مداخلة الجلفة مقدم

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫الباحثة‪ :‬مقدم وهيبة‬

‫الموضوع‪ :‬الحاجة إلى تطوير المناهج الجامعية بما يتناسب مع متطلبات سوق الشغل في الجزائر‬
‫‪.1‬مقدمة‪2:‬‬
‫تعترب املناهج الدراسية من أهم األركان يف العملية التعليمية‪ ،‬و اليت جيب أن حتظى باهتمام كبري من طرف متخذي القرار ألهنا السبيل‬
‫األساسي للوصول إىل األهداف املنشودة من العملية التعليمية‪.‬‬
‫وتنبع تلك األمهية للمناهج ألهنا الوسيلة املثلى اليت تغذي األجيال باملعلومة النافعة واملعرفة املفيدة باعتبار املورد البشري اليوم من أهم‬
‫املوارد اليت بفضلها يتحقق الرقي و االزدهار للبلد‪ F،‬إذن البد من الرتكيز على املضامني التعليمية والمقاصد الرتبوية والتنشئة السليمة‬
‫املتكاملة األبعاد للنشء‪ ،‬يف سبيل حتقيق هنضة تعليمية شاملة‪.‬‬
‫إن عملية تطوير املناهج اجلامعية عملية مستمرة وغري متوقفة عند حد معني‪ ،‬و ال جيب أن تتم مبعزل عما حيدث من متغريات على‬
‫املستوى احمللي و حىت املتغريات الدولية‪ ،‬هلذا ينبغي على مجيع املختصني دراسة املواد واملقررات اليت تتوافق مع املتغريات وتتفاعل مع‬
‫البيئة‪.‬‬
‫و لعل أكثر الرتابطات األشد أمهية تلك اليت تتواجد خمرجات التعليم اجلامعي و سوق العمل‪ ،‬إن اهلدف من التعليم اجلامعي هو ختريج‬
‫طلبة هلم القدرة‪ F‬على االندماج بيسر يف سوق العمل بغرض املسامهة يف حتقيق التنمية احمللية‪ ،‬و أداء وظائفهم بأسلوب ابتكاري و‬
‫إبداعي‪ ،‬لذلك من الضروري‪ F‬حتقيق هذا التواصل بني القطاعني ‪ :‬قطاع التعليم العايل و قطاع التشغيل من أجل حتقيق أهداف تنموية و‬
‫تربوية مشرتكة‪.‬‬
‫‪.2‬مشكلة البحث‬
‫تعاين اجلامعات اجلزائرية من مشكلة عدم توافق حمتويات املناهج اجلامعية مع خصائص الشغل يف السوق احمللي‪ ،‬و هذا ما ينعكس من‬
‫خالل وجود فجوة كبرية بني املعارف األكادميية اليت يتلقاها الطلبة و املكاسب املهنية اليت حيتاجون إليها يف سوق الشغل‪ ،‬كما أن‬
‫خرجيي اجلامعات جيدون صعوبة كبرية عند حماولتهم االندماج يف عامل الشغل‪ ،‬و عند حتقيق هذا االندماج يكون مردود املورد البشري‬
‫أقل كفاءة و جودة و ال يسهم يف حتقيق التنمية احمللية‪.‬‬
‫من هذا املنطلق ظهرت احلاجة و بشكل ملح إىل إعادة النظر يف هذه املناهج و تطويرها مبا يتناسب من احتياجات سوق الشغل يف‬
‫اجلزائر و مبا حيقق أغراض التنمية احمللية يف االقتصاد احمللي‪ ،‬و ال يتحقق ذلك إال باالستفادة القصوى من الكفاءات البشرية اليت مت‬
‫إعدادها تربويا و علميا و مهنيا بالشكل املناسب‪.‬‬
‫من خالل هذه املداخلة سيتم الرتكيز على توصيف املناهج اجلامعية احلالية و ذكر جوانب القصور فيها‪ ،‬و التعرض إىل أمهية جتديدها‬
‫ووضع مقرتحات لتطويرها بأساليب خمتلفة ‪ ،‬و ذلك من خالل اإلجابة عن التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي الخصائص المميزة لسوق الشغل في الجزائر و ما هي متطلباته؟‬
‫‪ ‬ما وضعية المناهج التعليمية في الجامعات و ما هي جوانب القصور فيها؟‬
‫‪ ‬كيف يمكن تجديد و تطوير مناهج التعليم العالي بما يجعلها متوافقة مع احتياجات سوق الشغل في الجزائر‪ ،‬و يسهل‬
‫اندماج الخرجين في سوق العمل و يقوي مردودهم و مساهمتهم في التنمية المحلية؟‬
‫‪.3‬فرضيات البحث‪:‬‬
‫كغريها من الدول العربية‪ ،‬تعاين اجلزائر من مشكلة البطالة يف أوساط الشباب عموما و بني خرجيي اجلامعات على وجه اخلصوص‪ ،‬و‬
‫بالرغم‪ ،‬يرافق هذه املشكلة وجود صعوبة يف إدماج هؤالء يف سوق العمل نظرا للهوة‪ F‬السحيقة بني املعارف النظرية اليت تلقوها يف‬
‫اجلامعات و بني خصائص شوق الشغل اليت ترتبط بوقائع ملموسة و حتتاج إىل اجلوانب املهنية أكثر من اجلوانب النظرية‪ ،‬هذا القصور‪F‬‬

‫‪1‬‬
‫راجع إىل تراكم عدة أسباب خمتلفة من أمهها تقادم املناهج األكادميية اجلامعية وحاجتها إىل التجديد و التطوير مبا يتناسب مع املعطيات‬
‫و املتغريات احمللية و الدولية‪.‬‬
‫و حلصر جمال الدراسة و ضعنا الفرضيات التالية‪:‬‬
‫الفرضية األولى ‪ :‬تتميز سوق الشغل يف اجلزائر بنسبة بطالة متوسطة تشمل خرجيي اجلامعات و هم جيدون صعوبة يف االندماج يف سوق‬
‫العمل باالعتماد على حصيلتهم العلمية الناقصة و اليت حصيلة أكادميية تفتقر إىل أي خربات مهنية‪.‬‬
‫الفرضية الثانية ‪ :‬مناهج التعليم اجلامعي ما تزال تعاين من نقائص خمتلفة‪ ،‬من أمهها تبين أساليب بيداغوجية ال تتالءم مع املتغريات احلالية‬
‫و االعتماد على سياسة تعليمية ترتكز على تراكم املعرفة بعيدا عن مدى أمهية التحصيل العلمي و مدى مواكبته ملتطلبات سوق الشغل‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪ :‬ضرورة جتديد املناهج اجلامعية‪ ،‬و خلق أجهزة مشرتكة بني اجلامعات من جهة و املؤسسات االقتصادية و االجتماعية‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬لتحقيق التنسيق و خلق النجاعة يف عملية إدارة خمرجات اجلامعة اجلزائرية‪.‬‬
‫‪.4‬األهمية العلمية للبحث‪:‬‬
‫تكمن أمهية البحث يف أنه يدرس املورد البشري الذي يعد أهم مورد على اإلطالق و الذي بفضله تتبوأ الدول املكانية العالية من بني‬
‫باقي الدول‪ ،‬و من أجل االستفادة من الطاقات البشرية اهلائلة اليت تتمتع هبا اجلزائر خصوصا من هم من محلة الشهادات اجلامعية فإنه من‬
‫الضروري تبين سياسات حتسن إدارة هذه املوارد خصوصا يف مرحلة التعليم اجلامعي و هي آخر مرحلة يتم بعدها االندماج يف عامل‬
‫الشغل‪.‬‬
‫ال جيب أن يكون التعليم هدفا يف حد ذاته‪ ،‬بل من املفروض إن يكون وسيلة الستنهاض الطاقات و اإلبداعات البشرية املؤهلة و تيسري‬
‫إدماجها يف سوق العمل‪ ،‬هذا السوق املنتج الذي يعول عليه يف حتقيق الرقي و التقدم لالقتصاد احمللي‪ ،‬و يتحقق توافق التعليم اجلامعي‬
‫مع متطلبات سوق الشغل انطالقا من جتديد املناهج اجلامعية و تكييفها وفق املتغريات االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬
‫كما حيدث البحث إىل تسليط الضوء على احد أهم جوانب القصور يف اجلامعة و هي املناهج‪ ،‬اليت مل تعد مناسبة لكسب الرهانات و‬
‫التحديات اليت تواجهها اليوم‪ ،‬فمن املناسب البدء يف التفكري يف كيفية خلق جامعة ريادية هلا مكانة مرموقة بني اجلامعات العربية و‬
‫العاملية‪ ،‬شعارها هو جودة املخرجات و ليس كمها‪.‬‬
‫‪.5‬منهجية البحث‪:‬‬
‫من أجل اإلملام جبوانب الظاهرة املدروسة استعملنا املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬و عمدنا إىل توصيف كل من سوق الشغل يف اجلزائر و‬
‫كذا املناهج اجلامعية احلالية من خالل مجع أكرب قدر ممكن من املعلومات و حتليلها‪ ،‬كما خلصنا من خالل التحليل إىل وضع جمموعة من‬
‫التوصيات اليت تعد مبثابة حلول جيب مراعاهتا للتقريب‪ F‬بني اجلامعة و سوق الشغل يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪.6‬خطة البحث‪:‬‬
‫لغرض اإلملام بكل جوانب املوضوع قسمنا الدراسة إىل ثالثة مباحث أساسية حبيث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬خصائص و متطلبات سوق الشغل في الجزائر‪ ،‬و فيه نتعرض إىل خصائص سوق الشغل يف اجلزائر و حماوالت‬
‫اإلدماج اليت تبنتها الدولة للتقليص‪ F‬من البطالة‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬توصيف لمناهج التعليم العالي الحالية في الجزائر‪ ،‬نذكر فيه خصائص هذه املناهج و عيوهبا و أهم النقائص اليت‬
‫متيزها‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬ضرورة إصالح و تجديد المناهج الجامعية‪ 2‬الحالية بما يسهل اندماج الخريجين في سوق الشغل‪ ،‬نتعرض من‬
‫خالله لبعض املقرتحات يف سبيل النهوض باملناهج اجلامعية احلالية و سبل جتديدها لتقليص اهلوة بينها و بني سوق الشغل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬خصائص و متطلبات سوق الشغل في الجزائر‬
‫المطلب األول‪:‬مفهوم سوق العمل‬
‫‪.1‬سوق العمل‬
‫خيضع العمل إىل آلية السوق يف بلد حر االقتصاد (مع بعض القيود املخصوصة)‪ ،‬وتتكون الس‪F‬وق كم‪F‬ا ه‪F‬و معل‪FF‬وم‪ F‬من لق‪F‬اء ج‪F‬انيب الع‪F‬رض‬
‫والطلب‪ ،‬ويتم فيه ‪FF‬ا حتدي ‪FF‬د كمي ‪FF‬ات ك ‪FF‬ل منه ‪FF‬ا واألج ‪FF‬ور املقابل ‪FF‬ة كم ‪FF‬ا يتم فيه ‪FF‬ا توزي ‪FF‬ع م ‪FF‬وارد العم ‪FF‬ل على خمتل ‪FF‬ف املنش ‪FF‬آت والقطاع ‪FF‬ات‬
‫واألق‪FF‬اليم‪ ،‬وتتم‪FF‬يز س‪FF‬وق العم‪FF‬ل بع‪FF‬دد من اخلص‪FF‬ائص املختلف‪FF‬ة عن أس‪FF‬واق عوام‪FF‬ل اإلنت‪FF‬اج األخ‪FF‬رى منه‪FF‬ا‪ :‬التص‪FF‬اق خدم‪FF‬ة العم‪FF‬ل بالعام‪FF‬ل‬
‫(اجلانب اإلنس‪FF‬اين) وع‪FF‬دم إمك‪FF‬ان ختزين س‪FF‬لعة العم‪FF‬ل ‪،‬واختالف ق‪FF‬درة أص‪FF‬حاب ج‪FF‬انيب الع‪FF‬رض و الطلب التفاوض‪FF‬ية‪ ،‬ب‪FF‬ل واختالف س‪FF‬بب‬
‫وجودمها يف السوق‪ ،‬وضرورات التدخل فيها ومستوياته و آثار مثل هذا التدخل‪.‬‬
‫‪.2‬الطلب على العمل‪:‬‬
‫ه‪FF‬و أح‪FF‬د ج‪FF‬انيب س‪FF‬وق العم‪FF‬ل و يش‪FF‬رتي أو يس‪FF‬تأجر رب العم‪FF‬ل خ‪FF‬دمات العم‪FF‬ل من الس‪FF‬وق مقاب‪FF‬ل م‪FF‬ا يدفع‪FF‬ه من أج‪FF‬ر للع‪FF‬املني و يتم‪FF‬يز‬
‫الطلب عن العم‪FF‬ل بأن‪FF‬ه طلب مش‪FF‬تق أي رب العم‪FF‬ل يطلب ليس من أج‪FF‬ل اس‪FF‬تهالكه ب‪FF‬ل من أج‪FF‬ل االس‪FF‬تفادة من‪FF‬ه يف إنت‪FF‬اج س‪FF‬لع وخ‪FF‬دمات‬
‫أخرى تدر عليه رمبا يفوق ما أنفقه يف احلصول عليه‪ ،‬ويتم التمييز عادة بني طلب املنشأة وطلب‪ F‬السوق‪.‬‬
‫‪.3‬عرض العمل ‪:‬‬
‫هو أحد جانيب سوق العمل‪ ،‬ويعرض العامل خدماته (سلعة العمل) يف السوق مقابل أجر يعتربه ك‪F‬اف لتخلي عن س‪FF‬لعة "الف‪FF‬راغ" أي أن‬
‫العامل يوازن بني املنفعة اليت حيصل عليه‪F‬ا واس‪F‬تعمال وقت فراغ‪F‬ه و بني املنفع‪F‬ة (املن‪F‬افع) ال‪F‬يت حيص‪F‬ل عليه‪F‬ا من األج‪F‬ر ال‪F‬ذي يتقاض‪F‬اه نتيج‪F‬ة‬
‫التخلي عن ج‪FF‬زء ك‪FF‬رب أو ص‪FF‬غر من وقت‪FF‬ه للعم‪F‬ل‪ F‬الس‪FF‬وقي املأجور‪ ،‬و ع‪FF‬رض العم‪FF‬ل الف‪FF‬ائض يف الس‪FF‬وق يع‪FF‬ين البطالة‪ ،‬ويرتب‪FF‬ط ع‪FF‬رض العم‪FF‬ل‬
‫بعوامل عديدة أمهها مستويات األجور احلقيقية‪ ،‬تكلفة الفرصة‪ ،‬تفضيالت األفراد‪.‬‬
‫‪.4‬المستوى التوازني للعمالة‪:‬‬
‫مث‪FF‬ل أي س‪FF‬وق أخ‪FF‬رى ف‪FF‬إن الع‪FF‬رض و الطلب جيري‪FF‬ان يف الس‪FF‬وق وحيددان يف س‪FF‬وق ح‪FF‬رة كامل‪FF‬ة يف وقت واح‪FF‬د نقط‪FF‬ة ت‪FF‬وازن كمي‪FF‬ة العم‪FF‬ل‬
‫املطلوب والعرض واألجر الذي يرافق تلك الكمية‪ ،‬ومن املفرتض يف سوق متوازنة أن تعي‪FF‬د تص‪FF‬حيح نفس‪FF‬ها إذا اخت‪FF‬ل بعض من جوانبها‪،‬‬
‫فزيادة العرض أو نقصان الطلب يؤدي إىل نقصان‪ F‬يف األجور و نقطة توازن جديدة والعكس صحيح أيض‪F‬ا و مين‪F‬ع حتقي‪F‬ق الت‪FF‬وازن ظ‪F‬روف‬
‫عديدة مثل‪ :‬جتزئة السوق‪ ،‬تدخل نقابات العمال‪ ،‬عدم مرونة األجر‪ ،‬تكلفة تكون رأس املال البشري‪ ،‬تكلفة االنتقال وغريها‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سوق العمل في الجزائر‬
‫‪.1‬خصائص سوق العمل في الجزائر‪:‬‬
‫متيز سوق الشغل باجلزائر منذ النصف الثاين للثمانينيات إىل غاية عام ‪ 1999‬بارتفاع كبري يف نسبة البطالة وصلت يف بعض األحيان إىل‬
‫أكثر من ‪ ،% 30‬بسبب األزمة االقتصادية احلادة اليت عاشتها البالد خالل هذه الفرتة و اليت اتسمت برتاجع كبري يف حجم اإلستثمارات‬
‫واخنفاض أسعار النفط مما أدى إىل تقليص فرص العمل املتاحة بدرجة كبرية يف نفس الوقت الذي سجل فيه تزايد أكرب لطاليب العمل‪،‬‬
‫إضافة ملا ترتب عن اإلصالحات االقتصادية اليت باشرهتا اجلزائر وشروعها يف تطبيق خمطط إعادة اهليكلة الذي كانت أوىل نتائجه غلق‬
‫مئات املؤسسات وتسريح آالف العمال‪.‬‬
‫تفاقم ظاهرة البطالة مس كل الفئات االجتماعية السيما الشباب و أصحاب الشهادات العلمية‪ ،‬وارتفعت نسبة البطالة بشكل كبري‬
‫حيث كانت ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫سنة ‪ 1987‬يف حدود ‪. % 17‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪ 1995‬يف حدود ‪. % 28‬‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪ 1999‬يف حدود ‪. % 30‬‬ ‫‪-‬‬
‫معدالت البطالة املرتفعة هذه دفعت احلكومة للشروع يف إجراءات استثنائية للتخفيف من حدهتا و ذلك من خالل وضع برامج عديدة‬
‫لرتقية الشغل وإنشاء هياكل متخصصة لتنفيذها ‪ ،‬وقد ساعد على ذلك عودة اهلدوء و األمن و االستقرار إىل كامل الرتاب‪.‬‬
‫وباملوازاة مع الربامج اليت وضعت للتطبيق يف جمال التشغيل فإن الفرتة من ‪ 1999‬إىل ‪ 2004‬عرفت انتعاشا اقتصاديا معتربا حيث مت جتنيد‬
‫إمكانيات مالية كبرية سواء عن طريق االستثمار املباشر للدولة أو مبسامهة االستثمار اخلاص الوطين و األجنيب‪ ،‬وكانت لكل هذه‬
‫اجملهودات نتائج إجيابية يف جمال التشغيل كما كانت البداية إلعادة التوازن بني العرض و الطلب يف سوق الشغل‪ ،‬و يظهر ذلك جليا من‬
‫خالل نسبة البطالة اليت تراجعت كثريا حيث ‪:‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1999‬يف حدود ‪.%30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2004‬يف حدود ‪% 17.7‬حسب معايري املكتب الدويل للعمل‪.F‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2007‬يف حدود ‪% 21.3‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2008‬يف حدود ‪%11.3‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 2009‬يف حدود ‪% 10.2‬و خالل نفس هذه السنة مت تسجيل ‪ 300.000‬طلب‪ F‬إضايف سنويا من بينهم ‪ 120.000‬طلب‪F‬‬
‫من طرف خرجيي التعليم العايل‪.‬‬
‫و تتميز سوق العمل يف اجلزائر باخلصائص التالية‪:3‬‬
‫‪ ‬عجز يف اليد العاملة املؤهلة و ضعف التطور بالنسبة للحرف‪.‬‬
‫‪ ‬عدم التوافق بني خمرجات التكوين واحتياجات التشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الوساطة يف سوق الشغل و وجود اختالالت بالنسبة لتقريب العرض من الطلب يف جمال التشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر شبكة وطنية جلمع املعلومات حول التشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬انعدام املرونة يف احمليط اإلداري واملايل والذي يشكل عائقا أمام االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف قدرة املؤسسات على التكيف مع املستجدات‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة احلصول على القروض البنكية خاصة بالنسبة للشباب أصحاب املشاريع‪.‬‬
‫‪ ‬ترجيح النشاط التجاري (الذي ال ينشئ مناصب شغل كثرية) على حساب االستثمار املنتج املولّد ملناصب الشغل‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ ‬العامل االجتماعي الثقايف الذي يدفع إىل تفضيل العمل املأجور‪.‬‬
‫‪ ‬ترجيح املعاجلة االجتماعية للبطالة ملدة عدة سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف التنسيق ما بني القطاعات‪.‬‬
‫‪ ‬ض‪FF‬عف احلركي‪FF‬ة اجلغرافي‪FF‬ة واملهني‪FF‬ة للي‪FF‬د العامل‪FF‬ة وال‪FF‬يت نتج عنه‪FF‬ا ع‪FF‬دم تلبي‪FF‬ة بعض ع‪FF‬روض العم‪FF‬ل‪ ،‬الس‪FF‬يما يف املن‪FF‬اطق احملروم‪FF‬ة (يف‬
‫اجلنوب واهلضاب العليا)‪.‬‬
‫‪.2‬مجهودات‪ 2‬الدولة من أجل التخفيف من حدة البطالة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫اهتمت الدولة بقضايا التشغيل وتكثيف اجلهود ملواجهة ظاهرة البطالة من خالل وضع هياكل قوية ومتخصصة‪ F‬قادرة على حتمل حجم‬
‫املهام املوكلة إليها‪ ،‬ومت بذلك إنشاء وزارة خاصة بالعمل و التشغيل والتضامن الوطين‪ ،‬هذه األخرية وضعت جمموعة من الوكاالت‬
‫املتخصصة القدمية واجلديدة حتت وصايتها املباشرة وه ـ ـ ــي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الوكالة الوطنية للتشغيل‬


‫هي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري أنشئت يف ‪ 08‬سبتمرب ‪1990‬مهمتها األساسية تكمن يف تنظيم سوق الشغل وتسيري العرض‬
‫والطلب‪ ،‬وتلعب يف هذا الشأن دورا أساسيا يف التقريب بني طاليب العمل وأصحاب العمل‪ ،‬وتتكون هياكلها من‪ :‬املديرية العامة‪10 /‬‬
‫وكاالت جهوية ‪ /‬أكثر من ‪ 157‬وكالة حملية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وكالة التنمية االجتماعية‬
‫أنشئت عام ‪ ،1996‬وتكمن مهامها يف ترقية واختيار ومتويل كل العمليات املوجهة للفئات االجتماعية احملتاجة أو الذين مستهم البطالة‬
‫أكثر‪ ،‬وهي ممولة من طرف الدولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‬
‫أنشئت يف ‪ 2004‬كهيأة مهمتها تطبيق سياسة الدولة يف جمال حماربة البطالة والفقر‪ ،‬عن طريق تدعيم أصحاب املبادرات الفردية من‬
‫أجل مساعدهتم على خلق نشاطات حلساهبم اخلاص‪ ،‬وقد أوكلت هلا دور تقدمي الدعم واالستشارة واملرافقة للمبادرين وضمان املتابعة‬
‫إلجناح املشاريع اجملسدة ‪،‬واملدعمة بقروض قروض صغرية تصل حىت ‪ 500.000‬دج موجه لفئات البطالني واحملتاجني الذين بلغوا سن‬
‫‪ 18‬سنة فما فوق وميتلكون تأهيال أو معارف يف نشاط معني‪.‬‬
‫رابعا‪:‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب(‪:)ANSEJ‬‬
‫هي هيأة ذات طابع خاص يتابع نشاطها وزير التشغيل والتضامن الوطين أنشئت عام ‪، 1997‬وقد سعت منذ تأسيسها إىل حتقيق عدد‬
‫من األهداف أمهها‪ :‬تشجيع خلق النشاطات من طرف الشباب أصحاب املبادرات‪ ،‬باإلضافة إىل تشجيع كل األشكال واإلجراءات‬
‫الرامية إىل ترقية تشغيل الشباب‪ ،‬ومرافقة كل شاب مبادر‪ ،‬وإعداد بطاقة عن إمكانيات كل منطقة يف اجلزائر والفرص اليت توفرها يف‬
‫جمال االستثمار‪.‬‬
‫‪.3‬مجهودات‪ 2‬الدولة في إدماج حاملي الشهادات الجامعية‪ 2‬في سوق العمل (عقود إدماج حاملي الشهادات)‪:‬‬
‫‪ 1.3‬التعريف بعقود إدماج حاملي الشهادات‪:‬‬
‫استفاد حاملو الشهادات اجلامعية ابتداء من سنة ‪ 1998‬من عقود ما قبل التشغيل يف سبيل دجمهم مهنيا‪ ،‬غري انه بع‪F‬د ‪10‬س‪F‬نوات ظه‪F‬رت‬
‫صيغة تشغيل أخرى أكثر أمهية و هي عقود إدماج حاملي الشهادات يف سنة ‪ 2008‬يف إطار جهاز دعم اإلدماج املهين‪.‬‬
‫ه‪FF‬ذا اجله‪FF‬از الق‪FF‬ائم على مقاربة اقتص‪FF‬ادية يف حماربة البطالة يه‪FF‬دف إىل اإلدم‪FF‬اج املهين للش‪FF‬باب ط‪FF‬اليب العمل ألول م‪FF‬رة‪ ،‬أي ال‪FF‬ذين يبحث‪FF‬ون‬
‫عن أول عمل هلم وهم موزعون‪ F‬على ثالث فئات‪:‬‬
‫‪ -‬الشباب خرجيو التعليم العايل والتقنيني السامني املتخرجني من املعاهد الوطنية للتكوين املهين‪.‬‬
‫‪ -‬الش‪FF F‬باب الق‪FF F‬ادمني من التعليم الث‪FF F‬انوي ملؤسس‪FF F‬ات الرتبية الوطني ‪FF‬ة‪ ،‬ومراكز التك ‪FF‬وين امله ‪FF‬ين‪ ،‬أو ال‪FF F‬ذين زاول‪FF F‬وا تربصا‬
‫متهينيا‪.‬‬
‫‪ -‬الشباب بدون تكوين وال تأهيل‪.‬‬
‫لكل من هذه الفئات الثالث نوع من عقود اإلدماج‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬فئة حاملي الشهادات اجلامعية والتقنيني السامني يتم إدماجهم يف إطار عقد إدماج حاملي الشهادات‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية يتم إدماجها بواسطة عقد اإلدماج املهين‪.‬‬
‫‪ -‬والفئة الثالثة بواسطة عقد تكوين‪/‬إدماج‪.‬‬
‫عالوة على ه‪FF‬ذه العق‪FF‬ود ينص اجله‪FF‬از ك‪FF‬ذلك على عقد التك‪FF‬وين للتش‪FF‬غيل‪ F‬مدته ‪ 6‬أش‪FF‬هر كحد أقص‪FF‬ى‪ ،‬كما ينص على تنص‪FF‬يب الش‪FF‬باب‬
‫للتكوين لدى حرفيني مؤطرين‪ ،‬إىل جانب تدابري للحث على البحث عن التكوين املؤهل‪.4‬‬
‫‪ 2.3‬خصائص عقود إدماج حاملي الشهادات‬
‫‪ -‬ربط مسألة تسيري بطالة حاملي الشهادات بالقطاع االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬مرافق‪FF‬ة أحس‪FF‬ن حلام‪FF‬ل الش‪FF‬هادة اجلامعي‪FF‬ة من خالل نش‪FF‬اطات تك‪FF‬وين وإع‪FF‬ادة تأهي‪FF‬ل و حتس‪FF‬ني املع‪FF‬ارف خالل ف‪FF‬رتة اإلدم‪FF‬اج (ف‪FF‬رتة‬
‫العقد)‪.‬‬
‫تكتسي هذه النشاطات صيغتني‪:‬‬
‫‪ -‬التكوين و إعادة الـتأهيل يف املوقع‪ ،‬مع تأطري إجباري حلامل الشهادة‪ ،‬قصد متكينه من حتسني معارفه‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين قصري املدى باملؤسسة املستخدمة يف إطار عقد تكوين‪/‬تشغيل ينتهي بتوظيف املستفيدين‪.‬‬
‫يستفيد الشاب حامل الش‪F‬هادة اجلامعي‪F‬ة من منح‪F‬ة ش‪F‬هرية س‪F‬يتم تثمينه‪F‬ا على أس‪F‬اس تل‪F‬ك املمنوح‪F‬ة حاليا‪ ،‬ه‪F‬ذه االمتي‪F‬ازات تق‪F‬ع كله‪F‬ا على‬
‫عاتق الدولة وميكن استكماهلا بدعم لفائدة املستخدمني على الشكل التايل‪:5‬‬
‫‪ -‬عق‪FF‬د عم‪FF‬ل م‪FF‬دعم لتش‪FF‬جيع توظي‪FF‬ف ح‪FF‬املي الش‪FF‬هادات‪ ،‬ويض‪FF‬من ه‪FF‬ذا العق‪FF‬د للمس‪FF‬تخدم‪ F‬مس‪FF‬امهة من الدول‪FF‬ة يف أج‪FF‬ر الش‪FF‬اب اجلامعي‬
‫وفق صيغة تناقصية تدرجيية‪.‬‬
‫‪ -‬إش‪FF‬راك الوكال‪FF‬ة الوطني‪FF‬ة للتش‪FF‬غيل‪ F‬حيث تكل‪FF‬ف إىل ج‪FF‬انب تس‪FF‬جيل اجلامعيني‪ ،‬باس‪FF‬تغالل ك‪FF‬ل ف‪FF‬رص توظي‪FF‬ف ه‪FF‬ذه الفئ‪FF‬ة‪ ،‬كم‪FF‬ا ميكنه‪FF‬ا‬
‫التفاوض مع املس‪F‬تخدم بش‪F‬أن عق‪F‬ود العم‪F‬ل املدعم‪F‬ة لفائ‪F‬دة ح‪F‬املي الش‪F‬هادات‪ ،‬وهي الص‪F‬يغة ال‪F‬يت متكن املرور من منص‪F‬ب‪ F‬عم‪F‬ل بعق‪F‬د‬
‫إدماج على نفقة الدولة‪ ،‬إىل عقد عمل مدعم على نفقة املستخدم مبسامهة من الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬منح املستخدمني امتيازات جبائية وشبه جبائية‪ ،‬يف إطار هذه اإلس‪F‬رتاتيجية اجلدي‪F‬دة‪ ،‬وامتي‪F‬ازات تش‪F‬جيعية على خل‪F‬ق مناص‪F‬ب الش‪F‬غل‬
‫يف إطار التشريع اخلاص باالستثمار‪.‬‬
‫‪ .4‬خصائص مخرجات‪ 2‬التعليم العالي التي يحتويها سوق الشغل في الجزائر‪:‬‬
‫تشري اإلحصاءات الدولية لسنة ‪2009‬إىل أن أفضل جامعة جزائرية يف الصف ال‪ 23‬إفريقيا و ‪ 4132‬عامليا ‪ ،‬و هذه النتيجة ذات‬
‫مدلول واقعي و ال حتتاج إىل تربير‪ ،‬و هذا إن دل فإمنا يدل على قلة كفاءة الطالب اجلزائري نظرا لعدم كفاءة باقي املعايري األخرى‬
‫املرتبطة بالتعليم اجلامعي‪ ،‬و هذا ما جعل خمرجات التعليم العايل اليت يستقبلها سوق الشغل تتميز مبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬ختريج عدد هائل من الطلبة مثقلني بكم معريف هائل لكن جاهلني بكيفية توظيف هذه املعارف العلمية عند اقتحام عامل‬
‫الشغل‪.‬‬
‫‪ ‬بعد املكتسبات العلمية عن ما يصادفه الطالب اجلامعي يف سوق العمل‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اهتمام الطالب بشكل عام بالتحصيل العلمي بقدر اهتمامه باحلصول على شهادة تؤهله للحصول‪ F‬على وظيفة مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الطالب اجلامعي املثقف الذي يكون على دراية بكل ما حيصل من حوله من متغريات اقتصادية و اجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم إدراك الطالب باجملاالت املهنية اليت ميكن أن يؤهله هلا ختصصه‪ ،‬و هذا ما يؤدي إىل الرتكيز على ختصصات معينة دون‬
‫ختصصات أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة االندماج يف عامل الشغل‪ ،‬نظرا لغياب مهارات االتصال و القيادة من جهة و غياب املهارات املهنية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬توصيف لمناهج التعليم العالي الحالية في الجزائر‬
‫المطلب األول ‪ :‬مصطلحات أساسية‬
‫‪.1‬مفهوم العلم‪:‬‬
‫هو جمموعة من املعارف اإلنسانية‪ ،‬التي تتضمن املبادئ و الفرضيات و احلقائق و القوانني و النظريات اليت كشفها العلم‪ F‬و نظمها‪،‬‬
‫هبدف تفسري ظواهر الكون‪.‬‬
‫و يعرف أيضا بأنه جهد إنساين عقلي منظم‪ ،‬وفق منهج حمدد يف البحث‪ ،‬يشتمل على خطوات و طرائق حمددة و يؤدي إىل معرفة عن‬
‫الكون و النفس و اجملتمع ميكن توظيفها يف تطوير أمناط احلياة و حل مشكالهتا‪.6‬‬
‫‪.2‬مفهوم‪ 2‬التعليم و التعلم‬
‫التعليم هو نظام من األعمال املقصودة‪ F‬و سلسلة من العمليات و النشاطات املنظمة اهلادفة إلحداث التفاعل و هو عمليات تفاعل متبادل‬
‫بني املعلم و املتعلمني‪ ،‬يفرتض أن تؤدي إىل تغيري اجيايب يف السلوك و ال سيما سلوك املتعلمني ‪ ،‬و التعلم نتاج اجيايب لعملية التعليم ‪ ،‬و‬
‫التعليم و التعلم كالمها عمليات ضمن عملية أوسع و أمشل هي الرتبية‪ ،‬فيجب أن يكون التعلم و التعليم واقعا كله يف إطار العملية‬
‫الرتبوية‪.7‬‬
‫فالتعلم هو العلم الذي يبحث يف اكتشاف القوانني اليت حتكم ظاهرة تغيري يف سلوك األفراد والتعلم‪ F‬عملية مقصودة‪ F‬تتميز من القوانني‬
‫اليت يكشف عنها علم التعليم‪ ،‬فالتعلم علم والتعليم‪ F‬تكنولوجيا من حيث أن التعليم تطبيق وتوظيف ما كشف عنه العلم من مواقف‬
‫حياتية‪.‬‬
‫‪.3‬مفهوم النظام التربوي‪:‬‬
‫النظام الرتبوي هو جمموعة القواعد والتنظيمات واإلجراءات اليت تتبعها دولة ما يف تنظيم وتسيري شؤون الرتبية والتعليم‪ F‬من مجيع‬
‫اجلوانب والنظم الرتبوية بصفة عامة وهي ‪ :‬انعكاس الفلسفة الفكرية واالجتماعية والسياسية يف أي بلد بغض النظر عما إذا كانت هذه‬
‫الفلسفة مصرحا هبا ومعلنا عنها أم ال وتتأثر النظم الرتبوية يف العامل بالعوامل الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬العامل الثقايف احلضاري‬
‫‪ ‬العامل السياسي االيديولوجي‬
‫‪ ‬العامل الطبيعي‬
‫فالنظام الرتبوي هو حمصلة عدة عناصر ومكونات علمية وسياسية واجتماعية واقتصادية و إدارية حملية و إقليمية و عاملية تسعى إىل‬
‫التنمية البشرية وإعداد الفرد‪.8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور المنظومة‪ 2‬التربوية في الجزائر‬
‫إن للمؤسسات الرتبوية اجلزائرية تاريخ طويل‪ ،‬انتقلت عربه من الكتاتيب البدائية إىل اجلامعات الضخمة واملتطورة‪ ،‬و ميكن حصر‬
‫مراحل هذه التطورات فيما يلي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬المؤسسات التربوية ما قبل االستعمار الفرنسي‬

‫‪7‬‬
‫مل تكن هنالك وزارات خمتصة بالتعليم خالل هذه املرحلة‪ ،‬فالتعليم كان مسؤولية‪ F‬مجاعية يتعاون الكل إلنشاء املساجد والكتاتيب‪ ،‬ومن‬
‫أهم مؤسسات هذه املرحلة ‪ :‬املساجد‪ ،‬الكتاتيب‪ ،‬الزوايا‪.‬‬
‫ومل تتكون خالل هذه احلقبة من الزمن جامعة يف اجلزائر‪ ،‬وقد كان اجلامع الكبري للعاصمة نواة للجامعة‪ F‬اجلزائرية مبركزه وكثرة حلقاته‬
‫الدراسية‪ ،‬ومل يكن التعليم يف هذه احلقبة من الزمن ينتهي بشهادات‪ ،‬وإمنا كان خيتم بإجازة شفوية من عند األستاذ وتعبري صريح عن‬
‫رضاه‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬المؤسسات التربوية في عهد االستعمار الفرنسي‬
‫لقد كان التعليم مبؤسساته املختلفة مزدهرا نسبيا قبل دخول االستعمار الفرنسي نتيجة لضخامة األوقاف املخصصة له‪ ،‬ومن أوىل‬
‫اخلطوات اليت قام هبا االستعمار الفرنسي االستيالء على أمالك األوقاف اليت متول اخلدمات الثقافية والدينية واالجتماعية للمسلمني‪ F،‬كما‬
‫استشهد كثري من علماء الدين وتشتت مشلهم وهاجر غالبيتهم ممن بقوا على قيد احلياة ‪ ،‬وهكذا عملت فرنسا على القضاء على التعليم‬
‫يف اجلزائر معتمدة‪ F‬التجهيل واإلفقار هبدف الفرنسة والتنصري‪.‬‬
‫و استمرت الكتاتيب القرآنية واملساجد والزوايا تستمر يف دورها التعليمي‪ ،‬وارتبط امسها باسم مجعية العلماء املسلمني بزعامة عبد‬
‫احلميد ابن باديس ‪،‬و قد عملت هذه اجلمعية على بناء مدارس تابعة هلا حملاربة اجلهل واألمية يف خمتلف أحناء اجلزائر‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬المنظومة‪ 2‬التربوية في عهد االستقالل‬
‫كانت نسبة االنتساب إلى التعليم غداة االستقالل كانت تقارب ‪ %20‬من جمموع التالميذ الذين بلغوا سن الدراسة‪ ،‬وقد كان أول‬
‫دخول مدرسي يف أكتوبر ‪ 1962‬اختذت وزارة الرتبية قرارا يقضي بإدخال اللغة العربية يف مجيع املدارس االبتدائية بنسبة سبع ساعات‬
‫يف األسبوع‪.‬‬
‫ورثت اجلزائر قلة هياكل االستقبال و قلة اإلطارات و مشكلة‪ F‬سيطرت اللغة الفرنسية واحنصار التعليم على مناطق و طبقات دون‬
‫أخرى‪،‬فعمدت السلطة اجلزائرية تعديالت خمتلفة منذ ‪ ،1962‬ومن اإلجراءات الفورية اليت اختذهتا اللجنة الوطنية اليت عقدت اجتماعها‬
‫األول يف ‪ 15‬ديسمرب‪ - 1962‬اجلزأرة‪ ،‬دميقراطية التعليم‪ ،‬التعريب‪ ،‬والتكوين العلمي و التكنولوجي‪.‬‬
‫واستمر تطبيق جمموع اإلجراءات السنة تلو األخرى‪ ،‬ففي أكتوبر‪1967‬طبق القرار القاضي بتعريب السنة الثانية االبتدائية تعريبا كامال‬
‫و ميكن تلخيص النظام الرتبوي اجلزائري يف فرتتني‪:‬‬
‫الفترة األولى (‪: )1976-1962‬‬
‫مت فيها إدخال حتويالت تدرجيية متهيدا لتأسيس نظام تربوي يساير متطلبات التنمية‪ ،‬ومن أولويات هذه الفرتة‪:‬‬
‫تعميم التعليم بإقامة منشآت تعليمية وتوسيعها للمناطق النائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جزأرة إطارات التعليم أي إزالة آثار العناصر الدخيلة الوافدة من اجملتمعات والثقافات اليت ال متت بصلة للمجتمع اجلزائري‪ ،‬كما‬ ‫‪-‬‬
‫يعين جزأرة نظام التعليم ومناهجه والبعد عن االستعارة من اجملتمعات األخرى‪ ،‬جزأرة اإلطارات غايتها االعتماد على أبناء البالد من‬
‫أهل االختصاص لتحقيق الكفاءة التعليمية‪.‬‬
‫تكييف مضامني التعليم املوروثة عن النظام التعليمي الفرنسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعريب التدرجيي للتعليم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و قد أدت هذه التدابري إىل ارتفاع نسبة املتمدرسني الذين بلغوا سن الدراسة‪ ،‬إذ قفزت من ‪ %20‬إبان الدخول املدرسي األول إىل‬
‫‪ %70‬يف هناية هذه املرحلة‪.‬‬
‫الفترة الثانية (‪: )2002-1976‬‬

‫‪8‬‬
‫ابتدأت بصدور أمر ‪ 35-76‬املؤرخ يف‪ 16‬أفريل ‪ 1976‬بتنظيم الرتبية والتكوين باجلزائر‪،‬وأدخلت إصالحات على النظام لتتماشى و‬
‫التحوالت االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما كرس الطابع اإللزامي وجمانية التعليم‪ ،‬وتأمينه ملدة ‪ 9‬سنوات‪ ،‬قد شرع يف تعميم وتطبيق‬
‫أحكام هذا األمر ابتداء من السنة الدراسية ‪( 1981 -1980‬املدرسة األساسية)‪.‬‬
‫وقد عرفت املنظومة الرتبوية اجلزائرية خالل املوسم الدراسي ‪ 2004 - 2003‬تعديالت تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬تنصيب السنة األوىل من التعليم االبتدائي ‪ ،2004 -2003‬وقد مت تغيري حمتويات بعض الكتب لنفس السنة يف ‪2005 - 2004‬‬
‫‪ -‬تنصيب السنة الثانية من التعليم االبتدائي ‪ ،2005-2004‬أضيفت إليها اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أوىل‪ ،‬استعمال الرتميز العلمي‪F‬‬
‫واملصطلحات العلمية‪ ،‬استعمال الوسائل التعبريية‪.‬‬
‫‪ -‬تنصيب السنة األوىل من التعليم املتوسط يف إطار اإلصالح التدرجيي والرتبوي(نظام األربع سنوات) ابتداء من املوسم الدراسي‬
‫‪ ،2004- 2003‬وظهور اللغة األمازيغية باعتبارها لغة وطنية‪.‬‬
‫أما التعليم الثانوي فعرف تعديالت يف هيكلته يف سنة ‪.2006 – 2005‬‬
‫أما التعليم العايل فقد عرف تعديالت على ضوء توصيات اللجنة الوطنية إلصالح املنظومة الرتبوية والتوجيهات املتضمنة يف خمطط‬
‫تطبيق اإلصالح الرتبوي الذي صودق عليه يف جملس الوزراء يوم ‪20‬أفريل ‪ ،2002‬سطرت وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫كهدف اسرتاتيجي ملرحلة‪2013-2004‬إعداد ووضع أرضية إلصالح شامل للتعليم العايل (‪ )LMD‬حبيث ميثل بنية العليم العايل‬
‫املستلهمة‪ F‬من البنيات املعمول هبا يف البلدان االجنلوسكسونية‪ ،‬واملعممة يف البلدان املصنعة‪،‬تتمثل هذه البنية حول ثالثة أطوار للتكوين‬
‫يتوج كل منها بشهادة جامعية‪.‬‬
‫‪ -‬الطور األول بكالوريا‪+‬ثالث سنوات‪ ،‬يتوج بليسانس(أكادميية‪-‬مهنية)‬
‫‪ -‬الطور الثاين بكالوريا ‪ +‬مخسة سنوات‪ ،‬يتوج ماجستري(أكادميية ‪-‬مهنية)‬
‫‪ -‬الطور الثالث بكالوريا ‪ +‬مثان سنوات‪ ،‬يتوج بدكتوراه‪.‬‬
‫و ال تزال املنظومة الرتبوية اجلزائرية إىل حد اآلن جتري تعديالت على نظمها الرتبوية قصد التحسني من املردود الرتبوي و الرفع من‬
‫‪9‬‬
‫مستواه‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التحديات التي يواجهها التعليم الجامعي في الجزائر‬
‫خالل سنة ‪ 2008‬بلغ عدد اجلامعات ‪ 27‬جامعة و‪ 20‬مركزا جامعية جملموع ‪ 1.160.000‬طالب منهم ‪ 880.000‬مستفيد من‬
‫املنحة‪ ،‬و‪ 254‬إقامة جامعية و ‪ 456000‬سرير‪ ،‬و خالل نفس السنة بلغ عدد حاملي الشهادات املتخرجني كل سنة من اجلامعة‬
‫‪10‬‬
‫‪ 141.000‬متخرج‪ ،‬فيما شهد التأطري اجلامعي تطورا ليصل إىل ‪ 31.703‬أستاذ‪.‬‬
‫يواجه التعليم العايل يف اجلزائر جمموعة من التحديات ميكن إمجاهلا فيما يلي‪:11‬‬
‫الطلب املتزايد على التعليم العايل و تزايد أعداد الطلبة‪ ،‬كما أن اهلياكل املنجزة غري مواكبة للزيادات العددية للطلبة حبيث يف‬ ‫‪-‬‬
‫كل سنة جامعية يتأخر موعد الدخول الفعلي بسبب اخلدمات اجلامعية املتأخرة و ذلك بالرغم من اجملهودات املبذولة يف سبيل احتضان‬
‫األعداد اهلائلة للطلبة ‪.‬‬
‫قلة التأطري و أغلب األساتذة املؤطرين برتبة أستاذ مساعد كما أن نسبة كبرية من أساتذة التعليم العايل (بروفسور) على أبواب‬ ‫‪-‬‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫منطية التكوين املبنية على التلقني حبيث ال تفتح اجملال لإلبداع و االبتكار الفردي و إن وجد هذا فإنه يبقى حماوالت فردية و‬ ‫‪-‬‬
‫ليست سياسة تعليمية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التكوين الكمي على حساب التكوين النوعي و ذلك للتكلفة اليت أصبح يتطلبها التعليم األمر الذي أثقل كاهل الدولة إضافة إىل‬ ‫‪-‬‬
‫تغري منظومة القيم اجملتمعية حبيث مل يبقى للتعليم‪ F‬نفس املكانة املرموقة اليت كان حيظى هبا يف السابق‪.‬‬
‫هجرة الكفاءات و عدم بقائها يف الداخل للمسامهة يف التأطري و تكوين و تنمية البالد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البحوث املنجزة هي حبوث من أجل نيل الشهادات و ليست حبوث تنجز هبدف التطبيق العملي هلا مما أدى إىل احلد من فعالية‬ ‫‪-‬‬
‫البحث العلمي‪ F‬و عدم مسامهته يف تفعيل العملية التنموية‪.‬‬
‫تنامي معدالت البطالة بني خرجيي اجلامعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬واقع مناهج التعليم العالي في الجزائر‬
‫‪ .1‬المفهوم االصطالحي للمنهج (المنهاج)‬
‫‪ 1.1‬المنظومة‪ 2‬التربوية كنظام ‪:‬‬
‫لو نظرنا إىل النظام الرتبوي نظرة شاملة جنده يتكون من مدخالت وعمليات وخمرجات وقد حتدد عناصر النظام بأربعة أشياء وهي‪:‬‬
‫األهداف ‪ ،‬احملتوى‪ ،‬التدريس‪ ،‬التقومي‪ ،‬ففي النظام يتم حتويل املدخالت يف النهاية إىل خمرجات حيث أن لكل نظام مدخالت خاصة به‬
‫وتشمل املدخالت ( التالميذ ـ املنهج الدراسي ـ أساليب التدريس ) حيث يتم حتويلها إىل خمرجات تتمثل يف أعداد الطلبة أو التالميذ‬
‫وفقا ألهداف املؤسسة الرتبوية‪.12‬‬
‫‪ 2.1‬تعريف المنهج‪:‬‬
‫يعرف املنهج بأنه كل األنشطة والفعاليات واإلجراءات املخطط هلا وغري املخطط هلا واملعتمد من قبل املؤسسة الرتبوية من اجل حتقيق‬
‫خمرجات مستهدفة‪ ،‬أما الربنامج فيعرف بأنه جمموع املقررات املعتمدة واملختلفة من حيث حمتواها وتنظيمها وترمي إىل حتقيق أهداف‬
‫حمددة يف حني يعرف املقرر بأنه جمموع الوحدات املراد تدريسها لتحقيق أهداف الربنامج إما الوحدة فهي عدد من الدروس‪ F‬اهلادفة‬
‫وتتطلب عدد من األيام واألسابيع لتدريسها‪.F‬‬
‫املنهج نظام وجزء من نظام امشل هو النظام الرتبوي وهذا األخري جزء من النظام االجتماعي مبفهومة الشمويل وان أي تغري يف واحد من‬
‫هذه النظم سيؤدي إىل تغري يف النظام األخر‪.‬‬
‫املناهج الدراسية اليت تبىن وفقا لألسس العلمية وحتت إشراف متخصصني يف املناهج جتعل عملية التعليم والتعلم أكثر حيوية وجاذبية‬
‫وتسهم يف جتويد خمرجات العملية الرتبوية وجتعل هذه املخرجات قادرة على تلبية متطلبات سوق العمل وتطويره ومتكنها من اإلسهام‬
‫يف خلق احلراك االجتماعي‪.13‬‬
‫حيتوي املنهج يف العادة على قائمة باألهداف العامة واخلاصة له‪ ،‬كما أنه حيتوي على كالم عن كيفية اختيار وتنظيم احملتوى الذي فيه‪،‬‬
‫وهو كذلك إما أن يشري ضمنا أو يتحدث صراحة عن طرق تدريسية وتعليمية معينة سواء حتم ذلك طبيعة األهداف أم طريقة تنظيم‬
‫احملتوى‪ ،‬ويف هنايته جند برناجما لتقييم نتائجه أو خمرجاته التعليمية‪.‬‬
‫‪ 3.1‬الفرق بين المنهج و المقرر التعليمي ‪:‬‬
‫املنهج الرتبوي يشمل كل األنشطة اليت يقوم هبا التالميذ ومجيع اخلربات اليت ميرون هبا حتت إشراف املدرسة ‪ ..‬وهو يشمل احملتوي‬
‫وطرائق التدريس والغرض من ذلك‪ ،‬وعند وضعه جيب وضع البيئة التعليمية يف احلسبان‪ ،‬وهو يتحقق نتيجة للدراسة املنظمة اليت يتلقاها‬
‫املتعلم ‪ ،‬أما املقرر الدراسي فهو احملتوى الذي يدرسه الطالب يف مكان معني وبيئة معينة فهو إذن جزء من املنهج الدراسي‪.‬‬
‫‪ 4.1‬مكونات المنهج‪:‬‬
‫يشمل املنهج كل النشاطات و اخلربات اليت يندمج فيها املتعلم حتت إشراف و توجيه اهليئة الرتبوية لتحقيق األهداف املنشودة‪،‬‬
‫فاملنهاج(املنهج) هو خطة شاملة للعمل الرتبوي‪ ،‬و هو ال يقتصر على املقرر إمنا يتضمن ما يلي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫املقررات الدراسية‬ ‫‪‬‬
‫الكتب و املراجع‬ ‫‪‬‬
‫الوسائل التعليمية‬ ‫‪‬‬
‫طرق التدريس‬ ‫‪‬‬
‫‪14‬‬
‫أساليب التقومي‬ ‫‪‬‬
‫و تتحدد النظرية العامة لبناء النماذج من خالل اإلجابة على أربعة تساؤالت هي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ما الغرض املستهدف؟‬ ‫‪‬‬
‫ما املادة األساسية اليت جيب أن تكتسب؟‬ ‫‪‬‬
‫ما اخلربات التعليمية اليت جيب أن تكتسب؟‬ ‫‪‬‬
‫كيف ميكن تقييم النتائج املستوفاة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪.2‬المقاربات النظرية التي مرت بها المنظومة التربوية الجزائرية‪:‬‬
‫عرفت املنظومة الرتبوية اجلزائرية بعد االستقالل ثالث مقاربات أساسية للمناهج الرتبوية‪:‬‬
‫‪ 1.2‬المقاربة التقليدية(المقاربة‪ 2‬بالمضامين)‪ :‬تقوم هذه املقاربة على أساس احملتويات‪ ،‬فالنمط البيداغوجي هبا تقليدي حيث أن‬
‫املدرس‪ F‬يشرح الدرس‪ ،‬ينظم املسار‪ ،‬و ينجز املذكرات و يكون الطالب متلقي‪ ،‬يستمع‪ ،‬حيفظ‪ ،‬يتدرب‪ ،‬يعيد ما حفظه‪ ،‬فاملتلقي هنا‬
‫يقوم بعمليتني األوىل اكتساب املعرفة اجلاهزة كما و نوعا و املرحلة الثانية استحضار هذه املعرفة حال املسائلة‪.‬‬
‫‪ 2.2‬المقاربة باألهداف (بيداغوجية األهداف) ‪ :‬و فيها يصبح املعلم مصدرا للتعليم من بني املصادر األخرى‪ ،‬يقوم بتشخيص‬
‫الوضعيات و احلاجات و ختطيط التعليم مبعية املتعلمني و التأكد من حتقق النتائج املرجوة‪ ،‬كما تتغري وظيفة املتلقي من مستهلك إىل‬
‫مساهم فعال و نشيط‪.‬‬
‫‪ 3.2‬المقاربة بالكفاءات ‪ :‬و هي إسرتاتيجية أكثر تطورا ألهنا تعلم املتعلم كيف يتلقى العلم وتوجههم حنو تنمية القدرات العقلية‬
‫السامية ‪ :‬التحليل‪ ،‬الرتكيب‪ ،‬حل املشكالت‪ ،‬أي أهنا إسرتاتيجية تسعى إىل اكتساب الكفاءات و ليس تراكم املعارف‪ ،‬و يف هذه‬
‫املقاربة يتم استخدام مصطلح الكفاءة بدال من اهلدف اخلاص و مصطلح القدرة‪ F‬بدال من اهلدف العام‪.‬‬
‫املقاربة بالكفاءات تقرتح تعلما اندماجيا غري جمزأ مع إعطاء معىن ملعارف الدراسية و اكتساب كفاءات مستدمية تضمن للمتعلم التعامل‬
‫مع الوضعيات املختلفة‪ ،‬إذ ينتقل املتعلم من منطق التعليم و تلقي املعارف إىل منطق التعلم أي ممارسة مدلول املعارف‪ ،‬حيث يوضع إما‬
‫يف وضعيات و مواقف مماثلة لفحوى‪ F‬التعليم بنفسه مما يدفع به إىل التكيف و توظيف املعارف قصد إجياد حل هلذه اإلشكاليات‪.‬‬
‫‪ .3‬االنتقال من البرنامج إلى المنهاج في ظل تطبيق بيداغوجية المقاربة بالكفاءات‪:‬‬
‫تعد املقاربة بالكفاءات‪ ،‬إحدى البيداغوجيات اليت تبنتها وزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬وعلى أساسها مت بناء املناهج اجلديدة اليت شرع يف‬
‫تطبيقها ابتداء من السنة الدراسية ‪ ،2003/2004‬إن تطبيق بيداغوجية املقاربة بالكفاءات‪ ،‬يستلزم التخلي عن مفهوم الربنامج‪،‬‬
‫واالنتقال إىل مفهوم‪ F‬املنهاج؛ إذ األول عبارة عن جمموعة املعلومات واملعارف اليت جيب تلقينها خالل مدة معينة‪ ،‬يف حني أ ّن الثاين‬
‫يشمل كل العمليات التكوينية اليت يساهم فيها املتعلم‪ ،‬حتت إشراف ومسؤولية املدرسة‪ ،‬خالل مدة التعليم‪ ،‬أي كل املؤثرات اليت من‬
‫شأهنا إثراء جتربة املتعلم خالل فرتة معينة‪.15‬‬
‫لذا‪ ،‬فاملناهج اجلديدة‪ ،‬اليت اعتمدت املقاربة بالكفاءات‪ ،‬جتيب على التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬ما الذي يتحصل عليه المتعلم في نهاية كل مرحلة من معارف وسلوكات وقدرات وكفاءات؟‬
‫‪ -‬ما هي الوضعيات‪ 2‬التعليمية األكثر داللة ونجاعة‪ ،‬الكتساب المتعلم هذه الكفاءات؟‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬ما هي الوسائل والطرائق المساعدة على استغالل هذه الوضعيات؟‬
‫يقوم مستوى أداء المتعلم‪ ،‬للتأكد من أنه قد تم ّكن فعال من الكفاءات المستهدفة؟‬ ‫‪ -‬كيف يمكن أن ّ‬
‫‪.4‬خصائص المناهج الجامعية الحالية‪:‬‬
‫تتميز املناهج اجلامعية يف اجلامعات اجلزائرية مبا يلي‪:16‬‬
‫قدم املناهج التعليمية املستعملة يف اجلامعات اجلزائرية و اليت تتوافق و بيئة التعليم العايل القدمية‪ ‬و ال تتوافق مع البيئة التعليمية‬ ‫‪-‬‬
‫احلالية خاصة يف ظل املتغريات الدولية اليت فرضت بيئة تعليمية مساهتا املعرفة و اليت أساها املرود البشري‪.‬‬
‫املناهج املستوردة من الدول املتطور األخرى و عدم توافقها مع البيئة التعليمية اجلزائرية‪ :‬يف السنوات األخرية حاول الدول‬ ‫‪-‬‬
‫العربية و على رأسهم اجلزائر‪  ‬إجراء جمموعة من اإلصالحات مست خمتلف األطوار التعليمية على رأسها التعليم العايل لعلى‪ F‬أمهها‬
‫إدخال نظام ‪ LMD‬يف خمتلف التخصصات اجلامعية هذا النظام الذي يعترب غامض املالمح بالنسبة للطلبة و األساتذة ‪،‬و يف األصل هو‬
‫جتربة أوروبية تتوافق مع البيئة التعليمية و االقتصادية و السياسية و االجتماعية األوروبية‪ ،‬هذه التجربة اليت يتنبأ هلا الكثري من اخلرباء‬
‫اجلزائريني بالفشل نظرا لعدم توافقها مع البيئة اجلزائرية‪.‬‬
‫غموض املقررات املدرسة و غياب برامج واضحة و مفصلة‪ F‬للمحاور املدرسة ملعظم املواد‪ :‬يف بداية السنة متنح املقاييس لألساتذة‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل تدريسها و عندا مطالبة األستاذ اإلدارة بالربنامج التدريسي للمقياس‪ F‬يلقى رد من بعدم وجود برنامج وزاري حيدد احملاور‬
‫األساسية الواجب تدريسها خالل السنة‪ ،‬و حىت إن وجدة هذه الربامج فهي إما فيها نقص أو تكرار أو غموض يف بعض احملاور و هذا‬
‫بالطبع سوف يؤثر بشكل أو بأخر على املناهج التعليمية املتبعة يف اجلامعات اجلزائرية‪.‬‬
‫التخطيط و التنظيم غري السليم للربامج و املناهج املتبعة يف التعليم العايل و تولية عملية إعداد الربامج ألشخاص ليسوا يف‬ ‫‪-‬‬
‫التخصص‪.‬‬
‫النقل احلريف للمقررات و برامج املواد من مقررات بعض الدول املتطورة مثل فرنسا و هذا يف عدة مقاييس على رأسها مقاييس‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم االقتصادية و اليت ال تتوافق مع مستوى الطالب اجلزائري يف البيئة احلالية‪.‬‬
‫التأثري السليب ملناهج ما قبل التعليم العايل على منهاج التعليم العايل‪ :‬إن ضعف أو قصر ‪ ‬املناهج املسطرة من طرف وزارة الرتبية‬ ‫‪-‬‬
‫و التعليم و اليت تعترب القاعدة و املنطلق ملناهج التعليم العايل أثر بشكل مباشر على الطرق التعليمية يف الطور اجلامعي‪.‬‬
‫ارتفاع عدد الطلبة و تركيز إدارة اجلامعة على الكم ال اجلودة ‪ :‬إن أصل هذا املشكل ينطلق أساس من عدد الناجحني يف شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫البكا لوريا و ارتفاع عدد الناجحني مما يزيد عدد امللتحقني باجلامعات و مع ضعف املنهاج املتبعة و ضعف الطالب على السواء أدى‬
‫باإلدارات على مستوى الوزارة و على مستوى اجلامعات إىل الرتكيز على الكم على حساب جودة الطالب و مع مرور الوقت أثر هذا‬
‫على املناهج و املقررات الدراسية جبل فيها نوع من التساهل و التقصري من طرف األساتذة و اإلدارة من أجل زيادة عدد الناجحني‪.‬‬
‫ضعف مستوى األستاذ مما يولد عدم القدرة على تطبيق املناهج و املقررات الدراسية ‪ :‬يعترب ضعف األستاذ من األسباب‬ ‫‪-‬‬
‫الرئيسية يف فشل أو ضعف املناهج املطبقة و هذا يعود إىل عدة أسباب أمهها‪ -‬تدريس مقاييس ليست يف التخصص ‪ ،‬ضعف تكوين‬
‫األساتذة و عدم كفاءته‪ ،‬نقص الرقابة على األساتذة ‪ ،‬ضعف عملية االختيار و التوظيف‪ ،‬الفساد اإلداري يف اجلامعات‪ ،‬الظروف‬
‫املادية‪.‬‬
‫ضعف مستوى الطالب‪ :‬يقر كل األساتذة يف الوقت الراهن بضعف مستوى الطالب اجلامعي‪      ‬و هذا بالطبع يؤثر بشكل‬ ‫‪-‬‬
‫مباشر على املناهج و الطرق التعليمية املتبعة‪ ،‬فاألستاذ و اإلدارة من خالل مالحظتهما ضعف مستوى الطلبة حياوالن مع مرور الوقت‬
‫تكييف املناهج التعليمية مع مستوى الطالب و مع الزمن تدهوره هذه املناهج و أصبحت العالقة طردية بني مستوى الطالب ‪   ‬و املناهج‬
‫‪ ،‬هذا من أجل رفع مستوى النجاح‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫غياب هيئة خمتصة يف التخطيط اسرتاتيجي للمناهج التعليمية على مستوى عايل يف الوزارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم توافق و مواكبة الربامج و املناهج املتعبة للتطورات التكنولوجية احلالية‪ :‬نالحظ أن الربامج املناهج املتبعة يف التعليم العايل ال‬ ‫‪-‬‬
‫تتوافق و التقنيات املعلوماتية التكنولوجية احلديث‪ ،‬و عدم التوافق ‪  ‬و مسايرة التطورات احلاصلة على الساحة املعلوماتية يؤدي إىل‬
‫إضعاف مصداقية املناهج التعليمية املتبعة‪.‬‬
‫انفصال املناهج التعليمية عن الواقع املؤسسايت ‪ :‬تعمل الدول الغربية على تعزيز املناهج التعليمية من خالل ربطها بالواقع‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسايت‪ ،‬على خالف الدول العربية و على رأسها اجلزائر هناك شرخ كبري بن املناهج التعليمية و الطرق األكادميية املدرسة يف‬
‫اجلامعات و الواقع املؤسسايت و هذا بالطبع يودي إىل إضعاف مصداقية املناهج و الطرق التعليمية املتبعة ألنه من املفروض أن اجلامعات‬
‫مولد املورد البشري الذي يستغل مباشرةً من طرف خمتلف املؤسسات على مستوى البلد‪.‬‬
‫عدم تطبيق املرجعية الوطنية يف إعداد املناهج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم التوفيق بني حاجات اجملتمع و حمتويات الربامج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم االنسجام داخل املادة الواحدة و بني املواد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة جماراة مناهج التعليم اجلامعي للتطورات احلديثة يف جماالت العلوم‪ F‬والتكنولوجيا املختلفة وتدين مستوى استجابتها‬ ‫‪-‬‬
‫ملتطلبات هامة مثل االرتباط باحتياجات سوق العمل ومراعاة التوازن بني النظري والعملي‪ F‬والذي يالحظ من خالل الساعات‬
‫املخصصة‪ F‬للتدريب العملي‪.‬‬
‫اعتماد املنهج الدراسي بشكل رئيسي على امللخصات وقلة االعتماد على الكتب املنهجية املؤلفة من قبل أعضاء هيئة التدريس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسود طريقة احملاضرة أنشطة التعليم والتعلم يف اجلامعة تليها طريقة املناقشة وتكليف الطلبة بكتابة التقارير والبحوث ‪ ،‬أما‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام األساليب احملفزة للتفكري املبدع كطرق حل املشكالت والنقاش االستقصائي والطرق املعززة للعمل‪ F‬التعاوين مثل عمل‬
‫اجملموعات واملشروعات فنادرة االستخدام ‪.‬‬
‫شح فرص التطبيق العملي والتدريب امليداين اليت تتوفر إىل حد ما يف أجهزة ومرافق الدولة فقط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بطء تفاعل القطاع اخلاص يف حتديد احتياجاته من اخلرجيني ويف تقدمي اخلدمات التدريبية أثناء الدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثالث ضرورة إصالح و تجديد المناهج الجامعية‪ 2‬الحالية بما يسهل اندماج الخريجين في سوق الشغل‬
‫يتسم العصر الذي نعيش فيه بالتغريات السريعة بفعل انتشار املعرفة العلمية و التقنية و منوها املتزايد و كذا التغري السريع يف مستوى‬
‫املهارة ألداء األعمال املختلفة‪ ،‬كل ذلك فرض على قطاع الرتبية الذي يعترب مصدرا ألداء هذه املهام‪ ،‬فرض عليه مهاما جديدة يف جمال‬
‫إعداد القوى العاملة املؤهلة‪ ، 17‬يتم حتقيق هذه املهام من خالل تطوير املناهج اجلامعية مبا يتناسب مع خصائص البيئة احمللية من خالل‬
‫اجلمع بني الرتكيز على العملية الرتبوية من جهة و دمج االهتمامات العملية املتوافقه مع املستجدات يف سوق العمل‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تطوير الجوانب التربوية التي تشكل أركان المنهج الجامعي‪2‬‬
‫‪ .1‬تنمية قدرات األستاذ الجامعي‪:‬‬
‫إن ختريج طلبة قادرين على التعامل بشكل صحيح مع متطلبات البيئة احمليطة هبم يبدأ بإعداد املعلم‪ F‬الذي يتلقون‪ F‬منه العلم‪ ،‬كما أن‬
‫جناح التطوير للمناهج املدرسية حيتاج إىل معلمني مؤهلني علميا وتربويا‪ ،‬فنجاح عملية تنفيذ املنهاج تتوقف إىل حد كبري على وجود‬
‫معلمني مؤهلني قادرين على استيعاب الفلسفة الرتبوية للنظام الرتبوي وأهداف اجملتمع‪ ،‬وعمليات التطوير والتحديث للمناهج ‪،‬لتواكب‬
‫التطورات والتغريات العاملية يف شىت اجملاالت‪ ،‬وما حتتاجه هذه املناهج من اسرتاتيجيات للتدريس‪ F‬والتقومي‪ ،‬لتسهم يف إكساب‬
‫املتعلمني املعرفة واالجتاهات واملهارات الالزمة للعيش يف عامل متطور ومتغري وبعيدا عن الطرق التقليدية يف التدريس والتقومي‪ ،‬يتحقق‬
‫هذا التأهيل من خالل تبين سياسة مستمرة للتدريب‪ F‬العلمي و الرتبوي‪.18‬‬
‫‪ .2‬التطبيق الجيد لمنهاج المقاربة بالكفاءات (إستراتيجية التدريس)‬
‫من أهم خصائص املقاربة بالكفاءات ‪:‬‬
‫‪  -‬النظرة إىل احلياة من منظور عملي‪.‬‬
‫‪  -‬التخفيف من حمتويات املواد الدراسية‪.‬‬
‫‪  -‬ربط التعليم بالواقع واحلياة‪.‬‬
‫‪  -‬االعتماد على مبدأ التعليم والتكوين‪.‬‬
‫‪  -‬السعي إىل حتويل املعرفة النظرية إىل معرفة نفعية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم برامج التكوين انطالقا من الكفاءات الواجب اكتساهبا ‪.‬‬
‫‪ -‬تغري الكفاءات وفق السياق الذي تطبق فيه‪.‬‬
‫‪ -‬وصف الكفاءات بالنتائج واملعايري ‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة األوساط املعنية بربنامج التكوين يف مسار إعداد هذه الربامج ‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم الكفاءات انطالقا من النتائج واملعايري املكونة هلا ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد التكوين على اجلانب التطبيقي اخلاص ‪.‬‬
‫‪ -‬املعارف قابلة للتجنيد واملشاريع ( طريقة املشاريع )‪.‬‬
‫‪ .3‬التصريح بالأهداف المتوخاة من العملية‪ 2‬التعليمية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫حيث جيب إدراك ما هي املعارف واملهارات والتصرفات اليت يتعنّي على املتعلم‪/‬الطالب اكتساهبا من املنهاج‪ ،‬وكيف ينبغي أن تكون‬
‫النتائج متوافقة مع ما تتوقعه اجلامعة‪ ،‬ويستعمل هذا التصريح إلعالم األساتذة والطالب باألمور املتوقعة منهم واليت ميكن استعماهلا‬
‫إليصال املهمة التعليمية إىل اجملتمع خارج اجلامعة‪ ،‬و من أهم شروط األهداف الرتبوية اجليدة‬
‫‪ -‬أن تكون حمددة و واضحة و متنوعة بقدر اإلمكان ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتناسب مع ميول املتعلم‪ F‬و اهتماماته و قدراته املختلفة‪ ،‬و تعطيه الفرصة كي حيقق ذاته و طموحاته املستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتناسب مع طبيعة اجملتمع و فلسفته‪ ،‬و يف نفس الوقت تعكس خصائص هذا اجملتمع واجتاهاته ونظرته حنو املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬أن حتقق النمو الشامل للمتعلم‪( F‬العقلي‪ ،‬الوجداين‪ ،‬اجلسمي)‪.‬‬
‫‪ -‬و جيب أن تكون أهداف املناهج اجلامعية تتماشى مع ظروف بيئة الشغل‪.‬‬
‫‪.4‬تبنّي استراتيجيات تقويم مناسبة‬
‫يع ّد التقومي الوسيلة األساسية اليت تسمح لنا بتقومي ما توصلنا إليه‪ ،‬وال ب ّد من اختيار طريقة مناسبة للتقومي‪ ،‬متكننا من قياس فاعلية‬
‫الوصول إىل األمناط املختلفة من نتائج العملية التعليمية‪ ،‬ومن شأن هذا التقومي املساعدة يف تقرير إمكانية حتقيق نتائج العملية التعليمية‪،‬‬
‫وضمان أن تكون املعايري اليت وصل إليها املتخرجون ترتكز على النتائج املرجوة من املنهاج‪ ،‬ويراعى أن تتوقف طريقة التقومي على‬
‫النتائج املتوخاة يف جماالت املعرفة واملهارات‪ ،‬وأال تكون حمصورة فقط على االمتحان الشفهي‪ F‬واالمتحان الكتايب‪ ،‬وفيما يلي بعض‬
‫االسرتاتيجيات املناوبة للتقومي‪:‬‬
‫‪ -‬الوظائف واملهام يف قاعة الدرس بإشراف األستاذ ومساعديه‬
‫‪ -‬حتضري العروض‪ ،‬وامللصقات‪ ،‬وكتابة املقاالت‪ ،‬و املقابالت‪.‬‬
‫‪ -‬التقومي املرتكز على احلاسوب و التقومي املرتكز على املشاريع العملية‬
‫‪ .5‬تطوير المقررات‪:‬‬
‫قبل اختيار املقرر جيب حماولة اإلجابة عن التساؤالت التالية‪:‬‬
‫للمقرر؟‬
‫‪ -‬ما هي األهداف الرمسية واألغراض املعلنة ّ‬
‫‪ -‬ما هي قابلية تنفيذ هذه األهداف تبعاً لسوية الطالب والوقت املتاح؟‬
‫‪ -‬مدى ارتباط األهداف املعلنة مع الكفاءات‪/‬املهارات اليت حيتاجها الطالب يف حياته اليومية‪ ،‬خارج اجلامعة؟‬
‫‪ -‬مدى ارتباط األهداف مع الكفاءات‪/‬اخلربات اليت حيتاجها الطالب يف املرحلة األكادميية التالية؟‬
‫املقر ر يهدف إىل حتضري الطالب يف حقل مهين حمدد‪ ،‬مدى ارتباط األهداف مع الكفاءات اليت حيتاجها الطالب يف‬ ‫‪ -‬إذا كان ّ‬
‫مهنته املستقبلية؟‬
‫‪ -‬ارتباط حمتوى املقرر بكل جديد يف البيئة االجتماعية و الثقافية و اإلجتماعية‪.‬‬
‫املقرر؟‬
‫‪ -‬ما هي أهداف الطالب وتوقعاته من ّ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬متطلبات دمج مخرجات التعليم الجامعي في التنمية االقتصادية‬
‫من أجل تطوير وظيفة اجلامعة و جعل خمرجاهتا البشرية أكثر قدرة على التكيف مع سوق الشغل‪ ،‬فأنه يتعني حتقيق اجلوانب التالية‪:‬‬
‫‪.1‬تحويل دور الجامعة من التركيز على التوظيف إلى التركيز على مبدأ خلق فرص العمل‪:‬‬
‫تسعى اجلامعات التقليدية إىل البحث عن توافق خمرجاهتا مع متطلبات التوظيف يف سوق العمل‪ ،‬يف حني أن اجلامعة الريادية تبين‬
‫وتصمم مناهجها وختصصاهتا لتخريج طالب قادرين على خلق فرص العمل يف السوق‪ ،‬وهو التوجه الذي أدركته أوروبا حني اعتربت‬
‫عقدي السبعينيات والثمانينيات عقدي التوظيف يف حني أن التسعينيات وما تالها من سنني هي حقبة تغري سياسة التعليم العايل لرتكز‬

‫‪15‬‬
‫على مبادئ خلق فرص العمل وثقافة العمل احلر يف بناء األجيال القادمة‪ ،‬وهذا الدور اجلديد يعين أن تتمحور مناهج وطرق التدريس‬
‫حول استثمار األحباث واألفكار واملخرتعات لتمكن اجلامعة من أن تسهم يف التنافسية العاملية للدولة‪ ،F‬وتُعد خرجيها إىل حياة عملية أكثر‬
‫تعقيدا وأقل استقرارا تتوافق مع طبيعة الوظيفة املؤقتة‪ ،‬وعقد العمل املبين على اجلدارة‪ ،‬والتنقل الدويل‪ ،‬والتواصل الثقايف‪ ،‬واالنتماء‬
‫للشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬واالعتماد األعظم على توظيف الذات‪ ،‬وهبذا املعىن تتحول الشهادة اجلامعية من كوهنا وثيقة التوظيف‬
‫املستدمي إىل كوهنا جمرد بطاقة دخول إىل عامل العمل‪.‬‬
‫‪ .2‬الشراكة الحقيقية‪ 2‬مع أصحاب المصلحة من القطاعات العامة والخاصة والخريجين‪:‬‬
‫فاملناداة بالشراكة مع أصحاب املصاحل احمليطني باجلامعة مطلب قدمي تسعى كثري من اجلامعات إىل احلرص على تطبيق بعض مالحمه‪.‬‬
‫لكن املطلوب هو الشراكة املتوازنة اليت تتيح للجامعة االستفادة والتفاعل مع الشرائح املختلفة يف اجملتمع احمللي واليت يأيت على رأسها‬
‫اخلرجيون الذين يعتربون أصوالً استثمارية ضخمة حني حتسن اجلامعة التواصل معهم مبفهوم التمحور حول العميل‪ ،‬هذا إضافة إىل أمهية‬
‫الرتكيز على شراكة املنشآت الصغرية‪ ،‬ورواد األعمال‪ ،‬واجلمعيات غري اهلادفة للربح‪ ،‬والتوسع يف إنشاء املشاريع املشرتكة‪ ،‬واملنشآت‬
‫الصغرية‪ ،‬بناء ثقافة املنظمة والسلوك‪ F‬التنظيمي للجامعة‪ F‬يتطلب الرتكيز على اجملتمع احمليط والرواد احملليني‪.‬‬
‫‪ .3‬نقل التقنية والمعرفة ويتم ذلك بالتواصل الوثيق مع الجامعات المختلفة‪:‬‬
‫ومن وسائل نقل التقنية إقامة الواحات العلمية‪ ،‬ومراكز االبتكار وبرامج امللكية الفكرية واحلاضنات االفرتاضية و احلقيقية‪ ،‬تلك‬
‫احلاضنات اليت ميتد دورها من تشجيع األعمال احلرة الصغرية داخل اجلامعة مرورا بتقدمي اخلدمات االستشارية والتجهيزات املكتبية‬
‫‪ 1‬موقع املعهد العريب للتخطيط الكويت‪ ،)18/04/2010( ،‬العناصر الرئيسية لربنامج سوق العمل و ختطيط القوى العاملة‪www.arab-api.org ،‬‬
‫‪ 2‬منظمة العمل العربية‪ ،‬مكتب العمل العريب‪،‬املركز العريب لتنمية‪ F‬املوارد البشرية‪ ،‬حممد قرقب‪ ،‬الندوة اإلقليمية عن دور اإلرشاد و التوجيه املهين يف تشغيل‬
‫الشباب‪ ،‬طرابلس ‪. 13/7/2005-11:‬‬
‫‪ 3‬وزارة العمل و التشغيل و الضمان االجتماعي‪ ،‬إسرتاتيجية‪ F‬ترقية التشغيل و حماربة البطالة‪ ،‬ملف صحفي‪2008 ،‬‬
‫‪ 4‬وزارة العمل و التشغيل و الضمان االجتماعي ‪ ،‬تقييم مدى تنفيذ جهاز دعم اإلدماج املهين (‪ ، )DAIP‬التجمع اجلهوي لواليات الوسط‪ ،‬جويلية‪،F‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ 5‬وزارة العمل و التشغيل و الضمان االجتماعي‪ ،‬إسرتاتيجية‪ F‬ترقية التشغيل و حماربة البطالة‪ ،‬ملف صحفي‪2008 ،‬‬
‫‪ 6‬رحبي مصطفى عليان و عثمان حممد‪ F‬غنيم‪ ،‬مناهج و أساليب البحث العلمي ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2000 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪14-13‬‬
‫‪ 7‬مصطفى خليل الكسواين و آخرون‪ ،‬إدارة التعلم الصفي‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪97 :‬‬
‫‪ 8‬منتدى املهندس اجلزائري‪ ،)18/04/2010(،‬حبث حول النظام الرتبوي يف اجلزائر‪www.ingdz.com ،‬‬
‫‪ 9‬موقع أحلى حبث‪ ،)15/04/2010( ،‬تطور التعليم و مؤسساته يف اجلزائر‪www.ahlabaht.com ،‬‬
‫‪ 10‬موقع بوابة الوزير األول ‪/www.premier-ministre.gov ،)19/04/2010( ،‬‬
‫‪ 11‬موقع معهد اهلقار‪ ،)23/04/2010( ،‬نعيم بن حممد‪ ، F‬التعليم العايل يف اجلزائر‪ :‬التحديات‪ ،‬الرهانات و أساليب التطوير‪www.hoggar.org،‬‬
‫‪ 12‬موقع منهل الثقافة الرتبوية‪ ،)23/04/2010( ،‬مفهوم املنهج الدراسي‪-‬تنظيم املنهد الدراسي‪www.manhal.net ،‬‬
‫‪ 13‬موقع مؤسسة احلوار املتمدن‪ ،)20/04/2010( F،‬تركي البريماين‪ ،‬مستلزمات جتديد املناهج الدراسية وجتويدها‪www.alhewar.org ،F‬‬
‫‪ 14‬حممد‪ F‬حسن اللقاين‪ ،‬املناهج بني النظرية و التطبيق‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ 15‬موقع جريان‪ ،)19/04/2010( ،‬ملاذا بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات؟‪www.dlamjia.jeeran.com ،‬‬
‫‪ 16‬موقع جملة‪ F‬علوم إنسانية‪ ،)22/04/2010( ،‬قورين حاج قويدر ‪ ،‬واقع و متطلبات إصالح مناهج التعليم اجلامعي ‪www.ulum.nl.com ،‬‬
‫‪ 17‬حممد حرب‪ ،‬اإلدارة اجلامعية‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1998 ،‬ص ‪19:‬‬
‫‪ 18‬علي محود علي‪ ،‬تنمية‪ F‬تطوير كفايات و فعالية أعضاء هيئة التدريس مبؤسسات التعليم العايل‪ ،‬ندوة تنمية أعضاء هيئة التدريس‪ F،‬كلية الرتبية‪ F،‬جامعة امللك‬
‫سعود‪.2004 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫وحىت استضافة املشاريع ورعايتها حىت تتخرج من اجلامعة‪ ،‬ومن خالهلا يتم جتسيد ما يسمى بنظرية احللزون الثالثي املرتكز على‬
‫اجلامعات وقطاعات األعمال واحلكومة واملعزز بالتوأمة املدروسة مع اجلامعات املتقدمة‪ F‬يف اجملاالت املنشودة‪.‬‬
‫‪ .4‬التعليم القائم على اإلبداع واالبتكار‪:‬‬
‫األساليب التقليدية للتعليم‪ F‬القائم على التلقني واحلفظ مل تعد تناسب التعليم اجلامعي احلديث‪ ،‬فاجلامعة حتتاج اليوم إىل تعليم على توليد‬
‫األفكار والتأمل واالبتكار‪ ،‬وإطالق العنان لإلبداع املتحرر من النمطية‪ ،‬والتفكري املؤطر‪ ،‬والتدرج املنطقي الرتيب‪ ،‬مع ضرورة تدريب‬
‫الطالب على التفكري الريادي و الذي يعين تدريب الطالب على مفهوم‪'' F‬املنشأة'' أثناء الدراسة اجلامعية‪ ،‬هذا املفهوم الذي يوجه التفكري‬
‫واإلبداع إىل مكونات وأنشطة ومهارات بناء ''املنشأة'' ويصبح التعليم التطبيقي اجملال الشائع ألساليب التعليم اجلامعي‪ ،‬وقد سبقت‬
‫أوروبا كثريا من الدول يف هذا اجملال‪ ،‬حيث استحدثت منذ عام ‪1988‬م عدداً كبرياً من الربامج التشجيعية ملفهوم‪'' F‬املنشأة'' يف التعليم‬
‫العايل بشراكة ودعم من شركات القطاع اخلاص على املستوى احمللي واإلقليمي‪ ،‬وكانت مثرته أن أعدت جيالً من الشباب ميتلك روح‬
‫الريادية‪ ،‬كما أن التعليم االبتكاري القائم على اإلبداع واالبتكار يتطلب تبين النظام التعليمي‪ F‬متعدد التخصص الذي يتيح للطالب فرصة‬
‫تعدد التأهيل واالختيار من بني التخصصات املتنوعة مما ينمي سعة األفق‪ ،‬ورحابة التفكري‪ ،‬وربط األفكار‪ ،‬ويوجد مناخاً تعليماً متعدد‬
‫األبعاد التخصصية يسهم يف الوصول إىل فكرة ميكن حتويلها إىل مشروع منتج‪.‬‬
‫‪ .5‬نشر ثقافة ريادة األعمال في أوساط الطلبة‪:‬‬
‫وجود اإلدارة الواعية بأمهية التوجه حنو ريادة األعمال واملقتنعة بآليات بناء جيل املعرفة والتحول حنو االقتصاد املعريف هو أحد أهم‬
‫عناصر بناء اجلامعة الريادية‪ ،‬فنشر ثقافة ريادة األعمال يتطلب وقتاً طويالً وبرامج متنوعة وتعهدا مستمرا‪ .‬هذه القيادة جيب أن تتميز‬
‫باإلميان العميق بالفكرة‪ ،‬والتبين اجلاد ملفهوم اجلامعة الريادية‪ ،‬ووضع اخلطط اإلسرتاتيجية هلا‪ ،‬والربامج التنفيذية ملراحلها‪ ،‬ومن ذلك‬
‫استحداث الربامج الداعمة لبناء رواد األعمال يف التعليم اجلامعي مثل مراكز التميز لريادة األعمال‪ ،‬واألندية والشركات الطالبية‪،‬‬
‫ومنافسات خطة العمل‪ ،‬وزمالة األعمال ومسابقات مشاريع ريادة األعمال‪ .‬وختاما‪ :‬فإن ما يبعث على األمل ويزيد من التفاؤل أن‬
‫مفهوم اجلامعة الريادية ال يزال يف عقوده األوىل يف أمريكا وأوروبا فيمكن للجامعات اجلادة يف وطننا الغايل أن تلحق بالركب وختتصر‬
‫الزمن وتضع لنفسها موقعا تنافسيا بالتميز عن طريق ريادة األعمال‪.19‬‬
‫‪ .6‬توطيد العالقات مع المؤسسات‪ 2‬االقتصادية‬
‫كاملصارف‪ ،‬وأرباب الصناعة‪ ،‬واجلمعيات املهنية كنقابات املهندسني‪ ،‬واحملامني‪ ،‬عن طريق تأمني متثيل دائم هلم يف خمتلف اجملالس‬
‫اجلامعية (كمجالس األقسام والكليات واجلامعات) مبا يتيح هلم تقدمي النصح واملشورة العلمية حول حاجات خمتلف هذه القطاعات‬
‫االقتصادية واإلنتاجية‪ ،‬األمر الذي ينعكس بدوره على احملتوى العلمي‪ F‬للربامج التعليمية وعلى خطط البحث العلمي يف هذه اجلامعات‪.‬‬
‫الخاتمة (نتائج و توصيات)‬
‫لن يكون للتعليم اجلامعي دور فعال يف اجملتمع إن مل يتم استغالل خمرجاته اليت تتمثل يف املوارد البشرية اليت مت تكوينها علميا‪ ،‬كما أن‬
‫هذه الكفاءات لن تتمكن من أداء دور فعال و ريادي يف سوق الشغل إن مل يتم وضع خطط و سياسات للتنسيق بني املؤسسات‬
‫اجلامعية من جهة و باقي املؤسسات األخرى اليت تنتمي لباقي القطاعات االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬
‫و يف سبيل إعداد اخلرجني إعدادا جيدا لسوق العمل فإننا حنتاج إىل‪:‬‬
‫‪ ‬تطوير مناهج البحث العلمي و جتديدها‪ ،‬من خالل إعادة النظر يف احملتوى العلمي و تبين إسرتاتيجية املقاربة بالكفاءات يف‬
‫عملية التدريس‪ ،‬و كذا حتسني أداء األساتذة من خالل الدورات التدريبية املستمرة‪ ،‬و تغيري أساليب التقومي جلعلها أكثر مرونة و‬
‫مصداقية‪.‬‬
‫‪ 19‬موقع صحيفة االقتصادية االلكرتونية‪ ،)20/04/2010( ،‬أمحد الشميمري‪ ،‬املتطلبات اخلمسة لبناء اجلامعة الريادية‪www.aleqt.com ،‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ‬اعتماد منهاج تعليمي يركز على تطوير املهارات اخلاصة لدى الطلبة كمهارة اإلبداع و االبتكار‪ ،‬و مهارة التواصل و العمل‬
‫اجلماعي‪ ،‬إضافة إىل تنمية املهارات القيادية لديهم و كذا تطوير املهارات اللغوية و احلاسوبية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد خمتصني تربويني يف اجلامعات‪ ،‬مهمتهم مساعدة الطلبة عند عملية التوجيه األكادميي قبل اختيارهم للتخصصات‬
‫وإطالعهم على طبيعة دراستهم وعملهم املستقبلي‪ F‬بعد التخرج ‪،‬و خمتصني آخرين يساعدوهنم يف توجيههم حنو كيفية إجياد فرص عمل‬
‫و ما هي متطلبات اجملتمع و فرص العمل املنتجة اليت تسد النقص يف حاجات أفراه‪ ،‬كما ميكن أن يتم هذا التوجيه من خالل ندوات‬
‫علمية و مهنية أو ورشات عمل‪.‬‬
‫‪ ‬من الضروري‪ F‬ربط السياسة التعليمية للبلد باحتياجات خطط التنمية من القوى البشرية من خالل إتباع سياسة ختطيط للتعليم‪F‬‬
‫متوافقة مع هذه االحتياجات‪.‬‬
‫‪ ‬حتسني نوعية التعليم بصورة عامة والتعليم‪ F‬العايل بصورة خاصة‪ ،‬واالهتمام باجلوانب التطبيقية والتدريبية والعمل امليداين حىت‬
‫يكون باإلمكان أن يتخرج طلبتنا قادرين على العمل واثقني من أنفسهم‪ ،‬وحماولة تطبيق أمناط تعليمية مستخدمة‪ F‬يف بلدان العامل املتقدمة‬
‫األخرى أو تطوير استخدامها إن كانت مستخدمة‪ ،‬مثال ذلك دورات التعليم املستمر‪ ،‬والتعليم املفتوح ‪ ،‬والتعليم‪ F‬عن بعد والتعليم‪F‬‬
‫التعاوين وهذا األخري يستثمر دمج الدراسة والعمل‪.‬‬
‫‪ ‬تبين إطار فكري منظم هدفه حتقيق جودة تعليمية شاملة و نشر هذه الفلسفة يف‪ :‬اجملتمع و البيئة اخلارجية‪ ،‬منظمات املعلمني‪،‬‬
‫اإلدارات التعليمية املركزية و احمللية‪ ،‬املدرسة أو اجلامعة‪.20‬‬
‫‪ 20‬امحد إبراهيم امحد‪ ،‬اجلودة الشاملة يف اإلدارة التعليمية و املدرسية‪ ،F‬دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،F‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2003 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.204‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الكتب‬
‫‪ .1‬امحد إبراهيم امحد‪ ،‬اجلودة الشاملة يف اإلدارة التعليمية و املدرسية‪ ،F‬دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ F،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2003 ،‬‬
‫‪ .2‬رحبي مصطفى عليان و عثمان حممد غنيم‪ ،‬مناهج و أساليب البحث العلمي‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪.2000 ،‬‬
‫‪ .3‬حممد حرب‪ ،‬اإلدارة اجلامعية‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪.1998 ،‬‬
‫‪ .4‬حممد حسن اللقاين‪ ،‬املناهج بني النظرية و التطبيق‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ .5‬مصطفى خليل الكسواين و آخرون‪ ،‬إدارة التعلم الصفي‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬
‫ثانيا ‪ :‬البحوث و الوثائق الرسمية‬

‫‪18‬‬
‫‪ .1‬منظمة‪ F‬العمل العربية‪ ،‬مكتب العمل العريب‪،‬املركز العريب لتنمية املوارد البشرية‪ ،‬حممد قرقب‪ ،‬الندوة اإلقليمية عن دور اإلرشاد و التوجيه املهين يف‬
‫تشغيل الشباب‪ ،‬طرابلس ‪.13/7/2005-11:‬‬
‫‪ .2‬وزارة العمل و التشغيل و الضمان االجتماعي‪ ،‬إسرتاتيجية ترقية التشغيل و حماربة البطالة‪ ،‬ملف صحفي‪2008 ،‬‬
‫‪ .3‬وزارة العمل و التشغيل و الضمان االجتماعي ‪ ،‬تقييم مدى تنفيذ جهاز دعم اإلدماج املهين (‪ ، )DAIP‬التجمع اجلهوي لواليات الوسط‪،‬‬
‫جويلية‪.2008 ،‬‬
‫‪ .4‬علي محود علي‪ ،‬تنمية تطوير كفايات و فعالية أعضاء هيئة التدريس مبؤسسات التعليم العايل‪ ،‬ندوة تنمية أعضاء هيئة التدريس‪ ،‬كلية‪ F‬الرتبية‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪.2004 ،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مقاالت و بحوث من االنترنت‬
‫‪ .1‬موقع أحلى حبث‪ ،)15/04/2010( ،‬تطور التعليم و مؤسساته يف اجلزائر‪www.ahlabaht.com ،‬‬
‫‪www.arab-‬‬ ‫‪ .2‬موقع املعهد العريب للتخطيط الكويت‪ ،)18/04/2010( ،‬العناصر الرئيسية لربنامج سوق العمل و ختطيط القوى العاملة‪،‬‬
‫‪.api.org‬‬
‫‪ .3‬منتدى املهندس اجلزائري‪ ،)18/04/2010(،‬حبث حول النظام الرتبوي يف اجلزائر‪www.ingdz.com ،‬‬
‫‪ .4‬موقع بوابة الوزير األول ‪/www.premier-ministre.gov ،)19/04/2010( ،‬‬
‫‪ .5‬موقع جريان‪ ،)19/04/2010( ،‬ملاذا بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات؟‪www.dlamjia.jeeran.com ،‬‬
‫‪ .6‬موقع صحيفة االقتصادية االلكرتونية‪ ،)20/04/2010( F،‬أمحد الشميمري‪ ،‬املتطلبات اخلمسة لبناء اجلامعة الريادية‪www.aleqt.com ،‬‬
‫‪ .7‬موقع مؤسسة احلوار املتمدن‪ ،)20/04/2010( ،‬تركي البريماين‪ ،‬مستلزمات جتديد‪ F‬املناهج الدراسية وجتويدها‪www.alhewar.org ،‬‬
‫‪ .8‬موقع جملة علوم إنسانية‪ ،)22/04/2010( ،‬قورين حاج قويدر ‪ ،‬واقع و متطلبات إصالح مناهج التعليم اجلامعي ‪،‬‬
‫‪www.ulum.nl.com‬‬
‫‪ .9‬موقع معهد اهلقار‪ ،)23/04/2010( ،‬نعيم بن حممد ‪ ،‬التعليم العايل يف اجلزائر‪ :‬التحديات‪ ،‬الرهانات و أساليب التطوير‪،‬‬
‫‪www.hoggar.org‬‬
‫‪ .10‬موقع منهل الثقافة الرتبوية‪ ،)23/04/2010( F،‬مفهوم املنهج الدراسي‪-‬تنظيم املنهد الدراسي‪www.manhal.net ،‬‬

‫‪19‬‬
‫الهوامش‬

‫‪20‬‬

You might also like