Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫الزرقاوي‬

‫آمــال وآلما‬

‫) مناصرة ومناصحة (‬

‫الحمد لله رب العالمين والصلةا والسلما على قائد المجاهدين‬


‫وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ‪ ..‬وبعد ‪:‬‬
‫فقد لقيت أبا مصعب لول مرةا في بيشاور لقاءا ً عابرا ً في بيت‬
‫الخأ أبي الوليد النأصاري حفظه الله ‪ ..‬وكان ذلك في أوائل‬
‫التسعينيات ولم أكن أعرفه من قبل فقد كان قدومي للردن حديثا ‪،‬‬
‫ثم لما عاد من أفغانأستان زارنأي في بيتي يتشوق لنصرةا التوحيد‬
‫والدعوةا إلى الله ؛ وكان أبو الوليد هو الذي أعطاه عنوانأي في‬
‫الردن ونأصحه بالتاصال بي إن أراد العمل لدين الله في الردن ‪،‬‬
‫كان هذا قبل قرابة الربعة عشر عاما ً ‪..‬‬
‫فتعاونأا سويا ً في هذا المجال ورتابت دروسا ً في مناطق شتى‬
‫من البلد ‪ ،‬وقمنا بطباعة بعض كتاباتاي ونأشرها بين الناس ‪ ،‬وبدأ‬
‫الشباب باللتفاف حول هذه الدعوةا وتاداولوا كتاباتاها ورسائلها ‪،‬‬
‫وتانبهت الجأهزةا المنية لذلك فداهمت منازلنا في أوقات متفاوتاة‬
‫وبدأت عملية المطاردةا والعتقال ‪ ،‬فاعتقلنا تاباعا ً ومكثنا في زنأازن‬
‫دائرةا المخابرات فترات أقلها ستة شهور ‪ ،‬كانأت بالنسبة لكثرنأا‬
‫التجربة الولى في وجأه أعداء الله في هذا البلد ‪ ،‬فاخترت الصدع‬
‫بعقيدتاي وعدما الخذ بالتقية فواجأهتهم وصارحتهم بكفرهم وكفر‬
‫أسيادهم وطواغيتهم في الزنأازين ومكاتاب التحقيق ابتداء ‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك في المحاكم والسجون ‪ ،‬جأنبا ً إلى جأنب مع أبي مصعب وطائفة‬
‫من الشباب ممن تاأثروا بدعوتاي وكتاباتاي ‪.‬‬

‫) ‪(1‬‬
‫وكان أن ُنأقلنا من الزنأازن النأفرادية إلى السجون العامة لبدء‬
‫المحاكمات ‪ ،‬فعزلونأي ‪ -‬كونأي صنفت المتهم الول ‪ -‬في سجن في‬
‫شمال البلد ‪ ،‬ووضع أبو مصعب كونأه كان المتهم الثانأي في سجن‬
‫في وسطها ‪ ،‬ووضع باقي إخوانأنا جأميعا ً في سجن في جأنوبها ‪ ..‬ثم‬
‫كان أن جأمعونأا بعد أشهر في سجن الجنوب ) سجن سواقة ( ‪،‬‬
‫واختارنأي الخوةا للمارةا ‪ ،‬فمكثت أميرا ً على كره مني قرابة السنة‬
‫‪ ،‬رأيت أنأها مشغلة لي ‪ ،‬وآثرت التفرغ لطلب العلم والكتابة‬
‫والتدريس ‪ ،‬خصوصا ً وأن نأوعية تالك المجموعة من الشباب التي‬
‫كانأت تاشاركنا الحبس والبلء كانأت من حديثي العهد بالدعوةا وأحوج‬
‫ما يكونأوا إلى العلم والفهم والفقه ‪ ..‬فاتاخذت قرارا ً ‪ -‬بعد أن أقنعت‬
‫عموما الشباب ‪ -‬اخترت فيه بنفسي أن أتارك المارةا وأن أستخلف‬
‫أبا مصعب عليها ‪ ،‬وليس المر كما حاول بعض الكتّاب السخفاء‬
‫إظهاره على أنأه كان خصومة أو نأزاعا ً على المارةا ! وكأنأها كانأت‬
‫إمارةا دولة ! فقد كانأت إمارةا سجن قاصرةا محدودةا لتصريف أمور‬
‫الخوةا والتأليف بينهم وتارتايب أحوالهم وتاوحيد سياسة التعامل مع‬
‫إدارةا السجن ‪ ..‬ولم يكن يتجاوز عدد أفراد تالك المارةا في أقصى‬
‫حد بلغوه الثلثين ‪ .‬وكانأوا في غالب مدةا سجننا ل يتعدون نأصف هذا‬
‫العدد ‪ ..‬وعندما وليته أمر المارةا لم أتاخل عنه بل وقفت إلى جأنبه‬
‫في وجأه أعداء الله وتاوليت أمر خطابة الجمعة والعياد وتادريس‬
‫الشباب ‪ ،‬ولم أكن أبخل عليه بالمشورةا والوقوف في صفه في‬
‫وجأه بعض المخالفين له أو الشاذين الطاعنين في إمرتاه ‪ ،‬ولم آل‬
‫جأهدا ً في بذل المعونأة والنصح له ‪ ،‬فهذا كان ما اشترطه علي يوما‬
‫قبل أن يخلفني في المارةا ‪..‬‬
‫ووقف هو إلى جأنبي في الدعوةا إلى الله صادعا ً محتسبا ً‬
‫متحمسا ً لكل ما أكتب في نأصرةا التوحيد والبراءةا من الشرك‬
‫والتنديد ‪ ،‬ولم يكن بيننا أي خلف في العتقاد أو التأصيل الشرعي‬
‫فقد كان يصدر عن ذات المشكاةا التي أصدر عنها ويحب كتاباتاي‬

‫) ‪(2‬‬
‫ويفرح بها وينصرها ويدعو من يعرف من الشباب في السجن‬
‫وخارجأه إلى نأسخها وقراءتاها ونأشرها وتاوزيعها ‪..‬‬
‫مضت فترةا المحاكمات بفضل الله طيبة نأجحنا في تاوظيفها‬
‫بتوفيق الله في إظهار دعوتانا وإعلن تاكفيرنأا للنظاما وبراءتانا من‬
‫قوانأينه ‪ ،‬فكنا نأعلن ذلك صراحة في قفص المحكمة أماما الصحافيين‬
‫وغيرهم من الحضور من خلل خطب نأصدع بها وكلمات نأعلنها ‪،‬‬
‫وأعددت لئحة اتاهاما خاطبت بها رئيس المحكمة وطواغيته ودولته ؛‬
‫سلمتها له يوما أن سألني ‪:‬‬
‫أمذنأب أما ل ؟‬
‫فأجأبته أنأا وإخوانأي بقولنا ‪ :‬أنأتم المذنأبون ؛ عطلتم شرع الله‬
‫وحكمتم بغير ما أنأزل الله وواليتم اليهود وحاربتم المجاهدين‬
‫والموحدين ‪ ..‬وبينت له في لئحة اتاهامه هو ونأظامه التي سميتها‬
‫) محاكمة محكمة أمن الدولة وقضاتاها إلى شرع الله ( بينت له‬
‫بعض الدلة على كفره وكفر نأظامه وصرحت ببراءتاي أنأا وإخوانأي‬
‫من محاكمهم وقوانأينهم وطواغيتهم ودولتهم ‪ ..‬وكان أبو مصعب‬
‫وسائر إخوانأنا المتهمين بالقضية حاضرين مشاركين في ذلك كله ‪،‬‬
‫تاقر أعينهم به وتارتافع معنوياتاهم له ‪ ،‬ويستشعرون بركات هذا البلء‬
‫على دعوتانا وتاسعدهم الثمرات التي كنا نأقطفها كل يوما في حبسنا‬
‫الذي أراد أعداء الله من خلله كتم هذه الدعوةا وإخراسها ‪ ،‬فانأقلب‬
‫السحر على الساحر ‪ ،‬وصار السجن والمحاكمات بفضل الله‬
‫وتاوفيقه منبرا ً وأداةا لنشر الدعوةا وإعلنأها وإظهارها ‪ ،‬وانأقلبت‬
‫المحنة إلى منحة ‪..‬‬
‫) وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخأسرين (‬
‫كانأت أياما ً مباركة اشتغلنا فيها بطلب العلم والدعوةا إلى الله‬
‫في السجن بين العساكر والضباط والمسئولين الذين كانأوا يزورون‬
‫السجن في بعض الحيان ‪ ،‬ومع سائر النزلء والمسجونأين الذين‬

‫) ‪(3‬‬
‫كانأوا يتداولون ما أكتب وينسخونأه ‪ ،‬ويصلون معنا ويحضرون خطب‬
‫الجمعة والعياد التي كنت غالبا ً ما أتاولها ‪ ،‬ويسر الله لي فكتبت‬
‫خلل فترةا سجني الكثير من الكتابات والمؤلفات التي أثمرت‬
‫بفضل الله تاعالى هذا الخير المبثوث هنا وهناك ‪ ،‬أسأل الله تاعالى‬
‫الخلصا والقبول وحسن الختاما ‪..‬‬
‫وشعر النظاما بخطر انأتشار هذه الدعوةا بين عموما السجناء‬
‫وخطر نأفوذها من وراء القضبان إلى خارج السجن وانأتشار كتاباتاي‬
‫وطباعتها وأنأا ل زلت أرسف في قيودي ‪ ،‬فحاولوا عزلنا أول عن‬
‫سائر السجناء فضيقوا عليهم ومنعوهم من الصلةا معنا وعوقب كل‬
‫من يتصل بنا أو حتى يسلم علينا ‪ ،‬ثم عزلونأا عنهم كليا ً في مهاجأع‬
‫مخصصة لنا ل يدخلها علينا أحد ‪ ،‬ثم قاموا بتنقيلنا بين سجون‬
‫مختلفة مخصصة لنا ‪ ،‬كان آخرها سجن الجفر الصحراوي الحدودي‬
‫الذي حاولوا فيه عزلنا عن العالم كله ‪ ،‬ولم يفلحوا في ذلك ؛ فقد‬
‫كانأوا في كل مرةا يقربونأنا ويسهلون اتاصالنا بطائفة من إخوانأنا ؛ كما‬
‫حصل حين نأقلونأا إلى سجن السلط فقد سّهلوا على إخوانأنا من‬
‫شباب السلط زيارتانا بعد أن كانأوا يتجشمون المسافة إلى سجن‬
‫سواقة ‪ ،‬فسّهل ذلك النأتقال اتاصالنا بهم ‪ ،‬وحين نأقلونأا إلى سجن‬
‫الجفر قربونأا إلى مدينة معان وسّهلوا علينا التاصال بإخوانأنا هناك‬
‫والتعرف بأنأاس جأدد من أهالي معان ‪ ..‬وهكذا كلما سدوا بابا ً فتح‬
‫الله لنا أبوابا ً ‪ ..‬هذا غير ما كان الله ييسره لنا في كل سجن جأديد‬
‫من وسائل إخراج الرسائل والمؤلفات وإدخال بعض الكتب‬
‫والمراجأع التي تاتيسر لنا ‪ ) ..‬ويمكرون ويمكر الله والله خأير‬
‫الماكرين ( وهكذا حالنا معهم دوما هم يضيقون والله يوسع وهم ل‬
‫يشعرون ‪..‬‬
‫وكما هو جأار بفضل الله معي إلى الساعة ؛ فإنأهم يودعونأني‬
‫السجن كل مدةا سنة أو سنتين بغير جأريرةا إل إظهاري لديني‬
‫وتاوحيدي ودعوتاي التي من أهم أركانأها إعلنأي تاكفير الطواغيت‬

‫) ‪(4‬‬
‫وبراءتاي منهم ومن أسيادهم والتحريض على ذلك ‪ ،‬وانأحيازي‬
‫ونأصرتاي للمجاهدين المقارعين لسيادهم المريكان في كل مكان‬
‫‪ ..‬هذه هي جأريمتي التي أسجن عليها بين الحين والحين ‪..‬‬
‫يفعلون ذلك ظنا ً منهم أن السجن سيوهن هذه الدعوةا أو‬
‫سيطفئ وهجها ‪ ،‬وما دروا – لغبائهم – أن السجن والبلء ل يزيدها إل‬
‫تاوهجا ً وانأتشارا ً ‪ ،‬وقد جأعله الله سبحانأه محطات استفادةا وإفادةا‬
‫لخوانأي في السجن وخارجأه ‪ ،‬وفتح لنا فيه فتوحات لو يعلمها أعداء‬
‫الله ما سجنونأا للحظة ‪ ،‬فالحمد لله على كرمه وإنأعامه ‪..‬‬
‫) يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إل‬
‫أن يتم نوره ولو كره الكافرون (‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ثم فرج الله عنا بمنه وكرمه ‪ ،‬فآثرت أنأا البقاء في البلد لمتابعة‬
‫ورعاية الدعوةا التي بدأنأاها ‪ ،‬وكلي أمل أن أنأقلها غربا ً عبر النهر‬
‫فلي هناك آمال وطموحات ‪..‬‬
‫وآثر أبو مصعب قطع ذلك والسفر إلى أفغانأستان ‪ ،‬ولم يكن‬
‫ذلك ليعجبني خصوصا ً مع تاحفظاتاي آنأذاك على الوضاع هناك ‪ ،‬أما‬
‫هو فقد كان متحمسا ً لذلك ويحث كل من يعرف عليه ‪ ،‬وإن يك‬
‫آلمني العمل على تافريغ الساحة من الشباب الموحد ‪ ،‬فلم يؤلمني‬
‫صنيع أبي مصعب بقدر ما آلمني صنيع أبي عبد الرحمن ‪ -‬رائد‬
‫خريسات حين خرج هو الخر مع طائفة أخرى من إخوانأنا من شباب‬
‫السلط إلى أفغانأستان فكردستان حيث قضى نأحبه هناك هو‬
‫وطائفة من إخوانأنا في قتالهم لتحالف الشمال الكردي وذلك بعد أن‬
‫قطع شوطا ً في الدعوةا وإنأشاء معسكرات تادريب وإعداد ‪..‬‬
‫آلمني صنيع رائد رحمه الله لنأه كان رائدا ً أو رأسا ً في الدعوةا‬
‫إلى الله في بلده وشعلة متوقدةا بين الشباب وشوكة وشجى في‬
‫حلوق أهل البدع ‪ .‬وكنت أعقد عليه آمال في الدعوةا إلى الله ‪.‬‬

‫) ‪(5‬‬
‫أما أخونأا أبو مصعب فكان يقول لمن يعتب عليه الهجرةا من‬
‫البلد ‪ :‬انأه رجأل يحب الجهاد ول صبر له على طلب العلم وتادريسه‬
‫والدعوةا إلى الله ‪ ،‬فاستنفر هو الخر طائفة من إخوانأنا معه إلى‬
‫أفغانأستان حيث استفادوا من ظروف البلد ومعسكراتاها ‪..‬‬
‫ولكنها كانأت استفادةا مكشوفة لمخابرات بلدنأا لختللت‬
‫تانظيمية قاتالة كانأت تابلغني وأتاألم لها وأحاول جأاهدا ً مناصحتهم ما‬
‫استطعت إلى ذلك سبيل ‪..‬‬
‫وبلغني أن أبا مصعب ومن معه من الشباب امتنعوا عن القتال‬
‫مع الطالبان لما عاينوا أشياء كنت أتاحفظ بسبب بعضها على‬
‫الوضاع هناك ول أتاحمس للسفر الذي تاحمس له غيري ‪ ،‬فعاينت‬
‫تالك الشياء بعين البصيرةا في وقت مبكر دون أن أتاجشم تالك‬
‫المسافات التي قطعوها كي يعاينوها بعين البصر ‪ ،‬مع أنأها أشياء‬
‫كانأت معلومة تاتناقلها وكالت النأباء والصحافة وسمعنا بعضها من‬
‫خلل جأهاز الراديو قبل أن يفرج عنا ‪ ،‬ومع ذلك فقد كان الحماس‬
‫والخروج من تاحت ضغط أعداء الله هو المحفز الذي أعان على‬
‫غض الطرف عن تالكم الشياء أول ً ‪ ،‬ول أدري ما الذي ضخمها‬
‫وجأعلها موانأع للقتال في صفهم فيما بعد ‪ ،‬مع أن الصول تاقتضي‬
‫غير ذلك ‪..‬‬
‫وكانأت تابلغني أخبار الخوةا تاباعا ً من اعتقال أو تاقلب وانأتقال أو‬
‫رجأوع إلى الردن وغير ذلك مما كان يبلغني فأتاحسر معه على تابعثر‬
‫جأهد إخوانأي وتافرقهم وتاشتت طاقاتاهم في القطار بين أفغانأستان‬
‫وكردستان ثم باكستان وإيران فالعراق ‪..‬‬
‫واعتقال طائفة منهم في الباكستان وطائفة أخرى في إيران‬
‫وطائفة ثالثة في كردستان والعراق ‪..‬‬

‫) ‪(6‬‬
‫وأتاألم على ما آل حالهم إليه بسبب العمل من غير برنأامج‬
‫واضح ‪ ،‬والتنطط من جأهة إلى جأهة بحسب الظروف وتاقلبها ل‬
‫بحسب استراتايجية واضحة وخطة مسبقة ‪..‬‬
‫وكنت أتاابع تالقف المخابرات في الردن للعائدين منهم كمصادر‬
‫غزيرةا للمعلومات كانأت تاغنيهم حقيقة عن تاكلف بث العيون‬
‫والجواسيس هنا وهناك ‪..‬‬
‫كانأوا يتابعون من خللها التفاصيل الدقيقة لخبار الشباب‬
‫بصورةا مفصلة في أفغانأستان وكردستان وتافاصيل نأشاطاتاهم‬
‫ومعسكراتاهم ومساكنهم وعناوين إقامتهم وكناهم الجديدةا ‪ ،‬ولقد‬
‫كنت أصدما بهذه المعلومات المفصلة وأتاألم لها عندما كنت أواجأه‬
‫بها من المخابرات حين كنت أحاول التمويه على إخوانأي قدر‬
‫المكان فكنت أعرف من تاحقيقاتاهم معلومات مفصلة عن الشباب‬
‫ت منها بعد الفراج عني وجأدتاها كما‬
‫أسمعها لول مرةا ‪ ،‬فإذا َتاَثبّ ُ‬
‫قيلت لي ‪ ،‬وليس ذلك قطعا ً من فطنة أعداء الله ول من ذكائهم ‪،‬‬
‫وخسئوا من أن يعلموا الغيب ‪ ،‬ولكنه من تاهلهل أوضاع الشباب‬
‫التنظيمية وتافريطهم المني القاتال ‪..‬‬
‫ونأاصحت بعضهم في أشياء من ذلك ‪ ،‬وراسلتهم ‪ ،‬وكلفني ذلك‬
‫من أذى أعداء الله وغيرهم ما أحتسبه عند الله ‪ ،‬وتاحملته شفقة‬
‫وحرصا ً على إخوانأي وجأهودهم وطاقاتاهم أن يتسلط عليها أعداء‬
‫الله ويحبطوها ‪ ،‬وكنت أتاألم من السطحية العجيبة في تاعاملهم مع‬
‫المسائل التنظيمية والعسكرية وضحالة التجارب وتاخبطها والتي‬
‫تاسببت بإحباط عدةا محاولت لبي مصعب من العمل التنظيمي‬
‫الذي سعى في إقامته في الردن ‪ ،‬وما تارتاب على تالك المحاولت‬
‫) غير الناجأحة ( من جأرجأرةا مجموعات من الشباب إلى السجون‬
‫في ثلث محاولت حتى الن بلغت أحكاما بعضهم إلى العداما على )‬
‫ل شيء ( عملوه ‪ ،‬هذا غير ما غنمه أعداء الله في التجربتين‬

‫) ‪(7‬‬
‫الخيرتاين من أموال طائلة ؛ المسلمون ودعوتاهم وجأهادهم في‬
‫أمس الحاجأة إليها ‪ ..‬كنت أتاابع هذا وأنأاصح أهله أحيانأا ً ولكن ‪..‬‬
‫فلم يستبينوا‬ ‫بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى‬
‫الرشد إل ضحى الغد‬
‫وكنت أتاألم لذلك وأتاوجأع لنأتقال الختللت التنظيمية والتهلهل‬
‫المني من أفغانأستان إلى التجارب المحلية عندنأا من خلل‬
‫اختيارات لبي مصعب لم تاكن موفقة ؛ وذلك باختيار أشخاصا‬
‫يفتقرون إلى أدنأى شروط العمل التنظيمي وخبراتاه ‪ ،‬ورغم وفرةا‬
‫المكانأات المالية التي كنا نأتألم ونأصدما بمصادرةا أعداء الله لها بعد‬
‫إحباط كل عمل ؛ فلم يستثمرها المعنيون في عمل مفيد للمة‬
‫والجهاد بل ول حتى في الخذ بالحتياطات المنية التي تاتناسب مع‬
‫الطموحات والمال ‪ ،‬وهذه أمور ل أتاكلم عنها رجأما ً بالغيب ؛ فقد‬
‫عاينتها بنفسي عند إحباط تالك التجارب والعمال القصيرةا وعاينت‬
‫أحوال أهلها وتافاصيل تاخليطهم حين سجنت معهم وكنت قد‬
‫نأاصحتهم بأشياء من قبل كنت غير مطلع على تافاصيلها ولكني كنت‬
‫أتافرسها وأتاوسمها فتقع بعد ذلك كما كنت أتاوقع وأتاخوف ‪..‬‬
‫وغالبا ما كنت أجأر معهم إلى السجن بسبب تالك المناصحة أو‬
‫بسبب حيازةا أولئك الشباب لكتاباتاي أو معرفة بعضهم بي‬
‫واعترافهم بذلك دون أن يربطني بهم رابط تانظيمي ودون أن‬
‫يطلعونأي على شيء من ذلك ‪ ،‬ولكنني كنت أرى وأتافرس نأتائجها‬
‫بمقدماتاها من خلل خبرتاي وتاجاربي في مجال العمل الدعوي‬
‫والتنظيمي والتي لم يستفيدوا منها حين نأاصحت بعضهم ‪ ،‬نأعم‬
‫استفادوا من كتاباتاي وأيضا ً من اسمي واستظلوا " بمشيختي "‬
‫وأشياء أخرى يحزن ذكر تافاصيلها ويؤلم المؤمنين ويقر‬
‫أعين أعداء الدين ‪ ،‬ما كنت لنأزعج منها أو أتاألم لها لو كان عملهم‬
‫سديدا ً كيسا متقنا ً ‪ ..‬أعرض عن ذكرها هاهنا ‪..‬‬

‫) ‪(8‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫بعد سقوط أفغانأستان تابعثر الخوةا بين باكستان وإيران‬
‫واعتقلت طائفة منهم في الباكستان وأخرى في إيران بينما قتل‬
‫بعضهم في أفغانأستان على أيدي تاحالف الشمال العميل ‪ ،‬وتاوجأه‬
‫أبو مصعب إلى كردستان التي لم تاكن يوما ً في برنأامجه ولم يتوافق‬
‫مع الشيخ رائد خريسات رحمه الله عليها وكان أبو عبد الرحمن قد‬
‫استقر به المقاما بها مدةا وأنأشأ معسكرات وأعد وربى هناك رجأال‬
‫وتارك أثرا ً ظاهرا ً للعيان ثم قتل هو ومجموعة من إخوانأنا هناك‬
‫رحمهم الله وأسكنهم الفردوس العلى في مواجأهات مع تاحالف‬
‫الشمال الكردي العميل ‪..‬‬
‫فالتفت طائفة ممن تابقى من هؤلء الرجأال حول أبي مصعب‬
‫وكان بعضهم قد اكتسب خبرات طيبة في فنون عسكرية كثيرةا‬
‫خصوصا ً في مجال المتفجرات ‪ ..‬فكان هؤلء الشباب عونأا وسندا ً‬
‫لبي مصعب في العراق بعد أن تابعثر أكثر الشباب الذين كانأوا معه‬
‫في أفغانأستان ما بين قتيل ومعتقل وطريد بين باكستان وإيران‬
‫والردن ‪..‬‬
‫ثم ما لبث أن لحق به آخرون من الردن وغيرها ‪ ،‬والتحق به أبو‬
‫أنأس الشامي ففرحت بذلك لمعرفتي بحاجأة أبي مصعب الماسة‬
‫إلى طالب علم يقف إلى جأنبه ‪ ،‬وحاجأته إلى التذكير والمناصحة مع‬
‫المناصرةا والتأييد على بصيرةا وسط هذه الحوال المعقدةا في‬
‫العراق ووسط الحرب المعلنة عليه وعلى كل مجاهد ‪ ،‬وذلك من‬
‫السباب التي دعتني إلى المبادرةا بكتابة هذه الكلمات ‪..‬‬
‫ولكني رجأل بفضل الله قد نأجذتاني التجارب وعلمتني الياما‬
‫والبتلءات فل أهجم متحمسا ً ول أتاكعكع متلكئا ً ‪ ،‬وأحافظ على‬
‫من‬
‫تاوازنأي ما استطعت إلى ذلك سبيل ‪ ..‬الشيء الذي يجعلني أض ّ‬
‫هذه الكلمات إضافة إلى صريح وقوفي إلى جأنب أخي أبي مصعب‬

‫) ‪(9‬‬
‫ضد كل من عاداه ونأاوأه من الطواغيت وأسيادهم وعلماء السوء‬
‫وأذنأابهم ؛ أضمنها إضافة إلى ذلك مناصحة وتاذكيرا ً ل بد منها له‬
‫ولغيره من المجاهدين ‪ ..‬فإن أخذ بها فإن ذلك يسعدنأي ويقر عيني‬
‫وينعش آمالي ‪ ..‬وإن رفضها وردها فذلك وإن كان يحزنأني ويؤلمني‬
‫إل أنأه واجأبي له وللخوةا المجاهدين أكون قد أسديته ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫وأبدأ ذلك بتأكيد ما ذكرتاه في هذه الشجون والذكريات ‪..‬‬
‫* فأبو مصعب الزرقاوي على ما نأعتقده من عقيدةا أهل السنة‬
‫والجماعة ‪ ،‬وما نأنتهجه في دعوتانا إلى التوحيد من إظهار وإعلن‬
‫ملة إبراهيم والبراءةا من الطواغيت وأنأصارهم وتاكفيرهم ‪..‬‬
‫وهو يفّرق كما نأفرق بين من نأكفرهم من أنأصارهم الذين‬
‫يتولونأهم على شركهم أو يظاهرونأهم على الموحدين ‪ ،‬وبين غيرهم‬
‫ممن قد يعينونأهم على منكر أو يداهنونأهم على باطل ل يصل إلى حد‬
‫الكفر فل يكفر أمثال هؤلء كما ل نأكفرهم ‪ ،‬فضل عن سائر الناس‬
‫المنتسبين للسلما ؛ فإن عقيدتاه وعقيدتانا فيهم هي عقيدةا أهل‬
‫السنة والجماعة ل نأكفر مسلما ً بذنأب غير مكفر ما لم يستحله ‪،‬‬
‫وهو يحرصا دوما إن شاء الله على التزاما ذلك هو ومن معه من‬
‫الشباب ‪.‬‬

‫* ومن ثم فأبو مصعب يعتقد ما نأعتقده تاجاه عواما المنتسبين‬


‫للسلما في سائر بلد المسلمين من العصمة لدمائهم وأعراضهم‬
‫وأموالهم ‪ ،‬ول أتاخيل بحال أن يتقصد أو يتعمد أن يلحق الذى بنفس‬
‫مسلم أو ماله أو عرضه ؛ بل أعرف أنأه على الستعداد لن يبذل‬
‫روحه ودمه وماله ومهجته في سبيل نأصرةا إخوانأه المسلمين‬
‫وإخراجأهم من ظلم وظلمات الطواغيت إلى نأور وعدل السلما ‪..‬‬
‫والمر ليس كما حاول أعداء الله تاصويره كذبا وزورا ً في إعلمهم‬

‫)‪(10‬‬
‫من أنأه استهدف آلف المدنأيين في بلده بسلح كيماوي ‪ ..‬فذلك كله‬
‫محض كذب وزور مكشوف ل ينفق ول يروج على أحد ‪ ،‬دفعهم إليه‬
‫حقدهم السود على كل مجاهد غيور على دينه وأمته ‪ ،‬كما دفعهم‬
‫إليه إخلصهم لوليائهم المريكان الذين يتغيظون من كل مجاهد‬
‫يشمخ بهامته أماما جأبروتاهم ويأبى النأبطاح لسياساتاهم والنأسحاق‬
‫تاحت أحذيتهم كما يفعل أذنأابهم ‪..‬‬
‫* وحتى من الناحية الفقهية العملية فأنأا أعلم أن الرجأل ‪ -‬وإن‬
‫لم يكن ذلك الطالب المتقدما في العلم – إل أنأه قد أتام حفظ كتاب‬
‫الله في السجن و يتحرى الحق وهو ضالته يبحث عنه ويتبناه حيث‬
‫وجأده لينصره بالغالي والنفيس ‪ ،‬ولذلك كان دوما يوما كنا في‬
‫السجن لثقته في عقيدتاي وكتاباتاي واختياراتاي ل يصدر في غالب‬
‫أمره إل عن مشورتاي واستفتائي حبا ً لهذه الدعوةا وولء للتوحيد‬
‫وملة إبراهيم التي نأنصرها ونأدعوا إليها ‪..‬‬
‫ولذلك ولغيره لم أفاجأأ كثيرا ً حين بلغني أنأه سمى جأماعته‬
‫المقاتالة في العراق – دون أدنأى تانسيق معي أو مراجأعة لي –‬
‫) بجماعة التوحيد والجهاد ( وذلك مضاهاةا ً والتصاقا ً بموقعي على‬
‫النأترنأت المسمى بمنبر التوحيد والجهاد منذ سنين ‪ ..‬فأسأل الله‬
‫تاعالى أن يحمل المسمى بصورتاه المشرقة كما حمل السم ‪..‬‬
‫* لقد فرحت وانأتعشت آمالي بقدر حين علمت بتقريبه لبي‬
‫أنأس رغم أن الرجأل لم يكن يتبنى اختياراتانا بحذافيرها وهي مرونأة‬
‫من أبي مصعب أفرحتني بعد أن كان افتقاره إليها من قبل قد‬
‫حرمه النأدماج في القاعدةا والنزول تاحت إمرةا الشيخ أسامة حفظه‬
‫الله تاعالى ‪..‬‬
‫فأرجأو أن يكون ذلك منه تاصحيحا ً لهذا المر ووسطية ل حاجأة‬
‫واضطرارا ً ‪ ،‬فإن من المقرر عند أهل السنة والجماعة جأواز القتال‬

‫)‪(11‬‬
‫والتعاون مع المراء الفجار فكيف بما هو دون ذلك مما يسع فيه‬
‫الختلف والجأتهاد ‪..‬‬

‫* وأعطف على هذا بشيء يقابله وهو أن ل يكون ميزان‬


‫التقريب والقصاء على قدر وكمية الولء والتعلق به أو الموالفة‬
‫والموافقة وعدما المخالفة والمراجأعة ‪ ..‬فهذا ميزان متأرجأح‬
‫مضطرب غير متزن وكم قرب هذا الميزان أنأاسا ً جأهال ل يصلحون‬
‫لكثير من العمال والمهمات التي أوكلت إليهم ‪ ،‬وغض الطرف عن‬
‫شذوذاتاهم وانأحرافاتاهم التي عايناها وصدمنا بها مرارا ً ‪..‬‬
‫وأقصى في الوقت نأفسه أخيارا ً أكياسا ً يعدل الواحد منهم‬
‫العشيرةا والقبيلة فوا أسفاه على عدما الستفادةا منهم ‪.‬‬
‫* إن سذاجأة ومحدودية تاجربة قيادةا مجموعة صغيرةا في‬
‫السجن ل يجوز أن تانتقل بسطحيتها وسذاجأتها إلى العمل التنظيمي‬
‫المسلح ‪ ،‬فقد عاينا الثمن الباهظ لذلك في فقد إخوةا أعزةا سواء‬
‫بالقتل أو التأبيد في السجن ‪ ،‬هذا غير الخسائر المادية الطائلة التي‬
‫أهدرت في تالك التجارب المتعجلة ‪..‬‬
‫* فصدق النية وحب الدين والورع والخلصا والعاطفة‬
‫والحماس كل ذلك ل يكفي وحده لثراء التجربة والرتاقاء بالعمل‬
‫التنظيمي ‪ ،‬ول يغني بحال عن الستعانأة بذوي الخبرةا والفطنة‬
‫والتجربة والمعرفة ‪ ،‬فحذار من الغترار أو الكتفاء بالتجربة الهزيلة‬
‫أو القصيرةا ‪ ،‬والزهد بخبراتاهم لمجرد أن ل يكونأوا من أهل الموالفة‬
‫والموافقة على كل شيء ‪..‬‬
‫* كما أنأني أعرف من أبي مصعب أنأه ل يتنازل عن شيء من‬
‫عقيدتاه أو تاوحيده الذي يدين الله به ‪ ،‬ول يفّرط في شيء منه ول‬
‫تاأخذه فيه لومة لئم ول يتضرر في هذا المر بضغط أو مخالفة أحد ؛‬
‫فأرجأو أيضا ً وأسأل الله تاعالى أن ل يتضرر أيضا في اختياراتاه‬

‫)‪(12‬‬
‫الجهادية والقتالية ‪ ،‬بسبب ضغط العداء وبسبب بطشهم وإجأرامهم‬
‫‪ ..‬فيبقى على الجادةا في أعماله واختياراتاه ل يضره من خالفه ول‬
‫من خذله فل يميل إلى إفراط أو تافريط ‪..‬‬
‫فر الناس بالعموما ول يكفرهم بالمعاصي ولله‬
‫* فما داما ل يك ّ‬
‫الحمد ‪ ،‬ويعلم أن جأمهور الناس في هذه البلد التي نأعيش فيها‬
‫ينتسبون إلى السلما ؛ فيجب عليه مراعاةا ذلك في اختياراتاه‬
‫القتالية ‪ ،‬ويجب عليه التشدد في التحرز من سفك دماء المسلمين‬
‫ولو كانأوا فجارا ً أو عصاةا وأن يتنبه إلى الفوارق الظاهرةا بين القتال‬
‫في دار الكفر الصلية التي جأمهور أهلها كفار ‪ ،‬والقتال في دار‬
‫الكفر الصطلحية الحادثة التي جأمهور أهلها من المنتسبين للسلما‬
‫ومراعاةا تالك الفوارق ‪..‬‬
‫وحذار من التساهل فيما اعتدنأا على التشديد فيه من عصمة‬
‫دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ولو كانأوا عصاةا أو فجارا ً فإن‬
‫دماء المعصومين ورطة من الورطات يوما القيامة ‪..‬‬
‫وقد درسنا ودّرسنا في أبواب العتقاد أن استباحة دماء‬
‫المسلمين خطر عظيم والخطأ في تارك ألف كافر ‪ ،‬أهون من‬
‫الخطأ في سفك قطرات من دما مسلم واحد ‪..‬‬
‫فيجب التنبه لهذا وحذار من إغفاله طرفة عين ‪..‬‬
‫أقول هذا وأؤكد عليه وأنأا أسمع وأتاابع الفوضى العارمة‬
‫الحاصلة اليوما في العراق والتي يراد بها تاشويه الجهاد وصورتاه‬
‫المشرقة من تافجير السيارات أو وضع العبوات الناسفة في‬
‫طرقات العامة وقذف قذائف الهاون ونأحوها في الشوارع‬
‫والسواق وغيرها من تاجمعات عواما المسلمين فيجب المحافظة‬
‫على أيدي المجاهدين المتوضئة من أن تاتلطخ بشيء من دماء‬
‫المعصومين ولو كانأوا عصاةا أو فجارا ً وإذا كانأت الجماعة المقاتالة‬
‫نأظيفة من ذلك وبمنأى عنه فالواجأب عليها إن كانأت تاحترما جأهادها‬

‫)‪(13‬‬
‫وجأهود أتاباعها وتاحرصا على قطف ثمرات من وراء تالك الجهود‬
‫وذلك الجهاد أن ل تارضى بنسبة شيء من ذلك إليها ‪ ،‬وأن يواكب‬
‫جأهادها دوما ً لسان نأاضج نأاطق يذب عن المجاهدين ويبرئ ساحتهم‬
‫من هذه العمال المشوهة أول ً بأول ‪..‬‬
‫* ومما يجدر التحذير منه في باب التضرر بالواقع ؛ التورط في‬
‫اختيار وسائل غير مشروعة أو وسائل وأدوات مخالفة للختيارات‬
‫الصحيحة الراجأحة عند المجاهد ‪ ،‬أو التوسع بها كردود أفعال على‬
‫إجأراما الطواغيت ‪ ..‬كأن يتجاوز المقاتال الحدود الشرعية بتقصد‬
‫خطف أو قتل بعض المنتسبين للسلما بمسوغات غير شرعية‬
‫كدعاوى العمل عند الكفار أعمال ً ل تاصل إلى المناصرةا على الكفر‬
‫أو المظاهرةا على المسلمين ‪..‬‬
‫أو التجاوز والتعدي بتقصد قتل أو خطف من ل يحل قتله من‬
‫نأساء وأطفال بعض العداء ‪ ،‬سواء لعصمة أولئك النساء والطفال‬
‫بالسلما ‪ ،‬أو عصمتهم بالنأوثة والطفولة ‪..‬‬
‫ومثل ذلك التساهل بالعمال التي يسميها الناس انأتحارية‬
‫ويسميها البعض استشهادية ونأسميها نأحن بضوابط علمائنا‬
‫المحققين جأهادية ‪ ،‬فل ينبغي غض الطرف عما اشترطه علماؤنأا‬
‫المحققون من شروط مهمة قد اعتمدوا في تاجويزها وقايسوها‬
‫على مسألة الترس ‪ ،‬ومعلوما ما قرروه لهذه المسألة من ضوابط‬
‫وقيود ل يجوز التحّرر منها أو التساهل فيها سواء لوفرةا من يقدما‬
‫على تانفيذها ‪ ،‬أو لوفرةا المتفجرات من مخلفات النظاما البائد أو‬
‫لظروف البلد المواتاية لمثل هذا العمل أو ذاك ‪ ..‬أو غير ذلك من‬
‫السباب ‪ ..‬فمعلوما أنأها وسيلة إنأما يلجأ إليها المجاهد عند‬
‫الضرورات فحذار من أن يتوسع فيها وتانقلب إلى وسيلة قتالية‬
‫تاقليدية ‪ ،‬فضل عن أن تانقلب إلى غاية وهدف ‪..‬‬

‫)‪(14‬‬
‫* إن دعوةا التوحيد وملة إبراهيم التي نأدعوا إليها ليست كأي‬
‫دعوةا اصلحية ؛ تارقيعية ‪ ،‬بل هي دعوةا تاغييرية استئصالية‬
‫للطواغيت وشركهم ‪ ،‬حرب على أوليائهم ‪ ،‬تاقوما على تاجريد الولء‬
‫والبراء والحب والبغض والموالةا والمعاداةا وهي لهذه الركان ل‬
‫تاربي بغاثا ً أو تاخّرج دراويشا ً بل تاربي صقورا ً وتاخرج أسودا ً وسباعا ً‬
‫إن لم يضبطوا بضوابط الشرع ويرّبوا على تاعظيم حرمات‬
‫المسلمين ودمائهم ويقّيدوا بقيود العلم والفقة في السياسة‬
‫الشرعية لمراعاةا أعظم المصالح ومدافعة أعظم المفاسد واختيار‬
‫أنأفع وأصلح العمال ومراعاةا واقع المة وإمكانأات أبنائها وطبيعة‬
‫المرحلة ‪ ،‬أقول ‪ ،‬إن لم يراعى ذلك كله فيهم ‪ ،‬فسيثبون إلى القتال‬
‫دون ضوابط وسيخرجأون على المة ل يميزون بين برها وفاجأرها ول‬
‫يوازنأون بين مصالحها ومفاسدها ‪ .‬وتاجارب بعض الجماعات‬
‫ة للعيان ‪ ،‬فحذار من اجأترارها ‪..‬‬
‫المتطرفة المغالية ما زالت ماثل ً‬
‫فليتذكر كل مجاهد أنأنا أبناء دين عظيم ؛ جأهاده وغاياتاه ووسائله‬
‫أنأظف وأطهر وأعلى وأجأل من أن تاضاهي أو تاحاكي أعمال‬
‫عصابات المافيا التي تابرر الغايات عندهم الوسائل ‪ ،‬ول يزعهم وازع‬
‫من إيمان أو يضبطهم ضابط من شرع ‪.‬‬
‫* لن رأس المال قليل شحيح ؛ سواء في المجاهدين‬
‫المخلصين الناضجين أو في الموال والمكانأات ؛ فل يحل لمن‬
‫يحترما إمكانأات المجاهدين ويراعي ظروف المة وأحوال المسلمين‬
‫والدعاةا والمجاهدين في شتى أقطار الرض الحرار منهم‬
‫والمعتقلين ‪ ،‬ل يحل له أن يقامر أو يتساهل في هدر تالكم المكانأات‬
‫‪ ،‬فسيسأل عنها بين يدي الله ‪ ،‬كيف وهو موقوف مسئول عن عمره‬
‫فيما أفناه وشبابه فيما أبله وماله فيما أنأفقه ‪ ،‬فالسؤال سيكون‬
‫أشد عن عمر وشباب وأموال المجاهدين والمسلمين إن تاولى‬
‫أمرهم ‪..‬‬

‫)‪(15‬‬
‫ولذلك يتعين عليه أن ل يختار من العمال إل النأفع لدين الله‬
‫والحظى للمسلمين وعزهم وتامكينهم والنأكى في أعداء الله‬
‫والقطع لكفرهم وباطلهم ‪ ..‬ول مجال للتجريب والمقامرةا في‬
‫دماء المجاهدين وأموال المسلمين ‪..‬‬
‫* ولذلك فحذار أيضا ً من تاشتيت دائرةا الصراع والخروج بها‬
‫عن المحتل وأذنأابه الموالين له ‪ ..‬وحذار من تاوسيع تالك الدائرةا‬
‫أيضا فيما ل طائل من ورائه وتاضييع جأهد المجاهدين بذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬سواء بالتورط بمشاريع غير نأاجأحة في بلدان خارج نأطاق‬
‫تاواجأد المجاهدين وإمكانأاتاهم ل ثمرةا آنأية منها غير العمال الثأرية أو‬
‫النكائية تاذعر الناس بل والعالم كله على المجاهدين وتادفعه إلى‬
‫المزيد من التألب والتكالب عليهم وتاستغل في خلط الوراق‬
‫وتاشويه المجاهدين ‪..‬‬
‫‪ -‬أو باستهداف غير المقاتالين من أبناء الشعب ولو كانأوا كفارا ً‬
‫أو من النصارى فضل ً عن التورط في استهداف كنائسهم وأماكن‬
‫عبادتاهم ونأحوها‪..‬‬
‫‪ -‬أو النأجرار وراء استهداف عموما الشيعة وحرف المعركة عن‬
‫المحتل وأذنأابه وصرفها إلى مساجأد الشيعة ونأحوهم مهما كان‬
‫تااريخهم وعداوتاهم لهل السنة وأذاهم لهم ‪ ،‬فل يجوز أن يجعلوا‬
‫جأميعا ً في كفة واحدةا ؛ عوامهم مع خواصهم المحاربين ‪...‬وعلى‬
‫كل حال فإن إعلن الحرب على هذه الطوائف المحسوبة على‬
‫السلما والمسلمين في ظل احتلل صليبي مجرما ل يفرق بين سني‬
‫وشيعي ليس من السياسة الشرعية في شيء‪.‬‬
‫‪ -‬أو ببث التهديدات الجوفاء لدول العالم كافة هنا وهناك المر‬
‫حدا ً وعالمية ‪ ،‬ويفقد المجاهدين‬
‫الذي يزيد الحرب على السلما تاو ّ‬
‫مصداقيتهم بتكرارها عبثا ‪..‬‬

‫)‪(16‬‬
‫* ولذلك فل بد مع الجهاد من خطاب إعلمي واع نأاضج يخاطب‬
‫الناس على قدر عقولهم ويحدثهم بما يعرفون ول يتبنى شيئا من‬
‫العمال التي ل يستوعبها الناس أو العمال غير الناجأحة ‪..‬‬
‫فر‬
‫وينأى بنفسه وقيادتاه عما ُيستبشع أو يشوه صورةا الجهاد وين ّ‬
‫عنها خصوصا ً مع انأتشار الجهل وقلة العلم وعدما إحاطة الناس بما‬
‫عند خواصا المجاهدين من اختيارات فقهية فرعية ‪ ..‬فمراعاةا ذلك‬
‫من الفقه في الدين الذي من أهمله ولم يرفع به رأسا ً فوت على‬
‫الجهاد والمجاهدين خيرا ً عظيما ً ‪ ،‬وبما جأّر عليهم من المفاسد ما‬
‫الله به عليم ‪ ،‬وسيرةا نأبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا‬
‫الباب وهديه شاف كاف فليتأمل ‪..‬‬
‫* حذار من تاقزيم الجهاد وتاحجيمه في القتال النكائي وحسب ‪،‬‬
‫أو اختزاله في ردود الفعال الثأرية فقط ‪ ،‬وفصمه أو فصله عن‬
‫مبناه العاما الذي يبني المة ويعمل على تامكينها ‪ ،‬وذلك بالنأشغال‬
‫بالوسائل وقلبها إلى أهداف ‪ ،‬أو بعزله عن أهل الخبرةا والتجربة أو‬
‫فصمه عن الدعوةا ومخاصمته لهلها ‪.‬‬
‫* العراق بإجأراما صداما وحزبه تاأخرت فيه الصحوةا السلمية‬
‫واستؤصلت في مراحل شتى ؛ فأحسن ما يقدما المجاهدون لهذا‬
‫البلد المنكوب إن لم تاتيسر المال الكبيرةا التي دونأها ما دونأها ؛‬
‫ف واختيارات‬
‫أقول إن أحسن ما يقدما له من خلل جأهاد نأقي صا ٍ‬
‫موفقة وخطاب إعلمي واع ونأاضج راشد ؛ أن يربي ويخرج من‬
‫خلله طائفة من أبناء البلد والعشائر تاحمل راية التوحيد وتاجاهد من‬
‫حولها ‪ ..‬فأهل مكة كما يقال أدرى بشعابها ‪ ..‬وأبناء البلد عند عموما‬
‫الناس أولى بالتصدر لمورها والحديث عن همومها والبروز لتحمل‬
‫مسؤولياتاها ‪ ..‬وعدما التفات المجاهدين إلى هذا المر وعدما‬
‫اعتبارهم له وعدما اهتمامهم بموازين القوى في البلد وطبيعتها‬
‫وطبيعة أهلها ووضع الغريب عنها أول وآخرا ً وإغفال ذلك يعد إهمال ً‬

‫)‪(17‬‬
‫لسنن الواقع ‪ ،‬وإعراضا ً عن تاجارب إخوانأنا المجاهدين في شتى‬
‫البلد ‪..‬‬
‫* ولذلك قلت مرارا ً ل بد من تاصدير العراقيين في واجأهة‬
‫المقاومة ول بد من اختيار قيادةا إسلمية عراقية راشدةا تاعرف‬
‫هموما الشعب العراقي وتاعرف كيف تاخاطبه بخطاب واع نأاضج‬
‫يجعلها منارةا للناس يلتفون من حولها ‪ ،‬وتاتجنب كل ما يشوهها من‬
‫أعمال مرجأوحة أو اختيارات منفرةا أو مفضولة ‪..‬‬
‫هذا إذا كان المجاهدون هناك يتطلعون إلى ثمرةا تامكين‬
‫لجهادهم ولو على المدى البعيد ‪ ..‬أسأل الله تاعالى أن ينصر جأنده‬
‫ويمكن لعباده ‪..‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫أخيرا ً ‪ ..‬قد قمت في سجني هذه المرةا بكتابة ) وقفات حول‬
‫ثمرات الجهاد بين الجهل في الشرع والجهل في الواقع ( ضمنتها‬
‫خلصة نأصحي للدعاةا والمجاهدين ‪ ،‬أتامنى وأدعو الله أن يستفيد‬
‫منها كل مجاهد ‪ ،‬وأن ل يفسد استفادتاه منها بتتبع من يقصد الشيخ‬
‫بكذا أو من يريد بكذا ‪ ..‬فالمر أعظم من تاتبع هذا ‪ ،‬ولم أجأعل يوما‬
‫من همي الشتغال في الطعن بأهل السلما فضل عن الطعن في‬
‫المجاهدين الذين نأحسب فيهم الصدق والخلصا ‪ ،‬ومن يتدبر تالك‬
‫الوقفات يرى أن كلمي فيها عاما متشعب ذو شجون يتناول كثيرا ً‬
‫من البلدان والميادين والتجارب ول يتركز كله على شخص واحد‬
‫بعينه ‪..‬‬
‫بل يتناول أحداثا ً وتاجارب مرت بالشباب أو بالمجاهدين هنا‬
‫وهناك أو طفت على السطح ولفتت أنأظار الناس ؛ أدليت فيها‬
‫بدلوي نأصحا ً لخوانأي المجاهدين وحرصا ً على جأهدهم وجأهادهم أن‬
‫يكون في أشرق صورةا وأحسن حال‪ ،‬وهذا من أعظم النصرةا لهم‬

‫)‪(18‬‬
‫بل هو لو فقهوا أعظم من نأصرهم بالنفس والمال ‪ ،‬وقد قيل‪) :‬نأفاذ‬
‫الرأي في الحرب أنأفذ من الطعن والضرب(‬
‫أما هذه الورقات فهي وإن كنت أرجأو النفع فيها لكل من يقرأها‬
‫؛ إل أنأها جأاءت مناصرةا ومناصحة لخي أبي مصعب حفظه الله‬
‫تاعالى وسدد على طريق الحق خطاه ‪..‬‬
‫ووفقه ومن معه لنصرةا التوحيد والدين الحق ‪ ،‬وجأعلهم وإيانأا‬
‫ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ‪..‬‬
‫) ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز (‬
‫وصلى الله وسلم على نأبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجأمعين‬

‫وكتب ‪ /‬أبو محمد المقدسي‬


‫سجن قفقفا – جأمادى الثانأي ‪1425‬‬

‫تم تنـزيل هذه المادة من‬


‫منبر التوحيد والجهاد‬

‫‪http://www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.almaqdese.com‬‬
‫‪http://www.alsunnah.info‬‬

‫)‪(19‬‬

You might also like