التحكم في الدين العمومي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫اململكة املغربية‬

‫رئيس الحكومة‬

‫الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة‬


‫(املادة ‪ 100‬من الدستور)‬

‫مجلس النواب‬
‫اإلثنين ‪ 20‬شوال ‪ 24( 1440‬يونيو ‪)2019‬‬

‫جواب رئيس الحكومة‬


‫الدكتورسعد الدين العثماني‬

‫باقي األسئلة (‪:)02‬‬


‫"التحكم في الدين العمومي "‬

‫(فريق األصالة واملعاصرة)‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪،‬‬
‫الحمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه أجمعين؛‬

‫السيد رئيس مجلس النواب املحترم‪،‬‬


‫السيدات والسادة النواب املحترمين‪،‬‬

‫جوابا على سؤالكم املتعلق ب"التحكم في الدين العمومي"‪ ،‬أود في البداية‪ ،‬وقبل‬
‫التطرق الى السياسة التي تعتمدها الحكومة للتحكم في املديونية‪ ،‬أن أشير الى املالحظات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬إن ارتفاع املديونية يرتبط باألساس بمستوى عجز امليزانية‪ ،‬إذ أن املوارد الذاتية‬
‫للخزينة غير كافية لتمويل املشاريع االستثمارية واالصالحات الهيكلية التي تعتبر‬
‫ضرورية من أجل الرفع من مستوى النمو وتخفيض البطالة‪ ،‬الش يء الذي يتطلب‬
‫تمويله اللجوء إلي موارد إضافية داخلية وخارجية عن طريق االقتراض مما يجعل‬
‫اللجوء الى االستدانة حاجة ماسة؛‬
‫‪ .2‬إن اللجوء إلى االستدانة عند الضرورة ال يشكل إشكاال في حد ذاته‪ ،‬شريطة‬
‫التحكم‪ ،‬من جهة‪ ،‬في أوجه صرف واستعمال التمويالت املعبأة‪ ،‬وذلك بالحرص‬
‫على تسخيرها حصريا لتمويل االستثمارات املنتجة‪ ،‬وهو ما أصبح إلزاميا بموجب‬
‫مقتضيات القانون التنظيمي لقانون املالية‪ ،‬والحرص‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬على أال‬
‫يتعدى مستوى املديونية السقف الذي يضمن القدرة على تسديدها وسالمة املالية‬
‫العمومية؛‬
‫‪ .3‬إن اللجوء إلى االقتراض يخضع للترخيص القبلي من قبل البرملان‪ ،‬باعتبار أن‬
‫مستوى املداخيل والنفقات وحاجيات التمويل السنوية يتم الترخيص لها في إطار‬
‫قانون املالية السنوي‪ ،‬والذي يحدد سقفا ملستوى التمويالت الخارجية ال يمكن بأي‬
‫حال تجاوزه‪ ،‬وتتم تغطية الفارق املتبقي من احتياجات التمويل باملوارد الداخلية؛‬

‫‪2‬‬
‫‪ .4‬في إطار اللجوء الى االقتراض‪ ،‬تعمل الحكومة على احترام املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬توجيه املوارد املتأتية من القروض أساسا إلى املشاريع االستثمارية‪ .‬تطبيقا‬
‫للقاعدة الذهبية املضمنة في القانون التنظيمي لقانون املالية‪ ،‬املشار إليها‬
‫أعاله‪ ،‬والتي تلزم الحكومة بتوجيه موارد املديونية كليا إلى االستثمار؛‬
‫‪ ‬التحكيم بين مصادر التمويل الداخلية والخارجية من أجل الحصول على‬
‫شروط مواتية تضمن أقل كلفة ممكنة مع التقليل من مخاطر تقلبات أسعار‬
‫الفائدة والصرف‪.‬‬
‫أما فيما يخص السياسة التي تعتمدها الحكومة للحد من االستدانة‪ ،‬فإنها تتم‬
‫أساسا عبر التحكم في عجز امليزانية‪ ،‬والزيادة في نسبة النمو‪ ،‬وكذا تعبئة املوارد الذاتية‬
‫لتمويل املشاريع التنموية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن الحكومة حريصة على تفعيل اإلصالحات التي تضمنها‬
‫البرنامج الحكومي والهادفة أساسا إلى توطيد دينامية التنمية عبر مواصلة األوراش‬
‫الكبرى للبنية التحتية واالستراتيجيات القطاعية‪ ،‬وتحقيق إقالع االقتصاد الوطني ودعم‬
‫االستثمار واملقاولة‪ ،‬وذلك عبر إجراءات عملية‪ ،‬ووفق رؤية مندمجة‪ ،‬نذكر أهم محاورها‪:‬‬
‫النهوض بالقطاع الصناعي واملقاولة؛‬ ‫‪‬‬

‫مواصلة وتعزيز االستراتيجيات القطاعية الخاصة بالقطاعات املنتجة في مجاالت‬ ‫‪‬‬


‫الفالحة والصيد البحري والطاقات واملعادن؛‬
‫مواصلة تأهيل التجهيز وتعزيز االستثمار في البنيات التحتية واللوجيستيكية وتطوير‬ ‫‪‬‬
‫منظومة النقل؛‬
‫مواصلة إصالح املالية العمومية وترشيد النفقات؛‬ ‫‪‬‬

‫مواصلة الصالح الضريبي وتبسيط مساطره واقرار العدالة الجبائية؛‬ ‫‪‬‬

‫تحسين املداخيل الجبائية من خالل توسيع الوعاء الضريبي ومحاربة التملص‬ ‫‪‬‬
‫والغش؛‬
‫مواصلة التحكيم بين املوارد الداخلية والخارجية مع األخذ بعين االعتبار العوامل‬ ‫‪‬‬
‫املرتبطة أساسا بظروف االقتصاد الوطني وخاصة وضعية السيولة في السوق‬

‫‪3‬‬
‫الداخلي وكذا شروط التمويل في السوق املالي الدولي من أجل خفض كلفة الدين‬
‫وشروط التمويل للخزينة‪.‬‬
‫ووعيا من الحكومة بأهمية الحفاظ على التوازنات املاكرو اقتصادية خاصة في ظل‬
‫تزايد الكراهات الداخلية والخارجية وارتفاع حجم االلتزامات ولتخفيف العبء على‬
‫ميزانية الدولة‪ ،‬فإنها تعتزم اعتماد آلية جديدة لتمويل املشاريع االستثمارية املبرمجة‬
‫بامليزانية العامة‪ .‬وتهدف هذه اآللية الجديدة املبنية على الشراكة املؤسساتية إلى فسح‬
‫املجال أمام بعض املؤسسات للمساهمة في تمويل مشاريع البنيات التحتية ومواكبة‬
‫مختلف االستراتيجيات القطاعية‪ ،‬وذلك لجعلها رافعة الستقطاب استثمارات إضافية في‬
‫إطار تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫وعلى عكس ما تذهب إليه عدد من املداخالت التي تحاول تصوير مستوى‬
‫املديونية بالكارثي‪ ،‬وتحميل الحكومة هذه الوضعية‪ ،‬فإن املؤشرات املسجلة تؤكد‬
‫عكس ذلك تماما‪ .‬ذلك أن نسبة مديونية الخزينة انخفضت من ‪ %65.1‬سنة ‪ 2017‬إلى‬
‫‪ %64.7‬سنة ‪ .2018‬ولقد سمح هذا التطور اليجابي بوضع حد للمنحى التصاعدي‬
‫الذي تعرفه بالدنا منذ ‪ 2009‬لهذه املديونية نسبة إلى الناتج الداخلي الخام‪.‬‬
‫وأؤكد هنا على أن سبب مستوى املديونية الحالي ال يرجع إلى عجز السنتين أو‬
‫السنوات الثالثة األخيرة‪ ،‬وإنما إلى تراكم نسب العجز املرتفعة املسجلة خالل سنوات‬
‫خلت‪ .‬ولقد تم تحقيق هذه النتائج الهامة بفضل الصالحات والتدابير والجراءات‬
‫املتخذة‪ ،‬علما أن التحكم في املديونية من األهداف األساسية في البرنامج الحكومي‪.‬‬
‫وأود أن أوضح لبعض إخواننا في املعارضة أنه بين عامي ‪ 2009‬و‪ ،2012‬زادت‬
‫املديونية بأكثر من ‪ 12‬نقطة مئوية من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬بينما انخفضت‪ ،‬وألول‬
‫مرة‪ ،‬بنسبة ‪ 0.4‬نقطة سنة ‪ .2018‬أما الباقي‪ ،‬فمجرد تأويالت ولي لعنق األرقام‬
‫واملعطيات‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته‪.‬‬

‫‪4‬‬

You might also like