركة األنثى قد تكون أكبر‪.‬‬ ‫لوقت طويل مثير‬
‫ٍ‬
‫استمرار عمليات إزالــة األشجار وتدهور موائله الطبيعية‬ ‫موسم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تخفيف وقع تأثير ذلك على النجاح في‬ ‫يمكنها العيش لوقت طويل‪ ،‬ومثيرٍ للدهشة‪ .‬وقد ثبت‬ ‫ـدخــل الــهــازجــة ‪Sylvia‬‬
‫ـواع مــن طــيــور الـ ُّ‬
‫فــي ثمانية أنـ ـ ٍ‬ ‫للدهشة‪ ،‬إذ تعيش‬
‫مــن الغابات الجبلية‪ ،‬وذلــك بسبب تكثيف النشاطات‬ ‫التكاثر سنوي ًا في حال فقدان عش واحد بسبب عمليات‬ ‫ـدخــل الهازجة‬ ‫بالتسجيالت أن سبعة أن ــواع مــن طيور الـ ُّ‬ ‫غير المهاجرة من أفريقيا‪ ،‬يبلغ حجم البيض المحضون ‪- 2‬‬
‫أنواع عديدة منها‬
‫الزراعية‪ ،‬ومشروعات التطوير السكني والترفيهي بسبب‬ ‫االفتراس‪ .‬ووفق ًا لذلك‪ ،‬تضع كل من طيور ُّ‬
‫الدخلة البنية‬ ‫‪ Sylvia‬تعيش لمدة ت ــراوح بين ‪ 13 - 7‬عــامـ ًا فــي البرية‪،‬‬ ‫‪ 3‬بيوض فقط‪ )216(.‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن الحضنة الوحيدة‬
‫النمو السريع في تعداد البشر‪ ،‬واالستخدام غير المستدام‬ ‫طوقة بالمتوسط ‪ 3.7‬حضنات كــل سنة‪،‬‬
‫الم َّ‬
‫ـدخــلــة ُ‬
‫والـ ُّ‬ ‫في حين أن أطول األنــواع المعروفة عمراً كانت الهازجة‬ ‫التي سجلتها التقارير عن طيور الهازجة اليمنية (والتي‬ ‫لمدة تراوح بين‬
‫لــمــوارد الــغــابــات فــي األع ــاف الحيوانية والــوقــود ومــواد‬ ‫وتضم كل حضنة بيضتين في المتوسط‪ )229(.‬ويُ َع ُّد تعدد‬ ‫الحدائقية التي عاشت لما يزيد على ‪ 18‬عام ًا في األسر‪،‬‬ ‫ُعثِرَ عليها بالقرب من قمة محمية ريدة) كانت عبارة عن‬ ‫‪ 13 - 7‬عام ًا في‬
‫باختصار‪ ،‬يُ َع ُّد طائر الهازجة اليمنية األكثر ندرة‬ ‫(‪)231‬‬
‫البناء‪.‬‬ ‫الدخل الهازجة ‪Sylvia‬‬
‫الحضنات ميزة شائعة في طيور ُّ‬ ‫ما يشير إلى أن العمر الطويل على هذا النحو قد يكون‬ ‫بيضتين مصقولتين لونهما أبيض المع وفيهما نقط بنية‬ ‫البرية‪ ،‬في حين‬
‫ـدخــل الهازجة‬
‫وعــرضــة لخطر االنــقــراض مــن بين طيور الـ ُّ‬
‫ُ‬ ‫ويرجح حدوثه في طيور الهازجة اليمنية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫(‪)224‬‬
‫شائع ًا في هذا الجنس من الطيور‪.‬‬ ‫الدخل الهازجة ‪ Sylvia‬التي تم‬
‫عديدة‪ .‬وفي جميع طيور ُّ‬
‫عاش أحد األنواع لما‬
‫‪ Sylvia‬على وجه األرض‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬يوجد هذا النوع‬ ‫الدخل العش قبل أن تكون قادرة على الطيران‬‫تترك فراخ ُّ‬ ‫معدالت‬
‫ّ‬ ‫الدخل من ارتفاع‬‫بشكل عام‪ ،‬تعاني طيور ُّ‬
‫ٍ‬ ‫تسجيل أدوار األبوين فيها (األعداد المدروسة = ‪ ،)18‬يتولى‬
‫في منطقتين محميتين على األقــل بالمملكة العربية‬ ‫بشكل صحيح‪ ،‬ما يقلل أيض ًا من خطر افتراس أعشاشها‪،‬‬ ‫وبناء على تقارير االفتراس عن أنواع‬
‫ً‬ ‫افتراس أعشاشها‪.‬‬ ‫كال األبوين حضانة البيض‪ ،‬ولكن تــؤدي األنثى معظم‬ ‫يزيد على ‪ 18‬عام ًا‬
‫السعودية‪ ،‬محمية ريدة ومتنزه عسير الوطني‪.‬‬ ‫موقع‬
‫ٍ‬ ‫وذلك عبر السماح لألبوين بنقل الفراخ تدريجي ًا إلى‬ ‫الدخل الهازجة ‪ ،Sylvia‬تطول قائمة‬
‫أخرى من طيور ُّ‬ ‫العمل فــي بعض هــذه األن ــواع على األق ــل‪ .‬على سبيل‬ ‫في األسر‪.‬‬
‫فضل لو كان بعيداً عن أعين المتطفلين من‬ ‫جديد‪ ،‬ويُ ّ‬ ‫الحيوانات التي تعمد إلى افتراس عش الهازجة اليمنية‪،‬‬ ‫الــمــثــال‪ ،‬تــقــوم إن ــاث هــازجــة دارتــفــورد ‪ S. undata‬بثلثي‬
‫(‪)218‬‬
‫الحيوانات المفترسة‪.‬‬ ‫وقد تشمل طيور العقعق العسيري والباز والصرد‪،‬‬ ‫الحضانة خالل النهار وبشكل كلي في الليل‪.‬‬
‫السمنة اليمنية‬ ‫في السياق نفسه‪ ،‬قد تكون أعشاش طيور الهازجة‬ ‫والثعالب والقطط والكالب والثعابين‪ ،‬وعديد من األنواع‬ ‫مدة الحضانة غير معروفة بالنسبة لطيور الهازجة اليمنية‪،‬‬

‫‪Turdus menachensis‬‬ ‫الو ْقواق‪ ،‬وهو‬


‫اليمنية ُعرضة أيض ًا‪ ،‬للتطفل من قِ َبل طيور َ‬ ‫األخرى‪ .‬وللحد من خطر افتراسها‪ ،‬تتسلل طيور الهازجة‬ ‫(بناء على‬
‫ّ‬
‫ً‬ ‫المحتمل أنها تستغرق ما بين ‪ 16 - 14‬يوم ًا‬
‫لكن من ُ‬ ‫للحد من خطر‬
‫الدخل الهازجة ‪Sylvia‬‬
‫ما أوردته التقارير عن عديد من طيور ُّ‬ ‫اليمنية بين الشجيرات وتبني أعشاش ًا خفية داخل غطاء‬ ‫األنواع المقيمة من طيور ال ُّدخل الهازجة ‪ Sylvia‬المعششة‬
‫افتراسها‪ ،‬تتسلل‬
‫تضم عائلة طيور السمنة بعض ًا من أكثر الطيور خضوع ًا‬ ‫األخرى‪ .‬وأفادت التقارير أن الوقواق الشائع والوقواق الرزين‬ ‫من النباتات الكثيفة‪ ،‬وما يساعدها على هذا التمويه‪ ،‬أن‬ ‫(‪)219‬‬
‫في أفريقيا)‪.‬‬
‫لــلــدراســة على وجــه األرض‪ ،‬منها الــشــحــرور األوراسـ ــي ‪T.‬‬ ‫يتطفالن على أعشاش طيور الهازجة الحدائقية‪ ،‬وطيور‬ ‫ملون‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫هذا النوع من الطيور ذات ريش غير ّ‬ ‫في أحد أعشاش الهازجة اليمنية التي رُصــدت‪ ،‬خرجت‬ ‫طيور الهازجة‬
‫‪ merula‬والسمنة المغردة ‪ T. philomelos‬وأبــو الحناء‬ ‫الدخلة كستنائية العجز‪ ،‬في حين‬
‫الزوراء الشائعة‪ ،‬وطيور ُّ‬ ‫ذلك‪ ،‬إال أنه ال يزال بإمكان الحيوانات المفترسة اكتشاف‬ ‫بشكل متزامن‪ ،‬ما يعني أن الحضانة ال‬
‫ٍ‬ ‫الفراخ من بيوضها‬ ‫اليمنية بين‬
‫األميركي ‪ .T. migratorius‬ومن يتسنى له االطالع على‬ ‫تتطفل طيور الوقواق الرزين أحيان ًا على أعشاش طيور‬ ‫العش عن طريق مراقبة الطيور البالغة‪ ،‬عندما تحمل‬ ‫تبدأ إال بعد اكتمال خروج الصغار‪ .‬ووفق ًا لعينة من أربعة‬
‫(‪)220‬‬
‫الشجيرات وتبني‬
‫هذه الطيور‪ ،‬يدرك أنها تعيش حياة مثيرة ومعقدة للغاية‪،‬‬ ‫(‪)230‬‬
‫الدخل األخرى ذات الحجم المماثل في أفريقيا‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫حددة‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫األطعمة بصورة متكررة إلى شجيرة ُم ّ‬ ‫أعشاش لطيور الهازجة اليمنية‪ ،‬يراوح حجم الحضنة من ‪1‬‬
‫أعشاش ًا خفية‬
‫ال س ّيما فيما يتعلق بسلوكها عند التكاثر وتفاعالتها‬ ‫كانت الطريقة األخرى التي تُ َم ِّكنها من تقليص خطر‬ ‫إلى ‪ 3‬بيوض (ما يدل مرة أخرى على صغر حجم الحضنة)‪.‬‬
‫داخل غطاء من‬
‫حالته بالمملكة‬
‫(‪)225‬‬
‫االجتماعية وتغريدها الرائع‪.‬‬ ‫معدالت زياراتها لعشها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االفتراس‪ ،‬تكمن في تقليل‬ ‫كما يتولى األبوان إطعام الفراخ‪ .‬ومع أن فترة التعشيش‬
‫تشتهر طيور‬ ‫أي دراس ــات تفصيلية‬
‫ولــســوء الــحــظ‪ ،‬لــم تكن هــنــاك ّ‬ ‫الدخلة البنية ‪،S. lugens‬‬
‫وقد كشفت دراسة عن طيور ُّ‬ ‫الدخل الهازج ة �‪Syl‬‬
‫غير معروفة أيض ًا‪ ،‬إال أنها في طيور ُّ‬ ‫النباتات الكثيفة‪،‬‬
‫السمنة بسلوك‬ ‫عن السمنة اليمنية‪ .‬وهذا أمر مؤسف بحد ذاته‪ ،‬إذ مما ال‬ ‫يُ َق َّدر وجود ‪ 9,000‬زوج فقط من طيور الهازجة اليمنية في‬ ‫طوقة ‪ S. boehmi‬من كينيا (يرتبط كالهما‬‫الم َّ‬‫والدخلة ُ‬
‫ُّ‬ ‫‪ via‬األفريقية المقيمة‪ ،‬تراوح الفترة من ‪ 15 - 14‬يوم ًا‪.‬‬
‫(‪)221‬‬
‫وما يساعدها على‬
‫شك فيه أن الدراسات التفصيلية حول السمنة اليمنية‬ ‫العالم‪ .‬كما أن أكثر من نصف أعشاش التعداد يوجد في‬ ‫ارتباط ًا وثيق ًا بطيور الهازجة اليمنية)‪ ،‬أن كال النوعين‬ ‫الدخل األفريقية وثيقة الصلة‬
‫وبالبناء على سلوك طيور ُّ‬
‫اجتماعي معقد‪،‬‬ ‫هذا التمويه‪ ،‬أن هذا‬
‫من شأنها أن تكشف عن التك ّيف الــرائــع مع الحياة في‬ ‫جنوب غــرب المملكة‪ ،‬فــي حين توجد البقية فــي غرب‬ ‫معدالت افتراس األعشاش‪ ،‬إذ إن نسبة‬
‫ّ‬ ‫يعانيان من ارتفاع‬ ‫بها‪ ،‬من المرجح أن األبوين يواصالن إطعام الفراخ بعد أن‬
‫وسلوك تكاثر مذهل‬ ‫المرتفعات جنوب غرب شبه الجزيرة العربية‪ .‬كما أن هذا‬ ‫اليمن (انظر الجدول ‪ .)1‬وقد أدرج االتحاد الدولي لحماية‬ ‫األعشاش التي تتعرض لالفتراس من بين كل األعشاش‬ ‫تترك العش حتى ّ‬
‫تحقق استقاللها في البحث عن الغذاء‪،‬‬ ‫النوع من الطيور‬
‫وتغريدات رائعة‪.‬‬ ‫يُ َ‬
‫ش ِّكل باعث قلق ‪ -‬إذ لم يتبق سوى ‪ 10,000‬زوج متكاثر‬ ‫الطبيعة هذا النوع من الطيور ضمن الفئة القريبة من‬ ‫التي تبوء بالفشل تصل إلى ‪ %67‬للنوع األول و‪%81‬‬ ‫وقد تبلغ هذه المدة ما بين ‪ 8 - 5‬أسابيع‪ .‬وقد تبقى صغار‬ ‫ملون‪.‬‬
‫ذات ريش غير ّ‬

‫‪305‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪304‬‬
‫الــحــلــزون عليها‪ .‬وعــلــى الــرغــم مــن أن هــذا الــســلــوك لم‬ ‫سلوك البحث عن الغذاء‬ ‫سمنة يمنية؛ يمكن العثور عليها‬
‫في جبال عسير باتجاه الجنوب حول‬
‫يُالحَ ظ بشكل مباشر في السمنة اليمنية‪ ،‬إال أنه ُعثِرَ على‬ ‫عــلــى الــرغــم مــن ع ــدم دراسـ ــة الــنــظــام الــغــذائــي لطيور‬
‫الطائف إلى اليمن‪.‬‬
‫مجموعات من صدف الحلزون المكسورة على السنادين‬ ‫السمنة اليمنية بالتفصيل‪ ،‬إال أنها على ما يبدو‪ ،‬تتسم‬
‫(‪)240‬‬
‫(على الرغم من أنه يُحتمل أن السنادين‬ ‫في موائلها‬ ‫بــالــمــرونــة الــبــيــئــيــة الــكــاســيــكــيــة لــطــيــور الــســمــنــة التي‬
‫استخدمت مــن قِـ َبــل طيور السمنة المغردة فــي فصل‬ ‫تمكن أفــرادهــا من تبادل الــا فقاريات األرضية والفاكهة‬ ‫ّ‬
‫الشتاء التي يُعرف عنها أيض ًا‪ ،‬أنها تستخدم السندان‪ ،‬بما‬ ‫(بما في ذلك العرعر وثمر الورود والزيتون البري والتين)‪.‬‬
‫)‪.‬‬‫(‪)241‬‬
‫في ذلك في صحراء النقب القريبة‬ ‫ومن شأنها أيض ًا‪ ،‬أن تأكل األنــواع الغريبة والمدخلة في‬
‫الحدائق‪ )236(.‬وتفضل معظم أنــواع السمنة‪ ،‬خاصة تلك‬

‫سلوك التكاثر‬
‫الــتــي تعيش فــي البيئات المعتدلة‪ ،‬الــا فــقــاريــات خالل‬
‫فصلي الربيع والصيف‪ ،‬بينما تــزداد أهمية الفاكهة في‬
‫(‪)237‬‬
‫أي معلومات حول سلوك التو ّدد لدى‬
‫لم يُنشر من قبل ّ‬ ‫الفترة من أواخر الصيف وحتى أواخر الشتاء‪.‬‬
‫السمنة اليمنية‪ ،‬ولكن ما نعلمه أنه سلوك متباين داخل‬ ‫ويبحث هذا النوع من الطيور عن الغذاء بشكل رئيس‬
‫عائلة طيور السمنة‪ ،‬بحيث ال يمكن التكهن بماهيته لدى‬ ‫على األرض‪ ،‬بين الشجيرات والنباتات‪ ،‬وغالب ًا ما يقذف‬
‫السمنة اليمنية‪ .‬ومن خصائص السمنة اليمنية التي تبرز‬ ‫أوراق الشجر المتساقطة والمخلفات بنقرة سريعة من‬
‫ال لالستخدام في‬ ‫بشكل قاطع بوصفها مرشح ًا محتم ً‬ ‫ال ــرأس أثــنــاء بحثه عــن فرائسه مــن الــافقاريات‪ )238(.‬كما‬
‫جذب الوليف‪ ،‬يكمن في المنقار األصفر الذي يتباين في‬ ‫ـقــت مشاهدته يتغذى على القواقع‪ .‬ومثل عديد من‬ ‫ُو ِّثـ َ‬
‫(‪)239‬‬
‫سطوعه بين أفرادها‪ .‬وأظهرت التجارب التي أجريت على‬ ‫تستخدم السمنة اليمنية‬ ‫أنـ ــواع السمنة األخ ـ ـ ــرى‪،‬‬
‫طيور الشحرور األوراس ــي ذات الصلة الوثيقة بالسمنة‬ ‫الــحــجــارة المسطحة الــكــبــيــرة كــســنــدان لتكسير صــدف‬

‫وعلى الرغم من توثيق وجودها في أماكن يصل ارتفاعها‬ ‫على هــذا الــكــوكــب‪ ،‬ويــلــزم إج ــراء الــمــزيــد مــن الــدراســات‬ ‫في بعض األحيان‪،‬‬
‫إلــى ‪ 2,100‬م‪ ،‬إال أنــه ُعثِر عليها في مرتفعات تصل إلى‬ ‫لــتــحــديــد أف ــض ــل الــســبــل لــحــفــظ وحــمــايــة هـ ــذه األن ـ ــواع‬ ‫تستخدم طيور‬
‫‪ 1,200‬م‪ .‬كما ال توجد في ّ‬
‫أي منطقة أخــرى بالمملكة‬ ‫المتوطنة المعرضة لالنقراض‪.‬‬
‫السمنة اليمنية‬
‫سوى في الطائف شما ًال‪ ،‬وفي جنوب اليمن‪ ،‬إذ يمكن‬ ‫تنتمي السمنة اليمنية إلــى عائلة السمنة ‪،Turdidae‬‬
‫الــعــثــور عليها فــي مــوائــل تتسم بغطاء نباتي كثيف‪،‬‬ ‫وهي عائلة كبيرة تضم ‪ 339‬نوع ًا تندرج ضمن ‪ 60‬جنس ًا‬ ‫الحجارة المسطحة‬
‫خاصة األشــجــار والشجيرات األصيلة‪ .‬وتعيش أيــضـ ًا‪ ،‬في‬ ‫مختلف ًا‪ .‬ويضم الجنس الذي تنتمي إليه السمنة اليمنية‬ ‫الكبيرة كسندان‬
‫أح ــواض الــوديــان الكثيفة الخضرة بالقرب مــن الــمــزارع‪،‬‬ ‫‪ ،Turdus‬أو مــا يسمى بـــ «السمنة الحقيقية»‪ 71 ،‬نوع ًا‬ ‫لتكسير صدف‬
‫والمدرجات التي تصطف على جانبيها األشجار والغابات‬ ‫تستوطن جزء كبير من أوراسيا وأميركا الشمالية وأفريقيا‪.‬‬
‫الحلزون حتى‬
‫والبساتين والحدائق كثيفة األشجار‪ ،‬غير أنها أكثر عدداً في‬ ‫وال يــزال وضــع السمنة اليمنية داخــل هــذا الجنس الكبير‬
‫غابات العرعر والطلح المتجاورة‪ .‬ويبدو أنها بحاجة إلى‬ ‫غير واض ــح‪ .‬وفــي تحليل وراث ــي حــديــث لطيور السمنة‪،‬‬ ‫يتسنى لها تناول‬
‫مصدر مياه ال ينضب‪ ،‬حيث تأتي لشرب المياه بانتظام‪،‬‬ ‫كانت السمنة اليمنية ضمن خمسة أنواع فقط التي لم‬ ‫محتواه‪.‬‬
‫وينعدم وجودها في الوديان الجافة حتى على بُعد ‪ 5‬كم‬ ‫وبالتالي‪ ،‬لم يستطع المؤلفون‬ ‫(‪)232‬‬
‫يشملها التقييم‪.‬‬
‫فقط شرق سلسلة التالل المرتفعة‪ .‬تميل إلى التسلل‪ ،‬أو‬ ‫التنبؤ بما إذا كانت السمنة اليمنية تنتمي بشكل أوثق‬
‫البقاء بال حراك ضمن غطاء من النباتات الكثيفة لفترات‬ ‫إلــى السمنة األوراســيــة أم األفريقية‪ ،‬على الــرغــم مــن أن‬
‫طويلة‪ ،‬وقد تغادر أحيان ًا إلى المناطق المفتوحة المجاورة‪،‬‬ ‫األخــيــرة تــبــدو أكــثــر ترجيح ًا (عــلــى أس ــاس تــوزيــع السمنة‬
‫(‪)233‬‬
‫مثل العشب القصير‪ ،‬أو الحقول المزروعة‪.‬‬ ‫اليمنية في أقصى الجنوب الغربي)‪ .‬والسمنة اليمنية‬
‫ومــن الــمــرجــح‪ ،‬أن تــكــون السمنة اليمنية مــن األن ــواع‬ ‫هي النوع الوحيد من السمنة الذي يتكاثر في السعودية‪،‬‬
‫المقيمة على مــدار العام‪ ،‬على الرغم من أنــه ‪ -‬بسبب‬ ‫ووجودها محصور في جنوب غرب السعودية واليمن‪.‬‬
‫محدودية وجودها في المرتفعات خالل فصل الشتاء ‪-‬‬

‫الموئل‬
‫(‪)234‬‬
‫قد تلجأ للهجرة الرأسية في أجزاء من نطاق وجودها‪،‬‬
‫يتكون غذاء طيور السمنة اليمنية‬ ‫وذلك حسب ما تشير إليه نتائج الدراسات على عديد من‬
‫من مزيج من الال فقاريات والفاكهة‪.‬‬ ‫(‪)235‬‬
‫أنواع السمنة األخرى‪.‬‬ ‫تُ َع ُّد السمنة اليمنية من الطيور التي تقطن المرتفعات‪،‬‬

‫‪307‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪306‬‬
‫تضع السمنة‬ ‫ومن بين أعشاش السمنة اليمنية القليلة التي ُذكرت‬ ‫اليمنية‪ ،‬أنــه عندما يــحــارب الــطــائــر مــرض ـ ًا ُمــعــدي ـ ًا‪ ،‬يصبح‬ ‫سمنة يمنية؛ إن اللون األصفر‬
‫الزاهي في منقار وأرجل هذه‬
‫اليمنية حضنة‬ ‫في األدبيات ذات الصلة‪ ،‬بُني معظمها على تفرع شجرة‪،‬‬ ‫منقاره أقــل لمعان ًا على نحو ملحوظ في غضون أيــام‪.‬‬
‫ً‬
‫مؤشرا لحالتها الصحية‪.‬‬ ‫الطيور ُي َع ُّد‬
‫أو شجيرة على ارتفاع يراوح بين ‪ 1.5‬و‪ 4‬م فوق سطح األرض‪،‬‬ ‫(‪ )242‬وذلك ألن الطيور تكون غير قادرة على إفراز الصبغة‬
‫صغيرة‪ ،‬وهو ما‬ ‫ً‬
‫أي غطاء نباتي متد ّلي‪،‬‬
‫وعادة ما يتم إخفاء العش داخل ّ‬ ‫الكاروتينية الــازمــة إلنــتــاج الــلــون األصــفــر المطلوب‪ ،‬بل‬
‫يشكل استراتيجية‬ ‫المع ّلقة التي تشبه اللحية‪ ،‬والذي ينمو‬
‫مثل شجرة األشنة ُ‬ ‫يجب أن تستهلك الكاروتين في نظامها الغذائي‪ .‬وال‬
‫للتكيف مع البيئة‬ ‫بغزارة من أشجار العرعر عبر معظم المرتفعات الجنوبية‬ ‫تقتصر مهمة الــكــاروتــيــن على إنــتــاج الصبغة الصفراء‬

‫القاحلة التي تخلو‬ ‫الغربية‪ .‬يُذكر أنه تم العثور على معظم األعشاش في‬ ‫فــقــط‪ ،‬إنــمــا تُستخدم أيــض ـ ًا‪ ،‬بوصفها مــضــادات أكسدة‬
‫أشجار العرعر‪ ،‬بينما ُعثِر على بعضها في نبات الفربيون‪،‬‬ ‫لمكافحة األمـ ــراض الــمــعــديــة‪ .‬وبــالــتــالــي‪ ،‬عندما تصارع‬
‫من الغذاء في‬
‫إحــدى أشجار السرو الغريبة‪ ،‬أو ‪ -‬مرة واحــدة ‪ -‬مخبأة في‬ ‫الطيور مرض ًا ُمعدي ًا‪ ،‬ينشط الجهاز المناعي ويتم إعادة‬
‫جبال عسير‪.‬‬ ‫السراخس واألعشاب في جدار حجري مظلل بالشجيرات‬ ‫ً‬
‫عالوة على‬ ‫توجيه الكاروتين من الريش إلى مجرى الدم‪.‬‬
‫(‪)249‬‬
‫ويشير العش األخير إلى أن أنواع‬ ‫ومحاط بحقل مدرج؛‬ ‫ذلك‪ ،‬يشير المنقار ذو اللون األصفر الزاهي إلى أن طائر‬
‫السمنة لديها سلوك تعشيش عديد االستعماالت‪.‬‬ ‫السمنة اليمنية عالي الجودة ويتمتع بنظام مناعة جيد‬
‫يُشار إلــى أن حضنة السمنة اليمنية صغيرة نوع ًا ما؛‬ ‫التي تُ َع ُّد سمة جاذبة للشريك‪.‬‬
‫فمن بين أعشاشها القليلة التي خضعت للدراسة‪ ،‬احتوى‬ ‫وخالف ًا لسلوك التو ّدد‪ ،‬فإن السلوك المناطقي ثابت‬
‫معظمها على بيضتين‪ ،‬حتى أ نه ُعثِرَ على عش ببيضة‬ ‫ِّ‬
‫تشكل‬ ‫إلى حد ما بين أنواع السمنة‪ ،‬إذ إن جميعها تقريب ًا‬
‫وع ـث ِـرَ على حضنة واح ــدة فقط تضم ثالث‬
‫واح ــدة فــقــط‪ُ ،‬‬ ‫أزواجـ ًا أحادية الزواج اجتماعي ًا تلزَم مناطق ثابتة على مدار‬
‫(‪)250‬‬
‫بيوض‪ ،‬ولم تُسجل ّ‬
‫أي حضنة أكثر من ثالث بيوض‪.‬‬ ‫الــعــام‪ ،‬وي ــؤدي فيها الجنسان أدواراً مخصصة بشكل‬
‫وربما يُعزى صغر حجم الحضنة إلى البيئة القاحلة التي‬ ‫دقيق‪ .‬وفي معظم أنواع السمنة‪ ،‬يؤسس الذكر منطقة‬
‫تفتقر إلى الغذاء في جبال عسير‪ .‬وببساطة‪ ،‬قد ال يتوافر‬ ‫السيادة الخاصة به‪ ،‬ثم تجده األنثى لترتبط به‪ )243(.‬وتشير‬
‫الــطــعــام الــكــافــي فــي منطقة الــطــائــر لتهيئة الفرصة‬ ‫المالحظات األولية إلى أن هذا هو حال السمنة اليمنية‬
‫لحضنة أكبر (كما تم توضيحه في حال الجواثم األخرى‬ ‫في عملية التزاوج‪ .‬وفي السمنة اليمنية‪ ،‬ال يغني سوى‬
‫(‪)251‬‬
‫ومن شأن ارتفاع‬ ‫التي تعيش في البيئات القاحلة)‪.‬‬ ‫الذكور‪ )244(،‬ما يعني أن إنشاء منطقة السيادة وحمايتها‬
‫معدالت افتراس العش (انظر أدناه) أن يكون السبب وراء‬
‫ّ‬ ‫يُ َع ُّد اختصاص الذكر وحده‪ .‬ويحدث أن يجثم الطائر فوق‬
‫صغر حجم الحضنة الواحدة أيض ًا‪.‬‬ ‫ف ــرع مــرتــفــع ومــكــشــوف ‪ -‬خــاصــة عــنــد الــفــجــر ‪ -‬ويــصــدح‬
‫بوجه عــام‪ ،‬تضع أنثى السمنة اليمنية بيوضها على‬ ‫بسلسلة من التغريدات عالية الحدة والشبيهة بنغمة‬
‫مــدار أيــام عــديــدة‪ ،‬وهــي تبدأ الحضانة فقط بعد اكتمال‬ ‫الفلوت‪ ،‬وغالب ًا مــا يتم ذلــك فــي الفترة مــن مــارس إلى‬
‫(‪)252‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬تفقس البيوض كلها‬ ‫بيوض حضنتها‪.‬‬ ‫يونيو(‪ - )245‬أي خالل الجزء األول من موسم التكاثر ‪ -‬ما‬
‫يشير أيض ًا‪ ،‬إلى أن ذكور السمنة اليمنية تستخدم التغريد‬
‫ً‬
‫داكنا‪،‬‬ ‫سمنة يمنية؛ يبدو منقار هذا الطائر‬ ‫من أجل إنشاء منطقة التكاثر وجذب األنثى وحمايتها‪.‬‬
‫نوعا من العدوى‪.‬‬‫ً‬ ‫ما يشير إلى أنه يكافح‬
‫وي ــكـ ـرّس الــذكــر مــعــظــم وقــتــه فــي االســتــطــاع حــول‬
‫منطقة سيادته والدفاع عنها‪ ،‬بينما تبني األنثى العش‬
‫وتعمد إلى حضن البيض‪ ،‬في حين يتشاركان في إطعام‬
‫(‪)246‬‬
‫الفراخ ورعايتها‪.‬‬
‫ويمكن القول إن السمنة اليمنية تتبع نظام التزاوج‬
‫المجمل ه ــذا؛ فــاألنــثــى وحــدهــا تتحمل مسؤولية بناء‬
‫الــعــش الـ ــذي يــتــألــف مــن تــجــويــف مــن الــعــشــب وبعض‬
‫األغصان الصغيرة والطحالب وشرائح رقيقة من اللحاء‪،‬‬
‫إلــى جانب بعض األوراق والطحالب حــول حافة العش‬
‫في بعض األحيان‪ .‬كما تقوم بوضع طبقة من الطين‬
‫داخل العش التي تبطنها أحيان ًا‪ ،‬ببعض األعشاب الناعمة‬
‫المخلوطة بالجذور الرفيعة‪ .‬ويكون العش صغيراً إلى‬
‫حد ما بالنسبة لطائر بحجمه‪ ،‬حيث يبلغ قطره الخارجي‬
‫‪ 15‬سم فقط‪ ،‬بينما يبلغ طول التجويف الداخلي ‪ 9‬سم‪.‬‬
‫(‪)247‬‬

‫والبطانة الطينية للتجويف الداخلي مثيرة لالهتمام‪:‬‬


‫فهي تعزز فــرص نجاة الفراخ عبر خلق ظــروف غير مواتية‬
‫لطفيليات الحشرات داخل العش‪ ،‬وهذا ما تم استنباطه‬
‫مــؤخــراً‪ ،‬من دراســة للبطانة الطينية المماثلة في عش‬
‫(‪)248‬‬
‫السمنة المغردة‪.‬‬

‫‪309‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪308‬‬
‫وعلى الرغم من هذا‪ ،‬إال أنه يبدو من الغريب جداً‪ ،‬أن بيض‬
‫السمنة أزرق الــلــون وأكــثــر وضــوح ـ ًا‪ .‬ففي بيض السمنة‬
‫اليمنية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬فإن لونها أزرق باهت مع بقع‬
‫بنية تميل إلى اللون األحمر‪ )263(.‬وفي أنــواع‪ ،‬مثل السمنة‬
‫اليمنية ذات األعشاش المجوفة المفتوحة‪ ،‬فإن من شأن‬
‫هذه البيوض أن تُلفت انتباه الكائنات المفترسة المتوقعة‬
‫إليها (خــال معظم فترة وضــع البيض‪ ،‬وبحث اإلن ــاث عن‬
‫الطعام أثناء فترة الحضانة التي تــراوح بين ‪ 12‬و‪ 14‬يوم ًا‬
‫على سبيل المثال)‪ .‬وعلى الرغم من ذلــك‪ ،‬إال أن الضوء‬
‫المحيط بأعشاش السمنة غالب ًا ما يكون لونه أصفر‪ ،‬ما‬
‫يعني أن البيض األزرق سيظهر باللون األســود تقريب ًا عند‬
‫(‪)264‬‬
‫وقــد أثبتت الــتــجــارب أن بيض‬ ‫مشاهدته فــي العش‪.‬‬
‫ـدالت افتراس‬
‫السمنة األزرق بلون السماء‪ ،‬ال يزيد من مــعـ ّ‬
‫العش‪ )265(.‬وبالتالي‪ ،‬قد يصعب اكتشاف بيض السمنة‬
‫أبلق أحمر الصدر‪:‬‬ ‫مشروعات التطوير الترفيهية والسكنية والزراعية‪ ،‬واإلفراط‬ ‫ّ‬
‫المرشحة‬ ‫اليمنية ذي اللون األزرق المبرقش في بيئة الضوء‬
‫طائر متوطن في شبه‬
‫في قطع األشجار من أجل الحطب وبناء السدود وارتفاع‬ ‫لبناء أعشاشها‪.‬‬
‫الجزيرة العربية‪.‬‬
‫(‪)270‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬أصبح قسم كبير‬ ‫مستويات رعي الماشية‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬أثبتت التجارب التي أجريت على طيور‬
‫من نطاق وجوده السابق يضم في الوقت الراهن موائل‬ ‫السمنة أن الــمــوضــع الــمــحــدد للعش يــبــدو أكــثــر أهمية‬
‫غير مناسبة‪ .‬ولحسن الحظ‪ ،‬يمكن أن يوجد في مناطق‬ ‫مــن لــون البيض‪ ،‬ويفترض أن هــذا بسبب أن الحيوانات‬
‫ً‬
‫عالوة‬ ‫الغابات المجزأة القريبة من المستوطنات البشرية‪.‬‬ ‫الــمــفــتــرســة تــبــحــث ع ــن األع ــش ــاش ولــيــس الــبــيــوض في‬ ‫سمنة يمنية؛ تبني األنثى العش في مكان‬
‫مخفي‪ ،‬وبينما هي تتولى حضن البيض‪ ،‬يدافع‬
‫(‪)266‬‬
‫على ذل ــك‪ ،‬يعيش هــذا الــنــوع فــي عــديــد مــن المناطق‬ ‫كما أظــهــرت التجارب على طيور السمنة‬ ‫حــد ذاتها‪.‬‬ ‫ً‬
‫فضال عن ذلك يتقاسم‬ ‫الذكر عن المنطقة‪،‬‬
‫المحمية بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬في محمية ريدة‬ ‫المغردة أن اإلناث تحاول تحديد موقع إقامة العش بشكل‬ ‫األبوان مسؤولية إطعام الفراخ‪.‬‬

‫ومتنزه عسير الوطني‪.‬‬ ‫أفــضــل‪ ،‬مــن خــال مبادلة العش المخفي تمام ًا بالعش‬
‫الذي يسمح للطائر الجالس بمشاهدة ما يدور في محيطه‬ ‫وهكذا‪ ،‬يُ َع ُّد افتراس البيض والفراخ السبب الرئيس لفشل‬ ‫فــي الــوقــت نفسه تقريب ًا‪ ،‬مــا يلغي ّ‬
‫أي تسلسل هرمي‬ ‫تتيح استراتيجية‬
‫أي كــائــن مفترس‬
‫(م ــا يــتــيــح لــه الــهــرب فــي ح ــال اق ــت ــراب ّ‬ ‫التعشيش بين السمنة اليمنية على مستوى العالم؛‬ ‫للحجم داخل الحضنة‪ .‬وهكذا‪ ،‬ستعمد األنثى إلى إطعام‬ ‫التعشيش التي‬
‫أبلق أحمر الصدر‬ ‫وربما تكون استراتيجية السمنة‬ ‫(‪)267‬‬
‫على وجــه السرعة)‪.‬‬ ‫ففي طيور الشحرور األوراســي‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تبلغ‬ ‫فراخها بالتساوي‪( .‬على النقيض من ذلك‪ ،‬إذا احتضنت‬
‫تتبعها طيور‬
‫‪Oenanthe bottae‬‬ ‫اليمنية المتمثلة في التعشيش داخل الطحالب (أشنة)‬ ‫فرصة تعرض أعشاشها لــافــتــراس نسبة ‪ %5‬يــومــيـ ًا‪ ،‬ما‬ ‫األنثى البيضة األولى بمجرد وضعها‪ ،‬فسوف تفقس أو ًال‬
‫السمنة اليمنية‪،‬‬
‫المتدلية معقولة للغاية‪ ،‬إذ تسمح للطيور المعششة‬ ‫يعني أن غالبية محاوالت التعشيش يتم تدميرها قبل‬ ‫وبالتالي تكتسب ميزة من حيث الحجم وتتغلب على‬
‫ـعــت ـرَف بــهــذا الــنــوع مــن الــطــيــور بكونه نــوع ـ ًا متميزاً‬
‫لــم يُـ ْ‬ ‫بالرؤية خاللها‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يصعب على الكائنات‬ ‫أن تصبح الفراخ قــادرة على الطيران‪ )258(.‬ومــن المعروف‬ ‫من يفقس الحق ًا‪ ،‬األمر الذي يؤدي غالب ًا إلى موت الفرخ‬ ‫المتمثلة في‬
‫متوطن ًا في المملكة العربية السعودية واليمن سوى‬ ‫المفترسة العابرة اكتشاف العش (بالطريقة نفسها التي‬ ‫ض‬‫أن طيور الغربان والعقعق من أبرز الكائنات التي ت ْن َق ُ‬ ‫األصغر‪ ،‬وجدير بالذكر أنه هذا األمر مؤكد بالتجربة في أنواع‬ ‫التعشيش داخل‬
‫مؤخراً؛ ففي أنظمة التصنيف السابقة‪ ،‬غالب ًا ما كان يُنظر‬ ‫تجعلك ترى المحيط الخارجي عبر جدار شفاف من الداخل‬ ‫ومن المحتمل أيض ًا‪ ،‬أن تقتات‬ ‫(‪)259‬‬
‫على أعشاش السمنة‪،‬‬ ‫السمنة األخرى)‪ )253(.‬وفي حال توافر ما يكفي من الوقت‬
‫الطحالب (أشنة)‬
‫إلى طيور أبلق أحمر الصدر على أنها نوع فرعي من أبلق‬ ‫وليس العكس)‪.‬‬ ‫طيور غراب بني الرقبة والغراب مروحي الذيل والعقعق‬ ‫والطاقة في نهاية محاولة التعشيش‪ ،‬فمن المحتمل‬
‫صدئ الصدر ‪ O. frenata‬الــذي يعيش في إريتريا وإثيوبيا‪.‬‬ ‫الــعــســيــري عــلــى أعــشــاش السمنة اليمنية‪ ،‬إل ــى جانب‬ ‫أن تضع األنثى حضنة ثانية؛ فقد وضعت طيور السمنة‬ ‫المتدلية‪ ،‬للطائر‬
‫بالرؤية خاللها‪،‬‬
‫حالته بالمملكة‬
‫ـد نــوع فرعي مستقراً من أبلق‬
‫ـعـ ُّ‬
‫وفــي حــاالت أخــرى‪ ،‬كــان يُـ َ‬ ‫الثدييات المفترسة‪ ،‬مثل الفئران والقطط‪ .‬ولتخفيف آثار‬ ‫كانت قد خضعت للدراسة حضنة مزدوجة‪ ،‬وعديد منها‬
‫أشــهــب ‪ O. isabellina‬المهاجر ال ــذي يعشش فــي غرب‬ ‫االفــتــراس‪ ،‬تنتج معظم أنــواع السمنة حضنات متعددة‬ ‫(‪)254‬‬
‫وضع ثالث‪ ،‬وحتى أربع حضنات في موسم واحد‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه‪،‬‬
‫ووسط آسيا قبل أن يهاجر جنوب ًا لقضاء فصل الشتاء في‬ ‫تشير التقديرات إلى وجود ‪ 10,000‬زوج فقط من السمنة‬ ‫فــي الموسم الــواحــد‪ .‬ع ـ ً‬
‫ـاوة على ذلــك‪ ،‬غالب ًا مــا يــؤدي‬ ‫أما بالنسبة لفترة الحضانة ومراحل التعشيش فليس‬
‫يصعب على‬
‫أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والهند‪ .‬وفي تصنيفات أخرى‪،‬‬ ‫اليمنية حول العالم‪ ،‬مع وجود نصف التعداد في جنوب‬ ‫فشل التعشيش إلى نقل العش‪ ،‬وإلى حد ما في افتراق‬ ‫من معلومات كافية‪ ،‬إذ لم يتم تتبع محاوالت السمنة‬
‫كان يُص ّنف على أنه نوع متفرع من أبلق هجلين ‪O. hueglini‬‬ ‫غرب المملكة العربية السعودية‪ ،‬والبقية في غرب اليمن‬ ‫الشريكين‪ .‬وفــي طيور الشحرور األوراسـ ــي‪ ،‬على سبيل‬ ‫اليمنية في التعشيش بشكل دقيق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يستغرق‬ ‫الكائنات الحية‬
‫الــذي يعشش عبر منطقة الساحل القاحلة الممتدة من‬ ‫(انــظــر الــجــدول ‪ ،)1‬مــا يجعل هــذه الطيور واح ــدة مــن أنــدر‬ ‫المعدل السنوي لالفتراق بين ‪ 5‬و‪ ،%19‬وذلك‬
‫ّ‬ ‫المثال‪ ،‬يراوح‬ ‫البيض من ‪ 12‬إلى ‪ 14‬يوم ًا حتى يفقس‪ ،‬ثم تغادر الفراخ‬ ‫المفترسة العابرة‬
‫غرب أفريقيا إلى السودان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشير أحدث التحليالت‬ ‫(‪)268‬‬
‫خمسة أنواع من طيور السمنة على وجه البسيطة‪.‬‬ ‫في مجموعة دراسة واحدة‪ ،‬وتجاوزت ‪ %50‬في مجموعة‬ ‫ويتولى‬ ‫(‪)255‬‬
‫العش بعد مــرور ما يــراوح بين ‪ 15 - 13‬يوم ًا‪.‬‬ ‫اكتشاف هذه‬
‫لم يُعترف بطيور‬ ‫(‪)260‬‬
‫والمراجعات المتعددة لتصنيف طيور األبلق إلى أن أبلق‬ ‫وفي حال توافر الموائل المناسبة‪ ،‬فإنه وجودها يكون‬ ‫معدالت افتراس العش‬
‫ّ‬ ‫ومن المرجح أن ارتفاع‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫األب ـ ــوان إط ــع ــام ال ــف ــراخ وال ــدف ــاع ع ــن الــعــش م ــن خــال‬
‫األبلق أحمر الصدر‬ ‫األعشاش‪.‬‬
‫أحمر الصدر يُ َع ُّد نوع ًا منفص ً‬
‫ال في حد ذاته‪ .‬وتشمل األسباب‬ ‫ـد السمنة‬ ‫شائع ًا إلــى حــد مــا؛ فعلى سبيل الــمــثــال‪ ،‬تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫واالنتقال واالفتراق يحدث كذلك‪ ،‬مع السمنة اليمنية‪.‬‬ ‫وفــي معظم طيور السمنة‪ ،‬يوفر الذكور‬ ‫(‪)256‬‬
‫النداءات‪.‬‬
‫بكونه نوع ًا متميزاً‬ ‫الرئيسة لفصل األبلق أحمر الصدر عن جميع األنواع األخرى‪،‬‬ ‫اليمنية أكــثــر الــطــيــور ع ــدداً فــي جبل الــســودة بمنطقة‬ ‫وأثبتت التجارب التي أجريت على أنواع من طيور السمنة‪،‬‬ ‫غالبية الطعام الــذي يستهلكه الــفــراخ بينما يقع على‬
‫متوطن ًا في‬ ‫االنــقــســام الــجــغــرافــي الــمــفــاجــئ بينها‪ ،‬واالخــتــافــات في‬ ‫أي‬
‫عسير‪ ،‬ولكن لسوء الحظ‪ ،‬ال يمكن العثور عليها في ّ‬ ‫أنه على الرغم من أن العش األكبر من شأنه أن يسهم في‬ ‫عاتق األنثى حضانة البيت وحدها‪ .‬وغالب ًا ما يغادر الصغار‬
‫الحجم والريش والموائل وربما السلوك أيض ًا‪ )271(.‬كما أن‬ ‫وقد أدرج االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‬ ‫مكان آخر‪.‬‬ ‫(‪)269‬‬
‫إال أن طيور السمنة تعمد‬ ‫(‪)261‬‬
‫تعزيز نمو الفراخ وصحتها‪،‬‬ ‫العش قبل أن يتمكنوا من الطيران‪ .‬كما يستمر األبوان‬
‫المملكة العربية‬
‫تصنيف طيور األبلق أبعد من أن يكون مستقراً‪ ،‬إذ يمكن أن‬ ‫هــذا النوع ضمن الفئة القريبة من التهديد نظراً لصغر‬ ‫فقد‬ ‫(‪)262‬‬
‫إلى بناء أعشاش أصغر ألنها أقل عرضة لالفتراس؛‬ ‫في إطعامهما مدة ‪ 21 - 12‬يوم ًا تقريب ًا‪ )257(.‬أثناء ذلك‪ ،‬من‬
‫السعودية واليمن‬ ‫تؤدي التحليالت الجينية المستقبلية إلى مزيد من التنقيح‬ ‫حجم تــعــداده وتناقصه بسبب اســتــمــرار فــقــدان وتــدهــور‬ ‫أدى المستوى العالي الفتراس أعشاش طيور السمنة إلى‬ ‫الواضح أن الطيور الصغيرة «غير مكتملة الريش» التي‬
‫سوى مؤخراً‪.‬‬ ‫لهذه المجموعة من الطيور األنيقة‪.‬‬ ‫موائله في الغابات الجبلية‪ ،‬عبر استصالح األراضي ألغراض‬ ‫أعشاش أصغر وأخــف‪ ،‬وإن كان على حساب صحة الفراخ‪.‬‬ ‫ال يمكنها الطيران تكون عرضة للحيوانات المفترسة‪.‬‬

‫‪311‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪310‬‬
‫بــوجــه ع ــام‪ ،‬ينتمي هــذا الــطــائــر إلــى عائلة خاطفات‬ ‫أبلق أحمر الصدر؛ يوجد في جبال عسير‬
‫إلى الجنوب من الطائف‪ ،‬وعادة في‬
‫الذباب المعروفة باسم هازجات العالم القديم التي يندرج‬
‫المناطق التي يزيد ارتفاعها على ‪ 2,300‬م‪.‬‬
‫تحتها ‪ 335‬نوع ًا من ‪ 56‬جنس ًا‪ .‬ويندرج تحت الجنس الذي‬
‫يشمل أبلق أحمر الصدر ‪ 28 Oenanthe‬نوع ًا‪ ،‬معظمها‬
‫من األنــواع المقيمة المستقرة في أفريقيا وشبه الجزيرة‬
‫العربية والشرق األوسط والهند‪ ،‬إلى جانب بعض األنواع‬
‫المهاجرة التي تعشش في أوراســيــا‪ .‬هــذا ويتوطن أبلق‬
‫أحمر الصدر شبه الجزيرة العربية‪ ،‬حيث يوجد فقط في‬
‫جنوب غرب المملكة العربية السعودية وغرب اليمن‪.‬‬

‫الموئل‬
‫يوجد طائر أبلق أحمر الصدر على نطاق يمتد من الطائف‬
‫بالمملكة العربية السعودية حتى اليمن جنوب ًا‪ .‬وعادة‬
‫ما يعيش على ارتفاعات تتجاوز ‪ 2,300‬م‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬
‫تــم تسجيل بعضها فــي أعــشــاش منخفضة تصل إلى‬
‫‪ 1,700‬م‪ .‬ويبدو أنــه يعيش ضمن نطاقات من الموائل‬
‫مــحــدودة للغاية‪ ،‬وهــو يفضل األراضـ ــي المسطحة‪ ،‬أو‬
‫ذات االنــحــدارات القليلة مع غطاء من النباتات متناثرة‪،‬‬
‫ـواء كــانــت مــزروعــة‬
‫مثل حــقــول الــمــدرجــات الــمــزروعــة (س ـ ً‬
‫بالمحاصيل‪ ،‬أو تضم بقايا قمح (جذامة) أو حتى تلك التي‬
‫يتم تجهيزها للزراعة)‪ ،‬والهضاب الصخرية ذات الشجيرات‬
‫المتناثرة‪ .‬كما يفضل بشكل خــاص‪ ،‬الحقول المزروعة‬
‫ذات الــضــفــاف‪ ،‬أو المسيجة التي فيها شقوق مناسبة‬
‫للتعشيش‪ .‬ويتجنب أبلق أحمر الصدر األراضــي الحرجية‬
‫والــغــابــات الكثيفة‪ .‬وعــلــى الــرغــم مــن أن بــعــض أف ــراده‬
‫يعمدون إلى التحرك نحو مناطق منخفضة بشكل كبير‬
‫خالل فصل الشتاء‪ ،‬إذ تم تسجيل وجــوده دون ارتفاعات‬
‫تصل إلى ‪ 200‬م في تهامة‪ ،‬إال أن أبلق أحمر الصدر يُ َع ُّد‬
‫(‪)272‬‬
‫نوع ًا مستقراً إلى حد كبير‪.‬‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫ثمة القليل من المعلومات التي تدور حول سلوك أبلق‬
‫أحــمــر الــصــدر فــي الــبــحــث عــن ال ــغ ــذاء؛ فــقــد شــوهــد وهــو‬
‫(‪)273‬‬
‫يتناول الــحــشــرات ويطعم صــغــاره الــيــرقــات الكبيرة‪.‬‬
‫تحصل طيور أبلق‬ ‫ومن المفترض أن يكون نظامه الغذائي شبيه ًا بنظام‬
‫أحمر الصدر على‬ ‫أنــواع األبلق األخــرى ‪ ،Oenanthe‬خاصة األنــواع المستقرة‬
‫طعامها كله‪ ،‬أو‬ ‫في المناطق القاحلة بأفريقيا والشرق األوسط‪ ،‬وجميعها‬
‫تقتات على مجموعة واسعة جــداً من مفصليات األرجل‬
‫معظمه من مناطق‬
‫البالغة ويــرقــاتــهــا‪ ،‬إلــى جــانــب النمل والخنافس بشكل‬
‫متعددة وأخرى ثابتة‬ ‫خاص‪ .‬ويبلغ طول معظم الحشرات التي تتناولها طيور‬
‫على مدار العام‪.‬‬ ‫األبــلــق نحو ‪ 10‬مــم‪ ،‬على الــرغــم مــن أن طــول بعضها قد‬
‫لذلك‪ ،‬تدافع عنها‬ ‫يتجاوز ‪ 40‬مم أحيان ًا‪ .‬وتشمل هــذه الفرائس كال من الال‬
‫فقاريات األرضية والطائرة‪ ،‬وفي بعض األحيان الفقاريات‬
‫بال هوادة‪ ،‬طاردة‬
‫الصغيرة‪ ،‬خاصة السحالي التي يصل طولها إلــى ‪10‬‬
‫غيرها من أنواع‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تُكمل معظم طيور األبلق نظامها‬ ‫سم‪.‬‬
‫األبلق بشراسة‪.‬‬ ‫الــغــذائــي ببعض النباتات‪ ،‬بما فــي ذلــك الــبــذور والتوت‬

‫‪313‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪312‬‬
‫تزداد حدة السلوك‬ ‫أبلق أحمر الصدر؛ في هذا النوع‬ ‫الحرارة المرتفعة للغاية خالل أوقــات النهار‪ .‬ووفق ًا لذلك‪،‬‬ ‫تدافع طيور أبلق أحمر الصدر‬
‫ً‬
‫أزواجا‬ ‫من الطيور ُي َر َّجح أنه ُي َش ِّكل‬ ‫أي متسلل‬‫عن مناطقها وطرد ّ‬
‫المناطقي خالل‬ ‫تختلف أحــجــام‪ ،‬وحسب توافر الــمــوارد المحلية‪ ،‬المناطق‬
‫أحادية الزواج طويلة األمد‪.‬‬ ‫إليها بشراسة‪.‬‬
‫لدى أنواع األبلق المستقرة األخرى في اإلقليم بشكل كبير‪.‬‬
‫موسم التكاثر‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يدافع األبلق الحزين الشرق ي �‪O. l. lu‬‬
‫وتعمد األزواج إلى‬ ‫‪ gens‬في جنوب األردن عن مناطقه التي تراوح مساحاتها‬
‫أي طائر‬
‫مطاردة ّ‬ ‫بين ‪ 45 - 2‬هكتاراً على األقــل‪ ،‬إذ إنها بحاجة إلى مناطق‬
‫(‪)280‬‬
‫يقترب ألمتار قليلة‬ ‫أكبر فــي المناطق القاحلة‪ ،‬حيث الــغــذاء أقــل وفرة‪.‬‬
‫بوجه عام‪ ،‬ال يُ َع ُّد توافر الغذاء المورد الوحيد المهم في‬
‫من العش‪ ،‬وإن‬
‫منطقة سيادة الطائر‪ ،‬إذ يجب أن تتوافر في المنطقة أيض ًا‬
‫كانت من الطيور‬ ‫مواقع مناسبة للتعشيش‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن سهولة الوصول إلى‬
‫غير المؤذية‪ ،‬مثل‬ ‫المياه‪ ،‬واتقاء الحيوانات المفترسة‪ .‬وفي بعض الحاالت‬

‫العصفور الدوري أو‬ ‫مجاثم‪ ،‬أو نقاط مراقبة مناسبة لمسح المنطقة‪.‬‬
‫وتتأثر المناطق بالغ التأثر بشدة التفاعل مع الطيور‬
‫النعار اليمني‪ ،‬فإنها‬
‫األخرى‪ .‬وقد يتقلص حجم منطقة السيادة أيض ًا‪ ،‬تحت‬
‫تلقى المصير ذاته‪.‬‬ ‫الضغط الذي تمارسه المزيد من الطيور على طول حدود‬
‫المنطقة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬من شأن وفرة الطعام‬
‫حالته بالمملكة‬ ‫األول‪ ،‬يُ ْع َث ُر عليها في أزواج على مدار السنة‪ .‬وثاني ًا‪ ،‬تدافع‬ ‫أن تجذب المزيد من المنافسين إلى منطقة السيادة‪،‬‬ ‫البري الصغير (مثل ‪ )274( .)Arabian Boxthorn‬ولوحظ أن‬ ‫الكثير من صغار‬
‫يُ َق َّدر ُ التعداد العالمي لهذا الطائر نحو ‪ 40,000‬زوج متكاثر‪،‬‬ ‫هذه األزواج عن أراضيها بالغناء وطرد المتسللين بالقوة‪.‬‬ ‫ما يجعل المنطقة أكثر قيمة للذود عنها‪ ،‬ما يؤدي إلى‬ ‫طيور أبلق أحمر الصدر تبحث عن فرائسها من خالل البحث‬ ‫األبلق تقضي نحبها‬
‫الثلث تقريب ًا يتكاثر في المملكة العربية السعودية‪ ،‬في‬ ‫ً‬
‫حدة خالل موسم التكاثر‪،‬‬ ‫ويزداد هذا السلوك المناطقي‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬قد يتغير‬ ‫(‪)281‬‬
‫االكتفاء بمساحات أصغر‪.‬‬ ‫المنهجي لــأرض‪ ،‬أو االنقضاض على الفريسة من نقاط‬
‫(‪)275‬‬
‫خالل فصل الشتاء‬
‫حين تتكاثر البقية في اليمن (انظر الجدول ‪ ،)1‬وهو من‬ ‫أي طائر يقترب ألمتار قليلة‬
‫حيث تعمد األزواج على مطاردة ّ‬ ‫حجم منطقة السيادة نتيجة للتغيرات في القدرات‬ ‫المراقبة‪ ،‬مثل الصخور واألعمدة‪.‬‬
‫األنواع الشائعة محلي ًا‪ .‬وقد ص ّنف االتحاد الدولي لحماية‬ ‫من موقع العش‪ ،‬بما في ذلك األنواع غير المؤذية‪ ،‬مثل‬ ‫البدنية والصحية للطيور المنافسة بشكل نسبي مع مرور‬ ‫تتغذى معظم طيور األبلق في البيئات القاحلة الحارة‪،‬‬ ‫األول عندما تغادر‬
‫الطبيعة طيور أبلق أحمر الــصــدر على أنها غير مهددة‬ ‫العصفور الدوري والنعار اليمني‪ )283(.‬ويوحي هذا السلوك‬ ‫الوقت‪ .‬وعندما يصبح أحد الطيور أقوى‪ ،‬يمكنه حينها أن‬ ‫وبشكل أساس خالل الساعات الباردة من اليوم‪ ،‬وذلك‬ ‫أعشاشها‪ ،‬ومن‬
‫بسبب تعداداها المعقول‪ ،‬وانتشارها على نطاق واسع‪،‬‬ ‫المناطقي المشترك بأن األزواج تصنع روابط قوية ودائمة‪.‬‬ ‫يتوسع في منطقته‪ ،‬حيث يصبح جاره أكبر سن ًا وأضعف‬ ‫عبر مزيج من مناورات المحاصرة واإلمساك‪ ،‬والجثوم‬ ‫يُكتب له النجاة‬
‫ّ‬
‫ظل عدم وجود أدلة‬ ‫ويُعتقد أن هذا التعداد مستقر في‬ ‫أمــا الثالث األخــيــر‪ ،‬ثمة تشابه بين الــذكــور واإلن ــاث‪ ،‬وهذا‬ ‫بُ ً‬
‫نية (وهو ما يبدو أنه يحدث في األبلق أبيض القنة في‬ ‫واالنقضاض‪ ،‬ومطاردة الحشرات الطائرة والتقاطها‪.‬‬
‫ـادة بالطيور التي تُ َ‬
‫يحاول االستحواذ‬
‫أي انخفاض‪ ،‬أو تهديدات جوهرية‪ )287(.‬ويستفيد هذا‬ ‫على ّ‬ ‫ل أزواجـ ـ ًا أحــاديــة طويلة‬
‫ش ِّك ُ‬ ‫يرتبط عـ ً‬ ‫(‪)282‬‬
‫شرق مصر)‪.‬‬ ‫وربما تحفر في األرض‪ ،‬خاصة عندما يكون عدد الالفقاريات‬
‫الطائر نوع ًا ما من وجود الحقول المزروعة‪ ،‬ال س ّيما في‬ ‫(‪)284‬‬
‫األجل ‪ -‬مع وجود استثناءات لكل قاعدة‪.‬‬ ‫ليس ذلك وحسب‪ ،‬فقد يتغير حجم منطقة السيادة‬ ‫ال‪ ،‬في حين يبحث البعض اآلخر‬ ‫الموجودة على األرض قلي ً‬ ‫على منطقة خاصة‬
‫المناطق ذات المدرجات الحجرية التقليدية‪ .‬عـ ً‬
‫ـاوة على‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬يشمل ســلــوك الــتــو ّدد أداء الذكر‬ ‫وشكلها باستمرار استجابة للتفاعالت مع الطيور المتوطنة‬ ‫ويحصل طائر‬ ‫(‪)276‬‬
‫عن الطعام داخل جحور القوارض‪.‬‬ ‫به‪ ،‬إما عن طريق‬
‫ذلــك‪ ،‬بعض أف ــراد هــذا الــنــوع يمكنها تحمل الكثير من‬ ‫االستعراضي‪ ،‬حيث يطير مباشرة من األرض حتى ارتفاع‬ ‫المحتملة التي تحاول االستيالء على المناطق ألنفسها‪.‬‬ ‫أبلق أحمر الصدر على كل أو معظم غذائه من مناطق‬ ‫فرض وجوده بين‬
‫مصادر اإلزعاج الكبرى‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ُ ،‬عثِر على عش‬ ‫‪ 3‬م‪ ،‬ثم يعود إلى األرض‪ .‬ومع بدء موسم التكاثر‪ ،‬يختار‬ ‫فمث ً‬
‫ال‪ ،‬يخرج األلوف من الطيور الصغيرة القادرة على الطيران‬ ‫متعددة وأخرى ثابتة على مدار العام‪ ،‬لذلك‪ ،‬تدافع عنها‬
‫مناطق السيادة‬
‫عند مستوى سطح األرض تحت صخرة على بُعد ‪ 3‬م فقط‬ ‫شق ًا داخل منطقته لوضع العش‪ ،‬إما بين‬‫الزوج حفرة‪ ،‬أو ِ‬ ‫من األعشاش من مناطق سيادة والديها وتنتشر بحث ًا‬ ‫بال هوادة طاردة غيرها من طيور األبلق أحمر الصدر وأنواع‬
‫من حافة طريق مزدحم‪ )288(.‬كما ُعثِر عليه في عديد من‬ ‫الصخور‪ ،‬أو في الجدران الحجرية للحقول المدرجة‪ ،‬أو في‬ ‫عن مناطق سيادة خاصة بها ‪ -‬تنغمر المناظر الطبيعية‬ ‫األبلق األخرى‪ ،‬بما فيها األنواع المهاجرة‪ )277(.‬ولوحظ هذا‬ ‫القائمة‪ ،‬أو اإلطاحة‬
‫المناطق المحمية بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫جحور الــقــوارض القديمة‪ .‬علم ًا أن األبوين يعمدان إلى‬ ‫المشبعة في األصل بمزيد من الطيور التي تبحث عن‬ ‫السلوك المناطقي في الشهور كافة‪ ،‬حتى خالل طرح‬ ‫بمنافس آخر‪.‬‬
‫بناء العش‪ ،‬وهو على شكل كأس من العشب والقش‬ ‫مناطق سيادة ‪ -‬سيموت الكثير من صغار األبلق خالل فصل‬ ‫َ‬
‫ستنفد طاقة‬ ‫الريش (في يوليو وأغسطس) عندما تُ‬
‫أبلق أحمر الصدر‪ ،‬من الطيور‬ ‫أي مكان بالقرب من مدخل‬
‫ومبطن بالريش ويوضع في ّ‬ ‫الشتاء األول‪ ،‬ومن تُكتب له النجاة يحاول االستحواذ على‬ ‫الطائر بفعل هذه العملية وحرارة الصيف الشديدة‪ .‬ومن‬
‫ً‬
‫حديثا‬ ‫التي تم االعتراف بها‬ ‫(‪)285‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تجويف العش حتى متر واحد داخل التجويف‪.‬‬ ‫منطقة خاصة به‪ ،‬إما عن طريق فرض وجوده بين مناطق‬ ‫الجلي أن الدفاع عن منطقة السيادة أمر مهم للغاية‬
‫ّ‬
‫متميزا‪ ،‬ويوجد فقط‬ ‫نوعا‬ ‫بكونها‬
‫في جنوب غرب المملكة العربية‬ ‫أي معلومات حــول خصائص‬
‫جدير بالذكر أنــه ال يوجد ّ‬ ‫السيادة القائمة‪ ،‬أو اإلطاحة بمنافس آخر‪.‬‬ ‫لبقاء الطير وتكاثره‪.‬‬
‫السعودية وغرب اليمن‪.‬‬
‫الحضنة وحجمها‪ ،‬لكن ثمة أوجــه تشابه مع طيور أبلق‬ ‫وفي حال أبلق أحمر الصدر‪ ،‬قد يكون ظهور الطيور‬ ‫جدير بالذكر أنه لم تُدرس خصائص المنطقة بعناية لدى‬
‫صــدئ الــصــدر وثيقة الصلة فــي شــرق أفريقيا التي تضع‬ ‫على ارتفاعات منخفضة في فصل الشتاء (‪ 1,500‬م دون‬ ‫هذا النوع‪ ،‬غير أنه ُعثِرَ على عشرة أزواج في رقعة واحدة‬
‫بيضتين إلــى ‪ 4‬بــيــوض يتم حضنها بشكل أس ــاس‪ ،‬أو‬ ‫النطاق النموذجي للنوع) من الطيور الصغيرة التي‬ ‫مساحتها ‪ 3‬كم‪ 2‬من الحقول المزروعة في اليمن‪.‬‬
‫(‪)278‬‬

‫من جانب األنثى وحدها لمدة ‪ 14‬يوم ًا‪ ،‬ثم تغادر الفراخ‬ ‫تحاول العثور على الطعام والتحلي بالقوة في منطقة‬ ‫ومن المرجح أن يتأثر حجم وشكل منطقة سيادة الزوج‬
‫بعد ‪ 15‬يوم ًا‪ .‬وفي أبلق أحمر الصدر‪ ،‬يتعاون كال الطائرين‬ ‫خالية من المنافسين قبل العودة إلى االرتفاعات األعلى‪،‬‬ ‫المرجوة‪ ،‬والجهد المبذول‬
‫ّ‬ ‫منها المزايا‬ ‫(‪)279‬‬
‫بعوامل عدة‪،‬‬
‫البالغين في إطعام الفراخ التي غالب ًا ما يراوح عددها بين‬ ‫حيث تحاول طرد طيور أخرى من مناطقها‪ ،‬وبالتالي‬ ‫فــي الــدفــاع عنها‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬تحتوي المناطق الكبيرة‬
‫‪ 3 - 2‬في كل حضنة‪.‬‬ ‫يتسنى لها الحصول على أزواج خاصة بها‪.‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالمناطق األصغر (مع‬ ‫على كمية أكبر من الغذاء‪،‬‬
‫موسم تكاثر طوي ً‬
‫ال‪ ،‬ما يشير إلى أنه ربما‬ ‫َ‬ ‫إن لهذا النوع‬ ‫ثبات كل العوامل األخ ــرى)‪ ،‬لكن بالمقابل تتطلب هذه‬

‫سلوك التكاثر‬
‫(‪)286‬‬
‫المرَجَّ ح أن تصل الطيور‬
‫ومن ُ‬ ‫يكون مــزدوج الحضنة‪.‬‬ ‫المناطق بذل جهد أكبر في سبيل الدفاع عنها‪ ،‬إذ تعمد‬
‫الصغيرة إلى مرحلة النضج الجنسي خالل السنة األولى‪.‬‬ ‫الطيور للوصول إلى أبعد مسافة لتفقد وتفتيش حدودها‬
‫ثمة دراســات قليلة تناولت أعمار أبلق أحمر الصدر‪ ،‬ولكن‬ ‫تشير دالالت ثالث إلى أن طيور أبلق أحمر الصدر من شأنها‬ ‫وحمايتها‪ ،‬األمر الذي يُ َع ُّد مهم ًا‪ ،‬خاصة في المملكة العربية‬
‫عمر أقدم طائر معروف منه وصل إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬ ‫أن تُـ َ‬
‫ـشـ ِّ‬
‫ـكــل رواب ــط زوجــيــة طويلة األم ــد‪ .‬وبحسب الدليل‬ ‫السعودية‪ ،‬فالطيران فيها مقيد بشكل كبير بسبب درجات‬

‫‪315‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪314‬‬
‫طيور التمير متكيفة بشكل‬ ‫أجمل الطيور في المملكة العربية السعودية‪ .‬أما األنثى‪،‬‬
‫ً‬
‫وغالبا‬ ‫كبير مع شرب الرحيق‪.‬‬
‫فغالب ًا ما تكون رمادية اللون وبال ّ‬
‫أي زخارف على اإلطالق‪.‬‬
‫ما تجثم في زوايا معقدة‬
‫للوصول إلى السائل الحلو‪.‬‬ ‫واألنواع التي تحتوي على مستويات عالية من االختالفات‬
‫(أي أن الذكور واإلناث تبدو مختلفة تمام ًا عن‬
‫الجنسية ّ‬
‫ً‬
‫عادة ما يكون لديها أنظمة تزاوج معقدة‬ ‫بعضها بعض ًا)‬
‫وفي الوقت نفسه مذهلة‪ ،‬ومن المحتمل أن تكون هذه‬
‫هي الحال بالنسبة لهذا الطائر المتوطن‪.‬‬
‫ذكر أن العلماء الغربيين اكتشفوا طيور تمير‬ ‫يُ َ‬
‫بمنطقة شبه الجزيرة العربية للمرة األولى عام ‪1904‬‬
‫في الجبال الواقعة شمال لحج في جنوب اليمن‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬وألكثر من قرن من الزمان‪ ،‬كان يُنظر إلى التعداد‬
‫يتغذى التمير‬ ‫العربي من طيور تمير على أنه النوع نفسه من طيور‬
‫العربي في المقام‬ ‫تمير الموجودة في جميع أنحاء القرن األفريقي (من‬
‫األول على الرحيق‬ ‫السودان جنوب ًا إلى الصومال‪ ،‬وغرب ًا إلى أوغندا)‪ ،‬وقد‬
‫استمر هذا االعتقاد حتى عام ‪ ،2017‬حيث أدرك العلماء‬ ‫تمير عربي‬ ‫تمير عربي‪ :‬طائر متوطن في‬
‫الذي يحصل عليه‬
‫‪Cinnyris hellmayri‬‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫أن الطيرين األفريقي والعربي متمايزان‪ ،‬وأصبحا يُعرفان‬
‫من خالل الجثوم‬ ‫اآلن باسم تمير المع ‪ Cinnyris habessinicus‬وتمير‬
‫فوق النباتات‪ ،‬أو‬ ‫ً‬
‫ومقارنة مع‬ ‫عربي (‪ ،)Cinnyris hellmayri‬على التوالي‪.‬‬ ‫إن رؤية ذكر تمير عربي‪ ،‬حائم ًا حول زهرة ويتغذى عليها تُ َع ُّد‬
‫التحويم أمام الزهور‪،‬‬ ‫تمير المع‪ ،‬يُ َع ُّد تمير عربي أكبر حجم ًا‪ ،‬وتتميز ذكوره‬ ‫من أجمل وأروع المشاهدات في عالم الطيور العربي‪.‬‬
‫بشريط صدري أضيق يشوبه لون أحمر أقل سطوع ًا‪،‬‬ ‫وبينما يطير هذا الطائر تحت أشعة الشمس‪ ،‬يضيء‬
‫مثل طائر الطنان‪.‬‬
‫وذيل بغطاء عاكس أكثر اتساع ًا وأكثر زرقة‪ ،‬ويبدو أن‬ ‫ريشه القزحي‪ ،‬كاشف ًا عن ألوان زاهية من األخضر الالمع‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يُرجح أنها تستخلص الرحيق من مجموعة واسعة‬ ‫بشكل تام‪ ،‬كالتالل والوديان شديدة االنحدار‪ ،‬غير أنه‬ ‫تغريده مختلف أيض ًا‪ .‬أما إناثه‪ ،‬فلونها رمادي يميل إلى‬ ‫واألرجواني البراق واألزرق الفاقع مع نفحات من األصفر‬
‫(‪)289‬‬
‫من النباتات أكثر مما تم اإلبالغ عنها حتى اآلن (بما في ذلك‬ ‫في الوقت نفسه‪ ،‬يمكنه استغالل مجموعة أخرى من‬ ‫وهكذا‪ ،‬يقتصر‬ ‫البني أغمق من نظيراتها األفريقية‪.‬‬ ‫والذهبي‪ .‬أضف إلى ذلك الشريط األحمر القرمزي الذي‬
‫التين‪ ،‬والنخيل‪ ،‬والسالفيا‪ ،‬والستيروسبيرموم‪ ،‬والسدر‪،‬‬ ‫الموائل المنتشرة في مناطق النباتات الخضراء الكثيفة‬ ‫وجود هذا النوع المعترف به حديث ًا على المملكة العربية‬ ‫يحيط بصدره ومنقاره األنيق‪ ،‬وبهذا يكون‪ ،‬بال شك‪ ،‬من‬
‫واآلراك‪ ،‬وعديد غيرها‪ ،‬قياس ًا على تقارير تفيد بأن طيور التمير‬ ‫(بما في ذلك الحدائق والبساتين والمناطق المزروعة)‬ ‫السعودية واليمن وجنوب غرب سلطنة ُعمان‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫(‪)296‬‬
‫الالمع وثيقة الصلة تقتات عليها في أفريقيا)‪.‬‬ ‫حتى الشجيرات الجافة‪ ،‬في حين يتجنب المناطق‬ ‫يُ َع ُّد من األنواع المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫هذا؛ وقد تب ّين للعلماء أن طيور تمير متكيفة بشكل‬ ‫الصحراوية المفتوحة‪ .‬ويُ َع ُّد هذا النوع في األصل ُمقيم ًا‪،‬‬ ‫ينتمي طائر تمير عربي إلى عائلة تمير (طيور الشمس)‪،‬‬
‫كبير مع شرب الرحيق‪ ،‬وتفعل ذلك بوضع مناقيرها‬ ‫على الرغم من وجود بعض أفراده تتجول خالل المواسم‬ ‫ويندرج تحتها ‪ 147‬نوع ًا من ‪ 15‬جنس ًا‪ .‬ويتألف أكبر جنس‬
‫المدببة الرفيعة في قاعدة الزهرة‪ ،‬ثم تبدأ في امتصاص‬ ‫(‪)291‬‬
‫هرة‪.‬‬ ‫بحث ًا عن النباتات ُ‬
‫المز ِ‬ ‫فيها ‪ Cinnyris‬من ‪ 58‬نوع ًا (‪ 50‬منها تنتشر في جميع‬
‫الع ْذب‪ .‬كما أن حواف اللسان لديها مطوية إلى‬
‫الرحيق َ‬ ‫أنحاء أفريقيا‪ ،‬بينما البقية توجد في شبه الجزيرة العربية‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫الداخل بحيث تشكل أنبوبين متوازيين (مثل المصاصة‬ ‫مروراً بالهند ووصو ًال إلى جنوب شرق آسيا وشمال‬
‫المستخدمة للشرب) ينفصالن بالقرب من النهاية‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أستراليا)‪ ،‬بما في ذلك التمير العربي‪ ،‬علم ًا أنه تم االعتراف‬
‫شكلين لسان ًا ذا طرف أشبه بشوكة الطعام‪ .‬ويكون‬
‫ُم ِّ‬ ‫بشكل رئيس تتغذى طيور تمير عربي على الرحيق الذي‬ ‫بنوعين منه‪ ،‬حيث ينتمي غالبية التعداد الموجود في‬
‫كل طرف ُمنس ً‬
‫ال من الحواف للمساعدة في سحب‬ ‫يحصل أثناء جثومها فوق النباتات‪ ،‬أو تحليقها أمام‬ ‫المملكة للنوع ‪ ،C. h. kinneari‬بينما تنتمي الطيور في‬
‫أكبر قدر ممكن من الرحيق‪ ،‬ثم امتصاص هذا الرحيق‬ ‫الزهور‪ ،‬مثل الط ّنان‪ .‬كما تقتات على الحشرات الصغيرة‬ ‫أقصى الجنوب الغربي (حول نجران) واليمن وسلطنة‬
‫للحصول على‬
‫بواسطة اللسان األنبوبي إلى الحلق‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫ً‬
‫عادة من الزهور التي‬ ‫(مثل النمل والعث) التي تلتقطها‬ ‫ُعمان إلى النوع ‪( C. h. hellmayri‬يتميز بمنقار طويل‪،‬‬
‫طاقة كافية‪،‬‬ ‫لديه أخدودان في سقف الفم يساعدان على ضخ المزيد‬ ‫وربما تعمد‬ ‫ً (‪)292‬‬
‫تتغذى عليها‪ ،‬رغم أنها تطاردها أحيانا‪.‬‬ ‫ولون أزرق فاقع في تاجه‪ ،‬ونطاق صدر أحمر أقل محجوب‬
‫تستهلك طيور‬ ‫(‪)297‬‬
‫من الرحيق‪.‬‬ ‫إلى تناول العناكب أيض ًا‪ ،‬كما هو مسجل في عديد من‬ ‫(‪)290‬‬
‫بشكل جزئي بشريط أخضر مائل إلى الزرقة)‪.‬‬
‫تمير عربي ما‬ ‫لكن الرحيق وحده ال يكفي؛ فهو غالب ًا ما يوفر كمية‬ ‫ً‬
‫وعادة ما تتغذى طيور تمير منفردة‪،‬‬ ‫(‪)293‬‬
‫أنواع تمير األخرى‪.‬‬

‫الموئل‬
‫ضئيلة من السكر‪ .‬وللتعويض عن نقص العناصر‬ ‫أو أحيان ًا في أزواج‪ ،‬أو مجموعات عائلية صغيرة‪ ،‬رغم أنها قد‬
‫يراوح بين ‪ 3‬إلى ‪5‬‬
‫الغذائية األخرى‪ ،‬كالبروتين والنيتروجين والمعادن‬ ‫هرة‬
‫المز ِ‬
‫تتجمع في تشكيالت كبيرة‪ ،‬ال س ّيما في األشجار ُ‬
‫أضعاف وزنها تقريب ًا‬ ‫تكمل طيور تمير نظامها الغذائي‬
‫ّ‬ ‫(‪)298‬‬
‫في الرحيق‪،‬‬ ‫الغنية‪ ،‬وتتغذى أحيان ًا إلى جانب طيور تمير وادي النيل‬ ‫يوجد هذا الطائر في معظم أنحاء جبال عسير والحجاز‬
‫من الرحيق يومي ًا‪،‬‬ ‫بالالفقاريات (وربما حبوب اللقاح)‪ ،‬ال س ّيما خالل الفترات‬ ‫(‪)294‬‬
‫والتمير الفلسطيني‪.‬‬ ‫بالمملكة العربية السعودية‪ .‬وقد تم تسجيل تكاثره حتى‬
‫وهو ما يعادل شرب‬ ‫التي تتطلب فيها طاقة عالية‪ ،‬مثل التكاثر‪ ،‬أو طرح الريش‪،‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أنه تم توثيق طيور تمير عربي‪ ،‬وهي‬ ‫دائرة عرض ‪ ˚25.5‬شما ًال (حول خيبر)‪ ،‬وربما يتجاوزها‪ ،‬على‬
‫حيث تقضي بعض طيور تمير نحو ‪ %20‬من وقتها في‬ ‫تتغذى على مجموعة كبيرة من النباتات المزهرة‪،‬‬ ‫الرغم من أنه أكثر شيوع ًا جنوب مكة المكرمة‪ .‬ويمكن‬
‫شخص بالغ ‪1,500‬‬
‫البحث عن مفصليات األرجل‪.‬‬ ‫خاصة األشجار (البونسيانا البيضاء‪ ،‬والسرح‪ ،‬والمورينغا‪،‬‬ ‫العثور عليه عند ارتفاعات تراوح بين ‪ 250‬م و‪ 1,800‬م‪ ،‬غير‬ ‫تعيش طيور تمير عربي البديعة‬
‫كأس من الماء‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬تستهلك طيور تمير كميات هائلة‬ ‫والعشار‪ ،‬والدفلى‪ ،‬وأنواع مختلفة من الطلح)‪ ،‬والشجيرات‬ ‫أنه شوهد عند ارتفاعات تصل إلى ‪ 2,300‬م في اليمن‪.‬‬
‫على سفوح التالل بجبال عسير‬
‫ً‬
‫جنوبا حول خيبر‪.‬‬ ‫والحجاز‬
‫المحلى يومي ًا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫من الرحيق بهدف الحصول على طاقة كافية وإبقائها‬ ‫(‪)295‬‬
‫المز ِهرة األصغر (الص ّبار والك ّبار)‪.‬‬
‫(اليانسون)‪ ،‬والنباتات ُ‬ ‫ويفضل هذا الطائر المناطق الصخرية والموائل المغلقة‬

‫‪317‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪316‬‬
‫ً‬
‫نظرا ألن الرحيق يحتوي على قيمة غذائية قليلة‬
‫جدا‪ ،‬يشرب التمير العربي كميات وفيرة كل يوم‬‫ً‬
‫من أجل البقاء‪.‬‬

‫الق َّبرة العربية‪،‬‬ ‫ً‬


‫ومقارنة بجلد ُ‬ ‫(‪)301‬‬
‫التنفس وعبر سطح الجلد‪.‬‬ ‫على قيد الحياة‪ .‬وبذلك‪ ،‬تقضي هذه الطيور الصغيرة‬
‫فإن جلد التمير العربي مليء بالمسام الذي تك ّيف بدرجة‬ ‫الرائعة نحو ‪ %80‬من يومها في التنقل من شجرة إلى‬
‫عالية لمنع ْ‬
‫فقد الماء‪ .‬ومن المفارقات العجيبة‪ ،‬أن طائراً‬ ‫شجرة‪ ،‬ومن زهرة إلى أخرى‪ ،‬في محاولة للحصول على‬
‫صغيراً يبحث عن الغذاء في صحراء المملكة العربية‬ ‫الرحيق الحلو‪ .‬وبحلول نهاية اليوم‪ ،‬يكون كل طائر قد‬
‫من المفارقات‬
‫السعودية شديدة الحرارة والجفاف يواجه مشكلة تتعلق‬ ‫استهلك ما يراوح بين ‪ 3‬إلى ‪ 5‬أضعاف وزنه تقريب ًا من‬
‫باستهالك كميات كبيرة من السوائل‪.‬‬ ‫الرحيق‪ .‬لنتخيل األمر؛ يعادل ذلك إنسان ًا بالغ يزن ‪ 75‬كغم‬
‫العجيبة أن طائراً‬
‫ويشرب من ‪ 900‬إلى ‪ 1,500‬كأس من الماء ُ‬
‫المحلى‬ ‫صغيراً يبحث عن‬
‫سلوك التكاثر‬
‫يومي ًا‪ .‬وال تتوقف طيور تمير عند هذا الحد‪ ،‬إذ تعمل على‬ ‫الغذاء في صحراء‬
‫تسخين هذا السائل بسرعة ليصبح بدرجة حرارة الجسم‪،‬‬
‫المملكة العربية‬
‫على الرغم من روعة ريش ذكور التمير العربي بالنسبة‬ ‫وتمريره في الجهاز الهضمي بأسرع وقت ممكن (لتجنب‬
‫المرجح أنه يبدو أكثر روعة‬
‫للعين البشرية‪ ،‬إال أنه من ُ‬ ‫اكتساب الوزن الذي من شأنه أن يؤثر على مقدرتها في‬ ‫السعودية شديدة‬
‫بالنسبة لغيره من الطيور؛ وذلك ألن الطيور تستطيع‬ ‫ال عن امتصاص الطاقة للبقاء على قيد‬ ‫الطيران)‪ ،‬فض ً‬ ‫الحرارة والجفاف‬
‫رؤية األلوان في القسم فوق البنفسجي من الطيف فيما‬ ‫مفصل‪ ،‬ال تستطيع ُكلى طيور تمير‬
‫ّ‬ ‫وبشرح‬ ‫(‪)299‬‬
‫الحياة‪.‬‬ ‫يواجه مشكلة‬
‫يتعذر ذلك على البشر‪ .‬كذلك‪ ،‬تميل الطيور ذات الريش‬ ‫مواكبة الكمية الهائلة من السائل التي تدخل أجسامها‪،‬‬
‫تتعلق باستهالك‬
‫على عكس الذكر الزاهي المتأنق‪،‬‬ ‫األزرق الفاتح واألرجواني واألخضر إلى التوهج تحت األشعة‬ ‫فتعمد إلى تحويل جزء كبير منها إلى األمعاء مباشرة‬
‫يميل لون أنثى التمير العربي إلى‬ ‫ً‬
‫عادة ما تعكس الطيور ذات‬ ‫فوق البنفسجية‪ .‬بالمقابل‪،‬‬ ‫المتصاص العناصر الغذائية‪ )300(،‬وهو ما يفسر إفرازها‬ ‫كميات كبيرة‬
‫اللون البني ‪ -‬الرمادي‪ ،‬ما يساعدها‬
‫على التخفي عند التعشيش‪.‬‬ ‫الريش البني‪ ،‬كإناث التمير‪ ،‬قدراً أقل بكثير من الضوء‬ ‫كميات كبيرة من البول المخفف‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن فقدانها خالل‬ ‫من المياه‪.‬‬

‫‪319‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪318‬‬
‫سميت هذه‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن رؤية الطيور أكثر‬ ‫فوق البنفسجي‪.‬‬

‫الطيور بطيور‬ ‫حساسية بعشر مرات للضوء فوق البنفسجي من الضوء‬


‫المنعكس في بقية الطيف‪ّ )302(.‬‬
‫ولما كانت ذكور التمير‬
‫الشمس (تمير)‬
‫العربي تبدو مختلفة كلي ًا عن إناثه‪ ،‬فإنها في الواقع‬
‫ألن الذكور تفضل‬ ‫تختلف عن بعضها بعض ًا‪ ،‬بشكل أكبر مما نتخ ّيل‪.‬‬
‫البحث عن الغذاء‬ ‫وهنا تبرز احتمالية أن تكون هذه االختالفات الجنسية‬

‫والجثوم في مواقع‬ ‫المفرطة داخل النوع لدى طيور التمير العربي األصيلة‬
‫ُ‬
‫ناشئة على األقل عن أمرين متعارضين‪ .‬فمن ناحية‪،‬‬
‫مشمسة مكشوفة‬
‫بناء على توهج‬
‫تستمر اإلناث باختيار الذكور األفضل جودة ً‬
‫لغرض مضاعفة‬ ‫ريشها‪ ،‬فيما تفضل اإلناث األقل ظهوراً بشكل طبيعي‬
‫كمية الضوء‬ ‫(‪)303‬‬
‫بوصفها أداة مساعدة للتمويه أثناء التعشيش‪.‬‬

‫فوق البنفسجي‬ ‫ويأتي لمعان وظهور هذا الطائر البديع مقرو ًنا‬
‫بضريبة باهظة‪ ،‬فهو ال يتطلب كمية إضافية من هرمون‬
‫المنعكس على‬
‫التستوستيرون (الذي يقمع الجهاز المناعي)(‪ )304‬فحسب؛‬
‫ريشها االستعراضي‪.‬‬ ‫وإنما يجعله في مرمى الحيوانات المفترسة‪ )305(.‬ونتيجة‬
‫معدالت وفيات الذكور أعلى في‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫عادة‬ ‫لذلك‪ ،‬تكون‬
‫األنواع ذات االختالفات الجنسية داخل النوع‪ )306(.‬ونظ ًرا ألن‬
‫ذكور التمير أكثر وضوحً ا وعرضة لالفتراس من اإلناث‪ ،‬فإنه‬
‫حرصا على التخفي‬
‫ً‬ ‫يمكن توقع أن تكون الذكور أكثر‬
‫في األدغال واألشجار كوسيلة حماية من الحيوانات‬
‫المفترسة‪ .‬لكن ما يحدث هو العكس تمامً ا‪ .‬فعلى‬
‫أي وقت من العام‪ ،‬تقضي أنثى التمير‬
‫سبيل المثال‪ ،‬في ّ‬
‫الفلسطيني ‪ %9‬فقط من وقتها في أماكن مرئية‪ ،‬بينما‬
‫تقضي الذكور ‪ %26‬من وقتها في أماكن مكشوفة خالل‬
‫فصل الخريف‪ ،‬وتجعل من نفسها أكثر وضوحً ا في فصل‬
‫الربيع‪ ،‬حيث تقضي ‪ %74‬من وقتها في مواقع واضحة‬
‫للغاية داخل مناطق سيادتها‪ )307(.‬وبناء على ذلك‪ ،‬فمن‬
‫المتوقع حدوث سلوك مشابه في طيور التمير العربي‪،‬‬
‫إذ يتضح بشكل كبير‪ ،‬حتى بالنسبة للمراقب العادي‪ ،‬أن‬
‫الذكور تقضي وق ًتا أطول بكثير في األماكن المكشوفة‪،‬‬
‫مقارنة باإلناث التي تكثر من التخفي‪ .‬في الواقع‪ ،‬يكمن‬
‫السبب وراء تسمية هذه الطيور باسم «طيور الشمس»‬
‫في أن الذكور تفضل البحث عن الغذاء والجثوم في‬
‫األماكن المشمسة المفتوحة‪ ،‬حيث تعمد إلى الجلوس‬
‫في بيئة مضيئة تزيد من كمية األشعة فوق البنفسجية‬
‫(‪)308‬‬
‫فهي رغبة كامنة لديها‬ ‫التي تنعكس على ريشها‪.‬‬
‫يعززها شغفها باجتذاب اإلناث لدرجة تفوق المخاطر‬
‫رغبة الذكور في‬ ‫الكبيرة واآلثار المحتملة لالفتراس‪.‬‬
‫إظهار ريشها‬ ‫فيما يتعلق بالتو ّدد إلى اإلناث‪ ،‬فإن ذكور التمير العربي‬
‫تلجأ إلى التغريد‪ ،‬واستعراض الريش‪ ،‬والمطاردات‪ .‬وكما‬
‫المضيء الجتذاب‬
‫هي الحال بالنسبة لمعظم األنواع ذات االختالفات‬
‫اإلناث قوية‬ ‫ال يغرد سوى ذكور التمير‬ ‫(‪)309‬‬
‫الجنسية داخل النوع‪،‬‬
‫جداً‪ ،‬لدرجة أنها‬ ‫نجد وصف ًا لتغريد هذا النوع‪ ،‬إال أنه في‬
‫ْ‬ ‫العربي‪ .‬وق ّلما‬
‫تفوق خوفها من‬ ‫ً‬
‫عادة من‬ ‫سائر طيور التمير ‪ Cinnyris‬األخرى‪ ،‬يتألف‬
‫سلسلة من التغريدات والصفير المعقد واأللحان ذاتها‬
‫المخاطر الكبيرة‬
‫التي يمكن أن تستمر لدقائق عدة‪ ،‬وتتضمن في بعض‬ ‫تمير عربي؛ تبني أنثى هذا الطائر‬
‫واآلثار المحتملة‬ ‫األحيان تقليداً لألنواع األخرى (كما هو مسجل في التمير‬ ‫العش‪ ،‬وتحتضن البيوض‪ ،‬وتوفر‬
‫معظم الطعام للفراخ‪.‬‬
‫لالفتراس‪.‬‬ ‫الفلسطيني)‪ )310(.‬وربما يشبه عرض التو ّدد نظيره الخاص‬

‫‪321‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪320‬‬
‫المرَ َّجح أن‬
‫من ُ‬ ‫بإطعامها حشرات صغيرة كاملة بحجم اليرقة‪ .‬وكما هو‬ ‫وحضانة البيض والفراخ‪ )320(،‬وهو أمر يحدث بالتأكيد لدى‬ ‫ً‬
‫فرخا حديث‬ ‫ذكر تمير عربي يغذي‬ ‫لما كانت األنواع‬
‫ّ‬
‫الترييش ‪ -‬لكن السؤال المطروح هنا‪،‬‬
‫تقوم طيور كل‬ ‫مسجل في عديد من طيور تمير األخرى‪ ،‬قد تعود الفراخ‬ ‫طيور تمير عربي‪ ،‬حيث تبني األنثى العش بمفردها‪ ،‬وغالب ًا‬ ‫التي تتميز‬
‫هل هو األب البيولوجي لهذا الفرخ؟‬
‫بعد مغادرتها ألعشاشها مرة أخرى لإلقامة فيها أليام‬ ‫ما يكون ذلك بحضور الذكر من خالل الغناء واالنخراط‬
‫من وقواق أخضر‬ ‫باالختالفات‬
‫عدة‪ ،‬بينما يستمر األبوان في إطعامها مدة أسبوع آخر‬ ‫في السلوكيات المناطقية‪ )321(.‬وفي العادة‪ ،‬يتم تعليق‬
‫الظهر ووقواق‬ ‫موسم‬
‫َ‬ ‫على األقل‪ )331(.‬يُذكر أن طيور تمير عربي تُمضي‬ ‫العش على ارتفاع ‪ 5 - 1.5‬م فوق مستوى سطح األرض‬ ‫الجنسية داخل‬
‫كالسي بوضع‬ ‫تكاثرٍ طويل إلى ح ٍّد ما‪ ،‬ما يعني أنها قد تكون مزدوجة‬ ‫(على الرغم من وصوله في بعض األحيان إلى ارتفاعات‬ ‫النوع‪ ،‬مثل طيور‬
‫بيوضها في‬ ‫الحضنة‪ )323(.‬وتشير الدراسات أيض ًا‪ ،‬إلى أنها قد تعيش‬ ‫تصل إلى ‪ 9‬م)‪ ،‬وعلى فرع خارجي طويل من شجيرة‬ ‫تمير عربي تميل‬
‫(‪)333‬‬
‫لنحو ثماني سنوات في البرية‪.‬‬ ‫أو شجرة (غالب ًا ما تكون شجرة طلح‪ ،‬أو بعض األنواع‬
‫أعشاش طيور‬ ‫ألحادية التزاوج‬
‫متدل‬
‫ٍ‬ ‫الشائكة األخرى‪ ،‬على الرغم من أنه تم تسجيل عش‬
‫تمير عربي‪.‬‬ ‫اجتماعي ًا‪ ،‬فإنها غالب ًا‬
‫حالته بالمملكة‬
‫من أحد الكابالت)‪ ،‬علم ًا أن العش يأخذ الشكل البيضاوي‬
‫ويكون مغلق ًا وممدوداً رأسي ًا‪ ،‬ومنسوج ًا من الحشائش‬ ‫ما تكون بعيدة كل‬
‫يُ َق َّدر التعداد العالمي لطيور تمير عربي المتميزة بنحو‬ ‫والنباتات مع مدخل في جانبه بالقرب من القمة و«شرفة»‬ ‫البعد عن أحادية‬
‫‪ 500,000‬زوج متكاثر سنوي ًا‪ ،‬علم ًا أن نصف هذا التعداد‬ ‫ُم َتد ّلية‪ )322(،‬وقد يُبنى على عكس االتجاه السائد للرياح‪،‬‬
‫التزاوج وراثي ًا‪.‬‬
‫يعشش في المملكة تقريب ًا (انظر الجدول ‪ .)1‬وقد أدرج‬ ‫كما هو موثّق لدى طيور تمير فلسطيني‪ )323(.‬كذلك‬
‫االتحاد الدولي لحماية الطبيعة هذا النوع ضمن فئة‬ ‫يتم ربط العش باأللياف‪ ،‬مثل سيقان النباتات واألعشاب‬
‫األنواع غير المهددة قياس ًا على حجم تعداده الكبير‬ ‫الناعمة والشرانق والصوف القطني‪ ،‬مع استخدام خيوط‬
‫جداً ونطاق وجوده الشاسع‪ .‬كما أُدر ِ َج ضمن فئة األنواع‬ ‫العنكبوت بشكل كبير‪ ،‬والتي من شأنها أن تجعل‬
‫أي‬
‫أي دليل واضح على وجود ّ‬ ‫ّ‬
‫ظل غياب ّ‬ ‫المستقرة في‬ ‫الهيكل يبدو أبيض اللون تقريب ًا‪ .‬هذا‪ ،‬ويتم تبطين العش‬ ‫في الواقع‪ ،‬كشفت الدراسات التي أجريت على طيور‬ ‫بالتمير الالمع في أفريقيا‪ ،‬حيث يقف الذكر رافع ًا هامته‪ ،‬ثم‬
‫يُذكر أن هذا النوع موجود‬ ‫(‪)334‬‬
‫انخفاض في حجم تعداده‪.‬‬ ‫من الداخل أيض ًا‪ ،‬بالكثير من سيقان النباتات وخيوط‬ ‫التمير الفلسطيني عن أن هذه الطيور الصغيرة تعيش‬ ‫يتحرك ببطء بطول المجثم نحو األنثى‪ ،‬يتمايل بجسده‬
‫ً (‪)324‬‬
‫في عديد من المحميات بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫العنكبوت والصوف‪ ،‬والريش أحيانا‪.‬‬ ‫حياة اجتماعية معقدة على نحو استثنائي‪ ،‬حيث ترعى‬ ‫من جانب آلخر‪ ،‬وينفش ريشه‪ ،‬ويكشف عن خصلة في‬
‫أما بالنسبة للحضنة‪ ،‬فغالب ًا ما تضم بيضة‪ ،‬أو بيضتين‬ ‫أي سنة تقريب ًا عش ًا يضم فرخ ًا‬
‫نصف اإلناث المتكاثرة في ّ‬ ‫الصدر‪ ،‬علم ًا أن بعض الطيور تنطلق عمودي ًا‪ ،‬ثم تعود‬
‫فقط‪ ،‬وهو أمر مألوف جداً لدى جميع طيور التمير من‬ ‫واحداً على األقل من غير شريكها‪ .‬وعلى الرغم من عدم‬ ‫وفي‬ ‫(‪)311‬‬
‫إلى المجثم نفسه لتصدح بأعذب التغريدات‪.‬‬
‫جنس ‪ ،Cinnyris‬حيث تتولى األنثى وحدها حضانة‬ ‫إجراء دراسات من هذا القبيل على طيور تمير عربي‪ ،‬فقد‬ ‫طيور التمير العربي‪ ،‬ينطلق الذكر في رحلة مصحوبة‬
‫وم ّ‬
‫لطخ بشرائط‬ ‫البيض الذي يكون لونه أبيض ناصع ُ‬ ‫شوهدت ذكور تغازل اثنتين من اإلناث في وقت واحد‪.‬‬ ‫بتغريدات متقطعة خافض ًا ذيله إلظهار الريش حول ردفه‪.‬‬
‫(‪)325‬‬
‫جدير بالذكر أن طيور‬ ‫سوداء على الجانب األوسع‪.‬‬ ‫(‪ )316‬وبشكل موجز‪ ،‬يمكن القول إن هناك احتمالية كبيرة‬ ‫وفي بعض الحاالت‪ ،‬تستعرض ذكور التمير العربي أمام‬
‫الوقواق أخضر الظهر والوقواق الكالسي قد شوهدت‬ ‫لوجود مستويات مرتفعة جداً من مجموعات التزاوج خارج‬ ‫(‪)312‬‬
‫اإلناث بعد مطاردتها‪ ،‬ثم تتزاوج معها‪.‬‬
‫وهي تتطفل على أعشاش ‪ 16‬نوع ًا على األقل من طيور‬ ‫إطار الزواج لدى طيور تمير عربي‪.‬‬ ‫َ‬
‫وأظهرت الدراسات‪ ،‬أن طيور التمير العربي تُش ِّكل أزواج ًا‬
‫التمير في أفريقيا‪ ،‬بما في ذلك ستة أنواع من تمي ر �‪Cin‬‬ ‫وما يثير االهتمام‪ ،‬أنه عندما يتسلل ذكر للبحث عن‬ ‫لما كانت األنواع شديدة‬ ‫أحادية الزواج اجتماعي ًا‪ ،‬غير أنه ّ‬
‫وبالتالي‪ ،‬من المرجح أن تقوم طيور الوقواق‬ ‫(‪)326‬‬
‫‪.nyris‬‬ ‫أنثى ذكر آخر للتزاوج معها‪ ،‬فإنه يخاطر بقدوم ذكر آخر‬ ‫االختالفات الجنسية داخل النوع وأحادية الزواج اجتماعي ًا‪،‬‬
‫ً‬
‫عالوة‬ ‫بمحاولة وضع بيوضها في أعشاش التمير العربي‪.‬‬ ‫إلى منطقة سيادته والتو ّدد إلى أنثاه‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن أنه يترك‬ ‫فإنها غالب ًا ما تكون بعيدة كل البعد عن أحادية الزواج وراثي ًا‪،‬‬
‫على ذلك‪ ،‬تقوم بعض إناث التمير بين الفينة واألخرى‬ ‫العش نفسه عرضة للهجوم‪ .‬وفي طيور تمير فلسطيني‪،‬‬ ‫حيث تكشف نتائج التحاليل واسعة النطاق لالختالفات‬
‫بإلقاء بعض بيوضها في أعشاش اإلناث المجاورة أيض ًا؛‬ ‫أي عش‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬تدمر الذكور المتنافسة ّ‬ ‫الجنسية داخل النوع في الطيور أن األنواع مختلفة الشكل‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬كشفت الدراسات التي أجريت على‬ ‫مكشوف (وتقتل الفراخ الصغيرة)‪ ،‬وذلك بهدف جعل‬ ‫من حيث لون الريش الالفت للنظر تكون أكثر مي ً‬
‫ال إلظهار‬
‫طيور تمير فسلطيني‪ ،‬بأن نحو ‪ %6‬من األعشاش كانت‬ ‫ما يزيد من فرص‬ ‫(‪)317‬‬
‫األنثى مستعدة للتزاوج مرة أخرى‪،‬‬ ‫مستويات عالية من «التزاوج من غير الشريك في العش»‪.‬‬
‫(‪)327‬‬
‫تضم بيوض ًا موضوعة بواسطة إناث أخرى‪.‬‬ ‫الذكور في الحصول على زوجات إضافية‪ .‬وما يبعث على‬ ‫وينطبق ذلك بشكل خاص على األنواع التي تكتسي‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن مدة الحضانة والتعشيش لدى‬ ‫االهتمام أيض ًا‪ ،‬وجود تقارير عدة تدور حول هدم األعشاش‬ ‫(‪)313‬‬
‫ذكورها بالريش األزرق والبنفسجي واألسود المتقزح‪.‬‬
‫هذه الطيور غير معروفة‪ ،‬لكن ثمة احتمال أنها تراوح بين‬ ‫(‪)318‬‬
‫لدى طيور تمير عربي‪.‬‬ ‫ووفق ًا لذلك‪ ،‬وفي وقت تُ َع ُّد فيه طيور التمير أحادية الزواج‬ ‫بالنظر إلى‬
‫‪ 15 - 12‬يوم ًا و‪ 17 - 13‬يوم ًا‪ ،‬على التوالي (استناداً إلى‬ ‫لتعدد الزوجات وتدمير‬
‫ّ‬ ‫وبالنظر إلى االحتمالية العالية‬ ‫اجتماعي ًا‪ ،‬فقد تبين بأن بعض أنواعه تُظهر مستويات‬ ‫االحتمالية العالية‬
‫البيانات المتعلقة بتسعة أنواع أخرى تمت دراستها جيداً‪،‬‬ ‫العش لدى طيور تمير عربي‪ ،‬فإنه ليس من المستغرب‬ ‫عالية من التزاوج الزائد‪ ،‬أو تعدد األزواج (حيث يكون لإلناث‬ ‫للتزاوج من غير‬
‫ويشترك‬ ‫(‪)328‬‬
‫لطيور التمير تنتمي إلى جنس ‪.)Cinnyris‬‬ ‫أن تالزم الذكور مناطقها خالل موسم التكاثر‪ ،‬حيث‬ ‫شركاء ذكور عدة)‪ ،‬أو الزوجات (حيث يكون للذكور أيض ًا‬
‫(‪)329‬‬
‫الشريك‪ ،‬وتدمير‬
‫على الرغم من‬ ‫األبوان في إحضار الطعام للفراخ‪،‬‬ ‫تعمد إلى طرد الذكور المنافسة بشراسة‪ ،‬وكذلك‬ ‫شريكات عدة)‪ )314(.‬ومن المعروف أن بعض أزواج التمير‬
‫احتمالية تحمل األنثى مسؤولية إطعام الفراخ بصورة‬ ‫األنواع األخرى‪ ،‬بما في ذلك الطيور الكبيرة بحجم يمام‬ ‫ه َد أحد أزواج‬ ‫تتزاوج مرات عدة (فعلى سبيل المثال‪ُ ،‬‬
‫شو ِ‬
‫العش لدى‬
‫كلية تقريب ًا‪ ،‬فيما يتولى الذكر غالب ًا مسؤولية الدفاع عن‬ ‫النخيل(‪ )319‬التي تفوق طيور التمير وزن ًا بعشر مرات‪ .‬ومن‬ ‫طيور التمير بنفسجي الردف ‪ Leptocoma zeylonica‬يتزاوج‬ ‫طيور تمير عربي‪،‬‬
‫العش (كما هو موضح في طيور تمير األخرى الموجودة‬ ‫المرَجَّ ح أن يكون الدفاع عن المنطقة وحراسة األنثى أكثر‬
‫ُ‬ ‫ثالث مرات خالل أربع ساعات)‪ ،‬في حين لوحظت ذكور أخرى‬ ‫فإنه ليس من‬
‫بالمنطقة‪ ،‬مثل التمير الفلسطيني والتمير البنفسجي‬ ‫ِح ّدة في بداية محاولة التعشيش‪ ،‬ال س ّيما في الفترة التي‬ ‫(مثل تمير ماالكايت ‪ )Nectarinia famosa‬تنقر على مذرق‬
‫المستغرب أن تالزم‬
‫‪ )330( .C. asiaticus‬ولكون طيور التمير ال تمتلك حوصلة‬ ‫تسبق وضع البيض حين تكون األنثى جاهزة للتلقيح‪.‬‬ ‫األنثى‪ )315(،‬ويُفترض أنها بهذا السلوك تحدد ما إذا كانت‬
‫من المحتمل أن يقوم الوقواق أخضر الظهر بإلقاء‬ ‫متخصصة‪ ،‬فال يمكن للبالغة منها تخزين الرحيق وإعادة‬ ‫وفي األنواع ذات االختالفات الجنسية داخل النوع‪ ،‬تميل‬ ‫األنثى قد تزاوجت مع ذكر آخر‪ ،‬وهي سلوكيات ترتبط عادة‬ ‫الذكور مناطقها‬
‫ً‬
‫سرا في أعشاش طيور تمير عربي‪.‬‬ ‫بيوضه‬
‫ضخه إلى الفراخ مرة أخرى‪ ،‬و ِع َوض ًا عن ذلك‪ ،‬تقوم‬ ‫الذكور إلى قضاء القليل من الوقت في بناء العش‬ ‫بمستويات عالية من الشك في األبوة‪.‬‬ ‫خالل موسم التكاثر‪.‬‬

‫‪323‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪322‬‬
‫ً‬
‫غالبا ما يتم العثور على شمعي‬ ‫الغذاء‪ ،‬أو جمع ما يلزمه من مواد لبناء عشه‪ ،‬وهو ال‬
‫المنقار العربي بالقرب من المياه‬ ‫يُ َع ُّد طائراً ُم َت ِّ‬
‫خفي ًا فحسب‪ ،‬وإنما ي ّتسم بصغر حجمه‬
‫العذبة والمناطق ذات األشجار‬
‫والشجيرات الكثيفة‪.‬‬
‫(‪)336‬‬
‫أيض ًا‪ ،‬إذ يصل وزنه إلى ‪ 8.5‬غم وارتفاعه ‪ 10‬سم‪،‬‬
‫ما يجعله الطائر األصغر حجم ًا‪ ،‬واألخف وزن ًا في المملكة‬
‫العربية السعودية‪.‬‬
‫للوهلة األولى‪ ،‬يبدو هذا الطائر شاحب اللون دون‬
‫أي ميزة‪ ،‬غير أنه وبمجرد إمعان النظر فيه‪ ،‬فإنه سرعان ما‬
‫ّ‬
‫تنجلي زخارفه بالغة الدقة‪ ،‬حيث يتم ّيز الريش على جسمه‬
‫موش ٌح على نحو أنيق للغاية‪ ،‬بخطوط‬ ‫ّ‬ ‫وجناحيه بأنه‬
‫متناوبة بين اللونين الرمادي واألبيض الضارب إلى البني‬
‫الصفرة‪ ،‬وبياض‬
‫الذي يندمج مع بياض صدره الضارب إلى ُّ‬
‫خالص في عنقه‪ .‬كما يحتوي ذيله األسود على زخارف‬
‫بيضاء أنيقة‪ ،‬بينما تُ ّ‬
‫حدد العينان لدى الفراخ واإلناث بخط‬
‫داكن‪ .‬أما في الذكور‪ ،‬فيكون خط العينين قرمزي اللون‬
‫بشكل مثير درجات اللون‬
‫ٍ‬ ‫وشديد التألق والجمال‪ ،‬ليوازن‬ ‫شمعي المنقار العربي‬ ‫شمعي المنقار العربي‪:‬‬

‫‪Estrilda rufibarba‬‬
‫طائر متوطن في شبه الجزيرة‬
‫الدقيقة لبقية الوجه والجسم‪ ،‬ويظهر بجمال ّ‬
‫أخاذ يُبهر‬
‫العربية‪.‬‬
‫في تفاصيله أعظم الفنانين‪ ،‬وأكثرهم إحساس ًا وذوق ًا‪.‬‬
‫يُذكر أن هذه الطيور الصغيرة تنتمي إلى عائلة تُعرف‬ ‫يُرَجَّ ح أن يكون شمعي المنقار العربي من أكثر الطيور‬
‫باسم عصافير االستريلديد‪ ،‬أو بشكل رسمي أكثر شمعي‬ ‫غموض ًا في المملكة العربية السعودية؛ فعلى الرغم‬
‫المنقار‪ ،‬ويندرج تحتها ‪ 134‬نوع ًا حول العالم‪ ،‬فيما يضم‬ ‫من اكتشاف علماء الغرب هذا النوع للمرة األولى في‬
‫الجنس ‪ Estrilda‬الذي يندرج تحته شمعي المنقار العربي‬ ‫عام ‪ ،1851‬إال أنه لم يُ ْع َث ُر على أول أعشاشه‪ ،‬أو معرفة‬
‫سلوك البحث عن الغذاء‬ ‫الموئل‬ ‫‪ 14‬نوع ًا‪ ،‬بما فيها ‪ 13‬في أفريقيا‪ ،‬بينما يتوطن شمعي‬ ‫أوصافه سوى في عام ‪ )335( .2016‬ويُعزى السبب في‬
‫لم يسبق دراسة نظام وسلوك طيور شمعي المنقار‬ ‫ق وجود هذا الطائر في وادي السايلة شمالي الطائف‬ ‫ُو ِّث َ‬ ‫المنقار العربي بمنطقة شبه الجزيرة العربية‪ ،‬إذ يمكن‬ ‫ّ‬
‫يتعذر‬ ‫ذلك‪ ،‬إلى أنه أحد أكثر األنواع المتوطنة التي‬
‫العربي في البحث عن الغذاء بالتفصيل‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫ومكة وصو ًال حتى الحدود اليمنية جنوب ًا في المملكة‬ ‫العثور عليه فقط في جنوب غرب المملكة العربية‬ ‫رؤيتها‪ ،‬إذ غالب ًا ما يتوارى بين النباتات الكثيفة‪ ،‬وأحيان ًا‬
‫من ذلك‪ ،‬إال أن المشاهدات العرضية تشير إلى أنها‬ ‫العربية السعودية‪ .‬وعلى الرغم من تسجيل وجوده‬ ‫السعودية واليمن‪.‬‬ ‫يندفع بسرعة إلى المناطق المكشوفة للبحث عن‬
‫تتغذى في المقام األول على بذور األعشاب األصيلة‬ ‫في اليمن عند ارتفاعات تراوح بين مستوى سطح البحر‬
‫والمزروعة (مثل الذرة الرفيعة)‪ ،‬واألسل (السمار)‪ ،‬والحبوب‬ ‫ولغاية ‪ 2,700‬م‪ ،‬إال أنه يوجد في المملكة‪ ،‬على األغلب‪،‬‬
‫طرو َفة‪ ،‬ورجل الوز‪،‬‬
‫هرة (ومنها ال َي ْ‬
‫المز ِ‬
‫(الذرة)‪ ،‬والنباتات ُ‬ ‫في سهول تهامة والمنحدرات الغربية عند ارتفاعات‬
‫على الرغم من‬ ‫والطرفاء‪ ،‬والراء الجاوي)‪ ،‬وهي إما أن تأكل البذور من‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تشير حالتا‬ ‫تراوح بين ‪ 2,500 - 1,000‬م‪.‬‬
‫(‪)337‬‬

‫الرأس الحامل للبذرة مباشرة‪ ،‬أو تنتزع البذور من النبات قبل‬ ‫التوثيق الفريدتان لسلوك التعشيش لدى هذا النوع‬
‫إمكانية تسجيل‬
‫التقاطها من األرض‪ .‬كما تبحث عن البذور المتساقطة‬ ‫إلى وجود أحدهما عند ارتفاع ‪ 549‬م واآلخر عند ‪2,800‬‬
‫وجود شمعي‬ ‫أيض ًا‪ )342(،‬فوق سطح األرض‪.‬‬ ‫م‪ )338(.‬بالمقابل‪ ،‬يفضل هذا الطائر الموائل ذات األغطية‬
‫المنقار العربي‬ ‫وكمناقير الشراشير الحقيقية‪ ،‬يبدو أن منقار شمعي‬ ‫ُ‬
‫والشجيرات‪ ،‬بما فيها غابات العرعر‬ ‫الكثيفة من األشجار‬
‫منفرداً‪ ،‬أو في‬ ‫المنقار العربي العميق الذي يشبه الكماشة‪ ،‬مهيئ‬ ‫المرتفعة وحتى الغابات شبه االستوائية‪ ،‬ومنحدرات‬
‫تمام ًا لكسر البذور‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ومثل سائر طيور جنسه‪،‬‬ ‫المصاطب المزروعة‪ ،‬وسفوح التالل الصخرية المغطاة‬
‫أزواج‪ ،‬إال أنه غالب ًا‬
‫ربما تستوفي طيور شمعي المنقار العربي غذاءها‬ ‫بالشجيرات‪ ،‬وأحواض الوادي المليئة باألعشاب‪ .‬وغالب ًا‬
‫ما يتم العثور عليه‬ ‫بتناول الحشرات الصغيرة‪ ،‬خاصة النمل والنمل األبيض‪،‬‬ ‫ما يُوجد بالقرب من المياه العذبة‪ ،‬ويشمل ذلك أحواض‬
‫في مجموعات‬ ‫وفي بعض األحيان الرحيق‪.‬‬ ‫القصب‪ ،‬وأراضي المستنقعات‪ ،‬حيث يشرب بانتظام‬
‫صغيرة تضم أحيان ًا‬ ‫وشأنه شأن بني جنسه من األنواع األفريقية‪ ،‬يُ َع ُّد‬ ‫ويغتسل أحيان ًا‪ )339(.‬وبالتالي‪ ،‬تُوجد طيور شمعي المنقار‬
‫طائر شمعي المنقار العربي طائراً اجتماعي ًا للغاية‪.‬‬ ‫العربي في المناطق المزروعة والمروية‪ ،‬وبشكل خاص‬
‫ما يصل إلى ‪ ،30‬أو‬
‫وبينما يمكن تسجيل وجوده منفرداً أو في أزواج‪ ،‬ف ُي ْع َثر‬ ‫محاصيل الحبوب‪.‬‬
‫‪ 60‬فرداً‪ .‬وفي بعض‬ ‫عليه غالب ًا في مجموعات صغيرة تضم أحيان ًا ما يصل‬ ‫يبدو جلي ًا أن شمعي المنقار العربي هي طيور مقيمة‪،‬‬
‫الحاالت‪ ،‬لوحظ‬ ‫إلى ‪ ،30‬أو ‪ 60‬فرداً‪ )343(.‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬لوحظ المئات‬ ‫ارتفاعات أعلى‬
‫ٍ‬ ‫مع إمكانية انتقال بعض تجمعاتها إلى‬
‫من أفراده وهي تتجمع قبل أن تعمد إلى الجثوم بشكل‬ ‫(‪)340‬‬ ‫قلي ً‬
‫ال في فصل الصيف لتجنب درجات الحرارة المرتفعة‪،‬‬
‫المئات من أفراده‬
‫(‪)344‬‬
‫وأفادت التقارير بأنه ال يبحث عن الغذاء‬ ‫جماعي‪.‬‬ ‫وهو بذلك يتفق مع نظرائه من الطيور في أفريقيا؛ فجميع‬
‫وهي تتجمع قبل أن‬ ‫يمكن العثور على شمعي المنقار العربي‬
‫فحسب‪ ،‬بل ويجثم في أسراب مختلطة مع أنواع أخرى‬ ‫األنواع األخرى التي خضعت للدراسة بشكل مفصل من‬ ‫فقط في المملكة العربية السعودية (جنوب‬
‫تعمد إلى الجثوم‬ ‫من عصافير االستريلديد‪ ،‬مثل فضي المنقار األفريقي‪،‬‬ ‫جنس شمعي المنقار ‪ Estrilda‬بدت مقيمة‪ ،‬رغم وجود‬ ‫مكة المكرمة) واليمن‪ ،‬وبشكل رئيس على‬
‫ارتفاعات تصل إلى ‪1,000‬م‪.‬‬
‫بشكل جماعي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫(‪)345‬‬
‫بوصفها وسيلة استراتيجية للحد من خطر االفتراس‪.‬‬ ‫(‪)341‬‬
‫بعض األنواع التي تنتقل محلي ًا بُعيد هطول األمطار‪.‬‬

‫‪325‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪324‬‬
‫ال يُعرَف عن أسلوب‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالطيور األصغر سن ًا‪.‬‬ ‫اتصا ًال وتخطيط ًا أكثر مثالية‪،‬‬ ‫سلوك التكاثر‬ ‫التباين في شريط العين األحمر‬
‫لدى شمعي المنقار العربي له‬
‫وبالمثل تمتلك الذكور البالغة تعرجات أكثر انتظام ًا من‬ ‫ف عن أسلوب هذا العصفور الجميل في التكاثر‬ ‫ال يُعرَ ُ‬ ‫دور كبير في اختيار الشريك‪.‬‬
‫هذا العصفور‬
‫اإلناث البالغة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تمتلك الذكور التي تتمتع‬ ‫سوى القليل جداً‪ .‬فلم تُنشر ّ‬
‫أي تقارير لدى هذا النوع‬
‫الجميل في التكاثر‬
‫بحالة جسدية أفضل أنماط تعرجات أكثر انتظام ًا من تلك‬ ‫حول سلوكه في التو ّدد أو اختيار الشريك‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫سوى القليل جداً‪.‬‬ ‫وتدل هذه النتائج بشكل قوي‬ ‫(‪)352‬‬
‫التي تعاني الضعف‪.‬‬ ‫لخط العين سمتان تشيران بقوة إلى أنها عالمة جنسية‬
‫على أنه يمكن استخدام أنماط التعرجات لدى طيور‬ ‫تُستخدم في اختيار الشريك‪ )1( :‬تكون أكثر كثافة في‬
‫شمعي المنقار في تقييم جودة الفرد‪ ،‬كتقييم الطيور‬ ‫الذكور البالغة‪ )2( ،‬اللون األحمر الزاهي الذي يدل بوضوح‬
‫هجة التي سيرد‬ ‫بعضها بعض ًا أثناء طقوس التو ّدد ُ‬
‫الم ْب ِ‬ ‫على أنه زينة وليس تمويه ًا‪ .‬وللريش األحمر الزاهي في‬
‫وصفها الحق ًا‪.‬‬ ‫طيور شمعي المنقار العربي داللة تؤخذ في االعتبار‪،‬‬
‫وعلى الرغم من عدم توثيق سلوك التو ّدد لدى طيور‬ ‫لكونه يتطلب صبغة حمراء شبه كاروتينية وال تستطيع‬
‫شمعي المنقار العربي‪ ،‬إال أنه تم وصف هذا السلوك لدى‬ ‫الطيور إنتاجها من تلقاء نفسها‪ )346(،‬فهي تفتقر ببساطة‬
‫عشرة أنواع من أصل ‪ 14‬نوع ًا من طيور شمعي المنقار‬ ‫إلى آلية التمثيل الغذائي الالزمة إلنشاء إلنتاج اللون‬
‫‪ .Estrilda‬وفي جميع تلك األنواع العشرة‪ ،‬يبدو سلوك‬ ‫األحمر‪ .‬وحتى يتسنى لطيور شمعي المنقار العربي إنتاج‬
‫التو ّدد متشابه ًا إلى ح ٍّد كبير‪ ،‬ما يُرَجِّ ح احتمالية مشاركة‬ ‫خط عينها األحمر الرائع‪ ،‬عليها أن تستهلك الصبغات شبه‬
‫عرض ضمن طقوس‬
‫ٍ‬ ‫طائر شمعي المنقار العربي في‬ ‫الكاروتينية في نظامها الغذائي‪.‬‬
‫تو ّدد مماثلة‪ .‬ففي حال شمعي المنقار الشائع (وهو‬ ‫إن البذور التي يستهلكها هذا الطائر ال تحتوي على‬
‫تُعد التعرجات‬ ‫النوع األوفر حظ ًا من حيث الدراسات التي تناولت أنواع‬ ‫الصبغات الحمراء‪ ،‬وإنما تحتوي على تص ّبغات صفراء‬
‫العرضية التي‬ ‫طيور شمعي المنقار)‪ ،‬يأخذ الذكر ساق عشبة نحيفة‬ ‫فقط (وتُسمى زانثوفيلس ‪ .)Xanthophylls‬من هنا‪،‬‬
‫بمنقاره ويطير بها إلى مجثم بجوار األنثى‪ ،‬ثم يمسك‬ ‫تلجأ الطيور اآلكلة للبذور إلى التمثيل الغذائي لتحويل‬
‫تغطي الجسم‬
‫الساق رافع ًا رأسه عالي ًا‪ ،‬وينفش ريش بطنه وجناحيه‪،‬‬ ‫الصبغ األصفر إلى أحمر‪ ،‬وهي عملية تتطلب الكثير من‬
‫والجناحين أمراً‬ ‫ويميل بجسمه بعيداً عن األنثى لكشف أجزائه السفلية‪،‬‬ ‫الطاقة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن األفراد األعلى جودة فقط هي التي‬
‫شائع ًا لدى الطيور‬ ‫عدل زاوية ميالن ذيله ورأسه ويتجه نحوها‪ ،‬ثم يرتعش‬
‫ويُ ّ‬ ‫(‪)347‬‬
‫تمتلك الطاقة الكافية إلنتاج الصبغ األحمر اإلضافي‪.‬‬
‫بوصفها شك ً‬
‫ال‬ ‫ألعلى وأسفل مرات عدة عبر بسط ساقيه وثنيهما‪،‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬تنتج بعض ذكور شمعي المنقار العربي الكثير‬
‫ُمنطلق ًا في التغريد بعد ذلك‪ .‬وتستجيب األنثى بالعرض‬ ‫من الصبغ األحمر لدرجة أن أسفل منقارها يتحول إلى‬
‫من تمويه الحركة‪.‬‬
‫نفسه تقريب ًا‪ ،‬غير أنها ال تُغرّد‪.‬‬
‫(‪)353‬‬
‫اللون األحمر أيض ًا خالل موسم التكاثر‪.‬‬
‫بمعنى أن الطيور‬ ‫وما يبعث على الدهشة‪ ،‬أنه على الرغم من وجود ما‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يُ َع ُّد استهالك الكثير من الصبغات‬
‫ذات التعرجات‬ ‫يصل إلى ‪ 35,000‬زوج متكاثر سنوي ًا من طيور شمعي‬ ‫الكاروتينية أمراً جيداً لصحة الطائر‪ ،‬ألنها عبارة عن‬
‫(‪)348‬‬
‫يصعب كشفها‪،‬‬ ‫المنقار العربي‪ ،‬إال أنه لم يتم رصد سوى عش واحد فقط‪،‬‬ ‫مضادات أكسدة‪ ،‬وتعمل على تحفيز جهاز المناعة‪.‬‬
‫المسهمين في تأليف‬
‫وقد تم اكتشافه من قِ َبل بعض ُ‬ ‫وبالتالي‪ ،‬يُرجح أن يكون شريط العين األحمر القاني األكثر‬
‫أو مالحقتها من‬
‫ثان لهذا‬
‫وجرى االستدالل على وجود عش ٍ‬
‫(‪)354‬‬
‫هذا الكتاب‪.‬‬ ‫وضوح ًا واألكبر حجم ًا لدى ذكور طيور شمعي المنقار‬
‫قِ َبل الحيوانات‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫النوع عندما شوهدت أفراد منه تحمل مواد عش‬ ‫العربي ُمغري ًا بالنسبة لإلناث ألنه يوضح قدرة الطائر في‬
‫المفترسة‪.‬‬ ‫(‪)355‬‬ ‫متكرر على ارتفاع ‪ 2,800‬م‪ ،‬غير أنه تَ ّ‬
‫عذر العثور عليه‪.‬‬ ‫البحث عن الغذاء‪ ،‬وصحته العامة وقوته‪ .‬وقد ثبت ذلك‬
‫بالتجربة في طائر شمعي المنقار الشائع وثيق الصلة‬
‫(‪ ،)Estrilda astrild‬حيث إن الذكور التي تتمتع بلون أحمر‬
‫أكثر تشبع ًا حول الوجه والمنقار تكون في حالة جسدية‬
‫أفضل من تلك التي يكون ريشها أقل حمرة‪ )349(.‬وعندما‬
‫كن يفضلن‬ ‫كانت تُخ ّير إناث شمعي المنقار في األسر‪ّ ،‬‬
‫الذكور ذوي الريش األحمر األكثر وضوح ًا‪.‬‬
‫(‪)380‬‬

‫ثمة عالمة أخرى‪ ،‬أقل وضوح ًا‪ ،‬في ريش طيور شمعي‬
‫المنقار العربي‪ ،‬وهي الخطوط العرضية المتدرجة بين‬
‫األلوان الغامقة والفاتحة التي تغطي جزءاً كبيراً من‬
‫الجسم والجناحين‪ .‬تُ َع ُّد هذه الخطوط شائعة في الطيور‬
‫بوصفها شك ً‬
‫ال من «تمويه الحركة»‪ ،‬بمعنى أن الطيور‬
‫ذات التعرجات يصعب كشفها‪ ،‬أو مالحقتها من قِ َبل‬
‫قد تشكل التعرجات الشاحبة في‬ ‫الحيوانات المفترسة‪ )351(.‬ومن المثير لالهتمام أن انتظام‬
‫ريش شمعي المنقار العربي‬
‫زخرفة خفية؛ فقد تكون الطيور‬
‫وتناسق تلك التعرجات يُ َع ُّد عالمة جنسية‪ ،‬ومؤشر على‬
‫ذات الخطوط التي تفصلها‬ ‫جودة الفرد‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في طيور شمعي‬
‫مسافات متساوية أعلى جودة‪.‬‬
‫المنقار الشائع‪ ،‬تمتلك الطيور البالغة تعرجات أكثر‬

‫‪327‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪326‬‬
‫يقتصر وجود التعداد العالمي من‬ ‫عش شمعي المنقار العربي الوحيد‬ ‫على الرغم من‬
‫شمعي المنقار العربي على المملكة‬ ‫الذي تم اإلبالغ عنه‪ .‬يحتوي العش على‬
‫العربية السعودية واليمن‪.‬‬ ‫فتحة مدخل صغيرة بالقرب من القاعدة‬ ‫وجود ما يصل إلى‬
‫وعش كاذب في األعلى‪ ،‬تم تزيينه‬
‫بمواد رمادية وفضية‪.‬‬
‫‪ 35,000‬زوج متكاثر‬
‫سنوي ًا من طيور‬
‫شمعي المنقار‬
‫العربي‪ ،‬إال أنه لم‬
‫يتم رصد سوى عش‬
‫واحد فقط وتوثيقه‬
‫في األدبيات‪ ،‬وذلك‬
‫في عام ‪.2018‬‬

‫بما يكفي لرؤيته؛ فسرعان ما سيح ّلق بعيداً كعادته‪ .‬إنه‬ ‫حالته بالمملكة‬ ‫من بطانة عش التي من شأنها أن تساعد أيض ًا‪ ،‬في ردع‬ ‫ويوجد العش الذي تمت دراسته بالقرب من وا ٍد‬
‫أي من‬ ‫طائر نادر وغامض جداً‪ ،‬لدرجة أنه لم يتم توثيق ّ‬ ‫يقتصر التعداد العالمي لجميع طيور شمعي المنقار‬ ‫الكائنات المفترسة وصرف نظرها عنه‪ .‬والالفت للنظر‬ ‫منبسط واسع على بُعد ‪ 10‬كم شمالي شرق المخواة‪،‬‬
‫أعشاشه في المملكة حتى اآلن‪ .‬وقد مرّ ما يزيد على ‪25‬‬ ‫العربي على دولتين اثنتين‪ ،‬هما المملكة العربية‬ ‫أن الذكر واألنثى استغرقا قدراً ال بأس به من الوقت في‬ ‫وعلى ارتفاع يناهز ‪ 549‬م فوق مستوى سطح البحر‪،‬‬
‫عام ًا منذ أن أبلغ شخص ما عن مشاهدته عش ًا لهذا الطائر‪.‬‬ ‫السعودية واليمن‪ ،‬علم ًا أن هناك نحو ‪ 25,000‬زوج‬ ‫تزيين العش الزائف‪ ،‬حيث كانا ينقالن بعناية كل شيء‬ ‫حيث الحقول المزروعة بالقمح والمتاخمة ألشجار الموز‬
‫ثمة غموض شديد يحيط بهذا النوع من الطيور‪ ،‬إذ ما‬ ‫متكاثر في اليمن‪ ،‬في حين يُوجد ما يقرب من ‪ 5,000‬زوج‬ ‫ويُعيدان ترتيبه لما يزيد على دقيقتين في كل مرة لجعله‬ ‫والكاكاو والبابايا‪ .‬كما احتوت المنطقة المحيطة‬
‫زالت الشكوك قائمة بشأن ما إذا كان األشدق العربي‬ ‫متكاثر في المملكة فقط‪ ،‬ما يجعله واحداً من أندر الطيور‬ ‫يبدو حقيقي ًا قدر اإلمكان‪ .‬وعند االنتهاء من العش‪ ،‬تضع‬ ‫رقع من أشجار الطلح والغاف‪ .‬وكان العش مبني ًا‬
‫على ٍ‬
‫نوع ًا متوطن ًا بالفعل أم ال!‬ ‫المتوطنة فيها (انظر الجدول ‪.)1‬‬ ‫األنثى حضنتها المكونة من خمس بيوض شبه كروية‬ ‫على األرض ومكبوس ًا أسفل جدار مصطبة بين الحقول‬
‫ش َ‬
‫ف طائر أشدق عربي للمرة األولى من قِ َبل علماء‬ ‫اك ُت ِ‬ ‫وقد أدرج االتحاد الدولي لحماية الطبيعة هذا النوع‬ ‫وناصعة البياض‪ .‬ويقع على عاتق كل من الذكر واألنثى‬ ‫(‪)356‬‬
‫المزروعة‪.‬‬
‫الغرب‪ ،‬في عام ‪ 1900‬بالقرب من يشبون (في حضرموت‪،‬‬ ‫ضمن فئة األنواع غير المهددة نظراً لحجم تعداده‬ ‫ٌ‬
‫كل‬ ‫االهتمام بالحضنة في مراحلها األولى‪ ،‬حيث كان‬ ‫وكشفت ‪ 4‬ساعات من التسجيالت الرقمية عند‬
‫اليمن)‪ ،‬وذلك بعد سنوات قليلة من اكتشاف طيور‬ ‫نطاق كبير‪ .‬ولكن طائر شمعي‬
‫ٍ‬ ‫المعقول الذي ينتشر في‬ ‫منهما يقضي نحو ربع يومه داخل العش فعلي ًا‪.‬‬
‫(‪)357‬‬
‫العش عن تعاون الزوجين في بناء العش الكبير الذي‬
‫أشدق عربي‪ :‬طائر متوطن‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬ ‫(‪)361‬‬
‫مماثلة غليظة المناقير في سقطرى والصومال‪.‬‬ ‫المنقار العربي ُمدرج ضمن فئة األنواع اآلخذة في التناقص‬ ‫ولسوء الحظ‪ ،‬هذا كل ما يمكن قوله عن سلوك‬ ‫يبدو فوضوي ًا بالكامل‪ ،‬وهو تقريب ًا يتكون من سيقان‬
‫بسبب فقدان الموائل بفعل تزايد استخدام التقنيات‬ ‫هذا الطائر المتوطن الجميل في التعشيش‪ .‬وذلك ألن‬ ‫األعشاب الطويلة المنسوجة مع ًا ُم َ‬
‫ش ِّك َل ًة ُق ّبة بصل ّية‬
‫(‪)360‬‬
‫الزراعية الحديثة في أجزاء كثيرة من نطاق وجودها‪.‬‬ ‫هذا العش الوحيد تم تدميره عن غير قصد قبل فقس‬ ‫الشكل بطول ‪ 25‬سم‪ ،‬وارتفاع ‪ 20‬سم‪ ،‬وعرض ‪ 20‬سم‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ربما يستفيد هذا النوع من تقنيات الري الحديثة‬ ‫البيض لدى قيام أحد المزارعين باقتالع النباتات المحيطة‬ ‫بمدخل صغير يصل قطره إلى نحو ‪ 3‬سم بالقرب من‬
‫(‪)358‬‬
‫(تزايد المناطق المزروعة المجاورة لمصادر المياه)‪.‬‬ ‫أي مراقبة لمراحل‬
‫وهكذا ضاعت فرصة توثيق ّ‬ ‫بالعش‪.‬‬ ‫أسفل القبة‪ ،‬بشكل تتعذر رؤيته عند النظر إلى العش‬
‫تعشيش‪ ،‬أو طور نمو طيور شمعي المنقار العربي‪.‬‬ ‫من أعلى‪.‬‬
‫أشدق عربي‬ ‫تعشيش مشابه‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫سلوك‬ ‫ولما كان هذا الطائر قد أبدى‬
‫ّ‬ ‫ويُناط بالذكر جمع مواد العش‪ ،‬ثم إحضارها إلى‬

‫‪Rhynchostruthus percivali‬‬ ‫لسائر أنواع الطيور شمعية المنقار ‪ Estrilda‬في أفريقيا‬ ‫األنثى التي تُكمل بدورها نسج المواد إلنشاء العش‪.‬‬
‫(التي حظيت بدراسات كافية نسبي ًا)‪ ،‬فإنه يمكننا توقع‬ ‫علم ًا أنه كانت هناك ُق ّبة لعش زائف (بمساحة ‪× 10 × 10‬‬
‫المرَجَّ ح أن يكون «أشدق عربي» أصعب الطيور‬
‫من ُ‬ ‫استمرار فترة الحضانة لدى طيور شمعي المنقار العربي‬ ‫‪ 10‬سم تقريب ًا) فوق العش األساس‪ ،‬ربما وسيلة للتمويه‬ ‫ضاعت فرصة توثيق‬
‫المتوطنة التي يمكن العثور عليها‪ ،‬إذ يندر وجود هذا‬ ‫بين ‪ 13 - 11‬يوم ًا تقريب ًا‪ ،‬تليها مرحلة التعشيش التي‬ ‫وخداع المفترسات المحتملة‪ ،‬غير أن العش الزائف مبطن‬ ‫أي مراقبة لمراحل‬
‫ّ‬
‫الطائر الصغير للغاية في نطاقه الذي يقتصر على كل‬ ‫تستمر لنحو ‪ 21 - 18‬يوم ًا‪ ،‬حيث يُطعم األبوان صغارهما‬ ‫بقطع من البالستيك رمادي‬
‫ٍ‬ ‫ن‬‫بالريش الناعم‪ .‬كما زُيِّ َ‬
‫تعشيش‪ ،‬أو طور‬
‫من المملكة العربية السعودية واليمن وغرب سلطنة‬ ‫حتى تُحقق استقاللها وتبدأ في البحث عن غذائها‬ ‫اللون‪ ،‬ومواد بيضاء بصل ّية الشكل‪ ،‬وأغشية من البذور‬
‫ً‬
‫ندرة بمرور الوقت‪ .‬فلم يتبق منه‬ ‫ُعمان‪ .‬كما أنه يصبح أكثر‬ ‫بنفسها‪ ،‬وذلك بعد نموها بنحو ‪ 35 - 14‬يوم ًا‪ .‬ويُحتمل أن‬ ‫الناعمة الرفيعة‪ ،‬األمر الذي جعل العش الزائف يبدو وكأنه‬ ‫نمو طيور شمعي‬
‫في المملكة سوى ‪ 500‬زوج فقط‪ .‬وإذا كنت محظوظ ًا‬ ‫ً (‪)359‬‬
‫تكون هذه الطيور مزدوجة الحضنة أيضا‪.‬‬ ‫قديم ًا ومهجوراً‪ ،‬بعد إضافة قطع من البراز الزائفة‪ ،‬وبقايا‬ ‫المنقار اللطيفة‪.‬‬

‫‪329‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪328‬‬
‫تمتلك طيور أشدق‬ ‫أشدق عربي؛ المنقار المخروطي‬ ‫الموئل‬ ‫وظل الجدل قائم ًا منذ ذلك الحين‪ ،‬حول ما إذا كانت هذه‬
‫ّ‬ ‫على الرغم من‬
‫الكبير لدى هذا الطائر مكيف‬ ‫ِّ‬
‫عربي بقعة باللون‬ ‫يعيش هذا الطائر في المملكة ضمن نطاق يمتد من‬ ‫المجموعات الثالث المنعزلة عن بعضها بعض ًا‪ ،‬تُمثل‬ ‫اكتشاف علماء‬
‫ومعد لالقتيات على الفاكهة‬
‫ّ‬
‫والتوت والبذور‪.‬‬ ‫المنطقة المتاخمة للطائف حتى اليمن جنوب ًا‪ ،‬ويمكن‬ ‫ثالثة أنواع مختلفة‪ ،‬أم مجرد نوع واحد موجود في ثالثة‬
‫األسود في الوجه‪،‬‬ ‫الغرب لطيور‬
‫العثور عليه بشكل أساس في األماكن المرتفعة‪ ،‬بدءاً‬ ‫أماكن مختلفة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشير التحليالت اإلحصائية‬
‫أو الصدر تبرز حالة‬ ‫من ارتفاع ‪ 1,000‬م حتى أعلى قمة‪( ،‬فيما تم توثيق‬ ‫الحديثة إلى أن المجموعات الثالث من الطيور غليظة‬ ‫أشدق عربي للمرة‬
‫الطائر االجتماعية؛‬ ‫وجوده في سلطنة ُعمان وأجزاء من اليمن‪ ،‬غالب ًا بالقرب‬ ‫المناقير تختلف فعلي ًا عن بعضها بعض ًا (من حيث الريش‬ ‫األولى في عام‬
‫فالطيور التي لديها‬ ‫من مستوى سطح البحر)‪ .‬ويوجد بصفة رئيسة في‬ ‫والبنية)‪ ،‬لدرجة أنه يمكن اعتبارها ثالثة أنواع مستقلة‪ ،‬رغم‬ ‫‪ ،1900‬إال أنه كان‬
‫النتوءات الصخرية المغطاة بالشجيرات‪ ،‬والمنحدرات‪،‬‬ ‫ضرورة إجراء اختبارات جينية للتثبت من صحة هذا الرأي‪.‬‬
‫بقع كبيرة من اللون‬ ‫(‪)362‬‬
‫من الضروري إجراء‬
‫والهضاب المرتفعة‪ ،‬والوديان الجافة ذات النباتات‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬تعترف معظم التصنيفات الحديثة‬
‫ً‬
‫األسود أكثر في‬ ‫العصارية المختلطة‪ ،‬واألشجار (بما في ذلك العرعر‬ ‫بوجود ثالثة أنواع مستقلة من الطيور غليظة المناقير؛‬ ‫تحليالت إحصائية‬
‫الوجه والصدر تكون‬ ‫َ‬
‫والف ْرب ُيون)‪ ،‬وعادة بالقرب من المياه العذبة التي‬ ‫والطلح‬ ‫أشدق عربي ‪ ،R. percivali‬وأشدق سقطري ‪،R. socotranus‬‬ ‫حديثة للوقوف‬
‫ً‬ ‫طيوراً‬ ‫ّ‬
‫يشرب منها بين الفينة واألخرى‪ ،‬و ُوثق وجوده أيض ًا‪ ،‬بين‬ ‫وأشدق صومالي ‪ .R. louisae‬مع اإلشارة إلى أنه ليس من‬
‫مهيمنة‬ ‫على حقيقة أن‬
‫الفينة واألخرى‪ ،‬عند أطراف األراضي المزروعة بالمحاصيل‪،‬‬ ‫أي نوع منتشر بشكل خاص‪ ،‬وربما لم يتبق‬
‫بين هذه األنواع ّ‬
‫اجتماعي ًا‪.‬‬ ‫هذا الطائر يُ َع ُّد‬
‫رغم أنه بوجه عام‪ ،‬ال يتغذى على المحاصيل‪ .‬إضافة إلى‬ ‫سوى ‪ 10,000‬زوج متكاثر من األنواع الثالثة مجتمعة‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬يتجنب هذا الطائر المناطق القاحلة والمواقع التي‬ ‫يُذكر أن طيور أشدق عربي هي أحد ‪ 144‬نوع ًا ضمن ‪29‬‬
‫نوع ًا مستق ً‬
‫ال‪.‬‬
‫يسكنها البشر‪ )365(،‬مع التنويه بأن طيور أشدق عربي تُ َع ُّد‬ ‫جنس ًا تنتمي إلى عائلة الشرشوريات‪ ،‬وتندرج أيض ًا تحت‬
‫طيوراً مقيمة على مدار العام‪ ،‬رغم افتراق بعضها بعد‬ ‫مسمى العصافير‪ .‬ويحتوي الجنس الذي يضم أشدق‬
‫التكاثر‪ ،‬ناهيك عن رحالته في أسراب بشكل جزئي‪.‬‬ ‫عربي ‪ Rhynchostruthus‬على األنواع الثالثة سالفة‬
‫الذكر فقط‪ ،‬علم ًا أن أي ًا منها لم يخضع للدارسة ّ‬
‫بأي قدر ٍ‬
‫من التفصيل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ترتبط هذه األنواع الثالثة من‬
‫سلوك البحث عن الغذاء‬ ‫طيور أشدق عربي‪ ،‬وسقطري‪ ،‬وصومالي (أي جنس‬ ‫عش‬ ‫لم يُوثّق ّ‬
‫أي ٍ‬
‫مثل معظم العصافير‪ ،‬يتغذى أشدق عربي على‬ ‫‪ )Rhynchostruthus‬ارتباط ًا وثيق ًا بالطيور الموجودة‬
‫لألشدق العربي‬
‫مجموعة واسعة من البذور والفاكهة‪ ،‬بما فيها الفربيون‪،‬‬ ‫الذي يضم بعض‬ ‫(‪)364‬‬
‫في الجنس األكبر ‪Carduelis‬‬
‫والمر‪ ،‬وتوت العرعر‪ ،‬وثمار السدر‪ ،‬وبذور أو براعم الطلح‪.‬‬ ‫الطيور التي خضعت للدراسات على نحو استثنائي‪ ،‬مثل‬ ‫في المملكة حتى‬
‫ويُ َم ِّكنه منقاره كبير الحجم ومخروطي الشكل من تناول‬ ‫الحسون الشوكي ‪ ،Spinus spinus‬والحسون المذهب‬ ‫اآلن‪ ،‬وقد مرّت أكثر‬
‫البذور القاسية والثمار الكبيرة التي ال يمكن للعصافير‬ ‫األوروبي ‪ ،Carduelis carduelis‬والحسون األخضر‬ ‫من ‪ 25‬سنة منذ‬
‫ذات المناقير الصغيرة تناولها‪ .‬ويبحث عن الغذاء في‬ ‫‪ ،Chloris chloris‬والحسون األميركي ‪.Spinus tristis‬‬
‫إبالغ أح ٍد ما عن‬
‫الشجيرات وقمم األشجار‪ ،‬وأحيان ًا ما يقوم بحركات‬ ‫وهكذا‪ ،‬يمكن للدراسات التي تتناول هذه العصافير من‬
‫الذي يكشف فيه قناع الوجه األسود عن مكانة الفرد‬ ‫أتباعها على اجترار الطعام من أجلها‪ )368(.‬ولذلك‪ ،‬تميل‬ ‫بشكل مقلوب‬ ‫ٍ‬ ‫بهلوانية كااللتواء والتمدد والتعلق‬ ‫الجزماوات أن تسلط بعض الضوء على البيئة السلوكية‬ ‫رؤيته عش ًا لهذا‬
‫االجتماعية‪ ،‬تكشف هذه الخطوط الجميلة في الجناحين‬ ‫األفراد ذات البقع الصغيرة إلى تج ّنب البحث عن الغذاء‬ ‫لبلوغ الثمار والبذور‪ ،‬ونادراً ما يبحث عن الغذاء فوق سطح‬ ‫لطائر أشدق عربي‪.‬‬ ‫الطائر في مكان ما‪.‬‬
‫عن قدرته على البحث عن الغذاء‪ ،‬إذ تُ َن ّمي األفراد األكفأ‬ ‫بجانب الطيور المهيمنة من ذوات البقع الكبيرة‪ ،‬ربما‬ ‫بشكل عام‪ ،‬تُ َع ُّد طيور‬
‫ٍ‬ ‫األرض‪ ،‬رغم أنه يهبط إليها ليشرب‪.‬‬
‫وذلك ألن‬ ‫بحث ًا عن الغذاء ريش ًا ذهبي ًا فاقع اللون‪،‬‬
‫(‪)371‬‬
‫لتتج ّنب المواجهات التي قد تُك ِّلفها حياتها‪ )369(.‬ومن‬ ‫أشدق عربي خجولة ومراوغة وغالب ًا ما تكون كسولة‪،‬‬ ‫أشدق عربي؛ يمكن العثور على هذا الطائر‬
‫التص ّبغات شبه الكاروتينية ضرورية إلنتاج اللون األصفر‬ ‫خالل التجارب التي تم فيها تكبير حجم اللون األسود‬ ‫ال س ّيما في فترة ما بعد الظهر‪ ،‬حيث تتوارى في األدغال‬ ‫في جبال عسير على ارتفاعات تتجاوز ‪1,000‬م‬
‫جنوب مدينة الطائف‪.‬‬
‫أكثر الزخارف‬ ‫ولما كانت الطيور غير قادرة على إنتاج أشباه‬
‫في الطيور‪ّ .‬‬ ‫أو تقليصه اصطناعي ًا بالدهان‪ ،‬خلص الباحثون إلى أن‬ ‫(‪)366‬‬
‫المورقة‪ .‬وتصبح أكثر نشاط ًا قبل الغسق‪.‬‬
‫الكاروتين بنفسها‪ ،‬كان لزام ًا أن تحصل عليها من مصادر‬ ‫تقدر فعلي ًا حالة هيمنة أحد األعضاء المرافقين في‬
‫األفراد ّ‬ ‫وبخالف موسم التكاثر‪ ،‬يبحث هذا الطائر عن غذائه‬
‫الملفتة للنظر‬
‫أخرى‪ ،‬وذلك عبر تناول كميات كبيرة من النباتات‪ ،‬أو‬ ‫السرب على أساس حجم السواد فقط (وبذلك اس ُت ِ‬
‫بعدت‬ ‫أسراب صغيرة يصل عدد أفرادها إلى‬
‫ٍ‬ ‫بوج ٍه عام ضمن‬
‫لدى طيور أشدق‬ ‫الطحالب‪ ،‬أو البكتيريا‪ ،‬أو الفطريات (التي يمكنها إنتاج‬ ‫العوامل األخرى التي قد تثير التساؤالت‪ ،‬مثل حجم الجسم‬ ‫ولما كانت أسراب طيور أشدق سقطري تقوم برحالت‬
‫‪ّ .30‬‬
‫عربي‪ ،‬ذلك الخط‬ ‫أشباه الكاروتين)‪ .‬وبعد ذلك تنتقل أشباه الكاروتين‬ ‫عضو ما في السرب‬ ‫ٍ‬ ‫أو السلوك)‪ )370(.‬ومن خالل تقييم‬ ‫يومية من المجاثم المرتفعة نحو مواقع البحث عن‬
‫الذهبي الرائع في‬ ‫التي تناولتها الطيور عبر مجرى الدم لتترسب في الريش‬ ‫بناء على حجم البقعة السوداء أو شكل الوجه لديه‪ ،‬تقرر‬
‫ً‬ ‫الغذاء األكثر انخفاض ًا‪ ،‬وبما أنه تم اإلبالغ عن جثوم طيور‬
‫أو األجزاء العارية من الريش إلنتاج اللون األصفر الفاقع‪.‬‬ ‫األفراد المتنافسة على الموارد الغذائية متى يتع ّين عليها‬ ‫أسراب فوق قمم التالل‪ ،‬فمن المحتمل‬
‫ٍ‬ ‫أشدق عربي في‬
‫جناحيه‪ .‬ومن المثير‬
‫هر الكثير من التجارب التي أُجريت على عديد من‬ ‫وتُظ ِ‬ ‫تحمل المخاطرة بالتعرّض لإلصابة‪ ،‬أو إهدار الطاقة‬
‫ّ‬ ‫تالفي‬ ‫(‪)367‬‬
‫أنها تؤدي حركات يومية مماثلة لنظيرتها السقطرية‪.‬‬
‫لالهتمام أن هذه‬ ‫عصافير الجزماوات ذات الريش األصفر أن األفراد غير القادرة‬ ‫في التشابك مع خصومها‪ .‬ومع أن البقعة السوداء في‬ ‫ويجدر العلم‪ ،‬أن معظم العصافير من الجزماوات‬
‫الخطوط الجميلة‬ ‫على إيجاد ما يكفي من الطعام تُبدي لون ًا أصفر أقل‬ ‫الوجه لدى طيور أشدق عربي أصغر بكثير‪ ،‬فهي متفاوتة‬ ‫(وكذلك الكثير من الجواثم) تمتلك بقعة سوداء‬
‫في الجناحين‬ ‫كثافة في ريشها‪ ،‬بينما تنتج األفراد التي يمكنها العثور‬ ‫بين األفراد وربما تؤدي وظيفة داللية مشابهة‪.‬‬ ‫في الوجه‪ ،‬أو الصدر تشير إلى حالة الطائر االجتماعية‪.‬‬
‫(‪)372‬‬
‫على الطعام بوفرة ريش ًا ذهبي ًا أكثر إشراقة وحيوية‪.‬‬ ‫ويمكن القول إن أكثر الزخارف الملفتة للنظر لدى‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬تتميز الطيور المهيمنة اجتماعي ًا‬
‫تكشف عن مدى‬
‫وال يقتصر األمر على ذلك وحسب‪ ،‬بل أيض ًا تكون أقدر‬ ‫أشدق عربي‪ ،‬ذلك الخط الذهبي الرائع في جناحيه (في‬ ‫من الحسون الشوكي ببقع كبيرة من اللون األسود‪،‬‬
‫قدرته في البحث‬ ‫على سبيل المثال‪،‬‬ ‫(‪)373‬‬
‫الم ْعدية‪.‬‬
‫على مكافحة األمراض ُ‬ ‫الواقع‪ ،‬من األسماء الشائعة لهذا الطائر اسم أشدق‬ ‫وهي أكثر عدوانية وافتعا ًال للصراعات من نظيرتها‬
‫عن الغذاء‪.‬‬ ‫تثبت التجارب التي أُجرِيَت على طيور الحسون األخضر‬ ‫ذهبي الجناح)‪ .‬ومن المثير لالهتمام أنه في الوقت‬ ‫التي تمتلك بقع ًا صغيرة ذات اللون نفسه‪ ،‬بل تُرغم‬

‫‪331‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪330‬‬
‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬باسم‬ ‫أشدق عربي؛ ُيعرف هذا الطائر‬ ‫أن األفراد ذات الريش األكثر إشراق ًا تكون أقدر على إبداء‬ ‫تُعد طيور أشدق‬
‫أشدق ذهبي الجناح‪ .‬ومن المحتمل أن‬
‫المستضدات الغريبة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫استجابات أقوى مناعي ًا لمكافحة‬ ‫عربي ذات الريش‬
‫أشرطة جناحيه الذهبية تُ ستخدم في تقييم‬
‫جودة الطائر خالل موسم التكاثر‪.‬‬ ‫وعلى أن تظهر بصحة أفضل عموم ًا‪ )374(،‬وذلك ألن أشباه‬
‫الذهبي األكثر إشراق ًا‬
‫الكاروتين ليست مجرد تص ّبغات فحسب؛ بل تُ َع ُّد كذلك‬
‫مضادات أكسدة قوية تلعب دوراً أساس ًا في عديد من‬ ‫أقدر على مكافحة‬
‫العمليات الحيوية التي تشمل دعم الجهاز المناعي‪.‬‬ ‫الم ْعدية‪.‬‬
‫األمراض ُ‬
‫ولذلك‪ ،‬يهبط مستوى جريان أشباه الكاروتين في عصافير‬
‫الجزماوات (بنسبة ‪ %25‬تقريب ًا في الحسون األخضر) عندما‬
‫يُصاب الطائر بمرض ما‪ ،‬ألنه تتم إعادة توجيه بعض أشباه‬
‫الكاروتين لمكافحة العدوى‪ )375(.‬ولذلك‪ ،‬فإن األشدق‬
‫العربي الذي يمتلك في جناحيه خطوط ًا ذهبية زاهية‬
‫نحو خاص‪ ،‬يُظهر لجميع األعضاء في سرب البحث‬
‫ٍ‬ ‫على‬
‫عن الغذاء أنه يتمتع بصحة ممتازة‪ ،‬وأنه قادر ٌ على العثور‬
‫على مقدار وافر من البذور والثمار‪ ،‬وجميعها تُ َع ُّد سمات‬
‫ّ‬
‫جذابة على ما يبدو بالنسبة لألزواج المحتملة‪.‬‬

‫سلوك التكاثر‬
‫ليس ثمة شيء يمكن معرفته حول سلوك التكاثر لدى‬
‫هذا النوع النادر المتوطن‪ .‬في واقع األمر‪ ،‬تم وصف عشين‬
‫فقط‪ ،‬وكالهما بالموقع نفسه في سلطنة ُعمان عام‬
‫أي بيوض‪ ،‬أو فرا ٍخ‪ ،‬كما لم يُوثّق‬
‫‪ ،1992‬ولم يُب ّلغ قط عن ّ‬
‫ألي سلوك للحضانة‪ ،‬أو الرعاية‪ .‬وعلى الرغم‬
‫وصف ّ‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫ّ‬
‫من وجود عدد قليل من السجالت حول فراخ قادرة على‬
‫الطيران في جنوب غرب المملكة‪ ،‬إال أنه لم يتم اإلبالغ‬
‫أي‬
‫عش داخل المملكة‪ .‬وبالمثل‪ ،‬تكاد تنعدم ّ‬
‫أي ٍ‬
‫قط عن ّ‬
‫معلومات بخصوص سلوك التكاثر ألقرب الطيور صلة‬
‫به‪ ،‬وهما أشدق السقطري وأشدق الصومالي‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫يستند قدر كبير من التقرير التالي على األنماط العامة‬
‫للسلوك المرصود في عصافير الجزماوات وثيقة الصلة‬
‫المدروسة جيداً‪.‬‬
‫وال يقتصر الريش الذهبي‪ ،‬باإلشارة إلى ما ورد أعاله‪،‬‬
‫إلى كفاءة الطائر في البحث عن الغذاء وحالته الصحية‬
‫وحسب‪ ،‬بل وتمتد أهميته في اختيار الشريك عند بدء‬
‫موسم التكاثر‪ .‬ولذلك‪ ،‬ليس من المستغرب أن عديداً‬
‫من التجارب أثبتت أن عصافير الجزماوات تفضل التزاوج مع‬
‫األفراد التي تتمتع بزخارف ريشية صفراء فاقعة و ‪ /‬أو كبيرة‬
‫ضل كل من الذكور واإلناث مرافقة‬ ‫الحجم‪ )376(،‬حيث تُ َف ّ‬ ‫لم يُب ّلغ قط عن‬
‫الطيور التي تُ ْبدي لون ًا أصفر فاقع ًا؛ فتختار اإلناث عالية‬ ‫أي بيوض أو فرا ٍخ‪،‬‬
‫ّ‬
‫الجودة ذات الريش األصفر الفاقع الذكور عالية الجودة‬
‫أي‬‫كما لم يُوثّق ّ‬
‫أيض ًا‪ ،‬من ذوات الريش األصفر الفاقع‪ ،‬في حين تتزاوج‬
‫الذكور متدنية الجودة مع مثيالتها من اإلناث في عملية‬ ‫ألي سلوك‬
‫وصف ّ‬
‫ٍ‬
‫تُعرف باسم التزاوج التفضيلي‪ )377(.‬وعند األخذ باالعتبار‬ ‫لهذا الطائر النادر‬
‫امتالك الذكور واإلناث في طيور األشدق العربي أجنحة‬ ‫أثناء الحضانة‪ ،‬أو‬
‫ذهبية المعة‪ ،‬فمن المرجح أنها تتبع أيض ًا‪ ،‬نظام تزاوج‬
‫الرعاية‪ .‬ولم يُعثر‬
‫تفضيلي وفق ًا لحجم وشدة هذه الميزة‪.‬‬
‫ويُحتمل أيض ًا‪ ،‬أن يُ َ‬
‫ش ِّكل الغناء عنصراً مهم ًا من عناصر‬ ‫أي عش له‬ ‫قط على ّ‬
‫اختيار الشريك لدى طيور أشدق عربي‪ .‬فهذه الطيور‬ ‫داخل المملكة‪.‬‬

‫‪333‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪332‬‬
‫مع أنثى لم يكتمل لديها ريش البلوغ بعد‪ )395(.‬وهكذا‪،‬‬ ‫ثم طيور أشدق عربي أيض ًا) فترة أطول بكثير لتحقيق‬ ‫يبسط جناحيه بعيداً عن جسمه مع خفضهما‪ ،‬ثم يرفرف‬ ‫الصداحة كثيراً ما تصيح وتُغ ّني‪ ،‬ال س ّيما في أوقات محددة‬
‫ّ‬ ‫لجذب األنثى‪،‬‬
‫بعد اكتمال موسم التكاثر‪ ،‬تعيد األزواج تشكيل أسرابها‬ ‫االستقاللية في البحث عن الغذاء‪ ،‬إذ إن الطيور البالغة‬ ‫بهما ويهز ذيله‪ )385( ،‬ما يجعل العرض مرئي ًا وسمعي ًا في‬ ‫وقت متأخر بعد الظهيرة‬
‫ٍ‬ ‫مثل منتصف الصباح‪ ،‬وفي‬ ‫تؤدي ذكور‬
‫الشتوية تدريجي ًا‪ ،‬وتطرح ريشها‪.‬‬ ‫شكل األسراب بعد‬‫تستمر في إطعام فراخها حتى عند تَ ُّ‬ ‫الوقت ذاته‪.‬‬ ‫ً‬
‫عادة‬ ‫أهمها الساعة التي تسبق الغسق‪ .‬وفي كل مرة‪،‬‬
‫األشدق العربي‬
‫فسر العلمات طول فترة الرعاية األبوية‬ ‫التكاثر‪ )391(.‬ويُ ِّ‬ ‫ويرافق الذكر األنثى‪ ،‬في معظم العصافير‪ ،‬أينما ذهبت‬ ‫ما تصدح األفراد لدقائق عدة‪ ،‬علم ًا أنه تم تسجيل طائر‬
‫مزيج ًا من أنواع‬
‫حالته بالمملكة‬
‫ال في تنمية‬‫بعد مغادرة العش بأن الفراخ تحتاج وقت ًا طوي ً‬ ‫(في سلوك يُعرف باسم حراسة الشريك) في محاولة‬ ‫وهو نشاط‬ ‫يغرّد من دون انقطاع لمدة ‪ 13‬دقيقة‪،‬‬
‫(‪)378‬‬

‫قدرتها على فتح الثمار والبذور الكبيرة التي تستهلكها‬ ‫ً‬


‫وعادة ما‬ ‫لضمان عدم مشاركة األنثى لزوج آخر سواه‪.‬‬ ‫يتطلب جهداً جسدي ًا كبيراً‪ .‬ولكون األشدق العربي ال‬ ‫الطيران‪ ،‬كالطيران‬
‫(‪)392‬‬
‫يُقدر التعداد العالمي من طيور أشدق عربي بما يقرب‬ ‫طيور أشدق عربي وأشدق سقطري‪.‬‬ ‫يميل الذكر إلى طرد غيره من الذكور فقط‪ ،‬في حين‬ ‫المرَجَّ ح‬
‫يمكنه تحديد مناطقه في فصل الشتاء‪ ،‬فمن ُ‬ ‫االنسيابي بطيء‬
‫من ‪ 3,000‬زوج متكاثر فقط‪ ،‬ولم يتبق منه في المملكة‬ ‫معدل نجاح التعشيش في عصافير‬
‫ّ‬ ‫وغالب ًا ما يكون‬ ‫(‪)386‬‬
‫تقوم األنثى بطرد المتطفلين من كال الجنسين‪.‬‬ ‫سواء في‬
‫ً‬ ‫أنه يستخدم التغريد وسيلة لإلعالن عن جودته‪،‬‬
‫الحركة مع تثبيت‬
‫العربية السعودية سوى ‪ 500‬زوج (‪ %20‬من التعداد‬ ‫ّ‬
‫ظل وجود أنواع من طيور‬ ‫الجزماوات منخفض ًا‪ ،‬في‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن حراسة الشريك ليست دائم ًا فاعلة‪ ،‬حيث‬ ‫األسابيع التي تسبق موسم التكاثر‪ ،‬أو خالله‪.‬‬
‫العالمي) فقط (انظر الجدول ‪ .)1‬ويُوجد نحو ‪ 2,000‬زوج‬ ‫الغراب والغداف التي تُ َع ُّد المفترسات األساس ألعشاش‬ ‫تم توثيق مستويات عالية من تعدد الزوجات (‪%25 - 5‬‬ ‫التشكل مع اقتراب موسم التكاثر‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تبدأ األزواج في‬ ‫الجناحين‪ ،‬والطيران‬
‫متكاثر في اليمن‪( ،‬مع قليل من التفاؤل) يوجد ‪ 500‬زوج‬ ‫العصافير حول العالم‪ )393(.‬ولذلك‪ ،‬يُرجح أن تكون طيور‬ ‫من األعشاش) في بعض أنواع العصافير التي خضعت‬ ‫وفي معظم طيور هذا النوع‪ ،‬تزيد الذكور الموجودة في‬ ‫برفرفة الجناحين‬
‫في سلطنة ُعمان‪ .‬وما يثير الدهشة أنه على الرغم من‬ ‫غراب بني الرقبة‪ ،‬وغراب مروحي الذيل‪ ،‬وربما طيور‬ ‫للدراسات بشكل عميق (مثل الحسون األميركي‪،‬‬ ‫أسراب الشتاء من الغناء‪ ،‬وتبدأ بإظهار مستوى أخف من‬ ‫كالخفاش‪،‬‬
‫صغر حجم تعداده‪ ،‬إال أن هذا النوع من الطيور مدرجة حالي ًا‬ ‫العقعق العسيري‪ ،‬أهم المفترسات التي تتغذى على‬ ‫والحسون األخضر‪ ،‬والحسون الناري ‪.)Carduelis flammea‬‬ ‫العدوانية تجاه بعضها بعض ًا‪ ،‬إذ غالب ًا ما تالحق الذكور‬
‫والطيران الهابط‬
‫باعتبارها‬ ‫(‪)396‬‬
‫من قِبل االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‬ ‫أعشاش األشدق العربي‪ ،‬علم ًا أن هذه العصافير ال تعاني‬ ‫(‪ )387‬وبالتالي؛ يُرَجَّ ح وجود مستوى معين من تعدد الزوجات‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يبدأ الذكر باالقتراب‬ ‫األخرى وتطردها‪.‬‬
‫قريبة من التهديد فحسب‪ ،‬ويُعزى هذا اإلدراج المعقول‬ ‫الو ْقواق لحضناته‪ .‬إن االنخفاض‬ ‫مطلق ًا من تطفل طيور َ‬ ‫لدى طائر األشدق العربي‪.‬‬ ‫من األنثى‪ ،‬ثم يتلمس منقارها‪ ،‬أو يقضمه برفق‪ .‬وتُبدي‬ ‫الحلزوني‪ .‬كما‬
‫نسبي ًا‪ ،‬إلى قلة البيانات الموثّقة‪ ،‬بشكل جزئي‪ ،‬حول هذا‬ ‫معدل نجاح تعشيش العصافير يقابله جزئي ًا إنتاج ‪ 2‬أو‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫أما بالنسبة للحضنة‪ ،‬فتتفاوت أحجام وألوان البيوض‬ ‫تطور الرابطة الزوجية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بالعض أيض ًا‪ .‬ومع‬
‫ّ‬ ‫األنثى اهتمامها‬ ‫يستقطب الذكر‬
‫الطائر الغامض‪.‬‬ ‫‪ 3‬حضنات في كل موسم (األمر الذي أصبح ممكن ًا بسبب‬ ‫لدى العصافير‪ ،‬وبموجب ذلك يتعذر التنبؤ بخصائص‬ ‫غالب ًا ما يؤدي الذكر سلسلة من العروض العدوانية ذات‬ ‫األنثى ويحاول‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬يصبح هذا النوع أكثر محدودية‬ ‫طول الفترة التي تتوافر فيها البذور والثمار المناسبة)‪ .‬وفي‬ ‫الحضنة لدى طيور أشدق عربي‪ .‬على وجه العموم‪،‬‬ ‫طقوس معينة تجاه األنثى‪ ،‬وفجأة يالحقها في مطاردة‬
‫جذبها بتغريداته‪.‬‬
‫ويتقلص نطاقه تباع ًا‪ ،‬ال س ّيما في اليمن‪ )397(،‬لذلك أُدرج‬ ‫ثان‪ ،‬ال ينفك الذكر في إطعام فراخ العش‬
‫عش ٍ‬‫حال إنشاء ٍ‬ ‫في جميع العصافير التي تمت دراستها‪ ،‬تحضن األنثى‬ ‫سريعة مفعمة بالحيوية‪ .‬لكن سرعان ما تبدأ األنثى في‬
‫رسمي ًا ضمن فئة األنواع اآلخذة في التناقص‪ .‬وقد تتدهور‬ ‫(‪)394‬‬
‫األول‪ ،‬بينما تحضن األنثى البيض في العش الثاني‪.‬‬ ‫بيوضها بمفردها‪ .‬وبالتالي يُرَجَّ ح أيض ًا أن تكون هذه هي‬ ‫فرض سيطرتها على الذكر‪ .‬ومع اقتراب موسم التكاثر‪،‬‬
‫موائله الطبيعية بفعل الضغط على المراعي وإزالتها‬ ‫يُشار إلى أن صغار عصافير الجزماوات تنضج جنسي ًا في‬ ‫الحال بالنسبة لطيور أشدق عربي‪ .‬وفي معظم عصافير‬ ‫يبدأ الذكر في اجترار البذور لألنثى‪ )379(،‬علم ًا أنه تم توثيق‬
‫ولحسن الحظ‪ ،‬ما زال يمكن‬ ‫(‪)398‬‬
‫إلفساح المجال للزراعة‪.‬‬ ‫غضون أشهر قليلة‪ ،‬حتى قبل أن تكتسي بريشها كام ً‬
‫ال‪،‬‬ ‫الجزماوات‪ ،‬يقوم الذكر بإطعام األنثى في العش‪،‬‬ ‫هذا السلوك من التغذية االجتماعية لدى طيور أشدق‬
‫العثور على طيور أشدق عربي في منطقتين محميتين‬ ‫وتفيد المشاهدات العابرة بأن هذه هي حال طيور األشدق‬ ‫األمر الذي يُ َم ِّكنها من قضاء ما يصل إلى ‪ %98‬من‬ ‫عربي‪ )380(.‬ويختار الشريكان بعد ذلك موقع ًا للعش‪،‬‬
‫على األقل بالمملكة‪ ،‬وهما محمية ريدة‪ ،‬ومتنزه عسير‬ ‫بأنواعها؛ ففي طيور أشدق سقطري‪ ،‬تم توثيق أفراد‬ ‫الوقت‪ ،‬وهي تجثم فوق البيض‪ .‬وفي البيئات المناخية‬ ‫ويشرعان في الدفاع عن المنطقة المحيطة بالعش‬
‫الوطني‪.‬‬ ‫مكسوة بالزغب تمام ًا وهي تغرد‪ ،‬بينما شوهد ذك ٌر بالغ‬ ‫المعتدلة والدافئة‪ ،‬ليس هناك خط ٌر يُ ْذ َكر بأن يصبح‬ ‫مباشرة‪.‬‬
‫ً‬
‫عادة ما تبدأ األنثى في‬ ‫البيض غير المراقب بارداً‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫(وفق ًا لعملية‬ ‫(‪)381‬‬
‫ويقوم طائرا أشدق عربي البالغان‬
‫حضن البيوض بعد اكتمال الحضنة فقط‪ ،‬حيث تفقس‬ ‫رصد أُجريت لعش واحد فقط) ببناء العش‪ ،‬وهو أمر غير‬
‫جميعها في الوقت نفسه تقريب ًا‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتم القضاء‬ ‫ّ‬
‫ظل‬ ‫اعتيادي لكون األنثى تبني العش بمفردها (في‬
‫أي تسلسل هرمي في السن‪ ،‬أو الحجم بين أفراد‬
‫على ّ‬ ‫حضور الذكر والمراقبة عن كثب) في معظم العصافير‬
‫الحضنة الواحدة‪ .‬وتستمر الحضانة لمدة تراوح بين ‪- 12‬‬ ‫ّ‬
‫العشان‬ ‫التي تنتمي لعائلة الشرشوريات‪ )382(.‬وقد بُني‬
‫‪ 14‬يوم ًا تقريب ًا‪ ،‬وهذه حال الغالبية العظمي من عصافير‬ ‫تشعب شجرة على‬
‫ّ‬ ‫صدا بسلطنة ُعمان‪ ،‬في‬
‫اللذان ر ُ ِ‬
‫ّ‬
‫المعششة في‬ ‫الجزماوات‪ .‬وتميل صغار العصافير‬ ‫ارتفاعي ‪ 4‬م و‪ 8‬م فوق سطح األرض‪ ،‬وعند سفح تلة‬
‫األشجار (مثل أشدق عربي) إلى البقاء في العش لفترة‬ ‫تحتوي على نباتات متنوعة‪ ،‬على مقربة من مورد مائي‬
‫تراوح بين ‪ 16 - 13‬يوم ًا‪ ،‬حيث تحضن األنثى‪ ،‬في عصافير‬ ‫ال ينضب‪ .‬وتم تحضير األعشاش على شكل منصة غير‬
‫الجزماوات‪ ،‬فراخها الصغيرة فيما يتولى الذكر مسؤولية‬ ‫مرتبة وغير ُم َ‬
‫حكمة البناء (يصل قطرها إلى ما يقرب من‬
‫ً‬
‫وعادة ما يقوم الذكر باجترار‬ ‫جلب الطعام إلى العش‪.‬‬ ‫‪ 120 - 90‬مم‪ ،‬في حين عمقها يبلغ نحو ‪ 70‬مم)‪ ،‬مبنية‬
‫الطعام لألنثى التي تقوم بدورها باجتراره للصغار‪،‬‬ ‫من أغصان رمادية دقيقة‪ ،‬مع حفرة داخلية ضحلة على‬
‫واضعة إياه في أفواهها المفتوحة‪ .‬وما إن ينمو ريش‬ ‫شكل وعاء (عرض ‪ 50‬مم‪ ،‬وعمق ‪ 40‬مم تقريب ًا) تتألف‬
‫الفراخ‪ ،‬يبحث األبوان عن الغذاء مع ًا‪ ،‬ولكون الطعام‬ ‫من أعشاب وألياف نباتية‪ .‬إضافة إلى مجموعة من زهور‬ ‫يُقدر التعداد العالمي‬
‫(‪)383‬‬
‫يتألف في الغالب من البذور فإنه يستلزم جمعه من‬ ‫الصفصاف والشرانق المنسوجة في هيكل العش‪.‬‬
‫من طيور أشدق‬
‫مسافات بعيدة‪ .‬ويتناوب األبوان على إطعام صغارهما‬ ‫جدير بالذكر أنه في بعض أنواع الجزماوات‪ ،‬غالب ًا ما‬
‫مرة واحدة إلى ثالث مرات في الساعة تقريب ًا‪ )388(،‬علم ًا أنه‬ ‫يستعرض الذكر أمام األنثى تمهيداً للتزاوج‪ .‬ووفق ًا لذلك‪،‬‬ ‫عربي بما يصل إلى‬
‫تم توثيق كال األبوين في طيور أشدق عربي‪ ،‬وهما‬ ‫يعمد ذكر األشدق العربي إلى مزيج من الطيران المتنوع‪،‬‬ ‫‪ 3,000‬زوج متكاثر‬
‫(‪)389‬‬
‫وهو أم ٌر‬ ‫يُطعمان فراخ صغيرة قادرة على الطيران‪،‬‬ ‫كالطيران االنسيابي بطيء الحركة مع تثبيت الجناحين‪،‬‬ ‫فقط‪ ،‬ولم يتبق منه‬
‫عادي بالنسبة للعصافير التي تنتمي لعائلة الشرشوريات‪،‬‬ ‫والطيران برفرفة الجناحين كالخفاش‪ ،‬والطيران هبوط ًا‬
‫في المملكة العربية‬
‫أشدق عربي؛ ُي َر َّجح أن يكون أكثر الطيور المتوطنة‬ ‫حيث يستمر كال األبوين في إطعام الفراخ مدة تراوح بين‬ ‫بشكل حلزوني‪ ،‬حيث يكون الجناحان فوق مستوى‬
‫التي يصعب العثور عليها أو إيجادها‪ ،‬إذ لم يتبق منه‬ ‫(‪)390‬‬
‫‪ 3 - 2‬أسابيع حتى بعد أن تصبح قادرة على الطيران‪.‬‬ ‫الجسم‪ )384(.‬كما يستقطب الذكر األنثى ويحاول إغراءها‬ ‫السعودية سوى‬
‫في المملكة العربية السعودية سوى ‪ 500‬زوج فقط‪.‬‬
‫وقد تستغرق طيور أشدق سقطري وثيق الصلة (ومن‬ ‫غصن أفقي‪ ،‬حيث‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫وعادة ما يصدح بصوته فوق‬ ‫بتغريداته‪.‬‬ ‫‪ 500‬زوج فقط‪.‬‬

‫‪335‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪334‬‬
‫نعار عربي؛ عادة ما يتم تسجيل وجوده‬
‫في المرتفعات التي تزيد على ‪1,500‬م‬
‫إلى الجنوب حول مدائن صالح‪.‬‬

‫نعار عربي‪ :‬طائر متوطن في‬ ‫نعار عربي‬


‫‪Crithagra rothschildi‬‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬

‫من غير المرجح أن تتصدر طيور نعار عربي عديداً من‬


‫األدلة الميدانية‪ ،‬كما أنه من غير المحتمل أن يعتبره أحد‬
‫ما طائره المفضل‪ ،‬أو تجده مذكوراً في القصائد العربية‬
‫القديمة التي ترمز للجمال الطاغي‪ .‬باختصار شديد‪،‬‬
‫يمكن القول إنه ممل للغاية من حيث المظهر؛ فالزينة‬
‫الوحيدة الظاهرة على هذا الطائر البني الرمادي تكمن‬
‫في بقعة صغيرة جداً لونها أصفر مائل لالخضرار موجودة‬
‫على ردفه‪ ،‬ولذلك يُطلق عليه البعض اسم الـ «نعار ذي‬
‫الردف الزيتوني»‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ما يفتقر إليه النعار العربي‬
‫يعوضه إلى ح ٍد كبير بتغريداته‬
‫في الريش المبهرج الزاهي ّ‬
‫الرائعة حق ًا‪ .‬وال غرابة في ذلك‪ ،‬ففي النهاية ينتمي هذا‬
‫الطائر إلى العائلة نفسها التي ينتمي إليها أشهر طائر‬
‫ما تفتقر إليه طيور‬ ‫ُم َغ ِّرد في العالم‪ ،‬وهو الكناري ‪.Serinus canaria‬‬
‫نعار عربي في‬ ‫جدير بالذكر أن هذا الطائر يوجد فقط في غرب المملكة‬
‫العربية السعودية واليمن‪ .‬وقد اكتشفه العلماء‬
‫الريش المبهرج‬
‫الغربيون للمرة األولى عام ‪ ،1902‬في أعلى منطقة‬
‫يعوضه إلى‬
‫ّ‬ ‫الزاهي‬ ‫الحواشب باليمن (‪ ،)399‬غير أنه ولعقود كان يُ َع ُّد نوع ًا فرعي ًا‬
‫ح ٍد كبير بتغريداته‬ ‫من أنواع كناري أسود الرقبة ‪ Crithagra atrogularis‬الذي‬
‫الرائعة‪ .‬وفي واقع‬ ‫يشيع في أنحاء جنوب أفريقيا‪ .‬لكن يبدو أن النعار العربي‬
‫ال‪ ،‬وهو من ‪ 144‬نوع ًا‬
‫مختلف تمام ًا‪ ،‬واآلن يُ َع ُّد نوع ًا مستق ً‬
‫األمر‪ ،‬ينتمي هذا‬
‫ضمن ‪ 29‬جنس ًا تنتمي إلى عائلة الشرشوريات التي تُعرف‬
‫الطائر العربي إلى‬ ‫أيض ًا باسم العصافير‪ .‬ويحتوي جنس رقاح ‪ Crithagra‬على‬
‫العائلة نفسها‬ ‫‪ 37‬نوع ًا‪ ،‬منها نوعان متوطنان في شبه الجزيرة العربية‪،‬‬
‫التي ينتمي إليها‬ ‫وهما نعار عربي ونعار يمني‪ .‬ورغم قلة المعلومات حول‬
‫النوعين‪ ،‬إال أن العديد من عصافير رقاح ‪ Crithagra‬األخرى‬
‫أشهر طائر مغرد‬
‫قد حظيت بدراسات جيدة وكافية جداً التي يمكن أن‬
‫في العالم‪ ،‬وهو‬ ‫تخبرنا بشأن سلوك هذين الطائرين المتوطنين‪.‬‬
‫الكناري‪.‬‬
‫الموئل‬
‫يمكن العثور على هذا الطائر في المملكة العربية‬
‫السعودية بدءاً من الدرجة ‪ 26.5‬شما ًال تقريب ًا (بالقرب من‬

‫‪337‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪336‬‬
‫ً‬
‫وعادة ما يعيش‬ ‫البدع ومدائن صالح) حتى اليمن جنوب ًا‪.‬‬
‫على ارتفاعات تراوح بين ‪ 1,500‬م و‪ 2,500‬م‪ ،‬رغم توثيق‬
‫مستويات‬
‫ٍ‬ ‫وجوده على ارتفاع يصل إلى ‪ 3,000‬م‪ ،‬وعند‬
‫أكثر انخفاض ًا حتى ‪ 700‬م (غالب ًا بارتفاع يصل إلى مستوى‬
‫سطح البحر في اليمن)‪ ،‬علم ًا أنه يقيم في المناطق‬
‫المفتوحة واألدغال التي تضم أعداداً كبيرة من األشجار‬
‫واألحراش والشجيرات‪ ،‬وفي حين أنه يفضل أشجار الطلح‪،‬‬
‫غير أنه يعشش بين أشجار العرعر أيض ًا‪ .‬كما يمكن العثور‬
‫عليه حول المناطق المزروعة‪ ،‬ال س ّيما سفوح التالل المدرجة‬ ‫رغم انتشاره‬
‫ذات األشجار الوفيرة‪ .‬على نحو متصل‪ ،‬تم توثيقه في بعض‬ ‫نطاق‬ ‫ووفرته على‬
‫ٍ‬
‫حدائق المدن باليمن‪ .‬ويُ َع ُّد هذا الطائر نوع ًا مقيم ًا‪ ،‬وربما‬
‫(‪)400‬‬‫شائع ًا محلي ًا في قلب نطاقه‪ ،‬داخل محمية ريدة مث ً‬
‫واسع‪ ،‬يكاد يكون‬
‫ال‪.‬‬
‫سلوك التكاثر‬
‫سلوك البحث عن الغذاء‬ ‫لدى طيور نعار‬
‫النظام الغذائي لجميع عصافير رقاح ‪ Crithagra‬التي‬ ‫عربي غير معروف‬
‫واف‪ ،‬يتكون في الغالب من البذور‬ ‫بشكل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تمت دراستها‬
‫على اإلطالق‪ ،‬علم ًا‬
‫التي تُع ِّززها بالنباتات النامية‪ ،‬وبراعم الزهور‪ ،‬وأحيان ًا‬
‫وتشير السجالت المحدودة‬ ‫(‪)401‬‬
‫الالفقاريات الصغيرة‪.‬‬ ‫أنه تم اإلبالغ عن‬
‫المتوافرة إلى أن طيور نعار عربي لديها نظامٌ غذائي‬ ‫بيوض هذه الطيور‬
‫مشابه‪ ،‬وقد تم توثيقها وهي تأكل مجموعة متنوعة‬ ‫وأعشاشها للمرة‬
‫من البذور (مثل األعشاب والدخن والصبار واألغاف والرُّقمة‬
‫األولى عام ‪.2001‬‬
‫‪ ،)Commicarpus plumbagineus‬وبراعم األشجار (الطلح‪،‬‬
‫والعوسج)‪ ،‬والثمار (الجُ ْر َدى ‪،Ochradenus baccatus‬‬
‫(‪)402‬‬
‫ال عن بعض الحشرات واليرقات‪.‬‬ ‫والسدر)‪ ،‬فض ً‬
‫وعادة ما تبحث طيور نعار عربي عن الغذاء فوق سطح‬ ‫ً‬
‫تتدلى رأس ًا‬
‫األرض‪ ،‬أو في النباتات واألعشاب‪ ،‬وأحيان ًا ما ّ‬
‫على عقب‪ ،‬حيث يكون رأسها ُمتد ِّلي ًا لألسفل في صورة‬
‫بهلوانية للتغذية‪ ،‬أو ألخذ المواد النباتية إلى مجثمها‬
‫لتقطيعها‪ ،‬ثم التهامها‪ )403(.‬وعلى عكس معظم‬
‫عادة ما تُ َ‬
‫ش ِّكل‬ ‫ً‬ ‫عصافير رقاح ‪ Crithagra‬األخرى التي‬
‫أسراب ًا شتوية تضم العشرات‪ ،‬أو حتى المئات من الطيور‪،‬‬
‫ال تفضل طيور نعار عربي هذا النوع من البيئة على‬
‫ً‬
‫عادة البحث عن الغذاء في أزواج‪ ،‬أو‬ ‫اإلطالق‪ ،‬إذ تفضل‬
‫في أحسن األحوال ضمن مجموعات صغيرة التي من‬
‫تكون مجموعات عائلية‪ )404(.‬ورغم ذلك‪ ،‬إال‬
‫ّ‬ ‫الممكن أن‬
‫تشكل أحيان ًا أسراب ًا مختلطة مع الحسون التفاحي‬
‫ّ‬ ‫أنها‬
‫(‪)405‬‬
‫اليمني‪.‬‬

‫سلوك التكاثر‬
‫نطاق واسع‪ ،‬يكاد يكون سلوك‬
‫ٍ‬ ‫رغم شيوعه ووفرته على‬
‫التكاثر لدى هذا النوع من الطيور غير معروف على‬
‫اإلطالق‪ ،‬علم ًا أنه شوهدت بيوضها وأعشاشها للمرة‬
‫(‪)406‬‬
‫األولى عام ‪.2001‬‬
‫َ‬
‫في بداية موسم التكاثر‪ ،‬تُش ِّكل طيور نعار عربي أزواج ًا‬
‫بسيطة للدفاع‪ ،‬على ما يبدو للوهلة األولى‪ ،‬عن منطقة‬
‫يوحي المنقار القوي الذي يشبه الكماشة‬ ‫تعشيش صغيرة‪ .‬ورغم عدم وجود دراسات أو وثائق حول‬
‫لدى طائر نعار عربي بأنه يقتات على البذور‬
‫الصلبة بشكل رئيس‪.‬‬
‫سلوك التو ّدد‪ ،‬أو اختيار الشريك لدى طيور نعار عربي‪،‬‬

‫‪339‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪338‬‬
‫تعشش في مستعمرات حرّة‪ ،‬يبدو أن‬ ‫ّ‬ ‫(ومنها نعار يمني)‬ ‫فقط تسجي ً‬
‫ال لتغريداته)‪ ،‬فإن هرموناتها تستجيب لصوت‬ ‫وفي الوقت نفسه يمكن أن يجذب الكائنات المفترسة‪.‬‬ ‫فإنه من المحتمل أن يكون للتغريد دور ٌ مهم في هذا‬ ‫النعار‬
‫تنجذب إناث ّ‬
‫ّ‬
‫طيور نعار عربي تعشش على انفراد‪ .‬وبينما تخلو األدبيات‬ ‫المقاطع المثيرة رغم ذلك؛ فقد أظهرت التجارب أن اإلناث‬ ‫كما أن عملية التعلم إلطالق التغريدات بحد ذاتها معقدة‬ ‫الشأن‪ .‬ومثل جميع عصافير رقاح ‪ ،Crithagra‬يُغ ِّرد نعار‬ ‫إلى الذكور التي‬
‫أي توثيق لبناء العش‪ ،‬فإنه في جميع أنواع‬
‫العلمية من ّ‬ ‫بث لتغريدات عالية‬ ‫في األسر التي تستمع يومي ًا إلى ٍّ‬ ‫تتضمن تكوين مناطق خاصة في المخ التي بدورها‬ ‫عقداً يبدو لألذن البشرية كثرثرة حادة الصوت‬
‫عربي لحن ًا ُم ّ‬
‫تتمتع بمخزون‬
‫عصافير رقاح ‪ Crithagra‬التي خضعت للدراسات حتى‬ ‫الجودة ألحد الذكور تضع بيوض ًا أكثر وأكبر‪ ،‬تحتوي على‬ ‫تستلزم مزيداً من الجهد لتنميتها والمحافظة عليها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يتعذر تمييزها‪ .‬وعند إبطائها وتحليلها‬ ‫لتغريدات وزقزقات‬
‫اليوم‪ ،‬تبني األنثى العش بالكامل بمفردها‪ .‬وفي بعض‬ ‫تركيزات أعلى من هرمون التستوستيرون‪ )413(.‬واألهم من‬ ‫وبسبب هذه الصعوبات العديدة المرتبطة بالغناء‪ ،‬فإن‬ ‫ً‬
‫عادة‬ ‫باستخدام تخطيطات الصوت المو ّلدة بالحاسوب‪،‬‬ ‫أكبر من التغريدات‪،‬‬
‫األنواع‪ ،‬يرافقها الذكر أحيان ًا‪ ،‬وفي حاالت نادرة يجمع مواد‬ ‫ذلك أن الفراخ التي تخرج من تلك البيوض تكون أكثر‬ ‫األفراد عالية الجودة فقط هي التي يمكنها أن تصدح‬ ‫ما تصبح «المقاطع» واألنماط المتكررة أكثر وضوح ًا‪ .‬وقد‬ ‫ال س ّيما تلك‬
‫العش على فترات متفرقة دون أن يضيفها بنفسه إلى‬ ‫حاجة للحصول على الطعام‪ ،‬وتنمو عضالتها على نحو‬ ‫الم ّ‬
‫ركبة‪.‬‬ ‫بشكل متكرر‪ ،‬أو إطالق التغريدات ُ‬ ‫بأعذب األلحان‬ ‫كشفت الدراسات الخاصة بطيور نعار أوروبي‪ ،‬أن مخزون‬
‫ٍ‬ ‫األغاني التي‬
‫العش‪ .‬وفي طيور نعار عربي‪ ،‬يتم تشييد العش على‬ ‫(‪)418‬‬
‫أسرع‪ .‬كما تفوز بهيمنة ومكانة اجتماعية أكبر في حياتها‬ ‫بعبارة أخرى‪ ،‬تُ َع ُّد األغنية مؤشراً صادق ًا على جودة الطائر‬ ‫التغريدات لديه‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يتكون مما يقرب من‬
‫تتضمن مقاطع‬
‫ً‬
‫(عادة الطلح‪ ،‬أو‬ ‫ارتفاعات تراوح بين ‪ 4 - 2‬م على فرع شجرة‬ ‫بعد ذلك‪ )414(.‬ويمكن القول هنا‪ ،‬إنه عندما تتزاوج األنثى‬ ‫وصحته‪ )409(،‬وهي سمات ذات أهمية كبرى بالنسبة ّ‬
‫ألي‬ ‫‪ 50‬مقطع ًا معقداً‪ ،‬ويحتوي كل مقطع نحو ثالثة عناصر؛‬
‫العرعر) فوق سطح األرض‪ ،‬أو بين‪ ،‬الفروع الخارجية الطويلة‬ ‫مع ذكرٍ عالي الجودة يصدح بمقاطع موسيقية ّ‬
‫جذابة‪،‬‬ ‫شريك محتمل‪.‬‬ ‫حيث تُغ ّني هذه الطيور تلك المقاطع بإيقاع سريع جداً‬ ‫أكثر تعقيداً وتصدر‬
‫وعاء‬
‫ٍ‬ ‫إلحدى الشجيرات‪ .‬ويتم بناء العش على شكل‬ ‫فإنها تخصص المزيد من الموارد لبيوضها خالل فترة ما‬ ‫بناء على ما سبق‪ ،‬تنجذب إناث النعار إلى الذكور التي‬
‫ً‬ ‫(‪ 16‬مقطع ًا في الثانية تقريب ًا)‪ ،‬وفي تسلسل يمكن‬ ‫سريع للغاية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بإيقاع‬
‫مُحْ َكم من ُ‬
‫الغصينات الشائكة واألعشاب ولحاء األشجار‬ ‫(‪)415‬‬
‫قبل الوضع‪.‬‬ ‫تتمتع بمخزون أكبر من التغريدات‪ ،‬ال س ّيما تلك األغاني‬ ‫التنبؤ به‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تُ َ‬
‫ش ِّكل تغريدات متميزة غير مترابطة‪.‬‬
‫طن ًا من األسفل‬ ‫والجُ ذيرات وخيوط العنكبوت‪ ،‬و ُم َب ّ‬ ‫وعند األخذ باالعتبار تأثير الغناء المذهل على تق ّبل‬ ‫سريع‬
‫ٍ‬ ‫التي تتضمن مقاطع أكثر تعقيداً وتصدر بإيقاع‬ ‫وفي حال طيور النعار‪ ،‬يكون وقع التغريدات منتظم ًا‪ّ ،‬‬
‫أي‬
‫(‪)419‬‬
‫بالنباتات واألعشاب وشعر الحيوانات‪ ،‬وأحيان ًا الخيوط‪.‬‬ ‫اإلناث للذكور وسلوكها في التكاثر؛ فال عجب أن تغرد‬ ‫وقد أثبتت عديد من التجارب أن في األغنية‬ ‫(‪)410‬‬
‫للغاية‪.‬‬ ‫أن الطائر يمكن أن يختار نقطة بدء معينة من بين نقاط‬
‫وباالستناد إلى ع ّينة صغيرة جداً‪ ،‬تكونت أغلب حضنات‬ ‫بشكل متكرر‪ ،‬وأن تتضمن أغنياتها مزيداً‬
‫ٍ‬ ‫ذكور النعار‬ ‫النعار‪ ،‬وهذه‬
‫ّ‬ ‫بشكل خاص إلناث‬
‫ٍ‬ ‫عناصر معينة جذابة‬ ‫(‪)407‬‬
‫أي نقطة فيها‪.‬‬
‫محدودة لبدء األغنية‪ ،‬ثم يتوقف عند ّ‬
‫النعار العربي من ثالث بيوض‪ ،‬وهي باهتة باللون األزرق‬ ‫من المقاطع المثيرة خالل موسم التكاثر‪ .‬ويبدو جلي ًا‬ ‫العناصر‪ ،‬المعروفة في األدبيات العلمية باسم «المقاطع‬ ‫ومع أن األلحان قد تبدو سلسة ال عناء فيها‪ ،‬إال أن إنتاج‬
‫مع بقع بنية مائلة إلى األحمر‪ ،‬أو باللون األسود مائلة‬ ‫أن أداء هذه المقاطع المثيرة يُ َع ُّد أمراً شاق ًا للغاية‪ ،‬ألن‬ ‫المثيرة»‪ ،‬لها تأثير ُمغرٍ بال شك‪ ،‬ومن المرجح أن تعرض‬ ‫معدل‬
‫ّ‬ ‫أغنية جميلة يتطلب كثيراً من الطاقة‪ ،‬حيث يرتفع‬
‫إلى األرجواني‪.‬‬ ‫الذكور تُس ِقطها من مخزون تغريداتها في نهاية موسم‬ ‫اإلناث التزاوج مع الذكور التي تُصدر أغاني تحتوي على‬ ‫األيض إلى أكثر من الضعف عندما تُغ ِّرد طيور النعار‪ ،‬بل‬
‫(‪)411‬‬
‫وتشير عمليات الرصد لثالثة أعشاش فقط إلى أن األنثى‬ ‫التكاثر‪ ،‬بينما تستمر في غناء أغنيات أخرى ال تتطلب‬ ‫عد ٍد أكبر من المقاطع المثيرة‪.‬‬ ‫إن التغريد في الهواء البارد ‪ -‬عند الفجر أو الغسق ‪ -‬أمر‬
‫تضطلع بفترة الحضانة بالكامل مع وجود الذكر في‬ ‫جهداً‪ )416(.‬ولذا‪ ،‬تم توثيق الغناء لدى طيور نعار عربي‬ ‫من المثير لالهتمام أن الغناء لدى ذكر النعار له تأثير‬ ‫صعب للغاية قد يُك ِّلف الطائر حياته‪ .‬ولذلك يجب أن‬
‫بشكل متزامن‪ ،‬ما يدل على‬
‫ٍ‬ ‫مكان قريب‪ .‬ويفقس البيض‬ ‫في جميع الشهور باستثناء ديسمبر‪ ،‬علم ًا أنه يكون‬ ‫مباشر على هرمونات األنثى‪ ،‬إذ أثبتت التجارب التي أجريت‬ ‫معدل األيض لدى طيور نعار عربي إلى ح ٍّد كبير‬
‫ّ‬ ‫يرتفع‬
‫(‪)420‬‬
‫أن األنثى ال تبدأ بحضن البيض إال بعد اكتمال عددها‪.‬‬ ‫أكثر تكراراً من شهر مارس حتى يوليو‪ ،‬حيث يبلغ موسم‬ ‫على طيور النعار في المعامل المخبرية وبيئتها الطبيعية‬ ‫عندما تُغ ّني في هواء الصباح البارد‪ ،‬أوائل فصل الربيع‬
‫وبالنظر إلى متوسط فترات التعشيش لدى طيور نعار‬ ‫(‪)417‬‬
‫التكاثر ذروته‪.‬‬ ‫أيض ًا‪ ،‬أن أغنية الذكر يمكنها تحفيز األنثى لتصبح جاهزة‬ ‫ً‬
‫عالوة على‬ ‫في المناطق الشاهقة من الحجاز وعسير‪.‬‬
‫األخرى‪ ،‬من المرجح أن تدوم فترة الحضانة لدى طيور نعار‬ ‫َ‬
‫وبمجرد تَش ُّكل األزواج‪ ،‬تبدأ مهام بناء العش والدفاع‬ ‫للتكاثر‪ ،‬ثم ما تلبث وأن تبدأ في بناء العش وتضع‬ ‫ذلك‪ ،‬يستغرق الغناء الكثير من الوقت على حساب‬
‫عربي نحو ‪ 14 - 13‬يوم ًا‪ ،‬وتصبح الفراخ قادرة على الطيران‬ ‫عن منطقة السيادة‪ .‬ورغم أن معظم طيور نعار األخرى‬ ‫وحتى إن كانت األنثى ال ترى الذكر‪( ،‬تسمع‬ ‫(‪)412‬‬
‫بيوضها‪،‬‬ ‫النشاطات الضرورية األخرى (مثل البحث عن الغذاء)‪،‬‬

‫ُيطلق طائر نعار عربي نداءات‬


‫معقدة تتألف من تغريدات‬
‫ً‬
‫مهما للغاية‬ ‫ً‬
‫دورا‬ ‫وزقزقات تلعب‬
‫في اختيار الشريك‪.‬‬

‫عش نعار عربي مبني في شجرة عرعر‬


‫عالية‪ .‬لم يتم توثيق‪ ،‬أو تصوير سوى‬
‫القليل من أعشاش النعار العربي‪.‬‬

‫‪341‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪340‬‬
‫نعار يمني؛ يوجد هذا النوع من الطيور‬ ‫نعار يمني‬
‫على ارتفاعات تصل إلى ‪ 2,000‬متر في‬
‫جبال عسير جنوب الطائف‪.‬‬ ‫‪Crithagra menachensis‬‬
‫إذا كانت طيور نعار عربي تبدو باهتة إلى ح ٍّد ما‪ ،‬فإن نعار‬
‫بشكل كبير‪ ،‬إذ ال‬
‫ٍ‬ ‫ـوق عليها فــي هــذه الصفة‬
‫يمني تــفـ ّ‬
‫توجد حتى مسحة ملونة بحجم حبة زيتون على ردفه‪ .‬في‬
‫الواقع‪ُ ،‬وجدت طيور نعار يمني باهتة لدرجة أنه يجعل نعار‬
‫عربي يبدو كالطاووس بالنسبة إليه‪ .‬لكن نقص اللون‬
‫في ريشه ال يعني أن نعار يمني غير مثير لالهتمام‪ .‬على‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬إذ غالب ًا ما تكون الطيور البنية الصغيرة‬
‫من أكثر الطيور روعة على األرض‪ .‬عـ ً‬
‫ـاوة على ذلك‪ ،‬يُ َع ُّد‬
‫نعار يمني من الطيور االجتماعية‪ ،‬وهي دائم ًا ما تُظهر‬
‫‪ -‬بحكم وصفها ‪ -‬مجموعة مــن السلوكيات المثيرة‬
‫(‪)427‬‬
‫لالهتمام التي تنطوي على مظاهر التعاون والصراع‪.‬‬
‫ولسوء الحظ‪ ،‬لم يكن هذا الطائر البني الضئيل محور‬ ‫بعد ما يقرب من ‪ 18 - 15‬يوم ًا‪ .‬ومن المحتمل أيض ًا‪ ،‬أن‬ ‫نعار يمني‪ :‬طائر متوطن في‬
‫شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫مفصلة‪ ،‬حتى إن المالحظات غير الرسمية تُ َع ُّد‬
‫ّ‬ ‫أي دراسة‬
‫ّ‬ ‫يعمل كال األبوين على إطعام الصغار (كما يحدث لدى‬
‫نــادرة للغاية‪ ،‬ويمكن القول إنــه رغــم وجــود ‪ 25,000‬زوج‬ ‫جميع عصافير رقاح ‪ Crithagra‬األخرى التي خضعت‬
‫متكاثر في المملكة فعلي ًا كل عام‪ ،‬إال أنه لم يتم توثيق‬ ‫وقد شوهد األبوان يُطعمان الصغار بعد‬ ‫(‪)421‬‬
‫للدراسة)‪.‬‬
‫(‪)422‬‬
‫أي عش‪ .‬وفي حال تم إخضاع هذا الطائر‬
‫أو تسجيل وجود ّ‬ ‫(بناء على عمليات‬
‫ً‬ ‫المرَجَّ ح‬
‫التي من ُ‬ ‫مغادرتها للعش‬
‫الصغير ألبحاث ودراسات متعمقة‪ ،‬فما من شك أن النتائج‬ ‫رصد طيور نعار األخرى) أنها تعتمد على أبويها لمدة تراوح‬
‫ستكون مثيرة لالهتمام‪.‬‬ ‫بين ‪ 4 - 3‬أسابيع أخرى حتى بعد تمكنها من الطيران‪.‬‬
‫يُذكر أن هذا الطائر يُوجد فقط في المرتفعات جنوبي‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أنه تم توثيق طيور الوقواق أخضر‬
‫ً‬
‫بداية من الطائف حتى تعز في‬ ‫غرب شبه الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫الظهر‪ ،‬وهي تتطفل على أعشاش بعض عصافير رقاح‬
‫جنوب اليمن‪ ،‬مع وجود تعداد صغير معزول تم اكتشافه‬ ‫‪ Crithagra‬في أفريقيا (مثل عصفور الكناري األصفر‬
‫فــي ع ــام ‪ 1997‬بــيــن أحـ ــواض الــمــيــاه فــي منطقة ظفار‬ ‫‪.)C. flaviventris‬ـ(‪ )423‬وبالتالي‪ ،‬ثمة احتمال أن تكون‬
‫بسلطنة ُعمان‪.‬‬ ‫بعض أعشاش نعار عربي ُع ْر َ‬
‫ضة لتلك الطيور الجميلة‬
‫غالب ًا ما يبحث‬ ‫وقد أثبتت التجارب التي أجريت على أســراب البحث عن‬ ‫وجــوده‪ ،‬رغم أنه قد يكون شائع ًا محلي ًا‪ ،‬كما هي الحال‬ ‫والمخادعة للغاية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يشير موسم التكاثر‬
‫ُ‬

‫الموئل‬
‫(‪)428‬‬
‫طائر نعار يمني‬ ‫الــغــذاء الشتوي مــن الــشــرشــوريــات (وعــديــد مــن الطيور‬ ‫عند قمة جبل السودة على سبيل المثال‪.‬‬ ‫الطويل وحجم البيض المحضون الصغير لدى طائر‬
‫األخرى) أن الطيور الموجودة في مجموعات أكبر يمكنها‬ ‫نعار عربي إلى أنه ربما يحاول إنتاج حضنتين في كل‬
‫سلوك البحث عن الغذاء‬
‫عن الغذاء ضمن‬
‫أن تقضي وقت ًا أقل في تر ّقب الحيوانات المفترسة‪ ،‬األمر‬ ‫يشيع وجــود هــذا الطائر في المرتفعات‪ ،‬بشكل رئيس‬ ‫موسم‪ )424(،‬علم ًا أن أفراده قد تعيش لمدة تصل إلى ‪9‬‬
‫مجموعات صغيرة‬ ‫غالب ًا ما تكون‬
‫الذي يمكنها من قضاء المزيد من الوقت في البحث عن‬ ‫عند األخــذ باالعتبار المعلومات المحدودة التي نُشرت‪،‬‬ ‫ابتداء من الطائف بالمملكة‬
‫ً‬ ‫تلك التي تزيد على ‪ 2,000‬م‬ ‫(‪)425‬‬
‫سنوات تقريب ًا‪.‬‬
‫تصل إلى ‪ ،30‬أو‬ ‫(‪)431‬‬
‫الطعام‪.‬‬ ‫فــإن طيور نعار يمني تميل إلــى اتباع النظام الغذائي‬ ‫العربية السعودية حتى جنوب اليمن‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫الطيور البنية‬
‫الصغيرة من أكثر‬
‫حالته بالمملكة‬
‫حتى ‪ 50‬طائراً‪،‬‬ ‫أما الميزة الثانية في البحث عن الغذاء بشكل جماعي؛‬ ‫النموذجي لعائلة الشرشوريات ‪ Crithagra‬الذي يتألف‬ ‫أن وجود طيور نعار يمني ونعار عربي في بعض األحيان‬
‫فهي تمكين الطيور من مراقبة واستغالل نجاح البحث عن‬ ‫من البذور والبراعم وبعض ًا الالفقاريات‪ .‬ويبدو أنها تفضل‬ ‫مع ًا‪ ،‬إال أن النعار اليمني يفضل موائل تختلف قلي ً‬
‫ال عن‬
‫وتستفيد الطيور‬ ‫الطيور روعة على‬
‫الغذاء لدى أعضاء المجموعة‪ ،‬بمعنى أنه في حال رؤيتها‬ ‫الــبــذور الــصــغــيــرة‪ ،‬بما فــي ذلــك ب ــذور األعــشــاب والــدخــن‬ ‫تلك الموائل التي يعشش بها النعار العربي‪ ،‬إذ يُفضل‬ ‫يتكاثر نحو ‪ 260,000‬زوج من طيور نعار عربي في المملكة‬
‫التي تبحث‬ ‫ً‬
‫عالوة‬ ‫سطح األرض‪.‬‬
‫لطائر ما آخر يبحث عن الغذاء في رقعة معينة‪ ،‬فيمكنها‬ ‫وعادة ما تبحث عن البذور‬ ‫ً‬ ‫وغيرها من النباتات المختلفة‪.‬‬ ‫المناطق ذات األغطية النباتية الجافة على سفوح التالل‬ ‫أي ما يعادل ‪ %65‬تقريب ًا من‬
‫العربية السعودية سنوي ًا‪ّ ،‬‬
‫عن الغذاء في‬ ‫بسهولة االنضمام إلى ذلك الطائر واستغالل تلك الرقعة‬ ‫فوق سطح األرض (غالب ًا بين الصخور)‪ ،‬غير أنها تعمد إلى‬ ‫الصخرية‪ ،‬والهضاب الحجرية‪ ،‬والمنحدرات المفتوحة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫التعداد العالمي المقدر بنحو ‪ 400,000‬زوج‪ ،‬فيما تعشش‬ ‫على ذلك‪ ،‬يُ َع ُّد‬
‫مجموعات كبيرة‬ ‫في تناول غذائه أيض ًا‪ .‬وهكذا‪ ،‬في فصل الشتاء‪ ،‬يرتفع‬ ‫ً‬
‫مباشرة من النباتات المنخفضة‪ .‬كما‬ ‫التقاط البذور أيض ًا‪،‬‬ ‫عـ ً‬
‫ـاوة على ذل ــك‪ ،‬يــوجــد فــي بعض مــن غــابــات العرعر‪،‬‬ ‫البقية التي تبلغ نحو ‪ 140,000‬زوج في اليمن (انظر‬ ‫نعار يمني من‬
‫(‪)429‬‬
‫معدل استهالك الطيور خــال البحث عن الــغــذاء بزيادة‬
‫ّ‬ ‫أنها كثيرا ما تهبط إلى األرض لالرتواء‪.‬‬ ‫والــحــقــول الــمــزروعــة‪ ،‬واألراضـ ــي العشبية غير الصالحة‪،‬‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬أدرج االتحاد الدولي لحماية‬
‫ً‬ ‫الجدول ‪.)1‬‬ ‫الطيور االجتماعية‪،‬‬
‫من وجود «عيون‬
‫أفراد المجموعة‪ ،‬مثل طيور نعار يمني‪ .‬ولكن‪ ،‬قد ال يرغب‬ ‫ومــثــل معظم طــيــور نــعــار‪ ،‬يبحث الــنــعــار اليمني عن‬ ‫والمناطق الخالية من األشجار‪.‬‬ ‫الطبيعة هذا النوع ضمن فئة األنواع غير المهددة‪ ،‬ويشيع‬
‫أكثر» يمكنها‬ ‫وهي دائم ًا ما‬
‫الطائر الذي يجد الطعام أو ًال في مشاركته مع ّ‬
‫أي طائر آخر‪،‬‬ ‫الغذاء في مجموعات اجتماعية تتألف من أسراب صغيرة‬ ‫ـد مــن األن ــواع التي تشرب بانتظام‪ ،‬ما‬
‫ـعـ ُّ‬
‫إلــى ذلــك‪ ،‬يُـ َ‬ ‫وجوده على نطاق كبير‪ ،‬وال يوجد أيّ دليل على أن هذا‬
‫كشف الكائنات‬ ‫(‪)432‬‬
‫ويصبح الطائر المهيمن أكثر عدوانية‪.‬‬ ‫تصل إلى ‪ ،30‬أو حتى ‪ 50‬طائراً‪ .‬وتتمثل إحدى مزايا البحث‬ ‫يتطلب منه وصــو ًال منتظم ًا إلى المياه‪ .‬كما أنه يتجنب‬ ‫يعشش‬‫ّ‬ ‫أي تهديد حقيقي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنه‬ ‫النوع يواجه ّ‬ ‫تُظهر مجموعة‬
‫المفترسة‪.‬‬ ‫وفي عديد من األنواع (بما في ذلك طيور نعار)‪ ،‬غالب ًا ما‬ ‫الــجــمــاعــي عــن ال ــغ ــذاء فــي تقليص مــخــاطــر االف ــت ــراس؛‬ ‫المناطق شديدة القفر‪ .‬أمــا في المملكة‪ ،‬فيتجنب هذا‬ ‫في أشجار العرعر (اآلخذة في التناقص)‪ ،‬وغالب ًا ما يتم‬ ‫من السلوكيات‬
‫تكون الذكور مهيمنة اجتماعي ًا على اإلنــاث‪ ،‬ما يؤدي إلى‬ ‫فالطيور التي تبحث عن الغذاء في مجموعات كبيرة ال‬ ‫الطائر القرى والمدن (رغــم أنه يُوجد بكثرة في البلدات‬ ‫اإلمساك به في المصائد‪ .‬ولذلك‪ ،‬فقد أدرج االتحاد الدولي‬ ‫المثيرة لالهتمام‬
‫احتكار الذكور لألماكن التي يتوافر بها الطعام في حال‬ ‫تستفيد من وجود «عيون أكثر» يمكنها كشف الكائنات‬ ‫اليمنية‪ ،‬بما في ذلك ضواحي ووسط العاصمة صنعاء‪،‬‬ ‫لحماية الطبيعة هذا النوع ضمن فئة األنواع المستقرة‪،‬‬
‫التي تنطوي على‬
‫كانت الظروف قاسية‪ ،‬مثل فصل الشتاء‪ ،‬أو خالل مواسم‬ ‫المفترسة المتربصة فحسب‪ ،‬وإنما تمتد لالستفادة أيض ًا‬ ‫وقــد تم توثيقه يعشش في سقف مسجد بجبل النبي‬ ‫أو المتناقصة‪ )426(.‬وتجدر اإلشارة إلى إمكانية العثور عليه‬
‫الجفاف الطويلة‪ .‬وفــي حــال اســتــمــرار نقص الــغــذاء‪ ،‬فإن‬ ‫أي أن كل طائر يكون‬
‫من القول المأثور «في االتحاد قوة»‪ّ ،‬‬ ‫شعيب الذي يُ َع ُّد أعلى نقطة في شبه الجزيرة العربية)‪،‬‬ ‫في منطقتين محميتين على األقل بالمملكة‪ ،‬وهما‬ ‫مظاهر التعاون‬
‫معدالت‬
‫ّ‬ ‫هذه الطيور التابعة يمكن أن تعاني من ارتفاع‬ ‫(‪)430‬‬
‫ضمن مجموعة تقل احتمالية افتراسه بشكل أكبر‪.‬‬ ‫علم ًا أنه يندر وجود هذا النوع المستقر في معظم نطاق‬ ‫محمية ريدة‪ ،‬ومتنزه عسير الوطني‪.‬‬ ‫والصراع‪.‬‬

‫‪343‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪342‬‬
‫الشجية وأنغامها المتكررة‪ .‬وفي طيور نعار األخرى‪ ،‬غالب ًا ما‬ ‫الوفيات‪ ،‬ثم تصبح النسبة حسب الجنس بين أسراب البحث‬ ‫ً‬
‫عادة ما توجد هذه‬ ‫نعار يمني؛‬
‫الطيور ضمن مجموعات صغيرة‬
‫عال بارز‪،‬‬
‫ينطوي سلوك التو ّدد على تغريد الذكر من مجثم ٍ‬ ‫عن الغذاء أكثر تح ّيزاً للذكور خالل فصل الشتاء مع نفوق‬ ‫ً‬
‫طائرا خالل‬ ‫تضم حتى ‪30‬‬
‫(‪)433‬‬
‫ثم ينطلق في طيران استعراضي‪ ،‬ويشرع في رحلة الغزل‪،‬‬ ‫وبالنظر إلــى المناخ القاسي الذي‬ ‫المزيد من اإلناث‪.‬‬ ‫عمليات البحث عن الطعام‪.‬‬

‫حيث يرتفع أثناء طيرانه إلى أعلى ثم يهبط بسرعة كبيرة‬ ‫يسود جبال عسير‪ ،‬تزداد احتمالية معاناة طيور نعار يمني‬
‫نوع ًا ما‪ ،‬قبل أن يتباطأ ليح ّلق في تموجات يتبعها الطيران‬ ‫معدل‬
‫ّ‬ ‫من نقص الغذاء‪ ،‬ما يؤدي إلى زيــادات مماثلة في‬
‫بشكل بطيء يشبه حركة الفراش‪ .‬بعد ذلك يجثم إلى‬ ‫نفوق إناث الطيور التابعة‪ ،‬وإن كانت هذه هي الحال‪ ،‬فمن‬
‫جوار األنثى‪ ،‬قبل أن يبدأ كل منهما في االستعراض جنب ًا‬ ‫المفترض أن تكون تميل نسبة التوازن بين الجنسين نحو‬
‫إلــى جنب والرفرفة بأجنحتهما واإلش ــارة بمنقاريهما إلى‬ ‫اإلناث لتعويض النقص في تعداد اإلناث البالغة‪.‬‬
‫بعضهما بــعــضـ ًا‪ ،‬ثــم االرت ــف ــاع نــحــو الــســمــاء‪ ،‬والتحويم‬ ‫يُذكر أن عديداً من الشرشوريات ‪ Crithagra‬تبحث عن‬
‫بصمت فوق بعضهما بعض ًا‪ )436(.‬يُشار إلى أنه تم اإلبالغ‬ ‫الغذاء بانتظام في أســراب مختلطة‪ ،‬تضم أكثر من نوع‬
‫عن نسخة مختصرة من هذا السلوك مرة واحدة لدى النعار‬ ‫استثناء لهذه القاعدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫واحــد‪ ،‬وطيور نعار يمني ليست‬
‫(‪)437‬‬
‫اليمني‪ ،‬حيث عزز الذكر العرض بحمل ساق عشبة‪.‬‬ ‫وغالب ًا ما يتم تسجيل هذه الطيور‪ ،‬وهي تبحث عن الغذاء‬
‫وبمجرد التزاوج‪ ،‬تباشر الطيور بناء العش‪ .‬ومثل عديد‬ ‫في أســراب مختلطة مع طيور الحسون التفاحي اليمني‬
‫بشكل فردي‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫من طيور نعار األخرى‪ ،‬يعشش نعار يمني إما‬ ‫الــتــي تتغذى بــدورهــا على مجموعة مماثلة مــن الــبــذور‬
‫(‪)434‬‬
‫أو في مستعمرات منفصلة‪ .‬في سلطنة ُعمان‪ ،‬تم رصد‬ ‫بشكل عــام‪ ،‬تبحث الطيور عن الغذاء في‬
‫ٍ‬ ‫والبراعم‪.‬‬
‫مستعمرات صغيرة مــن ‪ 15‬عش ًا يفصل بين كــل منها‬ ‫أســراب مختلطة لتعزيز فوائد البحث عن الــغــذاء بشكل‬
‫نحو ‪ 15 - 5‬م‪ )438(.‬ونظراً ألن هذه المالحظات مأخوذة من‬ ‫جماعي والمتمثلة فــي تقليل مخاطر االفــتــراس‪ ،‬وزيــادة‬
‫الحفر منخفضة االرتفاع في سلطنة ُعمان‪ ،‬فقد ال تنطبق‬ ‫فرص نجاح عملية البحث‪ .‬وما يدعو لالهتمام‪ ،‬أن األنــواع‬
‫على األعــشــاش الــمــوجــودة فــي المرتفعات بالمملكة‪.‬‬ ‫التي تبحث عن الغذاء في أســراب مختلطة تندرج عموم ًا‬
‫وعلى الرغم من عدم وجود سجالت منشورة تتناول بناء‬ ‫ضمن إحــدى فئتين؛ الفئة التي تميل إلى االنضمام إلى‬
‫األعشاش لدى نعار يمني‪ ،‬فإنه من المرجح أن تكون األنثى‬ ‫أي «األتباع»‪ ،‬والفئة األخرى التي يُرجى االنضمام‬ ‫أنواع أخرى‪ّ ،‬‬
‫هي من يتكفل ببناء العش كام ً‬
‫ال‪ ،‬ربما مع مرافقة الذكر‬ ‫أي «الــقــادة»‪ ،‬علم ًا أن «األتــبــاع» فــي أس ــراب األنــواع‬
‫إليها‪ّ ،‬‬
‫لها في مناسبة ما هنا‪ ،‬أو هناك (كما ورد في أنــواع نعار‬ ‫المختلطة تقضي وقت ًا أقل في الحراسة وأكثر في البحث‬
‫يُذكر أن أعشاش النعار اليمني القليلة التي‬ ‫األخرى)‪.‬‬ ‫(‪)439‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بوجودها في قطعان األنــواع الفردية‪،‬‬ ‫عن الغذاء‪،‬‬
‫ً‬
‫عادة ما يتم‬ ‫تم العثور عليها (في سلطنة ُعمان واليمن)‬ ‫بأي من هذه المزايا‪ .‬وهنا يمكن‬
‫بالمقابل‪ ،‬ال ينعم «القادة» ّ‬
‫تشييدها في شقوق صخرية (أو في فتحات في الجدران‬ ‫القول إن األنواع المعرضة لالفتراس تعمد إلى اتباع األنواع‬
‫أو المباني) على ارتــفــاع ي ــراوح بين ‪ 3 - 2‬م فــوق سطح‬ ‫األخرى لالستفادة من حراستها‪ )435(.‬وفي حال األسراب األخرى‬
‫سجلت‬
‫األرض‪ ،‬على الــرغــم مــن أن بعض األعــشــاش قــد ُ‬ ‫مختلطة األنواع التي تضم طيور نعار يمني وطيور حسون‬
‫على ارتــفــاعــات تصل إلــى ‪ 25‬م فــوق سطح األرض على‬ ‫تفاحي يمني‪ ،‬سيكون من المنطقي أن تنضم مجموعة‬
‫المنحدرات الصخرية‪ .‬وبين الفينة واألخ ــرى‪ ،‬يمكن إيجاد‬ ‫مــن طــيــور نــعــار يمني الــبــاهــتــة إل ــى مجموعة مــن طيور‬
‫هــذه الــطــيــور البديعة‪ ،‬وهــي تستخدم أعــشــاش خطاف‬ ‫حسون تفاحي يمني المزخرفة نسبي ًا‪ ،‬حيث من المرجح‬
‫تجدر اإلشارة إلى‬ ‫ً‬
‫وعادة ما تتدلى سيقان عشبية‬ ‫الشواهق الباهت القديمة‪،‬‬ ‫أن يكتشف أحد الطيور المفترسة‪ ،‬مثل الصقور والحسون‬
‫أن الدراسات التي‬ ‫طويلة من شقوق أعشاشها غير المرتبة‪ .‬كذلك يحتوي‬ ‫التفاحي اليمني المزخرف‪ ،‬وبالتالي مطاردته‪ .‬أحيان ًا‪ ،‬ثمة‬
‫أجريت حول طيور‬ ‫الــجــزء الــخــارجــي مــن الــعــش على عصي وج ــذور صغيرة‪،‬‬ ‫متخف»‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فوائد جمة تنطوي على «الطيران بشكل‬
‫ويكون معززاً أحيان ًا بخيوط ملونة‪ ،‬أو غيرها من المخلفات‬
‫نعار يمني نادرة‬
‫سلوك التكاثر‬
‫بطن ًا بطبقة كثيفة‬
‫البشرية‪ .‬أمــا وعــاء العش فيكون ُم ّ‬
‫للغاية‪ ،‬إذ لم يتم‬ ‫من األعشاب الناعمة‪ ،‬والشعر النباتي‪ ،‬والريش‪ ،‬وخيوط‬
‫توثيق سوى حضنة‬ ‫(‪)440‬‬
‫العنكبوت الحريرية‪ ،‬في بعض األحيان‪.‬‬ ‫قليلة هي المعلومات حــول سلوك التكاثر لــدى النعار‬
‫واحدة فقط‪ ،‬وكانت‬ ‫يُشار إلى أن الدراسات التي أجريت حول النعار اليمني‬ ‫اليمني‪ .‬وعلى الرغم من وجود ما يقر ب من ‪ 25,000‬زوج‬
‫قليلة للغاية‪ ،‬إذ إنه لم يتم توثيق سوى حضنة واحدة فقط‪،‬‬ ‫متكاثر فــي المملكة العربية السعودية ســنــويـ ًا‪ ،‬إال أنه‬
‫ً‬
‫عبارة عن عش في‬
‫وكانت عبارة عن عش في اليمن يضم ثالث بيوض لونها‬ ‫لــم يتم اإلب ــاغ عــن عــش واحــد فيها‪ .‬لــذلــك‪ ،‬مــن األهمية‬
‫اليمن يضم ثالث‬ ‫أي بيانات خاصة‬
‫فيما لم يتم اإلبــاغ عن ّ‬ ‫(‪)441‬‬
‫أبيض نقي‪،‬‬ ‫بمكان دراسة سلوك التكاثر لدى أنواع النعار ذات الصلة‪،‬‬
‫بيوض لونها أبيض‬ ‫وبناء على سلوك طيور نعار‬
‫ً‬ ‫بأعشاش أخرى في المملكة‪.‬‬ ‫للوقوف على القواسم المشتركة التي ربما تنطبق على‬
‫نقي‪ ،‬فيما لم يتم‬ ‫األخرى‪ ،‬فإنه يُحتمل أن تحتضن أنثى النعار اليمني البيض‬ ‫النعار اليمني أيض ًا‪.‬‬
‫بمفردها‪ ،‬فيما يتولى الذكر إحضار الطعام إليها عبر اجترار‬ ‫وعــنــد اإلش ـ ــارة إل ــى الــنــقــص ال ــواض ــح ف ــي ال ــري ــش من‬
‫أي بيانات‬
‫اإلبالغ عن ّ‬
‫المرَجَّ ح أن تستمر فترة الحضانة ما يراوح بين‬
‫البذور‪ .‬ومن ُ‬ ‫ـات أخــرى‪،‬‬
‫البهرجة؛ فــإن اختيار الشريك يعتمد على ســمـ ٍ‬
‫متعلقة بأعشاش‬ ‫‪ 14 - 13‬يوم ًا‪ ،‬فيما تستمر فترة التعشيش ما يــراوح بين‬ ‫مثل إطالق النداءات على وجه التحديد‪ .‬فرغم كل شيء‪،‬‬
‫أخرى في المملكة‪.‬‬ ‫كما شوهد الطائران البالغان وهما‬ ‫‪ 18 - 15‬يوم ًا‪.‬‬
‫(‪)442‬‬
‫تشتهر طــيــور الــكــنــاري وغــيــرهــا مــن أنـ ــواع نــعــار بألحانها‬

‫‪345‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪344‬‬
‫يتجلى جمال طائر‬ ‫يحرسان العش‪ ،‬ويجتران البذور من أجل فراخهما‪ ،‬علم ًا أن‬ ‫ً‬
‫غالبا ما تعيش الطيور البنية الصغيرة حياة أكثر‬
‫إثارة لالهتمام‪ .‬في هذه الصورة‪ ،‬اثنان من‬
‫حسون تفاحي‬ ‫الطيور تظل معتمدة على أبويها لمدة ‪ 4 - 3‬أسابيع أخرى‬
‫طيور نعار يمني في عراك من أجل أن يبسط‬
‫(‪)443‬‬
‫ويمكن أن تعيش لمدة تصل‬ ‫بعد مــغــادرة العش‪،‬‬ ‫أحدهما هيمنته‪.‬‬
‫يمني أثناء طيرانه‪،‬‬
‫إلى ‪ 9‬سنوات في البرية‪ .‬ويتميز موسم تعشيش طيور‬
‫حيث تكون أشرطة‬ ‫نعار يمني بطوله (مــن مــارس حتى أكتوبر على األقــل)‪،‬‬
‫جناحيه البيضاء‬ ‫وقــد تكون الحضنة مزدوجة أو ثــاث‪ ،‬شأنه شــأن معظم‬
‫ً‬
‫عالوة على‬ ‫أكثر بروزاً‪.‬‬ ‫الشرشوريات ‪ .Crithagra‬يُــذكــر أن وق ــواق أخضر الظهر‬
‫يتطفل على أعــشــاش بعض الشرشوريات ‪Crithagra‬‬
‫ذلك‪ ،‬يصدح بأعذب‬
‫األفريقية‪ ،‬ومن المرجح أن يضع بيوضه خلسة في أعشاش‬
‫ألوان التغريدات‪.‬‬ ‫نعار يمني غير الخاضعة للحراسة أحيان ًا‪.‬‬

‫حالته بالمملكة‬
‫ـدر ُ تــعــداد هــذا الــنــوع مــن الطيور بنحو ‪ 100,000‬زوج‬ ‫يُـ َ‬
‫ـقـ َّ‬
‫متكاثر سنوي ًا‪ ،‬يعشش منها ‪ 25,000‬زوج (‪ )%25‬سنوي ًا‬
‫في المملكة (انظر الجدول ‪ .)1‬وقــد أدرج االتحاد الدولي‬
‫لحماية الطبيعة هــذا الــتــعــداد المعقول على أنــه غير‬
‫أي انخفاضات أو‬‫ظل عدم وجــود أدلــة على ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهدد‪ .‬وفي‬
‫تهديدات جوهرية‪ ،‬فإنه يُ َع ُّد مستقراً‪ ،‬أو ربما متزايداً‪،‬‬
‫(‪)444‬‬

‫علم ًا أنــه يمكن العثور على هــذا الــنــوع فــي منطقتين‬


‫محميتين على األقــل في المملكة؛ وهما محمية ريــدة‪،‬‬
‫ومتنزه عسير الوطني‪.‬‬

‫حسون تفاحي يمني‬


‫‪Linaria yemenensis‬‬
‫طائر حسون تفاحي يمني أحد أكثر األنواع المتوطنة‬
‫الملونة في المملكة العربية السعودية‪ ،‬مع ألوان‬
‫بني كستنائي دافئ في معظم أجزاء جسمه‪ ،‬ورمادي‬
‫يغطي معظم رأسه وصدره‪ ،‬وأبيض وأسود في جناحيه‬
‫وذيله‪ .‬ويتجلى جماله ‪ -‬على نحو خاص ‪ -‬أثناء طيرانه‪،‬‬
‫حسون تفاحي يمني‪:‬‬
‫حيث تكون أشرطة جناحيه البيضاء أكثر بروزاً‪ ،‬رغم أنه‬
‫طائر متوطن في شبه الجزيرة‬
‫العربية‪.‬‬ ‫يجثم ويُظهر ذيله المتشعب برفق‪.‬‬ ‫ال أيض ًا عندما ُ‬
‫يُ َع ُّد جمي ً‬

‫‪347‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪346‬‬
‫الصخرية والوديان‪ ،‬حيث يفضل المناطق ذات األمطار‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يصدح بأعذب ألوان التغريدات‪ .‬كما‬ ‫ً‬
‫الغزيرة نسبي ًا والغطاء الوفير من األشجار (ال س ّيما غابات‬ ‫أنه ولحسن الحظ‪ ،‬يُ َع ُّد أيض ًا أحد األنواع المتوطنة األكثر‬
‫ال عن الطلح) والشجيرات‪ ،‬شريطة أن‬ ‫العرعر الناضجة‪ ،‬فض ً‬ ‫شيوع ًا في المملكة‪.‬‬
‫يبقى قريب ًا من المياه العذبة على الدوام‪ .‬وغالب ًا ما يُوجد‬ ‫ينتمي هذا الطائر إلى عائلة الشرشوريات التي تُعرَف‬
‫في الحقول المدرجة المزروعة‪ ،‬أو المهجورة والبساتين‬ ‫ببساطة باسم العصافير‪ .‬والجنس ‪ Linaria‬الذي يضم‬
‫والمزارع والمناطق القريبة من البشر‪ .‬قد يكون شائع ًا‬ ‫الحسون التفاحي اليمني عبارة عن مجموعة انتقائية‬
‫محلي ًا وأحد أكثر األنواع وفرة في بعض األماكن‪ .‬فعلى‬ ‫تندرج تحتها ثالثة أنواع أخرى فقط (نوعان مهاجران من‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يتكاثر ‪ 500‬زوج منه سنوي ًا في محمية ريدة‬ ‫أوروبا وغرب آسيا‪ ،‬وبعض األنواع غير المعروفة المهددة‬
‫التي تمتد مساحتها إلى ‪ 1,200‬هكتار‪.‬‬
‫(‪)445‬‬
‫باالنقراض من شمال الصومال)‪ ،‬علم ًا أن وجوده يقتصر‬
‫على المرتفعات في جنوب غرب المملكة العربية‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫السعودية وغرب اليمن‪.‬‬

‫الموئل‬
‫يتكون النظام الغذائي لهذا الطائر ‪ -‬في المقام األول ‪-‬‬
‫من مجموعة كبيرة من بذور النباتات والشجيرات القصيرة‪،‬‬
‫وكذلك براعم الزهور الموسمية‪ .‬وقد تم تسجيله‬ ‫يوجد طائر حسون تفاحي يمني في المملكة العربية‬
‫يتغذى على بذور األعشاب‪ ،‬والمحاصيل (القمح والشعير‬ ‫السعودية ضمن نطاق يمتد من المنطقة المحيطة‬
‫والذرة الرفيعة)‪ ،‬والشجيرات (‪،)Plectranthus barbatus‬‬ ‫بالطائف وصو ًال إلى جنوب اليمن‪ ،‬ويمكن العثور عليه‬
‫)‪ ،‬وغيرها من‬ ‫و‬ ‫واألعشاب (‬ ‫بشكل عام عند ارتفاعات تتجاوز ‪ 1,800‬م‪ ،‬علم ًا أن جميع‬
‫هرة‪ ،‬وهو يبحث عن الغذاء بشكل رئيس‬
‫المز ِ‬
‫النباتات ُ‬ ‫األعشاش التي تم توثيقها تُوجد ضمن نطاق يزيد على‬
‫ً‬
‫وعادة ما يفضل فعل ذلك بين‬ ‫فوق سطح األرض‪.‬‬ ‫هذا االرتفاع‪ ،‬رغم أنه قد يحوم في بعض األحيان على‬
‫النباتات‪ ،‬إال أنه قد يقصد أحيان ًا المناطق الصخرية والترابية‪.‬‬ ‫ارتفاعات قد تصل إلى ‪ 900‬م في غير موسم التكاثر‬
‫ويجثم في بعض األحيان فوق النباتات لتناول البذور‪ ،‬أو‬ ‫(تم تسجيل وجوده على ارتفاع ‪ 600‬م في اليمن)‪ .‬كما‬
‫يبحث في األرض لسحب رؤوس البذور من العشب‪ .‬وعندما‬ ‫يميل هذا الطائر إلى الظهور ضمن ارتفاعات أعلى قلي ً‬
‫ال‬
‫ً‬
‫عادة ما تجثم في الشجيرات‬ ‫ال تتغذى هذه الطيور‪ ،‬فإنها‬ ‫على الجانب الشرقي األكثر جفاف ًا من الجرف‪ .‬ويوجد أيض ًا‬
‫(‪)446‬‬
‫واألشجار القريبة‪ ،‬ويعمد إلى األرض بانتظام للشرب‪.‬‬ ‫في الهضاب والتالل المغطاة بالصخور والمنحدرات‬

‫حسون تفاحي يمني؛ يوجد في جبال‬


‫عسير على ارتفاعات تتجاوز ‪1,000‬م‬
‫جنوب محاظة الطائف‪.‬‬

‫ذكر حسون تفاحي يمني؛ تستخدم الذكور‬


‫التغريد من مجاثم بارزة عالية وسيلة لجذب‬
‫اإلناث‪ ،‬وترهيب الذكور المنافسة‪.‬‬

‫‪349‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪348‬‬
‫تجمع اإلناث من‬ ‫ولما كانت طيور حسون تفاحي‬
‫ّ‬ ‫بجانب الجذع الرئيس‪.‬‬ ‫طريق التغريد في الوقت نفسه‪ .‬وفي إحدى المشاهدات‪،‬‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬يُسمع تغريده غالب ًا في النصف األول من موسم‬ ‫وفي غير موسم التكاثر‪ ،‬تُ َ‬
‫ش ِّكل طيور حسون تفاحي‬ ‫تشكل طيور‬
‫طيور حسون‬ ‫يمني تتكاثر في مناطق خالية من أشجار العرعر‪ ،‬فإنه‬ ‫لوحظ ذكران يغردان من الشجيرة نفسها‪ ،‬قام الطائران‬ ‫التكاثر‪ ،‬من فبراير حتى أبريل‪ )448(.‬ونظراً ألن التغريد ُمج ِ‬
‫هد‬ ‫يمني أسراب ًا كبيرة جداً تضم نحو ‪ 60‬طائراً تجوب‬ ‫الحسون التفاحي‬
‫يُفترض أن تكون قادرة على التعشيش في أنواع األشجار‬ ‫المتدليين بعيداً قلي ً‬
‫ال‬ ‫المغردان خاللها‪ ،‬بفرد جناحيهما ُ‬ ‫للغاية‪ ،‬ال يُكثِر الذكر من التغريد إال إذا كانت هناك فائدة‬ ‫ّ‬
‫متوخية ‪ -‬في بعض األحيان‬ ‫المرتفعات بحث ًا عن البذور‪،‬‬
‫تفاحي يمني‬ ‫اليمني أسراب ًا كبيرة‬
‫األخرى أيض ًا‪ .‬والعش عبارة عن وعاء مضغوط إلى حد‬ ‫عن جسميهما مع نشر الذيل جزئي ًا‪ ،‬ثم كشفا عن‬ ‫تُرجى للقيام بذلك‪ ،‬وعلى األرجح أنها في هذه الحال‬ ‫‪ -‬المناطق األكثر جدب ًا‪ ،‬بما في ذلك الحافة الشرقية من‬
‫معلومات مهمة‬ ‫ما (يصل قطره إلى ما يقرب من ‪ 8‬سم مع وعاء داخلي‬ ‫ريشهما األبيض في جناحيهما وذيليهما‪ ،‬وبالتالي جمعا‬ ‫تعود إلى فرصة التكاثر‪ .‬بالقدر نفسه‪ ،‬ونظراً ألن التغريد‬ ‫المرتفعات‪ ،‬قبل أن تجثم بشكل جماعي بين األشجار‬ ‫جداً تضم نحو‬
‫حول جودة الذكور‬ ‫عرضه نحو ‪ 4.5‬سم)‪ ،‬من األغصان الصغيرة واألعشاب‬ ‫بين العرض المرئي والصوتي‪ .‬في نهاية المطاف‪ ،‬طار‬ ‫هد جداً‪ ،‬تستطيع إناث هذا الطائر من تقييم جودة‬ ‫ُمج ِ‬ ‫والشجيرات‪ .‬وقد تنضم إلى تلك األسراب أعداد من النعار‬ ‫‪ 60‬طائراً تجوب‬
‫المرتفعات بحث ًا عن‬
‫(‪)447‬‬
‫المتنافسة‪ ،‬عن‬ ‫والجذور والطحالب (أشنة)‪ .‬ويتم تزيين سطح العش‬ ‫أحدهما ‪ -‬وهو ال يزال يغرد ‪ -‬إلى شجيرة أخرى ليتبعه‬ ‫معدل‬
‫ّ‬ ‫الذكور عبر قياس جوانب معينة من تغريدها‪ ،‬مثل‬ ‫العربي‪ ،‬أو النعار اليمني‪ ،‬لكن بدرجة أقل‪.‬‬
‫الخارجي بأنسجة من خيوط العنكبوت وطحالب زرقاء‬ ‫الذكر اآلخر في استئناف لمسابقة التغريد‪ .‬ولدى ظهور‬ ‫التغريد ومدى حدة الصوت وحجمه‪.‬‬
‫طريق التنصت على‬ ‫البذور المتوافرة‪،‬‬
‫سلوك التكاثر‬
‫‪ -‬خضراء (أشنة) التي يُفترض أنها تساعد في التمويه‪،‬‬ ‫األنثى‪ ،‬قام أحد الذكور بأداء طيران تغريدي دائري‪ ،‬حيث‬ ‫ً‬
‫عادة من مجثم مرتفع‪،‬‬ ‫ثالث ًا‪ ،‬تُصدر هذه الطيور تغريداتها‬
‫مسابقات التغريد‬ ‫أو عزل العش‪ .‬وفي بعض األعشاش‪ ،‬تُربط أشنة الشجرة‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫ح ّلق حول األنثى في دائرة قطرها ‪ 20‬م مع التغريد‬ ‫والسبب في ذلك يعود إلى إسماع أكبر عدد ممكن‬ ‫قبل أن تتجول بين‬
‫بينهم‪ ،‬علم ًا أنها‬ ‫المع ّلقة الشبيهة باللحية إلى حافة العش ل ُت َ‬
‫ش ِّكل‬ ‫ُ‬ ‫(‪)450‬‬
‫مستمر‪.‬‬ ‫من اإلناث‪ .‬وتكون تلك التغريدات في دفعات تستغرق‬ ‫ال توجد دراسات تفصيلية لسلوك التكاثر لدى طيور‬ ‫األشجار والشجيرات‪.‬‬
‫تفضل الذكور التي‬ ‫شبكة‪ ،‬ثم يُ ّ‬
‫بطن العش بشعر الحيوانات واألعشاب‬ ‫وتحظى مسابقة التغريد بين الذكور المتنافسة‪،‬‬ ‫عموم ًا من ‪ 10‬إلى ‪ 30‬ثانية مع توقف مؤقت لمدة ‪ 5‬إلى‬ ‫حسون تفاحي يمني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد جمعت مقتطفات‬
‫(‪)455‬‬
‫الدقيقة وسيقان النباتات‪.‬‬ ‫حيث تتداخل فيها الطيور‪ ،‬باالهتمام على نحو خاص‪.‬‬ ‫ثوان بين التغريدات‪ ،‬رغم مشاهدة أحد الذكور في‬ ‫ٍ‬ ‫‪7‬‬ ‫من التقارير النادرة التي تؤكد أن التغريد يُ َع ُّد جانب ًا مهم ًا‬
‫تطغى وتتداخل‬
‫أما بالنسبة لحجم الحضنة‪ ،‬فإنه يراوح من ‪ 3‬إلى ‪4‬‬ ‫فعندما يغني ذكر ما‪ ،‬يمكن للذكر المنافس أن يستجيب‬ ‫مناسبة واحدة وهو يغرد باستمرار لمدة ‪ 10‬دقائق من‬ ‫في اختيار الشريك في هذا النوع‪ .‬أو ًال‪ ،‬يقتصر التغريد على‬
‫تغريداتها على بقية‬ ‫بيوض ذات لون أبيض باهت أو أزرق فاتح للغاية‪ ،‬مع‬ ‫بإحدى الطرق الثالث العامة التالية‪ )1( :‬اختيار عدم‬ ‫دون توقف‪ ،‬علم ًا أن الذكور تغرد أيض ًا أثناء الطيران‪ ،‬وعند‬ ‫الذكور فقط‪ ،‬ويا لها من موسيقى رنانة رائعة‪ .‬وبتغري ٍد‬
‫المتنافسين‪.‬‬ ‫بعض البقع الملونة بلون القرفة وخطوط رفيعة عند‬ ‫االستجابة؛ (‪ )2‬عدم التغريد إال بعد توقف الذكر األول عن‬ ‫(‪)449‬‬
‫مطاردة اإلناث‪ ،‬ولدى الجثوم بجوارها‪.‬‬ ‫شجي وسريع تتخلله النغمات واأللحان البديعة عالية‬
‫(‪)456‬‬
‫أكبر طرفيها‪.‬‬ ‫التغريد؛ (‪ )3‬التغريد مع الذكر اآلخر في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫أخيراً‪ ،‬تتنافس عديد من الذكور مع بعضها بعض ًا عن‬ ‫الحدة‪ ،‬يُصدر أصوات ًا بديعة ومتغيرة وغنية وحيوية!‬
‫يُوضع البيض في أيام متتالية‪ ،‬بينما تبدأ الحضانة‬ ‫(‪ )451‬وفي عديد من الطيور المغردة‪ ،‬يُ َع ُّد تداخل أغنية‬
‫بمجرد اكتمال الحضنة إلى حين تفقس البيوض بشكل‬ ‫أحد المنافسين إيماءة أكثر تهديداً من تبادل التغريد‪ ،‬أو‬ ‫أنثى حسون تفاحي يمني؛ لكون‬
‫جهد‪ ،‬تستطيع اإلناث‬‫التغريد ُم ِ‬
‫متزامن‪ ،‬علم ًا أن األنثى تتولى بناء العش‪ ،‬فيما يراقب‬ ‫عدم التغريد على اإلطالق‪ .‬في الواقع‪ ،‬قام كل من ذكري‬
‫تقييم جودة الذكور من خالل‬
‫الذكر عن كثب أحيان ًا‪ ،‬وقد يجمع خيوط العنكبوت من‬ ‫حسون تفاحي يمني في معركة التغريد تلك بتصعيد‬ ‫معدل التغريد وحدته وما‬
‫ّ‬ ‫قياس‬
‫يكتنزه من مخزون تغريدات‪.‬‬
‫أجل العش في أحايين أخرى‪ .‬ويمكن أن تحتضن األنثى‬ ‫المنافسة لتتضمن عرض ًا مرئي ًا أيض ًا‪ ،‬مع اإلشارة إلى‬
‫(‪)457‬‬
‫البيض بمفردها‪ ،‬أو بمساعدة بسيطة من الذكر‪.‬‬ ‫أن استمرارهما في التحليق من شجرة إلى شجرة يُ َع ُّد‬
‫يجدر التنويه إلى أنه لم تخضع فترة الحضانة للقياس أبداً‪،‬‬ ‫داللة على تطابقهما الشديد‪.‬‬
‫ولكن من المحتمل أن تبلغ نحو ‪ 12‬يوم ًا (استناداً إلى أنواع‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬تجمع اإلناث معلومات مهمة حول‬
‫الشرشوريات األخرى المماثلة في الحجم)‪ .‬كما يُحتمل أن‬ ‫جودة الذكور المتنافسة‪ ،‬وذلك من خالل التنصت على‬
‫تظل الفراخ في العش لمدة ‪ 13‬يوم ًا‪ ،‬حيث يتولى األبوان‬ ‫مسابقات التغريد بينهم‪ .‬وفي أنواع الشرشوريات األخرى‪،‬‬
‫رعاية الفراخ في العش وحتى بُعيد مغادرة العش‪ .‬ويشير‬ ‫أثبتت التجارب أن اإلناث تفضل الذكور التي تطغى‬
‫موسم التكاثر الطويل وحجم الحضنة الصغير نوع ًا ما‬ ‫ً‬
‫عالوة على‬ ‫(‪)452‬‬
‫وتتداخل تغريداتها على بقية المتنافسين‪.‬‬
‫(‪)458‬‬
‫إلى أن هذا النوع قد يكون مزدوج الحضنة‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬تستثمر اإلناث المزيد من الطاقة في التكاثر عندما‬
‫تكون في شراكة مع ذكر يُغرٍّد بقوة‪ .‬ففي األسر‪ ،‬تم وضع‬

‫حالته بالمملكة‬
‫إناث الكناري التي سمعت أغاني طاغية من ذكرها بيوض ًا‬
‫أكبر وعدد من الصفار أكبر‪ ،‬ما نتج عنها فراخ ًا أقوى من‬
‫يُ َق َّدر تعداد هذا الطائر في العالم بنحو ‪200,000‬‬ ‫نظيرتها التي سمعت أغاني عادية‪ )453(.‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫زوج متكاثر سنوي ًا‪ ،‬علم ًا أن ما يقرب من نصفه يُوجد‬ ‫قد تكون األنثى في بعض أنواع الطيور غير مخلصة في‬
‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬ما يجعله أحد أكثر‬ ‫(‪)454‬‬
‫حال سمعت مؤخراً أغنية شريكها متداخلة مع ذكر آخر‪.‬‬
‫األنواع المتوطنة وفرة فيها (انظر الجدول ‪ .)1‬ولهذا‪،‬‬ ‫ورغم أن ذكور حسون تفاحي يمني تُغ ِّرد أكثر في‬
‫أدرج االتحاد الدولي لحماية الطبيعة هذا النوع ضمن‬ ‫بداية موسم التكاثر‪ ،‬إال أنها تستمر في التغريد معظم‬
‫الفئة غير المهددة‪ .‬ويُرَجَّ ح أن يكون لفقد موائل العرعر‬ ‫بمعدل أقل بكثير‪ ،‬ما يُ َع ُّد إشارة‬
‫ّ‬ ‫العام أو كله‪ ،‬وإن كان‬
‫والطلح المفضلة لدى هذا النوع بفعل تطهير األراضي‬ ‫إلى أن الذكور تستخدم التغريد أيض ًا‪ ،‬في المحافظة‬
‫شوهد أحد‬
‫تأثير سلبي عليه‪ ،‬على الرغم من وجوده الكثيف في‬ ‫على مناطقها على مدار السنة‪ ،‬عبر تذكير الطيور األخرى‬
‫ذكور الحسون‬ ‫المناطق المزروعة‪ ،‬حيث يمكنه االستفادة فعلي ًا من‬ ‫المجاورة بشكل متكرر بأن «هذه المنطقة محجوزة»‪.‬‬
‫التفاحي اليمني‬ ‫بعض النشاطات البشرية‪ .‬إضافة إلى ما سبق‪ ،‬أقرّ االتحاد‬ ‫وبمجرد َ‬
‫تش ُّكل األزواج وتحديد المناطق‪ ،‬تستقر هذه‬
‫في مناسبة واحدة‬ ‫الدولي لحماية الطبيعة هذا التعداد بأنه مستقر في‬ ‫الطيور وتبدأ في التكاثر‪ .‬ويبدو أنها تعشش في أزواج‬
‫أي انخفاضات‪ ،‬أو تهديدات‬ ‫ّ‬
‫ظل عدم وجود أدلة على ّ‬ ‫منفردة‪ ،‬أو في مستعمرات ذات نطاق واسع بشكل‬
‫وهو يُغ ِّرد باستمرار‬
‫ولحسن الحظ‪ ،‬يُوجد هذا النوع في‬ ‫(‪)459‬‬
‫جوهرية‪.‬‬ ‫كبير‪ ،‬علم ًا أن جميع األعشاش التي تم اكتشافها حتى‬
‫لمدة ‪ 10‬دقائق من‬ ‫منطقتين محميتين على األقل بالمملكة‪ ،‬وهما محمية‬ ‫اآلن (نحو ‪ 20‬عش ًا) قد ُو ِج َدت عند ارتفاع ‪ 1.4‬إلى ‪ 5‬م فوق‬
‫دون توقف‪.‬‬ ‫ريدة ومتنزه عسير الوطني‪.‬‬ ‫سطح األرض‪ ،‬حيث الفروع الخارجية ألشجار العرعر‪ ،‬أو‬

‫‪351‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪350‬‬
‫حسون تفاحي يمني ينطلق‬
‫ً‬
‫باسطا جناحيه‪ ،‬من شجرة عرعر في‬
‫جبل السودة‪ ،‬وهي أعلى نقطة‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫وروار أخضر عربي‪ :‬طائر‬ ‫وروار أخضر عربي‬


‫‪Merops cyanophrys‬‬
‫شبه متوطن في شبه الجزيرة‬
‫العربية‪.‬‬

‫ق ّلما نجد بين الطيور ما يُضاهي طائر وروار أخضر عربي‬


‫في جماله وبهائه؛ فهو يُ َ‬
‫ش ِّكل حُ ُلم ًا للمصورين كافة‪.‬‬
‫ونداؤه الرائع «بررريت بررريت» يجعل من العثور عليه مهمة‬
‫قدره من المراقبين‬ ‫غاية في السهولة‪ ،‬ويسمح لمن يُ ِّ‬
‫باالقتراب منه على نحو معقول‪ ،‬إذ غالب ًا ما يتم العثور‬
‫عليه في أحد مجاثمه المفضلة خالل نوبات البحث عن‬
‫الطعام‪ .‬وعادة ما يجلس جنب ًا إلى جنب وليفه وفراخه‬
‫في مشهد بديع يخلب األلباب‪.‬‬
‫عندما اكتشف العلماء الغربيون طيور الوروار للمرة‬
‫األولى بالقرب من القنفذة (جنوب غرب المملكة العربية‬
‫السعودية) في عام ‪ ،1860‬افترضوا أن هذه الطيور الرائعة‬
‫تنتمي إلى األنواع نفسها التي تنتمي إليها طيور الوروار‬
‫المماثلة في أفريقيا االستوائية وجنوب آسيا‪ .‬وهكذا؛ على‬
‫مدى ‪ 150‬عام ًا تالية‪ُ ،‬‬
‫ص ِّنفت طيور الوروار العربية واألفريقية‬
‫نوع واحد‪ ،‬والتي ُعرفت بكل بساطة‬
‫واآلسيوية على أنها ٌ‬
‫باسم وروار أخضر ‪ ،Merops orientalis‬لكن التحليالت‬
‫المورفولوجية الحديثة أشارت إلى أن التعدادات العربية‬
‫واألفريقية واآلسيوية هي في الواقع ثالثة أنواع متمايزة‪،‬‬
‫وأصبحت تُعرف باسم وروار أخضر عربي ‪،M. cyanophrys‬‬
‫ووروار أخضر أفريقي ‪ ،M. viridissimus‬ووروار أخضر آسيوي‬
‫‪ ،M. orientalis‬على التوالي‪ .‬وتتميز طيور وروار أخضر‬
‫عربي عن نظيريها بامتالك جبهة بلون أزرق سماوي فاتح‪،‬‬
‫ورقبة بلون أزرق سماوي داكن‪ ،‬وبطن سفلية أشد زرقة‪،‬‬
‫وصدر أسود عريض‪ ،‬وذيل أطول بكثير (يتوسط هذا الذيل‬
‫ريش غليظ الطرف وقصير للغاية)‪ .‬كما أنه يُ َع ُّد أكبر قلي ً‬
‫ال‪،‬‬
‫(‪)460‬‬
‫مقارنة بالنوعين اآلخرين‪.‬‬
‫وينتمي الوروار األخضر العربي إلى عائلة أكلة النحل‬
‫التي تُعرف باسمها الشائع‪ ،‬وهي طيور الوروار‪ .‬ويندرج‬
‫تحت الجنس األعلى ‪( Merops -‬ميروبس) ‪ 28 -‬نوع ًا‪ ،‬بما‬
‫فيها الوروار األخضر العربي‪ .‬وتوجد معظم طيور الوروار‬
‫التي تنتمي إلى جنس ‪( Merops‬ميروبس) في أفريقيا‪،‬‬

‫‪353‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪352‬‬
‫ق ّلما تجد بين‬ ‫والمناطق المزروعة (بما في ذلك حقول البرسيم) واألراضي‬ ‫وتميل إلى أن تكون من األنواع المستقرة‪ ،‬بينما توجد‬
‫الطيور ما يدنو من‬ ‫الرطبة‪ )467(.‬وق ّلما توجد في البيئات شديدة الجفاف‪ ،‬لكون‬ ‫أنواع أخرى منها في أوروبا وجنوب آسيا وأستراليا‪ ،‬وهي‬
‫تلك المناطق تفتقر إلى ما يكفيها من الحشرات الطائرة‪ ،‬أو‬ ‫من األنواع التي تهاجر لمسافات طويلة‪ ،‬علم ًا أنه تم‬
‫جمال وبهاء القارية‬
‫الرمال المضغوطة بشكل مناسب‪ .‬ورغم أن الوروار األخضر‬ ‫اإلبالغ عن وجود تكاثر تعاوني (حيث يستعين الزوجان‬
‫الخضراء (الوروار‬ ‫العربي يُ َع ُّد بشكل عام من األنواع المستقرة‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫أحيان ًا بواحد‪ ،‬أو أكثر من الطيور المساعدة التي تُبدي‬
‫األخضر العربي)‪.‬‬ ‫بعض أنواع الهجرة الموسمية داخل شبه الجزيرة العربية‪،‬‬ ‫تعاونها في حفر الجحور لألعشاش‪ ،‬واحتضان البيوض‪،‬‬
‫هذه الطيور الرائعة‬ ‫إذ قد تهاجر بعض الطيور التي تعشش في المنطقة‬ ‫ومراقبة الفراخ والدفاع عن األعشاش)‪ ،‬وذلك في ‪ 10‬أنواع‬
‫(‪)461‬‬
‫الوسطى إلى الجنوب في فصل الشتاء‪ ،‬في حين تنتقل‬ ‫بما فيها الوروار األخضر‬ ‫على األقل من طيور الوروار‪،‬‬
‫هي ُح ُلم جميع‬
‫الطيور التي تعشش في المناطق المرتفعة إلى مناطق‬ ‫اآلسيوي‪ )462(.‬وغالب ًا ما تكون الطيور المساعدة نتاج فراخ‬
‫المصورين‪.‬‬ ‫(‪)468‬‬
‫أقل ارتفاع ًا تصل أحيان ًا إلى ما دون ‪ 1,800‬م‪.‬‬ ‫تعشيش سابقة‪ ،‬ولكن قد تساعد اإلناث أيض ًا‬‫ٍ‬ ‫لمحاوالت‬
‫وحتى اآلن‪ ،‬لم يتم اإلبالغ رسمي ًا‬ ‫(‪)463‬‬
‫في بعض الحاالت‪.‬‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫ألي طيور مساعدة في‬
‫عن تجنيد طيور وروار أخضر عربي ّ‬
‫العش‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬ثمة مالحظات غير رسمية لثالثيات‬
‫أي حشرة طائرة‬
‫يتكون طعام الوروار األخضر العربي من ّ‬ ‫موجودة في أعشاش بالقرب من المخواة بمنطقة‬
‫في النهار تقريب ًا‪ ،‬والتي تراوح أحجامها بين ذباب الفاكهة‬ ‫عسير‪ )464(.‬وبالنظر إلى نزعة المساعدة لدى طيور الوروار‬
‫الصغير وحشرات اليعسوب (الرعاش) الكبيرة التي يصل‬ ‫حري‬
‫ٌّ‬ ‫التي تنتمي إلى جنس ‪( Merops‬ميروبس)‪ ،‬فإنه‬
‫طولها إلى ‪ 80‬مم‪ ،‬بما في ذلك مجموعة من الحشرات‬ ‫أي‬
‫بمراقبي الطيور في المملكة البحث (واإلبالغ) عن ّ‬
‫الخطرة المحتملة‪ ،‬مثل الفراشات ذات األلوان الزاهية‬ ‫حاالت للتكاثر التعاوني ضمن هذا النوع‪.‬‬
‫(ربما ذات مذاق سيء)‪ ،‬ونفطة الخنفساء‪ ،‬والبق الخبيث‪،‬‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬تم تسجيل نحو ‪ %99‬من طيور وروار‬
‫(‪)469‬‬
‫وفي دراسة‬ ‫والدبابير الخطرة‪ ،‬والزنابير كبيرة الحجم‪.‬‬ ‫أخضر عربي في المملكة العربية السعودية واليمن‬
‫موجزة حول طيور وروار أخضر عربي التي تعشش في‬ ‫وسلطنة ُعمان واإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬في حين يوجد‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬نحو ‪ %95‬من الفرائس التي‬ ‫التعداد المتبقي ضمن المنطقة الممتدة بين غرب األردن‬
‫أُحضرت إلى العش كانت تتألف من النحل والدبابير‬ ‫وشرق شبه جزيرة سيناء‪ ،‬إذ انتشر في الستينيات بعد‬
‫والذباب‪ ،‬في حين شملت النسبة المتبقية العث‬ ‫ال عن تسجيل أنواع شاردة في كل‬ ‫التنمية الزراعية‪ ،‬فض ً‬
‫(‪)470‬‬
‫وقد شوهدت هذه الطيور‬ ‫والفراشات والجنادب‪.‬‬ ‫من البحرين وقطر والعراق واليونان‪ )465(.‬قد تكون الطيور‬
‫أيض ًا‪ ،‬وهي تتناول اليعسوب والخنافس والجراد والقراد‪.‬‬ ‫الشاردة المسجّ لة في الخليج العربي من طيور وروار أخضر‬
‫(‪)471‬‬ ‫(‪)466‬‬
‫وفي بعض األحيان‪ ،‬تعزز نظامها الغذائي بالطعام‬ ‫مع التنويه بأنه تم‬ ‫آسيوي قادمة من جنوب إيران‪،‬‬
‫كون ًا‬
‫الذي تحصل عليه من األرض‪ )472(.‬وقد يكون النمل ُم ّ‬ ‫التعرف إلى نوعين فرعيين من الوروار األخضر العربي‪،‬‬
‫مهم ًا في النظام الغذائي لهذا النوع من الطيور‪ ،‬قياس ًا‬ ‫كالهما يوجد في المملكة العربية السعودية‪ ،‬وهما‬
‫على ما تم اإلبالغ عنه حول الوروار األخضر األفريقي وثيق‬ ‫‪ M. o. cyanophrys‬الذي يتكاثر إلى الغرب من المملكة‬
‫الصلة‪ )473(.‬ومن المعروف أن طيور الوروار جميع ًا تبحث‬ ‫المملكة‪ ،‬و‪ M. o. muscatensis‬الذي يقطن وسطها‪.‬‬

‫وروار أخضر عربي؛ يوجد في‬

‫الموئل‬
‫معظم أنحاء الثلث الغربي من‬
‫المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫وفي المنطقة الوسطى‪،‬‬
‫يشيع وجود طيور وروار أخضر عربي في معظم أنحاء الثلث‬ ‫خاصة الوديان‪.‬‬
‫الغربي من المملكة العربية السعودية وفي المنطقة‬
‫الوسطى‪ .‬وقد ُعثر عليه عند مستوى سطح البحر وحتى‬
‫ارتفاع ‪ 2,800‬م‪ .‬وتظهر هذه الطيور البديعة للرائي أينما‬
‫وُجدت داخل تلك المنطقة الشاسعة‪ ،‬حيث تؤ ّمن لها‪:‬‬
‫(‪ )1‬تالل رأسية من التربة‪ ،‬أو الرمال ذات اتساق مناسب‪،‬‬
‫مكنها من حفر أعشاشها الطويلة من دون التعرض لخطر‬ ‫تُ ّ‬
‫االنهيار؛ (‪ )2‬الكثير من الحشرات الطائرة اللتهامها‪ ،‬فهي‬
‫تفضل الموائل المفتوحة حتى يتسنى لها رؤية فرائسها‬
‫ومتابعتها‪ ،‬ثم مطاردتها والتقاطها‪ .‬وتوجد هذه الموائل‬
‫في معظم األحيان حول الوديان الصخرية ذات أشجار الطلح‬
‫وروار أخضر عربي؛ نظامه‬
‫الغذائي يتألف عادة من‬ ‫المتناثرة‪ .‬لذلك‪ ،‬يُ َع ُّد هذا النوع من أكثر الطيور انتشاراً في‬
‫أي حشرة‬
‫النحل‪ ،‬إلى جانب ّ‬ ‫الوديان العربية‪ .‬كما توجد أيض ًا‪ ،‬في السهول الساحلية‬
‫ً‬
‫تقريبا‪.‬‬ ‫طائرة‬
‫والمتنزهات وسفوح الجبال والمناطق شبه الصحراوية‬

‫‪355‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪354‬‬
‫إمدادات ُمستدامة من الحشرات الطائرة‪ ،‬ولكنها صغيرة‬ ‫ويلتقطها في منقاره ُمبتلع ًا إيّاها بالكامل‪ .‬يُذكر أن دورة‬ ‫ألي حشرة أن تطير بسرعة تكفي للهروب من مطاردة هذا‬
‫ّ‬ ‫عن الغذاء على األرض‪ ،‬ليس من أجل الغذاء فحسب‪،‬‬ ‫تُ َع ُّد مراقبة وروار‬
‫بما يكفي حتى يتمكن الزوج من الدفاع عنها‪ .‬وفي إحدى‬ ‫البحث عن الغذاء بأكملها‪ ،‬بدءاً من اكتشاف الحشرة‬ ‫الطائر لها؛ ففي طرفة عين ينقض الطائر على فريسته‬ ‫وإنما من أجل الحبوب الصغيرة الموجودة على الرمال‪،‬‬ ‫أخضر عربي يبحث‬
‫الدراسات الموجزة أجريت في اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫وحتى ابتالعها‪ ،‬تستغرق ما بين ‪ 10‬إلى ‪ 20‬ثانية‪ ،‬وينفذها‬ ‫مسك ًا‬
‫أو يدور حولها بشكل بهلواني للسيطرة عليها‪ُ ،‬م ِ‬ ‫أو قواقع الحلزون‪ ،‬أو قطع من الكوارتز التي تساعدها في‬
‫عن غذائه تجربة‬
‫حازت األزواج المتكاثرة كامل طعام فراخها من مسافة‬ ‫الوروار بقدر من االتزان والزهو‪ ،‬إذ يبدو أحيان ًا كما لو أنه‬ ‫إيّاها في طرف منقاره النحيل بطقطقة مسموعة‪ ،‬وبكل‬ ‫ً (‪)474‬‬
‫هضم طعامها ميكانيكيا‪.‬‬
‫ما يُشير إلى أن مساحة‬ ‫‪ 100‬م من موقع العش‪،‬‬
‫(‪)481‬‬
‫ينتظر جولة من التصفيق‪.‬‬ ‫رشاقة يعود مرة أخرى إلى مجثمه لالستمتاع بالغنيمة‪.‬‬ ‫من المتعارف عليه أن نشاط الحشرات يتأثر بشدة بدرجة‬ ‫ال تُنسى‪ ،‬إذ ال يمكن‬
‫منطقة السيادة تصل إلى ما يقرب من ‪ 3‬هكتارات‪ ،‬على‬ ‫ال يخلو مريء الوروار ومعدته من عدد من إبر النحل‪ ،‬ما‬ ‫جدير بالذكر أن كل فرد من هذه الطيور يُ ِّ‬
‫نفذ المئات‬ ‫حرارة الهواء‪ ،‬وبالتالي يجثم الوروار األخضر العربي في‬ ‫ألي حشرة الطيران‬
‫ّ‬
‫األقل‪ ،‬خالل موسم التكاثر‪.‬‬ ‫يشير إلى أن عملية «فرك النحل» ليست فاعلة دائم ًا‪ .‬ومن‬ ‫من المطاردات يومي ًا‪ ،‬إال أنه من بين كل ثالث محاوالت‬ ‫العراء معظم ساعات النهار‪ ،‬حتى خالل فصل الصيف‪،‬‬ ‫بسرعة تكفي‬
‫هم الشريكان في جميع مراحل التعشيش‪ ،‬بما‬
‫ويُس ِ‬ ‫المثير لالهتمام أن لسعة نحلة واحدة تحوي ما يكفي من‬ ‫محاولة واحدة فقط ينجح الطائر خاللها بالحصول على‬ ‫تحم ً‬
‫ال درجات الحرارة العالية التي قد تكون ضارة‪ ،‬أو حتى‬ ‫ُم ّ‬
‫للهروب من مطاردة‬
‫في ذلك بناء العش وحضن البيوض ورعاية الفراخ‬ ‫السم لقتل معظم الطيور الصغيرة (والثدييات) بحجم‬
‫ُّ‬ ‫غنيمته‪.‬‬ ‫قاتلة لغيره من الحيوانات‪ .‬وغالب ًا ما تتم مشاهدته في‬
‫والدفاع عنهم‪ .‬وتحفر األزواج العش في ضفة تلة من‬ ‫طائر وروار أخضر عربي بالغ‪ ،‬وهو ما يستوجب امتالك‬ ‫وال يمكننا أن نغفل أحد الجوانب األكثر استثنائية لدى‬ ‫ّ‬
‫يقل الماء‪ ،‬وتتجاوز درجات حرارة‬ ‫المناطق الصخرية‪ ،‬حيث‬ ‫هذا الطائر لها‪.‬‬
‫الرمال‪ ،‬أو الطمي‪ ،‬أو تربة مضغوطة (بما في ذلك التالل‬ ‫للسم التي تُ ِّ‬
‫مكنه‬ ‫ُّ‬ ‫الوروار بعض المناعة الفسيولوجية‬ ‫طيور الوروار؛ والمتمثل في طريقة تعاملها مع الفرائس‬ ‫الهواء ‪ 45‬درجة مئوية‪ ،‬والتي تصل أحيان ًا حتى ‪ 50‬درجة‬
‫وعند التطرق إلى‬ ‫التي يبلغ ارتفاعها ‪ 20‬سم فقط)‪.‬‬
‫(‪)482‬‬
‫من تناول النحل وغيره من الفرائس الخطرة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫السامة في كثير من األحيان؛ فبعد عودته إلى مجثمه‬ ‫مئوية‪ )475(،‬عندها يعمد هذا الطائر إلى خفض درجة حرارة‬
‫تقنية الحفر‪ ،‬فإن الطائر يحفر نفق عبر خلخلة الرمال‪،‬‬ ‫(المرعبة إلى حد ما) التي يقتات عليها‬
‫ُ‬ ‫الزنابير السامة‬ ‫بنحلة ما حية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يلتقم الطائر الحشرة‬ ‫ّ‬
‫الظل‪ ،‬ويلهث بمنقار‬ ‫جسمه األساس من خالل البحث عن‬
‫(‪)477‬‬
‫أو الحصى المضغوطة بمنقاره‪ ،‬ويُتبِع ذلك برشقات‬ ‫بانتظام‪.‬‬ ‫بسرعة في منقاره بمناورة خفيفة‪ ،‬حيث يمسكها من‬ ‫مفتوح‪ ،‬ويجثم مع رفع الجسم لكشف أفخاذه الداخلية‬
‫قصيرة ومتتالية من الحفر باألقدام بينما يتكئ على جدار‬ ‫وسط جسدها خلف الصدر مباشرة‪ ،‬ثم يميل إلى أحد‬ ‫الخالية من الريش‪ .‬على النقيض من ذلك‪ ،‬ال يتحمل الوروار‬

‫سلوك التكاثر‬
‫نفق العش‪ .‬وبهذا النشاط الهائل األشبه بركوب دراجة‬ ‫الجانبين ويضرب رأسها بقوة في المجثم مرات عدة‪،‬‬ ‫درجات الحرارة التي تقل بكثير عن ‪ 21‬درجة مئوية ّ‬
‫ألي فترة‬
‫هوائية‪ ،‬يستطيع الطائر أن يرمي الرمال حتى مسافة ‪50‬‬ ‫مُوجّ ه ًا ضربة قاتلة إليها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال لسعة النحلة‬ ‫مستمرة‪ ،‬خاصة في النهار‪ .‬وفي حال عدم توافر المياه‪ ،‬فإنه‬
‫(‪)476‬‬
‫سم خلفه‪ ،‬ما يؤدي في بعض األحيان إلى تراكم كومة‬ ‫لم تتم دراسة سلوك التكاثر لدى الوروار األخضر العربي‬ ‫الميتة سامة‪ ،‬لذلك يعيد الوروار ضبط قبضة منقاره‪،‬‬ ‫يحصل على احتياجاته منها عبر تناول الحشرات‪.‬‬
‫من الرمال الناعمة على التلة أسفل مدخل العش‪ .‬وعلى‬ ‫بالتفصيل‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬إال أنه يمكن استخالص‬ ‫ممسك ًا النحلة من البطن هذه المرة‪ ،‬ثم يميل إلى‬ ‫وتُ َع ُّد مراقبة الوروار األخضر العربي‪ ،‬وهو يبحث عن غذائه‬
‫مدى أسبوعين إلى ثالثة أسابيع‪ ،‬يزيل الزوجان بوتيرة ثابتة‬ ‫بناء على الطيور األخرى ذات‬
‫ً‬ ‫قدر كبير من المعلومات‬ ‫الجانب اآلخر ويفرك ذيل النحل سريع ًا على المجثم ليزيل‬ ‫تجربة ال تُنسى‪ ،‬إذ يستطيع هذا الطائر البديع اكتشاف‬
‫قدر بنحو‬ ‫نحو ‪ 12 - 7‬كجم من الرمل‪ ،‬أو التراب ّ‬
‫(أي ما يُ ّ‬ ‫الخصائص المماثلة التي خضعت لدراسات مستفيضة‪.‬‬ ‫اإلبرة‪ .‬كما يُبقي الوروار عينيه مغلقتين لحماية نفسه‬ ‫الفريسة من مسافة ‪ 70‬إلى ‪ 100‬م عن طريق مسح‬
‫‪ 600‬ضعف وزن الطائر) إلنشاء نفق عش يبلغ قطره ‪65‬‬ ‫المرَجَّ ح أن يكون ريش الذيل‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬من ُ‬ ‫أي سم قد يتدفق من ذيل النحلة‪ .‬ويضرب الطائر‬
‫من ّ‬ ‫المنطقة باستمرار من إحدى مجاثمه المرتفعة المفضلة‬
‫مم وطوله ‪ 1.8‬م تقريب ًا‪ ،‬وفي نهايته‪ ،‬يحفر الزوجان غرفة‬ ‫المركزي الطويل لطائر وروار أخضر عربي بمثابة زينة‬ ‫رأس الحشرة في المجثم مرات عدة لغرض التأكد من‬ ‫لديه‪ .‬وما أن يرى هدف ًا محتم ً‬
‫ال‪ ،‬حتى ينطلق كالسهم إثر‬
‫بيضاوية الشكل بطول يراوح بين ‪ 15‬و‪ 30‬سم‪ ،‬ويتركانها‬ ‫جنسية تُستخدم في اختيار الشريك‪ .‬وذلك ألن تلك‬ ‫موتها‪ ،‬ثم يدفع النحلة في الهواء ُممي ً‬
‫ال رأسه إلى الخلف‪،‬‬ ‫فريسته ُمستعين ًا برشقات سريعة من جناحيه‪ ،‬وال يمكن‬
‫من دون تبطين‪ .‬يُذكر أن حفر نفق العش مهمة شاقة‬ ‫األشرطة الذيلية تُ َ‬
‫ش ِّكل عائق ًا ديناميكي ًا هوائي ًا‪ ،‬حيث‬
‫قد تتسبب في تلف نحو ‪ 2‬مم من منقار الوروار‪ )483(.‬ومع‬ ‫تعمل األشرطة الممتدة من مركز الذيل على إنتاج قوة‬
‫وروار أخضر عربي؛ ُي َع ُّد من أجمل الطيور في‬
‫ذلك‪ ،‬فإن الجهد المبذول يؤتي أكله على أفضل وجه‪،‬‬ ‫سحب‪ ،‬وكلما زاد طولها زادت قوة السحب الناتجة‪.‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ .‬ومن المحتمل أن‬
‫تنعكس حالته الصحية في زخارف ريشه‪.‬‬
‫لما يوفره التعشيش تحت األرض من مناخ مستقر مثالي‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن الطيور ذات الجودة العالية هي فقط‬
‫يُ َع ُّد ريش الذيل‬ ‫لتربية الفراخ‪ ،‬رغم التباين في درجة حرارة الهواء فوق‬ ‫القادرة على التغلب على العائق الهوائي الديناميكي‬
‫(‪)484‬‬
‫المركزي الطويل‬ ‫ففي الوقت الذي تتجاوز فيه درجات‬ ‫سطح األرض؛‬ ‫المرتبط بوجود األشرطة الذيلية الطويلة‪ )478(.‬وعليه‪ ،‬فقد‬
‫حرارة األرض تحت أشعة شمس المملكة المباشرة ‪70‬‬ ‫أدى االنتقاء الجنسي في عديد من أنواع الوروار إلى بقاء‬
‫بمثابة زينة‬
‫درجة مئوية‪ ،‬فإن درجة الحرارة داخل العش تصل إلى ‪25‬‬ ‫األشرطة الذيلية لدى الذكور أطول من اإلناث‪ )479(،‬على‬
‫تُستخدم في‬ ‫مئوية تقريب ًا‪.‬‬ ‫كم هذه األشرطة لدى طائر وروار‬
‫الرغم من عدم إخضاع ِّ‬
‫اختيار الشريك‪،‬‬ ‫كما أن اختيار موقع العش بالنسبة لطائر الوروار يُ َع ُّد‬ ‫أخضر عربي للتقدير والتمحيص‪.‬‬
‫شكل‬ ‫أمراً غاية في األهمية‪ ،‬إذ إن انهيار النفق من شأنه أن يُ ِّ‬ ‫مثل الريش القزحي األزرق واألسود المحيط‬ ‫وقد يُ ِّ‬
‫في حين يمثل‬
‫أي طائر تحت األنقاض‪ .‬لذلك‪ ،‬يختار‬
‫كارثة في حال حُ بس ّ‬ ‫بالوجه عالمة مهمة أيض ًا على جودة الطائر‪ ،‬ويُستخدم‬
‫الريش القزحي‬
‫رمال ذات خصائص فيزيائية محددة‪ ،‬من بينها‬
‫ٍ‬ ‫الوروار تالل‬ ‫غالب ًا في اختيار الشريك لدى هذا النوع‪ ،‬علم ًا أن المسارات‬
‫األزرق واألسود أيض ًا‬ ‫حجم الجسيمات ومستوى الضغط‪ .‬وفي كل عام يقوم‬ ‫المساهمة في إنتاج هذا الريش األزرق‬
‫البيوكيميائية ُ‬
‫عالمة مهمة على‬ ‫بحفر جحور جديدة‪ ،‬وغالب ًا ما يهجر الجحر قبل اكتماله‪،‬‬ ‫واألسود الرائع تستلزم وجود هرمون التستوستيرون الذي‬
‫(‪)485‬‬
‫جودة الفرد‪.‬‬ ‫وهكذا‪،‬‬ ‫بسبب بعض العيوب الهيكلية على األرجح‪.‬‬ ‫يث ّبط بالفعل الجهاز المناعي‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن الطيور ذات‬
‫قد تضم منطقة سيادة واحدة عديداً من أنفاق األعشاش‬ ‫التص ّبغات الزرقاء األكثر كثافة في ريشها تعلن بفاعلية‬
‫ً‬
‫وعادة ما يكون التعرف إلى‬ ‫غير الصالحة لالستخدام‪.‬‬ ‫أنه يجب أن يكون لديها جينات جيدة إذا تمكنت من‬
‫العش المأهول بسيط ًا جداً‪ ،‬حيث يُنشأ مساران صغيران‬ ‫التغلب على عبء وجود تستوستيرون إضافي يدور في‬
‫(‪)480‬‬
‫بطول نفق العش بفعل أقدام الزوجين أثناء دخولهما‬ ‫أجسامها‪.‬‬
‫العش وخروجهما منه‪ ،‬ويا له من منظر يخلب األلباب!‬ ‫وبمجرد تشكيل األزواج‪ ،‬فإنها تعمل على تحديد‬
‫يُذكر أن عش الوروار األخضر العربي الوحيد الذي تمت‬ ‫المرَجَّ ح أنها تُقيم‬
‫منطقة سيادة طويلة األجل‪ ،‬ومن ُ‬
‫دراسته (بالقرب من المخواة في محافظة عسير) كان‬ ‫فيها على مدار السنة في كثير من الحاالت‪ .‬وفي الظروف‬
‫وهي حضنة نموذجية لطيور الوروار‬ ‫يضم ‪ 4‬بيوض‪،‬‬
‫(‪)486‬‬
‫المثالية‪ ،‬تكون منطقة السيادة كبيرة بما يكفي لتوفير‬

‫‪357‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪356‬‬
‫بإنشائهما غرفة‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬تدرك طيور الوروار مخاطر افتراس العش‪،‬‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن للتعشيش تحت األرض‬

‫عش في نهاية‬ ‫لذلك تتوخى الحيطة الشديدة قبل الدخول إلى العش‪.‬‬ ‫مزايا عدة تطال سلوك التكاثر لدى طيور الوروار؛ أو ًال‪،‬‬
‫فالطيور البالغة المعششة أو ًال‪ ،‬تقضي أكثر من نصف‬ ‫إن تشييد غرفة عش في نهاية نفق ضيق طويل‪ ،‬يتيح‬
‫نفق ضيق طويل‪،‬‬
‫وقتها في حدود ‪ 10‬م من مدخل الجحر في البحث عن‬ ‫ساحة تنافسية تتصارع فيها الفراخ مع بعضها بعض ًا‬
‫يكون األبوان قد‬ ‫الحيوانات المفترسة‪ ،‬وفي حال اكتشفت أحدها‪ ،‬فإنها‬ ‫للوصول إلى مدخل نفق العش‪ ،‬حيث يحصل الفرخ الذي‬
‫عمدا إلى توفير‬ ‫ً‬
‫عادة ما تُضايقه عبر هجمات جوية متكررة في محاولة‬ ‫أي طعام‬‫يمكنه السيطرة على نفق العش أو ًال على ّ‬
‫ساحة تنافسية‬ ‫لطرده من منطقة سيادتها‪ .‬ثاني ًا‪ ،‬أظهرت سلسلة من‬ ‫يجلبه الوالدان إلى العش‪ .‬ومن المثير لالهتمام أن‬
‫التجارب على طيور وروار أخضر آسيوي (التي ترتبط ارتباط ًا‬ ‫التنافس بين الفراخ غير متكافئ‪ ،‬وذلك لقيام الوالدين‬
‫تتصارع فيها الفراخ‬
‫وثيق ًا بالوروار األخضر العربي أنها تتمتع بقدرة استثنائية‬ ‫بوضع تسلسل هرمي يميز بينها كل على حسب حجمه‬
‫مع بعضها بعض ًا‬ ‫على تصور موئلها الطبيعي من منظور المفترس؛‬ ‫داخل الحضنة‪ .‬ويمكن لألبوين تحقيق ذلك عبر وضع‬
‫للحصول على‬ ‫المرَجَّ ح أن يدخل طائر بالغ‬
‫فعلى سبيل المثال من غير ُ‬ ‫البيوض على فترات من يوم إلى يومين‪ ،‬مع بدء الحضانة‬

‫الطعام‪.‬‬ ‫عشه إذا أحس بأن ثمة مفترس ما ينظر إليه‪ ،‬فيما تقل‬ ‫عقب وضع البيضة األولى‪ ،‬ما يؤدي إلى فقس البيوض‬
‫احتمالية دخوله إلى العش إذا كان المفترس ينظر إلى‬ ‫أيض ًا على فترات من يوم إلى يومين (إذا بدأ األبوان‬
‫العش‪ ،‬ولكنه قد يدلف إلى العش إذا كان المفترس‬ ‫في الحضن بعد وضع البيضة األخيرة‪ ،‬فسوف يفقس‬
‫شاخص ًا ببصره نحو مكان آخر‪ ،‬ما يدل على أن طائر الوروار‬ ‫البيض كله بشكل متزامن)‪ .‬وهكذا‪ ،‬في الحضنة المكونة‬
‫أي مفترس محتمل‪.‬‬ ‫يدرك أهمية أين ينظر ّ‬ ‫من ‪ 5‬بيوض‪ ،‬يمكن أن يصل عمر أول فرخ يفقس إلى‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تزيد احتمالية دخول طائر الوروار عشه‬ ‫‪ 10‬أيام في الوقت الذي تفقس فيه البيضة الخامسة‪.‬‬
‫تعذر على المفترس رؤية العش (مث ً‬
‫ال‪ ،‬إذا كانت رؤية‬ ‫ّ‬ ‫إذا‬ ‫وبالتالي‪ ،‬تكون الفراخ األقدم واألكبر واألكثر نمواً أقوى‬
‫المفترس للعش محجوبة بواسطة شجيرة ما)‪ ،‬ما يدل‬ ‫ً‬
‫مقارنة بغيرها‬ ‫وأقدر بكثير على المنافسة في العش‪،‬‬
‫أي‬
‫على أن الوروار يدرك المشهد المحيط من منظور ّ‬ ‫داخل الحضنة نفسها‪ ،‬إذ تكون عمياء وبال ريش‪.‬‬
‫مفترس محتمل‪ .‬وأخيراً‪ ،‬يُح ِ‬
‫جم الوروار عن دخول عشه‬ ‫وقد أظهرت كاميرات األشعة تحت الحمراء الدقيقة‬
‫أي حيوان مفترس سبق له رؤية العش‪ ،‬حتى في‬ ‫بحضور ّ‬ ‫التي تم إدخالها إلى أعشاش وروار قوس قزح ‪M. ornatus‬‬
‫حال انتقل ذلك المفترس الحق ًا إلى موضع آخر تتعذر‬ ‫في أستراليا‪ ،‬أن الفراخ األشقاء تتصارع بعنف للوصول‬
‫فيه رؤية العش‪ ،‬األمر الذي يدل على أن طائر الوروار ال‬ ‫إلى مدخل العش‪ ،‬عن طريق الضرب بالمناقير‪ ،‬والجر من‬
‫يستطيع تقييم ما يمكن أن يراه المفترس في لحظة‬ ‫الذيل أو الجناح‪ .‬وغالب ًا ما تحتكر الفراخ الكبيرة نفق العش‪،‬‬
‫معينة فحسب‪ ،‬وإنما يتعدى ذلك إلى تقييم ما شاهده‬ ‫وبالتالي تحصل على حصة األسد من الطعام‪ ،‬ما يُجبِر‬
‫المفترس مسبق ًا وما يُحتمل أنه ما زال على معرفة به‪.‬‬
‫(‪)499‬‬
‫األبوان على العمل بجدية أكبر إلطعام الفراخ األصغر‬
‫باختصار‪ ،‬يدير طائر الوروار المعشش مخاطر االفتراس‬ ‫سن ًا‪ .‬لذلك‪ ،‬تموت عديد من الفراخ التي تفقس متأخرة‪،‬‬
‫العالية التي تحيط به من خالل تعديل سلوكه وفق ًا‬ ‫من الجوع إذا لم يكن الطعام كافي ًا‪ .‬ويمكن أن يحدث‬ ‫تضع طيور وروار أخضر عربي‬
‫بيوضها في نهاية نفق يصل طوله‬
‫لمدى إدراكه للحالة العقلية للمفترس وخبراته السابقة‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا كان العش موجوداً في‬ ‫ً‬
‫علما أن الزوجين البالغين‬ ‫إلى ‪1.8‬م‪،‬‬
‫وهي قدرة ثبتت فقط لدى عدد قليل من الحيوانات‬ ‫منطقة سيادة فقيرة‪ ،‬أو إذا حالت األحوال المناخية دون‬ ‫يتعاونان في بنائه‪.‬‬
‫يدرك طائر الوروار‬ ‫األخرى‪ ،‬منها بعض الرئيسات والدالفين والفيلة والكالب‪.‬‬ ‫(‪)497‬‬
‫طيران الحشرات لفترات طويلة‪.‬‬
‫المعشش مخاطر‬ ‫وال تخفى الميزة المهمة األخرى للتعشيش تحت‬ ‫يتجاوز وزن فرخ الوروار الذي تتم تغذيته جيداً ‪ %20‬من وزن‬ ‫(عادة ما يراوح حجم الحضنة لدى ‪ 16‬نوع ًا من أنواع الوروار‬
‫ً‬

‫حالته بالمملكة‬
‫االفتراس العالية‬ ‫األرض‪ ،‬المتمثلة في عامل األمان والحماية من الطيور‬ ‫الطائر البالغ قبل أن ينخفض بشكل ثابت ليصبح أعلى من‬ ‫األخضر األفريقي المستقرة ما بين ‪ 5 - 2‬بيوض بمتوسط‬
‫المفترسة (مثل الصقور والبوم)‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العش‬ ‫وزن الطير البالغ بمقدار ‪ 2 - 1‬غم (‪ )%10‬عند مغادرة العش‪.‬‬ ‫‪ 3.3‬بيوض تقريب ًا)‪ )487(.‬علم ًا أن البيضات األربع قد نجحت‬
‫التي تحيط به من‬
‫يُ َق َّدر تعداد هذه الطيور الرائعة مبدئي ًا بنحو ‪ 150,000‬زوج‬ ‫بشكل كبير أيض ًا لكائنات أخرى مفترسة‪ ،‬مثل‬
‫ٍ‬ ‫ُمعرّض‬ ‫(‪ )493‬وتعتمد الفراخ كلي ًا على األبوين في تأمين الطعام‬ ‫(‪)488‬‬
‫في الفقس ونجت كلها إلى حين مغادرة العش‪.‬‬
‫خالل فهم الحالة‬ ‫متكاثر سنوي ًا‪ .‬ويعشش ما يقرب من نصف التعداد‬ ‫الثعابين والسحالي والقوارض‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن الحيوانات‬ ‫مدة ‪ 3 - 2‬أيام بعد مغادرة العش‪ ،‬ثم تطور تدريجي ًا مهارات‬ ‫رغم أن بيوض الوروار األخضر العربي تكتسي باللون‬
‫العقلية للمفترس‬ ‫العالمي في المملكة العربية السعوية (انظر الجدول‬ ‫المفترسة األكبر‪ ،‬مثل الكالب ُ‬
‫وغرَيْر العسل والضباع وابن‬ ‫صيد كافية لتحقيق االستقالل الغذائي بعد ‪ 3 - 2‬أسابيع‪.‬‬ ‫األبيض اللؤلؤي‪ ،‬إال أنه ال حاجة لتغطيتها‪ ،‬أو إخفائها‬
‫وخبراته السابقة‪،‬‬ ‫‪ ،)1‬حيث يمكن أن يكون شائع ًا محلي ًا في نطاق مجموعة‬ ‫آوى والورل‪ ،‬وجميعها قادرة على سبر فتحة تفتيش بطول‬ ‫بعض الدراسات التي أجريت على طيور الوروار تشير إلى‬ ‫لكون التعشيش يتم في الظالم الدامس‪ .‬وباالستناد‬
‫واسعة من أنواع الموائل‪.‬‬ ‫كامل النفق من أجل التهام البيوض‪ ،‬أو الفراخ‪ ،‬أو حتى‬ ‫أن بعضها يعيش مدة ‪ 7‬سنوات على األقل في البرية‪.‬‬
‫(‪)494‬‬
‫إلى سلوك التعشيش لدى الوروار األخضر األفريقي‬
‫وهي قدرة ثبتت‬
‫وقــد أدرج االتــحــاد الــدولــي لحماية الطبيعة طائر وروار‬ ‫الطيور البالغة‪.‬‬ ‫ورغم أن عديداً من أنواع الوروار تضع حضنة بديلة إذا تم‬ ‫المرَجَّ ح أن تستغرق حضانة الوروار األخضر‬
‫المستقرة‪ ،‬من ُ‬
‫فقط لدى عدد‬ ‫أخضر عربي على أنه غير مهدد بسبب تعداده الذي يُ َع ُّد‬ ‫وفي حين يمكن للطيور التي تعشش فوق سطح‬ ‫كر من المحاولة (على سبيل‬
‫تدمير عشها األول في وقت ُم ْب ِ‬ ‫العربي لبيوضها فترة تراوح ‪ 21 - 18‬يوم ًا مع إسهام األنثى‬
‫قليل من الحيوانات‬ ‫ص ِّنف التعداد‬ ‫معقو ًال‪ ،‬وانتشاره على نطاق واســع‪ .‬كما ُ‬ ‫األرض أن تهرب عند اكتشاف حيوان مفترس‪ ،‬فإن الطيور‬ ‫المثال‪ ،‬بسبب االفتراس أو الفيضان)‪ ،‬إال أنه لم يث ُبت وجود‬ ‫وفي بعض أنواع طيور‬ ‫(‪)489‬‬
‫بشكل أكبر في الحضانة‪.‬‬
‫األخرى‪ ،‬بما فيها‬ ‫العالمي منه ضمن فئة «متزايد» نظراً ألن التوسع الزراعي‬ ‫التي تعشش في الجحر‪ ،‬مثل الوروار‪ ،‬ليست لديها فرصة‬ ‫(‪)495‬‬
‫أي نوع من أنواع التعشيش المزدوج لدى هذه الطيور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوروار‪ ،‬قد تظل اإلناث تحت األرض في حضانة العش‬
‫وأساليب الري الحديثة يخلقان مناطق جديدة من الموائل‬ ‫للفرار إذا كانت موجودة في العش عند مداهمة الحيوان‬ ‫وبالتالي‪ ،‬يتع ّين دعم التقرير الذي يفيد احتمالية وجود‬ ‫لفترات تدوم ‪ 90‬دقيقة‪ ،‬أو أكثر‪.‬‬
‫(‪)490‬‬
‫بعض الرئيسات‬
‫تجدر اإلشــارة إلى أن الــوروار األخضر العربي‬ ‫(‪)500‬‬
‫المناسبة‪.‬‬ ‫المفترس لها‪ ،‬وتُكتب نهايتها‪ .‬وهكذا‪ ،‬تخاطر طيور وروار‬ ‫حضنات مزدوجة لدى الوروار األخضر العربي الذي يأتي‬ ‫ومن المحتمل أيض ًا‪ ،‬أن تستمر فترة التعشيش نحو‬
‫والدالفين واألفيال‬ ‫يعيش بأعداد كبيرة في عديد من المناطق المحمية في‬ ‫أخضر عربي بحياتها في كل مرة تدخل فيها نفق العش‬ ‫كجزء من دراسة موجزة عن الطيور غير محددة المنطقة‬ ‫‪ 30‬يوم ًا‪ )491(،‬حيث يعمل األبوان على إحضار الطعام إلى‬
‫والكالب‪.‬‬ ‫غرب ووسط المملكة‪.‬‬ ‫(‪)498‬‬
‫طوال فترة التعشيش‪.‬‬ ‫في اإلمارات العربية المتحدة‪ )496(،‬بمزي ٍد من األدلة‪.‬‬ ‫العش‪ )492(.‬وفي األيام التي تسبق مغادرة العش‪ ،‬يمكن أن‬

‫‪359‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪358‬‬
‫ُق َّبرة عربية‬
‫يعرض طيور‬
‫التعشيش تحت األرض من شأنه أن ِّ‬
‫الوروار المتكاثرة لخطر االفتراس‪ .‬وللتغلب على‬

‫‪Eremalauda eremodites‬‬
‫ذلك‪ ،‬تتخذ هذه الطيور قرارات ذكية خاصة بموعد‬
‫دخول نفق العش‪.‬‬

‫يتميز طائر ُ‬
‫الق َّبرة العربية بقدرته الفائقة على التك ّيف‬
‫ظل األجواء الصحراوية القاسية للمملكة‬‫ّ‬ ‫مع الحياة في‬
‫العربية السعودية‪ ،‬إذ يوجد هذا الطائر الغامض كثير‬
‫الترحال الذي ي ّتسم بصغر حجمه ولونه الرملي‪ ،‬في‬
‫المناطق النائية بمختلف ربوع المملكة الصحراوية‬
‫الحصوية الرملية‪ ،‬وهو يُ َع ُّد من الطيور الغازية‪ ،‬ما يعني أنه‬
‫يمكنه الظهور بأعداد كبيرة محلي ًا بعد هطول األمطار‪ ،‬غير‬
‫أنه يختفي تمام ًا بعد فترة وجيزة‪ .‬كما أنه شديد الحذر‪ ،‬إذ لم‬
‫يتسن سوى للقليل من األشخاص رؤيته والتقاط الصور له‪.‬‬
‫ثمة اعتقاد كان سائداً حتى وقت قريب‪ ،‬أن ُ‬
‫الق َّبرة‬
‫العربية تندرج تحت نوع ُق َّبرة دن التي يكثر وجودها بدءاً‬
‫ُق َّبرة عربية‪ :‬طائر شبه متوطن‬ ‫المتعرجة الخالية من مصادر اإلزعاج‪ ،‬فهي تفضل السهول‬ ‫من الطرف الجنوبي للصحراء مروراً بمنطقة الساحل‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫المكشوفة والنائية‪ ،‬المكونة من الحصى أو التربة الرملية‬ ‫حتى وسط السودان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الطيور الموجودة‬
‫مع مجموعة متنوعة من الشجيرات والحشائش والنباتات‬ ‫ضمن تعداد النوع العربي أكبر بكثير في الحجم من‬
‫الحولية‪ .‬وغالب ًا ما توجد بالقرب من الوديان ذات الغطاء‬ ‫الطيور الموجودة ضمن تعداد النوع األفريقي‪ .‬كما أن‬
‫النباتي المتناثر والجاف‪ .‬ويتجنب هذا الطائر مرتفعات‬ ‫شكل الوجه لديها أقوى وأكثر قتامة‪ ،‬وفي تاجها خطوط‬
‫المملكة والمنحدرات الصخرية والمناطق ذات األشجار‬ ‫أغمق‪ ،‬ولونها األساس أكثر حمرة مع صبغة رمادية في‬
‫الكثيفة وبحار الرمال (الكثبان الرملية) القاحلة‪ .‬كما‬ ‫ريش الجزء العلوي من الجسم‪ .‬وهكذا‪ ،‬انقسم تعداد‬
‫(‪)504‬‬ ‫(‪)501‬‬
‫يتجنب المستوطنات البشرية والحقول المزروعة‪.‬‬ ‫النوعين األفريقي والعربي إلى نوعين منفصلين‪.‬‬
‫إن هذا النوع من الطيور يعمد إلى الترحال في غير‬ ‫الق َّبرة العربية تنتمي إلى عائلة ُ‬
‫الق َّبريات‬ ‫يُذكر أن ُ‬
‫موسم التكاثر‪ ،‬حيث يجوب الصحارى بحث ًا عن موئل‬ ‫الق َّبرات) التي تضم ‪ 92‬نوع ًا ضمن ‪21‬‬
‫‪( Alaudidae‬أو ُ‬
‫ً‬
‫استجابة لظروف الطقس‬ ‫ً‬
‫(عادة ما يكون ذلك‬ ‫مناسب‬ ‫جنس ًا‪ .‬وقد خضع تصنيف عائلة ُ‬
‫الق َّبرات لتعديالت جوهرية‬
‫أسراب صغيرة تصل إلى ‪ 20‬طائراً‪ .‬وربما‬ ‫ٍ‬ ‫محلي ًا)‪ ،‬غالب ًا في‬ ‫وأصبحت‬ ‫(‪)502‬‬
‫عديدة نتيجة للتحليالت الجينية الحديثة‪،‬‬
‫تكون في أحيان أخرى أسراب ًا مع ُق َّبرات أخرى‪ ،‬ال س ّيما حمرة‬ ‫ّ‬ ‫الق َّبرة العربية و ُق َّبرة دن العضوين الوحيدين من جنس‬
‫ُ‬
‫صبغاء و ُق َّبرة صبيعاء عربية‪ .‬كما أنها تهجر المناطق‬ ‫‪.Eremalauda‬‬
‫التي تعرضت للجفاف الشديد لفترات طويلة إلى مناطق‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن فصل تعداد النوعين العربي‬
‫الوفرة واألمطار‪ ،‬األمر الذي قد يتسبب إلى انقطاعات‬ ‫واألفريقي إلى نوعين مستقلين يعني أن ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬
‫(‪)505‬‬
‫دورية لها في مناطق خارج نطاقها الطبيعي‪.‬‬ ‫شبه متوطنة في منطقة شبه الجزيرة العربية‪ ،‬علم ًا أن‬
‫معظم تعداد ُ‬
‫الق َّبرة العربية يوجد في المملكة العربية‬
‫ُق َّبرة عربية؛ يوجد هذا الطائر الغامض‬ ‫السعودية‪ ،‬في حين يوجد تعداد أقل باليمن وجنوب‬
‫في السهول النائية‪ ،‬وسط وشمال‬
‫غرب سلطنة ُعمان‪ .‬وعند األخذ باالعتبار أن هذا النوع من‬
‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫تجمعات متفرقة‬
‫ّ‬ ‫الطيور يحب الترحال‪ ،‬فقد تم اإلبالغ عن‬
‫وغير منتظمة له في اإلمارات العربية المتحدة والكويت‬
‫وقطر واألردن وسوريا ولبنان وشمال شرق سيناء‪ )503(،‬غير‬
‫أن الغالبية العظمى من هذا النوع تتكاثر داخل شبه‬
‫الجزيرة العربية‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬أُدرِج هذا الطائر في المملكة‬
‫العربية السعودية ليكون نوع ًا شبه متوطن‪.‬‬

‫الموئل‬
‫يشيع وجود ُ‬
‫الق َّبرة العربية على نطاق واسع في معظم‬
‫أنحاء وسط وشمال المملكة العربية السعودية‪ ،‬خاصة‬
‫بين دائرتي عرض ‪ ˚28 - 22‬شما ًال (بين حائل ومكة تقريب ًا)‪.‬‬
‫ويكثر وجودها عند مستويات تراوح بين سطح البحر حتى‬
‫سواء في األراضي المنبسطة أو تلك‬
‫ً‬ ‫ارتفاع ‪ 1,200‬م‪،‬‬

‫‪361‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪360‬‬
‫رغم البحث عن‬ ‫الحرارة‪ ،‬ولتحقيق ذلك يجب أن تمتلك الذكور ريش ًا بلون‬ ‫في مصفوفة من الدهون والزيوت (ليبيدات)‪ .‬وفي ُ‬
‫الق َّبرة‬ ‫فوق األراضي الصحراوية فحسب‪ ،‬وإنما يَحُ ُّد أيض ًا من مقدار‬ ‫ً‬
‫أحيانا‪ ،‬إلى تناول‬ ‫ُق َّبرة عربية؛ تعمد هذه الطيور‬
‫النباتات الخضراء لتُ كمل به نظامها الغذائي‬
‫الغذاء في الحر‬ ‫فاتح وباهت‪ ،‬بيد أنه في الوقت ذاته عليها أن تُبرز نفسها‬ ‫العربية (وأنواع من الحيوانات الصحراوية أخرى)‪ ،‬تحتوي‬ ‫الحرارة الممتصة من الشمس‪ .‬كما أن األجزاء السفلية من‬
‫بشكل رئيس‪ .‬وربما‬‫ٍ‬ ‫القائم على الالفقاريات‬
‫بطريقة ما الجتذاب اإلناث‪ .‬وبالفعل تمكنت الذكور من‬ ‫مصفوفة الدهون في طبقة الجلد الخارجية تلك على‬ ‫الجسد لونها أبيض‪ ،‬ما يَحُ ُّد ً‬
‫مرة أخرى من امتصاص الحرارة‬ ‫يحصل هذا الطائر على كل الماء الالزم له من‬
‫والجفاف الشديدين‪،‬‬ ‫هذه البراعم الخضراء الثمينة‪.‬‬
‫التغلب على هذا الوضع عبر الغناء‪ .‬لكن ثمة مشكلة‬ ‫مزيج فريد من الكوليسترول واألحماض الدهنية ومواد‬ ‫المنبعثة من الرمال عندما تبحث عن الغذاء فوقها‪.‬‬
‫تفقد ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬ ‫أخرى تعترضها‪ ،‬إذ إن موائلها الصحراوية الواسعة تفتقر‬ ‫أخرى تتحد مع ًا لمنع الماء من التسرب عبر سطح الجلد‪.‬‬ ‫ً‬
‫استثنائية في ابتكار‬ ‫ً‬
‫قدرة‬ ‫ثاني ًا‪ ،‬تمتلك ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬
‫من خالل جلدها ما‬ ‫لبث أغانيها‪ .‬ولهذا‪ ،‬اتبعت طيور ُ‬
‫الق َّبرة‬ ‫ّ‬ ‫إلى األشجار‬ ‫نتيجة لذلك‪ ،‬في تحليل ضم ‪ 20‬نوع ًا من أنواع طيور‬
‫ً‬ ‫ل لتج ّنب أشعة الشمس؛ فعندما يكون الطقس‬ ‫س ُب ٍ‬‫ُ‬
‫يقارب نصف مقدار‬ ‫العربية حدسها (وعديد من أنواع ُ‬
‫الق َّبرات األخرى) وعمدت‬ ‫ُ‬
‫الق َّبرة في شتى أنحاء نصف الكرة األرضية الشمالي‪،‬‬ ‫حاراً‪ ،‬تقوم بجميع نشاطات البحث عن الغذاء تقريب ًا خالل‬
‫إلى ّ‬
‫بث تغريداتها الرائعة أثناء الطيران؛ فيطير الذكر على‬ ‫معدل من‬
‫ّ‬ ‫تب ّين أن ُ‬
‫الق َّبرة العربية تمتلك ثاني أدنى‬ ‫وقت متأخر بعد الظهر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫كرة وفي‬
‫الم ْب ِ‬
‫ساعات الصباح ُ‬
‫الماء الذي تفقده‬
‫ارتفاع ‪ 30‬م‪ ،‬وفي بعض األحيان ‪ 50‬م أو أكثر‪ ،‬فوق مستوى‬ ‫فقدان الماء عبر الجلد‪ ،‬بل إن أقل خمسة أنواع في‬ ‫وتقضي بقية يومها تحت ظالل األشجار والشجيرات‪،‬‬
‫ُ‬
‫الق َّبرات األخرى‬ ‫سطح األرض‪ .‬وبينما هو يرفرف بجناحيه ببطء‪ ،‬متأرجح ًا‬ ‫معدالت فقدان الماء عبر الجلد كانت جميعها ُق َّبرات من‬
‫ّ‬ ‫بشكل‬ ‫الظل بعيداً‬
‫ّ‬ ‫جاثمة في مكان ما استراتيجي‪ ،‬في‬
‫ٍ‬
‫المماثلة في الحجم‪،‬‬ ‫من جانب إلى آخر‪ ،‬يُطلق أغنياته التي تُ ِّ‬
‫مثل احتفا ًال من‬ ‫السعودية ( ُق َّبرة عربية‪ ،‬و ُق َّبرة سوداء متوجة‪ ،‬و ُق َّبرة متوجة‪،‬‬ ‫قل مثيله‪ ،‬عن الحرارة الحارقة المنبعثة من األرض تحتها‪.‬‬ ‫ّ‬

‫والتي تعيش في‬ ‫الزقزقة السريعة والتغريد والصفير المتكرر‪ .‬ويرتفع الطائر‬ ‫و ُق َّبرة صحراوية‪ ،‬ومكاء)‪ .‬ورغم البحث عن الغذاء في الحرّ‬ ‫الظل تقديراً بالغ ًا‪ ،‬لدرجة‬
‫ّ‬ ‫في الواقع‪ ،‬تُ َق ِّدر ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬
‫يبدل بين رفرفة الجناحين‬
‫ثم يهبط في الهواء بينما ّ‬ ‫والجفاف الشديدين‪ ،‬تفقد ُ‬
‫الق َّبرة العربية خالل جلدها‬ ‫أنها قد تسمح لألشخاص باالقتراب منها في حدود ‪ 5 - 3‬م‬
‫بيئات معتدلة‪.‬‬
‫والتوقف المؤقت‪ ،‬قبل أن يعود إلى األرض في هبوط‬ ‫ما يقارب نصف مقدار الماء الذي تفقده ُ‬
‫الق َّبرات األخرى‬ ‫(‪)507‬‬
‫موقع آخر تستظل به‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫قبل أن تطير ُمكرهة للبحث عن‬
‫أشبه بهبوط مظ ّلي‪ ،‬مع الطيران بطريقة حلزونية بطيئة‬ ‫المماثلة في الحجم‪ ،‬والتي تعيش في بيئات معتدلة‪.‬‬ ‫الق َّبرة العربية طرق ًا أخرى أكثر‬
‫على نحو متصل‪ ،‬تتبع ُ‬
‫بجناحين مبسوطين‪ .‬ويستمر هذا الطيران المهيب الذي‬ ‫وما يبعث على االهتمام‪ ،‬إذا امتلكت الثدييات في جلدها‬ ‫ذكاء للمحافظة على برودة جسمها‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫ً‬
‫يصدح بأعذب األلحان لدقائق عدة‪ .‬بل إنه قد تم تسجيل‬ ‫مزيج الدهون نفسه الذي تمتلكه ُ‬
‫الق َّبرة العربية‪ ،‬لعانت‬ ‫المثال‪ ،‬تقضي الكثير من وقتها في ّ‬
‫ظل الجحور العميقة‬
‫طائر يُغ ِّرد بشكل متواصل أثناء الطيران لمدة ‪ 13‬دقيقة‪.‬‬ ‫تلك الحيوانات من حالة ضعف تُعرف باسم داء غوشيه‪.‬‬ ‫للسحالي شوكية الذيل التي ربما تكون أبرد بنحو ‪8‬‬ ‫سلوك البحث عن الغذاء‬ ‫تمتلك ُ‬
‫الق َّبرة‬
‫وما يمكن إضافته إلى هذا العرض‪ ،‬ما تقوم به بعض‬ ‫ومن غير المعلوم كيف تستطيع ُ‬
‫الق َّبرة العربية التغلب‬ ‫درجات مئوية عند المدخل وما يزيد على ‪ 20‬درجة مئوية‬ ‫ال يوجد سوى عدد ضئيل جداً من السجالت الخاصة بنظام‬ ‫العربية خصائص‬
‫يُ َع ُّد الغناء أثناء‬
‫طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية من محاكاة نداء طيور أخرى‪ ،‬بما‬ ‫على هذه المشكلة‪ ،‬وال يزال ذلك لغزاً يكتنفه الغموض‬ ‫في األعماق‪ ،‬ما يُق ِّلل من فقد الطائر للمياه بنسبة تتعدى‬ ‫طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية الغذائي‪ .‬وتشير التقارير ‪ -‬رغم قلتها ‪-‬‬
‫طيران ُ‬
‫الق َّبرة‬ ‫جسدية وسلوكية‬
‫في ذلك ُ‬
‫الق َّبرات األخرى‪ )513(.‬وعلى الرغم من أن مخزون‬ ‫(‪)510‬‬
‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫(‪)508‬‬
‫‪.%80‬‬ ‫إلى أن النظام الغذائي النموذجي ُ‬
‫للق َّبرة يتألف من بذور‬
‫العربية نشاط ًا‬ ‫التغريدات لدى ُ‬
‫الق َّبرة العربية لم يتم تحديد كميتها بعد‪،‬‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬يمكن ُ‬
‫للق َّبرة العربية االحتفاظ‬ ‫هرة على‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تتمتع ُ‬ ‫تُ ِّ‬
‫مكنها من مقاومة‬
‫الق َّبرة العربية بقدرة ُمب ِ‬ ‫صغيرة وال فقاريات تراوح أحجامها لتصل إلى الجراد‪ .‬لكن‬
‫يستنفد الكثير من‬ ‫الق َّبرة األفريقية (مثل ُق َّبرة حمراء الجناح‬
‫إال أن بعض أنواع ُ‬ ‫معدل‬
‫ّ‬ ‫وتحمل درجات الحرارة الشديدة بفضل‬
‫ّ‬ ‫بالماء‬ ‫تبريد نفسها‪ ،‬عبر االتكاء على أنواع معينة من النباتات‪،‬‬ ‫الطيور البالغة من أنواع ُ‬
‫الق َّبرات األخرى التي حظيت‬ ‫أشعة الشمس‬
‫‪M. hypermetra‬؛ و ُق َّبرة إيقاعات ‪ )M. cheniana‬ثبت أنها‬ ‫ً‬
‫مقارنة‬ ‫األيض المنخفض لديها الذي يقل بنحو ‪،%43‬‬ ‫مثل القرع الصحراوي الذي يصل بجذوره الطويلة إلى‬ ‫بقدر ٍ جي ٍد من الدراسات‪ ،‬تفضل تناول النباتات الخضراء‬ ‫الحارقة وحرارة‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫طاقتها‬
‫تحاكي ما يصل إلى ‪ 57‬نوع ًا من ‪ 20‬عائلة مختلفة من‬ ‫بمثيالتها من طيور ُ‬
‫الق َّبرة التي تعيش في البيئات‬ ‫مستوى المياه الجوفية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فهو أبرد بنحو ‪ 15‬درجة‬ ‫مكون ًا ثانوي ًا في نظامها الغذائي‪ ،‬إلى جانب‬
‫ّ‬ ‫بوصفها‬
‫كبير‪ .‬فالتغريد أثناء‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫صحارى المملكة‬
‫(‪)514‬‬
‫الطيور‪.‬‬ ‫المعدل المنخفض لعمليات‬
‫ّ‬ ‫المعتدلة‪ .‬ويضمن هذا‬ ‫مئوية على األقل وأكثر رطوبة بدرجة كبيرة من الهواء‬ ‫مجتمعة مصادر‬ ‫البصيالت والفاكهة التي قد تُش ِّكل‬
‫الطيران لمدة تصل‬ ‫إن رحلة طيران ُ‬
‫الق َّبرة العربية الغنائية أمر يثير اإلعجاب‪،‬‬ ‫األيض إتمام جميع العمليات الكيميائية في الجسم‬ ‫المحيط‪ .‬وتقطع طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية نوبات البحث عن‬ ‫مهمة للمياه لهذا النوع من الطيور‪ .‬وفي جميع أنواع‬ ‫الجرداء‪.‬‬
‫إلى ‪ 13‬دقيقة في‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬خاصة في‬ ‫ٍ‬ ‫ألن القيام به يستنفد طاقتها‬ ‫(مثل التنفس والهضم وغير ذلك) بشكل أبطأ من الطيور‬ ‫الغذاء لالستلقاء على هذه النباتات الخضراء الشبيهة‬ ‫الق َّبرات تقريب ًا‪ ،‬يقتصر غذاء الصغار على الالفقاريات‪ .‬كما‬
‫ُ‬
‫األجواء الحارة‪ .‬وبالنسبة لكثيرٍ من الطيور‪ ،‬يُ َع ُّد التغريد‬ ‫األخرى ذات الحجم نفسه‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى تقليص نسبة‬ ‫بالحصير لدقائق عدة في كل مرة‪ .‬وفي بعض األحيان‪،‬‬ ‫طعم فراخها من اليرقات‪ ،‬وهي‬ ‫شوهدت ُ‬
‫الق َّبرة العربية تُ ِ‬
‫صحراء المملكة‬
‫ثاني أكثر النشاطات استهالك ًا للطاقة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الغناء‬ ‫الماء المفقود عبر التنفس واإلخراج بنسبة ‪ %27‬تقريب ًا‪،‬‬ ‫تستلقي طيور عديدة على نبتة واحدة‪ ،‬فينتفع كل‬ ‫أسراب‬
‫ٍ‬ ‫تبحث عن الغذاء إما منفردة‪ ،‬أو في أزواج (ضمن‬
‫يتطلب قوة بدنية‬ ‫أثناء الطيران لمدة تصل إلى ‪ 13‬دقيقة خالل فصل الربيع‬ ‫وخفض درجة حرارة الجسم إلى أقل من المتوقع بمقدار‬ ‫طائر من بخار الماء الذي يخرج ببطء من خالل المسام‬ ‫صغيرة في معظم المواسم ما عدا موسم التكاثر) فوق‬
‫استثنائية‪.‬‬ ‫الحار في صحراء المملكة يتطلب قوة بدنية استثنائية‪.‬‬ ‫معدل األيض‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يُ َع ُّد‬ ‫(‪)511‬‬
‫‪ 1.1‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫المفتوحة الواسعة (الثغور) الموجودة على سطح ورق‬ ‫سطح األرض‪ ،‬فتنطلق األفراد من الطيور بسرعة‪ ،‬ثم ما‬
‫الق َّبرة العربية مرِن ًا ومتك ّيف ًا مع بيئتها؛ فبينما يرتفع‬
‫لدى ُ‬ ‫النبتة‪ ،‬ما يُق ِّلل من درجة حرارة جسم الطائر عن طريق‬ ‫تلبث وأن تتوقف لوهلة حتى تعاود االنطالق مجدداً بحث ًا‬
‫‪N‬ن لون بطن طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬ ‫متوسط درجة حرارة الهواء اليومية من ‪ 15‬إلى ‪ 35‬درجة‬ ‫التبريد بالتبخير حتى في وجود نسمات هواء متدنية‪.‬‬ ‫عن الغذاء‪ .‬كما أنها تحفر في الرمال بمنقارها لتنقب بين‬ ‫الق َّبرة‬‫تستخدم ُ‬
‫األبيض يقلل من امتصاصها لحرارة‬ ‫معدل األيض األساس ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫مئوية على مدار العام‪ ،‬يقل‬ ‫وعندما تصل درجة حرارة التربة إلى ‪ 70‬درجة مئوية‪ ،‬وترتفع‬ ‫(‪)506‬‬
‫أغطية النباتات عن الحشرات‪.‬‬
‫األرض الحارقة المنبعثة تحتها‪ ،‬في حين‬ ‫ط ُرق ًا‬
‫العربية ُ‬
‫ً‬
‫تمويها‬ ‫توفر األجزاء العلوية بلون الرمال‬
‫المنخفض بالفعل ‪ -‬لدى ُ‬
‫الق َّبرة العربية بنسبة إضافية‬ ‫درجة حرارة الهواء المحيط إلى أكثر من ‪ 54‬درجة مئوية‪،‬‬ ‫يُذكر أن البحث عن الغذاء على سطح األرض في‬
‫ً‬
‫رائعا لها‪.‬‬ ‫يحد من كمية المياه المفقودة خالل‬
‫ّ‬ ‫تصل إلى ‪ ،%12‬ما‬ ‫فإن درجة حرارة أوراق القرع الصحراوي ال تتجاوز ‪ 41‬درجة‬ ‫صحراء المملكة الجرداء من شأنه تعريض الطائر ألشعة‬ ‫حصيفة لالحتفاظ‬
‫فصل الصيف‪ .‬وما يبعث على الدهشة أيض ًا‪ ،‬أن حجم‬ ‫(‪)509‬‬
‫مئوية‪.‬‬ ‫الشمس وحرارتها بشكل مباشر‪ ،‬ولحرارة األرض العالية‬ ‫بالبرودة‪ ،‬وذلك عن‬
‫الجهاز الهضمي يتقلص (بنسبة تراوح بين ‪%30 - 25‬‬ ‫ال يخفى على أحد أن درجات الحرارة الشديدة في‬ ‫من تحته التي قد تتجاوز ‪ 80‬درجة مئوية‪ ،‬علم ًا أن درجات‬ ‫طريق قضاء الكثير‬
‫تقريب ًا)‪ ،‬حيث تتأقلم الطيور مع درجة الحرارة المتزايدة‬ ‫صحارى المملكة تُ َ‬
‫ش ِّكل خطراً داهم ًا للطيور الصغيرة‪،‬‬ ‫الحرارة المرتفعة تلك‪ ،‬ناهيك عن أشعة الشمس الحارقة‬
‫من الوقت في‬
‫بانتظام‪ ،‬ما يكبح جماح حاجتها إلى الطعام والماء أثناء‬ ‫ما يُع ِّرضها للجفاف‪ .‬وللمساعدة في الحد من هذا‬ ‫يمكن أن تكون قاتلة بالنسبة لطائر صغير‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫(‪)512‬‬
‫فترات الحر واإلجهاد‪.‬‬ ‫الخطر‪ ،‬تمتلك ُ‬
‫الق َّبرة العربية قدرات تك ّيف فسيولوجية‬ ‫تمتلك ُ‬
‫الق َّبرة العربية مجموعة من الخصائص الجسدية‬
‫ّ‬
‫ظل جحور الضب‬
‫تحفظ لها مخزونها من المياه داخل أجسامها الصغيرة‪.‬‬ ‫والسلوكية التي تُ ّ‬
‫خولها للبقاء على قيد الحياة في مثل‬ ‫العميقة (سحالي‬
‫سلوك التكاثر‬
‫ففي الطيور الصغيرة‪ ،‬يمر خالل الجلد نحو ‪ %50‬من‬ ‫هذه البيئة القاسية‪.‬‬ ‫شوكية الذيل)‪ ،‬أو‬
‫الماء المفقود (وهي عملية تُعرَف باسم فقدان الماء‬ ‫أو ًال‪ ،‬على عكس طيور ُ‬
‫الق َّبرة من البيئات المعتدلة‬
‫مستلقية على نبات‬
‫تواجه ذكور ُ‬
‫الق َّبرة العربية معضلة رئيسة‪ ،‬وهي تكمن‬ ‫عبر الجلد)‪ .‬ويتمثل الحاجز الرئيس لفقدان الماء عبر‬ ‫ً‬
‫عادة ما تكون بلون بني خالص‪ ،‬أو بني فاتح ضارب‬ ‫(التي‬
‫في الحاجة إلى تجنب التعرّض لالفتراس والحد من‬ ‫الجلد في الطبقة الخارجية من الجلد (وتُسمى الطبقة‬ ‫للصفرة)‪ ،‬تكون األجزاء العلوية من جسم ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬ ‫القرع الصحراوي‬
‫اإلجهاد الحراري في صحارى المملكة القاحلة شديدة‬ ‫القرنية) التي تتكون من خاليا ميتة ومسطحة مدمجة‬ ‫بلون الرمال‪ ،‬األمر الذي ال يمنح الطائر إمكانية التمويه‬ ‫البارد‪.‬‬

‫‪363‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪362‬‬
‫غالب ًا ما تقوم ُ‬
‫الق َّبرة‬ ‫األدلة على وجود حضنات مزدوجة عرضية‪ )527(،‬ويُفترض أنها‬ ‫أيض ًا‪ .‬وللتعويض عن نقص الغذاء الذي يتم إحضاره إلى‬ ‫تتفاقم مشكالت البقاء على قيد الحياة في‬
‫تُ َ‬
‫ش ِّكل استجابة لظروف البحث عن الغذاء الجيدة‪.‬‬ ‫معدالت‬
‫ّ‬ ‫العش‪ ،‬تمتلك فراخ ُ‬
‫الق َّبرة العربية (مثل أبويها)‬ ‫صحارى المملكة العربية السعودية الحارة‬
‫العربية المعششة‬ ‫خالل موسم التكاثر‪ ،‬حيث يجب على الطيور‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن التعشيش على األرض في الموائل‬ ‫بشكل خاص‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تحتاج هذه الفراخ‬
‫ٍ‬ ‫أيض منخفضة‬ ‫وقتا أطول في البحث عن‬ ‫ً‬ ‫البالغة قضاء‬
‫بتضليل الحيوان‬
‫المكشوفة يُ َع ُّد أمراً بالغ الخطورة في حد ذاته‪ ،‬إذ إن العش‬ ‫لكي تنجو وتنمو إلى سعرات حرارية أقل بنحو ‪%30‬‬ ‫الغذاء إلطعام فراخها الجائعة‪.‬‬
‫المفترس وإبعاده‬ ‫رضة للمفترسات األرضية (مثل‬ ‫والطيور البالغة تكون ُع َ‬ ‫ً‬
‫مقارنة بمثيالتها‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬وما ال يزيد على ‪ %50‬من المياه‪،‬‬
‫عن العش عبر‬ ‫الورل والثعابين والثدييات) وأخرى طائرة (تحديداً الغربان‬ ‫في الحجم من ُ‬
‫الق َّبرات التي تعيش في بيئات معتدلة‪.‬‬

‫طريق التظاهر أنها‬ ‫معدل افتراس األعشاش‬


‫ّ‬ ‫وطيور الصرد والجوارح)‪ .‬وللحد من‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬ونظراً ألن الطيور البالغة نفسها‬
‫المرتفع‪ ،‬غالب ًا ما تحاول ُ‬
‫الق َّبرة العربية التي تجلس على‬ ‫تخصص قدراً أقل من الطاقة لذريتها‪ ،‬فإن ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬
‫تعاني كسراً في‬
‫مفترس يقترب منها‪ ،‬عبر إلهائه وتحويل‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫العش خداع ّ‬ ‫ً‬
‫عادة ما تنتج فرخين‪ ،‬أو ثالثة في كل حضنة‪ ،‬في حين تنتج‬
‫أحد أجنحتها‪ ،‬حيث‬ ‫انتباهه بعيداً عن العش‪ ،‬حيث يجذب الطائر البالغ االنتباه‬ ‫الق َّبرات في البيئات المعتدلة ما يراوح بين ‪ 5 - 4‬فرا ٍخ‪.‬‬
‫(‪)524‬‬ ‫ُ‬
‫تسير ببطء بعيداً‬ ‫إلى نفسه بالتظاهر باإلصابة مع السير بثبات بعيداً عن‬ ‫الق َّبرة من ارتفاع مستويات‬ ‫ً‬
‫وعادة ما تعاني طيور ُ‬
‫العش متثاق ً‬
‫ال في مشيه‪ ،‬أو مع جرّ أحد جناحيه ورفرفته كما‬ ‫افتراس األعشاش‪ .‬وكاستجابة للتك ّيف على هذا األمر‪،‬‬
‫عن عشها‪ ،‬وهي‬
‫لو كان مكسوراً‪ .‬وقد يستمر الطائر في ممارسة حيلته تلك‬ ‫تهجر صغار معظم أنواع ُ‬
‫الق َّبرات الموجودة في المناطق‬
‫تجر أحد جناحيها‪،‬‬
‫مسافة تصل إلى ‪ 30‬م‪ ،‬يجتذب خاللها المفترس تدريجي ًا‬ ‫األكثر اعتدا ًال العش بمجرد أن يبلغ عمرها سبعة أو ثمانية‬
‫وهكذا تجذب‬ ‫بعيداً عن العش قبل أن يلوذ بالفرار‪ .‬وفي أنواع ُ‬
‫الق َّبرات‬ ‫(‪)528‬‬
‫معدل نمو ممكن‬
‫ّ‬ ‫بشكل رئيس يُ َع ُّد أسرع‬
‫ٍ‬ ‫أيام فقط‪ ،‬وهو‬
‫المفترس إليها‬ ‫األخرى‪ ،‬تب ّين أن عروض اإللهاء تلك أصبحت أكثر شيوع ًا‬ ‫فسيولوجي ًا‪ .‬لكن نقص الطعام الذي يتم إحضاره إلى‬
‫إلنقاذ صغارها‪.‬‬ ‫وتأكيداً مع نمو البيوض أو الفراخ‪ ،‬حيث يكون األبوان قد‬ ‫العش في البيئات الصحراوية يعني أن فراخ ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬
‫(‪)529‬‬
‫وعلى الرغم من‬ ‫استثمرا الكثير بالفعل في العش‪.‬‬ ‫غير قادرة على النمو بالسرعة نفسها‪ .‬ومع أنه لم يتم‬
‫ً‬
‫عادة ما تقضي نحبها بشكل‬ ‫تلك الحيل‪ ،‬إال أن ُ‬
‫الق َّبرات‬ ‫تحديد طور التعشيش لدى طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية‪ ،‬فإن فراخ‬
‫أكبر‪ ،‬ال س ّيما في البيئات القاحلة حيث تُ َ‬
‫فقد األعشاش‬ ‫ُق َّبرة دن وثيقة الصلة تترك العش عند عمر ‪ٍ 10‬‬
‫أيام تقريب ًا‪.‬‬
‫المعدالت‬
‫ّ‬ ‫بنسبة تراوح بين ‪ .%90 - 80‬وللتغلب على‬ ‫رضة لمفترسات‬ ‫الق َّبرات الصحراوية ُع َ‬
‫وبالتالي‪ ،‬تبقى فراخ ُ‬ ‫وعلى عكس بعض أنواع ُ‬
‫الق َّبرات الصحراوية األخرى‪،‬‬ ‫وال عجب في أن طيور ُ‬
‫الق َّبرة تفضل الطيران بأدنى سرعة‬ ‫تعلم الصقور أن‬
‫االستثنائية في نفوق األعشاش‪ ،‬تمتلك معظم ُ‬
‫الق َّبرات‬ ‫ً‬
‫مقارنة‬ ‫األعشاش المتجولة لمدة أطول بنسبة ‪،%20‬‬ ‫الق َّبرة العربية بالط ًا‪ ،‬أو ِمتراس ًا من الحصى حول‬
‫ال تبني ُ‬ ‫ثم تستريح فوق األرض لبعض‬ ‫(‪)515‬‬
‫حفاظ ًا على طاقتها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الق َّبرة غير القادرة‬
‫القدرة على استبدال عشها والبدء في إعادة الوضع في‬ ‫(‪)525‬‬
‫بنظيراتها في البيئات المعتدلة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ُ ،‬وجد في بعض األعشاش بعض ًا‬ ‫(‪)517‬‬
‫العش‪.‬‬ ‫طولة‪.‬‬
‫الوقت بعد نوبة طيران غنائية ُم ّ‬
‫على إطالق‬
‫(‪)530‬‬
‫غضون ‪ٍ 6 - 4‬‬
‫أيام فقط من حادث االفتراس‪.‬‬ ‫ويُرَجَّ ح أن تلجأ الفراخ إلى االختباء في منطقة قريبة من‬ ‫من أنواع الحصى الصغيرة أسفل وعاء العش‪ ،‬ورغم أن‬ ‫تعج صحارى المملكة بعد األمطار التي تهطل‬
‫ّ‬ ‫وهكذا‪،‬‬
‫التغريدات جيداً‬
‫وفي إشارة إلى أن اإلناث تقوم بمعظم‪ ،‬أو كل‬ ‫العش لمدة إضافية تراوح بين ‪ٍ 6 - 3‬‬
‫أيام إلى أن تتمكن من‬ ‫الغرض من ذلك غير واضح‪ ،‬إال أن هذه الحصى تسخن‬ ‫في الربيع بأصوات ُ‬
‫الق َّبرات‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬تذهب إناث‬
‫مهام الحضانة في ُ‬
‫الق َّبرات‪ ،‬فإنها تكون ُمعرّضة بوجه‬ ‫الطيران‪ .‬إن فترة الرعاية بعد مغادرة العش طويلة نسبي ًا في‬ ‫ببطء أكثر من التربة المحيطة‪ .‬وهي بذلك قد تساعد‬ ‫بناء على طول مدة‬ ‫ُ‬
‫الق َّبرات العربية إلى تقييم جودة الذكر ً‬ ‫خالل الطيران‪ ،‬طائر‬
‫خاص الفتراس العش‪ .‬في واقع األمر‪ ،‬إن افتراس اإلناث‬ ‫ُ‬
‫الق َّبرات‪ ،‬حيث تستغرق الصغار نحو شهر لتحقيق االستقالل‬ ‫في ضبط درجة الحرارة في العش خالل أشد أوقات النهار‬ ‫طيرانه وهو يُغرّد‪ ،‬وربما مدى تعقيد محاكاته‪ .‬ببساطة‪،‬‬ ‫ضعيف‪ .‬وبالتالي‬
‫الق َّبرة المتوجة (التي خضعت‬ ‫ّ‬
‫المعششة من طيور ُ‬ ‫والبدء في البحث عن الغذاء‪ .‬ومن المحتمل أيض ًا‪ ،‬أن‬
‫(‪)526‬‬
‫حراً‪ )518(.‬وبما أن دور األبوين في بناء العش غير معروف‪،‬‬ ‫ال تستطيع الذكور الضعيفة الغناء بحيوية أثناء الطيران‬
‫يُ َع ُّد هدف ًا جيداً‬
‫معدالت‬
‫ّ‬ ‫للبحث والدراسة في صحراء تركمانستان) بلغ‬ ‫حضنة معظم طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية تتم فردية‪ ،‬رغم بعض‬ ‫فإن تشييد العش في معظم (وليس كل) أنواع ُ‬
‫الق َّبرات‬ ‫لفترات طويلة‪ .‬كما أن اإلناث ليست من تُق ّيم جودة‬
‫ٍ‬
‫(‪)519‬‬
‫األخرى‪ ،‬يقع على عاتق اإلناث فقط بوج ٍه عام‪.‬‬ ‫الذكر فقط‪ ،‬بل يمكن للحيوانات المفترسة أيض ًا الحكم‬ ‫يسهل مطاردته‪.‬‬
‫ُق َّبرة عربية؛ يبدو هذا الطائر في حال ُيرثى لها‬ ‫وتتكون الحضنة من بيضتين إلى ‪ 5‬بيوض (عادة ‪ 3‬أو ‪4‬‬ ‫بناء على طول مدة أغنيته‪ .‬ومن المثير‬ ‫ً‬ ‫على جودته‬
‫عطش‪ ،‬يبحث عن الطعام في السهول‬ ‫كما أنه ِ‬ ‫بيوض)‪ .‬ومثلما هو متوقع بالنسبة للطيور التي تعشش‬ ‫الق َّبرات تُغ ِّرد أثناء تعرضها ُ‬
‫للمالحقة‬ ‫لالهتمام أن بعض ُ‬
‫الشمالية القاحلة‪.‬‬
‫بهم‬ ‫على األرض‪ ،‬فإن بيوض ُ‬
‫الق َّبرات منقوشة بشكل ُم َ‬ ‫من قِ َبل الصقور‪ ،‬ويُفترض أنها وسيلة الستعراض لياقتها‬
‫(‪)520‬‬ ‫(‪)516‬‬
‫حيث تضع‬ ‫للتمويه‪ ،‬وتحضنها األنثى في الغالب‪،‬‬ ‫بناء‬
‫ً‬ ‫أمام المفترس في محاولة لثنيه عن المطاردة‪.‬‬
‫بيضة واحدة في اليوم‪ ،‬مثل معظم ُ‬
‫الق َّبرات‪ .‬وتبدأ فترة‬ ‫ُ‬
‫المغ ِّردة التي أدرِجت‬
‫على ذلك‪ ،‬أثبتت الطيور األوروبية ُ‬
‫ال تتكاثر طيور‬
‫الحضانة فقط عند وضع البيضة األخيرة‪ ،‬أو قبل األخيرة‪.‬‬ ‫الق َّبرات الفردية‬ ‫للدراسات‪ ،‬أن الصقور أكثر مي ً‬
‫ال لمالحقة ُ‬
‫ُ‬
‫الق َّبرة العربية على‬ ‫وعندما يحين الوقت تفقس البيوض بشكل متتابع‪.‬‬ ‫التي ال تغني (أو تغني بشكل سيئ) أثناء تعرضها‬
‫اإلطالق أثناء فترة‬ ‫ورغم أن مدة الحضانة غير معروفة عند ُ‬
‫الق َّبرة العربية‪ ،‬إال‬ ‫للمالحقة‪ ،‬األمر الذي يعني أن الصقور تعلم أن ُ‬
‫الق َّبرة غير‬ ‫ُ‬
‫الجفاف الطويلة‪،‬‬ ‫أنها كما في معظم طيور ُق َّبرات الصحراء (مثل ُق َّبرة دن‬ ‫القادرة على الغناء جيداً‪ ،‬ضعيفة وغير الئقة من ناحية‬
‫وثيقة الصلة) تكتمل في غضون ‪ 16 - 13‬يوم ًا (في حين‬ ‫الطيران‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تُ َع ُّد هدف ًا جيداً يسهل مطاردته‪.‬‬
‫ما يؤثر سلب ًا على‬
‫تتطلب الطيور التي تعيش في بيئات معتدلة ما بين‬ ‫الحق ًا‪ ،‬وبمجرد تأسيس المناطق وتشكيل األزواج‪،‬‬
‫إمكانية النجاح‬ ‫‪ 13 - 11‬يوم ًا فقط)‪ )521(.‬وسرعان ما يكتسي الفراخ بريش‬ ‫ركز ُ‬
‫الق َّبرة العربية اهتمامها نحو التعشيش‪ .‬فتقوم‬ ‫تُ ِّ‬
‫في التكاثر مدى‬ ‫خفيف‪ ،‬رمادي فاتح أسفل األجزاء العلوية من أجسامها‪.‬‬ ‫بتحديد موقع العش فوق األرض‪ ،‬أسفل شجيرة منخفضة‪،‬‬
‫(‪ )522‬وكما هي الحال بالنسبة لجميع أنواع ُ‬
‫الق َّبرات‪،‬‬ ‫أو أجمة صغيرة من األعشاب‪ ،‬لتوفير الحماية من الحرارة‬
‫الحياة لطائر صغير‬
‫(‪)523‬‬
‫يعتني كل من األبوين بالفراخ والصغار‪.‬‬ ‫الحارقة‪ .‬وتحفر تجويف ًا صغيراً في األرض تبني فيه‬
‫قد ال يدرك سوى‬
‫وما إن يفقس البيض حتى تتفاقم مشكالت البحث‬ ‫عش ًا على شكل وعاء ُمتقن ًا من األعشاب والغصينات‬
‫القليل من األحداث‬ ‫عن الطعام في صحارى المملكة الشاسعة والحارة‪ ،‬ما‬ ‫الرفيعة الذي يتم تبطينه بنباتات وعشيبات أدق وأحيان ًا‬
‫في حياته القصيرة‪.‬‬ ‫يتوجب على األبوين البحث عن غذاء للصغار الجائعة‬ ‫القليل من الريش‪.‬‬

‫‪365‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪364‬‬
‫تُعد طيور ثرثارة‬ ‫الصغيرة (مثل السحالي‪ ،‬وحتى الثعابين التي يصل‬ ‫معظم أنحاء شمال أفريقيا وجنوب غرب آسيا‪ .‬ويوجد‬ ‫طفرة في تعداد هذا النوع‪ .‬والرقم المد ّون في طيات هذا‬ ‫كبيرة للغاية‪ ،‬لدرجة أنه في نهاية موسم التكاثر تفوق‬

‫عربي أحد أكثر‬ ‫طولها إلى ‪ 20‬سم)‪ ،‬وربما في بعض األحيان الثدييات‬ ‫نحو ‪ %98‬من طيور الثرثارة العربي في شبه الجزيرة‬ ‫تكهن‬
‫ّ‬ ‫الكتاب هو ‪( 17,000‬انظر الجدول ‪ ،)1‬ولكنه مجرد‬ ‫الذكور اإلناث عدداً بأكثر من ‪ 4‬ذكور لكل أنثى‪ .‬وربما‬
‫الصغيرة‪ .‬طيور فضولية بطبعها‪ ،‬وقد تأكل فتات الخبز‬ ‫العربية‪ ،‬بينما يمكن العثور على النسبة المتبقية‬ ‫ليس إال‪ ،‬علم ًا أن نحو ‪ %85‬من أعشاش هذا التعداد توجد‬ ‫تطور العروض‬
‫ّ‬ ‫أسهمت هذه النسب غير المتكافئة في‬
‫الطيور إثارة لالهتمام‬ ‫(‪)539‬‬
‫والفضالت األخرى في مواقع التنزه‪.‬‬ ‫نطاق ضيق نسبي ًا من شرق سيناء حتى غرب‬
‫ٍ‬ ‫‪ %2‬في‬ ‫(‪)533‬‬
‫في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫الجوية النموذجية الخاصة بذكور ُ‬
‫الق َّبرات؛ فمن أجل‬
‫في العالم‪ .‬فال تزال‬ ‫سواء‬
‫ً‬ ‫وتتغذى طيور ثرثارة عربي بين الشجيرات الكثيفة‬ ‫األردن‪ .‬ويُوجد نصف التعداد العالمي من هذا النوع في‬ ‫وقد أدرج االتحاد الدولي لحماية الطبيعة هذا النوع ضمن‬ ‫الظفر في المنافسة والنجاح بجذب انتباه األنثى‪ ،‬قد يعمد‬
‫الدراسات طويلة‬ ‫من األرض مباشرة‪ ،‬أو بين النباتات الكثيفة النامية تحت‬ ‫تجمعات‬
‫ّ‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬في حين توجد‬ ‫فئة األنواع غير المهددة على أساس حجم تعداده الذي‬ ‫الذكر إلى رحالت طيران غنائية تتسم بالحماسة‪.‬‬

‫المدى تكشف لنا‬ ‫األشجار‪ .‬وتقضي الكثير من وقتها في الحفر بمنقارها‬ ‫كل من سلطنة ُعمان واإلمارات العربية‬
‫أخرى كبيرة في ٍ‬ ‫يُحتمل أن يكون كبيراً وينتشر على نطاق واسع‪ .‬كما أن‬ ‫وفي صحارى المملكة‪ ،‬قد تمر شهور عدة – وربما سنوات‬
‫والنقر في األحجار والنبش بين أوراق األشجار المتساقطة‪،‬‬ ‫المتحدة واليمن‪.‬‬ ‫هذا النوع مدرج ضمن فئة األنواع المستقرة في ّ‬
‫ظل غياب‬ ‫– من دون قطرة ماء واحدة‪ ،‬وال يتوافر سوى القليل من‬
‫بعض ًا من أعقد‬
‫بحيث يبدو األمر وكأنه محاولة يائسة للبحث عن الطعام‪.‬‬ ‫كما تم التعرّف إلى ثالثة أنواع فرعية منه‪ ،‬نوعان‬ ‫أي انخفاض في حجم التعداد‬
‫أي دليل واضح على وجود ّ‬ ‫ّ‬ ‫الطعام خالل فترات الجفاف الطويلة تلك‪ ،‬أقل بكثير مما‬
‫وأروع سلوكياتها‬ ‫كما أنها تلتقط الفرائس من أوراق الشجيرات واألشجار‪،‬‬ ‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬حيث الجزء األكبر من‬ ‫ولكن الغياب المقلق للسجالت في السنوات‬ ‫ً (‪)534‬‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫هو متوقع لتلبية احتياجات الفراخ‪ .‬وال يمكن للطيور البالغة‬
‫االجتماعية التي‬ ‫وأحيان ًا تزيل اللحاء‪ ،‬أو تبحث بين الفروع‪ )540(،‬علم ًا أن‬ ‫ثرثارة عربي ‪ ،A. squamiceps squamiceps‬فيما يتألف‬ ‫األخيرة يشير إلى أن هذا التقييم بحاجة إلى المراجعة وإعادة‬ ‫التعويض عن ذلك بقضاء مزي ٍد من الوقت في البحث عن‬

‫لم يسبق تسجيل‬ ‫كل سرب بحث عن غذاء ينطوي على تدرج هرمي صارم‬ ‫التعداد الموجود في الجنوب الغربي من الحسون‬ ‫النظر‪ .‬فقد جرى قياس آثار نشاطات البشر المأساوية على‬ ‫ولما كان األمر ليس بهذه البساطة لما ينطوي‬ ‫الغذاء‪ّ .‬‬
‫للهيمنة يقوم على سنوات من التفاعالت االجتماعية‬ ‫اليمني ‪ .A.s. yemenensis‬أما النوع الفرعي الثالث‪،‬‬ ‫وفرة ُ‬
‫الق َّبرة الصحراوية في الكويت‪ ،‬حيث توافرت في‬ ‫عليه من خطر الموت من اإلنهاك الحراري‪ ،‬علم ًا أن ُ‬
‫الق َّبرة‬
‫أي طير‬
‫نظير لها في ّ‬
‫(انظر أدناه)‪ .‬وهنا تصبح األمور أكثر تشويق ًا‪...‬‬ ‫وهي الحسون المسقطي ‪ A.s. muscatensis‬ف ُيوجد في‬ ‫بمعدل ‪ 200 - 3‬مرة‬
‫ّ‬ ‫المناطق المحمية بشكل أكبر‪ ،‬وذلك‬ ‫العربية ال تتكاثر أثناء فترات الجفاف على اإلطالق‪ ،‬ما يؤثر‬
‫على اإلطالق‪.‬‬ ‫سلطنة ُعمان واإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬ ‫من توافرها في المناطق المحيطة غير المحمية‪ ،‬اعتماداً‬ ‫بالتالي سلب ًا على إمكانية النجاح في التكاثر مدى الحياة‬

‫سلوك التكاثر‬
‫على النوع‪ )535(.‬ومنذ أن بدأت ُ‬
‫الق َّبرة العربية بتجنب الحقول‬ ‫لطائر صغير قد ال يدرك سوى القليل من أحداث التكاثر في‬

‫الموئل‬
‫المزروعة‪ ،‬كان لتحويل الموائل الطبيعية التي تتجاوز‬ ‫حياته القصيرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما تكون األمطار وفيرة في‬
‫تعيش طيور ثرثارة عربي ضمن مجموعات مستقرة‬ ‫مساحتها ماليين الهكتارات إلى مشروعات زراعية‪ ،‬أثراً ضاراً‬ ‫المملكة‪ ،‬تأكل ُ‬
‫الق َّبرة العربية المزيد من الطعام‪ ،‬وسرعان‬
‫(عادة ‪ )13 - 6‬في مناطق قد‬
‫ً‬ ‫يمكن أن تصل إلى ‪ 23‬طائراً‬ ‫يوجد هذا الطائر على امتداد الثلث الغربي للمملكة‬ ‫على تعدادها‪ )536(.‬ولحسن الحظ‪ ،‬يوجد هذا النوع في عديد‬ ‫معدل األيض‬
‫ّ‬ ‫ما يزداد حجم جهازها الهضمي‪ ،‬ويرتفع‬
‫تصل مساحتها إلى كيلومتر مربع واحد‪ .‬وتتألف معظم‬ ‫العربية السعودية (من األردن إلى اليمن)‪ ،‬وفي المنطقة‬ ‫من المناطق المحمية بالمملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫لديها‪ ،‬وكذلك تحاول إنتاج أكبر عدد ممكن من الفراخ‪ ،‬إذ‬
‫المجموعات من زوجين متكاثرين فقط وذريتها من‬ ‫الوسطى‪ .‬ويُمكن العثور عليه في جميع االرتفاعات‪ ،‬بدءاً‬ ‫على نحو متصل‪ ،‬تشير الدراسات التي أجريت على‬ ‫(‪)531‬‬
‫ربما ال تحصل على فرصة مثلها مرة أخرى‪.‬‬
‫سنوات سابقة (وأيض ًا رغم وجود هياكل مجموعات أكثر‬ ‫من مستوى سطح البحر حتى أعلى قمة جبل السودة‪،‬‬ ‫الق َّبرة العربية وغيرها من ُ‬
‫الق َّبرات الصحراوية‪ ،‬والتي تم‬ ‫ُ‬

‫حالته بالمملكة‬
‫تعقيداً‪ ،‬كما يتضح الحق ًا)‪ .‬وعلى عكس معظم الطيور‬ ‫غير أنها أكثر شيوع ًا في السهول واألراضي المنخفضة‪.‬‬ ‫إجراؤها داخل المملكة‪ ،‬إلى أن ثمة مجموعة من التك ّيفات‬
‫األخرى‪ ،‬ال تفارق صغار طيور الثرثارة العائلة للبحث عن‬ ‫ّ‬
‫يفضل هذا النوع‬ ‫وفي حدود هذه المناطق الشاسعة‪،‬‬ ‫السلوكية والفسيولوجية المهمة أسهمت في بقاء هذا‬
‫شريك‪ ،‬وإنما تبقى في منطقة سيادة العائلة لسنوات‬ ‫من الطيور غابات الطلح والمناطق األخرى ذات الغطاء‬ ‫النوع ضمن درجات الحرارة والجفاف الشديدين‪ ،‬وسمحت‬ ‫تتباين التقديرات المتعلقة بحجم تعداد ُ‬
‫الق َّبرة العربية‬
‫عدة‪ ،‬وتساعد آباءها في تربية المزيد من األبناء‪ .‬كما‬ ‫النباتي‪ ،‬مثل األراضي العشبية بين األشجار‪ ،‬والحدائق‪،‬‬ ‫له بالعيش والتكاثر في درجات حرارة محيطة تقارب تمام ًا‬ ‫بشكل كبير‪ ،‬ربما بسبب طبيعتها التي تكمن في‬
‫ٍ‬
‫تساعد الصغار في بناء العش والدفاع عنه‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬ ‫والسياج حول المناطق المزروعة‪ .‬كما يتجنب الصحارى‬ ‫درجة حرارة الجسم القصوى المميتة للطيور‪ ،‬غير أن هذا لن‬ ‫هد هذا النوع سوى عدد‬
‫الترحال‪ .‬فمن جانب‪ ،‬لم يُشا ِ‬
‫حضانة البيض وإطعام الفراخ وحتى تنظيفها‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫الرملية والجبال القاحلة والغابات والمناطق الصحراوية‪،‬‬ ‫أي زيادة في متوسط درجة الحرارة‬
‫يتم إال بشق األنفس‪ .‬إن ّ‬ ‫قدرت‬
‫قليل من مراقبي الطيور‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪ّ ،‬‬
‫كلما كبرت المجموعات أنتجت مزيداً من الفراخ المؤهلة‬ ‫بشكل متقطع في‬‫ٍ‬ ‫ال عن الحضرية‪ .‬كما يتوزع‬ ‫فض ً‬ ‫اليومية يمكن أن تُخ ّلف آثاراً كارثية من شأنها القضاء‬ ‫الق َّبرة العربية بنحو ‪ 1,7‬مليون زوج‬
‫بعض الهيئات تعداد ُ‬
‫بوزن صحي وتكون أكثر قدرة على النجاة‬
‫ٍ‬ ‫لمغادرة العش‬ ‫نطاق متصل أكثر على امتداد‬
‫ٍ‬ ‫الشمال الغربي‪ ،‬مع‬ ‫على هذا النوع‪ ،‬ما يؤدي إلى نهاية مأساوية‪ .‬لكن‪ ،‬وفي‬ ‫في المملكة وحدها‪ ،‬ما يجعل هذا النوع رابع أكثر الطيور‬
‫حتى موعد البلوغ‪ .‬ورغم أن الطيور المساعدة ال تحصل‬ ‫المحافظات الغربية حول أملج وحائل الوسطى حتى‬ ‫وسط هذه المصاعب كافة‪ ،‬تستجمع طيور ُ‬
‫الق َّبرة العربية‪،‬‬ ‫المتكاثرة وفرة في المملكة (بعد ُ‬
‫الق َّبرة الصحراوية)‪،‬‬
‫ً (‪)537‬‬
‫أي منافع مباشرة للتكاثر‪ ،‬إال أنها تساعد في تربية‬
‫على ّ‬ ‫اليمن جنوبا‪.‬‬ ‫بطريقة ما‪ ،‬الطاقة الكافية لتصدح بأغنية رائعة يتردد‬ ‫ونظراً لقلة‬ ‫(‪)532‬‬ ‫ُ‬
‫والق َّبرة المتوجة‪ ،‬والعصفور الدوري)‪.‬‬
‫ثرثارة عربي‪ :‬طائر‬
‫أشقائها وشقيقاتها األصغر سن ًا‪ .‬ويُط َلق على نظام‬ ‫إن الثرثارة العربي يُ َع ُّد من الطيور المستقرة في‬ ‫صداها في الصحراء‪ ،‬مثل صوت األذان للنداء للصالة‪،‬‬ ‫السجالت الحديثة‪ ،‬فإن هذا الرقم يبدو مبالغ ًا فيه إلى ح ٍد‬
‫شبه متوطن في شبه‬
‫التزاوج سالف الذكر مصطلح «التكاثر التعاوني»‪.‬‬ ‫المقام األول‪ ،‬ولكن يبدو أنه يصبح أكثر ندرة خالل فصل‬ ‫وتجلب البهجة والسرور لكل المحظوظين بسماعها‪.‬‬ ‫كبير‪ ،‬وربما تم احتسابه خالل فترة شهدت فيها المملكة‬ ‫الجزيرة العربية‪.‬‬

‫إن طــيــور ثــرثــارة عــربــي هــم أكــثــر الــطــيــور تــعــاون ـ ًا حول‬ ‫الشتاء وسط المملكة‪ ،‬ما يشير إلى وجود بعض الحركة‬
‫ثرثارة عربي‬
‫على عكس معظم‬
‫العالم‪ .‬وللطيور المساعدة أهمية بالغة في هذا النوع‪،‬‬ ‫الموسمية (كما ثبت في جنوب سلطنة ُعمان‪ ،‬حيث‬
‫الطيور األخرى‪،‬‬
‫‪Argya squamiceps‬‬
‫(‪)538‬‬
‫لدرجة أن الزوجين ببساطة ال يستطيعان إنتاج نسل واحد‬ ‫تتوجّ ه المجموعات نحو الصحراء خالل فصل الشتاء)‪.‬‬
‫تبقى صغار طيور‬ ‫من دونها‪ ،‬إذ ال يمكنهما إيجاد ما يكفي من الغذاء إلبقاء‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫ثرثارة عربي في‬ ‫صغارهما على قيد الحياة‪ .‬بعبارة أخ ــرى‪ ،‬يمكن القول‬ ‫تُ َع ُّد طيور ثرثارة عربي أحد أكثر الطيور إثارة لالهتمام في‬
‫إن طيور ثرثارة مجبرة على العيش في أســراب اجتماعية‬ ‫العالم‪ ،‬فال تزال الدراسات طويلة المدى تكشف بعض ًا‬
‫منطقة العائلة‬ ‫(‪)541‬‬
‫طويلة المدى‪.‬‬ ‫يتكون النظام الغذائي لطيور ثرثارة عربي بصفة رئيسة‬ ‫من أعقد وأروع السلوكيات االجتماعية التي لم يسبق‬
‫لسنوات عديدة‪،‬‬ ‫ً‬
‫فعادة ما تنمو‬ ‫ولكون الذرية ال تفارق العائلة‪،‬‬ ‫من الال فقاريات األرضية‪ ،‬بما في ذلك الخنافس والنمل‬ ‫أي نوع من الطيور على اإلطالق‪.‬‬
‫تسجيل نظير لها في ّ‬
‫وتساعد آباءها‬ ‫المجموعة بمرور األعوام‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬تُصبح مجموعة‬ ‫والزنابير والقراد والصراصير ويرقات ليث عفرين‪ ،‬واليرقات‬ ‫في الواقع‪ ،‬خضع هذا النوع للدراسة لما يزيد على ‪45‬‬
‫في تربية المزيد‬ ‫طيور ثرثارة كبيرة بما يكفي لتنقسم إلى مجموعتين‬ ‫ث والفراشات‬ ‫والع ّ‬
‫ُ‬ ‫عموم ًا‪ ،‬ومئويات األرجل (الحريشات)‬ ‫عام ًا متواصلة‪ ،‬وكلما طالت مدة دراسته‪ ،‬يبدو طائراً أكثر‬
‫أو أكثر‪ ،‬ثم ينشق تحالف من الطيور المساعدة عن‬ ‫كمل‬
‫والعناكب والجراد والعقارب والنمل األبيض‪ .‬ويُ ّ‬ ‫استثنائية‪.‬‬
‫من ذرياتها‪ .‬بعبارة‬
‫العائلة لالنضمام إلى مجموعة أخرى من الطيور‬ ‫هذا النظام بمواد نباتية تضم مجموعة متنوعة من‬ ‫ينتمي هذا النوع من الطيور إلى عائلة ال ُب ْه ُدل ّيات‬
‫أخرى‪ ،‬تتكاثر بإبداء‬ ‫وفجأة يصبح لدى الطيور‬ ‫(‪)542‬‬
‫أي صلة قرابة‪.‬‬
‫ال تربطها بها ّ‬ ‫التوت والزهور والبذور (منها الذرة الرفيعة) والرحيق وأوراق‬ ‫‪( Leiotrichidae‬طيور السمنة الضاحكة وحلفاؤها)‪،‬‬
‫التعاون فيما بينها‪.‬‬ ‫التي ظلت تساعد لسنوات فجأة‪ ،‬فرصة نادرة ألن‬ ‫أي فرصة للتغذي على بعض الزواحف‬
‫الحماض‪ .‬كما تنتهز ّ‬ ‫وجنس الجدالء ‪ Argya‬الذي يضم ‪ 9‬أنواع موزعة في‬

‫‪367‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪366‬‬
‫في طيور ثرثارة‬ ‫تكون طيوراً بالغة متكاثرة في تلك المجموعة‬
‫عربي‪ ،‬ال تُستعرَض‬ ‫المشكلة حديث ًا‪ ،‬غير أن الطيور عالية الجودة فقط في‬
‫ّ‬
‫كل تحالف هي التي تكتسب حق التكاثر‪ .‬وبالنسبة‬
‫جودة الفرد‪ ،‬أو تُ َّ‬
‫قدر‬
‫لطيور ثرثارة عربي‪ ،‬ال يتم استعراض جودة الطائر أو‬
‫بالريش المبهرج‪،‬‬ ‫تقديره بالريش المبهرج أو الزخرفة أو كتلة الجسم أو‬
‫أو الزخرفة‪ ،‬أو كتلة‬ ‫قوته‪ ،‬إنما بالمكانة االجتماعية التي تحددها سنوات‬
‫الجسم‪ ،‬أو قوته‪،‬‬ ‫من التفاعالت االجتماعية‪ .‬لهذه األسباب‪ ،‬يكون الهدف‬
‫من وراء كثير من سلوكيات طائر الثرثارة الصغير هو‬
‫وإنما بالمكانة‬
‫فصيل قوي داخل مجموعته‪ ،‬وإظهار‬
‫ٍ‬ ‫االندماج في‬
‫االجتماعية‬ ‫جودته ألعضاء المجموعة اآلخرين من خالل عديد من‬
‫التي يكتسبها‬ ‫السلوكيات االجتماعية المذهلة‪ ،‬وهي سلوكيات‬
‫خالل سنوات‬ ‫سنحت له‬ ‫مصممة بحيث تضمن للطائر الهيمنة متى ُ‬
‫فرصة للتكاثر مستقب ً‬
‫ال‪.‬‬
‫من التفاعالت‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وتتمثل إحدى الطرق التي تُش ِّكل بها صغار طيور‬
‫االجتماعية الرائعة‪.‬‬ ‫الثرثارة تحالفاتها في مجموعة واسعة من األلعاب‬
‫االجتماعية التي قد تدوم لساعات عدة يومي ًا‪ .‬وأحيان ًا ما‬
‫يتصارع طائران‪ ،‬أو أكثر من طيور الثرثارة ويتدحرجان على‬
‫ظهريهما‪ ،‬أو يحاول كل منهما إسقاط اآلخر وتثبيته على‬
‫األرض‪ ،‬أو ربما يقفزان في وجه بعضهما بعض ًا في محاولة‬
‫إلفقاد توازن أحدهما اآلخر‪ .‬ومن األلعاب األخرى‪ ،‬ما يُعرف‬
‫في المؤلفات العلمية باسم «ملك القلعة» (حيث يكون‬
‫الهدف طرد أحد الطيور من منطقة معينة)‪ ،‬أو لعبة «شد‬
‫الحبل» (حيث يتجاذب الطائران طرفي ريشة أو عصا)‪ ،‬أو‬
‫لعبة «المطاردة الجنونية»‪ ،‬وهي واحدة من أكثر األلعاب‬
‫شيوع ًا‪ ،‬حيث تتناوب الطيور في مطاردة بعضها بعض ًا‬
‫داخل منطقة يصل قطرها إلى ‪ 3‬م تقريب ًا‪ .‬لقد تمت‬
‫مشاهدة نحو ‪ 13‬طائراً في لعبة المطاردة الجنونية تلك‬
‫(‪)543‬‬
‫دفعة واحدة‪.‬‬
‫ش ِّكل طيور ثرثارة عربي أيض ًا‪ ،‬تحالفات اجتماعية‬‫وتُ َ‬
‫عبر أداء «رقصة صباحية» مثيرة لمرات عديدة شهري ًا‪ .‬وتبدأ‬
‫الرقصة بحلول الفجر‪ ،‬حيث يقف أحد أعضاء المجموعة‬
‫بالقرب من شجيرة ما في ساحة مكشوفة‪ ،‬ثم يشرع في‬
‫تسوية ريشه بحركات متقلبة ومتأنية‪ .‬وتنضم الطيور‬
‫األخرى األعضاء في المجموعة واحداً تلو اآلخر إلى أن‬
‫تحتشد جميع ًا ل ُت َ‬
‫ش ِّكل صف ًا في نهاية المطاف‪ .‬وبعد‬
‫ذلك ترقص الطيور حول بعضها بعض ًا وتغ ّير مواقعها‬
‫وتُ َ‬
‫ش ِّكل أنماط تكتالت مختلفة‪ .‬كل ذلك وأكثر بينما‬
‫بحركات متهورة‪ ،‬إلى أن‬
‫ٍ‬ ‫تتباهى بنفسها وبعضها بعض ًا‬
‫يحين موعد انتهاء الرقصة التي يمكن أن تدوم لما يزيد‬
‫على نصف ساعة‪ .‬وتغادر الطيور االستعراض واحداً تلو‬
‫اآلخر للبدء في نوبة البحث عن الغذاء الصباحية‪ )544(.‬إن‬
‫رقصة الصباح تُ َع ُّد إحدى الطرق التي من خاللها يمكن‬
‫لطيور الثرثارة «استعراض» نفسها أمام األعضاء اآلخرين‬
‫ولما كان من الواضح عدم قدرة طيور‬
‫ّ‬ ‫في المجموعة‪.‬‬
‫الثرثارة على الرقص والبحث عن الغذاء في الوقت ذاته‪،‬‬
‫فإن الطيور التي ترقص أكثر تُبرهن على صحة أفضل‬ ‫تكثر طيور ثرثارة عربي في المناطق‬
‫الغربية والوسطى من المملكة‬
‫ومهارة أكبر في البحث عن الغذاء‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن تحملها‬
‫سيما األماكن‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ال ّ‬
‫لقضاء مزي ٍد من الوقت في الرقص‪.‬‬ ‫التي تتوافر بها أشجار الطلح بكثرة‪.‬‬

‫‪369‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪368‬‬
‫طائر ثرثارة عربي بالغ يتخذ وضعية الطائر‬ ‫أحد صغار طيور ثرثارة عربي يؤخر توزيع الطعام على الفراخ‪.‬‬
‫ً‬
‫مهيمنا‪.‬‬ ‫الخاضع أثناء إطعامه من ِق َبل طائر آخر‬ ‫يبقى الصغار مع الوالدين لسنوات عديدة‪ ،‬للمساعدة في حماية‬
‫المنطقة وتربية فراخ األعشاش الالحقة‪.‬‬

‫الطائر التابع قبول الطعام المقدم إليه‪ ،‬يقوم الطائر‬ ‫ومن الطرق األخرى التي تعلن بها طيور الثرثارة عن‬
‫المهيمن بمعاقبة التابع ومطاردته وضربه بمنقاره لتعزيز‬ ‫جودتها‪ ،‬توفير الطعام للطيور التابعة للمجموعة (وهو‬
‫مكانته االجتماعية‪ .‬وأحيان ًا يحاول التابع اإلعالن عن جودته‬ ‫سلوك يُطلق عليه اإلطعام االجتماعي)‪ ،‬حيث يقف‬
‫بتقديم الطعام للطائر المهيمن‪ ،‬األمر الذي يمكن‬ ‫الطائر مقدم الطعام شامخ ًا مغرّداً ليؤكد هيمنته‪ ،‬بينما‬
‫اعتباره خطأ مبتدئ‪ ،‬إذ يرفض الطائر المهيمن دائم ًا‬ ‫ينحني الطائر التابع مرفرف ًا بجناحيه‪ ،‬وأحيان ًا يطلق صوت‬
‫قبول الطعام ممن هو أدنى منه منزلة‪ ،‬ومرة أخرى يؤكد‬ ‫استعطاف‪ .‬ومن المثير لالهتمام‪ ،‬أنه في حال رفض‬
‫(‪)545‬‬
‫هيمنته بمطاردة التابع وضربه بمنقاره‪.‬‬
‫ويمكن لطائر الثرثارة استعراض جودته العالية أيض ًا‪،‬‬ ‫تقيم طيور ثرثارة عربي عالقات اجتماعية‬
‫طويلة المدى من خالل اللعب والرقص‬
‫من خالل االنخراط في سلوكيات تُفيد غيره من أعضاء‬
‫والتغذية الجماعية والدفاع الجماعي‪.‬‬
‫المجموعة اآلخرين‪ ،‬ال س ّيما إذا كان ذلك السلوك مكلف ًا‬
‫لما كانت طيور الثرثارة‬
‫في حد ذاته‪ .‬على سبيل المثال‪ّ ،‬‬
‫غالب ًا ما تبحث عن الغذاء فوق األرض‪ ،‬فإنها تكون ُع َ‬
‫رضة‬
‫لالفتراس من قِ َبل الثدييات (مثل الثعالب والقطط‬
‫(العقبان والصقور)‪ ،‬والزواحف‬
‫ِ‬ ‫والذئاب)‪ ،‬والطيور الجارحة‬
‫ً‬
‫عادة ما تبحث تلك الطيور‬ ‫(الثعابين)‪ .‬وللحد من خطرها‪،‬‬
‫أسراب مترابطة‪ .‬ويعمد بعض أعضاء‬
‫ٍ‬ ‫عن الغذاء في‬
‫عال ومكشوف للمراقبة‬
‫السرب إلى الحراسة على مجثم ٍ‬
‫أي كائن مفترس‪ ،‬حيث يُطلق صيحة‬
‫والتحذير من اقتراب ّ‬
‫إنذار‪ ،‬ما يستدعي استجابة بقية أعضاء السرب‪ ،‬إما بالهروب‬
‫لالختباء‪ ،‬أو الطيران ومساعدة الحارس في البحث عن‬
‫المفترس‪ .‬وال تقتصر قدرة الحارس على إبالغ السرب بأنه‬
‫بات مهدداً فحسب‪ ،‬وإنما يمكنه أيض ًا التعبير عن الضرورة‬
‫الملحة لدرء التهديد‪ .‬ويُقصد بذلك أن الحارس «ينبح» إذا‬
‫مكان بعيد‪ ،‬و«يغرّد» إذا كان التهديد‬
‫ٍ‬ ‫رأى مفترس ًا طائراً من‬

‫‪371‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪370‬‬
‫يحمي طائر ثرثارة عربي أعضاء مجموعته من‬ ‫إحضار الطعام والحضانة وتسوية ريش الفراخ والدفاع عن‬ ‫وسط ًا‪ ،‬و«يصيح» إذا كان المفترس قريب ًا وأصبح الخطر‬ ‫تُ َ‬
‫ش ِّكل طيور ثرثارة‬
‫خالل الوقوف على مجثم مكشوف والمسح‬
‫ً‬
‫العش‪ .‬في الواقع‪ ،‬توفر المساعدة في العش ألعضاء‬ ‫وشيك ًا‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬يمكن ألعضاء السرب االستجابة‬ ‫عربي تحالفات‬
‫بحثا عن الكائنات المفترسة‪ ،‬غير أن هذا األمر‬
‫(‪)546‬‬
‫يعرضه لخطر افتراسه بشكل أكبر‪.‬‬ ‫السرب مزايا مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬ما يعني أنها تنتفع‬ ‫لنداء التنبيه حسب مستوى اإللحاح‪.‬‬
‫من خالل األلعاب‬
‫بصورة مباشرة لكون المساعدة في العش تُ َع ُّد طريقة‬ ‫وليس بإمكان أحد إغفال مدى إثارة سلوك الحراسة‬
‫تبا ٍه أخرى لتعزيز المكانة االجتماعية بين أفراد السرب‪.‬‬ ‫في طيور ثرثارة عربي لالهتمام‪ ،‬إذ ال يتخلى الحارس عن‬ ‫االجتماعية‪ ،‬عن‬
‫(‪ )550‬وقد تنتفع أيض ًا بصورة غير مباشرة‪ ،‬ألن من شأن‬ ‫وقته الثمين للبحث عن الغذاء بمحض إرادته فحسب‪،‬‬ ‫طريق «الرقص» مع ًا‪،‬‬
‫المساعدة في العش إنتاج المزيد من الطيور الشقيقة‬ ‫وإنما يضع نفسه في موضع ال يُحسد عليه‪ ،‬بعيداً عن‬ ‫جزء من‬
‫أو تخصيص ٍ‬
‫التي تشاركها ‪ %50‬من جيناتها الوراثية‪.‬‬
‫(‪)551‬‬
‫رضة لالفتراس بشكل أكبر‪ .‬بل‬‫بقية السرب‪ ،‬حيث يكون ُع َ‬
‫وقتها في البحث عن‬
‫وعقب سنوات من هذه التفاعالت االجتماعية المعقدة‬ ‫يتجاوز األمر ذلك أحيان ًا‪ ،‬إلى حد تنافس األفراد فيما بينها‬
‫يترسخ تدرج هرمي داخل السرب‪ .‬وعند بداية‬‫ّ‬ ‫للغاية‪،‬‬ ‫وباالضطالع بدور الحارس‪ ،‬يثبت‬ ‫(‪)547‬‬
‫ألداء دور الحارس‪.‬‬ ‫الحيوانات المفترسة‬
‫موسم التكاثر‪ ،‬قد يكون هيكل المجموعة (‪ )1‬بسيط ًا‪،‬‬ ‫الطائر براعته في البحث عن الغذاء‪ ،‬لدرجة أنه يمكنه‬ ‫نيابة عن السرب‪،‬‬
‫بوجود ذكر متكاثر واحد‪ ،‬أو (‪ )2‬متعدد الذكور‪ ،‬بوجود‬ ‫قضاء ‪ 30‬دقيقة في البحث عن الكائنات المفترسة‪.‬‬ ‫وتبادل الطعام مع‬
‫ذكور عدة تتنافس على األنثى المهيمنة‪ ،‬أو (‪ )3‬معقداً‪،‬‬ ‫وبالفعل‪ ،‬أثبتت تجارب التغذية أن الطيور التي تتغذى‬
‫بعضها بعض ًا‪،‬‬
‫بوجود إناث وذكور عدة تتكاثر مع ًا عقب انفصال واندماج‬ ‫(أي األعلى جودة) تميل إلى قضاء وقت‬ ‫بشكل جيد ّ‬
‫ٍ‬
‫مجموعات سابقة (على سبيل المثال بعد وفاة عضو‬ ‫أطول في أداء أدوار الحراسة‪ ،‬في حين ال يمكن للطيور‬
‫فض ً‬
‫ال عن المساعدة‬
‫(‪)552‬‬
‫المجموعة الرئيس‪ ،‬أو غزو مجموعة مجاورة)‪.‬‬ ‫الجائعة األدنى جودة القيام بدور الحراسة‪ .‬فهي ببساطة‬ ‫في بناء أعشاش‬
‫ويختار الزوجان المهيمنان في المجموعة موقع ًا‬ ‫تقضي جُ ل وقتها بحث ًا عن الطعام‪ .‬وعلى ما يبدو‪ ،‬وفق ًا‬ ‫الطيور األخرى‪.‬‬
‫ً‬
‫عادة بمساعدة‬ ‫للعش في منطقتهما‪ ،‬ويبنيان العش‬ ‫لهذه الفرضية‪ ،‬يكتسب الطائر الحارس بالمشاركة في‬
‫أي وقت من األوقات‪،‬‬
‫محدودة من الطيور المسا ِعدة‪ .‬وفي ّ‬ ‫هذا السلوك اإليثاري هيبة اجتماعية‪ ،‬ما يزيد من فرصه في‬
‫(‪)548‬‬
‫يُوجد في كل منطقة سيادة عش واحد فقط نشط‪.‬‬ ‫تكوين تحالفات اجتماعية قوية والفوز بحق التكاثر‪.‬‬
‫ويتم تشييد معظم األعشاش على ارتفاع يصل إلى‬ ‫ش ِّكل السرب الذي تم تنبيهه حول‬‫في بعض األحيان‪ ،‬يُ َ‬
‫‪ 2‬م فوق سطح األرض بين الشجيرات الكثيفة (خاصة‬ ‫الخطر «تجمهراً» لبدء الهجوم على المفترس المحتمل‪.‬‬
‫أشجار الطلح)‪ ،‬غير أن بعض األعشاش تُبنى على ارتفاع‬ ‫وعند رصد ثعبان مث ً‬
‫ال‪ ،‬تتخذ طيور ثرثارة وضعيات هجومية‬
‫تشعبات األشجار‪ .‬والعش عبارة عن‬
‫ّ‬ ‫يصل حتى ‪ 5‬م بين‬ ‫مد العنق‪ ،‬وفرش الذيل‪ ،‬ورفع الجناحين‬
‫متم ّيزة (مثل ّ‬
‫وعاء سميك كبير وغير مرتّب‪ ،‬ويتكون بصفة رئيسة من‬ ‫والرفرفة بهما)‪ ،‬وتتحرك في دوائر حوله مع إطالق نداءات‬
‫العشب الجاف وسيقان النباتات ولحاء األشجار مع قاعدة‬ ‫متم ّيزة للهجوم على الثعبان‪ .‬ويمكن لهذا السلوك‬
‫مبطن ًا بالجُ ذيرات الصغيرة‬
‫ّ‬ ‫من الغصينات الرفيعة‪ ،‬ويكون‬ ‫أن يدوم لما يزيد على عشر دقائق‪ ،‬علم ًا أن أكثر أنواع‬
‫وشعر الحيوان والريش‪ )553(.‬وما إن يكتمل العش‪ ،‬حتى‬ ‫رضة للهجوم من جانب طيور ثرثارة عربي‪ ،‬هو‬ ‫الثعابين ُع َ‬
‫تقود األنثى الذكر المهيمن إلى مكان معزول للتزاوج‪،‬‬ ‫الحية المقرنة العربية التي غالب ًا ما تتربص بالطيور غير‬
‫فض ً‬
‫ال عن اختبار مدى سلطته‪ ،‬ألنه في حال تبع ذك ٌر آخر‬ ‫الحذرة‪ ،‬والتي تبحث عن طعامها فوق سطح األرض‪ .‬وقد‬
‫الزوجين من دون أن يتحداه الذكر ويطرده‪ ،‬فستقف األنثى‬ ‫لوحظ أن هذه األفاعي ال يمكنها تسلق األشجار‪ ،‬وتمتنع‬
‫على حقيقة ضعف سيطرة الذكر األول على المجموعة‪،‬‬ ‫عن مطاردة طيور الثرثارة أثناء البحث عن الغذاء‪ ،‬لذلك‬
‫(‪)554‬‬
‫وقد تقبل الذكر الثاني‪.‬‬ ‫أي خطر على هذا النوع من الطيور‪.‬‬ ‫ش ِّكل األفعى ّ‬‫ال تُ َ‬
‫وتضع األنثى حضنتها التي تتكون من ‪ 5 - 3‬بيوض‬ ‫ولكن ما الذي يدفع طيور الثرثارة إلى اتباع هذا السلوك‬
‫(‪)555‬‬
‫وفي بعض األعشاش‪ ،‬تضع‬ ‫باللون الفيروزي الخالص‪.‬‬ ‫الهجومي المتطاول والمحفوف بالمخاطر ويستنفد‬
‫اإلناث التابعة بيض ًا إضافي ًا بعد التزاوج خلسة مع الذكر‬ ‫طاقتها ضد أفعى تم اكتشافها بالفعل؟ثمة اعتقاد أنه‬
‫المهيمن مرات عدة‪ ،‬ما يُثمِر عنه زيادة في عدد البيض‬ ‫بمضايقة أفعى ربما تكون سامة ومعاملتها بعنف‪ ،‬فإنه‬
‫إلى ‪ 13‬بيضة في العش الواحد‪ .‬وفي المتوسط‪ ،‬غالب ًا‬ ‫ألي فرد من الطيور أن يُعلن عن حالته الجسمانية‬
‫يمكن ّ‬
‫ما تكون الحضنات الناتجة عن أكثر من أنثى واحدة أقل‬ ‫الحالية ورشاقته وقدرته على المراوغة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫نجاح ًا من الحضنات الناتجة عن أنثى مهيمنة واحدة‪،‬‬ ‫نشاط خطر مع اآلخرين‪ ،‬فإنه‬
‫ٍ‬ ‫بمجرد مشاركة الطائر في‬
‫وذلك بسبب قيام اإلناث المتنازعة بكسر البيض‪ ،‬ثم‬ ‫يؤكد على أهميته وقدرته باعتباره عضواً في التحالف‪.‬‬
‫ً (‪)556‬‬
‫اختناق الفراخ حديثة الفقس بفعل الصغار األكبر سنا‪.‬‬ ‫أي أفعى‪ ،‬تنافس طيور الثرثارة بعضها‬
‫ولدى مهاجمة ّ‬
‫يُذكر أن جميع اإلناث في المجموعة تتولى حضن‬ ‫بعض ًا في أداء السلوكيات اإليثارية لكسب هيبة‬
‫البيض‪ ،‬وأنها ال تبدأ إال بعد وضع البيضة األخيرة‪ ،‬ما يعني‬ ‫اجتماعية‪ .‬وبقصد فرض مكانته من جديد‪ ،‬قد يطارد‬
‫بشكل متزامن بعد نحو ‪- 14‬‬
‫ٍ‬ ‫أن البيض المحضون يفقس‬ ‫الطائر المهيمن طائراً تابع ًا ويضربه بمنقاره على سبيل‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يشارك جميع أعضاء المجموعة‬ ‫‪ 15‬يوم ًا‪.‬‬ ‫(‪)549‬‬
‫العقاب لهجومه على األفعى فترة أطول من الالزم‪.‬‬
‫في الحضانة وإطعام الفراخ‪ .‬وتراوح فترة التعشيش بين‬ ‫وأخيراً‪ ،‬يمكن للطيور المساعدة أيض ًا‪ ،‬أن تُع ّزز مكانتها‬
‫‪ 19 - 14‬يوم ًا‪ ،‬علم ًا أن الصغار تكون جاهزة لمغادرة العش‬ ‫االجتماعية بالمساعدة في العش‪ ،‬عبر المشاركة في‬

‫‪373‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪372‬‬
‫عش لطائر ثرثارة عربي تم تشييده‬
‫في شجرة طلح شائكة‪ .‬في هذا‬
‫النوع الرائع‪ ،‬قد تتعاون مجموعات‬

‫زرزور أسود‬ ‫ً‬


‫بالغا في تربية‬ ‫ً‬
‫طائرا‬ ‫تتكون من ‪23‬‬
‫الفراخ في عش واحد‪.‬‬

‫‪Onychognathus tristramii‬‬
‫يتميز هذا الطائر بكونه النوع العربي الوحيد المتوطن‬
‫الذي يعشش بانتظام داخل الموائل الحضرية‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من أنه يُ َع ُّد طائراً شائع ًا في البلدات والقرى‪ ،‬إال أنه‬
‫ال يوجد سوى القليل من التقارير التي تتناول سلوكه‪.‬‬
‫وتجدر المالحظة أيض ًا‪ ،‬عدم وجود دراسات مفصلة عن‬
‫سلوكه في البيئات الطبيعية‪ ،‬وهو نبأ مؤسف‪ ،‬ألن‬
‫المالحظات القليلة غير الرسمية التي نُشرت حول طائر‬
‫الزرزور األسود تشير إلى أنه طائر رائع يتمتع بسلوكيات‬
‫مبتكرة ومرنة على نحو ملحوظ‪ .‬في الواقع‪ ،‬إن هذه‬
‫المرونة التي يتسم بها هذا الطائر‪ ،‬قد مكنته من استعمار‬
‫البيئات الحضرية‪.‬‬
‫زرزور أسود‪ :‬طائر شبه متوطن‬ ‫الم ْق ِفرة‪ ،‬حيث‬
‫البحر‪ ،‬وهو يفضل المناطق الصخرية ُ‬ ‫ينتمي طائر الزرزور األسود لعائلة الزرزوريات التي تُعرف‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫يعشش في شقوق الجروف العالية واألخاديد والوديان‬ ‫أيض ًا باسم الزرزور‪ .‬ويندرج تحت الجنس الذي يضم طائر‬
‫والنتوءات الصخرية‪ ،‬ويتجنب المناطق القاحلة إلى‬ ‫الزرزور األسود (‪ 11 )Onychognathus‬نوع ًا‪ ،‬معظمها في‬
‫الشرق من المرتفعات‪ .‬وقد شرعت طيور الزرزور األسود في‬ ‫جميع أنحاء أفريقيا وجزيرة سقطرى‪ .‬ويقطن طائر الزرزور‬ ‫وقد ركزت جميع تلك الدراسات الشيقة على سلوك‬ ‫بشكل أسرع في المجموعات األكبر‪ ،‬في حين تبقى الفراخ‬ ‫ٍ‬
‫المعدلة‪ ،‬وبالتالي أصبح العثور‬
‫ّ‬ ‫استغالل البيئات البشرية‬ ‫األسود غرب المملكة العربية السعودية واليمن وجنوب‬ ‫ّ‬
‫المعششة في الطرف‬ ‫التكاثر لدى طيور ثرثارة عربي‬ ‫غير القادرة على الطيران مدة ‪ 14‬يوم ًا إضافية‪ ،‬مع االستمرار‬
‫عليه بالقرب من المنازل والمخيمات سه ً‬
‫ال‪ ،‬وهذا ما سمح‬ ‫غرب سلطنة ُعمان في المقام األول‪ ،‬مع وجود تعداد‬ ‫الشمالي من نطاق وجودها‪ ،‬وثمة مالحظات قليلة تم‬ ‫في إطعامها لنحو ‪ 8‬أسابيع أخرى‪ ،‬بينما تواصل أعضاء‬
‫بانتشار على نطاق واسع وصو ًال إلى فلسطين‪.‬‬
‫(‪)564‬‬
‫إضافي صغير متناثر في المنطقة الواقعة بين جنوب‬ ‫تدوينها خالل عمليات الرصد التي استهدفت السلوك‬ ‫المجموعة التنافس فيما بينها على الهيبة االجتماعية‬
‫يمكن القول إن تفضيله للموائل المرتفعة يعني‬ ‫سيناء وغرب األردن‪.‬‬ ‫االجتماعي لطيور الثرثارة في المملكة‪ ،‬رغم التقرير‬ ‫بإحضار الطعام إلى المستفيدين المحظوظين‪ .‬ورغم‬
‫مواجهته ظروف ًا قاحلة حارة في الصيف‪ ،‬وشديدة البرودة‬ ‫الذي نُ ِ‬
‫شرَ عن التكاثر التعاوني في جبل السودة‪ ،‬أعلى‬ ‫معدل الوفيات في الفراخ يُ َع ُّد مرتفع ًا لدرجة‬
‫ّ‬ ‫ذلك‪ ،‬إال أن‬

‫الموئل‬
‫في الشتاء‪ .‬وتشير المقارنات الفسيولوجية مع الزرزور‬ ‫قمم المملكة‪ )561(.‬وبالمثل‪ ،‬تُظ ِ‬
‫هر تسجيالت الفيديو‬ ‫أن نحو ‪ %62‬من الطيور تقضي نَح َبها في عامها األول‪.‬‬
‫الشائع إلى أن الزرزور األسود هو األفضل تكيف ًا مع هذا‬ ‫الرقمية الحديثة تكاثر ما يربو على ‪ 12‬طائراً في عش‬ ‫(‪ )557‬وفي حال كانت الظروف جيدة في المملكة‪ ،‬تتعدد‬
‫النطاق الكبير من اختالف درجات الحرارة‪ .‬ففي درجات‬ ‫يشيع وجود هذا الطائر في جميع أنحاء المرتفعات الغربية‬ ‫بمنطقة المخواة بشكل تعاوني‪ )562(.‬ومما ال شك فيه‪،‬‬ ‫الحضنات لدى طيور ثرثارة عربي‪ ،‬حيث تنتج حضنتين أو‬
‫الحرارة المرتفعة‪ ،‬يعمد الزرزور األسود على خفض حرارة‬ ‫بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬والممتدة من األردن حتى‬ ‫فإنه من المفيد للغاية دراسة السلوك االجتماعي لهذا‬ ‫ثالث ًا كل عام‪ )558(.‬في المقابل‪ ،‬يقل نشاط التكاثر بدرجة‬
‫بمعدل أقل‬
‫ّ‬ ‫جسمه بتبريده‪ .‬كما يفقد احتياطيات الماء‬ ‫اليمن‪ ،‬ويمكن العثور عليه في نطاق يراوح بين أعلى‬ ‫الطائر المذهل في نطاق وجوده داخل أراضي المملكة‬ ‫كبيرة خالل فترات الجفاف‪.‬‬
‫ً‬
‫مقارنة بطيور الزرزور الشائع‪ .‬وعلى النقيض من‬ ‫بكثير‪،‬‬ ‫قمة في المملكة (‪ 3,000‬م) وصو ًال إلى مستوى سطح‬ ‫أي اختالفات محلية في سلوكه‬‫العربية السعودية لتوثيق ّ‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الطيور الصغيرة تصل إلى النضج‬ ‫غالب ًا ما تُفارِق‬
‫االجتماعي الذي يُ َع ُّد مدهش ًا‪.‬‬ ‫الجنسي في عمر السنتين‪ ،‬ولكن بسبب نظام التكاثر‬ ‫الذكور من طائر‬
‫يشيع وجود طيور الزرزور األسود في جميع أنحاء‬ ‫التعاوني المعقد‪ ،‬ال تتزاوج معظمها إال بعد مرور سنوات‬
‫جبال الحجاز وعسير‪ ،‬من الموائل الصخرية المتفرقة‬ ‫ثرثارة عربي‬
‫حالته بالمملكة‬
‫ال‪ ،‬فنحو ‪%50‬‬
‫عدة‪ ،‬وذلك في حال عمدت إلى التزاوج أص ً‬
‫إلى غابات العرعر الكثيفة‪.‬‬
‫من الذكور تفارق المجموعة عبر غزو منطقة مجاورة‪.‬‬ ‫مجموعتها بغزو‬
‫يُ َق َّدر التعداد العالمي لطيور ثرثارة عربي مبدئي ًا بنحو‬ ‫بشكل عام‪ ،‬يقود الطيور الغازية الفرخ األكثر هيمنة في‬
‫ٍ‬ ‫منطقة مجاورة‪.‬‬
‫‪ 150,000‬مجموعة متكاثرة سنوي ًا‪ .‬ويوجد ما يقرب من‬ ‫المجموعة‪ُ ،‬مصطحب ًا معه أخوته الذكور األصغر لزيادة‬ ‫وبوجه عام‪ ،‬يقود‬
‫نصف أعشاش تعدادها العالمي في المملكة العربية‬ ‫فرصه في اإلطاحة بالذكر المسيطر على المنطقة‪ .‬وما‬
‫الطيور الغازية‬
‫السعودية (انظر الجدول ‪ .)1‬كما يشيع وجودها محلي ًا‬ ‫يبعث على االهتمام أن الذكر الثاني في الترتيب ينتظر‬
‫نطاق من مختلف أنواع الموائل‪ .‬وقد أدرج االتحاد‬
‫ٍ‬ ‫عبر‬ ‫في منطقة أبويه‪ ،‬حيث يقضي عمره بالكامل حتى‬ ‫الفرخ األكثر هيمنة‪،‬‬
‫الدولي لحماية الطبيعة هذا الطائر ضمن فئة األنواع‬ ‫يرث العرش في النهاية‪ ،‬ويؤسس مجموعته المتكاثرة‬ ‫ُمصطحب ًا معه‬
‫غير المهددة‪ ،‬نظراً لحجم تعداد الطيور األصحاء منه التي‬ ‫الخاصة به‪ .‬كما تفارق معظم اإلناث المجموعة أيض ًا‪،‬‬ ‫أخوته الذكور‬
‫نطاق واسع للغاية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تنتشر على‬ ‫لتنضم إلى مجموعات أخرى في عمر سنتين إلى ‪4‬‬
‫األصغر منه لزيادة‬
‫ال استجابة لنزول المطر‪،‬‬ ‫وقــد يتغير حجم التعداد قلي ً‬ ‫سرب صغير تقوده االبنة المهيمنة‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫عادة في‬ ‫سنوات‪،‬‬
‫فض ً‬
‫ال عن الجفاف الــذي يــؤدي إلــى ارتفاع وفيات الفراخ‪.‬‬ ‫مع شقيقاتها اإلناث األصغر منها‪ ،‬أو أمها األرملة أحيان ًا‪.‬‬ ‫فرصه في اإلطاحة‬
‫ُ‬
‫ورغم ذلك‪ ،‬فقد أدرِج التعداد العالمي على أنه «يتزايد» لما‬ ‫ويستقر نحو نصف اإلناث المفارقة في منطقة مجاورة‪،‬‬ ‫بالذكر المسيطر‪.‬‬
‫التوسع الزراعي وأساليب الري الحديثة من موائل‬
‫ّ‬ ‫يوفره‬ ‫في حين تنضم البقية إلى مجموعات أبعد في أماكن‬
‫مناسبة‪ .‬كما أن هذه الطيور تُعشش بأعداد كبيرة في‬
‫(‪)563‬‬
‫متفرقة‪ )559(.‬وكشفت دراسات التحجيل أن هذه الطيور‬
‫عديد من المناطق المحمية في غرب ووســط المملكة‬ ‫المذهلة حق ًا يمكنها أن تعيش في البرية على أقل تقدير‬
‫العربية السعودية‪.‬‬ ‫لمدة تصل إلى ‪ 15‬عام ًا‪.‬‬
‫(‪)560‬‬

‫‪375‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪3 74‬‬
‫ذلك‪ ،‬في درجات الحرارة المنخفضة‪ ،‬فإن هذا الطائر بحاجة‬ ‫وتكون‬
‫ِّ‬ ‫يبدو أن طيور الزرزور األسود أحادية األزواج‪،‬‬
‫روابط زوجية تستمر لسنوات عديدة‪.‬‬
‫إلى ما يقل عن ‪ %25‬تقريب ًا من األكسجين للمحافظة‬
‫على درجة حرارة جسمه‪ ،‬ما يُ َع ُّد مؤشراً إلى امتالكه القدرة‬
‫الالزمة للتعامل مع برودة الطقس‪ )565(.‬إن عمليات التك ّيف‬
‫مكنت طائر الزرزور األسود من استغالل‬ ‫هذه هي التي ّ‬
‫الموائل الجبلية واعتبارها أماكن إقامة دائمة‪ ،‬وذلك في‬
‫ظل وجود بعض التحركات المحلية أو الهجرات العلوية‬ ‫ّ‬
‫كما يتضح من تشكيل مجموعات شتوية كبيرة في‬
‫(‪)566‬‬
‫بعض السنوات بمناطق معينة من مرتفعات عسير‪.‬‬

‫سلوك البحث عن الغذاء‬


‫غالب ًا ما تبحث طيور الزرزور األسود عن الغذاء في أزواج‬
‫ً‬
‫عادة ما تكون‬ ‫تكون أسراب ًا‬
‫ّ‬ ‫ومجموعات صغيرة‪ ،‬حيث‬
‫أقل من ‪ 100‬طائر في غير مواسم التكاثر (رغم أنه تم‬
‫تسجيل نحو ‪ 500‬طائر في سرب بحث عن غذاء خالل‬
‫(‪)567‬‬
‫فصل الشتاء في منطقة ظفار غرب سلطنة ُعمان)‪.‬‬
‫وتتميز الطيور الموجودة في أسراب البحث عن الغذاء‬
‫الكبيرة بانخفاض مخاطر افتراسها‪ ،‬وربما تعزيز فرص نجاح‬
‫عمليات البحث عن الغذاء‪ ،‬مقارنة باألفراد التي تتغذى‬
‫في مجموعات أصغر‪ )568(،‬علم ًا أنه في فترات المساء‪،‬‬
‫قد تتشكل أحيان ًا مجاثم تضم مئات عدة‪ ،‬أو ما يصل إلى‬
‫‪ 2,000‬من طيور الزرزور األسود‪.‬‬
‫(‪)569‬‬

‫وتبحث طيور الزرزور األسود عن الطعام في الشجيرات‬


‫واألشجار‪ ،‬أو على سطح األرض‪ ،‬حيث يتغذى على‬
‫مجموعة متنوعة من الفاكهة والالفقاريات‪ .‬كما ُ‬
‫شوهد‬
‫أثناء تناوله مجموعة من الفاكهة المحلية‪ ،‬بما فيها‬
‫التين والتوت والعرعر والزيتون البري واألراك والسدر وثمر‬
‫الورود والتمر‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يضم نظامه الغذائي‬
‫مجموعة من النباتات التي تم إدخالها‪ ،‬مثل الكمثرى‬
‫ُ‬
‫والغ َدب والعنب إلى جانب بذور‬ ‫الشائكة‪ ،‬والرُّغل التوتي‬
‫الذرة الرفيعة‪ .‬فيما تضم الحشرات المسجلة في نظام‬
‫هذا الطائر الغذائي‪ ،‬كل من الخنافس والجراد والذباب‬
‫والفراشات والنحل والقراد‪ .‬كما أنه يشرب بانتظام من‬
‫(‪)570‬‬
‫أحواض المياه العذبة‪.‬‬
‫وإلى جانب نظامه الغذائي المعتاد المؤلف من‬
‫الفاكهة والحشرات المختلفة‪ ،‬أُفيد أيض ًا أن طائر الزرزور‬
‫ط ُرق ًا مبتكرة للحصول على مواد غذائية‬‫األسود يستخدم ُ‬

‫غالب ًا ما تجثم‬ ‫إضافية من البيئة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعمد أحيان ًا إلى فتح‬
‫أصداف الحلزون عن طريق تحطيمها فوق سندان حجري‪ ،‬ال‬
‫طيور الزرزور األسود‬
‫س ّيما في المناطق التي تحوي تعدادات كبيرة من القواقع‬
‫على أبدان اإلبل‬ ‫(‪)571‬‬
‫البرية (مثل شرق اليمن وجنوب غرب سلطنة ُعمان)‪،‬‬
‫والماعز الجبلي‬ ‫ويمكن أن يستخدم األساليب نفسها في مناطق نطاق‬
‫(الوعول النوبية)‬ ‫وجوده بالمملكة العربية السعودية األكثر رطوبة‪.‬‬
‫ومن المثير لالهتمام‪ ،‬أن طيور الزرزور األسود غالب ًا ما‬
‫والحمير إلزالة‬
‫تجثم على أبدان اإلبل والماعز الجبلي (الوعل) والحمير‬
‫القراد من جلودها‬ ‫‪ -‬وربما الثدييات األكبر حجم ًا ‪ -‬إلزالة القراد من جلودها‬
‫بعناية‪.‬‬ ‫بعناية‪ .‬في الواقع‪ ،‬أقامت طيور الزرزور األسود مواقع‬

‫‪377‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪376‬‬
‫ذكر زرزور أسود يستعرض‬ ‫تنظيف منتظمة ‪ -‬في بعض مناطق نطاق وجودها ‪-‬‬
‫بقع جناحه الكستنائية لجذب‬
‫تزورها اإلبل والوعول لغرض محدد‪ ،‬وهو نزع القراد من‬
‫أنثى خالل موسم التكاثر‪.‬‬
‫أبدانها‪ .‬وعندما يقترب الوعل من موقع تنظيف ما‪ ،‬فإنه‬
‫يُع ّبر للطيور عن استعداده للتنظيف‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫اتخاذه وضعية معينة تكون رقبته فيها ممدودة‪ .‬ومن‬ ‫تبدأ ذكور الزرزور‬
‫جهة أخرى‪ ،‬تقوم طيور الزرزور بدورها بإطالق نغمات‬ ‫األسود في التو ّدد‬
‫صاخبة وتقفز صعوداً وهبوط ًا على أغصان األشجار‬
‫إلى اإلناث بالهدايا‬
‫القريبة لإلشارة إلى استعدادها للتنظيف‪ ،‬ثم تحط على‬
‫جسده وتبدأ في إزالة الطفيليات الخارجية الموجودة‬ ‫(مثل الحشرات‬
‫ويتبادل كال‬ ‫(‪)572‬‬
‫في المنطقة المحيطة برأسه وعنقه‪.‬‬ ‫واألغصان الصغيرة)‬
‫الطرفين المنفعة من إنشاء محطات التنظيف تلك‪ ،‬إذ‬ ‫واالستعراضات‪،‬‬
‫تمت إزالة القراد والحشرات لدى الثدييات‪ ،‬فيما يحصل‬
‫حيث يهز الذكر‬
‫الطائر على مصدر إضافي للتغذية في بيئة خالية بشكل‬
‫أساس من تهديد الحيوانات المفترسة‪ ،‬علم ًا أن هذا النوع‬ ‫جناحيه بالقرب من‬
‫من تبادل المنفعة بين الطيور والثدييات نادر جداً في‬ ‫جسده‪ ،‬ما يجعل‬
‫الطبيعة‪.‬‬ ‫البقع الكستنائية‬
‫وقد لوحظ في العقود األخيرة‪ ،‬أن طيور الزرزور‬
‫في أجنحته تُ ْح ِد ُ‬
‫ث‬
‫األسود أصبحت أكثر براعة في البحث عن الغذاء حول‬
‫المستوطنات البشرية‪ ،‬فهي تعشق بقايا الطعام التي‬ ‫وميض ًا المع ًا‪.‬‬
‫يتركها اإلنسان حول مواقع التخييم والتنزه‪ ،‬وقد تم توثيق‬
‫مشاهدتها‪ ،‬وهي تتناول األرز المطبوخ والخبز وبسكويت‬
‫الكالب في البلدات والقرى‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن البحث عن الطعام‬
‫في مقالب النفايات‪ .‬وهذه المصادر من الغذاء وفيرة‬
‫لدرجة أن الطيور التي تتكاثر خارج المناطق الحضرية‬
‫تقوم في بعض األحيان برحالت يومية طويلة من أجل‬
‫(‪)573‬‬
‫البحث عن الغذاء في المدينة‪.‬‬

‫سلوك التكاثر‬
‫تكون روابط‬
‫ّ‬ ‫يبدو أن طيور الزرزور األسود أحادية األزواج‪،‬‬
‫زوجية قد تستمر لسنوات عدة (وهو ما ثبت جيداً في عديد‬
‫من أنواع الزرزور األخرى‪ ،‬بما في ذلك الزرزور أحمر الجناح ‪O.‬‬
‫‪ morio‬وثيق الصلة)‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن تمييز األزواج على مدار‬
‫السنة‪ ،‬حتى عند البحث عن الغذاء في األسراب الكبيرة‬
‫خالل فصل الشتاء‪ .‬ومع اقتراب موسم التكاثر‪ ،‬تبدأ الذكور‬
‫في التو ّدد إلى اإلناث بالهدايا (مثل الحشرات واألغصان‬
‫الصغيرة) واالستعراضات‪ ،‬حيث يه ّز الذكر جناحيه بالقرب‬
‫ث‬‫من جسده‪ ،‬ما يجعل البقع الكستنائية في أجنحته تُح ِد ُ‬
‫وميض ًا المع ًا‪ )574(.‬وعلى الرغم من وجود بقع ملونة متكررة‬
‫في ريش الجناح الرئيس لدى عائلة الزرزوريات‪ ،‬إال أن أهمية‬
‫هذه البقع الملونة في اختيارات التزاوج ال تزال غير واضحة‪.‬‬
‫وتنفصل األزواج في نهاية المطاف عن أسراب البحث عن‬
‫الغذاء الشتوية إلقامة مناطق تعشيش فردية‪.‬‬
‫وتعمد طيور الزرزور األسود إلى التعشيش على‬
‫المنحدرات‪ ،‬إما بصورة منفردة‪ ،‬أو في مستعمرات كبيرة‪،‬‬
‫فتبني أعشاشها على ارتفاعات تراوح بين ‪ 20 - 5‬م‬
‫فوق مستوى األرض المحيطة‪ ،‬في شق أو كهف بين‬
‫الصخور‪ ،‬أو على حافة أسفل نتوء‪ .‬وأحيان ًا تذهب إلى‬

‫‪379‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪378‬‬
‫زرزور أسود؛ يتسم هذا الطائر بطابع جريء إلى‬ ‫الطيور التي تعشش في المناطق الحضرية‪ ،‬تعشش‬ ‫في أحد األعشاش ضمن دراسة التعداد الحضري المذكور‬ ‫تشييد أعشاشها في الفتحات المناسبة من المباني‬
‫حد ما‪ ،‬وهو أمر معتاد لدى الطيور التي تتكيف‬ ‫(‪)583‬‬ ‫غير المأهولة في البيئات الحضرية‪ ،‬حتى أنها ُ‬
‫وذلك ألنه‬ ‫طيور الزرزور األسود في التجاويف الصخرية‪،‬‬ ‫أعاله‪ ،‬اختفى أحد الذكور المتكاثرة من موقع الدراسة (من‬ ‫شوهدت‬
‫مع العيش في المدن‪.‬‬
‫يمكنها في كثير من األحيان أن تجد وفرة من الشقوق‬ ‫المفترض أنه قد قضى نَحْ َبه) بينما كان ال يزال لديه فراخ‬ ‫تعشش على أحد أعمدة اإلنارة بمنطقة عسير‪ .‬وتتعاون‬
‫المناسبة في الهياكل من صنع اإلنسان‪ ،‬مثل األبنية‬ ‫في العش‪ .‬وبعد فترة وجيزة‪ ،‬وصل ذكر ثان إلى العش‬ ‫الذكور واإلناث مع ًا في بناء العش‪ ،‬وهو على شكل‬
‫ظل عدم توافر‬‫ّ‬ ‫أو البنية التحتية المهجورة (وذلك في‬ ‫وشرع في قتل الفراخ‪ ،‬واستولى على موقع العش‪ ،‬وبدأ‬ ‫وسادة خشنة من األعشاب واألغصان واألوراق المبطنة‬
‫(‪)578‬‬
‫النباتات األصيلة الالزمة لمعظم األنواع التي تعشش‬ ‫ولم يتم اإلبالغ عن هذا الوأد‬ ‫في التكاثر مع األنثى‪.‬‬ ‫بالعشب الفاخر والمواد اللينة األخرى‪ ،‬مثل القش‬
‫(‪)575‬‬
‫في األدغال واألشجار إلى ح ٍد كبير في المشهد الحضري)‪.‬‬ ‫للصغار سوى في عدد قليل من أنواع الثدييات (منها‬ ‫وفي البيئات‬ ‫والقماش والشعر والريش والورق‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ ،‬تُظهر طيور الزرزور األسود قدراً كبيراً من المرونة‬ ‫الدببة واألسود وبعض الرئيسيات)‪ ،‬وهو أمر مستبعد‬ ‫الحضرية‪ ،‬تُبنى األعشاش غالب ًا باستخدام األغصان من‬
‫في السلوك واالبتكار‪ ،‬وهي سمة أخرى غالب ًا ما توجد‬ ‫وتشير حقيقة تسجيل مثل‬ ‫(‪)579‬‬
‫للغاية في الطيور‪.‬‬ ‫الم َ‬
‫دخلة‪.‬‬ ‫شجيرات األثل ُ‬
‫(‪)584‬‬
‫وكما‬ ‫في األنواع التي تنجح في البيئات الحضرية‪.‬‬ ‫هذا السلوك االستثنائي‪ ،‬رغم قلة عدد األعشاش التي‬ ‫وباإلشارة إلى صعوبة فحص حُ فر األعشاش‪ ،‬فإنه لم‬
‫ذكرنا‪ ،‬فقد طو‪I‬رت مجموعات من الطيور قدرتها على‬ ‫خضعت للدراسة‪ ،‬إلى إمكانية الكشف عن المزيد من‬ ‫يُسجل سوى القليل عن سلوك التعشيش لدى هذا‬
‫فتح صدف الحلزون باستخدام السندان‪ ،‬في حين ّ‬
‫فضلت‬ ‫السلوكيات المثيرة لالهتمام في حال أجريت دراسات‬ ‫الطائر في المملكة‪ .‬كما لم تخضع للدراسة سوى‬
‫ً‬
‫عالوة‬ ‫مجموعات أخرى القراد على ظهور الوعول واإلبل‪.‬‬ ‫شاملة للزرزور األسود‪.‬‬ ‫بضعة أعشاش ولمدة وجيزة في بيئة حضرية في أقصى‬ ‫تشير حقيقة‬
‫على ذلك‪ ،‬يتمتع بعض أفراد الطيور بمرونة كافية لبناء‬ ‫وتدافع طيور الزرزور األسود عن أعشاشها بضراوة‪ .‬في‬ ‫الشمال من نطاق وجود هذا الطائر الرائع‪ .‬وبفرض أن هذه‬ ‫تسجيل مثل‬
‫أعشاشها على قمم أعمدة اإلنارة في الشوارع‪ .‬كما‬ ‫الواقع‪ ،‬ثمة سجل لزرزور بالغ يشن هجوم ًا من حفرة عشه‬ ‫البيانات تمثيلية‪ ،‬فإن معظم الحضنات تشتمل على‬
‫هذا السلوك‬
‫تمكنت طيور الزرزور التي تعشش في المناطق الحضرية‬ ‫على صقر شاهين ‪،Falco peregrinus pelegrinoides‬‬ ‫‪ 4 - 3‬بيوض بلون أزرق سماوي مع بقع بنية متناثرة تتركز‬
‫يُظهر طائر الزرزور‬ ‫ً‬
‫وعادة‬ ‫من نظيراتها التي تعيش في البيئات الطبيعية‪.‬‬ ‫أيض ًا‪ ،‬من استخدام مواد جديدة في بناء أعشاشها‪،‬‬ ‫وهو طائر يفوقه من حيث الوزن بمقدار ‪ 10‬أو ‪ 12‬ضعف ًا!‬ ‫س ْمك ًا‪ .‬وتحتضن األنثى وحدها‬‫في نهاية الطرف األكثر ُ‬
‫االستثنائي‪ ،‬رغم قلة‬
‫األسود أربع سمات‬ ‫ما تضع الطيور التي تعشش في المدن والبلدات‬ ‫مثل شجرة الطرفاء (وهي شجرة شائعة في المشاهد‬ ‫حيث قبض الزرزور الصغير نسبي ًا على الصقر لمدة ثانيتين‬ ‫البيض مدة ‪ 17 - 15‬يوم ًا‪ ،‬بينما يحرس الذكر العش‪ ،‬وهما‬ ‫عدد األعشاش التي‬
‫كر من الموسم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهي‬ ‫بيوضها في وقت ُم ْب ِ‬ ‫الحضرية)‪ ،‬وفي تبطين أعشاشها من منتجات موجودة‬ ‫صراخ ًا ُمد ِّوي ًا‪ )580(،‬تارك ًا الصقر مرتعداً ومجروح ًا في‬
‫مطلق ًا ُ‬ ‫يتعاونان مع ًا في إطعام الفراخ خالل فترة التعشيش‬ ‫خضعت للدراسات‪،‬‬
‫متم ّيزة لألنواع‬
‫تضع حضنات أصغر‪ ،‬وتُنتج فراخ ًا ذات كتلة جسم أقل‪،‬‬ ‫في المشاهد الحضرية‪ ،‬مثل القماش والورق‪.‬‬ ‫كبريائه‪.‬‬ ‫التي تستغرق ‪ 31 - 28‬يوم ًا لمدة أسبوع أو نحوه بعد‬
‫التي تعشش في‬ ‫مغادرة العش‪ ،‬ثم تُ َ‬
‫إلى أننا قد نكتشف‬
‫وينجو عدد أقل من الفراخ القادرة على الطيران مع كل‬ ‫ثالث ًا‪ ،‬تتبع طيور الزرزور األسود نظام ًا غذائي ًا قارت ًا بعض‬ ‫في السياق ذاته‪ ،‬يُ َع ُّد البيض الملون والمرقش الذي‬ ‫تجمعات شابة بعد‬
‫ّ‬ ‫ش ِّكل الفراخ‬
‫المناطق الحضرية‪،‬‬ ‫محاولة تعشيش‪ .‬ويُعزى ذلك لوفرة الطعام الفائض‬ ‫الشيء‪ ،‬حيث تتغذى على مجموعة كبيرة من الفاكهة‬ ‫تتسم به طيور الزرزور األسود‪ ،‬مثيراً للدهشة إلى حد ما‪،‬‬ ‫نحو أسبوعين من مغادرتها العش‪ ،‬علم ًا أن الزوج يحاول‬ ‫مجموعة واسعة‬
‫وهي أنها تعشش‬ ‫من اإلنسان في المناطق الحضرية التي تسمح للطيور‬ ‫والحشرات األرضية‪ ،‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن نسبة عالية من‬ ‫حيث تشترك الطيور التي تعشش في الحفر بوضع‬ ‫أحيان ًا تربية حضنة ثانية‪ ،‬وغالب ًا ما يعيد استخدام العش‬ ‫من السلوكيات‬
‫البالغة بالمحافظة على وزن جسم أفضل خالل فصل‬ ‫األنواع التي تعشش في المناطق الحضرية إما هي من‬ ‫بيوض ذات لون أبيض لؤلؤي‪ .‬والسبب في اختالف ألوان‬ ‫نفسه‪ .‬وتنتج األعشاش الحضرية ‪ 23 - 13‬فرخ ًا قادراً على‬ ‫المثيرة لالهتمام‬
‫في التجاويف‪ ،‬وأنها‬ ‫ً‬
‫كر‪ .‬ورغم‬
‫الشتاء‪ ،‬ما يؤدي إلى وضع البيض بوقت ُم ْب ِ‬ ‫القوارت‪ ،‬أو آكالت البذور‪ )585(.‬وكما هو مذكور أعاله‪ ،‬تُظهر‬ ‫استجابة تكيفية لتطفل‬ ‫البيض والزخارف غالب ًا ما يكون‬ ‫الطيران لكل زوج في كل محاولة تعشيش‪ )576(.‬وبالمثل‪،‬‬
‫من القوارت‪ .‬كما‬ ‫في حال أجريت‬
‫ذلك‪ ،‬إال أن الفراخ ال تحصل سوى على القليل من الفائدة‬ ‫طيور الزرزور األسود مرونة كبيرة في نظامها الغذائي‪ ،‬إذ‬ ‫إناث الوقواق (ألن اإلناث التي يكون بيضها معروف ًا‬ ‫لم يُسجَّ ل أكثر من ثالثة من صغار الزرزور مع األزواج البالغة‬
‫أنها تظهر مرونة‬ ‫الغذائية التي يمكن الحصول عليها لو كانت من مصادر‬ ‫تستهلك اآلن مجموعة واسعة من أنواع النباتات الغريبة‬ ‫بالنسبة لها‪ ،‬لديها فرصة أكبر لتحديد ما إذا كان ثمة أنثى‬ ‫(‪)577‬‬
‫في المملكة‪.‬‬ ‫دراسات شاملة‬
‫سلوكية ملحوظة‪،‬‬ ‫ً‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬تعاني الفراخ من انخفاض‬ ‫غذاء طبيعية‪.‬‬ ‫الشائعة في المناطق الحضرية وما يحيطها‪.‬‬ ‫وقواق قد وضعت بيضة غريبة في عشها أم ال)‪ )581(.‬ولكن‪،‬‬ ‫ورغم أن قلة قليلة من أعشاش الزرزور خضعت للدراسة‪،‬‬ ‫للزرزور األسود‪.‬‬
‫النمو وضعف المناعة خالل مراحل نموها الحرجة‪ ،‬ما‬ ‫رابع ًا‪ ،‬تميل طيور الزرزور األسود إلى أن تكون جريئة إلى‬ ‫أي من أنواع الوقواق الموجودة في‬
‫لم يُستدل على أن ّ‬ ‫إال أنه تم اإلبالغ عن بعض المالحظات المهمة جداً‪ .‬فمث ً‬
‫ال‪،‬‬
‫وتتمتع بمزاج جريء‪.‬‬ ‫(‪)589‬‬
‫يؤدي إلى انخفاض اإلنتاجية لكل محاولة تعشيش‪.‬‬ ‫حد ما‪ ،‬وذلك بالنسبة للطيور الفردية التي تعيش في‬ ‫أي‬
‫المملكة تتطفل على أعشاش أنواع الزرزور األخرى في ّ‬
‫وال بد من إجراء مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان هذا‬ ‫المدن على األقل‪ ،‬حيث تميل الطيور الفردية التي تتمتع‬ ‫من نطاقات وجودها‪ ،‬وبالتالي فإنه من غير المحتمل أن‬ ‫الزرزور األسود من الطيور القابلة‬
‫للتكيف‪ .‬وقد أصبحت بارعة في‬ ‫ّ‬
‫األمر يؤثر على نجاح الزرزور األسود في التكاثر من عدمه‪.‬‬ ‫بــ «سلوك جريء» إلى أن تكون أكثر نجاح ًا في المدن‪،‬‬ ‫تتطفل بدورها بانتظام على أعشاش طيور الزرزور األسود‪.‬‬
‫البحث عن الغذاء في المواقع‬
‫لقدرتها على تحمل االضطرابات المتكررة بفعل البشر‬ ‫وأحد التفسيرات البديلة للبيض الملون لدى الزرزور األسود‬ ‫البشرية‪ ،‬وتم تسجيلها تستخدم‬
‫الحجارة لتكسير صدفات الحلزون‪.‬‬
‫حالته بالمملكة‬
‫(‪)586‬‬
‫وقد كشفت إحدى الدراسات الرائعة التي‬ ‫والمركبات‪.‬‬ ‫هو أن األنماط المزخرفة تعمل كدفاع ليس ضد الوقواق‬
‫أُجريت على ‪ 44‬طائراً حضري ًا شائع ًا عن أن األنواع التي‬ ‫فحسب‪ ،‬بل ضد إناث الزرزور األسود األخرى التي قد تتخلص‬
‫تشير التقديرات إلى وجود نحو ‪ 100,000‬زوج من طيور‬ ‫استعمرت بيئات حضرية مؤخراً‪ ،‬كانت أقل ترويض ًا‪ ،‬وتطير‬ ‫من بيوضها وتضعها في عش أنثى أخرى‪ )582(،‬علم ًا أنه‬
‫الزرزور األسود‪ ،‬يعشش منها نحو ‪ %35‬في المملكة‬ ‫بعيداً عند تعرضها لإلزعاج من قِ َبل اإلنسان‪ ،‬في حين أن‬ ‫تم توثيق هذا التطفل الحضري داخل النوع لدى الزرزور‬
‫العربية السعودية (انظر الجدول ‪ .)1‬ويُ َع ُّد هذا الطائر‬ ‫األنواع التي استعمرت البيئات الحضرية قبل عقود عدة‪،‬‬ ‫الشائع وفي أنواع أخرى عدة من الزرزور‪ .‬ويُرَجَّ ح حدوثه أيض ًا‬
‫شائع ًا محلي ًا‪ ،‬أو من الطيور واسعة االنتشار في الموائل‬ ‫ال تعمد إلى الطيران بعيداً‪ )587(،‬وهذا يشير إلى أن الطيور‬ ‫في أعشاش طائر الزرزور األسود‪ ،‬ال س ّيما بين األعشاش‬
‫المناسبة‪ ،‬وهو ينتشر على نطاق واسع في المناطق‬ ‫الحضرية يمكنها التكيف وراثي ًا مع الحياة في المدينة‪.‬‬ ‫المتجاورة ضمن المستعمرات المتناثرة على جوانب‬
‫المأهولة وغير المأهولة على ح ٍّد سواء‪ .‬وقد أدرج االتحاد‬ ‫وبكل تأكيد‪ ،‬تُ َع ُّد طيور الزرزور األسود التي تعيش في بيئات‬ ‫الجروف‪.‬‬
‫الدولي لحماية الطبيعة هذا الطائر على أنه غير مهدد‬ ‫أي‬
‫حضرية جريئة وتسمح للناس باالقتراب منها أكثر من ّ‬ ‫المعدلة إلى ح ٍد بعيد‬
‫ّ‬ ‫ويُشار إلى أن البيئة الحضرية‬
‫بسبب حجم تعداده المعقول ونطاق انتشاره الواسع‪،‬‬ ‫نوع متوطن آخر في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬ومن المرجح أن‬ ‫ال للطيور‪ ،‬فال يستطيع سوى بعض‬ ‫تشكل تحدي ًا هائ ً‬
‫أي دليل‬
‫كما تم تصنيفه على أنه مستقر بسبب غياب ّ‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تميل‬ ‫تصبح أكثر جرأة مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫األنواع النجاة والنمو في الموئل الجديد الناتج عن المدن‬
‫على وجود انخفاض أو تهديدات تؤخذ باالعتبار‪ .‬في‬ ‫الطيور التي تعيش في المدن إلى إظهار مستويات متزايدة‬ ‫والبلدات‪ .‬وقد حددت المراجعات واسعة النطاق السمات‬
‫المعدلة من قِ َبل‬
‫ّ‬ ‫الواقع‪ ،‬يزداد َ‬
‫شغل هذا النوع للبيئات‬ ‫(‪)588‬‬
‫من العدوان المناطقي‪ ،‬مقارنة بنظيراتها في الريف‪.‬‬ ‫التي تتشاركها األنواع التي تعشش في المناطق‬
‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫(‪)590‬‬
‫البشر‪ ،‬ويستعمر المناطق الحضرية‪.‬‬ ‫ومن المثير لالنتباه أيض ًا‪ ،‬أن أفراد الطيور التي تعيش‬ ‫الحضرية‪ ،‬والتي يُوجد عديد منها في طائر الزرزور األسود‪.‬‬
‫يقطن في عديد من المناطق المحمية بالمملكة‪.‬‬ ‫في المناطق الحضرية تميل إلى أن تكون أسوأ حا ًال‬ ‫أو ًال‪ ،‬كما هي الحال بالنسبة لعدد كبير غير متناسب من‬

‫‪381‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪380‬‬
‫تكون بحاجة إلى الشرب بانتظام (كما تم اإلبالغ عنه في‬ ‫واســعــة مــن الــعــنــاصــر الــغــذائــيــة وفــق ـ ًا لــتــوافــرهــا المحلي‬ ‫األفريقية ‪ ،Bubo africanus‬والبومة العقابية المرقطة‬
‫(‪)599‬‬
‫البومة العقابية المرقطة األفريقية)‪.‬‬ ‫والــمــوســمــي‪ ،‬بما فــي ذلــك مفصليات األرج ــل (الــعــقــارب‬ ‫‪ .Bubo africanus milesi‬ثمة حاجة إلــى دراســات وراثية‬
‫والعناكب والــخــنــافــس)‪ ،‬والــثــديــيــات الصغيرة (الــقــوارض‬ ‫للوقوف على ما إذا كان طائر البومة العقابية المرقطة‬

‫سلوك التكاثر‬
‫واألرانب البرية والقنافذ والخفافيش)‪ ،‬والطيور (بما في ذلك‬ ‫نوع ًا فرعي ًا متم ّيزاً‪ ،‬أم نوع ًا منفص ً‬
‫ال‪.‬‬
‫األنــواع الكبيرة جــداً مثل الخرشناوات‪ ،‬والحمام والصقور‬

‫الموئل‬
‫لــم تــتــم دراسـ ــة ســلــوك الــتــكــاثــر ل ــدى الــبــومــة العقابية‬ ‫وطيور أبو قرن‪ ،‬وحتى طيور الــدراج)‪ .‬كما تم رصدها تأكل‬
‫المرقطة‪ ،‬ولكن مــن المحتمل أن تكون أحــاديــة األزواج‬ ‫الــزواحــف والبرمائيات والقواقع وسرطان البحر في المياه‬
‫اجتماعي ًا ووراثي ًا استناداً إلى عديد من التقارير حول عديد‬ ‫العذبة‪ ،‬وأحيان ًا تتغذى على الحيوانات النافقة‪ )597(.‬وعند‬ ‫يمكن العثور على طيور البومة العقابية المرقطة بدءاً‬
‫مــن أن ــواع الــبــوم األخ ــرى (بما فــي ذلــك البومة العقابية‬ ‫األخ ــذ بــاالعــتــبــار أن الــبــومــة العقابية المرقطة تميل إلى‬ ‫في الجنوب الغربي من جدة بالمملكة العربية السعودية‬
‫ً‬
‫عالوة على ما سبق‪ ،‬فقد تم اإلبالغ‬ ‫(‪)600‬‬
‫المرقطة األفريقية)‪.‬‬ ‫فإنه من المفترض أن‬ ‫(‪)598‬‬
‫الوجود بالقرب من منابع المياه‪،‬‬ ‫سجِّ ل وجودها من مستوى سطح‬ ‫جنوب ًا إلى اليمن‪ .‬وقد ُ‬
‫ـادة دون ‪ 2,000‬م)‪.‬‬
‫البحر حتى ‪ 2,800‬م (رغم أنها تُوجد عـ ً‬
‫كما أنها تفضل الــوديــان فــي سفوح جبال عسير‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫من المحتمل أن تكون طيور‬
‫البومة العقابية المرقطة‬ ‫عن المناطق الوعرة التي تشتمل على خليط من األشجار‬
‫متوطنة في شبه الجزيرة‬
‫والنتوءات الصخرية‪ ،‬بما في ذلك الحافة الشرقية األكثر‬
‫بومة عقابية مرقطة‬
‫العربية‪.‬‬
‫جــفــافـ ًا مــن المرتفعات الجنوبية الغربية‪ .‬وبشكل عام‬ ‫بومة عقابية مرقطة‪ :‬طائر‬

‫‪Bubo africanus milesi‬‬


‫شبه متوطن في شبه الجزيرة‬
‫تفضل البقاء قريبة من المياه‪ ،‬ورُصــدت أثناء االستحمام‪.‬‬
‫العربية‬
‫رضة للطرد من موائلها المناسبة بسبب‬ ‫وهذه الطيور ُع َ‬
‫طيور البوم الفرعوني األكبر حجم ًا‪ ،‬وغالب ًا ما توجد البومة‬ ‫إن تصنيف البومة العقابية المرقطة ‪Bubo africanus‬‬
‫في‬ ‫(‪)593‬‬
‫العقابية المرقطة بالقرب من الموائل البشرية‪.‬‬ ‫ـد ُمبهم ًا نوع ًا مــا؛ فقديم ًا‪،‬‬
‫ـعـ ُّ‬
‫في شبه الجزيرة العربية يُـ َ‬
‫هناك حاجة إلى‬
‫الــواقــع‪ ،‬إن مــن أفــضــل األمــاكــن لــرؤيــة هــذا الطائر الليلي‬ ‫ك ــان يُعتقد أن نــطــاق وجــودهــا يشمل معظم جنوب‬ ‫دراسات وراثية‬
‫الجارح هو حول مصابيح الشوارع لدى حلول الظالم عند‬ ‫الصحراء الكبرى األفريقية‪ ،‬إضافة إلى جنوب وغرب شبه‬ ‫للوقوف على ما إذا‬
‫حافة الجرف بالقرب من تنومة في محافظة عسير‪.‬‬ ‫الــجــزيــرة العربية‪ .‬ومــع ذلــك‪َ ،‬خـ ُلــص العلماء مــؤخــراً إلى‬
‫كان طائر البومة‬
‫وجود نوعين منها في أفريقيا وحدها‪ ،‬نوع في الشمال‪،‬‬
‫العقابية المرقطة‬
‫سلوك البحث عن الغذاء‬
‫واآلخ ــر فــي الــجــنــوب‪ ،‬وأن ثمة ف ــروق طفيفة فــي الريش‬
‫بينهما‪ ،‬كما أنهما ال يتزاوجان في المناطق التي يجتمعان‬ ‫من النوع الفرعي‬
‫ـد البومة العقابية المرقطة إح ــدى الطيور الجارحة‬ ‫تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫وعلى هــذا النحو‪ ،‬أصبح يُطلق على التعداد‬ ‫(‪)591‬‬
‫فيها‪.‬‬ ‫المتم ّيز وبالتالي‬
‫الليلية بامتياز‪ .‬فهذه الطيور االستثنائية تستخدم حاسة‬ ‫الموجود في الشمال اآلن اسم البومة العقابية الرمادية‬
‫متوطن ًا في شبه‬
‫السمع غير العادية لديها ورؤيتها الليلية لتحديد موقع‬ ‫‪ ،Bubo cinerascens‬فيما احتفظ التعداد الموجود في‬
‫فريستها فــي ظــام شبه دام ــس‪ ،‬حيث تجثم مــن دون‬ ‫الجنوب باسم البومة العقابية المرقطة ‪.B. africanus‬‬
‫الجزيرة العربية‪.‬‬
‫حراك تقريب ًا‪ ،‬فوق فرٍع ما‪ ،‬قبل أن تنقض على ضحيتها غير‬ ‫ويعني تقسيم التعداد األفريقي إلى نوعين مختلفين‪،‬‬
‫المنتبهة من أعلى‪ ،‬أو أنها بــد ًال من ذلــك‪ ،‬تبحث بنشاط‬ ‫أن ما يُطلق عليه في الوقت الحاضر اسم البومة العقابية‬
‫على مستوى سطح األرض عن همسات فرائسها‪ .‬وقد تم‬ ‫المرقطة يُوجد في منطقتين متباينتين للغاية يفصل‬
‫رصدها أيض ًا‪ ،‬تبحث عن الحشرات الطائرة حول مصابيح‬ ‫بينهما نحو ‪ 3,000‬كم‪ ،‬واحدة في جنوب أفريقيا‪ ،‬واألخرى‬
‫(‪)594‬‬
‫أما في النهار‪ ،‬فإنها تعمد إلى‬ ‫إنارة الشوارع في عسير‪.‬‬ ‫في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وهــو أمــر ال يمكن االعــتــداد به‪،‬‬ ‫تجثم طيور البومة‬
‫الجثوم بين الصخور والشجيرات وأشجار النخيل‪.‬‬ ‫إذ إن التعداد العربي من البومة العقابية المرقطة هو‬
‫العقابية المرقطة‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه لم يتم اإلبالغ عن النظام الغذائي‬ ‫نــوع منفصل في حد ذاتــه‪ .‬بمعنى أنــه إذا كانت البومة‬
‫ـاف‪ ،‬ولكنه يتضمن الكثير من‬
‫نحو كـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لهذه الطيور على‬ ‫العقابية المرقطة في الجنوب األفريقي مختلفة جيني ًا‬ ‫من دون حراك تقريب ًا‬
‫الــافــقــاريــات‪ ،‬مثل الخنافس والــســرعــوف وال ــج ــراد‪ .‬ومن‬ ‫بدرجة ال تُ َم ِّكنها من التزاوج مع البومة العقابية الرمادية‬ ‫فوق فرع شجرة‬
‫المعروف أيض ًا‪ ،‬أنها تصطاد الطيور وتأكلها‪ )595(.‬وكما‬ ‫الموجودة في الشمال المتاخم مباشرة‪ ،‬فمن المؤكد‬ ‫ّ‬
‫تنقض‬ ‫ما‪ ،‬قبل أن‬
‫هي الحال بالنسبة لمعظم طيور البوم‪ ،‬فإن اإلناث أكبر‬ ‫أنــهــا أكــثــر تــمــايــزاً عــن الــبــومــة العقابية الــمــوجــودة في‬
‫على فريستها غير‬
‫بكثير من الذكور (بنسبة ‪ %25‬في هذه الحالة)‪ ،‬ما يدل‬ ‫الشمال األبعد وعبر البحر األحمر حيث شبه الجزيرة العربية‪.‬‬
‫ً‬
‫مقارنة‬ ‫على أن اإلناث قد تأسر فرائس أكبر في المتوسط‪،‬‬ ‫كما أن هــنــاك أســبــاب أخ ــرى لالشتباه فــي أن التعداد‬ ‫المنتبهة من أعلى‪،‬‬
‫بــالــذكــور (كــمــا هــو مــوضــح فــي أن ــواع الــبــومــة العقابية‬ ‫العربي من البومة العقابية المرقطة تُ َع ُّد نوع ًا منفص ً‬
‫ال‬ ‫وقد تم رصدها‬
‫(‪)596‬‬
‫األخرى‪ ،‬مثل البومة العقابية األوراسية ‪.)Bubo bubo‬‬ ‫عــن الــتــعــداد األفــريــقــي‪ ،‬فهي أصغر حجم ًا وأكــثــر سمرة‪،‬‬ ‫أيض ًا تبحث عن‬
‫ومن المرجح أن النظام الغذائي الكامل للبومة العقابية‬ ‫ّ‬
‫ظل غياب‬ ‫وقد تكون ذات أصوات مختلفة أيض ًا‪ )592(.‬وفي‬
‫البيانات الوراثية‪ ،‬عـ ً‬
‫الحشرات الطائرة‬
‫المرقطة يشبه النظام الخاص بالبومة العقابية المرقطة‬ ‫ـادة ما يتم توخي نهج حــذر يقتضي‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫األفريقية وثيقة الصلة (التي خضعت للدراسات‬ ‫بموجبه اعتبار تــعــدادي البومة العقابية المرقطة من‬ ‫حول مصابيح إنارة‬
‫أفــضــل)‪ ،‬والــتــي تــتــغــذى بشكل انــتــهــازي عــلــى مجموعة‬ ‫األن ــواع الفرعية عــمــومـ ًا‪ّ ،‬‬
‫أي البومة العقابية المرقطة‬ ‫الشوارع في عسير‪.‬‬

‫‪383‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪382‬‬
‫في حال كانت‬ ‫المرقطة الوصول إلى مرحلة النضج الجنسي في غضون‬ ‫عــن تشكيل أزواج مــن طيور البومة العقابية المرقطة‬ ‫يوجد التعداد العربي من البومة‬
‫العقابية المرقطةاألفريقية في‬
‫البومة العقابية‬ ‫عام واحد تقريب ًا‪ ،‬علم ًا أنها تعيش لمدة ‪ 10‬سنوات على‬ ‫وهو سلوك يرتبط‬ ‫(‪)601‬‬
‫ثنائيات غنائية في بعض األحيان‪،‬‬
‫جنوب غرب المملكة العربية‬
‫(‪)610‬‬
‫األقل في البرية‪.‬‬ ‫ً‬
‫عادة بالطيور التي تطور روابط أحادية األزواج طويلة األجل‪.‬‬ ‫ً‬
‫(جنوبا من جدة) وغرب‬ ‫السعودية‬
‫المرقطة نوع ًا‬ ‫اليمن وسلطنة ُعمان‪.‬‬
‫(‪ )602‬كما تم اإلبالغ عن إطالق األزواج نداءات خالل معظم‬
‫مستق ً‬
‫ال فعلي ًا‪ ،‬فإنه‬
‫حالته بالمملكة‬
‫أيام العام‪ ،‬ما يشير إلى أن الزوج يدافع عن منطقة سيادة‬
‫يُحتمل أن تكون‬ ‫متعددة األغراض على مدار العام‪ )603(.‬وتكون النداءات أكثر‬

‫حالتها بالمملكة‬ ‫يُوجد فقط ‪ 2,000‬زوج من طيور البومة العقابية المرقطة‪،‬‬ ‫(أي في بداية موسم‬‫شيوع ًا من شهر مارس حتى يونيو ّ‬
‫م ــع نــحــو ‪ %40‬مــنــهــا يــعــشــش ف ــي الــمــمــلــكــة الــعــربــيــة‬ ‫التكاثر)‪ )604(،‬ما يدل على أن النداءات الصوتية مهمة أيض ًا‬
‫«معرضة لالنقراض»‬ ‫(‪)605‬‬
‫الــســعــوديــة (انــظــر الــجــدول ‪ .)1‬وقــد أدرج االتــحــاد الــدولــي‬ ‫في اختيار الشريك والمحافظة على الروابط الزوجية‪.‬‬
‫نظراً لصغر حجم‬ ‫لحماية الطبيعة هذا النوع ضمن فئة األنواع غير المهددة‬ ‫وقــد تكون لخصائص الــريــش أيــضـ ًا‪ ،‬أهمية فــي اختيار‬
‫تعدادها الذي‬ ‫أي دليل قاطع على ما يخالف ذلك‪.‬‬
‫والمستقرة في غياب ّ‬ ‫ال‪ ،‬أظهرت دراسة أُجريت على البومة العقابية‬ ‫الشريك؛ فمث ً‬

‫ال يتعدى ‪ 2,000‬زوج‪.‬‬ ‫(‪ )611‬ويمكن للبومة العقابية المرقطة استغالل المناطق‬ ‫األوراســيــة ‪ Bubo bubo‬أنــه على الرغم من امتالك الذكور‬
‫المبنية والضواحي‪ ،‬وبالتالي فإنها من غير المحتمل أن‬ ‫واإلناث لريش متطابق ظاهري ًا‪ ،‬إال أن اإلناث لديها بالفعل‬
‫تكون عرضة لتهديد التطور العمراني‪ ،‬على الرغم من‬ ‫بقعة على الرقبة بلون فوق بنفسجي أكثر إشراق ًا‪ ،‬علم ًا‬
‫تعرض الكثير منها للقتل على الطرق بفعل اصطدامها‬ ‫أنه غير مرئي للعين البشرية‪ .‬كما تصبح هذه البقعة أكثر‬
‫وفــي حــال كانت طيور البومة العقابية‬ ‫بالمركبات‪.‬‬ ‫(‪)612‬‬
‫إشراق ًا (في عيون الطيور) خالل موسم التكاثر‪ ،‬ما يشير‬
‫المرقطة نوع ًا مستق ً‬
‫ال بالفعل‪ ،‬فإنه يُرجح أن يرتفع تصنيف‬ ‫(‪)606‬‬
‫إلى أنها زخرفة جنسية تُفيد في اختيار الشريك أيض ًا‪.‬‬
‫حالة الحماية لديها إلى «معرضة لالنقراض» نظراً لصغر‬ ‫أي ع ــش للبومة‬ ‫لــســوء ال ــح ــظ‪ ،‬ل ــم يــتــم اإلب ـ ــاغ ع ــن ّ‬
‫حجم تعدادها الذي ال يتعدى ‪ 2,000‬زوج‪.‬‬ ‫العقابية المرقطة‪ .‬وعلى فرض أنها تسلك سلوك ًا تكاثري ًا‬
‫مشابه ًا لنظيرتها األفريقية وثيقة الصلة‪ ،‬فإنه من المرجح‬

‫الخاتمة‬ ‫أي تجويف داخل‬


‫أنها تعشش في حفرة غير مبطنة ضمن ّ‬
‫جــرف‪ ،‬أو نتوء صخري‪ ،‬أو تلة ترابية‪ ،‬أو شجرة ناضجة‪ ،‬أو‬
‫كشف هــذا التحليل لــأنــواع العربية المتوطنة وشبه‬ ‫مبنى‪ ،‬أو في عش قديم ألنواع أخرى‪ ،‬أو فوق سطح األرض‬
‫المتوطنة عن أمرين على قدر بالغ من األهمية‪ )1( :‬الطيور‬ ‫مباشرة تحت شجيرة ما‪ ،‬أو بين أعشاب كثيفة‪ .‬وغالب ًا ما‬
‫المتوطنة فــي شــبــه الــجــزيــرة الــعــربــيــة مــخــلــوقــات رائــعــة‬ ‫تعيد استخدام موقع العش نفسه على مدار أعوام عدة‪،‬‬
‫وتقضي حياة رائعة؛ (‪ )2‬لم يتم دراسة الطيور المتوطنة‬ ‫ما يتسبب في امتالء الموقع بالريش وبقايا الطعام غير‬
‫في شبه الجزيرة العربية بشكل جيد‪ ،‬حيث تركزت األبحاث‬ ‫القابل للهضم‪ ،‬مثل الشعر والــعــظــام‪ .‬فــي واقــع األمــر‪،‬‬
‫من يدري ما‬ ‫األكــاديــمــيــة المفصلة عــلــى نــوعــيــن فــقــط هــمــا (الــغــاق‬ ‫يمكن لهذه الطيور استخدام بعض مــواقــع األعشاش‬
‫السلوكيات‬ ‫السقطري والثرثارة العربي)‪.‬‬ ‫لمدة تراوح بين ‪ 40 - 30‬سنة‪.‬‬
‫(‪)607‬‬

‫وأُجريت معظم البحوث تقريب ًا خارج المملكة العربية‬ ‫وعند الحديث عن البيض‪ ،‬فإن البومة العقابية المرقطة‬
‫االستثنائية التي‬
‫السعودية‪ .‬التقارير الق ّيمة أو حتى المالحظات العرَضية‬ ‫األفــريــقــيــة تــضــع بيضتين إل ــى أربـ ــع‪ ،‬حــيــث تــتــولــى األنــثــى‬
‫تظهرها أنواع الطيور‬ ‫حول سلوك التكاثر أو سلوك البحث عن الغذاء لألنواع‬ ‫الحضانة وحدها التي تبدأ بعد وضع البيضة األولى‪ ،‬ما يؤدي‬
‫العربية المتوطنة‪،‬‬ ‫األخــرى كانت قليلة جــداً؛ فعلى سبيل المثال‪ ،‬تم اإلبالغ‬ ‫إلى خــروج الفراخ بعد ‪ 30‬إلى ‪ 32‬يوم ًا بشكل غير متزامن‬
‫وما األساليب التي‬ ‫عن أقل من ‪ 6‬أعشاش في أرجاء شبه الجزيرة العربية لعدد‬ ‫وتسلسل هرمي للحجم داخل الحضنة الواحدة‪ .‬وتحتضن‬
‫‪ 16‬نوع ًا من أصل ‪ 20‬نوع ًا تمت مناقشتها‪ .‬في الواقع‪،‬‬ ‫األنثى الصغار‪ ،‬فيما تذهب الذكور للبحث عن الطعام في‬
‫تتبعها في التكيف‬
‫أي عش لثالثة أنــواع (الحجل العربي‬
‫لم يتم اإلبــاغ عن ّ‬ ‫إطــار منطقة سيادتها‪ .‬تجدر اإلشــارة إلى أن الذكر عـ ً‬
‫ـادة ما‬
‫للتغلب على األجواء‬ ‫ألي‬
‫وبومة األشجار العربية‪ ،‬وأبلق أحمر الصدر)‪ .‬بالنسبة ّ‬ ‫يحضر فرائس مقطوعة الــرأس إلى األنثى (بعد أن يتناول‬
‫الحارة بالمملكة‬ ‫شخص يُبدي اهتمام ًا بدراسة الطيور‪ ،‬فإن األنواع العربية‬ ‫أمخاخها التي تُ َع ُّد ذات قيمة غذائية عالية له) التي تقوم‬
‫العربية السعودية‪،‬‬ ‫ـد منجم ذهــب فــي انــتــظــار من‬ ‫المتوطنة بالتأكيد تُـ َ‬
‫ـعـ ُّ‬ ‫بعد ذلك بتوزيع أعضاء الفريسة على الفراخ التي بدورها‬
‫يكتشفه ويحتفي به‪.‬‬ ‫تغادر العش بعد ‪ 38 - 30‬يوم ًا‪ .‬وعادة ما تصبح قادرة على‬
‫وما التهديدات‬
‫هــذا الفصل من الكتاب يسلط الضوء على فجوات‬ ‫(‪)608‬‬
‫الطيران بشكل جيد عندما تبلغ ‪ 48‬يوم ًا‪.‬‬
‫التي تواجهها‬ ‫عديدة في فهمنا للطيور المتوطنة الغامضة في شبه‬ ‫مــن ناحية أخ ــرى‪ ،‬تمت مالحظة تــعــاون كــل مــن ذكــور‬
‫حالي ًا؟ وهل تمتلك‬ ‫الــجــزيــرة الــعــربــيــة عــلــى أم ــل أن يُــلــهــم الباحثين لــدراســة‬ ‫وإناث البومة العقابية المرقطة في إطعام الفراخ التي‬
‫هذه المجموعات‬ ‫األسرار الخفية للحياة االستثنائية للطيور في شبه الجزيرة‬ ‫قــد تبقى مــع والــديــهــا مــدة ‪ 5‬أسابيع على األق ــل‪ ،‬أو ربما‬
‫(‪)609‬‬
‫العربية‪ .‬ونأمل أن تكون هذه الدراسة نقطة انطالق لعدد‬ ‫قــبــل أن تــتــفــرق للعثور على‬ ‫حــتــى يكتمل نموها‪،‬‬
‫مقومات البقاء‬
‫هــائــل مــن ال ــدراس ــات‪ .‬وه ــذه دع ــوة لسد هــذه الفجوات‬ ‫شريك مناسب وإقامة مناطق خاصة بها‪ .‬ويمكن لطيور‬
‫ح ّية في المستقبل‬ ‫حتى نتمكن من تحصيل فهم أفضل لطيورنا الثمينة‬ ‫البومة العقابية المرقطة أن تكون مزدوجة الحضنة إذا‬
‫المنظور؟‬ ‫المتوطنة وتوفير حماية أفضل لها‪.‬‬ ‫كان الطعام وفيراً‪ .‬كما يمكن لطيور البومة العقابية‬

‫‪385‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪384‬‬
‫قليعي شائع‬

‫‪387‬‬ ‫حياة استثنائية للطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪386‬‬
‫ قائمة بأسماء كائنات حية أخرى غير الطيور‬:1 ‫الملحق‬
‫وردت في هذا المجلد‬
)‫االسم العلمي (باإلنجليزية‬ )‫االسم الشائع (باإلنجليزية‬ )‫االسم (بالعربية‬ )‫االسم العلمي (باإلنجليزية‬ )‫االسم الشائع (باإلنجليزية‬ )‫االسم (بالعربية‬

Olea chrysophylla Pandanus ‫أشجار الباندانوس‬ Acacia spp. Acacia ‫الطلح‬

Lethrinus lentjan Pink-eared Emperor ‫سمك اإلمبراطور ذي األذن الوردية‬ Medicago sativa Alfalfa ‫البرسيم‬

Opuntia spp. Prickly Pear ‫الكمثرى الشائكة‬ Aloe vera Aloe ‫الص ّبار‬

Procavia capensis Rock Hyrax ‫الوبر‬ Encrasicholina spp. Anchovies ‫األنشوفة‬

Rosa abyssinica Rosehip ‫ثمر الورود‬ Anisotes trisulcus Anisotes ‫اليانسون‬

Rumex spp. Rumex ‫أوراق الحماض‬ Lycium shawii Arabian Boxthorn ‫العوسج‬

Parexocoetus mento Sailfin Flying Fish ‫السمك الطائر الشراعي الزعانف‬ Cerastes gasperettii Arabian Horned Viper ‫الحية المقرنة العربية‬

Salvia spp. Salvia ‫السالفيا‬ Panthera pardus nimr Arabian Leopard ‫نمر عربي‬

Varanus griseus Sand Monitor ‫الورل‬ Vulpes vulpes arabica Arabian Red Fox ‫ثعلب أحمر عربي‬

Sardinella spp. Sardines ‫السردين‬ Atriplex semibaccata Australian Saltbush ‫الرُّغل التوتي‬

Selar crumenophthalmus, Atule mate Scads ‫الصال‬ Acomys dimidiatus Arabian Spiny Mouse ‫فأر شوكي عربي‬

Suaeda fruticosa Shrubby Sea-blite ‫شجيرات السويداء الحقيقية‬ Corchorus depressus Arabian Stocks ‫المواشي العربية‬

Atherino morphuslacunosus Silverside ‫السمك الفضي الجانب‬ Avicennia marina Black Mangrove ‫المانجروف األسود‬

Hemiramphus far Spotted Half-beak ‫السمك نصف المنقار المرقط‬ Herklostychthyes Blue-stripe Sardine ‫سمك السردين ذو شريط أزرق‬

Stereospermum spp. Stereospermum ‫الستيروسبيرموم‬ quadrimaculatus Calotropis ‫العشار‬

Siganus javus Streaked Rabbit-fish ‫سمك األرنب المخطط‬ Calotropis procera Cape Hare ‫األرنب‬

Hyaena hyaena Striped Hyaena ‫الضبع‬ Lepus capensis Capparis ‫الك ّبر‬

Sorgum bicolor Sugar Sorghum ‫الذرة السكرية‬ Capparis spp Cattail ‫عشبة المياه‬

Tamarix spp. Tamarisk ‫األثل‬ Typha spp. (probably T. latifolia) Common Reed ‫قصب شائع‬

Salvadora persica Toothbrush Tree ‫أشجار السواك‬ Phragmites australis Conch ‫القواقع واألصداف‬

Acacia tortilis Umbrella Thorn ‫الطلح الملتوي‬ Lambis truncata Cordia ‫أشجار كورديا‬

Delonix elata White Gul Mohur ‫البونسيانا البيضاء‬ Cordia abyssinica Date Palm ‫أشجار النخيل‬

Ziziphus spina-christi Ziziphus ‫أشجار السدر‬ Phoenix dactylifera Desert Gourd ‫القرع الصحراوي‬

Dobera glabra Zobra ‫األرك‬ Citrullus colocynthis Doum Palm ‫أشجار نخيل الدوم‬

Hyphaene thebaica Elb ‫أشجار اللبالب‬

Zizyphus spinacristi Eucalyptus ‫أشجار الكافور‬

Eucalyptus spp. Figs ‫التين‬

Ficus nitida, F. vasta Figworts ُ


‫الغدَب‬

Myoporum spp. Fruit Flies ‫ذباب الفاكهة‬

Drosophila spp. Ghaf ‫شجرة الغاف‬

Prosopis cineraria Golden Jackals ‫ابن آوى‬

Canis aureus Golden Spiny Mouse ‫الفأر الشوكي الذهبي‬

Acomys russatus Hamadryas Baboon ‫قردة الرباح‬

Papio hamadryas Hanging Tree Lichen ‫المع ّلقة‬


ُ ‫شجرة األشنة‬

Usnea spp. Honey Badger ‫ُغرَيْر العسل‬

Mellivora capensis Juncus ‫السمار‬

Juncus spp. Locusts ‫الجراد‬

Schistocerca gregaria Maerua ‫أشجار السرح‬

Maerua crassifolia Moringa ‫أشجار المورينغا‬

Moringa peregrina Myrrhs ‫المرار‬

Commiphora spp. Nubian Ibex ‫الماعز الجبلي‬

Capra nubiana Nuxia ‫نبات الرماح‬

Nuxia oppositifolia or N. congesta Oleander ‫الدفلى‬

Nerium oleander Olive ‫الزيتون‬

389 1 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 388


Anseriformes )Ducks, Geese, Swans (Anatidae Mareca penelope Eurasian Wigeon ‫صواية‬ 31
‫ قائمة بأسماء طيور المملكة العربية السعودية‬:2 ‫الملحق‬
Anseriformes )Ducks, Geese, Swans (Anatidae Anas platyrhynchos Mallard ‫خضاري‬ 32

Anseriformes )Ducks, Geese, Swans (Anatidae Anas acuta Northern Pintail ‫بلبول شمالي‬ 33

Anseriformes )Ducks, Geese, Swans (Anatidae Anas crecca Common Teal ‫حذفة شتوية‬ 34

Podicipediformes )Grebes (Podicipedidae Tachybaptus ruficollis Little Grebe ‫غطاس صغير‬ 35 ‫الترتيب‬ ‫العائلة‬ ‫االسم العلمي‬ )‫االسم الشائع (باإلنجليزية‬ )‫االسم (بالعربية‬ ‫الرقم‬
)‫(باإلنجليزية‬
Podicipediformes )Grebes (Podicipedidae Podiceps grisegena *Red-necked Grebe ‫غطاس أحمر الرقبة‬ 36
Struthioniformes Ostriches (Struthionidae) Struthio camelus Common Ostrich ‫النعامة‬ 1
Podicipediformes )Grebes (Podicipedidae Podiceps cristatus Great Crested Grebe )‫غطاس قنبرى (غطاس متوج كبير‬ 37
Galliformes Guineafowl (Numididae) Numida meleagris Helmeted Guineafowl ‫دجاجة حبشية‬ 2
Podicipediformes )Grebes (Podicipedidae Podiceps nigricollis Black-necked Grebe )‫غطاس أدرع (غطاس أسود الرقبة‬ 38
Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Coturnix coturnix Common Quail ‫سمان شائعة‬ 3
Phoenicopteriformes )Flamingos (Phoenicopteridae Phoenicopterus roseus Greater Flamingo ‫النحام الكبير‬ 39
Grouse (Phasianidae)
Phoenicopteriformes )Flamingos (Phoenicopteridae Phoeniconaias minor Lesser Flamingo ‫النحام الصغير‬ 40 Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Coturnix delegorguei Harlequin Quail 4
)‫سمان مهرجة (السمان الضاحك‬
Phaethontiformes )Tropicbirds (Phaethontidae Phaethon aethereus Red-billed Tropicbird ‫استوائي أحمر منقار‬ 41 Grouse (Phasianidae)
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Columba livia Rock Dove )‫يمامة برية (حمام جبلي‬ 42 Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Alectoris chukar Chukar ‫حجل شائع‬ 5
Grouse (Phasianidae)
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Columba palumbus Common Woodpigeon )‫ورشان (حمام الغابات‬ 43
Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Alectoris philbyi Philby’s Partridge )‫قهيبة (حجل فيلبي‬ 6
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Columba arquatrix African Olive-pigeon ‫حمامة زيتونية أفريقية‬ 44
Grouse (Phasianidae)
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Streptopelia turtur European Turtle-dove ‫القمري األوروبي‬ 45
Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Alectoris melanocephala Arabian Partridge ‫حجل عربي‬ 7
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Streptopelia lugens Dusky Turtle-dove )‫أنن (قمري نواح‬ 46 Grouse (Phasianidae)
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Streptopelia orientalis *Oriental Turtle-dove )‫قمري أصهب (قمري شرقي‬ 47 Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Ammoperdix griseogularis See-see partridge )‫طيهوج (حجل سي سي‬ 8
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Streptopelia decaocto Eurasian Collared-dove )‫فاختة أوراسية (يمام مطوق‬ 48 Grouse (Phasianidae)

Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Streptopelia roseogrisea African Collared-dove ‫فاختة أفريقية (يمام مطوق‬ 49 Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Ammoperdix heyi Sand Partridge ‫حجل رملي‬ 9
)‫أفريقي‬ Grouse (Phasianidae)

Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Streptopelia semitorquata Red-eyed Dove )‫ساق حر (يمام أحمر العين‬ 50 Galliformes Pheasants, Partridges, Turkeys, Francolinus pondicerianus **Grey Francolin ‫دراج أرمد‬ 10
Grouse (Phasianidae)
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Spilopelia senegalensis Laughing Dove )‫دبسي (يمام النخيل‬ 51
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Dendrocygna bicolor *Fulvous Whistling-duck )‫صافرة بنية (البط المصفر‬ 11
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Oena capensis Namaqua Dove )‫حمحم (يمام طويل الذيل‬ 52
(Anatidae)
Columbiformes )Pigeons, Doves (Columbidae Treron waalia Bruce’s Green-pigeon )‫رهطى (الحمامة الخضراء‬ 53
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Dendrocygna javanica *Lesser Whistling-duck ‫صافرة صغيرة‬ 12
Pterocliformes )Sandgrouse (Pteroclidae Pterocles orientalis Black-bellied Sandgrouse )‫جونية (قطا أسود البطن‬ 54 (Anatidae)
Pterocliformes )Sandgrouse (Pteroclidae Pterocles exustus Chestnut-bellied Sandgrouse )‫غطاطة (قطا كستنائي البطن‬ 55 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Oxyura leucocephala *White-headed Duck )‫بطة رخماء (بط أبيض الرأس‬ 13
Pterocliformes )Sandgrouse (Pteroclidae Pterocles senegallus Spotted Sandgrouse )‫كدرية ذنوب (قطا مرقط‬ 56 (Anatidae)

Pterocliformes )Sandgrouse (Pteroclidae Pterocles coronatus Crowned Sandgrouse 57 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Cygnus columbianus *Tundra Swan ‫تم بويكي‬ 14
)‫كدرية شائعة (قطا متوج‬
(Anatidae)
Pterocliformes )Sandgrouse (Pteroclidae Pterocles alchata Pin-tailed Sandgrouse ‫قطاة نبطاء‬ 58
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Anser anser Greylag Goose ‫إوزة ربداء‬ 15
Pterocliformes )Sandgrouse (Pteroclidae Pterocles lichtensteinii Lichtenstein’s Sandgrouse )‫كدرية حجازية (قطا مخطط‬ 59
(Anatidae)
Caprimulgiformes )Nightjars (Caprimulgidae Caprimulgus europaeus European Nightjar ‫سبد أوروبي‬ 60 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Anser albifrons Greater White-fronted Goose 16
‫إوزة غراء كبيرة‬
Caprimulgiformes )Nightjars (Caprimulgidae Caprimulgus aegyptius Egyptian Nightjar ‫سبد مصري‬ 61 (Anatidae)

Caprimulgiformes )Nightjars (Caprimulgidae Caprimulgus nubicus Nubian Nightjar ‫سبد نوبي‬ 62 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Mergellus albellus *Smew )‫مقششة بيضاء (بلقشة بيضاء‬ 17
(Anatidae)
Caprimulgiformes )Nightjars (Caprimulgidae Caprimulgus poliocephalus Montane Nightjar )‫سبد أرمد الرأس (سبد الجبال‬ 63
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Mergus serrator *Red-breasted Merganser ‫مقششة حمراء صدر‬ 18
Caprimulgiformes )Nightjars (Caprimulgidae Caprimulgus inornatus Plain Nightjar )‫سبد بهيم (سبد السهول‬ 64
(Anatidae)
Caprimulgiformes )Swifts (Apodidae Cypsiurus parvus African Palm-swift ‫سمامة نخيل أفريقية‬ 65
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Alopochen aegyptiaca *Egyptian Goose ‫إوزة مصرية‬ 19
Caprimulgiformes )Swifts (Apodidae Tachymarptis melba Alpine Swift )‫سمامة ألبية (سمامة الصرود‬ 66 (Anatidae)
Caprimulgiformes )Swifts (Apodidae Apus caffer *White-rumped Swift ‫سمامة عجزاء (سمامة بيضاء‬ 67 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Tadorna tadorna Common Shelduck ‫شهرمانة‬ 20
)‫العجز‬ (Anatidae)
Caprimulgiformes )Swifts (Apodidae Apus affinis Little Swift ‫سمامة صغيرة‬ 68 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Tadorna ferruginea Ruddy Shelduck )‫شهرمانة حمراء (بط أبو فروة‬ 21
Caprimulgiformes )Swifts (Apodidae Apus pallidus Pallid Swift ‫سمامة فاتحة‬ 69 (Anatidae)

Caprimulgiformes )Swifts (Apodidae Apus apus Common Swift ‫سمامة شائعة‬ 70 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Nettapus coromandelianus *Cotton Pygmy-goose )‫إوزة ضئيلة قطنية (حذف قطني‬ 22
(Anatidae)
Cuculiformes )Cuckoos (Cuculidae Centropus superciliosus White-browed Coucal )‫صليقاء (وقواق أبيض الحاجب‬ 71
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Marmaronetta angustirostris *Marbled Teal )‫حذفة رخامية (حذف مخطط‬ 23
Cuculiformes )Cuckoos (Cuculidae Clamator jacobinus Jacobin Cuckoo )‫وقواق أبقع (الوقواق الرزين‬ 72
(Anatidae)
Cuculiformes )Cuckoos (Cuculidae Clamator glandarius Great Spotted Cuckoo ‫وقواق أرقط كبير‬ 73
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Netta rufina Red-crested Pochard )‫بطة حمراء قنة (الونس‬ 24
Cuculiformes )Cuckoos (Cuculidae Chrysococcyx klaas Klaas’s Cuckoo ‫وقواق اكالسي‬ 74 (Anatidae)
Cuculiformes )Cuckoos (Cuculidae Chrysococcyx caprius Diederik Cuckoo ‫وقواق أخضر ظهر‬ 75 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Aythya ferina Common Pochard )‫بطة حمراء رأس (حمراوي‬ 25
Cuculiformes )Cuckoos (Cuculidae Cuculus canorus Common Cuckoo 76 (Anatidae)
‫وقواق شائع‬
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Aythya nyroca Ferruginous Duck )‫بطة كميت (حمراوي أبيض العين‬ 26
Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Rallus aquaticus Western Water Rail ‫مرعة الماء‬ 77
(Anatidae)
Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Crex crex Corncrake ‫مرعة الحقل‬ 78
Anseriformes Ducks, Geese, Swans Aythya fuligula Tufted Duck )‫بطة قنبراء (أبو خصلة‬ 27
Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Porzana porzana Spotted Crake )‫مرعة رقطاء (سلوى‬ 79
(Anatidae)
Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Zapornia parva Little Crake ‫مرعة صغيرة‬ 80 Anseriformes Ducks, Geese, Swans Spatula querquedula Garganey 28
‫حذفة صيفية‬
Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Zapornia pusilla Baillon’s Crake ‫مرعة بيلونية‬ 81 (Anatidae)

Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Amaurornis phoenicurus *White-breasted Waterhen ‫دجاجة ماء صدراء‬ 82 Anseriformes )Ducks, Geese, Swans (Anatidae Spatula clypeata Northern Shoveler )‫مجرفي منقار (أبو مجرف‬ 29

Anseriformes )Ducks, Geese, Swans (Anatidae Mareca strepera Gadwall )‫سمارية (بط سماري‬ 30

391 2 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 390


Charadriiformes )Avocets, Stilts (Recurvirostridae Recurvirostra avosetta Pied Avocet ‫نكات أبقع‬ 129 Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Porphyrio porphyrio Purple Swamphen )‫فرفر أرجواني (سحنون‬ 83

Charadriiformes )Avocets, Stilts (Recurvirostridae Himantopus himantopus Black-winged Stilt )‫طول أجنح (أبو المغازل‬ 130 Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Gallinula chloropus Common Moorhen )‫فرفر شائع (دجاجة الماء‬ 84

Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Pluvialis squatarola Grey Plover ‫زقزاق أرمد‬ 131 Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Fulica cristata *Red-knobbed Coot ‫غراء محمرة منقار‬ 85

Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Pluvialis apricaria Eurasian Golden Plover ‫زقزاق مذهب أوراسي‬ 132

Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Pluvialis fulva Pacific Golden Plover 133 Gruiformes )Rails, Gallinules, Coots (Rallidae Fulica atra Common Coot ‫غراء أوراسية‬ 86
‫زقزاق مذهب سيبيري‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Eudromias morinellus Eurasian Dotterel 134 Gruiformes )Cranes (Gruidae Anthropoides virgo Demoiselle Crane ‫الرهو‬ 87
‫زقزاق أغبر‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius hiaticula Common Ringed Plover 135 Gruiformes )Cranes (Gruidae Grus grus Common Crane ‫كركي شائع‬ 88
‫زقزاق مطوق شائع‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius dubius Little Ringed Plover 136 Otidiformes )Bustards (Otididae Tetrax tetrax *Little Bustard ‫حبارى صغيرة‬ 89
‫زقزاق مطوق صغير‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius pecuarius *Kittlitz’s Plover 137 Otidiformes )Bustards (Otididae Otis tarda *Great Bustard ‫حبارى كبيرة‬ 90
‫زقزاق كتلتزي‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius alexandrinus Kentish Plover 138 Otidiformes )Bustards (Otididae Chlamydotis macqueenii Asian Houbara ‫حبارى شرقية‬ 91
‫زقزاق إسكندري‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius mongolus Lesser Sandplover 139 Otidiformes )Bustards (Otididae Ardeotis arabs Arabian Bustard ‫حبارى عربية‬ 92
‫زقزاق الرمل الصغير‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius leschenaultii Greater Sandplover 140 Procellariiformes Southern Storm-petrels Oceanites oceanicus Wilson’s Storm-petrel ‫نوء ويلسوني‬ 93
‫زقزاق الرمل الكبير‬
)(Oceanitidae
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Charadrius asiaticus Caspian Plover ‫زقزاق قزويني‬ 141
Procellariiformes Petrels, Shearwaters Puffinus persicus *Persian Shearwater ‫جلم فارسي‬ 94
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Vanellus vanellus Northern Lapwing ‫قطقاط شمالي‬ 142
)(Procellariidae
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Vanellus spinosus Spur-winged Lapwing ‫قطقاط أشوك‬ 143 Procellariiformes Petrels, Shearwaters Bulweria fallax *Jouanin’s Petrel 95
‫نوء جوانيني‬
Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Vanellus indicus Red-wattled Lapwing ‫قطقاط أحمر لغد‬ 144 )(Procellariidae

Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Vanellus gregarius Sociable Lapwing ‫قطقاط تجمعي‬ 145 Ciconiiformes )Storks (Ciconiidae Ciconia nigra Black Stork ‫لقلق أسود‬ 96

Charadriiformes )Plovers (Charadriidae Vanellus leucurus White-tailed Lapwing ‫قطقاط أغوك‬ 146 Ciconiiformes )Storks (Ciconiidae Ciconia abdimii Abdim’s Stork ‫لقلق عابديني‬ 97

Charadriiformes )Painted-snipes (Rostratulidae Rostratula benghalensis Greater Painted-snipe ‫شنقب ملون‬ 147 Ciconiiformes )Storks (Ciconiidae Ciconia ciconia White Stork ‫لقلق أبيض غربي‬ 98

Charadriiformes )Jacanas (Jacanidae Hydrophasianus chirurgus *Pheasant-tailed Jacana )‫جاكنة ذنوب (يقنة تدرجية الذيل‬ 148 Pelecaniformes Ibises, Spoonbills Platalea leucorodia Eurasian Spoonbill )‫ملعقي منقار أوراسي (أبو ملعقة‬ 99
)(Threskiornithidae
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Numenius phaeopus Whimbrel )‫نهقة آجام (كروان الماء الصغير‬ 149
)(Scolopacidae Pelecaniformes Ibises, Spoonbills Threskiornis aethiopicus *African Sacred Ibis ‫أنوق مقدس أفريقي (أبو منجل‬ 100
)(Threskiornithidae )‫األثيوبي‬
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Numenius arquata Eurasian Curlew )‫نهقة أوراسية (كروان الماء‬ 150
)(Scolopacidae Pelecaniformes Ibises, Spoonbills Geronticus eremita Northern Bald Ibis ‫أنوق أصلع شمالي (أبو منجل‬ 101

Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Limosa lapponica Bar-tailed Godwit 151 )(Threskiornithidae )‫األصلع‬
‫قوق موشم ذنب (بقويقة‬
)(Scolopacidae )‫مخططة الذيل‬ Pelecaniformes Ibises, Spoonbills Plegadis falcinellus Glossy Ibis )‫أنوق لماع (أبو منجل الالمع‬ 102

Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Limosa limosa Black-tailed Godwit 152 )(Threskiornithidae
)‫قوق أشعل (بقويقة سوداء الذيل‬
)(Scolopacidae Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Botaurus stellaris Eurasian Bittern ‫واق أوراسي‬ 103

Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Arenaria interpres Ruddy Turnstone ‫قنبرة الماء‬ 153 Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ixobrychus minutus Common Little Bittern ‫واق صغير‬ 104
)(Scolopacidae Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ixobrychus sinensis *Yellow Bittern 105
‫واق أصفر‬
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris tenuirostris Great Knot )‫طيطوى كبيرة (الدريجة الكبيرة‬ 154
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Nycticorax nycticorax Black-crowned Night Heron ‫بلشون ليل أرأس‬ 106
)(Scolopacidae
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Butorides striata Green-backed Heron )‫بلشون محزز (بلشون أخضر الظهر‬ 107
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris canutus *Red Knot )‫طيطوى حمراء (الدريجة الحمراء‬ 155
)(Scolopacidae Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ardeola ralloides Squacco Heron )‫بلشون مذهب (واق أبيض صغير‬ 108

Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris pugnax Ruff )‫أغثر (حجوالة‬ 156 Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Bubulcus ibis Cattle Egret )‫بلشون بقر غربي (أبوقردان‬ 109
)(Scolopacidae Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ardea cinerea Grey Heron )‫بلشون أرمد (مالك الحزين‬ 110
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris falcinellus Broad-billed Sandpiper ‫طيطوى شدقاء (طيطوى عريضة‬ 157 Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ardea melanocephala Black-headed Heron ‫بلشون أرأس‬ 111
)(Scolopacidae )‫المنقار‬
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ardea goliath Goliath Heron ‫بلشون عمالق‬ 112
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris ferruginea Curlew Sandpiper ‫طيطوى نهقية (طيطوى مقوسة‬ 158
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ardea purpurea Purple Heron ‫بلشون أرجوان‬ 113
)(Scolopacidae )‫المنقار‬
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Ardea alba Great White Egret ‫بلشون كبير غربي (بلشون أبيض‬ 114
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris temminckii Temminck’s Stint ‫طيطوى تمنكية‬ 159
)‫كبير‬
)(Scolopacidae
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Egretta garzetta Little Egret ‫غرنوق أبيض صغير (بلشون أبيض‬ 115
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris subminuta *Long-toed Stint ‫طيطوى صبعاء‬ 160
)‫صغير‬
)(Scolopacidae
Pelecaniformes )Herons (Ardeidae Egretta gularis Western Reef-egret )‫غرنوق صخر هندي (بلشون الصخر‬ 116
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris alba Sanderling )‫طيطوى بيضاء (مدروان‬ 161
)(Scolopacidae Pelecaniformes )Hamerkop (Scopidae Scopus umbretta Hamerkop ‫مطرقي الرأس‬ 117

Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris alpina Dunlin ‫طيطوى دراجة‬ 162 Pelecaniformes )Pelicans (Pelecanidae Pelecanus rufescens Pink-backed Pelican ‫بجعة وردة ظهر‬ 118
)(Scolopacidae Pelecaniformes )Pelicans (Pelecanidae Pelecanus onocrotalus Great White Pelican ‫بجعة بيضاء‬ 119
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris minuta Little Stint ‫طيطوى صغيرة‬ 163 Suliformes )Frigatebirds (Fregatidae Fregata ariel *Lesser Frigatebird ‫فرقاط صغير‬ 120
)(Scolopacidae
Suliformes )Gannets, Boobies (Sulidae Sula leucogaster Brown Booby ‫أطيش بني‬ 121
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris subruficollis *Buff-breasted Sandpiper ‫طيطوى آدمة صدر (طيطوى‬ 164
Suliformes )Gannets, Boobies (Sulidae Sula dactylatra *Masked Booby ‫أطيش مبرقع‬ 122
)(Scolopacidae )‫برتقالية الصدر‬
Suliformes )Cormorants (Phalacrocoracidae Phalacrocorax carbo Great Cormorant ‫الغاق الكبير‬ 123
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Calidris melanotos *Pectoral Sandpiper ‫طيطوى نبطاء‬ 165
)(Scolopacidae Suliformes )Cormorants (Phalacrocoracidae Phalacrocorax nigrogularis Socotra Cormorant ‫الغاق السقطري‬ 124

Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Scolopax rusticola Eurasian Woodcock )‫دجاجة غاب (ديك الغاب‬ 166 Charadriiformes )Thick-knees (Burhinidae Burhinus oedicnemus Eurasian Thick-knee ‫كروان أوراسي‬ 125
)(Scolopacidae Charadriiformes )Thick-knees (Burhinidae Burhinus senegalensis *Senegal Thick-knee ‫كروان سنغالي‬ 126
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Gallinago solitaria *Solitary Snipe ‫شنقب منفرد‬ 167 Charadriiformes )Thick-knees (Burhinidae Burhinus capensis Spotted Thick-knee 127
‫كروان أرقط‬
)(Scolopacidae
Charadriiformes Oystercatchers Haematopus ostralegus Eurasian Oystercatcher )‫محاري أوراسي (آكل المحار‬ 128
)(Haematopodidae

393 2 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 392


Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Chlidonias leucopterus White-winged Tern ‫خرشنة عصماء‬ 209 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Gallinago stenura *Pintail Snipe ‫شنقب إبري ذنب‬ 168

Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Chlidonias niger Black Tern 210 )(Scolopacidae
‫خرشنة سوداء‬
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Gallinago media Great Snipe ‫شنقب كبير‬ 169
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Sterna dougallii *Roseate Tern ‫خرشنة وردة‬ 211
)(Scolopacidae
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Sterna hirundo Common Tern ‫خرشنة شائعة‬ 212
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Gallinago gallinago Common Snipe ‫شنقب شائع‬ 170
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Sterna repressa White-cheeked Tern ‫خرشنة غشواء (خرشنة بيضاء‬ 213 )(Scolopacidae
)‫الخد‬
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Lymnocryptes minimus Jack Snipe ‫شنقب صغير‬ 171
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Thalasseus bengalensis Lesser Crested Tern ‫خرشنة عرفاء صغيرة‬ 214 )(Scolopacidae
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Thalasseus sandvicensis Sandwich Tern ‫خرشنة ساندويتشية‬ 215 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Phalaropus lobatus Red-necked Phalarope ‫فلرب أحمر رقبة‬ 172
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Thalasseus bergii Greater Crested Tern ‫خرشنة عرفاء كبيرة‬ 216 )(Scolopacidae

Charadriiformes )Skuas (Stercorariidae Stercorarius longicaudus *Long-tailed Jaeger ‫كركر ذنوب‬ 217 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Phalaropus fulicarius *Red Phalarope ‫فلرب أرمد‬ 173
)(Scolopacidae
Charadriiformes )Skuas (Stercorariidae Stercorarius parasiticus Arctic Jaeger ‫كركر قطبي شمالي‬ 218
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Xenus cinereus Terek Sandpiper ‫طيطوى رملية‬ 174
Charadriiformes )Skuas (Stercorariidae Stercorarius pomarinus Pomarine Jaeger ‫كركر قشري منقار‬ 219
)(Scolopacidae
Strigiformes )Barn-owls (Tytonidae Tyto alba Common Barn-owl )‫هامة (بومة بيضاء‬ 220
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Actitis hypoleucos Common Sandpiper ‫طيطوى شائعة‬ 175
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Athene noctua Little Owl )‫صدى (بومة صغيرة‬ 221 )(Scolopacidae
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Otus pamelae Arabian Scops-owl )‫ثبج عربي (بومة األشجار العربية‬ 222 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Tringa ochropus Green Sandpiper ‫طيطوى خضراء‬ 176
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Otus scops Eurasian Scops-owl )‫ثبج أوراسي (بومة األشجار األوروبية‬ 223 )(Scolopacidae

Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Otus brucei Pallid Scops-owl 224 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Tringa erythropus Spotted Redshank ‫طيطوي حمراء الساق رقطاء‬ 177
)‫ثبج فاتح (بومة األشجار المخططة‬
)(Scolopacidae
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Asio otus *Northern Long-eared Owl ‫بومة أذناء‬ 225
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Tringa nebularia Common Greenshank ‫طيطوي أخضر الساق‬ 178
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Asio flammeus Short-eared Owl ‫بومة صمعاء‬ 226
)(Scolopacidae
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Strix hadorami Desert Tawny Owl ‫بومة الصحراء‬ 227
Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Tringa totanus Common Redshank ‫طيطوي أحمر الساق‬ 179
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Bubo ascalaphus Pharaoh Eagle-owl )‫بوهة صحراوية (بوم فرعوني‬ 228 )(Scolopacidae
Strigiformes )Typical Owls (Strigidae Bubo africanus Spotted Eagle-owl ‫بوهة رقطاء عربية (بومة عقابية‬ 229 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Tringa glareola Wood Sandpiper )‫طيطوى آجمية (طيطوى الغياض‬ 180
)‫مرقطة‬ )(Scolopacidae

Accipitriformes )Osprey (Pandionidae Pandion haliaetus Osprey ‫عقاب نسارية‬ 230 Charadriiformes Sandpipers, Snipes, Phalaropes Tringa stagnatilis Marsh Sandpiper ‫طيطوى مستنقعية‬ 181
)(Scolopacidae
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Elanus caeruleus Black-winged Kite )‫زرق شائع (الحدأة سوداء الجناح‬ 231
Charadriiformes )Buttonquails (Turnicidae Turnix sylvaticus Common Buttonquail )‫بتراء صغيرة (سمان الشجر الصغير‬ 182
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Pernis apivorus European Honey-buzzard ‫عقيب العسل أوروبية (حوام‬ 232
)‫العسل األوروبي‬ Charadriiformes )Crab-plover (Dromadidae Dromas ardeola Crab-plover ‫حنكور‬ 183

Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Pernis ptilorhynchus Oriental Honey-buzzard )‫عقيب العسل شرقية (حوام متوج‬ 233 Charadriiformes Coursers, Pratincoles Cursorius cursor Cream-coloured Courser )‫دراج شائع (كروان عسلي‬ 184
)(Glareolidae
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Gypaetus barbatus Bearded Vulture )‫ستل (النسر الملتحي‬ 234
Charadriiformes Coursers, Pratincoles Glareola pratincola Collared Pratincole ‫يسر مطوق‬ 185
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Neophron percnopterus Egyptian Vulture ‫رخمة‬ 235
)(Glareolidae
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Terathopius ecaudatus Bateleur )‫عقاب بهلوانية (العقاب المصفق‬ 236
Charadriiformes Coursers, Pratincoles Glareola nordmanni Black-winged Pratincole ‫يسر أجنح‬ 186
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Circaetus gallicus Short-toed Snake-eagle )‫صرارة (عقاب الثعابين‬ 237 )(Glareolidae
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Gyps rueppelli *Ruppell’s Vulture ‫نسر روبلي‬ 238 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Anous stolidus Brown Noddy ‫أبله بني‬ 187
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Gyps fulvus Griffon Vulture )‫نسر أوراسي (النسر األسمر‬ 239 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Hydrocoloeus minutus *Little Gull ‫نورس صغير‬ 188
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aegypius monachus Cinereous Vulture ‫نسر مسود‬ 240 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Rissa tridactyla *Black-legged Kittiwake )‫نورس أرمل (نورس كيتيويك‬ 189
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Torgos tracheliotos Lappet-faced Vulture ‫نسر آذن‬ 241 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus genei Slender-billed Gull ‫نورس مستدق المنقار‬ 190
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Clanga pomarina *Lesser Spotted Eagle ‫عقاب رقطاء صغرى‬ 242 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus ridibundus Black-headed Gull ‫نورس أرأس‬ 191
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Clanga clanga Greater Spotted Eagle ‫عقاب رقطاء كبرى‬ 243 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus cirrocephalus *Grey-headed Gull ‫نورس أرمد رأس‬ 192
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aquila rapax Tawny Eagle ‫عقاب صحماء‬ 244 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus ichthyaetus Pallas’s Gull ‫نورس أرأس كبير‬ 193
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aquila nipalensis Steppe Eagle )‫عقاب سهبية (عقاب السهول‬ 245 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus melanocephalus *Mediterranean Gull ‫نورس متوسطي‬ 194
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aquila heliaca Eastern Imperial Eagle ‫عقاب ملكي شرقي‬ 246 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus hemprichii Sooty Gull ‫نورس أسحم‬ 195
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aquila chrysaetos Golden Eagle ‫عقاب مذهب‬ 247 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus leucophthalmus White-eyed Gull )‫نورس غرب (نورس أبيض العين‬ 196
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aquila verreauxii Verreaux’s Eagle )‫عقاب خدارية (العقاب األسود‬ 248 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus canus Mew Gull ‫نورس شائع‬ 197
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Aquila fasciata Bonelli’s Eagle )‫عقاب بونلية (عقاب مخططة‬ 249 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus fuscus Lesser Black-backed Gull ‫نورس أظهر صغير‬ 198
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Hieraaetus pennatus Booted Eagle ‫عقاب مسيرة‬ 250 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus armenicus Armenian Gull ‫نورس أرميني‬ 199
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Melierax metabates Dark Chanting-goshawk ‫باشق صياح داكن (الباشق الحزين‬ 251 Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus michahellis *Yellow-legged Gull )‫نورس مجبب (نورس أصفر ساق‬ 200
)‫الترتيل‬ Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Larus cachinnans Caspian Gull 201
‫نورس قزويني‬
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Micronisus gabar Gabar Goshawk )‫باشق عابد (باشق قبر‬ 252
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Onychoprion fuscatus *Sooty Tern ‫خرشنة سخماء‬ 202
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Circus aeruginosus Western Marsh-harrier ‫مرزة مستنقعية‬ 253
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Onychoprion anaethetus Bridled Tern ‫خرشنة مقنعة‬ 203
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Circus cyaneus Hen Harrier ‫مرزة الدجاج‬ 254
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Sternula albifrons Little Tern ‫خرشنة صغيرة‬ 204
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Circus macrourus Pallid Harrier )‫مرزة بغثاء (مرزة باهتة‬ 255
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Sternula saundersi Saunders’s Tern ‫خرشنة سوندرزية‬ 205
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Circus pygargus Montagu’s Harrier )‫مرزة مونتجوية (مرزة أبوشودة‬ 256
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Gelochelidon nilotica Common Gull-billed Tern ‫خرشنة نورسية منقار‬ 206
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Accipiter badius Shikra )‫بيدق آسيوي (باشق كستنائي‬ 257
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Hydroprogne caspia Caspian Tern ‫خرشنة قزوينية‬ 207
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Accipiter brevipes Levant Sparrowhawk ‫باشق مشرقي‬ 258
Charadriiformes )Gulls, Terns, Skimmers (Laridae Chlidonias hybrida Whiskered Tern ‫خرشنة سبالء‬ 208
Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Accipiter nisus Eurasian Sparrowhawk ‫باشق أوراسي‬ 259

395 2 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 394


Passeriformes )Larks (Alaudidae Alaemon alaudipes Greater Hoopoe-lark ‫مكاء‬ 311 Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Accipiter gentilis Northern Goshawk ‫باز‬ 260

Passeriformes )Larks (Alaudidae Ramphocoris clotbey Thick-billed Lark )‫قبرة شدقاء (قبرة سميكة المنقار‬ 312 Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Haliaeetus leucoryphus *Pallas’s Fish-eagle ‫عقاب السمك باآلسية‬ 261

Passeriformes )Larks (Alaudidae Ammomanes cinctura Bar-tailed Lark ‫حمرة صبغاء‬ 313 Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Haliaeetus albicilla *White-tailed Sea-eagle ‫عقاب عكواء (عقاب البحر أبيض‬ 262

Passeriformes )Larks (Alaudidae Ammomanes deserti Desert Lark )‫حمرة صحراوية (قبرة صحراوية‬ 314 )‫الذيل‬

Passeriformes )Larks (Alaudidae Eremopterix nigriceps Black-crowned Sparrow-lark 315 Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Milvus migrans Black Kite ‫حدأة سوداء‬ 263
)‫أكبد أسود تاج (قبرة سوداء متوجة‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Mirafra javanica Horsfield’s Bushlark 316 Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Buteo buteo Eurasian Buzzard )‫عقيب شائعة (البازي الحوام‬ 264
)‫حمرة شجرية (قبرة الشجر‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Eremalauda eremodites Arabian Lark 317 Accipitriformes )Hawks, Eagles (Accipitridae Buteo rufinus Long-legged Buzzard )‫سقاوة (البازي طويل الساق‬ 265
‫قبرة عربية‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Alaudala rufescens Lesser Short-toed Lark 318 Bucerotiformes )Hornbills (Bucerotidae Lophoceros nasutus African Grey Hornbill )‫نساف أرمد أفريقي (أبو معول‬ 266
‫قبرة صبيعاء صغيرة‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Melanocorypha bimaculata Bimaculated Lark 319 Bucerotiformes )Hoopoes (Upupidae Upupa epops Common Hoopoe ‫هدهد أوراسي‬ 267
)‫عليعل (قبرة شرقية صغيرة‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Melanocorypha calandra *Calandra Lark 320 Coraciiformes )Bee-eaters (Meropidae Merops albicollis White-throated Bee-eater )‫قارية صدراء (وروار أبيض الزور‬ 268
)‫علعل (قبرة شرقية‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Calandrella eremica Rufous-capped Lark 321 Coraciiformes )Bee-eaters (Meropidae Merops cyanophrys Arabian Green Bee-eater )‫قارية خضراء (وروار أخضر عربي‬ 269
‫قبرة صبيعاء عربية‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Calandrella brachydactyla Greater Short-toed Lark 322 Coraciiformes )Bee-eaters (Meropidae Merops persicus Blue-cheeked Bee-eater )‫قارية زرقاء الخدين (وروار أزرق الخد‬ 270
‫قبرة صبيعاء كبيرة‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Eremophila bilopha Temminck’s Lark 323 Coraciiformes )Bee-eaters (Meropidae Merops apiaster European Bee-eater )‫قارية أوروبية (وروار أوروبي‬ 271
(‫حمرة قرناء صحراوية )قبرة مقرنة‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Lullula arborea *Woodlark 324 Coraciiformes )Rollers (Coraciidae Coracias benghalensis Indian Roller ‫شقراق هندي‬ 272
‫قبرة غابية‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Alauda arvensis Eurasian Skylark 325 Coraciiformes )Rollers (Coraciidae Coracias abyssinicus Abyssinian Roller ‫شقراق حبشي‬ 273
‫قبرة سماوية أوراسية‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Alauda gulgula Oriental Skylark 326 Coraciiformes )Rollers (Coraciidae Coracias garrulus European Roller ‫شقراق أوروبي‬ 274
‫قبرة سماوية مشرقية‬
Passeriformes )Larks (Alaudidae Galerida cristata Crested Lark 327 Coraciiformes )Kingfishers (Alcedinidae Alcedo atthis Common Kingfisher ‫رفراف شائع‬ 275
)‫قبرة شائعة (قبرة متوجة‬
Passeriformes )Cisticolas and Allies (Cisticolidae Cisticola juncidis Zitting Cisticola 328 Coraciiformes )Kingfishers (Alcedinidae Ceryle rudis Pied Kingfisher ‫رفراف أبقع‬ 276
‫نمنة مخططة‬
Passeriformes )Cisticolas and Allies (Cisticolidae Prinia gracilis Graceful Prinia 329 Coraciiformes )Kingfishers (Alcedinidae Halcyon smyrnensis White-breasted Kingfisher ‫رفراف أصدر‬ 277
‫نمنة ذنوب‬
Passeriformes )Reed-warblers (Acrocephalidae Arundinax aedon *Thick-billed Warbler 330 Coraciiformes )Kingfishers (Alcedinidae Halcyon leucocephala Grey-headed Kingfisher ‫رفراف أرمد الرأس‬ 278
‫دخلة سميكة المنقار‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Iduna caligata *Booted Warbler 331 Coraciiformes )Kingfishers (Alcedinidae Todiramphus chloris Collared Kingfisher ‫رفراف مطوق‬ 279
‫دخناء سوقاء‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Iduna rama *Sykes’s Warbler 332 Piciformes )Woodpeckers (Picidae Jynx torquilla Eurasian Wryneck ‫لواء أوراسي‬ 280
‫دخناء سايكسية‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Iduna pallida Olivaceous Warbler 333 Piciformes )Woodpeckers (Picidae Dendropicos dorae Arabian Woodpecker )‫قراع عربي (نقار الخشب العربي‬ 281
‫دخلة زيتونية شرقية‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Hippolais languida Upcher’s Warbler 334 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco naumanni Lesser Kestrel ‫عويسق‬ 282
‫دخلة وادية‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Hippolais olivetorum Olive-tree Warbler 335 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco tinnunculus Common Kestrel ‫عوسق‬ 283
‫دخلة شجر زيتون‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Hippolais icterina Icterine Warbler 336 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco eleonorae *Eleonora’s Falcon ‫صقر إليونوري‬ 284
‫دخلة ليمونية‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus melanopogon Moustached Warbler 337 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco concolor Sooty Falcon )‫صقر أسحم (صقر الغروب‬ 285
‫دخلة مشوربة‬
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus Sedge Warbler 338 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco columbarius Merlin ‫يؤيؤ‬ 286
‫دخلة سعدية‬
schoenobaenus Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco subbuteo Eurasian Hobby ‫شويهين أوراسي‬ 287
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus dumetorum Blyth’s Reed-warbler ‫دخناء إباليثية‬ 339 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco biarmicus Lanner Falcon ‫صقر وكري‬ 288
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus palustris Marsh Warbler ‫دخلة مستنقعية‬ 340 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco cherrug Saker Falcon ‫صقر حر‬ 289
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus scirpaceus Common Reed-warbler ‫دخلة أوراسية‬ 341 Falconiformes )Falcons, Caracaras (Falconidae Falco peregrinus Peregrine Falcon )‫كوبج (الشاهين‬ 290
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus griseldis Basra Reed-Warbler ‫دخلة بصرية‬ 342 Psittaciformes )Parrots (Psittacidae Psittacula eupatria **Alexandrine Parakeet )‫درة إسكندرية (بغبغاء نبيلة‬ 291
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus arundinaceus Great Reed-warbler ‫دخلة كبيرة‬ 343 Psittaciformes )Parrots (Psittacidae Psittacula krameri **Rose-ringed Parakeet ‫درة مطوقة (بغبغاء هندية‬ 292
Passeriformes )Reed Warblers (Acrocephalidae Acrocephalus stentoreus Clamorous Reed-warbler ‫دخلة صخباء‬ 344 )‫مطوقة‬

Passeriformes Grasshopper-warblers and Locustella luscinioides Savi’s Warbler ‫دخلة سافية‬ 345 Passeriformes )Orioles (Oriolidae Oriolus oriolus Eurasian Golden Oriole ‫صفارية أوراسية‬ 293
)Grassbirds (Locustellidae Passeriformes )Bush-shrikes (Malaconotidae Tchagra senegalus Black-crowned Tchagra ‫أخطب أرأس‬ 294
Passeriformes Grasshopper-warblers and Locustella fluviatilis *River Warbler ‫دخلة نهرية‬ 346 Passeriformes Monarch-flycatchers Terpsiphone viridis African Paradise-flycatcher ‫صائد ذباب فردوسي أفريقي‬ 295
)Grassbirds (Locustellidae )(Monarchidae
Passeriformes Grasshopper-warblers and Locustella naevia Common Grasshopper- ‫دخلة جندبية شائعة‬ 347 Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius collurio Red-backed Shrike )‫دغناش أمغر (صرد أحمر الظهر‬ 296
)Grassbirds (Locustellidae warbler
Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius phoenicuroides Red-tailed Shrike ‫صرد أحمر الذيل‬ 297
Passeriformes Swallows and Martins Delichon urbicum Northern House Martin ‫خطاف عجز‬ 348
Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius isabellinus Isabelline Shrike ‫صرد داوري‬ 298
)(Hirundinidae
Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius vittatus *Bay-backed Shrike ‫دغناش كميت ظهر‬ 299
Passeriformes Swallows and Martins Cecropis daurica Red-rumped Swallow ‫سنونو أحمرعجز‬ 349
)(Hirundinidae Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius schach *Long-tailed Shrike ‫دغناش ذنوب‬ 300

Passeriformes Swallows and Martins Hirundo rustica Barn Swallow ‫سنونو شائع‬ 350 Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius minor Lesser Grey Shrike ‫صرد رمادي صغير‬ 301
)(Hirundinidae Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius excubitor Great Grey Shrike ‫صرد رمادي كبير‬ 302
Passeriformes Swallows and Martins Ptyonoprogne rupestris Eurasian Crag Martin ‫عوهق جرفي أوراسي (خطاف‬ 351 Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius senator Woodchat Shrike ‫صرد شامي‬ 303
)(Hirundinidae )‫الشواهق األوروبي‬
Passeriformes )Shrikes (Laniidae Lanius nubicus Masked Shrike ‫صرد مبرقع‬ 304
Passeriformes Swallows and Martins Ptyonoprogne obsoleta Pale Rock Martin ‫عوهق جرفي فاتح (خطاف‬ 352
Passeriformes )Crows (Corvidae Pica asirensis Asir Magpie ‫العقعق العسيري‬ 305
)(Hirundinidae )‫الشواهق الباهت‬
Passeriformes )Crows (Corvidae Corvus ruficollis Brown-necked Raven )‫غراب أدرع (غراب بني الرقبة‬ 306
Passeriformes Swallows and Martins Neophedina cincta *Banded Martin ‫خطاف مشرط‬ 353
)(Hirundinidae Passeriformes )Crows (Corvidae Corvus rhipidurus Fan-tailed Raven )‫غداف (غراب مروحي الذيل‬ 307

Passeriformes Swallows and Martins Riparia paludicola *African Plain Martin ‫خطاف بني زور (خطاف السهول‬ 354 Passeriformes )Crows (Corvidae Corvus corone *Carrion Crow ‫غراب جيفي‬ 308
)(Hirundinidae )‫األفريقي‬ Passeriformes )Crows (Corvidae Corvus splendens **House Crow ‫غراب دوري‬ 309
Passeriformes Swallows and Martins Riparia riparia Collared Sand Martin ‫خطاف رملي‬ 355 Passeriformes )Penduline-tits (Remizidae Remiz pendulinus Eurasian Penduline-tit ‫قرقفنة أوراسية‬ 310
)(Hirundinidae

397 2 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 396


Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus menachensis Yemen Thrush ‫سمنة يمنية‬ 397 Passeriformes )Bulbuls (Pycnonotidae Pycnonotus leucotis White-eared Bulbul ‫بلبل أبيض األذن‬ 356

Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus pilaris Fieldfare ‫سمنة حقلية‬ 398 Passeriformes )Bulbuls (Pycnonotidae Pycnonotus cafer **Red-vented Bulbul )‫بلبل أكسع (بلبل أحمر العجز‬ 357

Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus torquatus *Ring Ouzel ‫سمنة مطوقة‬ 399 Passeriformes )Bulbuls (Pycnonotidae Pycnonotus xanthopygos White-spectacled Bulbul )‫كعيت (بلبل أصفر العجز‬ 358

Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus eunomus *Dusky Thrush ‫سمنة معتمة‬ 400 Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus orientalis *Eastern Bonelli’s Warbler ‫دخلة بونلية شرقية (نقشارة بونللي‬ 359

Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus atrogularis Black-throated Thrush ‫سمنة سوداء زور‬ 401 )‫الشرقية‬

Passeriformes Old World Flycatchers Cercotrichas galactotes Rufous-tailed Scrub-robin 402 Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus sibilatrix Wood Warbler )‫دخلة غابية (نقشارة الغاب‬ 360
)‫شوالة (أبو الحناء األحمر‬
)(Muscicapidae Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus inornatus *Yellow-browed Warbler ‫دخلة صفراء حاجب‬ 361
Passeriformes Old World Flycatchers Cercotrichas podobe Black Scrub-robin )‫سوادية (أبو الحناء األسود‬ 403 Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus humei *Hume’s Leaf-warbler ‫دخلة إهيومية‬ 362
)(Muscicapidae
Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus fuscatus *Dusky Warbler ‫دخلة معتمة‬ 363
Passeriformes Old World Flycatchers Muscicapa gambagae Gambaga Flycatcher ‫صائد ذباب جامباجي‬ 404
Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus trochilus Willow Warbler ‫دخلة صفصافية‬ 364
)(Muscicapidae
Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus collybita Common Chiffchaff )‫دخلة شائعة (نقشارة‬ 365
Passeriformes Old World Flycatchers Muscicapa striata Spotted Flycatcher ‫صائد ذباب أرقط‬ 405
)(Muscicapidae Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus tristis Siberian Chiffchaff ‫دخلة سيبيرية‬ 366

Passeriformes Old World Flycatchers Erithacus rubecula European Robin ‫حنائي أوروبي‬ 406 Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus umbrovirens Brown Woodland-warbler ‫دخلة غابية بنية‬ 367
)(Muscicapidae Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus nitidus *Green Warbler ‫دخلة خضراء‬ 368
Passeriformes Old World Flycatchers Irania gutturalis White-throated Robin ‫حنائي أزور‬ 407 Passeriformes )Leaf-warblers (Phylloscopidae Phylloscopus borealis *Arctic Warbler ‫دخلة قطبية شمالية‬ 369
)(Muscicapidae
Passeriformes )Bush Warblers (Scotocercidae Scotocerca inquieta Streaked Scrub-warbler )‫دخلة شجيرية (نمنة الشجر‬ 370
Passeriformes Old World Flycatchers Cyanecula svecica Bluethroat ‫زرقاء زور‬ 408
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia atricapilla Eurasian Blackcap ‫هازجة مقلنسة أوراسية (أبو‬ 371
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae )‫قلنسوة‬
Passeriformes Old World Flycatchers Luscinia luscinia Thrush Nightingale ‫العندليب‬ 409
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia borin Garden Warbler ‫هازجة حدائقية‬ 372
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Luscinia megarhynchos Common Nightingale ‫هزار شائع‬ 410
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia nana Asian Desert Warbler ‫هازجة صحراوية آسيوية‬ 373
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Ficedula parva Red-breasted Flycatcher ‫صائد ذباب أحمر الصدر‬ 411
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia nisoria Barred Warbler ‫هازجة كحالء‬ 374
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Ficedula semitorquata Semi-collared Flycatcher ‫صائد ذباب شبه مطوق‬ 412
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia leucomelaena Arabian Warbler ‫هازجة عربية‬ 375
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Ficedula albicollis *Collared Flycatcher ‫صائد ذباب تايجي‬ 413
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia crassirostris Eastern Orphean Warbler ‫هازجة حدائقية شرقية‬ 376
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Phoenicurus erythronotus Eversmann’s Redstart ‫حميراء عصماء‬ 414
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia buryi Yemen Warbler ‫هازجة يمنية‬ 377
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Phoenicurus ochruros Black Redstart ‫حميراء سوداء‬ 415
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia curruca Lesser Whitethroat ‫زوراء صغيرة‬ 378
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Phoenicurus phoenicurus Common Redstart ‫حميراء شائعة‬ 416
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia mystacea Ménétries’s Warbler ‫هازجة رأساء‬ 379
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Monticola saxatilis Rufous-tailed Rock-thrush ‫سمنة صخرية‬ 417
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia melanothorax *Cyprus Warbler ‫هازجة قبرصية‬ 380
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Monticola solitarius Blue Rock-thrush ‫سمنة صخرية زرقاء‬ 418
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia melanocephala Sardinian Warbler ‫هازجة سردينية‬ 381
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Monticola rufocinereus Little Rock-thrush ‫سمنة صخرية صغيرة‬ 419
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia cantillans Subalpine warbler ‫هازجة مغردة شرقية‬ 382
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Saxicola rubetra Whinchat )‫برقش أحمر (القليعي‬ 420
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia ruppeli Rüppell’s Warbler ‫هازجة روبلية‬ 383
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Saxicola caprata *Pied Bushchat )‫برقش أبقع (القليعي األبقع‬ 421
Passeriformes Old World Warblers and Sylvia communis Common Whitethroat ‫زوراء شائعة‬ 384
)(Muscicapidae
)Parrotbills (Sylviidae
Passeriformes Old World Flycatchers Saxicola torquatus Common Stonechat )‫برقش (القليعي الشائع‬ 422
Passeriformes )White-eyes (Zosteropidae Zosterops abyssinicus Abyssinian White-eye ‫مغربة حبشية (أبيض العين‬ 385
)(Muscicapidae
)‫الحبشي‬
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe oenanthe Northern Wheatear ‫أبلق شمالي‬ 423
Passeriformes Laughingthrushes and allies Argya squamiceps Arabian Babbler ‫ثرثارة عربي‬ 386
)(Muscicapidae
)(Leiotrichidae
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe bottae Buff-breasted Wheatear ‫أبلق أحمر صدر‬ 424
Passeriformes )Starlings (Sturnidae Sturnus vulgaris Common Starling ‫زرزور شائع‬ 387
)(Muscicapidae
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe isabellina Isabelline Wheatear 425 Passeriformes )Starlings (Sturnidae Pastor roseus Rosy Starling ‫زرزور ورد‬ 388
)‫أبلق درجي (أبلق أشهب‬
)(Muscicapidae Passeriformes )Starlings (Sturnidae Acridotheres tristis **Common Myna ‫ماينا شائعة‬ 389
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe monacha Hooded Wheatear ‫أبلق مقلنس‬ 426 Passeriformes )Starlings (Sturnidae Acridotheres ginginianus **Bank Myna ‫ماينا ضفافية‬ 390
)(Muscicapidae
Passeriformes )Starlings (Sturnidae Onychognathus tristramii Tristram’s Starling )‫ضوعة (زرزور أسود‬ 391
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe deserti Desert Wheatear ‫أبلق صحراوي‬ 427
Passeriformes )Starlings (Sturnidae Cinnyricinclus leucogaster Violet-backed Starling ‫زرزور مجوف‬ 392
)(Muscicapidae
Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus viscivorus *Mistle Thrush ‫سمنة دبقية‬ 393
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe hispanica Black-eared Wheatear ‫أبلق أغشى شرقي‬ 428
)(Muscicapidae Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus philomelos Song Thrush ‫سمنة مغردة‬ 394

Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe cypriaca Cyprus Wheatear ‫أبلق قبرصي‬ 429 Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus iliacus Redwing ‫حمراء جناح‬ 395
)(Muscicapidae Passeriformes )Thrushes (Turdidae Turdus merula Eurasian Blackbird ‫شحرور أوراسي‬ 396

399 2 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 398


Passeriformes )Finches (Fringillidae Carpodacus synoicus Sinai Rosefinch ‫حسون ورد سينائي‬ 474 Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe pleschanka Pied Wheatear ‫أبلق أبقع‬ 430

Passeriformes )Finches (Fringillidae Bucanetes githagineus Trumpeter Finch 475 )(Muscicapidae


)‫حسون كزبري (زمير وردي‬
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe moesta *Buff-rumped Wheatear ‫أبلق أحمر عجز‬ 431
Passeriformes )Finches (Fringillidae Rhodospiza obsoleta Desert Finch ‫حسون صحراوي‬ 476
)(Muscicapidae
Passeriformes )Finches (Fringillidae Rhynchostruthus percivali Arabian Grosbeak ‫أشدق عربي‬ 477
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe melanura Blackstart ‫أبلق أسود الذنب‬ 432
Passeriformes )Finches (Fringillidae Chloris chloris *European Greenfinch ‫حسون أخضر‬ 478 )(Muscicapidae
Passeriformes )Finches (Fringillidae Crithagra rothschildi Arabian Serin ‫نعار عربي‬ 479 Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe picata *Variable Wheatear ‫أبلق متغير‬ 433
Passeriformes )Finches (Fringillidae Crithagra menachensis Yemen Serin ‫نعار يمني‬ 480 )(Muscicapidae

Passeriformes )Finches (Fringillidae Linaria cannabina Common Linnet ‫حسون تفاحي‬ 481 Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe leucopyga White-crowned wheatear ‫أبلق أبيض قنة‬ 434
)(Muscicapidae
Passeriformes )Finches (Fringillidae Linaria yemenensis Yemen Linnet ‫حسون تفاحي يمني‬ 482
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe finschii Finsch’s Wheatear ‫أبلق فينشي‬ 435
Passeriformes )Finches (Fringillidae Carduelis carduelis European Goldfinch ‫حسون مذهب أوروبي‬ 483
)(Muscicapidae
Passeriformes )Finches (Fringillidae Serinus pusillus *Red-fronted Serin ‫نعار أحمر الجبهة‬ 484
Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe lugens Mourning Wheatear ‫أبلق حزين شرقي‬ 436
Passeriformes )Finches (Fringillidae Spinus spinus Eurasian Siskin ‫حسون شوكي‬ 485 )(Muscicapidae
Passeriformes Buntings and New World Emberiza melanocephala Black-headed Bunting ‫درسة رأساء‬ 486 Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe chrysopygia Red-tailed Wheatear ‫أبلق أحمرذنب‬ 437
)Sparrows (Emberizidae )(Muscicapidae
Passeriformes Buntings and New World Emberiza bruniceps *Red-headed Bunting ‫درسة حمراء رأس‬ 487 Passeriformes Old World Flycatchers Oenanthe xanthoprymna Kurdish Wheatear ‫أبلق كردي‬ 438
)Sparrows (Emberizidae )(Muscicapidae
Passeriformes Buntings and New World Emberiza calandra Corn Bunting ‫درسة قمحية‬ 488 Passeriformes )Hypocolius (Hypocoliidae Hypocolius ampelinus Hypocolius )‫سويداء (الخناق الرمادي‬ 439
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes )Sunbirds (Nectariniidae Hedydipna metallica Nile Valley Sunbird ‫تمير وادي النيل‬ 440
Passeriformes Buntings and New World Emberiza cia *Rock Bunting ‫درسة صخرية‬ 489
Passeriformes )Sunbirds (Nectariniidae Cinnyris osea Palestine Sunbird ‫تمير فلسطيني‬ 441
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes )Sunbirds (Nectariniidae Cinnyris hellmayri Arabian Sunbird ‫تمير عربي‬ 442
Passeriformes Buntings and New World Emberiza cineracea Cinereous Bunting ‫درسة ذقناء غربية‬ 490
)Sparrows (Emberizidae Passeriformes )Weavers (Ploceidae Ploceus galbula Rüppell’s Weaver )‫تبشر (نساج روبلي‬ 443

Passeriformes Buntings and New World Emberiza hortulana Ortolan Bunting ‫درسة شعيرية‬ 491 Passeriformes )Weavers (Ploceidae Ploceus manyar **Streaked Weaver )‫تبشر مخطط (نساج مخطط‬ 444
)Sparrows (Emberizidae Passeriformes )Weavers (Ploceidae Ploceus philippinus **Baya Weaver )‫تبشر بايا (نساج كستنائي‬ 445
Passeriformes Buntings and New World Emberiza caesia Cretzschmar’s Bunting ‫درسة زرقاء‬ 492 Passeriformes )Waxbills (Estrildidae Estrilda rufibarba Arabian Waxbill ‫شمعي المنقار العربي‬ 446
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes )Waxbills (Estrildidae Amandava amandava **Red Avadavat ‫مونيا حمراء (شمعي المنقار‬ 447
Passeriformes Buntings and New World Emberiza leucocephalos *Pine Bunting ‫درسة صنوبرية‬ 493
)‫األحمر‬
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes )Waxbills (Estrildidae Euodice cantans African Silverbill ‫فضي المنقار األفريقي‬ 448
Passeriformes Buntings and New World Emberiza striolata Striolated Bunting ‫درسة رفيعة تخطيط‬ 494
Passeriformes )Waxbills (Estrildidae Euodice malabarica Indian Silverbill ‫فضي المنقار الهندي‬ 449
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes Buntings and New World Emberiza tahapisi Cinnamon-breasted Bunting 495 Passeriformes )Waxbills (Estrildidae Lonchura punctulata **Scaly-breasted Munia ‫مونيا محرشفة صدر‬ 450
‫درسة قرفية صدر‬
)Sparrows (Emberizidae Passeriformes )Old World Sparrows (Passeridae Passer domesticus House Sparrow ‫عصفور دوري‬ 451
Passeriformes Buntings and New World Emberiza schoeniclus *Reed Bunting ‫درسة قصبية‬ 496 Passeriformes )Old World Sparrows (Passeridae Passer hispaniolensis Spanish Sparrow ‫عصفور إسباني‬ 452
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes )Old World Sparrows (Passeridae Passer moabiticus *Dead Sea Sparrow ‫عصفور البحر الميت‬ 453
Passeriformes Buntings and New World Emberiza aureola *Yellow-breasted Bunting ‫درسة صفراء صدر‬ 497
Passeriformes )Old World Sparrows (Passeridae Passer euchlorus Arabian Golden Sparrow ‫عصفور مذهب عربي‬ 454
)Sparrows (Emberizidae
Passeriformes )Old World Sparrows (Passeridae Carpospiza brachydactyla Pale Sparrow ‫عصفور صخري شاحب‬ 455
Passeriformes Buntings and New World Emberiza rustica *Rustic Bunting )‫درسة صدآء (درسة الريف‬ 498
)Sparrows (Emberizidae Passeriformes )Old World Sparrows (Passeridae Gymnoris xanthocollis Chestnut-shouldered Bush- ‫عصفور أصفر زور‬ 456
*sparrow
Passeriformes Buntings and New World Emberiza pusilla *Little Bunting ‫درسة صغيرة‬ 499
)Sparrows (Emberizidae Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus trivialis Tree Pipit )‫جشنة شجرية (تميرة الشجر‬ 457

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus hodgsoni *Olive-backed Pipit ‫جشنة زيتونية ظهر‬ 458

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus cervinus Red-throated Pipit ‫جشنة حمراء زور‬ 459

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus pratensis Meadow Pipit )‫جشنة مروجية (تميرة الحقول‬ 460

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus spinoletta Water Pipit )‫جشنة مائية (تميرة الماء‬ 461

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus richardi *Richard’s Pipit ‫جشنة ريتشاردية‬ 462

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus campestris Tawny Pipit )‫جشنة صحماء (تميرة الصحراء‬ 463

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus cinnamomeus African Pipit ‫تميرة أفريقية‬ 464

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Anthus similis Long-billed Pipit ‫جشنة خطماء (تميرة طويلة‬ 465
)‫المنقار‬
Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Motacilla flava Western Yellow Wagtail ‫ذعرة صفراء‬ 466

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Motacilla cinerea Grey Wagtail ‫ذعرة رمداء‬ 467

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Motacilla citreola Citrine Wagtail ‫ذعرة ليمونية‬ 468

Passeriformes )Pipits and Wagtails (Motacillidae Motacilla alba White Wagtail ‫ذعرة بيضاء‬ 469

Passeriformes )Finches (Fringillidae Fringilla coelebs *Common Chaffinch )‫شرشور ظالم (حسون القش‬ 470

Passeriformes )Finches (Fringillidae Fringilla montifringilla Brambling )‫شرشور جبلي (حسون جبلي‬ 471

Passeriformes )Finches (Fringillidae Coccothraustes *Hawfinch )‫أشدق كرزي (حسون الكرز‬ 472
coccothraustes
Passeriformes )Finches (Fringillidae Carpodacus erythrinus Common Rosefinch ‫حسون ورد شائع‬ 473

401 2 ‫الملحق‬ ‫الطيور في السعودية‬ 400


‫الهوامش‬
‫‪Al-Suhaibany 1995‬‬ ‫‪ 27‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Gil and Gahr 2002‬‬ ‫‪ 8‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 39‬‬
‫‪Martín-Vivaldi et al. 2000‬‬ ‫‪ 29‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 40‬‬
‫‪Martín-Vivaldi et al. 2002‬‬ ‫‪ 30‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 41‬‬
‫‪Martín-Vivaldi et al. 1999; 2004‬‬ ‫‪ 31‬‬ ‫‪Gavashelishvili et al. 2012; Yamac and Bilgin 2012‬‬ ‫‪ 42‬‬ ‫تم منح أنواع الطيور المتناقصة إقليمي ًا نتيجة ‪ ،1-‬والمستقرة إقليمي ًا‬ ‫‪ 11‬‬ ‫مدخل إلى المجلد األول‬
‫‪Zilberman et al. 2001a; 2001b‬‬ ‫‪ 32‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 43‬‬ ‫صفر‪ ،‬وأنواع الطيور المتزايدة إقليمي ًا ‪ .1‬خرائط توزيع أنواع الطيور تم‬
‫‪Berger et al. 2014‬‬ ‫‪ 33‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 44‬‬ ‫رسمها فوق الخريطة والنتائج التراكمية تم حسابها وفق ًا لكل منطقة‬ ‫‪www.iucnredlist.org: BirdLife International 2019a‬‬ ‫‪ 1‬‬
‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 34‬‬ ‫‪Mandaville 1986‬‬ ‫‪ 45‬‬ ‫في المملكة‪ .‬إجمالي النتائج اإلجمالية األعلى وصل إلى ‪ ،29‬في حين‬ ‫‪Symes et al. 2015‬‬ ‫ ‬
‫‪2‬‬
‫‪Zilberman et al. 2001a‬‬ ‫‪ 35‬‬ ‫‪Ibid; Miller and Cope 1996‬‬ ‫‪ 46‬‬ ‫أقل إجمالي نتائج تم تسجيله كان ‪.9-‬‬ ‫‪BirdLife International 2019a‬‬ ‫‪ 3‬‬
‫‪Goldstein et al. 1986‬‬ ‫‪ 36‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 47‬‬ ‫‪NCWCD 2003‬‬ ‫‪ 12‬‬ ‫‪Symes et al. 2015‬‬ ‫‪ 4‬‬
‫‪Berger et al. 2014‬‬ ‫‪ 37‬‬ ‫‪Hoyland 2001‬‬ ‫‪ 48‬‬ ‫‪Symes et al. 2015‬‬ ‫‪ 13‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 5‬‬
‫‪Griffith et al. 2002‬‬ ‫‪ 38‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 49‬‬ ‫‪Babbington and Roberts 2017‬‬ ‫‪ 14‬‬
‫‪Møller and Birkhead 1994‬‬ ‫‪ 39‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 50‬‬
‫‪Friedman and Remeš 2016‬‬ ‫‪ 40‬‬ ‫‪Miller 2011; Burt 2014‬‬ ‫‪ 51‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪Keynan and Yosef 2010; Antczak et al. 2012‬‬ ‫‪ 41‬‬ ‫‪Saenger 2011‬‬ ‫‪ 52‬‬
‫‪Yosef and Pinshow 1989; 2005‬‬ ‫‪ 42‬‬ ‫‪Abuelgasim and Alhosani 2014‬‬ ‫‪ 53‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫تم ابتكار نظام الخرائط الحرارية باستخدام برنامج ‪ ARCGIS 10.6.1‬من‬ ‫‪ 1‬‬
‫‪Symens and Alsuhaibany 1996‬‬ ‫‪ 54‬‬ ‫خالل تغطية خرائط نطاق األنواع الفردية من مجموعات أنواع الطيور‬
‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 55‬‬ ‫‪Magige et al. 2009; Jennings 2010‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫الموضحة في المجلد الثاني من هذا الكتاب‪ .‬مضلعات خرائط االنتشار‬
‫الفصل الخامس‬ ‫‪Miller 2011‬‬ ‫‪ 56‬‬ ‫‪Jones 2011‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫تم إدارجها وفق ًا لحدود تزايد كل فصيلة‪ .‬للتخلص من أي حدود صلبة‬
‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 57‬‬ ‫‪al-Boug unpubl. data‬‬ ‫‪ 3‬‬ ‫بشكل غير طبيعي بين المناطق المتجاورة‪ ،‬تم إدخال أعداد الفصائل‬
‫‪Chace and Walsh 2006‬‬ ‫‪ 58‬‬ ‫‪Homerin 1985‬‬ ‫‪ 4‬‬ ‫لتطوير الخريطة الحرارية‪ .‬وتم تعيين المناطق التي تكثر فيها أنواع‬
‫‪Kirby et al. 2008‬‬ ‫‪ 1‬‬
‫‪Macdougall and Turkington 2005; Grarock et al. 2013‬‬ ‫‪ 59‬‬ ‫‪Jones 2011‬‬ ‫‪ 5‬‬ ‫الطيور باللون األحمر الداكن‪ ،‬أما المناطق التي تشهد على فصائل‬
‫ مالحظة‪ :‬أنواع الطيور الـ ‪ 291‬تشمل بعض األنواع المقيمة المتكاثرة‬ ‫‪2‬‬
‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 60‬‬ ‫‪Magige et al. 2009‬‬ ‫‪ 6‬‬ ‫طيور أقل تم تعينها باللون األخضر الفاتح‪.‬‬
‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬علم ًا أن التناقض الظاهر بين هذا الرقم‬
‫‪Alhashimi, unpublished data‬‬ ‫‪ 61‬‬ ‫‪Stewart and Stewart 2015‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫‪Fagan and Holmes 2006; Blomqvist et al. 2010‬‬ ‫‪ 2‬‬
‫وعدد األنواع غير المتكاثرة الوارد ذكرها في الفصل األول ليس محل‬
‫‪Boland et al. 2017‬‬ ‫‪ 62‬‬ ‫‪Epstein 1943; Stewart and Stewart 2015‬‬ ‫‪ 8‬‬ ‫‪Symes et al. 2015‬‬ ‫‪ 3‬‬
‫خطأ ‪.‬‬
‫‪Gahbauer et al. 2015‬‬ ‫‪ 63‬‬ ‫‪Dickson 1949‬‬ ‫‪ 9‬‬ ‫تقديرات التعداد المتكاثر مأخوذة من ‪Jennings 2010‬‬ ‫ ‬
‫‪4‬‬
‫‪Gavashelishvili et al. 2012; Yamac and Bilgin 2012‬‬ ‫‪ 3‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 64‬‬ ‫‪Oddy 1991‬‬ ‫‪ 10‬‬
‫‪Birdlife International 2010a‬‬ ‫‪ 4‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 5‬‬
‫‪Burwell and Boland, unpublished data‬‬ ‫‪ 65‬‬ ‫‪Clark 2004‬‬ ‫‪ 11‬‬
‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 5‬‬ ‫‪Jennings 1999‬‬ ‫‪ 66‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 12‬‬
‫‪ 6‬بيانات منحنى المجموعة مصدرها االتحاد العالمي لصون الطبيعة‬
‫‪Birdlife International 2010b‬‬ ‫‪ 6‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 67‬‬ ‫(‪ .)IUCN‬كما أن ‪ 34‬نوع من الطيور السعودية تم إدارجها من قبل‬
‫‪Sokolov et al. 2016‬‬ ‫‪ 13‬‬
‫‪Pearson and Lack 1992; Tøttrup et al. 2012; Koleček et al. 2016‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 68‬‬ ‫‪Samour and Naldo 2005‬‬ ‫‪ 14‬‬
‫االتحاد العالمي لصون الطبيعة تم عرفيها على أن حالتها اإلقليمية‬
‫‪Tøttrup et al. 2012‬‬ ‫‪ 8‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 69‬‬ ‫‪Shobrak 2015‬‬ ‫‪ 15‬‬
‫للمجموعة غير معروف‪ ،‬في حين الحالة اإلقليمية ألنواع الطيور الـ ‪153‬‬
‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 9‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 70‬‬ ‫ ;‪Barton 2000; Enderson 2008; Seddon and Launay 2008‬‬ ‫‪16‬‬
‫المتبقية التي يتم تسجيلها بشكل مستمر في المملكة العربية‬
‫‪BirdLife International 2010c‬‬ ‫‪ 10‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 71‬‬ ‫‪Shobrak 2015‬‬
‫السعودية لم يتم تقييمها بعد من االتحاد العالمي لصون الطبيعة‪.‬‬
‫‪Vágási et al. 2016‬‬ ‫‪ 11‬‬ ‫‪Jennings 1999‬‬ ‫‪ 72‬‬ ‫تقييمات التعداد المتكاثر مصدرها ‪.Jennings 2010‬‬
‫‪Sokolov et al. 2016‬‬ ‫‪ 17‬‬
‫‪Minias et al. 2015‬‬ ‫‪ 12‬‬ ‫‪Babbington and Roberts 2017‬‬ ‫‪ 73‬‬ ‫تم منح كل فصيلة إحدى النتائج أدناه وفق ًا للمنحنى اإلقليمي‬ ‫‪ 7‬‬
‫‪Kaboli et al. 2007‬‬ ‫‪ 13‬‬ ‫‪Kempe and Driks 2008‬‬ ‫‪ 74‬‬ ‫للمجموعة الموضوع من قِبَل االتحاد الدولي لحماية الطبيعة‪1 :‬‬
‫‪La Sorte et al. 2013‬‬ ‫‪ 14‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 75‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫= متزايد؛ ‪ = 0.5‬متوقع تزايده؛ صفر = مستقر؛ ‪ = 0.5-‬متوقع تناقصه؛‬
‫‪Klaassen et al. 2011‬‬ ‫‪ 15‬‬ ‫‪Newton and Symens 1995; Jennings 2010‬‬ ‫‪ 76‬‬ ‫‪ = 1-‬يتناقص؛ ‪ = 2-‬يتناقص بشدة‪ .‬القيم الرقمية أعلى من صفر‬
‫‪Spaar 1997‬‬ ‫‪ 16‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 77‬‬ ‫‪PERSGA/GEF 2003‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫تشير إلى أن أنواع الطيور تتزايد‪ ،‬في حين القيم الرقمية أقل من‬
‫‪Sapir et al. 2010‬‬ ‫‪ 17‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 2‬‬ ‫صفر تشير إلى أن أنواع الطيور تتناقص‪ ،‬أما الرقم صفر فيشير إلى‬
‫‪Mellone et al. 2011‬‬ ‫‪ 18‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 3‬‬ ‫أنها مستقرة‪ .‬أحجام العينات لكل نوع موئل كما يلي‪ :‬المناطق‬
‫‪Buechley et al. 2018‬‬ ‫‪ 19‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫‪Bruckner et al. 2013‬‬ ‫‪ 4‬‬ ‫العمرانية‪ :‬األعداد المدروسة = ‪14‬؛ الشاطئية والبحرية‪ :‬األعداد المدروسة‬
‫‪Evans 1994‬‬ ‫‪ 20‬‬ ‫‪Kathiresan and Bingham 2001‬‬ ‫‪ 5‬‬ ‫= ‪23‬؛ المزارع‪ :‬األعداد المدروسة = ‪26‬؛ المرتفعات‪ :‬األعداد المدروسة‬
‫‪Schmaljohann et al. 2008‬‬ ‫‪ 21‬‬ ‫‪ 1‬تم حساب هذا الرقم من خالل تلخيص جميع أحجام التعداد التكاثري‬ ‫‪Nagelkerken et al. 2008‬‬ ‫‪ 6‬‬ ‫= ‪21‬؛ المناطق القاحلة‪ /‬مناطق الطلح‪ :‬األعداد المدروسة = ‪78‬؛‬
‫‪Engel et al. 2006‬‬ ‫‪ 22‬‬ ‫السنوي (كما وردت في المجلد الثاني) ولجميع أنواع الطيور المتكاثرة‬ ‫‪Babbington et al. 2019‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫األراضي الرطبة‪ :‬األعداد المدروسة = ‪ .26‬ال يوجد فرق كبير بين أعداد‬
‫‪Adamík et al. 2016‬‬ ‫‪ 23‬‬ ‫الـ ‪ 219‬في المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪Babbington and Roberts 2014‬‬ ‫‪ 8‬‬ ‫الطيور المتكاثرة في كل نوع من الموائل (‪ANOVA: F5,188=1.5,‬‬
‫‪Bairlein 1985‬‬ ‫‪ 24‬‬ ‫مُبكر من الموسم‬
‫ِ‬ ‫ تبادر الطيور األكبر حجم ًا إلى التكاثر في وقت‬ ‫‪2‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 9‬‬ ‫‪)P=0.2‬؛ لكن ثمة اختالف إحصائي بارز في منحنيات مجموعات‬
‫‪Biebach et al. 1986‬‬ ‫‪ 25‬‬ ‫(‪ .)Linear regression: F1,208=9.3, P<0.001‬األمر نفسه يقتصر على‬ ‫‪Almahasheer et al. 2016‬‬ ‫‪ 10‬‬ ‫أنواع الطيور وفق ًا لنوع الموئل (‪.)ANOVA: F5,188=8.7, P<0.001‬‬
‫‪Liechti and Schaller 1999‬‬ ‫‪ 26‬‬ ‫الطيور األثقل وزن ًا (‪ ،)Linear regression: F1,205=3.6, P=0.004‬في‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 11‬‬
‫‪Scott 2011‬‬ ‫‪ 27‬‬ ‫حين اس ُتثنيت الطيور البحرية من هذا التحليل (‪Linear Regression:‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 12‬‬ ‫فصائل الطيور المتواجدة بشكل رئيس في الموائل البشرية‬
‫‪Sapir et al. 2004‬‬ ‫‪ 28‬‬ ‫‪ .)F1,195=9.4, P<0.001‬مالحظة‪ :‬هذا التحليل ال يأخذ في الحسبان‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 13‬‬ ‫(المزارع‪ ،‬المناطق العُ مرانية‪ ،‬الحدائق‪ ،‬األراضي الرطبة) من شأنها‬
‫‪Barboutis et al. 2014‬‬ ‫‪ 29‬‬ ‫اعتبارات النشأة والتطور‪.‬‬ ‫‪Jennings et al. 2010‬‬ ‫‪ 14‬‬ ‫أن تشهد نمواً (بنحو = ‪ ،)0.36‬بينما الطيور التي تقطن الموائل‬
‫‪Gill et al. 2009; Piersma 1998‬‬ ‫‪ 30‬‬ ‫‪Shobrak 1998‬‬ ‫‪ 3‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 15‬‬ ‫الطبيعية (المناطق القاحلة‪ ،‬المناطق الشجرية‪ ،‬المناطق‬
‫‪Witter and Cuthill 1993; Dietz et al. 2007‬‬ ‫‪ 31‬‬ ‫‪Williams et al. 1999‬‬ ‫ ‬
‫‪4‬‬ ‫‪Miller and Cope 1996‬‬ ‫‪ 16‬‬ ‫المرتفعة‪ ،‬المناطق الشاطئية والبحرية) من شأنها أن تشهد تناقص ًا‬
‫‪Kullberg et al. 1996‬‬ ‫‪ 32‬‬ ‫‪Champagne et al. 2012‬‬ ‫‪ 5‬‬ ‫‪Hegazy et al. 1998‬‬ ‫‪ 17‬‬ ‫ً‬
‫عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫(بنحو = ‪0.19-‬؛ ‪.)ANOVA: F1,188=37.7, P<0.0001‬‬
‫‪Bauchinger et al. 2005‬‬ ‫‪ 33‬‬ ‫‪Williams and Tieleman 2005; Haugen et al. 2003‬‬ ‫‪ 6‬‬ ‫‪Edgell 2006‬‬ ‫‪ 18‬‬ ‫فإن الطيور المقيمة في الموائل الطبيعية تميل إلى الضعف‪،‬‬
‫‪Kvist and Lindström 2003‬‬ ‫‪ 34‬‬ ‫‪Tieleman et al. 2002; 2003‬‬ ‫‪ 7‬‬ ‫‪UNEP-WCMC 2013‬‬ ‫‪ 19‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالطيور المقيمة في الموائل الحضرية التي يسكنها البشر‪،‬‬
‫‪Bauchinger et al. 2005‬‬ ‫‪ 35‬‬ ‫‪Tieleman et al. 2004‬‬ ‫‪ 8‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 20‬‬ ‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬إال أن الفرق بينهما لم يكن كبيراً بشكل الفت‬
‫‪Bauchinger et al. 2009‬‬ ‫‪ 36‬‬ ‫‪Leader and Yom-tov 1998‬‬ ‫‪ 9‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 21‬‬ ‫(‪.)ANOVA: F1,188=3.5, P=0.06‬‬
‫‪Åkesson et al. 2012‬‬ ‫‪ 37‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 10‬‬ ‫‪Bird Life International 1998‬‬ ‫‪ 22‬‬ ‫انظر الهامش رقم ‪ 5‬الخاص باألساليب‪.‬‬ ‫‪ 8‬‬
‫‪Klaassen et al. 2012‬‬ ‫‪ 38‬‬ ‫‪Stagg 1992‬‬ ‫‪ 11‬‬ ‫‪Jennings 2010‬‬ ‫‪ 23‬‬ ‫رض ًة للتناقص بشكل‬ ‫من المحتمل أن تكون الطيور األثقل وزن ًا عُ َ‬ ‫‪ 9‬‬
‫‪Schmaljohann et al. 2012; Bairlein et al. 2012; 2015‬‬ ‫‪ 39‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 12‬‬ ‫‪Bird Life International 2016‬‬ ‫‪ 24‬‬ ‫مقارنة بالطيور األخف وزن ًا (‪.)ANOVA: F2,206=13.2, P<0.0001‬‬ ‫ً‬ ‫أكبر‪،‬‬
‫‪Currie et al. 2000; Pärt 2001‬‬ ‫‪ 40‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 13‬‬ ‫‪Miller and Cope 1996‬‬ ‫‪ 25‬‬ ‫ً‬
‫مقارنة بالطيور‬ ‫وبالمثل‪ ،‬من المرجح أن تتناقص الطيور األكبر حجم ًا‪،‬‬
‫‪Currie et al. 2000‬‬ ‫‪ 41‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 14‬‬ ‫‪Augustin et al. 2014‬‬ ‫‪ 26‬‬ ‫عالوة على ذلك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األصغر (‪.)ANOVA: F2,223=11.3, P<0.0001‬‬
‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 42‬‬ ‫‪Newton and Newton 1996; Shobrak 1996‬‬ ‫‪ 15‬‬ ‫‪Alatar et al. 2012‬‬ ‫‪ 27‬‬ ‫فإن الطيور األكبر واألثقل تتمتع بحالة حفظ إقليمية أقل (حجم‬
‫‪Schmaljohann et al. 2012‬‬ ‫‪ 43‬‬ ‫‪Newton and Newton 1996‬‬ ‫‪ 16‬‬ ‫‪Adgaba et al. 2016‬‬ ‫‪ 28‬‬ ‫الجسم‪linear regression, F1,258=14.8, P<0.001 :‬؛ وزن الجسم‪:‬‬
‫‪Arlt et al. 2015‬‬ ‫‪ 44‬‬ ‫‪Shobrak 1996‬‬ ‫‪ 17‬‬ ‫‪Khalik et al. 2013‬‬ ‫‪ 29‬‬ ‫‪ .)linear regression, F1,238=14.8, P<0.001‬لم يتم إدارج النعامة‬
‫‪Schmaljohann et al. 2013‬‬ ‫‪ 45‬‬ ‫‪Shobrak 2001‬‬ ‫‪ 18‬‬ ‫‪Alatar et al. 2012‬‬ ‫‪ 30‬‬ ‫في هذه التحليالت لكون حاالت الدراسة تمت لطيور في المناطق‬
‫‪Arizaga et al. 2011; Bairlein et al. 2012; 2015‬‬ ‫‪ 46‬‬ ‫‪Shobrak 1996; 2001‬‬ ‫‪ 19‬‬ ‫‪Osman et al. 2014‬‬ ‫‪ 31‬‬ ‫المحمية المسيجة‪ ،‬ولها قيم مُغايرة من حيث وزن الجسم‪ ،‬كما أن‬
‫ ‪Hasselquist 1998; Hasselquist and Bensch 2008; Węgrzyn et‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪Newton and Newton 1996‬‬ ‫‪ 20‬‬ ‫‪Probert et al. 2009‬‬ ‫‪ 32‬‬ ‫إدارجها ال يغير من النتائج‪ .‬وتظهر األنماط نفسها عندما تقتصر العينة‬
‫‪al. 2010‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 21‬‬ ‫ ‪Shaltout et al. 1997; El-Sheikh et al. 2013; Al-Rowaily et al.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫على الطيور المتكاثرة فقط‪ .‬الطيور التي تم تقييمها من قِبَل االتحاد‬
‫‪Bensch and Hasselquist 1992; Hasselquist 1998‬‬ ‫‪ 48‬‬ ‫‪Al-Suhaibany 1995‬‬ ‫‪ 22‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫الدولي لحماية الطبيعة على أنها «متوقع تزايدها» و«متوقع تناقصها»‬
‫‪Węgrzyn et al. 2010‬‬ ‫‪ 49‬‬ ‫‪Amat and Masero 2009‬‬ ‫‪ 23‬‬ ‫‪Formerly known as Mahazat as-Sayd Protected Area‬‬ ‫‪ 34‬‬ ‫و«متوقع استقرارها» يتم تصنيفها هنا على أنها «متزايدة» و«متناقصة»‬
‫ ‪Sejberg et al. 2000; Trnka and Prokop 2010‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪Al-Suhaibany 1995‬‬ ‫‪ 24‬‬ ‫‪Al-Sodany et al. 2011‬‬ ‫‪ 35‬‬ ‫و«مستقرة» على التوالي‪ .‬وفيما يلي‪ ،‬تصنيف الطيور حسب أحجامها‪:‬‬
‫‪Hasselquist 1998; Trnka and Prokop 2010‬‬ ‫‪ 51‬‬ ‫‪Ibid‬‬ ‫‪ 25‬‬ ‫‪Islam and Knutson 2008‬‬ ‫‪ 36‬‬ ‫متناقص = ‪ ،47‬مستقر = ‪ ،120‬متزايد = ‪.)56‬‬
‫‪Klaassen et al. 2014‬‬ ‫‪ 52‬‬ ‫‪Modified from Al-Suhaibany 1995‬‬ ‫‪ 26‬‬ ‫‪Saudi Geological Survey 2016‬‬ ‫‪ 37‬‬
‫‪Tieleman et al. 2004; Lepage and Lloyd 2004‬‬ ‫‪ 10‬‬

‫‪403‬‬ ‫الهوامش‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪402‬‬


Yoon et al. 2009, Yoon and Park 2011; Lee et al. 2014 189 Muzaffar et al., 2012 125 Cabezas-Diaz and Virgos 2007 58 Strandberg et al. 2009 53
Jennings 2010 190 Gubiani et al., 2012 126 del Hoyo et al. 2017b 59 Lok et al. 2015 5 4
Dodenhoff et al. 2001; Tremain et al. 2008 191 Muzaffar 2015 127 from Castell et al. 2001 60 Sillett and Holmes 2002 55
McGrady et al. 2015 56
Jennings 2010 192 Jennings 2010; Gubiani et al., 2012 128 Mourão et al. 2010 61
Brochet et al 2019 57
Jennings 2010 193 Muzaffar 2015 129 Green 1984; Casas et al. 2009 62
Jennings 2010 194 Orta et al. 2017 130 BirdLife International 2016b 63
Winkler et al. 1996 195 Orta et al. 2017 131 Jennings 2010; Jennings et al. 2010 64 ‫الفصل السادس‬
Yom Tov and Ar 1993 196 Jennings 2010 132 BirdLife International 2016b 65
Winkler et al. 1996; Jennings 2010 197 BirdLife International 2017e 133 Aliabadian et al. 2009 66 Jennings 2010 1
Cockle et al. 2011 198 Symens et al. 1993; Aspinall 1995; Jennings 2010; BirdLife
134 Rands and Rands 1987; Jennings 2010 67 Collar 2017c 2
Jennings 2010 199 International 2017e Jennings 2010 68 Bates 1936 3
Brooks 1987; Jennings 2010 200 Jennings 2010 135 cf. Sánchez-García et al. 2012 69 Goodwin 1986 4
Bairlein and Bonan 2017 201 Symens et al. 1993 136 Jennings 2010; McGowan and Kirwan 2017 70 Madge and Kirwan 2018 5
Brooks 1987 202 Jennings 2010 137 Jennings 2010 71 Birkhead 1991; Lee et al. 2003; Babbington 2016; Madge and
6
Bairlein and Bonan 2017 203 Symens and Suhaibani 1993; Symens et al. 1993, Jennings 138 McGowan and Kirwan 2017 72 .Kirwan 2018
Brooks 1987 204 2010; Muzaffar et al., 2013; BirdLife International 2017e; see Pérez-Rodríguez et al. 2006; Alkon 2015 73 Lee et al. 2016; Song et al. 2018 7
also Al-Reasi et al. 2007; Agah et al. 2007; Skoric et al. 2012 Song et al. 2018 8
Brooks 1987 205 Alkon 2015 74
Muzaffar et al., 2013 139 Magnotti et al. 2016 9
Jennings 2010 206 Alonso et al. 2008 75
cf. Ryan et al., 2012 140 Zinkivskay et al. 2009 10
Brooks 1987 207 McGowan and Kirwan 2017 76
Bates 1937 141 Lee et al. 2011 11
Peacock 2014 208 Lislevand et al. 2007 77
Pons et al. 2013 142 Prior et al. 2008 12
Dalziell et al. 2015 209 McGraw and Hill 2000 78
Jennings 2010; Holt et al. 2017a 143 Jennings 2010; Babbington 2016 13
Brooks 1987 210 Olson and Owens 1998 79
del Hoyo et al. 2017b 144 Yahya and Salamah 1996; Jennings 2010 14
Bairlein and Bonan 2017 211 Blas et al. 2006 80
del Hoyo et al. 2017b 145 del Hoyo 2017b 15
Jennings 2010 212 Pérez-Rodríguez et al. 2006 81
Smit and McKechnie 2009, 2010 146 Buitron and Nuechterlein 1985; Healy and Krebs 1993;
16
Bairlein and Bonan 2017 213 Pérez-Rodríguez and Viñuela 2008 82
Harmening and Wagner 2011 147 Feenders and Smulders 2011
Castell et al. 2001 214 Mougeot et al. 2009 83
van der Willigen 2011 148 Yahya and Salamah 1996 17
Bairlein and Bonan 2017 215 Pérez-Rodríguez et al. 2006 84
Braekevelt 1993; Braekevelt et al. 1996 149 Babbington 2016 18
Bairlein and Bonan 2017 216 Pérez-Rodríguez et al. 2013 85
Orlowski et al. 2012 150 Yahya and Salamah 1996; Babbington 2016 19
Castell et al. 2001 217 Alonso-Alvarez et al. 2012 86
Harmening and Wagner 2011 151 Birkhead 1982; Birkhead et al. 1992 20
Bibby 1979 218 McGowan and Kirwan 2017 87
Orlowski et al. 2012 152 Stanley 2002 21
Schaefer et al. 2004; Bairlein and Bonan 2017 219 Castell et al. 2001 88
Dyson et al. 1998 153 de Neve and Soler 2002; de Neve et al. 2014 22
Castell et al. 2001 220 McGowan and Kirwan 2017 89
Koch and Wagner 2002 154 Soler et al. 2001 23
Schaefer et al. 2004 221 Jennings 2010 90
von Campenhausen and Wagner 2006 155 Moreno-Rueda et al. 2007 24
Schaefer et al. 2004 222 Mourão et al. 2010 91
Koch and Wagner 2002 156 Hogstedt 1981; Husby 1986; Hochachka and Boag 1987 25
Bairlein and Bonan 2017 223 Jennings 2010 92
Takahashi 2010 157 Redondo and Castro 1992 26
Bairlein and Bonan 2017 224 Jennings 2010 93
Geyer et al. 2013 158 A. Alsuhaibany pers. obs 27
Martin et al. 2000 225 BirdLife International 2016a 94
Bachmann and Wagner 2011; Chen et al. 2012 159 Eden 1987 28
Schaefer et al. 2004 226 Jennings 2010 95
Hsu et al. 2006 160 Jennings et al. 2010 29
Schaefer et al. 2005 227 BirdLife International 2016a 96
Jennings 2010 161 J. Babbington, P. Roberts, pers. comm. 2019 30
Bairlein and Bonan 2017 228 Symens et al. 1993 97
Tobias et al. 2016 162 Bates 1936: 19 31
Schaefer et al. 2004 229 Jennings 2010 98
Jennings 2010 163 Yahya and Salamah 1996: 13 32
Bairlein and Bonan 2017 230 Semere et al. 2008 99
Galeotti et al. 1997 164 Jennings et al. 2010: 1 33
Birdlife International 2017h 231 Ogilvie-Grant and Forbes 1899 100
Severinghaus 2000 165 Ebels 2003 34
Voelker et al. 2007 232 Jennings 2010; Muzaffar 2013, 2015 101
Jennings 2010 166 Babbington 2016 35
Bowden 1987a; Porter et al. 1996; Jennings 2010 233 Jennings 2010 102
Brown et al. 1987; Holt et al. 2017a 167 Jennings et al. 2010; Babbington 2016 36
Jennings 2010 234 King 2004 103
Jennings 2010 168 Babbington 2016 37
Collar 2017a 235 Cook et al. 2017 104
Sergio et al. 2009 169 Jennings 2010; Hasanean & Almazroui 2015; Symes et al.
38
Phillips 1982; Bowden 1987a; Jennings 2010 236 cf. Bairos-Novak et al., 2015 105
J. Babbington et al unpubl. data 170 2015; Babbington 2016
Collar 2017a 237 Cook et al. 2017 106
e.g., Koenig and Mumme 1987; Koenig et al. 2015; Ligon 1970;
171 Eden 1987 39
Cornwallis and Porter 1982 238 Muzaffar 2014; Cook et al. 2017 107
Williamson et al. 2016 Frankham et al. 2014 40
Bentley-Condit et al. 2010 239 Jennings 2010 108
Jennings 2010; Winkler and Christie 2017 172 Jennings 2010 41
Phillips 1982 240 Jennings 2010; Cook et al. 2017 109
Jennings 2010 173 del Hoyo et al. 2017b 42
Henty 1986 241 Cook et al. 2017 110
Winkler et al. 1996; Jennings 2010; Winkler and Christie 2017 174 del Hoyo et al. 2017b 43
Faivre et al. 2003a,b 242 Jennings 2010 111
Winkler et al. 1996 175 Green et al. 1986 44
Collar 2017a 243 Muzaffar et al. 2017 112
Zhou et al. 2009 176 Degen et al. 1984; Sánchez-García et al. 2012 45
Bowden 1987a; Castell et al. 2001 244 Muzaffar 2015; Muzaffar et al. 2017 113
Everett 1987a; Jennings 2010 177 Jennings 2010 46
Jennings 2010 245 King 2004; Jennings 2010 114
Winkler et al. 1996 178 Judas et al. 2006 47
Collar 2017a 246 Muzaffar et al. 2017 115
Jennings 2010 179 Munro et al. 2016 48
Castell et al. 2001 247 Nettleship and Duffy 1995; Troynikov et al. 2013; Muzaffar et
116
Winkler et al. 1996 180 Jennings 2010 49
Collar 2017a 248 al. 2017
Lindell et al. 2008 181 Jennings 2010 50
Bowden 1987a; Castell et al. 2001; Jennings 2010 249 Symens et al., 1993; Muzaffar et al., 2012; Muzaffar 2015 117
Jusino et al. 2016 182 Alvarez et al. 1986 51
Castell et al. 2001; Jennings 2010 250 Jennings 2010 118
Farris et al. 2004 183 McGowan and Bonan 2017 52
Grant et al. 2000; Coe and Rotenberry 2003; Williams and
251 Orta et al. 2017 119
Vincent et al. 2007 184 Binazzi et al. 2011; Sánchez-García et al. 2016 53
Tieleman 2005 Jennings 2010; Muzaffar et al., 2012; Muzaffar 2015 120
Wygnanski-Jaffe et al. 2005 185 Bortolotti et al. 2006 54
Castell et al. 2001 252 Muzaffar et al. 2015 121
May et al. 1979 186 Bortolotti et al. 2006; Alkon 2015 55
e.g., Eurasian Blackbirds, Magrath 1989 253 Muzaffar et al., 2012 122
Lee et al. 2014 187 Rands 1988 56
Collar 2017a 254 Muzaffir 2015 123
Gibson 2006 188 Castell et al. 2001 57
data from Collar 2017a 255 Gubiani et al., 2012 124

405 ‫الهوامش‬ ‫الطيور في السعودية‬ 404


Bowden and Brooks 1987; Jennings 2010 447 Fry 1992; Brown 1993 383 Kasparek 1995 Castell et al. 2001 256
Jennings 2010 448 Martins 1987 384 Jennings 2010 322 Collar 2017a 257
Bowden and Brooks 1987 449 Jennings 2010 385 Sidas et al. 1994 323 Cresswell 1997 258
Bowden and Brooks 1987 450 Collar et al. 2017 386 Jennings 2010 324 Møller 1988; Götmark 1992 259
Dabelsteen et al. 1997; Naguib 1999; Garcia-Fernandez et al.
451 Middleton 1988; Eley 1991; Seutin et al. 1991 387 Al-Safadi and Kasparek 1995; Jennings 2010; del Hoyo et al.
325 Streif and Rasa 2001; Wysocki 2004 260
2010 Collar et al. 2017 388 2017b Slagsvold 1982 261
Amy et al. 2008 452 Jennings 2010 389 Cheke et al. 2017 326 Møller 1990 262
Garcia-Fernandez et al. 2010 453 Collar et al. 2017 390 Berger et al. 2014 327 Castell et al. 2001 263
Mennill et al. 2002 454 Gedeon and Nuemann 2004 391 del Hoyo et al. 2017b 328 Kilner 2006; Caswell Stoddard et al. 2011 264
Castell et al. 2001 455 Jennings 2010 392 Jennings 2010 329 Götmark 1992; Weidinger 2001 265
Bowden and Brooks 1987; Castell et al. 2001 456 Collar et al. 2017 393 Palestine Sunbirds: Markman 2014; Purple Sunbirds: Sethi et
330 Hatchwell et al. 1996; Weidinger 2001 266
Castell et al. 2001; Jennings 2010 457 Collar et al. 2017 394 al. 2010 Götmark et al. 1995 267
Castell et al. 2001; Jennings 2010 458 Gedeon and Neumann 2004 395 del Hoyo et al. 2017b 331 BirdLife International 2017i 268
BirdLife International 2016i 459 BirdLife International 2017g 396 Jennings 2010 332 Jennings 2010 269
del Hoyo et al. 2017b 460 Jennings 2010 397 Zilberman et al. 2001 333 BirdLife International 2017i 270
Fry 2017 461 Birdlife International 2017g 398 Birdlife International 2016d 334 Collar 2017b 271
Sridhar and Karanth 1993 462 Ogilvie-Grant 1902 399 Al-Omari et al. 2018 335 Jennings 2010 272
Boland 2004 463 Jennings 2010 400 Dymond 1996 336 Jennings 2010 273
A. Al-Omari pers. com 464 del Hoyo et al. 2017b 401 Jennings 2010 337 del Hoyo et al. 2017b 274
del Hoyo et al. 2017a 465 Jennings 2010; Clement 2017a 402 Al-Omari et al. 2018 338 Jennings 2010; Collar 2017b 275
Jennings 2010 466 Everett 1987b; Jennings 2010 403 Jennings 2010 339 del Hoyo et al. 2017b 276
Jennings 2010; del Hoyo et al. 2017a 467 Clement 2017a 404 Newton et al. 1994; J. Babbington pers. obs. 340 Jennings 2010 277
Jennings 2010; del Hoyo et al. 2017a 468 Jennings 2010 405 del Hoyo et al. 2017b 341 Jennings 2010 278
Fry 2017 469 Castell et al. 2001 406 Christensen and Porter 1987; Jennings 2010 342 Adams 2001 279
Asif 2006 470 Cardosa and Mota 2007; Mota and Cardoso 2011 407 Scholte 2010; Jennings 2010 343 Khoury and Boulad 2010 280
Jennings 2010 471 Ward et al. 2003 408 Jennings 2010 344 Adams 2001 281
Jennings 2010 472 Gil and Gahr 2002 409 cf. Sridhar et al. 2009 345 McLeod 2014 282
Fry and Fry 2010 473 Vallet and Kreutzer 1995; Vallet et al. 1998 410 McGraw and Schuetz 2004 346 Jennings 2010 283
Fry 2017 474 Vallet et al., 1998; Drăgănoiu et al. 2002 411 Hill 1996, McGraw and Hill 2000 347 Owens and Hartley 1998; Kraaijeveld 2003 284
Asif 2006 475 Kroodsma 1976; Mota 1999; Mota and Depraz 2004; Marshall 412 McGraw and Schuetz 2004 348 Jennings 2010 285
Fry 2017 476 et al. 2005 Marques et al. 2016 349 Jennings 2010 286
Fry 2017 477 Kroodsma 1976; Leitner et al. 2006 413 Cardoso et al. 2014 350 BirdLife International 2017c 287
Evans 2004 478 Schwabl, 1996 414 Stevens et al. 2011 351 Jennings 2010 288
Fry 2017 479 Tanvez et al. 2004 415 Marques et al. 2016 352 del Hoyo and Collar 2017b 289
e.g. Peters et al. 2000 480 Leitner et al. 2001; Voigt and Leitner 2008 416 Payne et al. 2017 353 Cheke and Mann 2017 290
Asif 2006 481 Jennings 2010 417 Al-Omari et al. 2018 354 Jennings 2010 291
Jennings 2010 482 del Hoyo et al. 2017b 418 C.R.J. Boland, J. Babbington and A. Alsuhaibany pers. obs.
355 Jennings 2010 292
Fry 2017 483 Castell et al. 2001; Jennings 2010 419 2017
Cheke et al. 2017 293
Lill and Fell 2007 484 Castell et al. 2001 420 Al-Omari et al. 2018 356
Al-Safadi and Kasparek 1995 294
Smalley et al. 2013 485 del Hoyo et al. 2017b 421 Al-Omari et al. 2018 357
Jennings 2010 295
A. Al-Omari pers. obs 486 Everett 1987b 422 Al-Omari et al. 2018 358
Cheke and Mann 2017 296
Fry 2017 487 del Hoyo et al. 2017b 423 del Hoyo et al. 2017b 359
Markman 2014; Nicolson and Fleming 2014 297
A. Al-Omari pers. obs 488 Castell et al. 2001 424 Birdlife International 2016h 360
Nicolson and Fleming 2014 298
Fry 2017 489 del Hoyo et al. 2017b 425 Ogilvie-Grant 1900 361
Nicolson and Fleming 2014 299
Boland 2004 490 Symes et al. 2015; Birdlife International 2016f 426 Kirwan and Grieve 2007 362
McWhorter et al. 2003 300
Fry 2017 491 ‫مثال على السلوك االجتماعي االستثنائي بين الطيور بنية‬ 427
‫ في‬ Collar et al. 2017 363
ٍ Lotz and Nicolson 1999 301
Jennings 2010 492 Dunnocks: Davies 1992; ‫ يرجى البحث في عمل‬،‫اللون الصغيرة‬ Kirwan and Grieve 2007 364
Eaton and Lanyon 2003 302
Boland 2004 493 Santos et al. 2015; Seychelles Warblers: Komdeur 1994 Jennings 2010 365
Martin and Badyaev 1996; Badyaev and Hill 2003; Shultz and
303
Superb Fairy-wrens: Double and Cockburn 2000 ‫و‬ Martins 1987; Jennings 2010 366
Fry 2017 494 Burns 2017
Everett 1987b; Jennings 2010; Clement 2017b 428 Martins 1987; Jennings 2010 367
Fry 2017 495 Folstad and Karter 1992; Boonekamp et al. 2008 304
Everett 1987b; Jennings 2010 429 Senar et al. 1993 368
Asif 2006 496 Huhta et al. 2003 305
Lima 1987 430 Senar & Camerino 1998 369
Boland 2004 497 Promislow et al. 1992 306
Pascual and Senar 2013 431 Senar and Camerino 1998 370
Smitha et al. 1999; Watve et al. 2002 498 Zilberman et al. 2001 307
Senar et al. 1993 432 McGraw and Hill 2000 371
Smitha et al. 1999; Watve et al. 2002 499 cf. Cole and Endler 2016 308
Senar and Domènech 2011 433 Stradi et al. 1995; Senar and Escobar 2002; Saks et al. 2003a;
372
BirdLife International 2017b 500 Garamszegi et al. 2007 309
Bowden and Brooks 1987; Jennings 2010; Clement 2017b 434 McGraw et al. 2005; Cardoso and Mota 2010
del Hoyo and Collar 2017a 501 Cheke et al. 2017 310
Sridhar et al. 2009 435 Lindström and Lundström 2001; Hõrak et al. 2003; Saks et al.
373
Alström et al. 2013 502 Cheke and Mann 2017 311
del Hoyo et al. 2017b 436 2003b; Aguilera and Amat 2007
BirdLife International 2016g 503 Jennings 2010 312
Jennings 2010 437 Saks et al. 2003b 374
Jennings 2010 504 Owens and Hartley 1998; Dunn et al. 2001 313
Jennings 2010 438 Aguilera and Amat 2007 375
Jennings 2010 505 Riegert et al. 2014 314
del Hoyo et al. 2017b 439 Merilä et al. 1999; Hill and McGraw 2004; Senar et al. 2005;
376
Jennings 2010; del Hoyo and Collar 2017a 506 Riegert et al. 2014; Cheke et al. 2017 315
Jennings 2010 440 Rosen and Tarvin 2006
Brown 2009 507 Jennings 2010 316
Jennings 2010 441 e.g., MacDougall and Montgomerie 2003 377
Williams et al. 1999; Cunningham 2000 508 Goldstein et al. 1986 317
del Hoyo et al. 2017b 442 Martins 1987 378
Cowan and Brown 2001 509 Jennings 2010 318
Jennings 2010 443 Collar et al. 2017 379
Champagne et al. 2012 510 Jennings 2010 319
Symes et al. 2015; Birdlife International 2016e 444 Martins 1987 380
Tieleman et al. 2002 511 Badyaev and Hill 2003 320
Jennings 2010 445 Fry 1992 381
Tieleman et al. 2003 512 Jennings 2010: a brief report of nest building by a male
321
Bowden and Brooks 1987; Jennings 2010 446 Collar et al. 2017 382
Jennings 2010 513 Arabian Sunbird in Yemen is highly unusual: Al-Safadi and

407 ‫الهوامش‬ ‫الطيور في السعودية‬ 406


‫المراجع‬
Jennings 2010 580
de Juana et al. 2017 514
Kilner 2006 581
Hedenström 1995; Hedenström and Alerstam 1996 515
Kilner 2006 582
Cresswell 1994 516
Almahasheer, H., Aljowair, A., Duarte, C. M., and Irigoien, Abuelgasim, A., and Alhosani, N. 2014. “Mapping the Chace and Walsh 2004 583
Jennings 2010 517
X. 2016. “Decadal Stability of Red Sea Mangroves”. Seasonal Variations of Chlorophyll Concentrations in Lowry et al. 2012 584
cf. Desert Larks: Afik et al. 1991 518
Estuarine, Coastal and Shelf Science 169: 164–172. the Arabian Gulf and the Gulf of Oman Using MODIS Chace and Walsh 2004 585
de Juana et al. 2017 519
Satellite Data”. The Arab World Geographer 17 (1): Lowry et al. 2012 586
Jennings 2010 520
Al-Omari, A., Alsuhaibany, A., and Boland, C.R.J. 2018. 82–90. Møller 2008 587
de Juana et al. 2017 521
First description of the nest and eggs of Arabian Fokidis et al. 2011; Davies and Sewall 2016 588
Castell et al. 2001 522
Chamberlain et al. 2009 589
Waxbill Estrilda rufibarba (Al-Baha province, Adamík, P., Emmenegger, T., Briedis, M., Gustafsson, Jennings 2010; de Juana et al. 2017 523
BirdLife International 2016k 590
southwest Saudi Arabia). Sandgrouse 40: 11–15. L., Henshaw, I., Krist, M., Laaksonen, T., Liechti, F., Tieleman et al. 2004 524
Holt et al. 2017b 591
Procházka, P., Salewski, V., and Hahn, S. 2016. “Barrier Tieleman et al. 2004; de Juana et al. 2017 525
Holt et al. 2017b 592
Alonso, M. E., Prieto, R., Gaudioso, V. R., Pérez, J. A., Crossing in Small Avian Migrants: Individual Tracking Tieleman et al. 2004; de Juana et al. 2017 526
Jennings 2010 593
Bartolomé, D., and Díez, C. 2008. Influence of the Reveals Prolonged Nocturnal Flights into the Day as a Jennings 2010 527
Jennings 2010 594
pairing system on the behaviour of farmed red-legged Common Migratory Strategy”. Scientific Reports 6: 21560 Jennings 2010 528
Jennings 2010 595
partridge couples (Alectoris rufa). Applied Animal Mikkola and Tornberg 2014 596
Engelbrecht 2005; de Juana et al. 2017 529
Behaviour Science, 115(1): 55–66. Adams, E. S. 2001. “Approaches to the study of territory de Juana et al. 2017 530
Dickman 1995; Holt et al. 2017b 597
size and shape”. Annual Review of Ecology and Tieleman et al. 2004 531
Jennings 2010 598
Al-Reasi, H. A., Ababneh, F. A., and Lean, D. R. 2007. Systematics 32 (1): 277–303. Jennings 2010 532
Holt et al. 2017b 599
Jennings 2010 533
Evaluating mercury biomagnification in fish from a e.g. Koopman et al. 2007; Holt et al. 2017b 600
Birdlife International 2016g 534
tropical marine environment using stable isotopes Adgaba, N., Ahmed, A. G. A., Awraris, S. G., Al-Madani, M., Jennings 2010 601
Al-Shehabi et al. 2014 535
(δ13C and δ15N). Environmental Toxicology and Ansari, M. J., Sammouda, R., and Radloff, S. E. 2016. Tobias et al. 2016 602
Jennings 2010 536
Chemistry, 26(8): 1572–1581. “Pollination Ecology, Nectar Secretion Dynamics, and Jennings 2010 603
Jennings 2010; Collar and Robson 2017a 537
Honey Production Potentials of Acacia ehrenbergiana Jennings 2010 604
Collar and Robson 2017a 538
Al-Rowaily, S. L., El-Bana, M. I., Al-Bakre, D. A., Assaeed, (Hayne) and Acacia tortilis (Forsk.) Hayne, cf. Martínez and Zuberogoitia 2002 605
Jennings 2010; Collar and Robson 2017a 539
A. M., Hegazy, A. K., and Ali, M. B. 2015. “Effects of Leguminosae (Mimosoideae), in an Arid Region of Penteriani et al. 2006 606
Jennings 2010; Collar and Robson 2017a 540
Open Grazing and Livestock Exclusion on Floristic Saudi Arabia”. Tropical Ecology 57 (3): 429–444. Holt et al. 2017b 607
Ridley 2007 541
Holt et al. 2017b 608
Composition and Diversity in Natural Ecosystem of Ridley 2012 542
Jennings 2010 609
Western Saudi Arabia”. Saudi Journal of Biological Afik, D., Ward, D., and Shkedy, Y. 1991. “A test of the self- Pozis-Francois et al. 2004 543
Holt et al. 2017b 610
Sciences 22 (4): 430–7. incubation hypothesis for desert birds that build a Osztreiher 1995 544
Symes et al. 2015 611
rampart of stones in front of their nests”. Journal of Carlisle and Zahavi 1986 545
Jennings 2010 612
Al-Safadi, M. M., and Kasparek, M. 1995. Breeding Thermal Biology 16 (5): 255–260. Naguib et al. 1999; Sommer et al. 2012 546
observations on the birds of the Tihamah, Yemen. Dattner et al. 2015 547
Zoology in the Middle East, 11(1): 15–20. Agah, H., Leermakers, M., Elskens, M., Fatemi, S. M. R., Zahavi 1990, Zahavi and Zahavi 1997; but see Wright et al.
548
and Baeyens, W. 2007. “Total mercury and methyl 2001
Maklakov, 2002 549
Al-Shehabi, Y., Haydon, D., Monaghan, P., and Sorour, H. mercury concentrations in fish from the Persian Gulf
Carlisle and Zahavi 1986 550
2014. The use of larks Aluadidae as a bio-indicator and the Caspian Sea”. Water, Air and Soil Pollution
Wright 1997 551
of habitat quality in Kuwait. International Journal of 181 (1–4): 95–105.
Zahavi 1989, 1990; Lundy et al. 1998 552
Research in Applied, Natural and Social Sciences 2(5):
Castell 2000; Collar and Robson 2017a 553
131–142. Aguilera, E., and Amat, J. A. 2007. “Carotenoids,
Zahavi 1990 554
immune response and the expression of sexual Castell 2000 555
Al-Sodany, Y. M., Mosallam, H. A., and Bazaid, S. A. 2011. ornaments in male greenfinches (Carduelis chloris)”. Zahavi 1989, 1990 556
“Vegetation Analysis of Mahazat Al-Sayd Protected Naturwissenschaften 94 (11): 895–902. Zahavi 1989, 1990 557
Area: The Second Largest Fenced Nature Reserve Newton and Newton 1993 558
in the World”. World Applied Sciences Journal 15 (8): Åkesson, S., Klaassen, R., Holmgren, J., Fox, J. W., Zahavi 1989, 1990; Lundy et al. 1998 559
1144–1156. and Hedenström, A. 2012. “Migration Routes and Collar and Robson 2017b 560
Strategies in a Highly Aerial Migrant, the Common Jennings 2010 561
Alström, P., Barnes, K.N., Olsson, U., Barker, F.K., Bloomer, Swift Apus apus, Revealed by Light-Level Geolocators”. Al-Omari, unpubl. data 2018 562
P., Khan, A.A., Qureshi, M.A., Guillaumet, A., Crochet, PLoS One 7 (7): e41195. BirdLife International 2016c 563
P.A. and Ryan, P.G. 2013. Multilocus phylogeny of Jennings 2010 564
the avian family Alaudidae (larks) reveals complex Alatar, A., El-Sheikh, M. A., and Thomas, J. 2012. Dmi’el and Tel-Tzur 19850 565

morphological evolution, non-monophyletic genera “Vegetation Analysis of Wadi Al-Jufair, a Hyper- Jennings 2010 566

and hidden species diversity. Molecular Phylogenetics Arid Region in Najd, Saudi Arabia”. Saudi Journal of Jennings 2010 567
Lima 1987 568
and Evolution 69(3): 1043–1056. Biological Sciences 19 (3): 357–368.
Craig and Feare 2017 569
Jennings 2010; Craige and Feare 2017 570
Al-Sudais, M. S. 1976. A critical and comparative study of Aliabadian, M., Kaboli, M., Nijman, V., and Vences, M.
Jennings 2010 571
modern Najdi Arabic Proverbs (Doctoral dissertation, 2009. “Molecular identification of birds: performance
Yosef and Yosef 1991 572
University of Leeds). 534 pp. of distance-based DNA barcoding in three genes to
Jennings 2010; Craig and Feare 2017 573
delimit parapatric species”. PLoS One 4 (1): e4119.
Jennings 2010 574
Al-Suhaibany, A. 1995. “The White-Cheeked Tern doi:10.1371/journal.pone.0004119. Jennings 2010 575
Sterna repressa: Egg Temperature and Behavioural Hofshi et al. 1987 576
Thermoregulation During Incubation in a Hot Alkon, P. U. 2015. “Social behavior and organization of a Jennings 2010 577
Environment”. Masters dissertation, University of native chukar (Alectoris chukar Cypriotes) population”. Hofshi et al. 1987 578
Wales. 35. Wilson Journal of Ornithology 127 (2): 181–199. cf. Goldstein et al. 1986 579

409 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 408


Alvarez, F, Braza, F and Pinto, R. 1986. Sexual difference in Bairlein, F. 1985. “Body Weights and Fat Deposition of the red-legged partridge Alectoris rufa (Galliformes: BirdLife International. 2016i. Linaria yemenensis.
anti-predatory surveillance in red partridge (Alectoris Palaearctic Passerine Migrants in the Central Sahara”. Phasianidae) to simulated terrestrial and aerial The IUCN Red List of Threatened Species 2016,
rufa). Ardeola, 33: 11–16. Oecologia 66 (1): 141–6. predators. Italian Journal of Zoology, 78(1): 106–112. e.T22720450A94670103. http://dx.doi.org/10.2305/
IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22720450A94670103.
Amat, J. A. and Masero, J. A. 2009. “Belly-Soaking: A Bairlein, F., Eikenaar, C., and Schmaljohann, H. 2015. BirdLife International 2018. Data Zone. Country Profiles.
en. Downloaded on 15 October 2018.
Behavioural Solution to Reduce Excess Body Heat in “Routes to Genes: Unravelling the Control of Avian http://datazone.birdlife.org/home. Downloaded on 10
the Kentish Plover Charadrius alexandrines”. Journal Migration – An Integrated Approach Using Northern April 2018. BirdLife International. 2016j. Oenanthe lugens. The
of Ethology 27: 507–10. Wheatear Oenanthe oenanthe as Model Organism”. BirdLife International. 1998. “Endemic Bird Areas of IUCN Red List of Threatened Species 2016,
Journal of Ornithology 156 (1): 3–14. the World: Priorities for Biodiversity Conservation”. e.T106000073A94241529. http://dx.doi.org/10.2305/
Amy, M., Monbureau, M., Durand, C., Gomez, D., Théry,
BirdLife Conservation Series No. 7. Cambridge, UK: IUCN.UK.2016-3.RLTS.T106000073A94241529.en.
M., and Leboucher, G. 2008. Female canary mate Bairlein, F., Norris, D. R., Nagel, R., Bulte, M., Voigt, C. C.,
BirdLife International. Downloaded on 15 October 2018.
preferences: differential use of information from two Fox, J. W., Hussell, D. J. and Schmaljohann, H. 2012.
types of male-male interaction. Animal Behaviour, “Cross-Hemisphere Migration of a 25 g Songbird”. BirdLife International 2010a. “East Asia / East Africa BirdLife International. 2016k. Onychognathus tristramii.
76(3): 971–982. Biology Letters, rsbl20111223. Flyway”. Birdlife International. 7. The IUCN Red List of Threatened Species 2016,
BirdLife International 2010b. “Black Sea / Mediterranean e.T22710604A94253485. http://dx.doi.org/10.2305/
Antczak, M., Hromada, M., and Tryjanowski, P. 2012. Bairos-Novak, K. R., Crook, K. A., and Davoren, G. K.
Flyway”. Birdlife International. 7. IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22710604A94253485.
“Sex Differences in Impaling Behaviour of Great 2015. Relative importance of local enhancement as a
en. Downloaded on 15 October 2018.
Grey Shrike Lanius excubitor: Do Males have Better search strategy for breeding seabirds: An experimental BirdLife International 2010c. “Central Asia / South Asia
Impaling Skills than Females?” Behavioural Processes approach. Animal Behaviour, 106: 71–78. Flyway”. Birdlife International. 7. BirdLife International. 2017a. Dendropicos dorae.
91 (1): 50–3. The IUCN Red List of Threatened Species 2017,
Barboutis, C., Henshaw, I., Kullberg, C., Nikolopoulou, S., BirdLife International 2016. Important Bird and
e.T22681095A119106114. http://dx.doi.org/10.2305/
Arizaga, J., Schmaljohann, H., and Bairlein, F. 2011. and Fransson, T. 2014. “Fuelling in Front of the Barrier Biodiversity Area Factsheet: Taif Escarpment. http://
IUCN.UK.2017-3.RLTS.T22681095A119106114.en.
“Stopover Behaviour and Dominance: A Case Study of – Are There Age-Based Behavioral Differences in www.birdlife.org. Downloaded on 18/07/2016.
Downloaded on 15 October 2018.
the Northern Wheatear Oenanthe oenanthe”. Ardea 99 Garden Warblers Sylvia borin?” PeerJ 2: e319. BirdLife International. 2016a. Alectoris melanocephala.
(2): 157–65. The IUCN Red List of Threatened Species 2016, BirdLife International. 2017b. Merops cyanophrys.
Barton, N. W. H. 2000. “Trapping Estimates for Saker and The IUCN Red List of Threatened Species 2017,
Arlt, D., Olsson, P., Fox, J. W., Low, M., and Pärt, T. e.T22678714A92784875. http://dx.doi.org/10.2305/
Peregrine Falcons Used for Falconry in the United Arab e.T22725894A119973001. http://dx.doi.org/10.2305/
2015. “Prolonged Stopover Duration Characterises IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22678714A92784875.
Emirates”. Journal of Raptor Research 34 (1): 53–55. IUCN.UK.2017-3.RLTS.T22725894A119973001.
Migration Strategy and Constraints of a Long- en. Downloaded on 15 October 2018.
en. Downloaded on 15 October 2018.
Distance Migrant Songbird”. Animal Migration 2 (1). Bates, G. L. 1936. On interesting birds recently sent to BirdLife International. 2016b. Alectoris philbyi. The
the British Museum from Arabia by Mr H. St. J.B. IUCN Red List of Threatened Species 2016, BirdLife International. 2017c. Oenanthe bottae.
Aspinall, S. 1995. Why the Socotra Cormorant Phalacrocorax
Philby. Bulletin of the British Ornithologists’ Club, e.T22678698A92784515. http://dx.doi.org/10.2305/ The IUCN Red List of Threatened Species 2017,
nigrogularis should be protected. Tribulus, 5(2): 1013.
57: 17–21. IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22678698A92784515. e.T103774053A111169032. http://dx.doi.org/10.2305/
Augustin, N., Devey, C. W., van der Zwan, F. M., Feldens, en. Downloaded on 15 October 2018. IUCN.UK.2017-1.RLTS.T103774053A111169032.
Bates, G. L. 1937. Descriptions of two new races of Arabian en. Downloaded on 15 October 2018.
P., Tominaga, M., Bantan, R. A., and Kwasnitschka, T.
birds: Otus senegalensis and Chrysococcyx klaasi arabicus. BirdLife International. 2016c. Argya squamiceps.
2014. “The Rifting to Spreading Transition in the Red
Bulletin of the British Ornithologists’ Club, 57: 150151. The IUCN Red List of Threatened Species 2016, BirdLife International. 2017d. Otus pamelae. The
Sea”. Earth and Planetary Science Letters 395: 217–230. IUCN Red List of Threatened Species 2017,
Bauchinger, U., Kolb, H., Afik, D., Pinshow, B., and Biebach, e.T22716364A94492663. http://dx.doi.org/10.2305/
Babbington, J. 2016. Update on the status and occurrence e.T61915442A113016319. http://dx.doi.org/10.2305/
H. 2009. “Blackcap Warblers Maintain Digestive IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22716364A94492663.
of Arabian Magpie Pica pica asirensis in Saudi Arabia. IUCN.UK.2017-1.RLTS.T61915442A113016319.en.
Efficiency by Increasing Digesta Retention Time on en. Downloaded on 15 October 2018.
Downloaded on 15 October 2018.
Sandgrouse 38 (2): 146–151.
the First Day of Migratory Stopover”. Physiological and BirdLife International. 2016d. Cinnyris hellmayri.
Babbington, J., Boland, C., Kirwan, G. M., Alsuhaibany, A., Biochemical Zoology 82 (5): 541–8. BirdLife International. 2017e. Phalacrocorax
The IUCN Red List of Threatened Species 2016,
Shirihai, H., and Schweizer, M. 2019. Confirmation nigrogularis. The IUCN Red List of Threatened
e.T103804002A104298206. http://dx.doi.org/10.2305/
Bauchinger, U., Wohlmann, A., and Biebach, H. 2005. Species 2017, e.T22696802A112380428. Downloaded
of Acrocephalus scirpaceus avicenniae (Aves: IUCN.UK.2016-3.RLTS.T103804002A104298206.
“Flexible Remodeling of Organ Size During Spring on 15 October 2018.
Acrocephalidae) from mangroves on the Red Sea coast en. Downloaded on 15 October 2018.
Migration of the Garden Warbler (Sylvia borin)”.
near Jazan, southwest Saudi Arabia. Zoology in the BirdLife International. 2017f. Pica asirensis. The
Zoology 108 (2): 97–106. BirdLife International. 2016e. Crithagra menachensis.
Middle East 1–7. IUCN Red List of Threatened Species 2017,
The IUCN Red List of Threatened Species 2016,
Bensch, S., and Hasselquist, D. 1992. “Evidence for Active e.T103727136A119432544. http://dx.doi.org/10.2305/
Babbington, J. and Roberts, P. 2014. “Further Records of e.T22720241A94662504. http://dx.doi.org/10.2305/
Female Choice in a Polygynous Warbler”. Animal IUCN.UK.2017-3.RLTS.T103727136A119432544.en.
Small Buttonquail Turnix sylvaticus and ‘Mangrove IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22720241A94662504.
Behaviour 44: 301–11. Downloaded on 15 October 2018.
White-eye’ Zosterops sp in Southwest Saudi Arabia”. en. Downloaded on 15 October 2018.
Sandgrouse 36: 5,052. Bentley-Condit, Vicki K., and E. O. Smith. 2010. BirdLife International. 2017g. Rhynchostruthus percivali.
BirdLife International. 2016f. Crithagra rothschildi.
Animal tool use: current definitions and an updated The IUCN Red List of Threatened Species 2016, The IUCN Red List of Threatened Species 2017,
Bachmann, T., and Wagner, H. 2011. The three-dimensional
comprehensive catalog. Behaviour 147(2): 185–32A. e.T22734767A111000693. http://dx.doi.org/10.2305/
shape of serrations at barn owl wings: towards a typical e.T22720122A94658511. http://dx.doi.org/10.2305/
IUCN.UK.2017-1.RLTS.T22734767A111000693.
natural serration as a role model for biomimetic Berger, I., Y. Leshem, Y. Yom-tov, and S. Markman. 2014. IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22720122A94658511.
en. Downloaded on 15 October 2018.
applications. Journal of anatomy, 219(2): 192–202. “The Effect of Intruders on Territorial Palestine en. Downloaded on 15 October 2018.
Sunbirds (Nectarinia osea) During the Pre-Egg BirdLife International. 2017h. Sylvia buryi. The
Badyaev, A. V., and Hill, G. E. 2003. Avian sexual BirdLife International. 2016g. Eremalauda eremodites.
Laying Period”. Journal of Ornithology 155 (1): 291–9. IUCN Red List of Threatened Species 2017,
dichromatism in relation to phylogeny and ecology. The IUCN Red List of Threatened Species 2016,
e.T22716864A119094742. http://dx.doi.org/10.2305/
Annual Review of Ecology, Evolution, and Systematics, Bibby, C. J. 1979. Breeding biology of the Dartford warbler e.T103765827A104188371. http://dx.doi.org/10.2305/
IUCN.UK.2017-3.RLTS.T22716864A119094742.
34(1): 27–49. Sylvia undata in England. Ibis, 121(1): 41–52. IUCN.UK.2016-3.RLTS.T103765827A104188371.
en. Downloaded on 15 October 2018.
Bairlein, F. and Bonan, A. 2017. Old World Warblers en. Downloaded on 15 October 2018.
Biebach, H., Friedrich, W., and Heine, G. 1986. “Interaction of
and Parrotbills (Sylviidae). In: del Hoyo, J., Elliott, BirdLife International. 2016h. Estrilda rufibarba. BirdLife International. 2017i. Turdus menachensis.
Body Mass, Fat, Foraging and Stopover Period in Trans-
A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, E. The IUCN Red List of Threatened Species 2016, The IUCN Red List of Threatened Species 2017,
Sahara Migrating Passerine Birds”. Oecologia 69: 370–9.
(eds.). Handbook of the Birds of the World Alive. e.T22719566A94633336. http://dx.doi.org/10.2305/ e.T22708745A119092021. http://dx.doi.org/10.2305/
Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ Binazzi, R., Zaccaroni, M., Nespoli, A., Massolo, A., and IUCN.UK.2016-3.RLTS.T22719566A94633336. IUCN.UK.2017-3.RLTS.T22708745A119092021.
node/52320. Downloaded on 12 April 2017. Dessi-Fulgheri, F. 2011. Anti-predator behaviour of en. Downloaded on 15 October 2018. en. Downloaded on 15 October 2018.

411 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 410


BirdLife International. 2018. The IUCN Red List Buechley, E. R., Oppel, S., Beatty, W. S., Nikolov, S. C., Dobrev, Champagne, A. M., Muñoz-Garcia, A., Shtayyeh, T., Tieleman, Collar, N. 2017a. Thrushes (Turdidae). In: del Hoyo, J.,
of Threatened Species. Version 2018-1. <www. V., Arkumarev, V., Saravia, V., Bougain, C., Bounas, A., Kret, B. I., Hegemann, A., Clement, M. E., and Williams, J. B. Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana,
iucnredlist.org>. Downloaded on 15 October 2018. E., and Skartsi, T. 2018. “Identifying Critical Migratory 2012. “Lipid composition of the stratum corneum and E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Alive.
Bottlenecks and High-Use Areas for an Endangered cutaneous water loss in birds along an aridity gradient”. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/
Birkhead, T. R. 1982. Timing and duration of mate guarding
Migratory Soaring Bird Across Three Continents”. Journal of Experimental Biology 215 (24): 4299–4307. node/52318. Downloaded on 12 March 2017.
in magpies, Pica pica. Animal Behaviour, 30(1): 277–283.
Journal of Avian Biology. e01629 doi: 10.1111/jav.01629.
Cheke, R. and Mann, C. 2017. Shining Sunbird (Cinnyris Collar, N. 2017b. Buff-breasted Wheatear (Oenanthe
Birkhead, T. R., Clarkson, K., Reynolds, M. D., and Koenig,
Buitron, D., and Nuechterlein, G. L. 1985. Experiments habessinicus). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., bottae). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie,
W. D. 1992. Copulation and mate guarding in the yellow-
on olfactory detection of food caches by black-billed Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds
billed magpie Pica nuttalli and a comparison with the
magpies. Condor, 92–95. Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http:// of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://
black-billed magpie P. pica. Behaviour, 121(1): 110130.
www.hbw.com/node/60049. Downloaded on 6 June 2017. www.hbw.com/node/58552. Downloaded on 1 May
Burt, J. A. 2014. “The Environmental Costs of Coastal
Birkhead, T.R. 1991. The Magpies: The Ecology and 2017.
Urbanization in the Arabian Gulf”. City 18 (6): 760–70. Cheke, R., Mann, C. and Bonan, A. 2017. Sunbirds
Behaviour of Black-billed and Yellow-billed Magpies
(Nectariniidae). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Collar, N. 2017c. Mourning Wheatear (Oenanthe lugens).
Poyser, London. 270 pp. Cabezas-Diaz, S. and Virgos, E. 2007. Adaptive and
Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A.
nonadaptive explanations for hatching failure in eggs of
Blomqvist, D., Pauliny, A., Larsson, M., and Flodin, Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the
the Red-legged Partridge Alectoris rufa. Ardea 95: 55–63.
L.Å. 2010. “Trapped in the Extinction Vortex? http://www.hbw.com/node/52346. Downloaded on 7 World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.
Strong Genetic Effects in a Declining Vertebrate Campbell, O. and Smiles, M. 2013. An exceptional influx of June 2017. hbw.com/node/58540. Downloaded on 30 April 2017.
Population”. BMC Evolutionary Biology 10 (1): 33–42. Jouanin’s Petrels into UAE waters. Phoenix 29: 24–25.
Chen, K., Liu, Q. P., Liao, G. H., Yang, Y., Ren, L. Q., and Collar, N. 2017d. Variable Wheatear (Oenanthe picata).
Boland, C.R.J. 2004. Breeding biology of rainbow Carboneras, C., Jutglar, F., de Juana, E. and Kirwan, G.M. Han, Z. W. 2012. Aerodynamic noise reduction of In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A.
bee-eaters (Merops ornatus): a migratory, colonial, 2017. Jouanin’s Petrel (Bulweria fallax). In: del Hoyo, small axial fan using hush characteristics of eagle owl and de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the
cooperative bird. The Auk, 121(3): 811–823. J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, feather. Journal of Jilin University (Engineering and World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.
E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Alive. Technology Edition), 42(1): 79–84.
Boland, C.R.J., Babbington, J., Roberts, P., and Linning, hbw.com/node/58542. Downloaded on 1 May 2017.
Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/
I. 2017. Field Guide to the Biodiversity of Dhahran. Christensen, S., and Porter, R. F. 1987. The Arabian
node/52558. Downloaded on 4 May 2017. Collar, N., Newton, I. and Bonan, A. 2017. Finches
Dhahran: Saudi Aramco. 364. Waxbill in North Yemen. Sandgrouse, 9: 98–100.
(Fringillidae). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J.,
Cardoso, G. C., and Mota, P. G. 2007. Song diversification
Boonekamp, J. J., Ros, A. H., and Verhulst, S. 2008. Clark, T. 2004. “The Noble Art of the Chase in the Arab Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the
and complexity in canaries and seedeaters (Serinus
Immune activation suppresses plasma testosterone World”. Asian Affairs 35 (1): 47–55. Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona.
spp.). Biological Journal of the Linnean Society, 92(1):
level: a meta-analysis. Biology Letters, 4(6): 741–744. http://www.hbw.com/node/52376. Downloaded on 15
183–194. Clement, P. 2017a. Arabian Serin (Serinus rothschildi). In:
March 2017.
Bortolotti, G. R., Blas, J., Negro, J. J., and Tella, J. L. 2006. del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and
Cardoso, G. C., and Mota, P. G. 2010. Evolution of female
A complex plumage pattern as an honest social signal. de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Cook, T. R., Gubiani, R., Ryan, P. G., and Muzaffar, S.
carotenoid coloration by sexual constraint in Carduelis
Animal Behaviour, 72(2): 423–430. Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ B. 2017. Group foraging in Socotra cormorants:
finches. BMC Evolutionary Biology, 10(1): 82.
node/61304. Downloaded on 26 March 2017. A biologging approach to the study of a complex
Bowden, C. G. R., and Brooks, D. J. 1987. The Yemen Linnet Cardoso, G. C., Batalha, H. R., Reis, S., and Lopes, R. J. 2014. behavior. Ecology and Evolution, 1–14. doi:10.1002/
in North Yemen. Sandgrouse, 9: 111–114. Clement, P. 2017b. Yemen Serin (Serinus menachensis). In:
Increasing sexual ornamentation during a biological ece3.2750.
del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and
Bowden, C.G.R. 1987a. The Yemen Thrush in North invasion. Behavioral Ecology, 25(4): 916–923.
de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Cornwallis, L., and Porter, R. F. 1982. Spring observations
Yemen. Sandgrouse 9: 87–89. Carlisle, T.R., and Zahavi, A. 1986. Helping at the nest, Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ on the birds of North Yemen. Sandgrouse, 4: 1–36.
Bowden, C.G.R. 1987b. The Arabian Golden Sparrow in allofeeding and social status in immature Arabian node/61319. Downloaded on 22 March 2017.
babblers. Behavioral Ecology and Sociobiology 18: Cowan, PJ and GM Brown. 2001. Prostrate desert gourd
North Yemen. Sandgrouse 9: 87–89.
Cockle, K. L., Martin, K., and Wesołowski, T. 2011. plants as apparent cooling sites for larks in heat of day.
339–351.
Braekevelt, C. R. 1993. Fine structure of the retinal Woodpeckers, decay, and the future of cavity-nesting Sandgrouse 23: 59–60.
photoreceptors of the great horned owl (Bubo Casas, F., Mougeot, F., and Vinuela, J. 2009. Double- vertebrate communities worldwide. Frontiers in
virginianus). Histology and histopathology, 8(1): 25–34. nesting behaviour and sexual differences in breeding Ecology and the Environment, 9(7): 377–382. Craig, A. and Feare, C. 2017. Tristram’s Starling
success in wild Red-legged Partridges Alectoris rufa. (Onychognathus tristramii). In: del Hoyo, J., Elliott,
Braekevelt, C. R., Smith, S. A., and Smith, B. J. 1996. Fine Ibis, 151(4): 743–751. Coe, S. J., and Rotenberry, J. T. 2003. Water availability A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, E.
structure of the retinal photoreceptors of the barred owl affects clutch size in a desert sparrow. Ecology, 84(12): (eds.). Handbook of the Birds of the World Alive.
Castell, P. 2000. Notes on the breeding biology of Arabian
(Strix varia). Histology and histopathology, 11(1): 79. 32403249. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/
Babbler Turdoides squamiceps and nestlings of
Brooks, D. J. 1987. The Yemen Warbler in North Yemen. Common Mynah Acridotheres tristis. Sandgrouse Cole, G., and Endler, J. 2016. Male courtship decisions node/60886. Downloaded on 20 April 2017.
Sandgrouse, 9: 9093. 22(2): 146–147. are influenced by light environment and female Cresswell, W. 1994. Song as a pursuit-deterrent signal,
receptivity. Proceedings of the Royal Society of London and its occurrence relative to other anti-predation
Brown, C. J., Riekert, B. R., and Morsbach, R. J. 1987. The Castell, P., Coburn, I., Pleasance, B., Quittenden, T., and
B: Biological Sciences, 283(1839): 1–9. behaviours of skylark (Alauda arvensis) on attack by
breeding biology of the African Scops Owl. Ostrich, Shobrak, M. 2002. Further notes on the breeding
58(2): 58–64. biology of some birds in Saudi Arabia. Sandgrouse, Collar, N. and Robson, C. 2017a. Arabian Babbler (Argya merlins (Falco columbarius). Behavioral Ecology and
24(1): 33–37. squamiceps). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Sociobiology, 34(3): 217–223.
Brown, G. 2009. Observations on the cooling behaviour, and
Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the
associated habitat, of four desert lark species (Alaudidae) Castell, P., Coburn, J., Pleasance, B., and Williams, S. 2001. Cresswell, W. 1997. Nest predation: the relative effects
Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona.
in two areas of Kuwait. Sandgrouse, 31: 6–14. Notes on the breeding biology of some Arabian birds. of nest characteristics, clutch size and parental
http://www.hbw.com/node/59551. Downloaded on 18
Sandgrouse, 23(1): 49–58. behaviour. Animal Behaviour, 53(1): 93–103.
Brown, I.J.A. 1993. Description of nest of Golden-winged April 2017.
Grosbeak. Ornithological Society of the Middle East Caswell Stoddard, M., Marshall, K. L., and Kilner, R. M. Cunningham, P.L. 2000. The use of burrows by Hoopoe
Collar, N. and Robson, C. 2017b. Scimitar-babblers and
Bulletin, 31: 27–28. 2011. Imperfectly camouflaged avian eggs: artefact or Larks Alaemon alaudipes. Tribulus 10(1): 21.
allies (Timaliidae). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal,
adaptation? Avian Biology Research, 4(4): 196–213.
Bruckner, A., Rowlands, G., Riegl, B., Purkis, S. J., Williams, J., Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of Currie, D., Thompson, D., and Burke, T. 2000. “Patterns
A., and Renaud, P. 2013. Atlas of Saudi Arabian Red Sea Chace, J. F., and Walsh, J. J. 2006. “Urban Effects on the Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. of Territory Settlement and Consequences for
Marine Habitats. Khaled bin Sultan Living Oceans Native Avifauna: A Review”. Landscape and Urban http://www.hbw.com/node/52329. Downloaded on 18 Breeding Success in the Northern Wheatear Oenanthe
Foundation. 273. Planning 74 (1): 46–69. April 2017. oenanthe”. Ibis 142 (3): 389–98.

413 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 412


Dabelsteen, T., McGregor, P. K., Holland, J. O., Tobias, J. Dickman, C. R., Mannheimer, C., and Pallett, J. R. 1995. “Vegetation of Thumamah Nature Park: A Managed recommendations for the 50/500 rules, Red List
A., and Pedersen, S. B. 1997. The signal function of Dietary selectivity of the Spotted Eagle Owl Bubo Arid Land Site in Saudi Arabia”. Rendiconti Lincei 24 criteria and population viability analyses. Biological
overlapping singing in male robins. Animal Behaviour, africanus in Cimbebasia: Journal of the State Museum, (4): 349–367. Conservation, 170: 56–63.
53(2): 249–256. Windhoek, 14: 31.
Enderson, J. H. 2008. “Falconry and Hunting in Arabia”. Friedman, N. R., and V. Remeš. 2016. “Global Geographic
Dalziell, A. H., Welbergen, J. A., Igic, B., and Magrath, R. Dickson, H. R. P. 1949. The Arab of the Desert (RLE Saudi Wilson Journal of Ornithology 120 (3): 662–4. Patterns of Sexual Size Dimorphism in Birds: Support
D. 2015. Avian vocal mimicry: a unified conceptual Arabia): A Glimpse Into Badawin Life in Kuwait and for a Latitudinal Trend?” Ecography 39 (1): 17–25.
Engel, S., Biebach, H., and Visser, G. H. 2006. “Water
framework. Biological Reviews, 90(2): 643–668. Saudi Arabia (Vol. 1). Routledge.
and Heat Balance During Flight in the Rose-Colored Fry, C. H., and Fry, K. 2010. Kingfishers, bee-eaters and
Dattner, A., Zahavi, A., and Zahavi, A. 2015. Competition Dietz, M., Piersma, T., Hedenström, A., and Brugge, M. Starling (Sturnus roseus)”. Physiological and rollers. A&C Black.
over guarding in the Arabian babbler (Turdoides 2007. “Intraspecific Variation in Avian Pectoral Muscle Biochemical Zoology 79 (4): 763–74.
Fry, C.H. 1992. Nests of Golden Winged Grosbeak in
squamiceps), a cooperative breeder. F1000Research, Mass: Constraints on Maintaining Manoeuvrability
Engelbrecht, D. 2005. Breeding biology of the eastern Oman. Phoenix 9: 28–30.
4,618 (doi: 10.12688/f1000research.6739.2. with Increasing Body Mass”. Functional Ecology 21 (2):
population of the Short-clawed Lark in South Africa.
317–26. Fry, H. 2017. Bee-eaters (Meropidae). In: del Hoyo, J.,
Davies, N. B. 1992. Dunnock behaviour and social Ostrich-Journal of African Ornithology, 76(3–4):
Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana,
evolution (Vol. 3). Oxford University Press. Dmi’el, R., and Tel-Tzur, D. 1985. Heat balance of two 154–161.
E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Alive.
starling species (Sturnus vulgaris and Onychognathus
Davies, S., and Sewall, K. B. 2016. Agonistic urban birds: Epstein, H. J. 1943. “The Origin and Earliest History of Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/
tristrami) from temperate and desert habitats.
elevated territorial aggression of urban song sparrows Falconry”. Isis 34 (6): 497–509. node/52274. Downloaded on 16 April 2017.
Journal of Comparative Physiology B: Biochemical,
is individually consistent within a breeding period. Evans, M. R. 2004. Limits on the evolution of tail
Systemic, and Environmental Physiology, 155(3): Gahbauer, M. A., Bird, D. M., Clark, K. E., French,
Biology Letters, 12(6): 20160315. ornamentation in birds. The American Naturalist,
395–402. T., Brauning, D. W., and Mcmorris, F. A. 2014.
de Juana, E., Suárez, F. and Ryan, P. 2017. Larks (Alaudidae). 163(3): 341–357. “Productivity, Mortality, and Management of Urban
Dodenhoff, D. J., Stark, R. D., and Johnson, E. V. 2001. Do
In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and Evans, M. I. 1994. Important Bird Areas in the Middle East. Peregrine Falcons in Northeastern North America”.
woodpecker drums encode information for species
de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the World BirdLife International. 410. The Journal of Wildlife Management 79 (1): 10–19.
recognition? The Condor, 103(1): 143–150.
Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/
Evans, M.I., Christensen, S., and Brooks, D. J. 1987. Galeotti, P., Sacchi, R., and Perani, E. 1997. Cooperative
node/52302. Downloaded on 1 June 2017. Double, M., and Cockburn, A. 2000. Pre-dawn infidelity:
The South Arabian Wheatear in North Yemen. Defense and Intrasexual Aggression in Scops Owl
females control extra-pair mating in superb fairy-
de Neve, L., and Soler, J. J. 2002. Nest-building activity and Sandgrouse, 9: 82–86. (Otus scops): Responses to Playback of Male and
wrens. Proceedings of the Royal Society of London B:
laying date influence female reproductive investment Female Calls. Journal of Raptor Research, 31: 353–357.
Biological Sciences, 267(1442): 465–470. Everett, M. 1987a. The Arabian Woodpecker in North
in magpies: an experimental study. Animal Behaviour, Garamszegi, L. Z., Pavlova, D. Z., Eens, M. and Møller, A.
Drăgănoiu, T. I., Nagle, L., and Kreutzer, M. 2002. Yemen. Sandgrouse, 9: 74–77.
63(5): 975–980. P. The evolution of song in female birds in Europe.
Directional female preference for an exaggerated male Everett, M. 1987b. The Arabian and Yemen Serins in
de Neve, L., Soler, J. J., Soler, M., Pérez‐Contreras, T., Martín‐ Behavioral Ecology 18: 86–96 2007.
trait in canary (Serinus canaria) song. Proceedings of North Yemen. Sandgrouse, 9: 102–105.
Vivaldi, M., and Martínez, J. G. 2004. Effects of a food Garcia-Fernandez, V., Amy, M., Lacroix, A., Malacarne,
the Royal Society of London B: Biological Sciences,
supplementation experiment on reproductive investment Fagan W. F., and Holmes, E. E. 2006. “Quantifying the G., and Leboucher, G. 2010. Eavesdropping on male
269(1509): 2525–2531.
and a post-mating sexually selected trait in magpies Pica Extinction Vortex”. Ecology Letters 9 (1): 51–60. singing interactions leads to differential allocation in
pica. Journal of Avian Biology, 35(3): 246–251. Dunn, P. O., Whittingham, L. A., and Pitcher, T. E. 2001.
Faivre, B., Grégoire, A., Préault, M., Cézilly, F., and Sorci, eggs. Ethology, 116(7): 662–670.
Mating systems, sperm competition, and the evolution
Degen, A. A., Pinshow, B., and Shaw, P. J. 1984. Must desert G. 2003a. Immune activation rapidly mirrored in a Gavashelishvili, A., McGrady, M., Ghasabian, M., and
of sexual dimorphism in birds. Evolution, 55(1):
chukars (Alectoris chukar sinaica) drink water? Water secondary sexual trait. Science, 300(5616): 103–103. Bildstein, K. L. 2012. “Movements and habitat use by
161–175.
influx and body mass changes in response to dietary immature cinereous vultures (Aegypius monachus)
Faivre, B., Préault, M., Salvadori, F., Théry, M.,
water content. The Auk, 47–52. Dymond, J.N. 1996. Biometric data of birds in southern
Gaillard, M., and Cézilly, F. 2003b. Bill colour and from the Caucasus”. Bird Study 59 (4): 449–462.
Yemen and Socotra, spring 1993. Sandgrouse 17:
del Hoyo, J. and Collar, N. 2017a. Arabian Lark immunocompetence in the European blackbird. Gedeon, K and Neumann, V. 2004. Notes on the behaviour
158–164.
(Eremalauda eremodites). In: del Hoyo, J., Elliott, Animal Behaviour, 65(6): 1125–1131. of the Golden-winged Grosbeak Rhynchostruthus
A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, E. Dyson, M. L., Klump, G. M., and Gauger, B. 1998. Absolute
Farris, K. L., Huss, M. J., and Zack, S. 2004. The role socotranus. Sandgrouse 26: 140141.
(eds.). Handbook of the Birds of the World Alive. hearing thresholds and critical masking ratios in the
of foraging woodpeckers in the decomposition of
Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ European barn owl: a comparison with other owls. Geyer, T., Sarradj, E., and Fritzsche, C. 2013. Silent
ponderosa pine snags. The Condor, 106(1): 5059.
node/1343871. Downloaded on 31 May 2017. Journal of Comparative Physiology A, 182(5): 695–702. owl flight: comparative acoustic wind tunnel
Feenders, G., and Smulders, T. V. 2011. Magpies can measurements on prepared wings. Acta Acustica,
del Hoyo, J. and Collar, N. 2017b. Arabian Sunbird Eaton, M. D., and Lanyon, S. M. 2003. The ubiquity of
use local cues to retrieve their food caches. Animal 99(1): 139–153.
(Cinnyris hellmayri). In: del Hoyo, J., Elliott, A., avian ultraviolet plumage reflectance. Proceedings of
cognition, 14(2): 235–243.
Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). the Royal Society of London B: Biological Sciences, Gibson, L. J. 2006. Woodpecker pecking: how woodpeckers
270(1525): 1721–1726. Fokidis, H. B., Orchinik, M., and Deviche, P. 2011. Context- avoid brain injury. Journal of Zoology, 270(3): 462–465.
Handbook of the Birds of the World Alive. Lynx
Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ specific territorial behavior in urban birds: no evidence
Ebels, EB. 2003. Trends in systematics - Speciation in Pica Gil, D., and M. Gahr. 2002. “The Honesty of Bird Song:
node/1344095. Downloaded on 6 June 2017. for involvement of testosterone or corticosterone.
magpies. Dutch Birding 25(2): 103–116. Multiple Constraints for Multiple Traits”. Trends in
Hormones and behavior, 59(1): 133–143.
Ecology and Evolution 17 (3): 133–41.
del Hoyo, J., Collar, N. and Kirwan, G.M. 2017a. Arabian Eden, S. F. 1987. Natal philopatry of the magpie Pica pica.
Green Bee-eater (Merops cyanophrys). In: del Hoyo, Folstad, I., and Karter, A. J. 1992. Parasites, bright males,
Ibis, 129(s2): 477–490. Gill Jr, R. E., Tibbitts, T. L., Douglas, D. C., Handel, C.
and the immunocompetence handicap. The American
J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, M., Mulcahy, D. M., Gottschalck, J. C., Warnock, N.,
Edgell, H. S. 2006. Arabian deserts: nature, origin and Naturalist, 139(3): 603–622.
E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Alive. McCaffery, B. J., Battley, P. F., and Piersma, T. 2009.
evolution. Springer Science and Business Media.
Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ Förschler, M. I., Khoury, F., Bairlein, F., and Aliabadian, M. “Extreme Endurance Flights by Landbirds Crossing
node/467374. Downloaded on 15 April 2017. Eley, C. C. 1991. Status signalling in the western 2010. Phylogeny of the mourning wheatear Oenanthe the Pacific Ocean: Ecological Corridor Rather than
Greenfinch, Carduelis chloris (Doctoral dissertation, lugens complex. Molecular Phylogenetics and Barrier?” Proceedings of the Royal Society of London
del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de
University of Sussex). Evolution, 56(2): 758–767. B: Biological Sciences 276: 447–57.
Juana, E. 2017b. (eds.). Handbook of the Birds of the
World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw. El-Sheikh, M. A., Thomas, J., Alatar, A. A., Hegazy, A. K., Frankham, R., Bradshaw, C. J., and Brook, B. W. 2014. Goldstein, H., D. Eisikovitz, and Y. Yom-tov. 1986. “Infanticide
com/node/54967. Downloaded on 7 February 2017. Abbady, G. A., Alfarhan, A. H., and Okla, M. I. 2013. Genetics in conservation management: revised in the Palestine Sunbird”. The Condor 66: 289–92.

415 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 414


Goodwin, D. 1986. Crows of the World. British Museum Hedenström, A. 1995. Song flight performance in the Huhta, E., Rytkönen, S., and Solonen, T. 2003. Plumage Kirwan, G. M., and Grieve, A. 2007. Studies of Socotran
(Natural History). 354 pp. skylark Alauda arvensis. Journal of avian biology, Brightness of Prey Increases Predation Risk: An birds II. One, two or three species: towards a
337–342. Among-Species Comparison. Ecology, 1793–1799. rational taxonomy for the Golden-winged Grosbeak
Götmark, F. 1992. Blue eggs do not reduce nest predation
Rhynchostruthus socotranus. Bulletin of the African
in the song thrush, Turdus philomelos. Behavioral Hedenström, A., and Alerstam, T. 1996. Skylark optimal Husby, M. 1986. On the adaptive value of brood reduction
Bird Club, 14: 159–169.
Ecology and Sociobiology, 30(3): 245–252. flight speeds for flying nowhere and somewhere. in birds: experiments with the magpie Pica pica.
Behavioral Ecology, 7(2): 121–126. Journal of Animal Ecology, 75–83. Klaassen, R. H. G., Ens, B. J., Shamoun-Baranes, J., Exo,
Götmark, F., Blomqvist, D., Johansson, O. C., and Bergkvist,
K. M., and Bairlein, F. 2012. “Migration Strategy of a
J. 1995. Nest site selection: a trade-off between Hegazy, A. K., El-Demerdash, M. A., and Hosni, H. A. 1998. Islam, M. Z. U., and Knutson, C. 2008. “A Plan to Reduce
Flight Generalist, the Lesser Black-backed Gull Larus
concealment and view of the surroundings? Journal of “Vegetation, Species Diversity and Floristic Relations the Risk of Mass Mortalities of Reintroduced Animals
fuscus. Behavioral Ecology 23 (1): 58–68.
Avian Biology, 305–312. Along an Altitudinal Gradient in South-West Saudi in the Mahazat as-Sayd Protected Area in Saudi
Arabia”. Journal of Arid Environments 38 (1): 3–13. Arabia”. Taif: National Wildlife Research Center. Klaassen, R. H., Alerstam, T., Carlsson, P., Fox, J. W., and
Grant, P. R., Grant, B. R., Keller, L. F., and Petren, K.
Lindström, Å. 2011. “Great Flights by Great Snipes:
2000. Effects of El Niño events on Darwin’s finch Henty, C. J. 1986. Development of snail-smashing by Song Jennings, M.C. 1999. Birds on Farms in Central Saudi
Long and Fast Non-Stop Migration Over Benign
productivity. Ecology, 81(9): 2442–2457. Thrushes. British Birds 79: 277–281. Arabia: April 1999 (ABBA survey 25).
Habitats”. Biology Letters 7 (6): 833–5.
Grarock, K., Tidemann, C. R., Wood, J. T., and Hill, G. E. 1996. Redness as a measure of the production Jennings, M. C. 2010. Atlas of the Breeding Birds of Arabia.
Lindenmayer, D. B. 2013. “Are Invasive Species Drivers cost of ornamental coloration. Ethology Ecology and Fauna of Arabia 25: 1–751. Klaassen, R. H., Hake, M., Strandberg, R., Koks, B. J.,
of Native Species Decline or Passengers of Habitat Evolution, 8(2): 157–175. Trierweiler, C., Exo, K. M., Bairlein, F. and Alerstam,
Jennings, M. C., Al-Momen, A. R. H., and Haresi, J. S. Y.
Modification? A Case Study of the Impact of the T. 2014. “When and Where does Mortality Occur in
Hill, G. E., and McGraw, K. J. 2004. Correlated changes in 2010. The Birds of the Highlands of South-West Saudi
Common Myna (Acridotheres tristis) on Australian Migratory Birds? Direct Evidence from Long-Term
male plumage coloration and female mate choice in Arabia and Adjacent Parts of the Tihama: July 2010
Bird Species”. Austral Ecology 39 (1): 106–14. Satellite Tracking of Raptors”. Journal of Animal
cardueline finches. Animal Behaviour, 67(1): 27–35. (ABBA Survey 42).
Ecology 83 (1): 176–84.
Green, R. E., Rands, M. R. W., and Moreby, S. J. 1986. Hochachka, W. M., and Boag, D. A. 1987. Food shortage Jones, A. 2011. Early Arabic Poetry: Select Poems. Sussex
Species differences in diet and the development of for breeding black-billed magpies (Pica pica): an Academic Press. 580. Koch, U. R., and Wagner, H. 2002. Morphometry of
seed digestion in partridge chicks Perdix perdix and experiment using supplemental food. Canadian auricular feathers of barn owls (Tyto alba). European
Alectoris rufa. Ibis, 129(4): 511–514. Judas, J., Paillat, P., Khoja, A., and Boug A. 2006. Status of Journal of Morphology, 40(1): 15–21.
Journal of Zoology, 65(5): 12701274.
the Arabian Leopard in Saudi Arabia. Cat News 2006:
Green, R.E. 1984. Double nesting of the Red-legged Hofshi, H., Gersani, M. and Katzir, G. 1987) A case of 11–19. Koenig, W. D., and Mumme, R. L. 1987. Population ecology
Partridge Alectoris rufa. Ibis 126: 332–346. infanticide among Tristram’s Grackles Onychognathus of the cooperatively breeding acorn woodpecker.
Jusino, M. A., Lindner, D. L., Banik, M. T., Rose, K. R., Princeton University Press. 435 pp.
Griffith, S. C., I. P. Owens, and K. A. Thuman. 2002. “Extra tristramii. Ibis 129: 389–390.
and Walters, J. R. 2016. Experimental evidence of a
Pair Paternity in Birds: A Review of Interspecific Hogstedt, G. 1981. Effect of additional food on symbiosis between red-cockaded woodpeckers and Koenig, W. D., Walters, E. L., Knops, J. M., and Carmen,
Variation and Adaptive Function”. Molecular Ecology reproductive success in the magpie (Pica pica). Journal fungi. Proceedings of the Royal Society of London B: W. J. 2015. Acorns and acorn woodpeckers: ups and
11 (11): 2195–212. of Animal Ecology, 219–229. Biological Sciences, 283 (1827): p. 20160106. downs in a long-term relationship. US Department
of Agriculture, Forest Service, Pacific Southwest
Guindre-Parker, S., and Love, O. P. 2014. Revisiting the Holt, D.W., Berkley, R., Deppe, C., Enríquez Rocha, P., Kaboli, M., Aliabadian, M., Guillaumet, A., Roselaar, Research Station: 251: 23–34.
condition-dependence of melanin-based plumage. Petersen, J.L., Rangel Salazar, J.L., Segars, K.P., Wood, C. S., and Prodon, R. 2007. “Ecomorphology of the
Journal of avian biology, 45(1): 29–33. K.L. and Marks, J.S. 2017. African Scops-owl (Otus Wheatears (Genus Oenanthe)”. Ibis 149 (4): 792–805. Koleček, J., Procházka, P., El-Arabany, N., Tarka, M.,
Harmening, W. M., and Wagner, H. 2011. From optics to senegalensis). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Ilieva, M., Hahn, S., Honza, M., Puente, J., Bermejo, A.,
Kathiresan, K., and Bingham, B. L. 2001. “Biology of
attention: visual perception in barn owls. Journal of Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the Gürsoy, A. and Bensch, S., 2016. “Cross-Continental
Mangroves and Mangrove Ecosystems”. Advances in
Comparative Physiology A, 197(11): 1031. Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona. Migratory Connectivity and Spatiotemporal Migratory
Marine Biology 40: 81–251.
http://www.hbw.com/node/54958. Downloaded on 7 Patterns in the Great Reed-warbler”. Journal of Avian
Hasanean, H and M Almazroui. 2015. Rainfall: features February 2017. Kempe, S., and Driks, H. 2008. “Layla Lakes, Saudi Arabia: Biology 47 (6): 756–67.
and variations over Saudi Arabia, a review. Climate The World-Wide Largest Lacustrine Gypsum Tufas”.
Holt, D.W., Berkley, R., Deppe, C., Enríquez Rocha, P., Komdeur, J. 1994. Experimental evidence for
2015: 3(3): 578–626. DOI10.3390/cli3030578. Acta carsologica 37 (1): 7–14.
Petersen, J.L., Rangel Salazar, J.L., Segars, K.P. and helping and hindering by previous offspring in
Hasselquist, D. 1998. “Polygyny in Great Reed-warblers: Wood, K.L. 2017. Spotted Eagle-owl (Bubo africanus). Keynan, O., and Yosef, R. 2010. “Temporal Changes and the cooperative-breeding Seychelles warbler
A Long-Term Study of Factors Contributing to Male In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and Sexual Differences of Impaling Behavior in Southern Acrocephalus sechellensis. Behavioral Ecology and
Fitness”. Ecology 79: 2376–90. de Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Grey Shrike (Lanius meridionalis)”. Behavioural Sociobiology, 34(3): 175–186.
Alive. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ Processes 85 (1): 47–51.
Hasselquist, D., and Bensch, S. 2008. “Daily Energy
node/55012. Downloaded on 27 April 2017. Koopman, M. E., McDonald, D. B., and Hayward, G. D. 2007.
Expenditure of Singing Great Reed-warblers Khalik, K. A., El-Sheikh, M., and El-Aidarous, A. 2013.
Microsatellite analysis reveals genetic monogamy
Acrocephalus arundinaceus”. Journal of Avian Biology Homerin, T. E. 1985. “Echoes of a Thirsty Owl: Death and “Floristic Diversity and Vegetation Analysis of Wadi
among female boreal owls. Journal of Raptor Research,
39: 384–8. Afterlife in Pre-Islamic Arabic Poetry”. Journal of Near Al-Noman, Mecca, Saudi Arabia”. Turkish Journal of
41(4): 314–318.
Eastern Studies 44 (3): 165–184. Botany 37 (5): 894–907.
Hatchwell, B. J., Chamberlain, D. E., and Perrins, C. M.
Kraaijeveld, K. 2003. Degree of mutual ornamentation
1996. The reproductive success of blackbirds Turdus Hõrak, P., Saks, L., Ots, I., Kullissaar, T., Kollist, H., and Khoury, F., and Boulad, N. 2010. Territory size of the
in birds is related to divorce rate. Proceedings of
merula in relation to habitat structure and choice of Zilmer, M. 2003. Physiological effects of immune Mourning Wheatear Oenanthe lugens along an aridity
the Royal Society of London B: Biological Sciences,
nest site. Ibis, 138(2): 256–262. challenge in captive greenfinches (Carduelis chloris). gradient. Journal of Arid Environments 74: 1413–1417.
270(1526): 1785–1791.
Canadian Journal of Zoology, 81(3): 371–379.
Haugen, M., Williams, J. B., Wertz, P., and Tieleman, B. I. Kilner, R. M. 2006. The evolution of egg colour and
(2003). “Lipids of the stratum corneum vary Hoyland, R. G. 2001. Arabia and the Arabs: From the Bronze patterning in birds. Biological Reviews, 81(3): 383–406. Kroodsma, D. E. 1976. Reproductive development in a
with cutaneous water loss among larks along a Age to the Coming of Islam. London: Routledge. 324. female songbird: differential stimulation by quality of
Kirby, J. S., Stattersfield, A. J., Butchart, S. H. M., Evans, male song. Science, 192(4239): 574–575.
temperature-moisture gradient”. Physiological and
Hsu, Y. C., Li, S. H., Lin, Y. S., Philippart, M. T., and M. I., Grimmett, R. F. A., Jones, V. R., O’Sullivan, J.,
Biochemical Zoology 76 (6): 907–917.
Severinghaus, L. L. 2006. High frequency of extrapair Tucker, G. M., and Newton, I. 2008. “Key Conservation Kullberg, C., Fransson, T., and Jakobsson, S. 1996.
Healy, S. D., and Krebs, J. R. 1993. Development of copulation with low level of extrapair fertilization in Issues for Migratory Land- and Waterbird Species “Impaired Predator Evasion in Fat Blackcaps (Sylvia
hippocampal specialisation in a food-storing bird. the Lanyu scops owl Otus elegans botelensis. Journal of on the World’s Major Flyways”. Bird Conservation atricapilla)”. Proceedings of the Royal Society of
Behavioural brain research, 53(1): 127–131. Avian Biology, 37(1): 36–40. International 18 (1): S49. London B: Biological Sciences 263 (1377): 1671–5.

417 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 416


Kvist, A., and Lindström, Å. 2003. “Gluttony in Migratory Lislevand, T., Figuerola, J., and Székely, T. 2007. Avian Markman, S. 2014. Parental self-feeding effects on McGraw, K. J., and Hill, G. E. 2000. Differential effects of
Waders – Unprecedented Energy Assimilation Rates body sizes in relation to fecundity, mating system, parental care levels and time allocation in Palestine endoparasitism on the expression of carotenoid-and
in Vertebrates”. Oikos 103 (2): 397–402. display behavior, and resource sharing. Ecology, 88(6): sunbirds. PloS One, 9(12): e113890. melanin-based ornamental coloration. Proceedings
1605–1605. of the Royal Society of London B: Biological Sciences,
La Sorte, F. A., Fink, D., Hochachka, W. M., DeLong, J. Marques, C. I., Batalha, H. R., and Cardoso, G. C. 2016.
267(1452): 1525–1531.
P., and Kelling, S. 2013. “Population-Level Scaling of Lok, T., Overdijk, O., and Piersma, T. 2015. “The Cost of Signalling with a cryptic trait: the regularity of barred
Avian Migration Speed with Body Size and Migration Migration: Spoonbills Suffer Higher Mortality During plumage in common waxbills. Royal Society Open McGraw, K. J., and Schuetz, J. G. 2004. The evolution
Distance for Powered Fliers”. Ecology 94 (8): 1839–47. Trans-Saharan Spring Migrations Only”. Biology Science, 3(5): 160195. of carotenoid coloration in estrildid finches: a
Letters 11 (1): 20140944. biochemical analysis. Comparative Biochemistry
Leader, N., and Y. Yom-tov. 1998. “The Possible Function Martin TE, Scott J, and Menge C, 2000. Nest predation
and Physiology Part B: Biochemistry and Molecular
of Stone Ramparts at the Nest Entrance of the Lotz, C. N., and Nicolson, S. W. 1999. Energy and water increases with parental activity: separating nest
Biology, 139(1): 45–51.
Blackstart”. Animal Behaviour 56 (1): 207–17. balance in the lesser double-collared sunbird site and parental activity effects. Proceedings of
(Nectarinia chalybea) feeding on different nectar the Royal Society of London B: Biological Sciences, McGraw, K.J., Hill, G.E. and Parker, R.S., 2005. The
Lee, N., Horstemeyer, M. F., Rhee, H., Nabors, B., Liao,
concentrations. Journal of Comparative Physiology B: 267:2287–2293. physiological costs of being colourful: nutritional
J., and Williams, L. N. 2014. Hierarchical multiscale
Biochemical, Systemic, and Environmental Physiology, control of carotenoid utilization in the American
structure-property relationships of the red-bellied Martin, T. E., and Badyaev, A. V. 1996. Sexual
169(3), 200–206. goldfinch, Carduelis tristis. Animal Behaviour, 69(3):
woodpecker (Melanerpes carolinus) beak. Journal of dichromatism in birds: importance of nest predation
the Royal Society Interface, 11(96): 20140274. Lowry, H., Lill, A., and Wong, B. 2013. Behavioural and nest location for females versus males. Evolution, 653–660.
responses of wildlife to urban environments. Biological 2454–2460. McLeod, L. 2014. The white-crowned black wheatear
Lee, S.I., Kim, W., Choe, J.C., and Husby, M. 2016. Genetic
Reviews, 88(3): 537–549. (Oenanthe leucopyga) in St. Katherine, Sinai: age
assessment of the subspecies status of Eurasian Martins, R.P. 1987. The Golden-winged Grosbeak in North
Magpies (Pica pica) in Norway. Ornis Fennica 93: Lundy, K. J., Parker, P. G., and Zahavi, A. 1998. Yemen. Sandgrouse 9: 106–110. related differences in territorial aggression and
146–158. Reproduction by subordinates in cooperatively breeding success (Doctoral dissertation, University of
Martín-Vivaldi, M., J. G. Martínez, J. J. Palomino, and M. Nottingham).
breeding Arabian babblers is uncommon but
Lee, S.I., Parr, C.S., Hwang, Y., Mindell, D. P., and Choe, J. C. Soler. 2002. “Extrapair Paternity in the Hoopoe Upupa
predictable. Behavioral Ecology and Sociobiology, McWhorter, T. J., del Rio, C. M., and Pinshow, B. 2003.
2003. Phylogeny of magpies (genus Pica) inferred from epops: An Exploration of the Influence of Interactions
43(3): 173–180. Modulation of ingested water absorption by Palestine
mtDNA data. Molecular Phylogenetics and Evolution, Between Breeding Pairs, Non‐Pair Males and Strophe
29(2): 250257. Lyall, C.J. 1918. The Mufaddaliyat: An Anthology of Ancient Length”. Ibis 144 (2): 236–47. sunbirds: evidence for adaptive regulation. Journal of
Arabian Odes. Oxford University Press, London. 378 pp. Experimental Biology, 206(4): 659–666.
Lee, W. Y., Choe, J. C., and Jablonski, P. G. 2011. Wild birds Martín-Vivaldi, M., J. J. Palomino, and M. Soler. 1999.
recognize individual humans: experiments on magpies, MacDougall, A. K., and Montgomerie, R. 2003. Assortative “Function of Song in the Hoopoe Upupa epops”. Bird Mellone, U., Limiñana, R., Mallia, E., and Urios, V. 2011.
Pica pica. Animal cognition, 14(6): 817–825. mating by carotenoid-based plumage colour: a quality Study 46 (1): 104–11. “Extremely Detoured Migration in an Inexperienced
indicator in American goldfinches, Carduelis tristis. Bird: Interplay of Transport Costs and Social
Leitner, S., Marshall, R. C., Leisler, B., and Catchpole, C. K. Martín-Vivaldi, M., J. J. Palomino, and M. Soler. 2000. Interactions”. Journal of Avian Biology 42 (5): 468–72.
Naturwissenschaften, 90(10): 464–467.
2006. Male song quality, egg size and offspring sex in “Attraction of Hoopoe Upupa epops Females and Males
captive canaries (Serinus canaria). Ethology, 112(6): MacDougall, A. S., and Turkington, R. 2005. “Are Invasive by Means of Song Playback in the Field: Influence of Mennill, D. J., Ratcliffe, L. M., and Boag, P. T. 2002. Female
554–563. Species the Drivers or Passengers of Change in Strophe Length”. Journal of Avian Biology 31 (3): 351–9. eavesdropping on male song contests in songbirds.
Degraded Ecosystems?” Ecology 86 (1): 42–55. Science, 296(5569): 873–873.
Leitner, S., Voigt, C., and Gahr, M. 2001. Seasonal changes Martín-Vivaldi, M., J. J. Palomino, and M. Soler. 2004.
in the song pattern of the non-domesticated island Madge, S. and Kirwan, G.M. 2018. Asir Magpie (Pica “Strophe Length in Spontaneous Songs Predicts Male Merilä J, Sheldon BC, Lindström K 1999. Plumage
canary (Serinus canaria) a field study. Behaviour, asirensis). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, Response to Playback in the Hoopoe Upupa epops”. brightness in relation to haemetozoan infections in the
138(7): 885–904. J., Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook Ethology 110 (5): 351–62. greenfinch Carduelis chloris: bright males are a good
of the Birds of the World Alive. Lynx Edicions, bet. Ecoscience, 6: 12–18.
Lepage, D., and Lloyd, P. 2004. “Avian Clutch Size in May, P. R., Fuster, J. M., Haber, J., and Hirschman, A. 1979.
Barcelona. https://www.hbw.com/node/60754.
Relation to Rainfall Seasonality and Stochasticity Along Woodpecker drilling behavior: an endorsement of the Middleton, A. L. 1988. Polyandry in the mating system of
Downloaded on 25 April 2018.
an Aridity Gradient Across South Africa”. Ostrich- rotational theory of impact brain injury. Archives of the American Goldfinch, Carduelis tristis. Canadian
Journal of African Ornithology 75 (4): 259–268. Magige, F. J., Stokke, B. G., Sortland, R., and Røskaft, Neurology, 36(6): 370373. Journal of Zoology, 66(2): 296–299.
E. 2009. “Breeding Biology of Ostriches (Struthio
Liechti, F., and Schaller, E. 1999. “The Use of Low-Level McGowan, P.J.K. and Bonan, A. 2018. Pheasants, Mikkola, H., and Tornberg, R. 2014. Sex-specific diet
camelus) in the Serengeti Ecosystem, Tanzania”.
Jets by Migrating Birds”. Naturwissenschaften 86 (11): Partridges, Turkeys, Grouse (Phasianidae). In: del analysis of the Eurasian Eagle Owl in Finland. Ornis
African Journal of Ecology 47 (3): 400–408.
549–51. Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Fennica, 91(3): 195.
Magnotti, J. F., Wright, A. A., Leonard, K., Katz, J. S., and Juana, E. (eds.). Handbook of the Birds of the World
Ligon, J. D. 1970. Behavior and breeding biology of the Miller, A. G., and Cope, T. A. 1996. Flora of the Arabian
Kelly, D. M. 2016. Abstract-concept learning in Black- Alive. Lynx Edicions, Barcelona. https://www.hbw.
Red-cockaded Woodpecker. The Auk, 87(2): 255–278. Peninsula and Socotra. Volume 1. Edinburgh University
billed magpies (Pica hudsonia). Psychonomic Bulletin com/node/52221. Downloaded on 15 October 2018.
Press. 586.
Lill, A., and Fell, P. J. 2007. Microclimate of nesting burrows and Review, 1–5.
McGowan, P.J.K. and Kirwan, G.M. 2017. Arabian
of the Rainbow Bee-eater. Emu, 107(2): 108–114. Miller, J. D. 2011. “The Coastal and Offshore Island
Magrath, R. D. 1989. Hatching asynchrony and Partridge (Alectoris melanocephala). In: del Hoyo, J.,
Ecosystems”. Marine Atlas: Western Arabian Gulf.
Lima, S.L. 1987. Vigilance while feeding and its relation to reproductive success in the blackbird. Nature, Elliott, A., Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana,
Dhahran: Saudi Aramco. 158–185.
the risk of predation. Journal of Theoretical Biology 339(6225): 536–538. E. (eds.). Handbook of the Birds of the World Alive.
124: 303–316. Lynx Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ Minias, P., Meissner, W., Włodarczyk, R., Ożarowska,
Maklakov, A.A. 2002. Snake-directed mobbing in
node/53377. Downloaded on 1 April 2017. A., Piasecka, A., Kaczmarek, K., and Janiszewski, T.
Lindell, C. A., McCullough, D. G., Cappaert, D., Apostolou, a cooperative breeder: anti-predator behaviour or
2015. “Wing Shape and Migration in Shorebirds: A
N. M., and Roth, M. B. 2008. Factors influencing self-advertisement for the formation of dispersal McGrady, M. J., Al Fazari, W. A., Al Jahdhami, M. H.,
Comparative Study”. Ibis 157 (3): 528–35.
woodpecker predation on emerald ash borer. The coalitions? Behavioural Ecology and Sociobiology Hines, J. E., and Oli, M. K. 2015. “Survival of Sooty
American Midland Naturalist, 159(2): 434–444. 52: 372–378. Falcons (Falco concolor) Breeding in Oman”. Journal of Møller, A. P. 1988. Nest predation and nest site choice in
Ornithology, 1–11. passerine birds in habitat patches of different size: a
Lindström, K., and Lundström, J. 2000. Male greenfinches Mandaville, J.P. 1986. “Plant Life in the Rub’ al-Khali (the
study of magpies and blackbirds. Oikos, 215–221.
(Carduelis chloris) with brighter ornaments have Empty Quarter), South-Central Arabia”. Proceedings McGraw, K. J. 2007. Dietary mineral content influences
higher virus infection clearance rate. Behavioral of the Royal Society of Edinburgh Section B: Biological the expression of melanin-based ornamental Møller, A. P. 1990. Nest predation selects for small nest
Ecology and Sociobiology, 48(1): 44–51. Sciences 89: 147–157. coloration. Behavioral Ecology, 18(1): 137–142. size in the blackbird. Oikos, 237–240.

419 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 418


Møller, A. P. 2008. Flight distance of urban birds, cormorant Phalacrocorax nigrogularis indicate Ogilvie-Grant, W. R. 1902. Description of Serinus Pérez-Rodríguez, L., and Viñuela, J. 2008. Carotenoid-based
predation, and selection for urban life. Behavioral minimal overlap with fisheries in the eastern Arabian rothschildi and Scotocerca buryi from southern Arabia. bill and eye ring coloration as honest signals of condition:
Ecology and Sociobiology, 63(1): 63. Gulf. Oryx, 1–9. Bulletin of the British Ornithologists’ Club, 13: 21–22. an experimental test in the red-legged partridge (Alectoris
rufa). Naturwissenschaften, 95(9): 821.
Møller, A. P., and T. R. Birkhead. 1994. “The Evolution of Muzaffar, S.B. 2015. Ecology and conservation of the Ogilvie-Grant, W. R., and Forbes, H. O. 1899. The expedition
Plumage Brightness in Birds is Related to Extrapair Socotra Cormorant (Phalacrocorax nigrogularis) in to Socotra. 1. Descriptions of the new species of birds. Pérez-Rodríguez, L., Blas, J., Viñuela, J., Marchant, T. A.,
Paternity”. Evolution 48 (4): 1089–100. the eastern Arabian Gulf. Pp. 135–146 in Mahala, G. Bulletin of the Liverpool Museums, 2: 1–3. and Bortolotti, G. R. 2006. Condition and androgen
(ed.), Seabirds and Songbirds: Habitat Preferences, levels: are condition-dependent and testosterone-
Moreno-Rueda, G., Soler, M., Soler, J. J., Martínez, J. G., Olson V. A., Owens, I. P. F. 1998. Costly sexual signals: are
Conservation and Behavior. Nova Science Publishers, mediated traits two sides of the same coin? Animal
and Pérez-Contreras, T. 2007. Rules of food allocation carotenoids rare, risky or required? Trends in Ecology
New York. Behaviour, 72(1): 97–103.
between nestlings of the black-billed magpie Pica pica, and Evolution, 13:510514.
a species showing brood reduction. Ardeola, 54(1): Nagelkerken, I., Blaber, S. J. M., Bouillon, S., Green, P., Pérez-Rodríguez, L., Martínez-Padilla, J., and Mougeot,
Orlowski, J., Harmening, W., and Wagner, H. 2012.
15–25. Haywood, M., Kirton, L. G., Meynecke, J.O., Pawlik, F. 2013. Carotenoid-based ornaments as signals of
Night vision in barn owls: visual acuity and contrast
Mota, P. G. 1999. The functions of song in the serin. J., Penrose, H.M., Sasekumar, A. and Somerfield, P. sensitivity under dark adaptation. Journal of vision, health status in birds: evidences from two galliform
Ethology, 105(2): 137–148. J. 2008. “The Habitat Function of Mangroves for 12(13): 4–4. species, the red-legged partridge (Alectoris rufa) and
Terrestrial and Marine Fauna: A Review”. Aquatic the red grouse (Lagopus lagopus scoticus). Pp. 173–198
Mota, P. G., and Cardoso, G. C. 2001. Song organisation in Yamaguchi, M. (ed.), Carotenoids: Food Sources,
Botany 89 (2): 155–185. Orta, J., Christie, D.A., Jutglar, F., Garcia, E.F.J. and
and patterns of variation in the serin (Serinus serinus). Production and Health Benefits. Nova Science
Kirwan, G.M. 2017. Socotra Cormorant (Phalacrocorax
Acta Ethologica, 3(2): 141–150. Naguib, M. 1999. Effects of song overlapping and Publishers, Hauppauge, New York.
nigrogularis). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Sargatal, J.,
alternating on nocturnally singing nightingales. Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Handbook of the
Mota, P. G., and Depraz, V. 2004. A test of the effect of male
Animal Behaviour, 58(5): 1061–1067. PERSGA/GEF. 2003. “Status of Breeding Seabirds in the
song on female nesting behaviour in the serin (Serinus Birds of the World Alive. Lynx Edicions, Barcelona.
Red Sea and Gulf of Aden”. PERSGA Technical Series
serinus): a field playback experiment. Ethology, 110(11): http://www.hbw.com/node/52632. Downloaded on 7
Naguib, M., Mundry, R., Ostreiher, R., Hultsch, H., No. 8. Jeddah: PERSGA. 66.
841–850. March 2017.
Schrader, L., and Todt, D. 1999. Cooperatively breeding
Mougeot, F., Pérez-Rodríguez, L., Sumozas, N., and Arabian babblers call differently when mobbing in Osman, A. K., Al-Ghamdi, F., and Bawadekji, A. 2014. Peters, A., Astheimer, L. B., Boland, C.R.J., and Cockburn,
Terraube, J. 2009. Parasites, condition, immune different predator-induced situations. Behavioral “Floristic Diversity and Vegetation Analysis of Wadi A. 2000. Testosterone is involved in acquisition and
responsiveness and carotenoid-based ornamentation Ecology, 10(6): 636–640. Arar: A Typical Desert Wadi of the Northern Border maintenance of sexually selected male plumage in
in male red-legged partridge Alectoris rufa. Journal of Region of Saudi Arabia”. Saudi Journal of Biological superb fairy-wrens, Malurus cyaneus. Behavioral
National Commission for Wildlife Conservation and Ecology and Sociobiology, 47(6): 438–445.
Avian Biology, 40(1): 67–74. Sciences 21 (6): 554–565.
Development (NCWCD). 2003. First Saudi Arabian
Mourão, J. L., Barbosa, A. C., Outor-Monteiro, D., National Report on the Convention on Biological Phillips, N. R. 1982. Observations on the birds of North
Osztreiher, R. 1995. Influence of the observer on the
and Pinheiro, V. M. 2010. Age affects the laying Diversity. Abuzinada, A. H. (ed.). 131. Yemen in 1979. Sandgrouse, 4: 37–59.
frequency of the ‘morning dance’ in the Arabian
performance and egg hatchability of red-legged Babbler. Ethology 100: 320330.
Nettleship, D. N., and Duffy, D. C. 1995. Cormorants Piersma, T. 1987. “Hop, skip, jump? Constraints on
partridges (Alectoris rufa) in captivity. Poultry Science,
and human interactions: An introduction. Colonial Owens, I. P., and Hartley, I. R. 1998. Sexual dimorphism migration of arctic waders by feeding, fattening, and
89(11): 2494–2498.
Waterbirds, 3–6. in birds: why are there so many different forms of flight speed”. Limosa 60: 185–194.
Munro, N. D., Kennerty, M., Meier, J. S., Samei, S., al-Nahar, dimorphism? Proceedings of the Royal Society of
M., and Olszewski, D. I. 2016. Human hunting and Newton, S. F., and A. V. Newton. 1996. “Breeding Biology Piersma, T. 1998. “Phenotypic flexibility during migration:
London B: Biological Sciences, 265(1394): 397–407.
site occupation intensity in the Early Epipaleolithic and Seasonal Abundance of Lappet-Faced Vultures optimization of organ size contingent on the risks
of the Jordanian western highlands. Quaternary Pärt, T. 2001. “The effects of territory quality on age- and rewards of fueling and flight?” Journal of Avian
Torgos tracheliotus in Western Saudi Arabia”. Ibis 138
International, 396: 31–39. dependent reproductive performance in the northern Biology: 511–520.
(4): 675–83.
wheatear, Oenanthe oenanthe”. Animal Behaviour
Muzaffar, S. B. 2014. Satellite tracking and foraging Pons, J. M., Kirwan, G. M., Porter, R. F., and Fuchs, J. 2013.
Newton, S. F., and Symens, P. 1995. Kingdom of Saudi 62 (2): 379–388.
ecology of Socotra Cormorants (Phalacrocorax A reappraisal of the systematic affinities of Socotran,
Arabia. A Directory of Wetlands in the Middle East.
nigrogularis) breeding on Siniya Island, Umm Al Pascual, J., and Senar, J. C. 2013. Differential effects of Arabian and East African scops owls (Otus, Strigidae)
1–51.
Quwain, UAE. Wildlife Middle East News, 7(1): 8. predation risk and competition over vigilance variables using a combination of molecular, biometric and
Newton, S.F. and Newton, A.V. 1993. Breeding season and and feeding success in Eurasian Siskins (Carduelis acoustic data. Ibis, 155(3): 518–533.
Muzaffar, S. B., Benjamin, S., and Gubiani, R. 2013. The
multiple brooding of some common birds in west and spinus). Behaviour, 150(14): 1665–1687.
impact of fox and feral cat predation on the population Pozis-Francois, O., Zahavia, A., Zahavi, A. 2004. Social play
central Saudi Arabia. Phoenix 10: 16–17. Payne, R., Bonan, A. and Kirwan, G.M. 2017. Common
viability of the threatened, endemic Socotra cormorant in Arabian babblers. Behaviour 141: 425–450.
on Siniya Island, United Arab Emirates. Marine Waxbill (Estrilda astrild). In: del Hoyo, J., Elliott, A.,
Newton, S.F., Newton A.V., and Winkler, H. 1994. The
Ornithology, 41: 171–177. Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). Prior, H., Schwarz, A., and Güntürkün, O. 2008. Mirror-
avifauna of Wadi Turabah: distribution and habitat
Handbook of the Birds of the World Alive. Lynx induced behavior in the magpie (Pica pica): evidence of
Muzaffar, S. B., Gubiani, R., and Benjamin, S. 2012. associations. Fauna of Saudi Arabia 14: 442–454.
Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/node/61115. self-recognition. PLoS Biol, 6(8): e202.
Reproductive Performance of the Socotra Cormorant
Nicolson, S. W., and Fleming, P. A. 2014. Drinking Downloaded on 22 February 2017.
Phalacrocorax nigrogularis on Siniya Island, United Probert, R. J., Daws, M. I., and Hay, F. R. 2009. “Ecological
problems on a ‘simple’ diet: physiological convergence
Arab Emirates: Planted Trees Increase Hatching Peacock, F. 2014. Vocal imitation and courtship displays Correlates of Ex Situ Seed Longevity: A Comparative
in nectar-feeding birds. Journal of Experimental
Success. Waterbirds, 35(4): 626–630. in Chestnut-vented Tit-babblers Sylvia subcaerulea. Study on 195 Species”. Annals of Botany 104 (1): 57–69.
Biology, 217(7): 1015–1023.
Ornithological Observations 5: 41–48.
Muzaffar, S. B., Gubiani, R., and Benjamin, S. 2015. Nest Promislow, D. E., Montgomerie, R., and Martin, T. E.
location influences hatching success in the Socotra Oddy, A. 1991. “Arab Imagery on Early Umayyad Coins Pearson, D. J., and Lack, P. C. 1992. “Migration Patterns 1992. Mortality costs of sexual dimorphism in birds.
cormorant (Phalacrocorax nigrogularis) on Siniya in Syria and Palestine: Evidence for Falconry”. The and Habitat Use by Passerine and Near-Passerine Proceedings of the Royal Society of London B:
Island, United Arab Emirates. Wildlife Research, Numismatic Chronicle 151: 59–66. Migrant Birds in Eastern Africa”. Ibis 134 (s1): 89–98. Biological Sciences, 250(1328): 143–150.
42(1): 13–18.
Ogilvie-Grant, W. R. 1900. Two new species of bird from Penteriani, V., Alonso‐Alvarez, C., Del Mar Delgado, M., Rands, M. R. W. 1988. The effect of nest site selection on
Muzaffar, S. B., Gubiani, R., Benjamin, S., AlShihi, the Ethiopian region, including Rhynchostruthus Sergio, F., and Ferrer, M. 2006. Brightness variability in nest predation in grey partridge Perdix perdix and red-
R., Al-Romithi, A., and Al Kaabi, F. H. 2017. Food percivali n. sp. from Yeshbum. Bulletin of the British the white badge of the eagle owl Bubo bubo. Journal of legged partridge Alectoris rufa. Ornis Scandinavica,
consumption patterns of the Vulnerable Socotra Ornithologists’ Club, 11: 3031. Avian Biology, 37(1): 110116. 35–40.

421 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 420


Rands, M. R. W., and Rands, G. F. 1987. The Arabian Red- Sapir, N., Tsurim, I., Gal, B., and Abramsky, Z. 2004. “The Semere, D., Hagos, T., Seleba, G., Gebrezgabhier, Y., Haile, Sidis, Y., Zilberman, R., and Ar, A. 1994. Thermal aspects
legged Partridge in North Yemen. Sandgrouse, 9: 69–73. Effect of Water Availability on Fuel Deposition of Two Z., Chiozzi, G., and De Marchi, G. 2008. The status of of nest placement in the orange-tufted sunbird
Staging Sylvia Warblers”. Journal of Avian Biology 35 breeding seabirds and waterbirds on the Eritrean Red Sea (Nectarinia osea). The Auk, 1001–1005.
Redondo, T., and Castro, F. 1992. The increase in risk of
(1): 25–32. islands. Bulletin of the African Bird Club, 15: 228–237.
predation with begging activity in broods of magpies Sillett, T. S., and Holmes, R. T. 2002. “Variation in
Pica pica. Ibis, 134(2): 180–187. Sapir, N., Wikelski, M., McCue, M. D., Pinshow, B., and Senar, J. C. and Camerino, M. 1998. Status signalling and Survivorship of a Migratory Songbird Throughout
Nathan, R. 2010. “Flight Modes in Migrating European the ability to recognize dominants: an experiment with its Annual Cycle”. Journal of Animal Ecology 71 (2):
Remeš, V., Matysioková, B., and Cockburn, A. 2012.
Bee-eaters: Heart Rate May Indicate Low Metabolic siskins (Carduelis spinus). Proceedings of the Royal 296–308.
Long-term and large-scale analyses of nest predation
Rate During Soaring and Gliding”. PLoS One 5 (11): Society of London B: Biological Sciences, 265: 1515e1520.
patterns in Australian songbirds and a global
e13956. Skoric, S., Visnjić-Jeftic, Z., Jaric, I., Djikanovic, V.,
comparison of nest predation rates. Journal of Avian Senar, J. C., and Domènech, J. 2011. Sex-specific
Mickovic, B., Nikcevic, M., and Lenhardt, M. 2012.
Biology 43: 435–444. Schaefer, H. C., Eshiamwata, G. W., Munyekenye, F. B., and aggression and sex ratio in wintering finch flocks:
Accumulation of 20 elements in great cormorant
Böhning-Gaese, K. 2004. Life-history of two African serins and siskins differ. Acta Ethologica, 14(1): 7–11.
Ridley, A.R. 2007. Factors affecting offspring survival and (Phalacrocorax carbo) and its main prey, common carp
Sylvia warblers: low annual fecundity and long post-
development in a cooperative bird: social, maternal and Senar, J. C., Camerino, M., Copete, J. L. and Metcalfe, N. (Cyprinus carpio) and Prussian carp (Carassius gibelio).
fledging care. Ibis, 146(3): 427–437.
environmental effects. Journal of Animal Ecology 76: B. 1993. Variation in black bib of the Eurasian siskin Ecotoxicology and Environmental Safety, 80: 244–251.
750–760. Schaefer, H. C., Eshiamwata, G. W., Munyekenye, F. B., (Carduelis spinus) and its role as a reliable badge of
Griebeler, E. M., and Böhning-Gaese, K. 2005. Nest dominance. The Auk, 110: 924e927. Slagsvold, T. 1982. Clutch size, nest size, and hatching
Ridley, A.R. 2012. Invading together: the benefits of predation is little affected by parental behaviour and asynchrony in birds: experiments with the fieldfare
coalition dispersal in a cooperative bird. Behavioural Senar, J. C., Domènech, J., and Camerino, M. 2005. Female (Turdus pilaris). Ecology, 63(5): 1389–1399.
nest site in two African Sylvia warblers. Journal of
Ecology and Sociobiology 66: 77–83. siskins choose mates by the size of the yellow wing stripe.
Ornithology, 146(2): 167–175.
Behavioral Ecology and Sociobiology, 57(5): 465–469. Smalley, I., O’Hara-Dhand, K., McLaren, S., Svircev, Z.,
Riegert, J., Antczak, M., Fainová, D., and Blažková, P. 2014. Schmaljohann, H., Bruderer, B., and Liechti, F. 2008. and Nugent, H. 2013. Loess and bee-eaters I: ground
Group display in the socially monogamous Northern “Sustained Bird Flights Occur at Temperatures Far Sergio, F., Marchesi, L., and Pedrini, P. 2009. Conservation
properties affecting the nesting of European bee-
Double-collared Sunbird (Cinnyris reichenowi). Beyond Expected Limits”. Animal Behaviour 76 (4): of Scops Owl Otus scops in the Alps: relationships
eaters (Merops apiaster L. 1758) in loess deposits.
Behavioural Processes, 103: 138–144. 1133–8. with grassland management, predation risk and wider
Quaternary International, 296: 220226.
biodiversity. Ibis, 151(1): 4050.
Rosen, R. F., and Tarvin, K. A. 2006. Sexual signals of Schmaljohann, H., Korner-Nievergelt, F., Naef-Daenzer,
Sethi, V. K., Bhatt, D., and Kumar, A. 2010. On the Patterns Smit, B., and McKechnie, A. E. 2010. Avian seasonal
the male American goldfinch. Ethology, 112(10): B., Nagel, R., Maggini, I., Bulte, M., and Bairlein, F. 2013.
of Parental Provisioning by Purple Sunbird Nectarinia metabolic variation in a subtropical desert: basal
1008–1019. “Optimization of Stopover in an Arctic Long-Distance
asiatica. Sunbird: Journal of the Queensland metabolic rates are lower in winter than in summer.
Migrant: The Role of Fuel Load, Ambient Temperature
Saenger, P. 2011. “Mangroves and Salt Marshes”. Marine Ornithological Society 40(2): 39–47. Functional Ecology, 24(2): 330339.
and Nocturnal Take-Off Time”. Frontiers in Zoology
Atlas: Western Arabian Gulf. Dhahran: Saudi Aramco.
10: 26. Seutin, G., Boag, P. T., White, B. N., and Ratcliffe, L. M. Smit, B., and McKechnie, A. E. 2009. Do owls use torpor?
78–114.
Schmaljohann, H., Fox, J. W., and Bairlein, F. 2012. 1991. Sequential polyandry in the Common Redpoll Winter thermoregulation in free-ranging Pearl-
Saks, L., McGraw, K.J., and Hõrak, P. 2003a. How feather (Carduelis flammea). The Auk, 108(1): 166–170. Spotted Owlets and African Scops-Owls. Physiological
“Phenotypic Response to Environmental Cues,
colour reflects its carotenoid content. Functional and Biochemical Zoology, 83(1): 149–156.
Orientation and Migration Costs in Songbirds Flying Severinghaus, L. L. 2000. Territoriality and the
Ecology, 17(4): 555–561.
Halfway Around the World”. Animal Behaviour 84 (3): significance of calling in the Lanyu Scops Owl Otus Smitha, B., Thakar, J., and Watve, M. 1999. Do bee-eaters
Saks, L., Ots, I., and Hõrak, P. 2003b. Carotenoid-based 623–40. elegans botelensis. Ibis, 142(2): 297–304. have theory of mind? Current Science, 76(4): 574–577.
plumage coloration of male greenfinches reflects health
Scholte, P. 2010. The birds of Wadi Rima: a permanently Shaltout, K. H., El-Halawany, E. F., and El-Garawany, M.
and immunocompetence. Oecologia, 134(3): 301–307. Sokolov, A., Sokolov, V., and Dixon, A. 2016. “Return to the
flowing mountain wadi in western Yemen revisited M. 1997. “Coastal Lowland Vegetation of Eastern Saudi
after 20 years. Sandgrouse, 32: 106–112. Wild: Migratory Peregrine Falcons Breeding in Arctic
Samour, J., and Naldo, J. L. 2005. “Causes of Morbidity and Arabia”. Biodiversity and Conservation 6 (7): 1027–1040. Eurasia Following their Use in Arabic Falconry”.
Mortality in Captive Falcons in Saudi Arabia”. In 8th
Schwabl, H. 1996. Maternal testosterone in the avian Shirihai, H., Kirwan, G. M., and Helbig, A. J. 2011. A new taxon Journal of Raptor Research 50 (1): 103–108.
European AAV Conference. 85.
egg enhances postnatal growth. Comparative in the Mourning Wheatear Oenanthe lugens complex.
Sánchez-García, C., Alonso, M. E., Tizado, E. J., Pérez, Biochemistry and Physiology Part A: Physiology, Soler, J. J., de Neve, L., Martínez, J. G., and Soler, M. 2001.
Bulletin of the British Ornithologists’ Club, 131: 270291.
J. A., Armenteros, J. A., and Gaudioso, V. R. 2016. 114(3): 271–276. Nest size affects clutch size and the start of incubation
Anti-predator behaviour of adult red-legged partridge Shobrak, M. 1996. “Ecology of the lappet-faced vulture in magpies: an experimental study. Behavioral Ecology,
Schweizer, M., and Shirihai, H. 2013. Phylogeny of the
(Alectoris rufa) tutors improves the defensive Torgos tracheliotus in Saudi Arabia”. Doctoral 12(3): 301–307.
Oenanthe lugens complex (Aves, Muscicapidae:
responses of farm-reared broods. British Poultry dissertation, University of Glasgow. 169.
Saxicolinae): paraphyly of a morphologically cohesive Soler, J. J., Soler, M., Møller, A. P., and Martinez, J. G.
Science, 57(3): 306–316. group within a recent radiation of open-habitat chats. Shobrak, M. 1998. “Notes on the breeding and cooling 1995. Does the great spotted cuckoo choose magpie
Molecular Phylogenetics and Evolution, 69(3): 450461. behaviour of Hoopoe Lark Alaemon alaudipes in hosts according to their parenting ability? Behavioral
Sánchez-García, C., Armenteros, J. A., Alonso, M. E., Larsen,
central Saudi Arabia”. Sandgrouse 20: 53–54. Ecology and Sociobiology 36: 201–206.
R. T., Lomillos, J. M., and Gaudioso, V. R. 2012. Water- Scott, G. R. 2011. “Elevated Performance: The Unique
site selection and behaviour of red-legged partridge Physiology of Birds that Fly at High Altitudes”. Journal Shobrak, M. 2001. “Posturing Behaviour of the Lappet-
Soler, M., Martin-Vivaldi, M., Marin, J. M., and Møller, A.
Alectoris rufa evaluated using camera trapping. Applied of Experimental Biology 214 (15): 2455–62. Faced Vulture Torgos tracheliotus Chicks on the Nest
P. 1999. Weight lifting and health status in the black
Animal Behaviour Science, 137(1): 86–95. Plays a Role in Protecting them from High Ambient
Seddon, P.J. and F. Launay. 2008. “Arab Falconry: Changes, wheatear. Behavioral Ecology, 10(3): 281–286.
Temperatures”. Asian Raptor Bulletin 2: 7–9.
Sangster, G., Collinson, J. M., Crochet, P. A., Kirwan, G. Challenges and Conservation Opportunities of an
M., Knox, A. G., Parkin, D. T., and Votier, S. C. 2015. Ancient Art”. In Lovelock, B. (ed.), Tourism and the Shobrak, M. 2015. “Trapping of Saker Falcon Falco cherrug Soler, M., Soler, J. J., Møller, A. P., Moreno, J., and Lindén,
Taxonomic recommendations for Western Palaearctic Consumption of Wildlife: Hunting, Shooting and Sport and Peregrine Falcon Falco peregrinus in Saudi Arabia: M. 1996. The functional significance of sexual
birds: 10th report. Ibis, 157(1): 193–200. Fishing. 196–210. London: Routledge Implications for Biodiversity Conservation”. Saudi display: stone carrying in the black wheatear. Animal
Journal of Biological Sciences 22 (4): 491–502. Behaviour, 51(2): 247–254.
Santos, E. S., Santos, L. L., Lagisz, M., and Nakagawa, Sejberg, D., Bensch, S., and Hasselquist, D. 2000. “Nestling
S. 2015. Conflict and cooperation over sex: the Provisioning in Polygynous Great Reed-warblers Shultz, A. J., and Burns, K. J. 2017. The role of sexual Sommer, C., Todt, D. Ostreiher, R., Mundry, R., 2012.
consequences of social and genetic polyandry for (Acrocephalus arundinaceus): Do Males Bring Larger and natural selection in shaping patterns of sexual Urgency-related alarm calling in Arabian babblers,
reproductive success in dunnocks. Journal of Animal Prey to Compensate for Fewer Nest Visits?” Behavioral dichromatism in the largest family of songbirds (Aves: Turdoides squamiceps: predator distance matters in
Ecology, 84(6): 1509–1519. Ecology and Sociobiology 47: 213–9. Thraupidae). Evolution, 71(4): 1061–1074. the use of alarm call types. Behaviour 149: 755–773.

423 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 422


Song, G., Zhang, R., Alström, P., Irestedt, M., Cai, T., Qu, Y., Takahashi, T. T. 2010. How the owl tracks its prey-II. van der Willigen, R. F. 2011. Owls see in stereo much like Wright, J., Berg, E., de Kort, S.R., Khazin, V., Maklakov, A.A.
Ericson, P.G.P., Fjeldså, J., and Lei, F 2018. Complete Journal of Experimental Biology, 213(20): 3399–3408. humans do. Journal of vision, 11(7): 1010. 2001. Cooperative sentinel behaviour in the Arabian
taxon sampling of the avian genus Pica (magpies) reveals babbler. Animal Behaviour 62: 973–979.
Tanvez, A., Béguin, N., Chastel, O., Lacroix, A., and Vincent, J. F. V., Sahinkaya, M. N., and O’Shea, W. 2007. A
ancient relictual populations and synchronous Late‐
Leboucher, G. 2004. Sexually attractive phrases woodpecker hammer. Proceedings of the Institution Wygnanski-Jaffe, T., Murphy, C. J., Smith, C., Kubai, M.,
Pleistocene demographic expansion across the Northern
increase yolk androgens deposition in Canaries of Mechanical Engineers, Part C: Journal of Christopherson, P., Ethier, C. R., and Levin, A. V. 2005.
Hemisphere. Journal of Avian Biology 49(2): jav-01612.
(Serinus canaria). General and comparative Mechanical Engineering Science, 221(10): 1141–1147. Protective ocular mechanisms in woodpeckers. Eye,
Spaar, R. 1997. “Flight Strategies of Migrating Raptors; A endocrinology, 138(2): 113–120. 21(1): 83–89.
Comparative Study of Interspecific Variation in Flight Voelker, G., Rohwer, S., Bowie, R. C., and Outlaw, D. C. 2007.
Thomas, J., El-Sheikh, M. A., and Alatar, A. A. 2017. Wysocki, D.Z. 2004. Within-season divorce rate in an
Characteristics”. Ibis 139 (3): 523–35. Molecular systematics of a speciose, cosmopolitan
Endemics and endangered species in the biodiversity urban population of European Blackbird Turdus
songbird genus: defining the limits of, and relationships
Sridhar, H., Beauchamp, G., and Shanker, K. 2009. Why hotspot of the Shada Mountains, Saudi Arabia. Journal merula. Ardea, 92(2): 219–228.
among, the Turdus thrushes. Molecular Phylogenetics
do birds participate in mixed-species foraging flocks? of Arid Land 9(1): 109–121.
and Evolution, 42(2): 422–434. Yahya, H. S. A., and Salamah, M. 1996. The Asir Magpie:
A large-scale synthesis. Animal Behaviour, 78(2): results of recent field surveys. Phoenix 13: 13–14.
Tieleman, B. I., J. B. Williams, and M. E. Buschur. 2002.
337–347. von Campenhausen, M., and Wagner, H. 2006. Influence of
“Physiological Adjustments to Arid and Mesic
the facial ruff on the sound-receiving characteristics of Yamaç, E., and Bilgin, C. C. 2012. “Post-fledging
Sridhar, S., and Karanth, K. P. 1993. Helpers in Environments in Larks (Alaudidae)”. Physiological and
the barn owl’s ears. Journal of Comparative Physiology movements of Cinereous Vultures Aegypius monachus
cooperatively breeding small green bee-eaters (Merops Biochemical Zoology 75 (3): 305–13.
A, 192(10): 1073–1082. in Turkey revealed by GPS telemetry”. Ardea 100 (2):
orientalis). Current Science, 65: 489–489. Tieleman, B. I., Williams, J. B., and Visser, G. H. 2004. 149–157.
Stanley, T. R. 2002. How many kilojoules does a Black- “Energy and Water Budgets of Larks in a Life History Ward, S., Speakman, J. R., and Slater, P. J. 2003. The energy
Yom-tov, Y., and Ar, A. 1993. Incubation and fledging
billed Magpie nest cost? Journal of Field Ornithology, Perspective: Parental Effort Varies with Aridity”. cost of song in the canary, Serinus canaria. Animal
durations of woodpeckers. Condor, 282–287.
73(3): 292–297. Ecology 85 (5): 1399–1410. Behaviour, 66(5): 893–902.
Yoon, S. H., and Park, S. 2011. A mechanical analysis of
Stevens, M., Searle, W. T. L., Seymour, J. E., Marshall, K. L., Tieleman, B. I., J. B. Williams, M. E. Buschur, and C. R. Watve, M., Thakar, J., Kale, A., Puntambekar, S., Shaikh, woodpecker drumming and its application to shock-
and Ruxton, G. D. 2011. Motion dazzle and camouflage Brown. 2003. “Phenotypic Variation of Larks Along I., Vaze, K., Jog, M., and Paranjape, S. 2002. Bee-eaters absorbing systems. Bioinspiration and Biomimetics,
as distinct anti-predator defenses. BMC Biology, 9(1): 81. an Aridity Gradient: Are Desert Birds More Flexible?” (Merops orientalis) respond to what a predator can see. 6(1): 016003.
Ecology 84 (7): 1800–15. Animal Cognition, 5(4): 253–259.
Stewart, H., and Stewart, A. 2015. Historical Falconry: An Yoon, S. H., Roh, J. E., and Kim, K. L. 2008. Woodpecker-
Illustrated Guide. Amberley Publishing Limited. 96. Tobias, J. A., Sheard, C., Seddon, N., Meade, A., Cotton, A. Węgrzyn, E., Leniowski, K., and Osiejuk, T. S. 2010. inspired shock isolation by microgranular bed. Journal
J., and Nakagawa, S. 2016. Territoriality, social bonds, “Whistle Duration and Consistency Reflect Philopatry of Physics D: Applied Physics, 42(3): 035501.
Stradi, R., Celentano, G., Rossi, E., Rovati, G., and Pastore, and the evolution of communal signaling in birds. and Harem Size in Great Reed-warblers”. Animal
M. 1995. Carotenoids in bird plumage I. The carotenoid Frontiers in Ecology and Evolution, 74(4): 1–15. Yosef, R. and Yosef, D. 1991. Tristram’s Grackles groom
Behaviour 79: 1363–72.
pattern in a series of Palearctic Carduelinae. Nubian ibex. Wilson Bulletin, 103: 518–520.
Comparative Biochemistry and Physiology Part B: Tøttrup, A. P., Klaassen, R. H. G., Kristensen, M. W.,
Weidinger, K. 2001. Does egg colour affect predation rate Yosef, R., and Pinshow, B. 1989. “Cache Size in Shrikes
Biochemistry and Molecular Biology, 110(1): 131–143. Strandberg, R., Vardanis, Y., Lindström, Å., Rahbek, C.,
on open passerine nests? Behavioral Ecology and Influences Female Mate Choice and Reproductive
Alerstam, T. and Thorup, K., 2012. “Drought in Africa
Strandberg, R., Klaassen, R. H., Hake, M., and Alerstam, T. Sociobiology, 49(6): 456–464. Success”. The Auk 106: 418–21.
Caused Delayed Arrival of European Songbirds”.
2009. “How Hazardous is the Sahara Desert Crossing Science 338 (6112): 1307. Williams, J. B., and B. I. Tieleman. 2005. “Physiological Yosef, R., and Pinshow, B. 2005. “Impaling in True Shrikes
for Migratory Birds? Indications from Satellite
Tremain, S. B., Swiston, K. A., and Mennill, D. J. 2008. Adaptation in Desert Birds”. Bioscience 55 (5): 416–25. (Laniidae): A Behavioral and Ontogenetic Perspective”.
Tracking of Raptors”. Biology Letters, rsbl20090785.
Seasonal variation in acoustic signals of Pileated Behavioural Processes 69 (3): 363–7.
Streif, M., and Rasa, O. 2001. Divorce and its consequences Williams, J. B., B. I. Tieleman, and M. Shobrak. 1999.
Woodpeckers. Wilson Journal of Ornithology, 120(3): Zahavi, A. 1989. Arabian Babbler. Pp. 253–275 in Newton,
in the common blackbird Turdus merula. Ibis, 143(3): “Lizard Burrows Provide Thermal Refugia for Larks in
499–504. I. (ed.), Lifetime Reproduction in Birds. Academic
the Arabian Desert”. Condor 101: 714–7.
554–560.
Trnka, A., and Prokop, P. 2010. “Does Social Mating Press, London.
Symens, P., and Alsuhaibany, A. H. 1996. “The Williamson, L., Garcia, V., and Walters, J. R. 2016. Life
System Influence Nest Defence Behaviour in Great Zahavi, A. 1990. Arabian babblers: the quest for social
Ornithological Importance of the Jubail Marine history trait differences in isolated populations of
Reed-warbler (Acrocephalus arundinaceus) Males?” status in a cooperative breeder. Pp. 103–130 in Stacey,
Wildlife Sanctuary”. In: Krupp, F., Abuzinada, A. H., the endangered Red-cockaded Woodpecker. Ornis
Ethology 116: 1075–83. P. B. and Koenig, W. D. (eds.), Cooperative Breeding in
and Nader, I. A. (eds.), A Marine Wildlife Sanctuary Hungarica, 24(1): 55–68.
Troynikov, V., Whitten, A., Gorfine, H., Pūtys, Ž., Birds: Long-term Studies of Ecology and Behaviour.
for the Arabian Gulf. Environmental Research and Cambridge University Press, Cambridge.
Jakubavičiūtė, E., Ložys, L., and Dainys, J. 2013. Winkler, H. and Christie, D.A. 2017. Arabian Woodpecker
Conservation Following the 1991 Gulf War Oil Spill.
Cormorant catch concerns for fishers: estimating (Dendropicos dorae). In: del Hoyo, J., Elliott, A., Zhou, P., Kong, X. Q., Wu, C. W., and Chen, Z. 2009.
Riyadh: NCWCD and Frankfurt: Senckenberg
the size-selectivity of a piscivorous bird. PloS One, Sargatal, J., Christie, D.A. and de Juana, E. (eds.). The novel mechanical property of tongue of a
Research Institute. 374.
8(11): e77518. Handbook of the Birds of the World Alive. Lynx woodpecker. Journal of Bionic Engineering, 6(3):
Symens, P., and Suhaibani, A. 1993. Impact of Gulf War Edicions, Barcelona. http://www.hbw.com/ 214–218.
UNEP-WCMC 2013. Centres of Plant Diversity. Davies, S. node/56219. Downloaded on 5 February 2017.
oil spills on wintering seabird populations along the
D. and Heywood, V.H. (eds.). Gland: WWF and IUCN. Zilberman, R., B. Moav, and Y. Yom-tov. 2001a.
northern Arabian Gulf coast of Saudi Arabia, 1991.
1994–7. Winkler, H., Newton, A. V., and Newton, S. F. 1996. On the “Territoriality and Mate Guarding in the Orange-
Sandgrouse, 15: 37–43.
ecology and behaviour of the Arabian Woodpecker tufted Sunbird (Nectarinia osea)”. 275–86.
Vágási, C. I., Pap, P. L., Vincze, O., Osváth, G., Erritzøe, J.,
Symens, P., Kinzelbach, R., Suhaibani, A., and Werner, Picoides dorae. Zoology in the Middle East, 12(1):
and Møller, A. P. 2016. “Morphological Adaptations to Zilberman, R., N. Leader, B. Moav, Y. Yom-tov. 2001b.
M. 1993. A review of the status, distribution and 33–46.
Migration in Birds”. Evolutionary Biology 43: 48–59. “Survival of the Orange-tufted Sunbird, Nectarinia
conservation of the Socotra Cormorant, Phalacrocorax
Witter, M. S., and Cuthill, I. C. 1993. “The Ecological Costs osea”. Ostrich 72 (1–2): 125–6.
nigrogularis. Zoology in the Middle East, 8(1): 17–30. Vallet E, Beme I, Kreutzer M. 1998. Two-note syllables in
canary songs elicit high levels of sexual display. Animal of Avian Fat Storage”. Philosophical Transactions of the Zinkivskay, A., Nazir, F., and Smulders, T. V. 2009. What-
Symes, A., Taylor, J., Mallon, D., Porter, R., Simms, C. Royal Society of London B 340 (1291): 73–92.
Behavior, 55:291–297. where-when memory in magpies (Pica pica). Animal
and Budd, K. 2015. The Conservation Status and
cognition, 12(1): 119–125.
Distribution of the Breeding Birds of the Arabian Vallet E, Kreutzer M. 1995. Female canaries are sexually Wright, J. 1997. Helping-at-the-nest in Arabian babblers:
Peninsula. Cambridge and Gland: IUCN, and Sharjah: responsive to special song phrases. Animal Behavior, signalling social status or sensible investment in
Environment and Protected Areas Authority. 58. 49: 1603–1610. chicks? Animal Behaviour, 54(6): 1439–1448.

425 ‫المراجع‬ ‫الطيور في السعودية‬ 424


‫نمنة ذنوب‬

‫‪427‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪426‬‬


)‫فهرست بأسماء الطيور العلمية (حسب الترتيب األبجدي باللغة اإلنجليزية‬ )‫فهرست بأسماء الطيور العلمية (حسب الترتيب األبجدي باللغة اإلنجليزية‬
.‫ في حين تشير أرقام الصفحات المكتوبة بخط مائل إلى صور الطيور والرسوم التوضيحية‬،‫ تشير أرقام الصفحات بالخط العريض إلى األنواع المتوطنة‬:‫مالحظة مهمة‬ .‫ في حين تشير أرقام الصفحات المكتوبة بخط مائل إلى صور الطيور والرسوم التوضيحية‬،‫ تشير أرقام الصفحات بالخط العريض إلى األنواع المتوطنة‬:‫مالحظة مهمة‬

A clotbey, Ramphocoris 133, 137, 195 I ochruros, Phoenicurus 171 rothschildi, Crithagra 120, 336–342 tenuirostris, Calidris 44–45, 151
abdimii, Ciconia 112 collurio, Lanius 236, 236 ibis, Bubulcus 170, 170 oenanthe, Oenanthe 252, 253, 256 rubecula, Erithacus 146332 tenuirostris, Numenius 43
abyssinicus, Coracias 110, 111 concolor, Falco 99, 100, 109 inornatus, Caprimulgus 115 orientalis, Pterocles 67, 139 rubetra, Saxicola 236 tinnunculus, Falco 154
abyssinicus, Zosterops 115, 116, 190 coronatus, Pterocles 67, 141 inquieta, Scotocerca 125, 129, 133 osea, Cinnyris 207–211, 34, 207, 208–209, 210 rudis, Ceryle 2, 60 torquatus, Saxicola 386
aeruginosus, Circus 59, 257, 257 coturnix, Coturnix 91, 91, 197 isabellina, Oenanthe 145, 238 otus, Asio 4 rufescens, Alaudala 137, 139, 139 tracheliotos, Torgos 64, 124, 126–127, 128, 133,
africanus, Bubo 382–385 cristata, Galerida 161, 178–179, 180 rufescens, Pelecanus 35, 105, 105, 109 198, 198–199, 199
alaudipes, Alaemon 141, 141, 190–193, 191 curruca, Sylvia 242–243, 310 J P rufibarba, Estrilda 9, 111, 324–329 tristis, Acridotheres 25, 154
alba, Motacilla 16 cursor, Cursorius 133, 141 javanica, Mirafra 111 pallidus, Apus 154 ruficollis, Corvus 71, 141 tristramii, Onychognathus 120, 121, 375–381
alba, Tyto 161, 189 cyaneus, Circus 139 juncidis, Cisticola 111 palustris, Acrocephalus 235 ruficollis, Tachybaptus 169 trochilus, Phylloscopus 220, 220
albicollis, Merops 112, 232, 232 cyanophrys, Merops 10, 111, 120, 125, 130–131, pamelae, Otus 288–292 rufinus, Buteo 141 turtur, Streptopelia 47
albifrons, Anser 238 264, 353–360 K parva, Ficedula 236 rufocinereus, Monticola 114, 115
alchata, Pterocles 67, 137, 139 krameri, Psittacula 154 parvus, Cypsiurus 111 rustica, Hirundo 235 U
alexandrinus, Charadrius 217 D percivali, Rhynchostruthus 329–335 umbretta, Scopus 5, 215, 216
amandava, Amandava 10 daurica, Cecropis 250 L percnopterus, Neophron 65, 100, 124, 133, 146 S umbrovirens, Phylloscopus 28, 96, 115
anaethetus, Onychoprion 100, 150–151, 185, decaocto, Streptopelia 154 languida, Hippolais 125, 133 peregrinus, Falco 83, 84–85, 86, 157 scirpaceus, Acrocephalus 105, 108, 169 urbicum, Delichon 251
232 delegorguei, Coturnix 112 lapponica, Limosa 246 philbyi, Alectoris 272–276 scops, Otus 160, 227
apiaster, Merops 53, 157, 157 deserti, Ammomanes 160, 161, 181 leucocephala, Halcyon 115, 117 philomelos, Turdus 146 senator, Lanius 244 V
apivorus, Pernis 235 deserti, Oenanthe 133 leucogaster, Cinnyricinclus 62, 115, 118–119, platyrhynchos, Anas 11, 245, 245 senegalensis, Spilopelia 70, 70 verreauxii, Aquila 117
apus, Apus 251 domesticus, Passer 23, 55, 153, 184, 300 232, 301 podobe, Cercotrichas 23, 161 senegallus, Pterocles 29, 141 virgo, Anthropoides 93, 133, 239
arabs, Ardeotis 20, 35, 40, 79, 111 dorae, Dendropicos 12–13, 111, 120, 265, leucogaster, Sula 98, 100 poliocephalus, Caprimulgus 115 senegalus, Tchagra 111 viridis, Terpsiphone 115, 174
ardeola, Dromas 24, 100, 102–103, 105, 109 292–301 leucophthalmus, Larus 100 pomarinus, Stecorarius 150 smyrnensis, Halcyon 61, 75, 426 vulgaris, Sturnus 146, 228
arquata, Numenius 74 leucopyga, Oenanthe 125 porphyrio, Porphyrio 22 splendens, Corvus 154
arquatrix, Columba 115 E leucorodia, Platalea 109, 147, 170 pratincola, Glareola 132, 181 squamiceps, Argya 124, 125, 366–374 W
arundinaceus, Acrocephalus 256–261, ecaudatus, Terathopius 35, 42 leucotis, Pycnonotus 11, 143, 145 ptilorhynchus, Pernis 237, 260 stellaris, Botaurus 156 waalia, Treron 76, 115
258–259 epops, Upupa 89, 90, 164, 203–206, 205, 206 lichtensteinii, Pterocles 66, 67, 141 purpurea, Ardea 145 stentoreus, Acrocephalus 146
ascalaphus, Bubo 133, 141, 176, 188 eremica, Calandrella 115 limosa, Limosa 170 pygargus, Circus 164 stolidus, Anous 100 X
asirensis, Pica 11, 18, 37, 43, 117, 120, 155, eremita, Geronticus 35, 43, 46, 112 livia, Columba 70 striata, Butorides 109 xanthopygos, Pycnonotus 125, 128
267–272 eremodites, Eremalaudia 141, 361–366 lugens, Oenanthe 265 R striata, Muscicapa 222
atricapilla, Sylvia 247, 247, 250 euchlorus, Passer 111, 266 lugens, Streptopelia 115 ralloides, Ardeola 94, 162–163 striolata, Emberiza 124, 125, 125 Y
atrogularis, Turdus 146 excubitor, Lanius 124, 125, 212, 213–216 rapax, Aquila 19, 37 superciliosus, Centropus 111, 112 yemenensis, Linaria 347–352
atthis, Alcedo 87, 144, 145 exustus, Pterocles 141, 214 M repressa, Sterna 148–149, 150–151, 200, svecica, Cyanecula 52
avosetta, Recurvirostra 8 macqueenii, Chlamydotis 20, 20, 21, 37, 75, 83, 200–201, 201 sylvaticus, Turnix 112 Z
F 86, 128, 133, 141–142 rhipidurus, Corvus 71, 88, 89, 133 Zosterops 105
B falcinellus, Plegadis 70 malabarica, Euodice 142, 145 roseogrisea, Streptopelia 67, 100, 111 T
barbatus, Gypaetus 35, 43, 117 finschii, Oenanthe 133 melanocephala, Alectoris 276–280 roseus, Pastor 241, 241 tadorna, Tadorna 237
bengalensis, Thalasseus 36, 100, 151, 188 flammeus, Asio 72 melanura, Oenanthe 92, 124, 194, 194–196 roseus, Phoenicopterus 106–107, 147, 221 temminckii, Calidris 226
benghalensis, Coracias 6, 7, 145 flava, Motacilla 56, 164 meleagris, Numida 111
biarmicus, Falco 37, 50, 80–81, 83, 86, 146 fulvus, Gyps 65, 73, 133, 218 menachensis, Crithagra 342–347
bilopha, Eremophila 133, 137, 138, 191 menachensis, Turdus 120, 305–311
bimaculata, Melanocorypha 133, 139 G metallica, Hedydipna 54, 155
borin, Sylvia 247, 250 galactotes, Cercotrichas 158–159 migrans, Milvus 157
bottae, Oenanthe 311–315 galbula, Ploceus 111, 155, 202, 203, 204 minor, Lanius 221
brachydactyla, Calandrella 161 gallicus, Circaetus 133, 240, 240 minutus, Ixobrychus 152, 169, 211, 254–255,
buryi, Sylvia 301–305 gallingo, Gallinago 241 257
buteo, Buteo 63, 120, 220, 239, 240 gambagae, Muscicapa 115, 117, 182–183 monachus, Aegypius 15, 133, 139, 227, 229, 229,
garrulus, Coracias 6, 7 239
C genei, Larus 237 mongolus, Charadrius 147
caeruleus, Elanus 189 githagineus, Bucanetes 125 morinellus, Eudromias 139
calandra, Emberiza 146, 161, 161, 164 gracilis, Prinia 92, 186–187 mystacea, Sylvia 133
camelus, Struthio 27, 30, 35, 55, 57, 57, 58, gregarius, Vanellus 43, 48, 139, 164
74–78, 78 griseldis, Acrocephalus 49, 146, 169, 170 N
capensis, Oena 25, 32–33, 68–69, 161 grus, Grus 170 nasutus, Lophoceros 111, 112
caprius, Chrysococcyx 232, 323 gularis, Egretta 104, 109 nigra, Ciconia 170
caspia, Hydroprogne 98 nigriceps, Eremopterix 193
cervinus, Anthus 164, 166–167 H nigrogularis, Phalacrocorax 150, 280–287
cherrug, Falco 41, 78, 82, 83, 86 hadorami, Strix 133 nipalensis, Aquila 17, 120, 122–123
chloris, Todiramphus 39, 105 haliaetus, Pandion 36, 109, 147, 214, 251, 252 noctua, Athene 71, 133, 136, 141
chloropus, Gallinula 169 hellmayri, Cinnyris 111, 111, 262, 316–323 nubicus, Caprimulgus 112, 113
chrysaetos, Aquila 37, 38, 79, 133, 141 hemprichii, Larus 100, 101 nubicus, Lanius 233
ciconia, Ciconia 170 heyi, Ammoperdix 125, 133, 134
cinctura, Ammomanes 141, 177 himantopus, Himantopus 168, 169, 223 O
citreola, Motacilla 146 hispaniolensis, Passer 146 obsoleta, Ptyonoprogne 124, 154, 155
clanga, Clanga 45, 62, 146, 146, 170, 240 hypoleucos, Actitis 248–249 obsoleta, Rhodospiza 161

429 ‫فهرست بأسماء الطيور العلمية‬ ‫الطيور في السعودية‬ 428


‫فهرست باألسماء الشائعة (باللغة العربية)‬
‫‪117‬‬ ‫سبد السهول‬ ‫‪235‬‬ ‫دخلة مستنقعية‬ ‫‪278 ،276 - 272 ،266‬‬ ‫حجل فيلبي‬

‫‪113 ،112‬‬ ‫سبد نوبي‬ ‫‪133‬‬ ‫دخلة وادية‬ ‫‪19‬‬ ‫حجم التعداد‬
‫مالحظة مهمة‪ :‬تشير أرقام الصفحات بالخط العريض إلى األنواع المتوطنة‪ ،‬في حين تشير أرقام الصفحات المكتوبة بخط مائل إلى صور الطيور‬
‫‪22‬‬ ‫سحنون‬ ‫‪125 ،125 ،124‬‬ ‫درسة رفيعة التخطيط‬ ‫‪157 ،155 ،63‬‬ ‫حدأة سوداء‬ ‫والرسوم التوضيحية‪.‬‬

‫‪83 ،75 ،67 ،63‬‬ ‫سكان البادية (البدو)‬ ‫‪161 ،161 ،146 ،vi‬‬ ‫درسة قمحية‬ ‫‪185 ،181 ،39‬‬ ‫حدأة سوداء الجناح‬
‫‪73 ،65‬‬ ‫تميم بن مقبل‬ ‫أنواع الطيور المتناقصة تميل إلى أن‬ ‫أ‬
‫‪213 - 212‬‬ ‫سلوك التغذية‬ ‫‪124 ،121‬‬ ‫الدرع العربي‬ ‫‪155 ،145‬‬ ‫الحدائق‬
‫‪35 ،31‬‬ ‫ً‬
‫حجما‬ ‫تكون أكبر‬
‫‪،201 - 200 ،193 - 192‬‬ ‫تنظيم درجات الحرارة‬ ‫‪125‬‬ ‫أبلق أبيض قنة‬
‫‪201 - 200‬‬ ‫سلوك تغطيس البطن‬ ‫‪151 ،45 - 44‬‬ ‫الدريجة الكبيرة‬ ‫‪155‬‬ ‫الحدائق والمتنزهات‬
‫‪241‬‬ ‫‪153 ،145‬‬ ‫األنواع المتعايشة‬
‫‪251 ،250 ،157‬‬ ‫سمامة شائعة‬ ‫‪19‬‬ ‫دوامة االنقراض‬ ‫‪135 ،134 ،133 - 132‬‬ ‫حرات‬
‫ّ‬ ‫‪315 - 311‬‬ ‫أبلق أحمر الصدر‬
‫‪4-3‬‬ ‫تنوع‬ ‫‪238 ،238‬‬ ‫إوزة غراء كبيرة‬
‫‪154‬‬ ‫سمامة فاتحة‬ ‫‪153‬‬ ‫دومة الجندل‬ ‫‪261 - 256‬‬ ‫الحريم‬ ‫‪196 - 195 ،154 ،124 ،92‬‬ ‫أبلق أسود الذنب‬

‫‪188 ،110‬‬ ‫سمامة نخيل أفريقية‬ ‫‪352 - 347‬‬ ‫حسون تفاحي يمني‬ ‫‪265 ،238 ،145‬‬ ‫أبلق أشهب‬
‫ث‬ ‫ب‬
‫‪197 ،91 ،91‬‬ ‫سمان شائعة‬ ‫ذ‬ ‫‪161‬‬ ‫حسون صحراوي‬ ‫‪،265 ،238 ،211 ،26‬‬ ‫أبلق حزين شرقي‬
‫‪374 - 366 ،125 ،124‬‬ ‫ثرثارة عربي‬ ‫‪220 ،240 ،239 ،239 ،120 ،63‬‬ ‫البازي الحوام‬
‫‪112‬‬ ‫سمان الشجر الصغير‬ ‫‪17‬‬ ‫ذعرة بيضاء‬ ‫‪286‬‬ ‫حضانة‬ ‫‪314 ،266‬‬
‫الثقافة العربية‬ ‫‪141‬‬ ‫البازي طويل الساق‬
‫‪112‬‬ ‫السمان الضاحك‬ ‫‪245 ،169 ،164 ،155 ،56‬‬ ‫ذعرة صفراء‬ ‫‪154 ،70‬‬ ‫حمام جبلي‬ ‫‪256 ،253 ،252 ،247 ،238‬‬ ‫أبلق شمالي‬
‫‪53‬‬ ‫الفنون‬ ‫‪154 ،14‬‬ ‫ببغاء هندية مطوقة‬
‫‪146‬‬ ‫سمنة سوداء الزور‬ ‫‪146‬‬ ‫ذعرة ليمونية‬ ‫‪115 ،76‬‬ ‫الحمامة الخضراء‬ ‫‪133‬‬ ‫أبلق صحراوي‬
‫‪87 - 78‬‬ ‫الصقارة‬
‫ِّ‬ ‫‪188 ،105 ،98 ،39 ،37 ،35‬‬ ‫بجعة وردة الظهر‬
‫‪115 ،114‬‬ ‫سمنة صخرية صغيرة‬ ‫‪115 ،39‬‬ ‫حمامة زيتونية أفريقية‬ ‫‪266‬‬ ‫أبلق عربي‬
‫‪91 - 87‬‬ ‫اإلسالم‬ ‫‪173 ،170 ،169‬‬ ‫بحيرات األحساء‬
‫‪146‬‬ ‫سمنة مغردة‬ ‫ر‬ ‫‪177 ،154 ،141‬‬ ‫حمرة صبغاء‬ ‫‪229 ،133‬‬ ‫أبلق فينشي‬
‫‪78 - 57‬‬ ‫الشعر‬ ‫‪145 ،142 ،11‬‬ ‫بلبل أبيض األذن‬
‫‪311 - 305 ،120‬‬ ‫سمنة يمنية‬ ‫‪177 ،145 ،145 - 141 ،11 ،8 ،3‬‬ ‫الربع الخالي‬ ‫‪171‬‬ ‫حميراء سوداء‬ ‫‪100 ،98‬‬ ‫أبله بني‬
‫‪128 ،125‬‬ ‫بلبل أصفر العجز‬
‫‪250‬‬ ‫سنونو أحمر عجز‬ ‫‪237 ،146 ،124 ،100 ،65 ،65 ،44 ،39‬‬ ‫رخمة‬ ‫‪235 ،146‬‬ ‫حنائي أوروبي‬ ‫‪70‬‬ ‫ابن الرومي‬
‫ج‬ ‫‪161 ،153‬‬ ‫البساتين‬
‫‪235‬‬ ‫سنونو شائع‬ ‫‪61 ،2‬‬ ‫رفراف أبقع‬ ‫‪188 ،109 ،105 ،103 - 102 ،100 ،98‬‬ ‫حنكور‬ ‫‪71‬‬ ‫أبو األسود الدؤلي‬
‫‪،137 - 133 ،121 - 112‬‬ ‫الجبال (المناطق الجبلية)‬ ‫‪153‬‬ ‫بساتين النخيل القديمة‬
‫‪261 ،235‬‬ ‫حوام العسل األوروبي‬ ‫‪155‬‬ ‫أبو الحناء األحمر‬
‫‪109 ،112 - 109‬‬ ‫سهل تهامة الساحلي‬ ‫‪117 ،117‬‬ ‫رفراف أرمد الرأس‬ ‫‪133‬‬
‫‪170‬‬ ‫بقويقة سوداء الذيل‬
‫‪260‬‬ ‫حوام متوج‬ ‫‪161 ،23‬‬ ‫أبو الحناء األسود‬
‫‪181 ،169 ،61‬‬ ‫رفراف أصدر‬ ‫‪120 - 112 ،43‬‬ ‫جبال عسير‬
‫‪246‬‬ ‫بقويقة مخططة الذيل‬
‫‪،195 ،190 ،177 ،153 ،150‬‬ ‫الحيوانات المفترسة‬
‫ش‬ ‫‪146 ،144 ،86‬‬ ‫رفراف شائع‬ ‫‪257 ،206 - 203‬‬ ‫جذب اإلناث باألغاني‬
‫‪71‬‬ ‫أبو ذؤيب الهذلي‬
‫‪،285 ،281 ،260 ،257 ،207 ،200 ،198 ،196‬‬ ‫‪109 ،98‬‬ ‫بلشون أخضر الظهر‬
‫‪157 ،87 ،85 - 84 ،83 ،39‬‬ ‫الشاهين‬ ‫‪105 ،98 ،39‬‬ ‫رفراف مطوق‬ ‫‪74‬‬ ‫أبو فراس الحمدان‬
‫‪321 ،314 ،311 ،310 ،305 ،304 ،287‬‬ ‫‪211 - 207‬‬ ‫جذب اإلناث بالريش‬
‫‪169 ،146‬‬ ‫بلشون أرجوان‬
‫‪285 ،150 ،147‬‬ ‫الشعاب المرجانية‬ ‫‪239 ،133 ،93‬‬ ‫الرهو‬ ‫‪170 ،170‬‬ ‫أبو قردان‬
‫‪133 ،125‬‬ ‫جرف طويق‬
‫‪109 ،104 ،98‬‬ ‫بلشون الصخر‬
‫‪7 ،6‬‬ ‫شقراق أوروبي‬ ‫‪247 ،247 ،155‬‬ ‫أبو قلنسوة‬
‫خ‬ ‫‪105‬‬ ‫الجذور الهوائية‬
‫‪4‬‬ ‫بومة أذناء‬
‫‪111 ،110‬‬ ‫شقراق حبشي‬ ‫ز‬ ‫‪،150 - 148 ،149 ،98‬‬ ‫خرشنة بيضاء الخد‬ ‫‪100‬‬ ‫جزر أم القماري‬
‫‪112 ،110‬‬ ‫أبو معول‬
‫‪227 ،160‬‬ ‫بومة األشجار األوروبية‬
‫‪146 ،7 ،6‬‬ ‫شقراق هندي‬ ‫‪،161 ،144 ،133 ،100 ،63 ،15 - 14‬‬ ‫زائر شتوي‬ ‫‪200 ،201 - 200‬‬ ‫‪223 ،169 ،168‬‬ ‫أبو المغازل‬
‫‪100 - 97‬‬ ‫جزر البحر األحمر‬
‫‪292 - 288‬‬ ‫بومة األشجار العربية‬
‫‪229 - 227 ،281 ،221‬‬ ‫‪170 ،147 ،109 ،98‬‬ ‫أبو ملعقة‬
‫‪10 - 9‬‬ ‫شمعي المنقار األحمر‬ ‫‪188 ،100 ،36‬‬ ‫خرشنة عرفاء صغيرة‬ ‫‪200 ،151 - 150‬‬ ‫جزر الخليج العربي‬
‫‪189 ،161‬‬ ‫بومة بيضاء‬
‫‪161‬‬ ‫زراعة الفاكهة‬
‫‪329 - 324 ،110 ،9‬‬ ‫شمعي المنقار العربي‬ ‫‪98‬‬ ‫خرشنة قزوينية‬ ‫‪150‬‬ ‫جزيرة كران‬
‫‪112 ،46 ،44 ،43 ،39 ،35‬‬ ‫أبو منجل األصلع‬
‫‪133‬‬ ‫بومة الصحراء‬
‫‪160‬‬ ‫زراعات أحادية‬ ‫‪170‬‬ ‫أبو منجل الالمع‬
‫‪247 ،241‬‬ ‫شنقب شائع‬ ‫‪232 ،185 ،181 ،150 ،100 ،98‬‬ ‫خرشنة مقنعة‬ ‫‪173 ،100 ،97‬‬ ‫جزيرة َف َرسان‬
‫‪141 ،136 ،133 ،71‬‬ ‫بومة صغيرة‬
‫‪381 - 375 ،155 ،121 ،120‬‬ ‫زرزور أسود‬ ‫‪116 ،115‬‬ ‫أبيض العين الحبشي‬
‫‪237‬‬ ‫شهرمانة‬ ‫‪245 ،245 ،169 ،14 ،11‬‬ ‫خضاري‬ ‫‪200‬‬ ‫جزيرة الفناتير‬
‫‪72‬‬ ‫بومة صمعاء‬
‫‪228 ،146‬‬ ‫زرزور شائع‬ ‫‪156‬‬ ‫أحواض القصب‬
‫‪155 ،154 ،124‬‬ ‫خطاف الشواهق الباهت‬ ‫‪167 - 166 ،164‬‬ ‫جشنة حمراء الزور‬
‫‪،189 ،188 ،176 ،141 ،133 ،37‬‬ ‫بوم فرعوني‬
‫‪232 ،181 ،211 ،118 ،117 ،62‬‬ ‫زرزور مجوف‬
‫ص‬ ‫‪251‬‬ ‫خطاف عجز‬ ‫‪173 ،151 ،147‬‬ ‫خليج تاروت‬ ‫‪382‬‬
‫‪110‬‬ ‫أخطب أرأس‬
‫‪311 ،301 ،300‬‬
‫‪236‬‬ ‫صائد ذباب أحمر الصدر‬ ‫الخليج العربي‬ ‫‪170 - 165‬‬ ‫األراضي الرطبة االصطناعية‬
‫‪،120 ،112 ،109 ،100‬‬ ‫جمعية الطيور العالمية‬ ‫‪385 - 382‬‬ ‫بومة عقابية مرقطة‬
‫‪241 ،241‬‬ ‫زرزور وردي‬
‫‪146 - 142‬‬ ‫سهول الخليج العربي الساحلية‬ ‫‪172 ،170 ،151 ،147 ،139 ،133 ،132 ،121‬‬ ‫‪216 - 203‬‬ ‫استراتيجيات تزاوج الطيور‬
‫‪245 ،235 ،222‬‬ ‫صائد ذباب أرقط‬ ‫‪161 ،160‬‬ ‫البيئات الزراعية‬
‫‪52‬‬ ‫زرقاء زور‬ ‫‪147 - 146‬‬ ‫ساحل الخليج العربي‬
‫‪183 - 182 ،181 ،117‬‬ ‫صائد ذباب جامباجي‬ ‫‪،137 ،130 ،127 ،124 ،112 ،20‬‬ ‫أشجار الطلح‬
‫‪200 ،151 - 150‬‬ ‫جزر الخليج العربي‬
‫‪217 ،201‬‬ ‫زقزاق إسكندري‬ ‫‪،328 ،302 ،298 ،297 ،294 ،271 ،213 ،198‬‬
‫‪174 ،115 ،vii‬‬ ‫صائد ذباب فردوسي أفريقي‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫‪139‬‬ ‫زقزاق أغبر‬ ‫‪372 ،368 ،355 ،338‬‬
‫‪139 - 121‬‬ ‫الصحارى الحصوية‬ ‫‪73‬‬ ‫الحارث بن حلزة اليشكري‬
‫‪147‬‬ ‫زقزاق الرمل الصغير‬
‫د‬ ‫‪214 ،196 - 195‬‬ ‫تجويف العش‬ ‫‪335 - 329‬‬ ‫أشدق عربي‬
‫‪142 - 141‬‬ ‫الصحارى الرملية‬ ‫‪47 - 19‬‬ ‫حالة الحماية‬
‫‪112 ،39‬‬ ‫دجاجة حبشية‬ ‫‪240 - 239‬‬ ‫التحويم على ارتفاعات عالية‬ ‫‪100 ،98 ،xvi‬‬ ‫أطيش بني‬
‫‪125‬‬ ‫زمير وردي‬
‫‪141‬‬ ‫صحراء الدهناء‬ ‫‪46 - 43‬‬ ‫حالة الحماية الدولية‬
‫‪169‬‬ ‫دجاجة الماء‬ ‫‪211 - 207‬‬ ‫التزاوج خارج نطاق الزوجية‬ ‫‪77 - 75 ،70‬‬ ‫األعشى‬
‫‪74 - 73‬‬ ‫زهير بن أبي سلمى‬
‫‪141‬‬ ‫صحراء النفود الكبرى‬ ‫‪41 - 20‬‬ ‫حالة الحماية المناطقية‬
‫‪245 ،169 ،108 ،105‬‬ ‫دخلة أوراسية‬ ‫‪199 - 198‬‬ ‫التعرض ألشعة الشمس‬ ‫‪83‬‬ ‫األمراض (تصيب الصقور)‬
‫‪243 - 242 ،164‬‬ ‫زوراء صغيرة‬
‫‪236 ،236 ،235‬‬ ‫صرد أحمد الظهر‬ ‫‪،128 ،87 ،83 ،37 ،21 ،20 ،20‬‬ ‫حبارى شرقية‬
‫‪170 ،169 ،146 ،49 ،29‬‬ ‫دخلة بصرية‬ ‫‪216 - 175‬‬ ‫تكاثر الطيور‬ ‫‪73 ،59 ،58‬‬ ‫امرؤ القيس‬
‫‪.142 ،141 ،133‬‬
‫‪235 ،221‬‬ ‫صرد رمادي صغير‬ ‫‪323 - 316 ،110 ،110‬‬ ‫تمير عربي‬
‫‪169 ،146‬‬ ‫دخلة صخباء‬
‫س‬ ‫‪112 ،79 ،42 ،40 ،39 ،37 ،35 ،20‬‬ ‫حبارى عربية‬
‫‪128‬‬ ‫اإلنبات‬
‫‪216 - 213 ،212 ،137 ،125‬‬ ‫صرد رمادي كبير‬ ‫‪،207 ،211 - 207 ،34‬‬ ‫تمير فلسطيني‬
‫‪245 ،235 ،220 ،220‬‬ ‫دخلة صفصافية‬ ‫‪146‬‬ ‫األنواع األوراسية‬
‫‪170‬‬ ‫سد مالكي‬ ‫‪134 ،133 ،125‬‬ ‫حجل رملي‬
‫‪245 ،244‬‬ ‫صرد شامي‬ ‫‪210 ،209 - 208‬‬
‫‪115 ،96 ،28‬‬ ‫دخلة غابية بنية‬ ‫‪154 ،14 ،11‬‬ ‫األنواع الغريبة‬
‫‪115‬‬ ‫سبد الجبال‬ ‫‪280 - 276‬‬ ‫حجل عربي‬
‫‪233‬‬ ‫صرد مبرقع‬ ‫‪155 ،155 ،55‬‬ ‫تمير وادي النيل‬
‫‪259 - 258 ،256 ،252 ،169‬‬ ‫دخلة كبيرة‬

‫‪431‬‬ ‫فهرست باألسماء الشائعة‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪430‬‬


‫‪،125 ،120 ،110 ،10‬‬ ‫وروار أخضر عربي‬ ‫‪101 - 100 ،99 ،98‬‬ ‫نورس أسحم‬ ‫‪،127 ،124 ،65 ،64 ،44 ،39 ،37‬‬ ‫نسر آذن‬ ‫ك‬ ‫‪245‬‬ ‫عوامل فسيولوجية‬ ‫‪87 ،83 ،82 ،78 ،44 ،41 ،39‬‬ ‫صقر حر‬
‫‪359 - 353 ،264 ،131 - 130‬‬ ‫‪199 ،199 - 198 ،137 ،133 ،128‬‬
‫‪237‬‬ ‫نورس مستدق المنقار‬ ‫‪115‬‬ ‫الكائنات الحية الدقيقة‬ ‫‪154‬‬ ‫عوسق‬ ‫‪261 ،188 ،109 ،100 ،99 ،98‬‬ ‫صقر الغروب‬
‫‪157 ،157 ،53‬‬ ‫وروار أوروبي‬ ‫‪240 ،239 ،133 ،73 ،65 ،39 ،37‬‬ ‫النسر األسمر‬
‫‪150‬‬ ‫كركر قشري المنقار‬ ‫‪261 - 256‬‬ ‫العيش مع «الحريم»‬ ‫‪146 ،87 ،80 ،83 ،50 ،41 ،39 ،37‬‬ ‫صقر وكري‬
‫‪112 ،110‬‬ ‫وقواق أبيض الحاجب‬ ‫‪239 ،229 ،227 ،139 ،133 ،15‬‬ ‫نسر مسود‬
‫هـ‬ ‫‪83‬‬ ‫صقور أسيرة‬
‫‪170‬‬ ‫كركي شائع‬
‫‪347 ،342 ،323 ،323‬‬ ‫وقواق أخضر الظهر‬ ‫‪117 ،43 ،39 ،37 ،35‬‬ ‫النسر الملتحي‬
‫‪305 - 304 ،247 ،235‬‬ ‫هازجة حدائقية‬ ‫‪141 ،133‬‬ ‫كروان عسلي‬
‫غ‬ ‫‪61‬‬ ‫الصيد الجائر‬
‫‪6‬‬ ‫النظم البيئية‬
‫‪271 ،267 ،120 ،112 ،115‬‬ ‫غابة العرعر‬
‫‪133‬‬ ‫هازجة رأساء‬ ‫‪74‬‬ ‫كروان الماء‬
‫ي‬ ‫‪342 - 337‬‬ ‫نعار عربي‬
‫‪151 ،147 - 146 ،105‬‬ ‫غابات المانغروف‬ ‫ط‬
‫‪305 - 301‬‬ ‫هازجة يمنية‬ ‫‪240 - 237‬‬ ‫كيف تهاجر الطيور؟‬
‫‪181 ،169 ،132‬‬ ‫يسر مطوق‬ ‫‪347 - 342‬‬ ‫نعار يمني‬
‫‪115 ،112‬‬ ‫غابات وارفة‬ ‫‪121‬‬ ‫الطبقة الصخرية القاعدية‬
‫‪256 ،250 ،245‬‬ ‫الهجرة في الليل‬
‫‪161 ،69 - 68 ،32 ،25‬‬ ‫يمام طويل الذيل‬ ‫‪78 - 74 ،59 ،58 ،57 ،57 ،55‬‬ ‫النعامة‬ ‫‪287 - 280 ،150 ،98‬‬ ‫الغاق السقطري‬ ‫‪74‬‬ ‫طرفة بن العبد‬
‫‪،207 - 203 ،164 ،155 ،90‬‬ ‫هدهد أوراسي‬ ‫ل‬
‫‪190 ،154 ،154‬‬ ‫يمام مطوق‬ ‫‪261‬‬ ‫النفوق أثناء الهجرة‬
‫‪206 ،205‬‬ ‫‪335 ،310 ،141 ،137 ،71‬‬ ‫غراب بني الرقبة‬ ‫‪245‬‬ ‫الطيران على ارتفاعات عالية‬
‫‪170‬‬ ‫لقلق أبيض غربي‬
‫‪110 ،100 ،67‬‬ ‫يمام مطوق أفريقي‬ ‫‪،265 ،120 ،110 ،13 - 12‬‬ ‫نقار الخشب العربي‬ ‫‪154 ،14‬‬ ‫غراب دوري‬ ‫‪226‬‬ ‫طيطوي تمنكية‬
‫‪170‬‬ ‫لقلق أسود‬
‫‪190 ،154 ،70 ،70‬‬ ‫يمام النخيل‬ ‫‪301 - 292‬‬
‫‪133 ،89 ،71‬‬ ‫غراب مروحي الذيل‬ ‫‪249 - 248 ،247‬‬ ‫طيطوي شائعة‬
‫و‬ ‫‪78 ،57 ،57 - 55‬‬ ‫نقوش صخرية أو كهفية‬
‫‪112‬‬ ‫لقلق عابديني‬
‫‪169‬‬ ‫غطاس صغير‬ ‫‪115 ،110 ،109‬‬ ‫الطيور األفريقية االستوائية‬
‫‪169 ،163 - 162 ،94‬‬ ‫واق أبيض صغير‬ ‫‪8‬‬ ‫نكات أبقع‬
‫‪137‬‬ ‫الطيور البالياركتيكية‬
‫‪156‬‬ ‫واق أوراسي‬ ‫‪189 ،187 - 186 ،92‬‬ ‫نمنة ذنوب‬
‫م‬
‫‪154 ،25 ،14‬‬ ‫ماينا شائعة‬
‫ف‬ ‫‪282 ،237 ،231 ،221 ،200 ،188‬‬ ‫الطيور البحرية‬
‫‪257 ،255 - 254 ،211 ،169 ،152‬‬ ‫واق صغير‬ ‫‪133 ،129‬‬ ‫نمنة الشجر‬
‫‪214‬‬ ‫فريسة مغروزة‬ ‫‪17 ،4 ،3‬‬ ‫الطيور الشاردة‬
‫‪137 ،134 ،131 - 130 ،128 ،125 ،110‬‬ ‫وديان‬ ‫‪67‬‬ ‫الم ِّ‬
‫ثقب العبدي‬ ‫ُ‬
‫‪110‬‬ ‫نمنة مخططة‬
‫‪145 ،142‬‬ ‫فضي المنقار الهندي‬ ‫‪13 - 7‬‬ ‫الطيور المتكاثرة‬
‫‪71 ،70‬‬ ‫مجنون ليلى‬
‫‪232 ،232 ،112‬‬ ‫وروار أبيض الزور‬ ‫‪100 ،98‬‬ ‫نورس أبيض العين‬
‫‪245 ،241 ،193 - 192‬‬ ‫فقدان المياه‬ ‫‪17 - 14‬‬ ‫الطيور غير المتكاثرة‬
‫‪213‬‬ ‫مخازن األطعمة‬
‫‪92 - 86‬‬ ‫الطيور في القرآن الكريم‬
‫‪120‬‬ ‫مرتفعات الحجاز‬

‫‪261‬‬ ‫مرزة أبو شودة‬


‫ق‬ ‫‪،198 ،120 ،117 ،110 ،11 ،7‬‬ ‫الطيور المتوطنة‬
‫‪385 - 262‬‬
‫‪195 ،137 ،133‬‬ ‫ُق َّبرة سميكة المنقار‬
‫‪139‬‬ ‫مرزة الدجاج‬
‫‪،170 ،151 ،147 ،109‬‬ ‫الطيور المخوضة‬
‫‪193‬‬ ‫ُق َّبرة سوداء متوجة‬
‫‪63 ،59 ،261 ،257 ،257‬‬ ‫مرزة مستنقعية‬
‫‪250 ،249 ،245 ،238 ،237 ،225 - 224‬‬
‫‪110‬‬ ‫ُق َّبرة الشجر‬
‫‪،192 ،128‬‬ ‫محمية اإلمام سعود بن عبدالعزيز‬
‫‪145‬‬ ‫الطيور الهندية ‪ -‬الماالوية‬
‫‪198‬‬ ‫‪139 ،133‬‬ ‫ُق َّبرة شرقية صغيرة‬

‫‪147‬‬ ‫محمية الجبيل البحرية للحياة البرية‬ ‫‪139 ،139 ،137‬‬ ‫ُق َّبرة صبيعاء صغيرة‬

‫‪115‬‬ ‫ُق َّبرة صبيعاء عربية‬


‫ع‬
‫‪238 - 234 ،15 ،14‬‬ ‫مسارات هجرة الطيور‬
‫‪74 ،71 ،67 ،59‬‬ ‫ُعبيد بن األبرص‬
‫مسار هجرة آسيا الوسطى ‪ /‬جنوب‬ ‫‪161‬‬ ‫ُق َّبرة صبيعاء كبيرة‬
‫‪237 - 236‬‬ ‫آسيا‬ ‫‪57 - 55‬‬ ‫العصر الحجري الحديث‬
‫‪193 ،181 ،177 ،161 ،160‬‬ ‫ُق َّبرة صحراوية‬
‫‪146‬‬ ‫عصفور إسباني‬
‫مسار هجرة البحر األسود ‪ /‬البحر األبيض‬ ‫‪366 - 361 ،141‬‬ ‫ُق َّبرة عربية‬
‫‪236 - 234‬‬ ‫المتوسط‬ ‫‪177 ،154 ،153 ،55 ،23‬‬ ‫عصفور دوري‬
‫‪،180 ،179 - 178 ،177 ،161 ،154‬‬ ‫ُق َّبرة متوجة‬
‫‪234‬‬ ‫مسار هجرة شرق آسيا ‪ /‬شرق أفريقيا‬ ‫‪366 ،315 ،301 ،300 ،190 ،184‬‬
‫‪193‬‬

‫‪128‬‬ ‫مطار الملك فهد الدولي‬ ‫‪266 ،110‬‬ ‫عصفور مذهب عربي‬
‫‪191 ،154 ،138 ،137 ،133‬‬ ‫ُق َّبرة مقرنة‬

‫‪216 ،216 ،215 ،39 ،5‬‬ ‫مطرقي الرأس‬ ‫‪117 ،39 ،37‬‬ ‫العقاب األسود‬
‫‪210‬‬ ‫قتل الفراخ‬

‫‪363 ،340 ،289 ،193‬‬ ‫معدل األيض‬


‫ّ‬
‫‪240 ،240 ،133 ،39‬‬ ‫عقاب الثعابين‬
‫‪139 ،67 ،39‬‬ ‫قطا أسود البطن‬

‫‪363 ،192 ،193 - 192 ،141 ،141‬‬ ‫مكاء‬ ‫‪240 ،146 ،63 ،45 ،44‬‬ ‫عقاب رقطاء كبرى‬
‫‪214 ،141‬‬ ‫قطا كستنائي البطن‬

‫‪245 - 241‬‬ ‫المناخ الحار‬ ‫‪،239 ،123 - 122 ،120 ،44 ،16‬‬ ‫عقاب السهول‬
‫‪141 ،67‬‬ ‫قطا متوج‬
‫‪240‬‬
‫‪132 ,128‬‬ ‫المسيجة‬
‫ّ‬ ‫المناطق‬ ‫‪141 ،66‬‬ ‫قطا مخطط‬
‫‪44 ،39 ،37 ،19‬‬ ‫عقاب صحماء‬
‫‪199 - 198‬‬ ‫الموازنة بين الغذاء والحرارة‬ ‫‪141 ،29 ،29‬‬ ‫قطا مرقط‬
‫‪141 ،133 ،79 ،38 ،37‬‬ ‫عقاب مذهب‬
‫‪250 ،17‬‬ ‫موئل (موائل)‬ ‫‪139 ،137 ،67‬‬ ‫قطاة نبطاء‬
‫‪42 ،35‬‬ ‫العقاب المصفق‬
‫‪159 - 153‬‬ ‫الموائل الحضرية‬ ‫‪164 ،139 ،48 ،44 ،43‬‬ ‫قطقاط تجمعي‬
‫‪،216 ،214 ،147 ،109 ،98 ،36‬‬ ‫عقاب نسارية‬
‫‪250 ،235 ،235‬‬ ‫القليعي‬
‫‪261 ،252 ،251‬‬
‫ن‬ ‫‪386‬‬ ‫القليعي الشائع‬
‫‪،120 ،117 ،43 ،37 ،18 ،11‬‬ ‫العقعق العسيري‬
‫‪67‬‬ ‫نابغة بني شيبان‬ ‫‪47 ،44‬‬ ‫القمري األوروبي‬ ‫‪272 - 267 ،155‬‬

‫‪221 ،107 - 106 ،105 ،147‬‬ ‫النحام الكبير‬ ‫‪115‬‬ ‫قمري نواح‬ ‫‪78 - 77‬‬ ‫علقمة بن عبدة‬

‫‪211 ،204 ،203 ،202 ،155 ،110‬‬ ‫نساج روبلي‬ ‫‪124‬‬ ‫قمة فيصل‬ ‫‪63‬‬ ‫عنترة بن شداد‬

‫‪433‬‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫الطيور في السعودية‬ ‫‪432‬‬


‫رفراف أصدر‬

‫الطيور في السعودية‬ ‫‪434‬‬

You might also like