Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 167

1

‫إن احلمد هلل‪ ،‬حنمده ونســتعين�ه ونستهديه‪ ،‬ونعوذ‬


‫باهلل من شــرور أنفســنا ومن سيئ�ات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهــده هللا فال مضل لــه‪ ،‬ومن يضلل فــا هادي له‪،‬‬
‫وأشــهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد‬
‫ً‬
‫أن محمــدا عبده ورســوله‪ ،‬صلى هللا وســلم عليه‪،‬‬
‫وعلى آله‪ ،‬وأزواجه‪ ،‬وأصحابه أجمعني‪...‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فهذه أسئلة جمعتها من خالل حبيث يف كتب الشيعة‬
‫املعتمدة عندهم‪ ،‬وردود أهل ُّ‬
‫السنة عليهم‪ ،‬الزتمت فيها‬
‫االختصار؛ كي يسهل تن�اقلها بني السنة والشيعة بيسر‬
‫وسهولة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وقد جمعت األدلة القرآني�ة اليت تهدم ركن اإلمامة عند‬
‫ُ‬
‫الشيعة إىل جانب األدلة العقلية اليت يقدسونها؛ كما ُع ِنيت‬
‫ُ‬
‫بذكر األدلة الروائي�ة من كتبهم؛ أل لزمهم بما يعتقدون به‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وختمت بالردود على الشبهات اليت يثريونها زورا إلثب�ات‬
‫إمامتهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫أسأل أن ينفع بهذا العمل يف الدارين‪،‬‬ ‫َ‬
‫وهللا‬
‫وصلى هللا وسلم على نبين�ا محمد وعلى آله وأصحابه‬
‫الطيبني الطاهرين‬
‫كتبه‬ ‫ ‬
‫س‪ 1‬لماذا ذكر هللا يف كتابه أركان اإلسالم اخلمسة‬
‫(الشهادتني‪ ،‬والصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصوم‪ ،‬واحلج)‪ ،‬وترك‬
‫أعظم هذه األركان عندكم‪ ،‬وهي والية ّ‬
‫علي وأبن�ائه دون أدىن‬
‫ذكر؟‬

‫ً‬
‫كثريا ما يذكر هللا تعاىل يف كتابه أركان اإلســام‬
‫اخلمســة القائــم عليهــا اإلســام‪ ،‬ولــم ينص هللا‬
‫‪ ‬علــى والية ّ‬
‫علي ‪ ،‬أو والية أبن�ائه‬
‫األئمة من بعده‪ ،‬مما يدل على أنها ليست من الدين‬
‫يف يشء‪.‬‬

‫س‪ 2‬قال تعاىل‪    ﴿ :‬‬


‫ ‪﴾      ‬‬
‫[`‪ ،]136:‬فأين والية ّ‬
‫علي ‪ ‬من هذه اآلية؟‬
‫أوضحت اآلية الكريمة أن على املؤمن احلق أن يؤمن‬
‫باهلل‪ ،‬ومالئكته‪ ،‬وكتب�ه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬ومن‬
‫لم يؤمن بهذه األمور فقد كفر‪ ،‬ولــم تتضمن هذه‬
‫اآلية والية ّ‬
‫علــي ‪ ،‬أو والية أبن�ائه من قريب‬

‫‪5‬‬
‫أو بعيــد‪ ،‬بل لم يذكر هللا يف هذه اآلية أن من لم يؤمن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بوالية على ‪ ‬أو أبن�ائه قد ضل ضالل بعيدا‪.‬‬

‫س‪ 3‬قال تعاىل‪     ﴿ :‬‬


‫‪،]89:l[ ﴾   ‬‬
‫فأين بي�ان والية ٍّ‬
‫علي ‪ ‬وأبن�ائه يف القرآن؟‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫أوضحت هذه اآلية الكريمة أن هللا أنزل الكتاب تبي�انا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ســواء جملة أو تفصيل‪ ،‬فكيف لم يبني‬ ‫لكل يشء‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫علي أو أبن�ائه‪ ،‬وهي أعظم أركان اإلسالم‬ ‫ِ‬ ‫والية‬ ‫القرآن‬
‫(عند الشــيعة)؟! بل لماذا لــم يأمر هللا بها ولو يف آية‬
‫ً‬
‫تلميحا‬ ‫ً‬
‫تصرحيــا أو‬ ‫واحدة؟! ولماذا لم يذكرهــا هللا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الكتاب تبي�انا لكل يشء‪،‬‬ ‫يف كتابه العزيز؟! وإذا كان‬
‫ٍّ‬ ‫َّ‬
‫فلماذا لم يبني هللا فيه أن من أنكر إمامة علي ‪‬‬
‫وأبن�ائه من بعده فقد كفر وخرج من دائرة اإلسالم؟!‬
‫ومــن ذلــك أيضــا قولــه تعــاىل‪  ﴿ :‬‬
‫‪ ،]12:m[ ﴾‬فأين ذكر واليــة ّ‬
‫علي ‪‬‬

‫‪6‬‬
‫ً‬
‫أو والية أبن�ائه من بعده يف القرآن الكريــم مجمل أو‬
‫ً‬
‫مفصل؟‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫فلم يرتك هللا ‪ ‬شــيئ�ا من أحكام الدين‬
‫ُ‬ ‫إال وضحــه َّ‬
‫وأقــره‪ ،‬والواليــة عند الشــيعة من األمور‬
‫العظيمة‪ ،‬ومن أركان الدين األساسية‪ ،‬ومع ذلك لم‬
‫ً‬
‫تصرحيا‪ ،‬مما يدل على‬ ‫ً‬
‫تلميحا أو‬ ‫يذكرهــا هللا يف كتابه‬
‫وجودها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عدم‬

‫س‪ 4‬هل استشهد ّ‬


‫علي ‪ ‬بأي آية أو حديث على‬
‫إمامته‪ ،‬أو إمامة أحد أبن�ائه؟‬

‫علي ‪ ‬استشــهد فيه بنصوص‬ ‫ًّ‬


‫لم جند نصا عن ِ‬
‫ح على أنه أحق باخلالفة من أيب بكر وعمر وعثمان‬ ‫الو ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫‪ ،‬أو علــى خالفة أو إمامة احلســن من بعده‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫إذا فالشيعة اســتدلوا بما لم يستدل به علي ‪‬‬
‫نفسه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ً‬
‫س‪ 5‬هل ورد نص عن علي ‪ ‬قال فيه مثل‪« :‬أنا‬
‫اخلليفة بعد النيب ‪ ‬فاتبعوين»؟‬

‫علي ‪ ‬من فرســان العرب وأشــجعهم‪،‬‬ ‫كان ٌّ‬


‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ومواقفه يف الصد والذب عن دين هللا كثرية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫لم ِجند له قول واحدا بعد وفاة النيب ‪ ‬يدعو‬
‫فيه املســلمني إىل اتب�اعه‪ ،‬وأنه هو اخلليفة من بعده‪،‬‬
‫ََ‬
‫بل على العكس‪ ،‬بايع أبا بكر وعمر على اخلالفة‪ ،‬وأقر‬
‫لهما بها‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫َ‬
‫بــل بايــع عثمــان ‪ ،‬ولم يصــرح بأن لــه حقا يف‬
‫ُ‬
‫بعضهم أن ًّ‬
‫عليا‬ ‫خالفة النيب ‪ ،‬فإن ادعى‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فالعاجز ال يصلح لإلمامة قط‪ ،‬وإن ادعى‬
‫ِ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫عاجز‬ ‫كان‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫مســتطيعا لكنه لم يفعل‪ ،‬فقد خان‬ ‫آخرون أنه كان‬
‫األمانة‪ ،‬واخلائن ال يصلــح لإلمامة قط‪ ،‬بل ال يؤتمن‬
‫على الرعية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ُ‬
‫س‪ 6‬لماذا لم يصرح القرآن بأسماء األئمة االثين عشر‪،‬‬
‫مع أنه صرح بأسماء من هم أدىن منهم مزنلة‪ ،‬وهم‬
‫األنبي�اء «حسب مزاعم الشيعة»؟‬
‫َ‬
‫األئمة االثين عشر أفضلُ‬ ‫أجمع علماء الشيعة على أن‬
‫(((‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫من أنبي�اء هللا قاطبة إل محمدا ‪ ، ‬ومع‬
‫أي آية يف كتاب هللا تعاىل ذكرت َ‬
‫اســم‬ ‫ذلك لم جند َّ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫القرآن مليءٌ‬ ‫ٍّ‬
‫أي منهم‪ ،‬بما فيهــم ّ‬
‫علي ‪ ،‬مع أن‬
‫كثرية‪ ،‬ومتفرقة‬
‫ٍ‬ ‫بأســماء األنبي�اء ‪ ‬يف مواضع‬
‫من آيات وسور‪.‬‬

‫((( نقــل اإلجماع على ذلك املجليس بقوله‪« :‬وأكرث علماء اإلمامية‬
‫بل كلهم قائلون بأن أئمتن�ا أفضل من ســائر األنبي�اء سوى نبين�ا‬
‫‪« .»‬حبار األنوار» (‪.)284/21‬‬

‫‪9‬‬
‫س‪ 7‬ذكر هللا ‪ ‬اسم زيد بن حارثة يف القرآن‬
‫فقهية‪ ،‬فلماذا لم يذكر اسم ٍّ‬
‫علي وال‬ ‫ٍ‬ ‫مسألة‬
‫ٍ‬ ‫بسبب‬
‫األئمة من بعده يف مسألة هي من أهم أصول االعتقاد‬
‫عندهم‪ ،‬وهي اإلمامة؟!‬

‫بذکر زيــد بن حارثــة ‪ ‬يف قصة‬


‫صــرح القــرآن ِ‬
‫طالق ِه املشهورة‪ ،‬وهو خالف عائلي‪ ،‬ومسألة فقهية‬
‫ِ‬
‫ليست من أصول االعتقاد يف يشء‪ ،‬ويف نفس الوقت‬
‫لــم يصــرح بوالية علــي‪ ،‬أو أحــد أبن�ائه‪ ،‬وهــي قضية‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫يكفر منکرها عند الشــيعة‪ ،‬فإما أنه ال يوجد إمامة أو‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫والية أصل‪ ،‬أو أن القرآن ‪-‬وحاشا هلل‪ -‬يهتم بالقضايا‬
‫الفقهية‪ ،‬وال يكرتث بما يكفر ُ‬
‫منکره مــن أصول‬
‫االعتقاد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫س‪ 8‬لماذا أثبت القرآن الكريم إمامة املهاجرين واألنصار‪،‬‬
‫ولم يثبت إمامة األئمة االثين عشر اليت هي أصل من‬
‫أصول الدين؟!‬
‫ُ‬
‫أثبــت القرآن الكريــم إمامــة املهاجريــن واألنصار‬
‫لعامــة أمة اإلســام‪ ،‬وهــي إمامة االقتــداء واالتب�اع‪،‬‬
‫وحث الناس على اتب�اعهــم‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ،]100:e[ ﴾  ‬فأثبت أنهم أئمة‪،‬‬
‫واتب�اعهــم واجب على األمــة‪ ،‬وبلوغ درجات اجلنان‬
‫ورىض الرحمن ال يكــون إال باتب�اع الصحابــة عليهم‬
‫َُ ُ‬
‫الرىض والرضوان؛ إذ الصحابة أئمة الهدى ومصابيح‬
‫الــدىج‪ ،‬فأيــن إمامة االثين عشــر بنــص واضح جلي‬
‫كهذا؟!‬

‫‪11‬‬
‫عمر ‪ًّ ‬‬ ‫َ‬
‫استعمل ُ‬
‫عليا ‪‬؟‬ ‫س‪ 9‬هل‬

‫املنــورة عندما‬ ‫عمــر ًّ‬


‫عليا ‪ ‬علــى املدين ِ�ة‬ ‫َ‬
‫أناب ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫ََ َ‬
‫خرج الستالم مفاتيح بيت املقدس‪ ،‬فق ِبل علي والية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫عمر‪ ،‬ولم حيرك ساكنا يف غيابه‪ ،‬وثبت باالتفاق أيضا‬
‫َّ‬
‫أنــه ‪-‬أي‪ :‬عمــر ‪ - ‬ول ســلمان الفــاريس على‬
‫املدائن‪ ،‬وعمار بن ياسر على ‪ ‬الكوفة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫والشيعة تدعي أن سلمان وعمارا كانا مناصرين لعلي‪،‬‬
‫ًّ‬
‫مرتدا أو ً‬
‫ظالما‪،‬‬ ‫وكانا من شيعته‪ ،‬فلو كان عمر عندهم‬
‫فلماذا قبلوا أن يكونوا أمراء يف خالفته؟ وكيف جيعل‬
‫اإلمــام واألمري علــى مدين�ة رســول هللا ‪‬‬
‫علي َ‬
‫بن أيب طالب‪ ،‬وهو يبغضه‪ ،‬وال حيبه؟!‬ ‫َّ‬
‫ً‬
‫ســيصب ُح خليفة على املسلمني‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬ ‫ا‬ ‫علما أن ًّ‬
‫علي‬ ‫ً‬

‫يف حال تعرض عمر ألي مكروه‪.‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫أعداء‪ ،‬أم إخوة متحابني؟ وهل كان‬ ‫فهــل كان هؤالء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ِّ ُ ُ‬
‫ُي ِبغض ويكفر بعضهم بعضا‪ ،‬أم كانوا يدا واحدة لبن�اء‬
‫األمة؟!‬

‫‪12‬‬
‫َ‬
‫وجوب اتب�اع األئمة االثين عشر فقط‬ ‫س‪ 10‬يزعم الشيعة‬
‫بعد النيب ‪ ،‬لكن القرآن الكريم خيربنا‬
‫خبالف ذلك‪.‬‬

‫قــال تعــاىل‪      ﴿ :‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ،]115:`[ ﴾    ‬فعلــى‬
‫مباين الشيعة الصواب أن تكون اآلية هكذا‪« :‬ومن‬
‫يشاقق الرســول من بعد ما تبني له الهدى ويتبع غري‬
‫ســبي�ل (األئمة) نوله ما توىل ونصله جهنم وســاءت‬
‫مصريا»‪ ،‬ولكن اآلية‪﴾   ﴿ :‬‬ ‫ً‬

‫وبهذا تبطل نظرية‪« :‬ال اتب�اع إال لألئمة املعصومني»‪.‬‬

‫س‪ 11‬من أين تؤخذ أصول االعتقاد عند الشيعة؟‬

‫من املشــهور عند الشيعة أن أصول االعتقاد ال تؤخذ‬


‫ْ َ‬
‫إال مــن املحكم من األدلة‪ ،‬فإن أقروا بهذا فأين الدليل‬
‫علي ‪‬‬
‫ُّ‬
‫املحكم من الكتاب‪ ،‬أو السنة على إمامة ِ‬
‫وأبن�ائه من بعده؟!‬

‫‪13‬‬
‫س‪ 12‬قال هللا تعاىل‪ ،﴾   ﴿ :‬فهل‬
‫حدث النيب ‪ ‬أمته بكونه ًّ‬
‫نبي�ا أم بكونه‬
‫ً‬
‫إماما؟‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫إذا كانت إمامة النيب ‪ ‬أعظم من نبوته لزم‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫مــن ذلك أن تكون نعمة أكرب من النبوة‪ ،‬وبالتايل جيب‬
‫علــى النــي ‪ ‬أن حيدث النــاس بإمامته‪،‬‬
‫عكسه ً‬
‫تماما‪ ،‬فلم جند يف كتاب هللا أن‬ ‫وهذا ما وجدنا َ‬

‫منصبا أعلى من النبوة اســمه‬‫ً‬ ‫النيب ‪ ‬نال‬


‫ً‬
‫منصبا‬ ‫«اإلمامــة»‪ ،‬ولــم جند أنــه أخرب أمتــه بأنه نــال‬
‫َ‬
‫أعلى من النبوة اســمه «اإلمامة»‪ ،‬بل وجدنا الشــيعة‬
‫يف تفســر هذه اآليــة يقولــون‪« :‬قوله‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ﴾ ‬أي‪ :‬بما جاءك من النبوة»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فلو كانت اإلمامة هي النعمة األكرب لكان التحدث‬
‫بها أوجب‪ ،‬بل واألدهى من ذلك أنهــم نفوا عن النيب‬
‫‪ ‬تلك اإلمامة ً‬
‫تماما‪.‬‬

‫((( «مناقب آل أيب طالب» (ص‪.)40‬‬

‫‪14‬‬
‫قــال الصدوق يف كتابــه «االعتقــادات» وهــو يقرر‬
‫املســألة يف القرب‪« :‬فإن رســول هللا ‪‬‬
‫َ ِّ‬
‫كفن فاطمة بنت أســد يف قميصه بعد ما فرغ النساء‬
‫من غسلها‪ ،‬وحمل جنازتها على عاتقه‪ ،‬فلم يزل حتت‬
‫جنازتهــا حــى أوردها قربهــا‪ ،‬ثم وضعهــا ودخل القرب‬
‫واضطجــع فيه‪ ،‬ثم قــام فأخذها علــى يديه ووضعها‬
‫ً‬
‫يف قربها‪ ،‬ثم انكب عليها ين�اجيهــا طويل ويقول لها‪:‬‬
‫ابنك ابنك‪ ،‬ثم خرج وســوى عليها الرتاب‪ ،‬ثم انكب‬
‫على قربها‪ ،‬فسمعوه وهو يقول‌‪ :‬اللهم إين استودعتها‬
‫إياك‪ ،‬ثم انصرف‪.‬‬

‫فقال له املسلمون‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنا رأين�اك صنعت‬


‫ً‬
‫اليوم شيئ�ا لم تصنعه قبل اليوم! فقال‪ :‬اليوم فقدت‬
‫ِب َّر أيب طالب‪ ،‬إنها كانت يكون عندها اليشء فتؤثرين به‬
‫على نفسها وولدها‪ ،‬وإين ذكرت يوم القيامة ً‬
‫يوما‪ ،‬وأن‬
‫ً‬
‫الناس حيشرون عراة فقالت‪ :‬واسوأتاه‪ ،‬فضمنت لها‬
‫أن يبعثها هللا كاسية‪ ،‬وذكرت ضغطة القرب فقالت‪:‬‬
‫واضعفاه‪ ،‬فضمنت لها أن يكفيها هللا ذلك‪ ،‬فكفنتها‬
‫بقمييص واضطجعت يف قربها لذلك‪ ،‬وانكببت عليها‬
‫فلقنتها ما تسأل عنه‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وإنما سئلت عن ربها فقالت‪ :‬هللا‪ ،‬وسئلت عن نبيها‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫فأجابت‌‪ ،‬وســئلت عــن وليها وإمامهــا فــأرت عليها‪،‬‬
‫فقلت لها‪ :‬ابنك‪ ،‬ابنك‪ .‬فقالت‪ :‬ولدي وليي وإمايم‪،‬‬
‫فانصرفا عنها وقاال‪ :‬ال سبي�ل لنا عليك‪ ،‬نايم كما تن�ام‬
‫العروس يف خدرها»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫بل ونصوا يف كتبهم ويف رواياتهم أن هللا أعطى محمدا‬
‫(((‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬
‫النبوة وأعطى عليا اإلمامة ‪.‬‬

‫وعليــه فإما أن يقولوا بأن النعمة العظىم اليت حدث‬


‫بهــا النــي ‪ ‬هي النبــوة‪ ،‬وعندها تســقط‬
‫اإلمامة الشيعية‪.‬‬

‫وإمــا أن يقولــوا بــأن النعمة العظىم هــي اإلمامة مع‬


‫مخالفة النيب ‪ ‬لألمــر الذي يف اآلية‪ ،‬وأنه‬
‫كتم إمامته‪ ،‬وعندها يسقط الدين الشيعي‪.‬‬

‫(( ( «االعتقادات» للصدوق (ص ‪ )140 - 138‬الطبعة الثالثة‪ .‬قم‬


‫‪ -‬إيران ‪ -‬مؤسسة اإلمام الهادي‪.‬‬
‫((( «علل الشــرائع» للصــدوق (‪ )173/1‬الطبعة األوىل‪ .‬بريوت‪:‬‬
‫دار املرتىض‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫س‪ 13‬ما املكاسب الشخصية اليت استفادها أبو بكر وعمر‬
‫‪ ‬من اغتصاب اخلالفة؟‬

‫سؤال يطرح نفسه على ساحة الشيعة عن املكاسب‬


‫الشــخصية اليت حتققت لهذين اخلليفتــن من وراء‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫خالفتهما‪ ،‬هل َّورثاها ألوالدهما؟ هل كنا منها المال؟‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هل استوليا منها على األرايض والعقارات؟‬
‫لم يكن لهذين اخلليفتني ُّ‬
‫أي اســتفادة شــخصية من‬
‫وراء اخلالفــة‪ ،‬وال ألبن�ائهمــا‪ ،‬فقــد رفــض عمر تولية‬
‫ً‬
‫ابن�ه عبد هللا من بعده‪ ،‬ولم يضعه أيضا ضمن الستة‬
‫الذين كانت فيهم الشورى‪.‬‬

‫س‪ 14‬هل صلی احلسن واحلسني ‪ ‬خلف مروان‬


‫ابن احلكم؟‬

‫جاء يف «حبار األنــوار» للمجليس‪ ،‬ويف «نوادر الراوندي»‬


‫بإســناده عن موسی بن جعفر‪ ،‬عن أبي�ه قال‪« :‬كان‬
‫احلســن واحلسني ‪ ‬يصليان خلف مروان‬

‫‪17‬‬
‫ابن احلكــم‪ ،‬فقالوا ألحدهما‪ :‬ما كان أبوك يصلي إذا‬
‫رجــع إىل البيــت؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬وهللا ما كان يزيد على‬
‫صالته»(((‪.‬‬

‫وقد ورد يف «موســوعة كلمــات اإلمام احلســن»‪:‬‬


‫«أخربنا شبابة بن سوار قال‪ :‬أخربين بسام قال‪ :‬سألت‬
‫أبــا جعفر عــن الصالة خلف بــي أمية‪ ،‬فقــال‪ :‬صل‬
‫خلفهم؛ فإنا نصلــي خلفهم! قال‪ :‬قلت‪ :‬يا أبا جعفر‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫إن الناس يقولــون‪ :‬إن هذا منكم ت ِقية! فقال‪ :‬قد كان‬
‫احلســن واحلســن يصليان خلف مــروان يبتــ�دران‬
‫ليسبه‪ ،‬وهو على املنرب‪،‬‬‫ُّ‬ ‫الصف‪ ،‬وإن كان احلسني‬
‫أفتقية هذه؟!»(((‪.‬‬
‫فهذا يدل على أنه ليس ً‬
‫كافرا مع أنه ال يؤمن باإلمامة‪،‬‬
‫رســول هللا ‪ ‬الصــاة‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ســبط‬ ‫وإال ألعــاد‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫خلفــه إن قلنا إنهــا تقية‪ ،‬على أن بايق الروايات نفت‬
‫التقية يف هذا األمر‪.‬‬

‫(( ( «حبار األنوار» (‪« ،)139/10‬النوادر» للراوندي (ص ‪.)163‬‬


‫((( «موسوعة كلمات اإلمام احلسني» (‪.)817‬‬

‫‪18‬‬
‫ُ‬
‫س‪ 15‬مىت أنزل فرض اإلمامة على النيب ‪‬؟‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ ٌ َّ‬
‫مســلم أن األحــكام الشــرعية الكبــرة نزلــت يف‬
‫ورو ْوهــا ألمة النيب‬
‫أوقات مختلفة عرفهــا الصحابة َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫‪ ،‬فالصــاة ‪-‬مثل‪ -‬فرضت يف اإلســراء‬
‫واملعــراج‪ ،‬وصــوم رمضــان فــرض يف الســنة الثاني�ة‬
‫للهجرة‪ ،‬واحلج فرض يف السنة التاسعة للهجرة على‬
‫الصحيح‪ ،‬واجلهاد نزل بعد الهجرة‪ ،‬وهكذا يف األحكام‬
‫ُ َ ْ ُّ‬
‫الشرعية‪ ،‬كتحريم اخلمر الذي ذ ِكرت كل مراحله يف‬
‫القرآن والسنة‪.‬‬

‫فمىت فرضت اإلمامة على األمة؟ وما قصة فرضها؟‬


‫وكيف فرضت؟ وهل وجد جــدال وتبي�ان لألمور كما‬
‫حدث يف بايق األحكام الشرعية؟‬

‫ومــن املعلوم عند الشــيعة أن اإلمامة أعظم أركان‬


‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الدين‪ ،‬فكيف ال تعرف عنها هذه األمور؟‬

‫‪19‬‬
‫علي‬
‫س‪ 16‬هل امتدح القرآن الصحابة؟ وهل امتدحهم ِ‬
‫‪‬؟‬

‫قــال هللا‪      ﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫‪ ،]18:®[ ﴾   ‬وقــال‪﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ،]29:®[ ﴾   ‬فهاتــان اآليتــ�ان‬
‫تثن على الصحابة وتبشــرهم برضوان من‬
‫وغريهمــا ِ‬
‫هللا وجنــات عدن‪ ،‬وذكر العلماء أكرث من مئة آية فيها‬
‫الثن�اء واملدح على الصحابة الكرام ‪.‬‬

‫علــي ‪ ‬فقــال‪« :‬لقد رأيت‬ ‫كذلك امتدحهم ِ‬


‫ً‬
‫أصحاب محمد ‪ ،‬فما أرى أحدا يشبههم‬
‫ً‬ ‫ُ ً‬
‫منكم! لقد كانوا يصبحون شــعثا غربا‪ ،‬وقد باتوا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقيامــا‪ ،‬يراوحــون بــن جباههــم وخدودهم‪،‬‬ ‫ســجدا‬
‫ويقفون على مثل اجلمر من ذكر معادهم‪ ،‬كأن بني‬

‫‪20‬‬
‫ركب املعز من طول سجودهم‪ ،‬إذا ذكر هللا‬ ‫أعينهم َ‬
‫ُ‬ ‫هملت أعينهم حىت تب�ل جيوبهم‪ُ ،‬‬
‫ومادوا كمــا َي ِميد‬
‫ً‬
‫الشجر يوم الريح العاصف؛ خوفا من العقاب‪ ،‬ورجاء‬
‫للثواب»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫وقــال أيضــا ‪« :‬ولقــد كنــا مــع رســول هللا‬
‫‪ ‬نقتــل آباءنا وأبن�اءنــا وإخوانن�ا وأعمامنا‪،‬‬
‫ُّ َ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ما يزيدنا ذلك إال إيمانا وتسليما‪ ،‬ومضيا على اللقم‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫وصربا على مضض األلم‪ ،‬وجدا يف جهاد العدو‪ ،‬ولقد‬
‫كان الرجل منا واآلخر من عدونا يتصاوالن تصاول‬
‫الفحلني‪ ،‬يتخالســان أنفسهما‪ :‬أيهما يسقي صاحبه‬
‫كأس املنون‪ ،‬فمرة لنا من عدونــا‪ ،‬ومــرة لعدونا منا‪،‬‬
‫فلما رأى هللا صدقنا أنزل بعدونا الكبت‪ ،‬وأنزل علين�ا‬
‫ً‬ ‫النصر‪ ،‬حىت اســتقر اإلســام ً‬
‫ومتبوئا‬
‫ِ‬ ‫جرانــه‪،‬‬ ‫ــا‬‫ملقي‬
‫َ‬
‫أوطانه‪ ،‬ولعمري لو كنا نأيت ما أتيتم‪ ،‬مــا قام للدين‬
‫عمــود‪ ،‬وال أخضر لإليمان عــود‪ ،‬وايــم هللا َلت ْحتل ُب َّنهاَ‬
‫ِ‬
‫ً (((‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َّ‬ ‫ً‬
‫دما‪ ،‬ولتت ِبعنها ندما» ‪.‬‬

‫(( ( «نهج البالغة» (‪.)219/1‬‬


‫((( «نهج البالغة» (‪.)104/1‬‬

‫‪21‬‬
‫وهنا َي ِر ُد سؤاالن ُم ِه َّمان‪:‬‬
‫‪ -1‬هل يت�أىت من مثل هؤالء الذين وصفهم هللا بتلك‬
‫الصفات‪ ،‬ووصفهم علي بهذا ُ‬
‫املكرمات أن خيالفوا‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫علي ً‬ ‫أمــرا ًّ‬
‫إلهيا بتنصيب ٍّ‬ ‫ً‬
‫إمامــا وخليفة بعد النيب‬
‫‪‬؟ وهذا على فرض صحته‪.‬‬
‫‪ -2‬أليس هؤالء الصحابة الذين كفرتهــم وخونتهم‬
‫الشــيعة‪ ،‬واتهموهــم بالنفــاق وخيانــة النــي‬
‫‪‬؟! فلمــاذا امتدحهــم القــرآن‪،‬‬
‫علي ‪‬؟!‬ ‫وامتدحهم ٌّ‬

‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫س‪ 17‬إذا أثبت القرآن إيمان الصحابة بالقرآن كامل‪ ،‬فهل‬
‫تؤمنون بالقرآن كله كما آمن الصحابة؟ أم تكفرون‬
‫بالقرآن ألجل اإلمامة؟‬

‫قال هللا تعاىل‪    ﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫[_‪]119:‬‬ ‫‪﴾     ‬‬

‫‪22‬‬
‫ففي قوله تعاىل‪ ﴾  ﴿ :‬إثب�ات‬
‫ً‬
‫كون الصحابة يؤمنون بالقرآن كامل‪ ،‬فإذا كان القرآن‬
‫فيه اإلمامة الشــيعية فإن الصحابة يؤمنون باإلمامة‬
‫الشــيعية بنص القرآن‪ ،‬وعندها تسقط نظرية نفاق‬
‫الصحابة وكفرهم اليت أجمع عليها الشيعة‪.‬‬

‫وإن قالــوا بأن الصحابة ال يؤمنون باإلمامة الشــيعية‬


‫لزمهــم خلو القرآن مــن إمامتهم‪ ،‬وأن املــدح باإليمان‬
‫بالقرآن إنما هو مدح ملن يكفر بالعقيدة الشــيعية‪،‬‬
‫ويذم للشيعة الذين يكفرون بالقرآن وال يؤمنون به‬
‫كله كما هي عقيدة الصحابة‪.‬‬

‫س‪ 18‬هل إمامة األئمة االثين عشر منصب إلهي؟‬


‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬
‫بدليل‬
‫ِ‬ ‫ليســت إمامة علي أو أحد أبن�ائه منصبا إلهيا‪،‬‬
‫(((‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ْ‬
‫علي ‪« :‬دع ِون وال ِتمســوا غــري» ‪ ،‬بل‬ ‫قــول ِ‬
‫كأحد ُك ْ‬ ‫ُ‬
‫تركت ُموين فأنا َ‬
‫ــم‪ ،‬ولعلي‬ ‫ِ‬ ‫قال ‪« :‬وإن‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫أســمعكم وأطوعكم ِلمن وليتموه أمركــم‪ ،‬وأنا لكم‬

‫((( «نهج البالغة» للشريف الريض (‪.)181/1‬‬

‫‪23‬‬
‫أمريا»(((‪ ،‬وقــال ‪ ‬لطلحة‬ ‫خري لكم مين ً‬ ‫وزيرا ٌ‬‫ً‬
‫ْ‬
‫«وهللا ما كانت يل يف‬
‫ِ‬ ‫والزبــر بعــد بيعته باخلالفة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الوالية إربة‪ ،‬ولكنكم دعوتموين‬
‫ِ‬ ‫اخلالف ِة رغبــة‪ ،‬وال يف‬
‫ُ‬
‫إلي َها‪ ،‬وحملتموين عليها» ‪.‬‬
‫ْ َ (((‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫فهذه كتب القوم تشهد عليهم برفض ٍّ‬


‫علي لإلمامة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫مما يدل على أن إمامته ليست ركنا وال يوجد دليل‬
‫ً‬
‫عليها‪ ،‬فأين ذلك ممن جعلها ركنا من أركان اإلسالم؟!‬
‫ٌّ‬
‫فعلي استجاب ألمر أيب بكر وســمع له وأطاع‪ ،‬مما‬
‫يبني أنه أقر له خبالفته عليه‪.‬‬

‫َ‬
‫س‪ 19‬لماذا َحصرت الشيعة اإلمامة يف أوالد احلسني دون‬
‫أوالد احلسن ‪‬؟‬
‫من األسئلة املحرية اليت ال جتد فيها عند الشيعة ً‬
‫جوابا‬
‫شافيا َي ْر ِوي ظمأك‪ ،‬أن اإلمامة يف أوالد احلسني دون‬
‫ً‬

‫أوالد احلسن‪ ،‬مع أن احلســن واحلسني متساويان‪،‬‬

‫(( ( «نهج البالغة» للشريف الريض (‪.)182/1‬‬


‫((( «نهج البالغة» للشريف الريض (‪.)184/1‬‬

‫‪24‬‬
‫ِّ َ‬
‫سيدا شباب أهل اجلنة‪ ،‬وكالهما ‪-‬على حسب‬ ‫فهما‬
‫معتقد الشــيعة‪ -‬معصــوم َ‬
‫يوح إليــه‪ ،‬وأبوهما ٌّ‬
‫علي‬
‫ً‬
‫جميعــا‪ ،‬فلماذا‬ ‫وأمهمــا فاطمــة رضــوان هللا عليهــم‬
‫كانت اإلمامة يف ذرية احلســن دون ذرية احلسن‬
‫‪‬؟!‬

‫س‪ 20‬هل تصح خالفة املستضعف؟‬

‫روى الشــيعة يف كتبهم روايات تــدل يف مجموعها‬


‫علي ‪ ‬عــن نصرة‬ ‫علــى ُجنب وضعف وختــاذل ّ‬
‫ُ‬
‫أهــل بيت�ه‪ ،‬منها‪ :‬ســکوته ‪ ‬عن ضرب زوجته‬
‫وإسقاط جنينها‪ ،‬والهجوم على بيت�ه وإحراقه!(((‪.‬‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ابنت ِ�ه عندما سأله أن‬
‫ومنها‪ :‬غصب عمر ‪ ‬فرج ِ‬
‫ٌ‬ ‫يزوج ُــه إياها‪ ،‬فرد عليه ّ‬
‫َ‬
‫علــي ‪« :‬إنها صغرية»‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫وعجز أن يقول له‪ :‬ال أزوجها ملغتصب إماميت‪.‬‬

‫((( مع أن القصة مكذوبة باعرتاف املحققني من علماء الشيعة‪،‬‬


‫لكن ال زال معممو الشــيعة يوهمون بهذه األمور أتب�اعهم حىت‬
‫يوغروا صدورهم على أصحاب رسول هللا ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ً‬
‫فمن لم يكن أهل حلماية بيت�ه‪ ،‬وأهل بيت�ه‪ ،‬ونســائه‪،‬‬
‫ً‬
‫فكيف يكون أهل حلماية األمة اإلســامية‪ ،‬والدفاع‬
‫عن أعراضها؟!‬

‫ريض هللا عن علي‪ ،‬وحاشاه من هذه الصفات الذميمة‬


‫اليت يصوره بها الشيعة يف كتبهم‪.‬‬

‫س‪ 21‬هل حتدثت سورة (املؤمنون) أو أي من السور املكية‬


‫عن اإلمامة‪ ،‬أو الوالية ألهل البيت؟‬

‫سورة املؤمنون سورة مكية‪ ،‬والسور املكية اليت يغلب‬


‫الع ِقيدة‪ ،‬فتلك الســور نزلت لتوضح‬ ‫عليهــا تأصيل َ‬
‫َ‬
‫واض ٍح‪ ،‬وكان‬‫جبالء ِ‬
‫ٍ‬ ‫العقيدة للمســلمني‪ ،‬وتبينها لهم‬
‫ك ُف ُــر ُ‬
‫منکرهُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫مــن َ‬
‫املفرتض أن موضوعا کاإلمامة ‪-‬ي‬
‫عند الشــيعة‪ -‬جنده يف ســورة املؤمنون أو يف أي سورة‬
‫قريب‪ ،‬مما‬
‫ٍ‬ ‫بعيد أو‬
‫مكيــة أخرى‪ ،‬وهذا ما لم جنده من ٍ‬
‫يوضح لنا أن اإلمامة ليســت من أصول العقائد‪ ،‬وال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من أصــول الدين اليت بينت يف القــرآن بي�انا واضحا‪،‬‬
‫وال وجود لها إال عند الشيعة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫َّ‬
‫س‪ 22‬هل بلغ علي ‪ ‬الصحابة والتابعني ومن بعدهم‬
‫بأدلة إمامته اليت يستدل بها الشيعة اآلن؟‬
‫ْ‬
‫فــإن قالت الشــيعة‪ :‬نعــم! ألزمناهم باإلتيــ�ان بهذه‬
‫األدلة‪ ،‬ولماذا لم يصل إلين�ا منها يشء ؟ وإن قالوا‪ :‬ال‪،‬‬
‫ُ‬
‫فقد َب َطلت إمامة األئمة؛ ألن الناس ال تعرفهم‪.‬‬

‫س‪ 23‬هل أوىص ٌّ‬


‫علي ‪ ‬باخلالفة ألحد أبن�ائه من‬
‫بعده؟‬
‫يوص ٌّ‬
‫علي ‪ ‬باخلالفة من بعده ألحد أبن�ائه‪،‬‬ ‫لم ِ‬
‫بل قال يف وصيت�ه ‪-‬كما جاء نصها يف كتاب «مروج‬
‫الذهب» للمســعودي‪ ،‬وهو مــن خواصهم باعرتاف‬
‫علمائهم(((‪« :-‬ودخل عليه الناس يســألونه‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫يا أمري املؤمنني‪ ،‬أرأيت إن فقدناك‪ ،‬وال نفقدك‪ ،‬أنب�ايع‬
‫احلسن؟ قال‪ :‬ال آمركم وال أنهاكم‪ ،‬وأنتم أبصر‪ ،‬ثم‬

‫((( «روضــة املتقني» للمجليس (‪« ،)106/19‬روضات اجلنات»‬


‫للخونســاري (‪« ،)281/4‬منتهــى اآلمــال» لعبــاس القــي‬
‫(‪« ،)391/14‬السرائر» للحلي (‪.)65/1‬‬

‫‪27‬‬
‫دعا احلسن واحلســن‪ ،‬فقال لهما‪ :‬أوصيكما بتقوى‬
‫َ‬ ‫تبغ َيا الدني�ا وإن َبغ ْت ُ‬
‫ك َما‪ ،‬وال تأســفا‬
‫َ‬
‫هللا وحــده‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫علــى يشء منها‪ ،‬قــول احلــق‪ ،‬وارحما اليتيــم‪ ،‬وأعين�ا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خصما وللمظلوم عونا‪...‬‬ ‫الضعيف‪ ،‬وكونا للظاملني‬
‫فقال له رجل من القوم‪ :‬أال تعهد يا أمري املؤمنني؟ قال‪:‬‬
‫ال‪ ،‬ولكين أتركهم كما تركهم رســول هللا‪ .‬فقال‪ :‬فماذا‬
‫تقول لربك إذا أتيت�ه؟ قال‪ :‬أقول‪ :‬اللهم إنك أبقيتين‬
‫فيهم ما شئت أن تبقيين‪ ،‬ثم قبضتين وتركتك فيهم‪،‬‬
‫فإن شئت أفسدتهم‪ ،‬وإن شئت أصلحتهم‪.(((»...‬‬

‫فيظهــر من النص أنه ‪ ‬لم يــوص باخلالفة أو‬


‫ً‬
‫جميعا‪.‬‬ ‫اإلمامة ألحد من أبن�ائه رضوان هللا عليهم‬

‫س‪ 24‬هل تتوفر شروط اإلمامة عند الشيعة باملفهوم‬


‫الشيعي يف علي ‪‬؟‬

‫عن أيب احلســن علي بن موســی الرضا قــال‪« :‬لإلمام‬


‫عالمات‪ :‬يكون أعلم الناس‪ ،‬وأحكم الناس‪ ،‬وأتقى‬

‫((( «مروج الذهب» (‪.)413/2‬‬

‫‪28‬‬
‫النــاس‪ ،‬وأحلــم النــاس‪ ،‬وأشــجع النــاس وأســى‬
‫الناس‪.(((»...‬‬
‫ً‬
‫شجاعا‪ ،‬ويف نفس‬ ‫فمن صفات اإلمام لديهم أن يكون‬
‫الوقت ينفون عن علي ‪ ‬صفة الشــجاعة‪ ،‬بل‬
‫وأهانــوه‪ ،‬وصغــروه‪ ،‬واحتقــروه‪ ،‬ونســبوه إىل اجلنب‬
‫والذل‪ ،‬واتهموه بالتذلل واملسكنة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وهذه جملة من رأيهم فيه‪:‬‬
‫فقد زعموا أن عمر غصب ابن�ة علي‪ ،‬ولم يستطع ٌّ‬
‫علي‬
‫أن يمنعه من ذلك‪ ،‬كما قال محدثهم الكليين‪« :‬إن‬
‫أبا عبد هللا قال يف تزويج أم كلثوم بنت علي‪ :‬إن ذلك‬
‫ُ‬
‫فرج غ ِصبن�اه»(((‪.‬‬
‫بل وزعموا أن ًّ‬
‫عليا لم يكن يريد أن يزوج ابنت�ه أم كلثوم‬
‫من عمر‪ ،‬ولكنه خافه‪ ،‬فوكل عمه العباس؛ لزيوجها‬
‫له‪.‬‬

‫(( ( « َمن ال حيضره الفقيه» للصدوق (‪.)419 – 418/4‬‬


‫((( «الكايف» (‪.)346/5‬‬

‫‪29‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قــال المجلــي‪« :‬وقوله‪( :‬فقــد أخربــا بيت النبوة)‬
‫إشــارة إىل ما فعله األول والثــاين مع علي وفاطمة من‬
‫َ َ‬
‫ــاد ُاه قهراً‬‫اإليــذاء‪ ،‬وأرادا إحــراق بيت علــي بالنار‪ ،‬وق‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫کاجلمــل املخشــوش‪ ،‬وضغطــا فاطمــة يف بابها حىت‬ ‫ِ‬
‫سقطت بمحسن»(((‪.‬‬

‫وقالــوا‪ :‬إن أبا بكر ‪ ‬لما بويع باخلالفة‪ ،‬وأنكر‬


‫ٌّ‬
‫علي خالفته‪ ،‬وامتنع عن بيعته‪ ،‬قال أبو بكر لقنفذ‪:‬‬
‫ارجع‪ ،‬فإن خرج وإال فاقتحمــوا عليه بيت�ه‪ ،‬وإن امتنع‬
‫فأضــرم عليهم بيتهــم النــار‪ ،‬فانطلق قنفــذ امللعون‪،‬‬
‫علي ‪ ‬إىل‬ ‫فاقتحــم هو وأصحابه بغري إذن‪ ،‬وثار ٌّ‬
‫سيفه‪ ،‬فسبقوه إليه وكاثروه‪ ،‬فتن�اول بعض سيوفهم‬
‫ً‬
‫فألقــوا يف عنقه حبــا‪ ،‬وحالت بين�ه وبينهــم فاطمة‬
‫‪ ‬عنــد باب البيت‪ ،‬فضربهــا قنفــذ امللعون‬
‫بالســوط‪ ،‬فماتت حني ماتــت وإن يف عضدها كمثل‬
‫ٍّ‬ ‫َْ‬
‫الدملج من ضربت�ه لعنه هللا‪ ،‬ثم انطلق بعلي ‪‬‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ ً‬
‫يعتل عتــا –أي‪ :‬جير جرا عنيفا– حىت انتهى به إىل أيب‬
‫بكــر‪ ...‬إىل أن قال‪ :‬فنادى ٌّ‬
‫علــي ‪ ‬قبل أن يب�ايع‬

‫((( «حبار األنوار» (‪.)82/64‬‬

‫‪30‬‬
‫واحلبــل يف عنقــه‪ :‬يا ابــن أم! إن القوم اســتضعفوين‬
‫وكادوا يقتلونين»(((‪ ،‬وغريها الكثري مــن رواياتهم يف‬
‫علي ‪.‬‬ ‫الطعن يف ٍّ‬

‫فهذا هو علي بن أيب طالب يف نظر الشيعة‪ ،‬وهكذا‬


‫مذعورا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ملبب�ا‪ ،‬فهل يســتحق‬ ‫يصورونــه جبانا‪ ،‬خائفا‬
‫ً‬
‫مستوفيا لشروطها على مزاعمهم؟‬ ‫أن يكون ً‬
‫إماما‬

‫س‪ 25‬لماذا كان يقع اخلالف بني الشيعة بعد وفاة كل إمام؟‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫دأب الشيعة على اخلالف فيما بينهم‪ ،‬ولم يتفقوا يف‬
‫زمن من األزمان‪ ،‬خاصة بعد وفاة كل إمام ‪-‬باعرتاف‬
‫أئمتهم‪ ،-‬وهذا ثابت يف كتبهم‪ ،‬ککتاب «فرق الشيعة‬
‫للنوخبــي»‪ ،‬فاملشــهور لديهــم أن اإلمامــة أصــل من‬
‫أصــول الدين‪ ،‬بل منصوص على األئمة االثين عشــر‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بأسمائهم‪ ،‬فلماذا كان حيدث بينهم اخلالف دائما بعد‬
‫وفاة كل إمام طالما هناك نصوص بأسمائهم؟!‬

‫((( سليم بن قيس (ص‪ 84‬و‪.)89‬‬

‫‪31‬‬
‫س‪ 26‬إذا كان ٌّ‬
‫علي ‪ ‬يعتقد أنه إمام منصب من هللا‬
‫ويجب على الناس طاعته‪ ،‬فلماذا لم يقم بنصرة تلك‬
‫اإلمامة‪ ،‬واجلهاد بالنفس والمال والولد‪ ،‬بل والهجرة‬
‫ألجلها كما فعل رسول هللا ‪‬؟‬
‫من املعلــوم أن األنبيــ�اء َي ُ‬
‫نصرون دعوتهــم‪ ،‬ويب�ذلون‬
‫المال والنفس يف سبي�ل إيصالها للناس‪ ،‬بل ُ‬
‫ويكرثون‬
‫من الوســائل يف الدعوة إىل هللا ما بني السر إىل اجلهر‬
‫كما يف فعل نوح ‪ ،‬وهود ‪ ،‬وكذا كان‬
‫الدعــاة إىل هللا ينوعــون وســائلهم يف إيصال دعوتهم‬
‫ً‬
‫علي ‪ ‬لم يتخــذ طريقا أو‬ ‫إىل النــاس‪ ،‬فما بــال ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نهجــا واحدا يف الدعوة إىل إمامتــه أو إمامة أحد أبن�ائه‬
‫مــن بعده‪ً ،‬‬
‫بدءا من وفاة النيب ‪ ‬حىت موته‬
‫‪‬؟‬

‫‪32‬‬
‫س‪ 27‬لماذا ادعى (مسيلمة ‪ -‬وطليحة ‪ -‬واألسود العنيس‬
‫– وسجاح) النبوة بعد وفاة النيب ‪ ‬ولم‬
‫َّ‬
‫يدعوا اإلمامة؟‬

‫فلو كانت هناك إمامة بعد النيب ‪ ‬وأوصياء‬


‫َّ‬
‫لكان هؤالء أوىل أن يدعوا ذلك األمر حىت جتتمع عليهم‬
‫الناس‪ ،‬لكنهم علمــوا أن النيب ‪ ‬لم ينص‬
‫علــى أحــد بعــده‪ ،‬فــأرادوا أن ين�ازعوه يف مقــام النبوة‬
‫ال اإلمامة‪.‬‬

‫س‪ 28‬هل يدل قول النيب ‪ ‬لعلي ‪:‬‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ِّ ْ َ َ‬
‫بمنل ِة هارون ِمن موسی» على إمامة ِ‬
‫علي‬ ‫«أنت ِمن ِ‬
‫‪ ،‬أو خالفته بعد النيب ‪‬؟‬

‫ابن حــزم رحمــه هللا تعاىل‪،‬‬ ‫يب عــن هذا الســؤال ُ‬ ‫جي ُ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫يوجب له فضــا على من ســواه‪،‬‬ ‫فيقــول‪« :‬وهــذا ال ِ‬
‫ــل ْأم َر‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫وال اســتحقاق اإلمامــة بعــده؛ ألن هــارون لم َ‬

‫‪33‬‬
‫بين إســرائي�ل بعد مــوىس ‪ ،(((‬وإنما ويل األمر‬
‫وصاحب ُه الذي سافر‬
‫ُ‬ ‫بن نون‪ُ ،‬‬
‫فتاه‬ ‫يوشــع ُ‬
‫ُ‬ ‫بعد موسی‬
‫َ‬
‫معه يف طلب اخل ِضر ‪ ،‬كما ويل األمر بعد‬
‫رســول هللا ‪ ‬صاحبه يف الغار الذي ســافر‬
‫معه إىل املدين�ة‪ ،‬وإذا لم يكن علي ‪ًّ ‬‬
‫نبي�ا كما كان‬ ‫ِ‬
‫هارون ًّ‬
‫نبي�ا‪ ،‬وال كان هارون خليفة على بين إسرائي�ل‬
‫بعد موت موىس‪ ،‬فصح أن كونه من رسول هللا بمزنلة‬
‫هارون من موىس إنما هو يف القرابة فقط(((‪.‬‬
‫ً‬
‫وأيضــا‪ :‬فإنمــا قال لــه رســول هللا ‪ ‬هذا‬
‫القــول لما اســتخلفه على املدين�ة يف غزوة تبوك‪ ،‬ثم‬
‫ً‬
‫قد استخلف قبل تبوك وبعد تبوك يف أسفاره رجال‬
‫سوى علي‪ ،‬فصح أن هذا االستخالف ال يوجب لعلي‬
‫ً‬
‫‪ ‬فضل على غريه‪ ،‬وال والية األمر بعده‪ ،‬كما لم‬
‫يوجب ذلك لغريه من املستخلفني»(((‪.‬‬

‫((( بل مات قبل موىس ‪.‬‬


‫((( أو قــال لــه هــذا لتخلفه عنــه يف تبوك‪ ،‬فحــزن ٌّ‬
‫علــي‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫«خلفتين يف النساء والصبي�ان»‪.‬‬
‫((( «الفصل يف امللل واألهواء والنحل» (‪.)۱۳/۳‬‬

‫‪34‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫س‪ 29‬م ِن الثلة املقصودة بقوله تعاىل‪ ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪]14-10:¶[ ﴾    ‬؟‬
‫ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫ال خيفى على أحد أن الشــيعة كفروا جل الصحابة‪،‬‬
‫وقالــوا بردتهــم بعد موت النــي ‪ ،‬ويعد‬
‫ً‬
‫تكذيبــ�ا للقــرآن‪ ،‬خاصــة قولــه تعاىل‪:‬‬ ‫قولهــم هذا‬
‫﴿‪      ‬‬
‫‪﴾         ‬‬
‫[¶‪ ،]14-10:‬فالثلة يف اللغة العدد الكثري‪.‬‬

‫وإليكم بعض تفاسري الشيعة لهذه اآلية‪:‬‬


‫َّ‬
‫جاء يف «تفســر القرآن» لعلي بن إبراهيم القيم املتوف‬
‫يف القــرن الرابــع الهجــري قولــه‪﴾  ﴿« :‬‬
‫[¶‪ ]13:‬من الطبقة األوىل اليت كانت مع النيب‬
‫‪.(((»‬‬

‫((( «تفسري القيم» (‪.)349/2‬‬

‫‪35‬‬
‫وجــاء يف «مجمــع البي�ان يف تفســر القــرآن» للطربيس‬
‫املتــوىف يف القــرن اخلامــس الهجــري قولــه‪« :‬وذهب‬
‫ً‬
‫جميعا من هــذه األمة‪ ،‬وهو‬ ‫جماعة منهــم أن الثلتني‬
‫قول مجاهد والضحاك‪ ،‬واختي�ار الزجاج‪ ،‬وروي ذلك‬
‫ً‬
‫مرفوعــا عــن ســعيد بــن جبري‪ ،‬عــن ابن عبــاس‪ ،‬عن‬
‫النيب صلى هللا عليــه وآله أنه قال‪ :‬جميع الثلتني من‬
‫أميت»(((‪.‬‬

‫وجاء يف «تفسري املتألهني» للشــرازي املتوىف يف القرن‬


‫احلادي عشر‪« :‬قال احلسن‪ :‬ســاب ُقو َ‬
‫األم ِم الماضية‬ ‫ِ‬
‫أكرث من ســابقي هذه األمة‪ ،‬وتابعو األمم الماضية‬
‫مثل تابعــي هذه األمة‪ ،‬ويوافقه قــول مقاتل وعطاء‪،‬‬
‫ً‬
‫جميعا من‬ ‫وجماعة من املفسرين‪ ،‬واألرجح أن الثلتني‬
‫ً‬
‫هــذه األمة‪ ،‬كما دل عليــه احلديث املنقول آنفا‪ ،‬وهو‬
‫(((‬ ‫ً‬
‫أيضا قول مجاهد والضحاك واختي�ار الزجاج» ‪.‬‬

‫(( ( «مجمع البي�ان» (‪.)365/9‬‬


‫((( «تفسري املتألهني» (‪.)55/7‬‬

‫‪36‬‬
‫وجاء يف «تفســر القرآن» للطباطبــايئ املتوىف يف القرن‬
‫اخلامس عشــر‪« :‬وفيه أخرج مسدد يف مسنده‪ ،‬وابن‬
‫املنــذر والطرباين وابن مردويه بســند حســن‪ ،‬عن أيب‬
‫بكرة‪ ،‬عن النيب ‪ ‬يف قوله تعاىل‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ]40-39:¶[ ﴾    ‬قــال‪:‬‬
‫ً‬
‫جميعا من هذه األمة»(((‪.‬‬ ‫هما‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫إذا من كفر جموع الصحابة فقد كذب القرآن الكريم‬
‫ال محالة‪.‬‬

‫س‪ 30‬أيهما أحق بالسؤال عنه‪ :‬اإلمامة‪ ،‬أم هذه املسائل؟‬

‫﴿‪.]189:^[ ﴾  ‬‬

‫﴿‪.]215:^[ ﴾  ‬‬

‫﴿‪.]217:^[ ﴾     ‬‬

‫﴿‪.]219:^[ ﴾  ‬‬

‫((( «املزيان» (‪.)129/19‬‬

‫‪37‬‬
‫﴿‪.]220:^[ ﴾   ‬‬

‫﴿‪.]222:^[ ﴾  ‬‬

‫﴿‪.]4:a[ ﴾   ‬‬

‫﴿‪.]187:c[ ﴾    ‬‬

‫﴿‪.]1:d[ ﴾  ‬‬

‫﴿‪.]85:m[ ﴾  ‬‬

‫﴿‪.]83:n[ ﴾   ‬‬

‫﴿‪.]105:p[ ﴾  ‬‬

‫﴿‪.]42:Î[ ﴾‬‬
‫َ‬
‫يسأل املسلمون رسول هللا ‪ ‬عن‬
‫ِ‬ ‫لماذا لم‬
‫اإلمامة؛ لكي يعرفوا أصول دينهم؟ وهل السؤال عن‬
‫املحيض وغريه أهم من اإلمامة؟! أال يدل هذا على أن‬
‫هــذه اإلمامة ال وجود لها؟ هل كان علي بن أيب طالب‬

‫‪38‬‬
‫ًّ‬
‫وليا على املؤمنني أم على الكافرين؟ أين املنصفون‬
‫مــن هذه التســاؤالت اليت لــو تدبرها من له مســحة‬
‫عقل الهتدى إىل الصواب؟!‬

‫س‪ 31‬هل استنكر وفد من الوفود اليت أتت تب�ايع أبا بكر‬
‫‪ ‬بيعته؟‬

‫كمــا هو معلوم أن الوفود من كل نوايح جزيرة العرب‬


‫أتــت تب�ايع خليفــة رســول هللا ‪ ،‬فلماذا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لم يســتنكر وفد من هذه الوفود تويل أيب بكر اخلالفة‬
‫إن كان األحق بها ًّ‬
‫عليا؟! بل لم يســتنكر أي رجل ممن‬
‫ُ‬
‫حضر غدير خم ‪-‬وكانوا على زعم الشيعة أكرث من مئة‬
‫ألف‪ ،-‬ولم يعلن وفد من هذه الوفود أن ًّ‬
‫عليا أحق بها‬
‫بقول النيب ‪.‬‬

‫س‪ 32‬هل أمرنا هللا يف كتابه بطاعة األئمة االثين عشر؟‬

‫لقد أمرنا هللا تعاىل يف كتابه بطاعتــه وبطاعة النيب‬


‫ً‬ ‫َّ‬
‫‪ ،‬وبطاعة أويل األمر منا‪ ،‬ولم يذكر شــيئ�ا‬
‫ُ‬
‫يف طاعة األئمة االثين عشــر‪ ،‬بل أمرنــا عند التن�از ِع يف‬

‫‪39‬‬
‫أمــر أن نرده إىل هللا وإىل الرســول‪ ،‬ولــم يأمرنا برده إىل‬
‫األئمــة؛ حيــث قــال‪    ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ،]59:`[ ﴾   ‬فأيــن النــص‬
‫املحكم من القرآن الكريم بطاعة األئمة االثين عشر؟!‬

‫س‪ 33‬ما تفسري قوله تعاىل‪،﴾   ﴿ :‬‬


‫يف قوله تعاىل‪       ﴿ :‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪]10:¸[ ﴾‬؟‬
‫ً‬
‫هذه اآلية أيضا مما ينســف مزاعم الشيعة يف تكفري‬
‫الصحابة بســبب اإلمامــة املزعومــة‪ ،‬فإن هللا ‪‬‬
‫وعد الصحابة الذين أنفقوا قبل فتح مكــة أو بعده‬

‫‪40‬‬
‫باجلنة‪ ،‬فلم يرتدوا بعد موت النيب ‪ ،‬ولم‬
‫يؤذوه يف أهل بيت�ه‪.‬‬

‫يقول الطباطبايئ يف تفســره «املزيان» عند هذه اآلية‪:‬‬


‫«وقوله‪ ﴾   ﴿ :‬أي‪ :‬وعد هللا املثوبة‬
‫احلسىن كل من أنفق وقاتل قبل الفتح‪ ،‬أو أنفق وقاتل‬
‫َ‬
‫أعظــم درجة من‬ ‫بعده‪ ،‬وإن كانــت الطائفــة األوىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الثاني�ة‪ ،‬وفيه تطييب لقلوب املتأخرين إنفاقا‪ ،‬وقتال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن لهم نيلا من رحمته وليسوا بمحرومني مطلقا‪ ،‬فال‬
‫موجب ألن يي�أسوا منها وإن تأخروا»(((‪.‬‬

‫ويقــول الطــريس يف «مجمــع البي�ان»‪ ...« :‬ثم ســوى‬


‫ســبحانه بــن اجلميــع يف الوعــد باخلــر والثواب يف‬
‫اجلنــة‪ ،‬فقــال‪ ،﴾   ﴿ :‬أي‪ :‬اجلنة‬
‫والثواب فيها‪ ،‬وإن تفاضلوا يف مقادير ذلك»(((‪.‬‬
‫َ‬
‫مــع العلم أن هذه اآلية ال تعطــي للصحابة العصمة؛‬
‫إذ ال عصمة إال للنيب ‪ ،‬ولكــن ختربنا أن‬

‫(( ( «املزيان» (‪.)154/19‬‬


‫((( «مجمع البي�ان» (‪.)386/9‬‬

‫‪41‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫الصحابة كلهم يف اجلنة‪ ،‬فهم ليســوا كفارا كما يدعي‬
‫الشيعة‪.‬‬

‫علي وأهل البيت شورى أم تنصيبٌ‬ ‫ُ‬


‫اخلالفة عند ٍّ‬ ‫س‪ 34‬هل‬
‫إلهي؟‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫قال ٌّ‬
‫علي ‪« :‬إنما الشورى للمهاجرين واألنصار؛‬
‫وسم ْوه ً‬
‫إماما كان ذلك هلل‬ ‫فإن اجتمعوا على رجل‪َّ ،‬‬
‫ً‬
‫رض»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫وقــال أيضا‪« :‬بايعين القوم الذيــن بايعوا أبا بكر وعمر‬
‫وعثمان‪ ،‬فلم يكن للشــاهد أن خيتار‪ ،‬وال للغائب أن‬
‫يرد»(((‪.‬‬

‫ثم لماذا اشــرط احلســن على معاوية أن يكون األمر‬


‫من بعده شورى؟ فقد جاء يف كتب الشيعة أن احلسن‬
‫يف شــروطه على معاوية قــال‪« :‬وليس ملعاوية بن أيب‬

‫(( ( «نهج البالغة» (‪.)367‬‬


‫((( «نهج البالغة» (‪.)366‬‬

‫‪42‬‬
‫ً‬
‫ســفيان أن يعهــد إىل أحد من بعده عهدا‪ ،‬بل يكون‬
‫األمر من بعده شورى بني املسلمني»(((‪.‬‬

‫هل يوجد ٌّ‬


‫نص على إمامة ّ‬
‫علي ‪ ‬لم يعلمه النيب‬ ‫س‪35‬‬
‫‪‬؟‬

‫علي‬ ‫ز‬ ‫جــاء يف (البحــار) للمجلــي أنــه‪« :‬عندمــا َ‬


‫بــر‬
‫ِ‬
‫ٍّ‬
‫‪ ‬ملبــارزة عمــرو بــن ُود يــوم اخلندق ‪-‬وكان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صنديدا من صناديد قريش‪ ،‬وفارســا من فرســانها‪-‬‬
‫رفع النيب ‪ ‬يديه إىل الســماء بمحضر من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬
‫أصحابه وقال‪ :‬اللهم إنك أخذت مين حمزة يوم أحد‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وعبي�دة يوم بدر‪ ،‬فاحفظ اليوم علي عليا‪ ،‬رب ال تذرين‬
‫(((‬ ‫ًْ‬
‫فردا وأنت خري الوارثني» ‪.‬‬

‫فمــن يدقــق يف أقــوال الشــيعة وعلمائهــم يراهم قد‬


‫أشــاروا بوضوح إىل قلق النــي ‪ ‬على ِ‬
‫علي‬
‫يوم اخلندق‪.‬‬

‫(( ( «الفصــول املهمة يف معرفة األئمة» لعلي بــن محمد بن أحمد‬


‫المالكي (‪« ،)726/2‬الفتوح» البن أعثم الكويف (‪.)291/4‬‬
‫((( «حبار األنوار» للمجليس (‪.)215/20‬‬

‫‪43‬‬
‫ولو ســلمنا لهذه الروايات ‪-‬مع بطالنها‪ -‬لدل ذلك‬
‫علــى أنه لو وجــد نص على خالفة ٍّ‬
‫علــي أو إمامته لما‬
‫خاف عليــه النــي ‪ ‬يــوم اخلنــدق‪ ،‬ولما‬
‫دعا هللا أن حيميه وحيفظه‪ ،‬فكيف خياف على من علم‬
‫أنه ســيكون اخلليفة بعده من قبل أن خيلق هللا آدم‬
‫بأربعني ألف سنة((( حسب مزاعمهم؟!‬

‫س‪ 36‬هل صلى ٌّ‬


‫علي ‪ ‬بالناس أيام مرض النيب‬
‫‪‬؟‬

‫جــاء يف «الصحيح» أن رســول هللا ‪ ‬قال‪:‬‬


‫(((‬ ‫ُ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ ِّ َّ‬
‫«مر وا أبا بك ٍر فليصل ِبالن ِاس» ‪ ،‬وال شــك أن هذا‬
‫األمر فيه َه ْد ٌم لعقيدة اإلمامة عند الشيعة؛ ألن علياًّ‬

‫إمام أليب بكر ‪ ،‬فكيف أصبح‬ ‫‪ ‬عندهم ٌ‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫مأمومــا؟! فهــل يملك الشــيعة دليــا ‪-‬ولو‬ ‫اإلمــام‬
‫«م ُــر وا ً‬
‫ضعيفــا‪ -‬يقول فيــه النيب ‪ُ :‬‬ ‫ً‬
‫عليا‬
‫َ ْ ُ َ ِّ َّ‬
‫فليصل ِبالن ِاس»؟!‬

‫(( ( «حبار األنوار» للمجليس (‪.)24/25‬‬


‫((( رواه البخاري (‪ ،)133/1‬رقم (‪.)664‬‬

‫‪44‬‬
‫ُّ َّ‬
‫س‪ 37‬هل استدل أحد األئمة االثين عشر بالقرآن‪ ،‬أو السنة‬
‫على أحقيت�ه باإلمامة؟‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫الشــيعة على إمامة أئمتهم حبديث‬
‫ِ‬ ‫يستش ِــهد علماء‬
‫َ‬
‫الكســاء وغريها‪،‬‬
‫الغديــر‪ ،‬وحديث الثقلني‪ ،‬وحديث ِ‬
‫بالرغــم مــن أنه ال يوجــد أحد من األئمة االثين عشــر‬
‫‪-‬وعلى رأسهم علي بن أيب طالب– استشهد ولو مرة‬
‫واحدة ِّ‬
‫بأي حديث من األحاديث السابقة أو بغريها‪،‬‬
‫أو بآيــة من القرآن علــى أحقيت�ه بالواليــة‪ ،‬أو اإلمامة‬
‫املنصوص عليها بعد النيب ‪ ‬كما يزعمون‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬


‫وذكر أحوالهم أهم من‬ ‫س‪ 38‬هل قصص بين إسرائي�ل‪ِ ،‬‬
‫معتقد اإلمامة؟‬
‫َ‬
‫الناظر يف كتاب هللا تعاىل جيد أن قصة بين إســرائي�ل‬
‫ً‬
‫موضعا‪ ،‬بل وذكر هللا يف‬ ‫َّ‬
‫تكــررت يف أكرث من أربعني‬
‫كتابه مواقف كثرية حدثت معهم ومع أنبي�ائهم‪ ،‬حىت‬
‫شــأن بقرتهم‪ ،‬ذكره ألســباب ليس هنا مكان ذكرها‪،‬‬
‫ومــع ذلك لم جند القرآن حتدث يف آية محكمة أو حىت‬

‫‪45‬‬
‫متشــابهة عن مفهوم اإلمامــة‪ ،‬أو والية األئمة االثين‬
‫عشــر‪ ،‬مع أن األخري معتقد عند القــوم ال يقوم الدين‬
‫إال به‪ ،‬وما ذاك إال أنه ليس من الدين يف يشء‪.‬‬

‫س‪ 39‬هل طالب النيب ‪ ‬أمته‪ ،‬أو املشركني‬


‫باإليمان بإمامة علي؟‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫لم يرد حديث عن النــي ‪ ‬يأمر فيه أمته‪،‬‬
‫أو املشــركني أو املبايعني أثن�اء دعوته لهم باإليمان‬
‫بمعتقد اإلمامة‪ ،‬أو الوالية‪.‬‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫بل لم ِيرد ذكر اإلمامة يف أهــم خطبة خطبهــا النيب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬وهــي خطبة الــوداع‪ ،‬فهل فعــا إمامة‬
‫علي ‪ ‬وأبن�ائه من أركان اإلسالم كما يزعمون؟!‬
‫ِ‬

‫س‪ 40‬هل اإلمامة باملفهوم الشيعي ضرورية؟‬


‫ً‬
‫اإلمامــة ليســت ضروريــة‪ ،‬واعتقــاد الشــيعة أنهــا‬
‫ضرورية باطل من وجهني‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫الوجــه األول‪ :‬أنن�ا اآلن نعيش فوق ألف ســنة بدون‬
‫إمامة‪ ،‬ويمكن أن نعيش بايق العمر بدونها‪ ،‬ولو كانت‬
‫ضرورية‪ ،‬أو الزمة فكيف نعيش ما يزيد على ألف‬
‫ســنة بدونها‪ ،‬وقد قالوا‪« :‬بدون إمام مفرتض الطاعة‬
‫تسيخ األرض»‪ ،‬فجاء الواقع العملي فأثبت كذب‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫الوجه الثاين‪ :‬أنن�ا ال نرى فرقا بني الفرتات اليت يزعمون‬
‫ً‬
‫أن فيهــا أئمة ‪-‬حاضرين غــر غائبني‪ -‬عن الفرتات‬
‫اليت ليس فيها أئمة‪ ،‬فقد اعتقدوا أن أبا بكر اغتصب‬
‫اخلالفــة مع وجــود إمــام‪ ،‬ويزيــد اغتصب اخلالفة‬
‫مع وجــود إمام‪ ،‬وتم التنــ�ازل ملعاوية عن اخلالفة مع‬
‫وجود إمام‪ ،‬وحصل ظلم‪ ،‬ففيم ختتلف الفرتات اليت‬
‫ُ َ‬
‫وجد فيها إمام عن الفرتات اليت ف ِقد فيها اإلمام؟‬

‫بل بالعكس‪ ،‬فمع وجود اإلمام يزداد الظلم والقهر‪،‬‬


‫ٌ َََ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ومع غيابه يكون للشيعة دولة وقوة ومنعة‪ ،‬وعليه‬
‫فــا فرق بــن وجود اإلمــام وعدمه ًّ‬
‫عمليــا‪ ،‬إال أنه مع‬

‫‪47‬‬
‫ّ‬
‫وجوده يزداد الظلم وال َي ِقل‪ ،‬وبذلك تبطل عقيدتهم‬
‫يف اإلمامة املتوهمة‪.‬‬

‫ً‬
‫مطيعا للخليفة األول أيب بكر الصديق؟‬ ‫س‪ 41‬هل كان ٌّ‬
‫علي‬
‫عليا ‪ ‬كان مطيعاً‬ ‫الثاب ُت يف كتب الشــيعة أن ًّ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أليب بكر ممتثلا ألوامره(((‪ ،‬فقد حدث أن وفدا من‬
‫الكفار جــاءوا إىل املدينــ�ة املنــورة‪ ،‬ورأوا باملســلمني‬
‫ً‬
‫ضعفا وقلــة؛ لذهابهم إىل اجلهات املختلفة للجهاد‪،‬‬
‫واســتئصال شــأفة املرتديــن والبغاة‪ ،‬فأحــس منهم‬
‫خطرا على عاصمة اإلسالم واملسلمني‪ ،‬قال‬ ‫الصديق ً‬
‫َ َ َّ َ ِّ ِّ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ ْ ُ‬
‫ابن كثري‪« :‬ونفذ الصديق جيش أسامة‪ ،‬فقل الند‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ ْ َ ٌ َ َْ‬ ‫ْ َ ِّ ِّ‬
‫اب ِف الم ِدين ِ�ة‪،‬‬ ‫ِعند الصد ِيق‪ ،‬فط ِمعت ك ِثري ِمن العر ِ‬
‫َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ِّ ِّ ُ َ َ َ ْ َ‬
‫اب‬ ‫وراموا أن يهجموا عليها‪ ،‬فجعل الصديق على أنق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََْ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ ُ َّ ً َ ُ َ ْ‬
‫ــوش حولها؛ ف ِمن أمر ِاء‬ ‫الم ِدين ِ�ة حراســا ي ِبيتون ِبالي ِ‬

‫(( ( «الغارات» البن هالل الثقفي (‪ )203/1‬ط‪ .‬القديمة‪.‬‬


‫«نهج البالغة» للسيد الشريف الريض (‪ )741/1‬ت‪ .‬احلسون‪.‬‬ ‫ ‬
‫«نهج البالغة» (‪« ،)99/1‬أصل الشيعة وأصولها» (ص‪123‬‬ ‫ ‬
‫– ‪.)124‬‬

‫‪48‬‬
‫َ ُّ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب‪ ،‬والزبي بن العو ِام‪ ،‬وطلحة‬ ‫الر ِس‪ :‬ع ِلي بن أ ِب طا ِل ٍ‬
‫ْاب ُن ُع َب ْي�د هللا‪َ ،‬و َس ْع ُد ْب ُن َأب َو َّقاص‪َ ،‬و َع ْب ُد َّ‬
‫الر ْح َمن ْبنُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ود»(((‪.‬‬ ‫َع ْوف‪َ ،‬و َع ْب ُد ْ ُ َ ْ ُ‬
‫هللا بن مسع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ٌّ‬
‫فعلي استجاب ألمر أيب بكر وســمع له وأطاع‪ ،‬مما‬
‫يبني أنه أقر له خبالفته عليه‪.‬‬

‫علي ‪ ‬أبا بكر على اخلالفة(((؟‬


‫س‪ 42‬هل بايع ِ‬
‫علي ‪َ ‬‬
‫زمن خالفة أيب بكر يف حرب‬ ‫لقد شــارك ٌّ‬
‫ً‬
‫املرتدين(((‪ ،‬وأخذ جارية من سيب بين حنيفة أعطاها‬

‫((( «البداية والنهاية» البن كثري‪ ،‬ط‪ .‬هجر (‪.)437/9‬‬


‫علي للصديق جمع غفري من علماء الشيعة ومنهم‪:‬‬ ‫((( أثبت بيعة ِ‬
‫الشــريف الــريض يف «نهــج البالغــة» (‪،)٧٤١/١( ،)٩٩/١‬‬
‫والطــويس يف «أماليــه» (‪ ،)٥٠٧/١‬والطــريس يف «االحتجاج»‬
‫(‪ ،)١١٥/١‬والشريف املرتىض يف «الشايف» (‪ )٢٣٩/٣‬وغريهم‬
‫كثري‪.‬‬
‫((( أثبت ذلك من علماء الشــيعة الكثري‪ ،‬ومنهم‪ :‬محمد جواد‬
‫مغني�ة يف كتابه «يف ظــال القــرآن» (‪ ،)٥٢٢/٥‬ومحمد باقر‬
‫الصدر يف كتابه «فدك يف التاريخ» (ص‪.)١٠٦‬‬

‫‪49‬‬
‫ً‬
‫له أبو بكر الصديق فأجنبت له ولدا ســي بمحمد ابن‬
‫احلنفية‪.‬‬
‫وهــذه الواقعة وغريها تثبت أن ًّ‬
‫عليا قد بايع أبا بكر‬
‫َ‬
‫وعمــر‪ ،‬ولم خيــرج عليهمــا‪ ،‬وال دعا للخــروج عليهما‪،‬‬
‫وهذا يلزم منه ‪-‬وفق عقائد الشيعة‪ -‬أمر من اثنني‪:‬‬
‫‪ -1‬إمــا أن ًّ‬
‫عليــا غــر معصــوم؛ ألنــه بايــع الكفــار‬
‫جميعا‪ً -‬‬
‫إقرارا‬ ‫ً‬ ‫والنواصب والظلمة ‪-‬وحاشــاهم‬
‫ُ‬
‫منه لهم‪ ،‬وهو يف منعة وقوة‪ ،‬ولو اســتنصر لن ِصر‪،‬‬
‫وهذا فيه عون للظلمة‪ ،‬ورضا بالظلم‪ ،‬وال يقع من‬
‫ً‬
‫معصوم أبدا‪.‬‬
‫ْ َ‬
‫ــل ٍّ‬
‫علي هــو عني الصواب‪ ،‬وأنه ليس له‬ ‫‪ -2‬أو أن ِفع‬
‫حق يف اإلمامــة إال باختي�ار النــاس‪ ،‬ولذا بايعهما؛‬
‫ألنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادالن‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫علي وخالفته‬
‫س‪ 43‬هل صرح النيب ‪ ‬بإمامة ِ‬
‫من بعده؟‬
‫ُ َ‬
‫بالتعريض‬
‫ِ‬ ‫يذكر الشيعة أن النيب ‪ ‬ب ِعث‬
‫ال بالتصريــح؛ فقــد رووا عــن علي بــن أيب طالب أنه‬
‫َّ‬
‫قال‪« :‬وإن هللا علم من نبين�ا صلى هللا عليه وآله ومن‬
‫احلجج يف األرض‪ :‬الصرب على ما لم يطق َمن تقدمهم‬
‫ِمن األنبي�اء الصرب على مثله‪ ،‬فبعثه هللا بالتعريض ال‬
‫ً‬
‫بالتصريح‪ ،‬وأثبت حجة هللا تعريضا ال تصرحيا بقوله‬
‫‪-‬يف ِّ‬
‫وصي ِه‪« :-‬من كنت مواله فهذا مواله»‪ ،‬و«هو مين‬
‫بمزنلة هارون من موىس‪ ،‬إال أنه ال نيب بعدي»(((‪.‬‬

‫فهــذا اعرتاف واضح منهــم أن النيب ‪ ‬لم‬


‫ينص أو يصرح للصحابة بإمامة علي بن أيب طالب‪.‬‬

‫((( «االحتجاج» ألحمد بن علي الطــريس (‪« ،)٣٩٠/1‬الربهان يف‬


‫تفسري القرآن» لهاشم البحراين (‪« ،)٨٤٠/5‬التفسري الصايف»‬
‫للفيــض الكاشــاين‪« ،)٣٥٨/3( ،‬حبــار األنــوار» للمجليس‬
‫(‪« ،)١٢٥/90‬تفســر نــور الثقلــن» للحويــزي (‪،)٤٦٦/3‬‬
‫«مسند اإلمام علي» حلسن القبانيچ (‪.)٢٦٠/8‬‬

‫‪51‬‬
‫ً‬
‫وقد اعرتف أيضا عاملهم املرتىض بقوله‪« :‬وأما النص‬
‫اخلفــي‪ :‬فهــو الــذي ليــس يف صرحيــة لفظــه النص‬
‫باإلمامة‪ ،‬وإنما ذلك يف فحــواه ومعناه‪ ،‬كخرب الغدير‪،‬‬
‫وخرب تبوك»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫علما أن الشيعة االثين عشرية يوجبون على أنفسهم‬
‫وجود النص اجللي ملعرفة اإلمام‪.‬‬

‫معرفــة اإلمام‬
‫ِ‬ ‫قــال الطــويس‪« :‬واختلفــوا يف طريــق‬
‫‪ ‬بعــد أن اتفقــوا علــى أنه هو النــص من هللا‬
‫تعــاىل‪ ،‬أو ممن هو منصــوص عليه من قبل هللا تعاىل‬
‫ال غري‪ :‬فقالت االثن�ا عشرية والكيساني�ة‪ :‬إنما حيصل‬
‫بالنص اجللي ال غري»(((‪.‬‬

‫فهل تقام العقائد على النصوص اخلفية؟!‬

‫(( ( «رسائل املرتىض» (‪.)339 /1‬‬


‫((( «قواعد العقائد» للطويس (‪.)110/1‬‬

‫‪52‬‬
‫لماذا لم يذكر القرآن ًّ‬
‫عليا وإمامته كما ذكر طالوت‬ ‫س‪44‬‬
‫واصطفاءه؟‬

‫قال هللا تعاىل عن طالوت‪   ﴿ :‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪      ‬‬

‫‪﴾        ‬‬

‫[^‪.]247:‬‬
‫ً‬
‫يف حــن لم يذكــر هللا شــيئ�ا عــن إمامــة علــي‪ ،‬وال‬
‫استحقاقه لإلمامة‪ ،‬وال ذكر أحد أبن�ائه‪ ،‬بالرغم من‬
‫اعتقاد االثين عشــرية أن اإلمامــة أهم ركن من أركان‬
‫اإلسالم‪ ،‬بل ال يصح اإلسالم إال بها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يعقل أن يذكر هللا طالوت مبينــ�ا قيادته لقومه‬ ‫فهل‬
‫آنذاك رغم أنها إمامة دنيوية أكرث منها ديني�ة‪ ،‬وهو‬
‫علي ‪،‬‬ ‫من األمم الســابقة‪ ،‬وال يذكر إمامــة ّ‬
‫وهي أصل من أصول الدين؟!‬

‫هل ورد حديث عن النيب ‪ ‬بفضل من َأ َقرَّ‬


‫س‪45‬‬
‫باإلمامة أو عقوبة من أنكرها؟‬
‫ً‬
‫من عجائب األمور أن تكون اإلمامة عند الشيعة أصل‬
‫َ ْ‬ ‫ً‬
‫من أصول اإليمان‪ ،‬وركنا من أركان اإلســام‪ ،‬ولم ي ِرد‬
‫حديــث صحيح عــن النــي ‪ ‬بإثب�اتها‪ ،‬أو‬
‫ببيــ�ان ثواب َم ْن آمــن بها‪ ،‬أو ببي�ان شــدة عقاب من‬
‫أنكرها أو جحدها‪.‬‬

‫علي ‪ ‬الوصية‪ ،‬ولم يبلغها للصحابة؟‬ ‫س‪ 46‬هل كتم ِ‬


‫ُْ‬
‫لعلي ‪ ‬كتمان تبليغ النص‬ ‫ِ‬ ‫ســب‬ ‫ن‬ ‫ال يعقل أن ي‬
‫ً‬
‫والوصية للصحابة‪ ،‬ويقعد مكتوف اليدين ساكتا عن‬
‫َ‬
‫بي�ان احلق وتبليغه؛ ليسجل له التاريخ أجنب موقف‬
‫ً‬
‫مقارنة باملضحني بأنفســهم يف سبي�ل هللا (حاشاه)‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫ُ‬
‫فقــد ضىح احلســن ‪ ‬بدمه الطاهر الزكي‪،‬‬
‫فكيف بأبي�ه؟!‬

‫ــن بــات يف فــراش النــي ‪ ‬ليلــة‬ ‫فهــل َم ْ‬


‫((( َ َ َ‬
‫الهجــرة ‪ ،‬وفتــح هللا بــه خيــر‪ ،‬يبخل بدمــه لتبليغ‬
‫وصية النيب ‪‬؟!‬

‫س‪ 47‬هل كتم ٌّ‬


‫علي اإلمامة والوصية والقرآن الصحيح‬
‫تنفيذ أمر هللا‬
‫ِ‬ ‫عن األمة؟ وما حكم العارف بوجوب‬
‫ووصية نبي�ه ويسكت عنها؟‬

‫ال خيار لكم إال أن تقولوا‪ :‬منافق أو كافر؛ ألنكم لو‬


‫قلتم غري ذلك فقد نقضتم قولكم بأن اإلمامة كالنبوة‬
‫منكرهمــا كافر! وال يعقل نســبة الكفر أو النفاق ألمري‬
‫أبدا‪ ،‬كما ال يعقل أن يكــون ٌّ‬ ‫ً‬
‫علي ‪‬‬ ‫املؤمنني‬
‫ً‬
‫كتم النص والوصية خوفا؛ ألنه الشجاع الصنديد‬
‫املحارب‪ ،‬بل إنه ملــن أعلى األمثلة على الشــجاعة يف‬

‫((( انظــر لضعف هــذه القصــة‪« :‬ما شــاع ولم يثبت يف الســرة‬
‫النبوية»‪ ،‬لعبد هللا العوشن (ص‪.)72‬‬

‫‪55‬‬
‫التاريخ اإلساليم على مر العصور‪ ،‬وهو العارف بعد‬
‫بقوله تعاىل‪      ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪.]159:^[ ﴾   ‬‬

‫نبي ُ�ه ‪ ‬أسماء أوصيائه من‬


‫هللا َّ‬
‫س‪ 48‬مىت أعلم ُ‬

‫بعده؟‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫اإلجابة عن هذا السؤال تظ ِهر تهافت قو ِل ِهم باإلمامة؛‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ألن كتبهم تشــهد بالتن�اقض العجيب يف الرواية عن‬
‫النيب ‪ ‬يف ذلك‪.‬‬
‫ََْ‬ ‫َ‬
‫ب أن رســول هللا ‪ ‬قال‬
‫فعن يزيد بن قعن ٍ‬
‫لفاطمــة بنت أســد أم علــي بن أيب طالــب‪« :‬اجعلي‬
‫مهــده بقرب فرايش»‪ ،‬وكان رســول هللا ‪‬‬
‫أكرث تربيت�ه‪ ،‬وكان يطهر ًّ‬
‫عليا يف وقت غسله‪...‬‬ ‫يلي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحيمله على صدره‪ ،‬ويقول‪« :‬هذا أيخ ِّ‬
‫وولي وناصري‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫ِّ‬
‫وصفي وذخري وكهفي‪ ،‬وظهري وظهريي ووصيي‪،‬‬
‫وزوج كريميت وأميين على وصييت‪ ،‬وخليفيت»(((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫فتظ ِهر هذه الرواية أن النيب ‪ ‬كان يعلم أن‬
‫وصيه من بعده علي بن أيب طالب ‪ ‬بعد والدته‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫دائمــا وال َيثبتــون على‬


‫لكن الشــيعة ‪-‬يتن�اقضــون ً‬
‫ً‬
‫قــول‪ -‬فــرووا روايــة أخــرى عن الــرىض عــن آبائه يف‬
‫قولــه ‪« :‬لما عرج يب إىل الســماء‪ ،‬نوديت‬
‫يا محمد‪ ،‬أنت عبدي وأنا ربك‪ ،‬فإيــاي فاعبد‪ ،‬وعلي‬
‫فتوكل‪ ،‬فإنك نوري يف عبادي‪ ،‬ورســويل إىل خلقي‪،‬‬
‫وحجــي علــى برييت‪ ،‬لك وملن اتبعك خلقت جنيت‪،‬‬
‫وملــن خالفــك خلقــت نــاري‪ ،‬وألوصيائك أوجبت‬
‫كراميت‪ ،‬ولشيعتهم أوجبت ثوايب‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب ومن‬

‫((( انظــر‪« :‬حبــار األنــوار» للمجلــي (‪ ،)١١/٣٥‬و«عمــدة عيون‬


‫صحاح األخبار يف مناقب إمام األبرار» البن البطريق (ص‪،)١٠‬‬
‫و«كشــف الغمة يف معرفة األئمة» لعلي بن أيب الفتح اإلربلي‬
‫(‪.)٧٢/١‬‬

‫‪57‬‬
‫أوصيايئ؟ فنوديت‪ :‬يــا محمد‪ ،‬أوصياؤك املكتوبون‬
‫على ساق عريش‪ ،‬فنظرت وأنا بني يدي ريب جل جالله‬
‫إىل ســاق العرش‪ ،‬فرأيت اثين عشر ً‬
‫نورا‪ ،‬يف كل نور‬
‫ســطر أخضر عليه اســم ويص من أوصيــايئ‪ ،‬أولهم‪:‬‬
‫علي بن أيب طالب‪ ،‬وآخرهــم‪ :‬مهدي أميت‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬
‫رب هؤالء أوصيايئ‪ ،‬فنوديت‪ :‬يا محمد هؤالء أوليايئ‬
‫وأحبايب وأصفيايئ وحجيج بعدك»(((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫فالروايتــ�ان تظ ِهران تن�اقض الشــيعة فيمــا يد ُعون؛‬
‫َََ‬ ‫ُ‬
‫توقيت معرفــة النيب ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫ت‬‫ف‬ ‫اختل‬ ‫حيــث‬
‫بأسماء األوصياء‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫س‪ 49‬هل ذكر هللا تعاىل أن لألئمة اخلمس يف أول األنفال؟‬

‫قــال هللا تعــاىل‪      ﴿ :‬‬


‫‪‬‬

‫((( انظر‪« :‬إثب�ات الهداة بالنصــوص واملعجزات» للحر العاملي‬


‫(‪ ،)٥٥/٢‬و«حبــار األنــوار» للمجلــي (‪ ،)٣٣٩/٢٦‬و«حليــة‬
‫األبرار» لهاشم البحراين (‪.)٣٩٩/٢‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ ،]1:d[ ﴾    ‬فلم يذكر‬
‫هللا تعاىل األئمة يف هذه اآلية اليت أعطت لألصناف‬
‫املذكورين فيها حقهم يف األنفــال‪ ،‬فمن أيــن جاءوا‬
‫بسهم إمامهم الغائب ‪-‬اخلمس‪ -‬الذي يسرقه اآلن‬
‫املراجع بزعم أنهم نوابه؟‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫س‪ 50‬هل ذكر أحد الصحابة شيئ�ا عن اإلمامة أو الوصية‬
‫يوم السقيفة؟‬
‫ٌ‬
‫لم يذكر يف يوم السقيفة أحد من الصحابة أي يشء‬
‫عن وصية أو آية تدل على خالفة أو إمامة علي ‪‬‬
‫بعد موت النيب ‪ ،‬ومن قال بعكس ذلك‬
‫فليأتن�ا بأثارة منه‪.‬‬

‫س‪ 51‬هل يكتمل إيمان املسلم عند الشيعة بإيما ِنه بإمامة‬
‫وجحده إمامة أبن�ائه من بعده؟‬
‫ِ‬ ‫علي‪،‬‬

‫لدى الشيعة إشكاالن ال حل لهما‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫اإلشــكال األول‪ :‬أن الدين قــد اكتمل ‪-‬كما يزعمون‪-‬‬
‫ُ‬
‫بواليــة علي يوم غدير خم‪ ،‬ولم ينــص فيه على والية‬
‫أبن�ائه من بعده‪.‬‬

‫اإلشــكال الثاين‪ :‬أنه من لم يؤمن بإمامة االثين عشر‪،‬‬


‫ً‬
‫أو أنكر واحدا منهم فقد خرج من امللة‪.‬‬
‫َ‬
‫املســلم ‪-‬كما يزعمون‪ -‬اإليمان‬
‫ِ‬ ‫فإذا كان املطلوب من‬
‫ُ‬
‫بإمامــة علي ‪-‬فقط‪ -‬املنصوص عليها يوم غدير خم‪،‬‬
‫فلماذا يكفرون من أنكر والية بايق األئمة؟‬

‫س‪ 52‬لماذا يوجد اختالف شديد بني ِف َر ِق الشيعة يف‬


‫اإلمامة؟‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫فرق الشــيعة كثرية؛ فمنها‪ :‬الزيدية‪ ،‬واإلســماعيلية‪،‬‬
‫واالثن�ا عشرية‪ ،‬والسليماني�ة‪ ،‬والزنارية‪ ،‬والكيساني�ة‪،‬‬
‫والنصريية‪...‬وغريها‪ ،‬وكل هــذه الفــرق مختلفة يف‬
‫موضوع اإلمامة‪.‬‬
‫ً‬
‫ويرجع الســبب يف ذلك أن اإلمامة ليســت ثابت�ة يف‬
‫الكتاب والســنة ألحد منهم‪ ،‬ال مــن قريب وال من‬

‫‪60‬‬
‫بعيد‪ ،‬فالكل يت�أول اآليات واألحاديث على حســب‬
‫هواه وزعمه‪.‬‬

‫س‪ 53‬ما اإلشكالية يف اختفاء اإلمام الثاين عشر؟‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلشكالية احلقيقة تكمن يف جمعهم بني عقيدة‬
‫االختفاء ويف نفس الوقت أن األرض تسيخ بال إمام‪،‬‬
‫فهــم يقرون أن هللا تعاىل ال يرتك األرض بدون ويص‬
‫أو خليفة‪ ،‬وإال لساخت وحلقها الدمار واخلراب‪ ،‬ثم‬
‫ََ َ‬
‫جندهم يقرون أن احلسن العسكري ترك األمة بال‬
‫ُ‬
‫إمام لم ُي َر بعد‪ ،‬وقد اختفى من مئات الســنني‪ ،‬فلما‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫و ِجــد االختفاء ولم حيصل دمار لــأرض لزم منه عدم‬
‫وجود اإلمام‪.‬‬

‫فما الفــرق بني األمرين؟ مع العلــم أن وجود األئمة‬


‫بداية من علــي ‪ ‬لم يمنع اخلالف أو الدمار‪،‬‬
‫ولم حيقن دماء املســلمني‪ ،‬وقتل اخللق الكثري بني‬
‫ُ َ‬
‫يديــه‪ ،‬بــل ق ِتــل احلســن وأبنــ�اؤه وأتب�اعــه‪ ،‬ووقــع‬
‫الفســاد والدمار واالختالف والتعرض ألهــل بيت�ه‪،‬‬
‫لألئمــة إلقامــة الديــن وحماية‬
‫ِ‬ ‫معجــزات‬
‫ٍ‬ ‫ولــم نــر‬

‫‪61‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫الثغور‪ ،‬فهل قتل علي واحلسني صالح يف األرض أم‬
‫فساد؟!‬

‫وهناك إشكالية أخرى‪ ،‬وهي‪ :‬هل كان يعلم بايق األئمة‬


‫بغياب اإلمام الثاين عشــر؟ فإذا كانوا قد علموا فلماذا‬
‫لفرتة غيابــه ليهتدي الناس به‪ ،‬ومن‬ ‫ً‬
‫لــم يؤصلوا فقها ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫يصبح خليفته أو نائب�ا حىت يرجع مرة أخرى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُْ َ‬
‫واإلشــكالية األخرية‪ :‬هل يعذر املنحرفون والعاصون‬
‫املذنبــون عنــد هللا يوم القيامة بســبب عــدم حضور‬
‫املعصوم بني الناس يف الدني�ا؟‬

‫س‪ 54‬ما مهام اإلمام اليت أوجبها هللا عليه للمسلمني؟‬

‫لن جتد يف كتاب هللا أو ســنة رسوله ‪ ‬أي‬


‫َّ‬
‫إشارة إىل واجبات أو مهام األئمة جتاه األمة؛ ذلك أن‬
‫األئمــة لم يكلفوا بيشء ابت ً‬
‫�داء‪ ،‬وكل هــذا ادعاء من‬
‫الشيعة وافرتاء على أمة اإلسالم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلمام احلجة املعصوم الذي كان موجودا حىت ال‬ ‫س‪َ 55‬من‬
‫تسيخ األرض قبل النيب محمد ‪‬؟‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كرثت الروايات واألحاديث عند الشــيعة بأن هللا ال‬
‫يرتك األرض بــدون حجــة ‪-‬أي إمام معصــوم‪ -‬وإال‬
‫لســاخت األرض وما فيها‪ ،‬كما ورد يف «الكايف» عن أيب‬
‫حمــزة‪ ،‬قال‪ :‬قلت أليب عبــد هللا‪« :‬أتبقى األرض بغري‬
‫إمام؟ قال‪ :‬لو بقيت األرض بغري إمام لساخت»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫فالســؤال إذا‪ :‬من كان اإلمام يف زمن الفــرة ما بني‬
‫عيــى ‪ ‬وبعثة النــي ‪ ‬اليت تقدر‬
‫ً‬
‫تقريب�ا؟‬ ‫بـ(‪ )5۷۰‬سنة ميالدية‬

‫ومــن املعلوم أنه لم يكن نيب يف هذه الفرتة‪ ،‬أو ويص أو‬
‫ِ‬
‫إمام خيلف عيىس ‪ ‬يف قومه‪ ،‬وهذا نص القرآن‬
‫الكريم‪       ﴿ :‬‬

‫‪‬‬

‫((( «الكايف» (‪.)179/1‬‬

‫‪63‬‬
‫ وقــال‬،]2:½[ ﴾      
    ﴿ :‫تعاىل‬











 ﴿ :‫ وقال‬،]16-15:a[ ﴾ 





]117:a[ ﴾       
‫ فلما توفيتين تركت بعدي احلجة املعصوم‬:‫فلم يقل‬
.‫الذي لواله لساخت األرض‬

64
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ‬
‫وقال رســول هللا ‪« :‬أنــا أول الن ِاس ِباب ِن‬
‫َ َ ْ َ ُ َ ٌّ (((‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ َّ‬
‫مريم‪ ،‬واألن ِبي�اء أوالد عل ٍت‪ ،‬ليس بي ِن وبين�ه ن ِب» ‪.‬‬

‫وأما حديث خالد بن سنان وجرجيس فهو ضعيف‪،‬‬


‫كما ضعفه املجليس والبهبودي(((‪.‬‬

‫فإذا ظهر ُبطالن قولكــم فاعلموا أن األمة ال حتتاج إىل‬


‫ويص أوصاه النيب ‪ ‬بأمته من بعده كما‬
‫فعل عيىس بقومه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ولكن الدعاة والعلماء يقومون يف األمة بهذه المهمة؛‬
‫ُ َ ِّ ُ َ‬
‫فيذكر ون الناس باتبــ�اع القرآن والســنة‪ ،‬وال حاجة‬
‫علي ‪.‬‬
‫لألوصياء أو األئمة من ذرية ِ‬

‫(( ( رواه البخــاري (‪ )167/4‬رقم (‪ ،)3442‬ومســلم (‪)1837/4‬‬


‫رقم (‪.)2365‬‬
‫((( انظر‪« :‬الكايف» حتقيق املجليس والبهبودي هدية الدمشقية‬
‫(‪ ،)429/17‬وقال املجلــي‪ :‬مجهول (‪ ،)502/26‬والبهبودي‬
‫ً‬
‫فضال عــن أنه مخالف للقرآن ُّ‬
‫والســنة الصحيحة‬ ‫ضعيف‪،‬‬
‫رواية األثب�ات‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫هل وضع عمر بن اخلطاب ًّ‬
‫عليا ضمن الستة الذين‬ ‫س‪56‬‬
‫جعل أمر اخلالفة فيهم؟‬

‫بلغ من حب عمــر لعلي ‪ ،‬ومــن ثقته يف دين�ه‬


‫ورجاجــة عقلــه أن جعله ضمــن الســتة الذين يؤول‬
‫إىل أحدهم األمر باخلالفة من بعده‪ ،‬فلو كان يكرهه‬
‫‪-‬وعلي وقتها مســتضعف کما يزعم الشــيعة‪ِ -‬فل َم‬
‫ِ‬
‫وضعه ضمن الستة‪ ،‬ولم يضع أحد أبن�ائه مكانه؟‬

‫علي ‪‬؟‬ ‫َ‬


‫س‪ 57‬من أول من دعا بفرض إمامة ِ‬

‫علــي ‪ ‬وأظهــر‬
‫أول مــن دعــا بفــرض إمامــة ِ‬
‫الرباءة من أعدائه‪ ،‬وكاشــف مخالفيه وكفرهم‪ ،‬رجل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫يهودي من اليمن يدعى عبد هللا بن ســبأ‪ ،‬نافق بدين�ه‬
‫َُْ‬
‫لشــق عصا املســلمني‪ ،‬وال يعلم أحد قبلــه يف التاريخ‬
‫َ َ‬
‫رعــاع الناس عليه‪،‬‬ ‫اإلســايم أعلن هذا األمر وجمع‬
‫وهذا الكالم ثابت يف كتب الشيعة أنفسهم(((‪.‬‬
‫((( «اختي�ار معرفة الرجال» للطويس (‪« ،)٣٢٤/١‬فرق الشــيعة»‬
‫للنوخبيت (ص‪.)٥٠‬‬

‫‪66‬‬
‫هل أوىص نبين�ا ‪ ‬بأئمتكم‪ ،‬أم َ‬
‫أوص‬ ‫س‪58‬‬
‫األئمة بأمته؟‬
‫يزعم الشــيعة أن األئمــة االثين عشــر َ‬
‫أوصاهم ُّ‬
‫النيب‬
‫‪ ‬بأمتــه‪ ،‬يف حــن دلت كل الروايات اليت‬
‫جاءت يف كتبهم أنه ‪ ‬أوىص األمة بأهل‬
‫بيت�ه‪.‬‬
‫ْ‬
‫كما جاء يف «األمايل»‪« :‬وقد خلفت فيکم ِعتيت أهل‬
‫بييت‪ ،‬وأنا أوصيكم بهم‪ ،‬ثم أوصيكم بهــذا اليح من‬
‫األنصار»(((‪.‬‬

‫وجــاء يف «حبــار األنــوار»‪« :‬أال إن أهل بيــي عيبيت اليت‬


‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫آوي ْ‬
‫إليها‪ ،‬أال وإن األنصار تر ِس فاعفوا عن مسيئهم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأعينوا محسنهم»(((‪.‬‬

‫وجاء يف «مناقب أهل البيت» للموىل حيدر الشريواين‪:‬‬


‫خريا‪ ،‬فإين أخاصمكــم عنهم‬‫«اســتوصوا بأهل بييت ً‬

‫(( ( «األمايل» (‪.)46‬‬


‫((( «حبار األنوار» (‪.)146/23‬‬

‫‪67‬‬
‫ً‬
‫غدا‪ ،‬ومن أكن خصمه أخصمه‪ ،‬ومن أخصمه دخل‬
‫النار»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫نصوصــا معتــرة تذكــر أن النــي‬ ‫ولكننــ�ا ال جنــد‬
‫‪ ‬قــد أوىص أئمتهم باألمة‪ ،‬فعلمنا بذلك‬
‫أنهم ليســوا بأئمة لألمة‪ ،‬وإال لكان قد أوصاهم بأمته‬
‫عليا ‪ ‬استشــهد ‪-‬على حد زعمهم‪-‬‬ ‫خريا؛ ألن ًّ‬
‫ً‬

‫على عدم والية األنصار بأن النيب ‪ ‬أوىص‬


‫به؛ حيث قال ‪« :‬لو كانت اإلمارة فيهم لم تكن‬
‫الوصية بهم»(((‪.‬‬

‫علي ‪ ‬الصحابة؟ وهل كان‬ ‫ب‬‫هل َك َّفر أو َس َّ‬


‫ِ‬ ‫س‪59‬‬
‫ُ‬
‫يأخذ اخلمس من أموال املسلمني؟ وهل كان يدعو‬
‫غري هللا ويتوسل باملوىت؟ وهل تزوج ‪ ‬زواج‬
‫متعة؟‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫يقين�ا لم َي ِرد نص صريح عن علي ‪ ‬بتكفري أو‬
‫سب أحد من صحابة النيب ‪ ،‬بل لقد قال‬
‫(( ( «مناقب أهل البيت» (‪.)۱۷۳‬‬
‫((( «نهج البالغة» (‪.)116/1‬‬

‫‪68‬‬
‫َُ‬
‫فيمــا وقع من فتن�ة بينــ�ه وبني معاوية‪« :‬هــم إخوانن�ا‬
‫َ‬
‫َبغ ْوا علين�ا»(((‪.‬‬
‫َُْ‬
‫ولــم يؤثر عنه ‪ ‬قبل خالفتــه أو بعدها أنه كان‬
‫ْ ُ ً‬
‫يأخذ اخلمس من أموال املسلمني‪ ،‬ولم يدع أحدا غري‬
‫هللا‪ ،‬ولم يتوســل حــى بقرب النــي ‪ ،‬ولم‬
‫ََ َ ٌ‬
‫يــزوج متعة حىت توفاه هللا‪ ،‬ومــن عنده أثارة من علم‬
‫صحيح بهذا الشأن فليأتن�ا به‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫س‪ 60‬هل ارتد جميع الصحابة بعد وفاة النيب ‪‬؟‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الشيعة بالروايات اليت لم تب ِق من الصحابة‬
‫ِ‬ ‫تعج كتب‬
‫ً‬
‫سوى ثالثة أو أربعة َس ِل ُموا من الردة والكفر‪ ،‬ووفقا‬
‫لذلك فإنه لم يبــق على األرض بعد وفاة رســول هللا‬
‫‪ ‬من أهل اإليمان سوى الثالثة أو األربعة‬
‫الذيــن يعرفهــم الشــيعة‪ ،‬وألن علــي بــن أيب طالب‬
‫وليا للمؤمنني فقط ‪-‬حســب‬ ‫‪ُ ‬كلف أن يكون ًّ‬
‫معتقد الشيعة‪ -‬فقد كان من املفروض أن يكون ًّ‬
‫وليا‬

‫((( «حبار األنوار» (‪.)324/32‬‬

‫‪69‬‬
‫علــى الثالثــة أو األربعة الذيــن لم يرتــدوا فقط‪ ،‬وأن‬
‫حاكما عليهم دون سواهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يكون خليفة أو‬

‫والسؤال‪:‬‬
‫علــي ‪ ‬الثالثــة الذين لــم يرتدوا‪،‬‬
‫لماذا جتــاوز ِ‬
‫وحبث عن والية الكفار واملنافقــن واملرتدين وهم‬
‫بقية الصحابة ‪-‬حسب زعمهم‪-‬؟!‬
‫وهل كان ‪ ‬يطمع أن يكون خليفــة ًّ‬
‫ووليا على‬
‫قوم كافرين مرتدين منافقني‪ ،‬كما تصفهم كتب‬
‫الشيعة؟!‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وهل يعترب الك َّر ُار ‪ ‬مخالفا ألمر هللا ورسوله‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫وهــو حيــاول أن يكــون خليفــة ووليــا على قــوم من‬
‫ً‬
‫الكافرين واملرتدين‪ ،‬بينما كانت واليت�ه مختصة‬
‫باملؤمنني فقط؟!‬

‫‪70‬‬
‫س‪ 61‬هل كانت فاطمة ‪ ‬عند الشيعة أشجع وأجرأ‬
‫من علي ‪‬؟‬

‫عليا ‪ ‬وبين هاشم تركوا فاطمة‬ ‫يزعم الشيعة أن ًّ‬


‫ً‬ ‫ََ‬
‫‪ ‬تطالــب أبا بكر حبقها يف أرض فدك اعتمادا‬
‫علــى فضلها‪ ،‬وعلى أنوثتهــا(((‪ ،‬ففعلت وطالبت أبا‬
‫َ‬
‫بكر ‪ ‬بفدك فرفض؛ ألن األنبي�اء ال يورثون‪،‬‬
‫فغضبت فاطمة ولم تكلم أبا بكر وعمر ‪ ‬حىت‬
‫ماتت ‪-‬كما يزعم الشيعة‪ -‬وخطبت يف املهاجرين‬
‫واألنصار خطبة خرجت فيها ‪-‬كما يزعمــون‪ -‬عن‬
‫حدود األدب(((‪ ،‬فهل كانت فاطمة أشــجع وأجرأ من‬
‫علي ‪‬؟ حاشاه‪.‬‬

‫وهل طالبت فاطمة بفدك‪ ،‬وثارت وغضبت من أجل‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لعاعة من الدني�ا‪ ،‬وتركت أصل الدين فلم تطالب‬

‫(( ( انظر‪« :‬األسرار الفاطمية» (ص‪.)5۰۷‬‬


‫((( انظر‪« :‬جنة المأوي» (ص‪.)135‬‬

‫‪71‬‬
‫باخلالفة لزوجها الذي أوصاه النيب ‪ ‬بها‪،‬‬
‫وجعله وصيه؟‬

‫وإذا كان علي ‪ ‬أرسل فاطمة لتطالب حبقهم يف‬


‫فدك‪ ،‬فلماذا لم يرسلها لتطالب حبقه الديين يف الوالية‬
‫ً‬
‫واخلالفة‪ ،‬أم أنها أقل شأنا من املطالبة بفدك؟!‬

‫س‪ 62‬هل تعلم أيها الشيعي أن اإلمامة ليست من ضروريات‬


‫ْ‬
‫املرج َعي اخلميين والصدر؟‬
‫اإلسالم باعرتاف ِ‬
‫يقول اخلميين‪« :‬إن اإلمامة باملعىن الذي عند اإلمامية‬
‫ليســت من ضروريات الدين‪ ،‬فإنها عبــارة عن أمور‬
‫واضحة بديهية عند جميع طبقات املسلمني‪ ،‬ولعل‬
‫ً‬
‫الضرورة عند كثري ‪-‬على خالفها‪ -‬فضل عن كونها‬
‫ضرورة‪ ،‬نعم هــي من أصول املذهب‪ ،‬ومنکرها خارج‬
‫عنه‪ ،‬ال عن اإلسالم»(((‪.‬‬

‫وقال محمد باقر الصدر‪« :‬املعروف بني فقهائن�ا طهارة‬


‫املخالفني؛ الحنفاظ أركان اإلسالم فيهم‪ ،‬وانطباق‬

‫((( «كتاب الطهارة» (‪.)441/3‬‬

‫‪72‬‬
‫الضابط املبني لإلسالم يف الروايات عليهم‪ ،‬كما يف‬
‫رواية سماعة عن أيب عبد هللا قال‪ :‬اإلسالم شهادة أن‬
‫ال إله إال هللا‪ ،‬والتصديق برسول هللا ‪ ،‬به‬
‫حقنت الدماء‪ ،‬وعليه جرت املناكح واملواريث‪ ،‬وعلى‬
‫ظاهره جماعة الناس‪.‬‬

‫كما أنه لم يقم دليل على جناســة من ينتحل اإلســام‬


‫ً‬
‫من الكفار‪ ،‬فضل عن املخالفني‪ ،‬وأما محاولة إثب�ات‬
‫ً‬
‫كفارا‪ ،‬وقيام الدليل على‬ ‫جناستهم فبدعوی كونهم‬
‫ً‬
‫جناســة الكافر مطلقا‪ ،‬والكربی ممنوعة كما تقدم‪،‬‬
‫وأما الصغرى فقد تقر بثلاثة أوجه‪:‬‬
‫األول‪ :‬كون املخالف ً‬
‫منكرا للضــروري‪ ،‬بن�اء على كفر‬
‫منكر الضروري‪.‬‬
‫ً‬
‫ويــرد عليــه‪ :‬مضافــا إىل عدم االلزتام بكفر منكر‬
‫الضروري أن املراد بالضروري الذي ينكره املخالف‬
‫إن كان هو نفس إمامة أهل البيت‪ ،‬فمــن اجللي أن‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫هــذه القضية لــم تبلــغ يف وضوحها درجــة الضرورة‪،‬‬
‫ً‬
‫ولو سلم بلوغها حدوثا تلك الدرجة‪ ،‬فال شك يف عدم‬

‫‪73‬‬
‫استمرار وضوحها بتلك املثابة؛ ِل َما اكتنفها من عوامل‬
‫الغموض»(((‪.‬‬

‫فهذان الرجالن من كبار مراجع الشيعة يعرتفان أن‬


‫اإلمامة ليست من ضروريات اإلسالم يف يشء‪.‬‬

‫س‪ 63‬هل تن�ازع أهل البيت فيما بينهم على اإلمامة؟‬


‫َ‬
‫بيوت أئمة الشيعة؛‬
‫ِ‬ ‫ينك ُر أحد وجود اخلالفات يف‬
‫ال ِ‬
‫ففي زمان علي بن احلســن تنــ�ازع اإلمامة معه عمه‬
‫محمد ابن احلنفية حىت احتكما للحجر األسود كما‬
‫يف رواية الكايف(((‪ ،‬وظهر اخلالف مرة أخرى يف البيت‬
‫العلــوي علــى اإلمامة لمــا اعتقدت الزيديــة بإمامة‬
‫احلســن بن احلســن بن علي بن أيب طالب «احلسن‬
‫املثــى»‪ ،‬ثم من بعده زيــد بن علي‪ ،‬وهــو اإلمام الذي‬
‫تنســب إليه فرقة الزيدية‪ ،‬وظلت الشــيعة تنشــق‬
‫وتتفرق بعد وفاة كل إمام‪ ،‬فلو وجد النص الصريح‬
‫على اإلمامة فمن أين كان سيأيت اخلالف؟!‬

‫(( ( «حبوث يف شرح العروة الوثقي» (‪.)317 – 314/3‬‬


‫((( «الكايف» (‪.)348/1‬‬

‫‪74‬‬
‫س‪ 64‬لماذا لم يقاتل ٌّ‬
‫علي أبا بكر ‪ ‬على اخلالفة‪،‬‬
‫وقاتل معه مانعي الزكاة؟‬

‫هــذا الســؤال نطرحــه علــى عقــول أويل النهــى مــن‬


‫ٌّ‬ ‫َ َ‬
‫الشــيعة‪ ،‬فقد قاتل علي ‪ ‬مع أيب بكر الصديق‬
‫ْ‬
‫‪ ‬مانعي الزكاة‪ ،‬ولــم يقاتلــه علــى اغتصابه‬
‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ضــررا على‬ ‫اغتصاب اخلالفة أشــد‬ ‫اخلالفة‪ ،‬مع أن‬
‫األمة من منع الزكاة‪ ،‬وما ذاك إال أن ًّ‬
‫عليا كان يقر‬
‫خبالفة أيب بكر الصديق‪ ،‬وإال لنازعه األمر‪.‬‬

‫ً‬ ‫هل ذكر هللا ً‬


‫اسما واحدا من أسماء األئمة االثين عشر؟‬ ‫س‪65‬‬

‫ذكر هللا تعاىل يف كتابه أســماء أنبي�ائه‪ ،‬كما ذكر أسماء‬


‫بعض الصاحلــن‪ ،‬كلقمان وطالوت وزيد بن حارثة‬
‫َّ‬
‫ومريم وغريهم‪ ،‬وذكر كذلك بعض أعــام الضالل‪،‬‬
‫كإبليس وفرعون وهامان وقارون والذي انسلخ من‬
‫اآليات‪ ،‬وذكر أسماء للحشرات‪ ،‬والنب�اتات وغريها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ومن العجيب أن القرآن لم يذكر ً‬
‫اســما واحــدا من‬

‫‪75‬‬
‫أسماء األئمة االثين عشر رغم أن إمامتهم ركن من‬
‫أركان هذا الدين عند الشيعة!!‬

‫إن عدم ذكرهم والنص على إمامتهم ملن أقوى األدلة‬


‫على أنها ليســت من الدين يف يشء‪ ،‬بل هي أكذوبة‬
‫وخرافة‪.‬‬

‫س‪ 66‬هل تعلم أيها الشيعي‪ ،‬أن يف كتاب «الكايف» ما‬


‫علي ‪ ‬خليفة بعد النيب‬ ‫ينقض تنصيب ٍّ‬

‫‪‬؟‬

‫ورد يف «الكايف» يف باب‪( :‬األمور الــي توجب حجة‬


‫اإلمــام) ما نصــه‪« :‬عن عبــد األعلى قــال‪ :‬قلت أليب‬
‫عبد هللا‪ :‬املتوثب على هذا األمر‪ ،‬املدعي له‪ ،‬ما احلجة‬
‫عليه؟ قال‪ُ :‬يسأل عن احلالل واحلرام‪ ،‬قال‪ :‬ثم أقبل‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫علي فقــال‪ :‬ثالثة من احلجة لم جتتمع يف أحد إال كان‬
‫صاحب هذا األمر‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون أوىل الناس بمن كان قبله‪.‬‬

‫‪ -2‬ويكون عنده السالح‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -3‬ويكون صاحب‪ ‬الوصية‪ ‬الظاهرة اليت إذا قدمت‬
‫املدينــ�ة ســألت عنهــا العامــة والصبيــ�ان‪ :‬إىل‬
‫من‪ ‬أوىص‪ ‬فالن؟ فيقولون‪ :‬إىل فالن بن فالن»(((‪.‬‬

‫فلــو طبقنا هذه الروايــة بعد وفاة النيب ‪،‬‬


‫علي ‪ ‬صاحب الوصية الظاهرة؟ هل‬
‫فهل كان ِ‬
‫إذا سألنا أهل املدين�ة‪ ،‬والعامة‪ ،‬واألطفال‪ ،‬والصبي�ان‪:‬‬
‫إىل مــن أویص رســول هللا ‪ ‬ســيقولون‪:‬‬
‫لعلي ‪‬؟ هل ســمعتم أن أهــل املدين�ة بعد وفاة‬
‫النيب ‪ ‬يقولون‪ :‬أوىص لعلي ‪‬؟‬

‫ً‬
‫س‪ 67‬ماذا لو أن جمهور الشيعة االثين عشرية كان موجودا‬
‫وقت بيعة أيب بكر ‪‬؟‬

‫لو کنتم موجودين أيها الشــيعة وقت بيعة أيب بكر‬


‫ً‬ ‫َ َ‬
‫وص َمت علي ‪ ‬حفاظــا على بيضة‬ ‫باخلالفــة‪،‬‬
‫ً‬
‫اإلســام ‪-‬کما تزعمون‪ -‬فهــل کنتم بايعتــم حفاظا‬
‫على بيضة اإلســام‪ ،‬أم ناصرتم ًّ‬
‫عليا الذي لم يطلبها‬

‫((( «الكايف» (‪.)285/1‬‬

‫‪77‬‬
‫‪-‬وقتهــا‪ -‬ولم يعلنها‪ ،‬ولم يكافح من أجلها ًّ‬
‫ســرا أو‬
‫ً‬
‫علنــا؟ ولمــاذا لــم تقتــدوا باإلمــام اآلن وتتوقفوا عن‬
‫السب واإلساءة لصديق هذه األمة؟‬

‫علي ‪ ‬يف وصيت�ه عند املوت أي‬ ‫ْ‬


‫س‪ 68‬لماذا لم يذكر ِ‬
‫يشء عن اإلمامة؟‬
‫ُ‬
‫طريق الثقات ‪-‬عندهم‪-‬‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫«الكايف»‬ ‫يف‬ ‫ليين‬‫الك‬ ‫يروي‬
‫وصيتــن عــن علي ‪ ‬يف آخــر حياتــه؛ إحداهما‬
‫خاصــة‪ ،‬واألخرى عامــة‪ ،‬والعجيب أن الوصيتني قد‬
‫َ ََ‬
‫خلتــا من اإلمامــة‪ ،‬أو النص عليها‪ ،‬ولــم تتعرضا ألي‬
‫من عقائد الشــيعة اليت يعتقدون أنهم يتبعون اإلمام‬
‫َ‬
‫فيهــا‪ ،‬حىت إنهما خلتا من أهم أركان دين الشــيعة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫وهي الوالية‪ ،‬رغم أن وصية املودع يت�ذكر فيها أهم ما‬
‫يهمه(((‪.‬‬

‫((( انظر‪« :‬الكايف» للكليين (‪.)49/7‬‬

‫‪78‬‬
‫فنجد أن‪:‬‬

‫الوصية األوىل‪ :‬مدارها على تقسيم األموال‪ ،‬وأحوال‬


‫اإلماء الاليت تركهن ‪.‬‬

‫الوصيــة الثانيــ�ة‪ :‬مدارها على التذكري بالعبادات‪،‬‬


‫ومكارم األخالق‪ ،‬واالعتصام وعدم الفرقة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ولــم يذكر ‪ ‬يف وصيتيــ ِ�ه املرويتني عند الكليين‬
‫َّ‬
‫أي يشء عــن اإلمامــة‪ ،‬مما يــدل على عــدم وجودها‪،‬‬
‫وأنها فقط يف أهواء الشيعة‪.‬‬

‫س‪ 69‬ماذا يلزم من تن�ازل احلسن بن علي عن اخلالفة‬


‫ملعاوية؟‬

‫يلزم من فعل احلسن ‪ ‬أحد أمرين‪:‬‬

‫لكاف ٍــر‪ ،‬وهذا‬


‫ِ‬ ‫‪ -‬إما أن يكون تن�ازل عن اخلالفة‬
‫مخالف لعصمته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬وإما أن يكون معاوية مســلما عــادل تتوفر فيه‬
‫شروط اخلالفة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫س‪ 70‬ما شروط صلح احلسن بن علي مع معاوية ‪‬؟‬

‫جــاء يف «حبار األنــوار» وغريه قولهم‪« :‬قــد جعل اإلمام‬


‫احلســن بــن علــي ‪ ‬أحــد شــروط الصلح مع‬
‫معاوية‪ ،‬أن حيكم يف الناس بالكتاب والسنة‪ ،‬وعلى‬
‫سرية اخللفاء الراشدين»(((‪.‬‬
‫ُ‬
‫خلفاء قبل احلســن غري أيب‬ ‫ومــن املعلوم أنه لم يوجد‬
‫وعلــي ‪ ،‬ففي هــذا داللة‬
‫بكر وعمر وعثمان ِ‬
‫عميقــة علــى أن احلســن کان يری صحــة خالفة أيب‬
‫بكر وعمر وعثمان‪ ،‬وإال لما دعا واشرتط السري على‬
‫سنتهم‪ ،‬واحلسن من أبن�اء ٍّ‬
‫علي‪ ،‬ولو كان علي يرى غري‬
‫هذا ما خالفه ابن�ه احلسن ‪.‬‬

‫إن هــذا الشــرط الــذي يتحــاىش ويتجنب الشــيعة‬


‫ذكره يبطل كل دعواهم‪ ،‬ويبطــل عقيدة اإلمامة اليت‬

‫((( انظــر‪« :‬کشــف الغمــة» لإلربلــي (‪« ،)193/2‬حبــار األنوار»‬


‫للمجليس (‪.)65/44‬‬

‫‪80‬‬
‫بســببها كفروا صحابة الرسول ‪ ‬األجالء‬
‫من املهاجرين واألنصار‪.‬‬

‫س‪ 71‬لماذا لم يستخدم األئمة واليتهم التكويني�ة يف وجه‬


‫املغتصبني لإلمامة يف نظركم؟‬
‫ُ‬
‫َيعترب الشيعة أن الوالية التكويني�ة من اخلصائص‬
‫نبي�ا أو ًّ‬
‫وليا‪ ،‬وهي حبسب‬ ‫األصيلة للمعصوم‪ ،‬سواء كان ًّ‬

‫تعريفهم لها‪« :‬القدرة على التصرف يف موجود آخر من‬


‫دون توســط البدن‪ ،‬وتتجلی بقدرة املعصوم ‪‬‬
‫يوجد أو يعدم‬
‫علــى التصرف يف األمور الكوني�ة‪ ،‬بــأن ِ‬
‫ً‬
‫شــيئ�ا‪ ،‬على خالف القوانني الطبيعية بتفويض من‬
‫هللا ‪ ،‬يف وقت التحدي‪ ،‬وغريه من األوقات»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا هــي ‪-‬باختصار‪ -‬التحكم يف الكون بــإذن هللا‪،‬‬
‫مشروطة بإرادة املعصوم لذلك‪.‬‬

‫((( «الفوائد البهية يف شــرح عقائد اإلمامية» ملحمد جميل حمود‬


‫(‪.)429 - 425/1‬‬

‫‪81‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الشــيعة ضرورية كضرورة‬
‫ِ‬ ‫وإذا كانت اإلمامة عند‬
‫إرسال الرسل‪ ،‬بل إنها الضمان الوحيد لعدم احنراف‬
‫األمة عن دين نبيها‪ ،‬وبالنظر إىل كون املعصوم يمتلك‬
‫هذه اإلرادة التكويني�ة‪ ،‬وجســامة ما حيمله حلماية‬
‫األمــة من الضــال واالحنراف‪ ،‬فلماذا لم يســتخدم‬
‫األئمة واليتهم التكويني�ة يف وجه من اغتصبوا حقهم‬
‫كما يزعم الشيعة؟! أكان لعدم إرادتهم لذلك؟ أم‬
‫عدم إرادة هللا لذلك؟‬

‫س‪ 72‬هل تعلم أيها الشيعي أن روايات «الكايف» يف النص‬


‫على اإلمامة كلها ضعيفة؟‬

‫نعــم‪ ،‬ورد يف كتاب «الكايف» ‪-‬أعظم كتاب عندهم‪-‬‬


‫اجلزء األول‪ ،‬باب اإلشارة والنص على أمري املؤمنني‬
‫‪ ‬تسع روايات ال تصح واحدة منهن يف إثب�ات‬
‫واليــة أمــر املؤمنــن علــي ‪ ‬حســب حتقيــق‬
‫البهبودي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫س‪ 73‬ماذا كان لقب علي بن أيب طالب عندما توىل اخلالفة؟‬
‫ًّ‬
‫من املفرتض ‪-‬حسب زعم الشيعة ‪ -‬أن عليا ‪‬‬
‫فــور توليه اخلالفة يلقب بالــويل أو اإلمام‪ ،‬ولكن من‬
‫الالفــت أنه احتفظ بلقب اخلليفة آنذاك الذي كان‬
‫أقره عمر بن اخلطاب ‪ ‬وهو‪ :‬أمري املؤمنني‪.‬‬

‫س‪ 74‬هل بايع جموع الصحابة والناس علي بن أيب طالب‬


‫على أنه اإلمام املعصوم‪ ،‬أم بايعوه على أنه اخلليفة‬
‫الرابع بعد اخللفاء الثالثة؟‬
‫ًّ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫دعونــا نفــرض أبعد من ذلك‪ ،‬وهــو أن عليا ‪‬‬
‫بايعــه املهاجــرون واألنصــار أنــه خليفــة رســول هللا‬
‫ً‬
‫‪ ‬بدل من أيب بكر‪ ،‬فهــل ســتب�ايعه هذه‬
‫اجلمــوع على أنه اإلمام املعصوم‪ ،‬أم أنه كان ســيب�ايع‬
‫کما بويع أبو بكر وعمر وعثمان‪ ،‬وقد بويع بعد خمس‬
‫وعشــرين ســنة مــن وفــاة النــي ‪ ،‬ولــم‬
‫َّ‬
‫َيــد ِع ‪ ‬العصمة أو اإلمامــة‪ ،‬ولم يب�ايعه الناس‬

‫‪83‬‬
‫على هــذا‪ ،‬وإنما بايعــوه على ما بايعــوا عليه اخللفاء‬
‫السابقني‪.‬‬

‫س‪ 75‬هل توجد آية توضح أجر َم ْن آمن باألئمة؟‬

‫عرفنــا أن األمــور العظيمــة يف الديــن‪ ،‬واألركان‬


‫األساسية اليت يقوم عليها اإلسالم ال بد أن يذكرها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫القــرآن جملة أو تفصيل‪ ،‬فكل أركان الدين مذكورة يف‬
‫ً‬
‫تصرحيا وال‬ ‫القرآن‪ ،‬والقارئ لكتاب هللا تعــاىل ال يرى‬
‫تلميحا يف أي آية ُيذكر فيها ثواب َم ْن آمن ِمن الناس‬
‫ً‬
‫َ‬
‫باألئمة االثين عشــر‪ ،‬بل ال يرى آيــة تمدح مجرد مدح‬
‫َمن آمن بأيهم‪ ،‬أو تذم من لم يؤمن به‪ ،‬فكيف يكون‬
‫ً‬
‫اإليمان بهم من الدين‪ ،‬فضل عن أن يكون من أصوله‬
‫وركائزه؟!‬

‫س‪ 76‬هل كانت اإلمامة يف حاجة الختفاء وغياب بعض‬


‫الصحابة حىت تظهر بسالم؟‬

‫لماذا يدعــي الشــيعة أن اإلمامة لن تظهر إال بموت‬


‫أيب بكر وعمر وعثمــان ‪‬؟ هــل ألن ًّ‬
‫عليا ‪-‬يف‬

‫‪84‬‬
‫زعمهــم‪ -‬لم يكن ً‬
‫قادرا على إعالن إمامته وســط هذا‬
‫ً‬
‫علي ‪ ‬خائفا أن‬ ‫اجلمع من الصحابــة؟ هل كان ِ‬
‫يصــدع باحلق الذي أوصاه بــه نبي�ه ‪‬؟ أم‬
‫أن اإلمامــة ال تقــوم إال باخلوف والصمت والتقية؟‬
‫ً‬
‫وأين تكمن قوة اإلمامة الفعلية ‪-‬حتديدا‪ -‬ليعرفها‬
‫الناس‪ ،‬ويؤمنوا بها؟ وأين الوالية التكوين�ة((( اليت‬
‫هــي من صفات األئمة؟ لماذا لم تســتخدم يف إظهار‬
‫اإلمامة لألمة بعد وفــاة النيب ‪‬؟ كل هذه‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫استفسارات لو وجدت إنصافا من الشيعة الستب�ان‬
‫َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُّ‬
‫احلق َ‬
‫وظهر؛ ألن احلق أبلج‪ ،‬والباطل للج‪.‬‬

‫س‪ 77‬هل خالف علماء الشيعة أمري املؤمنني علي بن أيب‬


‫طالب ‪‬؟‬

‫عن علي ‪ ‬أنه قال‪« :‬وإنه ال بد للناس من أمري َب ٍّر‬


‫فاجر يعمل يف إمرته املؤمن‪ ،‬ويستمتع فيها الكافر‪،‬‬
‫أو ٍ‬
‫ويبلــغ هللا فيها األجل‪ ،‬ويجمع به الفــيء‪ ،‬ويقاتل به‬

‫((( الواليــة التكويني�ة‪ :‬هي خضوع جميع ذرات الكــون لألئمة‬


‫االثين عشر يتصرفون فيه حيث شاءوا‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫العــدو‪ ،‬وتؤمــن به الســبل‪ ،‬ويؤخذ به للضعيف من‬
‫القوي حىت يسرتيح به بر‪ ،‬ويسرتاح من فاجر»‪.‬‬

‫ولما ســمع حتكيمهم قال ‪« :‬حكم هللا أنتظر‬


‫فيکــم‪ ...‬أمــا اإلمــرة الــرة فيعمل فيهــا التقــي‪ ،‬وأما‬
‫اإلمــرة الفاجــرة فيتمتع فيهــا الشــقي إىل أن تنقطع‬
‫مدته وتدرکه منيت�ه»(((‪.‬‬

‫علي يقرر ‪-‬ها هنا‪ -‬أنه ال بد للناس من إمرة بر‬


‫فاإلمام ِ‬
‫أو فاجر‪ ،‬أما علماء الشــيعة فيخالفونه ‪ ‬األمر‬
‫ً‬
‫معصوما»(((‪.‬‬ ‫فيقولون‪« :‬ال بد لإلمام أن يكون‬
‫ً‬
‫معصومــا‪ ،‬فبــأي القولــن نؤمن‬ ‫والفاجر ال يكــون‬
‫ونعمل‪ ،‬قول أمري املؤمنني أم قول علماء الشيعة؟!‬

‫(( ( «نهج البالغة» (‪.)92‬‬


‫((( انظــر‪« :‬مناقــب أيب طالــب» (‪« ،)275/3‬حبــار األنــوار»‬
‫(‪« ،)498/30‬مواقف الشيعة» للميانيج (‪.)107/2‬‬

‫‪86‬‬
‫س‪ 78‬هل عدم اإليمان بمسألة اإلمامة يوجب دخول النار‬
‫عند الشيعة؟‬

‫يروي الكليين يف «الكايف» عن محمد بن مســلم‪ ،‬عن‬


‫أيب عبــد هللا ‪ ‬قال‪ :‬ســمعته يقول‪« :‬الكبائر‬
‫ً‬
‫ســبع‪ :‬قتل املؤمن متعمدا‪ ،‬وقذف املحصنة‪ ،‬والفرار‬
‫من الزحف‪ ،‬والتعرب بعد الهجــرة‪ ،‬وأكل مال اليتيم‬
‫ً‬
‫ظلمــا‪ ،‬وأكل الربا بعد البين�ة‪ ،‬وكل ما أوجب هللا عليه‬
‫النار»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ويروي الكليين أيضا يف «الكايف» عن ابن محبوب قال‪:‬‬
‫«كتب معي بعض أصحابن�ا إىل أيب احلســن ‪‬‬
‫يسأله عن الكبائر‪ :‬كم هي؟ وما هي؟ فكتب‪ :‬الكبائر‪:‬‬
‫مــن اجتنب ما وعد هللا عليه النار‪ ،‬کفر عنه ســيئ�اته‬
‫ً‬
‫إذا كان مؤمنا‪ ،‬والسبع املوجبات‪ :‬قتل النفس احلرام‪،‬‬
‫وعقوق الوالدين‪.(((»...‬‬

‫(( ( «الكايف» (‪.)277/2‬‬


‫((( «الكايف» (‪.)276/2‬‬

‫‪87‬‬
‫فلم يذكر أحد منهم أن عــدم اإليمــان باإلمامة من‬
‫الكبائر‪ ،‬أو حىت من اللمم‪.‬‬

‫وقد ذكر شــيخهم املفيد أنه قد «اتفقــت اإلمامية‬


‫علــى أن الديــن احلــق الــذي أنزلــه هللا علــى‬
‫رســول هللا ‪ ‬نص فيه علــى األئمة االثين‬
‫عشــر ‪ ،‬وأوجــب فيه طاعتهم‪ ،‬فمن أنكر‬
‫إمامة ِّ‬
‫أي إمــام منهم‪ ،‬وجحدهــا ‪-‬أي‪ :‬ردها‪ ،‬وقال‪ :‬ال‬
‫أؤمن بها من دون شبهة أو قصور‪ -‬فهو كافر عند هللا؛‬
‫ٌّ‬
‫ألنه راد علــى هللا ما أنزله على رســوله ‪،‬‬
‫ولم يؤمن بما أمرنا هللا به‪ ،‬وهو ضال مستحق للخلود‬
‫يف النار»(((‪.‬‬

‫ولم يذكر أدلة القوم من القرآن أو السنة املطهرة أو‬


‫من أقوال األئمة االثين عشر ‪-‬أنفسهم ‪ -‬على خلود‪،‬‬
‫أو كفر من أنكر اإلمامة‪.‬‬

‫((( «أوائل املقاالت» (ص‪.)44‬‬

‫‪88‬‬
‫علي‬
‫س‪ 79‬هل األمر ببعث جيش أسامة يبطل والية ِ‬
‫‪‬؟‬

‫تذكر مختلف املصادر أن النــي ‪َ ‬ح َر َص‬


‫علــى جتهزي جيش أســامة وإنفــاذه حىت أثنــ�اء مرضه‬
‫ُ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ َ‬
‫أنفــذوا بعث‬
‫‪« :‬أن ِفــذوا بعــث أســامة‪ِ ،‬‬
‫أسامة‪ ،»...‬ولم يكن ‪ ‬حيتاج حينها ْ‬
‫للوح‪،‬‬ ‫َ‬

‫وال لقلم لكتابة ذلك‪ ،‬بل أصدر أمــره ‪-‬دون تردد‪-‬‬


‫ليسمع اجلميع واكتفى بهذا‪.‬‬

‫فهل كان جيش أســامة أهم من إمامة ووالية علي بن‬


‫أيب طالــب ‪ ‬فلذلك لم يذكرها ‪ ‬يف‬
‫مرض وفاته‪ ،‬ولم يشــر إليها أو يهتم بها كما أشــار إىل‬
‫جيش أسامة؟!‬

‫ثــم إذا كان علــي بــن أيب طالب ‪- ‬حســب‬


‫مفهــوم الشــيعة‪ -‬هــو اخلليفــة واإلمــام بعــد‬
‫رســول هللا ‪ ،‬فلمــاذا لــم يكن خطاب‬
‫ً‬
‫موجها‬ ‫رســول هللا ‪ ‬بتجهزي جيش أسامة‬

‫‪89‬‬
‫لعلي بن أيب طالب لالهتمام باألمر باعتب�ار أنه نائب�ه‪،‬‬
‫وخليفته‪ ،‬ووصيه من بعده؟!‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫أيضا‪ :‬يف ظل ِحر ِص الصديق ‪ ‬أن يكون أول‬
‫صحايب ينفذ ً‬
‫أمرا لرسول هللا ‪ ‬بعد وفاته‬
‫بإرســاله جليش أســامة‪ ،‬وهي مزية تفرد بها الصديق‬
‫‪‬؛ فإننــ�ا نســأل‪ :‬هــل كان الصديــق ‪‬‬
‫ً‬
‫سريســل جيش أســامة لو كان خائفــا علــى ضياع‬
‫اخلالفة‪ ،‬أو يشعر أنه وصل إليها بغري حق؟‬

‫علي ‪ ‬الفرصة بغياب أكرب‬


‫ولماذا لم يســتغل ِ‬
‫جيوش أيب بكر يف الــروم‪ ،‬ويعلنها صرحية‪ ،‬وحيارب‬
‫َأبا بكر عليها‪ ،‬بينما جيوشــه بني الــروم‪ ،‬واملرتدين‪،‬‬
‫ومانعي الزكاة؟‬

‫س ‪ 80‬هل توجد سورة يف القرآن باسم اإلمامة‪ ،‬أو الوالية؟‬


‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ ْ‬
‫بأسماء أشياء هي أقل درجة‬
‫ِ‬ ‫القرآن‬
‫ِ‬ ‫سور‬
‫سميت بعض ِ‬
‫من اإلمامة املزعومة بكثري؛ كالبقرة‪ ،‬والفيل‪ ،‬والنساء‪،‬‬
‫والطالق‪ ،‬والنمل‪ ،‬والنحل‪ ،‬واحلجــر‪ ،‬واألنعام‪...‬إلخ‬

‫‪90‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وذ ِكرت سور بأسماء صفات جيب توافرها يف املجتمع‬
‫املسلم کسورة الشورى‪ ،‬والصف وغريها الكثري‪.‬‬

‫ومن العجيب أنه ال توجد سورة يف كتاب هللا باسم‬


‫اإلمامــة‪ ،‬أو الوالية‪ ،‬أو الوصية‪ ،‬أو الرجعة‪ ،‬أو باســم‬
‫أحد من األئمة االثين عشر‪ ..‬وال شك أن إهمال ذكرهم‬
‫دليــل واضح علــى عدم االعرتاف بهــم‪ ،‬أو اعتب�ارهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شيئ�ا مذكورا من الدين‪.‬‬

‫س ‪ 81‬هل أثبت ٌّ‬


‫علي ‪ ‬لنفسه اإلمامة‪ ،‬أو الوصية‪ ،‬أو‬
‫الوالية‪ ،‬أو العصمة؟‬
‫إجابة هذا الســؤال يف أقوال ٍّ‬
‫علــي ‪ ‬اليت روتها‬
‫كتب الشيعة‪:‬‬

‫فقد أخرج الكليين عنه ‪ ‬أنه قــال ألصحابه‪:‬‬


‫«ال تكفوا عن مقالة حبق أو مشورة بعدل‪ ،‬فإين لست‬
‫يف نفيس بفوق أن أخطئ‪ ،‬وال آمن ذلك من فعلي»(((‪.‬‬

‫((( «الكايف» (‪.)٣٥٦/٨‬‬

‫‪91‬‬
‫ُ‬
‫وجــاء يف «نهج البالغــة» قوله‪« :‬بايعــي القوم الذين‬
‫بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان‪ ،‬على ما بايعوهم عليه‪،‬‬
‫َّ‬
‫فلم يكن للشاهد أن خيتار‪ ،‬وال للغائب أن يرد‪ ،‬وإنما‬
‫الشــورى للمهاجريــن واألنصــار‪ ،‬فإن اجتمعــوا على‬
‫ً‬ ‫رجــل وســموه ً‬
‫إماما كان ذلك هلل رض‪ ،‬فإن خرج عن‬
‫أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إىل ما خرج منه‪ ،‬فإن‬
‫أىب قاتلوه على اتب�اعه غري ســبي�ل املؤمنني‪ ،‬وواله هللا‬
‫ما توىل»(((‪.‬‬
‫أليس هذا هو احلق الذي آمن به ٌّ‬
‫علي والصحابة وآل‬
‫البيت ‪ ،‬ويؤمن به املســلمون يف كل عصر‬
‫علي ‪ ‬لدعوى‬
‫وزمان؟ فأين دعواكم مع تفني�د ِ‬
‫النص باإلمامة والوصية والوالية والعصمة‪ ...‬إلخ؟!‬

‫عليا لم يكن ليسكت عن أي أمر يراه‬ ‫مع التنبي�ه أن ًّ‬


‫ً‬
‫خطأ كمــا يف التمتــع بالعمــرة إىل احلــج‪ ،‬وتضمني‬
‫الصناع‪ ،‬وجلد السكران وغريها‪ ،‬ما كان ليسكت ال‬

‫((( «نهج البالغة» (‪.)7/3‬‬

‫‪92‬‬
‫هو وال ذريت�ه‪ِ ،‬فل َماذا يسكت عن إمامته‪ ،‬وال جيهر بها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ولو مرة واحدة؟!‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلمام عند الشيعة له صفات اإلله‬ ‫س‪ 82‬هل تعلم أن‬
‫سبحانه وتعاىل؟‬

‫ذكر نعمة هللا اجلزائري عن «صاحب مشارق األنوار»‬


‫َ‬
‫عــن اإلمام الصــادق قولــه‪« :‬إن اإلمــام ال خيفى عليه‬
‫يشء ممــا يف األرض وال ممــا يف الســماء‪ ،‬وأنه ينظر يف‬
‫ملكوت السماوات فال خيفى عليه يشء‪ ،‬وال همهمة‬
‫وال يشء فيه روح‪ ،‬ومن لم يكن بهذه الصفات فليس‬
‫بإمام»(((‪.‬‬

‫ومثــل هــذه الرواية كثــر يف «الــكايف»‪ ،‬و «بصائر‬


‫الدرجــات»‪ ،‬و «حبــار األنــوار »‪ ،‬وغريها من كتبهم‬
‫إلها! وإن لم يكن ً‬
‫إلها‬ ‫املعتربة‪ ،‬فال بد لإلمــام أن يكون ً‬

‫فليس بإمام!‬

‫((( «األنوار النعماني�ة» (‪.)۳۳/۱‬‬

‫‪93‬‬
‫فإمــا أن تثبتــوا ألوهيــة علي بــن أيب طالب ‪،‬‬
‫وبذلك يسقط معتقدكم بأكمله؛ ألن هذا كفر مخرج‬
‫مــن امللــة‪ ،‬أو تنفــوا اإلمامة عن علــي ‪‬؛ لعدم‬
‫ثبوت علمه بما ذكرتهم‪.‬‬

‫علي ‪ ،‬أم خالفة‬


‫س‪ 83‬أيهما أهم عند هللا‪ :‬خالفة ِ‬
‫داوود ‪‬؟‬

‫قــال تعــاىل‪﴾     ﴿ :‬‬


‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً َ‬
‫[ ‪ ،]26:‬فإذا كان علي ‪ ‬خليفة منصبا من هللا‬ ‫‪£‬‬
‫كما يزعم الشيعة‪ ،‬فلماذا لم يقل‪ :‬يا علي‪ ،‬إنا جعلناك‬
‫خليفة يف األرض‪ ،‬بدل يا داوود‪ ،‬أو مثله؟!‬

‫ناهيــك عن أن لفظ (املــوىل) إذا كان يعين (اخلالفة)‬


‫ً‬
‫دائما كما يزعمــون‪ ،‬فلمــاذا لــم يســتخدم هللا هذا‬
‫ً‬
‫اللفظ يف اآلية الســابقة‪ ،‬واســتخدم بــدل منها لفظ‪:‬‬
‫(خليفة)؟!‬

‫‪94‬‬
‫ٍّ‬ ‫َْ ُ‬
‫س‪ 84‬أليس عرض علي اخلالفة على طلحة ‪ ‬يبطل‬
‫إمامة علي؟‬

‫عــن إســحاق بــن راشــد‪ ،‬عــن عبــد احلميد بــن عبد‬


‫الرحمــان القريش‪ ،‬عــن ابن أبزى قال‪« :‬ال أحدثك إال‬
‫بما رأته عين�اي وســمعته أذناي‪ :‬لما برز الناس للبيعة‬
‫علي لطلحة‪ :‬ابسط يدك للبيعة‪،‬‬ ‫عند بيت المال قال ٌّ‬
‫فقال له طلحة‪ :‬أنت أحق بذلك مين‪ ،‬وقد استجمع لك‬
‫علي ‪ ‬لطلحة‪:‬‬ ‫الناس‪ ،‬ولم جيتمعــوا يل‪ ،‬فقال ٌّ‬
‫ََْ‬
‫وهللا ما أخىش غريك‪ ،‬فقال طلحــة‪ :‬ال تف ِن‪ ،‬فوهللا‬
‫(((‬ ‫ً‬ ‫َُْ‬
‫ال تؤت من قبلي أبدا‪ ،‬فبايعه وبايع الناس» ‪.‬‬

‫وهذا النص فيه إشكاالن‪:‬‬


‫أولهما‪ :‬كيف يكــون ٌّ‬
‫علي هو الــويص وتأتي�ه الفرصة‬
‫فيعرضها على غريه؟‬

‫((( «الكافئة» للمفيد (‪.)12‬‬

‫‪95‬‬
‫وثانيهمــا‪ :‬أن توليه اخلالفة كان باجتماع الناس عليه‬
‫ال بنص إلهي محكم‪.‬‬

‫س‪ 85‬هل والية ٍّ‬


‫علي مكتوبة يف القرآن؟‬

‫ذكر محدثهم الكليين يف «الكايف» عن أيب احلسن‬


‫علي مكتوبة يف جميع صحف‬ ‫‪ ‬قال‪« :‬والية ِ‬
‫األنبيــ�اء‪ ،‬ولم يبعث هللا ًّ‬
‫نبي�ا إال بنبوة محمد‪ ،‬ووصية‬
‫علي صلوات هللا عليهما»(((‪.‬‬
‫ِ‬

‫لكنا لم جند يف القرآن إال نبوة محمد ‪،‬‬


‫فهي نبوة أخذ هللا امليث�اق من اجلميع‪ ،‬ومنهم األنبي�اء‪،‬‬
‫على التصديــق بها‪ ،‬فقال تعــاىل‪   ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.]81:_[ ﴾    ‬‬

‫((( «الكايف» (‪.)473/1‬‬

‫‪96‬‬
‫فأخذ امليث�اق من األنبي�اء علــى التصديق به ونصرته‪،‬‬
‫فأيــن مصــداق الشــطر الثاين ‪-‬وهــو الوصيــة بعلي‬
‫‪ -‬يف كتاب هللا أو السنة الصحيحة؟! وكيف‬
‫تكتب الوصية باألئمــة يف جميع صحف األنبي�اء وال‬
‫تكتب يف القرآن الكريم؟!‬

‫َّ َ‬
‫نص ود َعا األمة إىل اإليمان باألئمة‬ ‫س‪َ 86‬من ِمن الصحابة‬
‫َ‬
‫أو د َعا لواليتهم؟‬
‫ً‬
‫صحيحــا عــن أي صحــايب ‪-‬ســواء ممن‬ ‫ال جنــد ًّ‬
‫نصــا‬
‫كفرهم الشــيعة‪ ،‬أو ممن رضوا عنهم‪ -‬ينص على‬
‫إمامة األئمة االثين عشر‪ ،‬أو يدعو لهم‪ ،‬أو يسل سيفه‬
‫من أجل إقامة واليتهم‪ ،‬ومن زعم خالف ذلك فليأتن�ا‬
‫بأثارة منه‪ ،‬وما هم بفاعلني‪.‬‬

‫س‪ 87‬هل وعد هللا تعاىل أئمة الشيعة بالنصر واالستخالف‬


‫يف األرض؟‬

‫جاء يف «الكايف» عن أيب عبد هللا يف قوله تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪‬‬

‫‪97‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ،]55:t[ ﴾  ‬قــال‪« :‬هــم‬
‫األئمة»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫وعنــه أيضا قال‪« :‬إن هللا تب�ارك وتعاىل لما خلق نبي�ه‬
‫ووصيه‪ ،‬وابنت�ه وبني�ه وجميع األئمة وخلق شــيعتهم‪،‬‬
‫أخــذ عليهم امليثــ�اق‪ ،‬ووعدهم أن يســلم لهم األرض‬
‫املباركة واحلرم اآلمــن‪ ،‬وأن ُيزنل لهم البيت املعمور‪،‬‬
‫ُ‬
‫ويظهر لهم السقف املرفوع‪ ،‬ويرحيهم من عدوهم»(((‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -‬فمىت ُمك َن لألئمة؟‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َّ‬
‫أمــة النيب‬
‫‪ِ -‬لــم لم يمكن لهــم علــى مــدار عم ِــر ِ‬
‫‪‬؟‬

‫(( ( «الكايف» (‪ ،)150/1‬کتاب احلجــة‪ ،‬باب‪ :‬أن األئمــة عليهم‬


‫السالم خلفاء هللا يف أرضه‪.‬‬
‫((( «الــكايف» (‪ ،)375/1‬کتــاب احلجــة‪ ،‬بــاب‪ :‬مولــد النــي‬
‫‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬ألم يستشهد احلسني؟‬

‫‪ -‬ألم يتن�ازل احلسن عن اخلالفة ملعاوية؟‬


‫ً‬
‫‪ -‬بــل ما مــن إمــام منهــم إال وقد مات مقتــول‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫مسموما‪ ،‬کما تزعمون‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬وأبعد ِمن هذا‪َ ،‬من ُع ِد َم تمكنهم كانوا يستخدمون‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫التقية‪ ،‬فيخفون دينهم عن الناس‪ ،‬فمىت ُمك َن‬
‫لهم؟‬

‫وهللا صادق يف وعده‪ ،‬ولكن التفســر الذي يف «الكايف»‬


‫هوى نفس‪ ،‬ال تفسري حق‪.‬‬ ‫لآلية هو تفسري َ‬

‫ُ‬
‫س‪ 88‬هل اإلمامة يف مفهومها عند الشيعة إمامة حكم‬
‫ووالية سلطان‪ ،‬أم إمامة هدى وبي�ان؟‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن كانت اإلمامة عند الشيعة إمامة حكم وسلطان‬
‫علي ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ألحد من األئمة سوی ِ‬
‫ِفلم لم يقع األمر ٍ‬
‫ثم احلســن ‪ ‬من بعده بستة أشهر‪ ،‬ومع ذلك‬
‫احلســن ملعاويــة ‪ ‬ورضيــه خليفة؟!‬‫ُ‬ ‫تنــ�ازل‬

‫‪99‬‬
‫ولماذا تن�ازل احلسن ملعاوية عن اإلمامة؟! وهل كان‬
‫حيق له ذلك؟!‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وإن كانت اإلمامة إمامة هدى‪ ،‬فمــا المانع أن يكونوا‬
‫َ ً‬
‫أئمة هدى مع حكم غريهم‪ ،‬كما كان الصحابة كلهم‬
‫أئمــة هدى مع أن احلكم كان لواحد منهم فقط‪ ،‬وکما‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كان حكم طالوت الرجل الصالح‪ ،‬وامللك العادل‪ ،‬مع‬
‫ً‬
‫وجود نيب هدى؟!‬
‫ِ‬

‫س‪ 89‬ما سبب اختفاء اإلمام الثاين عشر؟‬

‫ال شك أن األمة ‪-‬اآلن‪ ،‬وقبل ذلك‪ -‬يف أمس احلاجة‬


‫إىل من يأخذ بســفينتها لــر األمان‪ ،‬ويدعي الشــيعة‬
‫أن إمامهم الثاين عشر هو منقذ األمة من الكافرين‬
‫واملنافقني‪ ،‬ولكنه قــد اختفى منذ مئات الســنني‪،‬‬
‫وذكر الشيعة الختفائه ً‬
‫سبب�ا‪ ،‬وهو‪ :‬أنه خائف على‬
‫نفســه مــن املرتبصني بــه‪ ،‬فمن ال يســتطيع أن حييم‬
‫نفســه فلن يســتطيع أن حيــي األمة قاطبــة ‪ ...‬وقد‬
‫ُ ِّ َ‬
‫مكنت الشيعة يف بعض العصور وأقام النصارى لهم‬

‫‪100‬‬
‫بعــض الدول‪ ،‬فلمــاذا لم يظهر ليبلــغ الدين‪ ،‬وينصر‬
‫شيعته؟!‬
‫ٌ‬
‫مقصور على عقول وخياالت‬ ‫فدل هذا على أن وجوده‬
‫الشيعة فقط‪.‬‬

‫علي ‪ ‬أنه بايع أبا بكر ‪‬‬


‫س‪ 90‬هل ورد نص عن ِ‬
‫باخلالفة؟‬

‫نعم ورد ذلك‪ ،‬ويف كتب الشيعة أنفسهم‪ ،‬يقول علي‬


‫ابن أيب طالب ‪ ‬وهــو يذكر بيعته أليب بكر‪...« :‬‬
‫فمشــيت عند ذلك إىل أيب بكر فبايعته‪ ،‬ونهضت‬
‫يف تلك األحداث حــى زاغ الباطل وزهق‪ ،‬وكانت‬
‫كلمة هللا هي العليا‪ ،‬ولو كــره الكافرون‪ ،‬فتوىل أبو بكر‬
‫تلك األمور فيسر وسدد وقارب واقتصد‪ ،‬فصحبت�ه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مناصحا‪ ،‬وأطعته فيما أطاع هللا فيه جاهدا»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫وقال ‪ ‬أيضا يف مدح الشــيخني أيب بكر وعمر‬
‫‪« :‬وكان أفضلهم يف اإلسالم وأنصحهم هلل‬

‫((( «الغارات» للثقفي (‪.)307 - 305/2‬‬

‫‪101‬‬
‫ولرســوله اخلليفــة الصديــق‪ ،‬واخلليفــة الفــاروق‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ولعم ِري إن مکانهما يف اإلسالم لع ِظيم‪ ،‬وإن املصاب‬
‫بهما جلرح يف اإلسالم شــديد‪ ،‬رحمهما هللا‪ ،‬وجزاهما‬
‫بأحسن ما عمال»(((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ويتضح من هذا أن ًّ‬
‫عليا ‪ ‬لقب أبا بكر باخلليفة‬
‫الصديق‪ ،‬وأظهر يف قوله بأفضلية الصديق والفاروق‪،‬‬
‫وتضحياتهما لإلسالم‪ ،‬وشــهد لهما بقوله‪« :‬ولعمري‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إن مكانهما يف اإلسالم لع ِظيم»‪.‬‬

‫علي ‪ ‬صرحية يف مجلس‬


‫س‪ 91‬لماذا لم يعلنها ِ‬
‫الشورى عند احتضار عمر ‪‬؟‬
‫ُ َ َّ َ‬ ‫لما حضرت َ‬
‫عمر ‪ ‬الوفاة عي ســتة أشخاص‬
‫ً‬
‫للشورى؛ ليكون اخلليفة واحدا منهم بعده‪ ،‬ثم تن�ازل‬
‫ثالثــة منهم‪ ،‬ثم تنــ�ازل عبد الرحمن بن عوف فبقي‬
‫عثمان وعلي‪ ،‬وهذه فرصة ضيعها ٌّ‬
‫علي وتركها‪ ،‬وهذا‬
‫ترك للواجب‪ ،‬على زعمهم‪.‬‬

‫((( «شرح نهج البالغة» البن ميثم البحراين (‪.)۳۱/۱‬‬

‫‪102‬‬
‫فلو كان النــي ‪ ‬أوىص باخلالفة من بعده‬
‫أمرا ًّ‬
‫إلهيا‪ ،‬فقــد جاءتــه الفرصة حني‬ ‫له‪ ،‬وكان هذا ً‬
‫ً‬
‫مات عمر ولم يســتخلف أحــدا‪ ،‬ولن يعــرض على‬
‫علي ‪ ‬أحد لو أخرج النص وهو صادق مصدق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فلمــاذا لم يعلنها ٌّ‬
‫علي صرحية يف وجه عثمان بن عفان‬
‫‪‬؟! ولو أخرب عثمان بالنص المتث�ل‪ ،‬خاصة أن‬
‫َ َ َ‬
‫عبد الرحمن بن عوف مكث يسأل الناس لريجح بني‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متحريا فــرة‪ ،‬فلو نطق‬ ‫عثمــان وعلي‪ ،‬وقيل‪ :‬إنــه ظل‬
‫ٌّ‬
‫علي بكلمة واحدة المتث�ل اجلميع‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫س‪ 92‬هل خلت األرض من إمام قبل بعثة النيب محمد‬
‫‪‬؟ وهل خيلو الزمان من إمام؟‬

‫قولــه تعــاىل‪     ﴿ :‬‬


‫‪ ]44:~[ ﴾     ‬يــدل‬
‫على أنه لم يكن هناك إمــام أو نيب قبل بعثــة النيب‬
‫محمــد ‪ ‬وبعــد عيــى ‪ ،‬وبالتايل‬
‫تبطل عقيدة عدم خلو الزمان من إمام‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫س‪ 93‬ما مظاهر ُحب علي ‪ ‬أليب بكر وعمر وعثمان‬
‫‪‬؟‬

‫يظهــر حب علي ‪ ‬للخلفــاء الثالثة من قبله يف‬


‫أمور‪ ،‬منها أنه‪:‬‬

‫♦ بايع أبا بكر الصديق ‪ ،‬وهذا ينسف معتقد‬


‫ً (((‬
‫الروافض نسفا ‪.‬‬

‫♦ أثىن على أيب بكر ‪ ‬يف جمعه القرآن(((‪.‬‬

‫((( «نهــج البالغــة» للشــريف الــريض (‪ )99/1‬و(‪)741/1‬‬


‫ت‪ .‬احلســون‪ ،‬و«الغارات» البــن هــال الثقفــي (‪)203/1‬‬
‫ط‪ .‬القديمــة‪ ،‬و«األمــايل» للطــويس (‪ ،)507/1‬و«االحتجاج»‬
‫للطربيس (‪ ،)١١٥/١‬و«الذخرية يف علم الكالم» (ص ‪،)478‬‬
‫و«الشــايف يف اإلمامة» للشــريف املرتىض (‪- 239 - 144/3‬‬
‫‪.)236‬‬
‫((( «فضائل الصحابة» ألحمد بن حنب�ل (‪ ،)354/1‬و«املصاحف»‬
‫البــن أيب داود (ص‪ ،)49‬و«الشــريعة» لآلجــري (‪-1783/4‬‬
‫‪.)1784‬‬

‫‪104‬‬
‫♦ صلــى خلــف أيب بكــر ‪ ‬يف زمــن النــي‬
‫‪ ‬وبعده(((‪ ،‬وقاتل املرتدين معه(((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫♦ َّ‬
‫زوج ابنت�ه وابن�ة فاطمة أم كلثوم لعمر ِبن اخلطاب‬
‫‪.(((‬‬

‫♦ ســى أبنــ�اءه بأســماء أيب بكــر وعمــر وعثمــان‬


‫‪.(((‬‬

‫((( «احلدائــق الناضــرة يف أحــكام العــرة الطاهرة» ليوســف‬


‫البحــراين (‪ ،)184/10‬و«حبار األنــوار» للمجليس (‪،)136/29‬‬
‫(‪ ،)377/103‬و«الرســائل» للخميــي (‪ ،)198/2‬و«تقريب‬
‫املعارف» أليب الصالح احلليب (ص‪.)220‬‬
‫((( «يف ظالل نهج البالغة» ملحمد جواد مغني�ة (‪ ،)522/5‬و«فدك‬
‫يف التاريخ» ملحمــد باقر الصدر (ص‪ ،)106‬و«جواهر التاريخ»‬
‫لعلي الكوراين (‪.)312/1‬‬
‫((( «صحيح البخاري» (‪ ،)33/4‬و«الكايف» للكليــي (‪)115/6‬‬
‫وصححها املجليس يف «مرآة العقول يف شرح أخبار آل الرسول»‬
‫(‪ ،)197/21‬و«قامــوس الرجــال» ملحمــد تقــي شوشــری‬
‫(‪ ،)216/12‬و«معرفــة اإلمــام» ملحمــد احلســن الطهــراين‬
‫(‪.)258/15‬‬
‫((( «اإلرشــاد للمفيد» (‪ ،)354/1‬و«معالم املدرســتني» ملرتىض‬
‫العسكري (‪.)160 - 159/3‬‬

‫‪105‬‬
‫♦ قــال مقولته الشــهرية‪ :‬لطالما ســمعت الرســول‬
‫ْ ُ ََ َ َُ َ ْ َ ُ َ ُ َ َ َ ْ ُ‬
‫‪ ‬يقول‪ِ ‌« :‬جئت ‌أنا ‌وأبو ‌بك ٍر ‌وعمر‪ ،‬ودخلت‬
‫َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ (((‬
‫أنا وأبو بك ٍر وعمر‪ ،‬وخرجت أنا وأبو بك ٍر وعمر» ‪.‬‬
‫َ‬
‫أشــباه الرجال‬ ‫♦ تــرأ مــن شــيعته وقــال لهــم‪« :‬يــا‬
‫وال رجال»(((‪.‬‬

‫س‪ 94‬هل كل نيب إمام؟ وهل اإلمامة أعلى من النبوة؟‬

‫إن كان اجلواب ال‪ ،‬فيلزم أن يكون لكل نيب إمام يأتم به‪.‬‬

‫وإن كانت اإلمامة أفضل وأعلى مرتب�ة من الرسالة‬


‫والنبــوة‪ ،‬فلمــاذا خياطب هللا أنبيــ�اءه باملرتبــ�ة األقل‬
‫ً‬
‫دائما؟!‬
‫ً‬
‫محمــدا ‪ً ‬‬
‫دائما‬ ‫ولمــاذا خاطب هللا نبيــ�ه‬
‫باملرتبــ�ة األدىن دون املرتبــ�ة األعلــى فناداه يف كتابه‬
‫بـ﴿‪ ﴾  ‬يف مواضع كثرية‪ ،‬ولم يرد يف موضع‬
‫واحد أن ناداه بـ(يا أيها اإلمام)؟!‬
‫(( ( رواه مسلم (‪ )1859/4‬ت‪ .‬عبد البايق‪.‬‬
‫((( «نهج البالغة» (‪.)80/1‬‬

‫‪106‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫اخللفاء الراشدون الثالثة األول اخلالفة على‬ ‫س‪ 95‬هل توىل‬
‫أنها إمامة سياسية أم إمامة ديني�ة؟‬

‫إن قلتــم بــأن اخللفــاء الراشــدين تولــوا اإلمامــة‬


‫َّ‬ ‫َ‬
‫السياسية‪ ،‬بطل معتقدكم ِبردة الصحابة؛ ألن اإلمامة‬
‫ُ‬
‫املكلف بها املعصوم هي الديني�ة‪ ،‬أما السياسية فهي‬
‫ًْ‬
‫وه َي عند األئمة ال تساوي نعل كما ذكروا‬ ‫مجرد تبع‪ِ ،‬‬
‫يف نهــج البالغة عــن عبد هللا بن عبــاس ‪ ‬أنه‬
‫َ‬
‫قــال‪« :‬دخلت على أمــر املؤمنني صلوات هللا عليه‬
‫خيصف نعلــه‪ ،‬فقال يل‪ :‬مــا قيمة هذه‬ ‫بــذي قار وهو ِ‬
‫قيمة لهــا! قــال‪ :‬وهللا َله َي َأ َحبُّ‬
‫َ‬
‫النعــل؟ فقلــت‪ :‬ال‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫ِإ َّيل مــن ِإمرتكم»(((‪ ،‬فإن قيــل‪ :‬إن عليا حقر من إمامة‬
‫أعطاها هللا له فهو كفــر‪ ،‬وال قائل به من الشــيعة‪،‬‬
‫ًّ‬
‫فيلزم أن الصحابة لم يغتصبوا حقا أعطاه هللا لألئمة‪،‬‬
‫وبالتايل سقط القول بردة الصحابة‪.‬‬

‫((( «نهج البالغة» (‪.)91/1‬‬

‫‪107‬‬
‫وإن قلتــم بــأن اخللفــاء تولــوا اإلمامــة الدينيــ�ة عن‬
‫املعصــوم‪ ،‬فحينها جتعلــون املعصوم يتخلــى عن أمر‬
‫رباين له بتن�ازله لهم يف هذا التكليف املقيد‪.‬‬
‫َّ‬
‫وإن قلتم بأن املعصوم توىل اإلمامة الديني�ة‪ ،‬وأن تن�ازله‬
‫كان عن اإلمامة السياسية فحينها تطالبون بأمرين‪:‬‬

‫♦ أن تذكروا لنا مظاهر إمامته الديني�ة على الصحابة‪،‬‬


‫وكم كان عددهم؟ وهل كان ضمن مظاهر توليه‬
‫اإلمامة فرض ركن اإلمامة على الناس؟!‬

‫♦ أن تذكروا لنا علة ردة الصحابة واخللفاء إذا كانوا لم‬


‫يتولوا إمامة ديني�ة‪ ،‬وعلى من كانت إمامته الديني�ة؟!‬

‫علي ‪ ‬مذكورة يف كتاب هللا تعاىل؟‬ ‫س‪ 96‬هل إمامة ِ‬


‫ً‬
‫إذا قلتم‪ :‬نعم‪ ،‬واســتدللتم بأي آية‪ ،‬قلنا‪ :‬إذا قول عمر‬
‫َُ‬
‫‪« :‬حســبن�ا کتــاب هللا» صحيــح‪ ،‬وإذا قلتم‪:‬‬
‫ٌ‬
‫ليســت موجودة يف كتاب هللا‪ ،‬فهذه مصيب�ة أخرى؛‬
‫ً‬
‫جلعلكم إياها ركنا من أركان اإلسالم‪ ،‬ولم تذكر يف آية‬
‫واحدة من كتاب هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ٌّ َ‬
‫س‪ 97‬هل هناك نص على تنصيب اإلمام احلسن العسكري‬
‫ً‬
‫إماما بعد وفاة أبي�ه؟‬
‫ثبت عند الشيعة أن احلسن العسكري لم يكن ً‬
‫إماما‬
‫حىت اســتحدث إمامتــه بعد وفــاة أخيــه املنصوص‬
‫عليه!‬

‫قال الطويس يف «الغيب�ة»‪« :‬قال أبو احلسن ‪:‬‬


‫احلســن ابين القائــم من بعدي‪ .‬وعنه‪ ،‬عــن أحمد بن‬
‫عيــى العلوي من ولــد علي بن جعفــر قال‪ :‬دخلت‬
‫َّ ْ َ‬ ‫ّ‬
‫بصريــا((( فســلمنا عليه‪،‬‬ ‫على أيب احلســن ‪‬‬
‫َ‬
‫فإذا حنــن بأيب جعفــر وأيب محمد قد دخــا‪ ،‬فقمنا إىل‬
‫أيب جعفــر لنســلم عليه‪ ،‬فقال أبو احلســن ‪:‬‬
‫ليس هذا صاحبكم‪ ،‬عليکم بصاحبكم‪ ،‬وأشــار إىل أيب‬
‫محمد»‪.‬‬

‫((( موضع بلد‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫وروى حيىي بن بشــار القنربي قال‪ :‬أوىص أبو احلسن‬
‫‪ ‬إىل ابن�ه احلســن ‪ ‬قبل مضيه بأربعة‬
‫أشهر‪ ،‬وأشهدين على ذلك وجماعة من املوايل‪.‬‬

‫وأمــا موت محمــد يف حيــاة أبي�ه فقــد رواه ســعد بن‬


‫عبــد هللا األشــعري قال‪ :‬حدثــي أبو هاشــم داود بن‬
‫القاسم اجلعفري قال‪ :‬كنت عند أيب احلسن ‪‬‬
‫وقت وفاة ابن�ه أيب جعفر ‪-‬وكان قد أشــار إليه ودل‬
‫عليه‪ -‬فإين ألفكر يف نفيس‪ ،‬وأقول‪ :‬هــذه قضية أيب‬
‫إبراهيــم وقضية إســماعيل‪ ،‬فأقبل َّ‬
‫علي أبو احلســن‬
‫‪ ‬فقــال‪ :‬نعم يا أبا هاشــم‪ ،‬بــدا هلل تعاىل يف أيب‬
‫جعفر وصري مكانه أبا محمد‪ ،‬كما بدا هلل يف إســماعيل‬
‫بعدما دل عليه أبو عبد هللا ‪ ‬ونصبه‪ ،‬وهو كما‬
‫حدثت به نفسك وإن كره املبطلون‪ ،‬أبو محمد ابين‬
‫اخللف من بعدي‪ ،‬عنده ما حتتاجــون إليه‪ ،‬ومعه آلة‬
‫اإلمامة‪ ،‬واحلمد هلل‪.‬‬

‫وعن شاهويه بن عبد هللا اجلالب قال‪ :‬كنت رويت‬


‫عن أيب احلســن العســكري ‪ ‬يف أيب جعفر ابن�ه‬

‫‪110‬‬
‫روايات تدل عليه‪ ،‬فلما مىض أبو جعفر قلقت لذلك‪،‬‬
‫ً‬
‫متحريا ال أتقدم وال أتأخر‪ ،‬وخفت أن أكتب‬ ‫وبقيت‬
‫إليه يف ذلك‪ ،‬فال أدري ما يكون‪ ،‬فكتبت إليه أســأله‬
‫الدعــاء وأن يفــرج هللا تعــاىل عنا يف أســباب من قبل‬
‫الســلطان كنا نغتم بها يف غلماننــ�ا‪ ،‬فرجع اجلواب‬
‫بالدعاء‪ ،‬ورد الغلمان علين�ا‪ ،‬وكتب يف آخر الكتاب‪:‬‬

‫أردت أن تســأل عــن اخللف بعــد مــي أيب جعفر‪،‬‬


‫وقلقت لذلك‪ ،‬فال تغتم ﴿‪   ‬‬
‫‪﴾        ‬‬
‫[‪ ،]115:e‬صاحبكم بعدي أبو محمد ابين‪ ،‬وعنده ما‬
‫حتتاجون إليه‪ ،‬يقدم هللا ما يشاء ويؤخر ما يشاء ﴿‪‬‬
‫‪﴾‬‬
‫[^‪ ،]106:‬قــد كتبت بما فيه بيــ�ان وإقناع لذي عقل‬
‫يقظان‪.‬‬

‫وروى محمد بن احلسني بن أيب اخلطاب‪ ،‬عن ابن أيب‬


‫الصهبان قال‪ :‬لما مات أبو جعفــر محمد بن علي بن‬
‫محمد بن علي بن موىس ‪ُ ‬و ِض َع أليب احلسن‬

‫‪111‬‬
‫ٌّ‬
‫کريس فجلــس عليه‪ ،‬وكان‬ ‫علــي بن محمد ‪‬‬
‫أبو محمد احلســن بن علي ‪ً ‬‬
‫قائما يف ناحية‪،‬‬
‫فلما فرغ من غســل أيب جعفر التفت أبو احلســن إىل‬
‫ً‬
‫شــكرا‬ ‫أيب محمد ‪ ،‬فقال‪ :‬يا بين‪ ،‬أحدث هلل‬
‫فقد أحدث يف أمرك»(((‪.‬‬

‫فهــذه الروايات تدل على أن محمد بن الهادي كان‬


‫ً‬
‫ومشــارا لــه بالبنــ�ان أنــه اخلليفــة‬ ‫ً‬
‫منصوصــا عليــه‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫والــويص واإلمــام بعــد أبيــ�ه‪ ،‬ومن ثــم مات وأصبح‬
‫مكانه أخوه حبسب كالم اإلمام‪ ،‬فصارت له مكانة‬
‫جديدة واســتحدثت إمامته‪ ،‬وأحدث فيه أمر لم يكن‬
‫قبل وفاة محمد بن الهادي أي احلسن العسكري‪ ،‬فما‬
‫تفسريكم لذلك؟!‬

‫((( «الغيب�ة» (‪.)226 - 223‬‬

‫‪112‬‬
‫علي ‪ ‬عن غريه ممن‬
‫س‪ 98‬ما الذي امتازت به والية ِ‬
‫سبقه باخلالفة؟‬
‫َ‬
‫راب َع‬
‫ِ‬ ‫الســنة‪-‬‬ ‫‪-‬أهل‬ ‫يمثل علــي بن أيب طالب عندنــا‬
‫اخللفاء الراشــدين‪ ،‬وهو رابع أفضــل صحايب‪ ،‬ويمثل‬
‫مرجعا ًّ‬
‫فقهيا‪ ،‬ومن ســبه فكأنما سب أبا بكر وعمر‬ ‫ً‬ ‫لنا‬
‫وعثمــان‪ ،‬ونعلم أنه مــن آل بيت النيب ‪،‬‬
‫ونشهد بأســبقيت�ه لإلسالم‪ ،‬ونشــهد بفضله وعلمه‬
‫وشجاعته وعدله وكرمه‪.‬‬

‫ولكن السؤال‪ :‬ما الذي امتازت به خالفته عمن سبقه‬


‫من اخللفاء؟ ومعلوم أن اخللفاء الســابقني ‪‬‬
‫امتازت خالفتهم بالفتوحات الكبرية‪ ،‬وامتدت الدولة‬
‫ٌّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫علي ‪ ،‬فما‬ ‫يف عهدهم شرقا وغربا‪ ،‬وتوىل بعدهم ِ‬
‫األمر املختلف يف مدته عن خالفة الســابقني؟ وعند‬
‫املقارنة بمن سبقه جند أنه قد کرثت يف زمانه ‪‬‬
‫ً‬
‫الفنت‪ ،‬وليس هذا طعنا فيه ‪ ،‬بل ملجرد إظهار‬

‫‪113‬‬
‫فضل خالفة السابقني على خالفته من ناحية الثمرة‬
‫العملية الواضحة‪.‬‬

‫األمر اآلخر لما بويع ‪ ‬باخلالفة‪:‬‬

‫‪ -‬هل أرجع أرض فدك لورثة فاطمة ‪‬؟!‬

‫‪ -‬هل لطم وجلد نفســه يف ذکری کسر ضلع فاطمة‬


‫‪ ‬املزعوم؟!‬

‫‪ -‬هل أخذ اخلمس من شيعته أو من املسلمني؟‬

‫‪ -‬هــل احتفــل بمولد احلســن أو احلســن أو مولد‬


‫النيب ‪‬؟!‬

‫لــم يفعــل ‪ ‬أي يشء ممــا يدعيــه الشــيعة أنه‬


‫من ســنت�ه ‪ ،‬بل ســار على نهج أيب بكر وعمر‬
‫ً‬
‫وعثمان ‪ ،‬حىت قتل شــهيدا کما بشــر بذلك‬
‫النيب ‪.‬‬ ‫ُّ‬

‫‪114‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫علماء الشيعة بأن القرآن وضح كل يشء لألمة‪،‬‬ ‫س‪ُ 99‬ي ِق ُّر‬
‫َّ‬
‫علي ‪ ‬أو األئمة من‬ ‫فهل بي وفسر إمامة ِ‬
‫بعده؟‬
‫ٍّ‬ ‫ُ َ‬
‫ن ِقل عــن علي ‪- ‬كما يف كتب القوم‪« :-‬وكفى‬
‫وخصيما»(((‪ ،‬وقال الباقر محمد‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حجيجا‬ ‫بكتاب هللا‬
‫ً‬
‫ابــن علي‪« :‬إن هللا لم يدع شــيئ�ا حتتــاج إليه األمة إىل‬
‫يوم القيامة إال أنزله يف كتابه وبين�ه لرسوله‪ ،‬وجعل‬
‫(((‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫لكل يشء حدا‪ ،‬وجعل عليه دليل يدل عليه» ‪.‬‬

‫يه ‪-‬أي يف القرآن‪-‬‬


‫«ف ِ‬
‫وقال الصادق جعفر بن محمد‪ِ :‬‬
‫خرب الســماء‪ ،‬وخرب األرض‪ ،‬وخرب ما يكون‪ ،‬وخرب ما هو‬
‫كائن‪ ،‬قال هللا‪ :‬فيه تبي�ان كل يشء»(((‪.‬‬

‫((( «حبار األنوار» (‪.)441/74‬‬


‫((( «بصائر الدرجات» (‪.)194‬‬
‫((( «الكايف» (‪.)438/2‬‬

‫‪115‬‬
‫ً‬
‫وقــال أيضــا‪« :‬إن يف القرآن ما مىض‪ ،‬وما حيدث‪ ،‬وما‬
‫هو كائن»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫وقال أيضا‪« :‬إن هللا أنزل يف القرآن تبي�ان كل يشء‪،‬‬
‫ً‬
‫حىت وهللا ما ترك هللا شيئ�ا حيتاج العباد إليه إال بين�ه‬
‫للناس‪ ،‬حىت ال يستطيع عبد أن يقول‪ :‬لو كان هذا نزل‬
‫يف القرآن‪ ،‬إال وقد أنزل هللا فيه»(((‪.‬‬

‫علــي ‪ ،‬وأنه‬
‫‪ -‬فأين يف كتــاب هللا إمامــة ِ‬
‫معصوم؟!‬

‫‪ -‬وأين إمامة أبن�ائه من بعده؟!‬

‫‪ -‬بل أين تفصيل هذا األمر وتبي�انه وإيضاحه؟!‬


‫ً‬
‫‪ -‬أين تبي�ان القرآن لإلمامة أصل؟!‬
‫وصيا على اإلسالم‪ ،‬أم ًّ‬
‫وصيا‬ ‫علي ‪ًّ ‬‬
‫‪ -‬هل كان ٌّ‬
‫على املسلمني؟!‬

‫(( ( «تفسري القيم» (‪.)۸۷‬‬


‫((( «املحاسن» (‪.)297‬‬

‫‪116‬‬
‫َ‬ ‫القوم الذين بايعوا ًّ‬
‫عليا ‪‬؟ وعلى أي يشء‬ ‫ُ‬ ‫س‪َ 100‬م ِن‬
‫بايعوه؟‬

‫علي ‪« :‬إنــه بايعين القــوم الذين بايعوا‬


‫يقــول ِ‬
‫أبــا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه‪ ،‬فلم يكن‬
‫للشاهد إال أن خيتار‪ ،‬وال للغائب أن يرد»(((‪.‬‬

‫علي‬
‫فإذا كانت خالفة الثالثــة باطلة؛ فتبطل خالفة ِ‬
‫ً‬
‫‪ ‬أيضا؛ ألن من بايعوه هم الذين بايعوا اخللفاء‬
‫الثالثة قبله أبا بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪.‬‬
‫عليــا ‪َ ‬قبــل َور ِ َ‬
‫ض أن يب َ�ايــعَ‬ ‫مــع مالحظــة أن ًّ‬
‫ِ‬
‫�ايعوا على‬ ‫اخللفاء الثالثــة‪ ،‬فلم يب ُ‬
‫ُ‬ ‫علــى ما بويع عليه‬
‫أن يكونوا أئمة معصومــن‪ ،‬طاعتهم مطلقــة‪ ،‬إنما‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫أمــر فقط‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫و‬ ‫ول‬ ‫وأ‬ ‫وأمــراء‬ ‫خلفــاء‬ ‫بايعوهــم علــى أنهم‬
‫علي ‪ ‬باخلالفة‪.‬‬ ‫وهكذا بويع ِ‬

‫((( «نهج البالغة» (‪.)۳۹۹‬‬

‫‪117‬‬
‫س‪ 101‬ما الذي يلزم الشيعة بقولهم‪( :‬لو بقيت األرض بغري‬
‫إمام لساخت)؟‬

‫تلك املقولة املشهورة وردت يف «الكايف» عن أيب حمزة‪،‬‬


‫قــال‪ :‬قلت أليب عبــد هللا‪« :‬أتبقــى األرض بغري إمام؟‬
‫قال‪ :‬لو بقيت األرض بغري إمام لساخت»(((‪.‬‬

‫ويلزم على هذه الرواية املزعومة ما يلي‪:‬‬


‫اإللزام األول‪ :‬أن اإلمامــة أعلى ً‬
‫مقاما من النبوة؛ ألنه‬
‫ً‬
‫يتصور خلو األرض من نيب أو رســول‪ ،‬وقد خلت زمنا‬
‫َ‬
‫إمامة عليٍّ‬ ‫من نبوة النيب ‪ ،‬فهل يقال‪ :‬إن‬
‫أفضل من نبوة النيب ‪‬؟‬

‫اإللزام الثاين‪ :‬حسب فهم الشيعة لقوله تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪ ]124:^[ ﴾  ‬أن إبراهيم ‪‬‬
‫لم يكن ً‬
‫إماما بنبوته ورســالته‪ ،‬وإنما أعطيت له يف‬

‫((( «الكايف» (‪.)179/1‬‬

‫‪118‬‬
‫أواخر حياته عند كربه‪ ،‬فمن كان اإلمام يف تلك الفرتة‬
‫اليت كان فيها إبراهيم يدعو إىل هللا قبل نيله اإلمامة؟!‬

‫س‪ 102‬هل تثبت اإلمامة عند الشيعة بالنص‪ ،‬أم بالعقل؟‬

‫جييب عن هذا السؤال الشريف املرتيض يف كتابه‬


‫َّ‬
‫«املقنــع يف الغيبــ�ة» فيقــول‪« :‬إن العقــل قــد دل على‬
‫وجوب اإلمامة‪ ،‬وإن كل زمان ‪-‬كلف فيــه املكلفون‬
‫الذيــن جيــوز منهــم القبيــح واحلســن‪ ،‬والطاعــة‬
‫واملعصية‪ -‬ال خيلو من إمام‪ ،‬وإن خلوه من إمام إخالل‬
‫بتمكينهم‪ ،‬وقادح يف حسن تکليفهم‪.‬‬

‫ثــم دل العقــل علــى أن ذلك اإلمام ال بد من كونه‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫معصوما من اخلطأ والزلل‪ ،‬مأمونا منه فعل كل قبيح‪،‬‬
‫وليس بعد ثبوت هذين األصلني إال إمامة من تشــر‬
‫اإلماميــة إىل إمامته‪ ،‬فإن الصفــة اليت دل العقل على‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫وجوبها ال توجد إال فيه‪ ،‬ويتعرى منها كل من تدعى‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫له اإلمامة ســواه‪ ،‬وتنســاق الغيب�ة بهذا سوقا حىت ال‬
‫تبقى شبهة فيها‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫وهذه الطريقة أوضح ما اعتمد عليه يف ثبوت إمامة‬
‫صاحب الزمان‪ ،‬وأبعد من الشبهة‪ ،‬فإن النقل بذلك‬
‫ً‬
‫ظاهرا‪،‬‬ ‫ً‬
‫فاشــيا‪ ،‬والتواتــر بــه‬ ‫‪-‬وإن كان يف الشــيعة‬
‫ً‬
‫معلومــا‪ -‬فكل ذلك يمكن‬ ‫ومجيئ�ه من كل طريق‬
‫دفعــه‪ ،‬وإدخال الشــبهة فيه‪ ،‬اليت حيتــاج يف حلها إىل‬
‫ضروب من التكليف‪ ،‬والطريقة الــي أوضحناها‬
‫بعيدة من الشبهات‪ ،‬قريب�ة من األفهام»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫ويقول أيضا يف كتــاب «الشــايف يف اإلمامــة»‪« :‬أما‬
‫املعرفــة بوجود اإلمام يف اجلملة وصفاته املخصوصة‬
‫‪-‬كالعصمة ووجوب طاعته وغريهما‪ -‬فطريقنا فيه‬
‫العقل‪ ،‬وليس نفتقر فيه إىل تواتر»(((‪.‬‬

‫ثم يقــول‪« :‬ألن املعلوم لهــم اعتقاد وجوب اإلمامة‪،‬‬


‫وأوصاف اإلمام من طريق العقل واالعتماد عليها يف‬
‫جميع ذلك»(((‪.‬‬

‫((( «املقنع يف الغيب�ة» (‪.)34‬‬


‫((( «الشايف يف اإلمامة» (‪.)89/1‬‬
‫((( «الشايف يف اإلمامة» (‪.)98/1‬‬

‫‪120‬‬
‫ثــم قال بعدهــا‪« :‬ألن التواتــر عندنا ليــس بطريق إىل‬
‫إثب�ات عدد األئمة يف اجلملــة‪ ،‬ووجودهم يف األعصار‬
‫ُ (((‬ ‫ُ‬
‫العقل وحجته» ‪.‬‬ ‫بل الطريق إىل ذلك‬

‫ففــي هــذه النقول اليت صدرت عن واحد من أكرب‬


‫ٌ‬
‫علمائهم اعرتاف بأن النصوص اليت جاءت يف اإلمامة‬
‫وتفاصيلها يسهل نقدها والرد عليها‪ ،‬وما ذلك إال ألن‬
‫الشيعة افرتوا روايات عن النيب ‪ ‬يف ذلك‪،‬‬
‫َ َ َُ‬
‫وقــد تتبعهــا ده ِاقنة علم اجلــرح والتعديــل‪ ،‬وأثبتوا‬
‫وضعها‪ ،‬والكذب واجلهالة يف رجال أساني�دها‪.‬‬
‫ً‬
‫فما بقي لهم إال العقــل‪ ،‬والعقل ليس دين�ا‪ ،‬خاصة يف‬
‫املسائل العقدية والغيبي�ة اليت يفتقر معها املؤمن إىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نص صريح فيها تفصيــا وإجمال‪ ،‬وقد أقر املجليس‬
‫بذلك يف «مرآة العقــول» فقال‪« :‬ال جيــوز االعتماد يف‬
‫أصول الدين على األدلة العقلية»(((‪.‬‬

‫(( ( «الشايف يف اإلمامة» (‪.)100/1‬‬


‫((( «مرآة العقول» (‪.)268/2‬‬

‫‪121‬‬
‫رو الشيعة أحاديث إمامة االثين عشر عن‬‫ي‬‫لماذا لم َ‬
‫ِ‬ ‫س‪103‬‬
‫أوالد األئمة وأحفادهم؟‬

‫إن عــدد أوالد األئمــة يصــل إىل أكرث مــن مئــة ولد‪،‬‬
‫ومع ذلك ترك الشــيعة هذه الذريــة الضخمة‪ ،‬ولم‬
‫يــرووا عنهم أحاديــث اإلمامة‪ ،‬ورووها عــن الواقفة‪،‬‬
‫واجلارودية‪ ،‬ومن مات ً‬
‫حائرا‪ ،‬وغريهم‪.‬‬

‫وهذا السؤال ال جواب عنه‪ ،‬وهذا يعين أن هؤالء ُب َرآء‬


‫مما يرويه الشــيعة يف كتبهم عن القيم‪ ،‬والكليين‪،‬‬
‫وغري ِهم‬
‫والطــريس‪ ،‬واملجلــي‪ ،‬وزرارة‪ ،‬وأيب اجلارود ِ‬
‫يف أحاديث اإلمامة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫علي ‪ ‬عن املطالبة باإلمامة‬
‫س‪ 104‬لماذا سكت ِ‬
‫املزعومة بعد وفاة النيب ‪ ،‬وبعد موت أيب‬
‫وزيرا ٌ‬
‫خري لكم‬ ‫بكر وعمر وعثمان حني قال‪« :‬أنا لكم ً‬
‫مين ً‬
‫أمريا»؟‬

‫ذكر الصدوق ‪-‬وهو من كبار علماء الشيعة‪ -‬يف كتابه‬


‫«علــل الشــرائع»((( يف البــاب الثاين والعشــرين بعد‬
‫املئة العلة اليت من أجلها ترك أمري املؤمنني مجاهدة‬
‫أهل اخلالف‪ ،‬فذكر خمس علل لهذا األمر‪ ،‬وهي على‬
‫الرتتيب‪:‬‬

‫علــي ‪ ‬عــن اغتصــاب الصحابة‬


‫♦ ســکوت ِ‬
‫شيعت ِه بعد ذلك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫اخلالفة؛ ألنه يعلم أنه سيظهر على‬
‫فأحــب أن يقتــدي به من جاء بعده فيســر بســرته‪،‬‬
‫ويقتدي بالكف عنهم بعده‪.‬‬

‫((( «علل الشرائع» (‪.)185/1‬‬

‫‪123‬‬
‫♦ أنــه كان هلل ودائع مؤمنون يف أصالب قوم کافرين‬
‫ومنافقني‪ ،‬فلم يكن ٌّ‬
‫علي ‪ ‬ليقتــل اآلباء حىت‬
‫خترج الودائع‪ ،‬فلما خرج ظهر على من ظهر وقتله‪.‬‬

‫♦ أنه ‪ ‬اقتدى برسول هللا ‪‬؛ حيث‬


‫ترك جهاد املشركني ثالث عشرة سنة يف مكة‪ ،‬وتسعة‬
‫عشر ً‬
‫شهرا يف املدين�ة‪ ،‬وذلك لقلة أعوانه‪ ،‬فلم يكن مع‬
‫علي ‪ ‬وقتها سوى ثالثة رهط من املؤمنني‪.‬‬

‫♦ أنــه اقتدى بإبراهيــم ‪ ‬يف اعزتالــه قومه لما‬


‫أصروا على الشــرك‪ ،‬واقتدى بلوط فلم تكن له منعة‬
‫من قومه‪ ،‬واقتدى بيوسف فكان السجن أحب إليه‬
‫مما يدعــوه إليه‪ ،‬واقتــدى بموىس حني فــر من قومه‬
‫لما خاف منهم‪ ،‬واقتدى بهارون لما استضعفه قومه‬
‫وكادوا يقتلونه‪ ،‬واقتدى بالنــي ‪ ‬لما فر‬
‫من مكة إىل املدين�ة‪.‬‬

‫♦ خاف أن يرتد الناس ويكفروا بمحمد ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ً‬
‫وكل هذه اإلجابات باطلة من وجوه كثرية‪ ،‬نذكر طرفا منها‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬سكوته ‪ ‬حتى يقتدي به من بعده‪.‬‬
‫ً‬
‫الرد‪ :‬أننــ�ا لم جند أحدا من األئمة االثين عشــر اقتدى‬
‫بسكوته وسكت‪ ،‬بل أعلنوا األمر حىت قتلوا‪ ،‬والنيب‬
‫‪ ‬كان يعلم أنه سيظهر على قومه‪ ،‬فهل‬
‫سكت حىت ظهر‪ ،‬أم جاهد وأعلن حىت ظهر؟!‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬انتظار الذرية التي ســتخرج من الاكفرين ‪-‬يعنون‬
‫ًّ‬
‫الصحابة‪ -‬التي ستساند عليا‪.‬‬

‫الرد‪ :‬أنه ما فعلها نيب قبله‪ ،‬وهذا فيه نوع اتكال‪ ،‬وليس‬
‫فيه توكل على هللا الذي يؤيد دعوته بمن يشاء من‬
‫رسله‪ ،‬بل دعا النيب ‪ ‬أن خيرج من أصالب‬
‫أهل الطائف من يعبده‪ ،‬ومع ذلك دعاهم وقاتلهم‪،‬‬
‫ولم يكتف بانتظار الذرية‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬اقتداؤه بالرسول ‪‬‬

‫الــرد‪ :‬هــذا ادعــاء باطــل‪ ،‬فقــد جاهــر ‪‬‬


‫بدعوتــه‪ ،‬ولم خيــش يف هللا لومة الئــم‪ ،‬وأعلن دعوته‬
‫وعرض نفسه على القبائل والطوائف املختلفة حىت‬
‫أيــده هللا باألنصار‪ ،‬فلماذا لم يقتد به ٌّ‬
‫علي يف املجاهرة‬
‫باحلق الذي معه والتمسك به؟!‬

‫بل حوصر النيب ‪ ‬وعذب يف سبي�ل هللا هو‬


‫وأصحابــه‪ ،‬وأعلنها أبو ذر يف مكة صرحية حىت ضرب‬
‫ً َْ ََ‬ ‫ً‬
‫ضربا شــديدا أشــرف منه على املــوت‪ ،‬وأعلنها ابن‬
‫مســعود حىت كاد ُيقتل‪ ،‬وأعلنهــا حمزة وعمر وغريهم‬
‫علي أجنب من كل هؤالء؟! حاشاه‪.‬‬
‫الكثري‪ ،‬فهل ِ‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬اقتداؤه بإبراهيم ‪ ‬في اعتزال قومه‪.‬‬

‫الرد‪ :‬هذا قول فاســد‪ ،‬فلم يعزتلهــم إبراهيم ‪‬‬


‫حتی کسر أصنامهم‪ ،‬واعرتف بذلك‪ ،‬وتربأ منهم ومن‬
‫أصنامهم كما يف القــرآن‪ ،‬وأعلنها صرحية يف وجوههم‬
‫حــى قذفــوه يف النــار‪ ،‬فلم خيف ولــم خيــش‪ ،‬فلماذا‬

‫‪126‬‬
‫علي ‪ ‬للصحابة الكفار ‪-‬حســب‬
‫لــم يعلنها ِ‬
‫زعمهم‪ -‬كما أعلنها إبراهيم ‪ ‬للنمرود‪.‬‬
‫بــل إن ًّ‬
‫عليا لم يعزتل أبا بكــر وعمر وعثمــان‪ ،‬وقاتل‬
‫ً‬
‫مستشارا لهم يف‬ ‫معهم‪ ،‬وجمع القرآن معهم‪ ،‬وكان‬
‫حياتهم‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬اقتداؤه بلوط ‪‬‬

‫قوم ُه حىت جاءهم الهالك‪،‬‬


‫الرد‪ :‬لقد دعا لوط ‪َ ‬‬

‫ودافع عن املالئكة األضياف ولم يسلمهم لقومه‪،‬‬


‫وأعلــن لقومه أنه وأهله طاهرون من فعلهم‪ ،‬ومن َثمَّ‬

‫فهذا الزعم باطل من أساسه‪.‬‬

‫ً‬
‫سادسا‪ :‬اقتداؤه بموسى لما خرج خائ ًفا من قومه‬
‫َّ‬
‫الرد‪ :‬أن هذا كان من موىس قبل الرســالة حني قتل‬
‫ً‬
‫رجل من قومهم‪ ،‬ولكن لما بعث ‪ ،‬وكلفه هللا‬
‫بالتبليغ والبي�ان ذهب هو وأخوه ‪-‬فقط‪ -‬إىل مواجهة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فرعون‪ ،‬وما أدراك مــا فرعون؟! ولم خيشــيا إال هللا‪،‬‬

‫‪127‬‬
‫واحلوار بني موىس وفرعون موجود يف سورة الشعراء‪،‬‬
‫كله عزة وقوة وشموخ وعدم خوف‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬االقتداء بهارون لما أخلفه موسى في قومه‬
‫واج َه َ‬
‫قومه‪ ،‬وخاف‬ ‫الرد‪ :‬هذا زعم باطل؛ لكون هارون َ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫أن يشــق عصاهم إن لم يسمعوا قوله‪ ،‬وقد حكى هللا‬
‫إنكاره على قومه وأمره باملعروف ونهيه عن املنكر‪،‬‬
‫فقــال‪       ﴿ :‬‬
‫‪﴾        ‬‬

‫[‪.]90:p‬‬
‫ً‬
‫ثامنا‪ :‬خوفــه ‪ ‬أن يرتد الصحابة بعد موت النبي‬
‫‪‬‬
‫الرد‪ :‬هذا قول باطل ومنكر‪ ،‬بل هو دليل على أنهم كانوا‬
‫علــى احلق؛ لذا بــأي يشء يواجههم وهــم على احلق‪،‬‬
‫وأن الصحابة ‪-‬بشــهادة الشيعة‪ -‬مؤمنون موحدون‬
‫لم يكفروا بعدم اعرتافهم بإمامته ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫إن الســبب الرئيــس الــذي دعا ًّ‬
‫عليــا إىل عــدم البوح‬
‫بإمامته هو‪ :‬أنه لم تكن له إمامة وال عصمة‪ ،‬وليس‬
‫هو اخلليفة بعد موت النيب ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وحاكما للمسلمني؟‬ ‫س‪َ 105‬من ِمن األئمة صار خليفة‬
‫ٌّ‬ ‫َ َ ْ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الشــيعة يدعــون أن اإلمامــة جعــل ربــاين مثلها مثل‬
‫نبي�ا‪ ،‬فكذلك‬ ‫النبوة‪ ،‬وال يمكن أن يعني اإلنسان له ًّ‬
‫ال يمكــن أن يعني خليفــة أو ً‬
‫إماما‪ ،‬فإذا كانت اإلمامة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫جعــا کالنبوة‪ ،‬فلماذا لم نــر من األئمة من دانت له‪،‬‬
‫وحتقــق له هــذا اجلعــل الرباين ســوى ٍّ‬
‫علــي يف مدته‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أشــهرا قليلة ثم تنــ�ازل عنهــا طواعية غري‬ ‫واحلســن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مكره ومعه اجليوش اجلرارة؟! إذا هي ليســت جعل‬
‫ً‬
‫منصوصا عليها ال يف الكتاب‬ ‫إلهيــا أو ًّ‬
‫رباني�ا‪ ،‬بل ليس‬ ‫ًّ‬
‫وال ُّ‬
‫السنة‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ََ ُ‬
‫علي ‪ ‬أن تطالبوا باإلمامة من بعده‬
‫س‪ 106‬هل أمركم ِ‬
‫لذريت�ه؟‬
‫لو قلتم‪ :‬نعم‪ ،‬لطالبن�اكم بالدليل الصحيح‪ ،‬ولو قلتم‪:‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫ال‪ ،‬فمن الذي أعطاكم احلق أن تطالبوا بها؟ خاصة‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أن ابن�ه احلســن ‪ ‬تنــ�ازل عنها ملعاوية ‪‬‬
‫ً‬
‫حقنــا للدمــاء‪ ،‬وحىت ال يشــق صف املســلمني‪ ،‬فهل‬
‫أنتم خري من احلسن وأحرص منه على ركن الدين‬
‫األعظم؟‬

‫س‪ 107‬هل استدل علي ‪ ‬بقو ِله تعاىل‪  ﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫َ‬
‫‪[ ﴾‬األحزاب‪ ]33:‬على إمامته أو خالفته؟‬
‫َّ‬
‫علي ‪ ‬أو حيتج بهذه اآلية أو بغريها‬
‫يســتدل ِ‬
‫ِ‬ ‫لم‬
‫علــى واليت�ه‪ ،‬أو إمامته أو خالفتــه‪ ،‬أو عصمته‪ ،‬بل لم‬
‫يســتدل بها أحد من األئمة االثين عشــر على إمامته‪،‬‬
‫فهــل علماء الشــيعة اليــوم أعلــم بأدلــة اإلمامة من‬
‫األئمة أنفسهم؟‬

‫‪130‬‬
‫(حديث الغدير )‬
‫وبطالن االستدالل به على اإلمامة‬

‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫س‪ 108‬أين تقع خ ّم اليت ن ِس َب إليها حديث الغ ِد ِير؟‬
‫َ‬
‫يدعــي الشــيعة أن حديــث الغ ِديــر قالــه النــي‬
‫ُ‬
‫احلجيــج‪ ،‬وهذا‬
‫ِ‬ ‫مفــرق‬ ‫وهــي‬ ‫ــم‪،‬‬‫خ‬ ‫‪ ‬يف‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬
‫كذب؛ ألن خما يف اجلحفة‪ ،‬وهي تبعد عن مكة‬
‫ُ‬
‫اجتاه املدينــ�ة‪ ،‬أما مفرتق‬
‫أكرث من مئيت كيلو مرت يف ِ‬
‫ُ‬
‫احلجيج فهو مكة وليس خم‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫س‪ 109‬هل َس َّجل القرآن واقعة الغدير؟‬
‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫حنن نعلم أن القرآن ِس ِجل أمني لكل األحداث العظيمة‬
‫الــي بــي عليها الديــن‪ ،‬بل به أحداث أقل مــن واقعة‬
‫الغدير كحادثة النملة‪ ،‬والبقرة‪ ،‬واخلالف العائلي عند‬
‫زيد بن حارثة‪ ،‬فإذا كان قول الشيعة بأن هللا أوىح لنبي�ه‬
‫‪ ‬بــأن يأخــذ البيعــة لعلــي ‪ ‬يف هذا‬
‫املكان‪ ،‬وأن الصحابة بايعوا ًّ‬
‫عليا باخلالفة ‪-‬إذا كان هذا‬

‫‪131‬‬
‫ًّ‬
‫حقا‪ -‬فلماذا أعرض القرآن عن تســجيل هذه البيعة‪،‬‬
‫وهي بهذه املزنلة وبهذه العظمة‪ ،‬وهذا التأصيل؟‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫عات أخــرى أقل أهميــة وخطرا‪،‬‬
‫ فالقرآن ســجل بي ٍ‬
‫کبيعة النســاء الواردة يف قولــه تعاىل‪  ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪﴾         ‬‬
‫[«‪.]12:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فهل بيعة النســاء أعظم درجة من بيعة الغ ِدير ‪-‬اليت‬
‫ُْ‬
‫تزعمونهــا‪ -‬حىت يلتفت إليها القــرآن‪ ،‬ويجعلها تتلى‬
‫إىل يوم القيامة؟‬
‫َ‬
‫بل ذكر هللا بيعة الرضوان اليت كانت لعثمان ‪ ‬يف‬
‫احلديبي�ة‪ ،‬لما بايع الصحابة رسول هللا ‪‬‬
‫على املوت؛ إلنقاذ عثمان‪ ،‬والرسول ‪ ‬بايع‬
‫بنفسه عن عثمان‪ ،‬وصفق بي�ده على يده‪ ،‬وقال‪« :‬هذه‬
‫عن عثمان»‪ ،‬وهللا تعاىل ســجل هذه البيعة يف ســورة‬

‫‪132‬‬
‫الفتح بقولــه‪    ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.]10:®[ ﴾‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فلــم َي ْبق إال أن نقــول‪ :‬إن هذه البيعة لو نزلت يف علي‬
‫‪ ‬لقالوا‪ :‬هذا دليل واضح على إمامته‪ ،‬ومذكورة‬
‫يف كتاب هللا! لكنها نزلت يف عثمان ‪ ،‬بل عظم‬
‫هللا شــأنها حىت ذكر املكان الذي وقعت فيه‪ ،‬فقال‬
‫ســبحانه‪      ﴿ :‬‬
‫‪ ،]18:®[ ﴾ ‬ولم يذكر مکان غدير‬
‫ُ‬
‫خم‪ ،‬ومع ذلك لم يقل أحد من أهل السنة‪ :‬هذا دليل‬
‫على خالفة عثمان ‪.‬‬

‫َ‬
‫س‪ 110‬هل ورد حديث الغدير يف نهج البالغة؟‬
‫َ‬ ‫ً ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫من عجيب األمر أن الشيعة يتب�اهون كثريا خبطب‬
‫ً‬
‫کتاب نهج البالغــة املنســوبة ‪-‬زورا‪ -‬لعلي ‪‬‬
‫ويرددونها‪ ،‬ومع ذلك لــم يرد حديث الغديــر يف نهج‬

‫‪133‬‬
‫ً‬
‫البالغة إطالقا‪ ،‬فإن كان بهذه األهميــة الدالة على‬
‫اإلمامة كمــا يزعمون؛ فلماذا لم يرد يف نهج البالغة يف‬
‫علي ‪‬؟!‬
‫خطب أمري املؤمنني ِ‬
‫(((‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫علي ‪ ‬يف اخلطبة الشقش ِقية‬
‫س‪ 111‬لماذا لم يذكر ِ‬
‫حجة إمامته كحديث الغدير‪ ،‬وغريه؟‬
‫يف اخلطبة الشقشقية اليت يدعيها الشيعة على ٍّ‬
‫علي‬
‫‪ ‬لم يستشــهد فيها على إمامته‪ ،‬أو إمامة أحد‬
‫أبن�ائــه من بعــده بأي آية أو حديث‪ ،‬بل لم يستشــهد‬
‫حبديث الغدير الذي يستشــهد به الشيعة ً‬
‫كثريا على‬
‫ً‬
‫منصوصا‬ ‫إمامته ‪ ،‬مما يدل أن إمامته ليست‬
‫ََ‬
‫عليها يف القرآن أو السنة‪ ،‬مع مالحظة أن سند اخلطبة‬
‫حيتوي على مجاهيل باعرتاف علمائهم‪.‬‬
‫َّ ْ َ‬
‫ــقية هي اخلطبة الثاني�ة من كتاب «نهج‬ ‫((( اخلطبــة الشقش ِ‬
‫البالغة» للشــريف الريض‪ ،‬وهذا الكتاب ليس من الكتب‬
‫املسندة؛ ولذلك ال جيوز االحتجاج بما فيه حىت يثبت‪ ،‬وكتاب‬
‫«نهج البالغة» من الكتب اليت زعم مؤلفها أنه جيمع كالم علي‬
‫ابن أيب طالب ‪ ،‬فأىت فيه بطامات وكذبات كثرية على‬
‫علي ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫َ ْ ُْ ُ َ‬
‫موله َ‬
‫فع ِليٌّ‬ ‫س‪ 112‬هل يدل قوله ‪« :‬من كنت‬
‫ُ‬ ‫َ َْ‬
‫موله» على إمامة ِ‬
‫علي ‪‬؟‬

‫هذا احلديث رواه الرتمذي وقال‪ :‬هذا حديث حسن‬


‫صحيح‪ ،‬ولكن املراد بذلك املحبة واملــودة‪ ،‬وهذا َف ْهمُ‬
‫صحابــة النيب ‪‬؛ إذ قــال عمر لعلــي فيما‬
‫ْ َ‬ ‫َ ً‬
‫أصبحت‬ ‫رواه اإلمام أحمــد‪« :‬ه ِنيئ�ا يا بن أيب طالب‪،‬‬
‫َ (((‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ َ‬
‫مؤمن ومؤمن ٍة» ‪ ،‬وليس املراد‬
‫ٍ‬ ‫وأمســيت مولی کل‬
‫بذلــك اإلمامــة‪ ،‬وإال لقــال ‪ :‬فعلي بعد‬
‫مويت مواله‪.‬‬

‫ونقل البيهقي بســنده عن اإلمام الشافعي أنه قال يف‬


‫معىن هذا احلديث‪« :‬يعين بذلك والء اإلسالم»(((‪.‬‬

‫(( ( رواه أحمد يف «املسند» (‪ ،)18479‬وانظر‪« :‬سلسلة األحاديث‬


‫الصحيحــة» لأللبــاين (‪ ،)340/4‬وقال شــعيب األرنؤوط يف‬
‫حتقيقــه علــى «املســند» ط‪ .‬الرســالة (‪« :)430/30‬صحيح‬
‫لغريه»‪.‬‬
‫((( «االعتقاد والهداية إىل سبي�ل الرشاد» (‪.)355‬‬

‫‪135‬‬
‫ٌ‬
‫متشــيع للحســن بن احلســن‪« :‬ألــم يقل‬ ‫ولمــا قــال‬
‫ُ‬
‫رسول هللا ‪ ‬لعلي‪« :‬من کنت مواله فعلي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مواله»؟ قال‪ :‬أما وهللا إن رســول هللا ‪ ‬إن‬
‫كان َي ْع ِن بذلك اإلمرة والسلطان والقيام على الناس‬
‫بعده ألفصح لهم بذلك‪ ،‬كما أفصح لهــم بالصالة‬
‫والــزكاة وصيام رمضان وحج البيت‪ ،‬ولقال لهم‪« :‬إن‬
‫هذا ويل أمركم من بعدي‪ ،‬فاســمعوا لــه وأطيعوا»‪،‬‬
‫فما كان من وراء هذا يشء‪ ،‬فإن أنصح الناس كان‬
‫للمسلمني رسول هللا ‪.(((»‬‬

‫س‪ 113‬هل املوىل يف حديث الغدير يعين اخلليفة؟‬


‫َ‬
‫يفســر الشــيعة كلمة (املوىل) يف حديــث الغدير‬
‫بمعــى (اخلليفــة)‪ ،‬وحنن نقول‪ :‬كلمة املــوىل لها‬
‫ٌ‬
‫معــان كثرية فتأيت بمعىن‪ :‬املحب والناصر كما هو‬
‫ٍ‬
‫معلــوم عنــد أهل اللغــة‪ ،‬ومنه قولــه تعاىل‪﴿ :‬‬
‫‪‬‬

‫((( «االعتقاد والهداية إىل سبي�ل الرشاد» (‪.)356‬‬

‫‪136‬‬
‫ٌّ‬
‫علــي موىل‬ ‫‪ ،]4:Á[ ﴾ ‬ولكن هــل‬
‫الشــيعة بمعىن (إمامهم) اآلن أم ال؟‬
‫إمام ُكم هــو الغائب وليس ًّ‬
‫عليا‪ ،‬أما‬ ‫اجلــواب‪ :‬ال؛ ألن َ‬
‫حنــن ْأه َل الســنة فإنن�ا نقول بأن ًّ‬
‫عليــا موالنا إىل اآلن‪،‬‬
‫حنبــه وجنلــه‪ ،‬وهــو موالنا إىل يوم القيامة خبالفكم‪،‬‬
‫علي‬
‫فموالكم اآلن هو مهديكــم‪ ،‬وانقطعت خالفة ِ‬
‫‪ ‬عندكم‪.‬‬

‫ما الذي دعا ًّ‬


‫عليا ‪ ‬أن ين�اشد املسلمني يف‬ ‫س‪114‬‬
‫الرحبة؟‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ َ‬
‫علي ‪ ‬الصحابــة يف خالفته يف الرحبة يف‬‫ناشــد ِ‬
‫الكوفة أن يذكروا ما شهدوه بأنفســهم يوم الغدير‪،‬‬
‫وذلك ملشكلة قد حدثت له مع اخلوارج‪ ،‬فإنه تعرض‬
‫للســب والتكفري من قبلهم‪ ،‬بــل ونازعــوه خالفته‪،‬‬
‫واتهموه بما هو بريء منه‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ونالحظ أن هذا االستشهاد تم بعد استشهاد اخلليفة‬
‫الثالث عثمان ‪ ‬فلم يكن يف خالفته‪ ،‬بل حدث‬
‫علي ‪ ‬اخلالفة‪.‬‬
‫لما توىل ِ‬

‫فلو كان يرى أحقيت�ه باخلالفة ممن قبله لناشدهم‬


‫حبديث الغدير كما فعل مع اخلوارج‪.‬‬

‫س‪ 115‬يزعم الشيعة أن من حضر بيعة الغدير مئة وعشرون‬


‫ً‬ ‫ًّ‬
‫صحابي�ا‪ ،‬فلماذا لم جند واحدا فقط يذكر تلك‬ ‫ألف‬
‫ّ ُ‬
‫البيعة يوم بويع الصديق؟‬

‫تقرير أنه لم تكن هناك بيعة يف الغدير‬


‫ِ‬ ‫اجلواب‪ :‬بعد‬
‫ً‬ ‫َْ‬
‫ســلمنا به جــدل فأين هؤالء‬ ‫لعلــي وال لغريه نقول‪ :‬لو‬
‫علي بعد وفاة النيب ‪‬؟ وهل أحد‬
‫من بيعة ِ‬
‫منهم أنكر البيعة أليب بكر وقال بأن األحق باخلالفة‬
‫علي بن أيب طالب بدليل حديث الغدير؟ بل حىت علي‬
‫ابن أيب طالب لم يذكر تلك البيعة املزعومة‪ ،‬ناهيك‬
‫عن أن أعظم كتاب جمع كالم علي بن أيب طالب عند‬
‫الشيعة ‪-‬وهو كتاب نهج البالغة‪ -‬لم تذكر فيه تلك‬

‫‪138‬‬
‫البيعة املزعومة‪ ،‬اليت لو حدثت لكان أول املتكلمني‬
‫واملطالبــن بتفعيلهــا هو علــي بن أيب طالب ‪‬‬
‫نفسه‪.‬‬

‫س‪ 116‬هل يستطيع الشيعة أن يأتوا ولو بسند واحد صحيح‬


‫من كتبهم على صحة حديث الغدير؟‬

‫بالطبع ال‪ ،‬فجميع أســاني�د حديث الغدير يف كتب‬


‫الشيعة ضعيفة ال تصح‪ ،‬مع أنه أقوى األدلة عندهم‬
‫واه‪ ،‬فكيف بما‬
‫على اإلمامة‪ ،‬فإذا كان أقوى األدلة ٍ‬
‫(((‬
‫دونه يف القوة؟!‬

‫س‪ 117‬ماذا تقولون يف كون النيب ‪ ‬لم يبلغ والية‬


‫علي ‪ ‬بنص محكم لألمة؟ وماذا تقولون يف‬
‫ِ‬

‫((( انظــر‪http://www.ramy-essa.com/ArticleDe� :‬‬


‫‪tail.aspx?id=4509‬‬

‫‪139‬‬
‫ٍّ‬
‫علي ‪ ‬الذي لم يبلغ األمة إمامته بنص قاطع‬
‫للشك؟‬

‫عدم البالغ بنص قطعي الثبوت والداللة على الوالية‬


‫واإلمامة ال خيلو من حالني‪:‬‬
‫ً‬
‫األول‪ :‬أن يكون نسيانا‪.‬‬
‫ً‬
‫والثاين‪ :‬أن يكون عمدا‪.‬‬
‫وســواء يف هــذا أو ذاك فقــد أتانــا الديــن ً‬
‫ناقصا من‬
‫أهــم أركانه ‪-‬على حــد زعمهم‪ -‬وهو اإلمامة‪ ،‬وذلك‬
‫ين�اقض قوله تعاىل‪    ﴿ :‬‬
‫‪.]3:a[ ﴾     ‬‬

‫‪140‬‬
‫بطالن االستدالل بآية الوالية على اإلمامة‬

‫س‪ 118‬ما وجه استدالل الشيعة بقوله تعاىل‪ ﴿ :‬‬


‫‪      ‬‬
‫‪ ،]55:a[ ﴾    ‬على والية‬
‫علي ‪‬؟‬
‫ِ‬

‫تعد هذه اآلية من أقوى أدلة الشيعة على إثب�ات اإلمامة؛ إذ‬
‫علي ‪ ‬من سبب نزولها‪ ،‬فقد‬ ‫يستدلون بها على والية ِ‬
‫عليا ‪ ‬كان يصلي‪ ،‬فجاء سائل يسأل الناس‬ ‫زعموا أن ًّ‬
‫ٌ ً‬
‫فلم يعطه أحد شيئ�ا‪ ،‬فجاء إلى علي ‪-‬وهو راكع‪ -‬فمد يده‬
‫وفيها خاتم‪ ،‬فأخذ الرجل الخاتم من يده‪ ،‬فأنزل هللا جل وعال‬
‫هذه اآلية‪﴾       ﴿ :‬‬
‫[‪.]55:a‬‬

‫‪141‬‬
‫واجلواب عن إفكهم هذا يف عدة نقاط‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬هــذه الرواية ضعيفة منكــرة‪ ،‬قال الهيثيم‪« :‬فيه من‬
‫(((‬ ‫ْ‬
‫لــم أعرفهــم» ‪ ،‬وهذا اصطالح يشــر بــه إىل أن يف‬
‫َ‬
‫الرواية مجاهيل‪.‬‬

‫وقال ابن كثري‪« :‬رواه ابن مردويه من حديث علي ابن‬


‫أيب طالب وعمار بن ياسر ‪ ،‬وليس يصح منها‬
‫يشء بالكلية؛ لضعف أساني�دها وجهالة رجالها»(((‪،‬‬
‫وقال الطرباين‪« :‬تفرد به خالد بن يزيد»‪.‬‬

‫والذي زعم أنها نزلت يف علي هو الثعليب‪ ،‬وهو امللقب‬


‫حباطــب ليل؛ ألنــه ال يمــز الصحيح من الضعيف‪،‬‬
‫وأكرث رواياته عن الكليب عن أيب صالــح‪ ،‬وهو عند‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أهل العلم ِمن أوهی من ير ِوي يف التفســر‪ ،‬ويكرث يف‬
‫كتبــ�ه من املوضوعات‪ ،‬فالرواية منكــرة ال يصح لهم‬
‫االستدالل بها»(((‪.‬‬

‫((( «مجمع الزوائد» (‪.)17/7‬‬


‫((( «تفسیر ابن کثیر» (‪.)130/3‬‬
‫((( «املعجم األوسط» (‪.)218/6‬‬

‫‪142‬‬
‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬إذا نظرنا إىل سياق اآليات وجدناه ال يدل ألبت�ة على ما‬
‫ذهب إليه القوم‪ ،‬ففي اآلية احلادية واخلمسني من‬
‫ســورة المائدة يأمرنا هللا أال نتخــذ اليهود والنصارى‬
‫أوليــاء‪      ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ،]51:a[ ﴾    ‬ثــم يف اآليــة‬
‫اخلامســة واخلمسني من نفس الســورة يأمرنا هللا‬
‫أن نتخذ املؤمنني أولياء‪    ﴿ :‬‬
‫‪﴾       ‬‬
‫[‪ ،]55:a‬فسياق اآليات يتحدث عن املواالة اليت‬
‫ً‬
‫هي املحبة والنصــرة‪ ،‬وال عالقة لها أبدا بالوالية اليت‬
‫هي اإلمامة عند الشيعة‪.‬‬

‫كما ال يعقل أن تفســر مــواالة اليهــود املنهــي عنها‬


‫باإلمامــة‪ ،‬بل هي املحبة والنصرة‪ ،‬فنهتن�ا اآليات عن‬
‫مواالة اليهود والنصارى‪ ،‬وأمرتن�ا بأن تكــون املواالة‬
‫هلل ولرسوله وللمؤمنني؛ الذين جاء وصفهم يف اآلية‪:‬‬
‫﴿‪ ،﴾      ‬فأين‬

‫‪143‬‬
‫ْ‬
‫ِذكر علي بن أيب طالب ‪ ‬يف اآلية؟ وأين إمامته‪،‬‬
‫وأنها ركن من أركان اإلســام كما يزعم هؤالء؟! وأين‬
‫بقية األئمة االثين عشر يف هذه اآلية؟!‬

‫أما معىن الركوع يف اآلية فالصحيح فيــه‪ :‬أن هؤالء‬


‫املؤمنني خاضعون لربهم منقادون له بالطاعة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬إن كان املراد بقوله تعاىل‪ ﴾  ﴿ :‬علي بن‬
‫أيب طالب‪ ،‬فكيف يذكر هللا ورسوله باملفرد يف اآلية‪،‬‬
‫علي أفضــل من هللا‬ ‫ويذكر غريهما باجلمع‪ ،‬فهــل ٌّ‬
‫ورسوله؟!‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬إن اآلية ال تدل قراءتها املجردة على تفسري الشيعة؛‬
‫فلــم تذكــر أي خالفــة أو واليــة لعلــي ‪ ‬أو‬
‫لغــره؛ إذ ال يتبــ�ادر إىل ذهــن أحــد ممــن يقرؤهــا أن‬
‫هللا ‪ ‬أمرنــا أن نؤمــن بإمــام‪ ،‬بــل إن الشــيعة‬
‫أنفسهم لم يبنوا عقيدتهم من مفهوم هذه اآلية‪ ،‬وال‬
‫غريها من اآليات‪ ،‬إنما وضعوا هذه العقيدة من عند‬
‫أنفسهم‪ ،‬ثم حبثوا يف القرآن عن أي دليل يتعلقون به‬

‫‪144‬‬
‫فلــم جيدوا إال هذه اآلية‪ ،‬وما شــابهها ممــا ال يرىق إىل‬
‫معان‬
‫درجة املتشابهات؛ ألن الدليل املتشابه له عدة ٍ‬
‫حيتملها ســياق النــص‪ ،‬بشــرط توافقها مــع قواعد‬
‫اللغــة العربيــ�ة‪ ،‬واآلية ال حتتمل َّ‬
‫أي معــى من املعاين‬
‫اليت نسبها الشيعة إليها‪ ،‬ولو سلمنا بذلك فإن قصر‬
‫املعــى علــى أحد هــذه املعــاين دون غريه بــدون دليل‬
‫قوي ُيستن�د إليه ال ُينظر إليه‪ ،‬ويكون من التأويالت‬
‫الباطلة‪.‬‬

‫علي ‪ ‬بهذه اآلية على إمامته يف‬ ‫ً‬


‫خامسا‪ :‬هل استدل ِ‬
‫أي مناسبة أو خطبة خطبها؟!‬
‫ً‬
‫سادســا‪ :‬إذا قرنت الزكاة بالصالة يف القرآن فإنه يقصد بها‬
‫الفريضة‪ ،‬وعلي ‪ ‬كان ً‬
‫فقريا لم يملك نصاب‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫الزكاة أبدا يف حياة النيب ‪.‬‬
‫ً‬
‫ســابعا‪ :‬إن إخراج الزكاة حال الركوع ين�ايف اخلشوع يف‬
‫الصــاة‪ ،‬بــل ليس مــن اخلشــوع أن يســمع الرجل‬
‫ًّ‬
‫حديث غــره ويدقق فيــه‪ ،‬ويجد لــه حل‪ ،‬ثــم يرفع‬

‫‪145‬‬
‫علي ‪ ‬ال خيشــع يف‬
‫يــده ويعطيه اخلاتم‪ ،‬فهل ِ‬
‫صالته عندكم؟‬
‫ً‬
‫علي ‪ ‬وهو مشغول بأداء الصالة‬
‫ثامنا‪ :‬من أين علم ِ‬
‫أن هذا السائل مستحق للزكاة؟‬
‫ً‬
‫ممدوحا لفعله النيب‬ ‫ً‬
‫تاسعا‪ :‬لوكان إيت�اء الزكاة حال الركوع‬
‫‪ ‬وألمرنا به‪.‬‬
‫فأيــن الدليل يف اآلية على أن ًّ‬
‫عليا هو اإلمام واخلليفة‬
‫بعد وفاة النيب ‪‬؟!‬

‫وبه يثبت بطالن استداللهم باآلية والرواية‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫بطالن االستدالل بآية االبتالء على اإلمامة‬

‫استدالل الشيعة بقوله تعاىل‪ ﴿ :‬‬


‫ما ُ‬
‫وجه‬
‫ِ‬ ‫س‪119‬‬
‫‪‬‬
‫‪﴾          ‬‬
‫علي ‪‬؟‬
‫[^‪ ]124:‬على والية ِ‬

‫وجه استداللهم بهذه اآلية أن إبراهيم ‪ ‬أعطاه‬


‫هللا اإلمامة‪ ،‬وإبراهيم طلب من ربه أن تكون يف ذريت�ه‪،‬‬
‫وعلي ‪ ‬وأوالده من ذرية إبراهيم ‪.‬‬
‫ِ‬

‫ثم قالوا‪ :‬إن قولــه تعاىل‪﴾   ﴿ :‬‬


‫يــدل على أن هذه اإلمامة عهد إلهي ال َ‬
‫يعطى ملن وقع‬
‫ً‬
‫يف الظلم مطلقا‪ ،‬وهذا يصدق على األنبي�اء؛ لكونهم‬
‫جمعوا بني النبوة واإلمامة‪ ،‬وعلى األئمة االثين عشــر‬
‫ً‬
‫أيضا؛ ألنهم معصومون!‬

‫‪147‬‬
‫مر ُدود بأمور‪:‬‬
‫وهو زعم ْ‬

‫أولها‪ :‬أن اإلمامة املقصودة يف هذه اآلية هي إمامة االقتداء‬


‫يف الديــن‪ ،‬وهــذه اإلمامــة عامة لكل من جــاء بعد‬
‫إبراهيم ‪ ‬من األنبي�اء والصاحلني‪.‬‬

‫ثانيها‪ :‬أن النبوة خاصة‪ ،‬واإلمامة عامة‪ ،‬فالنبوة جعلت يف‬


‫ذرية إبراهيم ‪ ،‬ولكن اإلمامة لم تقتصر على‬
‫ذريتــ�ه ‪ ،‬قــال تعــاىل‪ ﴿ :‬‬
‫‪‬‬
‫‪.]74:u[ ﴾  ‬‬
‫فيجوز لكل مسلم أن يدعو هللا أن جيعله ً‬
‫إماما يقتدى‬
‫بــه يف اخلــر‪ ،‬فقصر اإلمامــة علــى إبراهيم ‪،‬‬
‫ومن لم يظلم من ذريت�ه تفسري خاطئ بشهادة القرآن‬
‫ً‬
‫صحيحا للزم أن يكون‬ ‫الكريم‪ ،‬ولو كان تفسري الشيعة‬
‫ً‬
‫هؤالء املؤمنون قد طلبوا مزنلة ال حيق لهم أن يطلبوها‪،‬‬
‫كمن يطلــب أن يكون ًّ‬
‫نبي�ا من األنبي�اء‪ ،‬مع أن اإلمامة‬
‫أعلى من النبوة عندهم‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ثالثها‪ :‬اعتقادهم أن اإلمامــة ال ين�الها من وقع يف يشء من‬
‫ً‬
‫الظلم ‪-‬مطلقا‪ -‬يعارضه أن القرآن ذكر وقوع بعض‬
‫األنبي�اء يف يشء من ظلم النفس‪ ،‬كما قال تعاىل على‬
‫لسان آدم وزوجه‪      ﴿ :‬‬
‫‪.]23:c[ ﴾    ‬‬

‫وقال عن موىس ‪    ﴿ :‬‬


‫‪﴾        ‬‬

‫[‪.]16:x‬‬

‫وقــال عــن يونــس ‪   ﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪.]87:q[ ﴾‬‬
‫ً‬
‫ويلزمهــم أيضــا باعتقادهــم أن اإلمامــة ال ين�الها من‬
‫وقــع يف يشء من الظلــم أن جميع آل البيت قد وقعوا‬
‫يف الظلــم؛ ألنهم لــم يصبحوا أئمتهــم‪ ،‬فاحلرمان من‬
‫اإلمامة دليل على ظلم صاحبه يف عقيدتهم‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫رابعها‪ :‬أن اإلمامة واخلالفة شيئ�ان مختلفان؛ حبيث يمكن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫يفرتقا واقعا وشرعا كما حصل إلبراهيم ‪‬؛‬ ‫أن ِ‬
‫إذ كان ً‬
‫إمامــا ولم يكن خليفة؛ ولذلك فرق هللا تعاىل‬
‫بــن داود وإبراهيم يف اللفظ‪ ،‬فقــال لداود ‪:‬‬
‫﴿‪﴾         ‬‬
‫[‪ ]26:£‬بينمــا قــال إلبراهيم ‪ ﴿ :‬‬
‫‪]124:^[ ﴾ ‬؛ ألن داود كان خليفــة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وحاكما متصرفا‪ ،‬وإبراهيم لم يكن كذلك‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫بطالن االستدالل بآية الطاعة على اإلمامة‬

‫س‪ 120‬ما وجه استدالل الشيعة بقوله تعاىل‪ ﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫[`‪]59:‬‬ ‫‪﴾      ‬‬
‫على والية األئمة االثين عشر؟‬

‫وجــه اســتدالل الشــيعة بهذه اآليــة‪ :‬أنهــم يزعمون‬


‫أن املقصــود بأويل األمــر فيها هم األئمة االثن�ا عشــر‪،‬‬
‫وأنهم مأمورون بطاعتهم واالنقياد لهم‪ ،‬لكونهم أئمة‬
‫معصومني‪.‬‬

‫ولو دققنا النظر يف هذه اآلية الكريمة لوجدناها تنفي‬


‫العصمة‪ ،‬والطاعــة املطلقة ألويل األمر؛ فقد أفردت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اآلية هللا ‪ ‬بالطاعة املطلقة‪ ،‬ثم أفردت رســوله‬
‫‪ ‬بالطاعة املطلقة؛ لكونها من طاعة هللا‪،‬‬
‫ولما جاء لذكر أويل األمر لم يقل‪( :‬وأطيعوا أويل األمر‬

‫‪151‬‬
‫منکم)‪ ،‬ولكن قال‪ ،﴾  ﴿ :‬فلم يفردهم‬
‫ً‬
‫بالطاعة مطلقا‪ ،‬فــدل على أنهم غري معصومني‪ ،‬وأن‬
‫تبعا لطاعة هللا ورســوله‪ ،‬وأنه من املحتمل‬ ‫طاعتهــم ً‬
‫َ‬ ‫ُْ‬
‫أن خيالفــوا هللا ورســوله‪ ،‬وأن أويل األمــر ال يفــردون‬
‫بالطاعة‪ ،‬بل يطاعون فيما هو طاعة هلل ورسوله‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فلمــا أمرنــا هللا بالرجوع عند التن�ازع إىل هللا ورســوله‬
‫ولم يأمرنا بالرجوع إىل أويل األمر قام الشيعة بتحريف‬
‫اآلية؛ لتن�اســب عقيدتهم‪ ،‬فقالوا‪« :‬إنها نزلت هكذا‪:‬‬
‫تال أبو جعفر ‪( :‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول‬
‫وأويل األمر منكم فإن خفتــم تن ً‬
‫�ازعا يف األمر فأرجعوه‬
‫إىل هللا وإىل الرسول وإىل أويل األمر)‪.‬‬

‫والرواية يف أصح كتبهم «الــكايف»(((‪ ،‬وحكم عليها‬


‫املجلــي بالصحة يف «مــرآة العقول» وقال‪« :‬حديث‬
‫حسن»(((‪.‬‬

‫(( ( «الكايف» (‪.)212‬‬


‫((( «مرآة العقول» (‪.)79/26‬‬

‫‪152‬‬
‫وهــذا كفر واضح‪ ،‬وبي�ان لضعف حجتهم‪ ،‬مع وجود‬
‫َ‬
‫َركاكة يف حتريفهم ال يقبلها صاحب فطرة سوية‪.‬‬
‫ولذلك ترى ً‬
‫كثريا من الشــيعة حينما يستدلون بهذه‬
‫اآليــة ال يكملونها قط‪ ،‬بل يقرؤون‪  ﴿ :‬‬
‫‪ ﴾      ‬دون إكمالها؛‬
‫ألنهم يعلمون أن بقية اآلية تنقض معتقدهم‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫بطالن االستدالل بآية ﴿ ‪﴾ ‬‬
‫على اإلمامة‬

‫س‪ 121‬هل يصح استدالل الشيعة بقوله تعاىل‪﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪ ]73:q[ ﴾‬على إمامة األئمة االثين‬
‫عشر؟‬

‫يفســر الشــيعة اآلية على معىن تنصيب أئمتهم من‬


‫هللا تعاىل‪ ،‬فجعلوا تفســر قولــه‪ ﴾﴿ :‬أي‪:‬‬
‫َّ‬
‫نصبن�اهم‪ ،‬وقوله‪ ﴾﴿ :‬أي‪ :‬مرتبتهم عند هللا‪.‬‬

‫والرد عليهم يف النقاط اآلتي�ة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫اجلعل بمعىن التنصيب‪،‬‬ ‫لغة العرب‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫يأت‬ ‫لم‬ ‫‪:‬‬ ‫أوال‬
‫َُ‬
‫بغري لغ ِته‪.‬‬
‫والقرآن عريب وال تفسر ألفاظه ِ‬

‫‪154‬‬
‫ثاني�ا‪ :‬عند الرجوع لكتب التفســر لدى الشيعة‪ ،‬مثل‬‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تفســرا مخا ِلفا لما‬ ‫كتاب «التبي�ان للطويس» جنــد‬
‫يدعيه الشــيعة؛ إذ يقول الطــويس فيه‪« :‬ثم وصفهم‬
‫‪-‬أي األنبي�اء املذكورين يف اآليات السابقة‪ -‬بأن قال‪:‬‬
‫ُ ََ‬
‫﴿‪ ﴾‬يقتدى بهم يف أفعالهم‪. »...‬‬
‫(((‬

‫ويقول الطربيس يف «مجمع البي�ان»‪ ﴿« :‬‬


‫‪ ]72:q[ ﴾‬أي‪ :‬وجعلنــا إبراهيــم‪،‬‬
‫وإسحاق‪ ،‬ويعقوب صاحلني للنبوة والرسالة‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫معناه حكمنا بكونهم صاحلني‪ ،‬وهو غاية ما يوصف‬
‫َ‬
‫به من الثن�اء اجلميل‪ ﴾﴿ ،‬يقتدى بهم‬
‫يف أفعالهم وأقوالهم‪.(((»...‬‬

‫فلم يأت يف أشــهر تفاســرهم املعىن املتــداول لديهم‬


‫اليوم‪.‬‬

‫(( ( «التبي�ان» (‪.)265/7‬‬


‫((( «مجمع البي�ان» (‪.)89/7‬‬

‫‪155‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬إن املخاطب باآلية الكريمة األنبي�اء الذين سبق‬
‫ذكرهم‪ ،‬وهم إبراهيم‪ ،‬وإســحاق‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬بشهادة‬
‫أقوال املفسرين من الفريقني‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا االســتدالل باآليــة على إمامة األئمة االثين عشــر‬
‫استدالل باطل ال يعرفه العرب‪ ،‬ولم يعرفه املفسرون‬
‫من الطائفتني‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫بطالن االستدالل بحديث االثني عشر خليفة‬

‫ال ْال ْس َلمُ‬


‫هل يصح استدالل الشيعة حبديث‪«َ :‬ل َي َز ُ‬
‫س‪122‬‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ً ُ ُّ ُ ْ ْ ُ‬
‫ع ِزيزا ِإل اثن عشر خ ِليفة‪ ،‬كلهم ِمن قري ٍش» على‬
‫تنصيب أئمتهم؟‬

‫الرد على استداللهم هذا يف عدة نقاط‪:‬‬


‫ً‬
‫أول‪ :‬ألفاظ احلديث ال تنطبق على أئمتهم‪:‬‬
‫(((‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ْ َ َ َ َ ً ُ ُّ ُ ْ ْ ُ‬
‫‪« -‬يكون اثن�ا عشر ِأمريا كلهم ِمن قري ٍش» ‪.‬‬
‫يف ًة‪ُ ،‬ك ُّل ُهمْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ ْ َ ُ َ ً َ َْْ َ َ‬
‫‪« -‬ل يزال اإلسلم ع ِزيزا ِإل اثن عشر ِ‬
‫خل‬
‫(((‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ِمن قري ٍش» ‪.‬‬

‫(( ( رواه البخاري (‪ ،)7223 ،7222‬ومسلم (‪.)1821‬‬


‫((( رواه مسلم (‪.)1821‬‬

‫‪157‬‬
‫ون َع َل ْي ُك ُم ْاث َن�ا َع َشــرَ‬
‫َ َ َ ُ ِّ ُ ً َ َّ َ ُ َ‬
‫‪« -‬ل يــزال الدين قائما حت يك‬
‫َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ َّ ُ (((‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ً ُ ُّ‬
‫خ ِليفة‪ ،‬كلهم جتت ِمع علي ِهم المة» ‪.‬‬

‫فالناظــر يف ألفــاظ احلديــث جيــد فيها الصفــة اليت‬


‫ُوصــف بها هــؤالء اخللفاء االثن�ا عشــر هــي «اإلمارة‬
‫واخلالفة»‪ ،‬وهــذه ال تنطبق على أئمة الشــيعة‪ ،‬فلم‬
‫ٌ‬
‫عل ٍّي واحلسن ‪ ،‬وبقية‬ ‫حيكم منهم أحد سوى ِ‬
‫األئمة كانوا مضطهدين على حد زعمهم‪.‬‬

‫وعليه يسقط االحتجاج باحلديث من أصله‪ ،‬ويبقى‬


‫الكالم فيه لتعدد الوجوه ليس أكرث‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثاني�ا‪ :‬أشارت ألفاظ احلديث أيضا إىل أن الدين يف خالفة‬
‫قائما ‪ً -‬‬ ‫ً‬
‫«عزيــزا – ً‬
‫منيعا ‪-‬‬ ‫هؤالء األمراء االثين عشــر‬
‫ً‬
‫صاحلــا»‪ ،‬وهذا ال ينطبــق على أئمتهــم‪ ،‬فهم يروون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مســموما‪ ،‬وأن‬ ‫أنه ما من إمام إال وقد مات مقتول أو‬
‫التق َّية‪،‬‬
‫األئمة كانوا مستضعفني‪ ،‬وكانوا يستخدمون ِ‬
‫ً‬
‫وخيفــون الدين خوفا من العامة‪ ،‬فقد رووا أن أئمتهم‬

‫((( انظر‪« :‬الصحيحة» لأللباين (‪ ،)720/1‬وقد ضعفه‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫دين َم ْن كتمه أعزه هللا»(((‪ ،‬فأي‬
‫قالوا‪« :‬إنكم على ٍ‬
‫عزة ورفعة لدين خيىش صاحبه إظهاره للناس؟!‬
‫ً‬
‫فلــم يقــم أمر األمــة يف خالفتهم‪ ،‬بــل ما زال فاســدا‬
‫ً‬
‫منتقضا يتــوىل عليهم الظاملون املعتدون‪ ،‬وال ســلطة‬
‫ألئمتهم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وعنــد التحقيــق جند أن الشــيعة االثين عشــرية أذل‬
‫الفرق؛ الســتخدامهم التقيــة وإخفائهم معتقداتهم‪،‬‬
‫ومظلومياتهــم الدائمة على أئمتهم‪ ،‬كل هذا الذل مع‬
‫وجود إمامهم الثاين عشــر‪ ،‬الــذي يعتقدون أن واليت�ه‬
‫ٌ‬
‫مستمرة منذ والدته إىل آخر الزمان‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثــا‪ :‬إن عــدد األئمــة عنــد الشــيعة ثالثــة عشــر‪ ،‬فقــد‬
‫الكليــي بســنده عــن أيب اجلــارود‪ ،‬عــن أيب‬‫روى ُ‬

‫جعفــر‪ ،‬عــن جابــر بــن عبــد هللا األنصاري‬


‫قــال‪ :‬دخلــت علــى فاطمــة ‪ ‬وبــن يديهــا‬
‫َ‬
‫لوح فيــه أســماء األوصياء‪ ‬من ولدها‪ ،‬فعددت اثين‬

‫((( «الكايف» للكليين (‪.)222/2‬‬

‫‪159‬‬
‫ُ‬
‫عشــر‪ ،‬آخرهم القائــم ‪ ،‬ثالثــة منهم محمد‬
‫عليا ‪ ‬إىل‬‫وثالثة منهم علــي(((‪ ،‬فإذا ضممنــا ًّ‬

‫االثين عشر من ولدها أصبح عددهم ثالثة عشر‪.‬‬


‫ً‬
‫وروى أيضا بســنده‪ :‬عــن أيب اجلارود‪ ،‬عــن أيب جعفر‬
‫‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :‬إين‬
‫واثين عشر من ولدي وأنت يا علي‪ ،‬زر األرض ‪-‬يعين‬
‫ََْ َ‬
‫أوتادهــا وجبالهــا‪ِ -‬بنــ�ا أوتــد هللا األرض أن تســيخ‬
‫بأهلهــا‪ ،‬فــإذا ذهــب االثن�ا عشــر من ولدي ســاخت‬
‫َْ‬
‫األرض بأهلها ولم ُينظروا»(((‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا هم ثالثة عشر وليسوا اثين عشر؛ ولذلك ذكرت‬
‫بعض كتب الشيعة اليت تكلمت عن الفرق أن هناك‬
‫ً‬
‫فرقة من فرق الشــيعة تســمت بالثالثة عشر‪ ،‬يعين‬
‫أنها اعتقدت بثلاثة عشر ً‬
‫إماما من هذين احلديثني‬
‫املوجودين يف «الكايف»‪.‬‬

‫(( ( «الكايف» للكليين (‪.)535/1‬‬


‫((( «الكايف» (‪.)535/1‬‬

‫‪160‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬لمــاذا لم يســتخدم النيب ‪ ‬يف الروايات‬
‫ألفــاظ (أهل البيــت‪ ،‬عرتيت‪ ،‬األئمــة‪ ،‬األوصياء‪ ،‬بين‬
‫هاشــم‪ ،‬أوالد فاطمــة)؟! ولماذا لم جند يف الروايات‬
‫أنهــم مــن أبنــ�اء احلســن دون احلســن‪ ،‬وأنهــم‬
‫معصومــون‪ ،‬وأنهــم أفضــل الناس‪ ،‬وأنهم أصحاب‬
‫والية تكويني�ة؟! ولماذا لم جند أنــه جيب االقتداء‬
‫بهم‪ ،‬وال يؤخذ الدين إال منهم؟!‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬إن كان هؤالء اخللفاء هم أئمة الشيعة فلماذا قال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ ُ ْ ْ ُ‬
‫النيب ‪« :‬كلهم ِمن قري ٍ‬
‫ــش»‪ ،‬ولم يقل‪:‬‬
‫«كلهم من ولد فاطمة وأبن�اء علي»؟ ولماذا لم ِّ‬
‫يسمهم‬
‫لنا ليسهل االقتداء بهم‪ ،‬وهو الذي أويت جوامع الكلم‬
‫ً‬ ‫‪‬؟ أم أنه كان يســتخدم َّ‬
‫التقيــة أيضا!‬
‫حاشاه بأيب هو وأيم‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬لسنا مطالبني بالبحث عن هؤالء اخللفاء ومعرفة‬
‫أســمائهم ومدة خالفتهم‪ ،‬ولو كان البحث والتقيص‬
‫عنهم فيه مصلحة ألخربنا به الصادق املصدوق الذي‬
‫ما ترك ً‬
‫خريا إال ودلنا عليه حىت تركنا على املحجة‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫ْ‬
‫يكلفنا ُ‬
‫هللا بمعرفة أسماء ومصاديق هؤالء‬ ‫وعليه فلم‬
‫املذكوريــن يف احلديث‪ ،‬ولو أراد هللا أن يكلفنا بذلك‬
‫لذكرهم لنا النــي ‪ ‬بأســمائهم‪ ،‬فلما لم‬
‫يذكرهم بأسمائهم علمنا أن هذا احلديث مجرد نبوءة‬
‫من نبوءات النيب ‪ ،‬وأن القيامة لن تقوم‬
‫حىت يملك اثن�ا عشــر ً‬
‫أمريا من قريش يكون الدين‬
‫ً‬
‫عزيزا حتت حكمهم‪ ،‬وهذه من البصريات بالنصر لهذا‬
‫الديــن‪ ،‬وهذا كما أخربنا النيب ‪ ‬يف حديث‬
‫َ ُ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َّ ُ‬
‫فتح القســطنطيني�ة قال‪« :‬لتفتحن القسطن ِط ِيني�ة‪،‬‬
‫َ ْ ُ َ (((‬ ‫ْ َ َ َُ ُ َ َ ْ َ َْ ُ‬
‫ِنعــم األ ِمــر أ ِمريهــا و ِنعم اجليــش جيشــها» ‪ ،‬ولم‬

‫((( رواه أحمــد يف «املســند» ط‪ .‬الرســالة (‪ )287/31‬برقــم‬


‫(‪ ،)18957‬وقال محققه‪« :‬إسناده ضعيف؛ جلهالة عبد هللا‬

‫‪162‬‬
‫يكلفنا هللا بمعرفة اسم هذا األمري‪ ،‬وإنما كانت مجرد‬
‫ُ‬
‫نبوءة مــن النيب ‪ ‬فوجب علين�ا تصديقها‬
‫مصداقها‪ ،‬وإال لذكر لنا النيب ‪‬‬
‫َ‬ ‫دون معرفة‬
‫ِ‬
‫اسمه‪.‬‬

‫وعندكم اجليش الذي يكون مع املهــدي يكون معه‬


‫ًّ‬
‫جنديا‪ ،‬فهل علمتم أسماءهم‪،‬‬ ‫ثالثمائة وثالثة عشــر‬
‫وكلفكم هللا بمعرفتها؟ واجلواب‪ً :‬‬
‫قطعا «ال»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫روايت�ه عنــد الفريقني‪:‬‬ ‫ومثلــه احلديث املتفق علــى ِ‬
‫ني ف ْر َق ًة‪ُ ،‬ك ُّلهاَ‬
‫َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َ ْ ُ َّ ُ َ َ َ َ‬
‫«وستف ِتق ه ِذ ِه المة على ثل ٍث وسب ِع ِ‬
‫َ ً (((‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬
‫ــار ِإ ل و ِاحدة» ‪ ،‬فهل املســلم هنا ملزم بمعرفة‬ ‫ِف الن ِ‬
‫أسماء هذه الفرق الضالة؟‬

‫ابن بشــر اخلثعيم‪ ،‬فقــد انفرد بالرواية عنــه الوليد بن املغرية‬


‫املعافري‪ ،‬ولم يؤثر توثيقه عن غري ابن حبان»‪.‬‬
‫((( رواه أحمد يف «املســند» (‪ ،)8396‬وابن أيب عاصم يف «السنة»‬
‫(‪.)33/1‬‬

‫‪163‬‬
‫وإذا مات على كتاب هللا وســنة رسوله‪ ،‬ولم يعرف‬
‫أسماء هذه الفرق الضالة هل يضره ذلك يف دين�ه؟‬
‫ُ‬
‫فكذلك األمر يف أســماء هؤالء؛ لو كانت معرفة أسماء‬
‫خريا لألمــة ألخربنا به النيب ‪،‬‬ ‫هــذه الفرق ً‬
‫ولو كانت معرفة أســماء هؤالء اخللفاء ً‬
‫خريا لألمة‬
‫ألخربنا به النيب ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫فإن أبيتم قلنــا لكم‪ :‬لديكم رواية تذكر أنه قبل خروج‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫املهدي سيخرج اثن�ا عشر رجل من بين هاشم كلهم‬
‫يدعو إىل نفســه(((‪ ،‬وهــي‪ :‬عن أيب خدجيــة قال‪ :‬قال‬
‫أبــو عبــد هللا ‪« :‬ال‪ ‬خيرج‪ ‬القائم‪ ‬حىت‪ ‬خيــرج‬

‫وقال األلباين يف حتقيقه لكتاب «السنة»‪« :‬إسناده حسن رجاله‬ ‫ ‬


‫كلهم ثقات‪ ،‬رجال محمد بن عمرو وهو حســن احلديث‪ ،‬كما‬
‫بينت�ه يف (الصحيحة)»‪.‬‬
‫وأما عند الشــيعة فانظر‪« :‬حبار األنــوار» للمجليس (‪،)٢٨/٨‬‬ ‫ ‬
‫و«التفسري األصفى» للفيض الكاشاين (‪.)375/1‬‬
‫((( «الغيب�ة» للطويس (‪.)437/1‬‬

‫‪164‬‬
‫اثن�ا عشــر من بين هاشم‪ ‬كلهم يدعو إىل نفسه»(((‪،‬‬
‫ً‬
‫فأعطونا إذا أســماء هؤالء االثين عشــر‪ ،‬وإال سقطت‬
‫ُ ُ‬
‫ُح َّجتكم‪.‬‬
‫ً‬
‫ســابعا‪ :‬هــل عيــى ‪ ‬أجــرأ وأشــجع مــن النــي‬
‫‪ ‬عند الشيعة؟!‬
‫َّ َ َّ‬
‫لقــد بشــر وبلــغ عيــى ‪ ‬قومه بنبــوة محمد‬
‫‪ ‬وذكر اســمه عالني�ة؛ حيث قال تعاىل‬
‫حاكيا عنه‪        ﴿ :‬‬
‫ً‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫((( «إثبــ�ات الهــداة» (‪ )726/3‬برقــم (‪ ،)47‬ويف «البحــار»‬


‫(‪ )209/52‬برقــم (‪ )47‬عنه وعن «إرشــاد املفيد» (ص‪)358‬‬
‫عن احلسن بن علي الوشاء مثله‪ ،‬وأخرجه يف «كشف الغمة»‬
‫(‪ )459/2‬و«املســتجاد» (ص‪ )548‬و«الصــراط املســتقيم»‬
‫(‪ )249/2‬عن اإلرشــاد‪ ،‬ويف «اإلثب�ات املذكور» (ص‪)731‬‬
‫برقم (‪ ،)75‬عــن «إعالم الورى» (‪ )426‬عن احلســن بن علي‬
‫الوشاء باختالف يسري‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ ،]6:¼[ ﴾ ‬فلمــاذا لم يبلغ النيب ‪‬‬
‫أمته باإلمامة ويذكر لهم أسماء هؤالء األئمة االثين‬
‫عشر؟‬
‫ً‬
‫ثامنــا‪ :‬احلديث واضح الداللــة على تقســيم الزمان بعد‬
‫النــي ‪ ‬إىل نوعــن‪ :‬نــوع يقــوم فيــه أمر‬
‫األمــة‪ ،‬ونوع ال يقــوم‪ ،‬وعند الرافضــة ال خيلو الزمان‬
‫مــن هؤالء االثين عشــر‪ ،‬وعلى هذا فال بد أن يكون‬
‫ً‬
‫الدين عزيزا يف كل زمان بعد النيب ‪ ‬إىل‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وهذا ما ال يقول به الشــيعة‪ ،‬وال ُّ‬
‫السنة‬
‫وال لفــظ احلديث‪ ،‬وبه يســقط اســتدالل الرافضة‬
‫باحلديث‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫وبعد؛‬
‫ُّ َّ‬
‫فهــذا جمع ألهم ردود أهل الســنة على زعم الشــيعة‬
‫حــول مســالة اإلمامــة‪ ،‬حتريــت فيهــا االختصــار‬
‫والشــمول؛ حىت تعم الفائدة‪ ،‬ومن أراد االسزتادة فما‬
‫أكرث املراجع اليت أسهبت يف سرد تلك الردود وغريها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫والرجوع إليها يف مظانها ســيكون مفيدا لطلبة العلم‪،‬‬
‫وما قصدنــا هنا إال إزالة اللبس وإقامة احلجة‪ ،‬وبي�ان‬
‫بطالن تلك املسألة مع عدم اإلطالة‪.‬‬

‫وهللا من وراء القصد وهو الهادي إىل سواء السبي�ل‪.‬‬

‫وصل اللهم ِّ‬


‫وسلم على سيدنا حممد‬ ‫ِّ‬

‫وعلى آل بيته والصحابة أمجعني‬


‫مت حبمد اهلل‬

‫‪167‬‬

You might also like