Professional Documents
Culture Documents
الإطار القانوني لعقد النقل البحري
الإطار القانوني لعقد النقل البحري
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
-ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
ﻤﺸﺭﻓﺎ ﻭ ﻤﻘــﺭﺭﺍ -2ﻋﻤﺭ ﺫﻴﺏ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻥ ﻤﻬﻴﺩﻱ ،ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺴﺎﻋﺩ )ﺃ(
ﻭ ﻗﻴﻞ :
ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻃﻠﺐ ﺇﺟﺎﺩﺗﻪ ،ﻓﺬﻭﻭ
ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻢ ﻓﺮﻍ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺗﻘﺎﻧﻪ ﻭ ﻛﻤﺎﻟﻪ.
ﻗﻮﻝ ﻣﺄﺛﻮﺭ
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺤﻜﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻓﺤﺴﺏ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﻓﺭﻴﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﺴﻠﻡ ﻭﻤﺴﻠﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺴﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎل:
ﻟﺫﺍ ﺃﺘﻘﺩﻡ ﺒﻜل ﺍﻟﺸﻜﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻭﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﻭﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺎﻟﺠﻤﻴل ﻟﻸﺴﺎﺘﺫﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﻗﻔﻭﺍ
ﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻲ ﻭﺃﺨﺹ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ "ﺫﻴﺏ ﻋﻤﺭ" ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻤﻠﻪ
ﻭﺍﻹﺭﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻗﺩﻡ ﻜﺎﻤل ﺇﻤﺘﻨﺎﻨﻲ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل
ﺸﻜﺭﺍ ﻟﻜﻡ
أ
ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺩﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻁﺘﻨــﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺇﻟــﻰ ﻭﺍﻟﺩﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﺒﺨــل ﺒﺸﻲﺀ
ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﻭﻤﺤﺒﺔ
ﺼﻠﺔ ﻭﻤﻭﺩﺓ
ﺃﻜﺭﻡ ﻭﺃﻻﺀ
ﻭﻓﺎﺀﺍ ﻭ ﺇﺤﺘﺭﺍﻤﺎ
ب
ﻤﻘﺩﻤﺔ
ﻤﻘﺩﻤﺔ:
ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﻁﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﻭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻭﺴﻁ ﺜﻼﺙ ﻗﺎﺭﺍﺕ
ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺴﺎﺤل ﻴﺒﻠﻎ ﻁﻭﻟﻪ 1622ﻜﻴﻠﻭﻤﺘﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ
ﺒﻴﻥ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺒﻼﺩ ﻤﻬﺘﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺒﺎﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺸﻜل
ﺨﺎﺹ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺨﺩﻤﺎﺘﻲ ﺭﺍﻗﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﻥ ﻋﺸﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻠﺒﺤﺭ ﻭﺍﻗﺘﺭﺍﺒﻪ ﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩﻩ
ﻭﺍﻟﺘﻤﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ،ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ
ﺒﺩﺍﺨﻠﻪ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﻘل ،ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻴﺤﺘل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ
ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻤﻭﺍﻨﺊ ﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﺭﺍﻓﺩ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺘﻪ ،ﻓﻬﻭ
ﻴﺘﺨﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺭﻀﺎ ﻟﻪ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻜﺜﻴﺭﺓ ،ﻜﺎﻟﻨﺯﻫﺔ ﻭﺍﻟﺼﻴﺩ
ﻭﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﻨﻭﻉ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻤﺩﻯ ﺤﺎﺠﺘﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺘﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺤﺼﺘﻪ ﺘﻤﺜل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻨﺎ ﺒﻌﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ ،ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻻ ﻴﻁﺭﺡ ﺇﺸﻜﺎﻻﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ.
ﻟﻘﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﻋﺩﺓ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺼﻔﺔ ﻤﻭﺤﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻌﻅﻡ
ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺘﺘﻭﺯﻉ ﺒﻴﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1924
ﻭﺒﻴﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺎﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻟﻌﺎﻡ ،1978ﻭﻫﺫﺍ
ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺇﻟﻰ ﻓﻘﺩﺍﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺒﺭﻤﺕ ﻓﻲ ﻅﻠﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻗﺩ ﺘﻐﻴﺭﺕ.
ﻭﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺃﻤﻭﺭﻩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺼﺩﻭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 80/76ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ
ﻓﻲ ،1976-10-23ﻭﻗﺩ ﻅﻬﺭﺕ ﺒﻭﺍﺩﺭ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻜﺜﺭ ﻭ ﺃﻜﺜﺭ
ﻤﻨﺫ ﺴﻨﺔ 1998ﺤﻴﺙ ﻋﺩﻟﺕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ 05/98ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ -06-25
1
ﻤﻘﺩﻤﺔ
1998ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻭﻓﺘﺢ ﻤﺠﺎل ﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ
ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻡ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﻓﺘﺤﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﻴﻥ.
ﻭﺘﺒﺭﺯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻨﻭﺍﺤﻲ ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﻴﺸﻬﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻨﻘل
ﺤﻴﺙ ﺃﺴﻔﺭﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻓﻬﻭ ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭل ،ﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻼﺘﺼﺎل ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﻡ ﻜﻤﺎ
ﻴﻌﺩ ﺤﻠﻘﺔ ﻟﻼﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ،ﻭﻗﺩ ﺯﺍﺩﺕ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﻟﻭﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻤﻊ
ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﺍﻟﻬﺎﺌل ،ﻓﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ
،ﻓﺎﺘﺴﻌﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻓﺄﺼﺒﺢ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ
ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﺼﺏ ﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﻭ ﺸﺭﻴﺎﻥ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﻟﺔ ﺴﻠﻌﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ .
ﻭﻻ ﺘﺨﻔﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺘﺴﻬﻴل
ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﻭﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﻭ ﺇﺸﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻭﺴﺭﻋﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻘل ،ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭ ﺍﻟﺠﻬﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻓﻬﻭ ﻴﻘﺭﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل
ﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ.
ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﺘﺨﺼﻴﺹ ﻤﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺘﻘﻨﻴﻨﻪ ،ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻼﻟﻪ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﺄﺒﺩﻯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ ﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺇﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻨﺎ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ "ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ" ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ
ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻨﻅﺭﺓ ﻤﺘﻔﺤﺼﺔ ﻭﻋﺎﻗﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﻌﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﻤﻴﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ،ﻭﻓﻀﻭﻟﻨﺎ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺨﺒﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺤﻘﺎﺌﻘﻪ.
2
ﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﻤﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 04 /10ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻤﺱ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﺠﺯ ﺍﻟﺴﻔﻥ
ﻤﻤﺎ ﺤﺘﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺒﺄﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﻭﺜﺎﻨﻭﻴﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﻭﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻷﻗﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻠﻴﻁ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل
ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻭﻤﺩﻯ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﺘﺼﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺍﻨﻔﺼﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﺤﻠﻴل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻀل
ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻴﺘﻪ.
ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﻓﺎﻨﻪ ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺜﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻹﻁﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻤﻠﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻫﻭ ﻨﻅﺭﻱ ،ﻭﺴﻭﻑ ﻨﺤﺼﺭ
ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻨﻭﻀﺢ ﺍﻻﺴﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﺭﺡ ﺒﺸﺄﻨﻪ
ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺘﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤﻭل ﺴﺅﺍل ﺃﺴﺎﺴﻲ ﺴﻨﻭﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻷﺘﻲ :ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺘﻤﺜل
ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻅﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺁﺜﺎﺭﻩ
ﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ؟.
ﻭﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺤل ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﺤﺎﻁﺔ ﺒﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻭﺍﻷﺠﺩﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ
ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ،ﻟﺫﺍ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ ﻭﺒﺸﻜل ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺠﺩ ﺤﻅﻪ ﺍﻟﻭﺍﻓﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻭﺤﺩﻩ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻤﻌﻤﻘﺔ ﻟﻜل ﺠﺯﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺯﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺤل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻤﻌﻪ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻤﺯﺍﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺒﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ
ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻨﺠﺎﺯ ﺒﺤﺙ ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻤﻘﺎ ﻭﺸﻤﻭﻻ.
ﻭﺴﻨﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺘﻨﻭﻴﻊ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻨﺎ ﻟﻤﺴﻨﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﻴﻥ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ
3
ﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻠﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ:
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻤﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺔ ﻋﺒﺎﺱ ﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻤﻥ ﺇﻋﺩﺍﺩ
ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺒﺴﻌﻴﺩ ﻤﺭﺍﺩ ،ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺫﻜﺭﺍﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ،ﺤﻴﺙ ﺨﻠﺼﺕ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻴﺸﻤل ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭ ﺤﺴﺏ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ،
ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺕ ﻓﻲ ﻗﺴﻡ ﺃﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺄﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﺜﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺍﺨل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ ،ﺇﻻ
ﺍﻨﻪ ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌﻠﺔ ﻓﺎﻨﻪ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺩﻓﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﺫﻜﻭﺭﺓ
ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ.
ﻭﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺴﻨﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﻓﻕ ﺨﻁﺔ ﻤﻨﺴﺠﻤﺔ ﻤﻘﺴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻠﻴﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻜل
ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺙ ﻤﺒﺎﺤﺙ ،ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻭﻀﺢ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﻭ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﻟﻸﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺤﺎﻻﺕ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﻭ ﻁﺭﻕ ﺩﻓﻌﻬﺎ.
4
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺘﺨﺼﻴﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺹ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺭﻏﻡ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻨﻬﺞ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻋﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ،ﺘﺘﻤﺤﻭﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ،ﻴﺨﺼﺹ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴﺘﻨﺎﻭل ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ:
6
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻨﻭﻀﺢ ﺘﻌﺭﻴﻔﻪ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ
ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻭﺃﻨﻭﺍﻋﻪ )ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل( ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﻁﺭﺍﻓﻪ )ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ(.
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻪ:
ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل ،ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﻬﺎ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻓﺭﻉ ﺜﺎﻨﻲ ،ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﻓﺴﻴﺘﻡ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ:
ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻑ ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻘل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺠﻭﻱ " ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﻫﻭ
ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻜﺎﻥ ﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺸﻲ ﺒﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺒﻬﺎ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ
ﺁﺨﺭ".1
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘل ﻴﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﻴﺎﺀ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﺩﻋﺕ ﺒﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ
ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭﻻ ،ﺜﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ﺜﺎﻨﻴﺎ.
ﺃﻭﻻ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ :
ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﺒﺤﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻋﻘﺩ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺒﻨﻘل
ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ – ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ– ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻪ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﻔﻴﻨﺔ ".2
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻋﺭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﺄﻤﻴﻥ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﻜﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻤﻘﺎﺒل
ﺃﺠﺭ".3
ﻜﻤﺎ ﺤﻅﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺒﺎﻷﺨﺹ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻟﻌﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ،ﻭﺨﺼﻪ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﺍﺤﺩ ﺠﺎﻤﻊ ﻭﺸﺎﻤل ﻴﺸﺭﺡ ﻭ ﻴﺯﻴل ﺍﻟﻠﺒﺱ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻓﻘﺩ
ﻴﺸﻤل ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 196ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ
ﻭﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻌﺎ ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﻤﻘﺎﺒل
-1ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺠﻭﻱ .ﻁ .01ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ :ﺒﻴﺭﻭﺕ .2008 .ﺹ .05
-2ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻤﻴﻥ ﻗﺎﻴﺩ .ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .2005 :ﺹ
.208
7
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺃﺠﺭﺓ " ،1ﻭﻴﺴﺘﺸﻑ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻭﻓﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ ﺜﻤﺔ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﻫﻲ :2
-1ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻘل ﻨﻘل :ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﻷﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺴﺒﺏ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﻋﻤل ﺒﺤﺭﻱ ﻭﻟﻴﺱ ﻨﻘل.
-2ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻨﻘل ﺸﺨﺹ :ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻨﺎ ﺒﻨﻘل ﺸﺨﺹ ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ
ﺤﻴﺎ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻴﺘﺎ ،ﻓﻬﻨﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺒﻨﻘل ﺸﻲﺀ ﻭﻟﻴﺱ ﺸﺨﺼﺎ.
-3ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﻤﻘﺎﺒل.
-4ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ :ﻭﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻴﺴﺘﻭﻱ ﺃﻥ ﻴﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ
ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺭﻜﺎﺏ ﺃﻭ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ،ﻜﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﺩﺓ ﺃﺼﻼ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ.
ﻟﻘﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﻤﺴﺘﻴﺭﻱ ﻓﺎﻁﻤﺔ -ﻤﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ -ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺈﻴﺼﺎل ﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ،ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ
ﺒﺘﺴﺩﻴﺩ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺤﻤﻭﻟﺔ ،ﻭ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻨﺫ ﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺄﺨﺫ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ" ،3ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﻌﻁ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻌﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻻ
ﺍﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﺸﻔﻪ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 738ﻕ ﺏ ﺝ ﺒﻘﻭﻟﻪ ":ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺒﺈﻴﺼﺎل ﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻭﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺃﺠﺭﺓ
ﺍﻟﻌﻤﻭﻟﺔ".4
ﻜﻤﺎ ﺃﻭﻀﺤﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 739ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﺩﺓ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ ":ﻴﺒﺩﺃ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﺨﺫ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ،ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ".5
-1ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺠﻼل ﺤﺭﻯ ﻭﺸﺭﻜﺎﺌﻪ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ . 2008.ﺹ .643
-3ﻤﺴﺘﻴﺭﻱ ﻓﺎﻁﻤﺔ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ " ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ" ).ﻋﺩ ﺨﺎﺹ ،
.1999ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺹ ﺹ.54-53
-4ﺴﺨﺭﻱ ﺒﻭﺒﻜﺭ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﻪ .ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .2005 .ﺹ .165
8
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﻠﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ :ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺒﺩﺃ
ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻤﺎ ﻴﺄﺨﺫ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ،ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﻪ
ﻗﻀﺎﺀﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﺘﻡ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻟﻠﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﺒﻭل ﻤﻥ ﻁﺭﻓﻪ ،ﻭﻗﻀﺕ ﺒﺄﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﺨﻠﻁﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺤﻴﺜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻭﺼﻭل
ﺍﻟﺒﺎﺨﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻭﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ.1
ﻭ ﻴﻌﺭﻑ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﺤﺩ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻜﺎﻥ
ﺒﻀﺎﻋﺔ ﺘﺴﻠﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺤﺭﺍ ،ﺇﻤﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺠﺭﺓ. 2
ﻭ ﻟﻘﺩ ﺤﻅﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻤﻜﺎﻨﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻤﻜﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﻴﻥ
ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﻌﺭﻓﺘﻪ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻟﺴﻨﺔ 1924ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ)ﺏ( ﻋﻠﻰ
ﺍﻨﻪ " :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺒﻭﻟﻴﺼﺔ ﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻤﺎﺜﻠﺔ ﺘﺸﻜل
ﻤﺴﺘﻨﺩﺍ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ،ﻭﺘﻁﺒﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻭﻟﻴﺼﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﺴﺘﻨﺩ ﻤﻤﺎﺜل ﻟﻬﺎ ﺃﻋﻁﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ
ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻨﺫ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺤﺎﻤل ﺒﻭﻟﻴﺼﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﺴﺘﻨﺩ ﻤﻤﺎﺜل ﻟﻬﺎ ،ﺃﻋﻁﻲ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﻋﻘﺩ".3
ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻟﺴﻨﺔ
) 1978ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ( ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﻋﻘﺩ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ،ﺃﻥ ﻴﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﻷﺨﺭ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺠﺭﺓ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻤل ﻨﻘﻼ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻨﻘﻼ
ﺒﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺒﺤﺭﻱ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺘﻌﻠﻘﻪ ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ". 4
ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺭﻭﺘﺭﺩﺍﻡ ﻟﺴﻨﺔ 2008ﻭﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
ﻴﻌﻨﻲ ﻋﻘﺩﺍ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻵﺨﺭ ،ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺠﺭﺓ ﻨﻘل ،ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻠﻰ
-1ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ 114929ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ .1994/09/27ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺍﻨﻅﺭ ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ .02ﻁ .01ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻜﻠﻴﻙ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .2003.ﺹ.791
-3ﺍﻨﻅﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﺔ ﻓﻲ 25ﺃﻭﺕ 1924ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 71-64ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 2
ﻤﺎﺭﺱ ) .1964ﺝ ﺭ ﺭﻗﻡ 28ﻟﺴﻨﺔ .(1964
-4ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .01ﺸﺭﻜﺔ ﺠﻼل ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2007.ﺹ .179
9
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﻨﻘل ﺒﺤﺭﺍ ،ﻭ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﻭﺴﺎﺌل ﻨﻘل ﺃﺨﺭ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ" ،1ﻭ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﺩﺍﺓ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻬﺎ ﻴﻨﻔﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ﻭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ،ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻜل ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺘﻌﻤل ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﺩﺓ ﻟﻠﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ
ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺭﺒﺢ.2
ﻭ ﻗﺩ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻘﻭﻟﻪ " :ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﻑ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺁﻟﻴﺔ ﻋﺎﺌﻤﺔ ،ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺇﻤﺎ ﺒﻭﺴﻴﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﺇﻤﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﻗﻁﺭﻫﺎ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺃﻭ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ".3
ﻴﺘﻤﻴﺯ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ،ﻓﻬﻭ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺭﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﻤﻠﺯﻡ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺴﻨﺒﻴﻨﻪ
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﻔﺼﻴل ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺇﻥ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﺃﻥ ﻴﺸﺤﻥ ﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭ ﺭﻀﺎﺌﻪ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺸﻜﻠﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﺇﻓﺭﺍﻏﻪ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺭﺴﻤﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩﺍ
ﻋﻴﻨﻴﺎ ،ﻓﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻴﺱ ﺸﺭﻁﺎ ﻻﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﺜﺎﺭﻩ.4
ﻭﻗﺩ ﻋﺒﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻭﻗﺭﺭﺕ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ
ﺍﻟﺭﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﺸﺭﻁ ﻹﺜﺒﺎﺘﻪ ﻻ ﻟﺼﺤﺘﻪ ﺃﻭ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ،ﻭﺍﺴﺘﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ
-1ﻋﺒﺎﺱ ﺴﺎﻤﻴﺔ .ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ .ﺒﻭﻏﺯﺍﻟﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻨﺎﺼﺭ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .01ﻜﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ .ﺒﻥ ﻋﻜﻨﻭﻥ . 2012/2011.ﺹ .07
-2ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭﻫﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺒﻴﺭﻭﺕ .ﺩ ﺱ .ﺹ.30
-3ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭل ،ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﻥ 13ﺇﻟﻰ 160ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
. 80|76ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 23ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ 1976ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ .05-98ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 25ﺠﻭﺍﻥ .1998ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺭﻗﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
10
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺭﻏﻡ ﻋﺩﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺴﻨﺩ
ﺍﻟﺸﺤﻥ.1
ﻜﻤﺎ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺃﺨﺭ ﻟﻬﺎ :ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻠﺯﻡ ﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﻓﻲ ﻤﺤﺭﺭ ﻭﺍﺤﺩ
ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﺒﺭﻗﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﻼﻗﻲ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻫﻲ ﺸﺭﻁ ﻟﻺﺜﺒﺎﺕ ،ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﺼل
ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل.2
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ،ﻷﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﻔﺭﺽ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻵﺨﺭ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ﺒﺭﻤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﺭﻓﻀﻬﺎ ﺠﻤﻴﻌﺎ ،ﻓﺎﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺴﺎﻭﻴﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﺘﻌﺎﻗﺩﻱ ﺃﻗﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ
ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺸﺭﻭﻁﻪ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ،ﻭﺘﻌﺩﻴﻠﻬﺎ ﻓﻴﺠﺏ ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ،ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ ﻟﻸﻟﻔﺎﻅ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﻤﻀﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ،ﺒﻤﺎ
ﻴﻀﺭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺫﻋﻥ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ،3ﻭﻫﻭ
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 110ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.4
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻷﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﺤﺭﺍ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻬﺫﺍﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﻥ ﻤﺘﻘﺎﺒﻼﻥ
-1ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻁﻴﺭ ﻭ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻠﺤﻡ .ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻁ .01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺩ ﺏ.2009 .
ﺹ .224
-2ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻁﻴﺭ ﻭ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻠﺤﻡ .ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ .225
-4ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 110ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 58-75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 20ﺭﻤﻀﺎﻥ ،1395ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ل 26ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 1975ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺩل
ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 05-07ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ 13ﻤﺎﻱ )،2007ﺝ ﺭ ﻋﺩﺩ 31ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ 15ﻤﺎﻱ (2007ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ" :ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺘﻌﺴﻔﻴﺔ ،ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻤﺫﻋﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ
ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﻴﻘﻊ ﺒﺎﻁﻼ ﻜل ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ".
11
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،1ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺠﺭﺓ ،ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻘﺩﺍ ﻟﻠﻨﻘل ،ﻭﻻ
ﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻨﻘل ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻤﻘﺎﺒل
ﻭﻓﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﺄﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻤﻨﻪ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻸﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ
ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﻟﺩﻓﻊ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ.2
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺒﺄﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﻤﺴﻤﻰ ﺃﻓﺭﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻪ، 3ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻘﺭﺓ 08ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻥ
ﻜل ﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ﻻﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻨﻘل ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻴﻌﺩ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﻤﻭﻀﻭﻋﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻜل ﻋﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﺸﻜل.4
ﻭﻴﻌﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺭﺴل ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺘﻭﺍﻓﺭ
ﺸﺭﻭﻁ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺘﺎﺠﺭﺍ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻪ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﻏﻴﺭ ﺘﺎﺠﺭ-ﺤﺎﻟﺔ ﻨﺎﺩﺭﺓ -ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺩﻨﻲ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﺘﺨﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل
ﻋﻤﻼ ﻤﺨﺘﻠﻁﺎ ،ﺃﻭ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﻤﺩﻨﻴﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﻭﻨﺴﺘﺜﻨﻲ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻔﺭﺽ ،ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺘﺎﺠﺭﺍ ﻴﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ
ﺒﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ.5
-3ﻟﻘﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﺴﻌﺎ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﺒﺩﺍﺨﻠﻪ ،ﻓﻘﺩ ﻨﻅﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
ﺍﻨﻅﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 04-10ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 5ﺭﻤﻀﺎﻥ . 1431ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ل 15ﻏﺸﺕ 2010ﻴﻌﺩل ﻭ ﻴﺘﻤﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 80-76ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
29ﺸﻭﺍل 1396ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ،1976/10/23ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ) .ﺝ ﺭ ﻋﺩﺩ.(46
-4ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 03ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 20-15ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 18ﺭﺒﻴﻊ ﺍﻷﻭل ﻋﺎﻡ 1437ﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ل 30ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ ،2015ﻴﻌﺩل
ﻭﻴﺘﻤﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻗﻡ 59 - 75ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 20ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﺎﻡ ،1395ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ 16ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ 1975ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ) .ﺝ ﺭ
ﻋﺩﺩ .(71ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﻴﻌﺩ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﺸﻜﻠﻪ ...ﻜل ﻋﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻭﻴﺔ".
12
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻘﺩ ﻤﻌﺎﻭﻀﺔ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺃﺠﺭ ﻨﻅﻴﺭ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻔﻭﺭﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻁﺎل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﻐﺭﻗﻪ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ،ﻭﺘﻨﺘﻬﻲ
ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻤﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﺤﺼﻭل ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ .1
ﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻫﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﺒﻊ ،ﻭﻨﻘل ﺍﻟﺴﻔﻥ
ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻘﻁﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ.
ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻨﻘل ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺤﺭﻴﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺠﺯﺍﺀﻩ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻁ ﻤﻼﺤﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻋﻘﺩﺍﻥ ﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺎﻥ ،ﻭﻋﻤﻠﻴﺘﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺘﺎﻥ ﻤﺴﺘﻘﻠﺘﺎﻥ ،ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺜﺎﻟﺙ ﻭﺭﺍﺒﻊ ﻭﻫﺫﺍ ﺤﺴﺏ
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻷﺤﻭﺍل .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺇﻟﻰ ﻭﻜﻴل ﻋﺒﻭﺭ ﻴﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﻭل ،ﻭﻴﻌﻬﺩ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻨﺎﻗﻼ ﺒل ﻭﻜﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﺤﺴﺏ ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ:2
-ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁ:
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﻴﺘﻡ ﺒﻁﺭﻕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﻴﻨﺘﻘل ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺭ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﻭ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﺁﺨﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﻥ.
ﺃ-ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻘﺩﺍﻥ ﻤﺴﺘﻘﻼﻥ ﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺍ .3
ﺏ -ﻭﻗﺩ ﻴﻨﺸﺄ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﻭﺍﺤﺩ ﻴﻀﻡ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﻤﻌﺎ،ﻭﻴﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺴﻨﺩ ﺸﺤﻥ ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺴﻨﺩ ﻨﻘل ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﻴﺭﻓﻕ ﺍﻟﺴﻨﺩﺍﺕ ﻴﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻭﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﻫﻜﺫﺍ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
-2ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ" .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ" .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :ﺇﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2000 .ﺹ .380
13
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻴﻨﻔﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺤﻴﺤﺎ ،ﺇﺫﺍ ﻫﻠﻜﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ
ﺃﻭ ﺘﻠﻔﺕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ،ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺎﻁﻼ ﺇﺫﺍ ﻫﻠﻜﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .1
ﺴﺒﻕ ﻭﺘﻁﺭﻗﻨﺎ ﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﻜﺘﺴﻴﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﻨﻅﻡ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ،ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻬﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ،ﻓﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 821ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،825ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ .2
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻻ ﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﻲ – ﺒﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﺤﻘﻴﻘﻲ -ﺇﺫ ﻻ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺘﺴﺭﻱ ﻫﺫﻩ
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻠﻰ ﻨﻘﻠﻬﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻭﻀﻌﺕ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺜﻼﺙ ﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﺒﺭﻤﺕ ﻓﻲ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺒﻔﻀل ﻤﺠﻬﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺭﻜﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻠﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻘل ﺃﻤﺘﻌﺔ
ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﺒﺤﺭﺍ .3
ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻤﻨﺎ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ )ﺍﻟﻔﺭﻉ
ﺍﻷﻭل( ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻁﺭﺍﻓﻪ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ،ﻭﺘﺘﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ:
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ – ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ -ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺩﻭﻨﻬﺎ
ﻭﻫﻲ :ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤل ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ،ﻭﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﻜل ﺭﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺍ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :ﺇﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .1993 .ﺹ .312
-3ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2009 .ﺹ .386
14
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺭﻀﺎ:
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﺭﻀﺎ )ﺍﻟﺘﺭﺍﻀﻲ( ﺼﻔﺔ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺇﺭﺍﺩﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻤﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺃﺜﺭ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ،1ﻭﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﻀﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻟﺭﻀﺎ
ﺒﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،2ﻭﻴﻨﻌﻘﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ
ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺸﻜﻠﻲ ﺁﺨﺭ ،ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﺃﻥ ﻴﺸﺤﻥ ﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﻠﻡ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺭﻀﺎﻩ ،3ﻭﺘﺠﺩ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻼﻨﻌﻘﺎﺩ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﺼﺤﺘﻪ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻫﻼ ﻹﺒﺭﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،4ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻅﻬﻭﺭ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﻌﻘﺩ.5
ﻭﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﺨﺎﻟﻴﺎ ﻭﺴﻠﻴﻤﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻭﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻨﺎﺩﺭﺍ ﻤﺎ ﺘﺜﺎﺭ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ،ﻷﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺼﺭﻴﺤﺔ ﻭﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﻟﻠﻐﻠﻁ ،ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﻺﻜﺭﺍﻩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺩﻟﻴﺱ .6
ﻟﻜﻲ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺤل ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﺤل ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﻨﻘل ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ .7
ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤل ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻫﻲ :ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﻤﻜﻨﺎ ﻭ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﻌﻴﻴﻥ ،ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ﻭﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﺃﻭ ﻤﺤﺘﻤل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
-1ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ .ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ .ﻁ .3ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺩ ﺱ .2014 .ﺹ .33
-2ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 59ﻤﻥ ﻕ ﻡ ﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻁﺎﺒﻘﺘﻴﻥ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺨﻼل
ﺒﺎﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ".
-5ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 86ﻤﻥ ﻕ ﻡ ﺝ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ":ﻴﺠﻭﺯ ﺇﺒﻁﺎل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻟﻠﺘﺩﻟﻴﺱ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺌﺏ
ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺴﺎﻤﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻟﻭﻻﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﺒﺭﻡ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻌﻘﺩ".
-6ﺸﺘﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺸﻲ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻤﺎﺠﺴﺘﺭ .ﺒﻭﺒﻨﺩﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺴﻨﻁﻴﻨﺔ .ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﺩ ﺕ . 2005/2004 .ﺹ . 13
-7ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .2009 .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .288
15
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﺜﻼ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻭﻗﺕ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻭ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺠﺎﺌﺯﺍ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 92ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤل ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ
ﺸﻴﺌﺎ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ ﻭﻤﺤﻘﻘﺎ" .1
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﺤﻤﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤل ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 93ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ " :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺤل ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻁﻼ
ﺒﻁﻼﻨﺎ ﻤﻁﻠﻘﺎ" ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﻨﺹ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻊ ﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻨﻌﺎ ﻤﻁﻠﻘﺎ ﻜﺎﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ،ﺃﻭ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ
ﻓﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻥ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺒﻁﻼﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻟﻌﺩﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤل ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﻤﻲ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﻌﻴﻴﻨﺎ ﻜﺎﻓﻴﺎ
ﻨﺎﻓﻴﺎ ﻟﻠﺠﻬﺎﻟﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .2
ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﻤﻠﺘﺯﻡ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻴﻪ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻘﻭﺩ
ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻷﺨﺭ.3
ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﻪ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ "ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺒﻭﺫﻴﺎﻥ " ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ " :ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ، 4ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻫﻭ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻷﺠﺭﺓ ،ﻭﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ
ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻷﺠﺭﺓ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﻭﻋﺭﻑ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﻅﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﺎﻷﻁﺭﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﺜﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ.5
-2ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺒﻭﺫﻴﺎﻥ .ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ .ﻁ .01ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﻟﺒﻨﺎﻥ .2003 .ﺹ .129
-3ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ .ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ .ﺩ ﻁ .ﺝ .1ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ :ﻟﺒﻨﺎﻥ .1998 .ﺹ . 564
-5ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ .ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻡ .ﻁ .05ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .2003 .ﺹ .56
16
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎ ،ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻨﻪ
ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻌﻜﺱ.1
ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺜﺒﻭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﺃﻭ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁﻼ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ
ﻫﻭ ﻤﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ .2
ﺴﺒﻕ ﻭﻋﺭﻓﻨﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺒﺄﻥ ﻴﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻵﺨﺭ
ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺠﺭ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺒﺭﻡ ﺒﻴﻥ ﺸﺨﺼﻴﻥ ﻫﻤﺎ:
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،3ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺘﻁﻠﺏ ﻤﻨﺎ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭﻻ ﺜﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ
ﺒﺎﻟﺸﺎﺤﻥ ﺜﺎﻨﻴﺎ.
ﻋﺭﻓﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1924ﺍﻟﻤﻌﺩﻟﺔ ﺒﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل 1968ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻘﺭﺓ )ﺃ( ﺒﺄﻨﻪ " :ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﺸﻤل ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﺄﺠﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل" .4
ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﻜﺴل ،ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺤﺩﻩ ﺒﻴﻨﻤﺎ ،ﺫﻫﺒﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ
ﺤﻭل ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ﻟﺴﻨﺔ 1978ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺭﻡ ﻋﻘﺩ
ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻘل ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﺼﻠﻲ ،ﻭﻤﻴﺯﺕ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻭﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﺃﺒﺭﻡ ﺒﺸﺨﺼﻪ ،ﺃﻭ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
ﻭﺒﻴﻨﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺼﻔﺔ ﻜﻠﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺔ ﺒﺄﻤﺭ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ،5ﻜﻤﺎ ﺤﻅﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻭﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ
-2ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 97ﻤﻥ ﻕ ﻡ ﺝ ﻋﻠﻰ" :ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻟﺴﺒﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺃﻭ ﻟﺴﺒﺏ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻁﻼ".
-5ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻲ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .ﺩ ﺱ .ﺹ . 18
17
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ 'ﺍﻟﻨﺎﻗل' ﻜل ﺸﺨﺹ ﺃﺒﺭﻡ ﻋﻘﺩﺍ ،ﺃﻭ ﺃﺒﺭﻡ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻋﻘﺩ ﻤﻊ ﺸﺎﺤﻥ ﻟﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺒﺤﺭ" ،ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ 'ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ'
ﻜل ﺸﺨﺹ ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﺃﻭ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻴﺸﻤل ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ
ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ" .1
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﻠﻡ ﻴﻌﻁ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻜﺎﻤﻼ ﻟﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﻭﻴﺘﻪ
ﻓﺎﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﺠﺭ ﻨﺎﻗﻼ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﺌﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻬﻴﻜﻠﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺌﺠﺎﺭﻫﺎ ﻟﻤﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 730ﻭ 701
ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ( ﻭﺍﻟﻤﺅﺠﺭ ﺇﺫﺍ ﺃﺠﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ) ﻡ 651ﻕ ﺏ ﺝ ( ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺠﻬﺯ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻨﺎﻗﻼ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺨﻠﻭ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻭ ﺫﻜﺭ ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﺩﻗﻴﻕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ .2
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ:
ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻠﻨﻘل ،ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺴل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﺭﺴﺎل ﻤﺤل ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﻤﻨﺘﺠﺎﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻭﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ .3
ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ )ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ( ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻭﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ 'ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ' ﻜل ﺸﺨﺹ ﺃﺒﺭﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻘﺩ ،ﺃﻭ ﺃﺒﺭﻡ ﺒﺎﺴﻤﻪ ،ﺃﻭ
ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻘﺩ ﻟﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﺃﻭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻭ ﺘﺴﻠﻡ
ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﺴﻤﻪ ،ﺃﻭ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .4
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﻘﺩﻡ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ
ﻨﺴﺘﺨﺭﺠﻪ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 748ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﺎﻟﺸﺎﺤﻥ ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻪ ﻤﻘﺎﺒل ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺸﺤﻥ .5
-1ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .179
-4ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .187
= ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 748ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻤﺜﻠﻪ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﺒﺘﺯﻭﻴﺩﻩ
ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺸﺤﻥ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻗﻴﻭﺩﺍ ﺒﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺇﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﻭﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺤﻤﻭﻟﺔ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺩﻓﻌﻬﺎ".
18
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻷﺼل ﺃﻥ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻁﺭﻓﺎﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻷﻨﻬﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺎﻥ ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺭﺴل ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺜﺎﻟﺙ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺭﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻟﻴﺴﺘﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ )ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ( ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل
ﻭﻴﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺤﻘﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻟﻠﻤﺭﺴل ،ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻁﺭﻓﺎ ﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺍ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻓﻴﻤﻜﻨﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺌﻠﺔ
ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻪ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻨﺩ ﻭﺼﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ .1
ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻌﻁﻪ ﻤﻜﺎﻨﺎ
ﻋﻨﺩﻫﺎ ،ﺃﻤﺎ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻟﺴﻨﺔ ،1978ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﻴﻘﺼﺩ
ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ 'ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ' ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ".2
-1ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﺭﻴﻨﻲ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ .ﺩ ﻁ .ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ :ﻟﺒﻨﺎﻥ .2001.ﺹ
ﺹ .312-311
-2ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .178ﻭ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺭﻭﺘﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11
ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ " :ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻕ ﻟﻪ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺃﻭ ﻤﺴﺘﻨﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺃﻭ ﺴﺠل ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻹﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻲ ".
19
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺩ ﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﺸﺘﺭﻁ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻻﺯﻤﺔ ﻟﻺﺜﺒﺎﺕ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻼﻨﻌﻘﺎﺩ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﺼﻙ ،ﺃﻭ ﻭﺭﻗﺔ ﺘﺴﻤﻰ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ)1ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل ( ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﻭﺴﺎﺌل
ﺃﺨﺭﻯ :ﻜﺎﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺸﺤﻥ )ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ (.
ﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﺸﻜﻠﻪ ﻭﻁﺭﻕ ﺘﺩﺍﻭﻟﻪ ،ﻭﺘﺒﻴﺎﻥ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻤﻥ
ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺤﺠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ ﺍﻵﺘﻴﺔ:
ﻴﻌﺭﻑ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻋل ﺃﻨﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﺘﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺏ ﻋﻨﻪ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل.
ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﻴﺼﺎل ﻴﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻹﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﺔ
ﺘﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺜﻡ ﺘﻁﻭﺭ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺃﺩﺍﺓ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ
ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﺜﺒﺘﺎ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ.2
ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ( ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ 'ﺴﻨﺩ
ﺍﻟﺸﺤﻥ' ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺜﺒﺕ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﻭﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺸﺤﻨﻪ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ".ﻭﻴﻨﺸﺄ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻬﺩ ﻋﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻷﻤﺭ
ﺸﺨﺹ ﻤﺴﻤﻰ ﺃﻭ ﺘﺤﺕ ﺍﻹﺫﻥ ،ﺃﻭ ﻟﺤﺎﻤﻠﻬﺎ" ،3ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ
-1ﻟﻘﺩ ﺼﺩﺭ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1996/12/17ﻤﻠﻔﺎ ﺭﻗﻡ 145015ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭ .
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﺌﻊ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺴﻨﺩﺍ ﻟﺤﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺍﺴﺘﻼﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل .ﺍﻨﻅﺭ ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻭﻋﺭﻭﺝ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
"ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ").ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ.1999،ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ:
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺹ ﺹ.14-13
-2ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2007 .ﺹ .313
-3ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ ,179
20
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻨﻅﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻭﺤﺴﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 749ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 750ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ
ﺒﺄﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ :ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ.1
ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 758ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺘﺤﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻵﺘﻴﺔ :2
ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺩﺭ ﺒﺎﺴﻡ ﺸﺨﺹ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺩﺍﻭﻟﻪ ﺒﺎﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﻠﺯﻡ ﻻﻨﺘﻘﺎل
ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺜﻠﻬﺎ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺤﻭﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺭﺒﺎﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻻ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻓﻲ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻟﻪ
ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺤﻭﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺘﻨﺸﺄ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺴﻠﻤﻬﺎ ﻟﻠﻐﻴﺭ.3
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻤﺴﺒﻭﻗﺎ ﺒﺼﻴﻐﺔ ﺍﻹﺫﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭﻴﺘﺩﺍﻭل ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻅﻬﻴﺭ .4ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺴﻬﻭﻟﺘﻪ ﻓﻤﺠﺭﺩ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻤل ﻋﻠﻰ
-ﻟﺤﺎﻤﻠﻬﺎ".
-4ﺇﻥ ﻤﺴﺎﻟﺔ ﺘﻅﻬﻴﺭ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺜﺎﺭﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﻥ ﻟﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ
ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ.ﺍﻨﻅﺭ ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.ﻁ.01ﺝ.03ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ
ﻜﻠﻴﻙ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2013.ﺹ.1249
21
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻅﻬﻴﺭﺍ ﻨﺎﻗﻼ ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻻ ﻟﺤﺎﻤل ﺍﻟﺴﻨﺩ ،ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻅﻬﻴﺭ
ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﺽ. 1
ﺘﻨﺘﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﻠﺤﺎﻤل ﺒﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﻗﺎﺒﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ،ﻭﻴﺼﺩﺭ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻤل ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﺤﺎﻤل ﺤﻕ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺍﺴﺘﻼﻤﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺭﺒﺎﻥ
ﺃﻥ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻗﻠﻴﻼ ﻤﺎ ﻴﻠﺠﺄ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﺩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ
ﻟﻬﺎ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻓﻘﺩﻩ ،ﺃﻭ ﺴﺭﻗﺘﻪ.2
ﺴﻨﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺤﺠﻴﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺤﺠﻴﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﻴﺭ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ
ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺘﻅﻬﺭ ﺤﺠﻴﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل
ﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻷﺠﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﺸﺤﻥ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻗﺩ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ،3ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﺩﻟﻴل ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﺜل :ﻭﺯﻨﻬﺎ ،ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ ،ﻨﻭﻋﻬﺎ ،ﻋﺩﺩﻫﺎ ،ﻋﻼﻤﺘﻬﺎ.4
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺤﺠﻴﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻁﻠﻘﺔ ،ﺒل ﻴﺠﻭﺯ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻜﺴﻬﺎ ،ﻓﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻡ
ﺘﺸﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻴﺸﻭﺒﻪ ﺨﻁﺄ ،ﻭﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ
ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺫﻟﻙ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ.5
-2ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﻋﻤﺎﻥ . 2007 .ﺹ . 111
-3ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .2009 .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .300
-5ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.2000 .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .301 – 300
22
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻻ ﺘﻘﺼﺭ ﺤﺠﻴﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﺤﺴﺏ ،ﻓﻬﻲ ﺘﻤﺱ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻭﻴﻌﺭﻑ ﻫﺫﺍ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﺄﻨﻪ :ﻜل ﺸﺨﺹ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻲ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺘﻨﺸﺄ ﻟﻪ ﺤﻘﻭﻕ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻤﻤﺎ
ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻪ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﺩ ﻴﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻤﻘﻴﺩﺍ ﺒﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ.1
ﺇﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﺇﺫ
ﺒﻔﻀل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺴﻬﻠﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﺇﺫ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻜﺄﺴﺎﺱ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻓﺒﻔﻀﻠﻪ ﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺘﺭﻫﻥ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺼل ،ﻭﻴﺴﻠﻡ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﻠﻤﺸﺘﺭﻱ ،ﺃﻭ ﻟﻠﺩﺍﺌﻥ ﺍﻟﻤﺭﺘﻬﻥ ﻓﻲ
ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﺩﺍﺓ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻜﻭﻨﻪ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﻜل
ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻪ.2
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﺕ ﺒﻬﺎ.
23
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺴﺎﺩﺴﺎ :ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻤﻪ ﻴﻌﺩ ﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻀﺢ ﻭ ﺩﻗﻴﻕ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺫﻜﺭ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﺃﻭ ﺫﻜﺭ ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ
ﺩﻗﻴﻕ ،ﻋﺩ ﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺜﺎﺒﺘﺎ – ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎل-
ﺃﻥ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺅﻜﺩﺓ ﺒﺒﻁﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﻭﻤﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﻗﺒﻁﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻀﻰ ﺒﺎﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻀﺩﻩ ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻗﺩ ﺨﺭﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻭﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻨﻘﺽ. 1
ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺼﺩﺭ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺘﺅﺩﻱ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﺩﻴﻬﺎ ﺴﻨﺩ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻨﺫﻜﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﻭﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺃﺠل
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘل.
ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﻴﺼﺎل ﻤﺅﻗﺕ ﻴﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺸﺤﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﻴﺴﺘﺒﺩل ﻻﺤﻘﺎ ﺒﺴﻨﺩ ﺸﺤﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﻋﻨﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻴﺼﺎل ﺴﻨﺩ
ﻓﻲ ﻴﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻭ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻴﺼﺎل ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺭﺘﺏ ﻨﻔﺱ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ
ﺍﻻﺴﻤﻲ. 2
ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 751ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺃﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺤﻘﻪ ﻓﻲ
ﻁﻠﺏ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ )ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺸﺤﻥ( ﺒﺴﻨﺩ )ﻤﺸﺤﻭﻥ( ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﻘﺭ ﻀﻤﻨﻴﺎ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺴﻨﺩ ﻴﺜﺒﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻻ ﻴﻤﺜل ﺇﻻ ﻭﻋﺩﺍ ﺒﺎﻟﺸﺤﻥ ،ﻓﻬﻭ ﻟﻴﺱ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺸﺤﻥ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺸﺤﻨﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ.3
-1ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ،111669ﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ .1993/10/25ﺍﻨﻅﺭ ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ
.2ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .575
= ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 750ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ" :ﺇﺫﺍ ﺴﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺘﻌﻁﻴﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ،
ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ".
24
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺘﺒﻌﺎ ﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ
ﻜﺒﺩﻴل ﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ.1
ﺇﻥ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌﻁ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻨﻔﺱ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺩﻟﻴل ﻴﺜﺒﺕ ﺒﻬﺎ
ﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺘﺼﺩﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻥ ﻤﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌﻁ ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻜﺈﻗﺭﺍﺭ ﻤﻨﻪ ﺒﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﺒﺄﻨﻬﺎ
ﺴﻠﻤﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺃﺩﺍﺓ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻭ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﻌﺎﻥ ﺒﻬﺎ ﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭ ﻋﻼﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭ ﻋﺩﺩ ﻁﺭﻭﺩﻫﺎ ﻭ ﻜﻤﻴﺘﻬﺎ . 2
ﺭﻏﻡ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﺇﻻ
ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭﻓﺔ ،ﻓﺎﻥ ﺤﺠﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺤﺠﻴﺔ ﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ.3
ﻭﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﺔ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺤﺠﺔ ﻤﻁﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ
ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﺸﺭﻋﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﺤﺠﻴﺘﻬﺎ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻜﺴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺅﺩﻱ ﺃﻱ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ.4
-1ﺘﻨﺹ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻟﺴﻨﺔ 1924ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺸﺤﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻓﺈﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻭ ﻭﻜﻴل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺅﺸﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻜﻠﻤﺔ )ﻤﺸﺤﻭﻥ( ﻤﺘﻰ ﻁﻠﺏ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ ﺃﻨﻪ :ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺴﺒﻕ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻠﻡ ﻤﻨﻪ ﺘﺜﺒﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﺴﺘﻼﻤﻪ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺸﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻜﻠﻤﺔ
)ﻤﺸﺤﻭﻥ(".
-2ﺒﺴﻌﻴﺩ ﻤﺭﺍﺩ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺎﺭ.
ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻠﻘﺎﻴﺩ ﺘﻠﻤﺴﺎﻥ.ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﺩﺕ .2012/2011.ﺹ .95
-3ﻋﺎﻁﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﻘﻲ .ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﻁ.02ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ:ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.2001.ﺹ.77
-4ﻋﺎﻁﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﻘﻲ.ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ.77
25
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺃﻁﺭﺍﻓﻪ
ﻭﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﺸﻤل ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺍﺭﺘﺄﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻔﺼل ﻓﻲ ﻜل ﺠﺯﺌﻴﺔ
ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﻥ ﺍﻵﺘﻴﻴﻥ:
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻤﻼ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎ ﺒﺤﺴﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﻘﺎﻭﻟﺔ ،ﻭ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﺴﺘﻐﻼل
ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل ،ﻭ ﻋﻤل ﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻪ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺠﺭ ،ﻭﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ
ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺃﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،1ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﺩﺍﺀﺍﺕ ﺘﻔﺭﺽ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺘﻴﺴﻴﺭﺍ ﻟﻠﻌﺭﺽ ﺴﻭﻑ ﻨﻘﺴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل
)ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل( ،ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ )ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ( ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺴﻨﻘﺴﻡ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ
ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺜﻡ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﺒﻌﺩ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ.
ﻭﺘﺸﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻨﻘل ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺭﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﺴﻴﺘﻡ
ﺸﺭﺤﻬﺎ ﻜﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
-1ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺈﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ :ﻤﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺘﻜﻭﻥ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻻﻨﺠﺎﺯ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭﺼﺎﻓﺎ ،ﻭﺸﺭﻭﻁﺎ
ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺃﻤﻨﻬﺎ ﻭﺴﻼﻤﺘﻬﺎ ﺤﻔﻅﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺠﻭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ.2
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﺴﺘﺒﺩﺍل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻟﻠﺴﻔﺭ ،ﻭﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻨﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 771ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
1
- A. Zahi. droit de transports. Tom1. office des publications universitaires: Alger.P 55.
-2ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭﻫﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .243
26
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺄﺨﺭﻯ ﺒﻨﻔﺱ ﺼﻨﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ
ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺘﺄﺨﻴﺭ".1
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺭﺹ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻭﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺒﺭ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻭ ﻴﺸﻤل ﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻴﺅﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ،ﻭﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺒﺭﺹ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻻﻩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺭﺹ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ.3ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺹ ﻫﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ ،ﻟﺫﺍﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺭﺒﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﻻﻫﺎ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻭ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺸﺭﻜﺎﺕ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﺒﺈﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻷﻨﻪ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺒﺤﺠﻤﻬﺎ.4
ﻭﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺹ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺯﻻﻕ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﺼﻁﺩﺍﻡ
ﻴﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.5
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﺃﻟﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺼﻴﺎﻨﺘﻬﺎ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﻭﺤﺭﺍﺴﺘﻬﺎ
ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ،ﻭﺤﺴﺏ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ .ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻗﺘﻀﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ
ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺘﺎﺒﻴﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 773ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 774ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.6
-2ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤﺎﻨﻲ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﻋﻤﺎﻥ .2003 .ﺹ ﺹ . 114 -113
-3ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻫﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .244
27
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺒﻌﺩ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺭﺹ ،ﻓﺈﻨﻪ ﺘﻨﺸﺄ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﺴﻴﺘﻡ
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ،ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﻋﻥ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘل.
ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻙ ﺨﻁ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺭﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺒﺈﺘﺒﺎﻋﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ
ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺨﻁ ﺴﻴﺭ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺃﻗﺼﺭ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺃﻤﻨﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻁﻠﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ.1
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﻠﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ
ﻤﻥ ﻴﻤﺜﻠﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻴﻤﻨﻊ ﻭﺼﻭل ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ
ﺤﺴﺏ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ...ﺍﻟﺦ. 2
ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ،ﻓﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺒﻌﺩ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻭﺼﻭل.
-1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ:
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺘﺼﺭﻑ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ
ﻤﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻊ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﻟﻬﺎ.3
28
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﻪ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﺤﻘﻘﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻫﻭ
ﺤﺎﻤل ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻭ ﻟﻨﺎﺌﺒﻪ ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﺤﺎﻤل ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ
ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻜﺴﻬﺎ. 1
ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺭﻭﺩﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺒﻘﻭﻟﻪ" :ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻨﺎﺌﺒﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺘﻼﻗﻲ
ﺇﺭﺍﺩﺘﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻷﻭل ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﻭﻀﻌﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺘﺤﺕ ﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺒﻘﺒﻭل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺍﺴﺘﻼﻤﻬﺎ" ،2ﻭﻴﺨﻠﻁ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ:
ﻓﺎﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﻤل ﻤﺎﺩﻱ ،ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺤﺴﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻓﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻴﻜﻭﻥ ﻻﺤﻘﺎ ﺇﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﺘﻡ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻭﻻ ،ﺜﻡ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺜﻡ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺈﻨﺯﺍﻟﻬﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ. 3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻬﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﻤل ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻋﻨﺩ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ
ﺤﻜﻤﻴﺎ ﻋﻨﺩ ﻋﺩﻡ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺘﺤﺕ ﺘﺼﺭﻓﻪ ،ﻭﻟﻭ
ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻌﻼ ﻭﺒﻘﺒﻭل ﻭﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺩﻤﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺃﻤﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺘﻔﺭﻴﻐﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﻀﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ،4ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻬﺎ
ﺭﻗﻡ ،153230ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1997/07/22ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﻌﺩ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﺃﻭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻨﺫ ﺘﻜﻠﻔﻪ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻟﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎل
ﺃﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺃﺨﻠﻁﻭﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﺇﺫ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ
ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺌﻴﺔ ﻤﺘﻨﺎﺴﻴﻥ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺘﺴﻠﻴﻤﺎ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ .ﻓﺈﻨﻬﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﺨﺭﻗﻭﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻋﺭﻀﻭﺍ ﻗﺭﺍﺭﻫﻡ ﻟﻠﻨﻘﺽ.5
-1ﺠﻼل ﻭﻓﺎﺀ ﻤﺤﻤﺩﻴﻥ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ :ﻤﺼﺭ .1994 .ﺹ . 260
-2ﻋﺒﺎﺱ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ .ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﻤﺼﺭ ،2002 ،ﺹ
.249
-3ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺍﻷﺭﺩﻥ .2012 .ﺹ .152
-5ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.ﺝ .2ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .813
29
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﺯﺍﺤﻡ ﻋﺩﺓ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻟﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻟﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻨﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻨﺴﺦ ﻤﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻓﻠﻤﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ؟.
ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﻴﻥ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻤﻥ ﻴﺤﺼل ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ
ﺃﻤﺎ 1
ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻻﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﻋﺩﻡ ﺘﻀﻴﻴﻌﻪ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭﻩ ﺘﻌﻁﻴل ﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺍﻟﺘﺯﺍﺤﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﺤﺎﻤل ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻷﻗﺩﻡ ﺘﺎﺭﻴﺨﺎ ﻓﻲ ﺘﻅﻬﻴﺭﻫﺎ
ﻷﻥ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺈﻋﻁﺎﺀ ﻨﺴﺨﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﺼﺭﻓﺎ ﻓﻲ ﻤﺎل ﺨﺭﺝ ﻋﻥ
ﻤﻠﻜﻴﺘﻪ.2
ﺃ-ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻨﺘﻬﻴﺎ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻨﻔﺫﺍ ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل.4
ﺏ -ﺘﻨﺘﻘل ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺤﺎﻟﺘﻪ ،ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻴﻥ
ﺒﺨﺒﻴﺭ.5
ﺝ -ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻓﻊ ﺒﻌﺩﻡ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﺒﺘﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ.
ﺩ -ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺤﺼل ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ
ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﺤﺼﻭﻟﻪ ﻓﻴﻪ.
-3ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .154
-4ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 739ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ.....» :ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ.«....
-5ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 789ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ» :ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺒل ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺨﺒﻴﺭ.«......
30
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻩ -ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 790ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﻪ ﻀﺭﺭﺍ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻥ
ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻪ ﻜﺘﺎﺒﻴﺎ ﻗﺒل ﺃﻭ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻀﺢ ،ﻓﻘﺩ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺩﺓ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻴﺎﻡ ،ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻹﺒﻼﻍ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺫﻟﻙ.
-2ﻤﻭﺍﻨﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ:
ﺇﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻭ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ.
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻻ ﺘﺘﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻴﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﻔﻌل ﺤﻭﺍﺩﺙ
ﺍﻀﻁﺭﺍﺭﻴﺔ ﻜﺘﻌﻁل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺇﻀﺭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ،ﻜﺴﻘﻭﻁ ﺜﻠﻭﺝ ﻗﻭﻴﺔ ﻭﻤﺎ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻬﻨﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﺘﻴﺤﺕ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺤﻕ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻀﻁﺭﺏ
ﻭﺍﻟﺤﻕ ﺒﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﺠﻨﺒﻴﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻗﺩ ﻗﺎﻡ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ
ﻭﻻ ﻴﺘﺤﻤل ﺃﻴﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺘﺩﺨل ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻀﻁﺭﺍﺭﻴﺔ ﻻ ﺩﺨل ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ،1
ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺩﻓﻊ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﻤﺘﻨﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ
ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺄﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ،ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺘﺴﺩﻴﺩﻫﺎ ،2ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺀ
ﺒﺄﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﺈﺒﺭﺍﻤﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ
ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ -ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ -ﺃﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﻲ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻷﺠﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل
ﻓﻬﻨﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺘﺴﺩﻴﺩﻫﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻤﺘﻨﺎﻋﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺤﻕ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ.3
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ:
ﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺴﺩﺍﺩ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
31
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺇﻥ ﺃﻭل ﺨﻁﻭﺓ ﻓﻲ ﺒﺩﺀ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻟﻴﻘﻭﻡ ﺒﺸﺤﻨﻬﺎ ﻭ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،1ﻭﻗﺩ ﺃﻟﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺒﻪ ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺭﻗﻠﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻴﺴﺒﺏ ﺃﻀﺭﺍﺭﺍ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ
ﻟﻠﻨﺎﻗل ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 272ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺏ ﻋﻨﻪ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺎﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﺃﻭ
ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻌﺭﻑ " ﻭﻴﺘﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺯﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻟﻴﻭﻡ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ
ﻟﺩﻯ ﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﺨﺎﺯﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺴﺎﺌﺩ.2
ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺒﻠﻎ ﻨﻘﺩﻱ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﺤﺭﺍ.3
ﻭﺘﺤﺩﺩ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﺇﻤﺎ ﺒﻤﺒﻠﻎ ﺸﺎﻤل ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﺘﺤﺩﺩ ﺒﺎﻟﻌﺩﺩ ،ﻭﻤﺜﺎﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻭﺍﻟﻲ :ﺍﻟﺴﻭﺍﺌل ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺸﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻭﻫﺭﺍﺕ.
ﻭﻴﺘﻡ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﻌﺩﺍﻤﻬﺎ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،4ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 738ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺒﻘﻭﻟﻪ " :ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺒﺈﻴﺼﺎل ﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ
ﻭﻴﺘﻌﻬﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺤﻤﻭﻟﺔ".
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﺤﻅ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻘﺭﺓ 28ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺭﻭﺘﺭﺩﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ ﺏ " :ﺍﻷﺠﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻘﺎﺒل
ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل" ،ﻭﻴﺘﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﻭ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩﻫﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
-1ﺠﻼل ﻭﻓﺎﺀ ﻤﺤﻤﺩﻴﻥ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .261ﻭ ﺍﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺴﻌﻴﺩ ﻤﺭﺍﺩ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.162
-4ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .159
32
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺒﻴﻨﺘﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 797ﻓﻘﺭﺓ 01ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ" :ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻤﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺩ ﻤﻘﺩﺍﺭﻫﺎ
ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ".1
-1ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ
ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل :
ﺃ-ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺒﻪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻗﺒل ﺍﺴﺘﻼﻤﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺨﺒﻴﺭ) ،ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
789-788ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ (.
ﺏ-ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻜﺘﺎﺒﻴﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﺄﻜﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﻗﺒل ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﻓﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻤﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﺤﺴﺏ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
3
ﻏﻴﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻴﺒﻠﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺨﻼل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 790ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ(
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻗﺭﻩ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺠﻠﺴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﺒﻤﻘﺭﻩ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﺒﻘﺼﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻨﻬﺞ ﻋﺒﺎﻥ ﺭﻤﻀﺎﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﻴﺤﺩﺩ ﻴﻭﻤﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺨﻔﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻟﻠﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺤﻀﻭﺭﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ
ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻭﻗﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﺅﺴﺱ.4
ﺃ -ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺘﺴﺩﻴﺩ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺘﻔﻘﺎ
ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺩﻴﺩﻫﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻭﺼﻭل ،ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺘﺴﺩﻴﺩ ﺃﻱ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﺜﺒﺕ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﺃﻭ ﺒﻭﺜﻴﻘﺔ
-4ﻗﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ 55663ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ .1989/04/30ﺍﻨﻅﺭ ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ
.ﺝ.01ﻁ.01ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻜﻠﻴﻙ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2003.ﺹ.396
33
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻴﺭﻓﺽ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﺎﻥ
791ﻭ 792ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
ﺏ-ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺘﺴﺩﻴﺩ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺇﻴﺩﺍﻉ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺄﺨﺭﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻻﺴﺘﻼﻡ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﻱ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻼﻡ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ
793ﻭ 794ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ(. 1
ﺝ -ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﺒﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻻﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻨﺼﺎ
ﺼﺭﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻷﺼﻠﻲ
ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ﺘﻨﺘﻘل ﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻘﺩ.2
ﺇﺫﻥ ﻨﻼﺤﻅ ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻜﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ :ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﻓﻴﻪ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﻴﺘﻜﺎﻓﺄ ﻤﻊ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ. 3
ﺇﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻻ ﻴﻨﺤﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻘل ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻓﻘﻁ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ
ﻭﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺭﺍﺒﻁﺔ ﻋﻘﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻪ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻭ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﺭﺍﻜﺏ
ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺒﺘﺨﺼﻴﺹ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
ﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﺒﻪ ﻤﻊ
-2ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻁ .01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2007 .ﺹ .89
34
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،1ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﻨﻘل ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺴﻠﻴﻤﺎ ﺒﺩﻨﻴﺎ ﻭﻨﻔﺴﻴﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ،ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﺁﻤﻨﺔ ﻭﺴﻠﻴﻤﺔ
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﺨﻁ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ،ﻭﺃﻥ ﻴﻀﻤﻥ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،2ﻭﻴﺘﻔﺭﻉ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ
ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ .
ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺃﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻟﻪ ﺃﺠﺭﺓ
ﻋﻥ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺯﺍﺩﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ،3ﻭﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﻋﺩﺓ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻭﻗﺩ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
822ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻘﻭﻟﻪ » : 4ﺘﻌﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺃﻤﺘﻌﺔ :
-1ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﻌﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺄﺨﺫﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﺠﺭﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﺤﺕ ﺤﺭﺍﺴﺘﻪ
ﻭﺘﺴﻤﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﺃﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻌﻨﺒﺭ.
-2ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﺏ ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﺒﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ .ﻭﺘﺴﻤﻰ
ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﺃﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻌﻨﺒﺭ.
-3ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻭﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ
ﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ «.
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺴﻔﺭ
ﻭﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺩﻓﻊ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،5ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ،ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
-1ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 821ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ " :ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻪ ﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺩﻓﻊ ﺃﺠﺭﺓ ﻟﻠﺴﻔﺭ".
35
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﻭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ
ﺇﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ.1
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﻫﻲ ﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 821ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﻭﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺒﻬﺎ. 2
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﻀﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻟﻠﺴﻔﺭ ،ﻭﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻷﺠﺭﺓ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺄﺨﺭﻩ ﻋﻥ
ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺤﻀﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﺱ.3ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 830ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ» :ﻴﺠﺏ ﺃﻥ
ﻴﺤﻀﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻟﻠﺭﻜﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻭﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﺄﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻜﺎﻤﻠﺔ :ﻜل ﻤﺴﺎﻓﺭ ﻻ
ﻴﺤﻀﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻟﻠﺭﻜﻭﺏ ﻗﺒل ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ
ﻟﻜل ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘﻭﻗﻑ«.
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻷﻭﺍﻤﺭ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ،ﺠﺎﺯ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ. 4
-1ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 827ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ » :ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﻭﻴﺔ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ ،ﻭﺍﺴﻡ ﻭﺼﻨﻑ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻤﻴل ،ﻭﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﻭﻤﻭﺍﻨﺊ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ،
ﻭﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ،ﻭﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ،ﻭﺭﻗﻡ ﺍﻟﺤﺠﺭﺓ «.
36
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 838ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻘﻭﻟﻪ» :ﻴﺘﻌﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﺒﻭﺠﻪ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻟﺤﻔﻅ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ،ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ «.1
ﺇﺫﺍ ﺘﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻭ ﻗﺎﻡ ﻤﺎﻨﻊ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺴﻔﺭﻩ ﻜﺎﻟﻤﺭﺽ ﻤﺜﻼ ،ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻫﻭ ﺃﻭ
ﻭﺭﺜﺘﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻗﺒل ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺨﺼﺹ ﻟﻠﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ،2ﻓﺈﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﻗﺒل ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ،ﻓﻬﻨﺎ ﺘﺭﺩ ﺃﺠﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺇﺭﺠﺎﻉ ﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺒل ﺘﻤﺎﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺴﺦ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺤﻕ
ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺭﺒﻊ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﻴﺤل ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﻭﻴﺤﺘﻔﻅ ﻫﻨﺎ ﺒﻌﻤﻭﻟﺔ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ
ﻋﻥ %10ﻤﻥ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 832ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.3
-3ﺘﺴﺭﻱ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺴﺎﻓﺭﻭﺍ ﻤﻌﻪ ،ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺒﻭﺍ ﺫﻟﻙ .ﺍﻨﻅﺭ ﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 833ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ.
37
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﻔﺼل:
ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻭﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ
ﻭﻴﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﻟﺒﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻨﺨﻠﺹ ﺒﺄﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﻫﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ ﻤﻘﺎﺒل ﺃﺠﺭ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ
ﻻﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﻀﻲ ﻭﻤﺤل ﻭﺴﺒﺏ ،ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺓ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻨﻘل
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻭﻨﻘل ﺍﻟﺴﻔﻥ.
ﻭﻴﻨﻌﻘﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺸﻬﺩ ﺘﺩﺨل
ﻁﺭﻑ ﺜﺎﻟﺙ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻴﺘﺤﻤل ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ.
ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺃﻨﻪ ﻴﻜﻔﻲ ﻻﻨﻌﻘﺎﺩﻩ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻪ )ﺭﻀﺎﺌﻲ ( ،ﻭﺃﻨﻪ
ﻋﻘﺩ ﻤﻠﺯﻡ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﺘﺠﺎﺭﻱ ،ﻭﻹﺜﺒﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺃﻟﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻙ ﺃﻭ ﻭﺭﻗﺔ ﺘﺴﻤﻰ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﻼﻤﻪ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺃﺨﺭﻯ ،ﻜﺎﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ.
ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﻜل ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل
ﺇﻟﻴﻪ ،ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻁﺭﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻴﻨﺸﺄ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
38
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
1
_A.ZAHI . OP-CIT. p 132.
-2ﻋﺩﻟﻲ ﺃﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ.ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2006.ﺹ .231
40
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻓﻴﻪ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﻨﻊ ﺭﺍﺠﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻠﺯﻤﺎ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﺎ ﻴﻌﺎﺩل ﻨﺼﻑ ﺍﻷﺠﺭﺓ،
ﻭﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻨﺎ ﻤﻔﺘﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺫﻟﻙ.1
ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺭ ﻁﻠﺏ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻌﻔﻴﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺴﺒﺏ ﺃﺠﻨﺒﻲ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻔﺎﺩﻯ ﻓﺴﺦ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺒﻨﻘل
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﻓﻲ ﻤﻴﻌﺎﺩ ﻤﻌﻘﻭل ،ﻭﺘﺒﻘﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻗﻑ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺃﻭ
ﻏﻴﺭ ﻤﻴﻌﺎﺩﻩ ،ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﺭﺴﻭ ،ﻭﺨﺎﻟﻑ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﻭﺘﻨﺘﻬﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ
ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻨﻪ ﺒﺫل ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل.2
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻬﻡ:
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺇﺼﺎﺒﺎﺕ ﺒﺩﻨﻴﺔ
ﺨﻼل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻓﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺼﻌﻭﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻨﺯﻭﻟﻪ ﻤﻨﻬﺎ،
ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻗﺒل ﺼﻌﻭﺩﻩ ﺃﻭ ﻨﺯﻭﻟﻪ ﻤﻨﻬﺎ ،3ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻗﺩﻴﻤﺎ
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﺭﺍﻜﺏ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﻠﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺈﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺃﻨﺸﺄﻩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﺘﺘﺤﻘﻕ ﺒﻪ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﻫﺫﺍ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺭﺍﻜﺏ ﻫﻲ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.4
ﻭﻤﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺯﻤﻨﻴﺎ ﺒﻔﺘﺭﺓ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻌﻭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻥ
ﻴﺘﻭﺍﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻟﻜﻲ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ.5
ﻭﺇﺫﺍ ﻨﺸﺄ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻭﺭﺜﺔ ﺃﻥ ﻴﻁﺎﻟﺒﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺩ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺴﺒﺏ
ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺭﺍﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ،6ﻭﻴﺴﺄل ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﻫﻼﻜﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻠﻔﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﺘﺴﻠﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺍﻜﺏ ﺇﻟﻰ
7
ﻏﺎﻴﺔ ﺇﺭﺠﺎﻋﻬﺎ ﻟﻪ ﻋﻨﺩ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ.
-1ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2014 .ﺹ .276
2
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ.ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ ﺹ.277-276
3
-ﺸﺭﻴﻑ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﺒﺎﺥ .ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺠﻭﻱ .ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2005 .ﺹ.243
4
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .1993.ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .312
-5ﺸﺭﻴﻑ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﺒﺎﺥ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .243
6
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .1993.ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .312
7
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ.ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .277
41
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻷﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ :ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺏ ﻋﻨﻪ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻔﻅﻬﺎ
ﻟﻪ ﻁﻭﺍل ﺴﻴﺭ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ،ﻭﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺇﻴﺼﺎﻻ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﻭﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺭ ﺨﺎﺹ ،ﻭﻗﺩ ﻋﺎﻤل
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ 1ﺃﻤﺎ ﺍﻷﻤﺘﻌﺔ ﻏﻴﺭ
ﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻘﻰ ﺒﺤﻭﺯﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﻫﻼﻜﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻠﻔﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ.2
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ:
ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺴﻠﻴﻤﺎ ﻤﻌﺎﻓﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺠﺏ
ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﻋﺩ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﺘﺤﺩﺩ
ﺒﺎﻟﻤﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﺩ ﺃﻱ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻋﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ.3
ﻭﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺄل ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻕ ﻀﺭﺭﺍ ﺒﺎﻟﺭﺍﻜﺏ ﻓﻼ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ
ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺤﺘﻰ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ﺃﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻀﺭ ﻫﻭ ﺘﺄﺨﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗل.4
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎﻻﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ:
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺘﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻑ ﺍﻟﺫﻱ
ﻴﺼﻴﺒﻬﺎ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ،5ﻭﺴﻨﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ:
ﺃﻭﻻ :ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﻫﻼﻙ ﺃﻭ ﺘﻠﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ:6
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﻼﻙ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺘﺨﻠﻑ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻟﻰ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺼﻭل ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻜﻠﻴﺎ ﻜﺯﻭﺍل ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ ،ﺃﻭ ﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﺃﻭ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻏﻴﺭ ﺼﺎﺤﺏ
7
ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻓﻼ ﺘﻬﻠﻙ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬﺎ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﻓﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﻋﺩﻡ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﺩﺕ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﺭﻏﻡ ﻭﺼﻭﻟﻬﺎ ﻜﺎﻤﻠﺔ
ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻘﺩﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺩﺩ ،ﻓﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺘﺎﻟﻔﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﺼﻠﺕ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﻔﻥ ،ﺃﻭ ﻭﺠﺩ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ
ﻜﺴﺭ ﺃﻭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻼﻨﺘﻔﺎﻉ ﺒﻬﺎ ﺍﻨﺘﻔﺎﻋﺎ ﺼﺤﻴﺤﺎ ، 8ﻭﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﻫﻼﻙ ﺃﻭ ﺘﻠﻑ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻷﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻗﺩ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺜﺒﺕ
1
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﺩ ﻁ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ،1995 ،ﺹ340
2
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ ،ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﺹ 340
-3ﺸﺭﻴﻑ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﺒﺎﺥ ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ .244
4
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ ،ﺹ 278
-5ﻋﺩﻟﻲ ﺃﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .72
6
-ﻭﻫﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ .ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻓﻘﺭﺓ ﺃﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ.
7
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍ ،ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .51
8
-ﺸﺘﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺸﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .79
42
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺃﻥ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻗﺒل ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻨﻪ ﺘﻡ ﺘﺩﻭﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻋﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺅﻭل ،1ﻭﻴﺴﺄل
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺘﺤﺕ ﺤﺭﺍﺴﺘﻪ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ
ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻜﺫﺍ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ 2ﺒﺄﺩﺍﺀ
ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻀﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻘﻭﻡ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﻴﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺒﻪ،
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻜﺭﺴﺘﻪ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻤﻨﺫ ﺴﻨﺔ ،1990ﻭﺫﻟﻙ ﺘﻤﺎﺸﻴﺎ ﻤﻊ
ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺤﻴﺙ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 22ﺠﻭﻴﻠﻴﺔ 1997ﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ 153905ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻻ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺇﻻ
ﺒﻌﺩ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻟﻠﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺘﺘﻡ ﺘﺤﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل.3
ﻭﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺁﺨﺭ ﻨﻘﻀﺕ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻠﻑ ،ﻟﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ
ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻋﺎﻤل ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ.4
ﻭﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻓﻘﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻨﺹ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟ ﻙ. 5
ﻭﺠﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﻜﺘﺸﻑ
ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻀﺭﺭﺍ ﺃﻭ ﻋﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﺘﻠﻔﺎ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﻏﺵ ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﺠﺴﻴﻡ ﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ،
ﻓﻬﻨﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻀﺭﺭ.6
ﻭﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻐﺵ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻋﻥ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﻜل ﻓﻌل ﺃﻭ
ﺍﻤﺘﻨﺎﻉ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﺒﻘﺼﺩ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﻁﺄ ﺍﻟﺠﺴﻴﻡ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻨﺒﺔ
ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﻠﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺇﺘﺒﺎﻋﻪ ،ﻭﻴﻘﺘﺭﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻫﻨﺎ ﺒﻌﻨﺼﺭ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ.7
1
-ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻤﻴﻥ ﻗﺎﻴﺩ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .123
2
-ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺘﺤﻤﻴل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﻭﺭﺼﻬﺎ ﻭﻓﻜﻬﺎ ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺄﺨﺫ ﻭﺇﺭﺠﺎﻉ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺒﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺎﺒﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺩﻋﺎﺕ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺤﺭﺍﺴﺔ ﻭﺤﻔﻅ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻟﻠﺘﻨﺯﻴل .ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
372ﻤﻥ ﻕ ﺏ .ﻭﺃﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺴﺘﻴﺭﻱ ﻓﺎﻁﻤﺔ .ﻤﻬﺎﻡ ﻭﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ"ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ")ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ .1999،ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ (.ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺩ ﺱ .ﺹ .70
3
-ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻭﻋﺭﻭﺝ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.23
-4ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ .2ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .659 -658
5
-ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .274
6
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﻴﻕ .ﺹ .52
7
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ .52
43
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
1
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺠﻭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .268
2
-ﻋﺩﻟﻲ ﺃﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .74
-3ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻫﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .276ﻭﺃﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 803ﻤﻥ ﻕ ﺏ.
4
-ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ .2ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .675
-5ﺸﺘﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺸﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .80
-6ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﻴﻕ .ﺹ .54
44
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻗﺩ ﺘﺄﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻫﻲ:1
ﺃ -ﺇﺫﺍ ﺤﺩﺩ ﻤﻭﻋﺩ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻫﻨﺎ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ.
ﺏ -ﺤﺎﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻋﺩ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻫﻨﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ،ﺃﻱ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﻋﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﺃﻱ ﻨﺎﻗل ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﻅﺭﻭﻓﻪ.
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺄ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻼ ﺘﺜﺎﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻠﺯﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻗﺩ ﻨﺸﺄ
ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﻨﻘل.2
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ:
ﺇﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺘﺴﺘﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻨﺘﻬﺎﺌﻪ ﺃﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ،3
ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻘﺩﻴﺔ ﻷﻨﻪ ﺃﺨل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﻋﻘﺩﻱ ﻓﺭﻀﻪ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻗﻴﺩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﻌﻘﺩ ،4ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻘﺩﻴﺔ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻷﺴﺎﺱ
ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ؟.
ﻭﻟﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺍﺭﺘﺄﻴﻨﺎ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻋﻴﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ،5ﺜﻡ ﺃﺴﺎﺱ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ﻜﻔﺭﻉ ﺜﺎﻨﻲ.
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺴﺎﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻪ،
ﻭﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﻫﻨﺎ ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ،ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺒﺏ ﻀﺭﺭ
ﻟﻠﺭﺍﻜﺏ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻕ ﺒﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ.6
1
-ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻁ .1ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2008 .ﺹ .266
2
-ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻫﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2003 .ﺹ .214
-3ﺸﺘﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺸﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .80
-4ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺭﺸﻴﺩ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ" ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ" .ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ .ﻴﺴﻌﺩ ﺤﻭﺭﻴﺔ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻭﻟﻭﺩ ﻤﻌﻤﺭﻱ .ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .2014-2013 .2013/06/17 .ﺹ ﺹ .15-14
-5ﻨﻅﺭﺍ ﻟﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻲ ﺃﺼﺒﺢ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻋﻤﻼ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎ
ﻭﻤﻬﻤﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﻋﻤﺎﺭﺍﺕ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺸﺎﻤﺨﺔ ،ﻤﺯﻭﺩﺓ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺤﻤﺎﻡ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺴﻊ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل.ﺍﻨﻅﺭ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﻴﻭﻨﺱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .144
6
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .275
45
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺭﻜﺎﺏ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﻁﺤﺒﺎ
ﺒﺭﻀﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺭﻜﺒﺔ ،ﺃﻭ ﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ.1
ﺃﻤﺎ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻟﺴﻨﺔ 1961ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻭﺤﻴﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺭﻜﺎﺏ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻘﺩ
ﺠﻌﻠﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻔﺘﺭﻀﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻭﻫﻲ :ﺍﻟﻐﺭﻕ ،ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ،ﺍﻟﺠﻨﻭﺡ ،ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ،ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ،
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺍﻜﺏ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻟﻜﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﻫﺫﻩ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺒﺄﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﺄﻱ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ )ﺤﺴﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ( ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺒﻤﻭﺠﺒﻬﺎ.2
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ:
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻘﺩﻴﺔ ﻤﺼﺩﺭﻫﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻭ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻭﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺘﺘﻡ ﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،3ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:4
ﺃﻭﻻ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ:
ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 802ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﺃﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ
ﻭﻻ ﻴﻜﻠﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ "ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ" ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺨﻁﺄ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻭﻗﻭﻉ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺇﺨﻼل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺘﻘﺎﻋﺴﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل ﻭﺠﻪ ،ﻜﻌﺩﻡ ﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ
ﻭﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،5ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻭﻀﺤﻪ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺭﻗﻡ 110592ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ
ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1995/04/11 :ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﻭﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺸﺤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺭﻴﻐﻬﺎ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 779ﻭ 780ﻭﺘﻤﺘﺩ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻭﺍﺩ 739ﻭ 802ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ.6
-1ﺭﻓﻌﺕ ﻓﺨﺭﻱ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺭﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﻴﻨﻲ ،ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﺠﻭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :ﻟﺒﻨﺎﻥ .1992.ﺹ .77
-2ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .197
3
A.ZAHI . OP-CIT. p 205.
4
-ﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ،ﻷﻥ ﺨﻁﺄﻩ ﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻡ ﺘﻌﺎﻗﺩﻱ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل،
ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﺴﺎﺌﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ ،ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﻡ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﻓﻌﻼ ﻴﺠﺭﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ .ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ.
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .1990.ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .276
5
-ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺭﺸﻴﺩ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .23
-6ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ .2ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .658
46
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
47
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻭﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ.1
ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺎﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﺘﻘﻴﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺒﺩﺃ "ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺃﻭ
ﺍﻹﻫﻤﺎل ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ" ،ﻭﻻ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺇﺜﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻜﺱ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻭﺭﺩﺕ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻜﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻤﺜﻼ :ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺭ
ﻤﻔﺘﺭﺽ ،2ﻭﻤﻨﻪ ﻨﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻅل ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺒﺫل ﻋﻨﺎﻴﺔ ﻻ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﻊ
ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﺨﻁﺌﻪ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻁﺎﻟﺒﺎ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻔﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ
ﻓﻲ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﻗﻴﺎﻡ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﻀﺭﺭ ، 3ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻗﺩ ﺨﺭﺠﺕ ﻋﻥ
ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ،ﻓﺄﻟﺯﻤﺕ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ
ﺭﺍﺠﻊ ﻟﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ
ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ،ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻻﺤﻘﺎ.4
ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﻓﺈﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺨﻁﺄ
ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻭﻴﻘﻊ ﻋﺏﺀ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺨﻁﺄ ﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﻟﻜﻲ
ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ.5
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ
ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺤﺠﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ
ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ.6
ﻭﻗﺩ ﺃﻟﺯﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﻠﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺍﺌﻕ ،ﻷﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺃﻴﻀﺎ
ﺇﺫﺍ ﺍﺘﻀﺢ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻨﺎﺩﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﺘﺨﺎﺫﻩ
ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ،ﻷﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻭﻗﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﺌﻕ ،ﻷﻥ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻗﺩ ﺘﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﺤﺩ ﺫﺍﺘﻬﺎ
ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻜﺫﻟﻙ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻴﻭﺍﺠﻪ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺇﻫﻤﺎﻟﻪ.7
1
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .2009 .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .326
2
-ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.36
3
-ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.592
4
-ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺭﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﻴﻨﻲ ﻭﺁﺨﺭﻭﻥ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .360-359
5
-ﻋﺎﺩل ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﺍﺩﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ.2009.ﺹ ﺹ .143-142
-6ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻴﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .43
-7ﻋﺎﺩل ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﺍﺩﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .144
48
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
1
-ﻤﺤﻤﺩ ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﺩ ﻁ .ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .1995.ﺹ .212
-2ﺴﻭﺯﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ .ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺤﺎﻭﻴﺎﺕ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2004 .ﺹ .219ﻭﺃﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ :ﻤﺤﻤﺩ
ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ.ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ.212
3
-ﺒﻭﻋﻼﻡ ﺨﻠﻴل.ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ".ﻨﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ" ).ﻋﺩﺩ
.65،2009ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ( .ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺹ.181
4
-ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺭﺸﻴﺩ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .132-131
49
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
50
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺇﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻤﺩﻋﻴﺎ ﻓﻬﻭ ﻴﺤل ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
1
ﻴﻌﻭﺽ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻥ ﻜل ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﻀﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ.
ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻭ ﻭﺭﺜﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ ،ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻓﻲ
ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﺼﺎﺒﺔ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﺍﻵﺠﺎل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﺜﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻌﻭﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،2ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﺤﻘﺕ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺘﻬﻡ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﻤﻭﺭﺜﻬﻡ ،ﻓﺎﻟﺩﻋﻭﻯ
ﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ.3
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ:
ﺇﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻨﻘل ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺒﻀﺎﺌﻊ ﺘﺭﻓﻊ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ ﺍﻟﻼﺤﻘﻴﻥ ﻟﻪ ،4ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺴﻨﻔﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺎﻗل:
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺩﻋﻴﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﻴﺴﺄل ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺃﻭ
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻟﻠﻌﻘﺩ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻬﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل
5
ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﺭﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﺎﻗل ﺁﺨﺭ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻓﻴﺴﻤﻰ ﺍﻷﻭل ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﻓﻴﺘﻭﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺼﻔﺔ ﻜﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺔ،
6
ﻭﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺫﻟﻙ
ﻭﻴﻅل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘل ﺭﻏﻡ ﺇﻨﺎﺒﺘﻪ ﻟﺸﺨﺹ
ﺁﺨﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺘﺄﻜﻴﺩﺍ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﻭل ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻼ ﻴﺴﺄل ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل
ﺒﺘﻨﻔﻴﺫﻩ 7ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﻜﺎﻓﻠﻴﺔ ﺘﻀﺎﻤﻨﻴﺔ ﻭﻴﺤﻕ ﻷﺤﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ ﺒﻌﺩ ﺩﻓﻊ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻟﻠﻤﺘﻀﺭﺭ ،8ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﺘﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ
51
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﻜﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﻟﻠﻨﻘل ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻨﺎﻗل ﺒﺎﻟﻨﻴﺎﺒﺔ )ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ (، 1ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺭﻏﻡ ﺍﻹﻨﺎﺒﺔ ،ﻭﺒﺄﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺘﻨﻁﺒﻕ ﺃﻴﻀﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ،ﻭﺨﺘﻤﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻭﺠﺩ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﺨل ﺒﺤﻕ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺨﺭ.2
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻨﺠﺩﻩ ﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 764
ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ،ﻓﻘﺩ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻊ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﻴﻥ.3
ﻭﻴﻅل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﻭل ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻜل ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺫﻭﻭ ﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ
ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻟﻐﺎﻴﺔ ﻭﺼﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻤﺜﻠﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻗﺭﺘﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 765ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ" :ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻀﻊ
ﻭﺜﻴﻘﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻴﻠﺯﻡ ﺒﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻟﻼﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺤﺘﻰ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻤﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ.4"...
ﻭﻗﺩ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺃﻭ ﻜﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ
ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺒﺎﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓل ،ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﻨﺎﻗل.5
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ:
ﻟﻠﺭﺒﺎﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻴﻘﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺘﺩﻋﻭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﺭﺒﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻻﺴﺘﺩﻻﻻﺕ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﺤﻔﻅ ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻗﻴل ﻗﺩﻴﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺒﻌﺩ
ﺍﻟﺭﺏ ،6.ﻟﺫﻟﻙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﺎﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ
ﻟﻠﻤﻀﺭﻭﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻀﺩ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻭﻜﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﻤﻨﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﺃﻭ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﺇﺜﺎﺭﺓ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ،ﺇﺫﺍ ﺃﺨل ﺒﻭﺍﺠﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻭﺍﺤﻬﻡ ﺃﻭ ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻘﺎﻋﺴﻪ ﻋﻥ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﺘﺘﻘﺭﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺒﺴﻴﻁﺎ.7
1
-ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .64
-2ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .186-185
-3ﺒﻭﻋﻼﻡ ﺨﻠﻴل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .288
4
-ﺒﻭﻋﻼﻡ ﺨﻠﻴل.ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ ﺹ .189-188
-5ﺃﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 765ﻓﻘﺭﺓ 02ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ.
-6ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺸﺩ ﻭﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﻘﻁﺭ .ﺩ ﻁ .ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﻼل ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2004.ﺹ .97
-7ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .104
52
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
53
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﻭﺃﺨﻀﻌﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻟﻠﻨﻘﺽ ﻷﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﺨﻁﺌﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻟﺯﻤﻭﺍ
ﺍﻟﺸﺭﻜﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻴﺘﻴﻥ ﺒﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﺍﻫﻤﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻘﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ.1
ﻭﻨﺨﻠﺹ ﺒﺄﻥ ﻟﺭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺒﻴﻥ:2
/1ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ﺤﺴﺏ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻱ ﻤﻘﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻫﺫﺍ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺜﻭﻥ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﺅﻭل ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺃﻥ ﻟﻡ
ﻴﻜﻥ ﻤﻭﻁﻥ ﻤﻌﺭﻭﻑ ،ﻓﻴﻌﻭﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺨﺭ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻟﻪ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ
ﻤﻭﻁﻥ ﻴﺅﻭل ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ.
ﻭﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ:3
ﺃ -ﻋﻨﺩ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺤﺩ :ﻫﻨﺎ ﻴﺘﻡ ﺇﻋﻤﺎل ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺃﻱ ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ
ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺏ -ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ :ﻫﻨﺎ ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺒﺄﻥ ﺒﺭﻓﻊ ﻟﻠﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻡ.
-2ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻥ
ﻤﻘﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 745ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ ،ﻭ ﻗﺩ ﻭﺭﺩ
ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 855ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺇﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﻌﻘﺩ ﻨﻘل
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭﺃﻤﺘﻌﺘﻬﻡ ،ﺃﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.4
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺤﺩﺙ ﺃﻗﻁﺎﺏ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ
ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 32ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻭﺘﺨﺘﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺒﺎﻟﻔﺼل
54
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺒﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﻗﻀﺎﺓ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.1
ﻟﻜﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺜﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺍﻨﻪ ﻭ ﻋﻨﺩ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 32ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ
ﺴﺘﺅﺩﻱ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 745ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 855ﻤﻨﻪ ،ﻓﺄﻱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻥ
ﺴﻴﺅﺨﺫ ﺒﻤﺤل ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ؟ ،ﻭﻜﻴﻑ ﺴﻴﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ.2
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﺴﻨﺔ :1978
ﻟﻘﺩ ﺫﻫﺒﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻭﺍﻀﺢ ﺒﺸﺄﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ
ﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻌﺏﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﺄﻭﺩﻋﺕ ﻓﻲ
ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻻﻗﺕ ﺍﺴﺘﺤﺴﺎﻨﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﻭﺍﺯﻥ
ﻋﺠﺯﺕ ﻋﻥ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺒﺭﻭﻜﺴل ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺨﻠﺕ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ.3
ﻭﺒﺼﺩﺩ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻫﻴﺄﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﻋﺩﺓ ﺒﺩﺍﺌل ﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:4
ﺃ -ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻤﺤل ﻋﻤل ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻓﺎﻟﻤﺤل ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻱ ﻹﻗﺎﻤﺘﻪ.
ﺏ -ﻤﻜﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻪ ﻤﺤل ﻋﻤل ﺃﻭ ﻓﺭﻭﻉ ﺃﻭ ﻭﻜﺎﻟﺔ ﺍﺒﺭﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﺎ.
ﺝ -ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ.
ﺩ -ﺃﻱ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺃﺨﺭ ﻴﻌﻴﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
ﻭﻤﻨﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺨﺫ
ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺁﻨﻔﺎ ،ﻭﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﺎﻜﻤﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻨﻭﻋﻴﺎ ﻭﻤﺤﻠﻴﺎ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﺒﺎﻟﻨﺯﺍﻉ.5
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﺴﺎﺩﺴﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻱ
ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺤﺠﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻨﻔﺱ
-1ﺒﺭﺒﺎﺭﺓ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .78ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 32ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 09/08ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 2008/02/25ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ
ﻕ.ﺍ.ﻡ.ﺍ.
-2ﻋﺒﺎﺱ ﺴﺎﻤﻴﺔ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ.114
-3ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .76
-4ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ. 194
-5ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .77
55
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻭﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.1
ﻭﺤﺴﺏ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺤﺴﻨﻲ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻺﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻤﻌﺘﺒﺭﺍ ﺃﻥ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻴﻜﻔﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻪ ﻋﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ.2
ﻜﻤﺎ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﻟﻠﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺃﻥ
ﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل
ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﺫ ﻗﺩﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻗﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘل ﻜﻔﺎﻟﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ.3
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺜﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ :1984
ﻟﻘﺩ ﺤﺩﺩﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺜﻴﻨﺎ ﻟﻌﺎﻡ 1974ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻓﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ ،ﻭﺘﺭﻜﺕ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺒﻴﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ
ﻭﻫﻲ:4
ﺃ -ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ﻤﻘﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺏ -ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺴﺏ ﺒﻨﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﺝ -ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ﻤﻭﻁﻥ ﺃﻭ ﻤﻘﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ.
ﺩ -ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ.
ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ:
ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺤﺴﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﺍﻩ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺤﺠﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 245ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺒﺤﺭﻱ ﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺃﻴﻀﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ
ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺠﺯ
ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻴﻘﻊ ﺒﺎﻁﻼ ﻜل ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺴﺎﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺴﻠﺏ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ
ﺃﻭ ﺘﻘﻴﻴﺩﻩ ".5
56
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻋﻤﺎل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 55ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻨﻔﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻜﻠﻪ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺘﻨﻔﻴﺫ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ،ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ.1
ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﺎﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻭﺤﺴﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 30ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻵﺘﻴﺔ: 2
ﺃ -ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻤﻭﻁﻥ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ،ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺹ ﻓﺭﻉ ﻟﺸﺭﻜﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ
ﻓﻲ ﻤﺼﺭ.
ﺏ -ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻓﻲ ﻤﺼﺭ.
ﺝ -ﺇﺫﺍ ﻨﻔﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ.
ﺩ -ﺇﺫ ﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺸﺭﻁ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫﻩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ.
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ ﻓﻘﺩ ﺤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 272ﻕ ﺏ ﺝ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻡ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻸﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ
ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺌﺭﺘﻬﺎ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺤﺠﺯ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ.3
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ:
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﻫﻡ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻴﻠﺠﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺘﻌﺎﻤﻼﺘﻬﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺤﺴﻡ ﺨﻼﻓﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ
ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻼ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﺨﻠﻭ ﺃﻱ ﻋﻘﺩ ﻤﻥ ﺸﺭﻁ ﻴﺸﺎﺭ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻋﻨﺩ ﺤﺩﻭﺙ ﻨﺯﺍﻉ ﺃﻭ ﺨﻼﻑ ﻴﺨﺹ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ،ﻓﺄﺼﺒﺢ ﺍﻹﻗﺒﺎل ﺸﺩﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺤل ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻭﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﻋﺭﺽ ﺨﻼﻓﺎﺘﻬﻡ ﺃﻤﺎﻡ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ 4ﻭﺘﻘﺘﻀﻲ ﺩﺭﺍﺴﺎﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﺜﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ )ﺜﺎﻨﻴﺎ( ﻭﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ )ﺜﺎﻟﺜﺎ( ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ
) ﺭﺍﺒﻌﺎ(.
ﺃﻭﻻ :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ :
ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﻀﺎﺀ ﺨﺎﺹ ﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ،ﻴﺨﺘﺎﺭﻩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻟﻔﺽ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﺫﻱ
ﻨﺸﺄ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻜل ﺫﻱ ﺤﻕ ﺤﻘﻪ ,ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﺤل ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﺸﻜل ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
57
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﻡ "ﺒﺎﻟﻤﺤﻜﻡ" ﻴﺴﺘﻤﺩﻭﻥ ﺴﻠﻁﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﻴﺼﺩﺭﻭﻥ ﺤﻜﻤﺎ ﺤﺎﺌﺯﺍ ﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺥ ﻴﻐﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﺠﻭ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺠﻭ ﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺔ ،1ﻭﻋﺭﻑ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ "ﻴﻘﺼﺩ
ﺒﺎﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺁﻟﻴﺔ ﻴﺘﻡ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻬﺎ ﺴﻠﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻟﻜﻲ ﻴﺘﻡ
ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻋﻬﺩ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ".2
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻬﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﻴﺨﺘﺎﺭﻩ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﺘﺤل ﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻪ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ 3ﻭﻴﺨﻀﻊ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻟﻸﺭﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤل
ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ 4ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﺃﻫﻤﻬﺎ:5
-ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺡ.
-ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺎﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻌﺭﻀﻬﺎ ﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ.
-ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﺤﻜﻤﻴﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺨﺒﺭﺓ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ :
ﻟﻘﺩ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﺩﺓ ﻭﺴﺎﺌل ﻹﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﺘﺭﻙ ﻟﻬﻡ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ
ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﻨﺸﺄ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺫﺍﻟﻙ ﺇﻤﺎ ﺒﺎﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻕ
ﻭﺩﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ 09-08ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ
،2008/02/25ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1006ﺇﻟﻰ ،1065ﻭﺤﺴﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 61006ﻤﻥ
ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺃﺠﺎﺯ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺎ ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﻪ ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ .7
-1ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺍﻷﺤﺩﺏ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﻤﺼﺎﺩﺭﻩ .ﺩ ﻁ .ﺝ.1ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻨﻭﻓل:ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺩﺱ .ﺹ .19ﻭ ﺃﻨﻅﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻭﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻤﻲ.
ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ .ﻁ .06ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ .2012.ﺹ. 13
-2ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﺠﻭﺒﻲ .ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ" .ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺤل
ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ " ).ﺍﻟﻌﺩﺩ 2ﺨﺎﺹ.200،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ (.ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺹ.385
-3ﻋﻠﻲ ﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﺘﻲ.ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.ﻁ.01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ:ﻋﻤﺎﻥ.2005.ﺹ.66
-4ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﺘﻲ.ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ.ﺹ.85
-5ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ.ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﺎﻡ .1978ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.192
-6ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﻩ 1006ﻤﻥ ﻕ ﺍ ﻡ ﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ "ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻪ ﻤﻁﻠﻕ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ "
-7ﺍﺤﻤﺩ ﺒﻭﻗﺎﺩﻭﻡ..ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻁﺭﻕ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ".ﺍﻟﻁﺭﻕ
ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ :ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ").ﺍﻟﻌﺩﺩ 01ﺨﺎﺹ.2009،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺹ.246
58
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
59
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ 1ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1045ﻤﻥ ﻕ.ﺍ.ﻡ.ﺍ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
"ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺨﺘﺹ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﺼﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ
ﻟﻪ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘﺤﻜﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺜﺎﺭ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ".
-1ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻜﻠﻲ .ﺩﻭﺭ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ".ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﺢ
ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ " ).ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ ،ﺝ .2009 .1ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ (.ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ .ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺹ ﺹ .289-288
60
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻨﻬﺎ :
ﺇﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺸﺄﻥ ﺃﻱ ﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺭﻀﺎﺌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻟﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺒﺄﺴﺒﺎﺏ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻓﺴﻨﺤﺎﻭل
ﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﺃﻜﺜﺭ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﺩﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻔﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺴﻨﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺎﺘﻴﻥ
ﺍﻟﻨﻘﻁﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻥ :
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ:
ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﻤﺎﻁل
ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﺍﻩ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻴﻔﻭﺕ ﺍﻵﺠﺎل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﻌﺩ
ﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻴﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻤﺭ ﻀﺭﻭﺭﻱ 1ﻟﺫﻟﻙ ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻸﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﺭﺘﺄﻴﻨﺎ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻋﻴﻥ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل:
ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺴﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﺯل ،ﻭﺭﺃﻴﻬﻡ ﻓﻲ
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺴﻜﻭﺕ ﺍﻟﺩﺍﺌﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺤﻘﻪ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻨﻪ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،2ﻭﻗﺩ ﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﻭﺍﺩ ﻭﻫﻲ 742ﻭ 743ﻭ ،3744ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ....":742
ﺘﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻤﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻓﻴﻪ " ،ﺃﻤﺎ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 743ﻕ ﺏ ﺝ ﻓﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺘﺘﻘﺎﺩﻡ ﻜل ﺩﻋﻭﻯ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﺴﺒﺏ
ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺤﺩ ،ﺒﻴﺩ ﺍﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻤﺩﻴﺩ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻤﻴﻥ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﻤﺒﺭﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ".
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 744ﻓﺫﻫﺒﺕ ﻟﻠﻘﻭل ﺒﺄﻨﻪ" :ﻴﻤﻜﻥ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺩﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻪ ﺃﻭ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﻠﻡ ﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﺘﺒﻠﻴﻎ "ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ".
ﻭﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﻨﺼﻭﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻗﺩ ﺤﺩﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺴﻨﺘﻴﻥ ،ﺘﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻨﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻠﻤﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺭﺠﻭﻉ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل
1
-ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺭﺸﻴﺩ..ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ.168
-2ﺇﻴﻤﺎﻥ ﻓﺘﺤﻲ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴل .ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ:ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2009.ﺹ ﺹ- 18
.19
3
-ﺴﺨﺭﻱ ﺒﻭﺒﻜﺭ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .167-166
61
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻋﻠﻰ ﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ،ﻭﺒﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،1ﻭﺒﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺭﺠﻭﻉ ﻤﻥ ﺩﻓﻊ
ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻠﻡ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ،2ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ
ﻫﺩﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﺠﺎل ﻗﺼﻴﺭﺓ ﻟﻠﺘﻘﺎﺩﻡ ﻫﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ،ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﺘﻘﺼﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺘﺭﺍﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺎﺕ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ
ﺇﻟﻰ ﻋﺠﺯﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻬﺎ.3
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻨﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻗﺩ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 1994/02/07ﺭﻗﻡ 114891ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
743ﻕ ﺏ ﺝ ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺘﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻔﻘﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ
ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﻤﺩﺓ ﻋﺎﻡ ﻜﺎﻤل ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺒﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ
ﺼﺭﻴﺤﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﻟﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻤﻬﻠﺔ ﺴﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻜﺘﻤﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻻﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺴﺠﻴل
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻓﺎﻥ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻻﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻟﻤﺎ ﺤﻜﻤﻭﺍ ﺒﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻗﺩ ﺍﺨﻁﺌﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.4
ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻗﺭﺍﺭ ﺃﺨﺭ ﺘﺤﺕ ﺭﻗﻡ 151318ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1997-08-06ﻋﻥ
ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻗﻀﺕ ﺒﻨﻘﺽ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
ﺍﻟﺫﻱ ﺭﻓﺽ ﺩﻋﻭﻯ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﺒﺤﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ
ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺭﻓﻌﺕ ﻓﻲ 30ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ،1991ﻭﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 05ﺠﻭﺍﻥ ،1991ﺃﻱ ﺨﺎﺭﺝ
ﻤﻬﻠﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 744ﻕ ﺏ ﺝ ،ﻓﺄﻭﻀﺤﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺘﺭﻓﻊ
ﻓﻲ ﻤﻬﻠﺔ ﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀﺍ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻋﻤﻼ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،743ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﺃﻴﻀﺎ
ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 744ﻕ ﺏ ﺝ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻤﻬﻠﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀﺍ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺘﺴﺩﻴﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ.5
ﻭﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺃﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 744ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ﻻ ﺘﻁﺒﻕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ
ﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 743ﻤﻥ ﻕ ﺏ ﺝ ،ﻭﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﻘﺒﻭل ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ،ﺇﻻ
-1ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻬﺎ ﺭﻗﻡ 463915ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ .2007-09-05ﺍﻨﻅﺭ ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ .03ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.1344
-2ﺒﻭﻋﻼﻡ ﺨﻠﻴل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .230
3
-ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ.ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.542
4
-ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ.ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺝ .02ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .587
-5ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻭﻋﺭﻭﺝ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .17
62
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺇﺫﺍ ﺭﻓﻌﺕ ﻓﻲ ﺃﺠل ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺴﺩﻴﺩ ﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﺒﻪ ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﻠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺒﺘﺒﻠﻴﻎ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ.1
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺘﻭﺤﻴﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1924
ﻨﺠﺩﻫﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻫﻲ ﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ
ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻘﺎﺼﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ،
ﻭﻜﺸﻑ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻀﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺄﺠﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘل،
ﻭﻗﺩ ﺍﺨﻀﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻜل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎﺩﻡ ﺃﻱ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻬﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻘﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ.2
ﺃﻭﻻ :ﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ:
ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﺯﺌﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺴﻠﻤﺕ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺩﻓﻌﺘﻴﻥ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﻤﻥ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻓﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،ﻭﻴﺴﺭﻱ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻓﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻜﻠﻲ
ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ.3
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻘﺎﺩﻡ ﻤﺴﻘﻁ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺘﺤﺴﺏ ﺒﺎﻟﺘﻘﻭﻴﻡ
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ،ﻭﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻏﺭﺍﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﻭل ﻻ ﻴﺤﺘﺴﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﺩﺓ
ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻨﻘﻀﺎﺀ ﺁﺨﺭ ﻴﻭﻡ ﻓﻴﻬﺎ.4
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ:
ﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﺯﻴﺔ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻭﺜﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺘﻴﻥ ،ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺎﺯﺕ
ﻹﻁﺎﻟﺔ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﻜﺸﻑ ﺍﻟﻀﺭﺭ.5
ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ:
ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻬﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ -ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﺭﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ -ﺇﻟﻰ
ﻨﺎﻗل ﺁﺨﺭ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻘل ﺃﻭ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ،
ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺄ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ
63
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺤﺭﺍﺴﺘﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﺒﻊ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻼﺤﻕ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺄ ﺍﻟﻀﺭﺭ
ﻭﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﻋﻬﺩﺘﻪ.1
ﻭﻗﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺭﺠﻭﻉ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 744ﻕ ﺏ ﺝ.2ﻭﻴﻨﻘﻀﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻤﻀﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻴﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺀ
ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﺴﺘﻼﻤﻪ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ.3
ﻭﻟﻭ ﺍﻨﻘﻀﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺘﻴﻥ ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻠﻑ
ﺒﻌﺩ ﻤﻀﻲ 23ﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺩﺓ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻹﺩﺨﺎل
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻭ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻨﻘﻀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ –ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ -ﻭﺤﺼﻠﺕ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ
ﺠﺎﺯ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ.4
ﻭﻗﺩ ﻨﻘﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 2006/06/07ﻤﻠﻑ ﺭﻗﻡ 356555ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻨﺤﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻨﺤﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﻴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﺘﻘﺎﺩﻤﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 744ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 919ﻕ ﺏ ﺝ
ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻗﺩ ﺼﺭﺡ ﺒﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺏ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻴﺤﻅﻰ ﻴﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 744ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﺍﻵﺠﺎل ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 743ﻤﻨﻪ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺘﺴﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﻭﺼﻭل ﺍﻻﺴﺘﺩﻋﺎﺀ ﻟﻪ.5
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ:
ﻟﻘﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ،ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 20ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ:6
" -1ﺘﺴﻘﻁ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺃﻴﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﻘل ﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﺨﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﺴﻨﺘﻴﻥ.
-1ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2003 .ﺹ .213
-2ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ.
-3ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻭﻀﻊ ﺤﻜﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺭﺠﻭﻉ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺒﻤﻀﻲ ﺘﺴﻌﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﺎﻟﻭﻓﺎﺀ .ﺃﻨﻅﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ
ﺘﺭﻙ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .213
-4ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .149
-5ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ).ﻋﺩﺩ .2006 ،02ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ .ﺩﺱ .ﺹ ﺹ .319-318
-6ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .194-193
64
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
-2ﺘﺒﺩﺃ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﺃﻭ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬﺎ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻋﺩﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺃﺨﺭ ﻴﻭﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻤﻬﺎ ﻓﻴﻪ.
-3ﻻ ﻴﺩﺨل ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﺩﺃ ﻓﻴﻪ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺩﺓ.
-4ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﻤﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺈﻋﻼﻥ
ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻴﻭﺠﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺒﺈﻋﻼﻥ ﻻﺤﻕ ﺃﻭ ﺇﻋﻼﻨﺎﺕ ﻻﺤﻘﺔ.
-5ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺍﻨﻘﻀﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺃﻗﻴﻤﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﺡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺨﺫ
ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻘل ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﺡ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ 90ﻴﻭﻤﺎ ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻴﻡ
ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺒﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﻠﻎ ﻓﻴﻪ ﺒﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ".
ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺄﻥ ﻜل ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺭ .ﺘﺴﻘﻁ ﻤﺎ
ﻟﻡ ﺘﺘﺨﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﻋﺎﻤﻴﻥ.1
-2ﻭﻗﺩ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺇﻟﻰ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﺤﺘﺴﺎﺏ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺭﻱ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺤﺴﺏ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ.2
-3ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺴﺭﻴﺎﻨﻬﺎ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺸﺘﺭﻁﺕ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﺫﻟﻙ ﺒﺈﻋﻼﻥ
ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺇﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻟﻌﺩﺓ ﻤﺭﺍﺕ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ.3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤل ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺩﻋﻭﻯ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺭﻏﻡ ﺇﻨﻘﻀﺎﺀ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ،ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺴﻭﺡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺨﺫ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ،ﻭﺭﻏﻡ ﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻘل ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﺡ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ
ﺘﺴﻌﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ ،ﺘﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﺒﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ ﺇﻋﻼﻨﻪ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ
ﻗﺩ ﺴﺩﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ )ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ( 4ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻤﺩﺓ ﺃﻁﻭل ﻟﻠﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﻭﺠﺏ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺘﺴﻌﻴﻥ ﻴﻭﻤﺎ
ﻓﻬﻨﺎ ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ .5
1
ﺒﻭﻋﻼﻡ ﺨﻠﻴل .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .236
2
ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻴﻰ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .74
3
ﻤﺤﻤﺩ ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .247
-4ﺍﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺤﺴﻨﻲ.ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ .ﺩ ﻁ .ﻤﻨﺸﺎﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺠﻼل ﺤﺭﻯ ﻭ ﺸﺭﻜﺎﺌﻪ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .ﺩﺱ .ﺹ
.200
-5ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ.ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ.ﺹ .214
65
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺇﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻁﺭﻕ ﺩﻓﻌﻬﺎ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺠﺩﻴﺭ ﺒﻨﺎ ﺃﻥ
ﻨﺒﻴﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻜﻔﺭﻉ ﺃﻭل ،ﻭﺤﺎﻻﺕ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻜﻔﺭﻉ
ﺜﺎﻨﻲ ،ﻤﻊ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ.
ﺘﻨﺘﻔﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺤﺩﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ، 1ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﺴﺒﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 803ﻕ ﺏ ﺝ ﻭﻫﻲ:2
ﺃ-ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻗﺎﻡ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
.604
ﺏ-ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻤﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻜﺎﻟﺭﺒﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺸﺩ ،ﺃﻭ ﻤﻨﺩﻭﺒﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗل.
ﻩ-ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.3
ﻭ-ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺩﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻨﻊ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﺇﻋﺎﻗﺘﻪ ﻜﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ
ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ.
ﺯ-ﻋﻴﺏ ﺨﻔﻲ ﺃﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﻋﻴﺏ ﺫﺍﺘﻲ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﻨﻘﺹ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺭ.
-1ﻟﻘﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ 12ﺤﺎﻟﺔ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻻ ﺍﻟﻤﺜﺎل ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻨﺹ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 1966ﻋﻠﻰ 9ﺤﺎﻻﺕ ،ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ 17ﺤﺎﻟﺔ .ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺩﻓﻭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﻜﻲ ﻴﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ .ﺃﻨﻅﺭ ﺩﻤﺎﻨﺔ ﻤﺤﻤﺩ .ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ
ﻟﻠﻨﺎﻗل .ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ .ﻗﺎﺩﺓ ﺸﻬﻴﺩﺓ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻠﻘﺎﻴﺩ.ﺘﻠﻤﺴﺎﻥ .ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﺩ ﺕ .2011 /2010 .ﺹ
.14
-2ﺴﺨﺭﻱ ﺒﻭﺒﻜﺭ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .182
-3ﻗﺩ ﺃﻋﻔﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺭﻗﻡ 65920ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ 1990/06/11ﻁﺎﻗﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺍﺭﺘﻁﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻭﻨﻘﻀﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﺎﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺴﺒﺒﺘﻬﺎ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ .ﺍﻨﻅﺭ ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ.ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ.ﺝ .01ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ.344
66
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ل-ﺃﻱ ﺴﺒﺏ ﺁﺨﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻭﺏ ﻋﻨﻪ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺩﻟﻴل
ﺒﺎﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﺴﺒﺒﻪ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﻨﺩﻭﺒﻴﻪ ﻭﺃﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﺴﻬﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺭﺭ.
ﻭﻤﻨﻪ ﺘﻨﺒﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺒﺄﺴﺒﺎﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺌﺘﻴﻥ :ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﺎﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ،ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺴﻴﺘﻡ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻷﺘﻲ:
ﺴﻴﺘﻡ ﺸﺭﺡ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 803ﻕ ﺏ ﺝ ،ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
-1ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴﺔ:
ﺘﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﺘﺅﺩﻱ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺜﺎﺭ ﻭﺨﻴﻤﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻓﺎﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺴﻴﺭﻫﺎ 1ﻭﺘﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﻨﺼﻭﺹ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴﺔ ﻷﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻼ
ﻴﻌﺩ ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻟﻤﺎ ﻟﻠﺭﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻼ ﻴﺴﺎل ﻋﻥ ﻗﻴﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺒﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺼﻁﺩﺍﻤﻬﺎ ﻤﺜﻼ.2
-2ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ:ﺍﺘﺠﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﻤﺘﺼﻼ ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﻤﻠﺤﻘﺎﺘﻬﺎ
ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﺭﺍ.3
67
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻻ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﺴﺅﻭﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ
ﻴﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ،ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺭﺍﺠﻊ ﻟﻌﻴﺏ ﺨﻔﻲ ﻅﻬﺭ ﺭﻏﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ
ﻭ ﻋﻨﺎﻴﺘﻪ.1
ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺍﻨﺘﻔﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ
2
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻌﻴﺏ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ :ﺃﻱ ﺴﺒﺏ ﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺒﻀﺎﻋﺔ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻜﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﻬﻼﻙ
،ﻭ ﻤﺜﺎﻟﻬﺎ ﺘﻔﺎﻋل ﺒﻌﺽ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻫﻼﻜﻬﺎ ﻭ ﺘﻠﻔﻪ.3
-3ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ:
ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ،ﻜﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﻫﻼﻜﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻐﻠﻴﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭ ﺘﻌﺒﺌﺘﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ
ﺒﺘﺤﻤل ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺭ ،ﻭﺇﺨﻼﻟﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻴﻌﺩ ﺨﻁﺄ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻪ ،4ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺜﻤﺔ ﺃﻱ ﻤﺴﺅﻭل ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺍﻟﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ ﺘﻐﻠﻴﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ
ﺒﺩﻗﺔ ،5ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻊ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﻓﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻀﺭﺭ ﻻ ﻴﺩ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﻌﻔﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ.6
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻜل ﺤﺎﺩﺙ ﻤﻔﺎﺠﺊ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﻗﻊ ،ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺩﻓﻌﻪ ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺜﻪ ﺃﻭ
ﻭﻗﻭﻋﻪ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﻜﻨﺸﻭﺏ ﺤﺭﺏ ﻤﻔﺎﺠﺌﺔ ﺃﻭ ﻭﻗﻭﻉ ﺯﻟﺯﺍل ،7ﻭﻗﺩ ﺃﻋﻔﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 803
ﻕ ﺏ ﺝ ﻓﻘﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .8
ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﻗﻊ ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺘﻭﻗﻌﻪ ﻓﻼ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ،
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻓﻊ ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﻬﺭ ،ﻻﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺘﻔﻘﺩ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ
68
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺇﺫﺍ ﺃﻤﻜﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،1ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻜﺩﻩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ
ﻭﺴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺒﺭﻭﺍ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺊ ﻗﻭﺓ ﻗﺎﻫﺭﺓ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﻗﻊ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺩﻓﻌﻪ ،2ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺩﻯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻗﻭﺓ ﻗﺎﻫﺭﺓ ﺃﻡ ﻻ ﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﻴﺘﻡ
ﺍﺴﺘﺨﻼﺼﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ.3
-5ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ:
ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻹﻨﻘﺎﺫ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻜل ﻋﻤل ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﻭ ﺇﺴﻌﺎﻑ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺃﻭ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻤﻥ ﺨﻁﺭ ﻤﺤﺩﻕ
ﻭ ﻤﺅﻜﺩ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺸﺨﺹ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﻨﻘﺫ ،4ﻓﻼ ﺠﺩﺍل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﻌﻔﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﺞ ﻋﻨﺩ ﻗﻴﺎﻡ
ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ ﺒﺈﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻕ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻓﻴﺭﻯ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺍﻥ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻋﻔﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ.5
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻕ ﺏ
ﺝ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭﻟﻜﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻗﺩ ﻨﺠﺩ ﺒﺎﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻗﺩ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﺎ ﺨﺎﺼﺔ
ﺒﺒﻌﺽ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻜﻨﻘل ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﻤﺜﻼ ،6ﻭﻤﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 804ﻕ ﺏ ﺝ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺴﺄل ﻋﻥ ﺨﻁﺌﻪ ﻭ ﺨﻁﺄ ﻤﻨﺩﻭﺒﻪ ،ﻭﻻ ﻴﺴﺄل
ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﺄﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﻭﺍﻷﻀﺭﺍﺭ.7
ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 805ﻕ ﺏ ﺡ ﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﻤﺩ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺫﻜﺭ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺩ
ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ،ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺘﻡ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ
69
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻫﻭ ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺘﻪ ﻭﻴﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ
ﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،1ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ﻏﻴﺭ ﻤﻠﺘﺯﻡ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻗﺼﺩ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺒﻐﻴﺭﻩ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻁ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻋﺩﻡ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻓﻴﻌﻔﻰ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﺍﻨﻌﺩﻤﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻓﻌل ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ
ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻥ ﻏﺸﻪ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﻻﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﻨﺎ
ﻫﻭ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺸﻪ ﻭﺴﻭﺀ ﻨﻴﺘﻪ.2
ﻟﻘﺩ ﺃﻋﻔﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﺒﺨﺼﻭﺹ ﻨﻭﻋﻬﺎ ﻭﻜﻤﻬﺎ ،ﻭﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﺃﻭ ﺃﻱ
ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺃﺨﺭﻯ.3
ﻓﺎﻨﻪ ﻜﺄﺼل ﻋﺎﻡ ﻓﺎﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺸﺤﻨﻬﺎ ﺒﻬﺫﻩ
ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺘﻡ ﻤﺴﺎﺀﻟﺘﻪ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺒﻌﺩﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﺇﻻ
ﺍﻨﻪ ﻭﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﺴﺎﺌﻠﺘﻪ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻤﻴل ﻭﻗﻊ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 774ﻓﻘﺭﺓ 2ﻕ ﺏ ﺝ.4
-5ﻨﻘل ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ:
ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻋﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﻘل ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻭﻟﻡ ﻴﻨﻅﻡ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺒﺤﺭﺍ.5
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻭ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻫﻼﻙ ﺃﻭ ﻤﻭﺕ
ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻠﺤﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺸﺭﻁ 21ﻤﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ ..." :ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﻗﺎﺌﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻻ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﻥ ﻷﻴﺔ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
70
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺴﺎﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﻻ ﻋﻥ ﻤﻘﺘل ﺃﺤﺩﺍﻫﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ
ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﻠﺯﻤﻴﻥ ﺒﺈﻋﻁﺎﺌﻬﺎ ﻻ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﻻ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺃﺨﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﻌﻘﻭل".1
ﻭﻟﻘﺩ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﻘل ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﺎﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻬﻲ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﺒل ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ
ﺇﻋﻔﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻁﺭﻫﺎ 2ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻁﺭﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 812ﻕ ﺏ ﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
)ﺏ(.3
ﻭﻗﺩ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻬﺎ ﺭﻗﻡ 149627ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 1997 /04 /08
ﺤﻴﺙ ﺃﻗﺭﺕ ﻭﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﻘل ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ،ﻭﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ
ﺇﻋﻔﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺘﺤﻤﻴﻠﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘﻔﺭﻴﻐﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺔ
ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ.4
ﺃﻥ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺒﺎﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻨﻘل ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺒﺫل ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﻨﻔﻲ ﻗﺭﻴﻨﺔ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺇﻥ ﻫﻭ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺒﺫﻟﻪ
ﻟﻠﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ.5
ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻀﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﺍﻷﺼل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻤﻥ
ﺨﻼﻟﻪ ﺩﻓﻊ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻨﻪ ﻗﺩ ﺍﺘﺨﺫ ﻫﻭ ﻭﻤﻥ ﻴﺘﺒﻌﻪ ،ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﺠﻨﺏ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺃﻀﺭﺍﺭﻩ ،6ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺇﺫ ﻟﻡ ﻴﺘﺨﺫ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﺒﻜل ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻭﻗﻲ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺩﺨل ﺴﺒﺏ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ.7
ﻜﻤﺎ ﻗﺭﺭﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻴﻀﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ
ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ) ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ،(2ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻹﻋﻔﺎﺀ ﻀﻤﻨﻲ ﻟﻠﻨﺎﻗل
71
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻨﻘﻠﻬﺎ) ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
.1(9
ﻟﻘﺩ ﺃﺜﺎﺭﺕ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺠﺩﻻ ﻓﻘﻬﻴﺎ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺫﻫﺏ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ
ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﺭﺃﻱ ﺁﺨﺭ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻔﺎﺀﻩ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻴﺭ
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﺍﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ
ﺍﺘﺨﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﺒﻴﻀﺎ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺴﺒﺏ ﻫﻼﻙ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻫﻭ ﺤﺎﺩﺙ
ﻤﺠﻬﻭل ﻻ ﺩﺨل ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻟﻠﺸﺎﺤﻨﻴﻥ .2
-ﻻ ﻴﺴﺄل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻜﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺒﺤﻜﻡ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ.
-ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻨﻪ ﻗﺩ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺒﻜل ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻑ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻁﻭﺍل ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺩﻡ
ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺘﻡ ﺇﻋﻔﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻴﻔﺘﺭﺽ ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺄ ﻜﺎﻥ
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﺇﻥ ﻴﻭﻟﻰ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻟﻘﺩ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻜﻭﺠﻪ ﻹﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ
ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺤﻕ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺼﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :ﻓﻴﻤﺎ
1
ﺃﻤﺎل ﺍﺤﻤﺩ ﻜﻴﻼﻨﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .573
-2ﺃﻤﺎل ﺍﺤﻤﺩ ﻜﻴﻼﻨﻲ .ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ .ﺹ ﺹ .578 -575
-3ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻴﻰ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .45
72
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻌﻭﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻻ ﻴﺴﺎل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻨﺎﺘﺠﺎ ﻋﻥ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻹﻨﻘﺎﺫ
ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺃﻭ ﻋﻥ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ.1
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻋﺩﺓ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻷﺘﻲ:2
-ﺘﺴﻘﻁ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﺍﺘﺨﺫ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺭﻏﻡ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ
ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ.
-ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻜﺄﺜﺭ ﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﺘﺨﺫﺕ
ﻹﻨﻘﺎﺫ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻟﻜﻥ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ.
ﻭﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﺘﺴﺘﺜﻨﻲ ﻹﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺕ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 24ﻤﻥ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﺎ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ.3
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ" ﻜل ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺸﺤﻭﻨﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ،ﻓﺎﻨﻬل ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺸﺤﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺏ ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﺘﻨﻅﻴﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ
ﺒﻬﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺃﻱ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻴﺠﻴﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ.4
-4ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ:
ﻟﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻤﻀﻤﻭﻨﻪ ،5ﻭ ﻴﺴﺎل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﻫﻼﻙ
ﺃﻭ ﺘﻠﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﺤﺴﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻓﻘﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻨﺸﺏ
-1ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .182
-2ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻴﻰ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .48
-3ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻤﻭﺠﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .283
-4ﺃﻤﺎل ﺍﺤﻤﺩ ﻜﻴﻼﻨﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ ﺹ .597 -596
-5ﻋﻤﺭ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﻤﺭ .ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ .ﻁ .01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .ﺩ ﺱ .ﺹ .489
73
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻋﻥ ﺨﻁﺄ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻪ ﺃﻭ ﻭﻜﻼﺌﻪ ،ﻭ ﻴﺘﻨﺼل ﻫﺅﻻﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺘﻭﺍ ﺃﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﺒﺨﻁﺌﻬﻡ .1
ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻨﺎ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ،ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫﻩ ﻫﻭ ﻭﻭﻜﻼﺌﻪ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ
ﻟﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺴﺒﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ، 2ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻻﻥ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﻕ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﻀﻤﻨﻲ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻭ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺘﺎ ﺨﻁﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻪ
ﻫﻭ ﻭﺘﺎﺒﻌﻴﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﻨﻪ ﻭﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﻭﺍﺜﺒﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻘﺩ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻨﺼﺎ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﺒﻁﻠﺏ
ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺴﺒﺏ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﻨﺸﻭﺀ ﺍﻟﺤﺭﻴﻕ ﻭﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ
ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﺴﺭﻉ ﻭﻗﺕ ﻭﺫﺍﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ
ﺤﻘﻭﻗﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻷﺨﺭ.3
ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ:
ﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﺤﺩﺍﻫﺎ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻥ ﻫﻡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ؟.
ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻁﺭﻕ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻷﺘﻲ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺎﻗل:
ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﻜل ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﻤﺎﻟﻜﺎ ﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺇﺫ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﺠﺭ ﻭﺍﻟﻤﺠﻬﺯ ﻭﺍﻟﺤﺎﺌﺯ ﺤﻴﺎﺯﺓ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﻨﺔ -ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﻤﻊ ﻨﻔﺴﻪ -ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل.4
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺘﻨﺹ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻴﺸﻤل ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ
ﺃﻭ ﻤﺴﺘﺄﺠﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل.5
ﻭﻟﻘﺩ ﻨﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﺘﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺩﻋﻭﻯ ﺘﺭﻓﻊ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﻠﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺨﺴﺎﺌﺭ
ﻭﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﺘﻪ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 813ﻕ ﺏ ﺝ.
-1ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2005 .ﺹ .243
-2ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺭﺤﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .201
-3ﺃﻤﺎل ﺍﺤﻤﺩ ﻜﻴﻼﻨﻲ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .587
-4ﻤﺤﻤﺩ ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﻤﺭﺠﻊ ﺴﺎﺒﻕ .ﺹ .153
-5ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﺒﻲ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺩ ﻁ .ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .ﺩ ﺱ .ﺹ .320
74
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺼﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:1
-ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺘﺴﺭﻱ ﺍﻟﺩﻓﻭﻉ ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﻓﻲ ﺃﻱ ﺩﻋﻭﻯ ﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﻼﻙ ﺃﻭ ﺘﻠﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺸﻤﻭﻟﺔ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ".
-ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 10ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 2ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺘﻨﻁﺒﻕ
ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ."...
ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﺒﺄﻨﻪ ﻜل ﺸﺨﺹ ﺘﺭﺒﻁﻪ ﺒﺎﻟﻨﺎﻗل ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ
ﻭﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ،ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 814ﻕ ﺏ ﺝ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ" :ﺇﺫﺍ ﺃﻗﻴﻤﺕ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺩ ﻤﻨﺩﻭﺒﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ،ﺠﺎﺯ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺩﻭﺏ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩﺍﺕ ﻭﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ
ﺒﺎﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﻨﺎﺩ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل" ،ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺘﺎﺒﻊ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻜل
ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ.2
ﻭﻤﻨﻪ ﻓﺎﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻭﺭﻓﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻋﻭﻯ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﻜﺒﻪ ﻭﻗﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻤﻬﺎﻤﻪ.3
ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺤﺭﻴﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﺘﺎﺒﻌﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺘﻰ
ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﻜﺒﻪ ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻗﺩ ﻭﻗﻊ ﺤﺎل ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺒﻬﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻬﺩﻑ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﺼل ﺍﻟﺘﺎﺒﻊ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫﻩ ﻤﻨﻔﺫ ﻹﻫﺩﺍﺭ ﻤﺎ ﺍﻗﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺤﺴﺒﺎﻥ ﺍﻨﻪ ﻤﺴﺅﻭل ﻋﻥ
ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻭﻉ ﻋﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺘﺎﺒﻌﻴﻪ.4
75
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:
ﻭﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻜﺄﻱ ﻨﺯﺍﻉ ﻴﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺩﻋﻲ ﻭﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺘﻤﺘﻌﺎﻥ
ﺒﺎﻟﺼﻔﺔ ﻭﻟﻬﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻬﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ،ﻫﺫﺍ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻟﻸﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ
ﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺸﺭﻁﺎ ﻹﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻠﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﻨﻅﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﺭﻋﺔ ،ﻓﻘﺩ ﻋﻤﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﻋﻠﻰ
ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺤﺩﺩﻫﺎ ﺒﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺍﺒﺘﺩﺀﺍ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﺃﻭ
ﻤﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ.
ﻫﺫﺍ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺃﻥ ﻴﻌﻔﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻭﺭﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺒﺏ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺩ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﻴﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻭﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻜﺎﻟﺘﺎﺒﻌﻴﻥ ﻟﻪ.
76
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ:
ﺇﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺘﺘﺄﻜﺩ ﻴﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻴﻭﻡ ،ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺸﺎﺤﻨﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻴﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل
ﻟﻌﺎﻡ ، 1924ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1964ﻭﺠﻌل ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﺴﻨﺩﺍ ﻴﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ،ﻤﻊ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻁﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ،ﻭﻗﺩ ﺴﺎﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﻕ
ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﺘﺩﺍﺭﻙ ﻤﺎ ﺃﺜﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻤﻥ ﻗﺼﻭﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻭ ﻴﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﺭﺘﻴﻥ ،ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1998ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ،2010ﻭﻤﺎ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﺇﻻ
ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﻭﺫﻟﻙ ﻋﺒﺭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻜﻴﻴﻑ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻊ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
ﻭﺘﺘﻤﺜل ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺎﺘﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
-1ﺃﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻫﻭ ﻋﻘﺩ ﺭﻀﺎﺌﻲ ﺯﻤﻨﻲ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺜﻼﺜﺔ ﻭﻫﻡ :ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﻗل
ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺎﻻﺴﺘﻼﻡ ﻭﺍﻟﺸﺤﻥ
ﻭﺍﻟﺭﺹ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻭﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺘﻜﻤﻠﺔ ﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻌﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻘﺩ
ﺘﺠﺎﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻭ ﻤﺩﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺘﺎﺠﺭﺍ.
-2ﺭﻏﻡ ﺭﻀﺎﺌﻴﺔ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻨﻔﺭﺩ ﺒﺎﺸﺘﺭﺍﻁ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﺘﺫﻜﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ
ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ،ﻭﺒﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﺠﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺒﻁﺭﻕ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ
ﻭﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
-3ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﺒﻨﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻭ ﺴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺒﻬﺎ ﻭﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻨﺴﺘﺸﻑ ﺫﻟﻙ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻀﻤﻴﻨﻪ ﻟﺠل ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
-4ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ،ﻷﻨﻬﺎ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻌﻘﻴﺩﺍ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺄﺜﺭﺓ ﺒﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ،ﻭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻷﻗﻭﻯ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ،ﻓﻬﻲ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻘﺩﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ
ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ.
-5ﺃﻥ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻜﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺇﺫﺍ ﺃﺨل ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﺎﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﺈﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻠﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﻭﻫﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﻗﻭﺍﻋﺩ
78
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ،ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺒﺫل ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﻻ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﺘﻴﺠﺔ.
-6ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﺩﺓ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺒﺎﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ،ﻓﻴﺠﺏ
ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻨﻭﻋﻴﺎ ﻭﻤﺤﻠﻴﺎ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ،ﻭﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺘﻤﺎﻁل ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ
ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻭﺍﻩ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺨﻀﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺘﻘﺎﺩﻡ ﻭﺃﻟﺯﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺨﻼل ﺁﺠﺎل ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺤﺩﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ 742ﻭ 743ﻭ 744ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
-7ﻟﻘﺩ ﺤﺼﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺩﻓﻭﻉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 803ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻜﺱ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺤﻴﺙ ﺫﻜﺭﺕ ﺍﻟﺩﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 127ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
-8ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺩﻓﻭﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺘﻨﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﺄ ﻋﻥ ﺇﺨﻼﻟﻪ ﺒﺄﺤﺩ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﻬﺎ ﻫﻲ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ .
-9ﺇﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ ﻟﻬﺎ ﺃﺜﺭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻓﻲ ﺤل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺩﺭﺕ ﺼﻔﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ
ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻘﺩ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ،ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ
ﺒﺭﻭﻜﺴل.
-10ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺤﻠﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻤﺎ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺠﻭﺓ ﻟﻌﺩﺓ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻨﻬﺎ :ﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀﺍﺕ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺸﺎﺤﻨﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺨﻠﻑ ﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻨﺘﺠﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ.
-11ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﺒﺎﻟﺘﻔﺼﻴل.
-12ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻡ ﻴﺘﻁﺭﻕ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺇﻟﻰ
ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﻡ ﺘﺴﺠﻴل ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺌﺹ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺤﺎﺕ ﻨﻭﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻵﺘﻲ:
79
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ
-1ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﺤﻴﺙ ﻨﻼﺤﻅ ﺨﻠﻭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺩ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﻨﺼﻭﺹ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ
ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺩﻗﻴﻕ ﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺩ
-2ﺃﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ
ﻭﺃﺨﻀﻌﻬﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺩﺭ ﺃﻥ ﻴﻀﻤﻨﻬﺎ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ.
-3ﻴﺘﻀﺢ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 812ﻕ.ﺏ.ﺝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻏﻠﺏ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ ﻓﺄﺠﺎﺯ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺌﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﻭﺍﺯﻱ ﺒﻴﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﺎﺤﻨﻴﻥ.
-4ﺒﻬﺩﻑ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺠﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻟﺘﻘﻭﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل
ﻭﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﻭ ﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﺤﺘﻰ ﺘﻘﻭﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ.
-5ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻲ ﺸﻜل ﻤﻭﺍﺩ ﻤﺭﺘﺒﺔ ﻭﺠﺎﻤﻌﺔ ،ﻭﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻨﻬﺎ
ﻭﺍﺴﺘﺨﻼﺼﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﺼﻭﺹ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﻌﻴﺩ ﺘﺭﺘﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﺠﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ.
-6ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺌﻨﺎ ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻴﺒﺩﻭ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺒﻘﻲ ﻤﺘﺄﺜﺭﺍ ﺤﺘﻰ ﺘﻌﺩﻴﻠﻪ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﺴﻨﺔ 1998ﺒﻨﻅﻴﺭﻩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ،ﻭﺍﺤﺘﻔﻅ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ
)ﻫـ( ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 803ﻭ ﺒﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺔ ﻟﺤﺎﺩﺙ ﻻ ﻴﻨﺴﺏ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ )ﻙ( ﻭﻫﻭ ﺨﻁﺄ ﻭﻗﻊ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻷﻨﻬﻤﺎ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﻥ ﻴﺤﻤﻼﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻷﺠﺩﺭ ﺒﻪ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﺘﺠﻨﺒﺎ
ﻟﻠﺘﻜﺭﺍﺭ ،ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﺘﻀﻤﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺩﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ
ﺒﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺩﺭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺘﺩﺍﺭﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻭ ﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺨﻁﺄ.
-7ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻭﺍﻜﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ
ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻁﻭﺭﺍ ،ﻜﺎﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ
) ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ( ﻷﻨﻪ ﻭ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻤﺎ ﺤﻘﻘﺘﻪ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﺴﺏ ﺭﻀﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻀﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻟﻡ ﺘﺼﺎﺩﻕ ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺍﻟﺘﻌﺩﻴل ﻟﺴﻨﺔ 1987ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻬﺎ.
-8ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺤﺫﻑ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻤﻼﺤﻲ ﻤﻥ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻔﺎﺓ ﻟﻠﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻷﻨﻬﺎ
ﺤﺎﻟﺔ ﺸﺒﻪ ﻨﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻴﺔ.
80
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ:
-1ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ:
-ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺴﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺤﻥ ،ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﺔ ﻓﻲ 25ﺃﻭﺕ
1924ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺩﻗﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻡ ﺭﻗﻡ 71/64ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﻓﻲ 02ﻤﺎﺭﺱ
.1964
-ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻟﺴﻨﺔ ) 1978ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ( ،ﻟﻡ ﺘﺼﺎﺩﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
ﺜﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ:
-1ﺍﻟﻜﺘﺏ:
82
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﺃﺤﻤﺩ ﺤﺴﻨﻲ .ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﻭ ﺍﻹﻨﻘﺎﺫ .ﺩ ﻁ .ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.
-ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺤﺴﻨﻲ .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻨﺼﻭﺹ ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ .ﺩ ﻁ .ﺠﻼل ﺤﺭﻯ ﻭ ﺸﺭﻜﺎﺅﻩ:
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .ﺩﺱ .
-ﺃﻤﺎل ﺃﺤﻤﺩ ﻜﻴﻼﻨﻲ .ﺍﻟﺘﻘﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 01ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ :ﻁﻨﺠﺎ
.2001
-ﺇﻴﻤﺎﻥ ﻓﺘﺤﻲ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴل .ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2009.
-ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﻔﻀﻠﻲ .ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ .ﻁ. 03ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺩ ﺏ.2014.
-ﺠﻼل ﻭﻓﺎﺀ ﻤﺤﻤﺩﻴﻥ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ :ﻤﺼﺭ.1994 .
-ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻁ . 01ﺝ . 01
ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻜﻠﻴﻙ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2003 .
-ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻁ . 01ﺝ . 02
ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻜﻠﻴﻙ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2003 .
-ﺠﻤﺎل ﺴﺎﻴﺱ .ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻁ . 01ﺝ . 03ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ
ﻜﻠﻴﻙ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2003 .
-ﺭﻓﻌﺕ ﻓﺨﺭﻱ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻓﺭﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﻴﻨﻲ .ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺍﻟﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :ﻟﺒﻨﺎﻥ.1992 .
-ﺴﻌﻴﺩ ﻴﺤﻲ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺤﺩﺙ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .ﺩ ﺱ .
-ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺒﻭﺫﻴﺎﻥ .ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ .ﻁ .01ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ
ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﻟﺒﻨﺎﻥ.2003 .
83
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﺴﻭﺯﺍﻥ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻥ .ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺎﻟﺤﺎﻭﻴﺎﺕ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ:
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2004.
-ﺸﺭﻴﻑ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻁﺒﺎﺥ .ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2005 .
-ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﻋﻤﺎﻥ.2007 .
-ﻁﺎﻟﺏ ﺤﺴﻥ ﻤﻭﺴﻰ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 03ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺍﻷﺭﺩﻥ.2012 .
-ﻋﺎﻁﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻔﻘﻲ .ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﻁ .02ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ:ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
-ﻋﺎﺩل ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﺍﺩﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ.2009 .
-ﻋﺒﺎﺱ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ .ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﻤﺼﺭ.2002 .
-ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺍﻷﺤﺩﺏ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭ ﻤﺼﺎﺩﺭﻩ .ﺩ ﻁ .ﺝ . 01ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻨﻭﻓل :ﻟﺒﻨﺎﻥ .ﺩﺱ.
-ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺯﻱ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺩ ﻁ .ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .ﺩ ﺱ .
-ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺎﻥ ﺒﺭﺒﺎﺭﺓ .ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ .ﻁ . 01ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ
ﺴﻌﺩﺍﺩﻱ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.2000.
-ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ﺍﻟﺴﻨﻬﻭﺭﻱ .ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺩ .ﺩﻁ .ﺝ. 01ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ :ﺒﻴﺭﻭﺕ
.1998.
-ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻁﻴﺭ ﻭ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻠﺤﻡ .ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﻁ . 01
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﺩ ﺏ .2009 .
-ﻋﺩﻟﻲ ﺃﻤﻴﺭ ﺨﺎﻟﺩ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2006 .
-ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭﻫﺎﻨﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩ ﻁ .ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ
:ﺒﻴﺭﻭﺕ .ﺩ ﺱ .
-ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ:
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2003.
84
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻱ ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺭﻴﺩ ﻟﻌﺭﻴﻨﻲ ﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﻔﻘﻲ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ .ﺩﻁ
.ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ :ﻟﺒﻨﺎﻥ.2001.
-ﻋﻠﻲ ﻁﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﺘﻲ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ.2005 .
-ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ .ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻺﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ .ﻁ . 05ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :
ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ. 2003 .
-ﻋﻤﺭ ﻓﺅﺍﺩ ﻋﻤﺭ .ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ .ﻁ . 01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
.2000 .
-ﻓﻭﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻤﻲ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ .ﺩﻁ .ﺝ . 05ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ.1997 .
-ﻓﻭﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺎﻤﻲ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ .ﻁ .06ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ. 2012 .
-ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻋﺎﻡ .1987ﺩﻁ .ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ:
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.1998 .
-ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 02ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺠﻼل ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ :
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2002 .
-ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ . 03ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺠﻼل ﺤﺭﻯ ﻭ ﺸﺭﻜﺎﺅﻩ:
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2008.
-ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺸﺩ ﻭ ﻤﺠﻬﺯ ﺍﻟﻘﻁﺭ .ﺩﻁ .ﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺠﻼل
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2004.
-ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤﺎﻨﻲ.ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ :ﻋﻤﺎﻥ.
.2001
-ﻟﻁﻴﻑ ﺠﺒﺭ ﻜﻭﻤﺎﻨﻲ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .03ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ :ﻋﻤﺎﻥ.2003 .
-ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻬﺠﺕ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺃﻤﻴﻥ ﻗﺎﻴﺩ .ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ .ﺩ ﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ :ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.2005.
-ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻴﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2007 .
85
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺭﻴﺔ.2003 .
-ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.2004 .
-ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺘﺭﻙ .ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻟﺒﻴﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﻁ . 01ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ:
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2007 .
-ﻤﺤﻤﺩ ﻓﺭﻴﺩ ﻟﻌﺭﻴﻨﻲ ﻭ ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍل .ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2000 .
-ﻤﺤﻤﺩ ﻜﻤﺎل ﺤﻤﺩﻱ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﺩﻁ .ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ
.1995.
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤل ﻁﻪ .ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻁ .01ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ .ﺸﺭﻜﺔ ﺠﻼل
ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2007 .
-ﻤﺼﻁﻔﻲ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.1995.
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .1999
-ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ .2000.
-ﻤﺼﻁﻔﻲ ﻜﻤﺎل ﻁﻪ .ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ :ﺩ ﺏ .2009 .
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘل .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ . 2014 .
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﻤﻭﺠﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.1999 .
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺠﻭﻱ .ﻁ . 01ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻭﻗﻴﺔ :ﺒﻴﺭﻭﺕ.
.2008
-ﻫﺎﻨﻲ ﺩﻭﻴﺩﺍﺭ .ﺍﻟﻭﺠﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﺩﻁ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ :ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.2002 .
-2ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ:
86
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ).ﻋﺩﺩ .2006 ، 02ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻭﻗﺎﺩﻭﻡ .ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺇﺨﺘﻴﺎﺭ ﻁﺭﻕ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ".ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ :ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﺢ
ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ").ﺍﻟﻌﺩﺩ 01ﺨﺎﺹ .2009 ،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﺒﻭﻋﻼﻡ ﺨﻠﻴل .ﺤﺎﻻﺕ ﺇﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ".ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ".
) ﻋﺩﺩ .2003 ، 01ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻭﻋﺭﻭﺝ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ".ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ ﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ" .
) ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ.1999 ،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﺠﻭﺒﻲ .ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻐﺭﺒﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ".ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ :ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ" ) .ﺍﻟﻌﺩﺩ 02
ﺨﺎﺹ.2009 ،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ (.ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﻤﺴﺘﻴﺭﻱ ﻓﺎﻁﻤﺔ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ".ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ ﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ" ) .ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ.1999 ،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ
ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﻤﺴﺘﻴﺭﻱ ﻓﺎﻁﻤﺔ .ﻤﻬﺎﻡ ﻭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ﻋﺎﻤل ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ". .ﺍﻹﺠﺘﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﻠﻐﺭﻓﺔ ﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ" ) .ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ.1999 ،ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ( .ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ
ﻟﻸﺸﻐﺎل ﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
-ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻜﻠﻲ .ﺩﻭﺭ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ".ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺒﺩﻴﻠﺔ
ﻟﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ :ﺍﻟﻭﺴﺎﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ" ).ﻋﺩﺩ ﺨﺎﺹ ،ﺝ .2009 . 01ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ(
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
87
ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﻫﺎﺩﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .ﺇﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ".ﻨﺸﺭﺓ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ" ).ﺍﻟﻌﺩﺩ 65
. 2010ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩل( .ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ :ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.
ﺃ -ﺩﻤﺎﻨﺔ ﻤﺤﻤﺩ .ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﻗل .ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﻨﻴل ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻠﻘﺎﻴﺩ.ﺘﻠﻤﺴﺎﻥ .ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫﺓ
ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺓ ﻗﺎﺩﺓ ﺸﻬﻴﺩﺓ.2011 .2010 .
ﺏ -ﻴﺴﻌﺩ ﻤﺭﺍﺩ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ .ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﻨﻴل ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻠﻘﺎﻴﺩ.
ﺘﻠﻤﺴﺎﻥ .ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺎﺭ .ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ
.2011.2012
ﺝ -ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺭﺸﻴﺩ .ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ -ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ -ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ .ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ
ﻴﺴﻌﺩ ﺤﺭﻴﺔ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻭﻟﻭﺩ ﻤﻌﻤﺭﻱ .ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .ﺘﻴﺯﻱ ﻭﺯﻭ .ﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ .2013/06/17ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ .2013.2014
ﺩ -ﺸﺘﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺸﻲ .ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ .ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻨﺘﻭﺭﻱ .ﻗﺴﻨﻁﻴﻨﺔ.
ﺘﺤﺕ ﺇﺸﺭﺍﻑ .ﺒﻭﺒﻨﺩﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ .ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ .2004.2005
ﻫـ -ﻋﺒﺎﺱ ﺴﺎﻤﻴﺔ .ﺇﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ ﻓﻴﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ .ﻤﺎﺠﺴﺘﻴﺭ .ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ.01ﺘﺤﺕ
ﺇﺸﺭﺍﻑ ﺒﻭﻏﺯﺍﻟﺔ ﻤﺤﻤﺩ ﻨﺎﺼﺭ .ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ .2011.2012
88
ﻤﻼﺤﻕ
ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻷﻤﺎﻤﻲ
ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ
ﻤﻼﺤﻕ
ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ:
ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﻀﺭ ﺴﺎﻟﻑ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻗﺩ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻋﻠﻨﺘﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻭﻜﻠﻔﺘﻪ
ﺒﺎﻟﺤﻀﻭﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ………….ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ………… .ﺘﺠﺎﺭﻯ ﻜﻠﻰ ﺒﻤﻘﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ
ﺒﺸﺎﺭﻉ ………… .ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺠﻠﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﻋﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ………… .ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ ………….
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ………… .ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺈﻟﺯﺍﻤﻪ ﺒﺄﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻤﺒﻠﻎ ………… .ﺠﻨﻴﻬﺎ
ﻤﺼﺭﻴﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺴﻌﺭ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻭﺍﻗﻊ …………% .
ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﻭﻤﻘﺎﺒل ﺃﺘﻌﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ﻭﺸﻤﻭل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﺎﺫ ﺍﻟﻤﻌﺠل ﺒﻼ ﻜﻔﺎﻟﺔ.
ﻤﻊ ﺤﻔﻅ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﻭﻷﺠل ﺍﻟﻌﻠﻡ..
ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ:
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ
1 -ﻤﻘﺩﻤﺔ
6 -ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل :ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
7 -ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
7 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻪ
7 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
7 -ﺃﻭﻻ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ
8 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ
10 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
10 -ﺃﻭﻻ :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻘﺩ ﺭﻀﺎﺌﻲ
11 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺩ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ
11 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﺠﺎﻨﺒﻴﻥ
13 -ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻘﺩ ﻤﻌﺎﻭﻀﺔ ﻭ ﻓﻭﺭﻱ
13 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
13 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﺒﻊ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
14 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ
14 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
14 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺃﺭﻜﺎﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
15 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺭﻀﺎ
15 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺤل
16 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﺴﺒﺏ
17 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
17 -ﺃﻭﻻ:ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗل
18 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
19 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ
20 -ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
20 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ
20 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ
21 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺸﻜل ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻭ ﺘﺩﺍﻭﻟﻪ
22 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺤﺠﻴﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
23 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺴﻨﺩ ﺍﻟﺸﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ
23 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺘﻭﺍﻓﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺤﻥ
24 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺃﺨﺭﻯ
24 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ
24 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺴﻨﺩ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﻟﺸﺤﻥ
25 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﻤﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌﻁ
26 -ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
26 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺍﻹﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ
26 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﺒﺤﺭﺍ
26 -ﺃﻭﻻ :ﺇﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺤﻥ
28 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻹﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ
28 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺇﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﻌﺩ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ
31 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺁﺜﺎﺭ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺎﺤﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ
31 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
33 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ
34 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ
34 ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺇﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
34 -ﺃﻭﻻ :ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ
34 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺇﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻨﻘل ﺃﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ
35 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺇﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺒﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺴﻔﺭ
36 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ
36 -ﺃﻭﻻ :ﺩﻓﻊ ﺃﺠﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺭ
36 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻤﻴﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﺭ
36 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺴﻔﺭ
37 -ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺇﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻭ ﻭﺭﺜﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺭﺽ
38 -ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
40 -ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
40 -ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺤﺎﻻﺕ ﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
40 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺤﺎﻻﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
40 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺤﺎﻻﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ
40 -ﺃﻭﻻ :ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻘل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ
41 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭ ﺃﻤﺘﻌﺘﻬﻡ
42 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ
42 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎﻻﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ
42 -ﺃﻭﻻ :ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﻋﻥ ﻫﻼﻙ ﺃﻭ ﺘﻠﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ
44 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ
45 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
45 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ
46 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻟﻠﺒﻀﺎﺌﻊ
46 -ﺃﻭﻻ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
47 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
47 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ
49 -ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
49 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
49 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
49 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺸﺎﺤﻥ
50 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻴﻪ
50 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ
51 -ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻨﻘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﺍ
51 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
51 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺎﻗل
52 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﺭﺒﺎﻥ
53 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﻘﺎﻭل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
53 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﺴﺎﺌل ﺤل ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ
53 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
53 -ﺃﻭﻻ :ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
55 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ
56 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺜﻴﻨﺎ
56 -ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
57 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ
57 -ﺃﻭﻻ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ
58 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ
59 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ
59 -ﺭﺍﺒﻌﺎ :ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ
64 -ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻭ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻨﻬﺎ
64 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻷﻭل :ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
64 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ﻭﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺒﺭﻭﻜﺴل
63 -ﺃﻭﻻ :ﺒﺩﺃ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ
63 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﻤﺩﻴﺩ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ
63 -ﺜﺎﻟﺜﺎ :ﺘﻘﺎﺩﻡ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
64 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ
66 -ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ:ﺇﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
66 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻷﻭل :ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ
67 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
69 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
71 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻫﺎﻤﺒﻭﺭﻍ
72 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻺﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ" :ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ
72 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻺﻋﻔﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ
74 -ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺩﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ
74 -ﺃﻭﻻ :ﺍﻟﻨﺎﻗل
75 -ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﺘﺎﺒﻌﻲ ﺍﻟﻨﺎﻗل ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ
76 -ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
78 -ﺨﺎﺘﻤﺔ
82 -ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
-ﻤﻼﺤﻕ