Professional Documents
Culture Documents
مبدأ الإستوبل وفقا للتشريع و القضاء المغربي
مبدأ الإستوبل وفقا للتشريع و القضاء المغربي
مبدأ الإستوبل وفقا للتشريع و القضاء المغربي
ائ عيب أو ظاهرة سلوكية تصيب الدعوى أو الخصومة القضائية داخل ساحات المحاكم التناقض اإلجر ي
والتناقض يف علم المنطق هو أحد أقسام التقابل والمتناقضان يف هذا العلم ما ال يجتمعان .وال يرتفعان يف
يقتض لذاته أني شء واحد وحال واحدة وعن التناقض يف االصطالح فيقصد به اختالف يف القضيتي ي
تكون إحداهما صادقة واألخرى كاذبة بمعن تحتمل الصدق والكذب .هكذا يمكن تحديد مصطلح
ائ بأنه تضاد مباش يف ذات اإلجراء أو بينه وبي إجراء آخر .فإذا كان الحكم يعد التناقض يف القانون اإلجر ي
عنوان الحقيقة ،فالحكم ذاته يعتمد عىل مجموعة من اإلجراءات السابقة عىل إصداره .فإذا شاب أي
إجراء عيب كان ذلك عيبا يف الحكم ذاته ،فالدعوى و الدليل و التسبيب تعد أعماال إجرائية يعتمد الحكم
يف تقريره عىل مدى مصداقيتها وعدم تناقضها والتناقض يف هذه األعمال يعيها و يؤدي إىل إهدارها. ¹
ائ عيب أو ظاهرة سلوكية تصيب الدعوى أو الخصومة القضائية داخل ساحات المحاكم التناقض اإلجر ي
والتناقض يف علم المنطق هو أحد أقسام التقابل والمتناقضان يف هذا العلم ما ال يجتمعان .وال يرتفعان يف
يقتض لذاته أن ي شء واحد وحال واحدة وعن التناقض يف االصطالح فيقصد به اختالف يف القضيتي ي
تكون إحداهما صادقة واألخرى كاذبة بمعن تحتمل الصدق والكذب .هكذا يمكن تحديد مصطلح
ائ بأنه تضاد مباش يف ذات اإلجراء أو بينه وبي إجراء آخر .فإذا كان الحكم يعد التناقض يف القانون اإلجر ي
عنوان الحقيقة ،فالحكم ذاته يعتمد عىل مجموعة من اإلجراءات السابقة عىل إصداره .فإذا شاب أي
إجراء عيب كان ذلك عيبا يف الحكم ذاته ،فالدعوى و الدليل و التسبيب تعد أعماال إجرائية يعتمد الحكم
يف تقريره عىل مدى مصداقيتها وعدم تناقضها والتناقض يف هذه األعمال يعيها و يؤدي إىل إهدارها .
ائ كالتناقض يف تقرير الخبي أو التناقض يف سلوك الشاهد، هذه الدراسة ال تشمل كل صور التناقض اإلجر ي
القاض يف حكمه سواء أكان التناقض عىل صعيد األسباب أم عىل صعيد ي كما ال تشمل تناقضات
المنطوق .وسواء أكان التناقض يف منطوق الحكم ذاته أم بي حكمي مكتسبي لحجية األحكام وإنما فقط
ائ يف حدود فكرة القضية ،ويتصور أن يقع يف ذات اإلجراءات يف مواجهة تناقض الخصم يف سلوكه اإلجر ي
ذات الخصم .وتتجسد ممارسته من أحد الخصوم أو وكالئهم بأية صورة أو مظهر ويكون بخروج صاحبه
احيام واجب االستقامة أو األمانة اإلجرائية يف الدعوى من خالل مباغتة الخصم المقابل بادعاءات عن ر
ودفوع وتعديلها لتصبح متناقضة مع سابقتها والواقع أن هذا األخي من حقه أن يتمتع بحماية القانون
تحقيقا لألمان واالطمئنان يف السيطرة عىل زمام اإلجراءات .²وتوفي نوع من الثقة يف العالقة بي
الخصوم ،فبغي األمان ال يتصور قيام عدالة أو تحقيق تقدم .والتناقض يؤدي إىل االعتداء عىل هذا الحق
بما ينتقصه انتقاصا أضىح حقيقة ماثلة يف ربوع واسعة لدول العالم .ولقد حظيت فكرة عدم التناقض
ر
الن
القانوئ بحيث تم اعتمادها رصاحة يف النظم القانونية المقارنة واآللية ي ي ائ باهتمام الفكر اإلجر ي
وتعتي
ر األنجلوسكسوئ
ي ائ تعرف باسم اإلستويل ) (Estoppelيف النظام لتالف التناقض اإلجر ي ي رصدتها
القضائ السالف الذكر ويطرح تكريسها إشكالية التوفيق أكي القواعد القانونية مرونة و قوة يف النظام من ر
ي
بي أمرين حتمية معالجة التناقضات يف الخصومة من جهة ومن جهة تفادي الثمن المتوقع لحلول
التقاض ومبدأ الخصومة ملك للخصوم يف ممارسة حقوقهم ي منصفة وهو عدم االعتداء عىل حق
وبالتاىل تبدو الحاجة ملحة لتحديد
ي الدفاعية أو الهجومية أو تعديلها بحسب معطيات الياع وتطوره.
ائالفاصل بي هذين االعتبارين ،وتعود أهمية الدراسة يف التصدي لموضوع التناقض عىل الصعيد اإلجر ي
وه قاعدة اإلستوبل وبحث جدوى استقبالها يف قانون المرافعات ر
الن رصدت له ي باستعمال الوسيلة ي
كالية منافسة للمبادئ اإلجرائية الموجهة أو المهيمنة عىل إجراءات الدعوى المدنية بصفة عامة للوصول
الن صدرت.ر ر
الن اتخذت واألحكام ي إىل صحة اإلجراءات ي
إن االعتداد بقاعدة عدم التناقض لم يأت من منطلق فكرة أو مجرد تصور نظري ال أساس له يف الواقع،
مثاىل
ه حقيقة قانونية تفرضها قيمة اجتماعية ومقتضيات مرتبطة بالمصلحة العامة انعكاس لما هو ي بل ي
أخالف يف مجتمع سيطرت عليه النظرة المادية النفعية ،وهو أمر يجذب أي باحث للتعرف عىل أصول ر أو
ي
ر
تلق والبحث يف مقاربة تأثيه
هذه الفكرة وضوابط إعمالها ،وإذ يقودنا تناول الموضوع باعتباره سيورة ي
الداخىل وتأثيه أيضا عىل الثقافة القانونية.
ي عىل القانون
و من خالل ما سبق سنطرح اإلشكالية التالية :
المغرئ و المقارن ؟
ري ما المقصود بمبدأ اإلستوبل وفقا للتشي ع و القضاء
التاىل :
و سنجيب يف هذا العرض المتواضع عىل اإلشكالية التالية و فقا لتصميم ي
الجبائ
ي المبحث األول :تأصيل فكرة األستوبل وأحكام الدفع به يف القانون
القانوئ وشوط الدفع بهذا المبدأ
ي المطلب األول :مفهوم قاعدة األستوبل وأساسها
الثائ :طبيعة الدفع باالستوبل ونطاق تطبيقه ومفاعيل وأجزاء الدفع بهذا المبدأ المطلب ي
الثائ :شوط إعمال األستوبل وموانع التطبيق المبحث ي
المطلب األول :شوط إعمال اإلستوبيل
اإلسالم
ي المطلب ي
الثائ :موانع اعمال اإلستوبل يف القانون والفقه
الجبائ
ي المبحث األول :تأصيل فكرة األستوبل و أحكام الدفع به يف القانون
استعراض فكرة الدفع باإلستوبل يتطلب اإللمام بمفهوم قاعدة اإلستوبل وأساسها وكذا شوط إعمالها أو
عنارص تطبيقها يف قانون المرافعات وهو ما سيتم التعرض له يف المطلب األول و سنتناول يف هذا
الثائ طبيعة اإلستوبل من حيث اعتباره قاعدة إثبات أو قاعدة موضوعية .وفيما إذا كان
المطلب ي
يستخدم كدفع أو أنه يتعدى استخدامه ليكون سببا للدعوى أيضا.³
القانوئ و شوط الدفع بهذا المبدأ
ي المطلب األول:مفهوم قاعدة االستوبل و أساسها
إن عبارة استوبل Estoppelمستسقاة من الكلمة الالتينية stuppaوالمعروفة يونانيا ب stuppeو
والن استبدلت يف القرن ر
ألمانيا ب soppanوالمقتبسة من المفردة الفرنسية Estoupeالقديمة ي
ه التاسع عش بكلمة Etoupe.وتعود جذورها إىل القانون االنجليي يف وقت كانت فيه لغة القانون ي
وه بعد هذا ال تخلو معائ منها صمام أو سدادة Bouchonي ي اللغة النورماندية الفرنسية .وتحمل عدة
القانوئ إىل أبعد من معانيه
ي من معن اإلغالق أو اإليقاف عن سي أو ترصف أو سلوك ،ويذهب المعن
الحكم أو الحجة الموصدة ،ألنها تغلق دون الشخص باب الرجوع ي اللغوية ،حيث يمكن تفسيه باإلغالق
فيما قال أو فعل و تجعل قوله أو فعله حجة عليه ،كما يمكن تفسيه بالحجة القارصة أو الحد المانع،
الثائ عش والثالث عش وتطورت يف القانون اإلنجليي ،وانتقلت إىل بقية ونشأت القاعدة يف القرني ي
الدوىل وبشكل جد كبي يف اىل وقد أسهم التحكيم التجاري ر
ي األمريك واالسي ي
ي التشيعات المقاربة كالقانون
نس ،وال تقترص اإلستوبل كمبدأ أو الالتين كالنظام الفر ي
ي سفر فكرة اإلستوبل واستقبالها من قبل النظام
نظام داخل القانون اإلنجليي عىل نوع واحد بل تشمل أنواعا عديدة .وباعتبار أن الدراسة تنصب عىل
والن يحكمهار
اإلستوبل الذي يواجه التناقض يف عالقات الخصوم الناشئة عن القضية أمام المحاكم ي
الموضوع فإنه يوجود صورتي رئيسيتي لإلستوبل يف ي ائ وليس العالقات الخاضعة للقانون القانون اإلجر ي
قضائ estoppel by res judicatam.و هو يعادل الدفع بعدم ي ائ ،وهما اإلستوبل بحكم القانون اإلجر ي
نس ،واإلستوبل بالتصوير ر
الن تثبت لألحكام يف القانون الفر ي
المقض به ي ي السء
القبول المستند إىل حجية ي
،estopped by representationوهذا األخي يتصل بموضوع الدعوى اتصاال مباشا ولذا سيتم
بسء من التفصيل و يقصد بهذه الوسيلة أنه ال يجوز للشخص إثبات عكس ما يستظهر الحديث عنه ي
من سابق مسلكه ،وهذا الوجه من التطبيق هو من أهم أوجه تطبيقات اإلستوبل ويتفرع عنه الكثي من
الن يكون فيها مسلك األصيل مؤديا إىل االعتقاد بوجود النيابة، ر
األحكام ومنها النيابة الظاهرة يف األحوال ي
وعىل أية حال مهما تعددت أشكالها تفيد اإلستوبل يف مضامينها منع الخصم من المنازعة يف صحة
قضائ صدر ضده بالفعل ،عن طريق االدعاء بما يتناقض مع هذه الوقائع الن كانت محال لقرار ر
ي الوقائع ي
هذا من ناحية ،ومن ناحية أخرى منع الشخص الذي سبق و أن قرر شيئا رصاحة أو ضمنا من إنكار هذا
التقرير عن طريق المنازعة فيه مرة أخرى بادعاء يتناقض مع ما سبق وأن قرره وعليه توجد حالة
شء بالمناقضة لما سبق وأن قرره القضاء اإلستوبل عندما ال يقبل من الشخص رفع دعوى أو إثبات ي
ضده أو ما سبق و أن أثبته الشخص نفسه بغض النظر عن مطابقته للحقيقة من عدمه ،وي هدف المبدأ
إىل التأكيد عىل حقيقة الوقائع.⁴
ر
المشيك لجميع القانوئ لهذا المبدأ نالحظ أنه ال يوجد تفسي واحد يبي األساس أما بالنسبة لألساس
ي
أنواع اإلستوبل فقسم منها يستند إىل مفاهيم مثل األمانة والصدق ،أو الفطرة السليمة أو الخي العام ،و
يرى رأي آخر أن األساس لقاعدة اإلستوبل هو العدل والضمي فهدفها منع التمسك باالدعاءات المنافية
والن لوال عدم التناقض لكان قد نفذها المتمسك بها".⁵ ر
للضمي أو وضعها موضع التنفيذ ،ي
ائ يتماش مع قواعد العدالة ،وي هدف إىل تهذيب قانون المرافعات وتهذيب اإلستوبل يف القانون اإلجر ي
القضية بحد ذاتها وهو قد يتضافر مع آليات أخرى إجرائية توجه الدعوى وتصلح لتأسيس اإلستوبل
ائ التعسف يف استعمال الحق ائ الوضع الظاهر اإلجر يائ الغش اإلجر ي عليها مثل مبدأ حسن النية اإلجر ي
القانوئ ونطاق تطبيق ال تتداخل به مع األخرى .بيد أنها ال تواجه كل ماي األمانة اإلجرائية ،ولكل منها قالبه
ائ ،مما يدفع إىل القول باعتبار اإلستوبل ر
يعيض الدعوى ويصيب القضية العادلة ومنها التناقض اإلجر ي
الن ال تحيد عن هدف واحد وهو منع التناقض ر
فيكق أنه اآللية الوحيدة ي
ي وسيلة أصيلة لتهذيب القضية
ائ لخصم غي أمي إرصارا بالخصم اآلخر ،ويمنع أحد يف سلوك الخصم ،فاإلستوبل يعاقب السلوك اإلجر ي
يجن ثمارا من تناقضاته وسلوكياته المتضاربة والمتعارضة فالهدف من المبدأ األطراف من أن يستفيد أو ي
هو توفي قدر من االتساق يف مواقف الخصوم وترصفاتهم عىل أساس أنه ال يجوز الجمع بي المتناقضي
تقن لتمتي الثبات يف األقوال والترصفات يستخدم بصفة أساسية قانوئ ي ي وعليه يبدو اإلستوبل كتعبي
لمواجهة ظاهرة التناقضات اإلجرائية أو كوسيلة
احتياطية بجانب اآلليات األخرى اإلجرائية الموجهة للدعوى يتخذ منها أحيانا أساسا أو تطبيقا. ⁶
يفيض وجود عالقة قانونية بي خصمي أحدهما المتناقض (الموجه إليه الدفع) و الطرف إن اإلستوبل ر
الثائ هو ضحية التناقض أي المتمسك باإلستوبل ،هذه العالقة القانونية قد تكون موضوعية كأي ي
ترصف كالعقد مثال وقد تنشأ تلك العالقة عن أعمال إجرائية كالدعوى أو الخصومة أو القضية القانونية،
يشيط إلثارة الدفع باإلستوبل وإمكان التمسك به وجود تناقض بي سلوكي متتاليي وفائدة نتجت عن ر
التناقض يف السلوك ،ومن جانب آخر أن يسبب التغيي يف السلوك إىل اإلرصار بالخصم اآلخر الذي اعتمد
ألصىل عىل الوجه المبي أدناه. ي عىل السلوك ا
الثائ :طبيعة الدفع باالستوبل و نطاق تطبيقه و مفاعيل و أجزاء الدفع بهذا المبدأ
المطلب ي
الفقه .حيث انقسم الفقه إىل أرب ع
ي شكل تحديد الطبيعة القانونية لمصطلح اإلستوبل مادة للتباين
اتجاهات اتجاه أول صنف اإلستوبل بموجب التصوير Estoppel by representationبقاعدة إثبات
اعتيه اتجاه ثان دفعا بعدم قبول الدعوى ،⁸يف حي حبذ اتجاه ثالث وصفه بقاعدة صدر منه ،⁷بينما ر
وقد موضوعية ،بينما قرر اتجاه رابع اعتباره مزيجا من قاعدتي موضوعية وإجرائية يف آن واحد .و يبدو
أن الفقه االنجليي حسم موقفه بإدراج اإلستوبل بموجب التصوير ضمن قانون اإلثبات سابغا إياه
الدفاع ،و هذا نابع من نشأة هذه القاعدة يف القانون االنجليي حيث ينظر إىل أن مكانها ي بالطابع
وه تأخذ أهميتها من أنها تمثل خطوة يف التقدم نحو إنصاف الطرف الطبيع هو بي قواعد اإلثبات ي ي
وه تمنع المتناقض منعا مطلقا قاله ما حقيقة إنكار من منع قد عليه المدع أن اض افي المظلوم عىل ر
ي
من أن يقدم أو يصدر أو يتخذ وضعا متناقضا بأي وسيلة كانت مع ما سبق وأن الفقه اإلنجليي بأن المبدأ
ال يخلق أسبابا جديدة للدعاوى و أن المبدأ يجب أن يستخدم كدرع واق و ليس سيفا للهجوم وهذه
ع االنتباه يجب أال يساء تفسيها كفكرة مؤداها أن المدع عليه فحسب هو الذي ر ر
الن تسي ي االستعارة ي
المدع من االعتماد عىل هذا المبدأ كسبب تقوم عليه ي يمكن أن يتمسك بها .⁸إذ ليس ثمة ما يمنع
األمريك فيعد اإلستوبل وسيلة هجومية تؤسس عىل فكرة االعتماد ،⁹وكذلك األمر ي الدعوى ،أما يف النظام
اىل مؤسسا عىل فكرة الترصف دون ذمة أو ضمي ،وما يرتبط بإضفاء الصفة الهجومية ر
يف النظام االسي ي
الميتب عىل تناقض الخصم يف سلوكه ،بحيث يتجاوز عندئذ اشياط الرصر ر عىل اإلستوبل هو مدى ر
يجي الرصر الذي أصاب الخصم ضحية التناقض ،لذلك إنه يمكن اإلستوبل حدوده الدفاعية ليعد جزاء ر
المبن عىل المسؤولية اإلجرائية أو التعسف يف استعمال الحق عالجا لإلستوبل دون ي أن يكون التعويض
يقيب اإلستوبل من الدفع بعدم القبول، الوقوف فقط عىل حد الحكم بعدم القبول وف التشي ع الفرنس ر
ي ي
حيث أن أثر الدفع بعدم القبول هو عدم قبول الطلب أو الدفع دون الفصل يف موضوعه ،فهو ال يتعرض
الموضوع ،وال يطعن يف صحة اإلجراءات وإنما ينازع يف قبول الدعوى بإنكار حق الخصم يف ي للحق
ائ ،فالخصم المواجه باإلستوبل ليس له الحق يف الموضوع والدفع اإلجر ي ي رفعها ،فهو وسط بي الدفع
القاض للدفع والحكم بعدم قبول الدعوى ،واستبعاد نظرها ي إبداء طلبه أو سماع دعواه لذا فإن استجابة
لعدم توافر شوطها قد يضع حدا نهائيا للدعوى ويحول دون العودة إليها لسبق الفصل.¹⁰
القانوئ و
ي أما بالنسبة لنطقاء تطبيق هذا المبدأ الحيلة إذا تخلف أحد شوط اإلستوبل فإنها ال تأخذ أثرها
القضائ ال يكون الحكم محال لتطبيق القاعدة إذا ثبت الحصول الميتبة عىل الحكم ف قاعدة اإلستوبل ر
ي ي
ر
عليه عن طريق الغش و وال يستطيع الشخص الدفع بعدم التناقض الميتب عىل السكوت إذا كان الدافع
ائ قد يظهر اإلنسائ و التناقض اإلجر ي
ي األدئ أو
عليه هو الغش أو الحيلة أو عدم القيام بما يمليه الواجب ر ي
يف مجال قانون المرافعات إما بي قضيتي حيث قد يتناقض الخصم بي ادعاءاته ودفاعاته يف قضية أمام
اإلستعجاىل ،كما يف مثال قضية ( com.Multimedia(x ي القاض
ي قاض الموضوع مع أخرى أمام ي
والن رفعت فيها الشكة المدعية قضيتي مختلفتي. ر )Distral Société SEDEA éléctronique
ي
قاض الموضوع ي أمام واألخرى االستقبال أجهزة بتسليم قاض االستعجال تطالب فيها ي إحداهما أمام
بالمحكمة التجارية ملتمسة الحكم بالتعويض عن الرصر الناتج عن مخزون أجهزة االستقبال غي القابلة
قاض التنفيذ كالخصم قاض الموضوع و ي ي للبيع كما ريير إعمال اإلستوبل حالة التناقض بي قضية أمام
قاض الموضوع ويرفع إشكال يف تنفيذ الحكم الصادر ضده الحقا ي الذي يدفع بالمقاصة القضائية أمام
بتقديم دفع ببطالن سند المديونية .أو بي قضية موضوعية وأخرى موضوعية حيث ال يقبل من الخصم
الذي كانت إرادته سببا يف انقضاء حق الدعوى بالتنازل عن دعواه أو تسليم المدع عليه بها أو باتفاق
األطراف صلحا ،أن يرفع الخصم الدعوى مرة أخرى وتجديد الخصومة بالنسبة لذات الموضوع ،كما
قض عمال باإلستوبل بي قضية تحكيم وقضية دعوى بطالن حكم التحكيم أمام قضاء الدولة وترتب ي
المدع أمام محكمة النقض عىل اختصاص قضاء الدولة لصالح التحكيم ،بعد ر
عليها عدم قبول اعياض
ي
المدع بإعالن خصمه أمام قضاء الدولة للمنازعة يف اختصاص هيئة التحكيم يف دعوى ي أن قام ذات
وقض أيضا بأن الخصم الذي لجأ إىل غرفة التحكيم بباريس لطلب التحكيم ال يستطيع ي رفعت ضده،
يدع أن المحكمي فصلوا دون وجود اتفاق التحكيم وهو ما يعد تطبيقا لفكرة ي بوسيلة مناقضة أن
اإلستوبل وليس شطا أن يتم التناقض بي ادعاءين يف قضيتي مختلفتي ،فيمكن أن يتم يف ذات القضية
من خالل مراحلها المختلفة فقد يتناقض الخصم يف ادعاءاته ووسائل دفاعه تارة فيما بي خصومتي
خصومة أول درجة وخصومة االستئناف ،كما إذا تمسك الخصم بإجراء سبق وأن تنازل عنه أمام محكمة
فقض مثال بعدمي الموضوع ،وقد يجد كذلك رميرا إلعماله فيما بي خصومة الموضوع و خصومة النقض
االعياض عىل إعادة فتح باب المرافعة بعد أن طالب ر المبن عىل قبول وجه الطعن أمام محكمة النقض
ي
الطاعن نفسه رصاحة أمام محكمة الموضوع بأن يتم الفصل يف القضية مع االكتفاء بالمذكرات المقدمة
بعد األمر بقفل باب المرافعة وتارة أخرى يف نطاق الخصومة الواحدة بي دعوى وأخرى كالتناقض يف
المطالبة بفسخ العقد وبطالنه يف ذات الوقت يف دعوى أصلية أخرى أو فرعية أو يف الدعوى الواحدة
كالخصم الذي يتمسك ببطالن العقد والتعويض يف مذكرته الختامية بعد أن طالب بتنفيذ العقد
والتعويض يف صحيفة الدعوى.
أما يف ما يخص نطاق تطبيق هذا المبدأ و مفاعيل و أجزاء الدفع به .رييتب حالة اإلستوبل جزاءات
إجرائية أصلية ويمكن تصور االكتفاء بها دون الحكم بجزاءات أنه ليس هنالك أي مانع من توقيعها.
فيستتبع ذلك الحكم بجزاءات مالية كالتعويض¹¹
الجزاءات األصلية :رييتب عىل التناقض يف الدعوى آثار عديدة فالدعوى المتناقضة ال تصلح أن تكون
القضائ إذ أنها يف األساس تؤدي إىل تجهيل ال تستطيع معه المحكمة تبي وجه الحق فيها، ي محال للعمل
عىل أن الدعوى المتناقضة تثي مسألة عدم القبول و إذا كان التناقض يف الدعوى يؤدي إىل عدم قبولها
فإنه يطبق بشأنه األحكام الخاصة بالدفع بعدم القبول ويستطيع صاحب المصلحة إبداء هذا الدفع حال
الفرنس يحمل صفة النظام العام ،بما يمكن ي توافر شوطه .كما أن الدفع بعدم القبول يف القانون
ه ما الفرنس و ي
ي القاض من إثارته من تلقاء نفسه و يف القانون اإلنجليي فكرة مشابهة للنظام العام ي
والن تنشأ أساسا من القانون أو من السلطة التقديرية ر
يعرف يف القانون االنجليي ب ،Public policyي
للقاض. ¹²
ي
ائ ،أيا كانت صوره و مجال تطبيقه ر
عىل الرغم من أن الجزاء الغالب والمشيك يف إعمال اإلستوبل اإلجر ي
هو عدم القبول ولكن مع ذلك قد يختلف ويتعدد سواء عىل مستوى القضية أو الخصومة أو الدعوى،
القضائ فقد يوجد بي
ي الموضوع أو عدم القبول تأسيسا عىل اإلستوبل
ي بحيث ال يخرج عن الرفض
القضائ المبن عىل انتفاء المصلحة .أو اإلستويل الميتب يف هذه الحالة هو عدم القبول قضيتي والجزاء ر
ي ي
ائ بي قضيتي مانعا للتناقض المقض ألنه يظهر يف مجال التناقض اإلجر يي الذي يشبه فكرة حجية األمر
بي مسلكي اتخذ كل مهما يف قضية مختلفة عن األخرى ،حيث يمنع الخصم من التناقض يف سلوكه أمام
القاض وإن جزاء الدفع باإلستوبل ي المحكمة مع سابق سلوكه يف إجراءات أخرى الذي اعتمد عليه حكم
ائ عىل مستوى القضية الواحدة هو نفسه فيما بي القضايا ،وهو الحكم بعدم قبول عىل التناقض اإلجر ي
الفرنس لم يحدد حاالت معينة حرصية له يف المادة 122من قانون ي الدعوى ويجد أساسه يف أن المشع
الفرنس ،كما أنه يمكن تأسيسه عىل المصلحة غي المشوعة ،وهو جزاء قاس بالنسبة للخصم ي اإلجراءات
الذي يتعرض له.¹³
ر
الن تكيف يف جهة الجزاءات التكميلية :يتضمن قانون المرافعات وسيلتي تكميليتي لعالج آثار التناقض ي
ائ وتتمثل الوسيلة األوىل يف الغرامة و الثانية يف التعويض¹⁴ التعسف يف استعمال الحق اإلجر ي
-1الغرامة
الن تعد كجزاء لالستعمال ر
البد من مجازاة الخصم المتناقض عن نيته السيئة بغرامة إجرائية ي
التعسق للحقوق أو عدم مراعاة الواجبات اإلجرائية ،وقد عرفت الغرامة قديما يف روما و القانون
ي
ر
الفرنس القديم كجزاء لردع روح المشاغبة لدى المتقاضي ومن أجل تحقيق االحيام الواجب ي
القانون المرافعات وقد اتجهت النظم القانونية الحديثة إىل مبدأ الحكم بالغرامة عىل من أساء
ماىل تقدم للخزينة العامةه جزاء ي التقاض تحقيقا لنفس األهداف والغرامة ي
ي استعمال إجراءات
تعسق وقع بالفعل ،فهو جزاء لردع االستعمالي والحكم بالغرامة عىل أية حال يتعلق بسلوك
ائ بطريق ملتو أو معوج ،لتحقيق أعىل قدر من الجدية عند طرح المنازعات التعسق للحق اإلجر ي
ي
عىل القضاء ،و لهذا فإن فرض الغرامة يكون الغرض منه تحقيق المصلحة العامة ألن هذه
األعمال ترص بمصلحة الدولة يف إدارتها للعدالة وترصف القضاة عن القيام بوظيفتهم وقد اتجه
الفرنس يف قانون المرافعات الجديد إىل ربط الحكم بالغرامة بالتعسف يف استعمالي المشع
الحقوق اإلجرائية ،لكنه جعل الحكم بالغرامة جوازيا يف أغلب األحوال و ترك أمر تقديرها
الحتم بالغرامة ¹⁵
ي للمحكمة ومع ذلك احتفظ يف بعض األحوال بالحكم
-2التعويض
النر ر
جي األرصار ي ه ر الن تسع المسؤولية المدنية إىل إدراكها و ي
يحقق الحكم بالتعويض الغاية ي
ائ بعد جزاءا مناسبا أصابت الضحية والتعويض عىل أساس التعسف يف استعمال الحق اإلجر ي
ائ ،ولكن تحقيق ذلك يتطلب توافر شوط المسؤولية وفقا للقواعد العامة خاصة للتناقض اإلجر ي
ركن الرصر و أن يكون الخصم قد أصيب برصر ماديا أو معنويا يتعي أن يكون ناشنا عن الفعل
أكي عندما يكون الحكم المؤاخذ عليه مباشة ويقع عبء إثباته عىل المرصور ويكتسب أهمية ر
بالمسؤولية متوقفا¹⁶
الغش اإلجر ي
ائ
مبعية تعالج مسألة إن معالجة موضوع الغش لم ترق إىل نظرية متكاملة وهذا ال ينق أن هناك نصوص ر
ي
تكق لسد كل صور الغش المستحدثة والمتجددة ،وحيث أن عدم مشوعية الغش تعود إىل ر
الن ال يالغش ي
القانوئ ،فإن قانوئ يحظره ،ولسد هذا النقص فحن يف غياب نصافتقاره إىل أساس قانوئ يقوم عليه .ر
ي ي ي
القضاء مستقر عىل منعه من خالل أحكام المحاكم المتواترة ،حيث تولد عرفا قضائيا اكتملت عنارصه
واستقرت عىل مبدأ أو قاعدة معينة ،فأصبحت هذه القاعدة أو ذلك المبدأ عرفا ملزما يف إطار ما أصبح
وه قاعدة قانونية شء (أوما يعرف بقاعدة الغش يبطل كل الترصفات) ،ي يعرف بفكرة الغش يفسد كل ي
ائ وينطبق عىل ر
سليمة ولو لم يجر بهما نص خاص وهذه القاعدة تجد تطبيقا لها حن يف المجال اإلجر ي
ائ هو ر
اإلستوبل بحد ذاتها فيشل إعمالها يف القضية من كانت تنطوي عىل غش مقصود ،والغش اإلجر ي
عبارة عن إيهام الغي بواقعة غي صحيحة بقصد اإلرصار بالغي ،فهو اإلخالل بواجب الصدق والياهة يف
يعتي عيبا
يناف العدالة والحقيقة أن الغش يف قانون المرافعات ر الخصومة لتضليل المحكمة وصدور حكم ي
ائ وذلك باستعمال الحيل التدليسية بقصد التوصل إىل حصول عىل منفعة ال مستقال يف العمل اإلجر ي
يلتق بالقواعد األخالقية ،وإن ر
يقررها القانون بالشكل الذي تمت به ،فالقانون يف الكثي من نصوصه ي
شء رييز انتصار القيم األخالقية عىل الشكلية المنطوية عىل سوء نية تطبيق قاعدة الغش يفسد كل ي
بقصد اإلرصار بالغي.²³
وقد يكون الغش مانعا للطرف المتمسك بتطبيق اإلستوبل أو قاعدة عدم التناقض عن التذرع به ،وذلك
المبن عليه حالة اإلستوبل ،ليس سوى نتيجة لتصوير سابق ي يف حال ما إذا أثبت أحد األطراف أن تصويره
صدر عن الطرف المتمسك باإلستوبل » ،cross estoppelوالواقع أن اإلستويل عىل اإلستوبل غي جائز
estoppel sur estopped ne vaut » .
القضائ ،ال يكون ر
وف قاعدة عدم التناقض الميتبة عىل الحكم
ي ويشمل الغش جميع أنواع اإلستوبل ،ي
القضائ محال لتطبيق هذه القاعدة ،إال إذا ثبت الحصول عليه عن طريق الغش والتحايل كما يف
ي الحكم
مثال قضية الدوقة (kingston)²⁴.
ائ:
النظام العام اإلجر ي
ائ مانعا من تطبيق اإلستوبل ،وقد قضت محكمة النقض الفرنسية يف حكمها يعد النظام العام اإلجر ي
نوفمي 2013برفض تطبيق مبدأ عدم جواز التناقض إرصارا بالغي عند إبداء الدفع ر الصادر بتاري خ 14
الفرنس
ي بعدم القبول النتفاء الصفة لمخالفته مقتضيات نص المادة ( )123من قانون اإلجراءات المدنية
كون الدفع بعدم القبول يمكن إثارته يف أي حالة كانت عليها الدعوى .كما أنه يستنتج من المادة ( )21من
قانون المرافعات المرصي ،الفقرة الثانية منها ،نفس الحكم المتعلق بالنظام العام كمانع من تطبيق
اإلستوبل ،ووفقا لمقتضيات هذه المادة ال يجوز التمسك بالبطالن من الخصم الذي تسبب فيه ،وذلك
الن يتعلق فيها بالنظام العام.ر
كله فيما عدا الحاالت ي
من تسبب يف بطالن إجراء ال يجوز له أن يعود ويتمسك به ،وإال عد حيث يفهم من ذلك أن الخصم ر
ائ يتوجب مواجهته باإلستوبل ،غي أن ذلك لن يكون ممكنا إذا تعلق تمسك متناقضا يف سلوكه اإلجر ي
الخصم باإلجراء بالنظام العام.²⁶
وتفريعا عىل ذلك قضت محكمة النقض المرصية برصي ح القول بأن عدم جواز التمسك ببطالن اإلجراء
من الخصم الذي تسبب فيه وفقا لنص المادة ( )21من قانون المرافعات قارص عىل حالة بطالن اإلجراء
غي المتعلق بالنظام العام أما إذا كان بطالن اإلجراء متعلقا بالنظام العام أو كان اإلجراء معدوما فإنه ال
يرتب أثرا ويجوز لهذا الخصم التمسك بانعدام آثاره يف جميع األحوال.
تدخل إرادة الخصم المتمسك بقاعدة اإلستوبل:
إن تدخل إرادة الخصم ضحية التناقض يف وقوع الخصم اآلخر يف التناقض ،يعد هو مانعا من تطبيق
نس ،وقد كان محل تأكيد يف القرار الصادر عن محكمة اإلستوبل وهو ما استقر عليه موقف القضاء الفر ي
الفرنس أن مجرد حالة
ي استئناف Dijonبتاري خ 11/02/2014الذي قض بأنه" :من المقرر يف القضاء
التناقض إرصارا بالغي ال يؤدي بالرصورة إىل عدم القبول .كما أنه لما كان المؤمن قام بإعالن المؤمن له
االليام عمال بمقتضيات المادة ( )1315من القانون لمطالبته بدفع األقساط فكان لزاما عليه إثبات هذا ر
الن تستوجب إثبات وجود عقد. ر
الفرنس ويقع عىل عاتقه رتيير ترصيحاته ي
ي المدئ
ي
الن قدمها المؤمن بناء عىل حكم تمهيدي الصادر بناء عىل طلب من ر
ولما كانت المستندات التعاقدية ي
المؤمن له ،لم يتضمن توقيع هذا األخي ،ولهذه األسباب فال يجوز للمؤمن أن يتمسك بمبدأ اإلستوبل،
حيث كان الدفاع وراء إبداء خصمه المؤمن له أمام محكمة الدرجة األوىل ،حجة انتفاء ثمة عالقة تعاقدية
المدع أمام
ي ائ للمؤمن
سبتمي ،2006هو تناقض يف السلوك اإلجر ي
ر بينهما ثم تمسكه بإنهاء عقد قدم يف
محكمة الدرجة األوىل حيث لوال تدخل إرادة المؤمن المتمسك بإعمال اإلستوبل باالحتجاج بعقد أبرم يف
سبتمي 2006أمام محكمة أول درجة ما كان حث ودفع المؤمن له عىل الوقوع يف التناقض بي إدعائه ر
أمام محكمة أول درجة بانتفاء أي عالقة تعاقدية.
سبتمي ،2006ولذلك يمكن القول بأنه ال يجوز التمسكر ثم إدعائه أمام محكمة االستئناف بإنهاء عقد
باإلستوبل ممن كان سببا فيه".
اإلسالم.
ي موانع قاعدة عدم التناقض يف الفقه
المدع العذر يف تناقضه يف دعواه ،فال يمنع التناقض يف مثل هذهي هناك بعض الحاالت يجد فيها
المسائل صحة الدعوى ،الذي يمكن إجماله يف مجموعة مسائل تعرف بما يستثن من التناقض - :دعوى
ما يخق سببه كالنسب والطالق والخلع فالتناقض يف مثل هذه المواضع تسمع فيه الدعوى ،كما لو
وه ر ر
أقامت المرأة بينة عىل الطالق ثالثا بعدما خلعت نفسها ،فإن لها أن تسيد بدل الخلع حن ي
متناقضة ،وأيضا الزوج الذي قاسم أخ زوجته مياثها وأقر األخ أنه وارث لها ،ثم أقام بينة فيما بعد أن
الزوج كان قد طلقها ثالثا ،قبلت بينته ،ويرجع عىل الزوج بما أخذ من المياث .وعن التناقض يف غي
موضع خفاء ،فينظر إن لم يكن قابال للتوفيق فهو باطل ال تسمع فيه الدعوى ،كمثال إدعاء شخص سيئا
باإلرث عن أبيه ثم إدعائه شاء منه ،ال تسمع دعواه لتعذر التوفيق ذلك أن الموروث من األب ال ر
يتأئ
يدع شاءه ثم يقول عجزته عن إثباته فورثته أخرا. شاؤه منه ،بخالف العكس بأن ي
وال ينحرص موضع الخفاء يف النسب والطالق والخلع بل إن ذلك عىل سبيل التمثيل ال الحرص ،فلو
استأجر شخص دارا ثم برهن عىل المؤجر أنها ملكه ألن أباه ر
اشياه له يف صغره ،فدعواه يف هذه الحالة
تسمع وال يمنع هذا التناقض لما فيه من الخفاء ،فإن األب يستقل بالشاء للصغي ومن الصغي لنفسه
واالبن ال علم له بذلك - .إذا كان يف العقد مساس بحق قارص أو وقف ،فيجوز لمن تم من جهته نقضه،
غي فاحش فيه فإن دعواه المتوىل مال القارص أو الوقف ،ثم ادع وقوع ر
ي الوض أو
ي كما إذا باع األب أو
شء ر
عىل حيدر باعتبار ذلك من باب خيار الفسخ للمشيي وليس من التناقض يف ي تسمع ،وذهب العالمة ي
اشيي شخص أرضا ثم ادع أن بائعها كان االعياف بوجود العقد .لو ر
ر ألن طالب الفسخ ليس معرضا عن
مقية أو مسجدا ،فإن إدعاءه يقبل وتسمع دعواه صيانة لحقوق الجماعة ،وإذا ثبت ذلك ينقض جعلها ر
ر
العقد .إذا اشيى الشخص العي المأجورة أو العي المرهونة بدون إذن المستأجر أو المرتمن عالما بأنها
يبق عىل خياره إن شاء فسخ البيع إن شاء انتظر انتهاء مدة اإلجارة أو فكاكمأجورة أو مرهونة فإنه ر
الرهن ،فهو يف صورة اختياره فسخ البيع ساع يف نقض ما تم من جهته ،ولم يرد عليه سعيه .الرجوع عن
الن تسقط بشبهة ،بخالف الرجوع عن اإلقرار فيما يتعلق بحقوق العباد ر
اإلقرار فيما يتعلق بحقوق هللا ي
ألنه حق ثبت لغيه فلم يملك إسقاطه بغي رضاه ،وحق العبد ما ثبت ال يحتمل السقوط بالرجوع .بعض
ه مثاله حق الفسخ االستحقاق يف الوقف ،وحق خيار الرؤيا، ر
الحقوق غي قابلة للسقوط أصال تبق كما ي
وحق تحليف اليمي المتوجهة عىل أحد المتداعي .وإن ما يستثن من قاعدة الساقط ال يعود يمكن إن
ويعتي بمثابة استثناء .للعقد الفاسد ،وحق من قاعدة .من سع يف نقض ما تم من جهته ر يقاس عليه،
فسعيه مردود عليه .للواهب أن يرجع يف هبته وقد تم الترصف من جهته إذا تعلق برضا الموهوب له أو
تحقق سبب مقبول.
خاتمة :
إن الخوض يف هكذا موضوع لم يكن بيسي وكذلك خاتمته لن تكون سهلة ،وبعد أعوام من البحث
القانوئ لمعالجة التناقض يف السلوك قوال أو فعال ر
الن يفرضها الواقع
ي والتحليل يف عمق اإلشكالية ي
لتالف التناقض الن رصدتر ر
ي والمكابرة والتقلب يف المواقف أو يف السلوك إزاء اإلليامات ،من خالل اآللية ي
والمعروفة باإلستوبل ،والخوف من ارتدادات استخدامها شططا أن ومن تصبح خارج السيطرة²⁷.
صحيح أن مبدأ عدم التناقض مع الذات عىل حساب الغي هو ثمرة التجاذب بي قواعد القانون وقواعد
حن يتأمن األخالق ،تعكس تصور المجتمع لما يجب أن يكون عليه ترصف اإلنسان ف أوضاعه القانونية ر
ي
قدر ممكن من العدالة والتعامل بشف ونزاهة وإخالص وصدق ،وفكرة األخالق ليست إال فكرة موسعة
عن العدالة والمجتمع دائما يف حاجة إىل قواعد قانونية تتالئم وحاجاته ومتطلباته المتجددة ،كما وأن
احيام حقوق مبدأ عدم التناقض الذات عىل حساب الغي يساهم ف تطبيق غايات القانون وينطوي عىل ر
ي
اإلنسان وعىل األخص حقه يف محاكمة مع عادلة.
وبالتاىل دخول قاعدة عدم التناقض أوما يعرف باإلستوبل كفكرة أخالقية إىل القواعد القانونية المتعلقة
ي
باإلثبات وغيها من شأنه أن يضيف أثرا تهذيبيا لهذه القواعد ،يساهم يف إقرار العدالة ورفع الظلم ،وال
يبدو أن االتساق واالنسجام يف ترصفات األفراد يعد بمثابة عائق لتنمية العالقات االجتماعية و تجازي
التقاض .وقد تطور العمل بها يف جميع
ي ائ أو عدم الياهة يف
قاعدة االستوبل يف الحقيقة سوء النية اإلجر ي
الدعاوى المدنية ف القانون اإلجرائ الفرنس و ليس ف نطاق قانون التحكيم فحسب غي ر
االعياف ي ي ي ي
ينق الحذر من ارتدادات استخدامها شططا ،كما أن تفسيها ال سيما لناحية مخالفة حقوق باإلستوبل ال ي
المدع من حق القضاء أو محارصة مبادرة الطرف المواجه ي الدفاع ،ال يجب أن يؤدي إىل حرمان
باإلستويل يف ممارسة حقوقه الدفاعية بحسب تطور معطيات الياع صونا لحقوقه ،فالخصم له أن
يعدل يف موقفه ويغيه عىل حسب موقفه يف القضية ولعل هذا ما يفش القلق من مسألة اتساع تقنينها
والتخوف من أن تصبح خارج نطاق السيطرة .بشكل موسع.
-1رمضان ابراهیم عالم تعارض اإلجراءات يف قانون المرافعات حاالته وآثاره قواعده وأحكامه الطبعة األوىل
مكتبة الوفاء القانونية اإلسكندرية ،مرص ،2015ص .11
ائ يف قانون المرافعات .بدون ذكر الطبعة در ائ مبدأ عدم التناقض اإلجر ي -2أحمد محمود االستوبل اإلجر ي
النهضة العربية .أحمد سيد .القاهرة مرص ،2016
ر
المغرئ االستوبل يف علم التحكيم نعم .و لكن مجلة التحكيم العالمية العدد الثامن تشين -3محمود محمود
ي
األول السنة الثانيةأكتوبر ،2010ص 125
الدوىل .دار الفكر
ي العلوائ تنفيذ االلتامات الدولية ومبدأ حسن النية يف القانون ي -4طالب عبد هللا فيد
الجامع اإلسكندرية مرص ،2015ص 119 ي
ر
عرئ ،طبعة 05مكتبة لبنان ناشون لبنان ،2008ص - يانكلت القانوئ المعجم ، القانوئ سليمان -5حارث
ي ي ي
285
-6رمضان ابراهیم عالم ،المرجع السابق ،ص 95
-7و الذي قبلت به محكمة النقض الفرنسية ضمنا يف حكمها الصادر يف 11مارس 1997قاضية أنه بالنظر إىل
المدئ ال يجوز ألحد أن يتناقض مع نفسه إضارا بالغت ويخون بالنتيجة ي المادة 1134فقرة 3من القانون
المشوعة للمتعاقد معه. الثقة ر
يع ر
القضائ والتش ي
ي المغرئ ما الذي يجري يف فرنسا حول االستويل اتعليقا عىل المنىح ي -8محمود محمد
ر
المستجد من اإلستويل) ،مجلة التحكيم العالمية -العدد الحادي عش تموز (يوليو) ،2011ص .140
وتبن اإلستويل ضاحة ،بل أعطت تعريفا واضحا ي -9ولم يقترص قضاء محكمة النقض الفرنسية عىل تكريس
لإلستويل من جهة وأكدت عىل استقالليته عن العدول من جهة ثانية يف حكم لها يف 3فتاير .2010
عىل الوجت يف القواعد الكلية الفقيبة ،دار النهضة العربية القاهرة ،2001ص 213 -10ربیع دردير محمد ي
العلوائ ،المرجع السابق ،ص 119 ي -11طالب عبد هللا فيد
ر
الميقائ ،منع التناقض إضارا بالغت يف الشيعة اإلسالمية ،مجلة التحكيم العالمية -12رافت محمد رشيد
ي
الثائ يناير ،2010ص 169 ي العدد الخامس ،السنة الثانية كانون
ً
اللبنائ الصادر يف آذار عام 1932المعمول به اعتبارا ي -13ورد يف نفس المادة 1106قانون الموجبات والعقود
الن تخالف ر
من تشين األول سنة 1934الغيت و تبق أحكام المجلة وغتها من النصوص اإلشتاعية ي
ائ رقم 5لعام 1965يف قانون الموجبات والعقود أو ال تتفق مع أحكامه" .قانون المعامالت المدنية اإلمار ي
اآلئ :ملغاة جميع مادته 70عىل ي
من سع يف نقض ما تم من جيته فسعيه مردود عليه "
اآلئ :من -14نص الفصل 547من مجلة االلتامات و العقود التونسية الصادرة يف سنة 1906وتعديالتها عىل ي
سع يف نقض ما تم من جهته فسعيه مردود عليه إال إذا أجاز القانون ذلك بوجه ضي ح.
-15انظر المادة 338من األمر 75/58المؤرخ يف 20رمضان عام 1395الموافق 26سبتمت سنة 1975
المدئ المعدل و المعدل. ي والمتضمن القانون
.
-16انظر المادة 341من قانون رقم 01/09مؤرخ يف 23فيفري 2008يتضمن قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية .ج وعدد 2 1لسنة 2006
ر
مرس صالح شاج البيئة المردودة بي القانون والشيعة اإلسالمية دراسة مقارنة ،رسالة ماجستت يف أمائ
ي -17ي
الغنيم بعض االتجاهات الحديثة يف ي الحكم محمد طلعت ي القانون الخاص ،كلية انظر :يف تعريف اإلغالق
سام عبد الحميد أصول ي الدوىل العام ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ، 1974ص 111محمد ي القانون
الثائ ،الطبعة السادسة ،الدار الجامعية القانون جامعة الخرطوم ،2005ص ي الدوىل العام الجزء ي القانون
45و46
قضائ تحكيم تجاري القاهرة ي -18اإلسكندرية ، 1984ص 286يف الدعاوى رقم 35.41.44.45لسنة 129
الدائرة السابعة التجارية .جلسة 5فتاير ،2013حكم غت منشور ،أشار إليه أحمد سيد أحمد محمود
المرجع السابق ص 196
المغرئ ،األستويل يف قانون التحكيم المرجع السابق ،ص 100-99 ي -19أشار إليهم محمود
عىل طريخهم ،قاعدة عدم -20أحمد سيد أحمد محمود المرجع السابق ص 72-71صادق عبد ي
التناقض(اإلغالق) و تطبيقاتها القانونية.المرجع السابق.ص 40
مغرئ ،األستويل يف قانون التحكيم المرجع السابق ،ص 94ي -21محمود محمود ال
عىل طريخم المرجع السابق ،ص 223 -22صادق عبد ي
-23أما ما عدا ذلك من تصوير يؤدي إىل قيام شك لدى الموجه إليه التصوير أو إغفال أو إهمال من جانبه كليا
حاالت خارجة عن اإلستوبل
-24أحمد سيد أحمد محمود المرجع السابق ص 26
يع ر
القضائ والتش ي
ي مغرئ ما الذي يجري يف فرنسا حول االستويل تعليقا عىل المنح
ي -25محمود محمود
المستجد حول االستويل .المرجع السابق ،ص 144
-26هدف منع إثبات بعض الوقائع"
-27مجلة دورية علمية محكمة متخصصة يف مجال العلوم القانونية والسياسية تصدر عن كلية الحقوق
تليىح باألغواط
ي والعلوم السياسية جامعة عمار