Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

C

CM

MY

CY

CMY

K
‫ساهم يف إعداد هذا الكتاب‬
‫الفريق العلمي يف جمموعة زاد‬
‫بإرشاف الشيخ حممد صالح املنجد‬
‫ح جمموعة زاد للن�شر‪1435 ،‬هـ‬
‫فهر�شة مكتبة امللك فهد الوطنية اأثناء الن�شر‬
‫املنجد‪ ،‬حممد �صالح‬
‫معاين الأذكار‪ / .‬حممد �صالح املنجد‪ - .‬الريا�ض‪1435 ،‬هـ‬
‫‪�24‬ض‪�21×14 ،‬صم‬
‫ردمك‪978-603-8047-44-6 :‬‬
‫اأ‪ .‬العنوان‬ ‫‪ .2‬ال�صالة‬ ‫‪ .1‬الأدعية والأذكار‬
‫‪1435/6624‬‬ ‫ديوي‪212.93 :‬‬

‫رقم الإيداع‪1435/6624 :‬‬


‫ردمك‪978-603-8047-44-6 :‬‬

‫الطبعة الأوىل‬
‫‪1435‬هـ‪2014/‬م‬

‫امتياز التوزيع‬ ‫النا�شر‬

‫اململكة العربية ال�شعودية ‪ -‬الريا�ض ‪ -‬املحمدية‬ ‫اململكة العربية ال�شعودية‬


‫طريق الأمري تركي بن عبدالعزيز الأول‬ ‫اخلرب ‪ -‬هاتف‪8655355 :‬‬
‫هاتف‪ - 4808654 :‬فاك�ض‪4889023 :‬‬ ‫جدة ‪ -‬هاتف‪6929242 :‬‬
‫هاتف جماين‪920020207 :‬‬ ‫�ض‪.‬ب‪ 126371 :‬جدة ‪21352‬‬
‫�ض‪.‬ب‪ 62807 :‬الريا�ض ‪11595‬‬ ‫‪www.zadgroup.net‬‬
‫معاين األذكار‬

‫املقدمة ‪7 ............................................................................‬‬
‫أمهية الذكر ومنزلته‪9 ...........................................................‬‬
‫ِذكر اهلل ليس له حدٌ حمدود ‪12...............................................‬‬
‫متى يكون العبد من الذاكرين اهلل كثري ًا؟ ‪14............................‬‬
‫أهل الذكر أسبق ‪15............................................................‬‬
‫أهل الذكر أرفع ‪16.............................................................‬‬
‫صلة الذكر بالعبادات أوثق ‪17..............................................‬‬
‫الذكر طمأنينة وسكينة ‪19....................................................‬‬
‫الذكر بركة ونعمة‪21...........................................................‬‬
‫إنه وصية رسول اهلل ﷺ ملن كثرت عليه رشائع اإلسالم ‪22.......‬‬
‫الذكر حياة القلب‪23...........................................................‬‬
‫الذكر أجور بال حدود‪25.....................................................‬‬
‫الذكر سالمة وحفظ ‪27.......................................................‬‬
‫عالمة حب اهلل كثرة ذكره ‪29................................................‬‬
‫الذكر عبودية وإعانة ‪30.......................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫معاين األذكار‬

‫قال تعاىل‪( :‬ﯪ ﯫ ﯬ) ‪32.....................................‬‬


‫الذكر خري األعامل وأزكاها عند اهللِ‪33...................................‬‬
‫الذكر عند املرور ببيوت اهلل أو حلق الذكر‪35..........................‬‬
‫يا حرس ًة عىل أهل الغفالت! ‪38............................................‬‬
‫فوائد الذكر ‪40...................................................................‬‬
‫مسائل وأحكام يف الذكر ‪43.................................................‬‬
‫مراتب الذكر ‪47.................................................................‬‬
‫العالقة بني الذكر والدعاء ‪51...............................................‬‬
‫حضور القلب يف الذكر ‪56...................................................‬‬
‫العمل بالفضائل حسب االستطاعة‪ ،‬ولو مرة ‪57.....................‬‬
‫إذا اختلفت الروايات يف العدد؟ ‪58.......................................‬‬
‫الذكر لطائف ومناسبات ‪61.................................................‬‬
‫الفرق بني الذكر املطلق واملقيد ‪63.........................................‬‬
‫الذكر املقيد بالزمان ‪66........................................................‬‬
‫الذكر املقيد باملكان ‪124 ......................................................‬‬
‫الذكر املقيد باألحوال ‪131 ..................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫معاين األذكار‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل رسول اهلل‪ ،‬وعىل آله وصحبه‬
‫ومن وااله‪ .‬أما بعد‪:‬‬

‫�ف لطي�ف‪ ،‬يف مع�اين األذكار‬ ‫خمت�ر خفي�ف‪ ،‬و ُمق َت َط ٌ‬


‫ٌ‬ ‫فه�ذا‬
‫الذاكر به عىل‬
‫ُ‬ ‫المجتَب�اة من األحادي�ث النبوية؛ لِ َ‬
‫يق�ف‬ ‫الرشعي�ة‪ُ ،‬‬
‫وجنانُه؛ حيث ال‬ ‫لهج به لس�انه‪ ،‬ف ُيص َقل بالذكر قل ُب�ه َ‬
‫َمعرف�ة م�ا َي َ‬
‫أنجى له ِمن عذاب اهلل ِمن ِذ ِ‬
‫كر اهلل‪.‬‬ ‫يش َء أنفع لقلب العبد‪ ،‬وال َ‬
‫بالذاك�ر أن َي ُغ َ‬
‫ف�ل قل ُبه عن معاين م�ا َيلهج به؛ فإن‬ ‫وال حيس� ُن ّ‬
‫مرشوع حلياة القل�ب‪ ،‬فإذا غفل‬
‫ٌ‬ ‫موضوع لرف الغفل�ة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الذك�ر‬
‫َ‬
‫الري ُن َقس�ا و َم ِر َض وتواردت عليه‬
‫القلب عام ُجعل حلياته و َعاله َّ‬
‫ُ‬
‫اآلفات ِ‬
‫والعلل‪.‬‬ ‫ُ‬

‫القلب فتُذهله عن معاين ما جيري‬


‫َ‬ ‫فلام كانت الغفل ُة الني تعرتي‬
‫به لسانُه آف ًة من آفاته‪ ،‬وعل ًة توجب َس َق َمه ومرضه‪ ،‬نَشطنا لوض ِع‬
‫ِ‬
‫األصل‪ ،‬وتذكري ًا لنا وإلخواننا بام‬ ‫المختر؛ تنبيه ًا عىل ه�ذا‬
‫هذا ُ‬
‫ينبغي أن نتحىل به إذا َقعدنا ُ‬
‫نذكر اهلل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫معاين األذكار‬

‫ف�إذا َذك�ر العب�دُ رب� ُه بلس�انه‪ ،‬و َع َقل قل ُب�ه عن اهلل ورس�وله‪،‬‬
‫البدن ك ُّله‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الصالح ‪ -‬صار‬ ‫ِ‬
‫العمل‬ ‫رشع هلا من‬ ‫اجلوارح ملِا ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫ونَشطت‬
‫ج َع ب�ني ذلك و َث َب َت‬
‫ذاك�ر ًا هلل‪ ،‬بالقول واالعتق�اد والعمل‪ ،‬و َمن َ َ‬
‫هل ِذ ِ‬
‫كر اهلل َح ّق ًا‪.‬‬ ‫َعليه فهو ِمن َأ ِ‬

‫‪8‬‬
‫معاين األذكار‬

‫‪:¬àdõæeh ôcòdG ᫪gCG‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫العيل‬ ‫إن م�ن أعظ�م ما َتيا ب�ه الروح وتس�عدُ ‪ :‬ذ َ‬
‫ك�ر خالقه�ا ِّ‬ ‫ّ‬
‫عراجها ال�ذي فيه تَرت ّقى‪ِ ،‬‬
‫وزينتُه�ا التي هبا ّ‬
‫تتحىل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫األع�ىل‪ ،‬فهو م ُ‬
‫وعُدّ ُتا التي هبا تتقوى‪.‬‬

‫ق�ال تع�اىل‪( :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬


‫ﰃ ﰄ) [األحزاب‪.[42-41 :‬‬

‫وقال تعاىل‪( :‬ﭲﭳﭴﭵﭶ) [اجلمعة‪.[10 :‬‬

‫إن ذك�ر اهلل عز وج�ل هو الدواء الذي ُيطه�ر القلب‪ ،‬والنعم ُة‬
‫العظم�ى‪ ،‬والمنح� ُة الك�رى‪ ،‬به تُس�تدفع النقم‪ُ ،‬‬
‫وتل�ب النعم‪،‬‬
‫وتُنال أع�ىل الدرجات‪ ،‬إنه ُق�وت القلوب‪ ،‬و ُق�رة العيون‪ ،‬وحيا ُة‬
‫الروح‪ ،‬وروح احلياة‪.‬‬

‫متى فارق القلوب صارت األجس�اد هلا قبور ًا‪ ،‬وهو السالح‬
‫ال�ذي يقاتَ�ل به ق ّط�اع الطري�ق‪ ،‬والماء ال�ذي ُيطفأ ب�ه التهاب‬
‫احلري�ق‪ ،‬وال ُق�وت الذي َتيا به القلوب‪ ،‬والس�بب الواصل بني‬
‫المؤمنني وعال ِم الغيوب‪ ،‬به َيس�تدفعون اآلفات‪ ،‬ويستكشفون‬

‫‪9‬‬
‫معاين األذكار‬

‫وت�ون عليه�م المصيب�ات‪ ،‬إذا أظ ّل ُ‬


‫هم الب�الء فإليه‬ ‫الكُرب�ات‪َ ،‬‬
‫مفزعهم‪ ،‬وهو رياض‬
‫ُ‬ ‫ملجؤه�م‪ ،‬وإذا نزلت هبم النوازل فإلي�ه‬
‫جنته�م التي فيه�ا يتقلب�ون‪ ،‬ورؤوس أموال س�عادتم التي هبا‬
‫َيتج�رون‪ ،‬يدع القلب احلزين ضاحك ًا مرسور ًا‪ ،‬و ُيوصل الذاكر‬
‫إىل المذك�ور وجيعل�ه ذاك�ر ًا مذك�ور ًا‪ ،‬ويرف�ع درجت�ه وجيعل�ه‬
‫مشكورا مأجور ًا)‪.(1‬‬

‫طه�ر القل�ب‪ ،‬و ُيصفي النف�س‪ ،‬ويرف�ع الدرجات‪،‬‬


‫والذك�ر ُي ّ‬
‫و ُينجي من عذاب اهلل‪ ،‬وال يشء هو أنفع لقلب العبد من ذكر اهلل‪.‬‬

‫‪« :‬ذهب الذاكرون باخلري كله»‪.‬‬ ‫قال أبو بكر‬

‫ع�ذاب اهللِ من‬


‫ِ‬ ‫‪« :‬م�ا يش ٌء أنجى من‬ ‫وق�ال مع�ا ُذ ب� ُن ٍ‬
‫جبل‬
‫ِ‬
‫ذكر اهللِ»‪.‬‬

‫‪« :‬لكل يشء َج�الء‪ ،‬وإن جالء القلوب‬ ‫وق�ال أب�و الدرداء‬
‫ذكر اهلل عز وجل»‪.‬‬

‫أكثر ذكر اهلل بريء من النفاق»‪.‬‬


‫‪َ « :‬من َ‬ ‫وقال كعب بن مالك‬

‫وق�ال عبيد ب�ن عم�ري‪ :‬إن أعظمكم ه�ذا اللي�ل أن تكابدوه‪،‬‬


‫وج ُبنت�م ع�ن الع�دو أن تقاتلوه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وبخلت�م ع�ىل امل�ال أن تنفق�وه‪َ ،‬‬
‫فأكثروا من ذكر اهلل عز وجل‪.‬‬

‫وذكر الناس داء‪.‬‬ ‫كر اهلل تعاىل شفاء‪،‬‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫وقال مكحول‪ :‬ذ ُ‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬مدارج السالكني (‪.)423/2‬‬

‫‪10‬‬
‫معاين األذكار‬

‫وملا شكا رجل إىل احلسن البري قسو ًة يف قلبه‪ ،‬قال له‪« :‬أذبه‬
‫بذكر اهلل»)‪.(1‬‬
‫وربام يأيت العبد يوم القيامة بسيئات أمثال اجلبال‪ ،‬فيجد لسانه‬
‫قد هدمها من كثرة ذكر اهلل تعاىل وما اتصل به)‪.(2‬‬
‫«الذكر للقلب ُ‬
‫مثل‬ ‫ُ‬ ‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪-‬رمحه اهلل‪:-‬‬
‫الماء للسمك‪ ،‬فكيف يكون ُ‬
‫حال السمك إذا فارق الماء؟»)‪.(3‬‬ ‫ِ‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الوابل الصيب من الكلم الطيب (ص‪.)7180‬‬


‫)‪ (2‬اجلواب الكايف (ص‪.)161‬‬
‫)‪ (3‬الوابل الصيب (ص‪.)42‬‬

‫‪11‬‬
‫معاين األذكار‬

‫‪l ¬d ¢ù«d ˆG ôcPp‬‬


‫‪:Ohófi óM‬‬

‫‪« :‬إن اهلل تع�اىل مل يف�رض ع�ىل عب�اده‬ ‫يق�ول اب�ن عب�اس‬
‫فريض� ًة إال جع�ل هلا حدّ ًا معلوم� ًا ثم عذر أهله�ا يف حال العذر‬
‫غ�ري الذكر‪ ،‬ف�إن اهلل تعاىل مل جيعل ل�ه حد ًا ينتهي إلي�ه‪ ،‬ومل يعذر‬
‫أح�د ًا يف ترك�ه إال مغلوب ًا عىل تركه فق�ال‪( :‬ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ) [النس�اء‪ ،[103 :‬باللي�ل والنه�ار‪ ،‬يف ال�ر‬
‫والبحر‪ ،‬ويف الس�فر واحلرض‪ ،‬والغنى والفقر‪ ،‬والسقم والصحة‪،‬‬
‫والرس والعالنية‪ ،‬وعىل كل حال»)‪.(1‬‬

‫فالذك�ر هو العب�ادة املطلوبة بال حدّ تنته�ي إليه (ﯺ ﯻ‬


‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [األحزاب‪.[41 :‬‬

‫ختت�ص ب�ه (ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ‬


‫ّ‬ ‫وب�ال وق�ت‬
‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚ) [طه‪. [130 :‬‬

‫وب�ال ح�ال تس�تثنى من�ه (ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬


‫ﮛ) [آل عمران‪.[191 :‬‬

‫)‪ (1‬تفسري ابن كثري (‪.)386/6‬‬

‫‪12‬‬
‫معاين األذكار‬

‫الذاكرين اهللَ كث�ري ًا والذاكرات‪ُ ،‬ختمت‬


‫وبالثنا ُء اجلمي�ل عىل ّ‬
‫صفات المس�لمني والمس�لامت والمؤمنني والمؤمنات‪ ،‬يف قوله‬
‫تع�اىل‪( :‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬
‫ﯞﯟﯠ) [األحزاب‪.[35 :‬‬
‫وغدو ًا‬
‫ّ‬ ‫ق�ال ابن عب�اس‪« :‬يذك�رون اهلل يف أدب�ار الصل�وات‪،‬‬
‫وعش� ّي ًا‪ ،‬ويف المضاج�ع‪ ،‬وكلام اس�تيقظ من نومه‪ ،‬وكل�ام غدا أو‬
‫ذكر اهلل تعاىل»)‪.(1‬‬
‫راح من منزله َ‬

‫)‪ (1‬األذكار للنووي (ص‪.)10‬‬

‫‪13‬‬
‫معاين األذكار‬

‫‪?Gk Òãc ˆG øjôcGòdG øe óÑ©dG ¿ƒµj ≈àe‬‬

‫عن أيب سعيد اخلدري وأيب هريرة عن رسول اهلل ﷺ قال‪:‬‬


‫ِ‬
‫ركعتني مجيع ًا‬ ‫صل‪-‬‬ ‫من ال ىّل ِ‬
‫ي�ل فص ىّليا ‪-‬أو ىّ‬ ‫الر ُ‬
‫جل أهل ُه َ‬ ‫َ‬
‫أيق�ظ ىّ‬ ‫«إذا‬
‫ِ‬
‫اكرات»)‪.(1‬‬ ‫اكرين اهلل كثري ًا ىّ‬
‫والذ‬ ‫كتبا يف ىّ‬
‫الذ‬
‫َ‬
‫الصالح ‪-‬رمح�ه اهلل‪ -‬عن ال َق�در الذي‬ ‫وس�ئل أب�و عمرو ب�ن َّ‬
‫يص�ري به العب�د من الذاكري� َن اهلل كث�ري ًا والذاكرات‪ ،‬فق�ال‪« :‬إذا‬
‫ُ‬
‫واظب ع�ىل األذكار المأثورة المثبتة صباح ًا ومس�ا ًء يف األوقات‬‫َ‬
‫ال وهن�ار ًا‪ ،‬كان م�ن الذاكري�ن اهلل كثري ًا‬
‫واألح�وال المختلف�ة لي� ً‬
‫والذاكرات»)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬رواه أب�و داود (‪ )1309‬وابن ماجة (‪ )1335‬وصححه األلباين يف صحيح أيب‬
‫داود وغريه‪.‬‬
‫)‪ (2‬األذكار للنووي (ص‪.)11‬‬

‫‪14‬‬
‫معاين األذكار‬

‫‪:≥Ñ°SCG ôcòdG πgCG‬‬

‫الذك�ر أكر‪ ،‬وأجره أعظم‪ ،‬وأهله أس�بق؛ ك�ام ورد يف حديث‬


‫دون»‪ ،‬قالوا‪ :‬وما‬
‫المف�ر َ‬
‫ىّ‬ ‫«س�بق‬
‫َ‬ ‫أيب هري�رة عن النبي ﷺ قال‪:‬‬
‫اكرات»)‪.(1‬‬
‫ُ‬ ‫اكرون اهللَ كثري ًا ىّ‬
‫والذ‬ ‫َ‬ ‫رسول اهللِ؟ قال‪ :‬ىّ‬
‫«الذ‬ ‫َ‬ ‫المفر َ‬
‫دون يا‬ ‫ّ‬
‫ب�«المف�ردون» يف احلدي�ث‪ :‬الذاك�رون اهلل كثري ًا‬
‫ّ‬ ‫فالمقص�ود‬
‫المو َلع�ون بالذكر‬‫والذاك�رات؛ ك�ام فرسه رس�ول اهلل ﷺ‪ ،‬وه�م ُ‬
‫المتفرغون له‪.‬‬
‫ّ‬
‫وفر َد بمعنى انفر َد ِبه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقال‪ :‬فر َد برأيه وأفر َد ّ‬
‫ّاس‪ ،‬وخ�ال بمراعاة‬ ‫ُ‬
‫الرج�ل إذا تف ّقه واعت�زل الن َ‬ ‫ف�ر َد‬ ‫َ‬
‫وقي�ل‪ّ :‬‬
‫األمر والنهي)‪.(2‬‬
‫«واألظه�ر َّ‬
‫أن المرا َد‬ ‫ُ‬ ‫وق�ال احلافظ ابن رج�ب ‪-‬رمح�ه اهلل‪:-‬‬
‫ِ‬
‫االنفراد‬ ‫الذ ِ‬
‫ك�ر‪َ ،‬‬
‫دون‬ ‫وهو كث�ر ُة ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمل‪َ ،‬‬ ‫باالنف�راد االنفرا ُد هب�ذا‬
‫ِ‬
‫المخالطة»)‪.(3‬‬ ‫عن‬ ‫ِ‬
‫القرن أو ِ‬ ‫احلس‪ ،‬إ ّما ِ‬
‫عن‬ ‫ّ ِّ‬

‫)‪ (1‬رواه مسلم (‪.)2676‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬النهاية (‪.)425/3‬‬
‫)‪ (3‬جامع العلوم واحلكم (‪.)512/2‬‬

‫‪15‬‬
‫معاين األذكار‬

‫‪:™aQCG ôcòdG πgCG‬‬

‫إن أه�ل الذك�ر ليس�وا س�ابقني للب�رش فحس�ب‪ ،‬ب�ل ه�م يف‬
‫مق�ام المباه�اة والمضاهاة للمالئكة الكرام؛ ف�إن أهل الذكر من‬
‫المؤمن�ني يف مكانة رفيعة عالي�ة‪ ،‬حتى لقد باهى اهلل هبم مالئكته‪،‬‬
‫أن اهللَ يباهي‬ ‫الذ ِ‬
‫كر‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫رشف ّ‬ ‫قال ابن القيم ‪-‬رمحه اهلل‪« :-‬ويكفي يف‬
‫َ‬
‫رسول‬ ‫أن‬‫صحيح مسل ٍم)‪ (1‬عن معاوي َة ‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بأهله؛ كام يف‬ ‫مالئكت ُه‬
‫أصحابه فقال‪« :‬ما أجلسكم؟» قالوا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حلقة من‬ ‫خرج عىل‬ ‫ِ‬
‫اهلل ﷺ َ‬
‫نذك�ر اهللَ ونحمد ُه عىل ما هدانا لإلس�ال ِم وم� َّن ِبه علينا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جلس�نا‬
‫ذلك؟» قالوا‪ :‬آهللِ ما أجلس�نا ّإال َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫قال‪« :‬آهللِ ما أجلس�كم ىّإل َ‬
‫جربيل فأخربين‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫قال‪« :‬أما ىّإين مل أستحلفكم هتم ًة لكم‪ ،‬ولكن أتاين‬
‫بكم المالئك َة»)‪.(2‬‬
‫أن اهللَ يباهي ُ‬
‫َّ‬

‫)‪ (1‬صحيح مسلم (‪.)2701‬‬


‫)‪ (2‬مدارج السالكني (‪.)400/2‬‬

‫‪16‬‬
‫معاين األذكار‬

‫‪:≥KhCG äGOÉÑ©dÉH ôcòdG á∏°Up‬‬

‫وجوهر العبادات‪ ،‬وهو أس�اس كثري‬ ‫إن الذكر ُل ّ‬


‫ب الطاعات‪َ ،‬‬
‫م�ن الفرائض والش�عائر الظاهرة؛ إن�ه يكون قبلها تيئ�ة ألدائها‪،‬‬
‫ويك�ون معها كجزء من أعامهل�ا وأركاهنا‪ ،‬ويكون بعد الفراغ منها‬
‫ختام ًا هلا‪.‬‬

‫الذكر بالنداء وترديده‪ ،‬وذكر الميض إىل‬


‫ُ‬ ‫فالصالة مث ً‬
‫ال يسبقها‬
‫المس�جد‪ ،‬وذكر دخول المس�جد؛ وذلك لتكون م�ع اهلل‪ ،‬وتتهيأ‬
‫للدخول عليه يف الصالة‪.‬‬

‫وكذا يف الصيام؛ فإن اهلل يقول‪( :‬ﯟﯠﯡ‬


‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ) [البقرة‪.[185 :‬‬

‫ذك�ر اهلل وإعالن التوحي�د‪ ،‬واالس�تجاب ُة لرب‬


‫واحل�ج مب�دأه ُ‬
‫األرض والس�اموات‪ ،‬والط�واف والس�عي ذكر وتكب�ري وتليل‪،‬‬
‫ورم�ي اجل�امر إن�ام ُرشع إلقام�ة ذكر اهلل ع�ز وجل‪ ،‬وخت�ام احلج‬
‫وصي�ة بالذكر‪( :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ) [البقرة‪.[200 :‬‬

‫‪17‬‬
‫معاين األذكار‬

‫ويف اجله�اد أم�ر بالذك�ر‪( :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬


‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ) [األنفال‪. [45 :‬‬

‫‪18‬‬

You might also like