Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 56

‫مسائل متعلقة بتنقيح املناط‬

‫من اعداد ا ألس تاذة ادلكتورة مسعودة علواش‬


‫أأوال ‪ :‬هل تنقيح املناط مسكل من مساكل العةل أأم انه مطريقر لهتذيب‬
‫العةل ؟‬
‫ما ر أأي ا ألصوليني يف ذكل ابلتفصيل ؟‬

‫اثنيا ‪ :‬ما مهنج ا ألصوليني يف حرص مساكل العةل؟‬

‫وما مهنج ا ألصوليني يف ترتيب املساكل النقلية ( النص واالجامع)؟‬


‫تنقيح املناط ( مصطلح اس تعمهل ا ألصوليون يف كتاب القياس ‪ ،‬فيذكره بعضهم يف املقدمة قبل‬
‫املساكل ‪ ،‬وبعضهم عند املساكل والبعض بعد الفراغ من مساكل العةل )‬
‫والذي يبدو ان اختالف األصوليين في مواضع إيراده في المدونات األصولية ينبه على‬
‫اختالفهم في حقيقته هل يعتبر أحد أمرين‪:‬‬

‫‪ -2‬هل يعتبر من طرق االجتهاد في العلة بعد‬


‫إثباتها بمسلك النص أو اإليماء او التنبيه‬ ‫‪ -1‬هل يعتبر مسلكا من مسالك‬
‫العلة‬

‫وذهب أصحاب االتجاه الثاني ‪،‬‬ ‫ذهب أصحاب هذا االتجاه إلى‬
‫إلى اعتباره مسلكا مستقال من‬ ‫اعتباره مستقال عن مسالك العلة‬
‫سالك العلة ‪ ،‬فهو دليل تثبت به‬ ‫فذكروه إما قبلها او بعدها وادرجوه‬
‫العلة الشرعية وهم ‪ :‬الرازي –‬ ‫فيما يسمى بانواع االجتهاد في‬
‫البيضاوي – القرافي – صفي‬ ‫مناط العلة ‪ ،‬او (أنواع االجتهاد في‬
‫الدين الهندياألرموي (‪- )715‬‬ ‫مناط الحكم )‪ :‬وهم الغزالي ‪ ،‬وابن‬
‫قدامة ‪ ،‬واآلمدي‪ ،‬والطوفي ‪،‬‬
‫صدر الشريعة الحنفي ابن‬
‫والمرداوي عالء الدين (‪885‬هـ)‪،‬‬
‫السبكي الزركشي‬ ‫وابن بدران في المدخل‬
‫والشركاني‬ ‫(‪)1346/1928‬‬
‫االختالف في اعتبار تنقيح المناط مسلكا‬
‫المذهب األول‬
‫المذهب الثاني ‪:‬هو مسلك‬ ‫‪:‬ليس مسلكا‬

‫الرازي – البيضاوي – القرافي صفي الدين الهندي ‪ -‬صدر الشريعة –‬ ‫الغزالي‪ -‬اآلمدي – ابن قدامة –‬
‫ابن السبكي الزركشي – الشوكاني‬ ‫الطوفي – الشاطبي –‬
‫المرداوي – ابن بدران‬
‫القول الثاني‬ ‫القول األول‬
‫تعريف الطوفي ( إلغاء بعض‬
‫تعريف تنقيح المناط‬ ‫عرفه تاج الدين ابن السبكي ‪(:‬هو ان‬ ‫االوصاف التي أضاف الشارع‬
‫على انه اجتهاد في‬ ‫يدل ظاهر على التعليل بوصف ‪،‬‬ ‫الحكم إليها لعدم صالحيتها‬
‫إلغاء الفارق بين األصل‬ ‫فيحذف خصوصه عن االعتبار ‪ ،‬ويناط‬ ‫لالعتبار)‬
‫باالعم ‪ ،‬او تكون اوصاف فيحذف‬
‫والفرع فليزم منه‬ ‫بعضها ويناط بالباقي ) وبهذا التعريف‬
‫حينئذ اشتراكهما في‬ ‫يتضح انه قسمان‬ ‫مثال االعرابي‬
‫الحكم)مثاله إلغاء‬
‫القسم‬ ‫فقد اقترن الحكم باوصاف‬
‫الفارق بين العبد واألمة‬ ‫القسم األول ‪:‬‬ ‫بعضها يصلح للعلية‬
‫الثاني ‪:‬‬
‫في العتق‬ ‫هو ان يدل ظاهر‬ ‫‪،‬وبعضها ال يصلح ‪ ،‬فاحتيج‬
‫و تكون‬ ‫على التعليل‬ ‫للتنقيح والتهذيب للوصف‬
‫اوصاف‬ ‫بوصف ‪ ،‬فيحذف‬ ‫الذي يصلح علة للحم‬
‫فيحذف‬ ‫خصوصه عن‬ ‫وإلغاء باقي االوصاف ‪،‬‬
‫االعتبار ‪ ،‬ويناط‬ ‫فكان التعليل بالوقاع الذي‬
‫فتنقيح المناط عند اهل‬ ‫بعضها ويناط‬ ‫باألعم)مثاله ال‬ ‫أوما إليه النص بعد حذف‬
‫هذا الرأي هو االجتهاد‬ ‫بالباقي )‬ ‫يقضين حكم بين‬ ‫ما اقترن به من اوصاف غير‬
‫في إلغاء الوصف الفارق‬ ‫ومثال‬ ‫اثنين وهو‬ ‫معتبرة في العلية ‪،‬وإبقائه‬
‫االعرابي‬ ‫غضبان )‬ ‫كوصف صالح للعلية‬
‫بين األصل والفرع وحذفه‬
‫عن درجة االعتبار فيلزم‬
‫اشتراكهما‬ ‫فحاصل تنقيح المناط انه االجتهاد في الحذف والتعيين‬
‫تعريفات الاجتاه ا ألول لتنقيح املناط‬
‫‪ -1‬تعريف الغزالي ‪ (:‬ان يضيف الشارع الحكم إلى سببه وينوطه به ‪ ،‬وتقترن به اوصاف ‪ ،‬ال مدخل لها‬
‫في اإلضافة فيجب حذفها عن درجة االعتبار حتى يتسع الحكم )‬
‫تعريف اآلمدي‪ (:‬النظر واالجتهاد في تعيين مادل النص على كونه علة من غير تعيين بحذف‬ ‫‪-2‬‬
‫ما ال مدخل له في االعتبار مما اقترن به من االوصاف)‬

‫‪ -3‬تعريف الطوفي ( إلغاء بعض االوصاف التي أضاف الشارع الحكم إليها لعدم صالحيتها لالعتبار)‬

‫‪-4‬تعريف الشاطبي ‪( :‬بان يكون الوصف المعتبر في الحكم مذكورا مع غيره في النص قينقح باالجتهاد‬
‫حتى يميز ما هو معتبر مما هو ملغى )‬

‫‪-5‬تعريف المرداو ي الحنبلي (‪ ( :)885‬االجتهاد في تحصيل المناط الذي ربط الشارع الحكم به ‪،‬‬
‫فيبقي من االوصاف ما يصلح ويلغى ماال يصلح )‬

‫‪-6‬تعريف ابن بدران ‪(:‬إلغاء بعض االوصاف التي أضاف الشارع الحكم إليها لعدم‬
‫صالحيتها لالعتبار في العلة )‬
‫واملالحظ ان لك التعريفات متقارنة يف معناها ‪ ،‬ويه تدل عىل ان وظيفة اجملهتد هنا يف تنقيح املناط هو حذف‬
‫الاوصاف غري املعتربة ‪ ،‬وتعيني البايق من الاوصاف اليت تصلح عةل للحمك ‪ ،‬وذكل بعد ثبوت العةل بسكل النص‬
‫او االمياء والتنبيه‬

‫مثاهل قصة الاعرايب اذلي جاء وقال ‪ :‬هلكت ‪،‬قال ما صنعت ؟ قال ‪ :‬وقعت عىل أأهيل يف هنار‬
‫رمضان ‪.‬قال هل اعتق رقبة‬
‫فقد اقرتن احلمك ابوصاف بعضها يصلح للعلية ‪،‬وبعضها ال يصلح ‪ ،‬فاحتيج للتنقيح والهتذيب للوصف اذلي يصلح‬
‫عةل للحم والغاء ابيق الاوصاف ‪ ،‬فاكن التعليل ابلوقاع اذلي أأوما اليه النص بعد حذف ما اقرتن به من اوصاف غري‬
‫معتربة يف العلية ‪،‬وابقائه كوصف صاحل للعلية‬

‫فبني اجملهتد ابدلليل ان كونه اعرابيا ‪،‬وكونه خشصا معينا ‪ ،‬وكونه يف ذكل الزمان ‪ ،‬وذكل الشهر خبصوصه وذكل الصوم‬
‫بعينه ‪ ،‬وكون املوطوءة زوجة او امر أأة معينة ‪ ،‬ال مدخل هل يف التأأثري حىت يتسع احلمك ويتعدى اىل لك ملكف‬
‫وطئ يف هنار رمضان متعمدا‬
‫اثنيا ‪ :‬تعريف الاجتاه الثاين لتحقيق املناط (مكسكل) اختلفوا عىل مذهبني‬
‫املذهب‬
‫عرفه اتج ادلين ابن الس بيك ‪(:‬هو ان يدل ظاهر عىل التعليل بوصف ‪ ،‬فيحذف خصوصه عن الاعتبار ‪،‬‬ ‫ا ألول ‪:‬‬
‫ويناط ابالمع ‪ ،‬او تكون اوصاف فيحذف بعضها ويناط ابلبايق ) وهبذا التعريف يتضح انه قسامن‬
‫القسم الثاين ‪-‬او حذف بعض الاوصاف املذكورة يف‬ ‫القسم ا ألول ‪-‬تعريف تنقيح املناط عىل انه اجهتاد يف‬
‫النص عن الاعتبار وتعيني البايق من الاوصاف عةل‬ ‫حذف خصوص وصف مذكور يف النص ‪ ،‬واانطة‬
‫للحمك )‬ ‫احلمك ابملعىن الامع ومثاهل ‪ :‬ال يقضني حمك بني اثنني‬
‫وهو غضبان )‬
‫والقسم الثاين وهو ان يدل نص ظاهر عىل تعليل احلمك بجموع‬
‫اوصاف بعضها يصلح للتعليل ‪ ،‬وبعضها ال يصلح ‪ ،‬فيحذف ماال‬ ‫فذكر الغضب مقروان ابحلمك يدل بظاهره عىل التعليل‬
‫يصلح للتعليل ‪ ،‬عن درجة الاعتبار ‪ ،‬ويناط احلمك ابلبايق من‬ ‫ابغضب ‪ ،‬لكن ثبت ابلنظرى والاجهتاد أأنه ليس عةل‬
‫الاوصاف ومثاهل قصة ا ألعرايب اذلي جاء يرضب صدره وينتف‬ ‫ذلاته ‪ ،‬بل ملا يالزمه من التشويش املانع من استيفاء‬
‫شعره وغريها من الاوصاف اليت الصلح للعلية فتحذف عن درجة‬ ‫الفكر فيحذف خصوص الغضب ‪ ،‬ويناط الهني ابملعىن‬
‫الاعتبار ويناط احلمك ابلوصف اذلي يصلح للعلية وهو وقاع‬ ‫الامع فيشمل الهني عن لك ما يشغل القلب ‪ ،‬ومينع من‬
‫ملكف يف هنار رمضان متعمدا‬ ‫استيفاء النظر اكجلوع والعطش املفرطني‬
‫فحاصل تنقيح المناط انه االجتهاد في الحذف والتعيين (ففي القسم األول يجتهد في حذف‬
‫خصوص الوصف المذكور في النص ويناط بالحكم االعم ( وفي القسم الثاني يجتهد في‬
‫حذف بعض االوصاف وتعيين الوصف الصالح للعلية‬
‫تعريف تنقيح المناط على انه اجتهاد في إلغاء الفارق بين األصل والفرع‬
‫المذهب الثاني‬
‫فيلزم منه حينئذ اشتراكهما في الحكم‬ ‫‪:‬‬

‫عرفه البيضاوي‪(:‬تنقيح المناط بأن يبين إلغاء الفارق‬

‫عرفه األسنوي ‪(:‬هو ان يبين المستدل إلغاء الفارق بين األصل والفرع ‪،‬وحينئذ‬
‫يلزم اشتراكهما في الحكم‬

‫عرفه القرافي ‪(:‬إلغاء الفارق –بين األصل والفرع‪ -‬فيشتركان في الحكم)‬

‫عرفه صفي الدين الهندي األرموي( إلحاق المسكوت بالمنصوص بإلغاء‬


‫الفارق)‬

‫عرفه صدر الشريعة الحنفي ‪(:‬أن يبين عدم علية الفارق لثبت علية‬
‫المشترك)‬

‫عرفه الشوكاني ‪ (:‬إلحاق الفرع باألصل بإلغاء الفارق )‬


‫مثال ‪:‬إلغاء الوصف الفرق بين العبد واألمة‬

‫الحديث ‪":‬من اعتق له شركا في عبد ‪ ،‬فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة عدل‪،‬‬
‫فاعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه ‪ ،‬وإال فقد عتق منه ما عتق )‬

‫فهذا النص ال يتناول األمة ‪،‬وال فرق بين االمة والعبد إال الذكورة ‪،‬وهو وصف ملغى في‬
‫باب العتق باإلجماع ‪،‬غذ ال مدخل له في العلية ‪،‬وإن كان للذكورة واالنوثة تأثير في‬
‫الفرق في بعض االحكام ىكوالية النكاح ‪،‬والقضاء والشهادة‬

‫فتنقيح المناط عند أصحاب هذا المذهب هو االجتهاد في إلغاء الوصف ى الفارق بين األصل‬
‫والفرع وحذفه عن درجة االعتبار فليزم اشتراكهما في الحكم‬
‫ومسالك عقلية‬ ‫حصر األصوليين لمسالك العلة‬ ‫مسالك نقلية‬

‫النموذج األول ‪ :‬قدم النص على اإلجماع‬


‫‪ - 1‬أبو الحسين البصري (‪436‬هـ) في المعتمد ( طرق العلة ستة ‪:‬‬
‫النص – اإليماء –اإلجماع – التأثير – الدوران – الطرد‬

‫‪ -3‬أبو المعالي الجويني ( ‪478‬هـ)‪ :‬اإلخالة والمناسبة _ النص _ اإليماء ‪-‬السبر والتقسيم –‬
‫والطرد والعكس( الدوران)‬
‫‪-4‬أبو حامد لغزالي( ‪505‬هـ) في المنخول ( النص –االيماء – التنبيه‪ -‬الشبه و اإلخالة –الطرد‬
‫والعكس – السبر والتقسيم‬
‫في المستصفى (القياس يحتاج إلى إثبات مقدمتين إحداهما مثال ‪ :‬أن علة تحريم الخمر اإلسكار‬
‫والثانية ‪ :‬ان االسكار موجود في النبيذ‬
‫‪(،‬أما الثانية فيجوز أن تثبت بالحس ‪،‬ودليل العقل والعرف وبدليل الشرع وسائر األدلة‪،‬‬
‫اما األولى الاتثبت إال بالكتاب والسنة واإلجماع و األدلة الشرعية أو نوع استدالل مستنبط )‬
‫فمسالك العلة عنده (النص – اإليماء – اإلجماع – المناسبة – السبر والتقسيم(وأبطل مسلكين‬
‫اعتبرهما شيخه وهو الطرد والدوران)‬
‫نص الرازي من المحصول‬
‫‪ -5‬الرازي ‪606-‬هـ) في المحصول (‪ )10‬النص –اإلجماع – اإليماء ‪ -‬المناسبة‬
‫– التأثير – الشبه ‪-‬الدوران السبروالتقسيم – الطرد – تنقيح المناط ( أمور‬
‫أخرى اعتبرها قوم وهي عندنا ضعيفة)‬
‫‪-6‬الحاصل من المحصول في أصول الفقه تاج الدين األرموي (‪653‬هـ) تابع‬
‫الرازي‬

‫‪7‬ا‪-‬لتحصيل من المحصول – سراج الدين األرموي (‪682‬هـ) تابع‬


‫الرازي إال انه لم يذكر اإلجماع (فصارت ‪)9‬‬

‫‪-8‬البيضاوي (‪685‬هـ)المنهاج ذكر اإلجماع – ثم ادرج المؤثر في‬


‫المناسبة(فصارت ‪)9‬‬

‫‪ -9‬شهاب الدين القرافي (‪684‬هـ) وحذفهما القرافي معا‬


‫( اإلجماع والمؤثر) فصارت (‪)8‬‬
‫النموذج الثاني ‪ :‬قدم اإلجماع على النص‬

‫‪-10‬آلمدي أبو الحسن علي ‪631‬هـ)‪ (:‬اإلجماع ‪ -‬النص الصريح – اإليماء والتنبيه ‪ ،‬السبر والتقسيم ‪-،‬المناسبة و اإلخالة‬
‫‪ -‬الشبه ‪ -‬الطرد والعكس(لم يذكر التأثير وال الطرد وال تنقيح المناط كمسالك مستقلة)‬

‫عقد اآلمدي خاتمة لهذا الباب ترجمها بقوله (خاتمة في أنواع النظر واالجتهاد في مناط الحكم وهو العلة ) ثم قال ‪ ( :‬ولما‬
‫كانت العلة متعلق الحكم ومناطه فالنظر واالجتهاد فيه إما في تحقيق المناط ‪ ،‬او تنقيحه او تخريجه ‪...‬فهذه الثالثة تحقيق‬
‫المناط أوتنقيحه أوتخريجه هي وسيلة إلى معرفة مسالك العلة وليست مسلكا في نفسها )‬

‫‪ -11‬ابن الحاجب أبو عمرو عثمان ( ‪646‬هـ) في المختصر ( مختصر منتهى السؤل واالمل في علمي األصول والجدل)‪ (:‬اإلجماع –‬
‫النص ( صريح وتنبيه وإيماء ‪ ،‬ادرج المسلك الثالث في الثاني )‪ -‬السبر والتقسيم – المناسبة واإلحالة وتسمى تخريج المناط ( ثم ذكر‬
‫الشبه والطرد والعكس دون عدهما من مسالك العلة كما صنع االمدي ‪ ،‬اما الشبه فلم يعتبره مسلكا إنما يثبت بجميع المسالك‬

‫‪-12‬تاج الدين ابن السبكي( ‪771‬هـ)في جمع الجوامع (اإلجماع – النص الصريح اإليماء ‪ -‬السبر والتقسيم ‪-‬‬
‫المناسبة واإلخالة ‪ -‬الشبه ‪-‬الدوران ‪ -‬الطرد – تنقيح المناط ‪ -‬إلغاء الفارق( فتجده سار مع مدرسة المحصول‬
‫تارة ‪ ،‬وتارة أخرى مع مدرسة اآلمدي وزاد عليهما )‬
‫فمن قدم اإلجماع على النص نظر إلى أن اإلجماع مقدم عليه في العمل عند التعارض ‪ ،‬ومن‬
‫قدم النص نظر على أن النص أصل اإلجماع وراعى في اإليماء أنه من جملة النص فقدمه‬
‫على اإلجماع ‪ ،‬فاتى باإلجماع ثالثا‬

‫والمالحظ ان ابن السبكي‬


‫وافق اآلمدي وابن الحاجب في اعتبار اإلجماع مسلكا ‪،‬ووافقهما على إيراده‬
‫أوال كما وافقهما في سرد المسالك الستة األولى إلى المسلك السابع وهو‬
‫الدوران (او الطرد والعكس)‬

‫والمالحظ أيضا ان ابن السبكي وافق الرازي في في المسلكين الثامن والتاسع‬


‫(وهما الطرد وتنقيح المناط) وهنا خالف اآلمدي‬

‫وتفرد السبكي عن الرازي واآلمدي بالزيادة عليهما بذكر مسلك إلغاء‬


‫الفرق بدل مسلك التأثير الذي ذكره الرازي‬
‫الزركشي بدر الدين ( ‪974‬هـ)في كتابه البحر المحيط ‪:‬ذكر ‪ 9‬مسالك ‪:‬‬
‫( ‪ -1‬اإلجماع ‪ -2‬النص ‪-3،‬اإليماء والتنبيه ‪-4،‬االستدالل على علية الحكم بفعل النبي (صلى اهلل‬
‫عليه وسلم)‪ -5،‬المناسبة ‪ -6‬السبر والتقسيم ‪-7،‬الشبه ‪-8،‬الدوران ‪ -9‬الطرد )‬

‫وقد علل اإلمام الزركشي ان اإلجماع مقدم في الرتبة على الظواهر من النصوص ‪ ،‬ألنه ال‬
‫يتطرق إليه النسخ ‪ ،‬وقال أيضا أن من قدم الكالم على النص لشرفه‬

‫واملالحظ انه ذكر مسكل مل يذكره اال الشريازي يف كتاب اللمع ‪ ،‬وهو الاس تدالل عىل علية احلمك‬
‫بفعل النيب ( صىل هللا عليه وسمل ) وقال هذا مما امههل كرث من ا ألصوليني‬

‫ومن الحنابلة نجد ابن قدامة موفق الدين (‪620‬هـ) تبع نفس منهج الغزالي في المستصفة ‪ ،‬ومن المالكية‬
‫نجد القرافي تابع منهج أتباع المحصول‬
‫أما مسالك العلة عند الحنفية فهناك مسالك اتقفوا فيها مع الشافعية وهناك‬
‫مسالك اختلفوا فيها وهي ‪:‬‬

‫مسالك اتفقوا فيها مع مع الشافعية ‪:‬وهي ‪ -1:‬النص ‪ :‬إما صريحا او إيماء ‪ -2،‬المناسبة(‬
‫على خالف في المعنى االصطالحي للمناسبة )‪ -3 ،‬اإلجماع ‪-4،‬السبر والتقسيم ‪-5‬‬
‫التأثير ( على خالف في السبر والتقسيم والتأثير بين الحنفية ) قال سعد الدين التفتازاني‬
‫‪ (:‬والمسالك الصحيحة ‪ :‬النص واإلجماع والمناسبة)‬

‫ومسالك اختلفوا فيها مع الشافعية وهي ‪:‬الطرد والدوران والشبه‬

‫كام أأهنم مل يذكروا تنقيح املناط‪ ،‬ومل يضعوا هل ولتخرجي املناط وحتقيقه اصطالحا قال صدر الرشيعة‬
‫(‪747‬هـ)يف كتابه التلوحي عىل التو ضيح عند ذكر السرب والتقس مي وتنقيح املناط ‪ (:‬وعلامؤان رمحهم‬
‫هللا مل يتعرضوا لهذين ‪ ،‬فانه عىل تقدير قبوهلام يكون مرجعهام اىل النص )‬
‫محاضرات أصول الفقه ماستر ‪ /1443/2022 1‬مسالك العلة من إعداد أ‪,‬د مسعودة علواش‬

‫مسلك العلة لغة ‪:‬هو الدليل على أن وصفا معينا هو علة ذلك الحكم‬ ‫مسالك العلة‬ ‫المسالك ‪ :‬مفردها مسلك ‪،‬وهو الطريق‬

‫اصطالحا ‪ ":‬مسالك العلة هي األدلة الدلة على ان الوصف علة في الحكم"المفتاح للتلمساني (‪771‬ه)‪ ،‬وقد اتفق األصوليون على ان مسالك العلة نوعان ‪ :‬مسالك نقلية ومسالك عقلية‬

‫النوع األول ‪ :‬المسالك النقلية ‪ :‬وهي النص واإلجماع ‪ ،‬وقد اختلف االصوليون في أيهما يقدم على اآلخر‪ ،‬كما ذهب الزركشي في تعليله تقديمه مسلك اإلجماع على مسلك النص في قوله ‪ (:‬وهو مقدم (يقصد اإلجماع) في الرتبة على‬
‫الظواهر من النصوص ‪ ،‬ألنه ال يتطرق إليه احتمال النسخ ‪ ،‬ومنهم من قدم الكالم على النص لشرفه )‬

‫المقصود بالنص في مسالك العلة ماكانت داللته على العلية ظاهرة واضحة ‪ ،‬سواء أكانت قطعية او محتملة ( فهوهنا أعم من النص في دالالت االلفاظ )‬
‫ثانيا ‪:‬مسلك اإلجماع‬ ‫أوال‪ :‬مسلك النص‬
‫الن معناه في دالالت األلفاظ (ما يفيد بنفسه من غير احتمال ) فهو بذلك ال يشمل الظاهر في الدالالت‬
‫النص‬
‫اما هنا في مسالك العلة فالنص المقصود به هو الدليل النقلي من الكتاب والسنة وهو ( يشمل الظاهر ) ويقابل الدليل العقلي‬

‫والمراد به‪ :‬ان يقع اتفاق المجتهدين في أي عصر من العصور على‬ ‫‪ :‬النص الصريح‪ :‬ان يرد في نص القرآن او السنة لفظ التعليل صريحا بوصف موضوع له في اللغة ‪ ،‬مع حروف التعليل‬ ‫‪1‬‬
‫كون وصف معين هو علة ذلك الحكم‬

‫ب‪ :-‬التصريح بحروف التعليل‬ ‫أ‪ :-‬التصريح بلفظ‬


‫كاإلجماع على أن علة تقديم األخ الشقيق‪ ،‬على األخ ألب‬ ‫((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في األرض‬ ‫الحكمة مثل قوله‬
‫(من أجل)‬ ‫‪-2‬‬
‫في اإلرث‪ ،‬المتزاج النسبين‬ ‫فكأنما قتل الناس جميعا )) املائدة‪32‬‬ ‫القمر‪5‬‬ ‫تعالى(حكمة بالغة)‬
‫(يعني اختالط نسب األب واألم)‪ ،‬فيقاس عليه في تقديمه‬ ‫((إنما جعل االستئذان من أجل البصر )) الشيخان‬
‫(ألجل‬ ‫وهو أعلى رتبة لكنه قليل‬
‫في والية النكاح بجامع امتزاج النسب‬
‫(إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت ‪ ،‬فكلوا وادخروا وتصدقوا )مسلم‬
‫اإلجماع على الوالية في النكاح على الصغيرة معللة بالصغر‬ ‫‪-1‬مثل (لعلة كذا )‬

‫( كي ال يكون دولة بين األغنياء منكم)الحشر ‪7‬‬ ‫‪-3‬كي‬ ‫والسبب كذا ‪ ،‬لم يردا‬
‫في النصوص وهو من‬
‫‪ -4‬إذا‬
‫(إذا الذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ‪ ،‬ثم ال تجد لك علينا نصيرا ) اإلسراء ‪ )75‬ومن ذلك حديث ‪ :‬أينقص الرطب إذا جف ‪..‬قالوا ‪:‬نعم ‪.‬قال ‪.‬فال إذا‪........‬‬ ‫تمثيل األصوليين‬
‫للصريح‬
‫‪ -5‬المفعول ألجله فهو علة للفعل المعلل( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) النحل ‪- 89‬أي ألجل البيان ومن ذلك قوله تعالى‪(:‬متاعا لكم وألنعامكم ) النازعات‪33‬‬
‫‪-2‬النص الظاهر‬
‫ثانيا ‪:‬ومن ألفاظه (الالم الظاهرة ‪(،‬فمقدرة نحو أن كان كذا (فالباء ) ‪ (،‬فالفاء في كالم‬ ‫أوال ‪:‬تعريفه ‪ :‬ما يحتمل غير العلية احتماال مرجوحا‬
‫ومن(إن )‪،‬و(إذ)‬
‫ٌ‬ ‫الشارع ‪ ،‬فالراوي الفقيه ‪،‬فغيره‬
‫( يعني احتمال العلية راجح)‬

‫الالم في الوضع اللغوي ترد للتعليل ولمعان أخرى غير التعليل مثل الملك ( الدار لزيد ) او االستحقاق مثل ( الحمد هلل )‪ ،‬لذلك فهي من قبيل الظاه الذي يحتاج لقرينة‬ ‫‪ -1‬اللم‬

‫البقرة ‪143‬‬ ‫((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ))إبراهيم‪(- 11‬وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ‪ ،‬ويكون الرسول عليكم شهيدا )‪-‬‬ ‫مثل قوله تعالى‪-‬‬ ‫أ‪ -‬الالم الظاهرة‪ :‬وهي الالم‬
‫الملفوظ بها في النص‬

‫والالم المقدرة نحو إن كان كذا ‪ :‬مثل قوله تعالى ‪(:‬وال تطع كل حالف مهين ) القلم ‪،10‬إلى قوله تعالى (عتل بعد ذلك زنيم أن كان ذا مال وبنين) القلم ‪،14‬أي الن كان‬ ‫ب‪ -‬الالم المقدرة وهي‬
‫غير ملفوظة في النص‬
‫‪(-‬أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طا ئفتين من قبلنا )) (األنعام ‪ )106‬ألي لئال تقولوا‬

‫وترد الباء يف الوضع اللغوي لعدة معان ‪:‬اكملقابةل (هذا بذاك ) والإلصاق وغريها ‪،‬ويرى الرازي اهنا ل إللصاق أصل جعلت للتعليل جمازا‬
‫‪ -2‬الباء‬
‫وضابط كون الباء للتعليل ان يصلح اللم يف موضعها مثل قوله تعالى‪ (:‬فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) أي منعناهم عنها لظلمهم ‪.‬‬

‫(انها من الطوافين عليكم والطوافات ) فيفهم من النص ان الهرة طاهرة السؤر النها من الطوافين‬ ‫‪-3‬اإن املشددة‬

‫كقوله تعالى‪( :‬ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما األخرى البقرة ‪ ،)282‬فمعناها لئال تضل بتقدير الالم عند الكوفيين ‪،‬وتقدير ها عند البصريين (مفعول محذوف ) حذرا من ان تضل‬
‫‪-4‬أن اخملففة‬

‫وعالمتها التعليلية ان يحسن في موضعها ( كي) مثل قوله تعا لى ‪(:‬وقاتلوهم حتى ال تكون فتنة ) البقرة ‪ )193‬وقوله تعالى ‪ (:‬ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ) محمد‪31‬‬
‫‪-5‬حىت‬

‫هي للتعليل المحض في كالم اهلل سبحانه وتعالى مجردة عن الترجي ‪،‬وهي مقارنة للترجي إذا كانت من المخلوق‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪ (:‬يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي‬ ‫‪ -6‬لعل‬
‫خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة ‪(، 21‬ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة ‪183‬‬
‫‪-1‬اإليماء لغة هو اإلشارة ‪ ،‬فيقال اومأ برأسه أشار برأسه‬ ‫ثالثا ‪ :‬مسلك اإليماء والتنبيه‬

‫‪-2‬واإليماء في االصطالح هو ‪(:‬هو اقتران وصف بحكم لو لم يكن هو او نظيره للتعليل ‪ ،‬لكان بعيدا)فاالقتران يجب ان يكون لفائدة وإال كان الكالم حشوا وبعيدا عن الفصاحة ‪،‬وهذا يتنزه عنه كالم الشارع‬

‫‪-3‬ومثاله ماجاء في حديث ‪ (:‬ال يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان) فقد ورد الحكم والوصف ‪،‬فدل السيا ق على ان ذلك الوصف هو علة ذلك الحكم ‪،‬النه ال يوجد لفظ دال على التعليل ال‬
‫صريحا وال ظاهرا كما في النص ‪،‬وإن كانت الداللة كالهما ترجع إلى النص ‪،‬إال انها تستنبط في اإليماء‬

‫أنواع اإليماء‬

‫النوع األول ‪ :‬ترتيب الحكم على الوصف يالفاء وفيه أربع حاالت‬

‫الحالة الثانية ‪:‬دخول الفاء على الحكم في كالم الشارع‬ ‫الحالة األولى ‪:‬دخول الفاء على الوصف في كالم الشارع‬
‫الحالة الرابعة ‪:‬دخول الفاء على الوصف في كالم الراوي ( لم يظفر له بمثال‬ ‫الحالة الثالثة ‪:‬دخول الفاء على الحكم في كالم الراوي‬

‫النوع الثاني ‪ :‬أن يحكم الشارع عقب علمه بصفة المحكوم عليه‬

‫النوع الثالث ‪ :‬أن يذكر الشارع مع الحكم وصفا لو لم يكن للتعليل لكان عبثا يتنزه عنه الشارع وفيه حالتان‬

‫الحالة الثانية ‪:‬ان يسأل عن الحكم فيتعرض لنظيره‬ ‫الحالة األولى‪:‬أن يستنطق السائل عن الواقعة‬

‫وهوحالتان‪:‬‬ ‫النوع الرابع ‪ :‬وهو ان يفرق الشارع بين أمرين او شيئين بذكر صفة‬

‫الحالة األولى‪:‬أن يكون حكم أحدهما مذكورا في خطاب آخر‬


‫‪ -4‬أن يفرق بينهما باالستدراك‬ ‫‪ -1‬ان يفرق بينهما بالشرط‬

‫الحالة الثانية ‪::‬أن يذكر حكمهما في الخطاب وهي على خمسة أقسام ‪:‬‬

‫‪ 5‬أن يفرق بينهما الستئناف ذكر أحد الشيئين‬ ‫‪-2‬ان يفرق بينهما بالغاية‬
‫‪-3‬ان يفرق بينهما باالستنثناء‬
‫الشيئين‬
‫النوع األول ‪ :‬ترتيب الحكم على الوصف يالفاء ‪ :‬فتدخل الفاء على الثاني منهما سواء كان الوصف أو الحكم ‪ ،‬ويكون ذلك في كالم الشارع ‪،‬او كالم الراوي وفي ‪ 4‬حاالت( الرابعة لم يظفر لها بمثال‬ ‫تفصيل األنواع‬
‫بمثال‬

‫الحالة الثانية ‪:‬دخول الفاء على الحكم في كالم الشارع كما في قوله تعالى ( والسارق‬ ‫الحالة األولى ‪:‬دخول الفاء على الوصف في كالم الشارع ‪ :‬كما في قوله‬
‫والسارقة فاقطعوا أيديهما المائدة ‪ ) 38‬فالفاء دخلت على الحكم وهو السجود وهو قطع‬
‫( صلى اهلل عليه وسلم )في المحرم الذي وقصته ناقته )‪ (:‬ال تقربوه طيبا فإنه‬
‫يد السارق‬
‫يبعث يوم القيامة ملبيا ) فالفاء دخلت هنا على الوصف وهو بعثه ملبيا‬
‫الحالة الثالثة ‪:‬دخول الفاء على الحكم في كالم الراوي فالراوي‬
‫الفقيه وتكون في ذلك في الحكم فقط مثل قول عمران بن حصين (‬
‫سها رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ) فسجد ‪،‬رواه أبو داود وغيره‬

‫فرجم)‬
‫( زنا ماعز ُ‬

‫النوع الثاني ‪ :‬أن يحكم الشارع عقب علمه بصفة المحكوم عليه ‪،‬وذلك كأن تحدث واقعة فترفع إلى النبي ( صلى اهلل عليه وسلم) ‪،‬فيحكم عقيها بحكم فإنه يدل على أن ما حدث‬
‫علة لذلك الحكم ‪،‬وذلك كما في قصة األعرابي الذي جاء إلى النبي ( صلى اهلل عليه وسلم) فقال واقعت أهلي في نهار رمضان فقال له (صلى اهلل عليه وسلم) فأعتق رقبة (ووجه‬
‫كون هذا مما يفيد العلية أنه جواب عن سؤال ‪ ،‬كأنه قال ولقعت فكفر ‪ ،‬فالوصف إذا رتب الحكم عيه في كالم الشارع بفاء التعقيب لفظا كان علة )‬

‫النوع الثالث ‪ :‬أن يذكر الشارع مع الحكم وصفا لو لم يكن للتعليل لكان عبثا يتنزه عنه الشارع وفيه حالتان‬

‫الحالة الثانية ‪:‬ان يسأل عن الحكم فيتعرض لنظيره ‪ ،‬أي أنه يسال عن حكم فيعدل‬ ‫الحالة األولى‪:‬أن يستنطق السائل عن الواقعة بأمر ظاهر الوجود ثم يذكر‬
‫في الجواب إلى نظير محل السؤال ‪ ،‬وينبه عبى وجه الشبه بينه وبين المسؤول عنه ‪،‬‬ ‫الحكم عقبه كما في قوله لما سئل عن بيع الرطب بالتمر ‪(:‬أينقص الرطب‬
‫فيفيد ان وجه الشبه هو العلة ‪ ،‬ومثاله سؤال المرأة عن عن االحج عن أمها فقال‬ ‫إذا جف ‪،‬قالوا ‪:‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فال إذن ‪،‬فلو لم يقدر التعليل به كان السؤال‬
‫‪:‬حجي عنها أريت لوكان على امك دين أكنت قاضيته ؟قالت ‪ :‬نعم ‪،‬قال ‪ :‬فاقضوا‬ ‫عن نقصان الرطب غير مفيد ‪،‬لكون نقصان الرطب إذا جف امرا معلوما لكل‬
‫الذي له فإن اهلل أحق بالوفاء ) فلولم يكن قوله ذلك تنبيها على العلة لكان حشوا ال‬ ‫واحد ‪،‬فدل على التنبيه على العلة‬
‫طائل منه‬
‫تفصيل النوع الرابع‬
‫‪ ،‬فإن ذلك يشعر بان تلك الصفة هي علة التفرقة في الحكم حيث خصصها بالذكر دون‬ ‫النوع الرابع ‪ :‬وهو ان يفرق الشارع بين أمرين او شيئين بذكر صفة‬
‫غيرها فلو لم تكن علة لكان ذلك على خالف ما أشعر به اللفظ وهو عبث ولغو يصان عنه منصب الشرع ( وضابطه انه ال بد لتلك التفرقة من سبب ولذكر الوصف من فائدة‬
‫‪،‬واعتبار الوصف سببا للتفرقة هو فائدة وهوحالتان‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬أن يكون حكم أحدهما مذكورا في خطاب آخر غير الخطاب األول مثل قوله( صلى اهلل عليه وسلم) ‪ (:‬القاتل ال يرث ) فدل هذا الحديث على فرق بين الورثة ‪:‬فالوارث القاتل يمنع من الميراث‬
‫لوجود علة القتل التي فرق بها بينه وبين بقية الورثة فليس الحكم شامال لهم ‪،‬فلو لم يكن القتل علة من اإلرث لكان ذكره بال فائدة وليس عدم القتل علة لإلرث الن علته النسب وغيره من أساب الميراث‬
‫المعلومة‬

‫الحالة الثانية ‪::‬أن يذكر حكمهما في الخطاب وهي على خمسة أقسام ‪:‬‬

‫‪-1‬ان يفرق بينهما بالشرط‪ :‬كما في حديث األصناف الربوية ‪( :‬الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر ‪ ،‬والشعير بالشعير ‪ ،‬والتمر بالتمر ‪ ،‬والملح بالملح مثال بمثل سواء بسواء‬
‫‪ ،‬يدا بيد ‪ ،‬فإذا اختلفت هذه األصناف فبيعوا كيف شئتم إذاكان يدا بيد )مسلم ‪ .‬فيفهم من الحديث ان اختالف األصناف علة في جواز التفاضل‬

‫‪ -2‬أن يفرق بينهما بالغاية ومثاله قوله تعالى ‪ ( :‬وال تقربوهن حتى يطهرن ) البقيرة ‪-222‬أي فغذا تطهرن فال مانع من القربان ‪ ،‬فالتفريق بين مانع القربان قبل الطهر وبين جوازه عند‬
‫الطهر ‪ ،‬فانه إن لم يعتبر الطهر علة لكان بعيدا وال فائدة لذكر الطهر وهو أمر تصان عليه نصوص الشرع‬

‫‪ -3‬أن يفرق بينهما باالستنثناء ومثاله قوله تعالى ‪( :‬وإن طلقتموهن من قبل ان تمسوهن ‪،‬وقد فرضتم لهن فريضة ‪ ،‬فنصف ما فرضتم إال أن يعفون ‪)..‬البقرة ‪237‬‬
‫فالتفريق بين ثبوت نصف المهر المستحق بعد الطالق في حال قبل الدخول ‪،‬وانتفائه بعد عفوها ما يفيد ان وصف العفو هو العلة ‪ ،‬ولو لم يكن لهذا الوصف أثرا في االنتفاء‬
‫لكان بعيدا وال فائدة منه فيعد لغوا وهذا امر تصان عليه نصوص الشرع‬

‫‪ -4‬أن يفرق بينهما باالستدراك ومثاله قوله تعالى ‪(:‬ال يؤاخذكم اهلل باللغو في أيمانكم ‪ ،‬ولكن يؤاخذكم بما عقدتم األيمان ) المائدة ‪ 89‬فهذا االستدراك يظهر أن العلة في عدم المؤاخذة‬
‫على أيمان ىاللغو ‪،‬والمؤاخذة على األيمان المعقدة ‪ ،‬هو ما كان من عقد القلب في الثانية‬

‫‪ -5-‬أن يفرق بينهما الستئناف ذكر أحد الشيئين بذكر صفة من صفاته بعد ذكر اآلخر بشرط ان تكون الصفة صالحة للعلية ومثاله قول الراوي ‪ (:‬قسم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ) في النفل (من االنفال‬
‫وهو الغنيمة) للفرس سهمين وللرجل سهما‬
‫النوع الخامس ‪ :‬ترتيب الحكم على وصف بصيغة الجزاء يدل على التعليل به كما في قوله تعالى ‪(:‬ومن يتق اهلل يجعل له مخرجا ) الطالق ‪ 3‬والجزاء(‬
‫يجعل له مخرجا)يتعقب شرطه ويالزمه (‪،‬ومن يتق اهلل) فال يكون للسبب معنى إال بوجود الحكم الذي يعقبه ويالزمه‬

‫النوع السادس‪:‬ان يذكر في سياق الكالم وصفا لو لم يعلل به صار الكالم بالفائدة وغير منتظم ‪ :‬وهو ان يذكر الشارع كالما لبيان مقصود ‪ ،‬ثم ذكر أثناءه‬
‫وصفا لو لم يقدر كونه علة لذلك الحكم المطلوب لم يكن له تعلق بالكالم بأوله وال آخره مثل قوله تعالى‪ (:‬يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصالة من يوم‬
‫الجمعة فاسعوا إلى ذكر اهلل وذروا البيع ) الجمعة ‪ ، 9‬فدل النص على أن النهي عن البيع في هذا الوقت كونه علة من المنع للسعي للصالة من يوم‬
‫الجمعة ‪ ،‬فلو قدر النهي عن البيع مطلقا من غير رابطة الجمع ‪ ،‬فيكون غير منتظم وبال فائدة وهو معنى تصان عنه نصوص الشرع‬

‫النوع السابع‪ :‬ربط الحكم باسم مشتق فتعليق الحكم عليه يشعر بعليته لذلك الحكم نحو (اكرم زيدا العالم )فذكر الوصف في الكالم يشعر ان‬
‫علة إكرام الزيد هو العلم‬

‫جاء في شفاء الغليل للغزالي ان أنواع اإليماء كثيرة وال يمكن حصر صورها في قوله ‪:‬‬

‫(هذا تمام القول ل في طرق التنبيهات ‪ ،‬وال مطمع في حصر الىحاد فإنها كثرة ‪ ،‬وقل ما يخلو كالم الشارع عن‬
‫تنبيهات يفطن لها ذوو البصائر‪))....‬‬
‫محاضرات أصول الفقه المقارن ماستر ‪ :1443/2022/ 1‬مسالك العلة من إعداد أ ‪.‬د مسعودة علواش‬ ‫النوع الثاني ‪ :‬المسالك العقلية‬

‫مسلك السبر والتقسيم ( هو مجموع كلمتين ) السبر ‪ /‬التقسيم‬

‫‪ -1‬السبر لغة( بفتح السين وكسرها) ‪ :‬هو التجربة ‪ ،‬وسبر الشيء سبرا حزره وخبره ‪،‬فيقال سبرت الجرح أسبره ‪ :‬إذا نظرت إلى مقدار غوره ‪ /‬والتقسيم وهو التفريق من قسم الشيء إذا جزأه وفرقه‬ ‫أوال ‪ :‬تعريف السبر‬

‫‪ -2‬السبر والتقسيم اصطالحا ‪ :‬هو حصر األوصاف الموجودة في األصل التي يتصور صالحيتها للعلية في بادئ الرأي ثم إبطال ما ال يصلح منها فيتعين الباقي للعلية‬ ‫والتقسيم ‪:‬‬

‫والسبر هو اختبار األوصاف التي حصرها المجتهد ‪ ،‬والنظر في كونها صالحة للتعليل أوال ‪ ،‬ثم يلغى ماال يراه صالحا‬ ‫فالتقسيم في التعريف هو أن يحصر المجتهد األوصاف التي تصلح ألن تكون علة للحكم من بين‬
‫للعلية بدليل يدل على عدم الصالحية‬ ‫األوصاف التي اشتمل عليها األصل‬

‫مثاله ‪ ( :‬علة والية اإلجبار في النكاح )والخطوات التي يتبعها المجتهد في إثباتها بالسبر والتقسيم‬

‫الخطوة الثانية ‪ :‬وهي سبر تلك األوصاف واختبارها‬ ‫الخطوة األولى ‪ :‬وهي التقسيم في حصر االوصاف بين مجالي النفي واإلثبات فيقال‬

‫فيقال ‪:‬أن األمر األول ‪ :‬وهو( ان ال تكون معللة ) باطل ألنه ثبت باإلجماع تعليله‬ ‫‪ -1‬االمر األول ‪:‬والية اإلجبار إما أن تعلل أو ال تعلل ( حصر بين النفي واإلثبات)‬

‫وان االمر الرابع ‪:‬وهو (غيرها من االوصاف كاألبوية ) باطل أيضا باإلجماع ويبقى وصفا الصغر والبكارة اللذين ثبتا باإلجماع ‪،‬‬ ‫‪ (-2‬وعلى التقدير انها معللة ‪ ،‬فالعلة اما ان تكون ‪ :‬االمر الثاني ‪(:‬كونها صغيرة )‪،‬‬
‫لكن وصف الصغر غير معتبر وغير صحيح إذ لو كانت العلة هي الصغر لثبتت والية اإلجبار على الثيب إال التعليل بالبكارة‬
‫االمر الثالث ‪ :‬كونها بكرا ) ‪ ،‬االمر الرابع ‪ :‬وغيرها من االوصاف كاألبوية)‬

‫ثانيا ‪ :‬اقسام السبر والتقسيم ‪:‬قسم االصوليون السبر والتقسيم إلى قسمين ‪ :‬تقسيم حاصر ‪ ،‬وتقسيم منتشر‬
‫التقسيم المنتشر‪ :‬وهو غير المنحصر وهوغير ثابت باإلجماع‬
‫غير دائر بين النفي واإلثبات ‪،‬و وال حد لحصر‬
‫‪1-‬ومثال القطعي حصرا وإبطاال قولهم ‪:‬إن العالم إما قديم او‬ ‫األول ‪ :‬التقسيم الحاصر أو المنحصر ‪ :‬وهو حصر كل األوصاف‬
‫األوصاف‬
‫حادث ( حصر بين النفي واإلثبات في وصفين) لكن وصف‬ ‫التي يشتمل عليها األصل ‪ ،‬فال يضاف عليها وال ينقص منها (‬
‫القدم باطل قطعا ‪ ،‬فيتعين الوصف الباقي فيكون حادث قطعا‬ ‫معنى التقسيم الحاصر) إما باإلجماع‪ ،‬او هو الدائر بين‬

‫ومثاله علة تحريم الربا في المطعومات إذا لم يحصل اإلجماع‬


‫النفي واإلثبات ‪/‬بحيث يقوم المجتهد بحصر األوصاف التي‬

‫على تعليل حرمة الربا ‪ ،‬وعلى ان العلة منحصرة في االوصاف‬ ‫تنقدح في الذهن مما يمكن التعليل به ‪ ،‬ثم اختبارها‬
‫‪-2‬ومثال الحصر القطعي واإلبطال الظني‪ :‬والية اإلجبار السابق ‪،‬‬
‫األربعة ‪،‬وكان اإلبطال ظنيا وعليه يصير المسلك كله ظنيا‬ ‫بالمقاييس التي تعتبر الوصف صالحا للعلية ‪ ،‬وإبطال مال‬
‫فالحصر قطعي ألنه تم باإلجماع ‪ ،‬واإلبطال ظني ( لوجود‬
‫يصلح علة ‪ ،‬فما يتبقى من األوصاف بعد الحذف واإلبطال‬
‫الخالف بين الصغر والبكارة )‬
‫فهو الوصف الذي يتعين عند القائس ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حجية المسلك وطرق الحذف‬
‫‪-2‬حجية التقسيم المنتشر اختلف العلماء في إفادة هذا القسم العلية على مذاهب أهمها‬ ‫‪-1‬حجية التقسيم الحاصر‬

‫المذهب األول ‪:‬انه حجة مطلقا ‪:‬وهو لجمهور المالكية وعيه اكثر الشافعية ‪ ،‬وبعض الحنابلة ‪ :‬واستدلوا على‬
‫الخالف بين األصوليين في أن التقسيم الحاصر‬
‫ان السبر والتقسيم يفيد ظن العلية فوجب العمل به‬
‫القطعي حجة في العقليات ‪،‬ولكنه عزيز في‬
‫المذهب الثاني ‪:‬أنه حجة إذا كان تعليل حكم األصل قد ثبت باإلجماع وهو للجويني والكلوذاني من‬ ‫الشرعيات‬
‫الحنابلة ‪،‬والسمرقندي من الحنفية‬

‫المذهب الثالث ‪:‬أنه حجة للناظر ال لمناظر وهو اختيار اآلمدي ‪ ،‬فهو ظن يلزم الناظر ‪ ،‬ويال يلزم المناظر‬

‫المذهب الرابع ‪:‬انه ليس بحجة مطلقا وهو ما عليه اكثر الحنفية ‪ ،‬واستدلوا بانه ال تصح العلة بإبطال علة‬
‫المخالف‬ ‫‪-3‬طرق الحذف لألوصاف‬

‫الطريق األول ‪ :‬اإللغاء ‪:‬وهو بيان ان الحكم في الصورة الفالنية بالمستبقى من الصفات وبه يتبين ان المحذوف ال أثر له‬

‫الطريق الثاني ‪ :‬إلغاء الوصف لقيام الدليل الشرعي على انه من االوصاف الطردية التي لم يلتفت إليها الشرع في إثبات االحكام كالطول والعرض والقصر‬
‫واللون‬

‫الطريق الثالث ‪ :‬إلغاء الوصف الذي لم تتوفر فيه شروط العلة المتفق عليها كان يكون وصفا خفيا أو منتقضا او مضطربا‪.‬‬

‫الطريق الرابع ‪ :‬إلغاء الوصف لقيام الدليل الشرعي على اعتباره من االوصاف الملغاة في جنس ذلك الحكم المعلل وإن ناسب مثل إلغاء وصف الذكورة في سراية العتق‬
‫مسلك المناسبة‬ ‫‪-1‬المناسبة لغة‪:‬من المشاكلة والموافقة والمالءمة‬
‫ب‪-‬باعتبارها مسلكا‬
‫‪-2‬اصطالحا ‪ :‬يرد تعريفها في االصطالح باعتبارين ‪:‬باعتبارها شرطا ‪ ،‬واعتبارها مسلكا من مسالك العلة وهي على التفصيل التالي ‪:‬‬ ‫أ‪-‬باعتبارها شرطا‬

‫عرفها ابن الحاجب بقوله ‪ ( :‬المناسبة هي تعيين العلّة ّ‬


‫بمجرد إبداء المناسبة من ذاته ال بنص وال غيره"‪ (.‬وهي‬ ‫والمراد بالشرطية هنا كون المناسبة شرطا في العلة مهما كان مسلك ثبوتها ‪ ،‬وإن ثبتت بالنص واإلجماع‬
‫بهذا االعتبار اخص من اعتبار الشرطية )‬
‫‪-1‬تعريف أبوزيد ال الدبوسي الحنفي "المناسب هو ما لو عرض على العقول لتل ّقته بالقبول"‬

‫وتسمى تخريج المناط؛ ألنه إبداء مناط الحكم وحاصله‬


‫يظن ّ‬‫وتسمى إخالة؛ ألنه بالنّظر إليه يخال أنه علة أي‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫وقد اعترض على هذا التعريف بأنه يصعب إثباته على الخصم لذا فهو حجة للنّاظر ال للمناظر‬
‫بنص وال غيره"‬
‫بمجرد إبداء المناسبة بينها وبين الحكم من ذات األصل ال ّ‬
‫تعيين العلّة في األصل ّ‬ ‫السرقة كعلة القطع‬
‫شرع لم تعرض على العقول مثل ّ‬
‫كما أن هناك علل في ال ّ‬

‫‪-2‬تعريف الغزالي"المراد بالمناسب ما هو على منهاج المصالح‪ ،‬بحيث إذا أضيف الحكم إليه انتظم"‬
‫ما العالقة بين المناسبة وتخريج المناط ؟ أيهما أعم ؟‬

‫المناسبة هي ان يكون بين الوصف والحكم مالءمة بحيث يترتب على تشريع الحكم عندها‬ ‫وأضاف الغزالي تفصيال يبين كيفية اختيار الوصف المناسب وإلغاء باقي االوصاف ‪" :‬قولنا ح ّرمت الخمر؛‬
‫بالزبد‪ ،‬أو ألنها‬
‫ألنّها تزيل العقل الذي هو مناط التكليف وهو مناسب‪ ،‬ال كقولنا ‪:‬ح ّرمت؛ ألنّها تقذف َّ‬
‫تحقيق مقصود الشرع من جلب مصلحة او درء مفسدة‬ ‫تحفظ في َّ‬
‫الد ّن‪ ،‬فإ ّن ذلك ال يناسب ""قولنا ح ّرمت الخمر؛ ألنّها تزيل العقل الذي هو مناط النكليف"‬

‫المناسبة كمسلك للعلة تتعلق بالعلة الثابتة‬ ‫المناسبة كوصف فهو شرط يدخل في كل المسالك‬
‫‪-3‬تعريف اآلمدي "المناسب عبارة عن وصف ظاهر منضبط يلزم من ترتيب الحكم على وفقه‪ ،‬حصول ما‬
‫بمسلك المناسبة ويطلق عليها مناسبة‬ ‫األخرى ويسمى الوصف المناسب‬ ‫وهو مناسب‪ ،‬ال كقولنا ‪ُ :‬ح ّرمت؛ ألنّ ّّ ا تقذف بال َّزبد‪ ،‬أو ألنّ ّّ ا تُ ُّ فظ‬
‫يصلح للتّعليل بنفسه وهو الوصف‬
‫ناسب"‬‫على ما‬
‫لقصورهال ي‬
‫فإنّ ‪ :‬ذلك‬
‫الراجح‬
‫وهونّ ‪ّ،‬‬
‫الحكم"ال َّد‬
‫يصلح أن يكون مقصودا من شرع في‬
‫ُ‬
‫الظاهر المنضبط‬

‫تعرضت للعلة بوصفها المعنى المعقول والمصلحة التي تكون سببا للحكم فيكون الوصف المناسب هو الحكمة عينها كما جاء في تعريف الدبوسي ‪ ،‬أو مظنة الحكمة كما جاء‬
‫المالحظ أن كل التعريفات ّ‬
‫عند الغزالي لذا أطلق األصوليون على المناسب‪ :‬المصلحة – االستدالل – رعاية المقاصد ‪-‬‬

‫ومثال المناسب المضطرب المشقة فهي مناسبة لترتيب الترخص عليها تحصيال لمقصود التخفيف ‪ ،‬إال‬ ‫والوصف المناسب الذي تحققت فيه المناسبة بشرط ان يكون ظاهرا منضبطا ‪ ،‬الخفيا وال مضطربا‬

‫انه ال يمكن اعتبارها علة بنفسها الضطرابها وعدم انضباطها ‪ ،‬النها تختل باختالف األشخاص والزمان‬ ‫‪ ،‬فالمناسب الخفي مثل القتل العمد العدوان فانه مناسب شرع القصاص تحصيال للمقصود الذي هو حفظ النفوس ‪ ،‬لكن‬
‫فنيط الترخص بوصف ظاهر منضبط يالزمها وهو السفر‬ ‫وصف العمدية خفي ( الن القصد او عدمه امر نفسي ال يدرك منه شيء‪ ،‬فنيط القصاص با ستعمال الجارح في القتل‬

‫حيث يلزم منه عرفا أن تكون تلك األفعال صادرة عن عمد‬


‫أقسام مسلك المناسبة‪:‬‬
‫قسم األصوليون المناسبة باعتبارات عديدة وقد ذكر ابن السبكي تاج الدين (‪771‬هـ) في كتابه اإلبهاج في شرح المنهاج للبيضاوي ‪ (:‬وعبارات المصنفين في التعبير عن هذه األقسام مضطربة ‪،‬‬
‫واالمر فيه قريب لكونه أمرا اصطالحيا )‬

‫القسم الثالث ‪:‬باعتبار تحقق المناسبة بعد النّظر في الوصف‬ ‫القسم األول ‪:‬باعتبار حصول المقصود من الوصف المناسب(أي تقسيم درجات حصول المصلحة )يقينا وظنا‬

‫القسم الثاني ‪:‬باعتبار المقصود الحاصل من ترتُّب الحكم على الوصف (أي تقسيم درجات المقصود‬
‫القسم الرابع ‪:‬باعتبار شهادة الشّرع للوصف المناسب( اهم مباحث المناسبة )‬

‫وفيه ‪ 5‬أنواع‬ ‫القسم األول ‪:‬باعتبار حصول المقصود من الوصف المناسب(أي تقسيم درجات حصول المصلحة يقينا وظنا ‪،‬‬

‫النوع الثاني ‪-‬حصول المقصود من الوصف المناسب ظني ( وهو معتبر )مثل حصول االنزجار‬ ‫النوع األول ‪-‬حصول المقصود من الوصف المناسب بشكل يقيني‬

‫من العقوبات‪ ،‬فهو ظني ألن هناك من لم ينزجر ويقدم على القتل وان كان الممتنعون أكثر‬
‫(وهو معتبر)مثاله حصول المقصود من البيع وهو انتقال الملكية‪،‬‬

‫مقصد يحصل يقينا عند كل بيع صحيح‬


‫‪-4‬عدم حصوله راجح ( معناه ان يترجح انتفاء المقصود) مثاله حصول مقصود التوالد في‬
‫النكاح من آيسة ( فهو ممكن عقال لكنه ممتنع عادة ) اختلف في التعليل به على قولين ‪:‬‬ ‫النوع الثالث‪-‬عدم حصول المقصود من الوصف المناسب قطعي ‪ :‬وفيه المعلل والتعبدي‬

‫ومثال التعبدي ابراء الجارية التي‬


‫القول الثاني بالمنع الن تحقق‬ ‫القول األول ‪:‬بالجواز ‪ ،‬الن خروج بعض‬ ‫ومثال المعلل منه زواج مغربي بمشرقية وال لقاء‬
‫بيعت في نفس المجلس مرتين‬ ‫‪،‬‬
‫المقصود مرجوح‬ ‫الصور ال يمنع من تحققه في جنسه‬ ‫بينهما ثم تناتي بالولد (الولد قطعا ليس من الزوج‬
‫(على الرغم انه لم يدخل‬
‫بها لكنها تستبرئ تعبدا)‬ ‫(وهذا ال يعلل به عند الجمهور ‪ ،‬والعبرة بمظنة‬
‫المقصود مع انتفائه قطعا ‪،‬وذهب الحنفية إلى‬
‫النوع الخامس ‪-‬يستوي حصوله وعدمه ( فيه خالف في التعليل به) قال اآلمدي (قلما يتفق له في الشرع مثال على التحقيق بل على طريق‬ ‫اعتباره نظرا لوجود المظنة وهو النكاح الذي يعد‬
‫التقريب ‪،‬وذلك كشرع الحد على شرب الخمر لحفظ العقل فإن إفضاءه إلى ذلك متردد ‪).....‬وجود المقدمين عليه كما يوجد الممتنعون‬ ‫سببا في إثبات النسب لكونه مظنة الدخول‬
‫القسم الثاني ‪:‬باعتبار المقصود الحاصل من ترتُّب الحكم على الوصف (أي تقسيم درجات المقصود )‬
‫المراد بالمقصود الحاصل ‪:‬المصلحة الناشئة عن ترتب الحكم م الذي تعلق بذلك الوصف المناسب الذي يعد علة للحكم وهي على ثالثة مراتب‬

‫مناسب في محل الحاجة‬ ‫ضرورة‬


‫مناسب في محل ال ّ‬
‫مناسب في محل التحسين‬
‫ضرورة لكن فقده فيه حرج ومش ّقة‪،‬‬
‫مناسب في محل الحاجة ما ال يبلغ ال ّ‬ ‫المترتبة على‬
‫المصلحة الخمس‬ ‫مقصودهي‬
‫من المقاصد‬ ‫حفظالعقل ‪:‬‬
‫مثاله حفظ مقصد‬
‫مناسب في محل التحسين وهو ما ال تدعو‬
‫مثل حفظ المال فصيغة العقد وهي اإليجاب والقبول من أركان البيع‬ ‫اعتبار الوصف المناسب وهو اإلسكار فشرع الحد وهي‬
‫الحاجة إليه ‪،‬وهو من قبيل التزيين كتحريم‬
‫الذي يدل على الرضا وهو الوصف المناسب الذي يتم به المبادلة ومن‬
‫التضمخ بالنجاسات‬ ‫عقوبة االسكار ‪ ،‬وبولغ في حفظ العقل بتحريم القليل من‬
‫مكمالته مشروعية الخيار للتروي في إتمام البيع لتمام الرضا‬
‫الخمر باعتياره وسيلة للكثير وهو تكميال للحفظ العقل‬

‫القسم الثالث باعتبار تحقق المناسبة بعد النّظر في الوصف ‪ (،‬بمعنى اعتبار بقاء المناسبة بعد الـتأمل او زوالها ) وينقسم إلى وصف حقيقي ووصف إقناعي‬
‫‪-1‬الوصف الحقيقي‬
‫و‬
‫‪-2‬الوصف اإلقناعي‬
‫ا‬ ‫الوصف الحقيقي‪:‬هو الوصف الذي يترتب على تشريع الحكم عنده تحقيق مصلحة ‪ ،‬وبالـتأمل يبقى هذا‬
‫الخيالي ‪ ،‬وبعد التامل تظهر عدم‬ ‫الوصف اإل قنا عي‪ :‬هو الوصف الخيالي الذي تظن مناسبته في (‬
‫بادئ الرأي‬ ‫اإلدراك وال يزول‪ ،‬مثاله السكر ‪ :‬هو وصف يشرع عنده حكم تحريم الخمر ويبقى هذا الوصف بعد‬
‫ل‬
‫المناسبة ‪ -‬ومثاله تعليل الشافعية تحريم بيع الخمر والميتة وقياس الكلب والسرجين ( الزبْل) عليها‬ ‫التامل وال يزول ‪ .‬وكذا قتل العمد العدوان وصف يشرع عنده حكم القصاص وال يزول بعد التامل‬
‫و‬
‫فيقاس عليها الكلب ص‬ ‫‪،‬‬
‫والخنزير‬ ‫فالعلة في تحريم بيعه هو وصف النجاسة ‪،‬‬
‫أنواع الوصف الحقيقي‬
‫ف‬
‫إعزاز له‬
‫ثم يظهر ان المناسبة هي أن كونه نجسا يناسب إذالله ‪ ،‬الن مقابلته بالمال ا‬ ‫مايكون من مصلحة متعلقة بالدنيا‬ ‫ما يكون‬ ‫مايكون لمصلحة‬
‫ل‬ ‫واآلخرة مثل الكفارات (فيها‬ ‫لمصلحة تتعلق‬ ‫تتعلق بالدنيا وهي‬
‫فناسب في نظرهم منع البيع إذالال له وال يمكن الجمع بين هذا الوصف وهذا الحكم لتناقضهما ‪،‬‬
‫م‬ ‫مصلحة دنيوية وهو الزجر ‪ ،‬ومصلحة‬ ‫باآلخرة كالتزكية‬ ‫ضرورية وحاجية‬
‫الن المناسبة للنجاسة هو اإلذالل ال اإلعزاز ‪ ،‬فيه مناسبة إقناعية النها تزول بعد التأمل‪،‬‬
‫نا‬ ‫أخروية مثل تكفير الذنوب)‬ ‫والعبادات‬ ‫وتحسينية‬
‫والمناسبة الحقيقة انها ال تجوز الصالة معه وال مناسبة له بالبيع‬
‫س‬
‫ب‬
‫المعايير األساسية العتبار االوصاف في المناسبة في تقسيم المناسب من حيث االعتبار وعدمه‬ ‫المناسبة الجزء الثاني‬

‫يعد تقسيم المناسب من حيث االعتبار أهم التقسيمات في إثبات العلة ‪،‬فال تكفي المناسبة وحدها بل البد من شاهد يشهد لها باالعتبار وقد ما سماه الحنفية بشرط صالح الوصف ليكون علة‬

‫موقف الحنفية ‪:‬وقد فسر الحنفية شرط صالح الوصف بالمالءمة والتأثير كما جاء في قول البزدوي‪:‬‬ ‫أوال‬

‫((و اتفقوا في صالحه أنه إنما يُراد به مالءمته ‪ ،‬وذلك أن يكون على موافقته ماجاء عن السلف من العلل المنقولة ‪ ،‬ألنه أمر شرعي فتعرف منه ‪ ،‬وكما ال يصح العمل به قبل المالءمة ‪،‬‬
‫ال يصح العمل بشهادة قبل األهلية ‪ ،‬لكن ال يجب العمل به إال بعد العدالة والعدالة هنا هي األثر ‪ ،‬وإنما نعني باألثر ‪ ،‬ما جعل له أثرا في الشرع ))‬

‫فدل النص السابق الحنفية يشترطون في االعتبار وصفين هما المالءمة والتأثير ‪:‬ومعنى المالءمة موافقة الوصف لنصوص الشرع ‪ ،‬ومثلوا للعمل بشرط المالءمة بمثل الشاهد الذي يقف أمام‬
‫القاضي فإنه ال يتسنى له اإلدالء بشهادته ذلك إال بتوفر شرط األهلية من تكليف وبلوغ وغيرها ‪ ،‬أما شرط التأثير في الوصف وهو ما كان له أثر في الشرع فتمثيله كشرط العدالة في الشاهد‬
‫امام القاضي فال تتحقق شهادة الشاهد وال يظهر اثرها إال بوصف العدالة‬

‫قسم الجمهور المناسب بهذا االعتبار إلى ثالثة اقسام‬ ‫ثانيا ‪:‬تقسيم الجمهور للمناسبة من حيث االعتبار الشرعي وعدمه‬

‫أال يعلم اعتباره وال إلغاؤه‬ ‫القسم الثاني ‪ ::‬ما علم إلغاء الشرع له‬
‫القسم األول ماعلم اعتبار الشرع له‬
‫وهو الذي ال يشهد له اصل معين من أصول‬
‫وهو ماكان مخالفا للنص (يمثل لها بفتوى يحي ين‬ ‫جاء في البحر المحيط لبدر الدين الزركشي ‪794(:‬ه) ( القسم األول ‪:‬‬
‫الشريعة باالعتبار وهو المسمى ( المصالح‬
‫يحي) بإيجاب الصوم ابتداء في كغارة ملك واقع في‬ ‫ماعلم من الشرع اعتباره ‪ (:‬المراد باالعتبار ‪ :‬إيراد الحكم على وفقه ‪،‬‬
‫المريلة‬
‫رمضان ‪ ،‬الن القصد منه االنزجار وهو ال ينزجر بالعتق ‪،‬‬ ‫ال التنصيص عليه وال اإليماء إليه ‪ ،‬وإال لم تكن العلية مستفادة من‬
‫وهذا مما ألغاه الشرع حيث وجد نص اوجب الكفارة‬ ‫المناسبة ‪،‬وهو المراد بقولهم‪ ( :‬شهد لهم أصل معين )قال الغزالي في‬
‫بالترتيب من غير فصل بين المكلفين ‪ .‬فالقول به باطل‬ ‫(شفاء الغليل )المعني بشهادة أصل معين للوصف انه مستنبط ى منه ‪،‬‬
‫النه مخالف للنص‬ ‫من حيث ان الحكم أثبت شرعا على وفقه ))ج‪214/5‬‬
‫القسم األول ‪ :‬ماعلم من الشارع اعتباره ‪ :‬وهو نوعان‬
‫ماكان اعتباره بإيراد الحكم على وفقه‬ ‫ماكان اعتباره بنص او إجماع ‪:‬‬

‫والمراد باعتباره بالنص أو اإلجماع هو ان ينص الشارع‬


‫والمراد باعتبار الحكم على وفقه باالستنباط بطريق‬
‫او يحصل اإلجماع على ان وصفا معبنا هو العلة‬
‫المناسبة ال التنصيص عليه و اإليماء إليه‬

‫أنواع المناسب المعتبر بالنظر إلى مراتب األحكام واألوصاف من حيث العموم والخصوص‬

‫قد يكون عاما ( الجنس) ‪ :‬فيقال‬ ‫قد يكون عاما ( الجنس)‬


‫جنس الوصف‬ ‫المناسبة‬
‫فيقال جنس الحكم‬
‫الوصف‬ ‫الحكم‬
‫قد يكون خاصا‬
‫قدد يكون خاصا ( النوع او العين )‬
‫يطلق الجنس على العموم‬ ‫يطلق النوع او العين على ‪ :‬الخصوص‬ ‫( النوع او العين ) فيقال‬
‫فيقال عين الوصف‬
‫عين الحكم‬
‫ويأتي في أربع حاالت‪:‬‬
‫الحالة الثالثة جنس الوصف في عين الحكم‬ ‫الحالة األولى ‪ :‬عين الوصف في عين الحكم‬
‫هذه الصور األربعة للعالقة بين الوصف والحكم قد تكون‬
‫مفردة أو مركبة‬
‫الحالة الرابعة ‪ :‬جنس الوصف في جنس الحكم‬ ‫الحالة الثانية ‪ :‬عين الوصف في جنس الحكم‬

‫قال سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد ‪ (:‬اعتبار العين في العين أو في الجنس ‪ ،‬أو اعتبار الجنس في العين أو في الجنس ‪ ،‬بحسب إفراده او تركيبه الثنائي‬
‫أو الثال ثي او الرباعي ‪ ،‬والنظر في أن الجنس قريب أو بعيد أمتوسط ‪ ،‬وأن ثبوت ذلك بالنص أو اإلجماع ‪ ،‬أو بمجرد ترتيب الحكم على وفقه يفضي إلى أقسام متكثرة‬
‫أو سع دائرة هي حكم شرعي النه شامل ( حكم تكليفي ‪ +‬حكم وضعي)‬ ‫مراتب األحكام من حيث العموم والخصوص‬

‫الواجب ‪:‬دائرته اخص هو أخص من الحكم الشرعي( النه يشمل المنهيات والمكروهات‪ ..‬إلخ‬
‫‪ )....‬الخ الشرعي‬
‫( دائرتها أخص من الواجب ألن هناك واجبات ليست عبادات مثل واجب النفقة‬ ‫عبادة ‪:‬‬
‫بدنية‪:‬دائرتها أخص الن هناك عبادة مالية‬

‫صالة ‪ :‬دائرتها هي أخص من بدنية الن هناك عبادة بدنية ليست صالة مثل عبادة الصوم‬

‫فرض عين ‪:‬دائرة اخص مما سبق الن ليس كل صالة فرض عين بدليل هناك صالة الجنازة هي فرض‬
‫كفاية‬

‫األحكام الشرعية‪:‬ليست على درجة واحدة من حيث العموم والخصوص‪ ،‬وهي عبارة عن دوائر ‪،‬واوسعها‬
‫مراتب األوصاف من حيث العموم والخصوص‬ ‫ان يكون الحكم شرعيا وكلما كان الحكم أخص كان آكد وأقوى في الداللة‬

‫وصف تنا ط به األحكام ‪ :‬أعم دائرة‬ ‫هناك تناسب بين االوصاف واالحكام (ماهو‬
‫الوصف الذي اثر في الحكم وماهي مرتيته)‬

‫وصف مناسب‪ :‬اخص من الوصف العام الذي قد يكون طرديا او شبهيا‬

‫جاء في المحصول للرازي‪ (:‬وكلما‬


‫ضروري اخص من الوصف المناسب الذي يشمل الحاجي والتحسيني‬ ‫كان الوصف والحكم أخص ‪ ،‬كان‬
‫ظن كون ذلك الوصف معتبرا في حق‬
‫حفظ العقل اخص من الضروري النه يشمل الدين والنفس وغيرها‬ ‫ذلك الحكم آكد فيكون ال محالة‬
‫مقدما على ما يكون أعم منه‬
‫ويعتبر هذا التقسيم أهم التقسيمات وقد اختلفت فيه اصطالحات األصوليين ‪،‬ويمكن تمييز مجموعتين وهي على التفصيل التالي ‪:‬‬ ‫تفصيل التقسيم الثالث ‪ :‬باعتبار شهادة الشرع له‬
‫وعدمها الزر‬
‫المجموعة الثانية ‪ :‬اآلمدي ‪ ،‬ابن الحاجب ‪-‬عبد العزيز البخاري‬ ‫تفصيل‬
‫كشي‬ ‫المجموعة األولى ‪ :‬الغزالي – الرازي –‬

‫شارع في اعتمادهم على تقسيم واحد“ يشمل المالءمة“‬


‫وذهب أصحاب هذه المجموعة إلى أن أنواع المناسب بحسب اعتبار ال ّ‬ ‫‪-‬ذهب أصحاب هذه المجموعة إلى أن أنواع المناسب بحسب اعتبار الشّارع نوعان ‪:‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬المناسب المالئم‬ ‫القسم األول ‪ :‬المناسب المؤثر‬ ‫باعتبار المالئمة‪ :‬وهي‬ ‫باعتبار شهادة الشّرع‪ :‬وهي‬
‫مراتب‬ ‫مراتب‬
‫وهو ما ثبت كونه وصفا بترتيب الحكم على وفقه‬ ‫وهو ما ثبت بنص (والسارق ‪. ...‬فا قطعوا ‪)..‬‬
‫علم اعتباره بنص أو إجماع‬
‫‪-1‬ما علم اعتباره‬
‫( ولكن ثبت بنص أو إجماع وهي ‪:‬‬ ‫أو إجماع ( التعليل بوصف الصغر في الوالية على المال‬
‫أن يكون بإيراد األحكام على وفقه‬
‫الصغير )‬
‫‪ -1‬اعتبار عينه في جنس الحكم‬
‫اعتبار عين الوصف في عين الحكم بنص أو إجماع ( أي ان النص او اإلجماع‬ ‫‪-2‬ماعلم إلغاؤه( الملغى)‬
‫دل على ان وصفا بعينه اوجد حكما بعينه )ومثال النص ( السارق والسارقة‬
‫‪ -2‬اعتبار جنسه في عين الحكم‬
‫فاقطعوا أيدهما جزاء )فحكم القطع معلل بفعل السرقة‪ ،‬فما اعتبره الشارع فهو‬ ‫‪-3‬لم يُعلم اعتباره وال إلغا ُؤه (‬
‫مؤثر سواء فيه مناسبة ام ال ومثال المناسب تعليل ثبوت والية المال بالصغر ‪،‬وغير‬ ‫المرسل)‬
‫‪ -3‬اعتبا ر جنسه في جنس الحكم‬
‫المناسب تعليل وجوب الغسل بخروج المني‬

‫‪ -1‬اعتبار عين الوصف في عين‬


‫اجتماع التأثير والمناسبة يقويان الوصف والمناسب المؤثر حجة عند الجميع‬ ‫الحكم‬
‫والكل متفق على قبوله كما ذكر الزركشي في البحر المحيط‬ ‫‪ -2‬اعتبار عين الوصف في جنس الحكم‬

‫القسم الثالث ‪ :‬المناسب الغريب‬ ‫‪--3‬اعتبار جنس الوصف في عين الحكم‬


‫سبقت اإلشارة إليه في‬
‫الصفحة السابقة ذكر هنا‬
‫القسم الرابع‪ :‬المناسب المرسل‬ ‫‪ -4‬اعتبار جنس الوصف في جنس الحكم‬
‫لمجرد المقابلة‬
‫‪ -2‬ما اعتبر فيه جنس الوصف في عين‬ ‫تفصيل القسم الثاني ‪ :‬أنواع المناسب المالئم‬ ‫‪ -1‬اعتبار عين الوصف في جنس الحكم‬
‫الحكم‬
‫و مثاله ‪:‬جواز الجمع في الحضر مع المطر قياسا على السفر بجامع الحرج ‪،‬‬ ‫ومثاله ‪ :‬ثبوت والية النكاح لألب على الصغيرة قياسا ثبوت واليته للمال لجامع الصغر بينهما‬

‫فكان عين الحكم وهو رخصة الجمع ( واحد ) والوصف ‪ :‬رفع الحرج ( وهوجنس ألنه يشمل أنواعا مختلفة منها‬ ‫فالصغر وصف عبر عنه عين الوصف( النه امر واحد) في والية المال الذي ثبت باإلجماع‬
‫مشقة السفر ‪-‬اذى المطر‪-‬خوف ضالل الطريق‪ )...‬وفي هذا المثال أيضا تركيب ثنائي ( فيه مسألتان)‬
‫( الوالية جنس الشتمالها على والية النكاح ووالية المال)‬
‫األولى ‪ :‬اعتبار جنس الحرج في عين الحكم (وهي رخصة الجمع في السفر التي ثبتت بالنص واإلجماع ‪)،‬ولو في الحج‬
‫ففي هذا المثال ‪:‬تركيب ثنائي (فيه مسألتان ) األولى ثبوت عين الوصف ( الصغر) في جنس الحكم‬
‫‪ -‬والثانية اعتبار عين الوصف في عين الحكم‪ ،‬و عين الوصف وهو الحرج في عين الحكم وهو جواز الجمع في‬ ‫وهي الوالية على المال باإلجماع ‪.‬‬
‫الحضر مع المطر فليس إال لمجرد ترتيب الحكم على وفقه‬
‫والثانية ‪:‬ثبوت عين الوصف ( الصغر ) في والية النكاح ‪ ،‬إنما ثبت بمجرد ترتيب الحكم على وفقه‬

‫وقد تحقق في هذا المثال تركيب ثنائي في مسألتين‪:‬اعتبار عين الوصف في عين الحكم بالترتيب‬ ‫وقد تحقق في هذا المثال تركيب ثنائي في مسألتين‪:‬اعتبار عين الوصف في عين الحكم بالترتيب‬
‫واعتبر جنس الوصف في عين الحكم بالنص واإلجماع‬ ‫واعتبر عين الوصف في جنس الحكم بالنص واإلجماع‬

‫‪ -3-‬اعتبا ر جنس الوصف في جنس الحكم‬

‫واما اعتبار عين القتل العمد العدوان في عين القصاص في النفس فترتيب‬ ‫مثاله ‪ :‬قياس القتل بالمثقل على القتل بالمحدد في وجوب القصاص بجامع كونهما جناية عمد‬
‫عدوان‬
‫الحكم على وفق الوصف ال بنص وال إجماع ‪،‬ووجهه انه النص وال إجماع‬
‫على ان العلة ذلك وحده دون تقييده بكون بالمحدد‬ ‫فحكم وجوب القصاص هو مطلق القصاص‪ :‬هو جنس ألنه يشمل القصاص في النفس ‪ ،‬والقصاص في‬
‫األطراف وغيرها‬
‫فهنا تركيب ثنائي في مسألتين ‪ :‬األولى اعتبار عين الوصف في عين الحكم‬
‫والوصف ‪:‬جناية العمد العدوان ‪:‬جنس أيضا ألنه يشمل الجناية في النفس ‪،‬والجناية في األطراف ‪،‬‬
‫بالترتيب ‪،‬والثانية اعتبار جنس الوصف في جنس الحكم باإلجماع‬
‫والجناية في المال ‪.‬‬

‫وقد اعتبر جنس الجناية في جنس القصاص باإلجماع‬


‫المناسب المرسل‬ ‫المناسب الغريب‬

‫وهو مالم يعتبر بنص وال إجماع ‪ ،‬بل بمجرد ترتيب الحكم‬ ‫هو ما ثبت اعتبار عين وصفه في عين الحكم بمجرد ترتيب الحكم على‬
‫وفقه ‪ ،‬ولم يثبت بنص او إجماع اعتبار عينه في جنس الحكم ‪ ،‬او جنسه‬
‫على وفقه ‪،‬وهو قسمان ‪:‬‬
‫في عين الحكم او جنسه في جنس الحكم‬

‫وهو على قسمين‬ ‫ما لم يعلم إلغاؤه‬ ‫ما علم من الشارع إلغاؤه‬
‫ومثاله ‪ :‬قياس طالق مريض الموت زوجته طالقا باتا حرمانا لها من‬
‫الميراث على قاتل وارثه بالمعاملة بنقيض قصدهما(فيحكم بإرثها قياسا‬
‫‪ -1‬مالئم المرسل ‪:‬وهو ماعلم اعتبار عينه ‪1-‬‬ ‫على القاتل حيث عورض بنقيض مقصوده‪ ،‬والجامع بينهما كونهما فعال‬
‫مثاله فتوى يحي بن يحي ‪:‬بإيجاب صوم شهرين‬
‫في جنس الحكم او جنسه في عين الحكم‬ ‫متتابعين ابتداء قبل العجز عن العتق لمن واقع في‬ ‫محرما لغرض فاسد ‪ ،‬فهذا له وجه مناسبة ‪،‬وفي ترتيب الحكم عليه‬
‫‪ ،‬أو جنسه في جنس الحكم مثاله‬ ‫نهار رمضان ‪ ،‬فإنه مناسب تحصيال لمقصود الزجر‬ ‫تحصيل مصلحة ‪،‬وهو نهيهما عن فعل الحرام ‪ ،‬لكن لم يشهد له أصل‬
‫التترس بأسرى المسلمين‬ ‫ولكن علم عدم اعتبار الشارع له فال يجوز‬ ‫باالعتبار بنص او إجماع بل بمجرد ترتيب الحكم على وفقه‬
‫‪2-‬‬

‫‪ -2‬الغريب( غريب المرسل )‪:‬وهو ما لم‬


‫يعلم اعتبار عينه في جنس الحكم ‪ ،‬أو جنسه‬ ‫وخالصة القول في أقسام المناسب من حيث اعتبار الشارع له ‪:‬إن المؤثر مقبول باتفاق‬
‫في عين الحكم او جنسه في جنسه ‪ ،‬ولم‬
‫يذكروا له مثاال إال بعض الشرح مثل له‬
‫القائسين ‪ ،‬وكذلك المالئم ‪ ، ،‬والغريب مقبول عند جمهور األصوليين ‪ ،‬والمرسل إن كان غريبا‬
‫بمسألة البات في مرض الموت‬ ‫‪،‬او مما علم إلغاؤه فهو مردود اتفاقا‬

You might also like