Professional Documents
Culture Documents
تفريغ شرح الأصول الستة للشيخ سليمان الرحيلي
تفريغ شرح الأصول الستة للشيخ سليمان الرحيلي
تفريغ شرح الأصول الستة للشيخ سليمان الرحيلي
$
قناة تفريغات دروس الشيخ سليمان الرحيلي حفظه اهلل على التلغرام
t.me/tafrighat_soulaiman
1 مقذمة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه اهلل
هقدهة الشارح:
الحؿد هلل رب العالؿقـ ،والصالة والسالم إتؿان إكؿالن طؾك الؿبعقث رحؿة لؾعالؿقـ ،وطؾك آلف
طؾك تقسقره وطؾك إكعامف طؾقـا هبذه الؿجالس العؾؿقة، فؿعاشر الؿسؾؿقـ والؿسؾؿات كحؿد اهلل
أن يرزقـا فقفا اإلخالص وحسـ العؿؾ ،وأن يجعؾفا رافع ًة لـا يف الدكقا وأخرة ،وأن يرزقـا التل أسلل اهلل
إضافة إلك الدروس الؿستؿرة كؿا هق يف الجدول سقؽقن طـدكا يف كؾ شفر يق ٌم ،وبنذن اهلل هبا رضاه
طؾؿل ،هذا الققم يؽقن يقم السبت الؿقافؼ لؿـتصػ الشفر أو يؽقن قري ًبا مـ كصػ الشفر قبؾف أو بعده وهذا
الحجؿ ،طظقؿقـ مـ حقث الـػع ،يحتاجفؿا كؾ مسؾؿ حقث سـشرح إن شاء اهلل رسالة إصقل الستة
،وكبدأ بشرح إصقل الستة. ورسالة الؼقاطد إربع لشقخ اإلسالم محؿد بـ طبد القهاب $
ٌ
أصقل كؾق ٌة قطعقة ملخقذة مـ الـصقص الؽثقرة مـ الؽتاب والسـة ،ويحتاجفا وهذه إصقل الستة
الػرد والؿجتؿع بؾ والدول ،فقفا صحة الديـ واستؼامة الحال والؼقة والسعادة وإمـ يف الدكقا وأخرة،
واإلخالل هبا أو بقاحد مـفا سبب لؾػساد وآكحراف ،وإذا تلمؾت آكحرافات الؿقجقدة يف إفراد أو
الؿجتؿعات تجد أهنا تعقد إلك اإلخالل بلص ٍؾ مـ هذه إصقل ،كؿا تجد أن اإلخالل بلص ٍؾ مـ هذه
وتعظؿ الحاجة إلك هذه إصقل يف زماكـا حقث كثرت الػتـ وكثر ُم َروجقها وكثرت الشبفات وكثر أتباطفا،
فؿا أحقجـا إلك تؼرير هذه إصقل وتدريسفا وتؽريرها ،ويـبغل طؾك صالب العؾؿ الؿشػؼقـ طؾك إمة أن
وشقخ اإلسالم $قد سار يف هذه إصقل طؾك مـفجٍ بدي ٍع جدا ،فؿع اختصار هذه الرسالة فنن
الشقخ $يف كؾ أص ٍؾ:
يبقـ إصؾ الذي دل طؾقف الؼرآن والسـة دٓل ًة بقـة،
ويبقـ ضدَّ إصؾ الذي هنك طـف الؼرآن والسـة هن ًقا بقـًا ،ويتضؿـ هذا أن التؿسؽ هبذا إصؾ
والسالمة مـ ضده إكؿا تؽقن بالتؿسؽ بالؽتاب والسـة -هذه أمقر ثالثة يف الؿـفج،-
ثؿ يبقـ اكتؽاس الحال طـد الؽثقريـ مـ أفراد هذه إمة ،فقـػرون مـ إصؾ الذي َّ
دل طؾقف الؼرآن
والسـة ،و ُيـَ ِّػرون مـف ويػعؾقن ضده ويزيـقكف ويحسـقكف ،ويحبقن مـ يدطق إلك ضد إصؾ ،ويبغضقن
ويؾؿزون ويـبزون مـ يدطق إلك إصؾ.
ضاهرا جدا يف زماكـا ،وإذا ألؼقت كظر ًة طؾك وسائؾ التقاصؾ آجتؿاطل وجدت
ً وهذا آكتؽاس أصبح
شخصا مؿـ يتبـقن آكحرافات طـ هذه إصقل ُيـزل مؼط ًعا؛ فؿا يؿر يق ٌم أو يقمان إٓ
ً مثال
هذا بقـًا ،فتجد ً
طالؿا كبقرا وٓ أققل ً
شقخا وٓ صالب طؾؿ ،تجد ً طالؿا ً
وقد شاهد هذا الؿؼطع أكثر مـ مؾققن مسؾؿ ،وتجد ً
أصال مـ هذه
مدلال يؼرر فقف ً
واضحا ً
ً كبقرا مؿـ ُيؼررون هذه إصقل التل يف الؼرآن والسـة ُيـزل مؼط ًعا طؾؿ ًقا
ً
إصقل؛ وبعد مرور أسبقطقـ أو أسبقع أو ثالثة تجد أن الؿشاهدة ٓ تزيد طؾك ألػ مشاهد ،إن هذا لـذير
شر ودلقؾ طؾك آكتؽاس الؿقجقد يف الؿػاهقؿ ،وهذا يؼتضل مـ أهؾ الحؼ أن يجتفدوا وأن يجاهدوا وأن
يصابروا ،صاحب الحؼ مراده ما طـد اهلل ،ولذلؽ ٓ يفؿف ما يؼقلف الـاس ما دام أكف طؾك الحؼ ،وٓ يرده طـ
،وهذا الذي يـبغل أن يؽقن طؾقف أهؾ آجتفاد والـشاط قؾة مـ يتابعقن ما يؼقلٕ ،كف يريد ما طـد اهلل
الحؼ.
، ففذا الؿـفج البديع -يف كؾ أص ٍؾ مـ هذه إصقل الثالثة -الذي سار طؾقف شقخ اإلسالم $
ٌ
ممصؾ كافع ،وكشرع يف قراءة هذه إصقل والتعؾقؼ طؾقفا فقتػضؾ آبـ كقر الديـ -وفؼف اهلل ماتع
وهق مـفج ٌ
والسامعقـ -يؼرأ لـا.
ٍ
محؿد القارئ :الحؿد هلل رب العالؿقن ،والصالة والسالم طؾى أشرف األكبقاء والؿرسؾقن ،كبقـا
وطؾى آله وصحبه أجؿعقن؛ أما بعد :فالؾفم اغػر لـا ولشقخـا والسامعقن ،قال اإلمام الؿجدد شقخ اإلسالم
املنت:
ﭒ ﭓ ﭔ“ ”ﭑ
الشزح:
ٍ
سقرة مـ سقر ابتدأ الشقخ $طز وجؾ هذه الرسالة بالبسؿؾة اقتدا ًء بالؼرآن الؽريؿ؛ حقث أن كؾ
؛ حقث أكف مبدو ٌء الؼرآن ما طدا براءة مبدوء ٌة بالبسؿؾة ،وكذلؽ اقتدا ًء بالؿصحػ الذي كتبف الصحابة
بالػاتحة ،والػاتحة باإلجؿاع مبدوءة بالبسؿؾة سقاء قؾـا إن البسؿؾة آية مـ الػاتحة أو قؾـا -كؿا هق الراجح-
،فنن كتب الـبل إن البسؿؾة آية مـػصؾة مستؼؾة ،كذلؽ ابتدأ الشقخ بالبسؿؾة اقتدا ًء بؽتب الـبل
وطده بعضفؿ مـ باب الحسـ لغقره ،وإن كان الذي يظفر واهلل أطؾؿ أكف ضعقػ ،ولذلؽ قؾـا إكف يستلكس بف،
املنت:
قال ” :$من أطجب العجاب وأكبر اآليات الدالة طؾى قدرة الؿؾك الغالب؛ ستة أصول بقـفا اهلل
أقل الؼؾقل“.
الشزح:
يستػتح الشقخ $طز وجؾ هذه إصقل بتؼرير هذه الحؼقؼة ،فؿـ أكثر ما يثقر العجب والدهشة هذا
دوكف سحاب ،ومع ذلؽ القضقح والظفقر يخطئ فقف بعض الـاس و َيضؾ طـف بعض الـاس ،فؽقػ إذا أخطل
الؽثقر مـ الـاس وضؾ طـف الؽثقر مـ الـاس؟ ٓ ،شؽ أن هذا مـ العجب العجاب وٓ يـؼضل مـف العجب!،
بقجقه متعددة تجعؾ كؾ ٍ
أحد ٍ ضاهرا يف الؼرآن بقاكًا ومـ هذا الحال هذه إصقل الستة التل بقـفا اهلل
ً
ٍ
واحد يػفؿفا ،ومع ذلؽ وجدكا ٍ
بقجقه متعددة يجعؾ كؾ ضاهرا يف سـتف بقاكًا يػفؿفا ،وبقـفا رسقل اهلل
ً
يخطئقن يف هذه إصقل العظقؿة. الؽثقريـ مـ أمة محؿد
والشقخ هـا يؼقل ”:وأكبر اآليات الدالة طؾى قدرة الؿؾك الغالب“ ،الغالب هـا يا إخقة هذا خرب طـ
كافذ ٓ يبطؾف :ﭽﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼ [يقسػ ، ]١٢ :ف َل ْم ُر اهلل ،وقد قال اهلل ولقس تسؿق ًة هلل اهلل
،والؿعؾقم أن إخبار مبطؾ وٓ يغالبف مغالب ،فالغالب هـا لقس مـ باب التسؿقة وإكؿا هق خربٌ طـ اهلل
ُيتقسع فقفا ما ٓ ُيتقسع يف التسؿقة والقصػ ،وهذه مـ أكرب أيات الدالة طؾك قدرة الؿؾؽ الغالب؛ إذ فقفا
،فالذكاء وحده ٓ يـػع والعؼؾ وحده ،فالؿفتدي هق مـ هداه اهلل الدلقؾ الؼاصع طؾك أن الفادي هق اهلل
،ولذلؽ العاقؾ الؿسؾؿ الشػقؼ بـػسف يـبغل طؾقف أن يؽثر ٓ يـػع ،وإكؿا هل أمقر معقـة والفادي هق اهلل
دائؿا أن يفديف صراصف الؿستؼقؿ ،ففذه الحال مـ أكرب أيات الدالة طؾك
مـ سمال اهلل الفداية ،وأن يسلل اهلل ً
هذا إمر.
5 شرح مقذمة األصول الستة
”ستة أصول“ :إصقل جؿع أصؾٍ ،واألصل يف الؾغة :هق أسػؾ الشلء ،أو ما ُيبـك طؾقف غقره ِح ًّسا
كان ذلؽ أو معـك ،أو ما يتػرع طـف غقره ِح ًّسا كان ذلؽ أو معـك.
الدلقل إجؿال ًّقا كان أو تػصقؾ ًّقا ،فقؼال :إصؾ إول :الؼرآن؛ يعـل :الدلقؾ إول مـ إدلة
اإلجؿالقة الؼرآن ،ويؼال :أصؾ هذا الحؽؿ ققل اهلل تعالك؛ أي :دلقؾ هذا الحؽؿ ققل اهلل تعالك ،وهذا ٌ
دلقؾ
الؼاطدة الؿستؿرة
الؿستصحب
َ وطؾى األمر
وطؾى الراجح
أصال.
وطؾى ما يؼاس طؾقه ،فؽؾفا يف اصطالح العؾؿاء تسؿك ً
" :إمقر الؽؾقة الثابتة قط ًعا والتل طؾقفا مدار الػالح والؿراد باألصول هـا يف كالم الشقخ $
والصالح".
فروع يؼبؾ فقفا خرب القاحد ،هذا أمر محدث ما كان الصحابة يػعؾقن هذا ،بؾ كان الصحابة يحتجقن بالدلقؾ
كذلؽ التػريؼ بقـ إصقل والػروع يف الديـ لرتتقب أحؽام التؽػقر طؾك ذلؽ أمر محدث لؿ يؽـ
أما التػريؼ كؿا تؼدم لؾتؿققز مـ حقث الدرجة والؿرتبة والؿـزلة والشلن ففذا أمر درج طؾقف جؿقع
كثقر مـ أذكقاء العالؿ ،كثقر مـ إذكقاء الذيـ ُوصػقا بشدة الذكاء وشدة الـباهة غؾطقا يف هذه إصقل
وخالػقها ،وكذلؽ طؼالء بـل آدم غؾطقا يف هذه إصقل إٓ أقؾ الؼؾقؾ مؿـ تؿسؽقا بالحؼ ،وسبحان اهلل!
الؼؾة مـ إوصاف الغالبة طؾك أهؾ الحؼٕ ،ن الحؼ ثؼقؾ وأكصاره قؾة ،والباصؾ وإن كان قصقر الحقاة لؽـف
يخػ طؾك أصحابف حقث ٓ يؽؾػقن بشلء ،أو يتػؼ مع العقاصػ العقاصػ ،ويؽثر إكصار طؾقف ،ولذلؽ
العاقؾ ٓ يغرت بالؽثرة ،وٓ يؼقل مث ًال :هذا الشقخ يتابعف الؿاليقـ ،وهذا الشقخ يتابعف بضع مئات ،فذاك طؾك
الحؼ وهذا طؾك الباصؾ ،الحؼ ٓ ُيعرف بالؽثرة بؾ كؿا ذكركا أن الؼؾة صػة غالبة طؾك الحؼ وأهؾف.
وإذا كان العؼالء وإذكقاء قد غؾطقا يف هذه إصقل فؽقػ بؿـ دوهنؿ؟! ٓ شؽ أن الغؾط حاصؾ ،وإذا
طؾؿـا أن الغؾط حاصؾ هؾ كبؼك وكؼقل :خالص هؾؽ الـاس؟ ٓ ،كجتفد يف البقان والتـبقف ،والحؼ إذا ُأضفر
وسؾِؿ الـاس مـ ُق طاع الطرق الذيـ يحقلقن بقـ الـاس والعؾؿاء الذيـ يدطقن إلك الحؼ؛ يظفر ويـتشر ،وإن
َ
شئت ً
مثآ قري ًبا فلكا أضرب لؽ كقػ أكف طـدما قام شقخ اإلسالم محؿد طبد القهاب $بدطقتف يف هذه
البالد ،كقػ كان غري ًبا ،ثؿ آل إمر -الحؿد هلل -إلك اكتشار التقحقد واكتشار هذه الدطقة ،ثؿ قبؾ سـقات
طـدما قام طؾؿاء مـ أهؾ السـة بالدطقة إلك السـة والسؾػقة الحؼة التل هل حؼ وهلل الحؿد والؿـة ،كالشقخ
ابـ باز ،$والشقخ إلباين ،$الشقخ ابـ طثقؿقـ ،$الشقخ مؼبؾ ،$كقػ اكتشرت هذه الدطقة،
،فقا صالب العؾؿ ٓ ،تجعؾـَّؽؿ قؾة الؿتابعقـ أو الؿـاصريـ تؽسؾقن وكثر الـاس الذيـ يتبعقهنا بحؿد اهلل
املنت:
قال ” :$األصل األول :إخالص الدين هلل تعالى وحده ال شريك له ،وبقان ضده الذي هو الشرك باهلل،
ٍ
وجوه شتّى بؽال ٍم يػفؿه أبؾد العامة ،ثم لؿا صار طؾى أكثر األمة ما وكون أكثر الؼرآن يف بقان هذا األصل من
صار أضفر لفم الشقطان اإلخالص يف صورة تـؼص الصالحقن والتؼصقر يف حؼوقفم ،وأضفر لفم الشرك باهلل
الشزح:
بدأ الشقخ بلصؾ إصقل ،هذا ” األصل األول :إخالص الدين هلل تعالى وحده ال شريك له“،
ٍ
قصد لثـاء الـاس ،وٓ ما يف ٍ
شريؽ وٓ واإلخالص أصؾه :التصػقة ،والؿراد به :أن ُيعبد اهلل وحده مـ غقر
أيدي الـاس.
فلن َتعبد اهلل؛ أن يؽقن مرادك ما طـد اهلل ،أن تتؼرب إلك اهلل وحده ٓ شريؽ لف ،وٓ تؼصد ثـاء الـاس،
وٓ تظفر العؿؾ الصالح مـ أجؾ أن يؿدحؽ الـاس ،وٓ تؼصد ما يف أيدي الـاس مـ الدكقا ،وإكؿا طبادتؽ
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ [البقـة ،]٥ :فؿا ُأمركا إٓ بتقحقد اهلل يف العبادة ،هذا إصؾ إول الذي يـبـل طؾقف كؾ
شلء.
اهلل خؾؼـا مـ أجؾ التقحقد ،وأمركا بالتقحقد ،وأرسؾ الرسؾ جؿق ًعا بالتقحقد ،ﭽﭳ ﭴ ﭵ
”وبقان ضده الذي هو الشرك باهلل“ والـفل طـف؛ أي :جاء يف الؼرآن والسـة بقان ضد اإلخالص ،جؿقع
:ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ أضداد اإلخالص جاء بقاهنا يف الؽتاب والسـة ،و ُكفقـا طـفا؛ كؿا يف ققل ربـا
ﰒ ﭼ [البؼرة.]١٥٦ :
ٍ
بقجقه متعددة يف الؼرآن والسـة. وقد جاء بقان الشرك بجؿقع أكقاطف ،والتحذير مـ ذلؽ
مخرج مـ الؿؾة ،وهق أن يجعؾ العبد هلل كدا فقشرك مع اهلل أحدا ،أو يعبد غقر اهلل قصدً ا؛
ٌ شزكٌ أمرب:
يعـل :إما ّأٓ يعبد اهلل أصال ،بؾ يعبد غقر اهلل ،وإما أن يجعؾ مع اهلل شري ًؽا وكدً ا.
أو كان ذريعة إلك الشرك إكرب فنكف يؽقن شركًا أصغر،
والشزك اخلفٍ الذٌ ُى :أن ُيظفر العبد الخقر أمام الـاس لقؿدحقه؛ قد يؽون من األكبر وقد يؽون
من األصغر:
فنن غؾب طؾى اإلكسان حتى صار كل فعؾه أو أغؾب فعؾه إال قؾقال؛ مـ هذا الباب؛ ففذا ما يصدر مـ
مممـ.
ذلؽ.
والقجقه الؽثقرة التل جاء فقفا بقان التقحقد وإمر بف ،وبقان الشرك والـفل طـف؛ ٓ يؿؽـ حصرها
:ﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ أن اهلل طز وجل أمر بعبادته وكفى طن الشرك :كؼقل اهلل
[الـساء.]١٦ :
:ﭽﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ومن تؾك الوجوه التـػقر من الشرك وتؼبقحه :كؿا قال اهلل
ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﭼ [الـساء.]٨٤ :
:وهذه كثقرة جدً ا ولذلؽ ومن تؾك الوجوه اآليات الؽثقرة الدالة طؾى أن اهلل هو الؿستحق لؾعبادة
:ﭽﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﭼ [محؿد ،]٢١ :اطؾؿ يؼقـا ،فنن أيات الدالة طؾك هذا كثقر ٌة جدا. قال اهلل
،وأكه ال يستحق التي يؾزم مـفا أكه هو الؿللوه الؿعبود ومـفا اآليات التي فقفا تؼرير أفعال اهلل
التقحقد كؾف بؽؾ أقسامف ،وبقـ ما يضاده بؽؾ أكقاطف هذا يف الؼرآن .وهؽذا السـة فؼد بقـ الـبل
:أجعؾتـي هلل كدا؟! بل ما شاء اهلل وحده والحديث طـد اإلمام أحؿد والـسائل يف الؽربى وشئت ،فؼال
:أجعؾتـي هلل كدً ا؟ هبذه الؿؼقلةٕ ،ن فاكظر لؿا قال لف :ما شاء اهلل وشئت ،قال لف الـبل
القاو تؼتضل التسقية ،بل ما شاء اهلل وحده ،فـؼؾف إلك الطرف أخر؛ مع أكف يجقز أن يؼقل :ما شاء اهلل
:إذا حؾف أحدكم فال ي ُؼل ما شاء اهلل أكف قال :قال رسقل اهلل ثم شئت كؿا جاء طـ ابـ طباس
وشئت ،ولؽن لقؼل ما شاء اهلل ثم شئت رواه ابـ ماجف وقال إلباين حسـ صحقح.
إكؽم تُشركون تؼولون ما شاء اهلل فؼال: وطـ امرأة مـ جفقـة أهنا قالت :إن يفقد ًيا أتك الـبل
رواه أحؿد والـسائل وصححف إلباين .أققل مع جقاز أن يؼقل ما شاء اهلل ثؿ شئت، ثم شئت
ذرائع الشرك مطؾ ًؼا. قال لف :بل ما شاء اهلل وحده َ ،سدَّ الـبل الـبل
ثؿ ذكر الشقخ ما صار طؾك كثقر مـ إمة؛ ما صار ” :أضفر لفم الشقطان اإلخالص يف صورة تـؼص
الصالحقن والتؼصقر يف حؼوقفم ،وأضفر لفم الشرك باهلل يف صورة محبة الصالحقن واتباطفم “.
األهة :هـا يا إخقة ُيراد هبا الؿعـك العام والؿعـك الخاص .ف ُقراد هبا املعىن العام :وهل الجؿاطة مـ
بؼقلف -كؿا يف الـاس بعد إهباط آدم طؾقف السالم وحقاء إلك إرض حقث صار لفؿ ما ب ّقـف ابـ طباس
فؾؿا ٍ
الؿسؿاة بالؼرآن قال :إكفا أسؿاء رجال صالحقن من قوم كوحٍ ّ
ّ صحقح البخاري -طـ تؾؽ إصـام
هؾؽوا ؛ أي :ماتقا ،أوحى الشقطان إلى قومفم أن اكصبوا إلى مجالسفم التي كاكوا يجؾسون أكصا ًبا ؛ أي:
وسؿقها بلسؿائفؿ ،والحجة ماذا؟ حتى تتذكروهم فتعبدوا اهلل ،قال :فػعؾوا؛ فؾم تُعبد حتى
ُّ صقرا
ً َص ِّقروا
وتـسخ العؾم ؛ أيُ :كسخ العؾؿُ ،طبدت ،وهذا يدلؽ طؾك أن الجفؾ
هؾك أولئك الذين فعؾوا األكصابّ ،
شجرة كؾ شر وأكف مادام أن العؾؿ قائؿ -العؾؿ الـافع الصحقح ،-فنن هذا يدفع طـ الـاس الشرور بنذن اهلل.
11 شرح األصل األول
،فعـدما َب ُعدَ العفد بزمـ أيضا كؿا قؾت إ ّمة هـا باملعىن اخلاص :وهل أ ّمة اإلجابة لؿحؿد
ويراد ً
تعظقؿا يخرج
ً الصالحقـ ّ
وقؾ العؾؿ؛ سرى إلك كثقر مـ إ ّمة ما كان يف مـ كان قبؾفؿ؛ مـ تعظقؿ ّ الـبل
هذا الذي َت ُؿدُّ ه العؼقل ،حتك أكف -كؿا تعؾؿقن -يذكرون أن امرأ ًة مات ولدها؛ فذهبت إلك شقخفا وقالت:
إن َم َؾؽ الؿقت أخذ روح ابـل؛ فصعد الشقخ إلك السؿاء قبؾ أن يصؾ الؿؾؽ إلك السؿاء بإرواح فقجده
ومعف كقس إرواح ،ولؿ يعرف هذا الشقخ -الذي قام إلك السؿاء وحال بقـ الؿؾؽ والسؿاء -ابـ ُمريدتف
فلخذ الؽقس وكثره فعادت إرواح كؾفا إلك الؿقتك يف تؾؽ الؾقؾة.
لؾصالحقـ ما هلل وطبدوهؿ مـ دون اهلل طباد ًة ،فقسجدون لفؿ ويركعقن لفؿ
سبحان اهلل! جعؾقا ّ
ويؿشقن بقـ أيديفؿ طؾك أيديفؿ وأرجؾفؿ ويدطقهنؿ ويستغقثقن هبؿ ،فققع جؿاطات مـ إ ّمة التل تـتسب
َل َّبس طؾقفؿ الشقطان وصاروا يؼعقن يف الشرك ويروكف تقحقدً ا ،ويرون أهنؿ هبذا يؼقمقن بالحؼ القاجب
الصالحقـ ،وهذا مـ اكتؽاس الحال ،وسببف ق َّؾة العؾؿ وق َّؾة بذلف ،وشققع الجفؾ والعقاذ باهلل.
طؾقفؿ تجاه ّ
قرر إصؾ
يف تؼرير هذا إصؾّ ، اكظر هـا إلك هذا الؿـفج البديع الذي سار طؾقف الشقخ $
كقػ اكتؽس إمر طـد كثقر مـ الؿسؾؿقـ وصاروا يرون التقحقد شركًا ويرون الشرك تقحقدً ا والعقاذ باهلل.
12 شرح األصل الثاوي
املنت:
العوام ،وكفاكا أن كؽون كالذين تػرقوا واختؾػوا قبؾـا ففؾؽوا ،وذكر أكه أمر الؿسؾؿقن باالجتؿاع يف الدين
وضوحا ما وردت به السـة من العجب العجاب يف ذلك ،ثم صار األمر إلى أن
ً وكفاهم طن التػرق فقه .ويزيده
ٌ
زكديق االفتراق يف أصول الدين وفروطه هو العؾم والػؼه يف الدين ،وصار األمر باالجتؿاع يف الدين ال يؼوله إال
مجـون “.
الشزح:
التػرق فقه“
قال ”:$األصل الثاين :أمر اهلل باالجتؿاع يف الدين وكفى طن ُّ
هذا هق إصؾ الثاين مـ إصقل التل ذكرها الشقخ ،والربط بقـ هذا إصؾ وإصؾ الذي قبؾف أن:
وسبب لؾػرقة،
ٌ وسبب لالجتؿاع ،وأن الشرك والبدع فرق ٌة وطذاب
ٌ التقحقد والسـة رحؿ ٌة واجتؿاع
سبب لتضققع الديـ ،ولفذا ذكر سبب لؾسؽقن وققام الديـ ،وآفرتاق ٍ
وجف آخر أن آجتؿاع ومـ
ٌ ٌ
الشقخ هذا إصؾ ثاك ًقا بعد إصؾ إول لالرتباط بقـفؿا.
الٌىع األول :اجتواع مجاعة الدَي ،يؼقل بعض أهؾ العؾؿ( :اجتؿاع الديـ)؛ يعـل :أن يجتؿع
وأصحابف ،فؿـ كان الـاس طؾى الدين ،وهذا ال يحد بؿؽان .وضابطه :آجتؿاع طؾك ما كان طؾقف الـبل
ٍ
ثالث وسبعقن مؾة كؾفم يف الـار إال « :تػترق أمتي طؾى ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ[آل طؿران ،]٢٠١ :وقال الـبل
مؾ ًة واحدة ،قالوا :ومن هي يا رسول اهلل؟ قال :ما أكا طؾقه وأصحابي » رواه الرتمذي وحسـف إلباين ،وطـد
أبل داود وحسـف إلباين « :هي الجؿاطة » ،وطـد ابـ ماجف وصححف إلباين « :ققل يا رسول اهلل من هم؟
13 شرح األصل الثاوي
قال :الجؿاطة » .ففذا ضابط جؿاطة الديـ ،وكحـ ملمقرون أن كؽقن يف ديــا جؿاطة ،هذه الجؿاطة ضابطفا
وأصحابف ،فؿـ كان طؾك ذلؽ فؼد دخؾ ،ومـ خالػ ذلؽ فؼد خرج ،وإن وصقرها ما كان طؾقف الـبل
تسؿى أهل الػرق بالجؿاطة فنكفا لقست جؿاط ًة ديـق ًة شرطق ًة صحقحة.
والثاين :اجتواع األبداى ،أن يجتؿع الؿسؾؿقن بلبداهنؿ ،وهذا ضابطه :آجتؿاع يف ٍ
بؾد مسؾؿ تحت
بؾد لف حدوده وإمامف ،فؿـ كان يف ٍ
بؾد مسؾؿ ولف إمامف الؿسؾؿ راية إما ٍم مسؾؿ ،والققم الجؿاطة تؽقن يف كؾ ٍ
يف حديث حذيػة: ففذه هل الجؿاطة التل يجب أن يتؿسؽ هبا وأن يؽقن معفا َّ
وأٓ يشذ طـفا ،قال الـبل
أمر بآجتؿاع وهنك طـ التػرق يف الديـ؛ ٕن آجتؿاع ٓ يتحؼؼ إٓ بـبذ آفرتاق ومجاكبة اهلل
قال " :$فبقن اهلل هذا بقاكًا شاف ًقا تػفؿه العوام ،وكفاكا أن كؽون كالذين تػرقوا واختؾػوا قبؾـا ففؾؽوا “.
أي :هؾؽ أهؾ آفرتاق ،فآفرتاق صريؼ الفؾؽة وصريؼ ضقاع الؿصالح وطؾك رأسفا الديـ،
وضوحا ما وردت
ً قال " :$وذكر أكه أمر الؿسؾؿقن باالجتؿاع يف الدين وكفاهم طن التػرق فقه .ويزيده
مثال: ٍ
وبقجقه متعددة ،مـ ذلؽ ً إحاديث التل فقفا إمر بآجتؿاع والتـػقر مـ آفرتاق كثقر ٌة جدً ا
« :من أراد أن يػرق هذه األمة وهي جؿقع فاضربوه بالسقف كائـًا من كان » رواه -ققل الـبل
مسؾؿ يف الصحقح.
وهق يؼقل « :يا أيفا الـاس طؾقؽم بالجؿاطة وإياكم -وطـ رج ٍؾ قال :اكتفقت إلك رسقل اهلل
« :ال تختؾػوا ،فنن من كان قبؾؽم اختؾػوا ففؾؽوا » رواه البخاري يف الصحقح. -وقال
أن اهلل يرضى لـا أن كعتصم بحبؾه جؿقعا وال كتػرق كؿا يف صحقح مسؾؿ. -وذكر الـبل
قال ” :$ثم صار األمر إلى أن االفتراق يف أصول الدين وفروطه هو العؾم والػؼه يف الدين“.
طؾك اجتؿا ٍع يف ديـفؿ وأبداهنؿ ،ثؿ دخؾ الخؾؾ طؾقفؿ يف ذلؽ، كان الؿسؾؿقن يف زمـ الـبل
ٌ
تػرق يف العؼقدة، وكؾؿا ابتعد الـاس طـ زمـ الـبقة حصؾت الػرقة يف الديـ ويف جؿاطة إبدان ،فحصل
العؿؾقة ،وحصل ٌ
تػرق يف األحؽام والػؼه ،وهذا التػرق إن كان مبـ ًقا طؾك اجتفاد -أطـل التػرق يف الػؼف:-
ٍ
اجتفاد وصؾب الحؼ بدلقؾف ففذا لقس بؿذمقم بشرط أن مـ ٓح لف الحؼ بدلقؾف -إن كان مبـ ًقا طؾك
-أما إذا كان مبـ ًقا طؾك غقر ذلؽ أو كان التؼؾقد ماك ًعا مـ الرجقع إلك الحؼ ففق مذمق ٌم.
15 شرح األصل الثاوي
ٌ
زكديق مجـون “. قال ” :$وصار األمر باالجتؿاع يف الدين ال يؼوله إال
اجلهة األوىل :مـ جفة مػفقم آجتؿاع كػسف؛ فصار مـ يلمر بآجتؿاع الصحقح -بالرجقع إلك
متفؿا بلكف يػرق إمة ،فنذا قؿت تدطق إلك العؼقدة الصحقحة،
الؽتاب والسـة وإلك ما كان طؾقف سؾػ إمةً -
قال :أكت تػرق الصػ وتػرق إمة! ،وإذا دطقت يف العقدة إلك مـفج السؾػ الصالح ،قالقا :تػرق الصػ،
واجلهة األخزي :أن مـ يلمر بآجتؿاع طؾك الحؼ وترك مؼآت الػرق يتفؿ بضعػ الديـ؛ بؾ قد
يرمك بالؽػر ،وقال :فالن كافر ،ما ذكبف؟ أكف يلمر برتك البدع الؿحدثة ،واجتـاب آراء الػرق الضالة والعقدة
إلك الؽتاب والسـة ،وٓ شؽ أن هذا اكحراف حصؾ طـد الؿتلخريـ يخالػ آئتالف الذي كان يف صدر هذه
إمة.
16 شرح األصل الثالث
املنت:
قال ” :$األصل الثالث :أن من تؿام االجتؿاع السؿع والطاطة لؿن تلمر طؾقـا ولو كان طبدً ا حبش ًّقا،
الشزح:
مرتبط بالذي قبؾف فنكف ٓ تؽقن الجؿاطة إٓ بف ،وإذا ُفؼد تصدطت الجؿاطة وضاطت
ٌ أيضا
هذا إصؾ ً
الحؽؿة الؿؼصقدة مـفا ،فال بد لؾـاس مـ جؿاطة؛ وٓ بد لؾجؿاطة مـ إمام؛ وٓ يؼقم شلن اإلمام إٓ بالسؿع
لف وطدم اإلطراض طؿا يؼقل ،وبآكؼقاد ٕمره يف غقر معصقة اهلل ،وقد اتػؼ طؾؿاء إمة طؾك أن كصب اإلمام
واجب.
الحؾ
الطزَقة األوىل :آختقار؛ بلن يختار أهؾ الحؾ والعؼد إما ًما لؾؿسؾؿقـ أو لؾبؾد ،ويبايعف أهؾ َ
. بعد مقت الـبل والعؼد طؾك ذلؽ؛ فتؾزم البقعة طؾك الجؿقع ،كؿا حصؾ مع أبل بؽر الصديؼ
والطزَقة الثاًُة :وٓية العفد؛ بلن يعفد اإلمام الؼائؿ وولل إمر الؿقجقد بالقٓية إلك مع َّق ٍـ بعده،
. يف تقلقة طؿر ويلخذ البقعة طؾك هذا ،كؿا حصؾ مـ أبل بؽر الصديؼ
والطزَقة الثالثة :وهل لقست مشروط ًة يف أصؾفا ،لؽـ إذا حصؾت هبا القٓية استؼرت ،وهل الغؾبة
طؾك إمر بالسقػ ،فنذا تغؾب وصار إما ًما واستؼرت لف إحقال وس ّؾؿ لف أهؾ الحؾ والعؼد فنكف يصقر ولل
معـك:
ً والسؿع والطاطة كؾؿتان لفؿا
فالسوع ُى :اإلصغاء لؽالم ولل إمر والعـاية بف وطدم اإلطراض طـف.
17 شرح األصل الثالث
. وبعض الـاس يسؿع وٓ يطقع ،وأهؾ السـة والجؿاطة يسؿعقن ويطقعقن يف غقر معصقة اهلل
بإدلة الشرطقة.
، فوي أوجَ البُاى الشزعٍ :إمر الصريح بالسؿع والطاطة لقلل إمر الؿسؾؿ يف غقر معصقة اهلل
: ،قال اهلل وقد جاءت كصقص كثقرة يف الؽتاب والسـة بالسؿع والطاطة لقلل إمر يف غقر معصقة اهلل
بعض الذيـ يـتسبقن إلك اإلسالم-بؾ يـتسبقن إلك العؾؿ -يسخرون مـ هذه أية ،ومـ الؼائؾقـ هبا حتك يف
صريؼة تالوهتا ،فتجد أن بعضفؿ -حتك يف محاضراتف -إذا تال هذه أية يتؾقها بطريؼة غريبة ،و ُي ْخـ ِ ُ
ػ كػسف يف
قال « :طؾى الؿرء الؿسؾم ثؿ تجدهؿ يلمرون بالسؿع والطاطة لؿـ لقست لف وٓية شرطقة ،والـبل
السؿع والطاطة فقؿا أحب وكره إال أن يممر بؿعصقة فنن أمر بؿعصقة فال سؿع وال صاطة » والحديث يف
الصحقحقـ ،و« طؾى » تدل طؾك القجقب « ،طؾى الؿرء الؿسؾم السؿع والطاطة فقؿا أحب وكره » َأ ًّيا كان
سبب الحب أو سبب الؽره « إال أن يممر بؿعصقة » ،ففـا أكبف إلك شلء وهق أن صاطة ولل إمر ُجعؾ لفا
حد تـتفل إلقف ،وهق أن يممر العبد بؿعصقة فنذا أمر بؿعصقة فنكف ٓ يسؿع وٓ يطقع يف تؾؽ الؿعصقة ،لؽـ لؿ
تعؾؾ صاطة ولل إمر بؿصؾحة وٓ بغقرها ،فنن مـ إشقاء التل بدأت تشقع -حتك طـد بعض مـ يـتسبقن
18 شرح األصل الثالث
إلك السـة -هذا األصل الػاسد ،وهو تعؾقل صاطة ولي األمر بالؿصؾحة بحسب ما يراه الؿلمور ،وهذا ي ِ
سؼط ُ
صاطة ولي األمر ،فنن ولي األمر يجب طؾقه أن يلمر بـا ًء طؾى الؿصؾحة ،ولؽن صاطته واجبة ما دام أكفا لقست
مثال يف ضؾ هذه إزمة-أزمة كقروكا ،-بعض الـاس يؼقل :ولل إمر ما تجب صاطتف هـا ٕن
معصقة؛ يعـل ً
صاطة ولل إمر معؾؾة بالؿصؾحة؛ والؿصؾحة هـا مقهقمة .كؼقل ٓ :واهلل ،صاطة ولل إمر مشروصة َّ
بلٓ
تؽقن يف معصقة ولؿ تعؾؾ هبذا التعؾقؾ ،أطـل هؾ كرى فقفا مصؾحة أو ٓ كرى فقفا مصؾحة ،ولق كان إمر
كذلؽ؛ ٕ ّدى ذلؽ إلك فساد صاطة ولل إمر ،ففذا يؼقل أكا ما أرى فقفا مصؾحة فؿا أصقع ،وهذا يؼقل أكا ما
َّكقع يف أمره بطاطة ولل إمر يف غقر معصقة أرى فقفا مصؾحة وما يطقع ،وٓ شؽ أن هذا فاسد ،والـبل
ٍ
بطرق متعددة ،ولقٓ ضقؼ الققت لبسطـا الؽالم هـا. اهلل
ذلؽ ،والتجربة الحديثة -فقؿا ُسؿل بالربقع وهق يف الحؼقؼة قحط وشر وخريػ -حدث لؾبؾدان مـ الػساد
” ثم صار هذا األصل ال يعرف طـد أكثر من يدطي العؾم“ ،بؾ الؿصقبة أكف صار يعرف ضدُّ ه ،و ُيدطك
إلك ضده ،ويؼقم معؿؿقن ويخطبقن ويؾؼقن الؿحاضرات يف تشقيف أصؾ السؿع والطاطة لقلل إمر يف غقر
طـد كثقر مـ معصقة اهلل ،والتـػقر مـ أهؾ هذا إصؾ ،فصار الذي يلمر بؿا أمر اهلل بف وما أمر بف رسقلف
محؿق ًدا ،وهذا مـ اكتؽاس وأمر بف رسقل اهلل الـاس مذمق ًما ،وصار الذي يلمر بضد ما أمر اهلل بف
املنت:
قال ” :$األصل الرابع :بقان العؾم والعؾؿاء ،والػؼه والػؼفاء ،وبقان من تشبه بفم ولقس مـفم ،قد بقن
اهلل تعالى هذا األصل يف أول سورة البؼرة من قوله :ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ [البؼرة ]٠٤ :إلى
من الؽالم الؽثقر البقن الواضح لؾعامي البؾقد ،ثم صار هذا أغرب األشقاء ،وصار العؾم والػؼه هو البدع
والضالالت ،وخقار ما طـدهم لبس الحق بالباصل ،وصار العؾم الذي فرضه اهلل تعالى طؾى الخؾق ومدحه ال
ٌ
زكديق أو مجـون ،وصار من أكؽره وطاداه وصـف يف التحذير مـه والـفي طـه هو الػؼقه العالم“. يتػوه به إال
الشزح:
ٓ ُتعرف إصقل الثالثة الؿتؼدمة إٓ بالعؾؿ ،والعؾؿ ٓ يؼقم إٓ بالعؾؿاء ،فال بد مـ وجقد العؾؿ وٓ
بد مـ معرفة العؾؿاء الرباكققـ حتك ٓ تختؾط إمقر ،ولذلؽ قرر الشقخ هذا إصؾ” :بقان العؾم والعؾؿاء،
والػؼه والػؼفاء“؛ أي :جاء يف الؼرآن والسـة بقان العؾؿ الـافع ،وصػات العؾؿاء الرباكققـ ،وبقان الػؼف الـافع،
وصػات الػؼفاء العامؾقـ ،وجاء بقان ضدهؿ مؿـ تشبف هبؿ ولقس مـفؿ ،فتظاهر بالعؾؿ والؿشقخة ولقس مـ
العؾؿاء.
وقد بقـ اهلل تعالك هذا إصؾ يف أول سقرة البؼرة مـ ققلف :ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
:ﭽﭰ ﭱﭼ يف أية ( ،)٢١١كؾ هذه ﭶﭼ يف أية رقؿ ( ،)٨٠إلك ققلف قبؾ ذكر إبراهقؿ
يطؾق ويراد به العؾم ففؿا لػظان مرتادفان ،فقؽقن الػؼف معرفة الديـ ،والعؾؿ معرفة الديـ.
20 شرح األصل الرابع
مثال
ويطؾق الػؼه بؿا هو أخص من العؾم ،فقؽقن العؾم الؿعرفة وحؿل ما يعرف ،كالحديث ً
يؼقل « :فرب حامل ٍ
فؼه إلى من هو أفؼه مـه » قد والؼرآن ،والػؼه :هو ففم العؾم ،لذلؽ الـبل
ٍ
خاص من العؾم وهو العؾم باألحؽام. أيضا الػؼه طؾى كو ٍع
ويطؾق ً
وضوحا ما صرحت به السـة يف هذا -يعـل إصؾ -من الؽالم الؽثقر البقن الواضح لؾعامي
ً ” ويزيده
” ثم صار هذا أغرب األشقاء“ -يعـل هذا إصؾ” -وصار العؾم والػؼه هو البدع والضالالت“.
”وخقار ما طـدهم لبس الحق بالباصل“ ،أحسـ ما طـدهؿ أن يخؾطقا بقـ الحؼ والباصؾ ،وبعضفؿ ما
” وصار العؾم الذي فرضه اهلل تعالى طؾى الخؾق ومدحه ،ال يتػوه به إال زكديق أو مجـون“ يعـل يف كظر
الـاس ،لق جئت تتؽؾؿ طـ التقحقد قالقا :هذا كافر ،هذا زكديؼ أو مجـقن.
”وصار من أكؽره“؛ أي :العؾؿ الشرطل” ،وطاداه وصـف يف التحذير مـه والـفي طـه هو الػؼقه
وهذا ٓ شؽ أكف أصؾ طظقؿ يـبغل أن يتـبف لف ،فنذا لؿ يعرف الـاس العؾؿ الـافع والعؾؿاء الرباكققـ
طؾؿا طـده
الذيـ يمخذ طـ فؿ العؾؿ اختؾط طؾقفؿ إمر ،وصار يلخذ الباصؾ طؾك أكف حؼ ،وصار الجفؾ ً
جفال طـده ،وقدم الـاس أشباه العؾؿاء طؾك العؾؿاء ،فقرتؽس الـاس يف الباصؾ بسبب هذا إمر.
وصار العؾؿ ً
21 شرح األصل الرابع
فال بد مـ التـبف لفذا إصؾ ،والتـبف لفذا آكتؽاس الذي حصؾ ،وهق يف زماكـا –الحؼقؼة -مـ أضفر
، إشقاء ،يمتك إلك العالؿ الرباين الذي يلمر بالتقحقد والسـة وٓ تسؿع مـف إٓ قال اهلل قال رسقلف
ويقصػ بإلؼاب والصػات الؿـػرة ،بؾ قد تؾصؼ بف فرقة وهق الذي طاش طؿره يحذر مـ الػرق ،ويمتك
إلك مـ ٓ طؾؿ طـده مـ الحؼ ويقصػ بالعالمة واإلمام وكحق ذلؽ ،وإمر ضاهر ،أهؾ الؽتاب والسـة
والؿجاهدون يف هذا الباب والصابرون طؾك ما يصقبفؿ يف هذا الباب واضحقن ،ومـ دوهنؿ مـ صالب العؾؿ
الذيـ يسقرون طؾك درهبؿ معروفقن ،ويعرف لؽ ٍؾ قدره ويمخذ مـف بحسبف ،والؿخالػقن لؿا يف الؽتاب
والسـة ،مفؿا شؼؼقا مـ الؽالم ،ومفؿا زخرفقا الؽالم ،فنن أمرهؿ يعرف ،والؿقفؼ مـ لزم ركاب العؾؿاء يف
املنت:
قال ” :$األصل اخلامس :بقان اهلل سبحاكه لألولقاء ،وتػريؼه بقـفم وبقن الؿتشبفقن بفم من أطداء اهلل
الؿـافؼقن والػجار ،ويؽػي يف هذا آية آل طؿران وهي قوله تعالى :ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
طؿران ،]١٢:وآية يف سورة الؿائدة وهي قوله تعالى :ﭽﮜ [آل ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽﭼ
ﭞﭟﭠﭼ [يوكس ،]٢١-٢١ :ثم صار األمر طـد أكثر من يدطي العؾم؛ وأكه من هداة الخؾق وحػاظ
الشرع؛ إلى أن األولقاء ال بد فقفم من ترك اتباع الرسل ،ومن اتبعه فؾقس مـفم والبد من ترك الجفاد ،فؿن
جاهد فؾقس مـفم ،والبد من ترك اإليؿان والتؼوى ،فؿن تعفد باإليؿان التؼوى فؾقس مـفم ،يا ربـا كسللك
الشزح:
لؿا ذكر الشقخ $إصؾ الرابع الؿتعؾؼ بالعؾؿاء الرباكققـ ،وبقان مـ تشبف هبؿ ولقس مـفؿ ،ذكر
باإلكرام ،بؾ ولفؿ كرامات أولقاء ،اختصفؿ اهلل إصؾ الخامس الؿتعؾؼ بلولقاء اهلل ،وٓ شؽ أن هلل
تخرق العادة ،غقر أهنؿ ٓ يدطقن كبق ًة وٓ َوٓي ًة وٓ يدطقن إلك أكػسفؿ ،وٓ يظفرون هذه الؽرامات ،بؾ إن
،ويخافقن طؾك الـاس الػتـة ،فـحـ كممـ بلن هلل أولقاء ،وأن طؾؿقا هبا سرتوها وكتؿقها ،يخافقن اهلل
تؽقن القٓية إٓ باإلخالص والؿتابعة ،والقؼقـ والصدق والؿجاهدة يف العؿؾ ،فال يؿؽـ أن يؽقن الؿشرك
ول ًقا هلل ،وٓ يؿؽـ أن يؽقن الؿبتدع ول ًقا هلل ،وٓ يؿؽـ أن يؽقن الشاك ول ًقا هلل ،وٓ يؿؽـ أن يؽقن الؽذاب
ول ًقا هلل ،وٓ يؿؽـ أن يؽقن التارك لؿا شرع اهلل ول ًقا هلل.
23 شرح األصل الخامس
،وكؾؿا كان العبد أبؾغ يف آتباع كؾؿا كان أقرب إلك القٓية حتك يـال هذه الؿرتبة. رسقل اهلل
:من طادى لي ول ًقا فؼد آذكته يف الحديث الؿعروف قال « :قال اهلل والـبل حتك يؽقن العبد ول ًقا هلل
ٍ
بشيء أحب إلي مؿا افترضته طؾقه » ،فالقلل ٓ بد أن يؽقن محاف ًظا طؾك بالحرب وما تؼرب طبدي إلي
الشقطان طؾقف ويؼقل يصؾل يف الؽعبة يصؾل مع إمام الحرم « ،وما يزال طبدي يتؼرب إلي بالـوافل حتى
. أحبه» يجاهد يف العؿؾ فقزيد طؾك الػرائض أن يجتفد يف الـقافؾ حتك يحبف اهلل ،ويصبح مـ أولقاء اهلل
هذا الذي ب ّقـف الؼرآن والسـة ،ثؿ اكتؽس إمر طـد بعض الـاس بؾ طـد كثقريـ؛ فصار ولل اهلل طـدهؿ
طدوا هلل ،فالذي طؾك التقحقد يؼرره ويدطق إلقف ،و ُيعؾؿ السـة ويدطق إلقفا ويػعؾفا ،ويجتفد يف الػرائض ويف
ً
فعؾ الـقافؾ ،يؼقلقن :هذا زكديؼ ،هذا وهابل ما يعرف اهلل ،والذي طـده بدع واكحراف يف العؼقدة واكحراف
يف العؿؾ يؼقلقن :وسط ،سؼطت طـف التؽالقػ ،مـ أولقاء اهلل.
وأهؾ السـة والجؿاطة مع إثباهتؿ لؾقٓية ،ومحبتفؿ ٕولقاء اهلل ٓ يرفعقهنؿ فقق مـزلتفؿ ،بخالف مـ
اكتؽسقا وخالػقا ما جاء يف الؼرآن والسـة؛ يجعؾقن القلل شري ًؽا هلل ويـسبقن لف ما هلل ،بؾ بعضفؿ يػضؾ مؼام
يعـل أطؾك شلء القلل ،مؼام القلل ثؿ الـبقة ثؿ الرسالة ،هذا مـ آكتؽاس وآكحراف.
24 شرح األصل الخامس
وأهؾ السـة والجؿاطة مع إثباهتؿ الؽرامات لألولقاء يعؾؿقن أن القلل ٓ يدطل بالؽرامة مؼا ًما ،وٓ
استدراجا ويحرصقن
ً يدطق إلك كػسف ،بؾ شلن أولقاء اهلل الخقف مـ ما يظفر مـ كرامات ،يخافقن أن يؽقن
أولقاء اهلل ال بد فقفم من ترك اتباع الرسل ،ومن تبعفم فؾقس مـفم“؛ لقس مـ أولقاء اهلل ،فالقلل يليت بديـ
جديد ،ويليت بلمقر محدثة طـدهؿ وبزطؿفؿ ،ولف ديـ خاص ،مـ خرافاهتؿ يزطؿقن أن أولقاءهؿ أخذوا الديـ
،طؿامة صقـقة أو ياباكقة قال :هذه ملخقذة -طؿامتف التل طؾك رأسف -يؼقل :أن فقفا إسـا ًدا إلك رسقل اهلل
،يضحؽقن طؾك الـاس! ،وٓ بد مـ ترك الجفاد الشرطل الصحقح ،وٓبد مـ باإلسـاد إلك رسقل اهلل
ترك ما يسؿقكف بالظاهر الذي هق التؼقى يف الحؼقؼة ،وهذا ٓ شؽ أكف مـ آكتؽاس ومـ آكحراف.
ٍ
دياكة وسالمة ،وآكحراف يف هذا إصؾ يؼقد إلك وٓ شؽ أن معرفة هذا إصؾ تجعؾ اإلكسان يف
، آكحراف يف الديـ ،وأكثر الـاس إكؿا صار طـدهؿ آكحراف يف ديـفؿ بسبب اكحراففؿ يف باب أولقاء اهلل
والشقخ هـا يف كالمف يشقر إلك أن أولقاء اهلل هؿ الذيـ اتصػقا بالصػات القاردة يف أيات التل ذكرها أو ذكر
املنت:
قال ” :$األصل السادس :رد الشبفة التي وضعفا الشقطان يف ترك الؼرآن والسـة واتباع اآلراء واألهواء
الؿتػرقة الؿختؾػة ،وهي أن الؼرآن والسـة ال يعرففؿا إال الؿجتفد الؿطؾق ،والؿجتفد هو الؿوصوف بؽذا
حتؿا ال وكذا أوصا ًفا لعؾفا ال توجد تام ًة يف أبي بؽرٍ وطؿر ،فنن لم يؽن اإلكسان كذلك فؾقعرض طـفؿا ً
فرضا ً
ٌ
زكديق وإما مجـون ،ألجل صعوبة ففؿفا ،فسبحان اهلل شك وال إشؽال فقه ،ومن صؾب الفدى مـفؿا ففو إما
ٍ
وجوه شتى بؾغت إلى وبحؿده كم ب ّقن اهلل سبحاكه شر ًطا وقدرا؛ خؾ ًؼا وأمرا؛ يف رد هذه الشبفة الؿؾعوكة من
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞ
﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﭼ ٓ
[يس.“ ]٢٢-١ :
الشزح:
لؿا كاكت إصقل الخؿسة الؿتؼدمة َم ْبـق ًة طؾك الؼرآن والسـة ،و ُم َبقـ ًة يف الؼرآن والسـة بقاكًا كاف ًقا شاف ًقا
مع أهنؿ يؼرؤون الؼرآن وقد تصؾفؿ السـة ،فؿا سبب ذلؽ؟ وما سبب طدم اكتػاطفؿ ببقان الؼرآن والسـة؟ إكّف
هذه الشبفة التل يف هذا إصؾ؛ فقؼرؤون الؼرآن لؾتربك ٓ لالستػادة مـف ،ويؼرؤوكف يف العزاء وكحقه مؿا هق
. بدع ،وٓ يؼػقن طـده لؾتدبر والػفؿ وآستػادة مـف ،وكذلؽ سـة رسقل اهلل
ففذا إصؾ يـبغل أن ُيفتؿ بف وأن يـتبف لف ،فؼد أوحك الشقطان إلك الـاس شبفة لقصدهؿ طـ كقر الؼرآن
أن الؼرآن والسـة ال يػفؿفا إال الؿجتفدون اجتفا ًدا مطؾ ًؼا ،أ ّما العؾؿاء
والسـة ،فلوحى الشقطان إلى من صدّ قه ّ
الذيـ لؿ يبؾغقا مرتبة آجتفاد؛ ففمٓء ٓ يػفؿقن الؼرآن وإكّؿا يؼرؤوكف ،فضال طـ العا ّمة الذيـ دون العؾؿاء،
فال يـبغل لؾعالؿ أن يتدبر الؼرآن ،وٓ أن يدطق الـّاس إلك معاين الؼرآن ،وٓ يـبغل لؾعا ّمل أن يتدبر الؼرآن ،بؾ
26 شرح األصل السادس
كػر! أطقذ بال ّؾف .ال ّؾف يع ّؾؿ الـّاس الؽػر؟ كعقذ بال ّؾف مـ زطؿ بعضفؿ -والعقاذ بال ّؾفّ -
أن إخذ بظقاهر الؼرآن ٌ
الخذٓن ،كعقذ بال ّؾف مـ صاطة الشقطان ،صب ًعا الشقطان يصقر لفؿ ّ
أن يف هذا حػ ًظا لؾدّ يـ ،وحؿاي ًة لؾدّ يـّ ،
ثم
ٓ جاءوا إلى هذا الؿجتفد الؿطؾق فجعؾوا له شرو ًصا لو صبؼت لؿا ُوجد مجتفد ً
أصال ،بعد مقت الـبل
أحد ،وهذه الشبفة ساقطة باصؾة شقطاكقة خبقثة؛ ألؼاها الشقطان لقحقل بقـ الـّاس وبقـ كقر الؼرآن والسـّة.
َي َّس َر الؼرآن لؾذكر ،وأمر بتدبر الؼرآن ،وأمركا بالرجقع إلك وهذا ترده الـصقص الؽثقرة فنن ال ّؾف
ٌ
شروط معتربة وصحقحة ذكرها جؿاطة مـ أن يف إ ّمة مجتفديـ اجتفا ًدا مطؾ ًؼا ،ولفؿ
-وٓ شؽ ّ
وأن يف إ ّمة مـ يجتفدون اجتفا ًدا مؼقدً ا ،لقس مطؾ ًؼا يف جؿقع إحؽام ،وإكّؿا يف بعض إحؽام،
ّ -
-وٓ شؽ أكّف يقجد يف إ ّمة مـ هؿ دون آجتفاد لؽـفؿ يعرفقن الدّ ٓٓت ،ويستطقعقن التؿققز بقـ
استدٓل الؿجتفديـ ويرجحقن بقـ الؿسائؾ ،ويرجحقن بقـ إققال يف الؿسائؾ ،ويردون إلك الؽتاب
-وٓ شؽ أكّف حتك العا ّمة يستطقعقن ففؿ الؼرآن وتدبر الؼرآن.
والشقخ $هـا ذكر يف ثـايا هذا إصؾ إوصاف التل يقصػ هبا مـ يدطق إلك الرجقع إلك الؼرآن
والسـّة ،وأكّف زكديؼ ،وأكّف مجـقن ،وأكف وأكف وأكف وأكف ...مـ إلؼاب الؿـ ّػرة ،وب ّقـ ّ
أن إدلة طؾك سؼقط هذه
فنكّفا تدل طؾك سؼقط هذه الشبفة ،لؽـ كؼػ طـد جؿؾة الشبفة كثقر ٌة جدًّ ا ،ومـفا أيات التل ذكرها $
” :يف ر ّد هذه الشبفة الؿؾعوكة“ ،وهذا الؾػظ ٓ حرج فقف فنن قد يؼػ طـدها بعض الـّاس ،يف ققلف $
،فؽقػ هبذه الشبفة مؼرب مـ اهلل مؾعقكة :أي مبعدة طـ ال ّؾف ٕهنا م ِ
بعدة طـ ال ّؾف إٓ ما استثـل الذي هق
ٌ ُ ُ َ
التل تحقل بقـ الـاس والؼرآن؟ وتحقل بقـ الـاس والسـّة؟ ٓ شؽ أهنا مؾعقكة ،وأهنا مبعدة طـ ال ّؾف طز
.والشقخ هـا يؼصد أن ير ّد هذه الشبفة وأن يدطق الؿسؾؿ إلك تدبر وجؾ ،ومبعدة طـ كقر سـّة رسقل ال ّؾف
الؼرآن ،وٓ شؽ ّ
أن الؼرآن ُيػفؿ ،وفهن القزآى علً هزنلتني:
املزنلة األوىل :الػفؿ الذي تؼقم بف الحجة و ُيعرف بف الدّ يـ طؾك الجؿؾة ،و ُيدرك بف التقحقد و ُيعرف
متقسر لؽؾ أحد ،وكؾ مـ قرأ الؼرآن بتدبر وهق يعرف العربقة يػفؿ هذا
ٌ بف الشرك ،وٓ شؽ أن هذا الػفؿ
الػفؿ ،بؾ لق ترجؿ معاين الؼرآن إلك لغات أخرى لؼامت الحجة وحصؾ هذا الػفؿ.
يؽـ يدطق ولؿ يدع قط إلك آستـباط الؿـػؾت مـ الـصقص ،ولؽـّف حارب التؼؾقد الجامد الذي حال بقـ
أصؾ طظقؿ يـبغل طؾك الؿسؾؿ أن يعتـل بف ،وأن يعؾؿ أن العؾؿ كؾف والـّقر كؾف يف كتاب ال ّؾف ويف
ففذا ٌ
،فعؾقف أن يؽثر مـ تالوة الؼرآن بتدبر ،ومـ قراءة السـّة بػفؿ ،ثؿ إذا حصؾ لف أن يرجع سـّة رسقل اهلل
يستطقع آستـباط يف بعض فروع إحؽام فنكّف يستـبط إذا تقفرت فقف الشروط وٓ يتجاوز ذلؽ ،ومـ كان
ففذا محصؾ هذا إصؾ وهذا محصؾ هذه إصقل بؿا كػاه الققتّ ،
وإٓ ففل لق أراد صالب العؾؿ أن
مـفا ،وأن كػفؿفا طؾك القجف الؿراد وقد حاولت يف هذا الشرح أن أقرهبا إلك إذهان بؿا يحؼؼ الؿؼصقد
مـفا ،وحاصؾ ذلؽ أكّف يـبغل طؾك الؿسؾؿ أن يتؿسؽ هبذه إصقل ،وأن يحذر مؿا يضادهاَّ ،
وأٓ يساير
كثقريـ مـ الـّاس اكؼؾبت طـدهؿ هذه إصقل وطؿؾقا بضدها ،فقدرس هذه إصقل ويػفؿفا طؾك القجف
الصحقح ويعؿؾ هبا ،ثؿ يحرص طؾك أن يدرسفا لؾـّاس ويػفؿفا لؾـّاس حتك يؽقن داطقة حؼ وطؾك بصقرة.
أن يؽتب أجر الجؿقع وهذا آخر ما يتعؾؼ هبذه إصقل الستة ،كؼػ طـد هذا الؿقصـ كسلل ال ّؾف
سـشرح رسال ًة طظقؿ ًة كافعة هل رسالة الؼقاطد إربع .وال ّؾف تعالك أطؾك وأطؾؿ وبعد الؿغرب إن شاء اهلل
الصفحة املىضـــــىع