Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of Legal and Social Sciences‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 1742-2676‬‬

‫أركان المسئولية المدنية‬


‫‪Elements of civil responsibility‬‬

‫الدكتور ‪ :‬عمرو أحمد عبد المنعم دبش‬

‫‪Dr . Amr Ahmed Abd elmoniem Dabash‬‬


‫‪Ad002000@gmail.com‬‬

‫مدرس القانون المدني بكليه الشرطه‬

‫أكاديميه الشرطه المصريه‬

‫تاريخ النشر‪1329/30/32:‬‬ ‫تاريخ ارسال المقال‪ 1329/30/03:‬تاريخ القبول‪1329/30/21:‬‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫الدكتور ‪ :‬عمرو أحمد عبد المنعم دبش‬ ‫أركان املسئولية املدنية‬

‫الملخص‪:‬‬
‫املسئوليه بوجه عام هي حتميل الشخص نتائج فعله املتضمن خمالفه الواجب امللقي علي عاتقه ‪ ،‬وذلك وفقا لطبيعه هذا‬
‫الواجب أو انواعه‪ ،‬كما أن من أهم أوجه املسئوليه هي املسئوليه املدنيه و اليت تنقسم ايل مسئوليه عقديه ومسئوليه‬
‫تقصرييه‪.‬‬
‫و للمسئوليه التقصرييه و اليت تعين مسئوليه الشخص املخطئ عن االفعال اليت تضر الغري ‪ ،‬أركان البد من توافرها‬
‫إلمكانيه مسائله املتسبب يف هذا الضرر و حتميله بعبئ جرب الضرر بتعويض املضرور ‪ ،‬تلك األركان هي وجوب أن‬
‫يقرتف ذلك الشخص خطأ يرتتب عليه ضرراً للغري مع إشرتاط وجود عالقه سببيه بني ذاك اخلطأ وبني هذا الضرر ‪،‬‬
‫وبتوافر تلك األركان الثالثه تتحقق املسئوليه املدنيه التقصرييه اليت تستلزم أن يقوم املخطئ بتعويض املضرور عن ما أصابه‬
‫من ضرر وبدون التطرق ملا إذا كان هذا اخلطأ عمدي أم غري عمدي ‪ ،‬وكذلك بدون حتديد لنوعيه الضرر ‪ ،‬فسواء‬
‫أكان الضرر مادي أم معنوي طاملا أنه قد ثبت حتقق الضرر يف حق املضرور بسبب خطأ املتسبب ‪ ،‬فأن املخطي هنا‬
‫ي لتزم بتعويض املضرور كونه املسئول مبوجب قواعد القانون املدين ‪ ،‬وهذا ما سنقوم بالتطرق اليه يف حبثنا هذا حيث‬
‫سنقوم بتحديد اركان املسئوليه املدنيه التقصرييه بشكل أكثر تفصيال ‪ ،‬مع توضيح معين كال من اخلطأ وبيان أركانه ‪،‬‬
‫كما سنحاول حتديد املقصود بالضرر وبيان أنواعه ‪ ،‬مث نتطرق لبحث النظريات اليت ذكرت حول بيان اياً من االسباب‬
‫يف حال تعددها ميكن االعتماد عليها للربط بينها و بني الضرر النشاء عالقه مبوجبها ميكن مسائله املخطئ عن ضرر‬
‫الغري ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬املسئوليه التقصرييه – اخلطأ العمدي – اخلطأ الغري عمدي ‪ -‬الضرر املادي – الضرر‬
‫املعنوي – العالقه السببيه‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪Responsibility in general is to load the person the results of his action included in the‬‬
‫‪answer to the duty assigned to him, in accordance with the nature of this duty or types,‬‬
‫‪and that the most important aspects of responsibility is the civil responsibility, which is‬‬
‫‪divided into the responsibility of his contract and responsibility for his shortcomings.‬‬
‫‪And the responsibility of the person responsible for the acts that harm others, the‬‬
‫‪elements must be available to the potential problems causing this damage and load the‬‬
‫‪burden of reparation to compensate the injured, those elements is that the person must‬‬
‫‪commit an mistake resulting in harm to others with the requirement of a relationship The‬‬
‫‪reason for this mistake is this damage, and with the availability of these three pillars civil‬‬
‫‪responsibility is realized, which requires that the wrongdoer compensate the injured‬‬
‫‪person for the damage he suffered without addressing whether this mistake is intentional‬‬
‫‪or unintentional, and without specifying the type of damage, Moral as long as it has t‬‬
‫‪Achieve the right of the injured due to the fault of the culprit with the proof of the causal‬‬
‫‪relationship, the wrongdoer is required to compensate the injured being responsible under‬‬
‫‪the rules of civil law, and this is what we will address in this research, where we will‬‬
‫‪determine the pillars of civil liability in detail.‬‬
‫‪key words:‬‬
‫‪Tort liability - intentional mistake - unintentional mistake - material damage - moral‬‬
‫‪damage - causal relationship‬‬

‫‪11‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫متهيد ‪:‬‬
‫تنقسم املسئوليه املدنيه ايل عقديه وأخري تقصرييه ‪ ،‬و أركان املسئوليه التقصرييه وهي مناط حبثنا هي ‪ 1‬اخلطأ و‬
‫الضرر والعالقة السببية بني هذا اخلطأ وذلك الضرر‪ .2‬ولقد بينت هذه األركان املادة ‪ 361‬من القانون املدين اليت‬
‫نصت علي أن " كل خطأ سبب ضررا للغري يلزم من ارتكبه بالتعويض " ‪. 3‬‬
‫ويعترب الضرر من أهم أركان املسؤلية ‪ ،‬إذ ال ميكن أن تقوم هذة االخرية بدون حتقق الضرر ‪ ، 4‬كما أن للضرر‬
‫دورا هاما يف حتديد مقدار مبلغ التعويض ‪ ، 5‬إذ يستحق املضرور مبلغا من املال يكون متكافئاً مع مقدار الضرر‬
‫الذي إصابة ‪.‬‬
‫وإذا كانت العالقة السببية بني اخلطأ و الضرر من األركان األساسية للمسئولية حىت يستطيع املضرور أن حيصل‬
‫علي التعويض عما حلقه من أضرار فمعين ذلك أنه إذا مل تتوافر تلك عالقة السببية بني اخلطأ والضرر ‪ ،‬فال‬
‫مسؤلية وال تعويض ‪ ،‬وألمهيه هذا املوضوع املتعلق ببيان أركان املسئوليه املدنيه التقصرييه فإننا سنشرع يف دراسه‬
‫أركانه علي النحو التايل ‪:‬‬
‫املبحث االول ‪ :‬مفهوم ركن اخلطأ ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ ‬املطلب األول ‪ :‬تعريف اخلطأ ‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثاين ‪ :‬أركان اخلطأ ‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث ‪ :‬أنواع اخلطأ اخلطأ العمدي و اخلطأ غري العمدي ‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬ركن الضرر ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬الضرر املادي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬الضرر املعنوي او االديب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬العالقه السببيه ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬نظريه السبب املنتج ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬نظريه تعادل او تكافؤ االسباب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املطلب اثالث ‪ :‬انعدام السببيه‬ ‫‪‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬احلادث املفاجئ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬خطأ املضرور ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬خطأ الغري ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اخلامته ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫التوصيات‬ ‫‪.5‬‬
‫املراجع‬ ‫‪.6‬‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫المبحث األول‬
‫مفهوم ركن الخطأ‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫املسئوليه بوجه عام هي حتميل الشخص نتائج فعله املتضمن خمالفه الواجب امللقي علي عاتقه اي إقرتافه لفعل‬
‫خاطئ او بشكل جممل اخلطأ ‪ ،‬ووفقا لطبيعه هذا الواجب او انواعه ‪ ،‬يتحدد نوع املسئوليه فاذا كان الواجب‬
‫اخالقيا كانت املسئوليه اخالقيه ‪ ،‬واذا كان دينيا كانت دينيه ‪ ،‬واذا كان قانونيا كانت قانونيه ‪ ،‬فاملسئوليه‬
‫القانونيه اذن هي تلك اليت ترتتب علي خمالفه الشخص للواجب الذي يلقيه عليه القانون ‪.‬‬
‫وتتعدد أنواع املسئوليه القانونيه حبسب طبيعه القاعدة القانونيه اليت تفرض علي الشخص الواجب الذي مت‬
‫االخالل به ‪ ،‬وهي لذلك تنقسم بصف اساسيه ايل مسئوليه جنائيه و مسئوليه مدنيه ‪.‬‬
‫** اما املسئوليه اجلنائيه فهي جزاء ارتكاب الفرد جلرميه من اجلرائم اليت حيددها قانون العقوبات و القوانني املكمله‬
‫له ‪ ،‬وهي تفرتض دائما أن هناك ضررا أصاب اجملتمع ذاته ‪.‬‬
‫** اما املسئوليه املدنيه فتقرر جزاء االخالل مبصاحل فرديه او خاصه ‪ ،‬وال تتطلب لقيامها ضرر يصيب اجملتمع كما‬
‫هو احلال بالنسبه للمسئوليه اجلائيه‬
‫وال ختضع االفعال اخلاطئه املوجبه للمسئوليه املدنيه حلصر دقيق مثلما هو االمر يف املسئوليه اجلنائيه اذ املبدأ املقرر‬
‫بصددها هو أن اي خطأ يؤدي ايل ضرر يلحق بالغري يلزم من أرتكبه بالتعويض ‪ ،‬و االخطاء ال تقع حتت حصر‬
‫معني ‪. 6‬‬
‫و الشرط األساسي للمسئولية العقدية هي اإلخالل بااللتزام العقدي ‪ ،‬ويف املسئوليه التقصرييه يف اإلخالل‬
‫بالسلوك املألوف يف اجلماعه و الذي يتطلب األهتمام واحلر وبذل عنايه الرجل املعتاد الطبيعي ‪ ،‬ويتخذ اخلطأ‬
‫صور عديدة منها ‪ :‬عدم التنفيذ ‪ ،‬أو التأخري يف التنفيذ ‪ ،‬أو التنفيذ الناقص ‪ ،‬أو التنفيذ املعيب ‪.‬‬
‫** المطلب األول تعريف الخطأ ‪:‬‬
‫يقصد باخلطأ بشكل عام ‪ ،‬االخالل بواجب قانوين صادر عن شخص مميز ‪ ،7‬ذلك أن القانون من أجل أستقامه‬
‫احلياة يف اجملتمع ‪ ،‬يفرض علي كل منا واجبا او التزاما معينا ‪ ،‬وهو أن نلتزم بالسلوك املألوف يف اجلماعه حيت ال‬
‫نتسبب يف احلاق الضرر باالخرين ( وهو ما يسمي باالتزام بعدم االضرار باالخرين ) فإذا قصر اي مننا يف هذا‬
‫الواجب ‪ ،‬واحنرف عن هذا السلوك الواجب االتباع ‪ ،‬اعترب هذا التقصري أو ذاك االحنراف خطأ يستوجب‬
‫مسئوليته بالزامه بتعويض االخرين عما حلقهم من اضرار كنتيجه هلذا اخلطأ ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اركان الخطأ ‪:‬‬
‫ولقد استقر الراي يف الفقه و القضاء علي أن اخلطأ يتكون من ركنيني أحدمها مادي و االخر معنوي علي النحو‬
‫التايل ‪:8‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الركن المادي للخطأ ( التعدي أو االنحراف في السلوك ) ‪:Culpabilite‬‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫وفقا ملا أمجع عليه الفقه فإن الركن املادي للخطأ يتمثل يف إحنراف يف السلوك ‪ ،‬مبعين أن ينحرف الشخص عن‬
‫السلوك الواجب االتباع او السلوك النموذجي ‪ ،‬ومن املتفق عليه ايضا أنه عند حتديد ما اذا كان هناك احنرافاً يف‬
‫السلوك من عدمه فإن املعمول عليه يف ذلك هو املعيار املوضوعي ال املعيار الشخصي ‪ ،‬مبعين أنه ال ينظر عند‬
‫حتديدة ايل الشخص الذي صدر منه ذلك اخلطأ ‪ ،‬فإذا كان شديد اليقظة كان أقل سلوك منحرف منه يعد خطأ‬
‫يستوجب مسائلته ‪ ،‬واذا كان مهمال فلن يعترب سلوكه احنرافا اال اذا كان علي درجه كبرية من اجلسامه ‪ ،‬الن مثل‬
‫هذا املعيار الشخصي ( وهو معيار صعب االخذ به ) جيعل حصول املضرور علي تعويض متوقفا علي طبيعه‬
‫الشخص الذي احلق به الضرر ‪ ،‬وعلي ما اذا كلن حريصا ام مهمال ‪ ،‬وهو ما قد يزيد من مقدار الضرر‬
‫باملضرور‪ ،‬اذ ما ذنبه اذا كان من احلق به الضرر مهمال ال يعترب سلوكه ‪ -‬منظورا اليه ذاتيا ‪ -‬احنرافا اال اذا بلغ‬
‫درجه كبرية من اجلسامه ‪ ،‬هذا باالضافه ايل ان هذا املعيار الشخصي سينطوي علي مكافاه املهملني و عقاب‬
‫احلريصون ‪ ،‬النه سيحمل االوائل نتائج اقل اهلفوات ‪ ،‬وسيعفي االخرين من نتائج افعال أكثر منها بشاعه ‪،‬‬
‫وسيكون حر املرء وباال عليه ‪ ،‬وامهاله مكافاة له‪.‬‬
‫* لذلك استقر الراي علي أن اخلطأ ال يقدر شخصيا ) ‪ ( In Concreto‬امنا يقدر موضوعيا ‪( In‬‬
‫) ‪ ، Abstracto‬اي بالنظر ايل سلوك شخص أخر عادي معتدل ‪ ،‬ولقد تردد الرأي بني أن يكون هو الرجل‬
‫احلريص وبني أن يكون الرجل املعتاد العاقل ) ‪ ) l'homme normale‬والذي يطلق عليه ايضا رب االسرة‬
‫احلريص املسئول واملهتم بشؤن أسرته ) ‪ ( Bon pere de famile‬ايل أن استقر الرأي علي انه الرجل املعتاد ‪،‬‬
‫ووفقا هلذا الراي فإن اخلطأ يعرف بكونه االحنراف عن سلوك الرجل املعتاد ‪ ،‬الذي ميثل الغالبيه العظمي من‬
‫الناس‪ ،‬فال هو الشخص اخلارق للذكاء شديد اليقظة ‪ ،‬وال هو حمدود الفطنه خامل اهلمه ‪ ،‬فينزل ايل احلضيض‪،9‬‬
‫فهو رجل الشارع العادي الذي له صفات عا ديه ال اكثر من ذلك ‪ ،‬فهو ال يفرتض فيه أن ميلك حرصا وعنايه‬
‫تبصر ال مثيل‬
‫‪ ،‬او أن له شجاعه مبالغ فيها او حكمه او قوة او ُ‬ ‫مبالغ فيهما او أن حرصه وعنايته من نوع خا‬
‫هلم ‪.10‬‬
‫ويرتتب كذلك علي االخذ هبذا املعيار املوضوعي أن يصبح ا ُحلكم علي فعل ما بأنه خاطي او صحيح ‪ ،‬أن يكون‬
‫مرتبطا بالفعل ذاته ال بصاحبه ‪ ،‬حبيث يوزن السلوك ذاته منفكا ومنفضال عن شخص صاحبه ‪ ،‬ويقارن بسلوك‬
‫الرجل العادي يف ذات الظروف ليلحقه وصف اخلطأ اذا كان منحرفا عنه ‪ ،‬أو ال يلحقه اذا كان مطابقا له ‪،‬‬
‫وعلي ذلك ال يعتد يف تقديرة باخلوا الذاتيه او الشخصيه ملن أحدث الضرر ‪ ،‬كصغر السن وما قد يصاحبه من‬
‫عدم التجربه أو عدم وجودخربة كافيه او الشيخوخه وما يصادفها من نقص القوي او االنوثه وما يالزمها من‬
‫ضعف ‪ ،‬او احلاله الصحيه كضعف يف السمع او البصر أو كمرض يعانيه او عاهه تعجزة او عدم تعليم ‪ ،‬فال‬
‫يقارن مثال سلوك الصغري او املرأة او املريض بسلوك صغري اخر يف مثل سنه او امراة او مريض أخر ‪ ،‬بل يقارن‬
‫بسلوك الرجل العادي ‪ ،‬ويكون كل منهم خمطئأ اذا كان سلوكه منحرفا عنه ‪ ،‬ولو ثبت ان امراة اخري او صغريا او‬
‫مريضا اخر كان يسلك ذات سبيله ‪.11‬‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫علي ان اعمال التقدير اجملرد ينبغي اال جي عل من الرجل املعتاد فرضا خياليا او معيارا فارغا ال مضمون له ‪ ،‬لذلك‬
‫فقد استقر الراي علي انه عند اعمال هذا التقدير جيب ان نضع الرجل املعتاد يف ذات الظروف اخلارجيه‬
‫) ‪ ( Cironstances Externes‬اليت احاطت بالشخص الذي نبحث ما اذا كان سلوكه منحرفا ام ال ‪ ،‬واليت يقصد‬
‫هبا ما ليس خاصا بشخص مرتكب الفعل الضار او ما ليس من خصائصه ومميزاته الطبيعيه ‪ ،‬وأمها ظروف املكان‬
‫و الزمان اليت وقع فيها الفعل الضار الهنا ظروف عامه تتناول مجيع الناس ‪ ،‬فهل كان قائد السيارة يقودها ليال ام‬
‫هنارا يف طريق واسع عرب املدن ام انه كان يقودها يف طريق ريفي صغري مزدحم ؟ وهل كان يقودها يف جو صحو‬
‫ام ممطر ومبلد بالغيوم ‪ ،‬يف طريق يابس وجاف وممهد ام يف طريق ترايب منزلق وعر وغري ممهد ‪ ،‬فكل هذة الظروف‬
‫اخلارجيه جيب وضعها يف االعتبار عند تقدير ما اذا كان هناك احراف يف السلوك ام ال ‪.12‬‬
‫** نخلص من ذلك ايل أن اخلطأ التقصريي هو احنراف عن سلوك الرجل املعتاد اذا وجد يف الظروف اخلارجيه‬
‫اليت احاطت مبن أحدث الضرر ‪.13‬‬
‫هذا املعيار هو الذي اخذت به حمكمه النقض املصريه حني قضت بأن " اخلطأ املوجب للمسئوليه التقصرييه‬
‫املنصو عليها يف املادة ‪ 361‬من القانون املدين هو االحنراف عن السلوك العادي املألوف وما يقتضيه من يقظه‬
‫وتبصر حيت ال يضر بالغري " ‪ ، 14‬وبأن اخلطأ املوجب للمسئوليه التقصرييه طبقا للمادة ‪ 361‬من القانون املدين‬
‫هو االخالل بالتزام قانوين يفرض علي الفرد أن يلتزم يف سلوكه مبا يلتزم به االفراد العاديون من اليقظه و التبصر‬
‫حيت ال يضر بالغري ‪ ،‬فاذا احنرف عن هذا السلوك الذي يتوقعه االخرون و يقيمون تصرفاهتم علي اساس من‬
‫مراعاته يكون قد أخطأ ‪ ،‬فاذا كان عمال التفريغ قد وضعوا أجوله الدقيق علي الرصيف و هو مكان معد لتفريغ‬
‫البضائع عليه و مل تكن السفينه تطلق مياة العادم وقتئذ ‪ ،‬فمن حقهم ان يتوقعوا من السفينه اال تطلق تلك املياة‬
‫فتصيب اجوله الدقيق وتتلفها دون ان تنبههم البعادها او تتحري اطالق املياة بعيدا عنها "‪ ،15‬وكذلك اذا قامت‬
‫مذيعه وهي تباشر اعماهلا االذاعيه يف قراءة نشرة االخبار بقناة اعالميه بنطق اسم شخص بطريقه خاطئه اعتقادا‬
‫منها بانه انثي بالرغم من كونه ذكر وذلك بسبب ان االسم املنطوق جيوز ان يُستخدم للجنسني ( كأسم وسام او‬
‫شريين ) فالربغم من ذلك االمر يعد خطأ قد يرتتب عليه ضرر معنويا اال انه خطأ غري عمدي قد يقع فيه هذا‬
‫الشخص او اي شخص عادي اذا وجد يف نفس املوقع و نفس الظروف ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الركن الثاني للخطأ التمييز ) ‪:16 ( Disernement‬‬ ‫‪‬‬
‫كان مؤدي الق اعدة العامه ‪ ،‬من أنه عند تقدير اخلطأ فإننا ال نعتد اال بالظروف اخلارجيه دون الداخليه للشخص‬
‫حمل املسئوليه ‪ ،‬كأن يكون عدمي التمييز او مميز مسئول نظرا المكان ارتكابه اخلطأ ‪ ،‬الننا عند تقدير احنرافه يف‬
‫السلوك سنهمل ظرف انعدام التمييز لديه ( النه ظرف داخلي وليس خارجي ) فيكون الشخص خمطئأ ميت‬
‫احنراف سلوكة عن سلوك الرجل املعتاد ال عن سلوك فاقد التميز‪.‬‬
‫علي أن الراي قدميا رفض هذة النتيجه ( نسبه اخلطأ ايل عدمي التميز ) الن فكرة املسئوليه تستوجب حتما‬
‫املؤاخذة و اللوم ‪ ،‬فاخلطأ دائما هو فعل يستوجب لوم فاعله ‪ ،‬وعدمي التميز ال ميكن لومه علي فعله ومن مث ال‬
‫ميكن نسبه اخلطأ إليه ‪ .‬هذا الراي هو ما اخذ به املشرع املصري ونص عليه يف املادة ‪ 3 / 364‬من القانون املدين‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫علي أنه " يكون الشخص مسئوال عن أعماله غري املشروعه ميت صدرت منه وهو مميز " ‪ ،‬لتجعل بذلك من‬
‫التمييز ركنا من أركان اخلطأ ‪ ،‬حبيث ال ينسب اخلطأ ايل غري املميز ‪ ،‬لذلك فإن الصيب الصغري يف السن ( كالذي‬
‫يقل سنه عن السابعه ) او اجملنون او املعتوه ‪ ،‬وحيت لو مل حيجر عليهما ‪ ،‬ال يكونوا مسئولني عن افعاهلم الضارة‬
‫باالخرين ‪.‬‬
‫ولكن هذة القاعدة ما أن استقرت حيت بدأ البعض يشكك يف عدالتها‪ ،‬اذ ما ذنب املضرور الذي يلحقه الضرر‬
‫من جراء فعل عدمي التمييز حيت خيرج صفر اليدين بال تعويض ال لشيئ اال الن من احدث به الضرر شخص‬
‫فاقد التمييز ‪ ،‬فهو مل خيتار من احلق الضرر به ‪.‬‬
‫وهذا ما دفع القضاء يف مواضع عدة‪ 17‬لتقدمي تعويضات لضحايا عدمي التمييز ‪ ،‬وهذا ما دفع بعض املفكرين‬
‫للتساؤل ملاذا ال يكون عدمي التميز مسئوال ؟ ان االمر هنا ال يتعلق بعقوبه حيت يعفي منها عدمي التمييز ‪ ،‬وامنا‬
‫يتعلق بتعويض مايل جيرب ضرر املضرور من جراء فعل عدمي التمييز ‪ ،‬فإن مل يكن عدمي التمييز خمطئا فضحيته ايضا‬
‫كذلك ‪ ،‬ويف جمال املوازنه بني هؤال ء فإن ميزان العداله جيب ان مييل ايل طرف املضرور الن الضرر حلقه بفعل‬
‫عدمي التمييز ‪.‬‬
‫وقد كان هلذة االعتبارات وغريها تاثريها علي املشرع حيث اخذ مببدأ املسئوليه املدنيه املخففه لعدميي التمييز بنصه‬
‫يف املادة ‪ 3 / 364‬علي أنه " ومع ذلك اذا وقع الضرر من شخص غري مميز و مل يكن هناك من هو مسئول‬
‫عنه‪ ،‬او تعذر احلصول علي تعويض من املسئول ‪ ،‬جاز للقاضي أن يلزم من وقع منه الضرر بتعويض عادل مراعيا‬
‫يف ذلك مركز اخلصوم "‪.‬‬
‫ومن هذا النص يتضح لنا ان املشرع أقر نوع من املسئوليه االحتياطيه اجلوازيه املخففه لعدميي التمييز يقوم علي‬
‫فكرة حتمل التبعه ال اخلطأ ‪ ،‬فهي مسئوليه احتياطيه الهنا ال تقوم اال اذا مل يستطيع املضرور احلصول علي تعويض‬
‫من شخص أخر‪ ( 18‬كشركه تأمني أمن لديها املضرور علي الضرر الذي حلقه ‪ ،‬او متويل رقابه عدمي التمييز) ‪،‬‬
‫كما لو مل يكن هناك متويل رقابه لعدمي التمييز‪ ،‬او وجد ولكنه استطاع دفع مسئوليته ‪ ،‬او كان معسرا ‪ ،‬وهي‬
‫مسئوليه جوازيه فللقاضي أن حيكم هبا أو ال ‪ ،‬حبكم وفقا ملختلف الظروف احمليطة باملوضوع خاصه اذا كان عدمي‬
‫التمييز فقريا و املضرور يعيش يف سعه ‪ ،‬وهي مسئوليه خمففه اذ ال يلتزم عدمي التمييز بتعويض كل الضرر الذي‬
‫أحدثه وفقا للقواعد العامه ‪ ،‬اذ هو ال يلتزم اال بتعويض عادل يراعي فيه مركز اخلصوم " فالقاضي قد يقضي‬
‫بتعويض كامل اذا كان عدمي التمييز موفور الثراء وكان املضرور فقريا معدما و اصيب بضرر جسيم بسبب العمل‬
‫الذي صدر من عدمي التمييز ‪ ،‬وهو يقضي ببعض التعويض اذا كان عدمي التمييز ميسر العيش يف غري سعه وكان‬
‫املضرور يف حاجه ايل التعويض ‪ ،‬وجيب علي القاضي يف هذة احلاله أن يرتك لعدمي التمييز من ماله موردا كافيا‬
‫للنفقه علي نفسه وعلي من جتب عليه نفقتهم " ‪.19‬‬
‫وهي اخريا مسئوليه موضوعيه ال تقوم علي اخلطأ النه يفرتض التمييز ‪ ،‬ومن مث فإن عدمي التمييز ال ميكن ان‬
‫يرتكبه ‪ ،‬بل هي تقوم علي فكرة حتميل عدمي التميز تبعه ما أحدثه من ضرر ‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫وعلى هذا النحو يُعرض مصطلح اخلطأ يف املسئولية العقدية أو التقصريية ‪ ،‬وحياول البعض التقريب بينها قوال بأن‬
‫اخلطأ يف احلالتني يتمثل يف اإلخالل بااللتزام أو بواجب ‪.‬‬
‫غري أن جانبا آخر يري أن اخلطأ العقدي يتمثل يف جمرد عدم التنفيذ ‪ ،‬أو التنفيذ املعيب لاللتزام ‪ ،‬يف حني أن‬
‫اخلطأ التقصريي يعكس احنرافا يف سلوك الشخص عن سلوك الرجل العادي ‪ ،‬وبالتايل يتضمن جانبا أخالقيا يف‬
‫تقييم هذا السلوك ‪ ،‬ويستهدف أيضا ضرورة تطابق هذا السلوك مع منوذج معني تقتضيه القوانني و اللوائح‬
‫املختلفة ‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه املغايرة يف املعين اجته جانب من الفقه إيل القول بان اإلخالل بااللتزام العقدي الذي يستوجب‬
‫املسئولية العقدية ال يرتبط بالضرورة بارتكاب خطأ من جانب املدين ‪ ،‬فقد تقوم هذه املسؤلية بدون خطأ ‪ ،‬وجملرد‬
‫اإلخالل بااللتزام العقدي ‪.‬‬
‫و الدائن ليس ملزما بإثبات اخلطأ يف مجيع االحوال وذلك حبسب ما ذا كان اخلطأ عقدي او تقصريي ‪ ،‬ففي‬
‫اخلطأ التقصريي يقع علي الدائن عبئ اثبات ذلك اخلطأ الصادر من املدين الذي أدي لوقوع الضرر وذلك اعماال‬
‫لقاعدة الوضع الثابت املستقر عليها فقهاً و قضاءاً ‪ ،‬اما يف اخلطأ العقدي فإنه جيب التفرقه بني ما اذا كان االلتزام‬
‫بني الطرفني الدائن واملدين التزاماً بتحقيق نتيجه ام أنه التزام ببذل عنايه ‪ ،‬ففي حاله كونه التزاما بتحقيق نتيجه ‪،‬‬
‫فان الدائن ال يلتزم اال باثبات عدم تنفيذ أو التنفيذ املعي ب لاللتزام دون أن يكون ملزما باثبات خطأ املدين ‪،‬‬
‫خاصة وان هناك حاالت ال تنحصر فيها مسئولية املدين جملرد نفي اخلطأ ‪ ،‬وتتمثل هذه الصورة األخرية يف كل‬
‫حالة يكون فيها االلتزام بتحقيق نتيجة ‪.20‬‬
‫ففي هذه احلالة تنعقد مسئولية املدين عن عدم التنفيذ جملرد ختلف النتيجة املطلوبة ‪ ،‬ودون احلاجة إيل إثبات خطأ‬
‫من جانبه ‪ ،‬بل وال تنحسر مسئوليته مبجرد نفي اخلطأ ‪ ،‬بل تنحسر فقط إذا اثبت سببا أجنبيا غري منسوب إلية ‪.‬‬
‫أما إذا تعلق عدم تنفيذ االلتزام ببذل عناية فان أمر وصف املسلك باخلطأ يصبح اقرب إيل القبول ‪ ،‬ففي هذا‬
‫الفرض علي املدي ن أن يبذل العناية الالزمة يف الوفاء بالتزامه ‪ ،‬وهي عناية شخص من أواسط أمثالة ‪ ،‬واألصل هو‬
‫افرتاض أنة بذل العناية املطلوبة ‪ ،‬فإذا ادعي الدائن عكس ذلك وقع علية هو عبئ إثبات اإلخالل ‪ ،‬وال شك أن‬
‫هناك الكثري من االلتزامات ال يستهان هبا ذات مضمون بذل العناية ‪ ،‬سواء يف االلتزامات الرئيسية ‪ ،‬يف كثري من‬
‫العقود – خاصة العقود اليت تنشئ التزامات علي عاتق أصحاب املهن احلرة ‪ ،‬كاألطباء ‪ ،‬واحملامني و االستشاريون‬
‫وغريهم ‪ ،‬وكذلك اغلب االلتزامات التبعية اليت ابتدعها الفقه و القضاء احلديث ‪ ،‬مثل االلتزام بالتبصري واإلعالم و‬
‫التحذير ‪.21‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث ‪ :‬أنواع الخطأ الخطأ العمدي و الخطأ غير العمدي ‪:‬‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫اخلطأ قد يكون خطأ عمدي مبعين أن يكون الشخص الذي اقرتفه قاصدا أن حيدث هذا الفعل ومدرك ملا يقوم به‬
‫‪ ،‬كما ميكن أن يكون خطأ غري عمدي ‪ ،‬اي بدون أن تتجهه نيته ألحداث النتيجه الضارة بالغري ‪ ،‬وسنوقوم‬
‫بيان أنواع اخلطأ يف فرعني علي النحو التايل ‪:‬‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪ ‬الفرع األول الخطأ العمدي ‪ Faute intentionnelle :‬ال يتمثل ذلك اخلطأ يف جمرد االحنراف عن‬
‫السلوك ‪ ،‬اذ أن مرتكبه حتدوة يف ذلك نيه احلاق الضرر باالخرين ‪ ،‬مبعين أن الفاعل قد يكون قد أيت‬
‫االحنراف يف السلوك قاصدا نتيجه ‪ ،‬حبيث تكون هذة النتيجه هدفا مبتغي من جانبه يرغب فيه ويريدة‬
‫ويقصد حتقيقة ‪ ،‬فال يكفي لتوافرة جمرد قصد احداث الفعل الضار ‪ ،‬بل جيب فوق ذلك أن تتجه االرادة ايل‬
‫احداث الضرر ذاته ‪ ،‬كمن يكبت مقاال يف جريدة متناوال للحياة الشخصيه واخلاصه الحد املشاهري او رموز‬
‫الدوله بقصد التشهري هبم و اظهار اجلوانب السلبيه يف حياهتم ‪ ،‬وكذلك كمن يطلق الرصا علي شخص‬
‫قاصدا قتله ‪ ،‬وتُسمي باجلرميه او اجلنحه املدنيه ‪ ، Faute delictuelle‬وال يشرتط العتبار اخلطأ عمديا‬
‫أن يكون قصد احداث الضرر هو اهلدف الوحيد او الرئيسي لفعله ‪ ،‬بل يكفي أن يكون هذا القصد أحد‬
‫الدوافع اليت قصدها الفاعل ‪ ،‬فاهلارب الذي يقتل حارسه او يدفع طفال ليبعدة عن طريقة فيجرحه يرتكب‬
‫خطأ عمدي ‪ ،‬وان كان اجلرح او القتل ليس مقصدة ‪ ، 22‬وكذلك كقيام أحد وسائل االعالم بنشر أخبار‬
‫ومعلومات كاذبه عن شخص بقصد النيل منه واحداث ضررا له او تشويه مسعته ‪ ،‬وكذلك احلال عندما تقوم‬
‫جريدة او صحيفه او اي وسيله اعالميه بنشر تفاصيل و اجراءات ضبط متهم وما اختذ حياله من اجراءات‬
‫قانونيه مبخالفه تعليمات حظر النشر الصادرة من النائب العام‪.‬‬
‫ويقدر اخلطأ العمدي تقديرا شخصيا او ذاتيا النه يقتضي حتليل نيه من صدر عنه ‪ ،‬وال يكفي العتبار اخلطأ‬
‫عمديا جمرد ان يتوقع الفاعل النتيجة الضارة لفعلته ( وهو ما يسمي بنظريه متثل الضرر ) بل جيب أن تكون‬
‫هذة النتيجة مقصودة ومبتغاة من جانبه ‪ ،‬وذلك كتعمد وسيله اعالميه كقناة تليفزيونيه مثال بث جزء من‬
‫تسجيل صويت لشخصيه عامه وهو يطالب برفع اسعار سلعه حمددة ضروريه ‪ ،‬واليبث كامل التسجيل الذي‬
‫استكمل فيه الشخصيه العامه طلبه مبطالبه الدوله بربط رفع السعر لتلك السلعه بزيادة املرتبات للموظفني ‪،‬‬
‫فيظهر للعامه ان الشخصيه العامه تطالب برفه االسعار فقط وهو ماليس حقيقيا ‪ ،‬هبدف اثارة الشعب ضدة‬
‫او التقليل من شعبيته ولقصد االضرار به ‪ ، .‬وعليه فال يعترب مرتكبا خلطأ عمدي صاحب القارب الذي‬
‫يقبل أن يركب فيه عددا من الركاب أكثر من محولته ‪ ،‬علي الرغم من توقع صاحب القارب أن مثل هذة‬
‫احلموله الزائدة ميكن ان تؤدي ايل غرق القارب ووفاة الركاب النه رغم توقعه للضرر مل يكن يريدة او يقصدة‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع الثاني الخطأ غير العمدي ‪ : Faute non intentionnelle :‬فهو ذلك اخلطأ الذي سبق لنا‬
‫تعريفه و الذي يعين جمرد االحنراف عن سلوك الرجل املعتاد الذي ال يقرتن بقصد مرتكبه الحلاق الضرر‬
‫باالخرين ‪ ،‬فهو جمرد خطأ ناشئ عن االمهال او الرعونه او عدم االحرتاز او عدم التبصر اذا مل تتجه إرادة‬
‫فاعله ايل االضرار بالغري ‪ ،‬وهذا اخلطأ يقدر موضوعيا اي بالنظر ايل معيار الشخص املعتاد ‪ ،‬ويطلق علي‬
‫هذا النوع من اخلطأ يف الفقه التقليدي اصطالح شبه اجلرميه ‪ ، quasi – delit‬كمن قام باحلديث عن‬
‫أصدقاء املاضي ممن أصبح هلم شأن كبري يف احلياة االقتصاديه يف الدوله أو السياسيه مث يتطرق لذكر أمر‬
‫شدي د اخلصوصيه عن ذلك الشخص هبدف توثيق سابقه الصداقه بينهما ‪ ،‬اال ان تلك املعلومه قد أحطت‬

‫‪12‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫من شأن ذلك الشخص وأدت حلدوث ضرراً له ‪ ،‬فاملتحدث مل يقصد اخلطأ أو إحداث ضرر للمتحدث‬
‫عنه‪ ،‬إال أن حديثه قد أحدث ذلك الضرر بالغري ‪.‬‬
‫**وكقاعدة عامه فانه ال أمهيه للتفرقه يف نطاق املسئوليه التقصرييه بني اخلطأ العمدي و غري العمدي فكل‬
‫منهما يوجب املسئوليه و التعويض بذات القدر ‪ .23‬اذ ليست هناك حاالت للمسئوليه املدنيه ال تقوم فقط‬
‫اال استنادا ايل اخلطأ العمدي ‪ ،‬كما ان تعويض الضرر جيب أن يكون كامال سواء كان خطأ الفاعل عمدي‬
‫او غري عمدي ‪ ،‬فهو ال يزيد يف احلاله االويل و ال ينقص يف احلاله الثانيه ‪ ،‬واذا كانت هذة هي القاعدة‬
‫العامه فإن أمهيه التفرقه بني اخلطأين العمدي و غري العمدي قد تظهر عند توزيع التعويض علي املسئولني عند‬
‫تعددهم ‪ ،‬اذ يوزع القاضي التعويض عليهم وفقا لعدة معايري من بينها جسامه اخلطأ الذي ينسب ايل كل‬
‫منهم ‪ ،‬وال شك أن اخلطأ العمدي اكثر جسامه من اخلطأ غري العمدي فيكون نصيب فاعله من التعويض‬
‫أكرب ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫ركن الضرر‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫إن الوظيفة األساسية للمسؤلية املدنية تتمثل يف جرب الضرر الذي أصاب املضرور ‪ ،‬ومن مث فإن مقدار التعويض‬
‫يتحدد بقدر الضرر ‪ ،‬وهلذا يعترب الضرر أساس هذه املسؤلية ألنة حمل االلتزام بالتعويض الذي يتولد بسبب وجود‬
‫خطأ و عالقة سببية ‪ ،‬حبيث أن عدم ثبوت الضرر يؤدي إيل رفض التعويض ‪.‬‬
‫فالضرر هو ركن املسئوليه االساسي والرئيسي ‪ ،‬اذ ال يتصور وجود التزام بالتعويض اذا مل يكن هناك ضرر ‪ ،‬يف‬
‫حني أن املسئوليه قد تتحقق دون وجود خطأ وهو ما أخذ به القانون يف بعض احلاالت ‪.‬‬
‫و الضرر ليس ركنا يف املسئوليه عن الفعل الشخصي فحسب ‪ ،‬بل و يف املسئوليه عن فعل الغري و عن االشياء ‪،‬‬
‫وهو ال خيتلف باختالف نوع املسئوليه ‪ ،‬ولذلك فان كل ما قيل عن الضرر كركن من اركان املسئوليه عن الفعل‬
‫الشخصي ينطبق كذلك علي الضرر باعتبارة ركنا من اركان املسئوليه عن فعل الغري و عن االشياء ‪.‬‬
‫** المطلب األول ‪ :‬تعريف الضرر ‪:‬‬
‫هو االخالل مبصلحه مشروعه للشخص ‪ ،24‬أو هو اإلخالل مبصلحة حمققة مشروعة للمضرور يف ماله أو يف‬
‫شخصه‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف يتبني أنه يشرتط يف الضرر الذي يستوجب التعويض شرطان مها ‪:‬‬
‫‪ .3‬وجود اخالل وهو ما يعرب عنه باشرتاط أن يكون الضرر حمققا او موكدا ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يرد االخالل علي مصلحه مشروعه ‪.‬‬
‫وأكدت حمكمة النقض ‪25‬علي هذا املعين فقضت بان " حق املضرور يف التعويض إمنا ينشأ إذا كان من أحدث‬
‫الضرر أو تسبب فيه قد أخل مبصلحة مشروعه للمضرور يف شخصه أو ماله مهما تنوعت املسائل اليت يستند‬
‫إليها يف تأيد طلب التعويض"‬

‫‪23‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫ولذلك فاالعتداء علي حق امللكية بإتالف املال ‪ ،‬أو املساس بسالمة اجلسم ‪ ،‬أو اإلساءة إيل السمعة و الشرف‬
‫أو احلرمان من العائل الذي جتب علية النفقة قانونا يتحقق بة ركن الضرر ‪ ،‬إذ يتعلق االعتداء حبق من احلقوق اليت‬
‫حيميها القانون ‪.26‬‬
‫وقد قضت حمكمة النقض بان " العربة يف حتقق الضرر املادي للشخص الذي يدعيه نتيجة وفاة شخص أخر ‪،‬‬
‫هي ثبوت أن املتوىف كان يعولة فعال وقت وفاته علي حنو مستمر ودائم وان فرصة االستمرار علي ذلك كانت‬
‫حمققة " ‪.‬‬
‫ويشرتط أن يكون الضرر حمققا بان يكون قد وقع بالفعل أو بان يكون وقوعه يف املستقبل أمرا حتميا ‪.‬‬
‫وقد قضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بأنة " يشرتط للحكم بالتعويض عن الضرر املادي اإلخالل مبصلحة‬
‫مالية للمضرور وان يكون الضرر حمققا بان يكون قد وقع بالفعل أو يكون وقوعه يف املستقبل حتميا "‬
‫أما جمرد احتمال وقوع الضرر يف املستقبل فال يكفي للحكم بالتعويض ‪.‬‬
‫وقد يتعذر أحيانا تقدير الضرر احملتم الوقوع يف املستقبل ‪ ،‬ولذا نصت املادة ‪ 371‬من القانون املدين علي أنة "‬
‫إذا مل يتيسر له ‪ -‬أي القاضي – وقت احلكم أن يعني مدة التعويض تعينا هنائيا ‪ ،‬فله أن حيتفظ للمضرور باحلق‬
‫يف أن يطلب خالل مدة معينة بإعادة النظر يف التقدير " ‪.‬‬
‫ولذا جيوز للمضرور أن يطلب تكملة التعويض عند تفاقم الضرر الذي إصابة بعد صدور احلكم النهائي له‬
‫بالتعويض ‪.‬‬
‫وقد أكدت حمكمة النقض علي هذا املعين فقضت بان " احلكم بالتعويض املؤقت – علي ما جري بة قضاء هذه‬
‫احملكمة – مىت حاز قوة األمر املقضي وان مل حيدد الضرر يف مداه أو التعويض يف مقداره حييط املسؤلية التقصريية‬
‫يف خمتلف عناصرها ويرسي دين التعويض يف أصلة ومبناه مما تقوم بني اخلصوم حجيته ‪ ،‬وهبذا تستقر املسئولية و‬
‫تتأكد املديونية إجيابا أو سلبا ‪ ،‬وال يسوغ يف صحيح النظر أن يقصد الدين الذي أرساه احلكم علي ما جري بة‬
‫املنطوق رمزا له و داللة علية بل ميتد إيل كل ما يتسع له كمحل للدين من عناصر تقديره ولو بدعوي الحقة‬
‫يرفعها املضرور بذات الدين استكماال له وتعينا ملقداره ‪ ،‬فهي هبذه املثابة فرع ألصل حاز قوة األمر املقضي بة‬
‫فبات عنوانا للحقيقة " ‪.‬‬
‫فقد استقر الفقه ‪ 27‬و القضاء ‪ 28‬علي أنة جيوز للمضرور أن يطالب بتكملة التعويض إذا تفاقم الضرر بزيادة‬
‫العناصر املكونة له بعد صدور احلكم النهائي بالتعويض ‪ .‬وال ميكن االحتجاج يف هذه احلالة بقوة األمر املقضي بة‬
‫للحكم الذي صدر وقضي بتعويض الضرر الذي أصاب املضرور وقت صدوره ‪ ،‬الن القاضي يف حالة التعويض‬
‫‪29‬‬
‫التكميلي ‪ ،‬يواجه ضررا جديدا مل يسبق أن فصل فيه ‪ ،‬يتمثل فيما زاد عن الضرر القدمي ‪.‬‬
‫ولنتناول كل نوع من أنواع الضرر يف فرع مستقل مع بيان تعويض األضرار اليت يتحملها املضرورين بطريق االرتداد‪.‬‬
‫الفرع األول الضرر المادي‬
‫الضرر املادي هو الذي يصيب اإلنسان يف ماله أو يف جسمه ‪ 30‬وقد قضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بان "‬
‫الضرر املادي الذي جيوز التعويض عنة هو املساس مبصلحة مشروعه للمضرور يف شخصه أو يف ماله و يتحقق أما‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫باإلخالل حبق ثابت يكفله القانون أو اإلخالل مبصلحة مالية له ‪ ،‬وحق اإلنسان يف احلياة وسالمة جسمه من‬
‫احلقوق اليت كفلها ال دستور و القانون وحرم التعدي علية ومن مث فان املساس بسالمة اجلسم بأي أذي من شأنه‬
‫اإلخالل هبذا احلق يتوافر مبجرد قيام الضرر املادي ‪ ،‬وإذا ما ترتب علية تكبد نفقات يف سبيل العالج كان ذلك‬
‫إخالال مبصلحة مالية يتوافر أيضا قيام الضرر املادي ‪." 31‬‬
‫فالضرر اجلسماين ي عترب ضررا حاال و مؤكدا ‪ ،‬إذ ميكن تقديره من خالل كافة جوانب حياة املضرور ‪ ،‬واستقالال‬
‫عن أثرة علي الدخل املايل ‪ ، 32‬فهذا الضرر يتمثل يف املساس بسالمة اجلسم و كيانه املادي ‪.‬‬
‫ولكن التأثريات املعنوية اليت يشعر هبا املصاب وحيس باألمها نتيجة البتعاد احمليطني بة اجتماعيا بسبب اكتشافهم‬
‫مرض املصاب تكون هلا رد فعل سليب علي حسن أداء العمل املطلوب منة ‪.‬‬
‫وهلذا فان تقدير الكسب الفائت يكون مسألة واقع ختضع لتقدير قاضي املوضوع الذي يتويل فحص كل حالة‬
‫علي حدة لبيان هذا الكسب الفائت الذي حرم منة املصاب و املتمثل يف فقد دخلة أو أجرة ‪ ،‬وهذا ما نصت‬
‫علية املادة ‪ 223‬من القانون املدين فقرة أويل حيث نصت علي أنة " إذا مل يكن التعويض مقدرا يف العقد أو‬
‫بنص يف القانون ‪ ،‬فالقاضي هو الذي يقدره ‪ ،‬ويشمل التعويض ما حلق الدائن من خسارة وما فاته من كسب ‪،‬‬
‫بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء باالتزأم أو للتأخر يف الوفاء بة "‪.‬‬
‫أيضا فان املصاب يف هذه املرحلة تلحق بة خسارة ‪ ،‬وان كانت اقل من اخلسارة اليت يتحملها املريض الذي وصل‬
‫إيل مرحلة املرض الكامل ‪ ،‬متمثلة يف املصروفات الطبية مثل إجراء التحاليل الالزمة ملعرفة الدرجة اليت وصل إليها‬
‫املرض و املريض ‪ ،‬وفحو طبية لتحديد نوع العالج ‪ ،‬ونفقات هذا العالج ‪.‬‬
‫وقد أكدت حمكمة النقض علي هذا املعين فقضت بأنة " يشرتط للحكم بالتعويض عن الضرر املادي اإلخالل‬
‫مبصلحة مالية للمضرور وان يكون الضرر حمققا بأن يكون قد وقع بالفعل أو يكون وقوعه يف املستقبل حتميا ‪،‬‬
‫وان مناط حتقق الضرر املادي الذي يدعيه شخص نتيجة تعذيبه ‪ ،‬أن يكون من شأن هذا التعذيب إصابة اجلسم‬
‫أو العقل بأذى خيل بقدرة صاحبة علي الكسب أو يكبدة نفقات العالج "‪. 33‬‬
‫أيضا يتمثل الضرر املادي فيما يلحق املريض املضرور – يف هذه املرحلة املتقدمة – من خسارة يف نفقات العالج‬
‫و اإلقامة يف املستشفي و تكاليف الفحو الطبية اليت يلزم املريض إجرائها ملتابعه تطور املرض ‪ ،‬ومصاريف‬
‫الكشف عند األطباء ‪ ،‬واألدوية اليت يتناوهلا املريض ‪ ،‬وغري ذلك من املصروفات اليت يضطر املريض لدفعها ملتابعه‬
‫العالج ‪.‬‬
‫وكذلك يعترب من قبيل الضرر املادي املساس بسالمة اجلسم ‪ ،‬إذ النقص يف القدرة اجلسمانية تعترب ضررا جسمانيا‬
‫واجب التعويض حىت إذا كان املريض املضرور مل ميارس عمال أو مهنة ‪.34‬‬
‫فقد اعتربت حمكمة النقض أن املساس بسالمة اجلسم بأي أذي من شأنه اإلخالل حبق اإلنسان يف احلياة و‬
‫سالمة جسمه يتوافر بة الضرر املادي ‪.35‬‬
‫ويستطيع الوارث أن يطالب بالتعويض الذي كان ملورثة أن يطالب بة لو بقي حيا ‪ ،‬وهذا التعويض املورث مستقل‬
‫عن التعويض الذي يلحق املضرور الوارث شخصيا ‪ ،‬إذ الضرر الذي يصيب الوارث شخصيا أطلق علية الفقه "‬

‫‪21‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫الضرر املرتد " فالضرر املرتد " وهو الضرر غري املباشر " و هو الضرر الذي يصيب طالب التعويض شخصيا نتيجة‬
‫لضرر أصاب شخصا أخر ‪ ،‬فالضرر الذي أصاب األول يسمي الضرر األصلي ‪ ،‬وقد ينعكس ويرتد علي شخص‬
‫أخر فيصيبه بالضرر ‪ ،‬وهلذا يسمي بالضرر املرتد ‪.36 .‬‬
‫فإذا تويف الشخص املريض ‪ ،‬وكان وقت وفاته يعول شخصا علي حنو مستمر ودائم ‪ ،‬فان هذا األخري يستطيع أن‬
‫يطالب بالتعويض عن الضرر املادي املرتد الذي إصابة نتيجة فقد عائلة الذي كان يتويل اإلنفاق علية ‪ ،‬فيستطيع‬
‫هذا املضرور الذي ارتد إلية الضرر املادي ‪ ،‬أن يطالب بالتعويض من املؤسسة العالجية ‪ ،‬سواء كانت مستشفي‬
‫عام أو خا – وله كذلك طلب التعويض من الطبيب املعاجل للمضرور األصلي أو اجلراح بسبب اإلخالل‬
‫بااللتزام امللقي علي عاتق كل منهم بضمان سالمة املريض ‪.‬‬
‫وال يقتصر احلق يف التعويض عن الضرر املادي املرتد علي أقارب املريض إيل درجة معينة‪ ، 37‬فال يتقيد من هلم‬
‫احلق يف التعويض عن هذا النوع من الضرر بالقيد الوارد يف املادة ‪ 222‬من القانون املدين الفقرة الثانية ‪ ،‬الن هذا‬
‫القيد متعلق بالضرر األديب املرتد ‪.38‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الضرر المعنوي او األدبي‬
‫الضرر األديب هو الضرر الذي ال يصيب الشخص يف ماله ‪ ،‬ولكنة يصيب مصلحة غري مالية ‪ ،‬وقد عرفت حمكمة‬
‫النقض املصرية الضرر األديب بأنة " كل ضرر يؤذي اإلنسان يف شرفة و اعتباره ‪ ،‬أو يصيب عاطفته واحساسة‬
‫ومشاعره ‪ ،‬فيندرج يف ذلك العدوان علي حق ثابت للمضرور كاالعتداء علي حق امللكية ‪ ،‬ولذا فان إتالف سيارة‬
‫مملوكة للمضرور اليت يتخذها وسيلة لكسب الرزق و العيش يعترب عدوانا علي حق امللكية و حرمانه من مثرهتا من‬
‫شأنه أن حيدث لصاحب هذا احلق غما واسي و هذا هو الضرر األديب الذي يسوغ التعويض عنة " ‪.39‬‬
‫فكل ما يصيب الشرف و االعتبار و العرض ‪ ،‬بالقذف و السب و هتك العرض و إيذاء السمعة بالقول و‬
‫االعتداء علي الكرامة ‪ ،‬يعترب ضررا أدبيا ‪ ،‬ألهنا تضر بسمعه اإلنسان و تؤذي شرفة واعتباره بني الناس ‪، 40‬‬
‫وقضت حمكمة مصر االبتدائية الوطنية يف هذا الصدد بان " األمراض يف ذاهتا من العورات اليت جيب سرتها حىت‬
‫لو كانت صحيحة ‪ ،‬فإذاعتها يف حمافل عامة وعلي مسمع من العامة يسيء إيل املريض إذا ذكرت أمساؤهم و‬
‫باألخص بالنسبة للفتيات ‪ ،‬ألنة يضع العراقيل يف طريق حياهتن و يعكر صفو أماهلن وهذا خطأ يستوجب‬
‫التعويض " ‪.41‬‬
‫أيضا كل ما يصيب الشخص يف عاطفته و شعوره ‪ ،‬مثل تنكر األبناء ألحد والديهم بسبب مرضه بفريوس‬
‫التهاب الكبد الوبائي بسبب عملية نقل دم ملوث يشكل ضررا أدبيا يدخل إيل قلب الوالدين أو احدمها الغم و‬
‫اآلسي و احلزن ‪ ،‬كذلك كل ما يلحق باملصاب يف جسمه من األألم احلسية و النفسية اليت عاين منها منذ وقت‬
‫اإلصابة ‪ ،‬تعد ضررا أدبيا ‪.42‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫وقضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بان " احلق يف التعويض عن الضرر األديب مقصور علي املضرور نفسه فال‬
‫ينتقل إيل غرية إال أن يكون هناك اتفاق بني املضرور و املسئول بشأن التعويض من حيث مبدئه ومقداره أو أن‬
‫يكون املضرور قد رفع الدعوي فعال أمام القضاء مطالبا بالتعويض " ‪.43‬‬
‫هذا الضرر األديب املوروث مستقل عن الضرر األديب املرتد فهل يستطيع أن يطالب بالتعويض عن هذا الضرر‬
‫األديب املرتد الذي إصابة دون أن تكون هناك صلة بينة وبني املريض ؟‬
‫نصت املادة ‪ 222‬يف فقرهتا الثانية من القانون املدين علي أنة " ومع ذلك ال جيوز احلكم بتعويض إال لألزواج و‬
‫األقارب إيل الدرجة الثانية عما يصيبهم من أمل من جراء موت املصاب " ‪.‬‬
‫ويتضح من هذا النص أن احلق يف التعويض عن الضرر األديب املرتد يقتصر علي أحد الزوجني لوفاة األخر علي انه‬
‫يشرتط كذلك أن تكون رابطه الزوجيه مازالت قائمه بينهما ‪ ،‬أو لألقارب إيل الدرجة الثانية فقط ‪ ،‬فال جيوز لغري‬
‫هؤالء األشخا املطالبة بالتعويض عن الضرر األديب املرتد ‪.‬‬
‫ولقد أكدت حمكمة النقض هذا املعين فقضت بأنة " ال جيوز لكل من ارتد علية ضرر أديب مهما كانت درجة‬
‫قرابته ملن وقع علية الفعل الضار أصال ‪ ،‬املطالبة هبذا التعويض إذ أن تقدير ذلك مرتوك حملكمة املوضوع تقدره يف‬
‫كل حالة علي حدة ‪ ،‬والتعويض هذا يقاس بقدر الضرر املرتد ال الضرر األصلي وحبيث ال جيوز أن يقضي بة لغري‬
‫األزواج و األقارب إيل الدرجة الثانية إعماال للفقرة الثانية من نص املادة ‪ 2 / 222‬من القانون املدين أو استهداء‬
‫هبا " ‪.44‬‬
‫وهلذا جيوز التعويض عن الضرر األديب املرتد ‪ ،‬إذ علي الرغم من أن نص املادة ‪ 222‬يف فقرهتا الثانية من القانون‬
‫املدين قد واجه حالة التعويض عن األمل الناشئ من جراء موت املصاب ‪ ،‬إال أنة مل يقصد سوي حتديد أشخا‬
‫من يستحقون التعويض ‪ ،‬ومل يستهدف حتديد حاالت وأسباب استحقاقه ‪ ،‬ذلك الن األمل الناتج عن إصابة‬
‫القريب املضرور يستحق التعويض باعتباره ضررا أدبيا مرتدا ‪ ،‬قد يكون أبلغ أثرا من الضرر الناشئ عن وفاة هذا‬
‫القريب ‪.45‬‬
‫المبحث الثالث عالقة السببية‬
‫متهيد و تقسيم ‪:‬‬
‫يقصد بعالقة السببية وجود عالقة مباشرة بني اخلطأ الذي ارتكبه املسئول و الضرر الذي أصاب املضرور ‪ .‬فال‬
‫يكفي لقيام املسئولية – أيا كانت طبيعتها – وقوع خطأ من شخص و حدوث ضرر لشخص أخر ‪ ،‬بل البد أن‬
‫يكون اخلطأ هو الذي سبب الضرر ‪ ،‬إذ أن عالقة السببية تعترب ركنا مستقال عن اخلطأ و الضرر ‪.46‬‬
‫وقد قضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بأنة " إذا كان احلكم املطعون فيه قد أوضح أركان املسئولية املوجبة‬
‫للتعويض من خطأ هو إخالل الطاعنني بالتعاقد ومنافستهما املطعون علية منافسة غري مشروعه ومن ضرر غري‬
‫حمقق نتيجة الن التسمية اليت اختذها الطاعنان لشركتهما توجد لبسا يف حتديد مصدر منتجات كل من الشركتني‬
‫لدي املستهلكني ومن وجود رابطة السببية بني اخلطأ و الضرر فال حمل للنعي علية بالقصور " ‪.47‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫وإذا كان من اليسر يف بعض املواقف تقدير عالقة السببية ‪ ،‬إال أنة غالبا ما يكون ذلك عسريا يف مواقف أخري‬
‫بسبب ت عدد ظروف األحوال وتداخلها ‪ ،‬فإذا تعددت األسباب اليت أدت إيل إحلاق ضرر بشخص ‪ ،‬حبيث‬
‫اشرتكت عدة عوامل يف إحداث الضرر ‪ ،‬فهل كل هذه العوامل تعترب السبب يف إحداث الضرر ‪ ،‬أم أن هناك‬
‫عامال منتجا يستند إلية هذا الضرر ؟‬
‫وإذا كانت كذلك فما هو معيار هذا العامل الذي تتوافر علي أساسة عالقة السببية ؟‬
‫لإلجابة علي التساؤالت السابقة ‪ ،‬يتنازع يف الفقه نظريتان ‪ ،‬األويل تسمي " نظرية السبب املنتج " و الثانية‬
‫تسمي " نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب "‬
‫ولتوضيح ذلك نقسم هذا املبحث ايل ثالثه مطالب هي ‪:‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬نظريه السبب املنتج ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬نظريه تعادل أو تكافؤ االسباب‬ ‫‪.2‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬انعدام السببيه ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫المطلب األول‬
‫نظرية السبب المنتج‬
‫تشرح نظرية السبب املنتج عالقة السببية بأنة إذا سامهت أسباب متعددة يف حدوث الضرر ‪ ،‬فانه جيب التميز بني‬
‫األسباب العارضة و األسباب املنتجة ‪ ،‬والسبب العارض هو السبب غري املألوف الذي ليس من شأنه بطبيعته‬
‫ووفقا للمجري العادي لألمور أن حيدث ضررا ‪ ،‬وإمنا ساهم يف إحداثه عرضا ‪.‬‬
‫أما السبب املنتج فهو السبب املألوف الذي حيدث الضرر عادة ‪ ،‬حبيث لوالة ملا حدث هذا الضرر ‪.48‬‬
‫وعند حتديد املسئولية جيب الوقوف عند السبب املنتج يف إحداث الضرر دون السبب العارض ‪.49‬‬
‫وحيب علي املضرور إثبات السبب املنتج بإقامة الدليل علي أن الفعل كان ضروريا لتحقق الضرر و جعله متوقعا‬
‫وفقا للمجري العادي لألمور ‪.‬‬
‫وهلذا ليس املقصود إقامة املسئولية عن كل األسباب اليت تدخلت يف احلادث الناتج ‪ ،‬ولكن املقصود البحث عن‬
‫السبب الذي تدخل يف إحداث النتيجة ‪.‬‬
‫ولقد طبق القضاء الفرنسي نظرية السبب املنتج يف حالة إصابة املريض بفريوس مرض االيدز بسبب نقل دم ملوث‬
‫إلية هبدف إسناد التلوث إيل عملية نقل الدم ‪ ،‬فقضت حمكمة ‪ Versailles‬االستئنافية ‪ .50‬ألول مرة مبسئولية‬
‫ا لطبيب اجلراح بسبب عملية نقل دم ملوث بفريوس مرض االيدز إيل املريض استنادا إيل نظرية السبب املنتج ‪،‬‬
‫ألقامه عالقة السببية بني موت املريض متأثرا بفريوس مرض االيدز وخطأ الطبيب املتمثل يف إجراء ثالث عمليات‬
‫جراحية أدت إيل إضعاف حالة املريض الصحية ‪ ،‬األمر الذي استلزم عملية نقل دم إلية كان ملوثا بفريوس مرض‬
‫االيدز‪. 51‬‬
‫ولقد واجهت حمكمة ‪ versailles‬االستئنافية عقبة ذو شقني تتمثل من جهة يف أنة ليس من املؤكد وجود عالقة‬
‫سببية بني خطأ الطبيب و موت املريض بسبب فريوس مرض االيدز ‪ ،‬ومن ناحية أخري ال يوجد ارتباط بني‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫تطور فريوس مرض االيدز يف جسم املريض و عملية نقل الدم اليت أجراها املريض ‪ ،‬فمن احملتمل علي سبيل املثال‬
‫أن يكون هذا الفريوس قد انتقل إيل املريض من خالل عالقة جنسية ‪ ،‬وهلذا فال ميكن التأكيد علي أن موت‬
‫املريض – بعد عملية نقل الدم – كان بسبب واحد هو خطأ الطبيب‪.‬‬
‫وتغلبت احمل كمة علي هذه العقبة بإعمال نظرية السبب املنتج ‪ ،‬إذ اعتربت أن السبب املنتج هو السبب الذي‬
‫حيدث الضرر وفقا للمجري العادي لألمور ‪ ،‬وميزت احملكمة بني السبب العارض الذي ال يلعب إال دورا ثانويا يف‬
‫إحداث الضرر ‪ ،‬وبني السبب املنتج الذي يكون له الدور الرئيسي يف إحداث هذا الضرر ‪.‬‬
‫وانتهت احملكمة إيل إقامه عالقة السببية بني خطأ الطبيب وموت املريض بسبب عملية نقل الدم امللوث بفريوس‬
‫مرض االيدز علي أساس أن " املسئولية املدنية تتحقق عندما يرتبط الضرر املدعي باخلطأ برابطة السببية املنتجة ‪،‬‬
‫هذه الرابطة توجد عندما يكون اخلطأ ناجتا عن عنصر لعب دورا فعاال ‪ ،‬غري تاركا للعناصر االخري – حىت وإن‬
‫سامهت يف إحداث الضرر – إال دورا عرضيا ثانويا"‬
‫وعل ذلك تكون احملكمة االستئنافية قد قررت وجود عالقة السببية ‪ -‬استنادا لنظرية السبب املنتج – بني خطأ‬
‫الطبيب املتمثل يف عمليات نقل الدم املتكررة اليت أجراها للمريض ‪ ،‬واليت كانت زائدة عن حاجة هذا املريض‬
‫األخري طبقا حلالته الصحية األويل ‪ ،‬وبني موت املريض متأثرا مبضاعفات فريوس مرض االيدز بسبب عمليات نقل‬
‫الدم ‪ ،‬وهلذا يكون الطبيب مسئوال عن موت املرض‪. 52‬‬
‫وهو ذات املنطق الذي ميكن األخذ بة يف حالة وفاة مريض بسبب نقل فريوس االلتهاب الكبد الوبائي عن طريق‬
‫نقل دم ملوث له ‪ ،‬عقب إجراء عملية أو جمموعة عمليات جراحية إذا استلزم األمر لذلك حرصا علي حياة‬
‫املريض فيمكن لنا أن نستند هلذا النص القضائي لتطبيق ذات احلكم علي الطبيب املعاجل يف حالة نقل فريوس‬
‫التهاب الكبد الوبائي ‪.‬‬
‫وقد انتصرت حمكمه النقض املصريه للنظريه االخري ‪ ،53‬وبعد أن نوهت بأن استخال السبب املنتج من بني‬
‫االسباب املتعددة هو من مسائل الواقع و ليس من مسائل القانون بشرط أن يكون هذا االستخال سائغا ‪.‬‬
‫و أيدت حمكمه االستئناف فيما اجرته من تفرقه بني االسباب العارضه و االسباب املنتجه " املؤثرة يف احداث‬
‫الضرر " ‪ ، 54‬كما ان القضاء املختلط كان يؤيد هذة النظريه حيت مع وجود استعداد شخصي لضحيه الفعل‬
‫الضار ‪ ،‬فلم ترتدد يف القول بتوافر عالقه السببيه مادامت احلادثه هي " السبب " الذي اظهر هذا االستعداد‬
‫الشخصي " ولو فرض أن االستعداد له كان كافيا ‪ ،‬قبلها ‪ ،‬يف جسمه ‪.55‬‬
‫ويبقي تساول معلق بأثر تعدد االسباب ؟‬
‫اذا كان التساؤل متعلقا باالسباب العارضه و املنتجه ‪ ،‬فاالجابه يسرية حيث ال يسأل عن التعويض اال صاحب‬
‫السبب املنتج وحدة ‪ ،‬اما اذا تعلق التساؤل بتعدد االسباب املنتجه وحدها ‪ ،‬فمن البديهي أن يوزع التعويض علي‬
‫رؤوس املسئولني اال ان الضرر قد جيتمع معه سبب أجنيب او أكثر ‪ ،‬فما هو احلل ؟‬
‫يفرق الفقه عادة بني فروض اربعه علي النحو التايل ‪:56‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪ ‬الفرض االول ‪ :‬اجتماع خطأ المدعي عليه وقوة قاهرة ‪:‬‬


‫يتحمل املدعي عليه وحدة تبعه الضرر‪.57‬‬
‫‪ ‬الفرض الثاني ‪ :‬اجتماع خطأ المدعي عليه و خطأ المضرور ‪ : 58‬يتحمل املدعي عليه بتعويض جزئي‬
‫مع مراعاة قاعدة االستغراق فيلتزم املدعي عليه بتعويض كامل اذا استغرق خطئه خطأ املضرور ‪ ،‬فان امتنع‬
‫االستغراق طبقت قاعدة اخلطأ املشرتك فيتحمل كل منهما نتيجه خطئه ‪ ،‬تطبيقا لذلك من قاد سيارة حباله‬
‫ينجم عنها اخلطر و تسبب خبطئه و امهاله و عدم احرتازة يف وفاة سكري يعرب الطريق ‪ ،‬ال يعوض اال تعويضا‬
‫جزئيا يتناسب مع خطئه و ان كان يسدد كامل التعويض باعتبار أن التضامن مفرتض يف املسئوليه التقصرييه‬
‫علي أن يرجع علي املضرور املخطئ ليقتضي منه نصيبه فيما سدد ‪.59‬‬
‫‪ ‬الفرض الثالث ‪ :‬اجتماع خطأ المدعي عليه وخطأ الغير ‪:‬‬
‫يتحمل املدعي عليه بتعويض جزئي و يف هذة احلاله تنطبق املادة ‪ 361‬مدين اليت تنص علي انه اذا تعدد‬
‫املسئولني عن عمل ضار كانوا متضامنني يف التزامهم بتعويض الضرر ‪ ،‬وتكون املسئوليه فيما بينهم بالتساوي‬
‫اال اذا عني القاضي نصيب كل منهم يف التعويض ‪.‬‬
‫‪ ‬الفرض الرابع ‪ :‬اجتماع خطأ المدعي عليه وخطأ المضرور وخطأ الغير ‪:‬‬
‫يتحمل املدعي عليه بتعويض جزئي مع مراعاة قاعدة االستغراق ‪ ،‬فيلتزم املدعي عليه بتعويض كامل اذا استغرق‬
‫خطئه خطأ املضرور و املسئول ‪ ،‬فإن امتنع االستغراق طبقت قاعدة اخلطأ املشرتك فيتحمل كل منهم نتيجه‬
‫خطئه ‪ ،‬و يف هذا املعين قضي بأن " االصل أن الضرر املرتتب علي فعل مضمون ومهدر يسقط فيه ما‬
‫يقابل املهدر و يعترب ما يقابل املضمون ‪ ،‬فينبغي اذن أن يستنزل من التعويض ما يقابل الضرر الذي ساهم‬
‫‪.60‬‬
‫به املضرور يف الضرر ‪ ،‬ويعترب الفعل الذي وقع من الغري "‬
‫المطلب الثاني‬
‫نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب‬
‫يقصد بنظرية تعادل أو تكافؤ األسباب ‪ ،‬أن كل سبب كان له دخل يف إحداث الضرر مهما كان بعيدا ‪ ،‬يعترب‬
‫من األسباب اليت أحدثت الضرر ‪ ،‬فكل األسباب اليت تدخلت يف إحداث الضرر متكافئة ‪ ،‬وكل واحد منها‬
‫يعترب سببا يف إحداث الضرر إال إذا كان عدم توافره ال يوقع الضرر‪. 61‬‬
‫وعلي ذلك عندما تتعدد العوامل اليت تساهم يف إحداث اإلصابة بفريوس مرض االلتهاب الكبدي الوبائي بسبب‬
‫عملية نقل دم ‪ ،‬فإن كل واحد من هذه العوامل يعترب سببا يف إحداث الضرر ‪ ،‬جييز للمضرور أن يطالب مرتكبة‬
‫بالتعويض ‪.‬‬
‫وهلذا أقر القضاء الفرنسي – تطبيقا لنظرية تعادل أو تكافؤ األسباب – مسئولية قائد السيارة التقصريية عن‬
‫اإلصابة اليت حلقت باملضرور بالفريوس بسبب نقل دم إلية عقب حادث الطريق الذي تعرض له خبطأ من قائد‬
‫السيارة ‪ ،‬إذ يعترب ا خلطأ الصادر من جانب قائد السيارة السبب املباشر يف جعل حالة املضرور حتتاج إيل نقل دم‬
‫أدت إيل اصابتة بالفريوس بسبب تلوث الدم هبذا الفريوس‪. 62‬‬
‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫لذا يستطيع املريض املضرور أن يرجع علي قائد السيارة ‪ ،‬مع بقية املسئولني الذين سامهوا بعوامل أخري – مثل‬
‫خطأ الطبيب املع اجل ‪ ،‬وخطأ املستشفي اليت تناول فيها املضرور العالج ‪ ،‬وخطأ مركز نقل الدم – يف اصابتة‬
‫بالفريوس للمطالبة بالتعويض ‪.‬‬
‫ولقد اعتنقت كذلك حمكمة ‪ 63 Bobigny‬نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب ‪ ،‬فقضت بأن هناك عدة عوامل‬
‫أدت إيل إصابة املضرور من حادث الطريق الذي تعرض له بالفريوس بسبب نقل دم ملوث بالفريوس‪.‬‬
‫وكل هذه العوامل تعترب أساسا للضرر الذي حلق باملضرور ‪ ،‬ولذا تلتزم شركة التأمني – املؤمن لديها – بتعويض‬
‫كافة األضرار اليت تصيب املضرور بسبب نقل دم ملوث بالفريوس ‪.‬‬
‫وهلذا يرجع الفضل إيل نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب يف جعل قائد السيارة مسئوال يف مواجهة املضرور الذي‬
‫أصيب بالفريوس بسبب عملية نقل دم ملوث بالفريوس عقب احلادث ‪ ،‬علي الرغم من أن قائد السيارة ال عالقة‬
‫له بعالج املضرور ‪.64‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫إنعدام السببيه‬
‫اذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب أجنيب ال يد له فيه ‪ ،‬كحادث مفاجئ أو قوة قاهرة او خطأ من‬
‫املضرور او خطأ من الغري ‪ ،‬كان غري ملزم بتعويض هذا الضرر ‪ ،‬مامل يوجد نص او اتفاق علي غري ذلك ‪.65‬‬
‫مفاد ذلك أن ما ينفي عالقه السببيه هو السبب االجنيب الذي يقع علي عاتق املدعي املضرور طبقا للقواعد‬
‫العامه عبء اثباته ‪ ،‬وقد عرفه املشرع بأنه ما ليس للشخص املدعي مبسئوليته عنه " يد له فيه " ‪.66‬‬
‫وقد ضرب املشرع أمثله للسبب االجنيب و هي احلادث املفاجئ او القوة القاهرة ‪ ،‬وخطأ املضرور ‪ ،‬وخطأ املضرور‬
‫و خطأ الغري ‪ ،‬ونعرض فيما يلي هلذة االمثله بشئ من التفصيل ‪:‬‬
‫** العنصر االول الحادث المفاجئ ‪ Cas fortuit‬او القوة القاهرة ‪:‬‬
‫ويقصد هبا احلادث املعلوم ‪ 67‬غري ممكن التوقع و مستحيل الدفع ‪ 68‬وهذان شرطان الغين عنهما يف هذا الصدد‬
‫‪.‬‬
‫*الشرط االول ‪ :‬عدم امكان التوقع ‪:‬‬
‫سواء من جانب املدعي عليه او من جانب اشد الناس يقظه وبصرا باالمور ‪ ،‬واملرجع يف ذلك وقت احلادث ذاته‬
‫استنادا ايل معيار مطلق ‪ ،‬وليس نسبيا ‪ ،‬اي معيار موضوعي جمرد ‪ ، Abstraction‬وال يكفي للقول بالتوقع سبق‬
‫وقوع احلادث فيما مضي " فقد يقع حادث يف املاضي ‪ ،‬ويبقي مع ذلك غري متوقع يف املستقبل ‪ ،‬اذا كان من‬
‫الندرة حبيث ال يقوم سبب خا لتوقع حدوثه " ‪.69‬‬
‫*الشرط الثاني ‪ :‬إستحاله الدفع ‪:‬‬
‫مبعين أن يكون من شأن احلادث أن جيعل تنفيذ االلتزام مستحيال ‪ ،‬ماديا او معنويا بالنسبه للمدين شخصيا او‬
‫اي شخص يكون يف موقف املدين ‪.70‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫فاذا ما اجتمعت حلادث معني شرطا عدم امكان التوقع و استحاله الدفع ‪ ،‬فنكون بصدد قوة قاهرة متنع قيام‬
‫املسئوليه ‪ ،‬كذلك قضت اجلمعيه العموميه حملكمه النقض الفرنسيه يف حكم حديث هلا صدر يف ‪ 34‬ابريل من‬
‫عان ‪ ، 2116‬الطعن رقم ‪ 2116 / 515‬بأن " املرض املباغت يعد قوة قاهرة اذا ما استويف شرطي استحاله‬
‫الدفع و استحاله التوقع " و املرجع يف ذلك هو تاريخ املدين املرضي حيث يوضح االهنيار املفاجئ لصحه املدين‪،‬‬
‫وجدير بالذكر أن توافر القوة القاهرة علي هذا النحو له امهيه كبرية يف جمال املسئوليه عن االشياء حيث يستفيد‬
‫املضرور من توافر نيه اخلطأ و ال يستطيع نفيها اال بالقوة القاهرة ‪ ،‬وتتضائل أمهيتها يف شأن املسئول عن االعمال‬
‫الشخصيه حيث يكفي قيام الدليل علي انعدام اخلطأ لنفي املسئوليه اللهم اال هذة االمهيه تتزايد حني نكون‬
‫بصدد خمالفه واجب قانوين فرضه تقيم خمالفته ركن اخلطأ وال يكون يف وسع املخاطب هبذا الواجب القانوين اال‬
‫اثبات القوة ا لقاهرة اليت حالت بينه و بني الوفاء به مثال ذلك جتاوز السرعه املقررة بالسيارة ودهس احد املارة اذا‬
‫ما رجع ايل انزالق السيارة يف ارض لزجه او االحنراف عن الطريق املخصص لسري السيارات واتالف سيارات‬
‫اخري اذا ما رجع ايل وقوع صاعقه او هبر بصر السائق بنور خاطف ‪.71‬‬
‫ومن االمثله التقليديه علي القوة القاهرة اندالع حرب ‪ ،‬او صدور تشريع ‪ ،‬او عمل من اعمال االمري ( وهو كل‬
‫تصرف يصدر من إحدي السلطات العامه يرتتب عليه اخالل بالتوازن املايل للمتعاقد مع االدارة ) ‪ ،72‬او اشتعال‬
‫حريق او هبوب عاصفه او انتشار وباء ‪ ،‬او وقوع سرقه او غري ذلك ما دام مستوفيا شرطي عدم إمكان التوقع‬
‫واستحاله الدفع ‪ ،‬وهذا كله مما يقدرة قضاء املوضوع ‪ ،‬دون رقابه من حمكمه النقض ‪ ،‬مادام التقدير سائغا ‪.73‬‬
‫*العنصر الثاني ‪ :‬خطأ المضرور ‪:‬‬
‫ويقصد بذلك فعله الذي يشرتك مع خطأ املدعي عليه يف إحداث الضرر ‪ ،74‬فيعد سببا اجنبيا احنراف املضرور ‪،‬‬
‫ولو كان عدمي التمييز عن سلوك الرجل العادي احنرافا غري ممكن التوقع ومستحيل الدفع‪.‬‬
‫االجابه عن هذا التساؤل مردها ايل قاعدة االستغراق مبعين ان يفوق أحد اخلطأين يف جسامته اخلطأ االخر ‪ ،‬او‬
‫أن يكون أحد اخلطأين هو نتيجه للخطأ االخر ‪ ،‬وحيتاج ذلك ايل بعض التفصيل علي النحو التايل ‪:‬‬
‫** الحاله االولي ‪ :‬أن يفوق أحد الخطأين في جسامته كثيرا الخطأ االخر و له صورتان هما ‪:‬‬
‫الصورة االولي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اذا كان أحد اخلطأين " خطأ عمدي " واخلطأ االخر غري عمدي ‪ :‬فيتحمل صاحب اخلطأ االكثر جسامه‬
‫بتعويض كامل للمضرور ‪ ،‬مثال ذلك دهس سيارة مسرعه يف مكان مزدحم لرجل اعمي يعرب الطريق ‪.‬‬
‫الصورة الثانيه ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اذا كان أحد اخلطأين هو رضاء املضرور مبا وقع عليه من ضرر ‪ ،‬فال يزيل هذا الرضاء وصف اخلطأ ويسأل‬
‫املدعي عليه مسئوليه كامله عما احدثه من ضرر ‪ ،75‬مامل يكن رضاء املضرور مبعثه خطأ منه ( ركوب سيارة‬
‫قائدها يف حاله سكر ) فنكون بصدد مسئوليه خمففه للخطأ املشرتك ‪.‬‬
‫** الحاله الثانيه ‪ :‬أن يكون أحد الخطأين نتيجه للخطأ االخر ‪:‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫يف هذة احلاله تطبق قاعدة االستغراق و يسأل صاحب اخلطأ الذي ادي ايل النتيجه ‪ ،‬يستوي يف ذلك أن يكون‬
‫خطأ املضرور نتيجه خلطأ املدعي عليه ( كالنصيحه اخلاطئه من احملامي لعميلة وما يرتتب عليه من خطأ يرتكبه‬
‫االخري ) او أن يكون خطأ املدعي عليه نتيجه خلطأ املضرور ( حتول املضرور فجأة أثناء عبورة الطريق فتصدمه‬
‫سيارة مسرعه)‪.‬‬
‫فيما عدا ذلك تنطبق قواعد اخلطأ املشرتك ‪ ،‬فتكون املسئوليه بني مرتكيب العمل الضار بالتساوي اال اذا عني‬
‫القاضي نصيب كل منهم يف التعويض ‪ ،76‬وجيوز للقاضي أن ينقص مقدار التعويض ‪ ،‬او اال حيكم بتعويض ما ‪،‬‬
‫اذا كان الدائن خبطئه قد اشرتك يف إحداث الضرر او زاد فيه ‪.77‬‬
‫** العنصر الثالث ‪ :‬خطأ الغير ونقصد به فعل الشخص ‪:‬‬
‫سواء اكان معلومات او غري معلوم هذا الغري و قد تسبب خبطأة باالشرتاك مع خطأ املدعي عليه يف احداث‬
‫الضرر ‪ ، 78‬فاذا ثبت أن من صدر منه الفعل اخلاطئ من بني االشخا الذين يسأل عنهم املدعي عليه ‪ ،‬فاننا‬
‫نكون يف غري مواجهه مع " غري " هبذا ملعين ‪ ،‬فالغري هو كل شخص غري املدعي عليه او املضرور ‪ ،79‬فاذا ما نفي‬
‫املدعي خطأ الغري تنطبق قاعدة االستغراق علي النحو الذي تعرضنا له يف نطاق خطأ املضرور ‪.‬‬
‫‪ ‬اخلامتة ‪:‬‬
‫يتضح لنا بعد االنتهاء من تلك الدراسه مدي أمهيه االعتماد علي قواعد القانون املدين املتعلقه بأحكام املسئوليه‬
‫التقصرييه ‪ ،‬المكانيه مسئوليه االشخا املتسببني يف إحداث اضراراً للغري حيت وأن كانت تلك االضرار معنويه‬
‫أو ماديه طاملا أمكن الربط بني تلك املضار وهذة االفعال اخلطأ اليت ارتكبها املتسبب ‪ ،‬وعلمنا أن اركان املسئوليه‬
‫املدنيه ال تقصرييه هي اخلطأ والضرر والعالقه السببيه بينهما ‪ ،‬وتوصلنا ايل أنه بدون هذة االركان الثالثه ال ميكن‬
‫حبال من االحوال مسائله املخطئ مبوجب قواعد املسئوليه التقصرييه ‪ ،‬اال أنه قد ميكن مسائلته مبوجب قواعد‬
‫املسئوليه املدنيه العقديه املبنيه علي خمالفه بنود تعاقد بني املتسبب يف الضرر و بني املضرور ‪ ،‬و من الدراسة‬
‫السابقة متكنا من حتديد تعريف املسئوليه التقصرييه و بيان ماهيه اخلطأ و اركانه وكذا تعريف الضرر و بيان‬
‫أنواعه‪ ،‬وتطرقنا لتوضيح املقصود بالعالقه السببيه و توضيح النظريات اليت ذكرت بواسطه الفقهاء لبيان اياً من‬
‫االسباب هي‬
‫اليت ميكن االعتماد عليها يف حال تعددها ملسائله املتسبب عن االضرار اليت حتدث للمضرور ‪.‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من تلك الدراسه جند أن لدينا جمموعه من التوصيات لعلها تساعد يف ترسيخ أمهيه قواعد املسئوليه‬
‫التقصرييه وأمهيه العمل هبا وهي كتايل‪:‬‬
‫‪ .3‬االهتمام برتبيه النشئ ‪ ،‬وتعليم األطفال منذ الصغر ‪ ،‬يف اجملتمعات التعليميه أمهيه حقوق الغري وكيفيه احملافظه‬
‫عليها ‪ ،‬وخماطر أحداث ضرر للغري سواء بقصد وتعمد أو بدون تعمد‪.‬‬
‫‪ .2‬مناشدة املشرع تشديد عقوبات إحداث الضرر بالغري الناتج عن خطأ عمدي ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪ .1‬مناشدة املشرع للعمل ع لي تطوير القوانني و تعديلها كي تتوافق مع فكرة األخذ مببدأ تكافو األسباب اليت‬
‫تعترب كال منها كافيه إلحداث الضرر ‪ ،‬مع تشديد العقوبات و رفع احلد االقصي للتعويضات املاليه املطلوبه‬
‫من املتسبب يف حاله ثبوت وجود اي سبب او تقصري يؤدي الحداث الضرر الصادر عن هذا املتسبب ‪.‬‬
‫‪ .4‬مطالبه وزارة االعالم بزيادة توعيه املواطنني حبقوقهم وكيفيه االستفادة من قواعد املسئوليه التقصرييه ‪ ،‬مع‬
‫األهتمام باالحكام اليت تصدر من احملاكم جتاة من تثبت ادانته مبوجب قواعد املسئوليه التقصرييه ليكون عربة‬
‫ملن يعترب ‪.‬‬
‫‪ .5‬زيادة املؤمترات العلميه اليت تتعلق بالبحث يف قواعد القانون املدين وإظار أمهيه األخذ هبا يف جمال مكافحه‬
‫األضرار اليت حتدث للغري نتيجه أخطاء املتسبب يف هذا الضرر خبطأة ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫المراجع العربية‬
‫‪ .3‬أمحد حممد الرفاعي – أثر البعد الزمين علي حق املضرور يف التعويض الكامل – دار النهضه العربيه – طبعه‬
‫عام ‪. 2115‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل ‪ ،‬تعويض الضرر يف املسؤلية املدنية – دراسة حتليلية تاصيلية لتقدير التعويض –‬
‫مطبوعات جامعه الكويت – ‪.3115‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل – املسئوليه املدنيه بني التقيد و االطالق – دار النهضه العربيه – طبعه عام‬
‫‪.3151‬‬
‫‪ .4‬جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيه عام ‪2133‬‬
‫‪ .5‬حسام الدين كامل االهواين ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام ‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ ،‬اجلزء األول – الطبعة الثانية ‪.3115‬‬
‫‪ .6‬محدي عبد الرمحن – مصادر االلتزام ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬طبعة عام ‪. 2114‬‬
‫‪ .7‬سليمان مرقس ‪ ،‬الوايف يف شرح القانون املدين – يف االلتزامات – يف الفعل الضار و املسؤلية املدنية – اجمللد‬
‫الثاين – الطبعة اخلامسة – ‪.3155‬‬
‫‪ .5‬عاطف عبد احلميد حسن ‪ ،‬املسؤلية وفريوس مرض االيدز – دار النهضة العربية – طبعة ‪. 3115‬‬
‫‪ .1‬عبد الرازق السنهوري ‪ ،‬الوسيط – نظرية االلتزام – مصادر االلتزام – اجلزء الثاين – اجمللد الثاين ‪.‬‬
‫‪ .31‬عبد الرازق السنهوري ‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين – مصادر االلتزام – العمل الضار و اإلثراء بال‬
‫سبب و القانون – اجمللد الثاين – الطبعة الثالثة – دار النهضة العربية ‪.3153‬‬
‫‪ .33‬عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬عالقة السببية يف املسئولية املدنية – دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫‪ .32‬حممد انس قاسم جعفر – الوسيط يف القانون العام – اجلزء الثاين – اسس واصول القانون االداري –‬
‫القاهرة عام ‪. 3112‬‬
‫‪ .31‬حممد حسام حممود لطفي – النظريه العامه لاللتزام – طبعه عام ‪. 2131‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪ .34‬حممد حممد أبو زيد ‪ ،‬بعض املشكالت القانونية الناجتة عن مرض فقد املناعة املكتسبة ‪ ،‬االيدز – جامعه‬
‫الكويت ‪.‬‬
‫‪ .35‬حممد جالل حسن االتروشي‪ -‬املسئوليه املدنيه النامجه عن عمليات نقل الدم – دراسه مقارنه – دار‬
‫احلامد للنشر و التوزيع – طبعه عام ‪. 2117‬‬
‫‪ .36‬حممد شريف عبد الرمحن – مسئوليه عدمي التمييز – مكتبه جنم القانونيه – طبعه عام ‪. 2113‬‬
‫‪ .37‬حممود مجال الدين زكي – مشكالت املسئوليه املدنيه – مطبعه جامعه القاهرة – ‪. 3175‬‬

‫الرسائل العليمه‬
‫‪ .3‬أمين ابراهيم العشماوي – تطور مفهوم اخلطأ كأساس للمسئوليه املدنيه – رساله دكتوراة – كليه احلقوق جامعه‬
‫عني مشس ‪. 3115 -‬‬
‫‪ .2‬حممد نصر الرفاعي – الضرر كأساس للمسئوليه املدنيه يف اجملتمع املعاصر رساله دكتوراة حبقوق القاهرة ‪ .‬دار‬
‫النهضه العربيه ‪. 3175‬‬

‫المراجع االجنبيه‬

‫‪1. Bobigny ،19 dec . 1991 ، gaz. Pal. 1991 .‬‬


‫‪2. Lambert – Faivre ( y) : De la poursuit a la contribution ، art.precite .‬‬
‫‪3. Versailles ،30 mars – 1989 ، j.c.p.1990 ،2،21505،obs،dorsner-dolivet ( a ).‬‬
‫‪4. Toulouse ، 16 juill، 1992 ،op،cit.‬‬
‫‪Lambert – Faivre ( y) : De la poursuit a la contribution,art.precite‬‬

‫‪21‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬سواء كانت مسؤلية إدارية أو مسؤلية مدنية ‪ ،‬وسواء كانت املسؤلية املدنية عقدية أم تقصرييه ‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد الرازق السنهوري ‪ -‬الوسيط يف شرح القانون املدين ‪ ،‬مصادر االلتزام ‪ ،‬العمل الضار واإلثراء بال سبب و القانون ‪ ،‬اجمللد الثاين الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫‪ 3175 ، 3153‬وما بعدها –فقرة ‪. 524‬‬
‫‪ 3‬هذه املادة تقابل املادة ‪ 3152‬من القانون املدين الفرنسي اليت تنص علي ما يلي ‪:‬‬
‫" ‪tout fait quelconque de l’homme qui cause a autrui un dommge oblige celui par faute‬‬
‫‪duquel il est. arrive a la reparer‬‬

‫‪ 6‬املادة ‪ 361‬من القانون املدين – حيث رتب املشرع يف املادة ‪ 361‬من القانون املدين االلتزام بالتعويض علي كل خطأ سبب ضررا للغري ‪ ،‬واورد‬
‫عبارة النص يف صيغه عامه جيعلها شامله لكل فعل او قول خاطئ سواء اكان مكونا جلرميه معاقبا عليها ام كان ال يقع حتت طائله العقاب ‪ ،‬ويقتصر‬
‫علي االخالل باي واجب قانوين مل تكفله القوانني العقابيه بنص ‪ ،‬ومؤدي ذلك أن احملكمه املدنيه جيب عليها فيما اذا كان الفعل او القول املنسوب‬
‫للمسئول – مع جتردة من صفه اجلرميه – يعترب خروجا علي االلتزام القانوين املفروض علي الكافه ‪ ،‬بعدم االضرار بالغري دون سبب مشروع ‪ ،‬فال مينع‬
‫انتفاء اخلطأ اجلنائي عن القول او الفعل املؤسس عليه الدعوي من توافر اخلطأ يف هذا القول او الفعل‬
‫الطعن ‪ 3143‬لسنه ‪ 52‬جلسه ‪ ، 3155 / 32 / 31‬وايضا الطعن ‪ 277‬لسنه ‪ 17‬ق جلسه ‪ 3171 / 6 / 21‬اجملموعه ‪ 24‬س ‪. 162‬‬
‫‪ 7‬د ‪ /‬امين ابراهيم العشماوي – تطور مفهوم اخلطأ كأساس للمسئوليه املدنيه – رساله دكتوراة – كليه احلقوق جامعه عني مشس ‪- 3115 -‬‬
‫‪257‬‬
‫‪ 8‬أ‪.‬د ‪ /‬جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – ‪. 134 2133‬‬
‫‪ 9‬أ ‪ .‬د ‪ /‬عبد الرزاق أمحد السنهوري – املوجز يف النظريه العامه لاللتزامات يف القانون املدين املصري – اجملمع العلمي العريب االسالمي – طبعه‬
‫منقحه عام ‪. 2114‬‬
‫‪ 10‬د‪ / .‬حممد نصر الرفاعي – الضرر كأساس للمسئوليه املدنيه يف اجملتمع املعاصر رساله دكتوراة حبقوق القاهرة ‪ .‬دار النهضه العربيه ‪3175‬‬
‫‪. 255‬‬
‫‪ 11‬حممود مجال الدين زكي – مشكالت املسئوليه املدنيه – مطبعه جامعه القاهرة – ‪.477 – 3175‬‬
‫‪ 12‬جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيه عام ‪135 2133‬‬
‫‪ 13‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل – املسئوليه املدنيه بني التقيد و االطالق – دار النهضه العربيه – طبعه عام ‪21 – 3151‬‬
‫‪ 14‬نقض ‪ 3175 / 31 / 11‬يف الطعن رقم ‪ 21‬لسنه ‪ 41‬ق ‪.‬‬
‫‪ 15‬نفض ‪ 3175 /5/13‬يف الطعن رقم ‪ 116‬لسنه ‪ 11‬ق ‪.‬‬
‫‪ 16‬ويطلق عليه كذلك اإلسناد ‪Imputabilite‬‬
‫‪ 17‬انظر حكم حمكمه النقض املصريه رقم ‪ 316‬يف ‪ 31‬فرباير من عام ‪ – 3151‬جمموعه احكام النقض س‪. 514 4‬‬
‫‪ 18‬حممد شريف عبد الرمحن – مسئوليه عدمي التمييز – مكتبه جنم القانونيه – طبعه عام ‪. 42 2113‬‬
‫‪ 19‬السنهوري – مرجع سابق – فقرة ‪541‬‬
‫‪ 20‬جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيه – طبعه عام ‪. 131 – 2133‬‬
‫‪ 21‬محدي عبد الرمحن – مصادر االلتزام – دار النهضة العربية – طبعة عام ‪. 453- 451 – 2114‬‬
‫‪ 22‬مجال زكي – مرجع سابق – ‪455‬‬
‫‪ 23‬املشرع ال مييز يف نطاق املسئوليه ال تقصرييه بني اخلطأ العمدي و غري العمدي وال بني اخلطأ اجلسيم و اخلطأ اليسري فكل منهم يوجب تعويض الضرر‬
‫الناشئ عنه ‪ ،‬وانه يكفي لقيام املسئوليه جمرد إمهال ما توجبه احليطة واحلذر ‪ ،‬نقض مدين – الطعن ‪ 3155‬لسنه ‪ 51‬ق – جلسه ‪3156 / 2 / 37‬‬
‫‪ 24‬حسام الدين كامل االهواين – االجتاهات احلديثة يف جمال تعويض االضرار الناشئه عن العمل غري املشروع – جمله احلقوق ( جامعه الكويت )‬
‫س‪-2‬ع‪.365 -3‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪ 25‬حكم حمكمه النقض ‪ 21‬مارس ‪ – 3154‬اجملموعه س ‪ 15‬رقم ‪. 716 341‬‬


‫‪ 26‬امحد حممد الرفاعي – أثر البعد الزمين علي حق املضرور يف التعويض الكامل – دار النهضه العربيه – طبعه عام ‪.335 – 2115‬‬
‫‪ 27‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل ‪ ،‬تعويض الضرر يف املسؤلية املدنية ‪ ،‬دراسة حتليلية تاصيلية لتقدير التعويض ‪ ،‬مطبوعات جامعه الكويت ‪– 3115،‬‬
‫صفحة ‪ ، 237‬فقرة ‪325‬‬
‫حسام الدين كامل االهواين – النظرية العامة لاللتزام – مصادر االلتزام – اجلزء األول – الطبعة الثانية ‪ – 3115‬صفحة ‪ – 511‬فقرة ‪.747‬‬
‫عبد الرازق السنهوري – الوسيط يف شرح القانون املدين – مصادر االلتزام – العمل الضار و اإلثراء بال سبب و القانون – اجمللد الثاين – الطبعة الثالثة‬
‫– دار النهضة العربية ‪ -3153‬صفحة ‪ 3211‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 28‬قضت حمكمة النقض بأن " القضاء للمدعي باحلق املدين أمام حمكمة اجلنح بتعويض مؤقت عن الضرر الذي أصابه ال حيول بينة وبني املطالبة‬
‫بتكملة التعويض أمام احملكمة املدنية ألنة ال يكون قد استنفذ كل ما له حق أمام حمكمة اجلنح ‪ ،‬ذلك أن موضوع الدعوي أمام احملكمة املدنية ليس هو‬
‫ذات موضوع الدعوي األويل بل هو تكملة له – نقض مدين ‪ ، 3175 / 5 /21‬الطعن رقم ‪ ، 571‬لسنة ‪ 45‬ق ‪.‬‬
‫‪ 29‬دكتور عاطف عبد احلميد حسن – املسؤلية وفريوس مرض االيدز – دار النهضة العربية – طبعة ‪ - 3115‬صفحة ‪367‬‬
‫‪ 30‬حسام الدين كامل االهواين – النظرية العامة لاللتزام – مصادر االلتزام – اجلزء األول – الطبعة الثانية ‪537 – 3115‬‬
‫‪245‬‬ ‫‪ 31‬نقض مدين ‪ ، 3114 / 2 / 21‬الطعن رقم ‪ ، 1311‬لسنة ‪ 55‬ق – منشور يف سعيد أمحد شعلة – قضاء النقض املدين –‬
‫‪ 32‬عاطف عبد احلميد حسن ‪ ،‬املسؤلية وفريوس مرض االيدز – دار النهضة العربية – طبعة ‪. 357 – 3115 -‬‬
‫‪ 33‬نقض مدين ‪ ، 3112 / 4 / 36‬الطعن رقم ‪ ،3666‬لسنة ‪ 56‬ق‬
‫‪ 34‬حسام الدين كامل االهواين – النظرية العامة لاللتزام – مصادر االلتزام – املرجع السابق – ‪. 471‬‬
‫‪ 35‬نقض مدين ‪ – 3114 / 2 / 22‬الطعن رقم ‪ – 1537‬لسنة ‪ 52‬ق‬
‫‪ 36‬حسام الدين كامل االهواين – النظرية العامة لاللتزام – مصادر االلتزام – اجلزء األول – الطبعة الثانية ‪. 527 – 3115‬‬
‫سليمان مرقس – الوايف يف شرح القانون املدين – يف االلتزامات – يف الفعل الضار و املسؤلية املدنية – اجمللد الثاين – الطبعة اخلامسة – ‪– 3155‬‬
‫‪ – 341‬فقرة ‪64‬‬
‫‪ 37‬جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيع – عام ‪. 141 2133‬‬
‫‪ 38‬حسام الدين كامل االهواين – النظرية العامة لاللتزام – مصادر االلتزام – املرجع السابق – ‪. 521‬‬
‫‪ 39‬نقض مدين‪ ، 3111 / 1 / 35‬الطعن رقم ‪ – 115‬لسنة ‪ 55‬ق‬
‫‪40‬عبد الرازق السنهوري – الوسيط يف شرح القانون املدين – مصادر االلتزام – مرجع سابق – ‪. 3121‬‬
‫‪ 41‬حمكمة مصر االبتدائية الوطنية – ‪ – 3141 / 1 / 34‬احملاماة – لسنة ‪ – 212 – 21‬رقم ‪. 337‬‬
‫‪ 42‬إبراهيم الدسوقي أبو الليل – تعويض الضرر يف املسؤلية املدنية – دراسة حتليلية تأصيلية لتقدير التعويض – مطبوعات جامعه الكويت – ‪3115‬‬
‫– ‪ – 315‬فقرة ‪54‬‬
‫‪ 43‬نقض مدين ‪ - 3153 / 4 / 3‬الطعن رقم ‪ – 711‬لسنة ‪ 41‬ق ‪.‬‬
‫‪ 44‬نقض مدين ‪ – 3114 / 4 / 11‬الطعن رقم ‪ – 1615‬لسنة ‪ 51‬ق ‪.‬‬
‫‪ 45‬حسام الدين كامل االهواين ‪ ،‬النظرية العامة لاللتزام – مصادر االلتزام – مرجع سابق – صفحة ‪ 513‬فقرة ‪. 771‬‬
‫‪ 46‬عبد الرازق السنهوري – الوسيط – مصادر االلتزام – اجمللد الثاين املرجع السابق – ‪ – 3221‬فقرة ‪ 553‬ز‬
‫سليمان مرقس ‪ ،‬الوايف ‪ ،‬يف االلتزامات ‪ ،‬يف الفعل الضار – مرجع سابق – ‪ ، 455‬عبد الرشيد مأمون ‪ ،‬عالقة السببية يف املسئولية املدنية – دار‬
‫النهضة العربية‬
‫‪ 47‬نقض مدين رقم ‪ 15‬يف ‪ – 3151 / 32 / 32‬جمموعه احكام النقض لسنة ‪ 31‬ق – ‪ ، 653‬نقض مدين رقم ‪ 221‬يف ‪/ 33 / 25‬‬
‫‪ – 3161‬جمموعه أحكام النقض لسنة ‪ 31‬ق – ‪. 3445‬‬
‫‪ – 3264‬فقرة ‪616‬‬ ‫‪ 48‬عبد الرازق السنهوري – الوسيط – نظرية االلتزام – مصادر االلتزام – اجلزء الثاين – اجمللد الثاين – املرجع السابق –‬
‫سليمان مرقس – الوايف – االلتزامات – الفعل الضار و املسئولية املدنية – املرجع السابق – ‪. 464‬‬
‫‪ 49‬دكتور عاطف عبد احلميد حسن – املسؤلية وفريوس مرض االيدز – دار النهضة العربية – طبعة ‪ - 3115‬صفحة ‪. 311‬‬
‫‪Versailles ,30 mars – 1989 , j.c.p.1990 ,2,21505,obs,dorsner-dolivet ( a ). 50‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬
‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر‬

‫‪ 51‬دكتور عاطف عبد احلميد حسن – املرجع السابق – ‪. 313‬‬


‫‪Le chirurgien est. donc entierement responsaible due deces de la victime et de ses 52‬‬
‫‪consequences .‬‬
‫‪ 53‬حيث قضت بوجوب أن يكون اخلطأ من االسباب املنتجه و املؤثرة يف احداث الضرر وليس سببا عارضا ‪ ،‬نقض مدين ‪ 11‬من يونيو م عام‬
‫‪ – 3165‬جمموعه املكتب الفين – س ‪ 36‬رقم ‪. 571 317‬‬
‫‪ 54‬السنهوري‪ -‬مرجع سابق ‪ -‬رقم ‪. 763 616‬‬
‫‪ 5555‬حمكمه االستئناف املختاط يف أول ديسمرب من عام ‪ – 3127‬جمله التشريع املختلط س ‪. 55 – 41‬‬
‫‪ 56‬السنهوري – مرجع سابق ‪ -‬رقم ‪. 762 – 617‬‬
‫‪ 57‬انظر يف انتقاد هذة النتيجه مبقوله أهنا مهما كانت متفقه مع املنطق القانوين فاهنا تصطدم ايل حد ما مع العداله حيث يتحمل تبعه القوة القاهرة اليت‬
‫يتحملها الضحيه عادة و التساؤل عن سبب عدم تطبيق نفس املنطق حيث تساهم القوة القاهرة مع اخلطأ املدعي عليه ‪.‬‬
‫‪ 58‬فاذا مل يكن لفعل الضحيه وصف اخلطأ ظلت مسئوليه املدعي عليه كاملة عن الضرر الذي جنم عن خطئة ‪ ،‬زكي رقم ‪. 575 – 275‬‬
‫‪ 59‬نقض جنائي ‪ 2‬ابريل من عام ‪ – 3145‬احملاماة س ‪ – 27‬رقم ‪.456 211‬‬
‫‪ 60‬مشاركه الراكب يف اخلطأ مع قائد السيارة باالتفاق معه الجراء مسابقه هبا ‪ ،‬نقض مدين يف ‪ 26‬من يناير سنه ‪ - 3111‬جمموعه عمر – ج‪– 2‬‬
‫رقم ‪. 451 262‬‬
‫‪ 61‬عبد الرازق السنهوري – الوسيط – نظرية االلتزام – مصادر االلتزام – اجلزء الثاين – اجمللد الثاين – املرجع السابق – ‪ – 3264‬فقرة ‪615‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 62‬حممد حممد أبو زيد ‪ ،‬بعض املشكالت القانونية الناجتة عن مرض فقد املناعة املكتسبة ‪ ،‬مرجع سابق – ‪. 62‬‬
‫‪Bobigny ,19 dec . 1991 , gaz. Pal. 1991 . p233 63‬‬
‫‪Lambert – Faivre ( y) : De la poursuit a la contribution,art.precite . 64‬‬
‫‪ 65‬نص املادة ‪ 365‬من القانون املدين املصري ‪.‬‬
‫‪ 66‬قضي بتوافر السبب املباشر يف خطأ قائد الطائرة الذي اقلع هبا خلسه خمالفا عن عمد و درايه تامه أمرا حربيا صدر اليه يف منطقه حربيه من طائرة‬
‫اسرائيليه مما ينفي االدعاء بقيام سبب اجنيب يتمثل يف احلرب بني مصر و اسرائيل ‪ ،‬نقض مدين ‪ 22‬يونيو سنه ‪ – 3151‬جمموعه املكتب الفين – س‬
‫‪ – 12‬ج ‪ – 2‬رقم ‪ ، 3136 146‬ويف هذا ما يربر القول باال تعترب احلرب دائما و ابدأ امر غري متوقع ‪ ،‬أ‪.‬د حسام الدين كامل االهواين –‬
‫النظريه العامه لاللتزام – ج‪ – 3‬الطبعه الثانيه – عام ‪ - 3115‬رقم ‪. 576 – 511‬‬
‫‪.551‬‬ ‫‪ 67‬فاذا مل يتضح سبب الضرر لبقاء بعض الظروف اليت احاطت بوقوعه جمهوله ال يستطيع املدعي عليه أن يتمسك بالقوه القاهرة – زكي رقم ‪– 271‬‬
‫‪ 68‬نقض مدين ‪ 27‬مارس سنه ‪ – 3151‬جمموعه املكتب الفين س ‪ 13‬رقم ‪. 111 – 351‬‬
‫‪ 69‬السنهوري – مرجع سابق ‪ -‬رقم ‪. 717 555‬‬
‫‪ 70‬ويقدر القاضي مدي توافر االستحاله املعنويه ( موت عزيز لدي مدين بالغناء يف حفل ) – السنهوري رقم ‪. 717 551‬‬
‫‪ 71‬السنهوري – مرجع سابق ‪ -‬رقم ‪. 711 511‬‬
‫‪ 72‬كان جملس الدوله يشرتط للتعويض يف هذة احلاله أن يكون االجراء صادرا من االدارة املتعاقدة اال ان اجمللس عدل عن رايه وتطلب أن يكون االجراء صادرا من‬
‫إحدي السلطات العامه بصرف النظر عما اذا كانت هي االدارة املتعاقدة ام ال – راجع الدكتور حممد انس قاسم جعفر – الوسيط يف القانون العام – اجلزء الثاين –‬
‫اسس واصول القانون االداري – القاهرة عام ‪. 3112‬‬
‫‪ 73‬حممد حسام حممود لطفي – النظريه العامه لاللتزام – طبعه عام ‪113 – 2131‬‬
‫‪ 74‬اذا ما وقع الضرر بفعل املضرور نفسه دون خطأ من املدعي عليه فال يوجد امامنا مسئول بل املضرور الذي احلق الضرر بنفسه ‪.‬‬
‫‪ 75‬اال يف بعض االحوال القليله اليت تبلغ فيها جسامه خطأ املضرور برضائه بالضرر حدا من اجلسامه جيعل من شأنه أن يستغرق خطأ املدعي عليه ‪ .‬راجع السنهوري‬
‫– مرجع سابق – رقم ‪. 3215 514‬‬
‫‪ 76‬مادة رقم ‪ 361‬من القانون املدين املصري ‪.‬‬
‫‪ 77‬مادة رقم ‪ 236‬من القانون املدين املصري ‪.‬‬
‫‪ 78‬اذا ما وقع الضرر بفعل الغري وحدة دون خطأ من املدعي عليه فالعربة بتكييف فعل الغري ‪ :‬فاذا كان خطأ كان الغري وحدة هو املسئول وان مل يكن خطأ من قبيل‬
‫القوة القاهرة او احلادث الفجائي فال يكون أحد مسئوال – راجع السنهوري – مرجع سابق – رقم ‪. 715 517‬‬
‫‪ 79‬حسام كامل االهواين – مرجع سابق – رقم ‪. 551 545‬‬

‫‪22‬‬ ‫اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان ‪ 9102‬ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي ‪01‬‬

You might also like