Download as odt, pdf, or txt
Download as odt, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫تقدمة‬

‫أهال بك عزيزي القارئ في لقاء جديد نترافق سويا في جولة قصيرة في أروقة وساحات أعمالنا‪ ,‬حيث‬
‫نلتقي بالعديد من العاملين بكافة طوائفهم الوظيفية‪ ,‬من رئيس وزميل ومرؤوس وقد نقابل بعضا من‬
‫الجمهور لو كانت جهة عملنا جهة خدمية‪.‬‬

‫من المنطقي والعقالني أننا سنتعامل مع كل فئة منهم بطريقة مختلفة تناسب وضعها الوظيفي‪ ,‬وإن‬
‫كان القاسم المشترك في أسلوب معاملتنا للجميع هو الود واالحترام المتبادل والذوقيات العامة‬
‫المتعارف عليها‪.‬‬

‫قاعدة المنطلق‬
‫وتعال بنا عزيزي القارئ قبل الخوض في تفصيالت األسلوب المالئم لكل فئة وظيفية نذكر أهم قاعدة‬
‫مشتركة تنطلق منها جميع قواعد التعامل والتواصل بصفة عامة في بيئة العمل‪ ,‬فلكل موظف حقوق‬
‫وعليه واجبات‪ ,‬وكما ذكرنا سابقا فالود واالحترام المتبادل من أهم القواعد وهي متضمنة في الحقوق‬
‫والواجبات في آن واحد وينضم إليها حسن العرض والمناقشة‪ ,‬وتقبل ومجاراة طباع الغير غير المضرة‪,‬‬
‫ومراعاة البعد اإلنساني‪.‬‬

‫ويندرج تحت كل قاعدة من المذكورة تلك‪ ,‬قواعد وتفريعات وتفصيالت ليس مجال ذكرها هنا‪ ,‬ويمكنك‬
‫عزيزي التوسع في القراءة عنها‪ ,‬وقد نفرد لها مقاال خاصا في وقت الحق‪ ,‬ولكنك إذا منحتها مساحة من‬
‫الوقت والتفكير ستتبين أهميتها في تحقيق سيادة الوئام في بيئة العمل‪.‬‬

‫الوئام في بيئة العمل ‪ ..‬لماذا؟‬


‫يقولون عزيزي القارئ ‪-‬وقولهم صواب‪ -‬أن الضد بالضد يتضح‪ ,‬لذلك تعال نتخيل بيئة العمل وقد هجرها‬
‫الوئام‪ ,‬وحل بدال منه الشقاق والخصام‪ .. ,‬هل تخيلت؟! ماذا ترى؟! هل الحظت العداوة بين ابعض‬
‫بسبب تعارض المصالح وغياب التعاون وانتشار األنانية‪ ,‬هل ترى آثار المحسوبية المختبئة ببعض القرائن‬
‫الرسمية‪ ,‬هل لمحت هذه التحزبات وتخطيط المكائد في الخفاء للغير؟ هل رأيت كذا وكذا؟ واألهم هل‬
‫رأيت العمل يتم ويسير وفق المفترض؟!‬

‫ثم اآلن الحظ الوجوه العابسة وهي مستيقظة في الصباح وراءها عمل بمثل هذه البيئة البغيضة‪ ,‬ذاهبة‬
‫لتكمل مرحلة من مراحل الصراع والتنابذ‪ ,‬وهي ال تعلم بأي قلب ستعود اليوم‪ ,‬هل هو قلب المنتصر أم‬
‫الضحية المنهزمة‪ .‬هل أدركت دور الوئام في بيئة العمل؟! البد أنك قد أدركت بالفعل‪ .‬ومن هنا تتضح‬
‫أهمية تطبيق قواعد التعامل والتواصل بين الفئات الوظيفية المختلفة‪ ,‬فتعال نتعرف على أهمها‪.‬‬

‫الرئيس‬
‫هو األب الروحي للمؤسسة وراعي الحقوق والواجبات وضامن تطوير قدرات العاملين و الحفاظ على‬
‫صالحية بيئة العمل ألداء الوظائف والمهام المتوقعة منها‪ ,‬من خالل تطبيق قواعد التواصل بأكبر قدر‬
‫ممكن‪.‬‬
‫تشمل حقوق الرئيس في العمل‪ ,‬باإلضافة لما سبق التنويه عنه تنفيذ تعليماته بكل دقة‪ ,‬ومعاونته على‬
‫اتخاذ قرارات سليمة واقعية تصب في مصلحة العمل‪ ,‬واالجتهاد في القيام بالوظائف حتى ال يتسبب‬
‫التقصير في وقوع الحرج أو الضرر عليه من رؤسائه‪ ,‬كما تتضمن حقوقه الرجوع إليه في النزاعات‬
‫ليفصل فيها بدال من أخذ الحقوق بصورة منفردة تشعل بيئة العمل بالصراعات واألضرار‪ ,‬كما أن تقديم‬
‫االقتراحات النافعة من حقوقه على مرؤوسيه أيضا‪ ,‬وكذلك يجب عن المرؤوس تجنب تصدير المشكالت‬
‫المعرقلة إليه‪ ,‬إال في حالة المشكالت الواقعية‪ ,‬فيمكن رفعها للرئيس مع اقتراح بعض الحلول ليتخذ‬
‫القرار بشأنها‪ .‬وال داعي للتنبيه على أهمية الحفاظ على وقته عند زيارته في مكتبه ألي من األسباب‬
‫السابقة أو غيرها‪.‬‬

‫الزميل‬
‫هو الداعم األساسي في بيئة العمل‪ ,‬فهو من يعلمك كيفية أداء العمل إذا كنت حديئا في المكان‪ ,‬وهو‬
‫من يخبرك بالطريقة المثلى للتعامل مع طبائع األشخاص الموجودين‪ ,‬وهو من يساعدك في وقت تراكم‬
‫األعمال وهو من ينوب عنك في حالة اضطرارك للغياب عن العمل كما أنه مصب فضفضاتك‬
‫واستشاراتك الخاصة‪ ,‬ومنبع خبرات متعددة‪ ,‬ومصدر قدرات تميز عنك بها‪ .‬أال يستحق االعتناء بالتواصل‬
‫معه‪.‬‬
‫بعد تطبيق القواعد المشتركة‪ ,‬فيجب تفهم طبيعته الشخصية وقبولها طالما ال تتسبب بأضرار‪ ,‬تقديم‬
‫النصح واإلرشاد حين االحتياج‪ ,‬أو حتى بدون طلب إذا كان الزميل مقربا‪ ,‬إسراع الزميل بالمعاونة في‬
‫حاالت األعمال الطارئة‪ ,‬مع عدم اإلخالل بواجباته هو‪ .‬المسارعة في حل أي بوادر خالفات بين الزمالء‬
‫وتقريب وجهات النظر والسعي للتوفيق بينها‪ ,‬الحفاظ على مكتبه وأوراقه وأدواته في غيابه‪ ,‬تقديم‬
‫العون المعنوي عند الحاجة وتخفيف األعباء النفسية عند القدرة‪ ,‬الحرص على تقدمه مهنيا على كافة‬
‫اإلتجاهات‪.‬‬

‫المرؤوس‬
‫هو األصابع الذهبية التي تؤدي العمل وتحول خطط الرؤساء إلى واقع ملموس‪ ,‬وهو الجندي الذي يسارع‬
‫في نجدة رئيسه حال الطوارئ‪ ,‬وهو الجزء المتحرك في المؤسسة الذي يقع عليه أكبر جهد ومخاطر‪,‬‬
‫وهو مجمع الخبرات التي تحتاجها المؤسسة وبذرة اإلدارة الرشيدة في المستقبل‪.‬‬
‫يجب أن تكون لمرؤوسك قائدا وليس مديرا‪ ,‬فالقائد يعلم ويشارك في العمل ويحرص على أن يكون‬
‫قدوة يتأسى به مرؤوسوه‪ ,‬وهو المدافع عن حقوق من يعمل معه‪ ,‬أما المدير فهو يأمر وينتظر تنفيذ‬
‫األوامر بدون مراعاة األبعاد المختلفة لألوامر وتوابعها‪ .‬فكن قائدا يحرص على تطوير القدرات المهنية‬
‫والتواصلية واالجتماعية بين مرؤوسيه‪ ,‬احرص على إزالة مبادئ الخالفات بينه وبين زمالئه وتقييم عمله‬
‫مع التقويم والمتابعة‪ ,‬واتبع أساليب الثواب والعقاب وفق طبيعة واستحقاق ذلك المرؤوس لكي يظل‬
‫العمل ساريا في طريق قويم‪ .‬تجنب طغيان مقامات القلوب على العدالة بين مرؤوسيك‪ ,‬واحرص على‬
‫تكليف المرؤوس بما يطيق لكي يعطيك ما يليق‪ ,‬وتذكر دوما روح اللوائح والقوانين عند تطبيقها‪ ,‬وتذكر‬
‫أن إنشاء فريق داعم لك هو خير ما تقدم لنفسك‪ ,‬وتربية جيل مهني بالقدوة هو خير ما تقدم لمن‬
‫يخلفك‪.‬‬

‫الجمهور‪%‬‬
‫وقد نسميه العميل أو المستفيد‪ ,‬فقد يكون متلق لخدمة في مصلحة حكومية‪ ,‬أو طالبا في مدرسة‪ ,‬أو‬
‫مريضا في مركز صحي وهكذا‪ .‬وتذكر أنك موظف في مؤسستك ولكنك جمهور مؤسسة أخرى‪ ,‬فعامل‬
‫كما تحب أن تعامل‪.‬‬

You might also like