Professional Documents
Culture Documents
اركان المسئوليه المدنيه
اركان المسئوليه المدنيه
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
الملخص:
املسئوليه بوجه عام هي حتميل الشخص نتائج فعله املتضمن خمالفه الواجب امللقي علي عاتقه ،وذلك وفقا لطبيعه هذا
الواجب أو انواعه ،كما أن من أهم أوجه املسئوليه هي املسئوليه املدنيه و اليت تنقسم ايل مسئوليه عقديه ومسئوليه
تقصرييه.
و للمسئوليه التقصرييه و اليت تعين مسئوليه الشخص املخطئ عن االفعال اليت تضر الغري ،أركان البد من توافرها
إلمكانيه مسائله املتسبب يف هذا الضرر و حتميله بعبئ جرب الضرر بتعويض املضرور ،تلك األركان هي وجوب أن
يقرتف ذلك الشخص خطأ يرتتب عليه ضرراً للغري مع إشرتاط وجود عالقه سببيه بني ذاك اخلطأ وبني هذا الضرر ،
وبتوافر تلك األركان الثالثه تتحقق املسئوليه املدنيه التقصرييه اليت تستلزم أن يقوم املخطئ بتعويض املضرور عن ما أصابه
من ضرر وبدون التطرق ملا إذا كان هذا اخلطأ عمدي أم غري عمدي ،وكذلك بدون حتديد لنوعيه الضرر ،فسواء
أكان الضرر مادي أم معنوي طاملا أنه قد ثبت حتقق الضرر يف حق املضرور بسبب خطأ املتسبب ،فأن املخطي هنا
ي لتزم بتعويض املضرور كونه املسئول مبوجب قواعد القانون املدين ،وهذا ما سنقوم بالتطرق اليه يف حبثنا هذا حيث
سنقوم بتحديد اركان املسئوليه املدنيه التقصرييه بشكل أكثر تفصيال ،مع توضيح معين كال من اخلطأ وبيان أركانه ،
كما سنحاول حتديد املقصود بالضرر وبيان أنواعه ،مث نتطرق لبحث النظريات اليت ذكرت حول بيان اياً من االسباب
يف حال تعددها ميكن االعتماد عليها للربط بينها و بني الضرر النشاء عالقه مبوجبها ميكن مسائله املخطئ عن ضرر
الغري .
الكلمات المفتاحية :املسئوليه التقصرييه – اخلطأ العمدي – اخلطأ الغري عمدي -الضرر املادي – الضرر
املعنوي – العالقه السببيه
Abstract :
Responsibility in general is to load the person the results of his action included in the
answer to the duty assigned to him, in accordance with the nature of this duty or types,
and that the most important aspects of responsibility is the civil responsibility, which is
divided into the responsibility of his contract and responsibility for his shortcomings.
And the responsibility of the person responsible for the acts that harm others, the
elements must be available to the potential problems causing this damage and load the
burden of reparation to compensate the injured, those elements is that the person must
commit an mistake resulting in harm to others with the requirement of a relationship The
reason for this mistake is this damage, and with the availability of these three pillars civil
responsibility is realized, which requires that the wrongdoer compensate the injured
person for the damage he suffered without addressing whether this mistake is intentional
or unintentional, and without specifying the type of damage, Moral as long as it has t
Achieve the right of the injured due to the fault of the culprit with the proof of the causal
relationship, the wrongdoer is required to compensate the injured being responsible under
the rules of civil law, and this is what we will address in this research, where we will
determine the pillars of civil liability in detail.
key words:
Tort liability - intentional mistake - unintentional mistake - material damage - moral
damage - causal relationship
11 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
متهيد :
تنقسم املسئوليه املدنيه ايل عقديه وأخري تقصرييه ،و أركان املسئوليه التقصرييه وهي مناط حبثنا هي 1اخلطأ و
الضرر والعالقة السببية بني هذا اخلطأ وذلك الضرر .2ولقد بينت هذه األركان املادة 361من القانون املدين اليت
نصت علي أن " كل خطأ سبب ضررا للغري يلزم من ارتكبه بالتعويض " . 3
ويعترب الضرر من أهم أركان املسؤلية ،إذ ال ميكن أن تقوم هذة االخرية بدون حتقق الضرر ، 4كما أن للضرر
دورا هاما يف حتديد مقدار مبلغ التعويض ، 5إذ يستحق املضرور مبلغا من املال يكون متكافئاً مع مقدار الضرر
الذي إصابة .
وإذا كانت العالقة السببية بني اخلطأ و الضرر من األركان األساسية للمسئولية حىت يستطيع املضرور أن حيصل
علي التعويض عما حلقه من أضرار فمعين ذلك أنه إذا مل تتوافر تلك عالقة السببية بني اخلطأ والضرر ،فال
مسؤلية وال تعويض ،وألمهيه هذا املوضوع املتعلق ببيان أركان املسئوليه املدنيه التقصرييه فإننا سنشرع يف دراسه
أركانه علي النحو التايل :
املبحث االول :مفهوم ركن اخلطأ . .3
املطلب األول :تعريف اخلطأ .
املطلب الثاين :أركان اخلطأ .
املطلب الثالث :أنواع اخلطأ اخلطأ العمدي و اخلطأ غري العمدي .
املبحث الثاين :ركن الضرر . .2
املطلب االول :الضرر املادي .
املطلب الثاين :الضرر املعنوي او االديب .
املبحث الثالث :العالقه السببيه . .1
املطلب االول :نظريه السبب املنتج .
املطلب الثاين :نظريه تعادل او تكافؤ االسباب .
املطلب اثالث :انعدام السببيه
الفرع االول :احلادث املفاجئ .
الفرع الثاين :خطأ املضرور .
الفرع الثالث :خطأ الغري .
اخلامته . .4
التوصيات .5
املراجع .6
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
المبحث األول
مفهوم ركن الخطأ
متهيد :
املسئوليه بوجه عام هي حتميل الشخص نتائج فعله املتضمن خمالفه الواجب امللقي علي عاتقه اي إقرتافه لفعل
خاطئ او بشكل جممل اخلطأ ،ووفقا لطبيعه هذا الواجب او انواعه ،يتحدد نوع املسئوليه فاذا كان الواجب
اخالقيا كانت املسئوليه اخالقيه ،واذا كان دينيا كانت دينيه ،واذا كان قانونيا كانت قانونيه ،فاملسئوليه
القانونيه اذن هي تلك اليت ترتتب علي خمالفه الشخص للواجب الذي يلقيه عليه القانون .
وتتعدد أنواع املسئوليه القانونيه حبسب طبيعه القاعدة القانونيه اليت تفرض علي الشخص الواجب الذي مت
االخالل به ،وهي لذلك تنقسم بصف اساسيه ايل مسئوليه جنائيه و مسئوليه مدنيه .
** اما املسئوليه اجلنائيه فهي جزاء ارتكاب الفرد جلرميه من اجلرائم اليت حيددها قانون العقوبات و القوانني املكمله
له ،وهي تفرتض دائما أن هناك ضررا أصاب اجملتمع ذاته .
** اما املسئوليه املدنيه فتقرر جزاء االخالل مبصاحل فرديه او خاصه ،وال تتطلب لقيامها ضرر يصيب اجملتمع كما
هو احلال بالنسبه للمسئوليه اجلائيه
وال ختضع االفعال اخلاطئه املوجبه للمسئوليه املدنيه حلصر دقيق مثلما هو االمر يف املسئوليه اجلنائيه اذ املبدأ املقرر
بصددها هو أن اي خطأ يؤدي ايل ضرر يلحق بالغري يلزم من أرتكبه بالتعويض ،و االخطاء ال تقع حتت حصر
معني . 6
و الشرط األساسي للمسئولية العقدية هي اإلخالل بااللتزام العقدي ،ويف املسئوليه التقصرييه يف اإلخالل
بالسلوك املألوف يف اجلماعه و الذي يتطلب األهتمام واحلر وبذل عنايه الرجل املعتاد الطبيعي ،ويتخذ اخلطأ
صور عديدة منها :عدم التنفيذ ،أو التأخري يف التنفيذ ،أو التنفيذ الناقص ،أو التنفيذ املعيب .
** المطلب األول تعريف الخطأ :
يقصد باخلطأ بشكل عام ،االخالل بواجب قانوين صادر عن شخص مميز ،7ذلك أن القانون من أجل أستقامه
احلياة يف اجملتمع ،يفرض علي كل منا واجبا او التزاما معينا ،وهو أن نلتزم بالسلوك املألوف يف اجلماعه حيت ال
نتسبب يف احلاق الضرر باالخرين ( وهو ما يسمي باالتزام بعدم االضرار باالخرين ) فإذا قصر اي مننا يف هذا
الواجب ،واحنرف عن هذا السلوك الواجب االتباع ،اعترب هذا التقصري أو ذاك االحنراف خطأ يستوجب
مسئوليته بالزامه بتعويض االخرين عما حلقهم من اضرار كنتيجه هلذا اخلطأ .
المطلب الثاني :اركان الخطأ :
ولقد استقر الراي يف الفقه و القضاء علي أن اخلطأ يتكون من ركنيني أحدمها مادي و االخر معنوي علي النحو
التايل :8
الفرع األول :الركن المادي للخطأ ( التعدي أو االنحراف في السلوك ) :Culpabilite
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
وفقا ملا أمجع عليه الفقه فإن الركن املادي للخطأ يتمثل يف إحنراف يف السلوك ،مبعين أن ينحرف الشخص عن
السلوك الواجب االتباع او السلوك النموذجي ،ومن املتفق عليه ايضا أنه عند حتديد ما اذا كان هناك احنرافاً يف
السلوك من عدمه فإن املعمول عليه يف ذلك هو املعيار املوضوعي ال املعيار الشخصي ،مبعين أنه ال ينظر عند
حتديدة ايل الشخص الذي صدر منه ذلك اخلطأ ،فإذا كان شديد اليقظة كان أقل سلوك منحرف منه يعد خطأ
يستوجب مسائلته ،واذا كان مهمال فلن يعترب سلوكه احنرافا اال اذا كان علي درجه كبرية من اجلسامه ،الن مثل
هذا املعيار الشخصي ( وهو معيار صعب االخذ به ) جيعل حصول املضرور علي تعويض متوقفا علي طبيعه
الشخص الذي احلق به الضرر ،وعلي ما اذا كلن حريصا ام مهمال ،وهو ما قد يزيد من مقدار الضرر
باملضرور ،اذ ما ذنبه اذا كان من احلق به الضرر مهمال ال يعترب سلوكه -منظورا اليه ذاتيا -احنرافا اال اذا بلغ
درجه كبرية من اجلسامه ،هذا باالضافه ايل ان هذا املعيار الشخصي سينطوي علي مكافاه املهملني و عقاب
احلريصون ،النه سيحمل االوائل نتائج اقل اهلفوات ،وسيعفي االخرين من نتائج افعال أكثر منها بشاعه ،
وسيكون حر املرء وباال عليه ،وامهاله مكافاة له.
* لذلك استقر الراي علي أن اخلطأ ال يقدر شخصيا ) ( In Concretoامنا يقدر موضوعيا ( In
) ، Abstractoاي بالنظر ايل سلوك شخص أخر عادي معتدل ،ولقد تردد الرأي بني أن يكون هو الرجل
احلريص وبني أن يكون الرجل املعتاد العاقل ) ) l'homme normaleوالذي يطلق عليه ايضا رب االسرة
احلريص املسئول واملهتم بشؤن أسرته ) ( Bon pere de famileايل أن استقر الرأي علي انه الرجل املعتاد ،
ووفقا هلذا الراي فإن اخلطأ يعرف بكونه االحنراف عن سلوك الرجل املعتاد ،الذي ميثل الغالبيه العظمي من
الناس ،فال هو الشخص اخلارق للذكاء شديد اليقظة ،وال هو حمدود الفطنه خامل اهلمه ،فينزل ايل احلضيض،9
فهو رجل الشارع العادي الذي له صفات عا ديه ال اكثر من ذلك ،فهو ال يفرتض فيه أن ميلك حرصا وعنايه
تبصر ال مثيل
،او أن له شجاعه مبالغ فيها او حكمه او قوة او ُ مبالغ فيهما او أن حرصه وعنايته من نوع خا
هلم .10
ويرتتب كذلك علي االخذ هبذا املعيار املوضوعي أن يصبح ا ُحلكم علي فعل ما بأنه خاطي او صحيح ،أن يكون
مرتبطا بالفعل ذاته ال بصاحبه ،حبيث يوزن السلوك ذاته منفكا ومنفضال عن شخص صاحبه ،ويقارن بسلوك
الرجل العادي يف ذات الظروف ليلحقه وصف اخلطأ اذا كان منحرفا عنه ،أو ال يلحقه اذا كان مطابقا له ،
وعلي ذلك ال يعتد يف تقديرة باخلوا الذاتيه او الشخصيه ملن أحدث الضرر ،كصغر السن وما قد يصاحبه من
عدم التجربه أو عدم وجودخربة كافيه او الشيخوخه وما يصادفها من نقص القوي او االنوثه وما يالزمها من
ضعف ،او احلاله الصحيه كضعف يف السمع او البصر أو كمرض يعانيه او عاهه تعجزة او عدم تعليم ،فال
يقارن مثال سلوك الصغري او املرأة او املريض بسلوك صغري اخر يف مثل سنه او امراة او مريض أخر ،بل يقارن
بسلوك الرجل العادي ،ويكون كل منهم خمطئأ اذا كان سلوكه منحرفا عنه ،ولو ثبت ان امراة اخري او صغريا او
مريضا اخر كان يسلك ذات سبيله .11
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
علي ان اعمال التقدير اجملرد ينبغي اال جي عل من الرجل املعتاد فرضا خياليا او معيارا فارغا ال مضمون له ،لذلك
فقد استقر الراي علي انه عند اعمال هذا التقدير جيب ان نضع الرجل املعتاد يف ذات الظروف اخلارجيه
) ( Cironstances Externesاليت احاطت بالشخص الذي نبحث ما اذا كان سلوكه منحرفا ام ال ،واليت يقصد
هبا ما ليس خاصا بشخص مرتكب الفعل الضار او ما ليس من خصائصه ومميزاته الطبيعيه ،وأمها ظروف املكان
و الزمان اليت وقع فيها الفعل الضار الهنا ظروف عامه تتناول مجيع الناس ،فهل كان قائد السيارة يقودها ليال ام
هنارا يف طريق واسع عرب املدن ام انه كان يقودها يف طريق ريفي صغري مزدحم ؟ وهل كان يقودها يف جو صحو
ام ممطر ومبلد بالغيوم ،يف طريق يابس وجاف وممهد ام يف طريق ترايب منزلق وعر وغري ممهد ،فكل هذة الظروف
اخلارجيه جيب وضعها يف االعتبار عند تقدير ما اذا كان هناك احراف يف السلوك ام ال .12
** نخلص من ذلك ايل أن اخلطأ التقصريي هو احنراف عن سلوك الرجل املعتاد اذا وجد يف الظروف اخلارجيه
اليت احاطت مبن أحدث الضرر .13
هذا املعيار هو الذي اخذت به حمكمه النقض املصريه حني قضت بأن " اخلطأ املوجب للمسئوليه التقصرييه
املنصو عليها يف املادة 361من القانون املدين هو االحنراف عن السلوك العادي املألوف وما يقتضيه من يقظه
وتبصر حيت ال يضر بالغري " ، 14وبأن اخلطأ املوجب للمسئوليه التقصرييه طبقا للمادة 361من القانون املدين
هو االخالل بالتزام قانوين يفرض علي الفرد أن يلتزم يف سلوكه مبا يلتزم به االفراد العاديون من اليقظه و التبصر
حيت ال يضر بالغري ،فاذا احنرف عن هذا السلوك الذي يتوقعه االخرون و يقيمون تصرفاهتم علي اساس من
مراعاته يكون قد أخطأ ،فاذا كان عمال التفريغ قد وضعوا أجوله الدقيق علي الرصيف و هو مكان معد لتفريغ
البضائع عليه و مل تكن السفينه تطلق مياة العادم وقتئذ ،فمن حقهم ان يتوقعوا من السفينه اال تطلق تلك املياة
فتصيب اجوله الدقيق وتتلفها دون ان تنبههم البعادها او تتحري اطالق املياة بعيدا عنها " ،15وكذلك اذا قامت
مذيعه وهي تباشر اعماهلا االذاعيه يف قراءة نشرة االخبار بقناة اعالميه بنطق اسم شخص بطريقه خاطئه اعتقادا
منها بانه انثي بالرغم من كونه ذكر وذلك بسبب ان االسم املنطوق جيوز ان يُستخدم للجنسني ( كأسم وسام او
شريين ) فالربغم من ذلك االمر يعد خطأ قد يرتتب عليه ضرر معنويا اال انه خطأ غري عمدي قد يقع فيه هذا
الشخص او اي شخص عادي اذا وجد يف نفس املوقع و نفس الظروف .
الفرع الثاني :الركن الثاني للخطأ التمييز ) :16 ( Disernement
كان مؤدي الق اعدة العامه ،من أنه عند تقدير اخلطأ فإننا ال نعتد اال بالظروف اخلارجيه دون الداخليه للشخص
حمل املسئوليه ،كأن يكون عدمي التمييز او مميز مسئول نظرا المكان ارتكابه اخلطأ ،الننا عند تقدير احنرافه يف
السلوك سنهمل ظرف انعدام التمييز لديه ( النه ظرف داخلي وليس خارجي ) فيكون الشخص خمطئأ ميت
احنراف سلوكة عن سلوك الرجل املعتاد ال عن سلوك فاقد التميز.
علي أن الراي قدميا رفض هذة النتيجه ( نسبه اخلطأ ايل عدمي التميز ) الن فكرة املسئوليه تستوجب حتما
املؤاخذة و اللوم ،فاخلطأ دائما هو فعل يستوجب لوم فاعله ،وعدمي التميز ال ميكن لومه علي فعله ومن مث ال
ميكن نسبه اخلطأ إليه .هذا الراي هو ما اخذ به املشرع املصري ونص عليه يف املادة 3 / 364من القانون املدين
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
علي أنه " يكون الشخص مسئوال عن أعماله غري املشروعه ميت صدرت منه وهو مميز " ،لتجعل بذلك من
التمييز ركنا من أركان اخلطأ ،حبيث ال ينسب اخلطأ ايل غري املميز ،لذلك فإن الصيب الصغري يف السن ( كالذي
يقل سنه عن السابعه ) او اجملنون او املعتوه ،وحيت لو مل حيجر عليهما ،ال يكونوا مسئولني عن افعاهلم الضارة
باالخرين .
ولكن هذة القاعدة ما أن استقرت حيت بدأ البعض يشكك يف عدالتها ،اذ ما ذنب املضرور الذي يلحقه الضرر
من جراء فعل عدمي التمييز حيت خيرج صفر اليدين بال تعويض ال لشيئ اال الن من احدث به الضرر شخص
فاقد التمييز ،فهو مل خيتار من احلق الضرر به .
وهذا ما دفع القضاء يف مواضع عدة 17لتقدمي تعويضات لضحايا عدمي التمييز ،وهذا ما دفع بعض املفكرين
للتساؤل ملاذا ال يكون عدمي التميز مسئوال ؟ ان االمر هنا ال يتعلق بعقوبه حيت يعفي منها عدمي التمييز ،وامنا
يتعلق بتعويض مايل جيرب ضرر املضرور من جراء فعل عدمي التمييز ،فإن مل يكن عدمي التمييز خمطئا فضحيته ايضا
كذلك ،ويف جمال املوازنه بني هؤال ء فإن ميزان العداله جيب ان مييل ايل طرف املضرور الن الضرر حلقه بفعل
عدمي التمييز .
وقد كان هلذة االعتبارات وغريها تاثريها علي املشرع حيث اخذ مببدأ املسئوليه املدنيه املخففه لعدميي التمييز بنصه
يف املادة 3 / 364علي أنه " ومع ذلك اذا وقع الضرر من شخص غري مميز و مل يكن هناك من هو مسئول
عنه ،او تعذر احلصول علي تعويض من املسئول ،جاز للقاضي أن يلزم من وقع منه الضرر بتعويض عادل مراعيا
يف ذلك مركز اخلصوم ".
ومن هذا النص يتضح لنا ان املشرع أقر نوع من املسئوليه االحتياطيه اجلوازيه املخففه لعدميي التمييز يقوم علي
فكرة حتمل التبعه ال اخلطأ ،فهي مسئوليه احتياطيه الهنا ال تقوم اال اذا مل يستطيع املضرور احلصول علي تعويض
من شخص أخر ( 18كشركه تأمني أمن لديها املضرور علي الضرر الذي حلقه ،او متويل رقابه عدمي التمييز) ،
كما لو مل يكن هناك متويل رقابه لعدمي التمييز ،او وجد ولكنه استطاع دفع مسئوليته ،او كان معسرا ،وهي
مسئوليه جوازيه فللقاضي أن حيكم هبا أو ال ،حبكم وفقا ملختلف الظروف احمليطة باملوضوع خاصه اذا كان عدمي
التمييز فقريا و املضرور يعيش يف سعه ،وهي مسئوليه خمففه اذ ال يلتزم عدمي التمييز بتعويض كل الضرر الذي
أحدثه وفقا للقواعد العامه ،اذ هو ال يلتزم اال بتعويض عادل يراعي فيه مركز اخلصوم " فالقاضي قد يقضي
بتعويض كامل اذا كان عدمي التمييز موفور الثراء وكان املضرور فقريا معدما و اصيب بضرر جسيم بسبب العمل
الذي صدر من عدمي التمييز ،وهو يقضي ببعض التعويض اذا كان عدمي التمييز ميسر العيش يف غري سعه وكان
املضرور يف حاجه ايل التعويض ،وجيب علي القاضي يف هذة احلاله أن يرتك لعدمي التمييز من ماله موردا كافيا
للنفقه علي نفسه وعلي من جتب عليه نفقتهم " .19
وهي اخريا مسئوليه موضوعيه ال تقوم علي اخلطأ النه يفرتض التمييز ،ومن مث فإن عدمي التمييز ال ميكن ان
يرتكبه ،بل هي تقوم علي فكرة حتميل عدمي التميز تبعه ما أحدثه من ضرر .
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
وعلى هذا النحو يُعرض مصطلح اخلطأ يف املسئولية العقدية أو التقصريية ،وحياول البعض التقريب بينها قوال بأن
اخلطأ يف احلالتني يتمثل يف اإلخالل بااللتزام أو بواجب .
غري أن جانبا آخر يري أن اخلطأ العقدي يتمثل يف جمرد عدم التنفيذ ،أو التنفيذ املعيب لاللتزام ،يف حني أن
اخلطأ التقصريي يعكس احنرافا يف سلوك الشخص عن سلوك الرجل العادي ،وبالتايل يتضمن جانبا أخالقيا يف
تقييم هذا السلوك ،ويستهدف أيضا ضرورة تطابق هذا السلوك مع منوذج معني تقتضيه القوانني و اللوائح
املختلفة .
وانطالقا من هذه املغايرة يف املعين اجته جانب من الفقه إيل القول بان اإلخالل بااللتزام العقدي الذي يستوجب
املسئولية العقدية ال يرتبط بالضرورة بارتكاب خطأ من جانب املدين ،فقد تقوم هذه املسؤلية بدون خطأ ،وجملرد
اإلخالل بااللتزام العقدي .
و الدائن ليس ملزما بإثبات اخلطأ يف مجيع االحوال وذلك حبسب ما ذا كان اخلطأ عقدي او تقصريي ،ففي
اخلطأ التقصريي يقع علي الدائن عبئ اثبات ذلك اخلطأ الصادر من املدين الذي أدي لوقوع الضرر وذلك اعماال
لقاعدة الوضع الثابت املستقر عليها فقهاً و قضاءاً ،اما يف اخلطأ العقدي فإنه جيب التفرقه بني ما اذا كان االلتزام
بني الطرفني الدائن واملدين التزاماً بتحقيق نتيجه ام أنه التزام ببذل عنايه ،ففي حاله كونه التزاما بتحقيق نتيجه ،
فان الدائن ال يلتزم اال باثبات عدم تنفيذ أو التنفيذ املعي ب لاللتزام دون أن يكون ملزما باثبات خطأ املدين ،
خاصة وان هناك حاالت ال تنحصر فيها مسئولية املدين جملرد نفي اخلطأ ،وتتمثل هذه الصورة األخرية يف كل
حالة يكون فيها االلتزام بتحقيق نتيجة .20
ففي هذه احلالة تنعقد مسئولية املدين عن عدم التنفيذ جملرد ختلف النتيجة املطلوبة ،ودون احلاجة إيل إثبات خطأ
من جانبه ،بل وال تنحسر مسئوليته مبجرد نفي اخلطأ ،بل تنحسر فقط إذا اثبت سببا أجنبيا غري منسوب إلية .
أما إذا تعلق عدم تنفيذ االلتزام ببذل عناية فان أمر وصف املسلك باخلطأ يصبح اقرب إيل القبول ،ففي هذا
الفرض علي املدي ن أن يبذل العناية الالزمة يف الوفاء بالتزامه ،وهي عناية شخص من أواسط أمثالة ،واألصل هو
افرتاض أنة بذل العناية املطلوبة ،فإذا ادعي الدائن عكس ذلك وقع علية هو عبئ إثبات اإلخالل ،وال شك أن
هناك الكثري من االلتزامات ال يستهان هبا ذات مضمون بذل العناية ،سواء يف االلتزامات الرئيسية ،يف كثري من
العقود – خاصة العقود اليت تنشئ التزامات علي عاتق أصحاب املهن احلرة ،كاألطباء ،واحملامني و االستشاريون
وغريهم ،وكذلك اغلب االلتزامات التبعية اليت ابتدعها الفقه و القضاء احلديث ،مثل االلتزام بالتبصري واإلعالم و
التحذير .21
المطلب الثالث :أنواع الخطأ الخطأ العمدي و الخطأ غير العمدي :
متهيد :
اخلطأ قد يكون خطأ عمدي مبعين أن يكون الشخص الذي اقرتفه قاصدا أن حيدث هذا الفعل ومدرك ملا يقوم به
،كما ميكن أن يكون خطأ غري عمدي ،اي بدون أن تتجهه نيته ألحداث النتيجه الضارة بالغري ،وسنوقوم
بيان أنواع اخلطأ يف فرعني علي النحو التايل :
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
الفرع األول الخطأ العمدي Faute intentionnelle :ال يتمثل ذلك اخلطأ يف جمرد االحنراف عن
السلوك ،اذ أن مرتكبه حتدوة يف ذلك نيه احلاق الضرر باالخرين ،مبعين أن الفاعل قد يكون قد أيت
االحنراف يف السلوك قاصدا نتيجه ،حبيث تكون هذة النتيجه هدفا مبتغي من جانبه يرغب فيه ويريدة
ويقصد حتقيقة ،فال يكفي لتوافرة جمرد قصد احداث الفعل الضار ،بل جيب فوق ذلك أن تتجه االرادة ايل
احداث الضرر ذاته ،كمن يكبت مقاال يف جريدة متناوال للحياة الشخصيه واخلاصه الحد املشاهري او رموز
الدوله بقصد التشهري هبم و اظهار اجلوانب السلبيه يف حياهتم ،وكذلك كمن يطلق الرصا علي شخص
قاصدا قتله ،وتُسمي باجلرميه او اجلنحه املدنيه ، Faute delictuelleوال يشرتط العتبار اخلطأ عمديا
أن يكون قصد احداث الضرر هو اهلدف الوحيد او الرئيسي لفعله ،بل يكفي أن يكون هذا القصد أحد
الدوافع اليت قصدها الفاعل ،فاهلارب الذي يقتل حارسه او يدفع طفال ليبعدة عن طريقة فيجرحه يرتكب
خطأ عمدي ،وان كان اجلرح او القتل ليس مقصدة ، 22وكذلك كقيام أحد وسائل االعالم بنشر أخبار
ومعلومات كاذبه عن شخص بقصد النيل منه واحداث ضررا له او تشويه مسعته ،وكذلك احلال عندما تقوم
جريدة او صحيفه او اي وسيله اعالميه بنشر تفاصيل و اجراءات ضبط متهم وما اختذ حياله من اجراءات
قانونيه مبخالفه تعليمات حظر النشر الصادرة من النائب العام.
ويقدر اخلطأ العمدي تقديرا شخصيا او ذاتيا النه يقتضي حتليل نيه من صدر عنه ،وال يكفي العتبار اخلطأ
عمديا جمرد ان يتوقع الفاعل النتيجة الضارة لفعلته ( وهو ما يسمي بنظريه متثل الضرر ) بل جيب أن تكون
هذة النتيجة مقصودة ومبتغاة من جانبه ،وذلك كتعمد وسيله اعالميه كقناة تليفزيونيه مثال بث جزء من
تسجيل صويت لشخصيه عامه وهو يطالب برفع اسعار سلعه حمددة ضروريه ،واليبث كامل التسجيل الذي
استكمل فيه الشخصيه العامه طلبه مبطالبه الدوله بربط رفع السعر لتلك السلعه بزيادة املرتبات للموظفني ،
فيظهر للعامه ان الشخصيه العامه تطالب برفه االسعار فقط وهو ماليس حقيقيا ،هبدف اثارة الشعب ضدة
او التقليل من شعبيته ولقصد االضرار به ، .وعليه فال يعترب مرتكبا خلطأ عمدي صاحب القارب الذي
يقبل أن يركب فيه عددا من الركاب أكثر من محولته ،علي الرغم من توقع صاحب القارب أن مثل هذة
احلموله الزائدة ميكن ان تؤدي ايل غرق القارب ووفاة الركاب النه رغم توقعه للضرر مل يكن يريدة او يقصدة.
الفرع الثاني الخطأ غير العمدي : Faute non intentionnelle :فهو ذلك اخلطأ الذي سبق لنا
تعريفه و الذي يعين جمرد االحنراف عن سلوك الرجل املعتاد الذي ال يقرتن بقصد مرتكبه الحلاق الضرر
باالخرين ،فهو جمرد خطأ ناشئ عن االمهال او الرعونه او عدم االحرتاز او عدم التبصر اذا مل تتجه إرادة
فاعله ايل االضرار بالغري ،وهذا اخلطأ يقدر موضوعيا اي بالنظر ايل معيار الشخص املعتاد ،ويطلق علي
هذا النوع من اخلطأ يف الفقه التقليدي اصطالح شبه اجلرميه ، quasi – delitكمن قام باحلديث عن
أصدقاء املاضي ممن أصبح هلم شأن كبري يف احلياة االقتصاديه يف الدوله أو السياسيه مث يتطرق لذكر أمر
شدي د اخلصوصيه عن ذلك الشخص هبدف توثيق سابقه الصداقه بينهما ،اال ان تلك املعلومه قد أحطت
12 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
من شأن ذلك الشخص وأدت حلدوث ضرراً له ،فاملتحدث مل يقصد اخلطأ أو إحداث ضرر للمتحدث
عنه ،إال أن حديثه قد أحدث ذلك الضرر بالغري .
**وكقاعدة عامه فانه ال أمهيه للتفرقه يف نطاق املسئوليه التقصرييه بني اخلطأ العمدي و غري العمدي فكل
منهما يوجب املسئوليه و التعويض بذات القدر .23اذ ليست هناك حاالت للمسئوليه املدنيه ال تقوم فقط
اال استنادا ايل اخلطأ العمدي ،كما ان تعويض الضرر جيب أن يكون كامال سواء كان خطأ الفاعل عمدي
او غري عمدي ،فهو ال يزيد يف احلاله االويل و ال ينقص يف احلاله الثانيه ،واذا كانت هذة هي القاعدة
العامه فإن أمهيه التفرقه بني اخلطأين العمدي و غري العمدي قد تظهر عند توزيع التعويض علي املسئولني عند
تعددهم ،اذ يوزع القاضي التعويض عليهم وفقا لعدة معايري من بينها جسامه اخلطأ الذي ينسب ايل كل
منهم ،وال شك أن اخلطأ العمدي اكثر جسامه من اخلطأ غري العمدي فيكون نصيب فاعله من التعويض
أكرب .
المبحث الثاني
ركن الضرر
متهيد :
إن الوظيفة األساسية للمسؤلية املدنية تتمثل يف جرب الضرر الذي أصاب املضرور ،ومن مث فإن مقدار التعويض
يتحدد بقدر الضرر ،وهلذا يعترب الضرر أساس هذه املسؤلية ألنة حمل االلتزام بالتعويض الذي يتولد بسبب وجود
خطأ و عالقة سببية ،حبيث أن عدم ثبوت الضرر يؤدي إيل رفض التعويض .
فالضرر هو ركن املسئوليه االساسي والرئيسي ،اذ ال يتصور وجود التزام بالتعويض اذا مل يكن هناك ضرر ،يف
حني أن املسئوليه قد تتحقق دون وجود خطأ وهو ما أخذ به القانون يف بعض احلاالت .
و الضرر ليس ركنا يف املسئوليه عن الفعل الشخصي فحسب ،بل و يف املسئوليه عن فعل الغري و عن االشياء ،
وهو ال خيتلف باختالف نوع املسئوليه ،ولذلك فان كل ما قيل عن الضرر كركن من اركان املسئوليه عن الفعل
الشخصي ينطبق كذلك علي الضرر باعتبارة ركنا من اركان املسئوليه عن فعل الغري و عن االشياء .
** المطلب األول :تعريف الضرر :
هو االخالل مبصلحه مشروعه للشخص ،24أو هو اإلخالل مبصلحة حمققة مشروعة للمضرور يف ماله أو يف
شخصه.
ومن هذا التعريف يتبني أنه يشرتط يف الضرر الذي يستوجب التعويض شرطان مها :
.3وجود اخالل وهو ما يعرب عنه باشرتاط أن يكون الضرر حمققا او موكدا .
.2أن يرد االخالل علي مصلحه مشروعه .
وأكدت حمكمة النقض 25علي هذا املعين فقضت بان " حق املضرور يف التعويض إمنا ينشأ إذا كان من أحدث
الضرر أو تسبب فيه قد أخل مبصلحة مشروعه للمضرور يف شخصه أو ماله مهما تنوعت املسائل اليت يستند
إليها يف تأيد طلب التعويض"
23 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
ولذلك فاالعتداء علي حق امللكية بإتالف املال ،أو املساس بسالمة اجلسم ،أو اإلساءة إيل السمعة و الشرف
أو احلرمان من العائل الذي جتب علية النفقة قانونا يتحقق بة ركن الضرر ،إذ يتعلق االعتداء حبق من احلقوق اليت
حيميها القانون .26
وقد قضت حمكمة النقض بان " العربة يف حتقق الضرر املادي للشخص الذي يدعيه نتيجة وفاة شخص أخر ،
هي ثبوت أن املتوىف كان يعولة فعال وقت وفاته علي حنو مستمر ودائم وان فرصة االستمرار علي ذلك كانت
حمققة " .
ويشرتط أن يكون الضرر حمققا بان يكون قد وقع بالفعل أو بان يكون وقوعه يف املستقبل أمرا حتميا .
وقد قضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بأنة " يشرتط للحكم بالتعويض عن الضرر املادي اإلخالل مبصلحة
مالية للمضرور وان يكون الضرر حمققا بان يكون قد وقع بالفعل أو يكون وقوعه يف املستقبل حتميا "
أما جمرد احتمال وقوع الضرر يف املستقبل فال يكفي للحكم بالتعويض .
وقد يتعذر أحيانا تقدير الضرر احملتم الوقوع يف املستقبل ،ولذا نصت املادة 371من القانون املدين علي أنة "
إذا مل يتيسر له -أي القاضي – وقت احلكم أن يعني مدة التعويض تعينا هنائيا ،فله أن حيتفظ للمضرور باحلق
يف أن يطلب خالل مدة معينة بإعادة النظر يف التقدير " .
ولذا جيوز للمضرور أن يطلب تكملة التعويض عند تفاقم الضرر الذي إصابة بعد صدور احلكم النهائي له
بالتعويض .
وقد أكدت حمكمة النقض علي هذا املعين فقضت بان " احلكم بالتعويض املؤقت – علي ما جري بة قضاء هذه
احملكمة – مىت حاز قوة األمر املقضي وان مل حيدد الضرر يف مداه أو التعويض يف مقداره حييط املسؤلية التقصريية
يف خمتلف عناصرها ويرسي دين التعويض يف أصلة ومبناه مما تقوم بني اخلصوم حجيته ،وهبذا تستقر املسئولية و
تتأكد املديونية إجيابا أو سلبا ،وال يسوغ يف صحيح النظر أن يقصد الدين الذي أرساه احلكم علي ما جري بة
املنطوق رمزا له و داللة علية بل ميتد إيل كل ما يتسع له كمحل للدين من عناصر تقديره ولو بدعوي الحقة
يرفعها املضرور بذات الدين استكماال له وتعينا ملقداره ،فهي هبذه املثابة فرع ألصل حاز قوة األمر املقضي بة
فبات عنوانا للحقيقة " .
فقد استقر الفقه 27و القضاء 28علي أنة جيوز للمضرور أن يطالب بتكملة التعويض إذا تفاقم الضرر بزيادة
العناصر املكونة له بعد صدور احلكم النهائي بالتعويض .وال ميكن االحتجاج يف هذه احلالة بقوة األمر املقضي بة
للحكم الذي صدر وقضي بتعويض الضرر الذي أصاب املضرور وقت صدوره ،الن القاضي يف حالة التعويض
29
التكميلي ،يواجه ضررا جديدا مل يسبق أن فصل فيه ،يتمثل فيما زاد عن الضرر القدمي .
ولنتناول كل نوع من أنواع الضرر يف فرع مستقل مع بيان تعويض األضرار اليت يتحملها املضرورين بطريق االرتداد.
الفرع األول الضرر المادي
الضرر املادي هو الذي يصيب اإلنسان يف ماله أو يف جسمه 30وقد قضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بان "
الضرر املادي الذي جيوز التعويض عنة هو املساس مبصلحة مشروعه للمضرور يف شخصه أو يف ماله و يتحقق أما
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
باإلخالل حبق ثابت يكفله القانون أو اإلخالل مبصلحة مالية له ،وحق اإلنسان يف احلياة وسالمة جسمه من
احلقوق اليت كفلها ال دستور و القانون وحرم التعدي علية ومن مث فان املساس بسالمة اجلسم بأي أذي من شأنه
اإلخالل هبذا احلق يتوافر مبجرد قيام الضرر املادي ،وإذا ما ترتب علية تكبد نفقات يف سبيل العالج كان ذلك
إخالال مبصلحة مالية يتوافر أيضا قيام الضرر املادي ." 31
فالضرر اجلسماين ي عترب ضررا حاال و مؤكدا ،إذ ميكن تقديره من خالل كافة جوانب حياة املضرور ،واستقالال
عن أثرة علي الدخل املايل ، 32فهذا الضرر يتمثل يف املساس بسالمة اجلسم و كيانه املادي .
ولكن التأثريات املعنوية اليت يشعر هبا املصاب وحيس باألمها نتيجة البتعاد احمليطني بة اجتماعيا بسبب اكتشافهم
مرض املصاب تكون هلا رد فعل سليب علي حسن أداء العمل املطلوب منة .
وهلذا فان تقدير الكسب الفائت يكون مسألة واقع ختضع لتقدير قاضي املوضوع الذي يتويل فحص كل حالة
علي حدة لبيان هذا الكسب الفائت الذي حرم منة املصاب و املتمثل يف فقد دخلة أو أجرة ،وهذا ما نصت
علية املادة 223من القانون املدين فقرة أويل حيث نصت علي أنة " إذا مل يكن التعويض مقدرا يف العقد أو
بنص يف القانون ،فالقاضي هو الذي يقدره ،ويشمل التعويض ما حلق الدائن من خسارة وما فاته من كسب ،
بشرط أن يكون هذا نتيجة طبيعية لعدم الوفاء باالتزأم أو للتأخر يف الوفاء بة ".
أيضا فان املصاب يف هذه املرحلة تلحق بة خسارة ،وان كانت اقل من اخلسارة اليت يتحملها املريض الذي وصل
إيل مرحلة املرض الكامل ،متمثلة يف املصروفات الطبية مثل إجراء التحاليل الالزمة ملعرفة الدرجة اليت وصل إليها
املرض و املريض ،وفحو طبية لتحديد نوع العالج ،ونفقات هذا العالج .
وقد أكدت حمكمة النقض علي هذا املعين فقضت بأنة " يشرتط للحكم بالتعويض عن الضرر املادي اإلخالل
مبصلحة مالية للمضرور وان يكون الضرر حمققا بأن يكون قد وقع بالفعل أو يكون وقوعه يف املستقبل حتميا ،
وان مناط حتقق الضرر املادي الذي يدعيه شخص نتيجة تعذيبه ،أن يكون من شأن هذا التعذيب إصابة اجلسم
أو العقل بأذى خيل بقدرة صاحبة علي الكسب أو يكبدة نفقات العالج ". 33
أيضا يتمثل الضرر املادي فيما يلحق املريض املضرور – يف هذه املرحلة املتقدمة – من خسارة يف نفقات العالج
و اإلقامة يف املستشفي و تكاليف الفحو الطبية اليت يلزم املريض إجرائها ملتابعه تطور املرض ،ومصاريف
الكشف عند األطباء ،واألدوية اليت يتناوهلا املريض ،وغري ذلك من املصروفات اليت يضطر املريض لدفعها ملتابعه
العالج .
وكذلك يعترب من قبيل الضرر املادي املساس بسالمة اجلسم ،إذ النقص يف القدرة اجلسمانية تعترب ضررا جسمانيا
واجب التعويض حىت إذا كان املريض املضرور مل ميارس عمال أو مهنة .34
فقد اعتربت حمكمة النقض أن املساس بسالمة اجلسم بأي أذي من شأنه اإلخالل حبق اإلنسان يف احلياة و
سالمة جسمه يتوافر بة الضرر املادي .35
ويستطيع الوارث أن يطالب بالتعويض الذي كان ملورثة أن يطالب بة لو بقي حيا ،وهذا التعويض املورث مستقل
عن التعويض الذي يلحق املضرور الوارث شخصيا ،إذ الضرر الذي يصيب الوارث شخصيا أطلق علية الفقه "
21 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
الضرر املرتد " فالضرر املرتد " وهو الضرر غري املباشر " و هو الضرر الذي يصيب طالب التعويض شخصيا نتيجة
لضرر أصاب شخصا أخر ،فالضرر الذي أصاب األول يسمي الضرر األصلي ،وقد ينعكس ويرتد علي شخص
أخر فيصيبه بالضرر ،وهلذا يسمي بالضرر املرتد .36 .
فإذا تويف الشخص املريض ،وكان وقت وفاته يعول شخصا علي حنو مستمر ودائم ،فان هذا األخري يستطيع أن
يطالب بالتعويض عن الضرر املادي املرتد الذي إصابة نتيجة فقد عائلة الذي كان يتويل اإلنفاق علية ،فيستطيع
هذا املضرور الذي ارتد إلية الضرر املادي ،أن يطالب بالتعويض من املؤسسة العالجية ،سواء كانت مستشفي
عام أو خا – وله كذلك طلب التعويض من الطبيب املعاجل للمضرور األصلي أو اجلراح بسبب اإلخالل
بااللتزام امللقي علي عاتق كل منهم بضمان سالمة املريض .
وال يقتصر احلق يف التعويض عن الضرر املادي املرتد علي أقارب املريض إيل درجة معينة ، 37فال يتقيد من هلم
احلق يف التعويض عن هذا النوع من الضرر بالقيد الوارد يف املادة 222من القانون املدين الفقرة الثانية ،الن هذا
القيد متعلق بالضرر األديب املرتد .38
الفرع الثاني
الضرر المعنوي او األدبي
الضرر األديب هو الضرر الذي ال يصيب الشخص يف ماله ،ولكنة يصيب مصلحة غري مالية ،وقد عرفت حمكمة
النقض املصرية الضرر األديب بأنة " كل ضرر يؤذي اإلنسان يف شرفة و اعتباره ،أو يصيب عاطفته واحساسة
ومشاعره ،فيندرج يف ذلك العدوان علي حق ثابت للمضرور كاالعتداء علي حق امللكية ،ولذا فان إتالف سيارة
مملوكة للمضرور اليت يتخذها وسيلة لكسب الرزق و العيش يعترب عدوانا علي حق امللكية و حرمانه من مثرهتا من
شأنه أن حيدث لصاحب هذا احلق غما واسي و هذا هو الضرر األديب الذي يسوغ التعويض عنة " .39
فكل ما يصيب الشرف و االعتبار و العرض ،بالقذف و السب و هتك العرض و إيذاء السمعة بالقول و
االعتداء علي الكرامة ،يعترب ضررا أدبيا ،ألهنا تضر بسمعه اإلنسان و تؤذي شرفة واعتباره بني الناس ، 40
وقضت حمكمة مصر االبتدائية الوطنية يف هذا الصدد بان " األمراض يف ذاهتا من العورات اليت جيب سرتها حىت
لو كانت صحيحة ،فإذاعتها يف حمافل عامة وعلي مسمع من العامة يسيء إيل املريض إذا ذكرت أمساؤهم و
باألخص بالنسبة للفتيات ،ألنة يضع العراقيل يف طريق حياهتن و يعكر صفو أماهلن وهذا خطأ يستوجب
التعويض " .41
أيضا كل ما يصيب الشخص يف عاطفته و شعوره ،مثل تنكر األبناء ألحد والديهم بسبب مرضه بفريوس
التهاب الكبد الوبائي بسبب عملية نقل دم ملوث يشكل ضررا أدبيا يدخل إيل قلب الوالدين أو احدمها الغم و
اآلسي و احلزن ،كذلك كل ما يلحق باملصاب يف جسمه من األألم احلسية و النفسية اليت عاين منها منذ وقت
اإلصابة ،تعد ضررا أدبيا .42
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
وقضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بان " احلق يف التعويض عن الضرر األديب مقصور علي املضرور نفسه فال
ينتقل إيل غرية إال أن يكون هناك اتفاق بني املضرور و املسئول بشأن التعويض من حيث مبدئه ومقداره أو أن
يكون املضرور قد رفع الدعوي فعال أمام القضاء مطالبا بالتعويض " .43
هذا الضرر األديب املوروث مستقل عن الضرر األديب املرتد فهل يستطيع أن يطالب بالتعويض عن هذا الضرر
األديب املرتد الذي إصابة دون أن تكون هناك صلة بينة وبني املريض ؟
نصت املادة 222يف فقرهتا الثانية من القانون املدين علي أنة " ومع ذلك ال جيوز احلكم بتعويض إال لألزواج و
األقارب إيل الدرجة الثانية عما يصيبهم من أمل من جراء موت املصاب " .
ويتضح من هذا النص أن احلق يف التعويض عن الضرر األديب املرتد يقتصر علي أحد الزوجني لوفاة األخر علي انه
يشرتط كذلك أن تكون رابطه الزوجيه مازالت قائمه بينهما ،أو لألقارب إيل الدرجة الثانية فقط ،فال جيوز لغري
هؤالء األشخا املطالبة بالتعويض عن الضرر األديب املرتد .
ولقد أكدت حمكمة النقض هذا املعين فقضت بأنة " ال جيوز لكل من ارتد علية ضرر أديب مهما كانت درجة
قرابته ملن وقع علية الفعل الضار أصال ،املطالبة هبذا التعويض إذ أن تقدير ذلك مرتوك حملكمة املوضوع تقدره يف
كل حالة علي حدة ،والتعويض هذا يقاس بقدر الضرر املرتد ال الضرر األصلي وحبيث ال جيوز أن يقضي بة لغري
األزواج و األقارب إيل الدرجة الثانية إعماال للفقرة الثانية من نص املادة 2 / 222من القانون املدين أو استهداء
هبا " .44
وهلذا جيوز التعويض عن الضرر األديب املرتد ،إذ علي الرغم من أن نص املادة 222يف فقرهتا الثانية من القانون
املدين قد واجه حالة التعويض عن األمل الناشئ من جراء موت املصاب ،إال أنة مل يقصد سوي حتديد أشخا
من يستحقون التعويض ،ومل يستهدف حتديد حاالت وأسباب استحقاقه ،ذلك الن األمل الناتج عن إصابة
القريب املضرور يستحق التعويض باعتباره ضررا أدبيا مرتدا ،قد يكون أبلغ أثرا من الضرر الناشئ عن وفاة هذا
القريب .45
المبحث الثالث عالقة السببية
متهيد و تقسيم :
يقصد بعالقة السببية وجود عالقة مباشرة بني اخلطأ الذي ارتكبه املسئول و الضرر الذي أصاب املضرور .فال
يكفي لقيام املسئولية – أيا كانت طبيعتها – وقوع خطأ من شخص و حدوث ضرر لشخص أخر ،بل البد أن
يكون اخلطأ هو الذي سبب الضرر ،إذ أن عالقة السببية تعترب ركنا مستقال عن اخلطأ و الضرر .46
وقد قضت حمكمة النقض يف هذا الصدد بأنة " إذا كان احلكم املطعون فيه قد أوضح أركان املسئولية املوجبة
للتعويض من خطأ هو إخالل الطاعنني بالتعاقد ومنافستهما املطعون علية منافسة غري مشروعه ومن ضرر غري
حمقق نتيجة الن التسمية اليت اختذها الطاعنان لشركتهما توجد لبسا يف حتديد مصدر منتجات كل من الشركتني
لدي املستهلكني ومن وجود رابطة السببية بني اخلطأ و الضرر فال حمل للنعي علية بالقصور " .47
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
وإذا كان من اليسر يف بعض املواقف تقدير عالقة السببية ،إال أنة غالبا ما يكون ذلك عسريا يف مواقف أخري
بسبب ت عدد ظروف األحوال وتداخلها ،فإذا تعددت األسباب اليت أدت إيل إحلاق ضرر بشخص ،حبيث
اشرتكت عدة عوامل يف إحداث الضرر ،فهل كل هذه العوامل تعترب السبب يف إحداث الضرر ،أم أن هناك
عامال منتجا يستند إلية هذا الضرر ؟
وإذا كانت كذلك فما هو معيار هذا العامل الذي تتوافر علي أساسة عالقة السببية ؟
لإلجابة علي التساؤالت السابقة ،يتنازع يف الفقه نظريتان ،األويل تسمي " نظرية السبب املنتج " و الثانية
تسمي " نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب "
ولتوضيح ذلك نقسم هذا املبحث ايل ثالثه مطالب هي :
املطلب االول :نظريه السبب املنتج . .3
املطلب الثاين :نظريه تعادل أو تكافؤ االسباب .2
املطلب الثالث :انعدام السببيه . .1
المطلب األول
نظرية السبب المنتج
تشرح نظرية السبب املنتج عالقة السببية بأنة إذا سامهت أسباب متعددة يف حدوث الضرر ،فانه جيب التميز بني
األسباب العارضة و األسباب املنتجة ،والسبب العارض هو السبب غري املألوف الذي ليس من شأنه بطبيعته
ووفقا للمجري العادي لألمور أن حيدث ضررا ،وإمنا ساهم يف إحداثه عرضا .
أما السبب املنتج فهو السبب املألوف الذي حيدث الضرر عادة ،حبيث لوالة ملا حدث هذا الضرر .48
وعند حتديد املسئولية جيب الوقوف عند السبب املنتج يف إحداث الضرر دون السبب العارض .49
وحيب علي املضرور إثبات السبب املنتج بإقامة الدليل علي أن الفعل كان ضروريا لتحقق الضرر و جعله متوقعا
وفقا للمجري العادي لألمور .
وهلذا ليس املقصود إقامة املسئولية عن كل األسباب اليت تدخلت يف احلادث الناتج ،ولكن املقصود البحث عن
السبب الذي تدخل يف إحداث النتيجة .
ولقد طبق القضاء الفرنسي نظرية السبب املنتج يف حالة إصابة املريض بفريوس مرض االيدز بسبب نقل دم ملوث
إلية هبدف إسناد التلوث إيل عملية نقل الدم ،فقضت حمكمة Versaillesاالستئنافية .50ألول مرة مبسئولية
ا لطبيب اجلراح بسبب عملية نقل دم ملوث بفريوس مرض االيدز إيل املريض استنادا إيل نظرية السبب املنتج ،
ألقامه عالقة السببية بني موت املريض متأثرا بفريوس مرض االيدز وخطأ الطبيب املتمثل يف إجراء ثالث عمليات
جراحية أدت إيل إضعاف حالة املريض الصحية ،األمر الذي استلزم عملية نقل دم إلية كان ملوثا بفريوس مرض
االيدز. 51
ولقد واجهت حمكمة versaillesاالستئنافية عقبة ذو شقني تتمثل من جهة يف أنة ليس من املؤكد وجود عالقة
سببية بني خطأ الطبيب و موت املريض بسبب فريوس مرض االيدز ،ومن ناحية أخري ال يوجد ارتباط بني
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
تطور فريوس مرض االيدز يف جسم املريض و عملية نقل الدم اليت أجراها املريض ،فمن احملتمل علي سبيل املثال
أن يكون هذا الفريوس قد انتقل إيل املريض من خالل عالقة جنسية ،وهلذا فال ميكن التأكيد علي أن موت
املريض – بعد عملية نقل الدم – كان بسبب واحد هو خطأ الطبيب.
وتغلبت احمل كمة علي هذه العقبة بإعمال نظرية السبب املنتج ،إذ اعتربت أن السبب املنتج هو السبب الذي
حيدث الضرر وفقا للمجري العادي لألمور ،وميزت احملكمة بني السبب العارض الذي ال يلعب إال دورا ثانويا يف
إحداث الضرر ،وبني السبب املنتج الذي يكون له الدور الرئيسي يف إحداث هذا الضرر .
وانتهت احملكمة إيل إقامه عالقة السببية بني خطأ الطبيب وموت املريض بسبب عملية نقل الدم امللوث بفريوس
مرض االيدز علي أساس أن " املسئولية املدنية تتحقق عندما يرتبط الضرر املدعي باخلطأ برابطة السببية املنتجة ،
هذه الرابطة توجد عندما يكون اخلطأ ناجتا عن عنصر لعب دورا فعاال ،غري تاركا للعناصر االخري – حىت وإن
سامهت يف إحداث الضرر – إال دورا عرضيا ثانويا"
وعل ذلك تكون احملكمة االستئنافية قد قررت وجود عالقة السببية -استنادا لنظرية السبب املنتج – بني خطأ
الطبيب املتمثل يف عمليات نقل الدم املتكررة اليت أجراها للمريض ،واليت كانت زائدة عن حاجة هذا املريض
األخري طبقا حلالته الصحية األويل ،وبني موت املريض متأثرا مبضاعفات فريوس مرض االيدز بسبب عمليات نقل
الدم ،وهلذا يكون الطبيب مسئوال عن موت املرض. 52
وهو ذات املنطق الذي ميكن األخذ بة يف حالة وفاة مريض بسبب نقل فريوس االلتهاب الكبد الوبائي عن طريق
نقل دم ملوث له ،عقب إجراء عملية أو جمموعة عمليات جراحية إذا استلزم األمر لذلك حرصا علي حياة
املريض فيمكن لنا أن نستند هلذا النص القضائي لتطبيق ذات احلكم علي الطبيب املعاجل يف حالة نقل فريوس
التهاب الكبد الوبائي .
وقد انتصرت حمكمه النقض املصريه للنظريه االخري ،53وبعد أن نوهت بأن استخال السبب املنتج من بني
االسباب املتعددة هو من مسائل الواقع و ليس من مسائل القانون بشرط أن يكون هذا االستخال سائغا .
و أيدت حمكمه االستئناف فيما اجرته من تفرقه بني االسباب العارضه و االسباب املنتجه " املؤثرة يف احداث
الضرر " ، 54كما ان القضاء املختلط كان يؤيد هذة النظريه حيت مع وجود استعداد شخصي لضحيه الفعل
الضار ،فلم ترتدد يف القول بتوافر عالقه السببيه مادامت احلادثه هي " السبب " الذي اظهر هذا االستعداد
الشخصي " ولو فرض أن االستعداد له كان كافيا ،قبلها ،يف جسمه .55
ويبقي تساول معلق بأثر تعدد االسباب ؟
اذا كان التساؤل متعلقا باالسباب العارضه و املنتجه ،فاالجابه يسرية حيث ال يسأل عن التعويض اال صاحب
السبب املنتج وحدة ،اما اذا تعلق التساؤل بتعدد االسباب املنتجه وحدها ،فمن البديهي أن يوزع التعويض علي
رؤوس املسئولني اال ان الضرر قد جيتمع معه سبب أجنيب او أكثر ،فما هو احلل ؟
يفرق الفقه عادة بني فروض اربعه علي النحو التايل :56
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
لذا يستطيع املريض املضرور أن يرجع علي قائد السيارة ،مع بقية املسئولني الذين سامهوا بعوامل أخري – مثل
خطأ الطبيب املع اجل ،وخطأ املستشفي اليت تناول فيها املضرور العالج ،وخطأ مركز نقل الدم – يف اصابتة
بالفريوس للمطالبة بالتعويض .
ولقد اعتنقت كذلك حمكمة 63 Bobignyنظرية تعادل أو تكافؤ األسباب ،فقضت بأن هناك عدة عوامل
أدت إيل إصابة املضرور من حادث الطريق الذي تعرض له بالفريوس بسبب نقل دم ملوث بالفريوس.
وكل هذه العوامل تعترب أساسا للضرر الذي حلق باملضرور ،ولذا تلتزم شركة التأمني – املؤمن لديها – بتعويض
كافة األضرار اليت تصيب املضرور بسبب نقل دم ملوث بالفريوس .
وهلذا يرجع الفضل إيل نظرية تعادل أو تكافؤ األسباب يف جعل قائد السيارة مسئوال يف مواجهة املضرور الذي
أصيب بالفريوس بسبب عملية نقل دم ملوث بالفريوس عقب احلادث ،علي الرغم من أن قائد السيارة ال عالقة
له بعالج املضرور .64
المطلب الثالث
إنعدام السببيه
اذا أثبت الشخص أن الضرر قد نشأ عن سبب أجنيب ال يد له فيه ،كحادث مفاجئ أو قوة قاهرة او خطأ من
املضرور او خطأ من الغري ،كان غري ملزم بتعويض هذا الضرر ،مامل يوجد نص او اتفاق علي غري ذلك .65
مفاد ذلك أن ما ينفي عالقه السببيه هو السبب االجنيب الذي يقع علي عاتق املدعي املضرور طبقا للقواعد
العامه عبء اثباته ،وقد عرفه املشرع بأنه ما ليس للشخص املدعي مبسئوليته عنه " يد له فيه " .66
وقد ضرب املشرع أمثله للسبب االجنيب و هي احلادث املفاجئ او القوة القاهرة ،وخطأ املضرور ،وخطأ املضرور
و خطأ الغري ،ونعرض فيما يلي هلذة االمثله بشئ من التفصيل :
** العنصر االول الحادث المفاجئ Cas fortuitاو القوة القاهرة :
ويقصد هبا احلادث املعلوم 67غري ممكن التوقع و مستحيل الدفع 68وهذان شرطان الغين عنهما يف هذا الصدد
.
*الشرط االول :عدم امكان التوقع :
سواء من جانب املدعي عليه او من جانب اشد الناس يقظه وبصرا باالمور ،واملرجع يف ذلك وقت احلادث ذاته
استنادا ايل معيار مطلق ،وليس نسبيا ،اي معيار موضوعي جمرد ، Abstractionوال يكفي للقول بالتوقع سبق
وقوع احلادث فيما مضي " فقد يقع حادث يف املاضي ،ويبقي مع ذلك غري متوقع يف املستقبل ،اذا كان من
الندرة حبيث ال يقوم سبب خا لتوقع حدوثه " .69
*الشرط الثاني :إستحاله الدفع :
مبعين أن يكون من شأن احلادث أن جيعل تنفيذ االلتزام مستحيال ،ماديا او معنويا بالنسبه للمدين شخصيا او
اي شخص يكون يف موقف املدين .70
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
فاذا ما اجتمعت حلادث معني شرطا عدم امكان التوقع و استحاله الدفع ،فنكون بصدد قوة قاهرة متنع قيام
املسئوليه ،كذلك قضت اجلمعيه العموميه حملكمه النقض الفرنسيه يف حكم حديث هلا صدر يف 34ابريل من
عان ، 2116الطعن رقم 2116 / 515بأن " املرض املباغت يعد قوة قاهرة اذا ما استويف شرطي استحاله
الدفع و استحاله التوقع " و املرجع يف ذلك هو تاريخ املدين املرضي حيث يوضح االهنيار املفاجئ لصحه املدين،
وجدير بالذكر أن توافر القوة القاهرة علي هذا النحو له امهيه كبرية يف جمال املسئوليه عن االشياء حيث يستفيد
املضرور من توافر نيه اخلطأ و ال يستطيع نفيها اال بالقوة القاهرة ،وتتضائل أمهيتها يف شأن املسئول عن االعمال
الشخصيه حيث يكفي قيام الدليل علي انعدام اخلطأ لنفي املسئوليه اللهم اال هذة االمهيه تتزايد حني نكون
بصدد خمالفه واجب قانوين فرضه تقيم خمالفته ركن اخلطأ وال يكون يف وسع املخاطب هبذا الواجب القانوين اال
اثبات القوة ا لقاهرة اليت حالت بينه و بني الوفاء به مثال ذلك جتاوز السرعه املقررة بالسيارة ودهس احد املارة اذا
ما رجع ايل انزالق السيارة يف ارض لزجه او االحنراف عن الطريق املخصص لسري السيارات واتالف سيارات
اخري اذا ما رجع ايل وقوع صاعقه او هبر بصر السائق بنور خاطف .71
ومن االمثله التقليديه علي القوة القاهرة اندالع حرب ،او صدور تشريع ،او عمل من اعمال االمري ( وهو كل
تصرف يصدر من إحدي السلطات العامه يرتتب عليه اخالل بالتوازن املايل للمتعاقد مع االدارة ) ،72او اشتعال
حريق او هبوب عاصفه او انتشار وباء ،او وقوع سرقه او غري ذلك ما دام مستوفيا شرطي عدم إمكان التوقع
واستحاله الدفع ،وهذا كله مما يقدرة قضاء املوضوع ،دون رقابه من حمكمه النقض ،مادام التقدير سائغا .73
*العنصر الثاني :خطأ المضرور :
ويقصد بذلك فعله الذي يشرتك مع خطأ املدعي عليه يف إحداث الضرر ،74فيعد سببا اجنبيا احنراف املضرور ،
ولو كان عدمي التمييز عن سلوك الرجل العادي احنرافا غري ممكن التوقع ومستحيل الدفع.
االجابه عن هذا التساؤل مردها ايل قاعدة االستغراق مبعين ان يفوق أحد اخلطأين يف جسامته اخلطأ االخر ،او
أن يكون أحد اخلطأين هو نتيجه للخطأ االخر ،وحيتاج ذلك ايل بعض التفصيل علي النحو التايل :
** الحاله االولي :أن يفوق أحد الخطأين في جسامته كثيرا الخطأ االخر و له صورتان هما :
الصورة االولي : .1
اذا كان أحد اخلطأين " خطأ عمدي " واخلطأ االخر غري عمدي :فيتحمل صاحب اخلطأ االكثر جسامه
بتعويض كامل للمضرور ،مثال ذلك دهس سيارة مسرعه يف مكان مزدحم لرجل اعمي يعرب الطريق .
الصورة الثانيه : .2
اذا كان أحد اخلطأين هو رضاء املضرور مبا وقع عليه من ضرر ،فال يزيل هذا الرضاء وصف اخلطأ ويسأل
املدعي عليه مسئوليه كامله عما احدثه من ضرر ،75مامل يكن رضاء املضرور مبعثه خطأ منه ( ركوب سيارة
قائدها يف حاله سكر ) فنكون بصدد مسئوليه خمففه للخطأ املشرتك .
** الحاله الثانيه :أن يكون أحد الخطأين نتيجه للخطأ االخر :
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
يف هذة احلاله تطبق قاعدة االستغراق و يسأل صاحب اخلطأ الذي ادي ايل النتيجه ،يستوي يف ذلك أن يكون
خطأ املضرور نتيجه خلطأ املدعي عليه ( كالنصيحه اخلاطئه من احملامي لعميلة وما يرتتب عليه من خطأ يرتكبه
االخري ) او أن يكون خطأ املدعي عليه نتيجه خلطأ املضرور ( حتول املضرور فجأة أثناء عبورة الطريق فتصدمه
سيارة مسرعه).
فيما عدا ذلك تنطبق قواعد اخلطأ املشرتك ،فتكون املسئوليه بني مرتكيب العمل الضار بالتساوي اال اذا عني
القاضي نصيب كل منهم يف التعويض ،76وجيوز للقاضي أن ينقص مقدار التعويض ،او اال حيكم بتعويض ما ،
اذا كان الدائن خبطئه قد اشرتك يف إحداث الضرر او زاد فيه .77
** العنصر الثالث :خطأ الغير ونقصد به فعل الشخص :
سواء اكان معلومات او غري معلوم هذا الغري و قد تسبب خبطأة باالشرتاك مع خطأ املدعي عليه يف احداث
الضرر ، 78فاذا ثبت أن من صدر منه الفعل اخلاطئ من بني االشخا الذين يسأل عنهم املدعي عليه ،فاننا
نكون يف غري مواجهه مع " غري " هبذا ملعين ،فالغري هو كل شخص غري املدعي عليه او املضرور ،79فاذا ما نفي
املدعي خطأ الغري تنطبق قاعدة االستغراق علي النحو الذي تعرضنا له يف نطاق خطأ املضرور .
اخلامتة :
يتضح لنا بعد االنتهاء من تلك الدراسه مدي أمهيه االعتماد علي قواعد القانون املدين املتعلقه بأحكام املسئوليه
التقصرييه ،المكانيه مسئوليه االشخا املتسببني يف إحداث اضراراً للغري حيت وأن كانت تلك االضرار معنويه
أو ماديه طاملا أمكن الربط بني تلك املضار وهذة االفعال اخلطأ اليت ارتكبها املتسبب ،وعلمنا أن اركان املسئوليه
املدنيه ال تقصرييه هي اخلطأ والضرر والعالقه السببيه بينهما ،وتوصلنا ايل أنه بدون هذة االركان الثالثه ال ميكن
حبال من االحوال مسائله املخطئ مبوجب قواعد املسئوليه التقصرييه ،اال أنه قد ميكن مسائلته مبوجب قواعد
املسئوليه املدنيه العقديه املبنيه علي خمالفه بنود تعاقد بني املتسبب يف الضرر و بني املضرور ،و من الدراسة
السابقة متكنا من حتديد تعريف املسئوليه التقصرييه و بيان ماهيه اخلطأ و اركانه وكذا تعريف الضرر و بيان
أنواعه ،وتطرقنا لتوضيح املقصود بالعالقه السببيه و توضيح النظريات اليت ذكرت بواسطه الفقهاء لبيان اياً من
االسباب هي
اليت ميكن االعتماد عليها يف حال تعددها ملسائله املتسبب عن االضرار اليت حتدث للمضرور .
التوصيات :
بعد االنتهاء من تلك الدراسه جند أن لدينا جمموعه من التوصيات لعلها تساعد يف ترسيخ أمهيه قواعد املسئوليه
التقصرييه وأمهيه العمل هبا وهي كتايل:
.3االهتمام برتبيه النشئ ،وتعليم األطفال منذ الصغر ،يف اجملتمعات التعليميه أمهيه حقوق الغري وكيفيه احملافظه
عليها ،وخماطر أحداث ضرر للغري سواء بقصد وتعمد أو بدون تعمد.
.2مناشدة املشرع تشديد عقوبات إحداث الضرر بالغري الناتج عن خطأ عمدي .
23 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
.1مناشدة املشرع للعمل ع لي تطوير القوانني و تعديلها كي تتوافق مع فكرة األخذ مببدأ تكافو األسباب اليت
تعترب كال منها كافيه إلحداث الضرر ،مع تشديد العقوبات و رفع احلد االقصي للتعويضات املاليه املطلوبه
من املتسبب يف حاله ثبوت وجود اي سبب او تقصري يؤدي الحداث الضرر الصادر عن هذا املتسبب .
.4مطالبه وزارة االعالم بزيادة توعيه املواطنني حبقوقهم وكيفيه االستفادة من قواعد املسئوليه التقصرييه ،مع
األهتمام باالحكام اليت تصدر من احملاكم جتاة من تثبت ادانته مبوجب قواعد املسئوليه التقصرييه ليكون عربة
ملن يعترب .
.5زيادة املؤمترات العلميه اليت تتعلق بالبحث يف قواعد القانون املدين وإظار أمهيه األخذ هبا يف جمال مكافحه
األضرار اليت حتدث للغري نتيجه أخطاء املتسبب يف هذا الضرر خبطأة .
قائمة المراجع
المراجع العربية
.3أمحد حممد الرفاعي – أثر البعد الزمين علي حق املضرور يف التعويض الكامل – دار النهضه العربيه – طبعه
عام . 2115
.2إبراهيم الدسوقي أبو الليل ،تعويض الضرر يف املسؤلية املدنية – دراسة حتليلية تاصيلية لتقدير التعويض –
مطبوعات جامعه الكويت – .3115
.1إبراهيم الدسوقي أبو الليل – املسئوليه املدنيه بني التقيد و االطالق – دار النهضه العربيه – طبعه عام
.3151
.4جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيه عام 2133
.5حسام الدين كامل االهواين ،النظرية العامة لاللتزام ،مصادر االلتزام ،اجلزء األول – الطبعة الثانية .3115
.6محدي عبد الرمحن – مصادر االلتزام ،دار النهضة العربية ،طبعة عام . 2114
.7سليمان مرقس ،الوايف يف شرح القانون املدين – يف االلتزامات – يف الفعل الضار و املسؤلية املدنية – اجمللد
الثاين – الطبعة اخلامسة – .3155
.5عاطف عبد احلميد حسن ،املسؤلية وفريوس مرض االيدز – دار النهضة العربية – طبعة . 3115
.1عبد الرازق السنهوري ،الوسيط – نظرية االلتزام – مصادر االلتزام – اجلزء الثاين – اجمللد الثاين .
.31عبد الرازق السنهوري ،الوسيط يف شرح القانون املدين – مصادر االلتزام – العمل الضار و اإلثراء بال
سبب و القانون – اجمللد الثاين – الطبعة الثالثة – دار النهضة العربية .3153
.33عبد الرشيد مأمون ،عالقة السببية يف املسئولية املدنية – دار النهضة العربية .
.32حممد انس قاسم جعفر – الوسيط يف القانون العام – اجلزء الثاين – اسس واصول القانون االداري –
القاهرة عام . 3112
.31حممد حسام حممود لطفي – النظريه العامه لاللتزام – طبعه عام . 2131
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
.34حممد حممد أبو زيد ،بعض املشكالت القانونية الناجتة عن مرض فقد املناعة املكتسبة ،االيدز – جامعه
الكويت .
.35حممد جالل حسن االتروشي -املسئوليه املدنيه النامجه عن عمليات نقل الدم – دراسه مقارنه – دار
احلامد للنشر و التوزيع – طبعه عام . 2117
.36حممد شريف عبد الرمحن – مسئوليه عدمي التمييز – مكتبه جنم القانونيه – طبعه عام . 2113
.37حممود مجال الدين زكي – مشكالت املسئوليه املدنيه – مطبعه جامعه القاهرة – . 3175
الرسائل العليمه
.3أمين ابراهيم العشماوي – تطور مفهوم اخلطأ كأساس للمسئوليه املدنيه – رساله دكتوراة – كليه احلقوق جامعه
عني مشس . 3115 -
.2حممد نصر الرفاعي – الضرر كأساس للمسئوليه املدنيه يف اجملتمع املعاصر رساله دكتوراة حبقوق القاهرة .دار
النهضه العربيه . 3175
المراجع االجنبيه
21 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
الهوامش:
1سواء كانت مسؤلية إدارية أو مسؤلية مدنية ،وسواء كانت املسؤلية املدنية عقدية أم تقصرييه .
2عبد الرازق السنهوري -الوسيط يف شرح القانون املدين ،مصادر االلتزام ،العمل الضار واإلثراء بال سبب و القانون ،اجمللد الثاين الطبعة الثالثة ،
3175 ، 3153وما بعدها –فقرة . 524
3هذه املادة تقابل املادة 3152من القانون املدين الفرنسي اليت تنص علي ما يلي :
" tout fait quelconque de l’homme qui cause a autrui un dommge oblige celui par faute
duquel il est. arrive a la reparer
6املادة 361من القانون املدين – حيث رتب املشرع يف املادة 361من القانون املدين االلتزام بالتعويض علي كل خطأ سبب ضررا للغري ،واورد
عبارة النص يف صيغه عامه جيعلها شامله لكل فعل او قول خاطئ سواء اكان مكونا جلرميه معاقبا عليها ام كان ال يقع حتت طائله العقاب ،ويقتصر
علي االخالل باي واجب قانوين مل تكفله القوانني العقابيه بنص ،ومؤدي ذلك أن احملكمه املدنيه جيب عليها فيما اذا كان الفعل او القول املنسوب
للمسئول – مع جتردة من صفه اجلرميه – يعترب خروجا علي االلتزام القانوين املفروض علي الكافه ،بعدم االضرار بالغري دون سبب مشروع ،فال مينع
انتفاء اخلطأ اجلنائي عن القول او الفعل املؤسس عليه الدعوي من توافر اخلطأ يف هذا القول او الفعل
الطعن 3143لسنه 52جلسه ، 3155 / 32 / 31وايضا الطعن 277لسنه 17ق جلسه 3171 / 6 / 21اجملموعه 24س . 162
7د /امين ابراهيم العشماوي – تطور مفهوم اخلطأ كأساس للمسئوليه املدنيه – رساله دكتوراة – كليه احلقوق جامعه عني مشس - 3115 -
257
8أ.د /جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – . 134 2133
9أ .د /عبد الرزاق أمحد السنهوري – املوجز يف النظريه العامه لاللتزامات يف القانون املدين املصري – اجملمع العلمي العريب االسالمي – طبعه
منقحه عام . 2114
10د / .حممد نصر الرفاعي – الضرر كأساس للمسئوليه املدنيه يف اجملتمع املعاصر رساله دكتوراة حبقوق القاهرة .دار النهضه العربيه 3175
. 255
11حممود مجال الدين زكي – مشكالت املسئوليه املدنيه – مطبعه جامعه القاهرة – .477 – 3175
12جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيه عام 135 2133
13إبراهيم الدسوقي أبو الليل – املسئوليه املدنيه بني التقيد و االطالق – دار النهضه العربيه – طبعه عام 21 – 3151
14نقض 3175 / 31 / 11يف الطعن رقم 21لسنه 41ق .
15نفض 3175 /5/13يف الطعن رقم 116لسنه 11ق .
16ويطلق عليه كذلك اإلسناد Imputabilite
17انظر حكم حمكمه النقض املصريه رقم 316يف 31فرباير من عام – 3151جمموعه احكام النقض س. 514 4
18حممد شريف عبد الرمحن – مسئوليه عدمي التمييز – مكتبه جنم القانونيه – طبعه عام . 42 2113
19السنهوري – مرجع سابق – فقرة 541
20جالل حممد ابراهيم – مصادر االلتزام – الطبعه الثالثه – دار النهضه العربيه – طبعه عام . 131 – 2133
21محدي عبد الرمحن – مصادر االلتزام – دار النهضة العربية – طبعة عام . 453- 451 – 2114
22مجال زكي – مرجع سابق – 455
23املشرع ال مييز يف نطاق املسئوليه ال تقصرييه بني اخلطأ العمدي و غري العمدي وال بني اخلطأ اجلسيم و اخلطأ اليسري فكل منهم يوجب تعويض الضرر
الناشئ عنه ،وانه يكفي لقيام املسئوليه جمرد إمهال ما توجبه احليطة واحلذر ،نقض مدين – الطعن 3155لسنه 51ق – جلسه 3156 / 2 / 37
24حسام الدين كامل االهواين – االجتاهات احلديثة يف جمال تعويض االضرار الناشئه عن العمل غري املشروع – جمله احلقوق ( جامعه الكويت )
س-2ع.365 -3
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01
Issn:2507-7333/ Eissn: 1742-2676 جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة ـ اجلزائر
22 اجمللد الرابع ــ العدد الثاني ــ السنة جوان 9102ــــــــــــــــ الرقم التسلسلي 01