Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫النس والمطلق‬ ‫اب الق م ب‬


‫مسألة الدولة‪ :‬الس ادة و المواطنة‬

‫اوي‬ ‫اﻷستاذة فاتن دوزي الخ‬

‫اﻹش ال ات المطروحة‪:‬‬
‫ّ‬
‫وط إم ان تحقق المواطنة‪ :‬هل أن المواطنة‬ ‫مقومات الس ادة؟ ما‬ ‫‪ (1‬ما‬
‫للدولة؟‬ ‫رهينة طب عة النظام الس ادي والس ا‬ ‫ق مة مطلقة أم أنها ت‬

‫‪(2‬هل مكن اﻹقرار بوجاهة اعت ار"المواطن مواطن الد مقراط ة"؟ أﻻ مكن أن‬
‫ب من الدكتامقراط ة؟‬ ‫ِتؤسس سلطة اﻷغلب ة إ‬

‫أم أنها ت شد ال ون ة؟‬ ‫والمح‬ ‫اﻹقل‬ ‫المع‬ ‫‪ (3‬هل تحمل المواطنة فقط ع‬
‫مكن أن تعد عامﻼ لتهد د س ادة الدول؟‬ ‫مقتض ات المواطنة ال ون ة؟ و أي مع‬ ‫ما‬

‫مدخل إش ا ‪:‬‬
‫و المطلق و‬ ‫ال س‬ ‫مش ل الق م ب‬ ‫س اق تطرقنا إ‬ ‫تط ح مسألة الدولة‬
‫الس ادة و المواطنة أي واقع الممارسة‬ ‫عﻼقة مطل‬ ‫للق م‬ ‫الس ا‬ ‫تح لنا إ المع‬
‫ماهو ائن و ما جب أن كون‬ ‫المواطنة‪ ,‬العﻼقة القائمة ب‬ ‫الس اس ة وعﻼقته الحق‬
‫‪,‬ب‬ ‫و الشأن الس ا‬ ‫الشأن الفلس‬ ‫ب‬ ‫هذا القول إستحضار للتوتر التار‬ ‫ولعل‬
‫منطق الح مة وواقع الح م؟‬

‫واقع أم فكرة؟ ما حاجتنا للدولة؟‬ ‫الدولة؟ هل‬ ‫فما‬

‫‪1‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫الدولة‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫جهاز س ا‬ ‫‪‬‬


‫لﻸفراد‪ّ .‬‬
‫عرفها آندري ﻻلند‬ ‫را طة قانون ة توحد وتنظم الوجود اﻹجتما‬ ‫‪‬‬
‫قوله‪":‬مجتمع منظم ذو حكومة مستقلة و ضطلع دور شخص معنوي إعت اري مم‬
‫ق م معها عﻼقات"‪.‬‬ ‫تجاه المجتمعات المماثلة اﻷخرى ال‬
‫ّ‬
‫تنظ مه وجود سلطة س اس ة قادرة ع ‪:‬‬ ‫تح لنا الدولة إذا إ الشأن العام و قت‬

‫ضمان الحقوق اﻷساس ة لﻸفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تنظ م شؤون اﻷفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق اﻷمن والسلم العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحفاظ ع الح ات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ش ط ق ام الدولة‪:‬‬

‫رقعة جغراف ة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ع ة وأجهزة تنف ذ ة‪.‬‬ ‫مؤسسات ت‬ ‫‪‬‬
‫امتﻼك س ادة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فع أي مع تحمل دﻻلة الس ادة؟‬

‫الس ادة‪:‬‬
‫القاعدة العل ا للنظام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ممارسة الدولة لصﻼح اتها العل ا استقﻼل ة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ :‬س ادة الدولة‪.‬‬ ‫السلطة أو الح م الس ا‬ ‫‪‬‬
‫س ادة الشعب‪.‬‬

‫م لة المواطنة ومدى تحققها‬ ‫ارت اط مفهوم الس ادة السلطة ح لنا ضمن ا إ‬
‫داخل الس ادة الس اس ة للدولة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫ّ‬
‫المواطنة؟و ضمن‬ ‫دﻻلة المواطنة؟هل تضمن الس ادة الس اس ة الحق‬ ‫فما‬
‫وط س اد ة مكن أن تتحقق المواطنة؟‬ ‫أة‬

‫المواطنة‪:‬‬
‫مصطلح المواطن ‪ Le citoyen‬ع ارة مشتقة من ‪ civitas‬الﻼتين ة أي‬ ‫‪‬‬
‫المدينة‪ ,‬الجمهور ة أو الدولة‪.‬‬
‫الدولة‬ ‫ت طب‬ ‫العﻼقة الحقوق ة ال‬ ‫حل إ‬ ‫المواطنة مفهوم س ا‬ ‫‪‬‬
‫واﻷفراد‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻹجتماع الس ا‬ ‫المواطن هو الفرد الفاعل‬ ‫‪‬‬

‫حتلها الفرد داخل الدولة وال‬ ‫الم لة الس اس ة ال‬ ‫ح ل مصطلح المواطنة ع‬
‫إ جانب ال امه جملة من الواج ات‪.‬‬ ‫الشأن الس ا‬ ‫المشاركة‬ ‫تكس ه الحق‬

‫عﻼقتها طب عة الس ادة الس اس ة‬ ‫تحد دها‬ ‫الحد ث إذا عن المواطنة قت‬
‫ومدى ام ان ة تحققها خاصة وأن المقار ة اﻵرسط ة قد اعت ت أن "المواطن هو مواطن‬
‫الد مقراط ة"‪.‬‬

‫الش ل الوح د للس ادة الس اس ة؟هل يؤدي انفراد‬ ‫فهل أن الد مقراط ة‬
‫المواطنة؟‬ ‫إ إنعدام ام ان ة ضمان الحق‬ ‫الحا م الس ادة وغ اب النظام الد مقرا‬
‫ّ‬
‫وع ة وجودها إ من خﻼل نظام قم‬ ‫و ذا ما اعت نا أن الدولة ﻻ تضمن م‬
‫اﻷش ال ال ع ة للمقاومة؟ هل‬ ‫اس دادي فهل حق لنا مقاومة هذا النظام؟ وما‬
‫لل حث عن أش ال جد دة لﻺنعتاق من ه منة‬ ‫جب أن تكون سلم ة أم عن فة س‬
‫الحا م؟‬

‫المواطنة فهل علينا القطع مع النظام‬ ‫و ذا انت الس ادة الس اس ة تهدد الحق‬
‫تأس سا‬ ‫المح‬ ‫مطلب المواطنة و اﻹنتقال ه من المع‬ ‫الس ادي أم اعادة النظر‬
‫مجال لتهد د س ادة‬ ‫ال ون؟ أﻻ مكن أن تتحول المواطنة ال ون ة ذاتها إ‬ ‫للمع‬
‫ّ‬
‫الدول؟‬

‫‪3‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫‪ .I‬في التعارض بين السيادة والمواطنة‪:‬‬

‫مفهوم السلطة ‪ ،‬إذ ساد اﻻعتقاد‬ ‫ح لنا ل حد ث عن الدولة ش ل أو خر إ‬


‫الدولة‪ ،‬ل ن المقار ة‬ ‫السلطة و السلطة‬ ‫المماهاة ب نهما و اعت ار أن الدولة‬
‫ذاتها‬ ‫اﻵركيولوج ة لم شال فوكو تكشف أن الدولة سلطة ل ّن السلطة ل ست‬
‫تتضمن خض ع‬ ‫مجم ع المؤسسات و اﻷجهزة ال‬ ‫الدولة‪ ":‬لمة سلطة‪ ،‬ﻻ أع‬
‫لها‬ ‫الوجه الس ا‬ ‫أحد تجل ات السلطة ف‬ ‫إطار دولة ما" الدولة إذا‬ ‫المواطن‬
‫ل نها ل ست ل السلطة‪.‬‬

‫إذ توجد أينما‬ ‫امل ال سيج اﻹجتما‬ ‫مبثوثة‬ ‫السلطة ذات طابع م كروف ا و‬
‫ترت ط ل ات القمع و العنف و المواجهة‪:‬‬ ‫يوجدانعدام لت ا مواز ن القوى ف‬

‫‪ ،‬فضاء‬ ‫عدها الس ا‬ ‫السلطة‬ ‫ذلك أن الدولة‪ ،‬مجال لتج‬ ‫فهل ع‬


‫لممارسة العنف أم أنها خﻼفا لذلك ضامنة لحقوق اﻷفراد؟ ك ف شأت الدولة؟ وما‬
‫طب عة عﻼقة الس ادة الس اس ة المواطنة؟‬

‫اعت ارها حالة‬ ‫لقد اختلفت التصورات شأن ك ف ة شأة الدولة وراوحت ب‬
‫النظر اليها بوصفها ظاهرة تار خ ة‪.‬‬ ‫طب ع ة و‬

‫‪:‬‬ ‫التصور الطب‬

‫مﻼزم للوجود اﻹنسا ‪.‬‬ ‫طب‬ ‫ّ‬


‫التجمع اعت اره مع‬ ‫النظر إ‬ ‫‪‬‬
‫اﻹقرار مدن ة اﻹنسان إذ اعت أرسطو أن‪":‬اﻹ سان ائن إجتما "‬ ‫‪‬‬
‫الدولة واقع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التصور العقﻼ ‪:‬‬

‫الدولة نتاج لوضع ما‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪.‬‬ ‫الدولة ﻻحقة للوجود الطب‬ ‫‪‬‬

‫‪4‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫وط الوجود‬ ‫الدولة فكرة أ دعها اﻹ سان لضمان أمنه و قائه وتحس‬ ‫‪‬‬

‫عات مدن ة‪.‬‬ ‫استنادا إ عقد قانو ينظم العﻼقات اﻹنسان ة وفقا لت‬

‫تصور فﻼسفة العقد اﻹجتما ‪ :‬ه ز‪ ،‬جون لوك‪ ،‬جون جاك روسو وسبينوزا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مقا ل مفهوم‬ ‫فرض ة الحالة الطب ع ة‬ ‫ع‬ ‫تصور فﻼسفة العقد اﻹجتما‬ ‫انب‬

‫تحد د خصائص هذه الحالة ومن ثمة‬ ‫الدولة كتجس د للحالة المدن ة ل نهم اختلفوا‬

‫حول طب عة التعاقد وت عاته ع عﻼقة الس ادة المواطنة‪.‬‬

‫ة ولمﻼمح الس ادة الس اس ة‪:‬‬ ‫تصور ه ز للطب عة ال‬

‫و الح ة‬ ‫الحق الطب‬ ‫ة انطﻼقا من مفهو‬ ‫قارب ه ز مش ل الطب عة ال‬

‫تهد د ام ان ة ال قاءووهوما‬ ‫و العنف و التا‬ ‫الطب ع ة و عت هما دافعان لس ادة الفو‬

‫إ شاء سلطة عي ة تمثل حﻼ ّلمش ل عﻼقة اﻹ سان اﻹ سان نظرا ﻹنعدام إم ان ة‬ ‫قت‬

‫‪.‬‬ ‫اﻷفراد داخل الوجود الطب‬ ‫ب‬ ‫التعا ش السل‬

‫ماهو م وع وما جب أن كون‪ .‬و هذا الس اق نم ب‬ ‫حمل مفهوم الحق ع‬

‫و الحق الوض ‪.‬‬ ‫للحق‪ :‬الحق الطب‬ ‫دﻻلت‬

‫‪5‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫الحق الوض‬ ‫الحق الطب‬

‫حق قا ل للتغي ‪.‬‬ ‫وهو أ‬ ‫حق ثا ت مطلق وكو‬

‫عدالة ل ة‬ ‫ّ‬
‫خاص المدينة وﻻ يرتكز ع‬ ‫‪.‬‬ ‫شمول ة من الحق الوض‬

‫منفعة تتعلق‬ ‫قدر ما هو مؤسس ع‬ ‫عت ما س في أن ‪ ":‬الحق الطب‬


‫عدد ممكن من المجموعة‪ .‬هو‬ ‫أ‬ ‫المستقلة‬ ‫هو مجمل الق م أو المعاي‬
‫ّ‬
‫الحق الممارس تلقائ ا ح ث تكون‬ ‫عن ل حق وض ذلك أن هذه المعاي‬
‫القواعد اﻹج ار ة مفروضة ش ل ناجع‬ ‫وت ع قوته‬ ‫من هذا اﻷخ‬ ‫أس‬
‫أي عق ات منظمة اجتماع ا‪.‬‬ ‫اﻹج ار ة"‬

‫لسن الحق الطب‬ ‫ّ‬


‫عرف ها س‬ ‫من الحق الوض ‪.‬‬ ‫حتل منص ا أس‬
‫قوله‪ ":‬هو الحق المطبق الذي نخضع‬
‫له صفة عامة"‬

‫لدى ه ز مصطلحات‪:‬‬ ‫يرت ط مفهوم الحق الطب‬

‫الح ة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫السلطة الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الط عة الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الح اة الخاصة و الح م الذا والتقدير الخاص‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ة أن و ولوج ا فردان ة تصدر عن الفرد و تعود إل ه‪ ،‬ﻻ غا ة‬ ‫إذا اﻷن و ولوج ا اله‬
‫الحق‬ ‫تع‬ ‫تمسك الفرد الح ة ال‬ ‫غا ة ذاتها‪.‬وهو ما ح ل إ‬ ‫خارج ة لها ل‬
‫جميع اﻷش اء‪ ،‬فالفرد الحر هو الذي ﻻ تع ضه مقاومة خارج ة مثلما أن الجسم الحر لدى‬

‫‪6‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫ح ة مطلقة تش إ‬ ‫و‬ ‫هو الذي سقط دون مقاومة‪.‬الح ة إذا حق طب‬ ‫غال‬
‫الحفاظ عليها‬ ‫‪":‬غ اب الموانع الخارج ة" وهو ما يولد لدى اﻷفراد رغ ة ملحة‬

‫ح ته‬ ‫ل فرد إ ضمان قائه الخاص والحفاظ ع‬ ‫الح ة" ف س‬ ‫ولع طب‬ ‫"لل‬
‫س ادة منطق الفردان ة وحالة اﻹنعزال من ناح ة وهو ما يؤسس من‬ ‫الخاصة مما ع‬
‫الف ا إذ أن ل فرد حافظ ع‬ ‫الحق والقدرة أو القوة المع‬ ‫ب‬ ‫ناح ة ثان ة للتما‬
‫حقوقه قدر امتﻼ ه للقوة‪.‬‬

‫مستوى هذه الحقوق الطب ع ة‪،‬القوة والح ة‪،‬‬ ‫نظرا لتساوي اﻷفراد‬ ‫س ادة الفو‬
‫ّ‬
‫ذات الوقت وهو ما سيؤدي ‪":‬حرب ال ل ضد‬ ‫وسعيهم للحفاظ عليها وضمان قائهم‬
‫ّ‬
‫ال ل" إذ عت ه ز أن‪ ":‬اﻹنسان ذئب لﻺنسان"‪.‬‬

‫أساسي ‪:‬‬ ‫هذه الحرب تعود حسب ه ز إ سبب‬

‫ال وات‪ :‬ﻷن الطب عة ل ست أما حنونا تهب الجميع ما س قول‬ ‫التنافس ع‬ ‫‪‬‬
‫روسو ف ما عد‪ ،‬هذا التنافس ينتج حرب الحاجات‪.‬‬
‫اله منة وفرض السلطة ع‬ ‫التنافس من أجل القوة‪ :‬حرب الرغ ة‬ ‫‪‬‬
‫الطب عة العدوان ة لﻺنسان ذلك أن حالة الطب عة تتسم اﻷنان ة‬ ‫اﻵخر‪.‬وهو ما ح ل إ‬
‫تهد د الوجود‬ ‫اﻷفراد و التا‬ ‫اع ب‬ ‫الصدام وال‬ ‫ومنطق الفردان ة وهو ما يؤدي إ‬
‫ي الفناء‪.‬‬ ‫ال‬

‫نظ ة اﻹنفعاﻻت و اﻷهواء أساس أن و ولو لفلسفته الس اس ة‬ ‫اعتمد ه ز ع‬


‫ّ‬
‫ة تتحرك فضاء قانون الغاب وال قاء للﻸقوى وهو ما يهدد ال قاء‬ ‫لي ز أن الطب عة ال‬
‫اﻷفراد ‪":‬حالة الحرب المزر ة" هكذا تكون الحالة الطب ع ة حالة أزمة شاملة‬ ‫ذاته و‬
‫ّ‬
‫ﻻ مكن الخروج منها إ بواسطة قرار من ن ع آخر‪ :‬فما هو هذا الحل؟‬

‫اع واﻻنتقال من مرحلة‬ ‫الحد من حالة العنف و ال‬ ‫إ جاد سلطة عين ة قادرة ع‬
‫وط هذا اﻹنتقال؟‬ ‫الصدام إ مرحلة التعا ش ‪:‬فما‬

‫إ أن هذا الحل‬ ‫ول نه ي ت‬ ‫ق ح ه ز حل ‪ :‬اﻷول أخﻼ وهو القانون الطب‬


‫أﻻ‬ ‫عق م إذ أن اﻹلزام اﻷخﻼ ﻻ خرجنا من نزاع الحالة الطب ع ة ما لم يرت ط ب لزام خار‬

‫‪7‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫من‬ ‫أو العقد اﻹجتما ‪،‬وهو الحل الثا ‪ ،‬الذي حول الحق الطب‬ ‫وهو اﻹلزام الس ا‬
‫ال قاء‪.‬‬ ‫عض اﻷش اء ﻻ مكن التنازل عنها وأهمها الحق‬ ‫ل اﻷش اء إ حق‬ ‫حق‬

‫دﻻلة العقد اﻹجتما ‪:‬‬

‫وط وم ادئ قع اﻹجماع عليها واﻹل ام‬ ‫اﻷفراد ف ما بينهم حول‬ ‫إتفاق ب‬ ‫‪‬‬
‫بها جماع ا‪.‬‬
‫تنازل اﻷفراد عن ل حقوقهم الطب ع ة وتف ض أمرهم لصالح الحا م أو‬ ‫‪‬‬
‫صاحب الس ادة وذلك لضمان أمنهم وسلمهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫الغ زة والقوة إ التق د مقتض ات العقل و معقول ة‬ ‫نقطة إنتقال من فو‬ ‫‪‬‬
‫النظام‪.‬‬
‫إذ عت ه قل‬ ‫ط ام ان التحول من الوجود الفردي إ الوجود اﻹجتما‬ ‫‪‬‬
‫ّ‬
‫أن الدولة‪ّ ":‬‬
‫اﻷرض"‬ ‫ع‬ ‫اﻹﻻ‬ ‫ذاته و‬ ‫العق‬ ‫تجسم العقل ل‬

‫الدولة إذا نت جة لفعل التعاقد وظ فتها ضمان اﻷمن و السلم وحفظ ال قاء أي ضمان‬
‫الحقوق اﻷساس ة لﻸفراد‪.‬‬

‫العنف" فك ف للحا م أن‬ ‫ل ن إذا انت الطب عة اﻹ سان ة عدوان ة "ج لت ع‬


‫س ّ شؤونهم و خضعهم لسلطته؟‬
‫ّ‬
‫إن ّ‬
‫وري لضمان أمن وسلم‬ ‫و ال‬ ‫قوة الدولة ونفوذها المطلق مثﻼن ال ط اﻷسا‬
‫و عود ذلك‬ ‫اﻷفراد‪.‬إذ أن هذه القوة تلزم اﻷفراد وتمنعهم من اخ اق بنود العقد اﻹجتما‬
‫الدولة أو صاحب الس ادة ممارسة عنف‬ ‫الطب عة العدوان ة لﻸفراد وهومايوجب ع‬ ‫إ‬
‫مضاد لعنف اﻷفراد‪.‬‬

‫سلطة عل ا ستأثر فيها‬ ‫سلطة الحا م عندئذ تكون مطلقة وغ قا لة لﻺنقسام ف‬


‫إقرار التعارض‬ ‫المواطنة و‬ ‫الحق‬ ‫ممارسة العنف وهو ما يؤدي إ ن‬ ‫الحا م الحق‬
‫الس ادة واﻷفراد‪.‬‬ ‫ب‬

‫‪8‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫اﻷفراد‬ ‫الس ادة‬

‫رعا ا مطالبون الطاعة العم اء للحا م‬ ‫و اﻹخضاع‪.‬‬ ‫الق‬ ‫تنب ع‬


‫ﻹعتقادهم أن أفعال الحا م و رادته‬ ‫اﻹنفراد‬ ‫نظام ل ا ي ب ع‬
‫أفعالهم و رادتهم اعت ار أن العقد هو‬ ‫الح م‪.‬‬
‫عقد تمث ل‪.‬‬
‫سلطة مطلقة‪.‬‬
‫حالة خض ع تام‪:‬رعا ا ل سوا مواطن ‪.‬‬

‫إرادة‬ ‫تعلو ع‬ ‫اﻹرادة ال‬ ‫تمثل إرادة صاحب الس ادة إرادة فوق ّل إرادة ف‬
‫ﻻ سلطة‬ ‫ال‬ ‫" إنه السلطة اﻷو‬ ‫ل ال‬ ‫‪":‬ل كون صاحب السلطة ائنا ل س‬ ‫ال‬
‫فوقها‪ ،‬إذ ﻻ خضع صاحب الس ادة إﻻ لسلطته الذات ة وهو عمل ع إخضاع اﻷفراد لهذه‬
‫المواطنة‪.‬‬ ‫ممارسة العنف و التا تهد د الحق‬ ‫السلطة و احت ار الحق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فهو ل س طرفا العقد وهو ما‬ ‫إن إنفراد الحا م الس ادة يؤسس لمفهوم التن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن المجال ّ‬
‫الخاصة ه وﻻ‬ ‫له قواعده وقوانينه‬ ‫الس ا‬ ‫ح لنا إ تصور ما افال الذي عت‬
‫السائدة المجال الدي و اﻷخﻼ ‪.‬‬‫عﻼقة له الق م ّ‬

‫‪ ،‬أي اﻷم ‪،‬‬ ‫جب أن يتمسك بها الفاعل ّ‬


‫الس ا‬ ‫من القواعد الس اس ة ال‬
‫ّ‬
‫يتو‬ ‫العنف‪ .‬فالعنف من المكونات اﻷساس ة ل ل عمل س ا‬ ‫ورة اللجوء إ‬
‫ل المسالك الس اس ة م ّ عة للحفاظ ع السلطة و دعمها‪.‬‬ ‫النجاعة والفعال ة‪ ،‬إذ ت‬
‫ّ‬
‫المواطنة فهو‬ ‫اﻹنفراد الح م ﻻ ضمن الحق‬ ‫إن النظام اﻹس دادي القائم ع‬
‫‪.‬‬ ‫الشأن الس ا‬ ‫حول اﻷفراد إ رعا ا فاقدين لحقوقهم اﻷساس ة‪ :‬الح ة والمشاركة‬
‫ّ‬
‫تتعارض الس ادة مع المواطنة إذ تلزم الدولة اﻷفراد الخض ع و الطاعة وتمارس‬
‫عليهم القوة‪ :‬التأث والتح م وما ع الفرد إﻻ أن ينصاع ﻷوامر الس د‪.‬‬
‫ّ‬
‫ستمد من قدرة الحا م‬ ‫إن الس ادة غايتها تحقيق اﻷمن و السلم ال ور ن لل قاء و‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فرض اﻷمن إن لم كن اﻹقناع ف ّ‬
‫الس ف‪ ":‬إن هؤﻻء الناس مخادعون ومنافقون‬ ‫ع‬
‫‪9‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫ل سهولة موت أب وﻻ يرضون قسمة الم اث ‪،‬إذا خدمت‬ ‫وجاحدون ق لون‬


‫مصلحتهم فدونك دمهم و ذا لم تخدم مصلحتهم ينقلبون عل ك فﻼ جب ع‬
‫اﻷم أن يثق الرع ّ ة" ما اف ‪.‬‬

‫ع اﻷم أن كون داه ة ومنافقا حسن إدارة شؤون الدولة وعل ه أن كون ق ّ ا‬
‫ّ‬
‫ومواجها اﻷسد و ما را الثعلب‪ ،‬القوة و المكر هما صفتان تحددان أسس الدولة‪.‬‬
‫ّ‬
‫المواطنة ‪ :‬فهل‬ ‫الحق‬ ‫إن هذا التأس س للس ادة جعلها مجاﻻ لتهد د ون‬
‫وط إم ان تحقق‬ ‫وعيتها و‬ ‫جب عندئذ القطع مع الس ادة أم إعادة النظر م‬
‫المواطنة؟‬

‫‪ .II‬في التﻼزم بين السيادة والمواطنة‬


‫ّ‬
‫الغ زة إ معقول ة النظام والقانون ب د أن‬ ‫ط اﻹنتقال من فو‬ ‫لقد مثلت الدولة‬
‫المواطنة‪ ،‬فهو قد ان كف ﻼ فقط بتجس د‬ ‫طا اف ا لضمان الحق‬ ‫هذا اﻹنتقال لم كن‬
‫اﻷفراد وهو ما ستوجب ط ح التساؤل التا ‪:‬‬ ‫س ادة الحا م واقرار سلطته المطلقة ع‬
‫ّ‬
‫و الس ا للمواطنة؟‬ ‫وط الـتأس س الق‬ ‫ما‬
‫ّ‬
‫الحق ّ‬ ‫ّ‬
‫وقوة القانون وهو ما يتجسد‬ ‫تخ ل هذه ال وط ق ام س ادة تراهن ع قوة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النظام الد مقرا ‪.‬إذ عت سبينوزا أن النظام الد مقرا هو اﻷقرب إ طب عة ال‬
‫المواطنة‪.‬‬ ‫وهو الذي ضمن الحق‬
‫ّ‬
‫؟‬ ‫دﻻلة الد مقراط ة؟ وف م تتمثل خصائص النظام الد مقرا‬ ‫فما‬

‫دﻻلة الد مقراط ة‪Demos –cratos :‬‬

‫قوله‪" :‬حالة س اس ة تكون فيها‬ ‫معجمه الفلس‬ ‫ّ‬


‫عرفها آندري ﻻلند‬ ‫‪‬‬
‫أساس المولد و ال وة أو القدرة"‬ ‫افة ﻼ تمي ع‬ ‫الس ادة للمواطن‬
‫سلطة الشعب أو س ادة الشعب‪ ،‬ح م الشعب للشعب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫الذي تكون ف ه الس ادة للشعب و‬ ‫ارت ط مصطلح الد مقراط ة النظام الس ا‬
‫من س طرة‬ ‫قدر اﻹم ان إ تخل ص ال‬ ‫س‬
‫عقل الدولة اعت ار أن النظام الد مقرا‬
‫ّ‬
‫الشهوة و اﻹ قاء عليهم قدر اﻹم ان حدود العقل‪.‬‬
‫ّ‬
‫إن الدولة قادرة ع خلق مجال شاسع لتطور العقل وذلك من خﻼل سعيها ا‬
‫ّ‬
‫تخل ص الفرد من الوجود اﻹنفعا والعمل ع عقلنة اﻷهواء و الرغ ات ذلك أن ‪":‬الفرد‬
‫ّ‬
‫الذي تس طرعل ه شهواته إ حد أنه ﻻ ستطيع أن يرى أو فعل ما تتطل ه مصلحته‬
‫أحط درجات العبود ة" لذلك ستب طاعة المواطن للس ادة انطﻼقا‬ ‫الحق ق ة‪ ,‬كون‬
‫من حساب المصلحة والمنفعة ل س المع الفردا و نما المصلحة العامة والمش كة‬
‫ّ‬
‫ح ث لم عد اﻹنسان ذئ ا لﻺنسان ل ﻻ ستف د اﻹنسان إ من اﻹنسان ‪ ":‬فاﻹنسان إله‬
‫‪،‬‬ ‫ورة‪ ،‬ل س للتخلص من الحق الطب‬ ‫لﻺنسان" ما قول س ينوزا‪ ،‬فاﻹجتماع هنا‬
‫سود الحالة الطب ع ة و الحالة المدن ة أ ضا‪.‬‬ ‫و نما لضمان استمرار ته‪ .‬فالحق الطب‬
‫ّ‬
‫ال قاء‬ ‫سوى الحق‬ ‫من الحق الطب‬ ‫ل ان ه ز عت أن الحالة المدن ة ﻻ ت‬
‫ورة والحق‬ ‫فإن س ينوزا عت أن ل ما نراه حسنا وطي ا ولنا القدرة عل ه فإننا نقوم ه‬
‫المجتمع‬ ‫قاعدة تظل قائمة المفعول ح‬ ‫شيئا آخر غ ذلك و‬ ‫ﻻ ع‬ ‫الطب‬
‫ﻷنها حص لة شاملة للحقوق‬ ‫عت ها س ينوزا فردا يتمتع قوة أ‬ ‫المد أي مع الدولة ال‬
‫الطب ع ة الفرد ة اعت ار أنها تجميع لﻺرادات الفرد ةواخضاعها للمصلحة العامة والمش كة‬
‫تنازل اﻷفراد عن تسي شؤونهم أنفسهم وفق منطق اﻹنفعال‬ ‫فعل التعاقد ع‬ ‫إذ ينب‬
‫ل تأمينا له‪.‬فع‬ ‫وتنظ مها وفق مقتض ات العقل‪،‬فالعقد ﻻ مثل تنازﻻ عن الحق الطب‬
‫الح ة‪.‬‬ ‫اﻷفراد طاعة القانون مثلما ع الحا م أن ح م حق اﻷفراد‬
‫اﻷقل ﻷننا نخشاها ول ن إذا‬ ‫فإذا خضعنا للدولة فﻸننا ن دها و نرغب فيها أو ع‬
‫ذلك فالم دأ هو م دأ الح ة ما‬ ‫ذلك‪ ،‬فلنا الحق‬ ‫أردنا عدم الخض ع لها‪ ،‬ولنا القدرة ع‬
‫ورة" فالحر هو ذاك الذي يتمثل دوافع فعله‪.‬‬ ‫ال‬ ‫‪ ":‬و‬
‫الع د والمواطن وحجة المماثلة‬ ‫ذلك عتمد سبينوزا حجة المقارنة ب‬ ‫لل هنة ع‬
‫قوله‪":‬الع د هو من ضطر إ‬ ‫طاعة المواطن للحا م وطاعة اﻹبن ﻷب ه وذلك‬ ‫ب‬
‫أوامر والد ه‪،‬‬ ‫الخض ع لﻸوامر ال تحقق مصلحة س ده‪ ،‬و اﻹبن هو من ينفذ‪ ،‬بناء ع‬

‫‪11‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫أوامر الحا م‪ ،‬أفعاﻻ‬ ‫أفعاﻻ تحقق مصلحته الخاصة‪ ،‬وأما المواطن فهو من ينفذ بناء ع‬
‫مصلحته الشخص ة"‪.‬وهو ما ي ز التﻼزم القائم ب‬ ‫تحقق المصلحة العامة و التا‬
‫ح‬ ‫ظل نظام د مقرا‬ ‫الس ادة والمواطنة فا ساب صفة المواطن ﻻ كون ممكنا إﻻ‬
‫المصلحة العامة لﻸفراد و ضمن حقوقهم اﻷساس ة وأهمها ح ة التعب والمعتقد والتفك‬
‫قوة الحق‪":‬لم توجد‬ ‫فضاء س ادة م وطة عل ة القانون وتراهن ع‬ ‫و كون ذلك‬
‫الدولة لتح م اﻹ سان العنف و نما وجدت لتحرره من الخوف" وﻻ كون ذلك ممكنا‬
‫ّ‬
‫ذلك دولة القانون‪.‬‬ ‫إ‬
‫تضمن‬ ‫ال‬ ‫ذات الوقت‬ ‫إن طاعة القانون من ق ل اﻷفراد ومن ق ل الحا م‬
‫استحضار مقار ة‬ ‫م وع ة الس ادة الس اس ة وتحقق المواطنة وهذا القول ح لنا إ‬
‫الدولة واﻹرادة العامة واعت ها تجس دا لها‪ ":‬من وهب نفسه‬ ‫روسو حينما ماثل ب‬
‫حقوق اﻷفراد‬ ‫هذا الس اق تصبح الس ادة مجاﻻ لتأم‬ ‫للجميع لم يهب نفسه ﻷحد"‬
‫وهذا ماأقره‬ ‫الح اة الس اس ة وهوما مثل جوهر النظام الد مقرا‬ ‫وأهمها المشاركة‬
‫قوله‪ ":‬جب أن تضمن الد مقراط ة للضعفاء ما تضمنه لﻸق اء"‪ .‬مما ع‬ ‫غاندي‬
‫أن استمرار ة الس ادة م وطة مدى استجابتها لﻺرادة العامة استنادا إ سلطة القانون‬
‫ّ‬
‫وقوتها ح ث تصبح الس ادة ذاتها فضاء للمواطنة داخل النظام الد مقرا ب د أن سلطة‬
‫ّ‬
‫ب من الدكتامقراط ة إذا لم تتحول من نظام س ا إ نظام‬ ‫اﻷغلب ة قد تؤسس إ‬
‫إجتما ضمن العدالة اﻹجتماع ة ق ل أن ضمن العدالة الس اس ة وذلك من خﻼل ن‬
‫ّ‬
‫قد‬ ‫ام ان ة المفاضلة ب الط قات اﻻجتماع ة خاصة وأن الد مقراط ة معناها اﻹغ‬
‫ّ‬
‫ب من المفاضلة إذ ﻻ عد مواطنا إ ذلك الذي كون حامﻼ للج س ة‬ ‫إن نت ع‬
‫اﻷثين ة‪.‬‬

‫ما هو ائن وما‬ ‫تث ها الممارسة الس اس ة ب‬ ‫قد ح ل هذا القول إ المفارقة ال‬
‫الموجود والم شود‪ .‬فواقع الممارسة الس اس ة كشف أن النظام‬ ‫جب أن كون‪ ،‬ب‬
‫المحافل الدول ة دون أن يتجسد فعل ا وواقع ا‬ ‫ل س سوى شعارا يرفع‬ ‫الد مقرا‬
‫المقاومة؟‬ ‫ع ذلك للحق‬ ‫فهل مكن أن‬

‫‪12‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫‪ .III‬التشريع لحق المقاومة‪:‬‬


‫أ ضا تكرس التفاوت الط‬ ‫ارل ماركس الدولة‪ " :‬مق ة الح ات" و‬ ‫لقد اعت‬
‫مصالحها ما دعت المدرسة الفوض ة مع‬ ‫دولة الط قة المه منة إقتصاد ا ترا‬ ‫ف‬
‫الذي ذبح فوقه المجتمع‬ ‫عن الدولة اعت ارها‪":‬مذبح الدين الس ا‬ ‫إ التخ‬ ‫ا ون‬
‫تضح ة الح ة من أجل حما ة‬ ‫ة" ف‬ ‫قراب‬ ‫‪ ،‬إنه ل ة مف سة تع ش ع‬ ‫الطب‬
‫جسده‬ ‫الحا م‪ .‬هذا التما‬ ‫مصلحة الحا م ح ث صبح الحا م هو الدولة والدولة‬
‫واقع الطغ ان مما ستوجب ممارسة عنف مضاد لعنف الحا م و التا مقاومته‪.‬‬

‫المقاومة‪:‬‬

‫تح ل إ المعاندة والرفض والمعارضة أي الخروج عن سلطة الحا م إن أخل ب نود‬


‫العقد وهو ما ّ‬
‫أقره جون لوك‪ ،‬إذ ي يح لﻸفراد الحق المقاومة إذا ما انتهكت حقوقهم و‬
‫و غ قانو ‪ ":‬فلما ان‬ ‫س اق مواجهة عنف غ‬ ‫مكن استعمال القوة‬ ‫التا‬
‫جاز الخروج عل ه ومقاومته"‪.‬‬ ‫ف من دون تف ض‬ ‫يت‬

‫اع من أجل‬ ‫ال‬ ‫إ‬


‫ننتقل عندئذ من ال اع ﻷجل ال قاء داخل الوجود الطب‬
‫ّ‬
‫ال ع ة داخل الوجود المد ‪ .‬فقد اعت جون لوك أن‪ ":‬الطغ ان يبتدئ ح ث تنت‬
‫ع لمقاومة الحا م ن جة خرقه لسلطة القانون ولتجاوز حالة‬ ‫سلطة القانون" وهو ما‬
‫وط تحقق المواطنة‪.‬‬ ‫الطغ ان تأس سا لدولة القانون وضمانا لحقوق اﻷفراد وحفاظا ع‬
‫ّ‬
‫الطاعة و المقاومة‪:‬فمن خﻼل طاعة النظام‬ ‫إن المواطن هو ذلك الذي جمع ب‬
‫واﻻل ام مقتض ات العقل يتحقق الع ش المش ك داخل وجود مد عقﻼ ‪ ،‬و المقاومة‬
‫ط إم ان الحفاظ ع‬ ‫ضمن الحق و الح ة‪ .‬فل ست المقاومة خرق للنظام ل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المواطن صفة المواطنة ال املة إ‬ ‫ق مة المواطنة إذ عت أرسطو أن‪ ":‬ﻻ ء ع‬
‫ع ة والتنف ذ ة‪"...‬‬ ‫اﻷمور ال‬ ‫المشاركة‬

‫‪13‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫التحد د اﻹغ‬ ‫فقط إنتماء جغرا ؟ ألم ي ب‬ ‫ل ن هل أن المواطنة‬


‫اﻹقامة ل نهم‬ ‫هذه المقار ة} العب د واﻷجانب شاركون اليوناني‬ ‫ن‬ ‫للمواطنة ع‬
‫ل سوا مواطن {؟‬

‫مكن اعت ار المواطنة حقا كون ا يتجاوز الحدود اﻹقل م ة للدولة؟‬ ‫أي مع‬

‫‪ .IV‬المواطنة ومطلب الكونية‪:‬‬


‫الجنس ة‬ ‫منطق إقصا ‪ ،‬إذ أخ لت‬ ‫ع‬ ‫الفكر اﻹغ‬ ‫ان نت ق مة المواطنة‬
‫الم لة‬ ‫ﻻ تحمل ع العب د وﻻ ع اﻷجانب و ﻻ ع النساء‪ ،‬إذ المواطنة‬ ‫اليونان ة ف‬
‫ما هو ائن حر متثل فيها لسلطة القانون ﻻ‬ ‫مد‬ ‫شغلها اﻹ سان داخل نظام س ا‬ ‫ال‬
‫القرن ‪ 15‬إق نت‬ ‫نزوات طاغ ة ح م الدولة‪ .‬ول ن ومع دا ة النهضة اﻷورو ة‬ ‫إ‬
‫غا ات توسع ة ثم وجدت هذه الق مة‬ ‫ق مة المواطنة فكرة العالم ة وقد انبنت ع‬
‫اﻷنوار مع انط‪.‬‬ ‫ع‬ ‫ت لورها الفع‬

‫يرجع انط مفهوم المواطنة العالم ة إ ‪ ":‬الحق الدو الذي ستطيع ل شخص‬
‫إ دولة معينة‬ ‫ل س ذاك الذي ينت‬ ‫المطال ة ه ما هو ائن إ سا " فالمواطن العال‬
‫فضا ه ة‬ ‫ة تتحرك‬ ‫وطن للجميع فال‬ ‫إ اﻷرض الوطن ما‬ ‫ل ذلك الذي ينت‬
‫ع ﻹم ان ة تأس س مواطنة عالم ة تتجاوز‬ ‫ان و ولوج ة وأنطولوج ة مش كة وهو ما‬
‫ّ‬
‫س ادة الدول وتتأسس ع الح ّ ة و المساواة واﻹخاء‪.‬فأن كون اﻹ سان مواطنا عالم ا هو‬
‫أن ينفتح ع الق ة العالم ة أي "ف درال ة دول ة"‪.‬‬

‫المواطنة العالم ة‪:‬‬

‫تك س منظومة حقوق ة وق م ة تنأى ع‬ ‫مفهوم المواطنة العالم ة ع‬ ‫ينب‬


‫ل أش ال التمي العر أو العقائدي‪.‬‬

‫الفردان ة‪ ،‬فهو ﻻ ينظر لﻺ سان‬ ‫حسب انط ﻻ خ ل‬ ‫مفهوم المواطن العال‬


‫اعت اره فردا و نما ما هو اﻹنسان ة جمعاء دون تمي عر أو عقائدي‪...‬وهو ما يؤسس‬

‫‪14‬‬
‫ـ اﻷستاذة فاتن دوزي الخضراوي‬ ‫مسألة الدولة‪ :‬السيادة و المواطنة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كون استقﻼل‬ ‫لمفهوم الحق ال و العام الذي يتجاوز أطر الدولة وس ادتها‪ ":‬جب أ‬
‫متعلقا س ادة دولتهم"‪.‬‬ ‫المواطن‬
‫ّ‬
‫المواطنة إذا حق كو يتجاوز س ادة الدولة مما يؤدي إ اﻹعﻼء من شأن الس ادة‬
‫ّ‬
‫العالم ة ع حساب الس ادة الداخل ة للدول غ أن هابرماس عت أن المواطن العال هو‬
‫ذلك الذي جمع ب إنتمائه للدولة و نتمائه للعالم ذات الوقت م ّ ره ذلك ضمان‬
‫ّ‬
‫عض اﻷح ان إ الحد من س ادة‬ ‫س ادة الدول‪ .‬ﻷن مفهوم المواطنة العالم ة قد يؤدي‬
‫عليها مثال اجت اح العراق من ق ل‬ ‫أو العدوان اﻷجن‬ ‫الدول و يح إم ان ة التدخل اﻷجن‬
‫أم ا سنة ‪ 2003‬اسم حما ة حقوق اﻹ سان‪ ،‬مفهوم المواطنة العالم ة اعتمد أ ضا‬
‫لتم ر المشار ــع اﻻستعمار ة ف اسم حما ة اﻷقل ات أو حما ة الب ئة قع‬ ‫كغطاء أ ديولو‬
‫هابرماس أن للفرد مسؤول ة وطن ة تجاه دولته‬ ‫شؤون الدول‪ .‬لذلك اعت‬ ‫التدخل‬
‫الوقت نفسه مواطن العالم و مواطن‬ ‫ومسؤول ة س اس ة تجاه العالم‪ّ ":‬ل فرد هو‬
‫دولته"‪.‬‬

‫ول س إتحاد دول قد‬ ‫ل ّن فهم هابرماس للمواطنة العالم ة مع إتحاد مواطن‬
‫ّ‬
‫مدينا للمرك ة اﻷورو ة مقص ا ذلك المختلف ح أن المواطنة مطلب كو‬
‫تف ض اﻹع اف اﻵخر خر‪.‬‬

‫إن الواقع اليوم ف ض إنشاء نموذج جد د للمواطنة العالم ة ش ط القطع مع‬


‫اﻹنسان الفرد و يؤسس لمواطنة تع ف التن ع واﻹختﻼف ح ث صبح اﻹنسان غا ة‬
‫مكننا من تجاوز ذئ ة اﻹ سان والقطع مع العقل‬ ‫حد ذاته وذلك تأس سا لوجود اي‬
‫اﻷدا والتصور اﻷحادي له من خﻼل الت ــع ﻷنظمة د مقراط ة فعل ة تع ف عل ة‬
‫ّ‬
‫القانون و اﻹ سان كق مة ذاته وﻻ كون ذلك ممكنا إ من خﻼل ممارسة الفكر الفلس‬
‫ّ‬
‫لمهامه النقد ة للتمكن من كشف تناقضات ماهو ائن و عا لما جب أن كون علنا‬
‫الموجود و المنشود‪.‬‬ ‫ذلك نتجاوز المفارقة اﻷ د ة ب‬

‫‪15‬‬

You might also like