تفريغ شرح الأصول الستة للشيخ سليمان الرحيلي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫شرح األصول الستة‬

‫تصنيف اإلمام المجدد محمد بن عبد الوهاب‬

‫‪$‬‬

‫مرفغ من حرشلا الصويت لفضيلة الشيخ ادلكتور‬

‫سليمان به سليم اهلل الرحيلي‬


‫حفظه اهلل‬

‫تفريغ مجموعة األخوات التطوعية‬

‫‪ -‬الشيخ لم يراجع التفريغ ‪-‬‬

‫قناة تفريغات دروس الشيخ سليمان الرحيلي حفظه اهلل على التلغرام‬

‫‪t.me/tafrighat_soulaiman‬‬
‫‪1‬‬ ‫مقذمة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه اهلل‬

‫هقدهة الشارح‪:‬‬

‫الحؿد هلل رب العالؿقـ‪ ،‬والصالة والسالم إتؿان إكؿالن طؾك الؿبعقث رحؿة لؾعالؿقـ‪ ،‬وطؾك آلف‬

‫وصحبف أجؿعقـ؛ أما بعد‪:‬‬

‫طؾك تقسقره وطؾك إكعامف طؾقـا هبذه الؿجالس العؾؿقة‪،‬‬ ‫فؿعاشر الؿسؾؿقـ والؿسؾؿات كحؿد اهلل‬

‫أن يرزقـا فقفا اإلخالص وحسـ العؿؾ‪ ،‬وأن يجعؾفا رافع ًة لـا يف الدكقا وأخرة‪ ،‬وأن يرزقـا‬ ‫التل أسلل اهلل‬

‫إضافة إلك الدروس الؿستؿرة كؿا هق يف الجدول سقؽقن طـدكا يف كؾ شفر يق ٌم‬ ‫‪ ،‬وبنذن اهلل‬ ‫هبا رضاه‬

‫طؾؿل‪ ،‬هذا الققم يؽقن يقم السبت الؿقافؼ لؿـتصػ الشفر أو يؽقن قري ًبا مـ كصػ الشفر قبؾف أو بعده وهذا‬

‫‪.‬‬ ‫كامال يف ف ٍّـ مـ الػـقن إن شاء اهلل‬


‫‪ ،‬كشرح فقف متـًا ً‬ ‫يف كؾ ٍ‬
‫شفر إن شاء اهلل‬
‫وهذا الققم هق أول هذه إيام العؾؿقة يف هذا الشفر‪ ،‬يف شفر ربقع أخر‪ ،‬ثؿ إن شاء اهلل يف كؾ ٍ‬
‫شفر‬

‫العؾؿل إول متـقـ صغقريـ مـ حقث‬


‫ّ‬ ‫‪ .‬وقد رأيـا أن كشرح يف هذا الققم‬ ‫سقؽقن طـدكا يقم طؾؿل بنذن اهلل‬

‫الحجؿ‪ ،‬طظقؿقـ مـ حقث الـػع‪ ،‬يحتاجفؿا كؾ مسؾؿ حقث سـشرح إن شاء اهلل رسالة إصقل الستة‬

‫‪ ،‬وكبدأ بشرح إصقل الستة‪.‬‬ ‫ورسالة الؼقاطد إربع لشقخ اإلسالم محؿد بـ طبد القهاب ‪$‬‬

‫ٌ‬
‫أصقل كؾق ٌة قطعقة ملخقذة مـ الـصقص الؽثقرة مـ الؽتاب والسـة‪ ،‬ويحتاجفا‬ ‫وهذه إصقل الستة‬

‫الػرد والؿجتؿع بؾ والدول‪ ،‬فقفا صحة الديـ واستؼامة الحال والؼقة والسعادة وإمـ يف الدكقا وأخرة‪،‬‬

‫واإلخالل هبا أو بقاحد مـفا سبب لؾػساد وآكحراف‪ ،‬وإذا تلمؾت آكحرافات الؿقجقدة يف إفراد أو‬

‫الؿجتؿعات تجد أهنا تعقد إلك اإلخالل بلص ٍؾ مـ هذه إصقل‪ ،‬كؿا تجد أن اإلخالل بلص ٍؾ مـ هذه‬

‫‪،‬‬ ‫ضعػ يف بؼقة إصقل التل ذكرها الشقخ ‪$‬‬


‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫إخالل ببؼقة إصقل أو‬ ‫إصقل ٓبد أن يؽقن معف‬

‫وتعظؿ الحاجة إلك هذه إصقل يف زماكـا حقث كثرت الػتـ وكثر ُم َروجقها وكثرت الشبفات وكثر أتباطفا‪،‬‬

‫فؿا أحقجـا إلك تؼرير هذه إصقل وتدريسفا وتؽريرها‪ ،‬ويـبغل طؾك صالب العؾؿ الؿشػؼقـ طؾك إمة أن‬

‫يجتفدوا يف تدريسفا وبقاهنا‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫مقذمة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه اهلل‬

‫وشقخ اإلسالم ‪ $‬قد سار يف هذه إصقل طؾك مـفجٍ بدي ٍع جدا‪ ،‬فؿع اختصار هذه الرسالة فنن‬
‫الشقخ ‪ $‬يف كؾ أص ٍؾ‪:‬‬
‫‪ ‬يبقـ إصؾ الذي دل طؾقف الؼرآن والسـة دٓل ًة بقـة‪،‬‬
‫‪ ‬ويبقـ ضدَّ إصؾ الذي هنك طـف الؼرآن والسـة هن ًقا بقـًا‪ ،‬ويتضؿـ هذا أن التؿسؽ هبذا إصؾ‬
‫والسالمة مـ ضده إكؿا تؽقن بالتؿسؽ بالؽتاب والسـة ‪ -‬هذه أمقر ثالثة يف الؿـفج‪،-‬‬
‫‪ ‬ثؿ يبقـ اكتؽاس الحال طـد الؽثقريـ مـ أفراد هذه إمة‪ ،‬فقـػرون مـ إصؾ الذي َّ‬
‫دل طؾقف الؼرآن‬
‫والسـة‪ ،‬و ُيـَ ِّػرون مـف ويػعؾقن ضده ويزيـقكف ويحسـقكف‪ ،‬ويحبقن مـ يدطق إلك ضد إصؾ‪ ،‬ويبغضقن‬
‫ويؾؿزون ويـبزون مـ يدطق إلك إصؾ‪.‬‬
‫ضاهرا جدا يف زماكـا‪ ،‬وإذا ألؼقت كظر ًة طؾك وسائؾ التقاصؾ آجتؿاطل وجدت‬
‫ً‬ ‫وهذا آكتؽاس أصبح‬
‫شخصا مؿـ يتبـقن آكحرافات طـ هذه إصقل ُيـزل مؼط ًعا؛ فؿا يؿر يق ٌم أو يقمان إٓ‬
‫ً‬ ‫مثال‬
‫هذا بقـًا‪ ،‬فتجد ً‬
‫طالؿا‬ ‫كبقرا وٓ أققل ً‬
‫شقخا وٓ صالب طؾؿ‪ ،‬تجد ً‬ ‫طالؿا ً‬
‫وقد شاهد هذا الؿؼطع أكثر مـ مؾققن مسؾؿ‪ ،‬وتجد ً‬
‫أصال مـ هذه‬
‫مدلال يؼرر فقف ً‬
‫واضحا ً‬
‫ً‬ ‫كبقرا مؿـ ُيؼررون هذه إصقل التل يف الؼرآن والسـة ُيـزل مؼط ًعا طؾؿ ًقا‬
‫ً‬
‫إصقل؛ وبعد مرور أسبقطقـ أو أسبقع أو ثالثة تجد أن الؿشاهدة ٓ تزيد طؾك ألػ مشاهد‪ ،‬إن هذا لـذير‬
‫شر ودلقؾ طؾك آكتؽاس الؿقجقد يف الؿػاهقؿ‪ ،‬وهذا يؼتضل مـ أهؾ الحؼ أن يجتفدوا وأن يجاهدوا وأن‬
‫يصابروا‪ ،‬صاحب الحؼ مراده ما طـد اهلل‪ ،‬ولذلؽ ٓ يفؿف ما يؼقلف الـاس ما دام أكف طؾك الحؼ‪ ،‬وٓ يرده طـ‬
‫‪ ،‬وهذا الذي يـبغل أن يؽقن طؾقف أهؾ‬ ‫آجتفاد والـشاط قؾة مـ يتابعقن ما يؼقل‪ٕ ،‬كف يريد ما طـد اهلل‬
‫الحؼ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫ففذا الؿـفج البديع ‪-‬يف كؾ أص ٍؾ مـ هذه إصقل الثالثة‪ -‬الذي سار طؾقف شقخ اإلسالم ‪$‬‬
‫ٌ‬
‫ممصؾ كافع‪ ،‬وكشرع يف قراءة هذه إصقل والتعؾقؼ طؾقفا فقتػضؾ آبـ كقر الديـ ‪-‬وفؼف اهلل‬ ‫ماتع‬
‫وهق مـفج ٌ‬
‫والسامعقـ‪ -‬يؼرأ لـا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫محؿد‬ ‫القارئ‪ :‬الحؿد هلل رب العالؿقن‪ ،‬والصالة والسالم طؾى أشرف األكبقاء والؿرسؾقن‪ ،‬كبقـا‬

‫وطؾى آله وصحبه أجؿعقن؛ أما بعد‪ :‬فالؾفم اغػر لـا ولشقخـا والسامعقن‪ ،‬قال اإلمام الؿجدد شقخ اإلسالم‬

‫محؿد بن طبد الوهاب ‪ $‬تعالى ورضي طـه‪:‬‬


‫‪3‬‬ ‫شرح مقذمة األصول الستة‬

‫املنت‪:‬‬

‫ﭒ ﭓ ﭔ“‬ ‫”ﭑ‬
‫الشزح‪:‬‬
‫ٍ‬
‫سقرة مـ سقر‬ ‫ابتدأ الشقخ ‪ $‬طز وجؾ هذه الرسالة بالبسؿؾة اقتدا ًء بالؼرآن الؽريؿ؛ حقث أن كؾ‬

‫؛ حقث أكف مبدو ٌء‬ ‫الؼرآن ما طدا براءة مبدوء ٌة بالبسؿؾة‪ ،‬وكذلؽ اقتدا ًء بالؿصحػ الذي كتبف الصحابة‬

‫بالػاتحة‪ ،‬والػاتحة باإلجؿاع مبدوءة بالبسؿؾة سقاء قؾـا إن البسؿؾة آية مـ الػاتحة أو قؾـا ‪-‬كؿا هق الراجح‪-‬‬

‫‪ ،‬فنن كتب الـبل‬ ‫إن البسؿؾة آية مـػصؾة مستؼؾة‪ ،‬كذلؽ ابتدأ الشقخ بالبسؿؾة اقتدا ًء بؽتب الـبل‬

‫استئـاسا بحديث‪ :‬كل أمر‬


‫ً‬ ‫استؼرأها العؾؿاء فقجدوها جؿقعفا مبدوء ًة ببسؿ اهلل الرحؿـ الرحقؿ‪ ،‬وكذلؽ‬
‫ذي ٍ‬
‫بال ال ُيبدأ فقه ببسم اهلل الرحؿن الرحقم ففو أبتر ‪ ،‬الذي رواه الخطقب والسبؽل وققاه بعض أهؾ العؾؿ‪،‬‬

‫وطده بعضفؿ مـ باب الحسـ لغقره‪ ،‬وإن كان الذي يظفر واهلل أطؾؿ أكف ضعقػ‪ ،‬ولذلؽ قؾـا إكف يستلكس بف‪،‬‬

‫وتؽرارا‪ ،‬فال حاجة إلك تؽرار ذلؽ‪.‬‬


‫ً‬ ‫مرارا‬
‫وقد تؼدم معـا يف دروسـا شرح البسؿؾة ً‬
‫‪4‬‬ ‫شرح مقذمة األصول الستة‬

‫املنت‪:‬‬
‫قال ‪ ” :$‬من أطجب العجاب وأكبر اآليات الدالة طؾى قدرة الؿؾك الغالب؛ ستة أصول بقـفا اهلل‬

‫كثقر من أذكقاء العالم وطؼالء بـي آدم إال‬ ‫ِ‬


‫واضحا لؾعوام فوق ما يظن الظاكون‪ ،‬ثم بعد هذا غؾط فقفا ٌ‬
‫ً‬ ‫تعالى بقاكًا‬

‫أقل الؼؾقل“‪.‬‬

‫الشزح‪:‬‬
‫يستػتح الشقخ ‪ $‬طز وجؾ هذه إصقل بتؼرير هذه الحؼقؼة‪ ،‬فؿـ أكثر ما يثقر العجب والدهشة هذا‬

‫وضاهرا جدا كالشؿس يف رابعة الـفار‪ ،‬والؼؿر يف لقؾة البدر ٓ يحقل‬


‫ً‬ ‫واضحا جدا‬
‫ً‬ ‫الحال‪ ،‬حقث يؽقن إمر‬

‫دوكف سحاب‪ ،‬ومع ذلؽ القضقح والظفقر يخطئ فقف بعض الـاس و َيضؾ طـف بعض الـاس‪ ،‬فؽقػ إذا أخطل‬

‫الؽثقر مـ الـاس وضؾ طـف الؽثقر مـ الـاس؟‪ ٓ ،‬شؽ أن هذا مـ العجب العجاب وٓ يـؼضل مـف العجب!‪،‬‬
‫بقجقه متعددة تجعؾ كؾ ٍ‬
‫أحد‬ ‫ٍ‬ ‫ضاهرا‬ ‫يف الؼرآن بقاكًا‬ ‫ومـ هذا الحال هذه إصقل الستة التل بقـفا اهلل‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫واحد يػفؿفا‪ ،‬ومع ذلؽ وجدكا‬ ‫ٍ‬
‫بقجقه متعددة يجعؾ كؾ‬ ‫ضاهرا‬ ‫يف سـتف بقاكًا‬ ‫يػفؿفا‪ ،‬وبقـفا رسقل اهلل‬
‫ً‬
‫يخطئقن يف هذه إصقل العظقؿة‪.‬‬ ‫الؽثقريـ مـ أمة محؿد‬

‫والشقخ هـا يؼقل‪ ”:‬وأكبر اآليات الدالة طؾى قدرة الؿؾك الغالب“ ‪ ،‬الغالب هـا يا إخقة هذا خرب طـ‬

‫كافذ ٓ يبطؾف‬ ‫‪ :‬ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ [يقسػ‪ ، ]١٢ :‬ف َل ْم ُر اهلل‬ ‫‪ ،‬وقد قال اهلل‬ ‫ولقس تسؿق ًة هلل‬ ‫اهلل‬

‫‪ ،‬والؿعؾقم أن إخبار‬ ‫مبطؾ وٓ يغالبف مغالب‪ ،‬فالغالب هـا لقس مـ باب التسؿقة وإكؿا هق خربٌ طـ اهلل‬

‫ُيتقسع فقفا ما ٓ ُيتقسع يف التسؿقة والقصػ‪ ،‬وهذه مـ أكرب أيات الدالة طؾك قدرة الؿؾؽ الغالب؛ إذ فقفا‬

‫‪ ،‬فالذكاء وحده ٓ يـػع والعؼؾ وحده‬ ‫‪ ،‬فالؿفتدي هق مـ هداه اهلل‬ ‫الدلقؾ الؼاصع طؾك أن الفادي هق اهلل‬

‫‪ ،‬ولذلؽ العاقؾ الؿسؾؿ الشػقؼ بـػسف يـبغل طؾقف أن يؽثر‬ ‫ٓ يـػع‪ ،‬وإكؿا هل أمقر معقـة والفادي هق اهلل‬

‫دائؿا أن يفديف صراصف الؿستؼقؿ‪ ،‬ففذه الحال مـ أكرب أيات الدالة طؾك‬
‫مـ سمال اهلل الفداية‪ ،‬وأن يسلل اهلل ً‬
‫هذا إمر‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫شرح مقذمة األصول الستة‬

‫”ستة أصول“‪ :‬إصقل جؿع أصؾٍ‪ ،‬واألصل يف الؾغة‪ :‬هق أسػؾ الشلء‪ ،‬أو ما ُيبـك طؾقف غقره ِح ًّسا‬

‫كان ذلؽ أو معـك‪ ،‬أو ما يتػرع طـف غقره ِح ًّسا كان ذلؽ أو معـك‪.‬‬

‫ويف اصطالح العؾؿاء‪ :‬إصؾ يطؾؼ طؾك‪:‬‬

‫‪ ‬الدلقل إجؿال ًّقا كان أو تػصقؾ ًّقا‪ ،‬فقؼال‪ :‬إصؾ إول‪ :‬الؼرآن؛ يعـل‪ :‬الدلقؾ إول مـ إدلة‬

‫اإلجؿالقة الؼرآن‪ ،‬ويؼال‪ :‬أصؾ هذا الحؽؿ ققل اهلل تعالك؛ أي‪ :‬دلقؾ هذا الحؽؿ ققل اهلل تعالك‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫دلقؾ‬

‫تػصقؾل‪ .‬كذلؽ يطؾؼ إصؾ يف اصطالح العؾؿاء طؾك‪:‬‬

‫‪ ‬الؼاطدة الؿستؿرة‬

‫الؿستصحب‬
‫َ‬ ‫‪ ‬وطؾى األمر‬

‫‪ ‬وطؾى الراجح‬

‫أصال‪.‬‬
‫‪ ‬وطؾى ما يؼاس طؾقه‪ ،‬فؽؾفا يف اصطالح العؾؿاء تسؿك ً‬

‫‪ " :‬إمقر الؽؾقة الثابتة قط ًعا والتل طؾقفا مدار الػالح‬ ‫والؿراد باألصول هـا يف كالم الشقخ ‪$‬‬

‫والصالح"‪.‬‬

‫أمر درج طؾقف العؾؿاء مـ‬ ‫ٍ‬


‫وتؼسقؿ الديـ إلك أصقل وفروع بؿعـى التؿققز بقـفا من حقث الشلن واألثر ٌ‬
‫غقر كؽقر‪ ،‬فال حرج أن يؼال هذه أصقل وهذه فروع لؾتؿققز بقـفا مـ حقث الشلن وإهؿقة‪ ،‬أما الذي أكؽره‬

‫بعض أهؾ العؾؿ ‪-‬وإكؽاره صقاب‪ -‬ففق‪:‬‬

‫مثال‪ :‬هذه أصقل ٓ يؼبؾ فقفا خرب القاحد‪ ،‬وهذه‬


‫‪ ‬التػريؼ بقـ أمقر الديـ مـ حقث الدلقؾ‪ ،‬فقؼقلقن ً‬

‫فروع يؼبؾ فقفا خرب القاحد‪ ،‬هذا أمر محدث ما كان الصحابة يػعؾقن هذا‪ ،‬بؾ كان الصحابة يحتجقن بالدلقؾ‬

‫الـؼؾل طؾك جؿقع الديـ‪.‬‬

‫‪ ‬كذلؽ التػريؼ بقـ إصقل والػروع يف الديـ لرتتقب أحؽام التؽػقر طؾك ذلؽ أمر محدث لؿ يؽـ‬

‫‪.‬‬ ‫طـد السؾػ الصالح‬


‫‪6‬‬ ‫شرح مقذمة األصول الستة‬

‫أما التػريؼ كؿا تؼدم لؾتؿققز مـ حقث الدرجة والؿرتبة والؿـزلة والشلن ففذا أمر درج طؾقف جؿقع‬

‫العؾؿاء مـ غقر كؽقر‪.‬‬


‫ٍ‬
‫ووجقه متعددة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بآيات كثقرة‬ ‫واضحا“؛ أي‪ :‬هذه إصقل ب َّقـفا اهلل‬ ‫قال ‪” :$‬ب َّقـفا اهلل تعالى بقاكًا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫بقجقه متعددة ودطا الؿممـقـ إلقفا‪ ،‬ومع ذلؽ غؾط فقفا‬ ‫ودطا الؿممـقـ إلقفا‪ ،‬وكذلؽ ب َّقـفا رسقل اهلل‬

‫كثقر مـ أذكقاء العالؿ‪ ،‬كثقر مـ إذكقاء الذيـ ُوصػقا بشدة الذكاء وشدة الـباهة غؾطقا يف هذه إصقل‬

‫وخالػقها‪ ،‬وكذلؽ طؼالء بـل آدم غؾطقا يف هذه إصقل إٓ أقؾ الؼؾقؾ مؿـ تؿسؽقا بالحؼ‪ ،‬وسبحان اهلل!‬

‫الؼؾة مـ إوصاف الغالبة طؾك أهؾ الحؼ‪ٕ ،‬ن الحؼ ثؼقؾ وأكصاره قؾة‪ ،‬والباصؾ وإن كان قصقر الحقاة لؽـف‬

‫يخػ طؾك أصحابف حقث ٓ يؽؾػقن بشلء‪ ،‬أو يتػؼ مع العقاصػ العقاصػ‪ ،‬ويؽثر إكصار طؾقف‪ ،‬ولذلؽ‬

‫العاقؾ ٓ يغرت بالؽثرة‪ ،‬وٓ يؼقل مث ًال‪ :‬هذا الشقخ يتابعف الؿاليقـ‪ ،‬وهذا الشقخ يتابعف بضع مئات‪ ،‬فذاك طؾك‬

‫الحؼ وهذا طؾك الباصؾ‪ ،‬الحؼ ٓ ُيعرف بالؽثرة بؾ كؿا ذكركا أن الؼؾة صػة غالبة طؾك الحؼ وأهؾف‪.‬‬

‫وإذا كان العؼالء وإذكقاء قد غؾطقا يف هذه إصقل فؽقػ بؿـ دوهنؿ؟! ٓ شؽ أن الغؾط حاصؾ‪ ،‬وإذا‬

‫طؾؿـا أن الغؾط حاصؾ هؾ كبؼك وكؼقل‪ :‬خالص هؾؽ الـاس؟ ٓ‪ ،‬كجتفد يف البقان والتـبقف‪ ،‬والحؼ إذا ُأضفر‬

‫وسؾِؿ الـاس مـ ُق طاع الطرق الذيـ يحقلقن بقـ الـاس والعؾؿاء الذيـ يدطقن إلك الحؼ؛ يظفر ويـتشر‪ ،‬وإن‬
‫َ‬
‫شئت ً‬
‫مثآ قري ًبا فلكا أضرب لؽ كقػ أكف طـدما قام شقخ اإلسالم محؿد طبد القهاب ‪ $‬بدطقتف يف هذه‬

‫البالد‪ ،‬كقػ كان غري ًبا‪ ،‬ثؿ آل إمر ‪-‬الحؿد هلل‪ -‬إلك اكتشار التقحقد واكتشار هذه الدطقة‪ ،‬ثؿ قبؾ سـقات‬

‫طـدما قام طؾؿاء مـ أهؾ السـة بالدطقة إلك السـة والسؾػقة الحؼة التل هل حؼ وهلل الحؿد والؿـة‪ ،‬كالشقخ‬

‫ابـ باز ‪ ،$‬والشقخ إلباين ‪ ،$‬الشقخ ابـ طثقؿقـ ‪ ،$‬الشقخ مؼبؾ ‪ ،$‬كقػ اكتشرت هذه الدطقة‪،‬‬

‫‪ ،‬فقا صالب العؾؿ‪ ٓ ،‬تجعؾـَّؽؿ قؾة الؿتابعقـ أو الؿـاصريـ تؽسؾقن‬ ‫وكثر الـاس الذيـ يتبعقهنا بحؿد اهلل‬

‫‪.‬‬ ‫خقرا إن شاء اهلل‬


‫طـ الدطقة‪ ٓ ،‬وكال؛ بؾ كجتفد يف البقان وستؽقن العاقبة ً‬
‫‪7‬‬ ‫شرح األصل األول‬

‫املنت‪:‬‬

‫قال ‪ ” :$‬األصل األول‪ :‬إخالص الدين هلل تعالى وحده ال شريك له‪ ،‬وبقان ضده الذي هو الشرك باهلل‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وجوه شتّى بؽال ٍم يػفؿه أبؾد العامة‪ ،‬ثم لؿا صار طؾى أكثر األمة ما‬ ‫وكون أكثر الؼرآن يف بقان هذا األصل من‬

‫صار أضفر لفم الشقطان اإلخالص يف صورة تـؼص الصالحقن والتؼصقر يف حؼوقفم‪ ،‬وأضفر لفم الشرك باهلل‬

‫يف صورة محبة الصالحقن واتباطفم “‪.‬‬

‫الشزح‪:‬‬
‫بدأ الشقخ بلصؾ إصقل‪ ،‬هذا ” األصل األول‪ :‬إخالص الدين هلل تعالى وحده ال شريك له“‪،‬‬
‫ٍ‬
‫قصد لثـاء الـاس‪ ،‬وٓ ما يف‬ ‫ٍ‬
‫شريؽ وٓ‬ ‫واإلخالص أصؾه‪ :‬التصػقة‪ ،‬والؿراد به‪ :‬أن ُيعبد اهلل وحده مـ غقر‬

‫أيدي الـاس‪.‬‬

‫فلن َتعبد اهلل؛ أن يؽقن مرادك ما طـد اهلل‪ ،‬أن تتؼرب إلك اهلل وحده ٓ شريؽ لف‪ ،‬وٓ تؼصد ثـاء الـاس‪،‬‬

‫وٓ تظفر العؿؾ الصالح مـ أجؾ أن يؿدحؽ الـاس‪ ،‬وٓ تؼصد ما يف أيدي الـاس مـ الدكقا‪ ،‬وإكؿا طبادتؽ‬

‫‪ :‬ﭽﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫كؾفا خالص ٌة هلل سبحاكف وتعالك‪ ،‬كؿا قال اهلل‬

‫‪ :‬ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫‪ ،]٢٦١‬وقال اهلل‬ ‫ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ [إكعام‪-٢٦١ :‬‬

‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ [البقـة‪ ،]٥ :‬فؿا ُأمركا إٓ بتقحقد اهلل يف العبادة‪ ،‬هذا إصؾ إول الذي يـبـل طؾقف كؾ‬

‫شلء‪.‬‬

‫اهلل خؾؼـا مـ أجؾ التقحقد‪ ،‬وأمركا بالتقحقد‪ ،‬وأرسؾ الرسؾ جؿق ًعا بالتقحقد‪ ،‬ﭽﭳ ﭴ ﭵ‬

‫ﭶ ﭷ ﭸﭹﭼ [الذاريات‪ ، ]٥٦ :‬إٓ لققحدون ‪ ،‬ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ‬

‫[البقـة‪ ،]٥ :‬ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ [الـحؾ‪. ]١٦ :‬‬


‫‪8‬‬ ‫شرح األصل األول‬

‫‪ ،‬فالبد مـ تحؼقؼ التقحقد‪،‬‬ ‫بحؼ إٓ اهلل‬ ‫ٍ‬


‫إثبات وكػل‪ ٓ ،‬إلف إٓ اهلل‪ ٓ :‬معبقد ٍ‬ ‫وٓبد يف التقحقد مـ‬

‫وإثبات التقحقد‪ ،‬والرباءة مـ الشرك‪.‬‬

‫”وبقان ضده الذي هو الشرك باهلل“ والـفل طـف؛ أي‪ :‬جاء يف الؼرآن والسـة بقان ضد اإلخالص‪ ،‬جؿقع‬

‫‪ :‬ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫أضداد اإلخالص جاء بقاهنا يف الؽتاب والسـة‪ ،‬و ُكفقـا طـفا؛ كؿا يف ققل ربـا‬

‫‪ :‬ﭽﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬ ‫ﮛ ﮜ ﭼ [الـساء‪ ،]١٦ :‬وكؿا يف ققلف‬

‫ﰒ ﭼ [البؼرة‪.]١٥٦ :‬‬

‫ٍ‬
‫بقجقه متعددة يف الؼرآن والسـة‪.‬‬ ‫وقد جاء بقان الشرك بجؿقع أكقاطف‪ ،‬والتحذير مـ ذلؽ‬

‫وكؿا تعؾؿقن الشزك ًىعاى‪:‬‬

‫مخرج مـ الؿؾة‪ ،‬وهق أن يجعؾ العبد هلل كدا فقشرك مع اهلل أحدا‪ ،‬أو يعبد غقر اهلل قصدً ا؛‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬شزكٌ أمرب‪:‬‬

‫يعـل‪ :‬إما ّأٓ يعبد اهلل أصال‪ ،‬بؾ يعبد غقر اهلل‪ ،‬وإما أن يجعؾ مع اهلل شري ًؽا وكدً ا‪.‬‬

‫‪ ‬والٌىع الثاين‪ :‬الشزك األصغز‪ :‬وهق الذي ٓ يخرج مـ الؿؾة‪ ،‬وهق‪:‬‬

‫‪ ‬كؾ ما سؿل يف الؼرآن أو السـة شركًا َّ‬


‫ودل الدلقؾ طؾك أكف ٓ يخرج مـ الؿؾة‪،‬‬

‫‪ ‬أو كان ذريعة إلك الشرك إكرب فنكف يؽقن شركًا أصغر‪،‬‬

‫أيضا مـ الشرك إصغر‪.‬‬


‫‪ ‬أو أن ُيجعؾ ما لؿ يثبت أكف سبب سببا‪ ،‬ففذا ً‬

‫والشزك اخلفٍ الذٌ ُى‪ :‬أن ُيظفر العبد الخقر أمام الـاس لقؿدحقه؛ قد يؽون من األكبر وقد يؽون‬

‫من األصغر‪:‬‬

‫‪ ‬فنن غؾب طؾى اإلكسان حتى صار كل فعؾه أو أغؾب فعؾه إال قؾقال؛ مـ هذا الباب؛ ففذا ما يصدر مـ‬

‫مممـ‪.‬‬

‫‪ ‬وأما يسقره غقر الغالب ففذا مـ الشرك إصغر‪.‬‬


‫‪9‬‬ ‫شرح األصل األول‬

‫ضاهرا بقـًا ٓ لبس فقف‪ ،‬وجاء الـفل طـ كؾ‬


‫ً‬ ‫واضحا‬
‫ً‬ ‫وقد جاء بقان ُك ٍّؾ يف الؼرآن والسـة بقاكًا شاف ًقا كاف ًقا‬

‫ذلؽ‪.‬‬

‫أمر ضاهر‪ ،‬بؾ إن بعض أهؾ العؾؿ يذكر أن كؾ‬


‫وكقن أكثر الؼرآن يف بقان هذا إصؾ كؿا قال الشقخ هذا ٌ‬
‫الؼرآن يف التقحقد‪ ،‬وأن كؾ ٍ‬
‫آية يف الؼرآن متضؿـة لؾتقحقد وداطقة إلك التقحقد‪ ،‬كؿا بقـف اإلمام ابـ الؼقؿ ‪$‬‬
‫ٍ‬
‫بقجقه متعددة‪.‬‬

‫والقجقه الؽثقرة التل جاء فقفا بقان التقحقد وإمر بف‪ ،‬وبقان الشرك والـفل طـف؛ ٓ يؿؽـ حصرها‬

‫تػصقال‪ ،‬لؽـ يؿؽـ أن تذكر مجؿؾة؛ فوي تلل الىجىٍ‪:‬‬

‫‪ :‬ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ‬ ‫‪ ‬أن اهلل طز وجل أمر بعبادته وكفى طن الشرك‪ :‬كؼقل اهلل‬
‫[الـساء‪.]١٦ :‬‬

‫‪ :‬ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫‪ ‬ومن تؾك الوجوه التـػقر من الشرك وتؼبقحه‪ :‬كؿا قال اهلل‬

‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﭼ [الـساء‪.]٨٤ :‬‬

‫‪ :‬وهذه كثقرة جدً ا ولذلؽ‬ ‫‪ ‬ومن تؾك الوجوه اآليات الؽثقرة الدالة طؾى أن اهلل هو الؿستحق لؾعبادة‬

‫‪ :‬ﭽﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﭼ [محؿد‪ ،]٢١ :‬اطؾؿ يؼقـا‪ ،‬فنن أيات الدالة طؾك هذا كثقر ٌة جدا‪.‬‬ ‫قال اهلل‬

‫‪ ،‬وأكه ال يستحق‬ ‫التي يؾزم مـفا أكه هو الؿللوه الؿعبود‬ ‫‪ ‬ومـفا اآليات التي فقفا تؼرير أفعال اهلل‬

‫‪.‬‬ ‫العبادة إال هو‬

‫التقحقد كؾف بؽؾ أقسامف‪ ،‬وبقـ ما يضاده بؽؾ أكقاطف‬ ‫هذا يف الؼرآن‪ .‬وهؽذا السـة فؼد بقـ الـبل‬

‫رجال قال له‪ :‬ما شاء اهلل‬


‫سد ذرائع الشرك‪ ،‬حتى أن ً‬ ‫واضحا جدا بؼقلف وفعؾف‪ ،‬بؾ إكف‬
‫ً‬ ‫بقاكًا كاف ًقا شاف ًقا‬

‫‪ :‬أجعؾتـي هلل كدا؟! بل ما شاء اهلل وحده والحديث طـد اإلمام أحؿد والـسائل يف الؽربى‬ ‫وشئت‪ ،‬فؼال‬

‫وابـ أبل شقبة‪.‬‬


‫‪10‬‬ ‫شرح األصل األول‬

‫‪ :‬أجعؾتـي هلل كدً ا؟ هبذه الؿؼقلة‪ٕ ،‬ن‬ ‫فاكظر لؿا قال لف‪ :‬ما شاء اهلل وشئت ‪ ،‬قال لف الـبل‬

‫القاو تؼتضل التسقية‪ ،‬بل ما شاء اهلل وحده ‪ ،‬فـؼؾف إلك الطرف أخر؛ مع أكف يجقز أن يؼقل‪ :‬ما شاء اهلل‬

‫‪ :‬إذا حؾف أحدكم فال ي ُؼل ما شاء اهلل‬ ‫أكف قال‪ :‬قال رسقل اهلل‬ ‫ثم شئت كؿا جاء طـ ابـ طباس‬

‫وشئت‪ ،‬ولؽن لقؼل ما شاء اهلل ثم شئت رواه ابـ ماجف وقال إلباين حسـ صحقح‪.‬‬

‫إكؽم تُشركون تؼولون ما شاء اهلل‬ ‫فؼال‪:‬‬ ‫وطـ امرأة مـ جفقـة أهنا قالت‪ :‬إن يفقد ًيا أتك الـبل‬

‫ورب الؽعبة‪ ،‬ويؼولون‪ :‬ما شاء اهلل‬


‫إذا أرادوا أن يحؾػوا أن يؼولوا ّ‬ ‫وشئت وتؼولون والؽعبة‪ ،‬فلمرهم الـبي‬

‫رواه أحؿد والـسائل وصححف إلباين‪ .‬أققل مع جقاز أن يؼقل ما شاء اهلل ثؿ شئت‪،‬‬ ‫ثم شئت‬

‫ذرائع الشرك مطؾ ًؼا‪.‬‬ ‫قال لف‪ :‬بل ما شاء اهلل وحده ‪َ ،‬سدَّ الـبل‬ ‫الـبل‬

‫ففؿا ‪-‬الذي يسؿقف الـاس البؾقد؛ الذي‬


‫وهذا البقان يف الحؼقؼة يػفؿف كؾ أحد‪ ،‬حتك أضعػ الـاس ً‬
‫ضعػ ففؿف‪ ،-‬مادام أكف يػفؿ العربقة ويؼرأ الؼرآن وتبؾغف السـة فنكف يػفؿ هذا إصؾ ويػفؿ ضده‪.‬‬

‫ثؿ ذكر الشقخ ما صار طؾك كثقر مـ إمة؛ ما صار‪ ” :‬أضفر لفم الشقطان اإلخالص يف صورة تـؼص‬

‫الصالحقن والتؼصقر يف حؼوقفم‪ ،‬وأضفر لفم الشرك باهلل يف صورة محبة الصالحقن واتباطفم “‪.‬‬

‫األهة‪ :‬هـا يا إخقة ُيراد هبا الؿعـك العام والؿعـك الخاص‪ .‬ف ُقراد هبا املعىن العام‪ :‬وهل الجؿاطة مـ‬

‫بؼقلف ‪ -‬كؿا يف‬ ‫الـاس بعد إهباط آدم طؾقف السالم وحقاء إلك إرض حقث صار لفؿ ما ب ّقـف ابـ طباس‬

‫فؾؿا‬ ‫ٍ‬
‫الؿسؿاة بالؼرآن قال‪ :‬إكفا أسؿاء رجال صالحقن من قوم كوحٍ ّ‬
‫ّ‬ ‫صحقح البخاري‪ -‬طـ تؾؽ إصـام‬

‫هؾؽوا ؛ أي‪ :‬ماتقا‪ ،‬أوحى الشقطان إلى قومفم أن اكصبوا إلى مجالسفم التي كاكوا يجؾسون أكصا ًبا ؛ أي‪:‬‬

‫وسؿقها بلسؿائفؿ‪ ،‬والحجة ماذا؟ حتى تتذكروهم فتعبدوا اهلل‪ ،‬قال‪ :‬فػعؾوا؛ فؾم تُعبد حتى‬
‫ُّ‬ ‫صقرا‬
‫ً‬ ‫َص ِّقروا‬

‫وتـسخ العؾم ؛ أي‪ُ :‬كسخ العؾؿ‪ُ ،‬طبدت ‪ ،‬وهذا يدلؽ طؾك أن الجفؾ‬
‫هؾك أولئك الذين فعؾوا األكصاب‪ّ ،‬‬
‫شجرة كؾ شر وأكف مادام أن العؾؿ قائؿ‪ -‬العؾؿ الـافع الصحقح‪ ،-‬فنن هذا يدفع طـ الـاس الشرور بنذن اهلل‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرح األصل األول‬

‫‪ ،‬فعـدما َب ُعدَ العفد بزمـ‬ ‫أيضا كؿا قؾت إ ّمة هـا باملعىن اخلاص‪ :‬وهل أ ّمة اإلجابة لؿحؿد‬
‫ويراد ً‬

‫تعظقؿا يخرج‬
‫ً‬ ‫الصالحقـ‬ ‫ّ‬
‫وقؾ العؾؿ؛ سرى إلك كثقر مـ إ ّمة ما كان يف مـ كان قبؾفؿ؛ مـ تعظقؿ ّ‬ ‫الـبل‬

‫الصالحقـ ما هلل‬ ‫ِ‬


‫طـ الحدّ ‪ ،‬وارتؼك هبؿ بعض الـاس طـ مرتبة العباد حتك جعؾقا لفؿ ما هلل‪ ،‬فجعؾقا لبعض ّ‬

‫الصالحقـ‪ ،‬و ُيصدّ ققن‬ ‫ِ‬


‫حتك إحقاء الؿقتك‪ ،‬وأخذوا يـسجقن الؼصص العجقبة الغريبة الؿـسقبة إلك أولئؽ ّ‬

‫هذا الذي َت ُؿدُّ ه العؼقل‪ ،‬حتك أكف ‪-‬كؿا تعؾؿقن‪ -‬يذكرون أن امرأ ًة مات ولدها؛ فذهبت إلك شقخفا وقالت‪:‬‬

‫إن َم َؾؽ الؿقت أخذ روح ابـل؛ فصعد الشقخ إلك السؿاء قبؾ أن يصؾ الؿؾؽ إلك السؿاء بإرواح فقجده‬

‫ومعف كقس إرواح‪ ،‬ولؿ يعرف هذا الشقخ ‪-‬الذي قام إلك السؿاء وحال بقـ الؿؾؽ والسؿاء‪ -‬ابـ ُمريدتف‬

‫فلخذ الؽقس وكثره فعادت إرواح كؾفا إلك الؿقتك يف تؾؽ الؾقؾة‪.‬‬

‫لؾصالحقـ ما هلل وطبدوهؿ مـ دون اهلل طباد ًة‪ ،‬فقسجدون لفؿ ويركعقن لفؿ‬
‫سبحان اهلل! جعؾقا ّ‬

‫ويؿشقن بقـ أيديفؿ طؾك أيديفؿ وأرجؾفؿ ويدطقهنؿ ويستغقثقن هبؿ‪ ،‬فققع جؿاطات مـ إ ّمة التل تـتسب‬

‫‪ ،‬والؿعؾقم كؿا ذكركا أن الشقطان إكؿا قاد الـاس‬ ‫الصالحقـ‪ ،‬ويف ّ‬


‫الشرك باهلل‬ ‫يف طبادة ّ‬ ‫إلك ديـ الـبل‬

‫الصالحقـ وإكرامفؿ وإجاللفؿ طبادة‬


‫الصالحقـ‪ ،‬ومحبة ّ‬ ‫إلك ّ‬
‫الشرك خطق ًة خطقة‪ ،‬وجاءهؿ مـ باب محبة ّ‬

‫الصالحقـ فـ ّػر الـاس مـ‬


‫وأمر مشروع؛ لؽـ ٓ يجقز الغؾق فقفؿ‪ ،‬والشقطان قاد الـاس إلك الغؾق يف همٓء ّ‬

‫بحجة أن فقف تـ ُّؼ ًصا ّ‬


‫لؾصالحقـ‪ ،‬ولذلؽ بعض الـاس إذا جئت‬ ‫ّ‬ ‫التقحقد الذي أمر اهلل بف وأمر بف رسقل اهلل‬

‫قرروا لؾـاس أن الذي يتؽؾؿ يف هذا‬


‫تؼرر لف التقحقد يـػر مـؽ‪ ،‬لؿ؟ ٕن الشقطان وساطده شقاصقـ اإلكس قد ّ‬
‫الصالحقـ ويبغض أولقاء اهلل‪ ،‬فصار الـاس َي ِـػرون و ُيـ ِّػرون مـ التقحقد‪،‬‬
‫‪ ،‬ويبغض ّ‬ ‫الؽالم يبغض الـبل‬

‫َل َّبس طؾقفؿ الشقطان وصاروا يؼعقن يف الشرك ويروكف تقحقدً ا‪ ،‬ويرون أهنؿ هبذا يؼقمقن بالحؼ القاجب‬

‫الصالحقـ‪ ،‬وهذا مـ اكتؽاس الحال‪ ،‬وسببف ق َّؾة العؾؿ وق َّؾة بذلف‪ ،‬وشققع الجفؾ والعقاذ باهلل‪.‬‬
‫طؾقفؿ تجاه ّ‬

‫قرر إصؾ‬
‫يف تؼرير هذا إصؾ‪ّ ،‬‬ ‫اكظر هـا إلك هذا الؿـفج البديع الذي سار طؾقف الشقخ ‪$‬‬

‫بالتؿسؽ بالؽتاب والسـة‪ ،‬وب ّقـ‬


‫ّ‬ ‫الضد إكؿا يؽقن‬
‫التؿسؽ بإصؾ والسالمة مـ ِّ‬
‫ّ‬ ‫وضؿـ كالمف أن‬
‫ّ‬ ‫وضدّ ه‪،‬‬

‫كقػ اكتؽس إمر طـد كثقر مـ الؿسؾؿقـ وصاروا يرون التقحقد شركًا ويرون الشرك تقحقدً ا والعقاذ باهلل‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫شرح األصل الثاوي‬

‫املنت‪:‬‬

‫التػرق فقه‪ ،‬فبقن اهلل هذا بقاكًا شاف ًقا تػفؿه‬


‫قال ‪ ” :$‬األصل الثاني‪ :‬أمر اهلل باالجتؿاع يف الدين وكفى طن ُّ‬

‫العوام‪ ،‬وكفاكا أن كؽون كالذين تػرقوا واختؾػوا قبؾـا ففؾؽوا‪ ،‬وذكر أكه أمر الؿسؾؿقن باالجتؿاع يف الدين‬

‫وضوحا ما وردت به السـة من العجب العجاب يف ذلك‪ ،‬ثم صار األمر إلى أن‬
‫ً‬ ‫وكفاهم طن التػرق فقه‪ .‬ويزيده‬

‫ٌ‬
‫زكديق‬ ‫االفتراق يف أصول الدين وفروطه هو العؾم والػؼه يف الدين‪ ،‬وصار األمر باالجتؿاع يف الدين ال يؼوله إال‬

‫مجـون “‪.‬‬

‫الشزح‪:‬‬
‫التػرق فقه“‬
‫قال ‪ ”:$‬األصل الثاين‪ :‬أمر اهلل باالجتؿاع يف الدين وكفى طن ُّ‬
‫هذا هق إصؾ الثاين مـ إصقل التل ذكرها الشقخ‪ ،‬والربط بقـ هذا إصؾ وإصؾ الذي قبؾف أن‪:‬‬

‫وسبب لؾػرقة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وسبب لالجتؿاع‪ ،‬وأن الشرك والبدع فرق ٌة وطذاب‬
‫ٌ‬ ‫‪ ‬التقحقد والسـة رحؿ ٌة واجتؿاع‬

‫دائؿ إٓ طؾك التقحقد والسـة‪ ،‬هذا مـ وجف‪.‬‬


‫كافع ٌ‬
‫اجتؿاع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وٓ يؿؽـ أن يقجد‬

‫سبب لتضققع الديـ‪ ،‬ولفذا ذكر‬ ‫سبب لؾسؽقن وققام الديـ‪ ،‬وآفرتاق‬ ‫ٍ‬
‫وجف آخر أن آجتؿاع‬ ‫‪ ‬ومـ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬

‫الشقخ هذا إصؾ ثاك ًقا بعد إصؾ إول لالرتباط بقـفؿا‪.‬‬

‫واالجتواع علً اجلواعة ًىعاى‪:‬‬

‫الٌىع األول‪ :‬اجتواع مجاعة الدَي‪ ،‬يؼقل بعض أهؾ العؾؿ‪( :‬اجتؿاع الديـ)؛ يعـل‪ :‬أن يجتؿع‬

‫وأصحابف‪ ،‬فؿـ كان‬ ‫الـاس طؾى الدين‪ ،‬وهذا ال يحد بؿؽان‪ .‬وضابطه‪ :‬آجتؿاع طؾك ما كان طؾقف الـبل‬

‫‪ :‬ﭽﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫مؽان كان ويف أي ٍ‬


‫بؼعة مـ إرض كان‪ ،‬قال اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫طؾك ذلؽ ففق مع الجؿاطة يف أي‬

‫ٍ‬
‫ثالث وسبعقن مؾة كؾفم يف الـار إال‬ ‫‪ « :‬تػترق أمتي طؾى‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ[آل طؿران‪ ،]٢٠١ :‬وقال الـبل‬

‫مؾ ًة واحدة‪ ،‬قالوا‪ :‬ومن هي يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬ما أكا طؾقه وأصحابي » رواه الرتمذي وحسـف إلباين‪ ،‬وطـد‬

‫أبل داود وحسـف إلباين‪ « :‬هي الجؿاطة » ‪ ،‬وطـد ابـ ماجف وصححف إلباين‪ « :‬ققل يا رسول اهلل من هم؟‬
‫‪13‬‬ ‫شرح األصل الثاوي‬

‫قال‪ :‬الجؿاطة » ‪ .‬ففذا ضابط جؿاطة الديـ‪ ،‬وكحـ ملمقرون أن كؽقن يف ديــا جؿاطة‪ ،‬هذه الجؿاطة ضابطفا‬

‫وأصحابف‪ ،‬فؿـ كان طؾك ذلؽ فؼد دخؾ‪ ،‬ومـ خالػ ذلؽ فؼد خرج‪ ،‬وإن‬ ‫وصقرها ما كان طؾقف الـبل‬

‫تسؿى أهل الػرق بالجؿاطة فنكفا لقست جؿاط ًة ديـق ًة شرطق ًة صحقحة‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬اجتواع األبداى‪ ،‬أن يجتؿع الؿسؾؿقن بلبداهنؿ‪ ،‬وهذا ضابطه‪ :‬آجتؿاع يف ٍ‬
‫بؾد مسؾؿ تحت‬
‫بؾد لف حدوده وإمامف‪ ،‬فؿـ كان يف ٍ‬
‫بؾد مسؾؿ ولف إمامف الؿسؾؿ‬ ‫راية إما ٍم مسؾؿ‪ ،‬والققم الجؿاطة تؽقن يف كؾ ٍ‬

‫يف حديث حذيػة‪:‬‬ ‫ففذه هل الجؿاطة التل يجب أن يتؿسؽ هبا وأن يؽقن معفا َّ‬
‫وأٓ يشذ طـفا‪ ،‬قال الـبل‬

‫« تؾزم جؿاطة الؿسؾؿقن وإمامفم » ‪ ،‬والحديث يف الصحقحقـ‪.‬‬

‫ملمقر بف‪ ،‬فـحـ‬


‫ٌ‬ ‫والخؾط بقـ آجتؿاطقـ والجؿاطتقـ يسبب الؾبس والخطل‪ ،‬وكال آجتؿاطقـ‬

‫ملمقرون أن كؽقن جؿاط ًة يف ديــا‪ ،‬وملمقرون أن كؽقن جؿاط ًة بلبداكـا يف بؾداكـا‪.‬‬

‫أمر بآجتؿاع وهنك طـ التػرق يف الديـ؛ ٕن آجتؿاع ٓ يتحؼؼ إٓ بـبذ آفرتاق ومجاكبة‬ ‫اهلل‬

‫أسبابف‪ ،‬قال تعالك‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬

‫‪ ،]٢١‬وقال سبحاكف‪ :‬ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﮑﭼ[الشقرى‪:‬‬ ‫ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﭶﭼ[آل طؿران‪.]٢٠١ :‬‬

‫قال ‪ " :$‬فبقن اهلل هذا بقاكًا شاف ًقا تػفؿه العوام‪ ،‬وكفاكا أن كؽون كالذين تػرقوا واختؾػوا قبؾـا ففؾؽوا “‪.‬‬

‫أي‪ :‬هؾؽ أهؾ آفرتاق‪ ،‬فآفرتاق صريؼ الفؾؽة وصريؼ ضقاع الؿصالح وطؾك رأسفا الديـ‪،‬‬

‫‪،‬‬ ‫[آل طؿران‪]٢٠٥ :‬‬ ‫‪ :‬ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ‬ ‫قال اهلل‬

‫بقـ لـا‬ ‫وقال سبحاكف‪ :‬ﭽﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [إكعام‪ ،]٢٥١ :‬فاهلل‬

‫أن التػرق سبب الفالك‪ ،‬وهناكا أن كؽقن مـ الذيـ تػرققا طـ ديـفؿ‪.‬‬


‫‪14‬‬ ‫شرح األصل الثاوي‬

‫وضوحا ما وردت‬
‫ً‬ ‫قال ‪" :$‬وذكر أكه أمر الؿسؾؿقن باالجتؿاع يف الدين وكفاهم طن التػرق فقه‪ .‬ويزيده‬

‫به السـة من العجب العجاب يف ذلك“‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫وبقجقه متعددة‪ ،‬مـ ذلؽ ً‬ ‫إحاديث التل فقفا إمر بآجتؿاع والتـػقر مـ آفرتاق كثقر ٌة جدً ا‬

‫‪ « :‬من أراد أن يػرق هذه األمة وهي جؿقع فاضربوه بالسقف كائـًا من كان » رواه‬ ‫‪ -‬ققل الـبل‬

‫مسؾؿ يف الصحقح‪.‬‬

‫وهق يؼقل‪ « :‬يا أيفا الـاس طؾقؽم بالجؿاطة وإياكم‬ ‫‪ -‬وطـ رج ٍؾ قال‪ :‬اكتفقت إلك رسقل اهلل‬

‫والػرقة » رواه اإلمام أحؿد‪.‬‬

‫‪ « :‬ال تختؾػوا‪ ،‬فنن من كان قبؾؽم اختؾػوا ففؾؽوا » رواه البخاري يف الصحقح‪.‬‬ ‫‪ -‬وقال‬

‫‪ « :‬يد اهلل مع الجؿاطة » رواه الرتمذي وصححف إلباين‪.‬‬ ‫‪ -‬وقال‬

‫أن اهلل يرضى لـا أن كعتصم بحبؾه جؿقعا وال كتػرق كؿا يف صحقح مسؾؿ‪.‬‬ ‫‪ -‬وذكر الـبل‬

‫فالشاهد أن إحاديث يف السـة أمرة بآجتؿاع والؿـػرة طـ آفرتاق كثقر ٌة جدا‪.‬‬

‫قال ‪ ” :$‬ثم صار األمر إلى أن االفتراق يف أصول الدين وفروطه هو العؾم والػؼه يف الدين“‪.‬‬

‫طؾك اجتؿا ٍع يف ديـفؿ وأبداهنؿ‪ ،‬ثؿ دخؾ الخؾؾ طؾقفؿ يف ذلؽ‪،‬‬ ‫كان الؿسؾؿقن يف زمـ الـبل‬

‫ٌ‬
‫تػرق يف العؼقدة‪،‬‬ ‫وكؾؿا ابتعد الـاس طـ زمـ الـبقة حصؾت الػرقة يف الديـ ويف جؿاطة إبدان‪ ،‬فحصل‬

‫فظفرت الؼدرية والؿعتزلة والجفؿقة وإشعرية وغقرها‪ ،‬وحصل ٌ‬


‫تػرق يف العبادة‪ ،‬فظفرت إهقاء والبدع‬

‫العؿؾقة‪ ،‬وحصل ٌ‬
‫تػرق يف األحؽام والػؼه‪ ،‬وهذا التػرق إن كان مبـ ًقا طؾك اجتفاد ‪-‬أطـل التػرق يف الػؼف‪:-‬‬

‫ٍ‬
‫اجتفاد وصؾب الحؼ بدلقؾف ففذا لقس بؿذمقم بشرط أن مـ ٓح لف الحؼ بدلقؾف‬ ‫‪ -‬إن كان مبـ ًقا طؾك‬

‫وجب طؾقف أن يرجع إلقف‪،‬‬

‫‪ -‬أما إذا كان مبـ ًقا طؾك غقر ذلؽ أو كان التؼؾقد ماك ًعا مـ الرجقع إلك الحؼ ففق مذمق ٌم‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫شرح األصل الثاوي‬

‫ٌ‬
‫زكديق مجـون “‪.‬‬ ‫قال ‪ ” :$‬وصار األمر باالجتؿاع يف الدين ال يؼوله إال‬

‫ٓ حقل وٓ ققة إٓ باهلل؛ أي‪ :‬اختؾط األمر طؾى الـاس من جفتقن‪:‬‬

‫اجلهة األوىل‪ :‬مـ جفة مػفقم آجتؿاع كػسف؛ فصار مـ يلمر بآجتؿاع الصحقح ‪-‬بالرجقع إلك‬

‫متفؿا بلكف يػرق إمة‪ ،‬فنذا قؿت تدطق إلك العؼقدة الصحقحة‪،‬‬
‫الؽتاب والسـة وإلك ما كان طؾقف سؾػ إمة‪ً -‬‬
‫قال‪ :‬أكت تػرق الصػ وتػرق إمة!‪ ،‬وإذا دطقت يف العقدة إلك مـفج السؾػ الصالح‪ ،‬قالقا‪ :‬تػرق الصػ‪،‬‬

‫واجلهة األخزي‪ :‬أن مـ يلمر بآجتؿاع طؾك الحؼ وترك مؼآت الػرق يتفؿ بضعػ الديـ؛ بؾ قد‬

‫يرمك بالؽػر‪ ،‬وقال‪ :‬فالن كافر‪ ،‬ما ذكبف؟ أكف يلمر برتك البدع الؿحدثة‪ ،‬واجتـاب آراء الػرق الضالة والعقدة‬

‫إلك الؽتاب والسـة‪ ،‬وٓ شؽ أن هذا اكحراف حصؾ طـد الؿتلخريـ يخالػ آئتالف الذي كان يف صدر هذه‬

‫إمة‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫شرح األصل الثالث‬

‫املنت‪:‬‬
‫قال ‪ ” :$‬األصل الثالث‪ :‬أن من تؿام االجتؿاع السؿع والطاطة لؿن تلمر طؾقـا ولو كان طبدً ا حبش ًّقا‪،‬‬

‫وقدرا‪ ،‬ثم صار هذا األصل ال يعرف طـد‬ ‫ٍ‬


‫بوجوه من أكواع البقان شر ًطا‬ ‫فبقن اهلل له هذا األصل بقاكًا شائ ًعا كاف ًقا‬
‫ً‬
‫أكثر من يدطي العؾم فؽقف العؿل به؟ “‪.‬‬

‫الشزح‪:‬‬
‫مرتبط بالذي قبؾف فنكف ٓ تؽقن الجؿاطة إٓ بف‪ ،‬وإذا ُفؼد تصدطت الجؿاطة وضاطت‬
‫ٌ‬ ‫أيضا‬
‫هذا إصؾ ً‬

‫الحؽؿة الؿؼصقدة مـفا‪ ،‬فال بد لؾـاس مـ جؿاطة؛ وٓ بد لؾجؿاطة مـ إمام؛ وٓ يؼقم شلن اإلمام إٓ بالسؿع‬

‫لف وطدم اإلطراض طؿا يؼقل‪ ،‬وبآكؼقاد ٕمره يف غقر معصقة اهلل‪ ،‬وقد اتػؼ طؾؿاء إمة طؾك أن كصب اإلمام‬

‫واجب‪.‬‬

‫واإلهام ٌَصب وحتصل لَ الىالَة يف اجلولة بثالث طزق‪:‬‬

‫الحؾ‬
‫الطزَقة األوىل‪ :‬آختقار؛ بلن يختار أهؾ الحؾ والعؼد إما ًما لؾؿسؾؿقـ أو لؾبؾد‪ ،‬ويبايعف أهؾ َ‬

‫‪.‬‬ ‫بعد مقت الـبل‬ ‫والعؼد طؾك ذلؽ؛ فتؾزم البقعة طؾك الجؿقع‪ ،‬كؿا حصؾ مع أبل بؽر الصديؼ‬

‫والطزَقة الثاًُة‪ :‬وٓية العفد؛ بلن يعفد اإلمام الؼائؿ وولل إمر الؿقجقد بالقٓية إلك مع َّق ٍـ بعده‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫يف تقلقة طؿر‬ ‫ويلخذ البقعة طؾك هذا‪ ،‬كؿا حصؾ مـ أبل بؽر الصديؼ‬

‫والطزَقة الثالثة‪ :‬وهل لقست مشروط ًة يف أصؾفا‪ ،‬لؽـ إذا حصؾت هبا القٓية استؼرت‪ ،‬وهل الغؾبة‬

‫طؾك إمر بالسقػ‪ ،‬فنذا تغؾب وصار إما ًما واستؼرت لف إحقال وس ّؾؿ لف أهؾ الحؾ والعؼد فنكف يصقر ولل‬

‫ـازع يف ذلؽ وتثبت لف أحؽام القٓية‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫أمر بنجؿاع أهؾ السـة والجؿاطة‪ ،‬وٓ ُي َ‬

‫معـك‪:‬‬
‫ً‬ ‫والسؿع والطاطة كؾؿتان لفؿا‬

‫فالسوع ُى‪ :‬اإلصغاء لؽالم ولل إمر والعـاية بف وطدم اإلطراض طـف‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرح األصل الثالث‬

‫والطاعة ٍُ‪ :‬آكؼقاد وآمتثال ٕمر ولل إمر‪.‬‬

‫أصال لقلل إمر وٓ يطقع لقلل إمر‪،‬‬


‫فبعض الـاس ‪-‬اهلل الؿستعان‪ ٓ -‬سؿع وٓ صاطة‪ ٓ ،‬يسؿع ً‬

‫‪.‬‬ ‫وبعض الـاس يسؿع وٓ يطقع‪ ،‬وأهؾ السـة والجؿاطة يسؿعقن ويطقعقن يف غقر معصقة اهلل‬

‫وقدرا“‪ ،‬يعـل‬ ‫ٍ‬


‫بوجوه من أكواع البقان شر ًطا‬ ‫واكظر كقػ قال الشقخ‪” :‬فب َّقن اهلل له هذا بقاكًا شائ ًعا كاف ًقا‬
‫ً‬
‫دلـا طؾك ذلؽ‪:‬‬

‫‪ ‬بإدلة الشرطقة‪.‬‬

‫‪ ‬وبإمر القاقعل الذي دلت طؾقف التجربة‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫فوي أوجَ البُاى الشزعٍ‪ :‬إمر الصريح بالسؿع والطاطة لقلل إمر الؿسؾؿ يف غقر معصقة اهلل‬

‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬قال اهلل‬ ‫وقد جاءت كصقص كثقرة يف الؽتاب والسـة بالسؿع والطاطة لقلل إمر يف غقر معصقة اهلل‬

‫‪ ،]٥١‬والعجقب أكؽ تجد‬ ‫[الـساء‪:‬‬ ‫ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﭼ‬

‫بعض الذيـ يـتسبقن إلك اإلسالم‪-‬بؾ يـتسبقن إلك العؾؿ‪ -‬يسخرون مـ هذه أية‪ ،‬ومـ الؼائؾقـ هبا حتك يف‬

‫صريؼة تالوهتا‪ ،‬فتجد أن بعضفؿ ‪-‬حتك يف محاضراتف‪ -‬إذا تال هذه أية يتؾقها بطريؼة غريبة‪ ،‬و ُي ْخـ ِ ُ‬
‫ػ كػسف يف‬

‫تالوهتا‪ ،‬أو يؼقل‪ :‬أهؾ ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ ‪ ،‬سبحان اهلل!‬

‫قال‪ « :‬طؾى الؿرء الؿسؾم‬ ‫ثؿ تجدهؿ يلمرون بالسؿع والطاطة لؿـ لقست لف وٓية شرطقة‪ ،‬والـبل‬

‫السؿع والطاطة فقؿا أحب وكره إال أن يممر بؿعصقة فنن أمر بؿعصقة فال سؿع وال صاطة » والحديث يف‬

‫الصحقحقـ‪ ،‬و« طؾى » تدل طؾك القجقب‪ « ،‬طؾى الؿرء الؿسؾم السؿع والطاطة فقؿا أحب وكره » َأ ًّيا كان‬

‫سبب الحب أو سبب الؽره « إال أن يممر بؿعصقة »‪ ،‬ففـا أكبف إلك شلء وهق أن صاطة ولل إمر ُجعؾ لفا‬

‫حد تـتفل إلقف‪ ،‬وهق أن يممر العبد بؿعصقة فنذا أمر بؿعصقة فنكف ٓ يسؿع وٓ يطقع يف تؾؽ الؿعصقة‪ ،‬لؽـ لؿ‬

‫تعؾؾ صاطة ولل إمر بؿصؾحة وٓ بغقرها‪ ،‬فنن مـ إشقاء التل بدأت تشقع ‪-‬حتك طـد بعض مـ يـتسبقن‬
‫‪18‬‬ ‫شرح األصل الثالث‬

‫إلك السـة‪ -‬هذا األصل الػاسد‪ ،‬وهو تعؾقل صاطة ولي األمر بالؿصؾحة بحسب ما يراه الؿلمور‪ ،‬وهذا ي ِ‬
‫سؼط‬ ‫ُ‬
‫صاطة ولي األمر‪ ،‬فنن ولي األمر يجب طؾقه أن يلمر بـا ًء طؾى الؿصؾحة‪ ،‬ولؽن صاطته واجبة ما دام أكفا لقست‬

‫مثال يف ضؾ هذه إزمة‪-‬أزمة كقروكا‪ ،-‬بعض الـاس يؼقل‪ :‬ولل إمر ما تجب صاطتف هـا ٕن‬
‫معصقة؛ يعـل ً‬

‫صاطة ولل إمر معؾؾة بالؿصؾحة؛ والؿصؾحة هـا مقهقمة‪ .‬كؼقل‪ ٓ :‬واهلل‪ ،‬صاطة ولل إمر مشروصة َّ‬
‫بلٓ‬

‫تؽقن يف معصقة ولؿ تعؾؾ هبذا التعؾقؾ‪ ،‬أطـل هؾ كرى فقفا مصؾحة أو ٓ كرى فقفا مصؾحة‪ ،‬ولق كان إمر‬

‫كذلؽ؛ ٕ ّدى ذلؽ إلك فساد صاطة ولل إمر‪ ،‬ففذا يؼقل أكا ما أرى فقفا مصؾحة فؿا أصقع‪ ،‬وهذا يؼقل أكا ما‬

‫َّكقع يف أمره بطاطة ولل إمر يف غقر معصقة‬ ‫أرى فقفا مصؾحة وما يطقع‪ ،‬وٓ شؽ أن هذا فاسد‪ ،‬والـبل‬
‫ٍ‬
‫بطرق متعددة‪ ،‬ولقٓ ضقؼ الققت لبسطـا الؽالم هـا‪.‬‬ ‫اهلل‬

‫قديؿا كاكت تدل طؾك‬


‫ً‬ ‫وأها البُاى القدرٌ‪ :‬فالتجربة تدل طؾك ذلؽ كؿا قرره العؾؿاء‪ ،‬واهللِ التجربة‬

‫ذلؽ‪ ،‬والتجربة الحديثة ‪-‬فقؿا ُسؿل بالربقع وهق يف الحؼقؼة قحط وشر وخريػ‪ -‬حدث لؾبؾدان مـ الػساد‬

‫ما اهلل بف طؾقؿ بسبب طدم السؿع والطاطة‪.‬‬

‫” ثم صار هذا األصل ال يعرف طـد أكثر من يدطي العؾم“ ‪ ،‬بؾ الؿصقبة أكف صار يعرف ضدُّ ه‪ ،‬و ُيدطك‬

‫إلك ضده‪ ،‬ويؼقم معؿؿقن ويخطبقن ويؾؼقن الؿحاضرات يف تشقيف أصؾ السؿع والطاطة لقلل إمر يف غقر‬

‫طـد كثقر مـ‬ ‫معصقة اهلل‪ ،‬والتـػقر مـ أهؾ هذا إصؾ‪ ،‬فصار الذي يلمر بؿا أمر اهلل بف وما أمر بف رسقلف‬

‫محؿق ًدا‪ ،‬وهذا مـ اكتؽاس‬ ‫وأمر بف رسقل اهلل‬ ‫الـاس مذمق ًما‪ ،‬وصار الذي يلمر بضد ما أمر اهلل بف‬

‫إمقر واختالصفا طؾك الـاس بسبب الجفؾ‪.‬‬


‫‪19‬‬ ‫شرح األصل الرابع‬

‫املنت‪:‬‬

‫قال ‪ ” :$‬األصل الرابع‪ :‬بقان العؾم والعؾؿاء‪ ،‬والػؼه والػؼفاء‪ ،‬وبقان من تشبه بفم ولقس مـفم‪ ،‬قد بقن‬

‫اهلل تعالى هذا األصل يف أول سورة البؼرة من قوله‪ :‬ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ [البؼرة ‪ ]٠٤ :‬إلى‬

‫وضوحا ما صرحت به السـة يف هذا‬


‫ً‬ ‫‪ :‬ﭽﭰ ﭱﭼ [البؼرة‪ ]٢١١ :‬اآلية‪ ،‬ويزيده‬ ‫قوله قبل ذكر إبراهقم‬

‫من الؽالم الؽثقر البقن الواضح لؾعامي البؾقد‪ ،‬ثم صار هذا أغرب األشقاء‪ ،‬وصار العؾم والػؼه هو البدع‬

‫والضالالت‪ ،‬وخقار ما طـدهم لبس الحق بالباصل‪ ،‬وصار العؾم الذي فرضه اهلل تعالى طؾى الخؾق ومدحه ال‬

‫ٌ‬
‫زكديق أو مجـون‪ ،‬وصار من أكؽره وطاداه وصـف يف التحذير مـه والـفي طـه هو الػؼقه العالم“‪.‬‬ ‫يتػوه به إال‬

‫الشزح‪:‬‬
‫ٓ ُتعرف إصقل الثالثة الؿتؼدمة إٓ بالعؾؿ‪ ،‬والعؾؿ ٓ يؼقم إٓ بالعؾؿاء‪ ،‬فال بد مـ وجقد العؾؿ وٓ‬

‫بد مـ معرفة العؾؿاء الرباكققـ حتك ٓ تختؾط إمقر‪ ،‬ولذلؽ قرر الشقخ هذا إصؾ‪” :‬بقان العؾم والعؾؿاء‪،‬‬

‫والػؼه والػؼفاء“؛ أي‪ :‬جاء يف الؼرآن والسـة بقان العؾؿ الـافع‪ ،‬وصػات العؾؿاء الرباكققـ‪ ،‬وبقان الػؼف الـافع‪،‬‬

‫وصػات الػؼفاء العامؾقـ‪ ،‬وجاء بقان ضدهؿ مؿـ تشبف هبؿ ولقس مـفؿ‪ ،‬فتظاهر بالعؾؿ والؿشقخة ولقس مـ‬

‫العؾؿاء‪.‬‬

‫وقد بقـ اهلل تعالك هذا إصؾ يف أول سقرة البؼرة مـ ققلف‪ :‬ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫‪ :‬ﭽﭰ ﭱﭼ يف أية (‪ ،)٢١١‬كؾ هذه‬ ‫ﭶﭼ يف أية رقؿ (‪ ،)٨٠‬إلك ققلف قبؾ ذكر إبراهقؿ‬

‫أيات تضؿـت بقان صػات العؾؿاء وما يضادها‪.‬‬

‫وققل الشقخ هـا بقان العؾؿ والػؼف؛ الفقَ‪:‬‬

‫‪ ‬يطؾق ويراد به العؾم ففؿا لػظان مرتادفان‪ ،‬فقؽقن الػؼف معرفة الديـ‪ ،‬والعؾؿ معرفة الديـ‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫شرح األصل الرابع‬

‫مثال‬
‫‪ ‬ويطؾق الػؼه بؿا هو أخص من العؾم‪ ،‬فقؽقن العؾم الؿعرفة وحؿل ما يعرف‪ ،‬كالحديث ً‬
‫يؼقل‪ « :‬فرب حامل ٍ‬
‫فؼه إلى من هو أفؼه مـه » قد‬ ‫والؼرآن‪ ،‬والػؼه‪ :‬هو ففم العؾم‪ ،‬لذلؽ الـبل‬

‫يؽقن الحامؾ لقس بػؼقف‪ ،‬إكؿا يحؿؾ العؾؿ‪.‬‬

‫ٍ‬
‫خاص من العؾم وهو العؾم باألحؽام‪.‬‬ ‫أيضا الػؼه طؾى كو ٍع‬
‫‪ ‬ويطؾق ً‬

‫ويظفر لل واهلل أطؾؿ أن الشقخ يريدها جؿق ًعا طؾك وجقهفا‪.‬‬

‫وضوحا ما صرحت به السـة يف هذا ‪-‬يعـل إصؾ‪ -‬من الؽالم الؽثقر البقن الواضح لؾعامي‬
‫ً‬ ‫” ويزيده‬

‫ففؿا‪ ،‬فؽقػ بؿـ هق‬


‫البؾقد“ ‪ ،‬هذا لقس ذ ًما لؾعقام يا إخقة؛ وإكؿا الؿؼصقد أن إمر واضح حتك ٕقؾ الـاس ً‬
‫أطؾك مـف؟‪ ،‬هذا إصؾ‪ ،‬فالعؾؿ معروف بالـصقص العؾؿ الـافع‪ ،‬والعؾؿاء الرباكققن معروفقن ومعروف ٌة‬

‫صػاهتؿ‪ ،‬وضدّ هؿ معروف‪ ،‬لؽـ إمر كؿا قال الشقخ‪:‬‬

‫” ثم صار هذا أغرب األشقاء“ ‪-‬يعـل هذا إصؾ‪” -‬وصار العؾم والػؼه هو البدع والضالالت“‪.‬‬

‫مقٓكا شقخـا العالمة‪ ،‬والذي طـده بدع وضالٓت‪ ،‬وقصص‪ ،‬وأكاذيب‪.‬‬

‫”وخقار ما طـدهم لبس الحق بالباصل“‪ ،‬أحسـ ما طـدهؿ أن يخؾطقا بقـ الحؼ والباصؾ‪ ،‬وبعضفؿ ما‬

‫طـده إٓ باصؾ صرف‪.‬‬

‫” وصار العؾم الذي فرضه اهلل تعالى طؾى الخؾق ومدحه‪ ،‬ال يتػوه به إال زكديق أو مجـون“ يعـل يف كظر‬

‫الـاس‪ ،‬لق جئت تتؽؾؿ طـ التقحقد قالقا‪ :‬هذا كافر‪ ،‬هذا زكديؼ أو مجـقن‪.‬‬

‫”وصار من أكؽره“؛ أي‪ :‬العؾؿ الشرطل‪” ،‬وطاداه وصـف يف التحذير مـه والـفي طـه هو الػؼقه‬

‫العالم“؛ أي‪ :‬يف كظر الـاس‪.‬‬

‫وهذا ٓ شؽ أكف أصؾ طظقؿ يـبغل أن يتـبف لف‪ ،‬فنذا لؿ يعرف الـاس العؾؿ الـافع والعؾؿاء الرباكققـ‬

‫طؾؿا طـده‬
‫الذيـ يمخذ طـ فؿ العؾؿ اختؾط طؾقفؿ إمر‪ ،‬وصار يلخذ الباصؾ طؾك أكف حؼ‪ ،‬وصار الجفؾ ً‬
‫جفال طـده‪ ،‬وقدم الـاس أشباه العؾؿاء طؾك العؾؿاء‪ ،‬فقرتؽس الـاس يف الباصؾ بسبب هذا إمر‪.‬‬
‫وصار العؾؿ ً‬
‫‪21‬‬ ‫شرح األصل الرابع‬

‫فال بد مـ التـبف لفذا إصؾ‪ ،‬والتـبف لفذا آكتؽاس الذي حصؾ‪ ،‬وهق يف زماكـا –الحؼقؼة‪ -‬مـ أضفر‬

‫‪،‬‬ ‫إشقاء‪ ،‬يمتك إلك العالؿ الرباين الذي يلمر بالتقحقد والسـة وٓ تسؿع مـف إٓ قال اهلل قال رسقلف‬

‫ويقصػ بإلؼاب والصػات الؿـػرة‪ ،‬بؾ قد تؾصؼ بف فرقة وهق الذي طاش طؿره يحذر مـ الػرق‪ ،‬ويمتك‬

‫إلك مـ ٓ طؾؿ طـده مـ الحؼ ويقصػ بالعالمة واإلمام وكحق ذلؽ‪ ،‬وإمر ضاهر‪ ،‬أهؾ الؽتاب والسـة‬

‫والؿجاهدون يف هذا الباب والصابرون طؾك ما يصقبفؿ يف هذا الباب واضحقن‪ ،‬ومـ دوهنؿ مـ صالب العؾؿ‬

‫الذيـ يسقرون طؾك درهبؿ معروفقن‪ ،‬ويعرف لؽ ٍؾ قدره ويمخذ مـف بحسبف‪ ،‬والؿخالػقن لؿا يف الؽتاب‬

‫والسـة‪ ،‬مفؿا شؼؼقا مـ الؽالم‪ ،‬ومفؿا زخرفقا الؽالم‪ ،‬فنن أمرهؿ يعرف‪ ،‬والؿقفؼ مـ لزم ركاب العؾؿاء يف‬

‫السـة وأخذ طـفؿ واستػاد مـ طؾقمفؿ‪.‬‬


‫‪22‬‬ ‫شرح األصل الخامس‬

‫املنت‪:‬‬
‫قال ‪ ” :$‬األصل اخلامس‪ :‬بقان اهلل سبحاكه لألولقاء‪ ،‬وتػريؼه بقـفم وبقن الؿتشبفقن بفم من أطداء اهلل‬

‫الؿـافؼقن والػجار‪ ،‬ويؽػي يف هذا آية آل طؿران وهي قوله تعالى‪ :‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫طؿران‪ ،]١٢:‬وآية يف سورة الؿائدة وهي قوله تعالى‪ :‬ﭽﮜ‬ ‫[آل‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽﭼ‬

‫وآي ٌة يف سورة‬ ‫ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ [الؿائدة‪ ]٤٠ :‬اآلية‪،‬‬

‫يوكس وهي قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬

‫ﭞﭟﭠﭼ [يوكس‪ ،]٢١-٢١ :‬ثم صار األمر طـد أكثر من يدطي العؾم؛ وأكه من هداة الخؾق وحػاظ‬

‫الشرع؛ إلى أن األولقاء ال بد فقفم من ترك اتباع الرسل‪ ،‬ومن اتبعه فؾقس مـفم والبد من ترك الجفاد‪ ،‬فؿن‬

‫جاهد فؾقس مـفم‪ ،‬والبد من ترك اإليؿان والتؼوى‪ ،‬فؿن تعفد باإليؿان التؼوى فؾقس مـفم‪ ،‬يا ربـا كسللك‬

‫العػو والعافقة إكك سؿقع الدطاء“‪.‬‬

‫الشزح‪:‬‬
‫لؿا ذكر الشقخ ‪ $‬إصؾ الرابع الؿتعؾؼ بالعؾؿاء الرباكققـ‪ ،‬وبقان مـ تشبف هبؿ ولقس مـفؿ‪ ،‬ذكر‬

‫باإلكرام‪ ،‬بؾ ولفؿ كرامات‬ ‫أولقاء‪ ،‬اختصفؿ اهلل‬ ‫إصؾ الخامس الؿتعؾؼ بلولقاء اهلل‪ ،‬وٓ شؽ أن هلل‬

‫تخرق العادة‪ ،‬غقر أهنؿ ٓ يدطقن كبق ًة وٓ َوٓي ًة وٓ يدطقن إلك أكػسفؿ‪ ،‬وٓ يظفرون هذه الؽرامات‪ ،‬بؾ إن‬

‫‪ ،‬ويخافقن طؾك الـاس الػتـة‪ ،‬فـحـ كممـ بلن هلل أولقاء‪ ،‬وأن‬ ‫طؾؿقا هبا سرتوها وكتؿقها‪ ،‬يخافقن اهلل‬

‫ح ًؼا وصد ًقا‪ ،‬وٓ‬ ‫ٍ‬


‫لؿحؿد‬ ‫ٕولقاء اهلل كرامات‪ ،‬لؽـ الشلن مـ هؿ أولقاء اهلل؛ فلولقاء اهلل هؿ الؿتبعقن‬

‫تؽقن القٓية إٓ باإلخالص والؿتابعة‪ ،‬والقؼقـ والصدق والؿجاهدة يف العؿؾ‪ ،‬فال يؿؽـ أن يؽقن الؿشرك‬

‫ول ًقا هلل‪ ،‬وٓ يؿؽـ أن يؽقن الؿبتدع ول ًقا هلل‪ ،‬وٓ يؿؽـ أن يؽقن الشاك ول ًقا هلل‪ ،‬وٓ يؿؽـ أن يؽقن الؽذاب‬

‫ول ًقا هلل‪ ،‬وٓ يؿؽـ أن يؽقن التارك لؿا شرع اهلل ول ًقا هلل‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫شرح األصل الخامس‬

‫يؼقل‪ :‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ [آل طؿران‪ ،]١٢:‬صريؼ حب اهلل لؾعبد أن يتبع‬ ‫اهلل‬

‫‪ ،‬وكؾؿا كان العبد أبؾغ يف آتباع كؾؿا كان أقرب إلك القٓية حتك يـال هذه الؿرتبة‪.‬‬ ‫رسقل اهلل‬

‫واضحا ٓ لبس فقف يف ققلف سبحاكف‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬


‫ً‬ ‫إولقاء بقاكًا‬ ‫وب َّقـ اهلل‬

‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟﭠﭼ [يوكس‪ ٓ ، ]٢١-٢١ :‬بد مـ اإليؿان والتؼقى‬

‫‪ :‬من طادى لي ول ًقا فؼد آذكته‬ ‫يف الحديث الؿعروف قال‪ « :‬قال اهلل‬ ‫والـبل‬ ‫حتك يؽقن العبد ول ًقا هلل‬
‫ٍ‬
‫بشيء أحب إلي مؿا افترضته طؾقه »‪ ،‬فالقلل ٓ بد أن يؽقن محاف ًظا طؾك‬ ‫بالحرب وما تؼرب طبدي إلي‬

‫مثال مع الجؿاطة؛ ففذا لقس مـ أولقاء الؾفـ ويضحؽ‬


‫الػرائض‪ ،‬أما مـ يضقع بعض فرائض اهلل وٓ يصؾل ً‬

‫الشقطان طؾقف ويؼقل يصؾل يف الؽعبة يصؾل مع إمام الحرم‪ « ،‬وما يزال طبدي يتؼرب إلي بالـوافل حتى‬

‫‪.‬‬ ‫أحبه» يجاهد يف العؿؾ فقزيد طؾك الػرائض أن يجتفد يف الـقافؾ حتك يحبف اهلل‪ ،‬ويصبح مـ أولقاء اهلل‬

‫هذا الذي ب ّقـف الؼرآن والسـة‪ ،‬ثؿ اكتؽس إمر طـد بعض الـاس بؾ طـد كثقريـ؛ فصار ولل اهلل طـدهؿ‬

‫طدوا هلل‪ ،‬فالذي طؾك التقحقد يؼرره ويدطق إلقف‪ ،‬و ُيعؾؿ السـة ويدطق إلقفا ويػعؾفا‪ ،‬ويجتفد يف الػرائض ويف‬
‫ً‬

‫فعؾ الـقافؾ‪ ،‬يؼقلقن‪ :‬هذا زكديؼ‪ ،‬هذا وهابل ما يعرف اهلل‪ ،‬والذي طـده بدع واكحراف يف العؼقدة واكحراف‬

‫يف العؿؾ يؼقلقن‪ :‬وسط‪ ،‬سؼطت طـف التؽالقػ‪ ،‬مـ أولقاء اهلل‪.‬‬

‫وأهؾ السـة والجؿاطة مع إثباهتؿ لؾقٓية‪ ،‬ومحبتفؿ ٕولقاء اهلل ٓ يرفعقهنؿ فقق مـزلتفؿ‪ ،‬بخالف مـ‬

‫اكتؽسقا وخالػقا ما جاء يف الؼرآن والسـة؛ يجعؾقن القلل شري ًؽا هلل ويـسبقن لف ما هلل‪ ،‬بؾ بعضفؿ يػضؾ مؼام‬

‫القٓية طؾك مؼام الـبقة‪ ،‬بعضفؿ يؼقل‪:‬‬

‫ُف َقيؼ الرسقل ودون القلل‬ ‫مؼــــام الــبـقة يف بــرزخٍ‬

‫يعـل أطؾك شلء القلل‪ ،‬مؼام القلل ثؿ الـبقة ثؿ الرسالة‪ ،‬هذا مـ آكتؽاس وآكحراف‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫شرح األصل الخامس‬

‫وأهؾ السـة والجؿاطة مع إثباهتؿ الؽرامات لألولقاء يعؾؿقن أن القلل ٓ يدطل بالؽرامة مؼا ًما‪ ،‬وٓ‬

‫استدراجا ويحرصقن‬
‫ً‬ ‫يدطق إلك كػسف‪ ،‬بؾ شلن أولقاء اهلل الخقف مـ ما يظفر مـ كرامات‪ ،‬يخافقن أن يؽقن‬

‫طؾك سرت ذلؽ‪.‬‬

‫وح ّػاظ الشرع إلى أن‬


‫يؼقل الشقخ‪ ” :‬ثم صار األمر طـد أكثر من يدّ طي العؾم؛ وأكه من ُهداة الخؾق ُ‬

‫أولقاء اهلل ال بد فقفم من ترك اتباع الرسل‪ ،‬ومن تبعفم فؾقس مـفم“؛ لقس مـ أولقاء اهلل‪ ،‬فالقلل يليت بديـ‬

‫جديد‪ ،‬ويليت بلمقر محدثة طـدهؿ وبزطؿفؿ‪ ،‬ولف ديـ خاص‪ ،‬مـ خرافاهتؿ يزطؿقن أن أولقاءهؿ أخذوا الديـ‬

‫‪ ،‬حتك بعضفؿ‬ ‫‪ ،‬وهق غقر الذي طؾؿف ٕبل ٍ‬


‫بؽر وطؿر وطثؿان وطؾل وبؼقة الصحابة‬ ‫مـ رسقل اهلل‬

‫‪ ،‬طؿامة صقـقة أو ياباكقة قال‪ :‬هذه ملخقذة‬ ‫‪-‬طؿامتف التل طؾك رأسف‪ -‬يؼقل‪ :‬أن فقفا إسـا ًدا إلك رسقل اهلل‬

‫‪ ،‬يضحؽقن طؾك الـاس!‪ ،‬وٓ بد مـ ترك الجفاد الشرطل الصحقح‪ ،‬وٓبد مـ‬ ‫باإلسـاد إلك رسقل اهلل‬

‫ترك ما يسؿقكف بالظاهر الذي هق التؼقى يف الحؼقؼة‪ ،‬وهذا ٓ شؽ أكف مـ آكتؽاس ومـ آكحراف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫دياكة وسالمة‪ ،‬وآكحراف يف هذا إصؾ يؼقد إلك‬ ‫وٓ شؽ أن معرفة هذا إصؾ تجعؾ اإلكسان يف‬

‫‪،‬‬ ‫آكحراف يف الديـ‪ ،‬وأكثر الـاس إكؿا صار طـدهؿ آكحراف يف ديـفؿ بسبب اكحراففؿ يف باب أولقاء اهلل‬

‫والشقخ هـا يف كالمف يشقر إلك أن أولقاء اهلل هؿ الذيـ اتصػقا بالصػات القاردة يف أيات التل ذكرها أو ذكر‬

‫جز ًءا مـفا‪.‬‬


‫‪25‬‬ ‫شرح األصل السادس‬

‫املنت‪:‬‬
‫قال ‪ ” :$‬األصل السادس‪ :‬رد الشبفة التي وضعفا الشقطان يف ترك الؼرآن والسـة واتباع اآلراء واألهواء‬

‫الؿتػرقة الؿختؾػة‪ ،‬وهي أن الؼرآن والسـة ال يعرففؿا إال الؿجتفد الؿطؾق‪ ،‬والؿجتفد هو الؿوصوف بؽذا‬

‫حتؿا ال‬ ‫وكذا أوصا ًفا لعؾفا ال توجد تام ًة يف أبي بؽرٍ وطؿر‪ ،‬فنن لم يؽن اإلكسان كذلك فؾقعرض طـفؿا ً‬
‫فرضا ً‬
‫ٌ‬
‫زكديق وإما مجـون‪ ،‬ألجل صعوبة ففؿفا‪ ،‬فسبحان اهلل‬ ‫شك وال إشؽال فقه‪ ،‬ومن صؾب الفدى مـفؿا ففو إما‬
‫ٍ‬
‫وجوه شتى بؾغت إلى‬ ‫وبحؿده كم ب ّقن اهلل سبحاكه شر ًطا وقدرا؛ خؾ ًؼا وأمرا؛ يف رد هذه الشبفة الؿؾعوكة من‬

‫اف‪ ،]٢٨١ :‬ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬


‫حد الضروريات العامة‪ ،‬ﭽﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚﭼ [األَطر ِ‬
‫َ‬

‫ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞ‬

‫ﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩ ﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱ‬

‫﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﭼ ٓ‬
‫[يس‪.“ ]٢٢-١ :‬‬

‫الشزح‪:‬‬
‫لؿا كاكت إصقل الخؿسة الؿتؼدمة َم ْبـق ًة طؾك الؼرآن والسـة‪ ،‬و ُم َبقـ ًة يف الؼرآن والسـة بقاكًا كاف ًقا شاف ًقا‬

‫ضاهرا ٓ لبس فقف‪ ،‬وتؼدم معـا يف كؾ إصقل الخؿسة ّ‬


‫أن الؽثقريـ مـ الؿسؾؿقـ قد اكحرفقا فقفا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫واضحا‬
‫ً‬

‫مع أهنؿ يؼرؤون الؼرآن وقد تصؾفؿ السـة‪ ،‬فؿا سبب ذلؽ؟ وما سبب طدم اكتػاطفؿ ببقان الؼرآن والسـة؟ إكّف‬

‫هذه الشبفة التل يف هذا إصؾ؛ فقؼرؤون الؼرآن لؾتربك ٓ لالستػادة مـف‪ ،‬ويؼرؤوكف يف العزاء وكحقه مؿا هق‬

‫‪.‬‬ ‫بدع‪ ،‬وٓ يؼػقن طـده لؾتدبر والػفؿ وآستػادة مـف‪ ،‬وكذلؽ سـة رسقل اهلل‬

‫ففذا إصؾ يـبغل أن ُيفتؿ بف وأن يـتبف لف‪ ،‬فؼد أوحك الشقطان إلك الـاس شبفة لقصدهؿ طـ كقر الؼرآن‬

‫أن الؼرآن والسـة ال يػفؿفا إال الؿجتفدون اجتفا ًدا مطؾ ًؼا‪ ،‬أ ّما العؾؿاء‬
‫والسـة‪ ،‬فلوحى الشقطان إلى من صدّ قه ّ‬

‫الذيـ لؿ يبؾغقا مرتبة آجتفاد؛ ففمٓء ٓ يػفؿقن الؼرآن وإكّؿا يؼرؤوكف‪ ،‬فضال طـ العا ّمة الذيـ دون العؾؿاء‪،‬‬

‫فال يـبغل لؾعالؿ أن يتدبر الؼرآن‪ ،‬وٓ أن يدطق الـّاس إلك معاين الؼرآن‪ ،‬وٓ يـبغل لؾعا ّمل أن يتدبر الؼرآن‪ ،‬بؾ‬
‫‪26‬‬ ‫شرح األصل السادس‬

‫كػر! أطقذ بال ّؾف‪ .‬ال ّؾف يع ّؾؿ الـّاس الؽػر؟ كعقذ بال ّؾف مـ‬ ‫زطؿ بعضفؿ ‪-‬والعقاذ بال ّؾف‪ّ -‬‬
‫أن إخذ بظقاهر الؼرآن ٌ‬
‫الخذٓن‪ ،‬كعقذ بال ّؾف مـ صاطة الشقطان‪ ،‬صب ًعا الشقطان يصقر لفؿ ّ‬
‫أن يف هذا حػ ًظا لؾدّ يـ‪ ،‬وحؿاي ًة لؾدّ يـ‪ّ ،‬‬
‫ثم‬

‫ٓ‬ ‫جاءوا إلى هذا الؿجتفد الؿطؾق فجعؾوا له شرو ًصا لو صبؼت لؿا ُوجد مجتفد ً‬
‫أصال‪ ،‬بعد مقت الـبل‬

‫أن الؼرآن ال يػفؿه أحد‪ ،‬وأن السـّة ال يػفؿفا‬


‫يقجد مجتفدٌ مطؾؼ طؾك هذه الشروط‪ ،‬وممدى هذه الشبفة ّ‬

‫أحد‪ ،‬وهذه الشبفة ساقطة باصؾة شقطاكقة خبقثة؛ ألؼاها الشقطان لقحقل بقـ الـّاس وبقـ كقر الؼرآن والسـّة‪.‬‬

‫َي َّس َر الؼرآن لؾذكر‪ ،‬وأمر بتدبر الؼرآن‪ ،‬وأمركا بالرجقع إلك‬ ‫وهذا ترده الـصقص الؽثقرة فنن ال ّؾف‬

‫‪.‬‬ ‫الؽتاب والسـّة‪ ،‬وأمركا بتحؽقؿ رسقل اهلل‬

‫ٌ‬
‫شروط معتربة وصحقحة ذكرها جؿاطة مـ‬ ‫أن يف إ ّمة مجتفديـ اجتفا ًدا مطؾ ًؼا‪ ،‬ولفؿ‬
‫‪ -‬وٓ شؽ ّ‬

‫وو ِجدوا وٓ يزالقن مقجقديـ يف إ ّمة‪.‬‬


‫إصقلققـ‪ُ ،‬‬

‫وأن يف إ ّمة مـ يجتفدون اجتفا ًدا مؼقدً ا‪ ،‬لقس مطؾ ًؼا يف جؿقع إحؽام‪ ،‬وإكّؿا يف بعض إحؽام‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫ولفؿ شروط دون إولقـ‪.‬‬

‫‪ -‬وٓ شؽ أكّف يقجد يف إ ّمة مـ هؿ دون آجتفاد لؽـفؿ يعرفقن الدّ ٓٓت‪ ،‬ويستطقعقن التؿققز بقـ‬

‫استدٓل الؿجتفديـ ويرجحقن بقـ الؿسائؾ‪ ،‬ويرجحقن بقـ إققال يف الؿسائؾ‪ ،‬ويردون إلك الؽتاب‬

‫والسـّة؛ وإن كاكقا ٓ يستـبطقن ابتدا ًء‪.‬‬

‫‪ -‬وٓ شؽ أكّف حتك العا ّمة يستطقعقن ففؿ الؼرآن وتدبر الؼرآن‪.‬‬

‫والشقخ ‪ $‬هـا ذكر يف ثـايا هذا إصؾ إوصاف التل يقصػ هبا مـ يدطق إلك الرجقع إلك الؼرآن‬

‫والسـّة‪ ،‬وأكّف زكديؼ‪ ،‬وأكّف مجـقن‪ ،‬وأكف وأكف وأكف وأكف‪ ...‬مـ إلؼاب الؿـ ّػرة‪ ،‬وب ّقـ ّ‬
‫أن إدلة طؾك سؼقط هذه‬

‫فنكّفا تدل طؾك سؼقط هذه الشبفة‪ ،‬لؽـ كؼػ طـد جؿؾة‬ ‫الشبفة كثقر ٌة جدًّ ا‪ ،‬ومـفا أيات التل ذكرها ‪$‬‬

‫‪ ” :‬يف ر ّد هذه الشبفة الؿؾعوكة“‪ ،‬وهذا الؾػظ ٓ حرج فقف فنن‬ ‫قد يؼػ طـدها بعض الـّاس‪ ،‬يف ققلف ‪$‬‬

‫ومتعؾؿا »‪ .‬قال العؾؿاء الدكقا‬


‫ً‬ ‫وطالؿا‬
‫ً‬ ‫مؾعون ما فقفا إالّ ذكر ال ّؾه وما وااله‬
‫ٌ‬ ‫قال‪ « :‬الدكقا مؾعوكة‬ ‫الـبل‬
‫‪27‬‬ ‫شرح األصل السادس‬

‫‪ ،‬فؽقػ هبذه الشبفة‬ ‫مؼرب مـ اهلل‬ ‫مؾعقكة‪ :‬أي مبعدة طـ ال ّؾف ٕهنا م ِ‬
‫بعدة طـ ال ّؾف إٓ ما استثـل الذي هق‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬

‫التل تحقل بقـ الـاس والؼرآن؟ وتحقل بقـ الـاس والسـّة؟ ٓ شؽ أهنا مؾعقكة‪ ،‬وأهنا مبعدة طـ ال ّؾف طز‬

‫‪ .‬والشقخ هـا يؼصد أن ير ّد هذه الشبفة وأن يدطق الؿسؾؿ إلك تدبر‬ ‫وجؾ‪ ،‬ومبعدة طـ كقر سـّة رسقل ال ّؾف‬

‫الؼرآن‪ ،‬وٓ شؽ ّ‬
‫أن الؼرآن ُيػفؿ‪ ،‬وفهن القزآى علً هزنلتني‪:‬‬

‫املزنلة األوىل‪ :‬الػفؿ الذي تؼقم بف الحجة و ُيعرف بف الدّ يـ طؾك الجؿؾة‪ ،‬و ُيدرك بف التقحقد و ُيعرف‬

‫متقسر لؽؾ أحد‪ ،‬وكؾ مـ قرأ الؼرآن بتدبر وهق يعرف العربقة يػفؿ هذا‬
‫ٌ‬ ‫بف الشرك‪ ،‬وٓ شؽ أن هذا الػفؿ‬

‫الػفؿ‪ ،‬بؾ لق ترجؿ معاين الؼرآن إلك لغات أخرى لؼامت الحجة وحصؾ هذا الػفؿ‪.‬‬

‫واملزنلة الثاًُة‪ :‬الػفؿ الدققؼ لؿعاين الؼرآن‪ ،‬وٓ شؽ ّ‬


‫أن هذا إكؿا يؽقن لؿـ يعرف الؾغة العربقة‬
‫ٍ‬
‫درجة واحدة‪ ،‬والشقخ ‪ $‬لؿ‬ ‫وأصقلفا‪ ،‬وأصقل الػفؿ وآستـباط‪ّ ،‬‬
‫وأن الـاس فقف درجات ولقسقا طؾك‬

‫يؽـ يدطق ولؿ يدع قط إلك آستـباط الؿـػؾت مـ الـصقص‪ ،‬ولؽـّف حارب التؼؾقد الجامد الذي حال بقـ‬

‫الـاس وبقـ كقر الؼرآن والسـّة‪ ،‬وٓ شؽ ّ‬


‫أن هذا هق الحؼ الذي جاء يف الؼرآن والسـّة‪.‬‬

‫أصؾ طظقؿ يـبغل طؾك الؿسؾؿ أن يعتـل بف‪ ،‬وأن يعؾؿ أن العؾؿ كؾف والـّقر كؾف يف كتاب ال ّؾف ويف‬
‫ففذا ٌ‬

‫‪ ،‬فعؾقف أن يؽثر مـ تالوة الؼرآن بتدبر‪ ،‬ومـ قراءة السـّة بػفؿ‪ ،‬ثؿ إذا حصؾ لف أن يرجع‬ ‫سـّة رسقل اهلل‬

‫وكقرا طؾك كقر‪ ،‬ومـ‬ ‫خقرا‬ ‫ٍ‬ ‫إلك ٍ‬


‫ً‬ ‫كتب مـ كتب التػسقر‪ ،‬وإلك شلء مـ الؽتب الشارحة لؾحديث كان ذلؽ ً‬
‫استطاع الرتجقح بقـ أققال العؾؿاء فنكّف يرجح ويبقـ لؾـّاس الراجح؛ وإن كان ٓ يستطقع آستـباط‪ ،‬ومـ كان‬

‫يستطقع آستـباط يف بعض فروع إحؽام فنكّف يستـبط إذا تقفرت فقف الشروط وٓ يتجاوز ذلؽ‪ ،‬ومـ كان‬

‫مجتفدً ا مطؾ ًؼا فنكّف يستـبط يف جؿقع الؿسائؾ‪ .‬وٓ شؽ ّ‬


‫أن إمة يف هذا الزمان بحاجة إلك آجتفاد الجؿاطل‬

‫وإلك التشاور بقـ العؾؿاء أكثر‪ ،‬وقد تقسرت القسائؾ‪.‬‬

‫ففذا محصؾ هذا إصؾ وهذا محصؾ هذه إصقل بؿا كػاه الققت‪ّ ،‬‬
‫وإٓ ففل لق أراد صالب العؾؿ أن‬

‫أمقرا تبعد إذهان طـ مؼصقد الشقخ‬


‫يبسط الؽالم فقفا ٕصال‪ ،‬لؽـ يحسـ أٓ كخرجفا طـ الؿؼصقد فـػرع ً‬
‫‪28‬‬ ‫شرح األصل السادس‬

‫مـفا‪ ،‬وأن كػفؿفا طؾك القجف الؿراد وقد حاولت يف هذا الشرح أن أقرهبا إلك إذهان بؿا يحؼؼ الؿؼصقد‬

‫مـفا‪ ،‬وحاصؾ ذلؽ أكّف يـبغل طؾك الؿسؾؿ أن يتؿسؽ هبذه إصقل‪ ،‬وأن يحذر مؿا يضادها‪َّ ،‬‬
‫وأٓ يساير‬

‫كثقريـ مـ الـّاس اكؼؾبت طـدهؿ هذه إصقل وطؿؾقا بضدها‪ ،‬فقدرس هذه إصقل ويػفؿفا طؾك القجف‬

‫الصحقح ويعؿؾ هبا‪ ،‬ثؿ يحرص طؾك أن يدرسفا لؾـّاس ويػفؿفا لؾـّاس حتك يؽقن داطقة حؼ وطؾك بصقرة‪.‬‬

‫أن يؽتب أجر الجؿقع وهذا آخر ما يتعؾؼ هبذه إصقل الستة‪ ،‬كؼػ طـد هذا الؿقصـ‬ ‫كسلل ال ّؾف‬

‫سـشرح رسال ًة طظقؿ ًة كافعة هل رسالة الؼقاطد إربع‪ .‬وال ّؾف تعالك أطؾك وأطؾؿ‬ ‫وبعد الؿغرب إن شاء اهلل‬

‫وصؾك اهلل طؾك كبقـا وسؾؿ‪.‬‬


‫فرهس املوضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫املىضـــــىع‬

‫‪1‬‬ ‫مقدمة الصارح‬

‫‪3‬‬ ‫شرح مقدمة األصول الستة‬

‫‪7‬‬ ‫شرح األصل األول‬

‫‪11‬‬ ‫شرح األصل الثاني‬

‫‪11‬‬ ‫شرح األصل الثالث‬

‫‪11‬‬ ‫شرح األصل الرابع‬

‫‪11‬‬ ‫شرح األصل اخلامس‬

‫‪12‬‬ ‫شرح األصل السادس‬

You might also like