Professional Documents
Culture Documents
التحكم في الدين العمومي
التحكم في الدين العمومي
التحكم في الدين العمومي
رئيس الحكومة
مجلس النواب
اإلثنين 20شوال 24( 1440يونيو )2019
جوابا على سؤالكم املتعلق ب"التحكم في الدين العمومي" ،أود في البداية ،وقبل
التطرق الى السياسة التي تعتمدها الحكومة للتحكم في املديونية ،أن أشير الى املالحظات
اآلتية:
.1إن ارتفاع املديونية يرتبط باألساس بمستوى عجز امليزانية ،إذ أن املوارد الذاتية
للخزينة غير كافية لتمويل املشاريع االستثمارية واالصالحات الهيكلية التي تعتبر
ضرورية من أجل الرفع من مستوى النمو وتخفيض البطالة ،الش يء الذي يتطلب
تمويله اللجوء إلي موارد إضافية داخلية وخارجية عن طريق االقتراض مما يجعل
اللجوء الى االستدانة حاجة ماسة؛
.2إن اللجوء إلى االستدانة عند الضرورة ال يشكل إشكاال في حد ذاته ،شريطة
التحكم ،من جهة ،في أوجه صرف واستعمال التمويالت املعبأة ،وذلك بالحرص
على تسخيرها حصريا لتمويل االستثمارات املنتجة ،وهو ما أصبح إلزاميا بموجب
مقتضيات القانون التنظيمي لقانون املالية ،والحرص ،من جهة أخرى ،على أال
يتعدى مستوى املديونية السقف الذي يضمن القدرة على تسديدها وسالمة املالية
العمومية؛
.3إن اللجوء إلى االقتراض يخضع للترخيص القبلي من قبل البرملان ،باعتبار أن
مستوى املداخيل والنفقات وحاجيات التمويل السنوية يتم الترخيص لها في إطار
قانون املالية السنوي ،والذي يحدد سقفا ملستوى التمويالت الخارجية ال يمكن بأي
حال تجاوزه ،وتتم تغطية الفارق املتبقي من احتياجات التمويل باملوارد الداخلية؛
2
.4في إطار اللجوء الى االقتراض ،تعمل الحكومة على احترام املبادئ التالية:
توجيه املوارد املتأتية من القروض أساسا إلى املشاريع االستثمارية .تطبيقا
للقاعدة الذهبية املضمنة في القانون التنظيمي لقانون املالية ،املشار إليها
أعاله ،والتي تلزم الحكومة بتوجيه موارد املديونية كليا إلى االستثمار؛
التحكيم بين مصادر التمويل الداخلية والخارجية من أجل الحصول على
شروط مواتية تضمن أقل كلفة ممكنة مع التقليل من مخاطر تقلبات أسعار
الفائدة والصرف.
أما فيما يخص السياسة التي تعتمدها الحكومة للحد من االستدانة ،فإنها تتم
أساسا عبر التحكم في عجز امليزانية ،والزيادة في نسبة النمو ،وكذا تعبئة املوارد الذاتية
لتمويل املشاريع التنموية.
وفي هذا الصدد ،فإن الحكومة حريصة على تفعيل اإلصالحات التي تضمنها
البرنامج الحكومي والهادفة أساسا إلى توطيد دينامية التنمية عبر مواصلة األوراش
الكبرى للبنية التحتية واالستراتيجيات القطاعية ،وتحقيق إقالع االقتصاد الوطني ودعم
االستثمار واملقاولة ،وذلك عبر إجراءات عملية ،ووفق رؤية مندمجة ،نذكر أهم محاورها:
النهوض بالقطاع الصناعي واملقاولة؛
تحسين املداخيل الجبائية من خالل توسيع الوعاء الضريبي ومحاربة التملص
والغش؛
مواصلة التحكيم بين املوارد الداخلية والخارجية مع األخذ بعين االعتبار العوامل
املرتبطة أساسا بظروف االقتصاد الوطني وخاصة وضعية السيولة في السوق
3
الداخلي وكذا شروط التمويل في السوق املالي الدولي من أجل خفض كلفة الدين
وشروط التمويل للخزينة.
ووعيا من الحكومة بأهمية الحفاظ على التوازنات املاكرو اقتصادية خاصة في ظل
تزايد الكراهات الداخلية والخارجية وارتفاع حجم االلتزامات ولتخفيف العبء على
ميزانية الدولة ،فإنها تعتزم اعتماد آلية جديدة لتمويل املشاريع االستثمارية املبرمجة
بامليزانية العامة .وتهدف هذه اآللية الجديدة املبنية على الشراكة املؤسساتية إلى فسح
املجال أمام بعض املؤسسات للمساهمة في تمويل مشاريع البنيات التحتية ومواكبة
مختلف االستراتيجيات القطاعية ،وذلك لجعلها رافعة الستقطاب استثمارات إضافية في
إطار تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وعلى عكس ما تذهب إليه عدد من املداخالت التي تحاول تصوير مستوى
املديونية بالكارثي ،وتحميل الحكومة هذه الوضعية ،فإن املؤشرات املسجلة تؤكد
عكس ذلك تماما .ذلك أن نسبة مديونية الخزينة انخفضت من %65.1سنة 2017إلى
%64.7سنة .2018ولقد سمح هذا التطور اليجابي بوضع حد للمنحى التصاعدي
الذي تعرفه بالدنا منذ 2009لهذه املديونية نسبة إلى الناتج الداخلي الخام.
وأؤكد هنا على أن سبب مستوى املديونية الحالي ال يرجع إلى عجز السنتين أو
السنوات الثالثة األخيرة ،وإنما إلى تراكم نسب العجز املرتفعة املسجلة خالل سنوات
خلت .ولقد تم تحقيق هذه النتائج الهامة بفضل الصالحات والتدابير والجراءات
املتخذة ،علما أن التحكم في املديونية من األهداف األساسية في البرنامج الحكومي.
وأود أن أوضح لبعض إخواننا في املعارضة أنه بين عامي 2009و ،2012زادت
املديونية بأكثر من 12نقطة مئوية من الناتج الداخلي الخام ،بينما انخفضت ،وألول
مرة ،بنسبة 0.4نقطة سنة .2018أما الباقي ،فمجرد تأويالت ولي لعنق األرقام
واملعطيات.
4