Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫َاب البَي ِْع‬

‫ِكت ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫جائز باإلجماعِ؛ لقو ِله تعالى‪َ ( :‬وأ َح َّل هللاُ البَي َْع) [البقرة‪.]٢٧٥ :‬‬ ‫ٌ‬
‫َوه َُو في اللغ ِة‪ :‬أخذ ُ شيءٍ وإعطا ُء شيءٍ ‪.‬‬
‫ض‪.‬‬ ‫غي َْر ِربا َوقَ ْر ٍ‬ ‫علَى التَّأْبِي ِد َ‬‫الذ َّم ِة أ َ ْو َم ْنفَعَ ٍة ُمبَا َح ٍة بِ ِمثْ ِل أ َ َح ِد ِه َما َ‬
‫وشرعا‪ُ :‬مبَادَلَةُ َما ٍل َولَو فِي ِ‬
‫عي ٌْن ُمبَاحةُ النَّ ْف ِع بال حاج ٍة‬ ‫والما ُل‪َ :‬‬
‫بعين‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ق ‪ -‬أو بمنفع ٍة‪ ،‬منفعة‬ ‫َّ‬
‫ُض قب َل التفر ِ‬ ‫بشرط ال ُحلو ِل والتقاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعين أو دَي ٍْن ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعين أو دَي ٍْن أو منفع ٍة‪ ،‬دَ ْي ٌن‬ ‫ٍ‬ ‫صور‪ٌ :‬‬
‫عين‬ ‫ٍ‬ ‫تِس َع‬
‫أو دَي ٍْن أو منفع ٍة‪.‬‬
‫الربَا) [البقرة‪،]٢٧٥ :‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س َّمى الربا والقرض بَيْعا وإن ُو ِجدت فيهما المبادلة؛ لقو ِله تعالى‪َ ( :‬وأ َح َّل هللاُ البَ ْي َع َو َح َّر َم ِ‬ ‫فال يُ َ‬
‫ُّ‬
‫صد فيه الت َّ َملكُ أيضا‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وإن ق ِ‬ ‫اإلرفاق‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫القرض‬
‫ِ‬ ‫والمقصود ُ األعظ ُم في‬

‫الصيغَةُ القَ ْو ِليَّةُ)‬


‫ويَ ْنعَ ِقد ُ البي ُع بِـ ( ِ‬
‫ألن المعنى حاص ٌل به‪.‬‬ ‫ب َوقَبُو ٍل بَ ْعدَهُ‪ ،‬ويَص ُّح القَبو ُل أيضا قَ ْبلَهُ ؛ َّ‬ ‫وهي ‪ِ :‬إي َجا ٍ‬
‫ضى‬
‫طعُهُ عُرفا‪ ،‬أو انق َ‬ ‫ْ‬
‫ألن حالةَ المج ِل ِس كحال ِة العق ِد‪ ،‬فَإ ِ ْن تَشَاغ ََال ِب َما يَق َ‬
‫ع ْنهُ‪ ،‬ما دا َما فِي َمجْ ِل ِس ِه؛ َّ‬ ‫ويَص ُّح القَبو ُل ُمت ِ‬
‫َراخيا َ‬
‫البيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ضيْن عن‬ ‫صارا ُم ْع ِر َ‬
‫َ‬ ‫ط َل؛ ألنَّهما‬ ‫المجلس قَ ْب َل القبو ِل؛ بَ َ‬
‫ُ‬
‫اإليجاب لم يَنعقدْ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ف القَبو ُل‬ ‫وإن خالَ َ‬
‫َويَنعقد ُ أيضا بالصيغةُ ال ِف ْع ِليَّةُ‬
‫ب والقبو َل؛ للدِالل ِة على‬ ‫أعطني بهذا خبزا‪ ،‬فيعطيه ما يُرضيه‪ ،‬فتقو ُم المعاطاة ُ َم َ‬
‫قام اإليجا ِ‬ ‫أن يقولَ ‪ِ :‬‬ ‫ي مث ُل ْ‬ ‫ِب ُم َعا َ‬
‫طا ٍة‪َ :‬و ِه َ‬
‫لعدم التَّعب ِد فيه‪ ،‬وكذا ُحك ُم الهب ِة‪ ،‬والهدِي ِة‪ ،‬والصدق ِة‪.‬‬ ‫الرضا؛ ِ‬ ‫ِ‬
‫الشراء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بيع حا َل‬ ‫م‬ ‫ال‬
‫ِ ْ ِ َ ِ‬‫ق‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫بأس‬ ‫وال‬

‫للبيع سبعةُ شروطٍ ‪:‬‬


‫ِ‬
‫َويُ ْشت ََرطُ‬

‫اضي ِم ْن ُه َما‬‫أحد ُها‪ :‬التَّ َر ِ‬


‫ع ْن ت ََر ٍ‬
‫اض» رواه ابنُ حبان ‪،‬‬ ‫ص ُّح البي ُع ِم ْن ُم ْك َر ٍه ِب َال َح ٍ‬
‫ق؛ لقو ِله عليه السال ُم‪ِ « :‬إنَّ َما ال َب ْي ُع َ‬ ‫فَ َال َي ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫لوفاء دَ ْي ِنه ص َّح؛ ألنَّه ُح ِم َل عليه بح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فإن أ َ ْك َر َههُ الحاك ُم على َبي ِْع ما ِله‬
‫ع ُم ْل َكه؛ كُ ِر َه الشرا ُء منه‪ ،‬وص َّح‪.‬‬ ‫كره على َو ْز ِن ما ٍل فبا َ‬ ‫وإن أ ُ ِ‬
‫ْ‬

‫ف‪ ،‬أي‪ُ :‬ح ًّرا‪ ،‬مكلَّفا‪ ،‬رشيدا‪،‬‬ ‫َوالشرطُ الثاني‪ :‬أَن َيكُونَ ال َعا ِقد ُ‪َ ،‬جا ِئزَ الت َّ َ‬
‫ص ُّر ِ‬
‫إال‬
‫س ِفي ٍه ِ‬ ‫ص ِبي ٍ َو َ‬
‫ف َ‬
‫ص ُّر ُ‬ ‫فَ َال َي ِ‬
‫ص ُّح ت َ َ‬
‫والشراء إليه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫البيع‬
‫ِ‬ ‫بتفويض‬
‫ِ‬ ‫‪ .1‬بإ ِ ْذ ِن َو ِلي؛ لقو ِله تعالى‪َ ( :‬وا ْبتَلُوا ْاليَت ََامى) [النساء‪ ،]٦ :‬أي‪ :‬اختبروهم‪ ،‬وإنَّما يتحقَّ ُق‬
‫ويحر ُم اإلذنُ بال َمصلحة‪.‬‬‫ُ‬
‫ف العب ِد بإذن سيدِه‪.‬‬
‫وتصر ُ‬
‫ُّ‬ ‫اليسير بال إذن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الشيء‬
‫ِ‬ ‫تصرفُهما في‬ ‫ُّ‬ ‫‪.2‬‬

‫الثالث‪ :‬أن تَكُونَ ال َعيْنُ ُم َبا َحةَ النَّ ْف ِع ِم ْن َ‬


‫غي ِْر َحا َج ٍة‪ ،‬والعينُ هنا مقا ِب ُل المنفع ِة فتَت َ‬
‫َناو ُل ما في الذم ِة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َوالشرطُ‬

‫مما ال يصح بيعه ‪:‬‬

‫سلَّ َم َ‬
‫ع ْن ث َ َم ِن‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫ابن مسعود‪« :‬نَ َهى النَّ ِب ُّ‬ ‫ولقول ِ‬
‫ِ‬ ‫ب؛ ألنَّه إنَّما يُ ْقتَنى لصيد أو حرث أو ماشية‪،‬‬ ‫الكل ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫ب» متفق عليه‪،‬‬ ‫ال َك ْل ِ‬
‫جل ِد ميتة ولو مدبوغا؛ ألنَّه إنَّما يُبا ُح في يابس‪ ،‬وال بي ُع آل ِة لهو‪ ،‬وخمر ولو كانَا ذ ِِم َّيي ِْن‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫صا ُد عليه كبُو َم ِة شبَاشَا‪.‬‬ ‫ص دم‪ ،‬وديدانا لصي ِد سمك‪ ،‬وما يُ َ‬ ‫علَقا ِل َم ِ‬ ‫ت ؛ ألنَّه ال َن ْف َع فيها‪ ،‬إال َ‬
‫ال َحش ََرا ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫وألن تعظي َمه‬ ‫َّ‬ ‫ط ُع فِي َب ْي ِع َها» ‪،‬‬ ‫ِي ت ُ ْق َ‬ ‫عمر‪َ « :‬و ِددْتُ أ َ َّن األ َ ْيد َ‬
‫َ‬ ‫يجوز بيعُه ‪ ،‬قال ابنُ‬‫ُ‬ ‫ف ال يص ُّح بيعُه‪ ،‬وال‬ ‫ص َح َ‬ ‫ال ُم ْ‬ ‫‪.4‬‬
‫واجب‪ ،‬وفي بي ِعه ابتذال له‪.‬‬
‫دعاء الحاج ِة إليه‬
‫ِ‬ ‫ُكره إبدالُه‪ ،‬وشراؤه استنقاذا‪ِ ،‬من كافر‪ ،‬فإن كان البائ ُع مسلما َح ُرم الشرا ُء منه؛ ِ‬
‫لعدم‬ ‫وال ي َ‬
‫الكافر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بخالف‬
‫ِ‬
‫نقيح‪ ،‬والمنتهى‪ :‬يص ُّح بيعُه لمسلم‪.‬‬ ‫ومفهو ُم الت َّ ِ‬
‫صن َِام» متفق عليه ‪ ،‬ويُستثنى‬ ‫َوال َم ْيتَةَ ال يص ُّح بيعُها؛ لقو ِله عليه السالم‪« :‬إِ َّن هللاَ َح َّر َم َب ْي َع ال َم ْيت َ ِة‪َ ،‬وال َخ ْم ِر‪َ ،‬واأل َ ْ‬ ‫‪.5‬‬
‫منها‪ :‬السمكُ ‪ ،‬والجرا ُد‪.‬‬
‫س؛ ألنَّه كالميت ِة‪ ،‬ويص ُّح بي ُع الطا ِه ِر منه‪.‬‬ ‫س ْر ِجينَ النَّ ِج َ‬‫ال َّ‬ ‫‪.6‬‬
‫ولألمر بإراقتِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫سةَ؛ لقو ِله عليه السال ُم‪« :‬إِ َّن هللاَ إِذَا َح َّر َم َ‬
‫شيْئا َح َّر َم ث َ َمنَهُ» ‪،‬‬ ‫سةَ‪َ ،‬وال ُمتَن َِج َ‬‫األ َ ْدهَانَ النَّ ِج َ‬ ‫‪.7‬‬
‫صبَا ُح بالمتنجس ِة على وجه ال تتعدَّى نجاستُه‪ ،‬كاالنتفاعِ بجل ِد الميت ِة المدبوغِ‪ ،‬فِي َ‬
‫غي ِْر‬ ‫وز اال ْس ِت ْ‬ ‫‪َ ‬ويَ ُج ُ‬
‫العين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يجوز االستصبا ُح بن َِج ِس‬ ‫ُ‬ ‫َمس ِْجد؛ ألنَّه يؤدِي إلى تنجي ِسه‪ ،‬وال‬
‫سُم قاتل‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫ويصح بيع ‪:‬‬


‫غير نكير‪.‬‬‫كل عصر ِمن ِ‬ ‫اس َيتبايَعون ذلك في ِ‬ ‫ألن النَّ َ‬
‫ار؛ َّ‬ ‫البَ ْغ ِل‪َ ،‬و ِ‬
‫الح َم ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫دُو ِد القَ ِز؛ ألنَّه حيوان طاهر يُقتنَى لما َيخر ُج منه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بَ ْز ِر ِه؛ ألنَّه يُ ْنتَف ُع به في المآ ِل‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫والصقر؛ ألنَّه يُبا ُح نفعُها واقتناؤها مطلقا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫صلُ ُح ِلل َّ‬
‫ص ْي ِد؛ كالفه ِد‬ ‫ال ِفي ِل‪َ ،‬و ِس َباعِ البَ َهائِ ِم الَّتِي ت َ ْ‬ ‫‪.4‬‬

‫بن‬
‫لحكيم ِ‬
‫ِ‬ ‫الشرطُ الراب ُع‪ :‬أ َ ْن يَكُونَ العقد ُ ِم ْن َمالِكٍ للمعقو ِد عليه‪ ،‬أ َ ْو َم ْن يَقُو ُم َمقَا َمهُ؛ كالوكي ِل والولي ِ؛ لقو ِله عليه السال ُم‬
‫المالك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قام‬
‫لقيامه َم َ‬
‫ِ‬ ‫ص منه المأذونُ‬ ‫ْس ِع ْندَكَ » رواه ابنُ ماجه‪ ،‬والترمذي وص َّححه ‪ ،‬و ُخ َّ‬ ‫حزام‪َ « :‬ال تَبِ ْع َما لَي َ‬
‫ٍ‬
‫[تصرف الفضولي]‬
‫حضوره وسكو ِته‪ ،‬ولو أجازه المالكُ ‪ ،‬ما لم َيحكُ ْم به َمن َيراه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بغير إذ ِن ِه؛ لم يص َّح‪ ،‬ولو مع‬ ‫غي ِْر ِه ِ‬‫ع ِم ْلكَ َ‬
‫َفإِن َبا َ‬ ‫‪.1‬‬
‫شرطه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ص َّح ولو أجيزَ ؛ لفواتِ‬ ‫غيره ِب َال ِإ ْذنِ ِه؛ لَ ْم َي ِ‬ ‫وإن ا ْشت ََرى ِب َعي ِْن ما ِل ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫ص َّح العق ُد؛ ألنَّه ُمتصرف في ذ َّمتِه‪ ،‬وهي قابلة‬ ‫س ِم ِه فِي العَ ْق ِد؛ َ‬ ‫لغيره فِي ِذ َّمتِ ِه بِ َال إِ ْذنِ ِه َولَ ْم يُ َ‬‫َوإِ ِن ا ْشت ََرى ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫منزلةَ‬
‫سه ِ‬ ‫ي ألج ِله‪ ،‬ون ََّز َل المشتري نف َ‬ ‫اإل َجازَ ِة؛ ألنَّه اشت ُ ِر َ‬ ‫ملكا لمن الشرا ُء لَهُ ِمن ِ‬
‫حين العق ِد ِب ِ‬ ‫ويصير ْ‬
‫ُ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫للتصر ِ‬
‫ُّ‬
‫عدم اإلجازةِ؛ ألنَّه لم يأذَ ْن فيه‪ ،‬فتعيَّنُ كونُه‬ ‫ي له‪ ،‬كما لو أذِن‪َ ،‬ولَ ِز َم العق ُد ال ُم ْشت َِري بِ ِ‬ ‫الوكي ِل‪ ،‬فَ َملَ َكه َمن اشت ُ ِر َ‬
‫غيره‪.‬‬‫للمشتري ِم ْلكا‪ ،‬كما لو لم يَن ِو َ‬
‫اشترى له؛ لم َيص َّح‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وإن س َّمى في العق ِد َمن‬ ‫‪.4‬‬

‫وإن باع ما َيظنُّه ِ‬


‫لغيره فبانَ وارثا أو وكيال؛ ص َّح‪.‬‬

‫[حكم بيع أراضي ما فتح عنوة وما جلو عنه فزعا وما صولحوا على أنه لنا]‬
‫عمر‬
‫َ‬ ‫وابن‬
‫ِ‬ ‫عباس ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وابن‬
‫ِ‬ ‫عمر ‪ ،‬وعلي ٍ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ق‪ ،‬وهو قو ُل‬ ‫ص َر َوال ِع َرا ِ‬ ‫ض ال َّ‬
‫ش ِام َو ِم ْ‬ ‫ع ْن َوة‪َ ،‬كأ َ ْر ِ‬
‫سا ِك ِن ِم َّما فُ ِت َح َ‬ ‫غي ُْر ال َم َ‬ ‫ع َ‬ ‫َو َال يُ َبا ُ‬
‫عمر رضي هللاُ عنه َوقَفَها على المسلمين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫رضي هللاُ عنهم ؛ َّ‬
‫ألن‬
‫عمر‪ ،‬وبَنوها‬ ‫َ‬ ‫زمن‬
‫ِ‬ ‫ط في الكوف ِة والبصرةِ في‬ ‫ط َ‬
‫طعُوا ال ُخ َ‬ ‫ألن الصحابةَ رضي هللا عنهم اقت َ َ‬ ‫وأما المسا ِكنُ فيَص ُّح بيعُها؛ َّ‬
‫الفتح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أرض العَ ْن َوةِ‪ ،‬أو كانت موجودة حا َل‬ ‫ِ‬ ‫نكير ‪ ،‬ولو كانت آلتُها ِمن‬ ‫غير ٍ‬ ‫َمساكنَ ‪ ،‬وت َبايَعوها ِمن ِ‬
‫صولحوا على‬ ‫بخالف ما ُ‬ ‫ِ‬ ‫راج‪،‬‬
‫قره معهم بالخ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫صولحوا على أنه لنا ون ُّ‬ ‫َّ‬
‫وكأرض العنوةِ في ذلك ما َجل ْوا عنه فزعا ِمنا‪ ،‬وما ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ق‪ ،‬فيص ُّح بيعُها كالتي أسْلم أهلها عليها‬ ‫صلوبَا ِمن أراضي العرا ِ‬ ‫ُ‬ ‫وأرض بني َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫يس ‪ ،‬وبَانِقيا َء ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫كالحيرةِ ‪ ،‬وأل َ‬ ‫أنَّه لهم؛ ِ‬
‫كالمدين ِة‪.‬‬
‫عام‪ ،‬وإجارة ُ‬ ‫كل ٍ‬ ‫ب عليها في ِ‬ ‫بالخراج المضرو ِ‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ونحوها؛ ألنها ُمؤ َّجرة في أيدي أربابِها‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األرض العَنوة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويص ُّح أن ت َؤ َّج َر‬
‫ال ُمؤ َّجرةِ جائزة ٌ‪.‬‬
‫منصور عن مجاه ٍد مرفوعا‪َ « :‬م َّكةُ َح َرا ٌم بَ ْيعُ َها‪َ ،‬ح َرا ٌم‬ ‫ٍ‬ ‫والحرم ‪ ،‬وال إجارتُها؛ لما روى سعيد ُ بنُ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز بي ُع ِربَاع مكةَ‬ ‫ُ‬ ‫وال‬
‫ُ‬
‫ارت َها» ‪،‬‬ ‫إِ َج َ‬
‫ب عن أبيه عن جدِه مرفوعا‪َ « :‬م َّكةُ َال تُبَاعُ ِربَاعُ َها‪َ ،‬و َال ت ُ ْك َرى بُيُوت ُ َها» رواه األثر ُم ‪ ،‬فإن َ‬
‫سكَن بأجرةٍ‬ ‫بن شعي ٍ‬
‫وعن عمرو ِ‬
‫لم يَأث ْم بدف ِعها‪،‬‬

‫َو َال يَ ِ‬
‫ص ُّح بَ ْي ُع ‪:‬‬

‫َل َوالنَّ ِ‬
‫ار» رواه‬ ‫ألن ماءها ال ي ُْم َلكُ ؛ لحديثِ ‪« :‬ال ُم ْس ِل ُمونَ شُ َر َكا ُء ِفي ث َ َالث‪ِ :‬في ال َم ِ‬
‫اء َوال َك َ ِ‬ ‫العيون؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫وماء‬
‫ِ‬ ‫نَ ْق ِع ال ِبئْ ِر‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫غيره؛ ألنَّه في مل ِكه‪،‬‬ ‫أحق به ِمن ِ‬ ‫األرض ُّ‬ ‫ِ‬ ‫أبو داو َد وابنُ ماجه ‪ ،‬بل ربُّ‬
‫ض ِه ِم ْن َك َأل أَ ْو ش َْوك؛ لما تقدَّم‪،‬‬ ‫ما يَ ْنبُتُ فِي أَ ْر ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫معا ِدنُ جارية؛ كنفط وملح‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أرضه طير؛ ألنَّه لم يَم ِل ْكه به‪ ،‬فلم يَ ْ‬
‫جز بيعُه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫شش في‬ ‫لو ع َّ‬ ‫‪.4‬‬

‫ضرر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وحرم َم ْن ُع مستأذ ٍِن بال‬
‫ُ‬ ‫بغير إذنِه‪،‬‬
‫غيره ِ‬
‫ملك ِ‬ ‫ُ‬
‫يجوز د ُخو ُل ِ‬ ‫المباح‪ ،‬لكن ال‬
‫ِ‬ ‫آخذُهُ؛ ألنَّه ِمن‬
‫َويَ ْم ِلكُهُ ِ‬

‫بالمعدوم‪ ،‬فلم يص َّح بيعُه‪.‬‬


‫ِ‬ ‫تسليمه شبيهٌ‬
‫ِ‬ ‫ألن ما ال يُ ْقدَ ُر على‬ ‫الخامس‪ :‬أ َ ْن يَكُونَ المعقود ُ عليه َم ْقد ُورا َ‬
‫علَى ت َ ْس ِل ِ‬
‫يم ِه؛ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الشرطُ‬

‫سلَّ َم نَ َهى َ‬
‫ع ْن‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫خبره ْأو َال؛ لما روى أحم ُد عن أبي سعيد‪« :‬أ َ َّن َرسُو ُل هللاِ َ‬
‫صلَّى هللاُ َ‬ ‫ص ُّح بَ ْي ُع آبِق‪ ،‬عُ ِل َم ُ‬ ‫فَ َال يَ ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫اء ال َع ْب ِد َوه َُو آ ِبق»‪.‬‬
‫ِش َر ِ‬
‫ع‪ ،‬إال أن يكونَ بمغلَق‪ ،‬ولو طال زَ َمنُ أ َ ْخذِه‪.‬‬ ‫ف الرجو َ‬ ‫طيْر فِي ه ََواء‪ ،‬ولو أ َ ِل َ‬ ‫َارد‪َ ،‬و َ‬ ‫والَ ش ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫س َمك فِي َماء؛ ألنَّه غرر‪ ،‬ما لم يَكُن َمرئيًّا ب َم ُحوز يَسه ُل أخذُه منه؛ ألنَّه معلوم يُم ِكنُ تسلي ُمه‪.‬‬ ‫وال بي ُع َ‬ ‫‪.3‬‬
‫تسليمه‪.‬‬‫ِ‬ ‫قدر على‬ ‫علَى ْ‬
‫أخ ِذ ِه ِمن غاصبِه؛ ألنَّه ال يَ ُ‬ ‫َاصبِ ِه وقَادِر َ‬
‫غي ِْر غ ِ‬ ‫صوب ِمن َ‬ ‫َو َال يص ُّح بي ُع َم ْغ ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫ع َجز بع ُد فله الفس ُخ‪.‬‬ ‫َرر‪ ،‬فإن َ‬ ‫‪ ‬فإن باعه ِمن غاص ِبه‪ ،‬أو قادِر على أخذِه؛ ص َّح؛ ِ‬
‫لعدم الغ ِ‬

‫غر ٌر‪.‬‬
‫المبيع َ‬
‫ِ‬ ‫السادس‪ :‬أ َ ْن َيكُونَ المبي ُع َم ْعلُوما عندَ المتعا ِقدَيْن؛ َّ‬
‫ألن جهالةَ‬ ‫ُ‬ ‫َوالشرطُ‬
‫المبيع‪:‬‬ ‫ومعرفةُ‬
‫ِ‬
‫تغير فيه المبي ُع ظا ِهرا‪ ،‬وي ُ‬
‫ُلحق بذلك‪ :‬ما عُرف‬ ‫مقارنة أو متقدِمة بزمن ال يَ ُ‬
‫لبعضه الدَّا ِل عليه‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ .1‬إما ِب ُرؤيَة له أو‬
‫شمه أو ذوقِه‪،‬‬ ‫بلم ِسه أو ِ‬
‫سلَ ُم فيه خاصة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يجوز ال َّ‬ ‫بيع ما‬ ‫سلَ ِم‪ ،‬فتقو ُم َم َ‬
‫قام الرؤي ِة في ِ‬ ‫صفَة ت َكفي في ال َّ‬‫‪ .2‬أ َ ْو ِ‬
‫صبْرة َ على أنَّها ِمن جنسِه‪.‬‬
‫نموذج؛ بأن ي ُِر َيه صاعا مثال‪ ،‬و َيبي َعه ال ُّ‬‫وال َيص ُّح بي ُع األ ُ‬
‫ِ‬
‫ُعرف به؛ كتوكي ِله‪.‬‬
‫ق فيما ي ُ‬ ‫والشم‪ ،‬والذَّو ِ‬
‫ِ‬ ‫واللمس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالوصف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ويص ُّح بي ُع األعمى وشراؤه‬

‫ما اختل فيه الشرط ‪:‬‬


‫ض ْرع ُم ْن َف ِر َدي ِْن؛ للجهال ِة‪ ،‬فإن باع ذاتَ لبن أو حمل‪َ ،‬دخَال تبعا‪.‬‬ ‫طن‪َ ،‬ولَ َبن فِي َ‬ ‫َو َال يُ َباعُ َح ْمل فِي َب ْ‬ ‫‪.1‬‬
‫َو َال يُباعُ ِمسْك فِي فَأ ْ َرتِ ِه‪ ،‬للجهال ِة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫َو َال ن ََوى فِي ت َْم ِر ِه؛ للجهال ِة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫جز إفرادُه‬ ‫بالحيوان‪ ،‬فلم َي ْ‬
‫ِ‬ ‫ابن عباس ‪ ،‬وألنَّه ُمتَّصل‬‫ث ِ‬ ‫ظ ْهر؛ لنهيه عليه السال ُم عنه في حدي ِ‬ ‫علَى َ‬ ‫صوف َ‬ ‫َوال ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫بالعق ِد؛ كأعضائِه‪.‬‬
‫باألرض قَبْلَ قَ ْل ِع ِه؛ للجهال ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َوال بي ُع ما المقصو ُد منه ُم ْست َ ِتر‬ ‫‪.5‬‬
‫أي ثوب لمست َه فهو‬ ‫س ِة؛ بأن يقو َل‪ِ :‬بعتُك ثوبي هذا على أنَّك متى لمست َه فهو عليك ِبكذا‪ ،‬أو يقو َل‪ُّ :‬‬ ‫َو َال َب ْي ُع ال ُم َال َم َ‬ ‫‪.6‬‬
‫لك بِكذا‪،‬‬
‫سلَّ َم‬ ‫ص َّلى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫ي فهو عليكَ بِكذا؛ لقو ِل أبي هريرة َ‪« :‬أ َ َّن ال َّنبِ َّ‬ ‫ي ثوب نبذت َه إل َّ‬ ‫وال بي ُع ال ُمنَابَذَةِ؛ كأن يقو َل‪ :‬أ ُّ‬ ‫‪.7‬‬
‫س ِة َوال ُمنَابَذَةِ» متفق عليه‬ ‫ع ْن ال ُم َال َم َ‬ ‫نَ َهى َ‬
‫ار ِم َها فعَلَى أي ِ ثوب َوقَعَت فلَكَ بكذا‪ ،‬ونح ِوه‪.‬‬ ‫وكذا بي ُع الحصاةِ؛ كـ‪ْ :‬‬ ‫‪.8‬‬
‫عبِ ْي ِد ِه َونَحْ ِو ِه؛ كشاة ِمن قطيع‪ ،‬وشجرة ِمن بستان؛ للجهال ِة‪ ،‬ولو ت َساوت القي ُم‪.‬‬ ‫غير معيَّن ِم ْن َ‬ ‫عبْد ِ‬ ‫‪َ .9‬و َال بي ُع َ‬
‫ونحوه؛‬
‫ُ‬ ‫هؤالء العبي ِد إال واحدا؛ للجهال ِة‪ ،‬ويص ُّح‪ :‬إال هذا‬
‫ِ‬ ‫‪َ ‬و َال يَص ُّح ا ْستِثْنَا ُؤهُ إِ َّال ُمعَيَّنا فال يَص ُّح‪ :‬بِعتُك‬
‫ع ْن الثُّ ْن َيا ِإ َّال أ َ ْن ت ُ ْعلَ َم»‪ ،‬قال الترمذي‪ :‬حديث صحيح‬ ‫«ألَنَّهُ عليه السالم نَ َهى َ‬
‫خروجه ِمن مكةَ‬ ‫ِ‬ ‫سهُ َو ِج ْل َدهُ َو ْ‬
‫أط َرافَهُ؛ َ‬
‫ص َّح؛ لفع ِله عليه السال ُم في‬ ‫‪َ ‬و ِإ ْن ا ْست َثْنَى بائع ِمن َحيْوان يُؤْ َك ُل َرأ َ‬
‫ب‪.‬‬‫إلى المدين ِة‪ ،‬رواه أبو الخطا ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫‪ o‬فإن امتنع المشتري ِمن ذَب ِْحه لم يُجْ َب ْر بال شرط‪ ،‬ولَ ِز َمته قيمتُه على التقري ِ‬
‫َص هذا المستثنى‪.‬‬ ‫‪ o‬وللمشتري الفس ُخ بعيب يَ ْخت ُّ‬
‫لحم ونح ِوه‪.‬‬
‫بالبيع ‪ ،‬وكذا لو استثنى ِمنه رطال ِمن ٍ‬
‫ِ‬ ‫ونحوه مما ال يَص ُّح إفراد ُه‬
‫ُ‬ ‫شحْ ُم‪َ ،‬واللَّحْ ُم‬
‫ويبطل البيع باستثناء ال َّ‬

‫ما يصح بيعه ‪:‬‬


‫لدعاء الحاج ِة لذلك‪ ،‬ولكونِه مصلحة؛ لفسادِه بإزالتِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ص ُّح بَ ْي ُع َما َمأْكُولُهُ فِي َجوفِ ِه؛ َك ُر َّمان‪َ ،‬وبَ ِطيخ‪ ،‬وبيض؛‬ ‫‪َ .1‬ويَ ِ‬
‫الخ ْلقَ ِة؛ أشبه‬
‫واللوز ِفي ِق ْش ِر ِه؛ ألنَّه مستور بحائل ِمن أص ِل ِ‬
‫ِ‬ ‫والجوز‬
‫ِ‬ ‫ص‬‫كالح ِم ِ‬‫‪ .2‬و َيص ُّح َب ْي ُع ال َبا ِق َال ِء َونَحْ ِو ِه‪ِ ،‬‬
‫الرمانَ ‪.‬‬
‫ُخالف ما قبلَها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫للبيع‪ ،‬وما بع َد الغاي ِة ي‬
‫ِ‬ ‫ب ال ُم ْشت َِد فِي سُ ْنبُ ِل ِه؛ ألنَّه عليه السال ُم َج َعل االشتدا َد غاية‬
‫‪ .3‬ويص ُّح بي ُع ال َح ِ‬
‫المنع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فَ َو َجب زوا ُل‬

‫كالمبيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َوالشرطُ الساب ُع‪ :‬أ َ ْن يَكُونَ الث َّ َمنُ َم ْعلُوما للمتعاقِدَيْن ؛ ألنَّه أحد ُ ال ِعوضين فاشت ُ ِر َ‬
‫ط العل ُم به‬
‫وملء َكي ٍل مجهولَين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ص ْن َج ٍة‬
‫وو ْز ِن َ‬
‫فلوس‪َ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫دراهم أو‬
‫َ‬ ‫صبْرةٍ ِمن‬ ‫من بالمشاهدةِ؛ ك ُ‬ ‫ويَكفي ِع ْل ُم الث َّ ِ‬

‫ما اختل فيه الشرط ‪:‬‬


‫ب عليه وهما يجهالنِه أو أح ُدهُما؛ لم َيص َّح؛ للجهال ِة‪.‬‬ ‫عهُ ِب َر ْق ِم ِه‪ ،‬أي‪ :‬ثمنِه المكتو ِ‬ ‫فَإ ِ ْن َبا َ‬ ‫‪.1‬‬
‫كل جنس منهما مجهول‪.‬‬ ‫دار ِ‬ ‫ألن ِم ْق َ‬
‫ف د ِِرهَم ذَهَبا َوفِضَّة؛ لم يَص َّح؛ َّ‬ ‫أ َ ْو باعه بِأ َ ْل ِ‬ ‫‪.2‬‬
‫غير زيادة؛ لم يص َّح؛ للجهال ِة‪.‬‬ ‫ف عليه ِمن ِ‬ ‫الس ْع ُر‪ ،‬أي‪ :‬بما ي ِق ُ‬ ‫أ َ ْو باعه بِ َما يَ ْنقَ ِط ُع بِ ِه ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫بالثمن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ص َّح البي ُع؛ للجه ِل‬ ‫ع به زَ يْد َو َج ِه َالهُ‪ ،‬أ َ ْو َج ِهله أ َح ُدهُ َما؛ لَ ْم َي ِ‬ ‫أ ْو باعه ِب َما َبا َ‬ ‫‪.4‬‬
‫الناس‪ ،‬أو بدينار أو درهَم مطلق وث َ َّم نقود متسا ِوية رواجا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وكذا لو باعه كما يبي ُع‬ ‫‪.5‬‬
‫ف إليه‪.‬‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ب؛ ص َّح و ُ‬ ‫غلَ َ‬‫‪ ‬وإن لم يَكُن إال واحد‪ ،‬أو َ‬
‫للتبعيض‪ ،‬و(كُلَّ ) للعد ِد فيكونُ مجهوال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صب َْرةِ ُك َّل قَ ِفيز بِد ِْرهَم؛ لم يَص َّح؛ ألن ( ِم ْن)‬ ‫ع ِمنَ ال ُّ‬ ‫َوإِن بَا َ‬ ‫‪.6‬‬
‫الطعام‪ ،‬أ َ ْو قَ ِطيعا‪ُ :‬ك َّل ذ َِراع ِمن الثو ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫صب َْرة؛ هي الكُومةُ المجموعةُ ِمن‬ ‫ع ث َ ْوبا أ َ ْو ُ‬ ‫بخالف ما ِإذا َبا َ‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫ص َّح البي ُع‪ ،‬ولو لم يَ ْعلَ َما قَد َْر الثو ِ‬
‫ب‬ ‫القطيع بِد ِْرهَم؛ في َ‬
‫ِ‬ ‫صبْر ِة بِكذا‪ ،‬أ َ ْو كلَّ شَاة ِمن‬ ‫بِكذا‪ ،‬أ َ ْو ك َّل قَ ِفيز ِمن ال ُّ‬
‫ُعرف َمبلغُه بجهة ال‬ ‫المبيع معلوم بالمشاهدةِ‪ ،‬والثمنَ معلوم إلشارتِه إلى ما ي ُ‬ ‫َ‬ ‫والقطيع؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ِ‬ ‫والصبرةِ‬
‫تتعلَّ ُق بالمتعاقِ َديْن‪ ،‬وهي ال َك ْي ُل وال َع ُّد والذَّرعُ‪.‬‬
‫القطيع ك َّل شاة بكذا؛ لم يص َّح؛ لما ذُ ِكر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ك َّل ذراع بكذا‪ ،‬أو ِمن‬ ‫وكذا لو باعه ِمن الثو ِ‬ ‫‪.7‬‬
‫ألن قيمةَ‬‫دنانير إال دِرهَما؛ لم يص َّح؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫بأن باع بدينار أو‬ ‫ع ْكسُهُ ْ‬ ‫أ َ ْو باعه بِ َمائ َ ِة د ِْرهَم إِ َّال دِينَارا؛ لم يص َّح‪َ ،‬و َ‬ ‫‪.8‬‬
‫ص ِي ُره مجهوال‪.‬‬ ‫المعلوم يُ َ‬
‫ِ‬ ‫بالثمن؛ إ ْذ استثنا ُء المجهو ِل ِمن‬ ‫ِ‬ ‫المستثنى مجهولة‪ ،‬ف َيلز ُم الجه ُل‬

‫[مسائل تفريق الصفقة]‬


‫ص َّح البي ُع؛‬ ‫بطن أخرى‪َ ،‬ولَ ْم يَقُ ْل كُلٌّ ِم ْن ُه َما بِ َكذَا؛ لَ ْم يَ ِ‬
‫ِ‬ ‫الفرس وما في‬
‫ِ‬ ‫‪ .1‬بَي َع َمعلُوما َو َمجْ ُهول يَتَعَذَّ ُر ِع ْل ُمهُ؛ كهذه‬
‫المعلوم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المبيع بالقيم ِة‪ ،‬والمجهو ُل ال يُم ِكنُ ت َ ْق ِوي ُمه‪ ،‬فال طريقَ إلى معرف ِة ِ‬
‫ثمن‬ ‫ِ‬ ‫يوزعُ على‬ ‫ألن الثمنَ َّ‬‫َّ‬
‫‪ ‬وكذا لو باعه بمائة ورط ِل خمر‪.‬‬
‫للعلم به‪.‬‬
‫المعلوم بثمنِه؛ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬وإن قال‪ :‬ك ٌّل منهما ِبكذا؛ ص َّح في‬
‫لعدم الجهال ِة‪.‬‬ ‫الثمن؛ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْط ِه ِمن‬‫لو ِم بِ ِقس ِ‬
‫ص َّح فِي ال َم ْع ِ‬ ‫‪ ‬فَإ ِ ْن لَ ْم يَت َعذَّ ْر ِع ْل ُم مجهول أ ُ ِبيع مع معلوم؛ َ‬
‫اء؛ كقَ ِفيزَ ي ِْن متسا ِو َيي ِْن لهما؛‬ ‫غي ِْر ِه؛ َكعَبْد مشترك بينهما‪ ،‬أ َ ْو َما َي ْن َق ِس ُم َ‬
‫علَ ْي ِه الث َّ َمنُ بِاألَجْزَ ِ‬ ‫‪ .2‬بَي َع ُمشَاع َب ْينَهُ َو َبيْنَ َ‬
‫ب‬
‫األجزاء‪ ،‬ولم يص َّح في نصي ِ‬ ‫ِ‬ ‫النقسامه على‬
‫ِ‬ ‫الثمن؛ لفق ِد الجهال ِة في الث َّ ِ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫َص ْي ِب ِه ِب ِقس ِْط ِه ِمن‬
‫ص َّح البي ُع فِي ن ِ‬ ‫َ‬
‫شري ِكه؛ لعَ َدم إذنِه‪.‬‬
‫عبْدا َو ُح ًّرا‪ ،‬أ َ ْو باع خ ًَّال َوخ َْمرا‬ ‫غي ِْر ِه بِ َغي ِْر إِ ْذنِه‪ ،‬أ َ ْو باع َ‬ ‫ع ْب َد َ‬
‫ع ْب َدهُ َو َ‬
‫‪ .3‬بَيع شيئين أحدهما ال يصح بيعه كمن باع َ‬
‫ألن ك َّل واحد ِمنهما له‬ ‫الثمن؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫ْطه‪َ ،‬وفِي الَ ِ‬
‫خل ِب ِقس ِْط ِه ِمن‬ ‫ع ْب ِد ِه ب ِقس ِ‬
‫ص َّح البي ُع فِي َ‬
‫اح َدة بثمن واحد؛ َ‬ ‫ص ْفقَة َو ِ‬ ‫َ‬
‫سط الثمنُ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وحر عبدا؛ ليَتق َّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ًّ‬
‫كمهما‪ ،‬ويُقَد َُّر خمر خال‪،‬‬ ‫صه‪ ،‬فإذا اجتمعَا بَ ِقيا على ُح ِ‬ ‫حكم يخ ُّ‬
‫لتبعيض الصفق ِة عليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫البيع؛‬
‫ِ‬ ‫رد‬
‫الثمن‪ ،‬وبينَ ِ‬
‫ِ‬ ‫قسطه ِمن‬
‫إمساك ما يص ُّح فيه البي ُع بِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ار ْ‬
‫إن َج ِه َل ال َحا َل بينَ‬ ‫َو ِل ُم ْشت ٍَر ِ‬
‫الخيَ ُ‬

‫بثمن واح ٍد؛ ص َّح‪ ،‬وقُ ِس َ‬


‫ط‬ ‫ٍ‬ ‫غيره بإذنِه‪ ،‬أو باع عبدَ ْي ِه الثنين‪ ،‬أو اشترى عبدَي ِْن ِمن اثنين أو وكي ِلهما‬
‫وإن باع عبدَه وعبد َ ِ‬
‫الثمنُ على قِي َمت َ ْي ِهما‪.‬‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ورهن‪ ،‬وصل ٌح‬ ‫وكبيع إجارة ٌ‪،‬‬
‫ٍ‬

‫(البيوع المنهي عنها)‬


‫سلَّ َم‪،‬‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫رسول هللاِ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .1‬البَ ْي ُع والشرا ُء ِم َّم ْن ت َْلزَ ُمهُ ال ُج ُمعَةُ بَ ْع َد نِ َدائِ َها الثَّانِي‪ ،‬ألنَّه الذي كان على عه ِد‬
‫َّللا َوذَ ُروا ْال َب ْي َع) [الجمعة‪،]٩ :‬‬ ‫صال ِة ِم ْن َي ْو ِم ال ُج ُم َع ِة فَا ْس َع ْوا ِإلَى ِذ ْك ِر َّ ِ‬ ‫ِي ِلل َّ‬ ‫فاختص به الحك ُم؛ لقو ِله تعالى‪ِ ( :‬إذَا نُود َ‬ ‫َّ‬
‫والنهي َيقتضي الفسا َد‪.‬‬
‫ب السعي عليه‪.‬‬ ‫ت وجو ِ‬ ‫منزلُه بعيد في وق ِ‬ ‫داء لمن ِ‬ ‫‪ ‬وكذا قَ ْب َل النِ ِ‬
‫المحر ِم‪ ،‬وكذا لو ت َضايَقَ وقتُ مكتوبة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫للبيع‬
‫ِ‬ ‫وتحر ُم المساومةُ والمناداة ُ إذا؛ ألنَّهما وسيلة‬ ‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ونحوهما إذا َو َجد ذلك يُباعُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المذكور البي ُع لحاجة؛ كمضطر إلى طعام‪ ،‬أو سترة‬ ‫ِ‬ ‫النداء‬
‫ِ‬ ‫ص ُّح بع َد‬ ‫‪َ ‬ويَ ِ‬
‫بيع خيار؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫وإمضاء ِ‬
‫ِ‬ ‫والضمان‪ ،‬واإلجار ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والرهن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كالقرض‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫سا ِئ ُر ال ُعقُو ِد؛‬ ‫‪ ‬ويص ُّح أيضا ِ‬
‫الن َكا ُح َو َ‬
‫البيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بخالف‬
‫ِ‬ ‫بعضها‪،‬‬ ‫ذلك يَ ِق ُّل وقوعُه‪ ،‬فال تكونُ إباحتُه ذريعة إلى فواتِ الجمع ِة أو ِ‬
‫‪ .2‬بيع المباح لمن يستعمله في حرام‬
‫ان) [المائدة‪.]٢ :‬‬ ‫اإلثْ ِم َو ْالعُد َْو ِ‬
‫علَى ِ‬ ‫صير ِم َّمن يَت َّ ِخذُهُ َخ ْمرا؛ لقو ِله تعالى‪َ ( :‬وال تَعَ َاونُوا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫‪ ‬كبَ ْي ُع َ‬
‫قطاعِ طريق؛‬ ‫‪ ‬وبي ُع ِس َالح ِفي ِفتْنَة بينَ المسلمين؛ ألنَّه عليه السال ُم نَهى عنه‪ ،‬وكذا بيعُه أله ِل حرب‪ ،‬أو َّ‬
‫ألنَّه إعانة على معصية‪.‬‬
‫شرب عليهما المس ِك َر‪ ،‬وال قَ َدح لمن يَشربُه به‪ ،‬وال َج ْوز وبيض لقمار‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬وال بي ُع مأكول ومشموم لمن يَ‬
‫ونح ِو ذلك‪.‬‬
‫َار‪ ،‬ف ُم ِن َع ِمن ابتدا ِئه‪،‬‬ ‫صغ ِ‬ ‫مل ِكه عليه لما فيه ِمن ال َّ‬ ‫علَ ْي ِه؛ ألنَّه ممنوع ِمن استدام ِة ْ‬ ‫عبْد ُم ْس ِلم ِل َكا ِفر ِإذَا لَ ْم َي ْع ِت ْق َ‬
‫‪ .3‬بي ُع َ‬
‫بالشراء ص َّح؛ ألنَّه وسيلة إلى ُح ِريَّتِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فإن كان يَ ْعتِ ُق عليه‬
‫بنحو بيع أو‬ ‫ِ‬ ‫علَى ِإزَ الَ ِة ُم ْل ِك ِه عنه‬ ‫‪َ ‬وإِ ْن أ ْسلَ َم قِ ٌّن فِي ي ِد كافر‪ ،‬أو عن َد مشتريه منه ث ُ َّم ردَّه لنح ِو عيب؛ أُجْ بِ َر َ‬
‫س ِبيال) [النساء‪،]١٤١ :‬‬ ‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ َ‬ ‫هبة أو عتق؛ لقو ِله تعالى‪َ ( :‬ولَ ْن َيجْ َع َل هللاُ ِل ْل َكا ِف ِرينَ َ‬
‫لعدم انقطاعِ علَ ِقه عنه‪.‬‬ ‫سيدِه عنه‪ ،‬وال بيعُه بخيار؛ ِ‬ ‫مل ِك ِ‬ ‫‪َ o‬و َال ت َ ْك ِفي ُم َكاتَبَتُهُ؛ ألنَّها ال تزي ُل ْ‬

‫ع مالَه لما ِله‪،‬‬


‫بعوض واح ٍد صفقة واحدة‪ ،‬فيَبط ُل البي ُع؛ ألنَّه با َ‬ ‫ٍ‬ ‫ع عبدَه شيئا وكاتَبَه‬ ‫َو ِإ ْن َج َم َع في عق ٍد بَيْنَ بَي ٍْع َو ِكت َابَ ٍة‪ْ ،‬‬
‫بأن با َ‬
‫فاختص به‪،‬‬
‫َّ‬ ‫البيع‬
‫ِ‬ ‫ألن البُطالنَ ُو ِجد في‬ ‫وتص ُّح الكتابة؛ َّ‬
‫ض‬‫سطُ ال ِع َو ُ‬‫ص َّح البي ُع وما ُج ِم َع إليه ‪َ ( ،‬ويُقَ َّ‬
‫بعوض واح ٍد؛ َ‬
‫ٍ‬ ‫نكاح‬
‫ٍ‬ ‫ْ‬
‫ص ْرفٍ ‪ ،‬أو إجارةٍ‪ ،‬أو ُخل ٍع‪ ،‬أو‬ ‫أوإن ج َمع بينَ بَي ٍْع َو َ‬
‫المبيع وما ُج ِم َع إليه بال ِقيَ ِم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫علَ ْي ِه َما)‪ ،‬أي‪ :‬على‬ ‫َ‬
‫أن يَقُو َل لَ ِمنَ ا ْشت ََرى ِس ْلعَة بعَش ََرة‪ :‬أَنَا أُع ِْطيكَ ِمثْلَ َها بِتِ ْسعَة؛ لقو ِله عليه‬
‫المسلم؛ َك ْ‬
‫ِ‬ ‫علَى بَي ِْع أ َ ِخ ْي ِه‬
‫حْر ُم بَ ْيعُهُ َ‬
‫‪َ .4‬ويَ ُ‬
‫علَى َبي ِْع َب ْعض»‬
‫ضكُ ْم َ‬ ‫السال ُم‪َ « :‬ال َي ِب ْع َب ْع ُ‬
‫البيع‬
‫ِ‬ ‫عش ََرة؛ ألنَّه في معنى‬ ‫ع ِس ْل َعة بِتِ ْس َعة‪ِ :‬ع ْندِي فِي َها َ‬‫أن يَقُو َل لَ ِم ْن بَا َ‬
‫علَى ِش َرائِ ِه؛ َك ْ‬
‫‪َ ‬ويحر ُم أيضا ِش َرا ُؤهُ َ‬
‫س َخ المقو ُل له العق َد َويَ ْع ِق َد َمعَهُ‪.‬‬ ‫الخياريْن‪ِ ،‬ليَ ْف َ‬
‫َ‬ ‫زمن‬
‫ِ‬ ‫عليه المنهي ِ عنه‪ ،‬ومح ُّل ذلك‪ :‬إذا َوقَع في‬
‫الرضا صريحا‪ ،‬ال بع َد َرد‪.‬‬ ‫س ْو ِمه بع َد ِ‬ ‫س ْو ُمه على َ‬ ‫‪ o‬وكذا َ‬
‫كالبيع في ذلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫سومه‪ ،‬واإلجارة ُ‬
‫ِ‬ ‫وم على‬
‫س ِ‬‫والشراء على شرائِه‪ ،‬ويص ُّح في ال َّ‬
‫ِ‬ ‫البيع على بي ِعه‬
‫ِ‬ ‫َو َي ْبطُ ُل ال َع ْقد ُ في‬
‫ويحر ُم بَ ْي ُع حاضر لباد‪ ،‬ويبطُ ُل‬
‫ُ‬ ‫‪.5‬‬
‫إن قَد َِم ِ‬
‫لبيع سلعتِه‬ ‫‪ْ o‬‬
‫يومها‬
‫بسعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬جا ِهال ب ِس ْع ِرها‪،‬‬
‫الحاض ُر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ o‬وقَ َ‬
‫ص َده‬
‫وبالناس حاجة إليها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫‪o‬‬

‫غيره‬ ‫ع ْن ث َ َمنِ ِه َما َال يُبَاعُ ِب ِه نَ ِس ْيئ َة ؛ كث َ َم ِن ب ٍُر اعت َ‬


‫َاض عنه ب ًُّرا أو َ‬ ‫َاض َ‬ ‫ع ِر ِبويًّا ِبنَسِ يئ َ ٍة ‪ ،‬وكذا حا ٍل لم يُ ْقبَ ْ‬
‫ض‪َ ،‬وا ْعت َ‬ ‫( َو َم ْن بَا َ‬
‫ٌ‬ ‫ِمن المكيالت؛ لم يَ ْ‬
‫لبيع الربوي بالربوي نسيئة‪.‬‬ ‫جز؛ ألنَّه ذريعة ِ‬
‫صه؛ جاز‪.‬‬
‫ُسل ْم إليه لكن قا َّ‬ ‫َ‬
‫المشتري طعاما بدرا ِه َم وسلَّ َمها إليه‪ ،‬ثم أخَذها منه وفاء‪ ،‬أو لم ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اشترى ِمن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وإن‬

‫[العينة]‬
‫ض‪ ،‬وهي حرام؛ ألنَّها ذريعةٌ إلى ِ‬
‫الربا ل َيبي َع ألفا بخمسما ِئة‪.‬‬ ‫حاال لم يُ ْق َب ْ‬
‫ع ِب ِه نَسِيئ َة ‪ ،‬أو ًّ‬ ‫شيْئا نَ ْقدا ِبد ِ‬
‫ُون َما َبا َ‬ ‫أن ي ْشت ََري َ‬
‫بأكثر مما باعه به؛ فإنه جائِز‪ ،‬كما لو اشتراه بمث ِله‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ ‬ال ْ‬
‫إن اشتراه‬

‫بأكثر منه نسيئة؛ ففيها قوالن ‪:‬‬


‫َ‬ ‫ع سلعة بنق ٍد‪ ،‬ثم اشتراها‬ ‫عكس مسأل ِة العين ِة‪ْ :‬‬
‫بأن با َ‬ ‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ُ‬
‫يجوز بال حيلة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ُ‬
‫حيث كان وسيلة إلى‬ ‫المذهب؛ ألنه يُت َّ َخذُ وسيلة ِ‬
‫للربا‪ ،‬كمسأل ِة العين ِة‪ ،‬وكذا العق ُد األو ُل فيهما‬ ‫ُ‬ ‫‪ .2‬ال يجوز ‪ ,‬وهو‬
‫الثاني فيَحر ُم‪ ،‬وال يص ُّح‪.‬‬

‫بالعكس‪ ،‬أ َ ْو اشتراه بَ ْعدَ‬


‫ِ‬ ‫ب ثم اشتراه بفض ٍة‪ ،‬أو‬ ‫عه بذه ٍ‬ ‫( َو ِإ ِن اشترى المبي َع في مسأل ِة العين ِة أو عكسِها ِبغَي ِْر ِج ْن ِس ِه ؛ ْ‬
‫بأن با َ‬
‫غي ِْر ُم ْشت َِري ِه ؛ بأن باعه‬
‫الثوب‪ ،‬أو اشتراه ِم ْن َ‬
‫ُ‬ ‫تخرقَ‬‫ِي صنعة‪ ،‬أو َّ‬ ‫صفَتِ ِه؛ بأن ه ُِزل العبد ُ‪ ،‬أو نس َ‬ ‫ْض ث َ َمنِ ِه‪ ،‬أ َ ْو َب ْعد َ تَغَي ُِّر ِ‬ ‫قَب ِ‬
‫ونحوه‪ ،‬ثم اشتراه بائعُه ممن صار إليه؛ جاز‪ ،‬أ َ ْو ا ْشت ََراهُ أبُوهُ أي‪ :‬أبو بائ ِعه‪ ،‬أ َ ْو ا ْبنُهُ‪ ،‬أو مكاتبُه‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫مشتريه‪ ،‬أو َوهَبه‬
‫ص ِل إلى فِ ْع ِل مسأل ِة ال ِعين ِة‪.‬‬ ‫زوجتُه؛ َجازَ الشرا ُء‪ ،‬ما لم َيكُن حيلة على التَّو ُّ‬
‫[التورق]‬
‫بأكثر ل َيتوس َع بثم ِنه؛ فال بأس‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أن يحتاج إلى نق ٍد‪ ،‬فيشتري ما يُساوي مائة‬
‫الناس‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُجبر على بي ِعه كما يبي ُع‬ ‫ت آدمي ٍ‪ ،‬وي ُ‬ ‫واالحتكار في قو ِ‬
‫ُ‬ ‫التسعير‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ويحر ُم‬
‫ُ‬
‫ودوابه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫أه‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫قو‬ ‫إدخار‬
‫ُ‬ ‫ُكره‬ ‫وال ي‬
‫البيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫س ُّن اإلشهاد ُ على‬ ‫ويُ َ‬

‫وط ِفي ال َبي ِْع)‬ ‫اب ال ُّ‬


‫ش ُر ِ‬ ‫( َب ُ‬
‫ب العق ِد ما له فيه منفعةٌ‪.‬‬
‫اآلخر بسب ِ‬
‫َ‬ ‫شرطُ هنا‪ :‬إلزا ُم أ َح ِد المتعاقدَيْن‬ ‫وال َّ‬
‫لب العق ِد‪.‬‬
‫ص ُ‬‫المعتبر منها‪ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫وم َح ُّل‬
‫وهي ضربان‪:‬‬
‫ُ‬
‫ضى العق ِد‪ ،‬وهو ثالثة أنواعٍ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ص ِحي ٌح‪ ،‬وهو ما وافقَ مقت َ‬ ‫األو َل ‪َ :‬‬

‫بيان وتأكيد ٌ لمقت َ‬


‫ضى العق ِد‪.‬‬ ‫قابض‪ ،‬و ُحلو ِل الث َّ ِ‬
‫من‪ ،‬فال يؤثِ ُر فيه؛ ألنَّه ٌ‬ ‫البيع؛ كالت َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫أحد ُها‪ :‬شرطُ مقت َ‬
‫ضى‬
‫بعضه إلى مدَّةٍ معلوم ٍة‪ ،‬أو‬ ‫َأجي ِل ث َ َم ٍن أو ِ‬ ‫الضامن المعي َِّن‪ ،‬أ َوت ِ‬
‫ِ‬ ‫هن المعي َِّن‪ ،‬أو‬ ‫الر ِ‬ ‫الثاني‪ :‬شرطُ ما كان ِمن مصلح ِة العق ِد؛ َك َّ‬
‫تحيض‪ ،‬والدَّاب ِة ِه ْم َال َجة ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َصيًّا‪ ،‬أ َ ْو ُم ْس ِلما‪ ،‬أو خيَّاطا مثال‪َ ،‬واأل َ َم ِة بِ ْكرا‪ ،‬أو‬‫المبيع؛ كـ َك ْو ِن العَ ْب ِد َكاتِبا‪ ،‬أ َ ْو خ ِ‬
‫ِ‬ ‫كشرط صف ٍة في‬
‫ِ‬
‫صيُودا؛ فيص ُّح‪.‬‬ ‫والفه ِد أو نح ِوه َ‬
‫أرش‪.‬‬‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫الصفَ ِة‪ ،‬وإن تعذر ردٌّ تعيَّنَ‬ ‫ْ‬
‫ش فَق ِد ِ‬ ‫َ‬
‫بالشرط وإال فلصاحبِه الفس ُخ‪ ،‬أو أ ْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫فإن وفَى‬
‫ْ‬
‫خيار‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وإن ش ََرط صفة فبَان أعال منها؛ فال‬

‫ط البَائِ ُع سُ ْكنَى الد َِّار أو نح ِوها َ‬


‫ش ْهرا‪َ ،‬و ُح ْم َالنَ‬ ‫غير وطءٍ ودواعيه‪ ،‬نَحْ َو أ َ ْن يَ ْشت َِر َ‬ ‫مبيع‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بائع نفعا معلوما في‬ ‫الثالث‪ :‬شرطُ ٍ‬ ‫ُ‬
‫ظ ْه َرهُ إِلَى ال َمدِينَ ِة»‬ ‫سلَّ َم َج َمال‪َ ،‬وا ْشت ََر َ‬
‫ط َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع النَّبِ َّ‬ ‫جابر‪« :‬أنَّهُ بَا َ‬ ‫ٌ‬ ‫ض ٍع ُمعَي ٍَّن؛ لما روى‬ ‫ير أو نح ِوه إِلَى َم ْو ِ‬ ‫البَ ِع ِ‬
‫الشرط‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ع ِقبِ ِه» ‪ ،‬ومقتضاه ص َّحة‬ ‫على َ‬ ‫َ‬ ‫عل ْي ِه َو َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ب أ ْرضا‪َ ،‬وش ََرط َوقفَ َها َ‬ ‫َ‬ ‫ص َه ْي ٍ‬ ‫اء عُث َمانَ ِم ْن ُ‬ ‫ْ‬ ‫متفق عليه ‪ ،‬واحت َّج‪« :‬بِش َِر ِ‬ ‫ٌ‬
‫المذكور‪.‬‬
‫ِ‬
‫مشتر فعليه أجرة ُ المث ِل له‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ولبائع إجارة ُ وإعارة ُ ما استثنَى‪ ،‬وإن تعذر انتفاعُه بسب ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫معلوم‪ ،‬أ ْو تَك ِسي ِْر ِه‪ ،‬أ ْو ِخيَاط ِة الث ْو ِ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫موضع‬ ‫إلى‬ ‫المبيع‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫كـ‬ ‫؛‬ ‫مبيع‬ ‫في‬ ‫معلوما‬ ‫نفعا‬ ‫ع‬ ‫ئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫َر‬‫ِ‬ ‫ت‬‫ش‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫َر‬ ‫أ َ ْو ش َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ع الخياط ِة أو التفصي ِل‪ ،‬واحت َّج أحمد ُ لذلك بما َروى ‪« :‬أ َ َّن ُم َح َّمدَ بنَ َم ْسلَ َمةَ ا ْشت ََرى ِم ْن نَبَ ِطي ٍ‬ ‫صي ِلهُ إذا بيَّن نو َ‬ ‫المبيع‪ ،‬أ ْو ت َ ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫كاألجير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫فالبائ‬ ‫‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫وإجار‬ ‫ع‬
‫ٌ‬ ‫بي‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫وأل‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬‫ا‬‫ه‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫َار‬
‫َ‬ ‫ش‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ُج ْرزَ‬
‫عذر؛ جاز‪.‬‬ ‫وإن تراضيا على أخ ِذ أجرتِه ولو بال ٍ‬
‫ط َل البَ ْي ُع؛ لحديث ‪َ « :‬ال‬ ‫ب وتفصي ِله؛ بَ َ‬ ‫وتكسيره‪ ،‬وخياط ِة ثو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ط ٍ‬ ‫عيْن األ َّولَي ِْن؛ ك َح ْم ِل َح َ‬ ‫َ‬ ‫غير النَّو َ‬ ‫طي ِْن ِمن ِ‬ ‫َو ِإ ْن َج َم َع بَيْنَ ش َْر َ‬
‫ْس ِعنْدَكَ »‪.‬‬ ‫ان فِي بَي ٍْع‪َ ،‬و َال بَ ْي ُع َما لَي َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ف َوبَ ْي ٌع‪َ ،‬و َال ش َْر َ‬ ‫سلَ ٌ‬ ‫يَ ِح ُّل َ‬

‫ضى العق ِد‪ ،‬وهو ثالثةُ أنواعٍ‪:‬‬


‫والضرب الثاني‪ :‬فَا ِسد ٌ‪ :‬وهو ما يُنافي مقت َ‬
‫ُ‬

‫ص ْرفٍ‬
‫ارةٍ‪َ ،‬و َ‬ ‫سلَ ٍم‪َ ،‬وقَ ْر ٍ‬
‫ض‪َ ،‬و َبي ٍْع‪َ ،‬و ِإ َج َ‬ ‫ع ْقدا آخ ََر؛ َك َ‬
‫سلَفٍ ‪ ،‬أي‪َ :‬‬ ‫علَى اآلخ َِر َ‬‫اط أ َ َح ِد ِه َما َ‬
‫أحد ُها‪ :‬يُب ِْط ُل ال َع ْقدَ ِمن أص ِله؛ َكا ْشتِ َر ِ‬
‫ي عنه ‪.‬‬ ‫غيره‪ ،‬وشرك ٍة‪ ،‬وهو بيعتان في بيع ٍة المنه ُّ‬ ‫من أو ِ‬ ‫للث َّ ِ‬

‫عل ْي ِه‪ ،‬أ َ ْو َمت َى نَ َفقَ ال َم ِبي ُع َو ِإ َّال َردَّهُ‪ ،‬أ َ ْو ش ََرط ْ‬
‫أن َال َي ِب ْي َع المبي َع‪َ ،‬و َال َي َه َبـهُ‪،‬‬ ‫ارة َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ط أ َ ْن َال َخ َ‬ ‫الثاني‪ :‬ما يص ُّح معه البي ُع‪ ،‬كش ََر َ‬
‫للبائع‪ ،‬أ َ ْو ش ََرط البائ ُع على المشتري أ َ ْن َي ْف َع َل ذَلِكَ ‪ ،‬أي‪ :‬أن يبي َع المبي َع‪ ،‬أو يه َبه‬ ‫ِ‬ ‫الو َال ُء لَهُ‪ ،‬أي‪:‬‬‫عت َقَ فَ َ‬ ‫َو َال يُ ْعتِقَهُ‪ ،‬أ َ ْو ش ََرط ِإ ْن َ‬
‫اط ٌل‪َ ،‬و ِإ ْن َكانَ ِمائَةَ ش َْرطٍ »‬ ‫هللا فَ ُه َو َب ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ْس ِفي ِكت َا ِ‬ ‫ط ش َْرطا لَي َ‬ ‫ش ْرطُ َوحْ دَهُ؛ لقو ِله عليه السالم‪َ « :‬م ِن ا ْشت ََر َ‬ ‫ط َل ال َّ‬‫ونحوه؛ َب َ‬ ‫َ‬
‫ُبط ْل العقدَ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ولم‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫رير‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ث‬
‫ِ‬ ‫حدي‬ ‫في‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫س‬
‫ُ َ ِ َ َ َ‬‫و‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ص‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫؛‬ ‫ح‬
‫ٌ‬ ‫صحي‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫والبي‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫ٌ‬
‫متفق‬
‫ق ْ‬
‫إن أ َباهُ‪ ،‬والوال ُء له‪،‬‬ ‫ط البائ ُع ال ِعتْقَ على المشتري فيص ُّح الشرطُ أيضا‪ ،‬ويُج َب ُر المشتري على العت ِ‬
‫‪ِ ‬إ َّال ِإذَا ش ََر َ‬
‫أصر أ ْعتَقَه حاكم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫فإن‬

‫وخيار أو أج ٍل مجهولَيْن‪ ،‬ونح ِو ذلك؛ فيص ُّح البي ُع‪ ،‬ويَفسُد ُ الشرطُ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫كخمر‪ ،‬ومجهو ٍل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫رهن فاس ٍد؛‬‫ٍ‬ ‫وكذا شرطُ‬
‫ليال مثال‪ ،‬أو على أن تر َهنَنِي ِه بثمنِه َو ِإ َّال ت َفع ُل ذلك فَ َال بَ ْي َع بَ ْينَنَا‪ ،‬وقَبِ َل‬‫ث ٍ‬ ‫علَى أ َ ْن ت َ ْنقُدَنِي الث َّ َمنَ ِإلَى ث َ َال ِ‬
‫َوإن قال البائع‪ :‬بِ ْعتُكَ َ‬
‫الخيار‪ ،‬ويَنف ِس ُخ إن لم يَ ْ‬
‫فعل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والتعليق‪ ،‬كما لو ش ََرط‬ ‫ُ‬ ‫ص َّح البي ُع‬
‫المشتري؛ َ‬

‫ضي زَ ْيد ٌ ِبكذا‪ ،‬وكذا‬ ‫إن َر ِ‬ ‫نحو ِب ْعتُكَ ِإ ْن ِجئْتَنِي ِب َكذَا‪ ،‬أ َ ْو ْ‬ ‫بيع عُ ِلقَ على شرطٍ مستقب ٍل ‪ُ ,‬‬ ‫الثالث‪ :‬ما ال يَنع ِقد ُ معه بي ٌع؛ وهو ك ُّل ٍ‬ ‫ُ‬
‫ص ُّح البَ ْي ُع ؛ لقو ِله عليه السال ُم‪َ « :‬ال‬ ‫الرهْنُ لَكَ ‪َ ،‬ال يَ ِ‬ ‫َّ‬
‫محله َو ِإال َف َّ‬ ‫َ‬
‫تعليق القَبو ِل‪ ،‬أ ْو يَقُو َل الراهنُ ِلل ُم ْرت َ ِه ِن‪ِ :‬إ ْن ِجئْتُكَ ِب َحقِكَ في ِ‬ ‫ُ‬
‫اح ِب ِه» ‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫يَ ْغلَ ُق َّ‬
‫الرهْنُ ِم ْن َ‬
‫ْ‬
‫إن أ َخذتُ‬ ‫العربون؛ بأن يَدف َع بعدَ العق ِد شيئا‪ ،‬ويقو ُل‪ْ :‬‬ ‫بيع‬ ‫وكذا ك ُّل ٍ‬
‫ِ‬ ‫وغير ِ‬ ‫ِ‬ ‫غير‪ :‬إن شاء هللا‪،‬‬ ‫بيع عُ ِلقَ على شرطٍ مستقب ٍل ِ‬
‫ُ‬
‫للبائع إن لم يَت َّم البي ُع‪ ،‬واإلجارة ُ مثله‪.‬‬ ‫عمر رضي هللاُ عنه ‪ ،‬والمدفوعُ‬ ‫َ‬ ‫المبي َع أتممتُ الثمنَ ‪ ،‬وإال فهو لك‪ ،‬فيص ُّح؛ ل ِف ْع ِل‬
‫ِ‬
‫بالمبيع عيبا‬ ‫ْ‬
‫ب كذا إن كان؛ لَ ْم يَب َْرأ البائ ُع‪ ،‬فإن َو َجد المشتري‬ ‫ب َمجْ ُهو ٍل‪ ،‬أو ِمن عي ِ‬ ‫ع ْي ٍ‬‫ط البَ َرا َءة َ ِم ْن كُ ِل َ‬‫عهُ شيئا َوش ََر َ‬ ‫َو ِإ ْن بَا َ‬
‫ِ‬
‫بإسقاطه قبلَه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫البيع‪ ،‬فال يَسقُط‬ ‫الخيار؛ ألنَّه إنَّما يَثبتُ بعدَ‬
‫ُ‬ ‫فله‬
‫ِ‬
‫ئ‪.‬‬
‫بر َ‬ ‫العيب‪ ،‬أو أبرأه بعدَ العق ِد؛ ِ‬ ‫َ‬ ‫س َّمى‬ ‫وإن َ‬
‫للبائع‪،‬‬ ‫َ‬
‫عشَرةٍ‪ ،‬أ ْو أقَ َّل منها؛ َ‬
‫ص َّح البي ُع‪ ،‬والزيادة ُ‬ ‫َ‬ ‫َت أ ْكث َ َر ِمن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عش ََرة ُ أذْ ُرع ٍ‪ ،‬فَ َبان ْ‬ ‫َ‬
‫علَى أنَّها َ‬ ‫نحوها مما يُذْ َرعُ َ‬ ‫عهُ دَارا أو َ‬ ‫َو ِإ ْن َبا َ‬
‫ِ‬
‫ار؛ فلك ٍل منهما الفس ُخ ما لم يُ ْع ِط البائ ُع الزيادة َ‬ ‫الخ َي ُ‬
‫ضه ُ ِ‬ ‫نقص‪َ ،‬وفَاتَ غ ََر ُ‬ ‫والنقص عليه‪َ ،‬و ِل ِم ْن َج ِه َل الحا َل ِمن زيادةٍ أو ٍ‬ ‫ُ‬
‫غرض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ت ال‬ ‫لعدم فوا ِ‬ ‫الثمن في الثاني ِة؛ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رض المشتري بأ َ ْخذِه ِ‬
‫بكل‬ ‫ُ‬
‫للمشتري مجانا في المسأل ِة األولَى‪ ،‬أو َي َ‬
‫النقص؛ جاز‪ ،‬وال يُج َب ُر أحدُهُما على ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِة عن الزياد ِة أو‬ ‫المعاو َ‬
‫َ‬ ‫وإن تراض َيا على‬ ‫ْ‬
‫والنقص عليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫للبائع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫خيار‪ ،‬والزيادة ُ‬ ‫َ‬ ‫أكثر؛ ص َّح البي ُع‪ ،‬وال‬ ‫صب َْرةٍ على أنها عشرة ُ أ َ ْق ِفزةٍ فبانت أق َّل أو َ‬ ‫نحو ُ‬ ‫وإن كان المبي ُع َ‬ ‫ْ‬
‫المبيع واإلقال ِة‬
‫ِ‬ ‫وقبض‬
‫ِ‬ ‫يار‬ ‫الخ ِ‬ ‫اب ِ‬ ‫بَ ُ‬
‫والفسخ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإلمضاء‬
‫ِ‬ ‫األمريْن ِمن‬
‫َ‬ ‫الخيار‪ :‬طلب َخي َْر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سا ٌم‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوه َُو ثمانية أق َ‬
‫التبايع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ار ال َمجْ ِل ِس‪ ،‬والمراد ُ هنا مكانُ‬ ‫األ َ َّو ُل‪ِ :‬خيَ ُ‬
‫ار َما لَ ْم يَتَفَ َّرقَا َو َكانَا َج ِميعا‪ ،‬أ َ ْو يُخَيِ ُر‬ ‫اح ٍد ِم ْن ُه َما بِ ِ‬
‫الخيَ ِ‬ ‫الر ُج َال ِن فَكُ ُّل َو ِ‬
‫عمر يرفعُه‪« :‬إذَا تَبَايَ َع َّ‬ ‫َ‬ ‫ابن‬
‫ث ِ‬ ‫يَثْبُتُ فِي الَبي ِْع؛ لحدي ِ‬
‫متفق عليه‪.‬‬‫ٌ‬ ‫ب البَ ْي ُع»‬‫علَى ذَلِكَ فَقَدْ َو َج َ‬ ‫أ َ َحدُهُ َما اآلخ ََر‪ ،‬فَإ ِ ْن َخي ََّر أ َ َحدُهُ َما اآلخ ََر فَتَبَايَعَا َ‬
‫الشراء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عتق عليه‪ ،‬أو اعترف بحريتِه قب َل‬ ‫ي العق ِد‪ ،‬وشرا ُء ِمن يَ ُ‬ ‫طرفَ ْ‬ ‫وتولي َ‬ ‫ِ‬ ‫البيع‪ :‬الكتابةُ‪،‬‬‫ِ‬ ‫لكن يُستثنى ِمن‬
‫عوض؛ ألنَّها نو ٌ‬
‫ع‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫بعوض‪ ،‬وقسمة التراضي‪ ،‬والهبة على‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫عي ٍْن ث َّم صالحه عنه‬‫ُ‬ ‫أقر بدَي ٍْن أو َ‬ ‫ص ْل ُح بِ َم ْعنَاهُ؛ كما لو َّ‬ ‫كالبيع ال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َو‬
‫البيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِمن‬
‫سائِ ِر العُقُو ِد؛‬‫البيع لهما؛ د ُونَ َ‬ ‫ِ‬ ‫سلَ ُم؛ لتناو ِل‬ ‫ف‪َ ،‬وال َّ‬ ‫ص ْر ُ‬‫عقد ُ معاوض ٍة أ ْشبَ َهت البي َع‪ ،‬وكذا ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫ارة ٌ؛ ألنَّها َ‬ ‫كبيع أيضا ِإ َج َ‬ ‫َو ٍ‬
‫والضمان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والرهن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والوقف‪،‬‬
‫ِ‬ ‫كالمساقاةِ‪ ،‬والحوال ِة‪،‬‬
‫التبايع‪،‬‬ ‫مكان‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ار َما لَ ْم يَتَفَ َّرقَا عُ ْرفا ِبأ ْبدَانِ ِه َما ِمن‬ ‫َولكُ ٍل ِمنَ ال ُمتَبَا ِي َعي ِْن و َم ْن في معناهما م َّمن تقدَّم ِ‬
‫الخيَ ُ‬
‫ِ‬
‫يمشي أحدُهما مستدبِرا لصاحبِه ُخطُوات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فإن كانَا في مكان واسع كصحرا َء؛ فبِأ َ ْن‬ ‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫صفَّة‪،‬‬
‫ُفارقَه ِمن بيت إلى بيت أو إلى نح ِو ُ‬ ‫مجالس وبيوت؛ فبِأ َ ْن ي ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫وإن كانا في دار كبيرة ذا ِ‬ ‫‪‬‬
‫خَرج منها فقد افترقا‪،‬‬ ‫طح أو َ‬ ‫س ِ‬ ‫صعَد أحدُهما ال َّ‬ ‫وإن كانا في دار صغيرة؛ فإذا َ‬ ‫‪‬‬
‫بالعكس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وإن كانا في سفينة كبيرة؛ ف ِبصعو ِد أح ِد ِهما أعالها إن كانا أسف َل‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫خروج أح ِد ِهما منها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وإن كانت صغيرة؛ ف ِب‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ولو َح َجز بينَهما بحاجز كحائط‪ ،‬أو ناما؛ لم يُ َع َّد ُّ‬
‫تفرقا؛ لبقائِهما بأبدانِهما ب َم َح ِل العق ِد ولو طالت المدة ُ‪.‬‬

‫سقَط بإس ِ‬
‫ْقاطه‪.‬‬ ‫الخيار ٌ‬
‫حق للعاق ِد‪ ،‬ف َ‬ ‫َ‬ ‫ط؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫سقَ َ‬ ‫خيار بينهما؛ أ َ ْو أ َ ْسقَ َ‬
‫طاهُ بعدَ العق ِد؛ َ‬ ‫َ‬ ‫بأن تبا َيعا على ْ‬
‫أن ال‬ ‫الخيار؛ ْ‬ ‫َ‬ ‫َو ِإ ْن نَفَ َيا‬
‫بخالف‬
‫ِ‬ ‫لخياره‬
‫ِ‬ ‫ص ْل منه إسقاطٌ‬ ‫ار اآلخ َِر ؛ ألنَّه لم َيح ُ‬
‫ي ِخ َي ُ‬
‫خياره‪ ،‬و َب ِق َ‬
‫َ‬ ‫سقَط‬
‫طهُ أ َحدُهُ َما أو قال لصاحبه‪ :‬اخت َْر؛ َ‬ ‫َو ِإ ْن أ ْسقَ َ‬
‫صاح ِبه‪.‬‬
‫الفسخ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وت َحر ُم الفُرقةُ َخ ْش َيةَ‬
‫ت أح ِد ِهما‪ ،‬ال بجنو ِنه‪.‬‬
‫الخيار بمو ِ‬ ‫ُ‬ ‫وينقط ُع‬
‫ِ‬

‫رط‪ُ ،‬مدَّة َم ْعلُو َمة َولَو‬


‫ش ِ‬‫المجلس أو ال َّ‬
‫ِ‬ ‫يار‬ ‫ص ْل ِ‬
‫ب ال َع ْق ِد‪ ،‬أو بعدَه في مدَّ ِة ِخ ِ‬ ‫رط‪ ،‬بأ َ ْن َي ْشت َِر َ‬
‫طاهُ‪ِ ،‬في ُ‬ ‫خيار ال َّش ِ‬
‫ُ‬ ‫القس ُم الثَّا ِني ‪:‬‬
‫علَى شُ ُر ِ‬
‫وط ِه ْم» ‪.‬‬ ‫ط ِويلَة؛ لقو ِله عليه السال ُم‪« :‬ال ُم ْس ِل ُمونَ َ‬ ‫َ‬
‫قرض؛ فيحر ُم‪ ،‬وال يص ُّح البي ُع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ع ْق ٍد حيلة ليَرب َح في‬
‫لزوم العَ ْق ِد‪ ،‬وال إلى أج ٍل مجهو ٍل‪ ،‬وال في َ‬ ‫ِ‬ ‫وال يص ُّح اشتراطُه بعدَ‬
‫حين ا ْشت ََرط‪.‬‬
‫فم ْن ِ‬ ‫الخيار ِمنَ العَ ْق ِد إن ش ََرط في العق ِد‪ ،‬وإال ِ‬ ‫ِ‬ ‫وابتدا ُء مدَّةِ‬
‫طعَاهُ ِلزم البي ُع‪ ،‬كما لو لم يَشترطاه‪.‬‬ ‫ت ُمدَّتُهُ أ َ ْو قَ َ‬‫ض ْ‬ ‫َوإِذَا َم َ‬

‫مقر به‪ ،‬وقِسم ِة‬ ‫عي ٍْن أو دَي ٍْن ٍ‬ ‫بعوض عن َ‬ ‫ٍ‬ ‫لح‬
‫ص ِ‬‫البيع؛ كال ُّ‬
‫ِ‬ ‫ح‪ ،‬والقسم ِة‪ ،‬والهب ِة وما بمعنى‬ ‫ص ْل ِ‬
‫رط فِي البَي ِْع‪َ ،‬وال ُّ‬‫ش ِ‬ ‫خيار ال َّ‬
‫ُ‬ ‫َويَثْبُتُ‬
‫علَى ُمدَّةٍ َال ت َ ِلي العَ ْقدَ؛‬ ‫ب‪ ،‬أ َ ْو في إجارةٍ َ‬ ‫الذ َّم ِة؛ كخياط ِة ثو ٍ‬
‫ارةِ فِي ِ‬‫اإل َج َ‬
‫البيع‪َ ،‬و ِ‬
‫ِ‬ ‫ب؛ ألنَّها أنواعٌ ِمن‬ ‫التراضي‪ ،‬وهب ِة الثَّوا ِ‬
‫كشهر ِمن اآلن؛ لم يص َّح‬ ‫ٍ‬ ‫ث‪ ،‬فإن َو ِليَت المدَّة ُ العقدَ‬ ‫طه مدَّة ت َنقضي قب َل دخو ِل سن ِة ثال ٍ‬ ‫ث في سن ِة اثنين إذا ش ََر َ‬ ‫كسن ِة ثال ٍ‬
‫جائز‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫الخيار‪ ،‬وكالهُما ُ‬ ‫ِ‬ ‫المنافع المعقو ِد عليها‪ ،‬أو استيفائها في مدَّةِ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫الخيار؛ لئال يؤدِي إلى فوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫شرطُ‬
‫ِ‬
‫وضمان‪ ،‬وكفال ٍة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫غير ما ذُكر؛ كصرفٍ ‪ ،‬و َ‬
‫سلَ ٍم‪،‬‬ ‫رط في ِ‬ ‫خيار ال َّش ِ‬‫ُ‬ ‫وال يَثبتُ‬

‫َّ‬
‫الحق‬ ‫الخيار وحدَه؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ُ‬ ‫ص َّح الشرطُ‪ ،‬وثَبَت له‬ ‫احبِه َ‬ ‫ص ِ‬ ‫طاهُ أل َ َح ِد ِه َما د ُونَ َ‬
‫ويص ُّح ش َْرطُه للمتعاقدَيْن ولو وكيلَيْن‪َ ،‬وإِ ْن ش ََر َ‬
‫لهما‪ ،‬فكيفما تراضيَا به جاز‪.‬‬
‫َ‬
‫النتهاء الغاي ِة‪ ،‬فال يَد ُخ ُل ما بعدَها فيما قبلها‪ ،‬وإلى صالةٍ؛‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ألن (إِلى)‬ ‫طاه إِلَى الغَ ِد‪ ،‬أ َ ْو اللَّ ْي ِل ص َّح‪ ،‬ويَ ْسقط بِ َّأو ِل ِه؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َوإن شر َ‬
‫يَسقطُ بدخو ِل وقتِها‪.‬‬
‫ق‪.‬‬
‫َط ِه؛ كالطال ِ‬ ‫سخ ِ‬
‫غ ْيبَ ِة صاحبِه اآلخ َِر‪َ ،‬ومع َ‬ ‫ار الفَ ْس ُخ َولَ ْو َم َع َ‬ ‫يجوز ِل َم ْن لَهُ ِ‬
‫الخيَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو‬
‫الخيار لهما أو ألحدِهما؛ لقو ِله عليه السال ُم‪َ « :‬م ْن‬
‫ُ‬ ‫المجلس ِلل ُم ْشت َِري‪ ،‬سوا ٌء كان‬
‫ِ‬ ‫وخيار‬
‫ِ‬ ‫الشرط‬
‫ِ‬ ‫خيار‬
‫ِ‬ ‫اري ِْن ‪:‬‬ ‫الخيَ َ‬ ‫الم ْلكُ ُمدَّة َ ِ‬
‫َو ِ‬
‫بيع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عبْدا َولهُ َما ٌل ف َمالهُ ِللبَائِ ِع إِال أن يَشت َِرطهُ ال ُم ْبت َا َ‬
‫كل ٍ‬ ‫باشتراطه‪ ،‬وهو عا ٌّم في ِ‬
‫ِ‬ ‫ع» رواه مسل ٌم ‪ ،‬ف َجعَل الما َل للمبتاعِ‬ ‫ع َ‬ ‫بَا َ‬
‫الخيار‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فَش َِمل بي َع‬
‫ص ُل كالثمرةِ‪َ ،‬و َك ْسبُهُ في مدةِ الخيارين‪ ،‬ولو فسخَاهُ بعد ُ؛ ألنَّه نما ُء ْ‬
‫مل ِكه الدَّاخ ِل في ضمانِه؛ لحديثِ ‪:‬‬ ‫َوللمشتري نَما ُؤهُ ال ُم ْن َف ِ‬
‫ان»‪ ،‬ص َّححه الترمذي‪.‬‬ ‫الخَرا ُج بِالض ََّم ِ‬ ‫« َ‬
‫ُّ‬
‫الفسخ؛ لتعذ ِر انفصا ِله‪.‬‬
‫ِ‬ ‫كالس َم ِن؛ فإنه يتبَ ُع العَيْنَ مع‬
‫ِ‬ ‫ص ُل‬ ‫َّ‬
‫وأما النما ُء المت ِ‬

‫ض ِه ال ُمعَي َِّن في مدَّةِ الخيارين بَغَي ِْر إِذْ ِن اآلخ َِر‪.‬‬


‫يع‪َ ،‬وال في ِع َو ِ‬ ‫ص ُّر ُ َ‬
‫ص ُّح ت َ َ‬ ‫حْر ُم َو َال يَ ِ‬
‫ف أ َح ِد ِه َما فِي ال َمبِ ِ‬ ‫َويَ ُ‬
‫ليعلم قَد َْر لبنِها؛ لم‬
‫َ‬ ‫ب داب ٍة‬ ‫ْ‬
‫سيرها‪ ،‬و َحل ِ‬ ‫ُ‬
‫ب داب ٍة لينظ َر َ‬ ‫تصرف لتجربتِه؛ كركو ِ‬ ‫َّ‬ ‫َجْربَ ِة ال َمبِي ِْع‪ ،‬فإن‬
‫التصرف بِغَي ِْر ت ِ‬
‫ُ‬ ‫هذا إن كان‬
‫ق‪.‬‬ ‫كاستخدام الرقي ِ‬
‫ِ‬ ‫الخيار؛‬
‫ِ‬ ‫ألن ذلك هو المقصود ُ ِمن‬ ‫خياره؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْ‬
‫بطل‬
‫البائع حينئذ‪.‬‬ ‫خيار‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الخيار‪ ،‬فيَنفذ مع الحرم ِة‪ ،‬ويَسقط‬ ‫ِ‬ ‫لمبيع زَ َمنَ‬
‫ٍ‬ ‫ِإ َّال ‪ِ :‬عتْقَ ال ُم ْشت َِري‬
‫ِ‬

‫ار ِه وإمضاءٍ‬ ‫لمس لشهوةٍ؛ فَ ْ‬


‫س ٌخ ِل ِخيَ ِ‬ ‫بيع‪ ،‬أو هب ٍة‪ ،‬أو ٍ‬
‫الخيار له زمنَه‪ ،‬بنح ِو وقفٍ ‪ ،‬أو ٍ‬‫ِ‬ ‫بشرط‬
‫ِ‬ ‫المبيع‬
‫ِ‬ ‫تري في‬ ‫ف ال ُم ْش ِ‬ ‫ص ُّر ُ‬ ‫َوت َ َ‬
‫واستخدامه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المبيع‬
‫ِ‬ ‫بخالف ت َجرب ِة‬
‫ِ‬ ‫الرضا به‪،‬‬ ‫للبيع؛ ألنه دلي ُل ِ‬ ‫ِ‬
‫للبيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫فسخا‬ ‫ليس‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫د‬ ‫وح‬ ‫له‬ ‫الخيار‬
‫ُ‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫المبيع‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫البائع‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫وتصر‬
‫ُّ‬
‫مشتر إيَّاه مطلقا‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وبإتالف‬
‫ِ‬ ‫قبض‪،‬‬ ‫مبيع بعدَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ت‬‫ب‬ ‫طلقا‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ُما‬ ‫خياره‬‫ُ‬ ‫ويَبطُ ُل‬
‫القذف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وحد‬
‫طالب به قب َل موتِه؛ كالشفع ِة ِ‬‫َ‬ ‫إن لم يَكُن‬ ‫ث ْ‬ ‫يور ُ‬
‫ارهُ‪ ،‬فال َ‬ ‫ط َل ِخيَ ُ‬ ‫َو َم ْن َماتَ ِم ْن ُه َما بَ َ‬

‫العرف‪ ،‬وله‬
‫ِ‬ ‫فر ِجع فيه إلى‬ ‫ع ِن ال َعادَةِ ؛ ألنَّه لم يَردْ الشرعُ بتحديدِه‪ُ ،‬‬ ‫خيار الغَب ِْن ‪ِ ,‬إذَا غُ ِبنَ فِي ال َم ِبي ِْع َ‬
‫غبْنا يَ ْخ ُر ُج َ‬ ‫ُ‬ ‫ث‪:‬‬ ‫الثَّا ِل ُ‬
‫صور‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ثالث‬
‫ار» رواه‬ ‫سوقَ فَ ُه َو ِب ِ‬
‫الخ َي ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَ َم ْن تَلَقَّاهُ فَا ْشت ََرى ِم ْنهُ فَإِذَا أَت َى ال ُّ‬
‫الركبان؛ لقو ِله عليه السال ُم‪َ « :‬ال تَلَقُّوا ال َج َل َ‬ ‫تلقي ُّ‬ ‫إحداها ‪ِ :‬‬
‫مسل ٌم‪.‬‬
‫لتغريره المشتري‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ْطيتُ كذا وهو كاذِبٌ ؛‬ ‫ُ‬
‫اج ِش الذي ال يُريد ُ شراء‪ ،‬ولو بال ُمواطأةٍ‪ ،‬ومنه‪ :‬أع ِ‬ ‫َوالثانيةُ ‪ِ :‬ز َيادَ ِة النَّ ِ‬
‫أرش مع إمساكٍ ‪.‬‬‫َ‬ ‫الخيار‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫س‪ ،‬فإذا غُ ِبن ث َ َبت له‬ ‫الثالثةُ ذكرها بقو ِله‪ :‬ال ُم ْست َْر ِس ِل‪ ،‬وهو َمن َج ِهل القيمةَ وال يُح ِسنُ يما ِك ُ‬
‫وخياره على التراخي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫والغَبنُ محر ٌم‪،‬‬

‫اء‬
‫جم ِع َم ِ‬ ‫ار َي ِة‪َ ،‬وتَجْ ِعيد ِه‪َ ،‬و ْ‬ ‫س ِة‪ :‬وهي الظلمةُ‪ ،‬ف َيثبتُ بما َيزيد ُ به الثمنُ ؛ َكت َ ْس ِوي ِد َ‬
‫ش ْع ِر ال َج ِ‬ ‫يس‪ِ ،‬من الد ُّْل َ‬ ‫ار الت َّ ْد ِل ِ‬ ‫الرا ِب ُع‪ِ :‬خ َي ُ‬ ‫َّ‬
‫أن ذلك‬ ‫ظن المشتري َّ‬ ‫الرحى حين ذلك‪ ،‬ف َي ُّ‬ ‫َّ‬ ‫دورانُ‬ ‫َّ‬ ‫د‬ ‫اشت‬ ‫ِه‬
‫س‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ح‬
‫َ َ‬ ‫د‬‫بع‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫أرس‬ ‫إذا‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫؛‬ ‫للبيع‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫ع‬ ‫د‬ ‫ْ‬
‫ن‬
‫َِْ َ ِِ ِ َ َْ ِ َ‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫س‬ ‫ر‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ح‬ ‫الر‬
‫َّ َ‬
‫الخيار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫له‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫َ‬
‫ُ َ‬‫ث‬ ‫التدليس‬ ‫له‬ ‫َّن‬ ‫ي‬ ‫َب‬ ‫ت‬ ‫فإذا‬ ‫‪،‬‬‫الثمن‬
‫ِ‬ ‫في‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫زي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َها‬ ‫ت‬ ‫عاد‬
‫ع َها فَ ُه َو بِ َخي ِْر‬
‫اإل ِب َل َوالغَن ََم‪ ،‬فَ َم ِن ا ْبت َا َ‬
‫ص ُّروا ِ‬ ‫ث أبي هريرة َ يرفعُه‪َ « :‬ال ت ُ َ‬ ‫األنعام؛ لحدي ِ‬
‫ِ‬ ‫بن في ضرعِ بهيم ِة‬ ‫ص ِريةُ اللَّ ِ‬ ‫وكذا ت َ ْ‬
‫متفق عليه‪.‬‬‫ٌ‬ ‫صاعا ِم ْن ت َْم ٍر»‬ ‫سكَ ‪َ ،‬و ِإ ْن شَا َء َردَّهَا َو َ‬ ‫ظ َري ِْن َب ْعدَ أ َ ْن َيحْ لُ َب َها ‪ ،‬إِ ْن شَا َء أ َ ْم َ‬ ‫النَّ َ‬
‫سليم ْ‬
‫إن‬ ‫تمر ٍ‬ ‫أرش ور ٍد مع صاعِ ٍ‬ ‫ع ِلم بين إمساكٍ بال ٍ‬ ‫لتدليس على التراخي‪ ،‬إال المصراة َ فيُخي َُّر ثالثةُ ِ‬
‫أيام منذ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫وخيار ا‬
‫ُ‬
‫اللبن بحا ِله‪.‬‬‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫ُقب‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬‫فقيم‬ ‫التمر‬
‫َ‬ ‫ِم‬‫د‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫َحلَبها‬

‫التجار في عُرفِهم ُمن ِقصا أُنيط الحك ُم به‪ ،‬وما ال فال‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ص قِي َمةَ ال َمبِيع عادة‪ ،‬فما عدَّه‬ ‫ب َوه َُو ‪َ :‬ما يُن ِق ُ‬‫ار العَ ْي ِ‬ ‫س ‪ِ :‬خيَ ُ‬ ‫َام ُ‬
‫الخ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫س ِرقتِ ِه‪ ،‬وش ْربِه‬ ‫َ‬
‫ق إذا بَلغ عشرا ِمن عب ٍد أو أم ٍة‪َ ،‬و َ‬ ‫الرقِي ِ‬ ‫َ‬
‫كإصبع‪ِ ،‬س ٍن‪ ،‬أ ْو ِزيادَتِ ِه َما‪َ ،‬و ِزنَا َّ‬ ‫ض ٍو‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض ِه‪َ ،‬وفق ِد عُ ْ‬ ‫َ‬
‫والعيب ك َم َر ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ب‪،‬‬
‫عثرةِ مركو ٍ‬ ‫ْ‬ ‫كبير‪ ،‬و َ‬
‫ذكر ٍ‬ ‫ختان ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعدم‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ع َملها المعتادَ‪،‬‬ ‫أعسر ال يَعم ُل بيمينِ ِه َ‬ ‫َ‬ ‫اش‪ ،‬وكونِه‬ ‫ُمسْكرا‪َ ،‬وإِبَاقِ ِه‪َ ،‬وبَ ْو ِل ِه فِي ال ِف َر ِ‬
‫دار مبيع ٍة عُرفا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و َح َرنِه ونح ِوه‪ ،‬وبَخ ٍَر‪ ،‬و َح َو ٍل‪ ،‬وخ ََر ٍس‪ ،‬وط َر ٍش‪ ،‬وكلفٍ ‪ ،‬وق َرعٍ‪ ،‬وحم ِل أ َم ٍة‪ ،‬وطو ِل مدَّةِ نق ِل ما في ٍ‬
‫نزلُها الجند ُ‪،‬‬ ‫و َكونِها يَ ِ‬
‫‪ ‬ال سقوطُ آيات يسيرة بمصحف ونح ِوه‪ ،‬وال ُح َّمى وصداع يَسيرين‪ ،‬وال ثُيوبة‪ ،‬أو كُفر‪ ،‬أو ِ‬
‫عدم حيض‪ ،‬وال‬
‫معرف ِة غناء‪.‬‬

‫المبيع‪ ،‬فك ُّل‬


‫ِ‬ ‫العوض في مقابل ِة‬ ‫َ‬ ‫ض َيا على َّ‬
‫أن‬ ‫ألن المتبايعين ترا َ‬‫إن شاء؛ َّ‬ ‫س َكهُ َبأ َ ْر ِش ِه ْ‬
‫ْب َب ْعدَ العق ِد أ َ ْم َ‬ ‫(فَإِذَا َ‬
‫ع ِل َم ال ُم ْشت َِري ال َعي َ‬
‫األرش‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المبيع‪ ،‬فله الرجوعُ ببد ِله‪ ،‬وهو‬
‫ِ‬ ‫ب فات جز ٌء ِمن‬ ‫الثمن‪ ،‬ومع العي ِ‬ ‫ِ‬ ‫جزءٍ منه يُقا ِبلُه جز ٌء ِمن‬
‫الثمن‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬في َُّقو ُم المبي ُع صحيحا ثم َمعيبا‪ ،‬ويؤخذ ُ قِ ْسطُ ما بينهما ِمن‬ ‫األرش‪ :‬قِ ْسطُ َما َبيْنَ قِي َم ِة ِ‬
‫الص َّح ِة َوال َع ْي ِ‬ ‫ُ‬ ‫( َوه َُو)‪ ،‬أي‪:‬‬
‫فإن قُ ِو َم صحيحا بعشرةٍ ومعيبا بثماني ٍة‪َ ،‬ر َجع ب ُخ ُم ِس الث َّ ِ‬
‫من قليال كان أو كثيرا‪.‬‬
‫للبائع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫سكَ مجانا إن شاء‪ ،‬أ َ ْو َردَّهُ َوأ َخذَ الث َّ َمنَ المدفو َ‬
‫ع‬ ‫أم َ‬
‫دراهم؛ ْ‬
‫َ‬ ‫كشراء ُحلي فض ٍة بزنَتِه‬ ‫ِ‬ ‫رش إلى ربا؛‬ ‫أخذ ُ األ َ ِ‬
‫ضى ْ‬ ‫وإن أف َ‬
‫البائع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫غيره؛ َر َجع بالث َّ ِ‬
‫من على‬ ‫ب أو ِ‬
‫سخ البي َع لعي ٍ‬ ‫وكذا لو أ ُ ِ‬
‫برئ المشتري ِمن الث َّ ِ‬
‫من أو ُو ِهب له‪ ،‬ثم فَ َ‬

‫ْضه‪.‬‬ ‫َّب قب َل قَب ِ‬ ‫خيار له‪ ،‬إال في مكي ٍل ونح ِوه تعي َ‬ ‫َ‬ ‫العيب بعدَ العق ِد؛ فال‬
‫ُ‬ ‫المبيع‪ ،‬أو َحدَث‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ع ِلم المشتري قب َل العق ِد بعي ِ‬ ‫وإن َ‬
‫ضه ؛‬ ‫عه أو بع َ‬ ‫سج‪ ،‬أو َوهَب المبي َع‪ ،‬أو با َ‬ ‫وب‪ ،‬أو نَ َ‬ ‫َّ‬
‫صبَغ الث َ‬ ‫َ‬
‫المعيب‪ ،‬أ ْو أ ْعت َقَ العَ ْبدَ‪ ،‬أو لم يَعل ْم عيبَه حتى َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف ال َمبِي ُع‬‫َوإِ ْن ت َ ِل َ‬
‫الرضا به ناقِصا‪.‬‬ ‫وعدم وجو ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِد‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫ش؛ لتعذ ِر َّ‬ ‫تَعَيَّنَ األ َ ْر ُ‬
‫غره‪ ،‬وردَّ للمشتري ما‬ ‫البائع؛ ألنَّه َّ‬ ‫ِ‬ ‫العيب و َكت َمه عن المشتري‪ ،‬فمات المبي ُع أو أبَق؛ ذَهَب على‬ ‫َ‬ ‫وإن دلَّس البائ ُع؛ بأن َ‬
‫ع ِلم‬ ‫ْ‬
‫أَخَذ‪.‬‬
‫س َكهُ فَلَهُ أ َ ْرشُهُ‪َ ،‬وإِ ْن َردَّهُ َردَّ‬
‫س َرهُ فَ َو َجدَهُ فَا ِسدا؛ فَأم َ‬ ‫ُون َكس ِْر ِه؛ َك َج ْو ِز ِه ْن ٍد‪َ ،‬وبَي ِ‬
‫ْض نَعَ ٍام‪ ،‬فَ َك َ‬ ‫ع ْيبُهُ بِد ِ‬ ‫َوإِ ْن ا ْشت َرى َما لَ ْم يُ ْعلَ ْم َ‬
‫أرش مع َكس ٍْر ال ت َبقى معه قيمةٌ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫البيع يَقتضي السالمةَ‪ ،‬ويَتعيَّنُ‬ ‫ِ‬ ‫ع ْقدَ‬ ‫ش َكس ِْر ِه الذي ت َ ْبقَى له معه قيمةٌ‪ ،‬وأَخَذ ثمنَه؛ َّ‬
‫ألن َ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫فو َجده فا ِسدا؛ َر َج َع بِكُ ِل الث َّ َم ِن؛ ألنَّا تبيَّنا فسادَ العق ِد ِمن أص ِله؛ لكونِه َوقَع على ما ال‬ ‫س َره َ‬ ‫اج ف َك َ‬ ‫ْض دَ َج ٍ‬ ‫َو ِإ ْن َكانَ المبي ُع َكبَي ِ‬
‫لعدم الفائدةِ فيه‪.‬‬‫نَ ْف َع فيه‪ ،‬وليس عليه رد ُّ فا ِس ِد ذلك إلى بائ ِعه؛ ِ‬

‫ضا؛ كتصرفٍ فيه بإجارةٍ أو إعارةٍ أو‬ ‫بالتأخير‪َ ،‬ما لَ ْم ي ُْو َجدْ دَ ِلي ُل ِ‬
‫الر َ‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬فلم يَ ْبطُ ْل‬ ‫ضرر متحقَّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اخ؛ ألنَّه لدَ ْفعِ‬ ‫ب ُمت ََر ٍ‬ ‫ع ْي ٍ‬ ‫ار َ‬ ‫َو ِخيَ ُ‬
‫لغير تجرب ٍة‪.‬‬ ‫نح ِوهما عالما ب َع ْي ِبه‪ ،‬واستعما ِله ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫َّ‬
‫البائع؛ كالطال ِ‬ ‫اح ِب ِه‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫ص ِ‬
‫ور َ‬
‫ض ِ‬ ‫ب ِإلَى ُح ْك ٍم‪َ ،‬و َال ِرضا‪َ ،‬و َال ُح ُ‬ ‫َو َال يَ ْفت َ ِق ُر الفس ُخ للعي ِ‬
‫ِ‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫خيار؛ الفس ُخ في نصي ِبه‪ ،‬ولو ِ‬
‫رض َ‬ ‫ٍ‬ ‫رط‬
‫غيره معيبا أو بش ِ‬ ‫ولمشتر مع ِ‬ ‫ٍ‬
‫مشتر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫فسخ أمانة ِبيَ ِد‬ ‫ٍ‬ ‫والمبي ُع بعدَ‬
‫ألن األص َل‬ ‫خرجْ عن يدِه؛ َّ‬
‫إن لم يَ ُ‬ ‫ْب مع االحتما ِل؛ فَقَ ْو ُل ُم ْشت ٍَر َم َع يَ ِمينِ ِه ْ‬ ‫ث ال َعي ُ‬ ‫ف البائ ُع والمشتري ِع ْندَ َم ْن َحدَ َ‬ ‫اختَلَ َ‬‫َو ِإ ِن ْ‬
‫ت‪ ،‬فكان القو ُل قو َل َمن ين ِفيه‪.‬‬ ‫الجزء الفائ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القبض في‬ ‫ِ‬ ‫عد ُم‬
‫حتم ُل أن يكونَ قب َل العق ِد؛ قُ ِب َل قو ُل المشتري في‬ ‫رح الط ِري الذي ال يَ ِ‬ ‫َّ‬ ‫كاألصبع الزائدةِ‪ ،‬وال ُج ِ‬ ‫َ‬
‫َو ِإ ْن لَ ْم يَحْ ت َِم ْل ِإ َّال قَ ْو َل أ َح ِد ِه َما؛‬
‫ِ‬
‫لعدم الحاج ِة إليه‪.‬‬ ‫ين؛ ِ‬ ‫والبائع في المثا ِل الثاني ِب َال َي ِم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫المثا ِل األو ِل‪،‬‬
‫ت في ذ َّم ِة ِمن ث َ ٍ‬
‫من‬ ‫قابض في ثاب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مشتر‪ ،‬وقو ُل‬ ‫ٍ‬ ‫خيار شرطٍ فقو ُل‬ ‫ِ‬ ‫المعيب ليس المردودَ‪ ،‬إال في‬ ‫َ‬ ‫إن المبي َع‬ ‫البائع ‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ويُق َب ُل قو ُل‬
‫ثمن ُم َع ِي ٍن بعق ٍد‪.‬‬
‫عين ٍ‬ ‫مشتر في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وسلم ونح ِوه إن لم َيخرجْ عن يدِه‪ ،‬وقو ُل‬ ‫ٍ‬ ‫وقرض‬
‫ٍ‬
‫فو َجدَه خَيرا مما اشترى؛ فعليه ردُّه إلى بائ ِعه‪.‬‬ ‫و َمن اشترى متاعا َ‬

‫ير الث َّ َم ِن َمت َى َبانَ الثمنُ أَقَ َّل أ َ ْو أ َ ْكث َ َر مما أخبره به‪.‬‬
‫ار ِفي ال َبي ِْع ِبت َْخ ِب ِ‬
‫ِس‪ِ :‬خ َي ٌ‬
‫ساد ُ‬
‫ال َّ‬
‫َو َيثْبُتُ في أنوا ِعه األربع ِة‪:‬‬
‫برأس الما ِل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الت َّ ْو ِليَ ِة‪ :‬وهي البي ُع‬ ‫‪‬‬
‫ف إلى نص ِفه‪.‬‬ ‫وأشر ْكتُكَ ؛ يَ ِ‬
‫نصر ُ‬ ‫َ‬ ‫بقسطه ِمن الث َّ ِ‬
‫من‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر َك ِة‪ :‬وهي بي ُع ِ‬
‫بعضه‬ ‫ال َّ‬ ‫‪‬‬
‫ال ُم َرابَ َح ِة‪ :‬وهي بيعُه بثمنِه وربح معلوم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل عشرة درهما؛ ُك ِره‪.‬‬ ‫‪ ‬وإن قال‪ :‬على أن أَ ْربَح في ِ‬
‫برأس ما ِله و ُخسران معلوم‪.‬‬‫ِ‬ ‫ضعَ ِة‪ :‬وهي بيعُه‬
‫ال ُم َوا َ‬ ‫‪‬‬

‫البيع‪ ،‬فإن فات لم يَص َّح‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ألن ذلك شرطٌ لصح ِة‬ ‫ال؛ َّ‬ ‫َو َال بُدَّ فِي َج ِمي ِع َها ِم ْن َم ْع ِرفَ ِة ال ُم ْشت َِري والبائ ُع َرأْ َ‬
‫س ال َم ِ‬
‫ور األربعة تَبِ َع فيه المقن َع ‪ ,‬وهو روايةٌ‪.‬‬ ‫ص ِ‬‫الخيار في ال ُّ‬‫ِ‬ ‫وما ذَ َكره ِمن ثبو ِ‬
‫ت‬
‫خيار للمشتري‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُحط قِسطُه في مرابح ٍة‪ ،‬ويُن ِق ُ‬
‫صه في مواضع ٍة‪ ،‬وال‬ ‫ط الزائد ُ‪ ،‬وي ُّ‬ ‫رأس الما ِل أق َّل ُح َّ‬
‫ُ‬ ‫والمذهب‪ :‬أنَّه متى بان‬
‫ُ‬
‫رأس الما ِل بال بين ٍة‪.‬‬ ‫بائع غلطا في ِ‬ ‫دعوى ٍ‬ ‫وال تُقبَ ُل َ‬
‫[حاالت ثبوت الخيار]‬
‫السلعةَ بِث َ َمن ُم َؤ َّجل‪،‬‬ ‫َوإِ ْن ا ْشت ََرى ِ‬ ‫‪‬‬
‫ش َها َدتُهُ لَهُ؛ كأبيه وابنِه وزوجتِه‪،‬‬ ‫أ َ ْو اشترى ِم َّم ْن َال ت ُ ْق َب ُل َ‬ ‫‪‬‬
‫صه أو َمو ِسم فات‪،‬‬ ‫أ َ ْو اشترى شيئا ِبأ َ ْكث َ َر ِم ْن ث َ َم ِن ِه َحيلَة‪ ،‬أو محاباة‪ ،‬أو لرغبة ت َخ ُّ‬ ‫‪‬‬
‫اك‬
‫س ِ‬‫اإل ْم َ‬
‫ار َبيْنَ ِ‬ ‫ص ْفقَ ِة ِب ِقس ِْط َها ِمنَ الث َّ َم ِن الذي اشتراها به َولَ ْم يُ َب ِي ْن ذَلِكَ للمشتري ؛ فَ ِل ُم ْشت َر ِ‬
‫الخ َي ُ‬ ‫ض ال َّ‬ ‫أ َ ْو َبا َ‬
‫ع َب ْع َ‬ ‫‪‬‬
‫كالتدليس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والر ِد؛‬
‫َّ‬
‫َّرر‪.‬‬
‫خيار؛ لزوا ِل الض ِ‬
‫َ‬ ‫والمذهب فيما إذا بَان الثمنُ مؤجال‪ :‬أنَّه يؤ َّج ُل على المشتري‪ ،‬وال‬
‫ُ‬
‫لزوم‬
‫ِ‬ ‫المبيع ولو بعدَ‬
‫ِ‬ ‫لجنَايَ ٍة على‬ ‫ب‪ ،‬أ َ ْو ِ‬
‫مجلس أو شرطٍ ‪ ،‬أ َ ْو يُؤ َخذ ُ أ َ ْرشا ِلعَ ْي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َو َما يُزَ اد ُ فِي ث َ َم ٍن‪ ،‬أَو يُ َحطُّ ِم ْنهُ فِي ُمدَّةِ ِخيَ ِ‬
‫ار‬
‫البيع؛ ي ُْل َح ُق بِ َرأْ ِس َما ِل ِه‪َ ،‬و ُ‬
‫يجب أن ي ُْخبِ َر بِ ِه؛ كأص ِله‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خيار؛ فيُل َح ُق بعق ٍد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ص منه في مدةِ‬ ‫خيار‪ ،‬أو يُنقَ ُ‬
‫ٍ‬ ‫مبيع‪ ،‬أو أج ٍل‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫في‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫ُزا‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫وكذا‬
‫ت الخيارين؛ لَ ْم ي ُْل َح ْق بالعق ِد‪ ،‬فال يَلز ُم أن يُخبِ َر‬ ‫وم ال َبي ِْع بفوا ِ‬ ‫‪َ ‬وإِ ْن َكانَ ذَلِكَ ‪ ،‬أي‪ :‬ما ذُ ِكر ِمن زيادة أو حط بَ ْع َد لُ ُز ِ‬
‫به‪،‬‬
‫‪ ‬ال إن جنَى المبي ُع ففداه المشتري فال يلحق بالثمن ؛ ألنه لم ِ‬
‫يز ْد به المبي ُع ذاتا وال قيمة‪.‬‬

‫ق‪.‬‬ ‫س ٌن؛ ألنَّه أبل ُغ في ِ‬


‫الصد ِ‬ ‫ونحوه؛ فَ َح َ‬
‫ُ‬ ‫َو ِإ ْن أ َ ْخبَ َر ِبال َحا ِل؛ بأن يقولَ ‪ :‬اشتريته ِبكذا‪ ،‬أو ِزدتُه أو نَقصتُه كذا‬
‫صه ‪.‬‬
‫واستخدام‪ ،‬ووطءٍ إن لم يُن ِق ْ‬
‫ٍ‬ ‫اإلخبار بأ َ ْخ ِذ نماءٍ ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وال يَلز ُم‬
‫ُ‬
‫يجوز أن يَجم َع ذلك ويقو ُل‪:‬‬ ‫َ‬
‫جْرة َ َك ْي ِله أو مخزنِه؛ أ ْخبَر بالحا ِل‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬
‫ع ِم َل فيه صنعة‪ ،‬أو دَفَع أ َ‬ ‫وإن اشترى شيئا بعشرةٍ مثال و َ‬
‫ي ِبكذا‪.‬‬
‫ص َل عل َّ‬‫تح َّ‬
‫رأس مالَ ْي ِهما‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ب ُمل َك ْي ِهما‪ ،‬ال على ِ‬‫وما باعه اثنان ُمرابحة فَثَمنُه بحس ِ‬

‫اآلخر فِي قَد ِْر الث َّ َم ِن؛ بأن قال‬


‫ِ‬ ‫اختَلَفَا هما‪ ،‬أو ورثتُهما‪ ،‬أو أحد ُهما وورثةُ‬ ‫ف ال ُمت َ َبا ِي َعي ِْن في الجمل ِة‪ ،‬فَإِذَا ْ‬ ‫ار ِال ْخت ََال ِ‬ ‫سا ِب ُع‪ِ :‬خ َي ٌ‬
‫ال َّ‬
‫مشتر‪ :‬بثمانين‪ ،‬وال بينةَ لهما‪ ،‬أو ت َعارضت َب ِينتاهما؛ ت َ َحالَفَا ولو كانت السلعةُ تالفة‪ ،‬فَ َيحْ ِل ُ‬
‫ف َبائِ ٌع‬ ‫ٍ‬ ‫بائ ٌع‪ِ :‬ب ْعت ُ َكهُ بمائ ٍة‪ ،‬وقال‬
‫ف ال ُم ْشت َِري‪َ :‬ما ا ْشت ََر ْيتُهُ ِب َكذَا‪َ ،‬و ِإنَّ َما ا ْشت ََر ْيتُهُ ِب َكذَا‪ ،‬وإنَّما بُدِئ بالنفي؛ ألنه األص ُل‬ ‫أ َ َّوال‪َ :‬ما ِب ْعتُهُ ِب َكذَا‪َ ،‬و ِإنَّ َما ِب ْعتهُ ِب َكذَا‪ ،‬ث ُ َّم َيحْ ِل ُ‬
‫ض أ َ َحدُهُما ِبقَ ْو ِل اآلخ َِر‪ ،‬وكذا إجارة ٌ‪.‬‬ ‫ف الفَ ْس ُخ ِإذَا لَ ْم َي ْر َ‬‫اليمين‪َ ،‬و ِلكُ ٍل ِمن المتبايعين بعدَ التَّحالُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫في‬
‫اآلخر؛ أ ُ ِق َّر العقد ُ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اآلخر‪ ،‬أو َحلَف أحد ُهما ونَ َكل‬ ‫ِ‬ ‫ي أحد ُهما بقو ِل‬ ‫رض َ‬ ‫وإن ِ‬

‫ف ت َا ِلفَة؛ َر َج َعا ِإلَى ِقي َم ِة ِمثْ ِل َها‪.‬‬


‫ت الس ِْل َعةُ التي فُسِخ البي ُع فيها بعد َ التَّحالُ ِ‬
‫فَإ ِ ْن َكانَ ِ‬
‫المبيع‪.‬‬
‫ْ‬ ‫غارم‪ ،‬وفي قَد ِْر‬‫‪ ‬ويُ ْق َب ُل قو ُل المشتري فيها؛ ألنه ِ‬
‫السلع ِة التالف ِة‪ ،‬بأن قال البائِ ُع‪ :‬كان العب ُد كاتبا‪ ،‬وأنكره المشتري؛ فَقَ ْو ُل ُم ْشت َر؛‬ ‫اختَلَفَا فِي ِ‬
‫صفَتِ َها‪ ،‬أي‪ :‬صف ِة ِ‬ ‫‪ ‬فَإ ِ ْن ْ‬
‫غارم‪.‬‬‫ألنه ِ‬
‫بالقسط‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وإذا تحالفَا في اإلجارةِ وفُ ِسخَت بعدَ فراغِ المدةِ فأُجرة ُ المث ِل‪ ،‬وفي أثنائِها‬

‫ب‪.‬‬
‫كالرد بالعي ِ‬
‫ِ‬ ‫حق ك ٍل منهما؛‬
‫اطنا في ِ‬ ‫س َخ َ‬
‫ظا ِهرا َوبَ ِ‬ ‫َوإِذَا فُ ِس َخ العَ ْقد ُ بعدَ التَّحالُ ِ‬
‫ف ا ْنفَ َ‬

‫صحيح أو فاس ٍد؛ فَقَ ْو ُل َم ْن يَ ْن ِفيِهُ بيمينِ ِه؛ َّ‬


‫ألن األص َل عد ُمه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫اختَلَفَا فِي أ َ َج ٍل‪ ،‬أ َ ْو ش َْرطٍ‬
‫َو ِإ ْن ْ‬
‫يع؛‬ ‫اختَلَفَا فِي َ‬
‫عي ِْن ال َمبِ ِ‬ ‫َو ِإ ْن ْ‬

‫ط َل البَ ْي ُع ؛ كما لو اختلفا في الث َّ ِ‬


‫من‪.‬‬ ‫‪ ‬ت َ َحالَفَا‪َ ،‬وبَ َ‬
‫المذهب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كالغار ِم‪ ،‬وهي‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬وعنه‪ :‬القو ُل قو ُل بائع بيمينِه؛ ألنَّه‬

‫المبيع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وكذا لو اختلفا في قَد ِْر‬

‫سطُ إن استوت‪.‬‬ ‫وإن س َّميَا نَ ْقدا واختلفا في صفتِه؛ أ ُ ِخذ نَ ْقد ُ البل ِد‪ ،‬ثم غا ِلبُه رواجا‪ ،‬ثم َ‬
‫الو َ‬

‫س ِل ُم ال َمبِ ْي َع للمشتري‪ ،‬ث ُ َّم‬ ‫ض ِم ْن ُه َما َويُ َ‬‫عدْ ٌل‪ ،‬يَ ْقبِ ُ‬
‫ب َ‬ ‫ض؛ َوالثَّ َمنُ معي ٌَّن؛ نُ ِ‬
‫ص َ‬ ‫يم َما بِيَ ِد ِه َحتَّى يَ ْقبِ َ‬
‫ض ال ِع َو َ‬ ‫َوإِ ْن أَبَى كُ ٌّل ِم ْن ُه َما ت َ ْس ِل َ‬
‫الناس بذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لجريان عادةِ‬
‫ِ‬ ‫للبائع؛‬
‫ِ‬ ‫الث َّ َمنَ‬
‫حق المشتري بعينِه‪،‬‬ ‫ق ِ‬ ‫المبيع؛ لتعلُّ ِ‬
‫ِ‬ ‫تسليم‬
‫ِ‬ ‫َوإِن َكانَ الثمنُ دَيْنا َح ًّاال؛ أُجْ بِ َر بَائِ ٌع على‬
‫ب َد ْف ِعه عليه فورا؛ لتمكنِه منه‪.‬‬ ‫‪ .1‬ث ُ َّم أُجبَر ُم ْشتَر إِ ْن َكانَ الث َّ َمنُ فِي ال َمجْ ِل ِس؛ لوجو ِ‬
‫ض َرهُ؛‬ ‫الم ِبي ِْع َو َب ِقيَّ ِة َما ِل ِه َحتَّى يُحْ ِ‬
‫القصر؛ ُح ِج َر على المشتري فِي َ‬ ‫ِ‬ ‫‪َ .2‬و ِإ ْن َكانَ َديْنا غَا ِئبا فِي ال َب َل ِد‪ ،‬أو فيما دونَ مساف ِة‬
‫يضر بالبا ِئ ِع‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫تصرف في ما ِله ت َصرفا‬ ‫َ‬ ‫خوفا ِمن أن يَ‬
‫ي معسر؛ فَ ِلبَائِع‬
‫أن المشت َِر َ‬ ‫القصر عن البل ِد ‪ ,‬أو َ‬
‫ظ َهر َّ‬ ‫ِ‬ ‫غيَّبَهُ بمساف ِة‬
‫القصر‪ ،‬أو َ‬
‫ِ‬ ‫‪َ .3‬وإِ ْن َكانَ الما ُل غَائِبا بَ ِعيدا مسافةَ‬
‫من عليه‪ ،‬كما لو كان المشتري ُمف ِلسا‪ ،‬وكذا ُمؤ َّجر بنقد حال‪.‬‬ ‫الفَ ْس ُخ؛ لتعذُّ ِر الث َّ ِ‬
‫ت ُرؤْ يَتُهُ العقدَ‪.‬‬
‫الصفَ ِة إذا باعه شيئا موصوفا‪َ ،‬و ِلتَغَي ُِّر َما تَقَدَّ َم ْ‬ ‫ار ِلل ُخ ْل ِ‬
‫ف فِي ِ‬ ‫الثامن ‪ :‬الخيار للخاف في الصفة ‪َ ,‬و َيثْبُتُ ِ‬
‫الخيَ ُ‬

‫قبضه‪،‬وما يَحص ُل به قب ُ‬
‫ضه ‪.‬‬ ‫المبيع قب َل ِ‬
‫ِ‬ ‫ف في‬ ‫ص ٌل في الت َّ ُّ‬
‫صر ِ‬ ‫فَ ْ‬
‫رهن‪ ،‬أو حوال ٍة قبل قبضه ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ببيع‪ ،‬أو هب ٍة‪ ،‬أو إجارةٍ‪ ،‬أو‬
‫ما ال يصح التصرف فيه ٍ‬
‫ع َ‬
‫ط َعاما فَ َال َي ِب ْعهُ َحتَّى َي ْست َْوفِ َيهُ»‬ ‫ال َم ِكيل َونَحْ َوهُ وهو‪ :‬الموزونُ والمعدو ُد والمذروعُ؛ لقو ِله عليه السال ُم‪َ « :‬م ِن ا ْبتَا َ‬ ‫‪.1‬‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫ض ُخ ْلع‪ ،‬ووصيَّة به‪.‬‬ ‫ويص ُّح ِعتْقُه‪ ،‬و َج ْعلُه َمهرا‪ ،‬و ِع َو َ‬ ‫‪‬‬
‫سنَّةُ‬
‫ت ال ُّ‬ ‫ض ِ‬ ‫عمر رضي هللاُ عنهما‪َ « :‬م َ‬ ‫َ‬ ‫ابن‬
‫ْضه؛ لقو ِل ِ‬ ‫صرف فيه قبلَ قَب ِ‬
‫ُ‬ ‫ونحوه ُجزَ افا؛ ص َّح الت َّ‬
‫َ‬ ‫وإن اشترى المكي َل‬ ‫‪‬‬
‫أ َ َّن َما أَد َْر َكتْهُ ال َّ‬
‫ص ْفقَةُ َحيًّا َمجْ ُموعا فَ ُه َو ِم ْن َما ِل ال ُم ْشت َِري»‪.‬‬
‫المبي َع بصفة‪ ،‬أو رؤية متقدِمة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يع بالدرا ِه ِم‪ ،‬فنَأ ُخذ ُ‬ ‫عمر‪ :‬كُنَّا نَ ِبي ُع اإلب َل بالنَ ِق ِ‬ ‫َ‬ ‫ابن‬
‫ْض ِه ؛ لقو ِل ِ‬ ‫ف ال ُم ْشت َِري فِي ِه قَبْ َل قَب ِ‬
‫ص ُّر ُ‬ ‫والدار؛ يَ ُج ُ‬
‫وز ت َ َ‬ ‫ِ‬ ‫عدَاهُما كالعب ِد‬‫َو َما َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫س أ ْن ت َأ ُخذَ ِب ِس ْع ِر يَ ْو ِم َها‪َ ،‬ما لَ ْم يَتَفَ َّرقَا َو َب ْينَ ُه َما‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫سل َم فقال‪َ « :‬ال بَأ َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى هللاُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وبالعكس‪ ،‬فسألنَا رسو َل هللاِ َ‬‫ِ‬ ‫الدنانير‬
‫َ‬ ‫عنها‬
‫ُ‬
‫ي ٌء» رواه الخمسة ‪.‬‬ ‫ش ْ‬‫َ‬
‫قبضه‪.‬‬
‫ف فيه قب َل ِ‬ ‫صر ُ‬ ‫ث أو وصي ٍة أو غنيم ٍة؛ فله الت َّ ُّ‬ ‫ْ‬
‫و َمن تعيَّن ِملكُه في مورو ٍ‬

‫[الضمان]‬
‫يكون على البائع ‪:‬‬
‫قبضه‪.‬‬ ‫ضه قَ ْب َل ِ‬
‫قبضه‪ ،‬وكذا لو تعيَّب قب َل ِ‬ ‫ونحوه أو بع ُ‬
‫ِ‬ ‫َوإِ ْن ت َ ِل َ‬
‫ف المبي ُع بكيل‬ ‫‪.1‬‬
‫غير المكيل إن منعه البائع من القبض ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الثمر على الشجر ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫المبيع بصفة أو رؤية سابقة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ان» ‪ ،‬وهذا المبي ُع للمشتري فضمانُه عليه‪.‬‬


‫ض َم ِ‬
‫ضمان المشتري؛ لقو ِله عليه السال ُم‪« :‬الخ ََرا ُج بِال َّ‬
‫ِ‬ ‫عدَا ذلك ف ِم ْن‬ ‫َو ِإ ْن ت َ ِل َ‬
‫ف َما َ‬

‫تلف المبيع بكيل أو نحوه ‪:‬‬

‫ص ْن َع آلدمي فيها؛ انفَ َ‬


‫سخ البَ ْي ُع‪.‬‬ ‫س َما ِويَّة ال ُ‬‫ف المبي ُع بكيل ونحوه ِبآفَة َ‬ ‫‪َ .1‬وإِ ْن ت َ ِل َ‬
‫البعض ُخ ِير المشتري في أخذِه ب ِقس ِْطه ِمن الث َّ ِ‬
‫من‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬وإن َب ِق َ‬
‫ي‬
‫طالَبَ ِة ُمتْ ِل ِف ِه ِببَ َد ِل ِه‪،‬‬ ‫رج ُع على بائع بما أَخَذ ِمن ثمنِه‪َ ،‬وبينَ ِإ ْم َ‬
‫ضاء َو ُم َ‬ ‫البيع‪ ،‬ويَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ي ُخ ِي َر ُم ْشتَر بَيْنَ فَس ِ‬
‫ْخ‬ ‫‪َ .2‬و ِإ ْن أتْلَفَهُ آ َد ِم ٌّ‬
‫متقوما‪.‬‬
‫بمث ِله إن كان مثليًّا أو قيمتِه إن كان َّ‬
‫كقبضه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ألن إتالفَه‬
‫خيار له؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫ف بفع ِل مشتر فال‬ ‫‪ .3‬وإن ت َ ِل َ‬
‫[القبض]‬
‫ص ُل قَب ُ‬
‫ْض ‪:‬‬ ‫َويَحْ ُ‬
‫ث عثمانَ يرفعُه‪ِ « :‬إذَا ِب ْعت فَ ِك ْل‪َ ،‬و ِإذَا ا ْبت َ ْعت فَا ْكت َْل»‪.‬‬ ‫عد أ َ ْو َذ ْرع ِب َذلِكَ ؛ لحدي ِ‬
‫يع ب َكيْل أ َ ْو َو ْزن أ َ ْو َ‬
‫‪َ .1‬ما ِب َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫للمستح ِ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الحق‬ ‫مستحق أو نائبِه‪ ،‬ويَص ُّح استنابةُ َمن عليه‬ ‫ِ‬ ‫حضور‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬وشرطُه‪:‬‬
‫ووزان وعدَّاد ونح ِوه على باذل‪.‬‬ ‫‪ ‬و ُمؤنةُ كيَّال َّ‬
‫‪ ‬وال يَض َمنُ ناقِد حاذِق أمين خطأ‪.‬‬
‫صب َْرة‪َ ،‬و َما يُ ْن َق ُل؛ كثياب وحيوان بِنَ ْق ِل ِه‪،‬‬
‫‪ .2‬فِي ُ‬
‫رف فيه ذلك‪،‬‬ ‫َاو ِل ِه؛ إذ العُ ُ‬ ‫واألثمان ِبتَن ُ‬
‫ِ‬ ‫كالجواهر‬
‫ِ‬ ‫‪َ .3‬ما يُتَن ََاو ُل؛‬
‫َّار‪ ،‬أو يُسلَّ َمه ِمفتا َحها‬ ‫ضه ِبت َْخ ِل َيتِ ِه بال حا ِئل‪ ،‬بأن َيفت َح له َ‬
‫باب الد ِ‬ ‫جر قَ ْب ُ‬‫ش ِ‬ ‫كالعقار والثمرةِ على ال َّ‬
‫ِ‬ ‫غير المنقول؛‬ ‫ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫للبائع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ونحوه‪ ،‬وإن كان فيها متاع‬ ‫َ‬
‫قبض ُمشاعٍ يُ ْنقَ ُل إذْنُ شري ِكه‪.‬‬
‫لجواز ِ‬
‫ِ‬ ‫َبر‬
‫ويُ ْعت ُ‬

‫عثْ َرتَهُ يَ ْو َم ال ِق َيا َم ِة»‪.‬‬


‫اإل َقا َلةُ مستحبةٌ؛ لما روى ابنُ ماجه عن أبي هريرة َ مرفوعا‪َ « :‬م ْن أَقَا َل ُم ْس ِلما أَقَا َل هللاُ َ‬ ‫َو ِ‬
‫للبيع ال بيعا؛‬ ‫عثرت َك‪ ،‬أي‪ :‬أزالها‪ ،‬فكانت فَسخا‬ ‫ْ‬ ‫الرفع واإلزال ِة‪ ،‬يُقا ُل‪ :‬أقالَك هللاُ َ‬ ‫وهي فَ ْس ٌخ؛ ألنَّها عبارة ٌ عن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فـيترتب على ذلك ‪:‬‬
‫نحو مكيل‪،‬‬
‫ْض ال َمبِي ِْع ولو َ‬ ‫‪ .1‬أنها ت َ ُج ْو ُز قَبْلَ قَب ِ‬
‫تجوز إال ِب ِمثْ ِل الث َّ َم ِن األ َ َّو ِل قَدْرا ونَوعا؛ َّ‬
‫ألن العق َد إذا ارت َ َف َع َر َجع ك ٌّل منهما بما كان له‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ .2‬وال‬
‫نداء الجمع ِة‪،‬‬ ‫وتجوز بع َد ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .4‬وال يَلز ُم إعادة ُ كيل أو وزن‪،‬‬
‫‪ .5‬وتص ُّح ِمن ُمضارب وشَريك‪،‬‬
‫ص ْلح‪ ،‬وبَيْع‪ ،‬و ُمعاطاة‪،‬‬ ‫وبلفظ‪ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫‪.6‬‬
‫يحنث بها َمن َحلَف ال َيبي ُع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ .7‬وال‬
‫ار ِفي َها‪،‬‬ ‫‪َ .8‬و َال ِخ َي َ‬
‫‪َ .9‬و َال شُ ْف َعةَ فيها؛ ألنَّها ليست َبيعا‪،‬‬
‫تلف ُمثْ َمن‪ ،‬أو َمو ِ‬
‫ت عاقد‪،‬‬ ‫وال ت َص ُّح مع ِ‬ ‫‪.10‬‬
‫غير جن ِسه‪.‬‬
‫نقصه أو ِ‬
‫وال بزيادة على ثمن أو ِ‬ ‫‪.11‬‬

‫مبيع تقا َي َاله على ٍ‬


‫بائع‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ومؤنةُ ِ‬
‫رد‬

You might also like