Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 166

‫مــلخص المذكرة‬

‫إن بدائل العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة رغم عجزها في‬
‫بعض األنظمة إال أنها كانت ذا فضل كبير في إعادة تأهيل المحكوم‬
‫عليهم‪ ،‬كما أنها قد ساهمت في توفير العديد من التكاليف التي كانت تقع‬
‫على عاتق الدولة بعدما أصبحت العقوبة السالبة للحرية عاجزة عن أداء‬
‫دورها في الحد من الجريمة وإصالح الجناة‪.‬‬
‫فقد اهتمت السياسة العقابية بالبحث عن بدائل عقابية مواكبة‬
‫لتطور الجريمة وتتكيف حسب ظروف المحكوم عليه‪ ،‬وقد تنوعت هذه‬
‫البائل ما بين العمل للنفع العام واإلفراج المشروط ووقف تنفيذ العقوبة‬
‫والمراقبة اإللكترونية‪.‬‬
‫فتطبيق العقوبة البديلة في ضوء األثار السلبية للعقوبة السالبة‬
‫للحرية أصبح ضرورة ملحة تمليها عدة اعتبارات قانونية وإنسانية أدت‬
‫بالفقه العقابي والتشريعات المقارنة عامة ومنها التشريع الجزائري إلى‬
‫تبني نظام العقوبة البديلة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ /1:‬العقوبة السالبة للحرية ‪ /2‬العقوبة البديلة‬


‫‪ /3‬العمل للنفع العام ‪ /4‬اإلفراج المشروط‬
‫‪ /5‬وقف تنفيذ العقوبة ‪ /6‬المراقبة اإللكترونية‬
‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬


‫المرجع‪137 :‬‬ ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم‪ :‬القانون العام‬
‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر‬

‫بدائل العقوبات السالبة للحرية‬


‫‪-‬دراسة مقارنة‪-‬‬
‫ميدان الحقوق والعلوم السياسية‬
‫التخصص‪ :‬القانون الجنائي والعلوم الجنائية‬ ‫الشعبة‪ :‬حقوق‬
‫تحت إشراف األستاذ(ة)‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب(ة)‪:‬‬
‫عبد الالوي جواد‬ ‫بلعباس رميساء‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬


‫رئيسا‬ ‫بوسحبة الجياللي‬ ‫األستاذ(ة)‬
‫مشرفا مقر ار‬ ‫عبد الالوي جواد‬ ‫األستاذ(ة)‬
‫مناقشا‬ ‫درعي العربي‬ ‫األستاذ(ة)‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫نوقشت يوم‪2019/07/06 :‬‬
‫بسم اهلل الرحمــــــــن الرحيــــــــــم‬

‫قال اهلل تعالى‪:‬‬

‫كيم }‬
‫ليم ا ْل َح ُ‬ ‫بحا َن َك الَ ع ْل َم لَ َنا إالَّ َما َعلَّمتََنا َّإن َك أ َ‬
‫َنت ا ْل َع ُ‬ ‫س َ‬‫{ قَاَلُو ُ‬

‫سورة البقرة اآلية " ‪" 32‬‬


‫إهداء‬
‫احلمد هلل عز وجل على منه وعونه إلمتام هذا البحث‬

‫إىل الذي وهبين كل ما ميلك حىت أحقق له آماله‪ ،‬إىل من كان يدفعين قدما حنو األمام لنيل‬
‫املبتغى‪ ،‬إىل من أفضله على نفسي‪ ،‬إىل من حصد األشواك عن دريب ليمهد يل طريق العلم‬
‫أيب الغايل أطال اهلل يف عمره‬

‫إىل من أخص اهلل اجلنة حتت قدميها وغمرتين باحلب واحلنان‪ ،‬إىل اليت كانت سندي يف‬
‫الشدائد‪ ،‬وكانت دعواها يل بالتوفيق تتبعين خطوة خطوة يف علمي‪ ،‬إىل مصدر فخري‬
‫واعتزازي أمي احلبيبة أطال اهلل يف عمرها‬

‫إىل الشموع اليت أضاءت يل مشواري وكانوا سندا إخويت و أخوايت " منصور‪ ،‬حممد‪ ،‬مجال‪،‬‬
‫خدجية‪ ،‬صورية‪ ،‬كرمية‪ ،‬خبتة إىل أبناء إخويت و أخوايت "‬

‫إىل كل من ساعدين وشجعين على مواصلة هذا العمل باألخص صديقي "فوزي بوسعدي"‬
‫وصديقايت "بشرى‪ ،‬ليلى‪ ،‬زهرة‪ ،‬زينة‪ ،‬زهية"‬

‫أهديكم مجيعا مثرة جهدي املتواضع‪.‬‬

‫‪ -‬رميساء –‬
‫شكر و عرف ان‬

‫احلمد هلل الذي هدى إىل درب العلم واملعرفة‬

‫وأعاننا على أداء الواجب ووفقنا إىل إجناز هذا العمل‬

‫أتوجه جبزيل الشكر إىل األستاذ املشرف "عبد الالوي جواد" على قبوله‬
‫عناء اإلشراف على هذه املذكرة ومل يبخل علي بنصائحه القيمة وتوجيهه‬
‫املستمر‪.‬‬

‫كما أتوجه جبزيل الشكر إىل أعضاء جلنة املناقشة‬

‫على قبوهلم مناقشة هذه املذكرة وعلى ما بذلوه من جهد ووقت يف تصويب‬
‫هذه الدراسة‬
‫قائمة المختصرات‬

‫باللغة العربية‬ ‫‪-1‬‬

‫ع ع ن ع‪ :‬عقوبة العمل للنفع العام‬

‫ج ر‪ :‬الجريدة الرسمية‬

‫ص‪ :‬صفحة‬

‫د س ن‪ :‬دون سنة النشر‬

‫د ط‪ :‬دون طبعة‬

‫ب ع‪ :‬بدون عدد‬

‫ق ع ج‪ :‬قانون العقوبات الجزائري‬

‫ق ع ف‪ :‬قانون العقوبات الفرنسي‬

‫ق ع م‪ :‬قانون العقوبات المصري‬

‫إ ج ف‪ :‬قانون اإلجراءات الفرنسي‬

‫ق إ ج م‪ :‬قانون اإلجراءات جنائية المصري‬

‫ق ت س‪ :‬قانون تنظيم السجون‬

‫‪ -2‬باللغة الفرنسية‬

‫‪P : page‬‬

‫‪Op.cit: Ouvrage Précédemment Cité‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد العقوبة شكال من أشكال الجزاء الذي الزما إلنسان منذ وجوده‪ ،‬وهي تقرر لمن ثبتت‬
‫مسؤوليته عن ارتكاب فعل منهي عنه‪ ،‬وقد اعتبرت العقوبة منذ ظهورها بمثابة رد فعل اجتماعي‬
‫يصدر في مواجهة فعل غير اجتماعي‪ ،‬وبعد أن تم تنظيم هذا الرد من قبل الدولة أخذت العقوبة‬
‫شكال قانونيا معترفا به‪.‬‬

‫فظهرت في البداية العقوبات البدنية التي كانت تتسم بالقسوة والتعذيب واالنتقام واإليالم‪،‬‬
‫ثم أعيد النظر بهذه العقوبات لما ترتب عليه من آثار سيئة على الجاني وعلى المجتمع بشكل‬
‫عام‪ ،‬واثر ذلك جاء التطور في الفكر الجنائي حول طبيعة ووظائف العقوبة فجاءات العقوبات‬
‫السالبة للحرية كبديل عن العقوبات البدنية القاسية‪ ،‬وكانت هذه العقوبات في القرن الماضي تعد‬
‫إنسانيا بعد أن أخذ مكانها بدالً من العقوبات البدنية‪ ،‬إال أن تطبيق هذه النوع من العقوبات‬
‫ً‬ ‫تقدما‬
‫ً‬
‫ورغم نجاحه فترات طويلة ترتب عليه إشكاليات كثيرة تمثلت في عدم جدواها في إصالح الجاني‬
‫وتأهيله‪ ،‬وقصور هذه العقوبة عن حماية المجتمع من الجريمة (‪.)1‬‬

‫أما في العصر الحديث بدأت السياسات العقابية تهتم كثي ًار بفكرة شخصية الجاني‬
‫وظروفه‪ ،‬والتي تقتضي دراسة شخصية الجاني مع الظروف التي أدت به إلى ارتكاب الجريمة‬
‫خاصة منها االجتماعية والنفسية‪ ،‬وكذا العوامل التي أدت به إلى ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫لكن هذه العقوبة وفي العصر الحديث أثارت شكو ًكا عديدة حول قدرة النظام العقابي‬
‫أساسا على العقوبة السالبة للحرية‪ ،‬وباألخص القصيرة المدة منها‬
‫ً‬ ‫التقليدي‪ ،‬والذي أصبح يقوم‬
‫والتي أضحت تستأثر بأعلى نسبة من أحكام القضاء‪ ،‬بيد أن هذه العقوبة السالبة للحرية لم تُفلح‬
‫في تحقيق أهداف السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬فلم تحقق إصالحا للمحكوم عليه يضمن تأهيله‬

‫‪ -1‬المنهل على الموقع‪:‬‬


‫‪https://platform.almanhal.com/Reader/Thesis/90854‬‬
‫تاربخ اإلضطالع ‪ 6602/62/62‬على الساعة ‪60:62‬‬
‫‪1‬‬
‫إلعادة إدماجه في المجتمع‪ ،‬كما أنها أخفقت في خفض معدالت اإلجرام‪ ،‬بل العكس منه تشير‬

‫الدراسات إلى تزايد نسب اإلجرام جراء استخدام هذه العقوبات الحبسية القصيرة المدة‪ ،‬وفضالً‬
‫عن ذلك فقد يكلف النظام العقابي التقليدي ميزانية الدولة نفقات مرتفعة وذلك بسبب اعتماد‬
‫السياسة العقابية على العقوبة الحبسية كجزاء ألغلب الجرائم (‪.)1‬‬

‫ملحة على التشريعات العقابية الحديثة أن تعيد النظر في‬


‫أمام هذا الوضع بدت الحاجة ّ‬
‫إستراتيجيتها‪ ،‬وتبدأ في البحث عن أنظمة عقابية بديلة فعالة تحقق األغراض العقابية المعاصرة‬
‫نظر للتزايد المستمر في الجرائم وأن‬
‫بشكل جدي وبأقل التكاليف‪ ،‬أمال في الحد من مساوئها ًا‬
‫السجون أصبحت ال تحتمل استيعاب العدد الهائل والمضطر من المجرمين‪.‬‬

‫فظهرت هذه العقوبات البديلة بأنماط وبأشكال مختلفة في غالبية التشريعات الجزائية‪ ،‬منها‬
‫التشريع الفرنسي والتشريع المصري وحتى التشريع الجزائري حيث ساهمت في الحد من استخدام‬
‫العقوبات السالبة للحرية وتحقيق الهدف من العقوبة بشكل حضاري راعت فيه الجوانب المختلفة‬
‫للجاني والمجتمع بشكل عام‪ ،‬ومن خاللها إصالح الجاني وتأهيله وحماية المجتمع من الجريمة‪.‬‬

‫ومن هنا ظهرت العديد من البدائل للعقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة من بينها العمل‬
‫للنفع العام‪ ،‬اإلفراج المشروط‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة والسوار اإللكتروني‪ ،‬حيث أن هذه البدائل‬
‫تطرح أهمية على المستوى الوطني والعالمي وتكمن أهمية موضوع الدراسة في‪ :‬التطرق لبدائل‬
‫العقوبات السالبة للحرية التي جاءت كنتيجة لعدم نجاعة وفعالية نظام العقوبات السالبة للحرية‪،‬‬
‫خاصة في ظل اإلهتمام الواسع لمعظم الدول‪ ،‬والتي سارعت إلى تبنيها لهدف واحد هو المواجهة‬
‫والتغلب على الجرائم التي استفحلت في مجتمعاتها وتغلغلت فيها‪ ،‬لدرجة أن مرتكبيها صاروا‬
‫يتفنون في تنفيذها رغم وجود عقوبات أصلية تطبق عليهم‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى العياشي‪ ،‬العقوبات البديلة في التشريع الجزائري و التشريع الجزائري والتشريع المقارن‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬اإلجراءات والتنظيم‬
‫القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،6606-6600 ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪2‬‬
‫كما تبرز أهمية هذا البحث في السماح للباحثين ال سيما طلبة ليسانس من االستعانة بهذا‬
‫البحث إلنجاز أنشطتهن البيداغوجية‪.‬‬

‫ومن مبررات وأسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تم اختيار هذا الموضوع بالنظر إلى عدة أسباب بعضها ذاتي واآلخر موضوعي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األسباب الذاتية‪:‬‬


‫‪ -‬الرغبة في البحث في هذا الموضوع لمعرفة اآلثار التي نتجت عن تطبيق العقوبات‬
‫السالبة للحرية‪ ،‬بالتزامن مع االنتشار الواسع لهذه العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬حداثة الموضوع خاصة منه السوار اإللكتروني والعمل للنفع العام‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة إثراء المكتبة بدراسة البدائل العقابية للعقوبة الحبس قصيرة المدة دراسة‬
‫مقارنة‬
‫‪ -‬التعرف على الطريقة التي تصدى بها المشرع الجزائري لهذه اإلشكاالت و موقفه‬
‫تجاهها بعد التعديالت التي طالت مختلف القوانين خاصة قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على مدى تطبيق األنظمة البديلة للعقوبة في القانون الجزائري‪.‬‬
‫التعرف على العمل للنفع العام في التشريعات العقابية المقارنة عامة وفي التشريع‬ ‫‪-‬‬
‫الجزائري خاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم مدى فعالية العقوبات السالبة للحرية في تحقيق أغراض العقوبة مع كل‬
‫اإلصالحات التي استحدثها المشرع الجزائري في هذا المجال‪.‬‬
‫معرفة مدى نجاعة نظام وقف تنفيذ العقوبة في التشريع القضائي الجزائري في‬ ‫‪-‬‬
‫صورته الحالية بالرغم من إدراجه صو ار جديدة تماشى و أهداف السياسة العقابية المعاصرة‪.‬‬
‫إن موضوع دراسة السوار اإللكتروني يعد فقي ار جدا من الناحية البحثية في بالدنا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويحتاج بال شك إلى بحث واثراء بعد أن أصبح حتمية علمية و أكاديمية ال مفر منها كون‬

‫‪3‬‬
‫المشرع الجزائري قد خطى خطوة هامة من خالل تكريس الوضع تحت نظام المراقبة‬
‫اإللكترونية باستعمال السوار اإللكتروني في مرحلة التحقيق القضائي‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫المرجع المتخصصة‪ ،‬خاصة في التشريع‬


‫ندرة المراجع‪ ،‬وبصفة خاصة ا‬ ‫‪-‬‬
‫المصري‪.‬‬
‫اإلجراءات السرية خاصة داخل السجون وصعوبة االتصال بالجهات الرسمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كالمحاكم والسجون حتى نتمكن من حصول على معلومات أكثر‪.‬‬
‫ضيق الوقت‬ ‫‪-‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫في إطار ما سبق تتمحور إشكالية هذا الموضوع حول‪ :‬ما مدى نجاح العقوبات البديلة‬
‫كآلية للحد من مساوئ الحبس قصير المدة ؟‬
‫وعضدت هذه اإلشكالية بعدة تساءالت فرعية نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ماهي أنواع بدائل العقوبات السالبة للحرية؟ وما المقصود بكل بديل؟‬
‫‪ -‬ماهي اآلثار الناجمة على تطبيق العقوبات البديلة على المحكوم عليه وعلى المجتمع؟‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫لقد تمت هذه الدراسة في إطار التحليل والمقارنة فبالنسبة للمنهج التحليلي فقد تم تحليل‬
‫بعض المواد القانونية ومحاولة فهم مضمونها‪ ،‬باإلضافة إلى المنهج المقارن فيما يخص‬
‫العقوبات البديلة في التشريع الجزائري مع تلك التي عرفتها بعض التشريعات المقارنة منها‬
‫فرنسا ومصر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة‪ ،‬تم تقسيم الدراسة إلى فصلين‪ ،‬حيث يتناول الفصل‬
‫األول العمل للنفع العام و اإلفراج المشروط وقسناه إلى مبحثين العمل للنفع العام في المبحث‬
‫األول‪ ،‬أما المبحث الثاني فتطرقنا فيه إلى اإلفراج المشروط‪.‬‬

‫في حين كان الفصل الثاني تحت عنوان وقف تنفيذ العقوبة والسوار اإللكتروني‪ ،‬وهنا‬
‫خصصنا وقف نظام وقف تنفيذ العقوبة في المبحث األول‪ ،‬أما المبحث الثاني فخصصناه إلى‬
‫السوار اإللكتروني‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫عقوبتي العمل للنفع العام واإلفراج المشروط‪:‬‬

‫تسعى الكثير من التشريعات العقابية لجعل الجزاء الجنائي أكثر مرونة وفعالية في تحقيق‬
‫المدة(‪،)1‬‬
‫أغراضه‪ .‬ولهذا حاولت التشريعات المقارنة التخلص من العقوبات السالبة للحرية قصيرة ّ‬
‫فابتكرت أساليب وأنظمة جديدة لتفريد العقاب وتنفيذه كان كله نتيجة للدراسات الميدانية التي‬
‫كشفت عن مضاعفات خطيرة لهذه األخيرة(‪.)2‬‬

‫ومن هنا فقد ارتأينا أن نقسم هذا الفصل إلى مبحثين أساسيين المبحث األول لعقوبة‬
‫العمل للنفع العام‪ ،‬أما المبحث الثاني لعقوبة اإلفراج المشروط‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬

‫بفضل التقدم الذي أحرزته العلوم الجنائية‪ ،‬تطور مفهوم ووظيفة العقوبة الجزائية‪ ،‬فلم تُعد‬
‫أداة زجر وردع وقصاص‪ ،‬بل أصبحت وسيلة إصالح و عالج‪ ،‬مما استدعى تبديل العقوبة‬
‫السالبة للحرية قصيرة المدة والتي كان ُيرى أنها ال تجدي نفعا في تأهيل المحكوم عليه‪ ،‬حيث‬
‫شرعت له عقوبة جديدة بديلة تتمثل في عقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن خلفي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ -2‬ياسين بوهنتالة احمد‪ ،‬القيمة العقابية السالبة للحرية"دراسة مقارنة في القانون الجزائري‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫‪6‬‬ ‫القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪ ،2012،‬ص ‪.122‬‬
‫نظر لألثر اإليجابي الذي أظهرته في أنظمة‬
‫أصبحت ُجل الدول تسعى إلى تطبيقها ًا‬
‫الدول التي طبقته‪ ،‬فاألمر الذي جعل المشرع الجزائري ُيفكر في بديل أكثر فعالية‪ ،‬وبالتالي بدأ‬
‫يسير على ما سارت إليه بعض الجدول األوروبية و العربية‪.‬‬

‫وسنتناول في هذا المبحث عقوبة العمل للنفع العام تفصيال وفقا للقانون الجزائري مع‬
‫مقارنتها بالقانون الفرنسي و القانون المصري في العناصر التي تستدعي المقارنة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية عقوبة العمل للنفع العام‬

‫يتناول هذا المطلب دراسة لعدة فروع نستسهلها بالتعريف بهذه العقوبة من خالل التطرق‬
‫إلى التعريف اللغوي(الفرع األول)‪ ،‬ثم التعريف االصطالحي والذي يشمل بدوره التعريف الفقهي‬
‫والتعريف التشريعي(الفرع الثاني)‪ ،‬ثم التطور التاريخي لعقوبة العمل للنفع العام(الفرع الثالث)‬
‫أخير خصائص العمل للنفع العام(الفرع الخامس)‪.‬‬
‫ومن ثم الطبيعة القانونية(الفرع الرابع)‪ ،‬و ًا‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي‬

‫أوال‪ :‬العقوبة‪:‬‬

‫ورد في لسان العرب‪ :‬العقوبة " هي الجزاء على الذنب‪ ،‬العقاب و المعاقبة هي أن تجزي‬
‫سوء "‪ ،‬وعاقبه بذنبه معاقبة وعقاباً أخ ّذهُ به‪ ،‬وتعقب الرجل إذا أخذته بذنب كل‬
‫الرجل بما فعله ً‬
‫منهُ‪ ،‬وتعقبت عن الخبر إذا شككت فيه وعدت للسؤال عنهُ‬
‫(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬العمل‪:‬‬

‫‪ -1‬إبن المنظور محمد‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪،‬ط‪ ،3‬لبنان‪،1811 ،‬ص‪.918‬‬


‫‪7‬‬
‫جاء في لسان العرب‪ :‬العمل "هو المهنة و الفعل جمع أعمال"(‪ ،)1‬كما جاء في المعجم‬
‫وصن َع‪ ،‬وأكملهُ جعله كامالً‪ ،‬والعامل كل‬
‫َ‬ ‫الوسيط‪" :‬عمل عمالً من فعل فعالً عن قصد‪ ،‬ومهَ َن‬
‫من يعمل في مهنة أو صنعة "(‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬النفع‪:‬‬

‫ضد الضرر ويعني فعل الخير(‪.)3‬‬

‫خير والمنفعة كل ما ينتفع به من‬


‫جاء في القاموس الوسيط‪ :‬نفعهُ أي فادهُ و وصل إليه ًا‬
‫خير وما يتوصل به اإلنسان إلى مطلوبة (‪.)4‬‬

‫رابعا‪ :‬العام‪:‬‬

‫عموما أي شمل‪ ،‬يدل على الشمول والكثرة‬


‫ً‬ ‫ورد لفظ العام في المعجم الوسيط‪ :‬عم الشيء‬
‫عم القوم بالعطية إذا شملهم والعام هو الشامل‪ ،‬والعامة‬
‫عم المطر األرض و ّ‬
‫والجماعة‪ ،‬يقال ّ‬
‫من الناس خالف الخاصة (‪.)5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫‪-1‬إبن منظور محمد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.198‬‬


‫‪-2‬معجم اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1228 ،3‬ه‪ ،‬ص‪.920‬‬
‫‪ -3‬إبن المنظور محمد‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪،‬ط‪ ،3‬لبنان‪،1811 ،‬ص‪918‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -4‬المعجم الوسيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.811‬‬
‫‪ -5‬المعجم الوسيط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.921‬‬
‫ُيقصد بالعمل للنفع العام‪ :‬نظام يطبق على المحكوم عليهم خارج المؤسسات العقابية‪،‬‬
‫المدة‬
‫ويقوم على إلزام المحكوم عليه بالقيام بأعمال معينة لخدمة المجتمع دون مقابل‪ ،‬خالل ّ‬
‫قانونا(‪.)1‬‬
‫المقررة في حكم اإلدانة‪ ،‬وذلك في الحدود المنصوص عليها ً‬

‫يعرفه الدكتور محمد سيف النصر عبد المنعم‪ :‬أن العمل للنفع العام هو " إلزام المحكوم‬
‫عليه بأن يؤدي أعماالً معينة للصالح العام خالل أوقات محددة يعينها الحكم‪ ،‬وذلك لتجنب‬
‫الحكم عليه بعقوبة الحبس الذي قد يكون قصير المدة في أغلب األحيان "(‪.)2‬‬

‫المقدم‬
‫وقد عرفه الدكتور باسم شهاب بأنه‪" :‬الجهد المشروط و البديل لعقوبة الحبس‪ ،‬و ُ‬
‫شخصيا لدى مؤسسة عامة لخدمة المصلحة العامة‪ ،‬غايته إصالح المكلف‬
‫ً‬ ‫من المحكوم عليه‬
‫به و تأهيله و إعادة إدماجه في المجتمع"(‪.)3‬‬

‫وعرفه " ف ارنسوى ستيتشال " "‪ :" François Staechele‬صدور الحكم عن القاضي‬
‫يمكن المحكوم عليه من القيام بعمل بدون مقابل لفائدة المصلحة العامة(‪.)4‬‬
‫َّ‬

‫من التعاريف السابقة يمكننا أن نستنتج أن عقوبة العمل للنفع العام هي عقوبة صادرة‬
‫عن جهة قضائية مختصة تلزم المحكوم عليه بالقيام بعمل بعد موافقته لفائدة المجتمع لدى‬
‫قانونا بالشخص المعنوي يكون هذا العمل بدون أجر بدل من‬
‫مؤسسات عامة أو ما يعبر عنها ً‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام كآلية لترشيد السياسة العقابية‪ ،‬المجلة العربية في العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،2018 ،29‬ص ‪.321‬‬
‫‪ -2‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام كآلية لترشيد السياسة العقابية‪ ،‬المجلة العربية في العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬العدد‪ ،2018 ،29‬ص‬
‫‪ -3‬صالح جزول‪ ،‬ع‪.‬ع‪.‬ن‪.‬ع كبديل للحبس قصير المدة ومدى فاعلية شروط تطبيقها في تعزيز سياسة إعادة اإلدماج‬
‫‪9‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬ص‪ .28‬منشورة على موقع‪http://www.asgp.cerist.dz/en/article/35032 :‬‬
‫‪ -4‬شوقي يعيش تمام‪ ،‬سوميه قالت‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة صوت القانون ‪،‬العدد السادس‪،‬‬
‫بسكرة‪،2019 ،‬ص‪398‬‬
‫إدخاله مؤسسة عقابية لقضاء عقوبة سالبة للحرية قصيرة المدة‪ ،‬وتختلف تسمية عقوبة العمل‬
‫للنفع العام حسب البلدان التي تأخذ بها ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬العمل للنفع العام‪ ،«Le travail d’intérêt général»:‬وهي تسمية معمول بها في فرنسا‪،‬‬
‫الجزائر و تونس‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمة للمنفعة العامة‪«Community service order»:‬هذه التسمية معمول بها في‬
‫بريطانيا‪.‬‬
‫‪ ‬األعمال المشتركة‪ »Travaux communautaires«:‬هذه التسمية معمول بها في كندا و‬
‫هولندا‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمة االجتماعية أو البيئية‪ :‬وهي التسمية المعمول بها في بعض الدول العربية‬
‫(‪)1‬‬
‫كالمملكة العربية السعودية و مصر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف التشريعي‪:‬‬

‫حاولت العديد من التشريعات قلب نظام العقوبات السالبة للحرية للحد من استعمال عقوبة‬
‫المدة‪ ،‬وذلك بإدراج عقوبة بديلة متمثلة فعقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬
‫الحبس قصيرة ّ‬

‫حيث عرف المشرع الفرنسي عقوبة العمل للنفع العام في قانون العقوبات الفرنسي بالمادة‬
‫ال‬
‫‪ ":1-131‬هو العمل بال مقابل لمصلحة شخص معنوي عام او جمعية مخولة لها مباشرة إعما ً‬
‫للمصلحة العامة"(‪.)2‬‬

‫‪" Le peine de travail d’intérêt général ne peut être prononcé contre le prévenu qui‬‬
‫‪le refuse ou qui n’est pas présent à l’audience, le président du tribunal, avant le‬‬

‫‪-0‬سعاد بن عبيد و أمزيان وناس‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام الحل البديل لظاهرة العود اإلجرامي‪،‬مجلة العلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،33‬جامعة باتنة‪ ،01‬ديسمبر‪،2012‬ص‪.231-230‬‬
‫‪-2‬بشرى رضا راضي سعد‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية وآثارها للحد من الخطورة اإلجرامية دراسة مقارنة‪ ،‬د ط‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪212-2011‬‬
‫‪prononcé du jugement, informe le prévence de for, droit de refuser‬‬
‫‪l’accomplissement d’un travail d’intérêt général ")1(.‬‬

‫أيضا بأنها إلزام بأداء عمل معين دون مقابل يتم إنجازه لفائدة المجتمع لدى‬
‫كما عرفها ً‬
‫مؤسسات أو جمعيات أو غيرها‪ ،‬وطبقًا لهذا النظام فإن القاضي بدالً من أن يقوم بسلب حرية‬
‫المحكوم عليه فإنه يكتفي بإخضاعه لعقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬وفي القانون الفرنسي ال تكون‬
‫هذه العقوبة بدالً عن العقوبات السالبة للحرية وحدها بل حتى العقوبات المالية)‪.(2‬‬

‫وبذلك يتضح أن المشرع الفرنسي جعل من العمل للنفع العام بديالً عن العقوبات السالبة‬
‫للحرية وكذا العقوبات المالية‪.‬‬

‫أما في القانون الجزائري و بالرجوع إلى المواد‪ 02‬مكرر‪ 01‬إلى ‪ 02‬مكرر ‪ 9‬من قانون‬
‫العقوبات المعدل والمتمم‪ ،‬والمنشور الوزاري رقم‪ 02‬المؤرخ في ‪21‬افريل ‪ 2008‬المتعلق بكيفية‬
‫تطبيق عقوبة العمل للنفع العام(‪,)3‬‬

‫نجد بأن المشرع الجزائري لم ُيعرف عقوبة العمل للنفع العام إال أن ومن خالل استقراء‬
‫المواد القانونية ُيمكن استخالص تعريف لعقوبة العمل للنفع العام بأنها‪ :‬قيام الجانح المحكوم‬
‫نهائيا بالحبس النافذ لمدة قصيرة حددها القانون بعمل فكري أو يدوي أو تقني ما لدى‬
‫ً‬ ‫عليه‬
‫مؤسسة عامة دون أن يتقاضى أجر عن ذلك‪ ،‬ويكون هذا العمل المؤدى ذو فائدة للمجتمع و‬
‫يحل محل ال عقوبة السالبة للحرية‪ ،‬لذلك قيل بأن عقوبة العمل للنفع العام هي العقوبة البديلة‬
‫التي يفكر بها الجانح المبتدأ عن الخطأ الذي ارتكبه في حق المجتمع و بذلك يكون المشرع‬
‫الجزائري قد حذا حذو المشرع الفرنسي في مفهومه لعقوبة العمل للنفع العام(‪.)4‬‬

‫‪-code pénal, droit org, institut français d’information juridique, édition, 2015, p16.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-jean Pradel, droit pénal, cujas, paris, 4émé édition, 1980, p548.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬المنشور الوزاري‪ ،‬رقم‪ 02‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريل‪ ،2008‬المتضمن كيفيات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام ‪.‬‬
‫‪ -2‬عياد فوزية‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام كعقوبة بديلة‪ ،‬المجلة القانونية للعلوم االقتصادية و القانونية‪ ،‬ع‪ ،1‬مجلد‪ ،22‬كلية‬
‫‪11‬‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪، 1‬ص‪302‬‬
‫أما في التشريع المصري لم يتم النص على عقوبة العمل للنفع العام ضمن العقوبات‬
‫األصلية أو العقوبات التكميلية أو التبعية المدرجة في قانون العقوبات المصري‪ .‬فاعتبر العمل‬
‫للمنفعة العامة عقوبة بديلة للحبس قصير المدة أو بديالً لإلكراه البدني‪ ،‬وقد نص على النوع‬
‫األول‪-‬بديلة للحبس قصير المدة‪ -‬المادة‪ 11‬من قانون اإلجراءات الجنائية المصري على أن‪:‬‬
‫" لكل محكوم عليه بالحبس البسيط لمدة ال تتجاوز الثالثة شهور أن يطلب بدالً من تنفيذ عقوبة‬
‫الحبس عليه تشغيله خارج السجن طبقًا لما تقرر من قيود بقانون تحقيق الجنايات إال إذا نص‬
‫الحكم على حرمانه من هذا الخيار"‪ .‬وذلك باعتبار العمل للنفع العام عقوبة بديلة للحبس قصير‬
‫المدة‪ ،‬وهذه هي الصورة األولى لعقوبة العمل لنفع العام في التشريع المصري‪.‬‬

‫يعتبره في الصورة األولى ‪-‬بديل للحبس قصير المدة‪ -‬فقد النص عليها في المادة ‪288‬‬
‫من ق إ ج المصري‪" :‬بحيث يجوز لكل محكوم عليه بالحبس مدة ال تتجاوز ثالثة شهور أن‬
‫يطلب بدالً من تنفيذ عقوبة الحبس عليه تشغيله خارج السجن وفقًا لما هو مقرر بالمواد ‪220‬‬
‫وما بعدها‪ ،‬وذلك ما لم ينص الحكم على حرمانه من هذا الخيار"‪.‬‬

‫أما الصورة الثانية للعمل للنفع العام فهو كبديل لإلكراه البدني باعتباره وسيلة لتحصيل‬
‫الغرامة التي يمتنع المحكوم عليه عن دفعها أو يعجز عن دفعها و المنصوص عليها في المواد‬
‫‪.)1(223-220‬‬

‫ومن هنا يظهر االختالف و التمايز بين المشرع الفرنسي و المشرع الجزائري و المشرع‬
‫المصري‪ ،‬بحيث اشترط المشرع الجزائري أن يكون العمل للمنفعة العامة صادر بحكم قضائي‬
‫قاض باإلدانة لصالح أحد المؤسسات أو الهيئات العامة االقتصادية ذات الطابع الصناعي و‬
‫التجاري بدون أجر‪ ،‬أما المشرع الفرنسي فالعمل يكون بدون مقابل لمصلحة شخصية معنوية‬
‫عامة أو جمعية ُمخولة لمباشرة إعماالً للمصلحة العامة(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬ياسين بوهنتالة احمد ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪ -2‬عبد الرءوف حنان‪ ،‬العمل للنفع العام كبديل عن عقوبة الحبس‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫‪12‬‬ ‫بسكرة‪ ،2012-2012 ،‬ص‪.20‬‬
‫أما المشرع المصري فاعتبرها كعقوبة بدية للحبس وتكون في صورة إكراه بدني قبل‬
‫الحكم‪ ،‬وابداله بعمل يدوي يقوم به ويكون ذك بال مقابل ألحد جهات الحكومة كالبلديات‪.‬‬
‫ُ‬

‫فالمؤسسات المستقبلة التي يقع فيها التنفيذ على المحكوم عليه بعقوبة العمل للنفع العام‬
‫في التشريع الفرنسي أوسع نطاقًا مما ورد في التشريع الجزائري والتشريع المصري‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التطور التاريخي لعقوبة العمل للنفع العام‬

‫إن المتتبع لتاريخ ظهور فكرة عقوبة العمل للنفع العام يجد أن أول ظهور لها كان في‬
‫مرحلة ما قبل الميالد في قانون األلواح اإلتني عشر الذي كان سارًيا في الحضارة الرومانية‪،‬‬
‫والذي نص على نوع من عقوبة السرقة تغييرها بعقوبة بديلة تمثلت في دفع السارق لغرامة تساوي‬
‫ضعف قيمة الشيء المسروق‪ ،‬وفي حالة عدم دفع الغرامة يصبح السارق عبداُ لمن سرقه‪.‬‬

‫وتحديدا في غزوة بدر ال ُكبرى عندما أُسر الكفار لدى المسلمين‪،‬‬


‫ً‬ ‫ومع ظهور اإلسالم‬
‫طلب الرسول صلى اهلل عليه وسلم الفدية مقابل تسريحهم‪ ،‬ومن ال يملك الفدية ُيعلّم عشرة غلمان‬
‫ومن على بعض األسرى تسريحهم دون فدية(‪.)1‬‬
‫المدينة القراءة و الكتابة‪ّ ،‬‬

‫أما في العصر الحديث أول من طالب بعقوبة اعمل للنفع السيناتور‬


‫ميشو"‪"Michaud‬وذلك أمام الجمعية العامة للسجون سنة ‪ ،1133‬إال أن هذه الفكرة طواها‬
‫النسيان إال أن جاء القانون السوفييتي سنة‪ 1820‬الذي نص على عقوبة العمل اإلصالحي‬
‫وجعلها عقوبة لبعض الجرائم‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك ظهرت فكرة العمل للنفع العام في النظام األنجلوسكسوني في سنة ‪،1899‬‬
‫وصدر أول قانون لعقوبة العمل للنفع العام في بريطانيا سنة ‪ 1882‬وذلك بفضل البارونة "بار‬
‫با ار ووتن""‪ ،"Barbara Wotan‬حيث كانت بدائل العقوبات في بريطانيا تنحصر في الغرامة‬
‫و االختبار القضائي‪.‬‬

‫‪-1‬سعاد بن عبيد و أمزيان وناس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬


‫‪13‬‬
‫و قد طبق هذا النظام في بريطانيا في ستة مقاطعات إنجليزية‪ ،‬ثم ُعمم بعد ذلك و أخذت‬
‫به الواليات المتحدة األمريكية سنة‪ ،1882‬و البرتغال سنة‪ ،1812‬ثم فرنسا ‪ ،1813‬وسويس ار‬
‫سنة ‪ ،1880‬تليها بلجيكا سنة ‪.1882‬‬

‫وهناك بعض الدول اإلفريقية التي أخذت به حتى قبل فرنسا مثل الزمبامبوي‪ ،‬و أخذت‬
‫به بوركينافاسو سنة ‪ ،2002‬ومهما يكن فإن العمل للنفع العام مع إخضاع المحكوم عليه لاللتزام‬
‫نظاما حديثًا و تجربة جديدة في التشريع الفرنسي مقارنتًا بدول‬
‫ً‬ ‫بأداء عمل ذي نفع عام يعتبر‬
‫نظام االنجلوسكسوني‪ ،‬ولهذا سندرس بوادره في فرنسا(‪.)1‬‬

‫فرنسا‪:‬‬

‫تبنت فرنسا عقوبة العمل للنفع العام بموجب القانون المطبق سنة‪ 1813‬وهي إما عقوبة‬
‫أصلية أو عقوبة تبعية لعقوبة الحبس قصير المدة‪ ،‬فقد أُدخل هذا النظام من خالل القانون‬
‫‪ 299/13‬الصادر بتاريخ ‪10‬جوان‪،1813‬استقرت أحكام هذا القانون في المواد ‪ 1-131‬حتى‬

‫‪ 32-131‬من قانون العقوبات الفرنسي‪ ،‬و يدعى هذا قانون "قانون التضامن" ألنه يمثل تضامناً‬
‫مع المحكوم عليه من خالل فرض العمل للنفع العام‪ ،‬وقد سبق إقرار هذا القانون أعمال و‬
‫تقارير لجنتي الدراسة‪ :‬األولى لجنة الدراسة حول العنف عام‪ ،1888‬و لجنة المحافظين حو‬
‫األمن لسنة ‪.)2(1812‬‬

‫أما التجربة العربية فبقيت خجولة إذا ما قورنت بالتجارب الغربية‪ ،‬ومن القوانين العربية‬
‫التي تبنت العمل للمنفعة العامة القانون اللبناني في ‪ ،2002‬و القانون العقابي المصري لسنة‬
‫‪.2003‬‬

‫مبروك مقدم‪،‬العقوبة موقوفة التنفيذ‪،‬الطبعة‪،2‬دار هومة للنشر‪ ،‬الجزائر‪،2008،‬ص‪.10‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2‬صفاء أوتاني‪ ،‬العمل للنفع العام في السياسة العقابية المعاصرة دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬
‫‪,14‬‬
‫والقانونية‪،‬المجلد‪ ،22‬العدد‪ ،2‬جامعة دمشق‪ ،2008 ،‬ص‪121‬‬
‫بمقتضى القانون ‪01-08‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد أخذ بهذا العقاب البديل و ذلك ُ‬
‫المؤرخ في ‪22‬فبراير‪2008‬المعدل و المتمم للقانون ‪ 129-99‬المتضمن قانون العقوبات وذلك‬
‫في الفصل األول مكرر تحت عنوان العمل للنفع العام‪ ،‬وتضمنت أحكامه المواد من ‪2‬مكرر‪1‬‬
‫إلى ‪2‬مكرر‪ .9‬وحدد المنشور الوزاري رقم‪ 02‬المؤرخ في ‪21‬أفريل‪ ،2008‬الموجه إلى الرؤساء‬
‫و النواب العامين لدى المجالس القضائية‪ ،‬كيفية تطبيق هذه العقوبات البديلة(‪.)1‬‬

‫احا في مجال عقوبة العمل للنفع‬


‫ويعد التشريع الفرنسي من أفضل النتائج التي حققت نج ً‬
‫العام‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطبيعة القانونية للعمل للنفع العام‬

‫اختلفت اآلراء الفقهية حول تحديد الطبيعة القانونية للعمل للنفع العام‪ ،‬هل هو عقوبة أم‬
‫تدبير ؟ ويرى البعض اآلخر أن العمل للنفع العام يحمل طبيعة خاصة تجمع بين العقوبة و‬
‫التدبير‪ ،‬كونه يحمل في طياته بعض صفات العقوبة باعتباره كبديل عن عقوبة الحبس و بعض‬
‫صفات التدبير باعتباره ذو طابع تأهيلي وقائي يهدف إلى حماية الفرد و المجتمع و لتوضيح‬
‫وجهة نظرهم سندرس الفرق بين العمل للنفع العام وبين كل من العقوبة و التدبير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الفرق بين العمل للنفع العام و العقوبة‬

‫تُعرف العقوبة على أنها جزاء ُيقرره القانون و توقعه المحكمة‪ ،‬على من تثبت مسؤوليته‬
‫عن الجريمة و يتناسب معها(‪.)2‬‬

‫‪-1‬بحري نبيل‪ ،‬العقوبة السالبة للحرية و بدائلها‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬القانون العام و العلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة المنتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2012-2011،‬ص‪.228‬‬
‫‪-2‬فخري عبد الرزاق الحديثي وآخرون‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ،‬دار الثقافة للنشر و للتوزيع‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫‪،2008‬ص‪.312‬‬
‫ويبرز الفرق بين العمل للنفع العام و العقوبة في‪:‬‬

‫‪ ‬العمل للنفع العام يحقق إيالم عن طريق تقييد المحكوم عليه من حقه في التمتع بحريته‬

‫ألجل معلوم يحدده الحكم الصادر باإلدانة‪ ،‬كما أن المحكوم عليه في هذا النظام يقدم عمالً‬
‫َ‬
‫وحسن أدائه يدل على ندمه وعدم الرجوع إلى الجريمة ثانيةً(‪.)1‬‬
‫مجانياً ُ‬
‫‪ ‬يهدف العمل للنفع العام إلى تحقيق الردع العام‪ ،‬المتمثل في تذكير الجماعة بسوء عاقبة‬
‫المجرم و منعهم من اإلقتداء به‪.‬‬
‫‪ ‬يسعى العمل للنفع العام إلى إرضاء شعور المجتمع بالعدالة و ذلك عن طريق التعويض‪،‬‬

‫حيث أن العمل الذي يقوم به المحكوم عليه ُيعتبر كتعويض عن الضرر الذي سببهُ‬
‫للمجتمع(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وما ُيميز العمل للنفع العام عن العقوبة التقليدية‪ ،‬كونه أن العقوبة جزاء جوهرهُ اإليالم‬
‫الذي يتحقق عن طريق المساس بحق من حقوق المحكوم عليه و حرمانه من ُحريته إما‬
‫نهائياً أو ألجل ُمحدد‪.‬‬
‫‪ ‬أما العمل للمنفعة العام يعتبر بمثابة معاملة عقابية من نوع خاص‪ ،‬ال يهدف إلى إيالم‬
‫الجاني إنما يهدف إلى تعميق الشعور بالمسؤولية لديه ما ُيسهم في تأهيه و إعادة إدماجه‬
‫اجتماعيا(‪.)3‬‬

‫‪-1‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام شرح القانون‪ 08/01‬المعدل لقانون العقوبات الجزائري‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الخلدونية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ -2‬حنان عبد الرؤوف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪16‬‬
‫‪-3‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫ثانيا‪:‬الفرق بين العمل للنفع العام و التدبير‬

‫ُيعرف التدبير على أنه مجموعة من اإلجراءات العالجية َيرصدها المشرع و يستعملُها‬
‫القاضي لمواجهة األشخاص ذو الخطورة اإلجرامية على النظام االجتماعي‪ ،‬ويوقعها على الجاني‬
‫قه اًر‪ ،‬ومن شأن هذه اإلجراءات منع العود على ارتكاب الجريمة وتحييد حالة الخطورة‬
‫اإلجرامية(‪.)1‬‬

‫ومن خالل هذا التعريف ُنالحظ أن هنالك تشابه العمل للنفع العام مع التدبير‪:‬‬

‫‪ ‬في طابعه ألتأهيلي و الوقائي‪ ،‬فكالهما ُيتخ ّذان العتبارات تتعلق بمصلحة الفرد و‬
‫المجتمع معاً‪.‬‬
‫كما أنهما يجنبا المحكوم عليه مساوئ الحبس‪ ،‬ألن العمل للنفع العام يكون خارج‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة السجنية ويعتبر كتعويض عن الضرر الذي ألحقه بالمجتمع‪.‬‬

‫أما من حيث اختالفهما‪:‬‬

‫‪ ‬فالتدبير ال يرتبط بالركن المعنوي للجريمة وال يقصد به اإليالم‪ ،‬الهدف منه هو إصالح‬
‫الشخص أو عالجه‪ ،‬فقد ُيحكم بالتدبير حتى على من تثبت براءته ولكن الخطورة اإلجرامية‬
‫كامنة فيه(‪.)2‬‬

‫ولعل أهم ما يميز العمل للنفع العام هو اشتراك من ُيمثل المنفعة العامة كممثل البلدة مثالً في‬
‫المتخ ذ‪ ،‬ورسم صورته‪ ،‬وفي عملية التأهيل االجتماعي إلى جانب‬
‫تحديد معالم النظام ُ‬
‫األخصائي االجتماعي المكلف بمتابعة هذا النظام(‪.)3‬‬

‫حمة لخضر‪،‬‬
‫‪ -‬يعقوب بن أحمد‪،‬العقوبات البديلة لعقوبة الحبس قصيرة المدة‪-‬ع ن ع نموذجاً‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة الشهيد ّ‬
‫‪1‬‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬الوادي‪ ، 2012-2012،‬ص ‪.28‬‬


‫‪-2‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪17‬‬
‫‪-3‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬خصائص عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫يتميز العمل للنفع العام بخصائص مهمة تحرص‪ ،‬التشريعات العقابية على مراعاتها‪،‬‬
‫بعض هذه الخصائص ُيشترك فيها مع العقوبة التقليدية‪ ،‬و البعض اآلخر يختص بها وحده‬
‫باعتبارها عقوبة بديلة و ُمستحدثة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬الخصائص المشتركة بين العمل للمنفعة العامة و بين العقوبة التقليدية‪:‬‬

‫يمكن إجمال هذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬خضوع العمل للنفع العام لمبدأ الشرعية‪:‬‬

‫بناءا على نص تشريعي‬


‫الموقع من طرف القاضي ً‬
‫يقصد بشرعية العقوبة ذلك الجزاء ُ‬
‫الحكم بعقوبة تختلف في طبيعتها أو تتجاوز المقدار المنصوص‬
‫صريح يقرره‪ ،‬كما ال يجوز ُ‬
‫قانونا‪ ،‬حيث يهدف مبدأ الشرعية إلى حماية حقوق األفراد من إحتمال تعسف القُضاة في‬
‫عليه ً‬
‫السلطة التشريعية هي التي‬
‫تحديد هذا النظام‪ ،‬أو تجاوز الحدود التي وضعها المشرع أي أن ُ‬
‫المنظمة ألي عقوبة‪ ،‬وكذلك الحال مع‬
‫ُتنص على كامل الجرائم و العقوبات‪ ،‬وتحدد القواعد ُ‬
‫عقوبة العمل للنفع العام فالسلطة التشريعية هي التي تُحدد الحاالت التي تفرض فيها‪ ،‬وكذلك‬
‫شروط تطبيقها(‪.)1‬‬

‫وتترك التشريعات عادة للمحكمة سلطة تقديرية واسعة في تحديد طبيعة العمل و شروطه‪،‬‬
‫وعدد ساعات العمل ووجهة العمل(‪.)2‬‬

‫بحكم قضائي‪:‬‬
‫‪ .2‬صدور العمل للنفع العام ُ‬

‫‪ -1‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪ -2‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪18‬‬
‫السلطة القضائية هي الهيئة الوحيدة صاحبة االختصاص في إصدار العقوبات‪،‬‬
‫تُعتبر ُ‬
‫الحكم بعقوبة العمل للنفع العام ال يصدر إال من قبل المحاكم الجزائية المختصة‬
‫وبالتالي فإن ُ‬
‫(‪.)1‬‬
‫التي حددها القانون المنظم ألحكام هذه العقوبة‬

‫فال يجوز فرض عقوبة العمل للنفع العام من قبل سلطة إدارية بالدولة أو هيئات عامة‬
‫يتم بها تنفيذ هذه العقوبة(‪.)2‬‬

‫‪.3‬خضوع العمل للنفع العام لمبدأ الشخصية(‪:)3‬‬

‫المذنب‬
‫تخضع عقوبة العمل للنفع العام لمبدأ الشخصية‪ ،‬فهي ال توقع إال على الشخص ُ‬

‫أو شريكهُ الذي تثبت إدانته بارتكاب جريمة معينة دون أن تمتد إلى أحد أقاربه أو أُسرته أو‬
‫ورثته‪ ،‬أي أن عقوبة العمل للنفع الهام ال تنفذ إال على المسئول على ارتكاب جريمة ضمن‬
‫‪.‬‬ ‫قواعد المسؤولية الجزائية‬
‫(‪)4‬‬

‫وزر أُخرى"(‪.)5‬‬
‫تزر وازرةٌ َ‬
‫وهذا المبدأ نجد سندهُ في الشريعة اإلسالمية "وال ُ‬

‫كما جاء في الحديث الشريف قوله صلى اهلل عليه و سلم‪" :‬ال يأخذ الرج ُل بجريرة أخيه وال بجريرة‬
‫أخيه"(‪.)6‬‬

‫المساواة‪:‬‬
‫‪.4‬خضوع عقوبة العمل للنفع العام لمبدأ ُ‬

‫‪ -1‬عثمانية لخميسي‪ ،‬عولمة التجريم و العقاب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.191‬‬
‫‪ -2‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫المادة ‪ 90‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ الشخصية‪ :‬هو مبدأ دستوري تم النص عليه غي ّ‬
‫‪3‬‬

‫‪ -4‬لحسين بن الشيخ‪ ،‬مبادئ القانون الجزائي العام‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬الجزائر‪،2000 ،‬ص‪.128‬‬
‫‪19‬‬
‫‪-5‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬
‫‪-6‬رواه النسائي في سنته‪ ،‬كتاب تحريم الدم‪ ،‬باب تحريم القتل‪ ،‬حديث رقم ‪.2021‬‬
‫تُخاطب القاعدة الجنائية الناس كافة وتأمرهم بضرورة احترام السلوك االجتماعي‪ ،‬فال‬
‫يقتصر الخطاب على فئة دون أُخرى‪ ،‬وال يختص بجماعة معينة‪ ،‬فالناس سواسية أمام القانون(‪،)1‬‬
‫الحكم بها دون تمييز‪ ،‬كما أن‬
‫الجناة الذين توفرت فيهم شروط ُ‬
‫ويجب أن تُطبق على جميع ُ‬
‫الحكم بهذه العقوبة أو خالل تنفيذها كتحديد طبيعة‬
‫استعمال السلطة التقديرية للقاضي سواء أثناء ُ‬
‫العمل ومكان العمل وساعات العمل بين حدين أعلى و أدنى‪.‬‬

‫تناسبا مع شخصية وظروف و‬


‫البد أن يكون ُم ً‬
‫وذلك حسب جسامة الفعل المرتكب‪ُ ،‬‬
‫تعارض مع مبدأ المساواة‪ ،‬بل لعل إستعمال هذه‬
‫ُمؤهالت كل محكوم عليه ال يؤدي إلى وجود ُ‬
‫السلطة يؤكد تحقيق هذا المبدأ حيث ُي َمكن القاضي من تحديد طريقة تنفيذها حسب ظروف كل‬
‫جانح(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخصائص الخاصة لعقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫تنفرد عقوبة العمل للنفع العام ببعض الخصائص التي تميزها عن العقوبات األخرى‪،‬‬
‫كونها تتطلب خضوع المحكوم عليه لها لفحص شامل و دقيق‪ ،‬وال يتم النطق بها إال بالموافقة‬
‫الصريحة بالخضوع لها‪.‬‬

‫‪ .1‬خضوع المحكوم بالعمل للنفع العام لفحص شامل و دقيق‪:‬‬

‫هناك عدة خصائص يتميز بها العمل للنفع العام في أغلب التشريعات التي تعتمده‪ ،‬ألنه‬
‫يتطلب خضوع المحكوم عيه لفحص شامل ودقيق‪ ،‬وتحقيق اجتماعي عن شخصيته و ظروف‬
‫حياته ووضعه العائلي والمعيشي والمهني‪ ،‬وماضيه السلوكي وطبيعة وظروف ارتكابه‬
‫للجريمة(‪ ،)3‬حيث يوضح المنشور الوزاري رقم ‪ 02‬والمتضمن كيفيات تطبيق عقوبة العمل للنفع‬

‫‪-1‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام الجزاء الجنائي‪ ،‬الجزء‪ ،2‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.208‬‬
‫‪ -2‬فوزية عبد الستار‪ ،‬مبادئ علم اإلجرام و علم العقاب‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،1812‬ص‪.221‬‬
‫‪20‬‬
‫‪-3‬بوصوار صليحة‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2019-2012،‬ص‪.22‬‬
‫العام هاته الخاصية‪ ،‬وهذا في الدور الموكل لقاضي تطبيق العقوبات بناءًا على نص المادة‪02‬‬
‫مكرر‪ 3‬من ق ع الجزائري و التي نصها "يسهر قاضي تطيق العقوبات على تطبيق عقوبة‬
‫العمل للنفع العام‪.)1("...‬‬

‫بالحسبان ضرورة هذا اإلجراء كونه حسن السيرة و السلوك‪ ،‬وبأن ال يكون‬
‫بحيث ُيأخذ ُ‬
‫مسبوق قضائياُ‪ ،‬وهذا كله ُبغية التأكد من أن المحكوم عليه أهال للعمل من الناحية الجسدية‬
‫حر طليق ال ُيشكل اضطرابا أو خط اًر على‬
‫والسلوكية والمهنية‪ ،‬وأن وجوده في المجتمع ّ‬
‫اآلخرين‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تمكين المحكمة من فرض العمل أكثر ُمالئمة لشخصية المحكوم عليه‬

‫وظروفه االجتماعية‪ ،‬وابراز الصعوبات التي يواجهها المحكوم عليه في االتصال االجتماعي‬
‫المعطيات في عملية إعادة اإلدماج االجتماعي(‪.)2‬‬
‫و إلنساني‪ ،‬ومن ثم االستفادة من هذه ُ‬

‫كما ُيبرز هذا الفحص غرض التشريعات العقابية التي تبنت هذا النظام على نجاحه حتى‬
‫ال يسهم بصورة غير مباشرة في خلق شعور لدى الرأي العام بأن هناك تراخي ًا من قبل السلطات‬
‫ردة الفعل االجتماعي على الجريمة(‪.)3‬‬
‫القضائية في ّ‬

‫‪ 2‬ضرورة ُموافقة المحكوم عليه‪:‬‬

‫سار المشرع الجزائري على نهج التشريعات التي تبنت العمل للنفع العام في مسألة رضا‬
‫المتهم‪ ،‬إذ أنه ال يمكن النطق بهذه العقوبة إال في حضور المحكوم عليه في جلسة النطق‬

‫‪-1‬أحمد سعود‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية‪-‬العمل للنفع العام نموذجاُ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬قانون عام‪ ،‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقا يد‪ ،‬تلمسان‪ ،2018-2019 ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم بوغاغة‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة ع ن ع نموذجا‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قانون جنائي‪،‬‬
‫‪ ،201321‬ص‪.98‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‪20‬أوت‪ ،1822‬سكيكدة‪،‬‬
‫‪ -3‬مصطفى العوجي‪ ،‬التأهيل االجتماعي في المؤسسات العقابية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مؤسسة بحسون‪ ،‬بيروت‪ ،1883 ،‬ص‪.180‬‬
‫بالحكم ورضاءه بالخضوع لهذا النظام(‪ ،)1‬حيث َخصت هذه العقوبة بإنفرادها كونها ال تنفذ إال‬
‫إذا أبدى المحكوم عليه موافقته الصريحة‪ ،‬و ال مجال لإلكراه على قبولها‪.‬‬

‫طا أساسيا لتطبيق هذه العقوبة البديلة‪،‬‬


‫لقد اعتبر المشرع الجزائري هذه الخاصية شر ً‬
‫ألنه يتطلب منه القيام بعمل تطوعي‪ ،‬ومن ثم ال يمكن ضمان حسن تنفيذه إال إذا كان موافقًا‬
‫عليه و قابالُ لتنفيذه(‪.)2‬‬

‫رضاء المحكوم عليه مطلوب نفسيا إذ يجد ضماناً لتعاون المحكوم عليه مع الجهات‬
‫المشرفة على ُمراقبة سلوكه والتي يعمل لديها‪.‬‬
‫ُ‬

‫فقد كان هنا انتقاد موجه إلى البرلمانيين الفرنسيين‪ ،‬بخصوصه شريطة حضور المحكوم‬
‫علبه‪ ،‬وذلك في أثناء مناقشة قانون العمل للمنفعة العامة في عام ‪ ،1813‬ولقد تلخصت حججهم‬

‫في أن‪ « :‬الرأي العام لن يكون متجاوباً مع هذا الشرط‪ ،‬فالعدالة بين المتهمين ستمس مساً‬
‫ال ما‪ ،‬وقبله متهم آخر»‪.‬‬
‫خطي ار في حال رفض أحد المتهمين عم ً‬

‫كما أنه ليس من المقبول قانوناً أن ُيترك للمتهم اختيار العقوبة التي سيخضع لها(‪ ،)3‬وقد‬
‫كان الرد على هذه االنتقادات بان رضا المحكوم عليه مطلوب نفسيا ‪ ،‬غذ ُيعد ضمان لتعاون‬
‫المشرفة على سوكه و تلك التي يعمل لديها‪ ،‬كما أن الرضا دليل‬
‫المحكوم عليه مع الجهات ُ‬
‫الوفاء باإلخالص لاللتزامات المفروضة عليه كونه إلزامياً و مطلوب قانوناً‪ ،‬وذلك بموجب‬
‫المعاهدة األوروبية لحقوق اإلنسان التي ُتنص في مادتها الرابعة على أنه‪" :‬ال ُيمكن إخضاع‬
‫أي شخص لعمل شاق أو جبري"(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬محمد لخضر بن سالم‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2010-2011 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬بوصوار صليحة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.238‬‬
‫‪22‬‬
‫‪-4‬آمنة أحمدي بوزينة‪ ،‬شروط تطبيق عقوبة ع ن ع دراسة مقارنة بين القانونين الفرنسي و الجزائري‪ ،‬المجلة الجزائرية للعوم‬
‫القانونية و االقتصادية و السياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بو علي‪ ،‬الشلف‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تطبيق عقوبة العمل للنفع العام واجراءات تنفيذها‬

‫إن عقوبة العمل للنفع العام ال تُطبق على كافة الجرائم وال يستفيد منها كل األشخاص‪،‬‬
‫ومعظم التشريعات التي تبنت هذا النظام حددت شروط لتطبيقها‪ ،‬فقد سار المشرع الجزائري على‬
‫ورد في المادة‪ 02‬مكرر من قانون العقوبات التي بينت معظم الشروط‬
‫نفس النهج‪ ،‬من خالل ما ّ‬
‫الواجب توافرها إلصدار هذه العقوبة‪ ،‬كما تضمن المنشور الوزاري رقم‪ 02‬المؤرخ في‬
‫‪21‬أفريل‪ 2008‬كيفية تطبيق هذه العقوبة وشروطها(‪.)1‬‬

‫يتضح أن لعقوبة العمل للنفع العام عدة شركاء أو باألحرى جهات تسعى لتطبيقها بداية‬
‫الحكم‪ ،‬ثم النيابة العامة‪ ،‬و انتهاء بقاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫من قاضي ُ‬

‫تخص‬
‫ومن خالل ذلك يمكن القول أن هناك شروط خاصة بالمحكوم عليه‪ ،‬وشروط ُ‬
‫بالحكم أو قرار اإلدانة‪.‬‬
‫العقوبة‪ ،‬وأخرى تتعلق ُ‬

‫الفرع األول‪ :‬أن تصدر العقوبة عن قاضي ُحكم‪:‬‬

‫ُيشترط في هذه العقوبة أن تصدر عن قاضي جزائي سواء فيما يتعلق بالمخالفات و‬
‫بعض الجنح‪ ،‬وبالنظر إلى أحكام المادة‪ 0ّ2‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات‪ ،‬فإن عقوبة العمل للنفع‬
‫العام تخضع للسلطة التقديرية للقاضي‪ ،‬إال أن هذا األخير ال يمكنه تطبيقها دون احترام‬
‫اإلجراءات والشروط المنصوص عليها في المادة نفسها‪ ،‬ويمكن تقسيم هذه الشروط كاألتي(‪:)2‬‬

‫المتعلقة بالمحكوم عليه‪:‬‬


‫أوالا‪ :‬الشروط ُ‬

‫قضائيا‪:‬‬
‫ا‬ ‫أ‪ .‬أن يكون المحكوم عليه غير مسبوق‬

‫‪ -1‬بوسري عبد اللطيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬


‫‪ -2‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لني شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص علم اإلجرام و‬
‫‪ ،2011‬ص‪.139‬‬
‫علم العقاب‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪23 -2010 ،‬‬
‫لكي يستفيد المحكوم عليه من عقوبة العمل للنفع العام كبديل عن عقوبة الحبس اشترط‬
‫المشرع الجزائري حسب نص المادة‪ 02‬مكرر ‪ ،01‬بأن ال يكون قد سبق صدور حكم نهائي‬
‫باإلدانة بعقوبة سالبة للحرية ضد هذا الشخص‪ ،‬ويستوي األمر إذا كانت العقوبة التي سبق‬
‫صدورها نافذة أو موقوفة النفاذ‪ ،‬وسواء تعلقت بجناية أو جنحة وذلك طبقا للمادة ‪23‬مكرر‪ 2‬من‬
‫قانون العقوبات(‪.)1‬‬

‫ويتم التأكد من كونه مسبوق قضائيا أو ال عن طريق صحيفة السوابق القضائية الخاصة به‬
‫طبقا لما حددته المادة‪ 930‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ويعود السبب في ذلك إلى‬
‫أهمية هذه العقوبة والتي تتطلب أن يكون وضع المحكوم عليه يبعث إلى االطمئنان حتى يتم‬
‫قبوله لدى المؤسسة العقابية(‪.)2‬‬

‫إال أن المحكوم عليه الذي سبق و أن صدر ضده حكم باإلدانة لكنه استفاد من رد‬
‫االعتبار فال مانع أن يستفيد من العمل للنفع العام‪ .‬مادام رد االعتبار يمحو كل آثار اإلدانة‬
‫كما هو منصوص عليه في المادة‪ 989‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫وقد خالف المشرع الجزائري المشرع الفرنسي في هذه المسألة بحيث هذا األخير لم يعتد‬
‫بماضي الجاني وأعطى للقاضي سلطة تقديرية اكبر في تقرير عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬حيث‬
‫مدته‪ ،‬وكذلك‬
‫سمح له بالحكم بها على المح ُكوم عيهم قي مواد الجنح بعقوبة الحبس أيا كانت ّ‬
‫على الجناة صدرت ضدهم أحكام باإلدانة خالل سنوات الخمس السابقة على الجريمة)‪ ،(3‬شريطة‬
‫(‪.)4‬‬
‫أال يشكل هؤالء خطر على الغير‬

‫‪ -1‬تنص المادة‪ 23‬مكرر‪ 2‬من ق ع‪ :‬على أنه ُ"يعد مسبوق قضائيا كل شخص طبيعي محكوم عليه بحكم نهائي بعقوبة‬
‫سالبة للحرية‪ ،‬مشمولة أو غير مشمولة بوقف التنفيذ‪ ،‬من أجل جناية أو جنحة من القانون العام‪ ،‬دون المساس بالقواعد‬
‫المقررة لحالة العود"‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد لخضر بن سالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪،2008 ،‬‬
‫‪ -1‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في القانون الجزائري دراسة‪24‬‬
‫ص‪.191‬‬
‫‪- jean Christophe, le guide de infractions, huniéme édition, Dalloz,2007,p352 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ب‪ .‬أن ال يقل سن المحكوم علية عن ‪11‬سنة وقت ارتكاب الفعل المجرم‬
‫المنسوب إليه‪:‬‬

‫حيث نجد المشرع الفرنسي يتفق مع المشرع الجزائري في ما يخص سن ‪ 19‬سنة وهذا‬
‫ما أشارت إليه المادة ‪2‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬وهذا السن هو الحد األدنى سن‬
‫العمل في الجزائر بموجب القانون‪ 11/80‬المتعلق بعالقات العمل(‪ ،)1‬مما جاء فيه "ال يمكن في‬
‫أي حال من األحوال أن ال يقل العمر األدنى للتوظيف عن ستة عشر (‪ )19‬سنة إال في‬
‫الحاالت التي تدخل في عقود التمهين"‪ ،‬ولم يضع المشرع الجزائري حداً أعلى لسن المحكوم‬
‫يصا على إفادة فئة الشباب‬
‫عليه المراد شموله بعقوبة العمل للنفع العام وعلى هذا نجد القضاء حر ً‬
‫أكثر من سواهم‪ ،‬حيث أن غرض العمل للنفع العام هو تجنب الجناة غير الخطرين االختالط‬
‫بالجناة الخطرين داخل سور السجن‪ ،‬باإلضافة إلى تفادي تعريضهم لمساوئ الحبس قصير‬
‫أما‬ ‫المدة‪ ،‬كما ال يجوز توظيف القاصر إال بناءاً على رخصة من وصيه الشرعي(‪.)2‬‬
‫بالنسبة للمشرع الفرنسي ال يطبق العمل للنفع العام على البالغين فقط‪ ،‬وانما يكون تطبيقه على‬
‫األحداث من عمر ‪ 19‬إلى ‪ 11‬سنة وشرط عمر السادسة عشر يتوافق مع سن السماح لألحداث‬
‫بالعمل‪.‬‬

‫ج‪ .‬حضور المحكوم عليه الجلسة و إبداء موافقته الصريحة لعقوبة العن للنفع‬
‫العام‪:‬‬

‫يقوم القاضي باستطالع رأي المحكوم عليه في قبول أو رفض عقوبة العمل للنفع العام‬
‫كبديل للحبس فإذا قبل نفذت عليه العقوبة البديلة‪ ،‬واذا رفض طبقت عليه عقوبة الحبس األصلية‪.‬‬

‫لذا البد من ضرورة توافر الموافقة الصريحة للجاني على خضوع لعقوبة العمل للنفع‬
‫العام‪ ،‬إذ أكدت جل التشريعات على هذا الشرط كالتشريع الفرنسي حيث نصت المادة ‪1-132‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 11-80‬المتعلق بعالقات العمل‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،18‬المؤرخة في ‪22‬أفريل‪.1880‬‬
‫‪ -2‬عماني سمية‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعوم السياسية‪ ،‬تخصص‬
‫‪ 25‬البويرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.22‬‬
‫قانون جنائي و علوم جنائية‪ ،‬جامعة العقيد آكلي محند أولحاج‪،‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجنائية على أنه ال يمكن تطبيق هذه العقوبة على المتهم في حالة رفضه‬
‫أو غيابه عن جلسة الحكم‪ ،‬كما أخذ المشرع الجزائري بنفس الشرط في المادة ‪ 2‬مكرر‪ 1‬من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وهذه المواد تستمد مرجعيتها من المبدأ الذي أكدته االتفاقية األوروبية لحقوق‬
‫اإلنسان و الحريات األساسية في مادتها الرابعة التي تقضي بأنه‪ " :‬ال يجوز فرض عمل على‬
‫شخص عن طريق القوة واإللزام" (‪.)1‬‬

‫ومما ال شك فيه أن إشراك الجاني في اختيار العقوبة المناسبة ه سيشكل إحدى مظاهر‬
‫خصبا في إنجاح فلسفة العقوبة و تحقيق أهدافها‪ ،‬خاصة أن تنفيذ هذه‬
‫ً‬ ‫العقاب الحديث‪ ،‬ومجاالً‬
‫العقوبة يتم بمحض إرادة الجاني‪.‬‬

‫و البد من اإلشارة بأنه في قانون الفرنسي العمل للنفع العام ال يطبق في المحاكم‬
‫(‪)2‬‬
‫العسكرية على العسكريين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بالعقوبة‪:‬‬


‫ا‬

‫‪ -1‬أن ال تتجاوز العقوبة المقررة ّ‬


‫مدة الثالث سنوات‪:‬‬

‫أدرج المشرع الفرنسي العمل للنفع العام ضمن االختبار القضائي أو الوضع تحت التجربة‪،‬‬
‫ويطبق في حال الحكم بعقوبة الحبس من أجل جناية أو جنحة من جرائم القانون العام‪ ،‬على أال‬
‫مدتها الخمس سنوات وهذا حسب نص المادة ‪ 22 -131‬فقرة‪ 1‬و المادة ‪ 21-131‬من‬
‫تتجاوز ّ‬
‫قانون العقوبات الفرنسي(‪.)3‬‬

‫أما المشرع المصري فلم يتفق في هذه النقطة مع المشرع الفرنسي‪ ،‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 11‬من قانون العقوبات المصري‪ ،‬والمادة ‪ 288‬من قانون اإلجراءات الجنائية بقولها‪" :‬لكل‬

‫‪-1‬بوالزيت ندى‪ ،‬دور الجهات القضائية في تنفيذ عقوبة الخدمة للنفع العام في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫العدد‪ ،2‬المجلد أ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلخوة المنتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ديسمبر‪ ،2019‬ص‪.220‬‬
‫‪-2‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫محكوم عليه بالحبس البسيط لمدة ال تتجاوز ثالثة أشهر أن يطلُب بدالً من تنفيذ عقوبة الحبس‬
‫عليه تشغيله خارج السجن وفقاً لما هو مقرر بالمواد ‪ 220‬وما بعدها من (قانون اإلجراءات‬
‫الجنائية) وذلك ما لم ينص الحكم على حرمانه من هذا الخيار"(‪.)1‬‬

‫وجاء في المادة‪ 220‬من قانون اإلجراءات الجنائية المصري على أن تطبيق هذه العقوبة‬
‫مرتبط بمطالبة المحكوم عليه لكن هذا الحق ال يكون إال إذا كانت مدة السجن المحكوم بها‬
‫ثالثة أشهر فأقل‪ ،‬فتكون المطالبة قبل صدور األمر بتنفيذ السجن(‪.)2‬‬

‫أما المشرع الجزائري فذهب بخالف المشرع الفرنسي و المشرع المصري‪ ،‬بحيث نصت‬
‫المادة ‪02‬مكرر‪ 01‬من قانون العقوبات الجزائري على أن ال تتجاوز العقوبة المقررة الثالث‬
‫سنوات حبس‪ ،‬حتى يستطيع القاضي الحكم بعقوبة العمل للنفع العام‪ .‬ويتجه قصد المشرع هنا‬
‫إلى إمكانية استبدال الحبس بعقوبة العمل للنفع العام تخص الجرائم البسيطة دون غيرها(‪.)3‬‬

‫و حسب المادة‪ 02‬من قانون العقوبات فإن مدة السجن في العقوبات األصلية في مواد‬
‫الجنايات تتجاوز حتما الخمس سنوات‪ ،‬بينما تتراوح مدة الحبس في العقوبات األصلية في مواد‬
‫الجنح بين شهرين و خمس سنوات‪ ،‬أما في العقوبات األصلية في مواد المخالفات فتنحصر بين‬
‫يوم واحد و شهرين على األكثر‪.‬‬

‫بناءاً على ذلك ما هو مجال استبعاد عقوبة العمل للنفع العام في القانون الجزائري وما‬
‫هو مجال تطبيقها ؟‬

‫أ‪ -‬مجال استبعاد عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫‪-3‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬


‫‪-2‬عبد الرحمن بن محمد الطريمان‪ ،‬التعزيز بالعمل للنفع العام دراسة تأصيلي مقارنة تطبيقية‪ ،‬أطروحة مقدمة للحصول على‬
‫درجة دكتوراه‪ ،‬الفلسفة في العلوم القانونية األمنية‪ ،‬قسم العدالة الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫‪27‬‬ ‫األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2013،‬ص‪.120‬‬
‫‪ -3‬محمد لخضر بن سالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 02‬مكرر‪ 01‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬نجد أن المشرع‬
‫الجزائري استبعد كل العقوبات األصلية في مواد الجنايات من تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‬
‫باعتبار أنها تتجاوز الخمس سنوات‪ ،‬وكذلك استبعد الجنح المعاقب عليها بأكثر من ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬على عكس المشرع الفرنسي الذي يطبق هذه العقوبة على الجنح المعاقب عليها بالحبس‬
‫مهما كانت مدته‪.‬‬
‫ب‪ -‬مجال تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬
‫باستقراء نص المادة ‪ 2‬مكرر‪ 1‬من قانون العقوبات الجزائري نجد أن مجال تطبيق عقوبة‬
‫العمل للنفع العام في التشريع الجزائري يتعلق بكل من الجنحة و المخالفة والتي تتضمن مايلي‪:‬‬
‫— كل العقوبات األصلية في مواد المخالفات‪.‬‬
‫— العقوبات األصلية في مواد الجنح التي تتجاوز ثالث سنوات‪.‬‬
‫— العقوبات األصلية في مواد الجنح المرتبطة باألفعال الموصوفة جنايات التي تختص‬
‫بها محكمة الجنيات التي ال تتجاوز ثالث سنوات والتي نصت عليها المادة ‪221‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري ‪.‬‬
‫— كما أن هناك شرط آخر متعلق بالعقوبة‪:‬‬
‫— أال تطبق عقوبة العمل للنفع العام إال بصيرورة الحكم أو القرار نهائيا(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬أن ال تتجاوز العقوبة المنطوق بها سنة حبس نافذة‪:‬‬

‫الشرط الثاني المتعلق بالعقوبة األصلية والذي يجب توفره حتى يتمكن القاضي من استبدال‬
‫عقوبة الحبس بعقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬هو أن ال تتجاوز العقوبة المنطوق بها سنة حبس نافذة‪.‬‬

‫و ُيفهم من هذا الشرط انه على القاضي أن ينطق أوال بعقوبة الحبس‪ ،‬ويحدد مدتها التي‬
‫يشترط أن ال تتجاوز سنة حبس نافذا‪ ،‬ثم بعد موافقة المحكوم عليه بالعمل للنفع العام يقوم‬

‫‪ -1‬آمنة بوزينة أحمدي‪ ،‬شروط تطبيق عقوبة العمل للنفع العام في التشريع الجزائري‪-‬دراسة تحليلية‪ ،-‬مجلة المفكر‪ ،‬مجلة‬
‫علمية محكمة متخصصة في الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬العدد‪ ،13‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬دار‬
‫‪28‬‬ ‫الهدى‪،‬الجزائر‪،‬ص‪.08‬‬
‫القاضي باستبدال هذه األخيرة بالعمل للنفع العام‪ .‬أما إذا كانت تتجاوز السنة أو موقوفة النفاذ‬
‫فال مجال الستبدالها بعقوبة العمل للنفع العام(‪.)1‬‬

‫لكن ما هو حكم العقوبة المنطوق بها و التي ال تتجاوز سنة حبس نافذة لكنها تتضمن‬
‫جزء موقوف النفاذ؟‬

‫لقد نص المنشور الوزاري الجزائري رقم‪ 02‬و الذي يوضح كيفية تطبيق عقوبة العمل للنفع‬
‫العام‪ .‬أنه إذا كانت عقوبة التي نطق بها القاضي تتضمن جزءاً موقوف النفاذ طبقا للمادة ‪282‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري(‪ ،)2‬جاز للقاضي أن يستبدل الجزء النافذ منها بعقوبة‬
‫العمل للنفع العام‪ ،‬إذا توافرت جميع الشروط المنصوص عليها قانونا(‪.)3‬‬

‫‪ -3‬أن تتراوح مدة العمل من ‪ 44‬ساعة إلى ‪ 144‬ساعة للبالغ و ‪ 24‬سا إلى‬
‫‪ 344‬سا للقاصر‪:‬‬

‫ما يالحظ أن المشرع الجزائري لم يساو بين مدة عقوبة العمل للنفع العام للقاصر و البالغ‪،‬‬
‫لعدم تكافؤ القدرات لكل منهما‪ ،‬والتي تسمح لهم بأداء العمل بنفس الدرجة من القوة فضالً لعدم‬
‫تكافؤ القدرات العقلية والنفسية بدرجة تؤدي إلى تساويهما في المسؤولية الجزائية(‪ ،)4‬وتجب‬
‫اإلشارة أن المشرع الفرنسي أدخل تعديل بموجب القانون رقم ‪ 2008-1239‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 22‬نوفمبر‪ ، 2008‬وبموجبه تم تخفيض مدة العمل للنفع العام حيث أصبحت من ‪ 20‬سا إلى‬
‫‪ 210‬سا بالنسبة للبالغين‪ ،‬وبالنسبة لألحداث مابين ‪ 20‬سا إلى ‪ 120‬سا‪ ،‬يتم تنفيذها خالل‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬مكرر ‪ 1‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬


‫الحكم بالحبس أو الغرامة إذا مالم يكن‬
‫‪ -‬تنص المادة‪ 282‬ق إج على أنه‪" :‬يجوز للمجالس القضائية و المحاكم في حالة ُ‬
‫‪2‬‬

‫المحكوم عيه قد سبق الحكم عليه بالحبس جناية أو جنحة من جرائم ق ع أن تأمر في حكمها نفسه بقرار مسبب بإيقاف تنفيذ‬
‫العقوبة األصلية"‬
‫‪29‬المتعلق بكيفية تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬ ‫‪ -3‬أنظر المنشور الوزاري رقم ‪ 2‬المؤرخ في ‪21‬أفريل ‪،2008‬‬
‫‪ -4‬أيمن رمضان الزيتي‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة و بدائلها دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬أكاديمية الشرطة‪ ،‬دون‬
‫دار النشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.228‬‬
‫مدة ‪ 12‬شه ار(‪ ،)1‬أما في الجزائر فأجل تنفيذ هذه العقوبة يقدر ب ‪ 11‬شه اًر كأقصى حد لفئتي‬
‫البالغين و األحداث بحساب ساعتين عن كل يوم حبس لدى شخص معنوي من القانون العام‪،‬‬
‫نهائيا(‪ ، )2‬أما في القانون المصري فال يجوز تشغيل المحكوم عليه خارج‬
‫بعد أن يصبح الحكم ً‬
‫يوميا‬
‫المدينة الساكن بها أو المركز التابع له‪ ،‬كما يجب أن يراعى في العمل الذي يعرض عليه ً‬
‫أن يكون قاد اًر على إتمامه في ظرف ‪ 09‬ساعات بحسب حالة بنيته(‪ ،)3‬وبالمقارنة المدة المقررة‬
‫في قانون العقوبات الفرنسي و قانون العقوبات الجزائري يتبين لنا أن الحد األقصى لمدة العقوبة‬
‫جدا‪.‬‬
‫في الجزائر مرتفع جدًا‪ ،‬وساعات عمل لدى المشرع المصري عال ً‬

‫ثالثاا‪ :‬الشروط الخاصة بحكم أو قرار اإلدانة‪:‬‬

‫ما‬ ‫باإلضافة إلى البيانات الجوهرية التي يتضمنها الحكم أو قرار القضائي يجب ذكر‬
‫يلي‪:‬‬

‫— ذكر العقوبة األصلية في منطوق الحكم أو قرار سواء كانت الحبس و الغرامة أو الحبس‬
‫فقط‪.‬‬
‫المنطُوق‪ ،‬البد أن ينطق القاضي باستبدال عقوبة الحبس بعقوبة العمل للنفع العام‬
‫— َ‬
‫بحضور المحكوم عليه‪ ،‬و على الجهة القضائية إعالمه بحقه في رفضها أو قبولها على‬
‫ينوه إلى ذلك في الحكم‪.‬‬
‫أن ّ‬
‫— اإلشارة إلى تنبيه المحكوم عليه بأنه في حالة إخاللها بااللتزامات المترتبة عن عقوبة‬
‫العمل للنفع العام سوف تطبق عليه عقوبة الحبس النافذ األصلية‪.‬‬
‫— ضرورة ذكر الحجم الساعي لعقوبة العمل للنفع العام(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬زيدومة درياس‪ ،‬عقوبة ع ن ع من اعتبارات السياسة العقابية المعاصرة و الواقع الجزائري‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫و االقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد‪ ،2‬ديسمبر ‪ ،2011‬ص‪.122‬‬
‫‪ -2‬فايزة ميموني‪ ،‬العمل للنفع العام عقوبة بديلة للحبس في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬مجلة علمية محكمة متخصصة‬
‫في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2010‬ص‪.230‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمن بن محمد الطريمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -4‬يعقوب بن أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬أن تشرف النيابة العامة عن تطبيق عقوبة العمل للنفع العام(‪:)1‬‬

‫تُعد النيابة العامة الشريك الثاني في عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬فقد عهد المنشور الوزاري‬
‫رقم ‪ 02‬المتعلق بتطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬أن تكون النيابة العامة مسئولة عن جزء من‬
‫تنفيذ هذه العقوبة‪ ،‬وبذلك تقوم النيابة العامة بـ‪:‬‬

‫السوابق القضائية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التسجيل في صحيفة ّ‬

‫تطبيقاً ألحكام قانون اإلجراءات الجزائية السيما المواد ‪ 939 ،932 ،930 ،911‬و‬
‫‪.929‬‬

‫تقُوم النيابة العامة بإنجاز القسيمة رقمّ‪ 01‬المتضمنة العقوبة األصلية مع اإلشارة إلى‬
‫استبدالها بعقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬وفي حالة ُحكم إلى جانب عقوبة الحبس بغرامة يتم تنفيذها‬
‫المقررة قانوناً‪ ،‬وكذا ال ّشأن بالنسبة للمصاريف القضائية‪.‬‬
‫بكافة الطُرق ُ‬

‫في حين أن القسيمة رقم‪ 02‬ال بد أن تتضمن العقوبة األصلية وعقوبة العمل للنفع العام‪.‬‬

‫أما القسيمة رقم‪ 03‬فإنها تسلم خالية من العقوبة األصلية وعقوبة العمل للنفع العام المستبدلة(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫بمجرد صيرورة الحكم أو القرار المتضمن عقوبة العمل للنفع العام نهائياً‪ .‬ترسل نسخة‬
‫النهائي باإلضافة إلى مستخرج نسخة من شهادة عدم االستئناف و نسخة‬
‫من الحكم أو القرار ّ‬
‫من شهادة عدم الطعن بالنقض إلى النيابة العامة المختصة للتنفيذ‪ .‬بالرجوع إلى تطبيق هذه‬
‫العقوبة فإن النائب العام المساعد يكون أمام خيارين هما‪:‬‬

‫الدعوى العمومية و مباشرتها بصفة الخصم أمام القضاء‬‫‪-‬تعريف النيابة العامة‪ :‬هي جهاز قضائي جنائي أُنيط به تحريك ّ‬
‫‪1‬‬

‫عينون كقضاة النيابة من بين قضاة الجمهورية‪.‬‬


‫الجنائي‪ ،‬في مواجهة المتهم باسم الجماعة‪ .‬ويتكون من قضاة ُي ّ‬
‫‪31‬د‪.‬ط‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2019 ،‬ص‪.223-222‬‬
‫‪ -2‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫األول يتمثل في إرسال الملف المتضمن نسخة من الحكم أو القرار مع مستخرج منه إلى‬
‫قاضي تطبيق العقوبات ليتولى تطبيق العقوبة‪ .‬إذا كان محل إقامة المحكوم عليه يقع في دائرة‬
‫اختصاص المجلس القضائي التابع له قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬

‫والثاني يتمثل في إرسال الوثائق إلى النائب العام بالمجلس القضائي الذي يقع بدائرة‬
‫اختصاصه محل إقامة المحكوم عليه‪ ،‬لتطبيقها من طرف قاضي تطبيق العقوبات التابع لذلك‬
‫المجلس(‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪ -‬دور قاضي تطبيق العقوبات(‪:)2‬‬

‫وملحة قي ظل‬
‫بما أن اإلشراف القضائي على التنفيذ العقابي أصبح ضرورة واجبة ُ‬
‫األنظمة العقابية الحديثة‪ ،‬ومن ثم لم تعد مهمة القاضي الجنائي قاصرة على الفصل في النزاعات‬
‫المطروحة عليه‪ ،‬إنها أصبح من مهامه أن ُيشرف على تنفيذ العقوبة أو التدبير المحكوم به‬
‫حتى يتسنى تحقيق الهدف المنشود من الجزاء وهو التأهيل و اإلصالح‪ ،‬و يحد من تحكم اإلدارة‬
‫نوعا من التنسيق و التوازن بين مرحلتي الحكم والتنفيذ (‪.)3‬‬
‫في مرحة التنفيذ ويخلق ً‬

‫واستناداً لما جاء بنص المادة ‪ 23‬من قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫للمحبوسين و التي أكدت على مسؤولية قاضي تطبيق العقوبات عن متابعة مشروعية التنفيذ و‬
‫التي جاء فيها‪" :‬يسهر قاضي تطبيق العقوبات فضالً عن الصالحيات المخولة له بمقتضى‬

‫‪-1‬عمر مازيت‪ ،‬محضرة حول عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬يوم دراسي‪ ،‬مجلس قضاء بجاية‪ ،‬تاريخ االضطالع ‪2018/02/ 11‬‬
‫على الساعة ‪20:22‬‬
‫‪http://www.startimes.com/F.aspx?t=30450392‬‬
‫يتدخل بعد الحكم بغرض تنفيذ‬
‫الدرجة الثّانية ّ‬
‫‪ -‬تعريف قاضي تطبيق العقوبات‪ ":‬هو قاضي متخصص ينتمي إلى محكمة ّ‬
‫‪2‬‬

‫يعين في دائرة اختصاص كل مجلس‬ ‫العقوبة المقضي بها‪ .‬يتم تعيينه بموجب قرار من وزير العدل حافظ األختام حيث ّ‬
‫‪32‬‬
‫السجون"‪.‬‬
‫خاصة بمجال ّ‬
‫ّ‬ ‫قضائي ويكون من القضاة الذين يولون عناية‬
‫‪ -3‬أنيس ضيف اهلل‪ ،‬دور قاضي تنفيذ العقوبات في تحقيق أهداف السياسة العقابية المعاصرة‪ ،‬مجلة القضاء و التشريع‪،‬‬
‫العدد الرابع‪ ،‬السند‪ ،22‬مركز الدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬و ازرة العدل‪ ،‬الجمهورية التونسية‪ ،‬أفريل‪ ،2012‬ص‪.13-12‬‬
‫أحكام هذا القانون‪ ،‬على مراقبة مشروعية تطبيق العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬والعقوبات البديلة عند‬
‫االقتضاء وعلى ضمان التطبيق السليم لتدابير تفريد العقوبة"(‪.)1‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫إن األعمال المطلوب إنجازها ضمن إطار العمل للمنفعة العامة تُسجل ضمن قائمة لدى‬
‫كل محكمة وذلك حسب المادة ‪ 8/131‬من ق ع الفرنسي‪ ،‬حيث يقوم عارضوا العمل‪ :‬المؤسسات‬
‫العامة و الهيئات والجماعات المحلية التي تُقدم خدمات عامة‪ ،‬بتقديم طلب لهذه الغاية تحدد‬
‫فيه األعمال و المهام المطلوبة فضالً عن طبيعة و طريقة تنفيذ هذه األعمال‬

‫يقوم قاضي تطبيق العقوبات بإجراء تحقيق حول هذه األعمال ويرسل صورة عن هذه الطلبات‬
‫متبوعا برأي النيابة العامة‪.‬‬
‫ً‬ ‫إلى مجلس المنطقة المختص بمكافحة الجريمة‬

‫ثم يقوم باختيار الهيئة التي سيتم العمل لصالحها‪ ،‬آخذاً بالحسبان الفائدة االجتماعية‬
‫لألعمال المقترحة وكذلك مدى مالئمتها إلعادة اإلدماج االجتماعي و المهني اتي يمكن أن تقدم‬
‫للمحكوم عليه‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 18/131‬من قانون العقوبات الفرنسي(‪.)2‬‬

‫ُيصدر قاضي تطبيق العقوبات ق ارره الذي سيحدد فيه الجهة أو الجهات التي سيؤدي‬
‫المحكوم عليه بأدائها‪ ،‬ويمكن للقاضي تطبيق العقوبات أن يعدل ق ارره الصادر بإلزام المحكوم‬
‫عليه وذلك حسب المادة ‪ 13/191‬من قانون اإلجراءات الجنائية الفرنسي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في حالة كان المحكوم عليه حدثاً‪ ،‬فإن قاضي األحداث يحل‬
‫محل قاضي تنفيذ العقوبة في القيام بهذه اإلجراءات(‪.)3‬‬

‫‪-1‬القانون رقم‪ 02-02‬المؤرخ في‪ 28‬ذي الحجة عام ‪ 1222‬الموافق ‪ 9‬فبراير سنة ‪ ،2002‬يتضمن قانون تنظيم السجون و‬
‫إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -3‬محمد سيف النصر عبد المنعم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.388‬‬
‫وبالرجوع للمادة ‪02‬مكرر‪ 3‬من قانون العقوبات الجزائري فلقد أسندت لقاضي تطبيق‬
‫العقوبات مهمة السهر على تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬يقوم هذا األخير باستدعاء المعني‬
‫المحضر القضائي االنتقال‬
‫بواسطة محضر قضائي في عنوانه المدون بالملف‪ ،‬حيث يتعين على ُ‬
‫حيث المستدعي‪ ،‬ليبلغه بمحضر الحضور أمام قاضي تطبيق العقوبات ألداء العقوبة المقررة‬
‫عليه حكما مع اإلشارة بأن العقوبة تتعلق بالعمل للنفع العام‪ ،‬ويجب أن يتضمن االستدعاء‬
‫تاريخ و ساعة الحضور مع التنويه أنه في حالة عدم االمتثال تطبق عليه عقوبة الحبس‬
‫األصلية‪.‬‬

‫و في بعض الحاالت السيما ُبعد المسافات‪ُ ،‬يمكن لقاضي تطبيق العقوبات وفقا لرزمانة‬
‫محددة سلفاً‪ ،‬االنتقال لمقرات المحاكم التي يقيم بدائرة اختصاصها األشخاص المحكوم عليهم‬
‫للقيام باإلجراءات الضرورية التي تسبق شروعهم في تطبيق عقوبة العمل للنفع العام(‪.)1‬‬

‫وعند استنفاذ قاضي تطبيق العقوبات لهذه اإلجراءات‪ ،‬يمكنه تصور إحدى الوضعيتين‪،‬‬
‫إما استجابة المحكوم عليه لالستدعاء أو رفضه له‪:‬‬

‫‪ : .1‬في حالة امتثال المعني لالستدعاء‪:‬‬

‫يقوم قاضي تطبيق العقوبات باستقبال المحكوم عليه وهذا بعقد جلسة معه ليتأكد من‪:‬‬

‫‪ -‬هويته كما هي مدونة في الحكم أو قرار الصادر بإدانته‪.‬‬


‫‪ -‬التعرف على وضعيته االجتماعية والمهنية والصحية والعائلية وله في ذلك االستعانة‬
‫بالنيابة العامة للتأكد من صحة المعلومات لتمكين اختيار العمل المناسب له‪.‬‬
‫‪ -‬عرض المعني على طبيب المؤسسة بمقر المجلس القضائي أو بمقر المحكمة حسب‬
‫الحالة‪ ،‬لفحصه و تحرير تقرير عن حالته الصحية لتمكين اختيار طبيعة العمل الذي‬

‫حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪،‬‬


‫‪ -‬أحمد سعود‪ ،‬دور قاضي تطبيق العقوبات في تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬جامعة الشهيد ّ‬
‫‪1‬‬

‫ص‪ ،32‬منشورة على موقع ‪http://platform.almanhal.com/files/2/11389 :‬‬


‫‪34‬‬
‫يتناسب مع حالته البدنية و عند االقتضاء ونفس الغرض يمكن عرض المعني على‬
‫طبيب آخر(‪.)1‬‬
‫وبناءاً على هذه المقابلة يحرر قاضي تطبيق العقوبات بطاقة معلومات شخصية تُضم‬
‫إلى ملف المعني‪.‬‬
‫صحيا‪ ،‬وكون فكرة عن‬
‫ً‬ ‫وبعد أن يكون القاضي قد تأكد من سالمة المحكوم عليه‬
‫شخصية المعني و مؤهالته‪ ،‬يختار له عمالً من بين المناصب المعروضة التي تتالءم مع‬
‫قدراته الفكرية والبدنية‪ ،‬و التي تساهم في اندماجه االجتماعي دون التأثير على السير العادي‬

‫لحياته المهنية و العائلية‪ .‬ولكي يتمكن القاضي من اختيار عمل مناسب البد أن يتحصل مسبقاً‬
‫على قائمة من األعمال المعروضة من طرف المؤسسة المعنية (‪.)2‬‬
‫أما بالنسبة لفئتي النساء و القصر ما بين ‪ 19‬و ‪ 11‬سنة يستوجب على قاضي تطبيق‬
‫العقوبات مراعاة األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بتشغيلهم كالمحافظة على االستمرار في‬
‫الدراسة بالنسبة للقصر وعدم إبعادهم عن محيطهم األسري وعدم تشغيل النساء ليالً‪ ،‬وهذا تطبيقا‬
‫لما جاء في عدة قوانين منها القانون ‪ 08/11‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪،‬‬
‫والتي تنص على ضرورة اختيار العمل المناسب للقدرات الصحية للنساء و القصر كما جاء في‬
‫نص المادة ‪ 11‬منه‪ ،‬و التي تؤكد على المؤسسات المستخدمة بأن تتحقق من األعمال الموكلة‬
‫مجهودا يفوق طاقتهم(‪.)3‬‬
‫ً‬ ‫للنساء و القصر بأن ال تقتضي‬
‫وبالنسبة للمحكوم عليه بعقوبة العمل للنفع العام و الذي كان رهن احبس المؤقت عم ًا‬
‫بأحكام المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 02-02‬تُخصم مدة الحبس المؤقت التي قضاها بحساب ساعتين‬
‫المتبقية من عقوبة الحبس األصلية ُليؤديها عمالً نافعاً‪.‬‬
‫عمل عن كل يوم حبس ثم تستبدل المدة ُ‬

‫‪ -2‬منتصر صفقة‪ ،‬تنفيذ عقوبة العمل لفائدة المصلحة العامة‪ ،‬المعهد األعلى للقضاء‪ ،‬و ازرة اعدل و حقوق اإلنسان‪30،‬‬
‫ديسمبر‪ ،2002‬ص‪.13‬‬
‫‪ -2‬طباش عز الدين‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام بين فكرة الردع و اإلصالح‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسة العدلية للكتاب‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ -3‬انظر‪ :‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 08/11‬المؤرخ في ‪8‬جمادى الثاني عام ‪ 1201‬الموافق ‪29‬يناير‪ 1811‬و المتعلق بالوقاية‬
‫الصحية و األمن و طب العمل‪.‬‬
‫المؤسسة التي‬
‫إثر ذلك ُيصدر القاضي ُمقر اًر بالوضع غير قابل للطعن فيه ُيعين فيه ُ‬
‫تستقبل المعني وكيفية أداء عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬ويجب أن يشمل المقرر على الخصوص‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الهوية الكاملة للمعني‪.‬‬
‫‪ .2‬طبيعة العمل المسند إليه‪.‬‬
‫‪ .3‬التزامات المعني‪.‬‬
‫‪ .2‬رقم المقرر و تاريخ الحكم‪.‬‬
‫المتفق عليه مع‬
‫‪ .2‬عدد الساعات اإلجمالي للهمل و توزيعها وفق البرنامج ألزماني ُ‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .9‬وضعية المحكوم عليه‪ ،‬تجاه الضمان االجتماعي حيض تتم اإلشارة إلى أنه ُم َؤمن أو‬
‫غير ُم َؤمن‪,‬‬
‫المدونة في مقرر الوضع ستنفد‬
‫‪ .8‬التنويه إلى أنه في حالة اإلخالل بااللتزامات و الشروط ُ‬
‫عقوبة الحبس األصلية المحكوم بها عليه‪.‬‬
‫‪ .1‬يذكر على هامش المقرر تنبيه المؤسسة المستقبلة على ضرورة موافاة قاضي تطبيق‬
‫العقوبات ببطاقة مراقبة أداء عقوبة العمل للنفع العام وفق للبرنامج المتفق عليه و تبليغه‬
‫عند نهاية تنفيذها‪ ،‬وكذا إعالمه فو اًر عن كل إخالل من طرف المعني في تنفيذه هذه‬
‫االلتزامات (‪.)1‬‬

‫‪.2‬في حالة عدم امتثال المعني لالستدعاء‪:‬‬

‫المحددين في االستدعاء رغم ثبوت تبليغه‬


‫يحضر المحكوم عليه في التاريخ والوقت ُ‬
‫ُ‬ ‫إذا لم‬
‫وبه ولم يتم تقديم أي مبرر جدي لعدم حضوره منه أو‬
‫يحضر من يمثله أو من َي ُن ُ‬
‫ُ‬ ‫شخصياً‪ ،‬ولم‬

‫‪-1‬المنشور الوزاري رقم‪ ،02‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪36‬‬
‫من قبل أحد أفراد عائلته أو معارفه‪ ،‬يقوم قاضي تطبيق العقوبات بتحرير محضر لعدم المثول‬
‫يتضمن عرض اإلجراءات التي تم اتخاذها وانجازها والمتعلق بتبليغ المعني وعدم حضوره وعدم‬
‫تقديمه لعذر جدي‪ ،‬ويتم إرسال هذا المحضر للنائب العام المساعد الذي يقوم بدوره بإخطار‬
‫مصلحة تنفيذ العقوبات لتتولى باقي إجراءات التنفيذ لعقوبة الحبس األصلية (‪.)1‬‬

‫‪ .3‬الحماية االجتماعية للمحكوم عليه‪:‬‬

‫يخضع العمل للنفع العام في فرنسا فيما يخص إصابات العمل‪،‬وكذا أمراض المهنة‬
‫وقواعد الصحة والسالمة المهنية‪ ،‬وعمل السيدات أثناء الليل ألحكام قانون الضمان االجتماعي‬
‫وكل القواعد القانونية والالئحية الخاصة بالعمل‪ ،‬ويترتب على ذلك أن الدولة تلتزم بتعويض‬
‫المحكوم عليه على األضرار التي تحدث له أثناء التنفيذ وتحل محلهم في حقوقهم وهذا حسب‬
‫نص المادة ‪ 22/131‬من قانون العقوبات الفرنسي(‪.)2‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع الجزائري فقد أشارت المادة ‪ 02‬مكرر‪ 2‬من القانون ‪ 01-08‬إلى أنه‪:‬‬
‫"يخضع العمل للنفع العام لألحكام التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب‬
‫العمل و الضمان االجتماعي"‪ ،‬وهو ما يستلزم حتماً من المشرع الجزائري أن يعامل المحكوم‬
‫عليه بالعمل للنفع العام كما يعامل أي عامل عادي(‪.)3‬‬

‫من خالل ما سبق يتبين لنا بوضوح أنه ال تتوقف سلطة قاضي تطبيق العقوبات في مجال‬
‫عقوبة الع مل للنفع العام على مراقبة مشروعية تطبيق هذه العقوبة البديلة لعقوبة الحبس قصير‬
‫المدة فقط‪ ،‬بل تتعداها ليقف هذا القاضي شخصياً على تطبيق هذه العقوبة وهذاما إال صورة‬
‫نموذجية لإلشراف القضائي الفعلي لقاضي تطبيق العقوبات على التنفيذ العقابي‪.‬‬

‫‪-1‬محمد لمعيني‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام في التشريع العقابي الجزائري‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪ ،2010‬ص‪ .112‬أنظر‪ :‬المادة ‪ 02‬مكرر‪ 2‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد سيف النصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.388‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.118‬‬
‫أ‪ .‬اإلشكاالت المتعلقة بتنفيذ عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫عمالً بأحكام المادة ‪ 02‬مكرر ‪ 3‬من قانون العقوبات الجزائري‪،‬تُعرض جميع اإلشكاالت‬
‫التي يمكن أن تعيق التطبيق السليم لعقوبة العمل للنفع العام على القاضي تطبيق العقوبات‬
‫الذي يمكنه في هذا الصدد اتخاذ أي إجراء للفصل في هذه اإلشكاالت‪ ،‬ال سيما ما تعلق‬
‫بتعديل البرنامج المحدد للعمل كتغيير أيام العمل أو الساعات المحددة وكذا تغيير المؤسسة‬
‫المستقبلة(‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬وقف تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬

‫وفقا ألحكام المادة ‪2‬مكرر‪ 03‬من قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬يمكن لقاضي تطبيق‬
‫العقوبات من تلقاء نفسه أو بطلب من المعني أو من ينوبه‪ ،‬إذ استدعت الظروف الصحية أو‬
‫مقرر بوقف تطبيق العقوبة إلى حين زوال السبب‬
‫العائلية أو االجتماعية للمعني أن ُيصدر ًا‬
‫الجدي‪ ،‬على أن يتم إبالغ كل من النيابة العامة والمعني والمؤسسة المستقبلة و المصلحة‬
‫المكلفة بإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين اتخاذ كل إجراءات‬
‫الخارجية إلدارة السجون ُ‬
‫التحري بمعرفة النيابة العامة للتأكد من صحة هذه المبررات التي استدعت وقف تطبيق‬
‫العقوبة(‪.)2‬‬

‫ج‪ .‬إشعار بانتهاء عقوبة العمل للنفع العام‪:‬‬


‫أ‪ .‬انتهاء عقوبة العمل للنفع العام تلقائي ا بأداء المحكوم عليه اللتزاماته‪:‬‬

‫‪ -1‬محفوظ علي علي‪ ،‬البدائل العقابية للحبس واعادة إصالح المحكوم عليهم‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2009 ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ -2‬ياسين مفتاح‪ ،‬اإلشراف القضائي على التنفيذ العقابي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم الجنائية‪ ،‬تخصص‬
‫‪38‬‬
‫علوم جنائية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2011-2010 ،‬ص‪.121‬‬
‫بعد توصل قاضي تطبيق العقوبات بإخطار المؤسسة المستقبلة بنهاية تنفيذ المحكوم‬
‫عليه اللتزامات التي حددها مقرر الوضع‪ ،‬يحرر إشعار بانتهاء تنفيذ عقوبة العمل للنفع العام‪،‬‬
‫يرسله إلى النيابة العامة لتقوم بدورها بإرسال نسخة منه إلى مصلحة صحيفة السوابق القضائية‬
‫الحكم أو القرار‪ ،‬على أن تلتزم الهيئة التي‬
‫للتأشير بذلك على القسيمة رقم (‪ )01‬وعلى هامش ُ‬
‫يعمل المحكوم عليه بها بمراقبة مدى التزامه بالعمل وكذا احترامه للتوقيت واعداد تقرير القاضي‬
‫مناسبا بشأن استمرار العقوبة من عدمه‬
‫ً‬ ‫المشرف على تنفيذ العقوبات‪ ،‬وذلك التخاذ ما يراه‬
‫أيضا سلوك الشخص داخل المؤسسة في فترات العمل‪ ،‬كما يمكن بالموازاة مع‬
‫وتشمل التقارير ً‬
‫ذلك إخضاع المحكوم عليه لبرنامج إعادة تأهيل إضافي تحت إشراف الجهة المختصة بالتنفيذ‬
‫العقابي (‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬انتهاء عقوبة العمل للنفع العام بسبب إخالل المحكوم عليه بالتزاماته‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 2‬مكرر‪ 02‬من قانون العقوبات الجزائري على ضرورة تنبيه المحكوم عليه‬
‫بعقوبة العمل للنفع العام بأنه في حالة إخالل بااللتزامات المترتبة على هذه العقوبة البديلة فإنه‬
‫ستطبق عليه عقوبة الحبس األصلية‪.‬‬

‫فمما تقدم‪ ،‬يتبين بأنه تنتهي عقوبة العمل للنفع العام تلقائيا عند إنهاء المحكوم عليه‬
‫التزاماته‪ ،‬كما تنتهي أيضا بمجرد عدم امتثاله لالستدعاء المتعلق بتطبيق عقوبة العمل للنفع‬
‫جدًيا عن غيابه(‪ ،)2‬فأي‬
‫العام‪ ،‬بحيث إذا تأخر عن الحضور بعد تبليغه شخصيا ولم ُيقدم عذ ار ّ‬
‫إخالل من المحكوم عليه بااللتزامات الواردة في مقرر الوضع الذي أصدره قاضي تطبيق‬
‫العقوبات ألي سبب كان كأن يرفض العمل دون مسوغ مقبول أوال يلتحق أصالً بالمؤسسة المعين‬
‫فيها أو يأتي جريمة أثناء أداء عقوبة العمل للنفع العام(‪ ،)3‬يقوم قاضي تطبيق العقوبات بتبليغ‬

‫‪ -1‬عثمانية لخميسي‪ ،‬السياسة العقابية في الجزائر على ضوء المواثيق الدولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.329‬‬
‫‪ -2‬طباش عز الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫االجتماعية إلعادة إدماج المحبوسين‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الهدى‪،‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -3‬سائح سنقوقة‪ ،‬قاضي تطبيق العقوبات أو المؤسسة‬
‫الجزائر‪،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫النائب العام المساعد والذي يقوم بتعديل قسيمة السوابق القضائية رقم(‪ )01‬الخاصة بالمعني‪،‬‬
‫ثم يقوم بإرسالها لمصلحة تنفيذ العقوبات لتنفيذ عقوبة الحبس األصلية عليه مع اإلشارة إلى ذلك‬
‫على هامش القرار أو الحكم القضائي و يعتبر ذلك تطبيقًا للمادة ‪2‬مكرر‪ 02‬من قانون العقوبات‬
‫الجزائري(‪.)1‬‬

‫والسؤال الذي يتبادر إلى األذهان في هذا الصدد حول تمكين المحكوم عليه من إجراءات‬
‫العفو في حالة إخالله بالتزامات العمل للنفع العام؟‬

‫مؤخر أخذ بعين االعتبار هذه اإلشكالية‬


‫ًا‬ ‫واجابة على هذا السؤال نجد أن المشرع الجزائري‬
‫المادة ‪ 8‬منه على حرمان المحكوم‬
‫ّ‬ ‫كان آخرها المرسوم الرئاسي رقم ‪ 18/12‬الذي نص في‬
‫عليه المخل بالتزامات عقوبة العمل للنفع العام من االستفادة من إجراءات العفو(‪.)2‬‬

‫و المالحظ من دراسة عقوبة العمل للنفع العام هو مساهمة المجرم في اختيار هذه العقوبة‪،‬‬
‫المجتمع المدني في القيام بعملية التأهيل‪ ،‬ومن جهة أخرى فهي تُبقي على‬
‫كما أنها تُشرك ُ‬
‫الجاني في وسطه االجتماعي و تحافظ على الترابط األسري‪.‬‬

‫تماشيا‬
‫ً‬ ‫النظم المقارنة‪،‬‬
‫لقد إنتهج المشرع الجزائري في َسنه لعقوبة العمل للنفع العام نهج ُ‬
‫مع التطور الذي يشهده القانون الجنائي لما لها من إيجابيات على المحكوم عليهم وعلى الدولة‬
‫والمجتمع من جهة أخرى‪ ،‬باعتباره أحد األنظمة الناجحة في إصالح واعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫للمحكوم عليهم ورغبته في التقليل من مساوئ العقوبة السالبة للحرية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد لخضر بن سالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬بلغالم رقية‪ ،‬آليات إنفاذ العقوبة البديلة في ظل التشريع الجزائري"عقوبة العمل للنفع العام"‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،2018-2019،‬ص‪.20‬‬
‫الماستر‪ ،‬تخصص قانون جنائي لألعمال‪ ،‬جامعة العربي بن‪40‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبة اإلفراج المشروط‬

‫ُيعد اإلفراج المشروط أحد أساليب المعاملة العقابية الحديثة التي تسعى إلى‬
‫تحقيق أغراض العقوبة في إصالح المحكوم عليه و تربيته وتأهيله اجتماعيا‪ .‬ويستمد‬
‫اإلفراج المشروط تسميته من طبيعته‪ ،‬أي اإلفراج عن المحبوس المحكوم عليه بعقوبة‬
‫سالبة للحرية يخضع اللتزامات وشروط مسبقة تفرض عليه حتى يتسنى له االستفادة‬
‫من هذه اآللية‪ .‬إال أن تشريعات الدول اختلفت فيما بينها في تحديد مفهوم هذا النظام‬
‫فبعضها تبنت تعريفه من خالل نصوصها القانونية وذلك لدرء أي إشكال أثناء تطبيقه‪،‬‬
‫في حين البعض اآلخر لم تقم بذلك سيما التشريع الجزائري‪ ،‬لذلك سوف نحاول تحديد‬
‫مفهوم اإلفراج المشروط من خالل القوانين المقارنة والفقه وذكر خصائصه وطبيعته‬
‫القانونية في المطلب األول و ذكره أهم شروطه و آثاره القانونية في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية اإلفراج المشروط‬

‫تأثر المشرع الجزائري بأحكام اإلفراج المشروط في التشريع الفرنسي سواء بالنسبة‬
‫(‪)1‬‬
‫أو بعد استحداث األحكام القانونية الخاصة به في القانون رقم‬ ‫لألمر ‪02-82‬‬
‫‪ ،)2(02-02‬لذا يفرض التطرق لمفهوم اإلفراج المشروط من الناحية اللغوية (الفرع‬
‫األول) و الناحية االصطالحية(الفرع الثاني) والكشف عن مراحل ظهوره (الفرع الثالث)‬
‫ومن ثم الطبيعة القانونية (الفرع الرابع) وأخي ار خصائصه(الفرع الخامس)‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم‪ 02/82:‬المتضمن قانون السجون و إعادة تربية المساجين‪ ،‬المؤرخ في ذي الحجة عام ‪ 1381‬الموافق ‪10‬‬
‫فبراير‪ ،1882‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬فبراير‪.1882‬‬
‫‪ - 2‬القانون ‪ ،02-02‬المؤرخ في ‪ 9‬فبراير‪ ،2002‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم ‪ 12‬لسنة ‪.2002‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي‪:‬‬

‫إفراج مصدر أفرج‪ :‬أفرج عن‪ ،‬يفرج‪ ،‬إفراجا فهو مفرج‪.‬‬

‫إفراج عن الشيء‪ :‬أفرج عن الشخص أطلق سراحه‪ ،‬خي سبيله إفراج دائم‪ ،‬لم تلحقه‬
‫متابعة‪.‬‬

‫اإلفراج الجزئي‪ :‬اإلفراج عن جزء من الرهن المقدم كضمان في حالة وفاء المدين ببعض‬
‫الشروط‪.‬‬

‫إفراج شرطي‪ :‬يتوقف على شرط(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫يتضح من الجانب الفقهي أن الفقه أورد عدة تعاريف حول هذا النظام‪ ،‬فقد عرف بأنه‪:‬‬

‫تعريف أحسن بوسقيعة‪" :‬اإلفراج المشروط نظام يسمح بإخالء سبيل المحكوم عليه الموقوف‬
‫قبل انقضاء العقوبة المحكوم بها عليه‪ ،‬وذلك تحت شروط"(‪.)2‬‬

‫ويعرفه أحمد شوقي أبو خطوه بأنه‪" :‬نظام يتم بمقتضاه اإلفراج عن المحكوم عليه بعقوبة سالبة‬
‫للحرية قبل أن تنقضي كل المدة المحكوم بها عليه‪ ،‬على أن يلتزم بشروط لهذا اإلفراج فإذا‬
‫انتهت المدة دون أن يخل المحكوم عليه بشروط اإلفراج فإنه يكون قد استوفى مدة العقوبة كاملة‬

‫‪ -1‬المعاني لكل رسم معنى‪،‬معنى اإلفراج في معجم المعاني الجامع‪ ،‬معجم عربي‪-‬عربي ‪ ،‬تاريخ االضطالع‬
‫‪، 2018/02/30‬على الساعة‪18:23‬‬
‫‪/‬إفراج‪http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/‬‬
‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة‪42‬الثالثة عشر‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪، 2003‬ص‪.283‬‬
‫نهائيا‪ ،‬أما إذا تبث مخالفته لهذه الشروط أُلغي اإلفراج وأُعيد المحكوم‬
‫و يصبح اإلفراج بالتالي ً‬
‫المتبقية من العقوبة"(‪.)1‬‬
‫لتنفيذ المدة ُ‬

‫ويذهب إسحاق إبراهيم منصور إلى تعريفه بأنه‪":‬إخالء سبيل المحكوم عليه الذي قضى فترة‬
‫معينة من العقوبة قبل انقضاء مدة العقوبة كاملة تحت شرط ان يسلك ُسلو ًكا حسنناً أثناء وضعه‬
‫تحت المراقبة واالختبار"(‪.)2‬‬

‫في حين عرفه فرانسوى ستيتشال"‪" :"françois teatchele‬وقف تنفيذ المدة المتبقية من‬
‫العقوبة السالبة للحرية مصحوب بإجراءات الرقابة والمساعدة ُيمنح للمحكوم عليه في حالة‬
‫احترامه لبعض الشروط" (‪.)3‬‬

‫ومن خالل هذه التعريفات يمكن القول إجماالً بان اإلفراج المشروط هو نظام يسمح بإخالء‬
‫تحسن‬
‫سبيل المحكوم عليه المحبوس لعقوبة سالبة للحرية قبل انقضاء مدة عقوبته إذ تبين ُ‬
‫سلوكه أثناء تواجده بالمؤسسة العقابية وذلك بشروط تتمثل في التزامات خالل المدة المتبقية من‬
‫العقوبة وفي حالة إخالله االلتزامات يتم إرجاعه إلى المؤسسة العقابية نظ اًر لعدم الوفاء بها‪.‬‬
‫وتختلف تسمية اإلفراج المشروط من دولة إلى أخرى‪:‬‬

‫‪ :Libération conditionnelle ‬وهذه التسمية معمول بها في فرنسا‪.‬‬


‫‪ ‬تدبير احترازي‪ :‬وهي تسمية معول بها في كل من سوريا و لبنان واألردن والعراق‪.‬‬
‫‪ ‬تدبير وقائي‪ :‬وهي تسمية معول بها في ليبيا و الكويت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف التشريعي‪:‬‬

‫‪ -1‬علي عز الدين الباز علي‪ ،‬نحو مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،2019 ،‬ص‪.321‬‬
‫‪ -2‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬موجز في علم العقاب واإلجرام‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،1881 ،‬‬
‫ص‪.212‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -3‬عمر خوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫تسعى المؤسسات العقابية نحو تحقيق أهدافها إلعادة إدماج المجرمين وتأهيلهم اجتماعيا‬
‫وذلك من خالل تطبيق اإلفراج المشروط‪ ،‬وهو ما جعل أغلب التشريعات الجنائية تُدرجه كأحد‬
‫أساليب الجنائية الحديثة‪ ،‬وتضمن أحكامه في قوانينها لإلجراءات الجنائية أو فوانين العقوبات‬
‫أو قوانين السجون‪.‬‬

‫ففي فرنسا تنظم أحكام اإلفراج المشروط المواد‪ 833-828‬من قانون اإلجراءات جنائية‬
‫المعدل بقانون يناير ‪ ،1883‬ويونيو ‪،2000‬‬
‫ّ‬ ‫معدلة بقانون ‪ 1880‬وقانون ‪ 28‬ديسمبر‪1882‬‬
‫ّ‬
‫حيث ينظُر إلى اإلفراج المشروط باعتباره أحد تدابير المعاملة االجتماعية للمحكوم عليه‪ ،‬والذي‬
‫اجتماعيا(‪ ،)1‬لم ُيعرف اإلفراج المشروط بل اكتفى بالغاية‬
‫ً‬ ‫مهمة تُسهم في تأهيله‬
‫قدم له ضمانة ّ‬
‫ُي ّ‬
‫منه من خالل المادة ‪ 828‬التي تصت على‪" :‬اإلفراج المشروط يهدف إلى إعادة إدماج المحكوم‬
‫عليهم والوقاية من العود"(‪.)2‬‬

‫وفي التشريع المصري‪ ،‬تُنظم أحكام اإلفراج المشروط في قانون السجون المصري الحالي‬
‫رقم ‪ 389‬الذي صدر بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1829‬حيث تناولته المواد من ‪ 22‬إلى ‪، 92‬وكذا‬
‫المادة‪ 92‬مكرر ( أ ) من قانون تنظيم السجون المصري التي أضيفت بموجب التعديل الذي‬
‫صدر على هذا القانون سنة ‪ ،1818‬والتي تحظر اإلفراج المشروط على المحكوم عليه في‬
‫يعد اإلفراج‬
‫بعض الجنايات المنصوص عليها في هذا القانون‪ .‬على أن المشرع المصري ّ‬
‫المشروط بمثابة منحة تقدم للمحكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية إذا إلتزم السلوك القويم أثناء‬
‫إيداعه المؤسسة العقابية(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬إسمهان عبد الرزاق‪ ،‬اإلفراج المشروط ومدى اعتماد الخطورة اإلجرامية كمعيار للحكم به‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫العدد‪ ،38‬جوان‪،2013‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -2‬زياني عبد اهلل‪ ،‬اإلفراج المشروط في قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬مجلة حقوق اإلنسان و‬
‫ان ‪ ،2018‬ص‪.121‬‬ ‫الحريات العامة‪ ،‬العدد ‪،2‬محمد بن أحمد ‪،‬جامعة وهران‪ ،2‬جو‬
‫‪44‬‬
‫‪ -3‬محمد عيد الغريب‪ ،‬اإلفراج الشرطي في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪،‬د‪.‬ط‪ ،‬القاهرة‪ ،1882 ،‬ص‪.28‬‬
‫و قد عرفه قانون المرافعات الجنائية المصري في مادته ‪ 1282‬بـ‪" :‬إطالق المحكوم عليه‬
‫مقيدا بشروط تتمثل في التزامات تُعرض‬
‫مدة عقوبته إطالقًا ً‬
‫بعقوبة مقيدة للحرية قبل انقضاء كل ّ‬
‫عليه وتُقيد حريته وتعلق هذه الحرية على الوفاء يتلك االلتزامات"(‪.)1‬‬

‫أما التشريع الجزائري وبالرجوع إلى قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫للمحبوسين‪ ،‬وهو القانون رقم ‪ 02-02‬الصادر بتاريخ ‪ 09‬فبراير ‪ ،2002‬وذلك في الباب‬
‫إبتداءا من المادة ‪ 132‬إلى المادة ‪ 120‬منه‪ ،‬وهذا بعد أن سبق‬
‫ً‬ ‫السادس‪ ،‬الفصل الثالث‪،‬‬
‫واعتنقها األمر ‪ 02-82‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ 1882‬الذي يتضمن قانون تنظيم السجون‬
‫واعادة تربية المساجين(‪ .)2‬نجد بأن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى تعريف اإلفراج المشروط‪،‬‬
‫بل اكتفى بالنص من الغاية منه و بذكر الشروط المطلوبة االستفادة منه(‪.)3‬‬

‫بالرجوع إلى قانون اإلجراءات الجنائية نجد المشرع الفرنسي ينظر إلى اإلفراج المشروط‬
‫باعتباره أحد تدابير المعاملة االجتماعية للمحكوم عليه والذي ُيقدم له ضمانة هامة تُساهم في‬
‫تأهيله اجتماعيا‪.‬‬

‫قدم إلى المحكوم عليه بعقوبة‬


‫بينما التشريع المصري اعتبر اإلفراج الشرطي بمثابة منحة تُ َ‬
‫سالبة للحرية إذا إلتزم السلوك القويم أثناء إيداعه المؤسسة العقابية‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري لم يعتبر اإلفراج المشروط حقًا مكتسبا للمحبوس وانما اعتبره مكافأة‬
‫تأديبية لهذا المحبوس الذي أظهر ضمانات جدية الستقامته وحسن سيرته وسلوكه‪ ،‬متى توافرت‬
‫فيه شروط معينة حددها القانون(‪.)4‬‬

‫‪-1‬زياني عبد اهلل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪ -2‬األمر رقم ‪ ،02-82‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬مغزي حب اهلل حسن‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون‬
‫بسكرة‪ ،2012-2012 ،‬ص ‪.12‬‬
‫جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪45،‬‬
‫‪ -2‬ياسين بوهنتالة أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التطور التاريخي و التشريعي لنظام اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫اإلفراج المشروط فكرة قديمة ترجع أصولها إلى فكرة العفو ويرجع ظهورها إلى العديد من‬
‫‪Gabriel‬‬ ‫المفكرين‪ .‬منهم "جيريمي بتنام" ‪ "Jeremy Bentham‬و "هنري غابريا ل "‬
‫‪.)1("Henri‬‬

‫وفي منتصف القرن ‪ 18‬نادى مارسيني بالغرض األساسي من العقوبة هو إصالح المحكوم‬
‫عليه واعادة تأهيله وعلى هذا األساس نشأت فكرة اإلفراج المشروط أو التحضيري(‪.)2‬‬

‫يعود تاريخ ظهوره ألول مرة في إنجلت ار عام ‪ 1103‬لتتبناه بهد ذلك العديد من الدول‬
‫كفرنسا في ‪ 12‬أوت ‪ ،1112‬ثم إنتقل بعد ذلك إلى البرتغال‪ ،‬ألمانيا و إيرلندا‪ ،‬وانتشر هذا‬
‫النظام في تشريعات عدة دول‪.‬‬

‫أما بالنسبة للدول العربية فقد عرفته مصر باألمر الصادر ‪ ،1188/12/23‬وعرفته الجزائر‬
‫ألول مرة سنة ‪ 1882‬من خالل األمر رقم ‪ 02/82‬الملغى بالقانون رقم ‪ 02-02‬المؤرخ فيف‬
‫‪ 9‬فبراير ‪.)3(2002‬‬

‫أوال‪ :‬التطور التشريعي لإلفراج المشروط في فرنسا ‪:‬‬

‫ُعرف نظام اإلفراج المشروط في فرنسا منذ إق ارره بقانون ‪ 1112/01/12‬عدة تعديالت‬
‫يجيا وكان ذلك عبر عدة‬
‫تبعا لتطور التشريع العام‪ ،‬فقد بدأ هذا النظام يعرف انطالقته تدر ً‬
‫ً‬
‫مراحل‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬مفهوم اإلفراج المشروط في القانون دراسة مقارنة‪ ،‬د‪،‬ط‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -2‬معافة بدر الدين‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬د‪.‬ط‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪46‬ولى‪ ،‬دار المطبوعات الجامعيةـ ‪ ،2011‬ص‪.212‬‬
‫‪ -3‬فتوح عبد اهلل شادلي‪ ،‬علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬الطبعة األ‬
‫المرحلة األولى‪ :‬نظام اإلفراج المشروط فيما بين ‪1881‬إلى ‪:1442‬‬

‫كان قانون أوت ‪ 1112‬هو مظهر تشريعي في فرنسا إلقرار نظام اإلفراج المشروط إال‬
‫تبعا لطبيعة العقوبة‪ ،‬إال أنه‬
‫أنه لم يكن ذا نطاق عام فهو وان كان يميز بين المحكوم عليهم ً‬
‫نص على أن تطبيق اإلفراج المشروط يقتصر على فئة معينة من المحكوم عليهم الذين ينفذون‬
‫عقوباتهم في مؤسسات عقابية في فرنسا والجزائر قبل االستقالل‪.‬‬

‫أما المحكوم عليهم الذين ينقذون عقوبات األشغال الشاقة في المستعمرات فقد ظلوا‬
‫خاضعين لنظام الحرية المؤقتة‪ ،‬الذي كان قد أنشئ بقانون سنة ‪ 1122‬و‪.)1(1183‬‬

‫وفي يوم ‪ 1112/01/12‬من نفس السنة تقرر مكافأة المحكوم عليه بناءا على حسن‬
‫سيراته و سلوكه داخل المؤسسة العقابية بمقتضاه تُختصر مدة العقوبة ويتم اإلفراج هن المحكوم‬
‫عليه و إعادته إلى المجتمع بمساعدة جمعيات الرعاية و تحت الرقابة الجادة لإلدارة العقابية(‪.)2‬‬

‫ولكن تطبيق اإلدارة العقابية لهذا النظام أدى بعد عدة سنوات إلى تطوير النظام إلى وسيلة‬
‫إنقاص جزئي" ‪ "Remise Partielle‬للعقوبة من نفس طبيعة العفو‪ ،‬وكان أولى أن يكون وسيلة‬
‫وقاية من العود‪ .‬هكذا تحول اإلفراج المشروط بيد السلطة التنفيذية إلى وسيلة تعديل حكم اإلدانة‬
‫باختصار مدة العقوبة التي قررها‪ ،‬وذلك مراعاة للظروف المخففة ‪ ،‬ومن ناحية أخرى أدى‬
‫التطبيق العملي لقانون ‪ 12‬أوت ‪ 1112‬إلى تطوير آخر فيما يتعلق بوسيلة إثبات إصالح‬
‫المحكوم عليه في القانون ُيفرج عنه أيا كانت درجة إصالحه‪.‬‬

‫شرطيا في الواقع يتمتع بالحرية الكاملة عقب اإلفراج‬


‫ً‬ ‫ومن جانب آخر كان المفرج عنه‬
‫عنه ولم يكن ُيفرض عليه أي قيود أو التزامات وال يخضع رقابة السلطة العامة باستثناء تعيين‬

‫‪ -1‬معافة بدر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -2‬عمايدية مختارية‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير‪،‬‬
‫تخصص مؤسسات و نظم عقابية‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬سعيدة‪ ،2012-2012 ،‬ص‬
‫‪47‬‬
‫‪.22‬‬
‫متصور تقر ًيبا إال إذا ارتكب المفرج‬
‫ًا‬ ‫محل اإلقامة‪ ،‬وبالتالي فإن إلغاء اإلفراج المشروط لم يكن‬
‫عنه جريمة وصدر ضده حكم جديد باإلدانة‪.‬‬

‫أصبح تطبيق اإلفراج المشروط بعد سنة ‪ 1822‬على فئة المجرمين المبتدئين بشرط تقديم‬
‫ما يثبت أنهم سيحصلون على عمل يعيشون منه بعد اإلفراج عنهم‪.‬‬

‫وهكذا تطور األمر فبعد أن كان اإلفراج المشروط وسيلة منع العود في سنة ‪ 1112‬أصبح‬
‫وسيلة للتشجيع على اإلجرام و يرجع السبب في ذلك إلى اإلفراج على المحكوم عليه بدون أي‬
‫التزامات أو شروط م م أدى إلى تمتع المحكوم عيه بمكافأة ال يستحقها‪ ،‬األمر الذي لم يحقق‬
‫غرض العقوبة في الردع إضافة إلى ذلك عدم منح اإلفراج المشروط للمجرمين العائدين وهم‬
‫الذين أنشئ لهم أصالً هذا النظام(‪.)1‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬نظام اإلفراج المشروط منذ سنة ‪:1442‬‬

‫منذ عام ‪ 1822‬ظهرت حركة جديدة تهدف إلى أن يمتد نطاق اإلفراج المشروط إلى فئة‬
‫جديدة من المحكوم عليهم المنفيين‪ ،‬الذين ينفذون عقوباتهم األصلية بعد ثلث سنوات تسري من‬
‫يوم الذي يبدأ فيه حساب النفي‪ ،‬كما إمتد تطبيقه غلى المحكومة عليهم العسكريين و المحكوم‬
‫عليهم باألشغال الشاقة المؤقتة بالقانون الصادر في ‪ 1821/08/02‬بينما ظل المحكوم عليهم‬
‫بالمؤبد خارج نطاق التطبيق هكذا أصبح يطبق على جميع المحكوم عليهم دون تمييز(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬التطور التشريعي لإلفراج المشروط في التشريع المصري‪:‬‬

‫أُدخل اإلفراج الشرطي في التشريع المصري ألول مرة بالمر العالي الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1188/12/23‬الذي ُيعد أول تشريع للسجون في مصر‪ ،‬ثم أدمج في الئحة السجون الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 1801/02/08‬في المواد من ‪ 89‬إلى ّ‪ ،103‬ولما صدرت الئحة السجون في سنة‬
‫‪ 1828‬تضمنت أحكام اإلفراج المشروط في المواد ‪ 83‬إلى ‪ 13‬منها‪ ،‬وبصدور قانون اإلجراءات‬

‫‪ -1‬معافة بدر الدين المرجع السابق‪ ،‬ص ‪-22‬ص‪. 22‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪48‬‬
‫الجزائية رقم ‪ 12‬لسنة ‪ُ 1820‬نظمت المواد من ‪ 201‬إلى ‪ 202‬أحكام هذا النظام‪ ،‬وبذلك‬
‫صارت أحكامه مشته بين مجموعة من القوانين‪.‬‬

‫و لكن تم تجميع هذه الحكام في قانون واحد بصدور قانون تنظيم السجون بالقانون رقم‬
‫‪ 389‬ل سنة ‪ 1892‬في المواد من ‪ 22‬غلى ‪ 92‬منه‪ ،‬ألغيت بذلك أحكام اإلفراج الشرطي التي‬
‫سبق النص عليها في غير ذلك من التشريعات(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬التطور التشريعي لإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪:‬‬

‫لم يصل اإلفراج المشروط في المنظومة العقابية بالجزائر بالشكل الذي هو عليه اليوم في‬
‫بعدة م ارح عرف خاللها تطو اًر‬
‫مر ّ‬‫القانون ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ ،2002/02/09‬غال بعد ان ّ‬
‫بدءا من العهد االستعماري حيث كانت الجزائر خاللها مستعمرة فرنسية يسري عليها‬
‫ملحوظاً‪ً ،‬‬
‫قانون العقوبات الفرنسي ولقد ميز هذه المرحلة تطبيق عدة أنظمة عقابية مختلفة طُبق من‬
‫خاللها القانون الفرنسي‪ .‬إن قانون ‪ُ 1112/08/12‬يعتبر أو مظهر تشريعي لقرار نظام اإلفراج‬
‫المشروط في النظام العقابي الفرنسي‪ ،‬أي تقر ًيبا بعد ‪ 22‬ستة من التواجد االستعماري الفرنسي‬
‫بالجزائر‪.‬‬

‫معلنا عن إنشاء لجنة استشارية‬


‫ألجل ذلك صدر المر المؤرخ في ‪ 1823/02/20‬بالجزائر ً‬
‫لإلفراج المشروط إال أن هذا المر سرعان ما أُلغي بمقتضى األمر المؤرخ في ‪1823/10/02‬‬
‫المتعلق بتنظيم وتحديد مهام لجنة اإلفراج المشروط طبقا للمادة ‪ 02‬منه‪ ،‬وفي هذا الصدد يعيد‬
‫إلغاء أمر ‪ 1823/02/20‬من أكبر األخطاء المرتكبة(‪ ،)2‬وتجدر اإلشارة إلى أنه لم يستفيد‬
‫المحكوم عليهم لنظام اإلفراج المشروط في هذه الفترة االستعمارية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد المشهداني‪ ،‬أصول علم اإلجرام و العقاب في الفقهي الوضعي و اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الدار العلمية‬
‫الدولية و دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2002 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬بوكروج عبد المجيد‪ ،‬اإلفراج المشروط في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم القانونية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬بن‬
‫‪49‬‬
‫يوسف بن خدة‪ ،1883 ،‬ص ‪.29‬‬
‫ولقد استمر العمل بقانون العقوبات الفرنسي بعد االستقالل إلى غاية صدور قانون العقوبات‬
‫عدة قوانين‪،‬‬
‫الجزائري بموجب األمر ‪ 129/99‬المؤرخ في ‪ 1899/09/01‬الذي تاله صدور ّ‬
‫وما يهمنا منها قانون تنظيم السجون واعادة تربية المساجين الصادر بموجب األمر رقم ‪02/82‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1882/02/10‬الذي تضمن في ديباجته المبادئ التي تقوم عليها السياسة العقابية‬
‫في الجزائر و تحديداً في الفصل الثاني من الباب الثالث في المواد من ‪ 188‬إلى ‪.182‬‬

‫وتنفيذا لق اررات اإلفراج المشروط صدر المرسوم رقم ‪ 38/82‬المؤرخ في ‪1882/02/01‬‬


‫المتعلق بإجراءات تنفيذ الق اررات الخاصة باإلفراج المشروط و لقد اعتبر المشرع آنذاك اإلفراج‬
‫المشروط تدبي اًر اختياريا من اختصاص وزير العدل حافظ األختام وحده(‪.)1‬‬

‫و مع تسارع التطورات التي شهدها المجتمع الجزائري خاصة مع تشكل سياق دولي جديد‪،‬‬
‫صدر القانون رقم ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 2002/02/29‬و الذي يهدف إلى تكريس مبادئ وقواعد‬
‫إلرساء سياسة عقابية تجعل من تطبيق العقوبات وسيلة لحماية المجتمع بواسطة إعادة التربية‬
‫و اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬

‫ومن بين آليات إعادة التربية التي أعاد تفعيلها و تدعيمها نظام اإلفراج المشروط و أدخل‬
‫عليها عدة تعديالت جوهرية أهمها تدعيم صالحيات قاضي تطبيق العقوبات بتنويله سلطة اتخاذ‬
‫قرار اإلفراج المشروط بعدما كان يقتصر على وزير العدل‪ .‬وفي تطور آخر لتشريع السجون‬
‫شرطيا عن المحبوسين ألسباب‬
‫ً‬ ‫في الجزائر سمح المشرع والعتبارات إنسانية إمكانية اإلف ارج‬
‫صحية تتنافى وبقاءهم في حالة سلب الحرية (‪.)2‬‬

‫ولقد استكمل المشرع الجزائري اصطالحاته بتأسيس هياكل و مؤسسات الدفاع االجتماعي‬
‫التي ستتولى تنفيذ أهداف قانون تنظيم السجون بصفة عامة‪ ،‬و اإلفراج المشروط بصفة خاصة‬

‫‪ -1‬معافة بدر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91-90‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ ،121‬من قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪50‬‬
‫و يتعلق األمر بكل من لجنة تطبيق العقوبات واللجنة الو ازرية المشتركة لتنسيق نشاطات إعادة‬
‫و المصالح الخارجية إلدارة السجون(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تربية المحبوسين و إعادة إدماجهم االجتماعي‬

‫كانت هذه آخر التطورات التي عرفها نظام اإلفراج المشروط في الجزائر والتي استعاد بها‬
‫هذا النظام مكانته في السياسة العقابية نظ اًر لدوره الفعال في مكافحة ظاهرة العود و التقليل من‬
‫تزايد معدالت اإلجرام‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطبيعة القانونية لإلفراج المشروط‬

‫شهدت التشريعات العقابية الحديثة جدالً كبي اًر حو التكييف القانوني لإلفراج المشروط لذلك‬
‫اختلفت بدورها في تكييف هذا النظام بحسب السلطة التي لها صالحية تقرير اإلفراج سواء كانت‬
‫المتبع في كل دولة‪.‬‬
‫السلطة اإلدارية أم القضائية‪ ،‬وذلك بحسب التنظيم العقابي ُ‬

‫ولقد ثار خالف بين فقهاء الفكر العقابي المعاصر وانقسموا بصدد ذلك إلى اتجاهين‪:‬‬

‫االتجاه األول‪ :‬اإلفراج المشروط عمل إداري‪:‬‬

‫يعتبر أنصار هذا االتجاه أن اإلفراج المشروط عمل إداري ألنه في حقيقته يعدل من‬
‫المعاملة العقابية وفق ما يط أر على شخصية المحبوس من تطور‪ ،‬هذا التعديل في أسلوب‬
‫المعاملة العقابية يعني أن برامج المعاملة داخل المؤسسة العقابية قد استنفذت أغراضها بالنسبة‬
‫للمحبوس‪ ،‬وبالتالي أصبحت الحاجة ُملحة إلى معاملة جديدة تُكمل األولى و تُمهد للحرية‬
‫الكاملة‪ ،‬تختص بتقديرها سلطات يخولها القانون ذلك وفقًا العتبارات المصلحة العامة وبعيدا‬
‫عن اعتبارات المكافأة أو الشفقة‪ ،‬وقد أخذ بهذا االتجاه التشريع المصري الذي جعل سلطة‬
‫المدير العام للسجون‪.‬‬
‫الوضع في نظام اإلفراج المشروط من اختصاص ُ‬

‫للمحبوسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،9‬ص‪.8‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -1‬المادة ‪ 21‬والمادة ‪ ،22‬من قانون تنظيم السجون و إعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫‪ -2‬المادة ‪ ،113‬من قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪51‬‬
‫كما أعطت المادة ‪ 93‬الفقرة ‪ 3‬من قانون تنظيم السجون المصري سلطة النظر في الشكوى‬
‫مناسبا فاإلفراج الشرطي في القانون المصري‬
‫ً‬ ‫قدم بشأن اإلفراج تحت الشرط و اتخاذ ما يراهُ‬
‫التي تُ َ‬
‫يعتبر ذو طابع إداري (‪.)1‬‬

‫أما التشريع الجزائري و بموجب القانون ‪ 02-02‬أسند تقرير اإلفراج المشروط إلى وزير‬
‫العدل و قاضي تطبيق العقوبات كل في ُحدود اختصاصه‪.‬‬

‫حيث كان الوضع غير ذلك في األمر رقم ‪ 02-82‬إذ كان وزير العدل ينفرد بهذا‬
‫االختصاص(‪ ،)2‬أما التشريع الفرنسي فقد أثارت ق اررات قُضاة تطبيق العقوبات نقا ًشا بالخصوص‬
‫أنها ال تخضع ألي رقابة من قُضاة أعلى أو قُيود‪ ،‬فضالً عن بغض الق اررات غير المعنيين بها‬
‫أثارت صدى لدى الرأي العام مما أدى بالبعض من الفقه الفرنسي إلى التساؤل حول الطبيعة‬
‫القانونية لق اررات قاضي تطبيق العقوبات(‪.)3‬‬

‫تبعا لذلك ذهب مجلس الدولة الفرنسي إلى أن ق ارراته تُعد ق اررات إدارية أما الفقه الفرنسي‬
‫ً‬
‫الحكم الجنائي إضافة إلى أنه ُيجرب‬
‫فجانب منه ذهب إلى أن هذا القاضي يعتدي على حجية ُ‬
‫مناسبا لسلوك المحبوس وبالتالي ُيعتبر سلطة قضائية حقيقية‬
‫ً‬ ‫تبعا للتقدير الذي يراه‬
‫ذلك ً‬

‫بحكم قربها من المحبوس واتصالها‬


‫يستند أنصار تكييف اإلفراج المشروط على ن اإلدارة ُ‬
‫المستمر به‪ ،‬فإن ذلك يسمح لها بتقدير مدى استعداده لالستفادة من برامج اإلفراج المشروط‪،‬‬
‫إضافة إلى ما تتوفر عليه اإلدارة العقابية من موظفين أكفاء يكونون على دراية كافية بالمسائل‬
‫الفنية في معاملة المحبوسين(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬عمر خوري‪ ،‬اإلفراج المشروط كوسيلة إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية‬
‫و السياسية‪ ،‬العدد األول‪ ،2008،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ ،122 .121‬من قانون تنظيم السجون واعادة إدماج المحبوسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫جامعة نايف العربية لعلوم األمنية‪ ،‬ص‪.81-80‬‬
‫‪ -‬محمد عيد الغريب‪ ،‬أثر تخصص المحاكم في األحكام‪52 ،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -4‬معافة بدر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫االتجاه الثاني‪ :‬اإلفراج المشروط عمل قضائي‪:‬‬

‫إن القول أن أإلفراج المشروط عمل إداري معناه انتهاك القوة التنفيذية للحكم القضائي و‬
‫يعدل فيه من حيث مدة العقوبة والمساس بالحكم القضائي ال يمكن قبوله من غير القضاء وذلك‬
‫اما لمبدأ الفصل بين السلطات من جهة واقرار لقيمة العمل القضائي من جهة ثانية (‪.)1‬‬
‫احتر ً‬

‫إن اعتبار اإلفراج المشروط عمل قضائي يعد أكبر ضمان لحماية حقوق المحبوس لما‬
‫تتميز به السلطة القضائية من الحياد وعدم تأثرها بأي ضغط‪ ،‬كما أن تقريرها لإلفراج المشروط‬
‫ال يتمك إال بعد دراسة تطور شخصية المحبوس ودرجة خطورتها عن طريق االستعانة بالفنيين‬
‫و الخبراء(‪.)2‬‬

‫تكريسا لهذا االتجاه قرر المشرع الجزائري بموجب القانون ‪ 02-02‬إعطاء ُبعد جديد‬
‫العقوبات مع‬
‫المتمثلة في قاضي تطبيق ُ‬
‫لنظام اإلفراج المشروط وذلك بإشراك السلطة القضائية ُ‬
‫المتمثلة في وزير العدل‪ ،‬حيث خوله سلطة منحه لكل محبوس بقي على‬
‫السلطة المركزية ُ‬
‫انقضاء عقوبته ‪ 22‬شه اًر و توافرت فيه الشروط القانونية(‪.)3‬‬

‫أما المشرع الفرنسي منذ سنة ‪ 2000‬اعترف باإلشراف الكامل للسلطة القضائية على نظام‬
‫اإلفراج المشروط حيث أسند االختصاص إلى جهة قضائية يطلق عليها اسم "المحكمة الجهوية‬
‫لإلفراج المشروط" وهي محكمة ال تتأسس إال بعد طلب رأي لجنة تطبيق العقوبات(‪ ،)4‬مع اإلبقاء‬
‫ضارب في اآلراء بين الفقه و التشريعات‬
‫على اختصاص قاضي تطبيق العقوبات و أمام هذا التَ ُ‬

‫‪ -1‬محمد عبد اهلل الوريكات‪ ،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر و التوزيع‪ ،‬جامعة عمان‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.228‬‬
‫‪ -2‬محمد شالل العاني‪ ،‬علي حسن طوالبة‪ ،‬علم اإلجرام و العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الميسر للنشر و التوزيع و الطباعة‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪-3‬بن الشيخ نبيلة‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬قانون العقوبات وعلوم‬
‫‪53‬‬
‫جنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة المنتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2010 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪-4‬هذا اإلجراء يجعل اإلفراج المشروط عمالً قضائيا ألنه احتفظ بإحدى ميزات أعمال اإلدارة العقابية‪ ،‬أنظر‪ :‬بن الشيخ نبيلة‪،‬‬
‫الرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫فإن المشرع الجزائري لم يتخذ أي موقف يذكر في مسألة تكييف اإلفراج المشروط عكس المشرع‬
‫الفرنسي‪ ،‬إال أنه وبالنظر ألحكام اإلفراج المشرط بشكله الحالي ال يتضمن مؤشرات تضفي عليه‬
‫صفة العمل القضائي وهذا لعدم توافر العناصر األساسية تُميز أي عمل أو إجراء صادر عن‬
‫جهة قضائية كوجاهية المرافعات و تسبيب قرار اإلفراج المشروط حق الدفاع و استعمال طُرق‬
‫الطعن‪.‬‬

‫و عليه فغياب هذه العناصر تجع ُل مسألة البث في طلب المحبوس باإلفراج عنه مجرد‬
‫عملية إدارية بحثه تبدأ بتقديم الطلب إلى غاية صدور القرار لمنح اإلفراج المشروط أو رفضه(‪.)1‬‬

‫تبعا لذلك التكييف القانوني الراجع لإلف ارج‬


‫فهو عمالً ذو طبيعة ُمختلطة ( قضائية‪ -‬إدارية) ً‬
‫صدر عن قاضي تطبيق‬
‫المشروط يرتبط ارتباطا وثيقًا بطبيعة السلطة ُمصدرة القرار فإذا َ‬
‫صدر عن وزير العدل فهو عمل إداري باعتباره ُسلطة‬
‫العقوبات فهو عمل قضائي‪ ،‬أما إذا َ‬
‫إدارية(‪.)2‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬خصائص اإلفراج المشروط‬

‫إن اإلفراج المشروط من أهم األنظمة العقابية إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬فهو‬
‫متميز كونه أسلوب متنوع في تنفيذ العقوبة و تكييفها و بذلك ُيحقق لها المرونة الكافية في‬
‫تطبيقها‪ ،‬ويجري عليها تعديالت وفقا لظروف السجين ومدى استجابته ألهدافها‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫معظم التشريعات الحديثة تتبناه كنظام متميز بخصائص أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬معافة بدر الدين المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪ -2‬مغزي حب اهلل حسن‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪54‬‬
‫أوال‪ :‬اإلفراج المشروط ال ينهي العقوبة‪:‬‬

‫سببا إلنهاء العقوبة (‪ ،)1‬إنما هو مجرد‬


‫ال ُيمكن اعتبار اإلفراج المشروط إذا تم اإلقرار ً‬
‫محروما من‬
‫ً‬ ‫تعديل لكيفية تنفيذها خارج المؤسسة العقابية (‪ ،)2‬مما يعني أن المحكوم عليه يبقي‬
‫بعض الحقوق أثناء المدة الساري فيها ُمقرر اإلفراج المشروط كحرمانه من اإلدالء بالشهادة إال‬
‫على سبيل االستدالل فقط أو حرمانه من تقلد بعض الوظائف أو منعه من اإلقامة في مكان‬
‫المقررة لإلفراج المشروط يعتبر تاريخ اإلفراج عن المحكوم عليه المحبوس‬
‫معين ‪ ،‬فبإنهاء المدة ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫هو تاريخ تقرير اإلفراج المشروط (‪.)4‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلفراج المشروط ليس إفراج نهائي‪:‬‬

‫شرطيا تسريح نهائي‪ ،‬إنما هو مرحلة تمهيدية لإلفراج‬


‫ً‬ ‫ال ُيعد اإلفراج عن المحكوم عليه‬
‫المفاجئ إلى المجتمع ألنه ليس إنهاء العقوبة‬
‫تحسبا لوطأة المشاكل التي ُيثيرها االنتقال ُ‬
‫ً‬ ‫النهائي‬
‫ولكنه مجرد تعديل ألسلوب تنفيذها(‪ ،)5‬ويمكن أن ُيلغى مقرر اإلفراج في أي وقت إذا ما أخل‬
‫المفرج عنه بأحد االلتزامات المفروضة عليه أو ارتكب جريمة أخرى خالل مدة سريان مقرر‬
‫ُ‬
‫إلفراج(‪.)6‬‬

‫‪- Bernard bouloc , pénologie, exécution des sanction adultes ameneur, 3 éme édition, Dalloz, paris2005, p291 .‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬أمال إنال‪ ،‬أنظمة تكييف العقوبة و آليات تجسيدها في التشريع الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2019 ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -3‬مسعودي كريم‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث في القانون و العلوم السياسية‪ ،‬ب‪ .‬ع‪،‬جامعة‬
‫الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪،‬ص‪.320‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪55‬‬
‫‪-5‬أمال إنال‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫صبحي نجم‪ ،‬المدخل إلى علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫‪ -‬محمد ُ‬
‫‪6‬‬

‫عمان‪ ،1881،‬ص‪.22‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلفراج المشروط ال يعتبر حقا للمحكوم عليه‪:‬‬

‫إن نظام اإلفراج المشروط ليس حقًا مخوالً محكوم عليه المحبوس وانما ُيخول إلى هيئة‬
‫بناءا على سلوك المحكوم عليه‪ ،‬وهذا األخير ال يمكن له اإلحتجاج إذا تم‬
‫بموجب قانون تُقرره ً‬
‫رفض طلبه‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬اإلفراج المشروط وسيلة من الوسائل العقابية الحديثة‪:‬‬


‫ر ا‬

‫يعتبر اإلفراج المشروط من بين الوسائل العقابية الحديثة التي تعتمد عليه الكثير من دول‬
‫العالم في تشريعاتها العقابية‪ ،‬ذلك بالنظر إلى المزايا التي ُيحققُها خاصة على المحكوم عليه‬
‫من خالل إعادة تأهيله و تقوبم سلوكه بدالً من زجه في المؤسسات العقابية‪ ،‬فالمعاملة العقابية‬
‫السجون وانا تمتد هذه ال ُمعاملة‬
‫ال تقتصر فقط على ما تُطبقه اإلدارة العقابية من أساليب داخل ُ‬
‫الح ّر خارج المؤسسة العقابية(‪.)1‬‬
‫المعاصرة من نظُم تطبيق في الوسط ُ‬
‫إلى ما تأخذ به التشريعات ُ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار اإلجرائي لنظام اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫قائما بذاته‪ ،‬فان اإلقرار به يثير مسائل قانونية‬


‫بالرغم من أن اإلفراج المشروط نظاما ً‬
‫المتعلقة بالمحكوم عليه وبالعقوبة (الفرع األول)‪،‬‬
‫ُمتعلقة بمرحلة ما بعد التأكد من توافر الشروط ُ‬
‫لكن المسألة ال تتوقف عند هذه الشروط بل البد من بيان اإلجراءات التي يجب إتباعها حتى‬
‫يستفيد المحكوم عليه من اإلفراج المشروط (الفرع الثاني) ‪ ،‬وقد يترتب على ذلك اثار و التزامات‬
‫(الفرع الثالث) ورغم استفادته من ذلك فان هذا ال يكون قطعيا بل يمكن انتهاء اإلفراج المشروط‬
‫وذلك إما بانقضاء مدته أو بالغاه (الفرع الرابع)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد لريد‪ ،‬موقف المشرع الجزائري من نظام اإلفراج المشروط‪ ،‬مجلة البحوث في الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسة‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪56‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية لالستفادة من اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫تتنوع شروط اإلفراج المشروط بين شروط تتعلق بالمحكوم عليه‪ ،‬وشروط تتعلق بالعقوبة‬
‫كما أن هذه الشروط تختلف من دولة إلى أخرى سواء في الجزائر أو فرنسا أو حتى مصر‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬الشروط المتعلقة بالمحكوم عليه‪:‬‬

‫وضع المشرع الجزائري جملة من الشروط الموضوعية الواجب توافرها في المحكوم عليه‪،‬‬
‫تقدمه في طريق إعادة التكييف والتأهيل االجتماعي بأن ُيقدم‬
‫فيتعين أن يكون ُسلوكه داالً على ُ‬
‫ضمانات جدية للتأهيل أو أدلة كافية على حسن السيرة و السلوك وهو ماعبرت عنه المادة ‪132‬‬
‫من القانون ‪ 02-02‬بعبارة "إذا كان ُحسن السيرة و السلوك وأظهر ضمانات جدية الستقامته"‬
‫(‪ ، )1‬وقد نص المشرع الجزائري في نفس القانون على عدم مراعاة هذا الشرط في حالتين‬
‫استثنائيتين لإلفراج المشروط و يتعلق األمر بالمادة ‪ 132‬التي جاء فيها‪" :‬في حالة ما غذا َبلَّ َغ‬
‫المختصة عن حادث خطير قبل وقوعه من َشانه المساس بأمن المؤسسة‬
‫السلطات ُ‬
‫المحبوس ُ‬
‫العقابية أو ُيقدم معلومات للتعرف عن ُمدبريه أو بصفة عامة يكشف عن ُمجرمين و إيقافهم‬
‫العنف أو‬
‫فإنه يجوز منحه اإلفراج المشروط ‪ .‬بهدف القضاء بهذا االستثناء للتقليل من أعمال ُ‬
‫(‪)2‬‬

‫المؤسسات‬
‫المؤسسات العقابية‪ ،‬وكذا من أجل المحافظة على أمن وسالمة ُ‬
‫التم ُرد التي تقعُ داخل ُ‬
‫َ‬
‫العقابية (‪.)3‬‬

‫كما يجوز منح هذا اإلفراج ألسباب صحية وهو ما تناولتُه المادة ‪ 121‬من القانون ‪-02‬‬
‫المصاب بمرض خطير أو إعاقة دائمة تتنافى مع بقائه في الحبس‬
‫‪ 02‬ويتعلق األمر بالمحبوس ُ‬
‫ومتزايدة‪ ،‬على حالته الصحية والبدنية و النفسية‪،‬‬
‫سلبا وبصفة مستمرة ُ‬
‫ومن شأنها أن تؤثر ً‬

‫‪ -1‬عبد المعطي عبد الخالق‪،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2013 ،‬ص‪.331‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 132‬من القانون ‪ 02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة ادماج المحبوسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫السجين‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬جزائر‪ ،2008،‬ص‪.102‬‬
‫‪ -‬الطاهر بريك‪ ،‬فلسفة النظام العقابي في الجزائر وحقوق ‪57‬‬
‫‪3‬‬
‫فيجوز بذلك اإلفراج عنه دون مراعاة الشروط الوارد ذكرها في المادة ‪ ، 132‬إال أن المشرع لم‬
‫يعفي المحبوس في هاتين الحالتين من شرط تسديد الغرامات‪.‬‬

‫المشرع الفرنسي وبموجب المادة ‪ 828‬من قانون اإلجراءات الجنائية الفرنسي فانه‬
‫أما ُ‬
‫اعتمد شرط تقديم الضمانات الجدية إلعادة التأهيل االجتماعي ولكنه اعاد صياغة هذه المادة‬
‫إثر صدور قرينة البراءة في ‪ ،2001/09/12‬حيث أصبحت تسمى " مجهودات جدية إلعادة‬
‫التأهيل االجتماعي" مع تحديد نوع المجهودات التي ُيقدمها المحبوس‪.‬‬

‫فقد خصص المشرع الفرنسي لفئة من المحكوم عليهم بإجراء فحص للخبرة الطب َعق َلية‬
‫‪ -‬أي المتعلقة بطب األمراض العقلية و النفسية‪ -‬قبل منحهم اإلفراج المشروط إذا كانوا ممن‬
‫تدل على ُخطورتهم كجريمة قتل أو اغتيال قاصر أقل من‬
‫ُحكم عليهم في نوع من الجرائم التي ُ‬
‫اما التأكد من زوال هذه الخطورة بهذا اإلجراء(‪،)1‬‬
‫‪ 12‬سنة ُمقترنة بإغتصاب أو تعذيب فكان لز ً‬
‫شرطيا مما ال‬
‫ً‬ ‫وفي نفس االتجاه أجاز التشريع الفرنسي لكل محكوم عليه ُرفض اإلفراج عنه‬
‫ُيمكن فرض و تطبيق تدابير و شروط عليه دون موافقتة طبقًا للمادة ‪ 1/231‬من تعليمات قانون‬
‫اإلجراءات الجنائية الفرنسي وهو ما لم يذهب إليه المشرع الجزائري و المصري (‪.)2‬‬

‫فعلى من يود االستفادة من هذا النظام من المحكوم عليهم ان يسلكوا ثناء سجنهم سلو ًكا‬
‫حسننا سواء كانوا مبتدئين أو عائدين على أن سلوكهم الحسن أكبر دليل على زوال خطورتهم‬
‫ً‬
‫فيستحسن اعتماد األسلوب الناجح لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫المشرع المصري يوافق المشرع الجزائري في اعتبار ُحسن السيرة والسلوك شرطاً‬
‫بينما ُ‬
‫جوهريا إذ أكدت المادة ‪ 22‬من قانون تنظيم السجون المصري على‪ " :‬ضرورة أن يكون سلوك‬
‫المحبوس أثناء تواجده بالسجن يدعو إلى الثقة بتقويم نفسه" (‪ ،)3‬كما أدرج المشرع المصري‬

‫‪1‬‬
‫‪- Philippe Conte, Patrik Maistre du charbon, droit pénal général, 3 éme édition, armand Colin, 1998, p 317.‬‬
‫‪ -2‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.128 ،128‬‬
‫‪ -3‬منير حلمي خليفة‪ ،‬تنفيذ األحكام الجنائية مشكالته العلمية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬المكتبة القانونية باب الخلق‪ ،‬القاهرة‪،1882 ،‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪.139‬‬
‫إضافة إلى شرط حسن السيرة والسلوك شرطاً يتمثل في أن ال يكون في اإلفراج عنه خط اًر على‬
‫األمن العام‪ ،‬ويتحقق هذا الشرط على من يثبت ُحسن سلوكه واستجابته ألساليب المعاملة العقابية‬
‫خالل فترة تواجده داخل المؤسسة العقابية (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بالعقوبة‪:‬‬

‫ال ُيمنح اإلفراج المشروط إال بعد أداء قدر ُمعين من العقوبة‪ ،‬اختلفت التشريعات الجنائية‬
‫في أمر تحديدها حيث فرضت على المحكوم عليه قضاءها في مؤسسة عقابية حتى يمكن‬
‫اإلفراج عنه إفراجاً مشروطاً تمهيدا لعودتهم إلى المجتمع‪.‬‬

‫نسبيا من‬
‫لكن يمكن القول أن أغلب التشريعات أجمعت على وجوب قضاء فترة طويلة ً‬
‫العقوبة المحكوم بها من قبل المحكوم عليه تحقيقًا العتبارات الردع العام ذلك أن نظام اإلفراج‬
‫للجناة وليس التسرع في‬
‫تساهليا بل نظام يهدف إعادة اإلدماج االجتماعي ُ‬
‫ً‬ ‫المشروط ليس نظاما‬
‫الجناة الخطيرين الذين يجب أن يقضوا فترة ليست وجيزة في‬
‫خصوصا ُ‬
‫ً‬ ‫تبرئتهم أو اإلفراج عنهم‬
‫المؤسسة العقابية (‪. )2‬‬

‫إشترط المشرع الجزائري أن يكون المحكوم عليه قد قضى نصف مدة العقوبة المحكوم بها‬
‫معتادا فيجب أن يكون قد نفذ ثلثي العقوبة على أن ال تقل مدتها عن‬
‫ً‬ ‫مبتدءا‪ ،‬واذا كان‬
‫ً‬ ‫إذا كان‬
‫محكوما عليه بعقوبة السجن المؤبد فيجب أن يكون قد أمضى على األقل مدة‬
‫ً‬ ‫سنة أما إذا كان‬
‫خمسة عشرة (‪ )12‬سنة في السجن‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن مدة الحبس قضاها فعالً وليس العقوبة‬
‫عد كأنها‬
‫قضاءا‪ ،‬مع العلم أن المدة التي تُخفض من العقوبة بموجب عفو رئاسي تُ ُ‬
‫ً‬ ‫المحكوم بها‬
‫مدة حبس قضاها المحبوس فعالً تدخل ضمن حساب فترة اإلختبار‪ ،‬و يستثنى من ذلك حالة‬
‫المحبوس المحكوم عليه بعقوبة السجن ِ‬
‫المؤبد (‪. )3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- http://www.facebook:com/permalink.php?id=2434548124714658story_fbid=276137842536495‬‬
‫‪ -2‬إسمهان عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،132‬الفقرة األخيرة من القانون ‪ 02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪،‬‬
‫‪59‬‬ ‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫المدة التي يتعين على المحكوم‬
‫وبالنسبة للمشرع الفرنسي فيشترط بالنسبة لفترة االختبار أي ُ‬
‫شرطيا‪ ،‬فالحد‬
‫ً‬ ‫عليه تمضيتها من العقوبات المحكوم بها عليه بالمؤسسة العقابية قبل اإلفراج عنه‬
‫األدنى للبقاء في المؤسسة العقابية يختلف بين فئات المحكوم عليهم المبتدئين فهي بنصف المدة‬
‫المحكوم بها وبين معتادين اإلجرام بثلثي المدة المحكوم بها‪ ،‬كما حرصت على وضع حد أدنى‬
‫تبعا إذا‬
‫مطلق لهذه المدة الدنيا‪ ،‬ال يجوز اإلفراج عن المحكوم عليه قبل انقضاءها فهي تختلف ً‬
‫مبتدءا فيكون بثالثة أشهر‪ ،‬أما إذا كان ُمعتاد اإلجرام فيضاعف إلى ستة(‪ )9‬أشهر(‪. )1‬‬
‫ً‬ ‫كان‬

‫المدة التي تُنفذ في السجن ال تتجاوز خمسة‬


‫وفي حالة التشديد للعود أو تعدد العقوبات فإن ُ‬
‫عشرة(‪ )12‬سنة حسب المادة ‪ 8/828‬من قانون اإلجراءات الجنائية الفرنسي ُمعدلة بالقانون‬
‫رقم ‪ 1339-82‬الصادر في ‪ 19‬ديسمبر ‪ .1882‬أما إذا كانت العقوبة مؤبدة فال يجوز اإلفراج‬
‫إال بعد خمسة عشرة (‪ )12‬سنة طبقًا لنص المادة ‪ 828‬فقرة ‪ 3‬من قانون اإلجراءات الجنائية‬
‫الفرنسي (‪. )2‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع المصري فإنه يشترط أن يكون المحكوم عليه قد أمضى نصف مدة‬
‫العقوبة وكان سلوكه يدعو إلى الثقة‪ ،‬وال يجوز أن تقل المدة التي تُقضى في السجن عن ستة‬
‫(‪ )9‬أشهر‪ ،‬واذا كانت العقوبة السجن المؤبد فال يجوز اإلفراج إال إذا قضى المحكوم عليه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫عشرون (‪ )20‬على األقل‬

‫فيتبين مما تقدم أن المشرع الجزائري و الفرنسي و المصري تشابها إلى حد بعيد في المدة‬
‫التي استلزم أن يمضيها المحكوم عليه في السجن لينال اإلفراج المشروط سواء بالنسبة للمبتدئ‬
‫المبتدئ و العائد‪.‬‬
‫أو العائد‪ ،‬أما المشرع المصري فلم ُيفرق في فترة العقوبة بين ُ‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫‪ -2‬إسمهان عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.331‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- http://www.almasryalyoum.com/meus/detail/1242736‬‬
‫‪60‬‬
‫ثالثاا‪ :‬أداء المحكوم عليه لاللتزامات المالية المحكوم بها عليه‬

‫استحدث المشرع الجزائري هذا الشرط بموجب المادة ‪ 139‬من القانون رقم ‪ 02-02‬وعليه‬
‫فال يمكن للمحبوس أن يستفيد من اإلفراج المشروط بعد أدائه المصاريف القضائية ومبالغ‬
‫الغرامات المحكوم بها عليه‪ .‬وااللتزامات المالية محل الوفاء تلك التي قضى بها الحكم الجزائي‬
‫فقط وال تنصرف إلى الحكم المدني‪ ،‬فعدم تسديد المحبوس للتعويضات و المصاريف المحكوم‬
‫بها عليه بموجب الحكم الجزائي تحول دون منحه اإلفراج المشروط‪ ،‬وتكمن الحكمة من اشتراط‬
‫المشرع الوفاء بالتزامات المالية قبل اإلفراج المشروط على المحبوس كقرينة على ندمه عن‬
‫جريمته وشعوره بالخطيئة و عودته إلى الطريق القويم(‪. )1‬‬

‫وفي نفس االتجاه أخذ المشرع المصري أيضا بشرط أداء المحبوس لاللتزامات المالية‬
‫كالغرامة و التعويض ومصاريف الخطيئة المحكوم بها عليه الستفادة من اإلفراج المشروط‬
‫بموجب المادة ‪ 29‬من قانون تنظيم السجون المصري‪ ،‬فطبقا لهذه المادة ال يجوز منح اإلفراج‬
‫الشرطي إال إذا أوفى المحكوم عليه االلتزامات المالية المحكوم بها عليه من المحكمة الجنائية‬
‫وذلك ما لم يكن من المستحيل عليه الوفاء بها (‪ ،)2‬و الحكمة من تطلب هذا الشرط يعني ندمه‬
‫على جريمته أما إذا استحال الوفاء بإللتزامات المالية نتيجة إلعساره فإن المشرع في هذه الحالة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ال يحرمه من اإلفراج الشرطي ألنها خارجة عن إرادته‬

‫وخالفًا لذلك لم يأخذ التشريع الفرنسي بهذا الشرط إال كأثر من آثار منح اإلفراج المشروط‬
‫فنص عليه ضمن االلتزامات التي يمكن أن يتضمنها قرار اإلفراج المشروط طبقًا للمادة ‪239‬‬
‫من تعليمات قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬كما أشار المشرع الفرنسي إلى هذا الشرط ضمن شرط‬

‫اجتماعيا في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم‬


‫ً‬ ‫‪ -1‬شعيب ضريف‪ ،‬اإلفراج المشروط كأسلوب إلعادة إدماج المحبوسين‬
‫اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬المجلد أ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪ -2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬دروس في علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1811 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -3‬علي علي عز الدين الباز علي‪ ،‬المرجع السابق‪.323 ،‬‬
‫تقديم المحكوم عليه لمجهودات جدية إلعادة تأهيله اجتماعيا‪ ،‬بتقديمه ما يثبت بذله المجهود‬
‫التام بغرض تعويض الضحايا الذي يمكن أن يأخذه القاضي بعين االعتبار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات االستفادة من نظام اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫احدا في تحديد السلطة المختصة بتقرير اإلفراج المشروط فهناك‬


‫ال تتبع التشريعات نهجا و ً‬
‫السلطة التنفيذية ممثلين في القائمين على التنفيذ العقابي‬
‫من التشريعات من أوكل هذا األمر إلى ُ‬
‫بينما ذهبت تشريعات أخرى تخويل جهة قضائية هذا االختصاص سواء كانت تلك الجهة‬
‫القضائية قضاء تنفيذ أو قضاء ُحكم‪.‬‬

‫وعلى هذا فإن قانون تنظيم السجون ‪ 02-02‬صنف إجراء منح اإلفراج المشروط عبر‬
‫مراحل و التي تتضمنها المواد من ‪ 138‬إلى ‪ 122‬و المتمثلة في مرحلة الطلب أو االقتراح و‬
‫مرحلة البحث السابق و أخي ار مرحلة صدور القرار النهائي‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬مرحلة الطلب أو االقتراح‪:‬‬

‫يعد منحة مخصصة لمكافأة‬


‫إن اإلفراج المشروط ليس حقًا للمحكوم عليه كما أنه م ُ‬
‫المحكوم عليه على حسب سلوكه في المؤسسة إال أنه إتاحة الفرصة ألن يستفيد منه ك المحكوم‬
‫عليهم الجديرون به ولو لم يطالبوا به‪ ،‬و السؤال الذي يتبادر إلى األذهان هو ماهية الجهة أو‬
‫السلطة التي تملك االقتراح بمنح اإلفراج ؟‬

‫وبالرجوع إلى قانون تنظيم السجون الجزائري رقم ‪ 02-02‬نجد أن المادة ‪ 138‬قد أجابت‬
‫عن ذلك إذ يكون منح اإلفراج المشروط إما بناء على طلب المحبوس و ممثله القانوني أو‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫باقتراح من قاضي تطبيق العقوبات أو مدير المؤسسة العقابية‬

‫‪ -1‬تقديم طلب اإلفراج المشروط من المحبوس أو ممثله القانوني‪:‬‬

‫‪ -1‬بن الشيخ نبيلة‪ ،‬المرجع السابق‪.88 ،‬‬


‫‪62‬‬
‫اكتفى قانون تنظيم السجون بالنص على حق المحبوس شخصيا طلب اإلفراج المشروط‬
‫أو ممثله القانوني كأحد أفراد عائلته أو محاميه دون تحديد إجراء تقديمه‪ ،‬بينما المشرع الفرنسي‬
‫يمنح اإلفراج المشروط على أساس مبدأ المساهمة الفعالة للمحكوم عليه فيستطيع تقديم طلب‬
‫للحصول على اإلفراج المشروط ‪ ،‬أما المشرع المصري يجعل من صالحيات السلطة المختصة‬
‫من تلقاء نفسها أن تُصدر اإلفراج المشروط إذا ما تبين لها أن المحكوم عليه أهال لذلك ويوجه‬
‫هذا الطلب إلى مدير المؤسسة العقابية أو قاضي تطبيق العقوبات وال يشترط القانون أي شكلية‬
‫للطلب وبتالي يجوز أن يكون شفاهةً‪.‬‬

‫كتابيا يجب أن يتطلب موضوع الطلب اسم ولقب وتاريخ ميالد‬


‫ً‬ ‫فعندما يكون هذا الطب‬
‫صاحب الطلب و رقم تسجيله في المؤسسة العقابية و ملخص وقائع الجريمة المتابع بها و‬
‫التهمة و المؤشرات التي تؤهله لالستفادة من اإلفراج المشروط(‪. )1‬‬

‫‪ -2‬تقديم إقتراح اإلفراج المشروط من مدير المؤسسة العقابية‪:‬‬

‫لم ُيقصر المشرع الجزائري في طلب اإلفراج المشروط على المحبوس وحده بل منح لإلدارة‬
‫العقابية ممثلة في مدير المؤسسة العقابية التي يقضي بها المحبوس العقوبة السالبة للحرية حق‬
‫اقتراح اإلفراج المشروط من تلقاء نفسه لكل محبوس جدير به طبقا لنص المادة ‪ 138‬من‬
‫القانون ‪ ، 02-02‬في حين أن التشريع الفرنسي ال يعترف بأي دور لإلدارة العقابية في اقتراح‬
‫اإلفراج المشروط إال ما يقوم به أمين الضبط القضائي للمؤسسة العقابية من مسك الملفات‬
‫المرشحين لإلفراج المشروط و كذا إخطارهم بذلك في وقت معقول طبقا للمادة‬
‫المحكوم عليهم ُ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 222‬من تعليمات قانون اإلجراءات الجنائية الفرنسي‬

‫بينما يمنح اإلفراج الشرطي في مصر مدير عام مصلحة السجون له سلطة إصدار الق اررين‬
‫المذكورين تُشاركه بهذا الخصوص النيابة العامة بدرجة محدودة إذ تنص المادة ‪ 93‬من قانون‬

‫‪ -1‬الطاهر بريك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫‪ -2‬معافة بدر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫‪63‬‬
‫تنظيم السجون المصري على أن‪" :‬للنائب العام النظر في الشكاوي التي تُقدم بشأن اإلفراج عن‬
‫المسجونين تحت شرط وفحصها واتخاذ ما يراه كفيالً برفع أسبابها"‪ .‬وان كان الظاهر من‬
‫المختصة باإلفراج‪.‬‬
‫النصوص أن رأيه غير ُملزم للسلطة ُ‬

‫و تنص المادة ‪ 2/28‬من القانون المذكور على أن‪ " :‬إلغاء قرار اإلفراج يصدر من مدير‬
‫السجون بناءاُ على طلب رئيس النيابة في الجهة التي بها المفرج عنه‪ ،‬ويجب أن‬
‫عام مصلحة ُ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المبررة"‬
‫ُيبين في الطلب األسباب ُ‬

‫‪ -3‬اقتراح اإلفراج المشروط من قبل قاضي تطبيق العقوبات‪:‬‬

‫ال‬
‫يؤول االختصاص إلى قاضي تطبيق العقوبات للبث في طلبات اإلفراج المشروط عم ً‬
‫بالمادة ‪ 131‬من القانون ‪ 02-02‬إذا كان باقي العقوبة يساوي أو يقل عن ‪ 22‬شه اًر مع مراعاة‬
‫ّ‬
‫أحكام المادتين ‪ 132‬و ‪ 121‬من نفس القانون‪ ،‬وهذا بخالف قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي‬
‫الذي حدد اخت صاص قاضي تطبيق العقوبات في منح اإلفراج المشروط إذا كانت العقوبة السالبة‬
‫للحرية تقل أو تساوي عشر(‪ ) 1ّ0‬سنوات أو مدة العقوبة المتبقية تقل أو تساوي ثالث (‪)3‬‬
‫سنوات وفقًا لنص المادة ‪ 830‬منشسئ قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي المعدلة بقانون رقم‬
‫‪ 212/2000‬المؤرخ في ‪.)2( 2000/09/12‬‬

‫أما المشرع المصري أوكل األمر إلى السلطة التنفيذية ممثلة في القائمين على التنفيذ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫العقابي وهذا حسب المادة ‪ 23‬من قانون تنظيم السجون المصري‬

‫‪ -1‬إبراهيم أكرم نشأت‪ ،‬النيابة الجنائية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،2001 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -3‬أمال إنال‪ ،‬المرجع السابق‪.112 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة التحقيق السابق‪:‬‬

‫دائما اللجوء إلى إجراء‬


‫ال يكفي إصدار القرار النهائي بمجرد الطلب أو االقتراح‪ ،‬إنما يجب ً‬
‫تحقيق قبل اتخاذ هذا القرار‪ ،‬وقد تتكفل بإجراء هذا التحقيق هيئتين منها لجنة تطبيق العقوبات‬
‫و لجنة تكييف العقوبات‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلعداد والتحضير إلجراء التحقيق‪:‬‬

‫يتمثل اإلعداد و التحضير إلجراء التحقيق في عملية تهيئة الملف العقابي للمحبوس‬
‫المترشح لإلفراج المشروط وذلك بالتعاون بين مدير المؤسسة العقابية ومدير مركز إعادة التربية‬
‫وادماج األحداث بإعداد تقرير مسبب حول سيرة وسلوك المحبوس و الضمانات الجدية‬
‫الستقامته‪ ،‬كما يتولى قاضي تطبيق العقوبات مراقبة مدى قانونية تشكيل الملف وقد حددت‬
‫التعليمة رقم ‪ 2002/822‬المؤرخة في ‪ 2002/02/03‬الوثائق األساسية لتشكيل الملف ‪،‬تتمثل‬
‫هذه الوثائق في‪:‬‬

‫الطلب أو االقتراح‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫صحيفة السوابق القضائية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الم َدان من أجلها‪.‬‬
‫المرتكبة من قبل المسجون و التُهمة ُ‬
‫عرض وجيز عن الوقائع ُ‬ ‫‪‬‬
‫شهادة اإلقامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شهادة عدم الطعن أو عدم االستئناف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحكم أو قرار اإلدانة‪.‬‬
‫نسخة من ُ‬ ‫‪‬‬
‫قسيمة دفع المصاريف القضائية و التعويضات المدنية التي حكم بها (‪.)1‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪65‬‬
‫المختص‬
‫ويمكن لقاضي تطبيق العقوبات أن يطلب وثائق أخرى يراها ضرورية كتقرير ُ‬
‫النفسي و تقرير المساعدة االجتماعية إلى جانب تقرير مدير المؤسسة العقابية (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬الهيئات المكلفة بإجراء التحقيق‪:‬‬

‫شرطيا‬
‫ً‬ ‫المرشح لإلفراج عنه‬
‫تُعهد مهمة القيام بإجراء التحقيق وفحص ملف المحبوس ُ‬
‫إلى هيئات أو لُجان ذات تشكيلة مختلطة بين المؤسسة العقابية من جهة و التي تتواجد بها‬
‫لجنة تطبيق العقوبات‪ ،‬والسلطة القضائية من جهة أخرى التي تتواجد التي تتواجد باإلدارة‬
‫المركزية لو ازرة العدل في إطار التعاون من أجل تحقيق غاية مشتركة وهي تأهيل المحبوس‬
‫اجتماعيا (‪. )2‬‬

‫أ‪ .‬لجنة تطبيق العقوبات‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 02-02‬على إنشاء لجنة تطبيق العقوبات واعتبارها‬
‫المؤسسة الثالثة من مؤسسات الدفاع االجتماعي بحيث توجد على مستوى كل مؤسسة إعادة‬
‫التربية والتأهيل وتتشكل هذه اللجنة حسب المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 110/02‬من‪:‬‬

‫ئيسا)‪.‬‬
‫‪ ‬قاضي تطبيق العقوبات (ر ً‬
‫‪ ‬مدير المؤسسة العقابية أو المركز المخصص للنساء‪ ،‬حسب الحالة (عضواً)‪.‬‬
‫‪ ‬المسئول المكلف بإعادة التربية (عضواً)‪.‬‬
‫‪ ‬مسئول كتابة الضبط القضائية للمؤسسة العقابية (عضواً)‪.‬‬
‫‪ ‬طبيب المؤسسة العقابية (عضواً)‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة من المؤسسة االجتماعية (عضوه)‪.‬‬

‫المساعدة االجتماعية بموجب قرار‬


‫المربي و ُ‬
‫ُيعين الطبيب األخصائي في علم النفس و ُ‬
‫من المدير العام إلدارة السجون لمدة ثالث (‪ )3‬سنوات قابلة للتجديد ويمكن أن توسع اللجنة‬

‫‪ --1‬سائح سنقوقة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬


‫‪ -2‬معافة بدر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪66‬‬
‫إلى عضوية قاضي األحداث إلى جانب مدير مركز إعادة التربية و إدماج األحداث إذا تعلق‬
‫األمر بحدث (‪.)1‬‬

‫تعقد لجنة تطبيق العقوبات للنظر في طلبات اإلفراج المشروط بحضور ثلثي أعضاءها‬
‫رجحا‪ ،‬ويجب‬
‫على األقل وتتخذ قرار بأغلبية األصوات وفي حالة التعادل يكون صوت الرئيس ُم ً‬
‫بناءا‬
‫ويحرر عندئذ أمين اللجنة ً‬
‫أن يكون ُمقرر قاضي تطبيق العقوبات مطابق لمقررات اللجنة ُ‬
‫الموافقة على منح اإلفراج المشروط مع توقيعه وتوقيع‬
‫على ذلك محضر اجتماع اللجنة ومقرر ُ‬
‫ويبلغه للنائب العام فور صدوره مرفقًا بنسخة من ملف اإلفراج‬
‫قاضي تطبيق العقوبات ‪ُ ،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫المتداول بين أمانة اللجنة والنيابة النيابة‬


‫المشروط ويؤشر على استالمه في سجل التبليغات ُ‬
‫العامة‪.‬‬

‫كما ُيبلغ المحبوس بمقرر قاضي تطبيق العقوبات بموجب محضر تبليغ ويوقع المحبوس‬
‫بسجل التبليغات الخاص بالمحبوسين واذا رفض التوقيع يؤشر أمين الضبط على السجل بذلك‪.‬‬

‫واذا تبين للجنة تطبيق العقوبات أثناء نظرها في الملف عدم احتوائه على الوثائق األساسية‬
‫احدا (‪.)3‬‬
‫شهر و ً‬
‫يجوز لها تأجيل البث فيه إلى جلسة الحقة على أن ال تتجاوز مدة التأجيل ًا‬

‫بناءا على محضر‬


‫المعين من قبل النائب العام ً‬
‫ُيحرر أمين اللجنة الذي هو أمين الضبط ُ‬
‫المخصص لذلك يوقعه‬
‫اجتماع اللجنة ُمقر ار يتضمن الموافقة منح اإلفراج المشروط وفق للنموذج ُ‬
‫قاضي تطبيق العقوبات (‪ُ ،)4‬يبلغ مقرر اإلفراج المشروط إلى النائب العام عن طريق كتابة‬
‫الضبط للمؤسسة العقابية فور صدورها وال ُينتج أثره إال بعد انقضاء أجل الطعن (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬الفقرة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 110-02‬المحدد لتشكيلة لجنة تطبيق العقوبات و كيفيات سيرهاـ‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،32‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬مايو‪ ،2002‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬محفوظ علي عي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -4‬الطاهر بريك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 121‬الفقرة ‪ ،02‬من القانون ‪ ،02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪،‬‬
‫المرجع السابق ص‪.22‬‬
‫ب‪ .‬لجنة تكييف العقوبات‪:‬‬

‫تتشكل لجنة تكييف العقوبات حسب ما جاء به المرسوم التنفيذي ‪ 111/02‬في مادته الثالثة‬
‫(‪ )3‬من‪:‬‬

‫ئيسا)‬
‫‪ ‬قاضي من قُضاة المحكمة العليا (ر ً‬
‫‪ ‬ممثل عن المديرية المكلفة بإدارة السجون برتبة نائب مدير على األقل (عضوا)‬
‫‪ ‬مدير مؤسسة عقابية (عضوا)‬
‫(عضوا)‬
‫ً‬ ‫‪ ‬ممثل عن المديرية المكلفة بالشؤون الجزائية‬
‫‪ ‬طبيب بإحدى المؤسسات العقابية (عضواً)‬

‫كما تُوسع ُعضوية اللجنة إلى ُعضوان يختارهما وزير العد حافظ األختام من بين‬
‫الكفاءات‪ ،‬والتي لها معرفة بالمهام المسندة إلى اللجنة‪.‬‬

‫يقوم رئيس اللجنة بتعيين أعضاء اللجنة بقرار من وزير العدل حافظ األختام لمدة ثالث‬
‫(‪ )3‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪.‬‬

‫أما عن كيفية البث في طلبات اإلفراج المشروط أمام لجنة تكييف العقوبات فيتلقى قاضي‬
‫بناءا على اقتراحه أو اقتراح‬
‫تطبيق العقوبات طلبات المحبوسين الخاصة باإلفراج المشروط ً‬
‫مدير المؤسسة العقابية‪ ،‬ليقوم بعد ذلك بتشكيل ملفات اإلفراج المشروط ويرسلها إلى أمانة لجنة‬
‫تكييف العقوبات دون عرضها على لجنة تطبيق العقوبات بعد تلقي أمانة لجنة تكييف العقوبات‬
‫الملفات‪ ،‬يقوم رئيس اللجنة بضبط جدول أعمال اللجنة و تحديد تاريخ اجتماعها و توزيع الملفات‬
‫على أعضاءها إلعداد ُملخص كل ملف وعرضه على باقي أعضاء اللجنة (‪.)1‬‬

‫تتداول لجنة تكييف العقوبات بمجرد وصول الملفات إليها من قاضي تطبيق العقوبات‬
‫وذلك بحضور ثلثي أعضاءها على األقل‪ ،‬فبعد ان تتحقق من توافر الوثائق األساسية في الملف‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪68‬‬
‫تُصدر رًأيا في شكل ُمقرر بأغلبية األصوات (‪ ، )1‬وفي حالة تعادل األصوات يكون صوت‬
‫اجحا (‪ ،)2‬حيث يخضع صوت هذا األخير لقناعته حول ما إذا كان المحبوس جدير‬
‫الرئيس ر ً‬
‫باإلفراج المشروط‪.‬‬

‫إن الكالم عن رأي لجنة تكييف العقوبات يقودنا إلى التساؤل عن طبيعة رأي اللجنة فيما‬
‫يتعلق باإلفراج المشروط هو رأي استشاري أم إلزامي؟‬

‫فبالرجوع إلى المادة ‪ 123‬من قانون تنظيم السجون و المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 111/02‬ال نجد ما يدل على طبيعة هذا الرأي إال أنه حسب صياغة المادتين سالفتين‬
‫الذكر يتضح أن رأي لجنة تكييف العقوبات هو رأي استشاري ُيمكن لوزير العدل األخذ به أو‬
‫رفضه‪ ،‬إضافة إلى أن المشرع حصر صالحيتها في دراسة طلبات اإلفراج المشروط دون أن‬
‫تُثبث فيها كما تُبدي رأيها قبل أن يصدر وزير العدل ُمقررهُ (‪.)3‬‬

‫و على هذا األساس فإن رأي اللجنة استشاري كونها وضعت لدى وزير العدل وبالتالي‬
‫فإن أعضاءها يخضعون لوزير العدل من الناحية اإلدارية‪.‬‬

‫وكمرحلة أخيرة في إجراءات البحث‪ُ ،‬يحال المقرر الصادر عن لجنة تكييف العقوبات‬
‫إلى وزير العدل‪ ،‬حيث يطلب رأي والي الوالية التي يختار المحبوس اإلقامة بها قبل أن يصدر‬
‫المقرر النهائي لإلفراج المشروط ‪.‬‬

‫‪ -3‬الطعن في مقرر اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫مدى جواز الطعن في المقررات الصادرة عن الهيئة المكلفة بالبحث السابق‪:‬‬

‫لم ُيخول المشرع الجزائري للمحبوس إمكانية الطعن في مقرر رفض اإلفراج المشروط إال‬
‫أنه خول للنيابة العامة إمكانية الطعن في مقرر اإلفراج المشروط التي يقع في دائرة اختصاصها‬

‫‪ -1‬بن الشيخ نبيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.111/02‬‬
‫المحبوسين ‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪-3‬المادة ‪ 132‬من قانون تنظيم السجون و إعادة إدماج‬
‫المستفيد من اإلفراج المشروط أن برفع طعن بتقرير مسبب خالل‬
‫المؤسسة العقابية الموجود بها ُ‬
‫ثمانية (‪ )1‬أيام من تاريخ التبليغ أمام لجنة تكييف العقوبات وفق لنص المادة ‪ 121‬الفقرة ‪ 3‬و‬
‫‪ 2‬من القانون ‪ ،02-02‬ويتولى النائب العام إرسال الملف مرفوقًأ بشهادة الطعن إلى لجنة‬
‫إبتداءا من تاريخ تسجيل الطعن‪ ،‬وفي حالة‬
‫ً‬ ‫يوما‬
‫تكييف العقوبات وذلك خال خمسة عشر(‪ً )12‬‬
‫رفضا للطعن طبقًا لنص المادة ‪ 121‬الفقرة ‪ 2‬من القانون‬
‫قانونا ُيعد ً‬
‫عدم البث في المهلة المقررة ً‬
‫‪ ، 02-02‬وفي حالة رفض لجنة تكييف العقوبات الطعن يبلغ بواسطة النيابة العامة من قبل‬
‫قاضي تطبيق العقوبات (‪.)1‬‬

‫أما إذا تم قبول الطعن المرفوع من النائب العام فتلغي مقرر اإلفراج المشروط وال يحق‬
‫للمحبوس في هذه الحالة الطعن في قرار اإللغاء على اعتبار أن مقرر لجنة تكييف العقوبات‬
‫نهائية وغير قابلة ألي طعن‪ ،‬وله فقط تقديم طلب إفراج مشروط جديد بعد انقضاء مدة ثالث‬
‫(‪ )3‬أشهر من تاريخ تبليغه بمقرر الرفض (‪.)2‬‬

‫ما يؤخذ على المشرع الجزائري أنه جعل الطعن في مقرر االستفادة من اإلفراج المشروط‬
‫يكومن لجنة تكييف العقوبات و هذه األخيرة موجودة على مستور العاصمة الجزائر وهذا فيه‬
‫إطالة وقت في إجراءات حق المحبوس‪.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬مرحلة صدور القرار النهائي لإلفراج المشروط‪:‬‬

‫بموجب القانون ‪ 02-02‬إتجه المشرع الجزائري إلى تدعيم صالحيات قاضي تطبيق‬
‫العقوبات بتخويله سلطة اتخاذ قرار اإلفراج المشروط مع إبقاء على صالحيات وزير العدل‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلفراج المشروط من اختصاص قاضي تطبيق العقوبات‪:‬‬

‫‪ -1‬أمال إنال المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم‪،111/02‬مؤرخ في ‪1‬ربيع الثاني عام ‪ ،1229‬الموافق ‪ 18‬ماي ‪ ،2000‬يحدد‬
‫‪70‬العدد ‪ ،32‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬مايو‪ ،2002‬ص‪.19‬‬
‫تشكيلة تكييف العقوبات و تنظيمها و سيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫يؤول االختصاص إلى قاضي تطبيق العقوبات للبث في طلبات اإلفراج المشروط ذلك‬
‫بعد أخذ رأي لجنة تطبيق العقوبات‪ ،‬عمالً بالمادة ‪ 121‬من القانون ‪ 02-02‬إذا كان باقي‬
‫شهر(‪.)1‬‬
‫العقوبة المحكوم بها ال تتجاوز أربعة وعشرين(‪ً )22‬ا‬

‫وهذا بخالف قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي الذي حدد اختصاص قاضي تطبيق‬
‫العقوبات في منح اإلفراج المشروط إذا كانت العقوبة السالبة للحرية المحكوم بها تقل أو تساوي‬
‫طبق للمادة‬
‫‪ 10‬سنوات أو أن تكون مدة العقوبة المتبقية تقل أو تساوي ثالث (‪ )3‬سنوات وهذا ً‬
‫‪ 830‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 2012/2000‬المؤرخ في ‪.)2( 2000/09/12‬‬

‫‪ .2‬اإلفراج المشروط من اختصاص وزير العدل‪:‬‬

‫يختص وزير العدل حافظ األختام للبث في طلبات اإلفراج المشروط في ‪ 3‬حاالت‪:‬‬

‫شهر (‪:)24‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا كانت المدة المتبقية من العقوبة أكثر من أربع وعشرين اا‬

‫نصت المادة ‪ 122‬من القانون ‪ 02-02‬على اختصاص وزير العدل بإصدار مقرر‬
‫شهر وذلك‬
‫اإلفراج المشروط إ ذا كان باقي على انقضاء العقوبة أكثر من أربعة وعشرين (‪ً )22‬ا‬
‫في الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 132‬من القانون ‪ ،02-02‬ويتعلق األمر في هذه‬
‫الحالة بالمحبوس الذي يستفيد من اإلفراج المشروط دون اجتياز فترة االختبار‪ ،‬وذلك لقيامه‬
‫بإبالغ السلطات المختصة بوجود حدث خطير قبل وقوعه أو تقديم معلومات على ًمدبره (‪،)3‬‬
‫وهذا حسب نص المادة ‪ 122‬من نفس القانون‪.‬‬

‫المختصة بالبث في طلب اإلفراج عن المحبوس الباقي‬


‫ومن هنا ُيثار التساؤل عن الجهة ُ‬
‫شهر‪ ،‬عند عدم توافر الحاالت النصوص عليها في المادة‬
‫على انقضاء عقوبته أكثر من ‪ً 22‬‬

‫‪ -1‬أمال إنال‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 132‬من القانون ‪ ،02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي لمحبوسين‪ ،‬المرجع‬
‫‪71‬‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫المشرع تتجه نحو اختصاص وزير العدل بالبث في هذا الطلب لذا من‬
‫‪ 132‬و الراجح أن نية ُ‬
‫المستحسن إعادة صياغة نص المادة ‪ 122‬وذلك باستعمال "واو" العطف بدال من "الفاصلة"‬
‫ولتُصبح صياغة المادة كمايلي‪"ُ :‬يصدر وزير اعدل حافظ األختام مقرر اإلفراج المشروط الباقي‬
‫شهر وفي الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪132‬‬
‫على انقضاء باقي عقوبته أكثر من ‪ً 22‬ا‬
‫من هذا القانون" (‪.)1‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كان طلب اإلفراج على أسباب صحية‪:‬‬

‫المصاب بمرض‬
‫المتعلقة بالمحبوس ُ‬
‫وهي الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 121‬و ُ‬
‫سلبا وبصفة مستمرة‬
‫خطير أو إعاقة دائمة تتنافى مع بقائه في الحبس ومن شئنها أن تؤثر ً‬
‫ومتزايدة على حالته الصحية‪ ،‬البدنية أو النفسية (‪.)2‬‬

‫الحالة الثالثة‪:‬إذا كان طلب اإلفراج مكافأة لمحبوس‪:‬‬

‫وهي الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 132‬من القانون ‪ 02-02‬والمتعلقة بالمحبوس‬


‫المختصة عن حادث خطير ووقوعه من شأنه المساس بأمن المؤسسة‬
‫الذي ُيبلغ السلطات ُ‬

‫العقابية أو ُيقدم معلومات للتعرف على ُمدبره أو بصفة عامة ُيكشف عن مجرمين وايقافهم (‪.)3‬‬

‫المترتبة على اإلفراج المشروط‪:‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬األثار ُ‬

‫يترتب على اإلفراج المشروط التوقيف المؤقت لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية لمدة تسمى‬
‫بمدة اإلختبار‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 122‬من القانون ‪ ،02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون و عادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ ، 121‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ ،132‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪72‬‬
‫ولقد إختلفت التشريعات العقابية في تحديد هذه المدة‪:‬‬

‫ففي قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 2/832‬و ‪ ، 3‬فإن مدة اإلختبار‬
‫هي المدة المتبقي ة من العقوبة إذا كانت هذه األخيرة مؤقتة‪ ،‬ويمكن زيادة تلك المدة إلى سنة كحد‬
‫أقصى‪ ،‬أما إن كانت العقوبة مؤيدة فإن فترة االختبار تتراوح بين خمس سنوات إلى عشر (‪)10‬‬
‫سنوات‪.‬‬

‫أما في قانون تنظيم السجون المصري‪ ،‬حددت المدة بخمس سنوات في حالة السجن‬
‫المؤيد محسوبة من تاريخ اإلفراج المؤقت أو بقية مدة العقوبة في حالة العقوبات السالبة للحرية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫و لعل أهم اآلثار التي يمكن أن تترتب على منح اإلفراج المشروط‪ ،‬إمكانية إخضاع‬
‫المفرج عنه لعدد من تدابير المساعدة والرقابة و لعدد من االلتزامات التي تُعين على إعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي للمفرج عنه‪.‬‬

‫وهذا ما يأخذ به المشرع الفرنسي‪ ،‬بينما فرق بين التزامات عامة يخضع لها كل مفرج‬
‫عنهم‪ ،‬وبين التزامات أخرى خاصة يحددها مقرر منح اإلفراج المشروط بالنظر إلى شخصية‬
‫المفرج عنه ويكون من الجائز التعديل فيها (المادة ‪ 831‬قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي)‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون الجزائري‪ ،‬فبمجرد اإلفراج عن المحبوس‪ ،‬فإنه يخضع لتدابير الرقابة‬
‫والمساعدة خالل المدة المتبقية من العقوبة السالبة للحرية المحكوم بها‪،‬وتبدأ من يوم خروج‬
‫المفرج عنه بشرط من المؤسسة العقابية الذي حدده محضر اإلفراج المشروط الذي حرره كاتب‬
‫الضبط وتنتهي بانقضاء مدة العقوبة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المتبقية فالنصف بالنسبة‬
‫فإذا تعلق األمر بعقوبة مؤقتة‪ ،‬تكون المدة مساوية للمدة ُ‬
‫للمحبوس المبتدئ و الثلث بالنسبة للمحبوس العائد بشرط أال تكون أقل من سنة‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫فالمدة هي خمس (‪ )2‬سنوات (‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫للعقوبة المؤبدة‬

‫و عليه إذا أخل المفرج عنه بشرط أحد بأحد التدابير أو االلتزامات العامة أو الخاصة‬
‫التي تضمنها مقرر اإلفراج المشروط أو ارتكب جريمة جديدة خالل هذه الفترة‪ ،‬ترتب عليه إلغاء‬
‫مقرر اإلفراج المشروط‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تدابير المراقبة و المساعدة‪:‬‬

‫تهدف تدابير الرقابة و المساعدة التي يخضع لها المفرج عنه بشرط إلى تسهيل تأهيله‬
‫إلعادة اندماجه في الحياة االجتماعية و المهنية بعد اإلفراج النهائي‪ ،‬وهناك نوعان من التدابير‬
‫يخضع لها المفرج عنه بشرط‪ ،‬تتمثل في تدابير الرقابة و تدابير المساعدة‪.‬‬

‫‪-1‬تدابير الرقابة‪:‬‬

‫شرطيا عن ارتكاب جرائم أخرى بعد خروجه‬


‫ً‬ ‫تهدف تدابير الرقابة إلى إبعاد المفرج عنه‬
‫من المؤسسة العقابية‪ ،‬كما تهدف أيضا إلى احترام االلتزامات المنصوص عليها في قرار اإلفراج‬
‫المشروط وتمكينه من االندماج في المجتمع ويختص بتحديد هذه التدابير كل من قاضي تطبيق‬
‫العقوبات ووزير العدل حسب الحالة وتحدد مدة تدابير المراقبة في قرار اإلفراج المشروط وهي‬
‫غالبا تكون مساوية للجزء الباقي من العقوبة وقت اإلفراج إذا كانت عقوبة مؤقتة‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫ً‬
‫العقوبة مؤيدة فقد كانت محددة بعشر سنوات (‪ )10‬في ظل األمر رقم ‪ 02-82‬الملغى ولكنها‬
‫ُعدلت بموجب القانون رقم ‪ 02-02‬تنزل إلى خمس (‪ )2‬سنوات‪.‬‬

‫كان يتعين على المشرع الجزائري أن يحدد مدة تدابير المراقبة بين حدين أدنى و أقصى‬
‫إلتالف المفرج عنهم لشخصياتهم و ظروفهم ومدى تحقق اإلدماج و التأهيل في المجتمع وهو‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 129‬من القانون ‪ 02-02‬المنضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫ما فعله المشرع الفرنسي من خالل أحام المادة ‪ 2/832‬و‪ 3‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫المتبقية من العقوبة ويجوز أن يتجاوزها بما ال يزيد عن سنة‬
‫الفرنسي‪ ،‬على أال تقل على الفترة ُ‬
‫بأمر من قاضي تطبيق العقوبات وال تتجاوز المدة في جميع األحوال عن عشر سنوات (‪،)10‬‬
‫أما إذا كانت العقوبة مؤبدة فتنفذ تدابير المراقبة محددة بين حديت أدنى و أقصى ال تقل عن‬
‫خمس (‪ )2‬سنوات وال تتجاوز عشر (‪ )10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -2‬تدابير المساعدة‪:‬‬

‫تهدف تدابير المساعدة إلى ُمساندة الجهود التي ُيبذلها المحبوسين في سبيل تأهيلهم‬
‫االجتماعي خالل الفترة التي تلي اإلفراج عنهم مباشرة‪ ،‬ولها صورتان األولى مادية و الثانية‬
‫فالمساعدة المادية تتمثل في مساعدته في إيجاد عمل يرتزق منه‪ ،‬وتقديم مساعدات‬
‫معنوية ‪ُ .‬‬
‫(‪)1‬‬

‫النصح و التوجيه و تنمية الشعور بالثقة بالنفس‪،‬‬


‫مالية‪ ،‬أما المساعدة المعنوية فتتمثل في تقديم ُ‬
‫فقد نصت المادة ‪ 81‬على أن يتكون المكسب المالي للمحبوس من المبالغ التي يمتلكها و المنح‬
‫التي يتحصل عليها مقابل عمله‪ ،‬الذي تتراوح نسبته ما بين ‪ %20‬و ‪%90‬من األجر الوطني‬
‫األدنى المضمون (‪ ،)2‬هذا ما نصت عليه المادة األولى (‪ )1‬من القرار الوزاري المشترك بين‬
‫وزير العدل ووزير العمل و الضمان االجتماعي (‪.)3‬‬

‫كثير في مجال المساعدة للمفرج عنهم و التي تمنحها‬


‫أما المشرع الفرنسي فلقد تقدم ًا‬
‫اإلدارة العقابية للمعوزين إذ تزودهم بالمالبس وصكوك خدمات سند نقل‪ ،‬كما تسعى هذه اإلدارة‬
‫ممثلة بالمصالح العقابية لإلدماج و االختيار بالتعاون مع الوكالة الوطنية من أجل العمل إلى‬
‫تقديم وساطة لمساعدة المفرج عنه للحصول على وعد بالعمل أو التكوين‪ ،‬أما بالنسبة للمفرج‬
‫عنهم الذين يجدون صعوبة في الحصول على مأوى فتتكفل مراكز اإليواء واعادة اإلدماج‬

‫‪ -1‬بدر الدين معافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ -2‬الطاهر بريك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 1‬من القرار الوزاري المشترك بين وزير العدل ووزير العمل و الضمان االجتماعي‪ ،‬المؤرخ ‪ 2002/12/12‬يحدد‬
‫‪75‬‬
‫جدول نسب المنحة المالية التي تلقاها اليد العاملة العقابية الجريدة الرسمية العدد رقم ‪.09/08‬‬
‫االجتماعي باستقبالهم وتوجيههم‪ ،‬كما تَض َمن إيواءهم مع إفادتهم ببرنامج أو مشروع ُيساهم في‬
‫تسهيل إعادة إدماجهم في المجتمع وتمتد المساعدة المقدمة للمفرج عنهم إلى استمرار المتابعة‬
‫الطبية المجانية من قبل وحدات إستشفائية‪ ،‬ومراكز طبية نفسية‪ ،‬تتكفل بتقديم الرعاية الطبية و‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫النفسية األزمة لهم‬

‫اضحا إزاء تدابير المساعدة وحاول التخفيف من الدور‬


‫المشرع المصري لم يكن و ً‬
‫بينما ُ‬
‫السبي لإلفراج المشروط وذلك وفق نص المادة ‪ 82‬من القانون رقم ‪ 398‬لسنة ‪ 1829‬المتعلق‬
‫بتنظيم السجون حيث تقوم إدارة السجن بإخطار و ازرة الشؤون االجتماعية بأسماء المحكوم عليهم‬
‫بمدة ال تقل عن شهرين من أجل تقديم الرعاية والتوجيه وصرف المساعدات‬
‫قبل اإلفراج عنهم ُ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫االجتماعية للمحكوم عليهم‬

‫ثانيا‪ :‬اال لتزامات الخاصة‪:‬‬


‫ا‬

‫تطرق األمر ‪ 02-82‬الملغى إلى االلتزامات الخاصة في أحكام المواد ‪ 119‬و ‪118‬‬
‫منه‪ ،‬بينما القانون ‪ 02-02‬سكت عن تحديدها‪ ،‬على أن هذه اإللتزمات تتفق مع ظروف المفرج‬
‫عنه‪ ،‬حيث أن قرار اإلفراج المشروط يمكن أن يجعل المفرج خاضعا اللتزام واحد أو أكثر وهذه‬
‫االلتزامات إما تكون إيجابية أو سلبية تتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪ .‬االيجابية‪:‬‬

‫شرطيا ُملزم بالتوقيع على سجل‬


‫ً‬ ‫تتمثل االلتزامات اإليجابية في أن يكون المفرج عنه‬
‫بمحافظة الشرطة أو فرق الدرك الوطني‪.‬‬
‫خاص موضوع ُ‬

‫منفيا من التراب الوطني بالنسبة لألجانب‪.‬‬


‫‪ ‬أن يكون ً‬
‫‪ ‬أن يكون موضوعا بمركز اإليواء أو بمأوى االستقبال أو في مؤسسة ُمؤهلة لقبول المفرج‬
‫عنهم‪.‬‬

‫‪ -1‬بدر الدين معافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫‪ -2‬بوزيدي مختارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ ‬أن يخضع لتدابير المراقبة أ العالج بقصد إزالة التسمم بالنسبة للمفرج عنهم المدنيين‪.‬‬
‫المستحقة لخزينة الدولة وكذا التعويضات للضحية أو لممثله‬
‫‪ ‬أن يدفع المبالغ المالية ُ‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫ب‪ .‬السلبية‪:‬‬

‫نصت عليها المادة ‪ 118‬من األمر ‪ 02-82‬الملغى وتتمثل في االلتزامات اآلتية‪:‬‬

‫المصنفة في رخصة السياقة‪.‬‬


‫‪ ‬االمتناع عن قيادة بعض أنواع العربات ُ‬
‫‪ ‬أن ال يتردد على بعض األماكن مثل محالت بيع المشروبات والمالهي‪.‬‬
‫‪ ‬االمتناع عن االختالط مع القائمين معه في ارتكاب الجريمة و شركائه‪.‬‬
‫المتضررين من الجريمة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يستقبل في مسكنه بعض األشخاص وال سيما ُ‬

‫الفرع الرابع‪ :‬انتهاء اإلفراج المشروط‬

‫ينتهي اإلفراج المشروط بطريقتين إما بانقضاء مدة اإلفراج ليتحول إلى إفراج نهائي أو‬
‫بإلغاء قرار اإلفراج‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء مدة اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫المحددة في قرار اإلفراج المشروط يتحول إلى إفراج نهائي فال يجوز‬
‫بمجرد انقضاء المدة ُ‬
‫المفرج عنه إلى المؤسسة العقابية‪ ،‬وقد تباينت مواقف العقوبة المحكوم بها بالنسبة‬
‫إعادة ُ‬
‫بمجرد إنتهاء المدة‬
‫المفرج عنه فمن وجهة نظر االتجاه التقليدي أنه ُ‬
‫لاللتزامات المفروضة على ُ‬
‫المتبقية من العقوبة تنتهي االلتزامات المفروضة على المفرج عنه‪ ،‬وهو ما أخذ به المشرع‬
‫الجزائري في أحكام المادة ‪129‬م‪ 3‬من القانون ‪ 02-02‬أما االتجاه الحديث فهو يقضي بجواز‬

‫‪77‬‬
‫امتداد االلتزامات إلى ما بعد انقضاء العقوبة وهو ما أخذ به التشريع الفرنسي طبقًا للمادة‬
‫‪ 2/833‬من قانون تنظيم السجون الفرنسي (‪.)1‬‬

‫قائما‬
‫ويتم إعفاء المفرج عنه من االلتزام بتنفيذ المدة المتبقية من العقوبة ويظل ُحكم اإلدانة ً‬
‫بكل ما يترتب عليه من آثار وبالتالي فإنه ال يحصل على رد االعتبار(‪ ،)2‬وجعل المشرع الجزائري‬
‫العقوبة ُمنقضية من تاريخ اإلفراج المشروط وليس من تاريخ اإلفراج النهائي (‪.)3‬‬

‫السجناء بتحسين ُسلوكهم في السجن بغاية الخروج قبل نهاية‬


‫وبالتالي هذا النظام ُيغري ُ‬
‫أجل العقوبة وتسهيل ُمهمة إعادة تأهيلهم وتهذيبهم في الحياة االجتماعية مع تقديم كل الضمانات‬
‫المراقبة إلى نهاية العقوبة كاملة (‪.)4‬‬
‫وفرض عليهم ُ‬

‫ثانيا‪ :‬إلغاء مقرر اإلفراج المشروط‪:‬‬


‫ا‬

‫تنتهج التشريعات فيما يتعلق بإلغاء اإلفراج المشروط أحد المذهبين‪ ،‬إما تقرير اإللغاء‬
‫المفرج عنه لاللتزامات المفروضة عليه‪ ،‬واما تقرير اإللغاء في حالة فشل‬
‫كجزاء على مخالفة ُ‬
‫المعاملة التأهيلية التي ينطوي عليها اإلفراج المشروط في إصالح و تأهيل المفرج عنه‪.‬‬

‫فاالتجاه األول يتماشى والمفهوم الكالسيكي لإلفراج الشرطي باعتباره منحة معلقة على‬
‫شرط واذا ما أخل المفرج عنه بااللتزامات المفروضة عليه يترتب عليها إلغاء اإلفراج المشروط‬
‫وبالتالي يتحقق الشرط الذي ُيلغي اإلفراج المشروط وهو ما أخذ به المشرع المصري من خالل‬
‫المواد ‪ 28‬و ‪ 90‬من قانون تنظيم السجون المصري(‪.)5‬‬

‫نهائيا‪ ،‬وفي هذه الحالة‬


‫‪ -‬تنص المادة ‪ 833‬على ‪" :‬إذا لم ُيبلغ اإلفراج المشروط قبل انقضاء فترة اإلفراج ُيعد اإلفراج ً‬
‫‪1‬‬

‫تُعتبر العقوبة قد انتهت من تاريخ اإلفراج المشروط"‪.‬‬


‫‪ -2‬الطاهر بريك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -3‬اعتبر المشرع المصري أن العقوبة تنقضي من تاريخ اإلفراج النهائي ال من تاريخ اإلفراج المشروط طبقا للمادة ‪ 91‬من‬
‫‪78‬‬ ‫قانون تنظيم السجون المصري‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 3/129‬من القانون رقم ‪ ،02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬
‫‪ -5‬بوزيدي مختارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.288‬‬
‫أما االتجاه الثاني فيرى أنه في حالة إخالل المفرج عنه لاللتزامات المفروضة عليه باعتباره‬
‫يكشف عن المعاملة التأهيلية التي ينطوي عليها اإلفراج المشروط لم تنجح في تأهيل و إصالح‬
‫المفرج عنه‬
‫المفرج عنه‪ ،‬مما يقتضي أن تُحدد أسباب اإللغاء على نحو يسمح بتقدير شخصية ُ‬
‫المشرع الفرنسي بحيث‬
‫وتُبين مدى صالحتية لنظام اإلفراج الشرطي ‪ ،‬وقد أخذ بهذا االتجاه ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫أجاز إلغاء اإلفراج المشروط في حالتي سوء السلوك أو عدم الخضوع إلجراءات المساعدة و‬
‫الرقابة أـو عدم مراعاة االلتزامات الخاصة أو صدور ُحكم جديد باإلدانة وهذا حسب المادة ‪833‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي (‪.)2‬‬

‫وقد انتهج المشرع الجزائري نفس االتجاه وهذا حسب المادة ‪ 122‬و ‪ 128‬من القانون‬
‫‪. 02-02‬‬

‫ثالثاا‪ :‬أسباب إلغاء اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫يلغى اإلفراج المشروط إذا طرأت إشكاالت عرضية والتي من شأنها إبطال قرار اإلفراج‬
‫المشروط وذلك في حالة ارتكاب المفرج عنه جريمة أخرى فيصدر ُحكم جديد باإلدانة و الحالة‬
‫الثانية إذا ما خالف أحد تدابير أو أحد االلتزامات المفروضة عليه أثناء مدة سريان تدابير الرقابة‬
‫و المساعدة‪.‬‬

‫التي حددها ُمقرر اإلفراج المشروط‪ ،‬وهذا يتعين العمل بإجراءات إلغاء ُمقرر اإلفراج‬
‫المشروط و اآلثار المترتبة عنه‪.‬‬

‫أ‪ .‬إذا صدر ُحكم جديد باإلدانة‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد لريد‪ ،‬المرجع اسابق‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫‪ -2‬عمر خوري‪ ،‬اإلفراج المشروط كوسيلة إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪79‬‬
‫المفرج عنه بشرط جريمة أو حتى ًمخالفة خالل فترة االختبار‬
‫وهذا في حالة ما إذا ارتكب ُ‬
‫هذا يعني بأن المفرج عنه بشرط لم ُيظهر جدارته لالستفادة من هذا النظام واعالنه عن فشل‬
‫ص بها (‪.)1‬‬
‫المعاملة العقابية التي ُخ َ‬
‫ُ‬

‫الحكم نهائي وهذا ما يستفاد من عبارة " حكم جديد باإلدانة "‪،‬‬
‫كما ال ُيشترط ألن يكون ُ‬
‫الحكم لم‬
‫وفي هذه الحالة يشترط صدور حكم يقضي باإلدانة إذ ال يكفي ُمجرد االتهام أو أن ُ‬
‫يصدر بعد‪ ،‬والحكم بالبراءة ال ينفي هذا الشرط (‪.)2‬‬

‫ب‪ .‬عدم احترام الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 141‬من ق‪.‬ت‪,‬س‪:‬‬

‫المفرج عنه الشروط وااللتزامات المفروضة عليه أثناء مدة سريان تدابير الرقابة‬
‫إذا ما خالف ُ‬
‫المساعدة المحددة في مقرر اإلفراج المشروط‪ ،‬يترتب عليه إلغاء اإلفراج المشروط إال أن‬
‫و ُ‬
‫المختصة باإللغاء لها سلطة تقديرية في‬
‫السلطة ُ‬
‫المادة ‪ 128‬جاءت بصيغة الحوار مما يفيد ُ‬
‫وتبعا لذلك يترتب‬
‫شرطيا ً‬
‫ً‬ ‫تكييف اإلخالل بالشروط و االلت ازمات المفروضة على المفرج عنه‬
‫حتما إلغاء ُمقرر اإلفراج المشروط‪ ،‬بل يدخل ذلك في إطار‬
‫على أي إخالل منه يشرط أو تدبير ً‬
‫المختصة في تكييف اإلخالل و تحديد مدى تأثيره على‬
‫السلطة التقديرية التي تتمتع بها السلطة ُ‬
‫ُ‬
‫المفرج عنه (‪.)3‬‬

‫وقد أضافت المادة ‪ 191‬من القانون ‪ 02-02‬حالة أخرى يجوز فيها للجنة تكييف‬
‫العقوبات إلغاء مقرر اإلفراج المشروط الصادر عن قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬وهذا بعد عرضه‬
‫عليها في أجل ثالثين (‪ )30‬يوم من طرف وزير العدل‪ ،‬بناءا على إخطار يصله ومفاده أن هذا‬
‫المقرر ُيعاد المفرج عنه‬
‫المقرر من شأنه المساس بالنظام العام و األمن وعند إلغاء ُ‬
‫المقرر هذا ُ‬
‫ُ‬
‫نظر‬
‫شرطيا إلى نفس المؤسسة العقابية ليقضي باقي عقوبته فهذه الحالة لم تُدرج بالمادة ‪ً 128‬ا‬
‫ً‬

‫‪ -1‬عمر خوري‪ ،‬اإلفراج المشروط كوسيلة إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪ -3‬الطاهر بريك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫لخصوصيتها ففي هذه الحالة ال ُيشترط إلغاء اإلفراج المشروط صدور ُحكم اإلدانة كون األمر‬
‫شرطيا (‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫المفرج عنه‬
‫يعا ل ُمواجهة االضطراب الذي ُيحدثه سلوك ُ‬
‫تدخ ًال سر ً‬
‫يتطلب ُ‬

‫ابعا‪ :‬إجراءات إلغاء مقرر اإلفراج المشروط‪:‬‬


‫ر ا‬

‫تختلف إجراءات اإلفراج المشروط من دولة إلى أخرى وذلك بحسب تشريع كل دولة وما‬
‫إذا كان قرار اإلفراج المشروط صادر من سلطة إدارية أم من سلطة قضائية‪ ،‬و الحكمة من‬
‫إبتداءا هي أنها أعلم‬
‫ً‬ ‫إسناد مهمة إلغاء اإلفراج المشروط إلى السلطة التي أصدرت قرار اإلفراج‬
‫المفرج عنه وظروفه الشخصية واالجتماعية‪ ،‬فقد منح المشرع الجزائري اختصاص بإلغاء‬
‫بأحوال ُ‬
‫ُمقرر اإلفراج المشروط إما إلى قاضي تطبيق العقوبات أو وزير العدل حسب الحالة ووفق‬
‫ألحكام المادة ‪ 128‬من القانون ‪:)2( 02-02‬‬

‫أوالا‪ :‬سلطة اإللغاء‪:‬‬

‫أ‪ .‬بالنسبة لقاضي تطبيق العقوبات‪:‬‬

‫إذا كان ُمقرر اإلفراج المشروط صدر عن قاضي تطبيق العقوبات يقوم بتحرير ُمقرر‬
‫اإللغاء إلى ثالثة ُنسخ‪ ،‬تُرسل إلى مدير المؤسسة العقابية‪ ،‬ونسخة ثانية إلى النائب العام‪ ،‬أما‬
‫النسخة األخيرة إلى المفرج عنه ليلتحق بالمؤسسة العقابية‪ ،‬كما يجوز للنيابة العامة أن تُسخر‬
‫القوة ا لعمومية لتنفيذ مقرر إلغاء اإلفراج المشروط وترسل نسخة من مقرر اإللغاء إلى كل من‬
‫وزير العدل حافظ األختام ومصلحة السوابق القضائية‪.‬‬

‫ب‪ .‬بالنسبة لوزير العدل‪:‬‬

‫أما إذا كان إلغاء مقرر اإلفراج المشروط صدر عن وزير العدل فيحرر في عدة نسخ‬
‫تُرسل إلى كل من قاضي تطبيق العقوبات ومدير المؤسسة العقابية ويتم تقييد مقرر إلغاء في‬

‫‪ -1‬بدر الدين معافة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.238‬‬


‫‪ -2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪81‬‬
‫سجل السجن ويتم طلب الملف الشخصي للمحكوم عليه من المؤسسة التي أُفرجت عليه ليتم‬
‫ضم مقرر اإللغاء (‪.)1‬‬

‫فالمشرع الفرنسي فقد جعل اختصاص إلغاء قرار اإلفراج المشروط من اختصاص كل‬
‫ُ‬
‫من قاضي تطبيق العقوبات في حاالت معينة ووزير العدل‪ ،‬وهذا بحسب الحاالت التي سبق‬
‫لكل منهما أن قر ار فيه األمر بمنحة وعالوة على ذلك يحق لقاضي تطبيق العقوبات من إبداء‬
‫رأيه متى كان غير مختص بتقريره بعد استشارة لجنة المساعدة التي تضطلع بأمر المحكوم عليه‬
‫كما أنه يتمتع بسلطة تقدير سالمة اإللغاء وفرضه وذلك وفقًا للماجدة ‪ 833‬من قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية الفرنسي‪.‬‬

‫تبعا لظروف كل قضية ففي األحوال الطارئة يجب‬


‫وتختلف إجراءات اإللغاء في فرنسا ً‬
‫القبض على المفرج عنه بناء على أمر قاضي تنفيذ العقوبات‪ ،‬بعد سماع أقوال المستشار‬
‫الرسمي تُقدم القضية إلى وزير العدل للبث فيها‪ ،‬أما فيما عدا ذلك من األحوال مثل األحوال‬
‫مشينا عدم‬
‫التي ُيدان فيها المفرج عنه الرتكابه جريمة جديدة أو عندما يسلك المفرج عنه سلو ًكا ً‬
‫التقيد باألسس التي وضعت عند منح اإلفراج فإن لوزير العدل أن ُيلغي القرار بناء على مشورة‬
‫قاضي تنفيذ العقوبات و اللجنة االستشارية (‪.)2‬‬

‫السلطة اإلدارية المشرع‬


‫ومن القوانين التي أسندت سلطة إلغاء اإلفراج المشروط إلى ُ‬
‫بناءا‬
‫المصري وذلك في حالة مخالفة المفرج عنه الواجبات المفروضة عليه لمدير عام السجون ً‬
‫على طلب رئيس النيابة في الجهة التي يوجد بها المفرج عنه ويجب أن ُيبين في الطلب األسباب‬
‫المبررة له وذلك وفقا للمادة ‪ 28‬الفقرة ‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬س‪ .‬المصري التي نصت على‪ " :‬أن يكون‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز بن الرومي‪ ،‬اإلفراج الشرطي في النظام السعودي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة نايف للعلوم‬
‫‪82‬‬ ‫األمنية‪ ،‬السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.122‬‬
‫إلغاء اإلفراج في هذه الحالة بأمر مدير عام السجون بناء على طب رئيس النيابة في الجهة‬
‫التي بها المفرج عنه ويجب أن يبين في الطلب السباب المبررة له" (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مدى إمكانية الطعن في قرار اإللغاء‬


‫ا‬

‫بالرجوع إلى القانون ‪ 02-02‬المتعلق بقانون تنظيم السجون‪ ،‬نالحظ أن موقف المشرع‬
‫الجزائري غير واضح‪ ،‬حيث التزم السكوت إزاء هذا اإلجراء كما أن المشرع لم ُيحدد طبيعة‬
‫الق اررات الصادرة عن قاضي تطبيق العقوبات هل هي ق اررات إدارية أم ق اررات قضائية أي تقبل‬
‫الطعن بالطريق العادي أو اإلداري مما ال يسمح للمفرج عنه بالطعن تدارك ما قد يقع من خطأ‬
‫في قرار اإللغاء‪.‬‬

‫يحا هي الحالة التي يكون قرار‬


‫و الحالة الوحيدة التي كان فيها المشرع واضحا وصر ً‬
‫إلغاء اإلفراج المشروط صادر عن لجنة تكييف العقوبات طبقًا للمادة ‪ 191‬من ق‪.‬ت‪.‬س‪ .‬وتكون‬
‫مقرر اللجنة في هذه الحالة نهائية وغير قابلة ألي طعن (‪.)2‬‬

‫بدءا من ‪ 2001/01/01‬اعترف بحق المفرج عنه‬


‫وخالفًا لذلك نص المشرع الفرنسي ً‬
‫شرطيا في الطعن في قرار إلغاء اإلفراج المشروط إما أمام غرفة االستئناف الجنحية بمحكمة‬
‫ً‬
‫االستئناف إذا كان القرار صادر عن قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬واما أمام المحكمة الوطنية لإلفراج‬
‫المشروط إذا كان القرار صاد عن المحكمة الجهوية لإلفراج المشروط (‪.)3‬‬

‫أما قانون اإلجراءات الجنائية المصري نص على أن ق اررات قاضي التنفيذ ومن بينها‬
‫ق اررات اإلفراج المشروط‪ ،‬و إلغائها ق اررات نهائية ال تقبل الطعن فيها أما ق اررات اإللغاء التي‬

‫‪ -1‬عمر خوري‪ ،‬اإلفراج المشروط كوسيلة إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ -2‬بدر الدين معافة المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪ -3‬بدر الدين معافة‪ ،‬المرجع السابق‪.222 ،‬‬
‫تُصدرها السلطة اإلدارية – مدير عام مصلحة السجون‪ ، -‬فإنه وفقًا لقضاء مجلس الدولة‬
‫المصري يجوز الطعن عليه أمام القضاء (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬آثار إلغاء اإلفراج المشروط‪:‬‬

‫يترتب على صدور قرار اإلفراج المشروط الصادر من قاضي تطبيق العقوبات أو وزير‬
‫العدل حافظ األختام إعادة المحبوس إلى المؤسسة العقابية لقضاء ما تبقى من ُعقوبته إلى أن‬
‫ُيفرج عنه نهائيا على أن يتم حساب المدة التي قضاها في نظام اإلفراج المشروط وهذا حسب‬
‫المادة ‪ 128‬من القانون ‪.)2( 02-02‬‬

‫وقد اخذ المشرع الفرنسي بهذا االتجاه قبل المشرع الجزائري من خالل ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬الفرنسي‬
‫حيث نص في المادة ‪ 3/833‬على‪ " :‬إلزام المحكوم عليه بتمضية كل أو جزء مدة من العقوبة‬
‫التي من الواجب تمضيتها في تاريخ اإلفراج المشروط عنه" (‪.)3‬‬

‫المفرج عنه إلى المؤسسة‬


‫المختصة إعادة ُ‬
‫وذلك مراعاة النظام العام وعلى ذك يجوز للجهة ُ‬
‫المتبقية بهدف الردع دون أن ُينهي اإلفراج المشروط‪ ،‬ويمحو‬
‫العقابية لتمضية جزء من العقوبة ُ‬
‫العمل و الجهود المبذولة من المصالح العقابية‪.‬‬

‫أما من حيث جوازيه إعادة منح اإلفراج المشروط فإن التشريعات العقابية ا تمنع من‬
‫تكرار منح اإلفراج المشروط‪ ،‬إال أننا نجد المشرع الجزائري فير واضح المعالم لعدم وجود مص‬
‫يمنع من تكرار منح اإلفراج المشروط وفق نص المادة ‪ 92‬من ق‪.‬ت‪.‬س‪ .‬المصري على عكس‬
‫المشرع الفرنسي الذي لم تنص على جواز تكرار منح اإلفراج المشروط‪.‬‬

‫بخصوص المدة المتبقية التي يقضيها المحبوس بعد إيداعه السجن مرة ثانية فهي المدة‬
‫التي قضاها في نظام اإلفراج المشروط‪ ،‬وهذا ما سنستخلصه منن نص المادة ‪ 3/128‬السالفة‬

‫‪ -1‬محمد عيد الغريبـ المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228-229‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 128‬من القانون ‪ ،02-02‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪- La ville (B), La meyre (X), Le guide des peines, édition DALLOZ , 1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ere‬‬
‫‪édition, paris2002, p 281.‬‬
‫الذكر‪ ،‬بمعنى أن المدة التي قضاها المحبوس خارج المؤسسة قبل إلغاء اإلفراج المشروط‬
‫تُحسب‪.‬‬

‫أ‪ .‬اإلعادة إلى المؤسسة العقابية لتنفيذ المدة المتبقية من العقوبة‪:‬‬

‫عند صدور مقرر اإللغاء لإلفراج المشروط يترتب عليه أنه ُيعاد المفرج عنه إلى المؤسسة‬
‫العقابية لتنفيذ العقوبة التي قد صدر من أجلها اإلفراج المشروط و األصل وفقًا للمفهوم الكالسيكي‬
‫لإلفراج المشروط أن ُيمضي المحكوم عليه في المؤسسة العقابية كل الفترة المتبقية من العقوبة‬
‫وهذا احكم مستمد من مبادئ القانون العام الخاص بفسخ العقود‪ ،‬فإلفراج عن المحكوم عليه‬
‫معلق على شرط فاسخ هو اإلخالل بااللتزامات المفروضة‪ ،‬فإذا تحقق الشرط فُسخ اإلفراج بأثر‬
‫رجعي وكأنه لم يكن ويعني ذلك من الوجهة العقابية أن يعود المحكوم عليه إلى ذات الوضع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫شرطيا أن يعود تنفيذ العقوبة‬
‫ً‬ ‫القانوني الذي كان يوضع فيه تاريخ اإلفراج عنه‬

‫وقد أخذ بهذا االتجاه األمر رقم ‪ ،)2(02/82‬حيث ظل هذا القانون يحرم المحكوم عليه‬
‫من المدة التي كان يتمتع فيها باإلفراج المشروط فال تُحتسب له عند تحديد المدة المتبقية له‬
‫لقضائها في السجن‪ .‬كما سار على هذا النهج المشرع المصري حيث نص على ذلك في المادة‬
‫‪ 28‬من قانون تنظيم السجون المصري (‪.)3‬‬

‫و يجد هذا االتجاه سنده في أنه يحدد بطريقة واضحة ومنطقية جزاء سلوك المحكوم‬
‫شرطيا ُيحاط علما بااللتزامات المفروضة عليه و الجزاء‬
‫ً‬ ‫عليه‪ ،‬حيث أنه في تاريخ اإلفراج عنه‬
‫عمدا ُيعاد إلى المؤسسة العقابية (‪.)4‬‬
‫الذي يستحقه واذا ما أخل بهذه االلتزامات ً‬

‫بما أنه ليس من العدل أن يخضع المحكوم عليه لإلعادة إلى الحبس مدة مساوية للقدر‬
‫المتبقي من العقوبة المحكوم بها في يوم اإلدراج المشروط خاصة إذا ما صدر اإللغاء بعد فترة‬

‫‪ -1‬نبيلة بن الشيخ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 3/181‬من األمر ‪ 02-82‬المتضمن قانون تنظيم السجون و إعادة تربية المساجين‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد المجيد بوكروج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -3‬محمد عيد الغريب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫طويلة من اإلفراج المشروط فإن المشرع الجزائري أعاد النظر في هذه المدة التي قضاها المفرج‬
‫عنه في نظام اإلفراج المشروط عقوبته مقضيه تدخل في حساب مدة العقوبة الممضاة‪.‬‬

‫أما عن موقف المشرع الفرنسي فكان أكثر مرونة‪ ،‬حيث أصَّر في المادة ‪ 833‬الفقرة ‪3‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجزائية الفرنسي للسلطة المختصة بتقدير تنفيذ كل أو جزء من المدة‬
‫تبعا لما تكشف عنه حاجة المحكوم عليه التي يراعي فيها الفترة‬
‫المتبقية من العقوبة المحكوم بها ً‬
‫التي أمضاها خالل فترة اإلفراج‪ .‬وذلك مراعاة العتبارات التأهيل االجتماعي إضافة إلى مراعاة‬
‫النظام العام‪ ،‬وعلى ذلك يجوز للجهة المختصة إعادة المفرج عنه إلى المؤسسة العقابية لتمضية‬
‫جزء من عقوبته المتبقية بهدف الردع‪ ،‬دون أن ُينهي اإلفراج المشروط دون عالج ويمحوا العمل‬
‫و الجهود المبذولة من المصالح العقابية (‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬مدى جواز إعادة منح اإلفراج المشروط بعد إلغائه‪:‬‬

‫تباينت مواقف القوانين المقارنة حول مسألة إعادة منح اإلفراج لمن ألغي قرار إفراجه فقد‬
‫كان موقف المشرع الجزائري إزاء هذه الحالة غير واضح لعدم وجود أي نص يمنع ذلك على‬
‫األقل من الناحية القانونية‪ ،‬أما ذا اتجهنا إلى الواقع العملي فغنه حتى ولو أعيد منح اإلفراج‬
‫المشروط مرة ثانية إلى المفرج عنه ال يستفيد مرة أخرى بهذا اإلفراج (‪.)2‬‬

‫أما التشريع الفرنسي فلم ينص على جواز تكرار منح اإلفراج المشروط للمحكوم عليهم‬
‫الذين كانوا محالً لقرار اإللغاء كن من الناحية الواقعية لم يتضمن ما يحول تكرار اإلفراج‬
‫المشروط (‪.)3‬‬

‫إيجابيا فأجاز منح اإلفراج المشروط مرة أخرى إذا‬


‫ً‬ ‫لكن بالمقابل هناك من اتخذ موقفًا‬
‫يعد معه محتاجا إلى البقاء في المؤسسة‬
‫تبين أن المحكوم عليه قد تحسن سلوكه إلى حد لم ُ‬

‫‪ -1‬معافة بدر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬


‫‪ -2‬مختارية عمايدية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪122‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪ -3‬عبد المجيد بوكروج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫العقابية‪ ،‬وفي هذه الحالة تعتبر المدة المتبقية من العقوبة بعد إلغاء اإلفراج كأنها مدة عقوبة‬
‫محكوم بها بذاتها تُطبق عليها شروط اإلفراج‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 92‬من قانون تنظيم‬
‫السجون المصري‪ ،‬وليس في هذا القانون ما يحول دون تكرار اإلفراج مرة ثالثة‪ ،‬ولو أن ذلك‬
‫بعيد االحتمال في العقوبة الواحدة (‪.)1‬‬

‫إن رفض منح المحكوم عليه فرصة جديدة سيترتب على إلغاء اإلفراج المشروط وضع‬
‫نهائي ال عالج له‪ ،‬وهو ما يتناقض مع المفهوم الحديث لإلفراج المشروط ألن الغرض من‬
‫تكرار اإلفراج المشروط هو فتح باب األمل أمام المحكوم عليه و تشجيعه على تحسين سلوكه‪،‬‬
‫حيث نجد أن موقف المشرع الفرنسي في تكرار منح اإلفراج المشروط بعد إلغائه أفضل مما أقره‬
‫المشرع الجزائري و المصري ألنه يغني عن اتخاذ اإلجراءات الالزمة القتراح اإلفراج الجديد‪.‬‬

‫فضالً عن ذلك سيحول دون أن يكون هذا إلغاء من الناحية العملية بقرار غير قابل‬
‫للرجوع فيهو يجعله وسيلة أساسية ومؤقتة لتسهيل تأهيل المفرج عنهم في الوسط المفتوح‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيلة بن الشيخ‪ ،‬المرجع السابق‪.120 ،‬‬


‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫وقف تنفيذ العقوبة و المراقبة اإللكترونية‬

‫لقد أكدت معظم التجارب في المجال القضائي بشتى الدول فشل العقوبات السالبة للحرية‬
‫قصيرة المدة في وظيفتها و دورها الفعال بل ساهمت في تكريس أزمات تخص ظاهرة الجنوح‬
‫البسيط التي ال تستدعي عقوبات تؤدي بالمحكوم عليه الزج به في المؤسسات العقابية التي قد‬
‫تشهد ارتفاعا في نسبة السجناء والرفع من الطاقة اإلستعابية للمؤسسات العقابية مما يجعل‬
‫السجن وسيلة لرفع مؤشر الجريمة ال القضاء عليها‪.‬‬

‫وقد يتطلب األمر أمام هذا الواقع الغير مرغوب فيه اتخاذ خيارات جديدة تخدم المحكوم‬
‫عليه في نفس الوقت تخدم الجهة القضائية في تحقيق أغراض العقوبة و االبتعاد عن سلب‬
‫الحرية‪ ،‬سعت التشريعات على ابتكار أفكار حديثة تتجاوز بها المبادئ التقليدية في القانون‬
‫الجنائي وذلك من خالل ابتداع أفكار معاصرة للتفرد العقابي و القضائي تقوم فكرته على إدانة‬
‫المج رم وتحديد العقوبة المالئمة له وتعليق تنفيذها على شرط وهذا ما يسمى بوقف التنفيذ‪ ،‬أو‬
‫بتوظيف التكنولوجيا من خالل ما يسمى بالمراقبة اإللكترونية‪.‬‬

‫ومن هنا سوف نقسم هذا الفصل إلى مبحثين األول حول وقف تنفيذ العقوبة والثاني حول‬
‫السوار اإللكتروني‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫المبحث األول‪ :‬وقف تنفيذ العقوبة‬

‫إن نظام وقف تنفيذ العقوبة هو أحد بدائل العقاب التي تحول دونّ إيقاعه‪ ،‬والتي‬
‫أوحت بها السياسة الجنائية العلمية‪ ،‬ووقف تنفيذ العقوبة هو احد أساليب المعاملة والتفريد‬
‫العقابي الني تُخول القاضي أن يأمر في الحكم الذي ُيصدره بعدم تنفيذ العقوبة‪ ،‬إذ رأى أن‬
‫إدانة المحكوم عليه كافية لردعه وأن تنفيذ العقوبة قد يأتي على المحكوم عليه بأثر عكسي‬
‫سيما عقوبة الحبس التي قد يفسد المحكوم عليه الذي ارتكب الجريمة عن هفوة أو بالصفة‬
‫من تنفيذها‪ ،‬وذلك من مخالطته للمجرمين المحترفين‪ ،‬فيغادر السجن عند انقضاء مدته أكثر‬
‫خطورة من اليوم الذي أُدخل فيه ولهذه العلة ولغيرها أخذت التشريعات بهذا النظام (‪.)1‬‬

‫سوف نتناول دراسة هذا المبحث من خالل مطلبين فالمطلب األول خصصناه لماهية‬
‫وقف تنفيذ العقوبة أما المطلب الثاني فيتناول شروط وقف تنفيذ العقوبة وآثارها القانونية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية نظام وقف تنفيذ العقوبة‬

‫يعتبر وقف تنفيذ العقوبة نظام حديث النشأة يتمثل في تعليق تنفيذ العقوبة لمدة زمنية‬
‫محددة تكون بمثابة فترة تجربة للمحكوم عليه‪ ،‬وعليه سنتعرض إلى نظام وقف التنفيذ من خالل‬
‫التعريف اللغوي(الفرع األول) والتعريف االصطالحي في (الفرع الثاني) ونشأته في (الفرع‬
‫الثالث)‪ ،‬أما (الفرع الرابع) فسنتطرق فيه إلى الطبيعة القانونية لوقف التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن بوخدار أماني حلمي أبو فرحة‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أنظر‪:‬‬
‫‪http://platform.almanhal.com//reader/2/31723‬‬
‫‪89‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي‪:‬‬

‫التنفيذ‪ :‬مصدر نفذ‪ ،‬ومعنى نفذ في لسان العرب النفاذ الجواز وفي الحكم جواز الشيء‬
‫و الخلوص منه‪ ،‬تقول نفذت أي ُجزت وقد نفذ ينفذ نفا ًذا ونفوذا وأمره نافذ أي ُمطاع‪.‬‬

‫وفي المعجم الوسيط معنى نفذ األمر نفوًذا ونفاذا مضى‪.‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ووقف تنفيذ العقوبة في اللغة ‪ :‬هو اإلمساك عن اإلجراء العملي مما قضي به الحكم‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫هناك عدة تعريفات فقهية لنظام وقف تنفيذ العقوبة ولكن رغم اختالفهما فهي لها مضمون‬
‫واحد‪:‬‬

‫بحيث ُيعرف الفقه الفرنسي بأنه ‪ ":‬سلطة مخولة للقاضي أين تُجيز له ضمن شروط‬
‫معينة يأمر بوقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬ليتحول هذا الوقف إلى إعفاء من التنفيذ متى لم يرتكب المحكوم‬
‫عليه جريمة جديدة تُؤدي إلى إلغاء وقف التنفيذ" (‪.)2‬‬

‫بمقتضاه ينطق القاضي‬


‫ويعرف الفقه المصري نظام وقف التنفيذ بأنه ‪ ":‬ذلك النظام الذي ُ‬
‫ُ‬
‫بالعقوبة ويأمر بوقف تنفيذها لمدة معينة‪ ،‬فإذا لم يرتكب المحكوم عيه أية جريمة تعبر عن‬
‫خطورته اإلجرامية أثبت بذلك حسن سلوكه خالل تلك المدة أمكن إلغاء وقف التنفيذ‪ ،‬بحيث تنفذ‬
‫عليه العقوبة المحكوم بها "(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬موقع معاجم عل الرابط التالي‪:‬‬


‫‪http :www.maajim.com/dictionary%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%BO‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Stefani (G)- Levasseur(G)- ouloc(B), droit pénal général, Dalloz, 6éme édition, 1997, N722, p 513 .‬‬
‫دار الفكر العرب‪ ،‬مصر‪ ،1888 ،‬ص ‪.911‬‬
‫‪ -3‬مأمون محمد سالمة‪ ،‬أصول علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬د‪.‬ط‪90 ،‬‬
‫أما الفقه الجزائري فعرفه بأنه ‪" :‬ذلك النظام الذي يقوم على مجرد تهديد المحكوم عليه‬
‫بتنفيذ احكم الصادر عليه بالحبس أو الغرامة إذا اقترف جريمة جديدة خالل مدة محددة تكون‬
‫بمثابة فترة للتجربة فإذا ما اجتاز المحكوم عليه هذه الفترة بنجاح دون أن يقع في جريمة ثانية‬
‫سقط الحكم الصادر ضده واعتبر كأن لم يكن" (‪.)1‬‬

‫ويعرفه أيضا بأنه ‪ ":‬إدانة للمتهم مشروطة بوقف تنفيذ الحكم على المحكوم عليه فترة‬
‫من الزمن تكون بمثابة فترة االختبار و التجربة‪ ،‬الغرض منه إصالح المحكوم عليه‪ ،‬فإذا مضت‬
‫الفترة المقررة لوقف التنفيذ دون أن يثبت ارتكاب المحكوم عليه لجريمة أخرى اعتبر الحكم كأن‬
‫لم يكن" (‪.)2‬‬

‫يتضح من مجمل التعريفات السابقة أنها تُعبر عن جوهر واحد وان اختلفت عباراتها‪،‬‬
‫وهو أن نظام وقف التنفيذ يفترض إدانة المحكوم عليه لثبوت ارتكابه جريمة واستحقاقه للعقوبة‪،‬‬

‫تقدير من المشرع لمقتضيات واعتبارات تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬ترك للقاضي إعماالً‬
‫ًا‬ ‫ولكن‬
‫لسلطته التقديرية وبشروط معينة أن يعفي المحكوم عليه من تنفيذ العقوبة خالل فترة محددة‬
‫تكون بمثابة اختبار له (‪ ،)3‬كما يقوم هذا النظام على أساس التهديد بتنفيذ العقوبة على المحكوم‬
‫عليه طوال مدة االختبار وهذا يدفعه إلى إصالح شانه واستقامة سلوكه‪ ،‬أو بعبارة أخرى هو‬
‫نظام يكتفي بتهديد المحكوم عليه بالعقوبة دون توقيعها فعالً في حدود ما ُيقرره القانون بشرط‬
‫عدم عودته إلى اإلجرام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف القانوني‪:‬‬


‫ا‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.388‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل أوهايبية‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2003 ،‬ص ‪322‬‬
‫‪ -3‬محمد سالم‪ ،‬مالمح جديدة لنظام وقف التنفيذ في القانون الجنائي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1881 ،‬‬
‫‪91‬‬
‫ص‪.10‬‬
‫تناول المشرع الفرنسي نظام وقف تنفيذ العقوبة في قانون اإلجراءات الجزائي في المادة‬
‫‪ 832‬في الفقرة األولى منها (‪ ،)1‬حيث أنه يجوز للمحكمة أن تأمر بوقف تنفيذ العقوبة وفق‬
‫الحاالت و الشروط‪ ،‬وكذا في قانون العقوبات من خالل المادة ‪ 28-132‬من قانون العقوبات‬
‫حكما بالعقوبة تستطيع في الحاالت وطبقًا للشروط‬
‫بقوله‪" :‬أن الجهة القضائية التي تُصدر ً‬
‫المشار إليها الحقًا‪ ،‬أن تأمر بوقف تنفيذها‪ ،‬ويقوم القاضي رئيس الجلسة بعد النطق بالعقوبة‬
‫حاضر باآلثار التي تترتب على‬
‫ًا‬ ‫المقترنة بوقف التنفيذ البسيط‪ ،‬بإنذار المحكوم عليه إذا كان‬
‫صدور حكم في جريمة جديدة تُرتكب خالل المدة المحددة بموجب المواد ‪ 32-132‬و ‪-132‬‬
‫‪ ،)2( "38‬وحددت المواد ‪ 30-132‬إلى ‪ 32-132‬من قانون العقوبات الفرنسي شروط وقف‬
‫التنفيذ البسيط ‪.‬‬

‫أما المشرع المصري فقد نص عليه في المادة ‪ 22‬من قانون العقوبات بقوله ‪":‬يجوز‬
‫للمحكمة عند الحكم في جناية أو جنحة بالغرامة أو بالحبس مدة ال تزيد على سنة أن تأمر في‬
‫نفس الحكم بإيقاف تنفيذ العقوبة إذا رأت من أخالق المحكوم عليه أو ماضيه أو سنه أو الظروف‬
‫التي ارتكب فيها الجريمة ما يبعث على االعتقاد بأنه لن يعود إلى مخالفة القانون‪ ،‬ويجب ان‬
‫تبين في الحكم أسباب إيقاف التنفيذ‪ ،‬ويجوز أن يجعل اإليقاف شامالً ألية عقوبة تبعية و لجميع‬
‫َ‬
‫اآلثار الجنائية المترتبة على الحكم" (‪.)3‬‬

‫فإذا تبين أن المحكوم عليه ليس على درجة من الخطورة التي تتطلبّ أن تقابل بجزاء‬
‫صارم وأن احتمال عودته إلى اإلجرام احتمال ضعيف جدا وهذا األفيد أن يحكم القاضي عليه‬
‫بوقف تنفيذ العقوبة على الجاني الذي يظهر من ظروف الدعوى أنه جدير بهذه المعاملة لزوال‬
‫خطورته اإلج ارمية وقت النطق بالحكم ألن من الصالح تجنيبه ألم العقوبة فترة يوضع فيها تحت‬

‫‪1‬‬
‫‪- ART 734/1 << Le tribunal ou la cour qui prononce une peine peut, dans les cas et selon les condition prévus par‬‬
‫‪les articles 123-29 à 123-57 du code pénal, ordonner qu’il sera surcis à son exécution >> .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ART 132-29 << La juridiction qui prononce une peine peut, dans les cas et selon les condition prévu ci âpre,‬‬
‫‪ordonné , qu’il sera a son éxuction. Le président de la juridiction âpre la prononce de la peine assortie du sursis‬‬
‫‪simple , averti la condamné, l’ores qu’il et présent, des conséquences qu’entrainerait une condamnation pour ne‬‬
‫‪nouvelle infraction qui serait commise dans les délais prévus‬‬
‫‪92 par les articles 132-35 et 132-3%7>>.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 22‬من قانون العقوبات المصري‪ ،‬لسنة‪.1838‬‬
‫االختبار‪ ،‬فإذا بدر منه خالل هذه الفترة ما يثبت عدم استحقاقه لتلك المعاملة ُنفذ عليه الحكم‪،‬‬
‫أما إذا اثبت حتى نهاية تلك الفترة عند حسن الظن فيه إزالة عنه وطأة الحكم و اعتُبر كأن لم‬
‫يكن (‪.)1‬‬

‫َيتضح من النصوص السابقة أن التشريعات الجنائية لم تُقدم تعريفًا دقيقًا لنظام وقف تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬وهو أمر طبيعي إذ ليس من عادة المشرع وضع تعريفات مفصلة في صلب القوانين‪،‬‬
‫وانما اقتصرت على بيان الشروط الواجب توافرها في الجريمة التي يجوز الحكم من أجلها بعقوبة‬
‫مع وقف التنفيذ والشروط المتطلبة في العقوبة وكذا المتعلقة بالمحكوم عليه‪ ،‬وهذه األخيرة هي‬
‫أهم شروط وقف التنفيذ (‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نشأة نظام وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫رغم حداثة هذا النظام كأسلوب في معاملة الجناة إال أـن جذوره ُّ‬
‫تمتد إلى القرن ‪ 11‬على‬
‫إثر التطور الذي مس أغراض العقوبة و معاملة المجرمين‪ ،‬بحيث عرفت العقوبة في المجتمعات‬
‫البدائية طابع االنتقام‪ ،‬فكانت هذه العقوبة تُوقع من المجني عليه على الشخص الجاني بشكل‬
‫غريزي وعضوي تطبيقًا لقاعدة السن بالسن‪ ،‬إلى أن ظهرت الدولة بمفهومها الحديث وتطور‬
‫العقاب لتكون الدولة هي الهيأة التي تقرر الجزاء المناسب لكل جريمة و تعهد بتنفيذه إلى سلطة‬
‫خاصة تختارها هي القضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬يوسف عيسى حامد مخير‪ ،‬سلطة القاضي في وقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬مجلة الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النيلين‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،12‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -2‬رضا معيزة‪ ،‬نظام وقف تنفيذ العقوبة في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.21‬‬
‫وبتطور الدولة تطورت سياستها العقابية فأصبحت ال تعتني بالضحية فحسب وانما أيضا‬
‫بانعكاسات و آثار توقيع هذه العقوبة على المجتمع‪ ،‬خاصة العقوبة السالبة للحرية التي تكون‬
‫قصيرة المدة‪ ،‬بحيث أولت اهتمامها بالشخص الجاني وتقدير العقوبة التي تناسبه(‪.)1‬‬

‫فبعدما اتضح أن طبيعتها السالبة للحرية تجعل مساوئها ومضارها على المحبوس‪ ،‬فهي‬
‫أكثر إض ار ار بالمجتمع أو كما قي هي عالج أسوء من الداء (‪ ،)2‬وهذا ما دفع إلى ضرورة إيجاد‬
‫بدائل لها ويرجع الفضل إلى المدرسة الوضعية اإليطالية خاصة مؤسسها الطبيب الشرعي والعالم‬
‫النفساني "لومبروزو" و العالم الجنائي واالجتماعي "إنريكو فيري"‪ ،‬التي قدمت هذا البديل لمجرمي‬
‫الصدف أو الذين ال يدل إجرامهم على خطورة إجرامية‪ ،‬فكان نظام وقف تنفيذ العقوبة منف ًذا يلج‬
‫عالم الجزاء بموجب قانون ‪.)3( 1818‬‬

‫يخيا أن بريطانيا أول بلد اعتمد نظام وقف التنفيذ بموجب قانون صدر عام‬
‫فالثابت تار ً‬
‫‪ 1118‬والذي عدل بموجب قانون عام ‪ 1808‬ثم قانون ‪ 1821‬الذي منح حق تعليق العقوبة‬
‫على سبيل التجربة (‪.)4‬‬

‫كما كانت الرائدة في األخذ بهذه الفكرة حيث سمحت للقاضي عن طريق االجتهاد‬
‫القضائي إذا ما اعترضته وقائع بسيطة لالمتناع عن النطق بالعقاب بعد إدانة المتهم‪ ،‬إذا اقتنع‬
‫أنه من مجرمي الصدفة مرجو إصالحه‪ ،‬وعليه يتجنب وضعه في السجن خشية اختالطه مع‬
‫الجرمين باالعتياد مم يؤدي إلى إفساده (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬عمر سالم‪ ،‬مالمح جديدة لنظام وقف التنفيذ في القانون الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1881 ،‬‬
‫ص‪.93‬‬
‫‪ -2‬أحمد عوض بالل‪ ،‬النظرية العامة للجزاء الجنائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1899 ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -3‬آسيا نعمون‪ ،‬نظام وقف تنفيذ العقوبة في التشريع الجزائري و سلطة القاضي الجزائي في تفعيله‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫األكاديمية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2018 ،1‬ص ‪.132‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -4‬نوال غراب‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2019-2012 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -5‬فريد الزغبي‪ ،‬الموسوعة الجزائية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬بيروت عام ‪ ،1882‬ص ‪.89‬‬
‫ونظر لفعالية هذا النظام فقد تبنته العديد من الدول األنجلوسكسونية مثل الواليات المتحدة‬
‫ًا‬
‫األمريكية وكندا بموجب قانون ‪ ،)1(1118‬وبسرعة فائقة انتقل هذا النظام إلى الدول الالتينية‪،‬‬
‫فنقلته الدول األوربية وعلى رأسهم فرنسا بقانون ‪ 03/29‬والذي عرف ثالثة أنظمة أهمها نظام‬
‫وقف التنفيذ البسيط‪ ،‬ونظام وقف التنفيذ المشروط بالتجربة وكذلك نظام وقف التنفيذ مع االلتزام‬
‫بأداء عمل ذا نفع عام (‪ . )2‬ثم أنتشر بعد ذلك في كثير من الدول المجاورة فأخذت به بلجيكا‬
‫‪ ،1111‬وسويس ار في ‪28‬أوت ‪ ،1812‬والنرويج في ‪ 28‬ماي‪ ،1182‬و إيطاليا في ‪ 29‬جويلية‬
‫‪.)3( 1820‬‬ ‫‪ ،1802‬والسويد في سنة ‪ ،1809‬وكذلك إسبانيا سنة ‪ ،1801‬وألمانيا في‬

‫وتعتبر مصر الدولة العربية السباقة لنقل هذا النظام‪ ،‬فقد عرفه قانون العقوبات المصري‬
‫الصادر في سنة ‪ 1802/032/12‬بمواده من ‪ 22‬إلى ‪ .22‬أما المشرع الجزائري فبموجب األمر‬
‫‪ 122/99‬المؤرخ في ‪ 1899/09/01‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية عرف نظام وقف‬
‫تنفيذ العقوبة وذلك بالنص عليه في المواد من ‪ 982‬إلى ‪ 282‬تحت عنوان "في إيقاف التنفيذ"‬
‫في الباب األول من الكتاب السادس‪ ،‬المتعلق ببعض إجراءات التنفيذ‪ ،‬وقد تم تعديل المادة ‪282‬‬
‫من هذا القانون‪ ،‬بموجب قانون ‪ 12/02‬المؤرخ أدخل صورة وقف التنفيذ الجزئي بعدما كان‬
‫وقف التنفيذ ال يخضع للتجزئة‪ ،‬فإما أن يشمل كامل العقوبة أو اليمسها أصالً‪ ،‬ثم تعديل عام‬
‫‪ 2012‬يخص المادة ‪ 283‬من قانون اإلجراءات الجزائية (‪.)4‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫ُيقصد بالطبيعة القانونية أي تحديد مكانة نظام وقف تنفيذ العقوبة في أنظمة التفريد فالبد‬
‫أوال من تعريف التفريد العقابي و تحديد أنواعه‪.‬‬

‫‪ -1‬رانيا عبادي‪ ،‬جميلة برابعة‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في التشريع الجزائري‪ ،‬المدرسة العليا لقضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬محمد صبحي نجم‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،1811 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -4‬آسيا نعمون‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫أوالا‪ :‬التفريد العقابي وأنواعه‪:‬‬

‫يقصد بالتفريد العقابي ضرورة تدرج العقوبة في النوع و المقدار حتى تتالءم مع جسامة‬
‫الجريمة واشخص الجاني ومدى خطورته اإلجرامية‪.‬‬

‫ويعرف حينئذ بالتفريد التشريعي و قد يتم‬


‫و التفريد قد يكون محله في مرحلة التشريع ُ‬
‫التفريد في مرحلة اختيار القاضي للعقوبة و ُيعرف بالتفريد القضائي للعقوبة‪ ،‬وقد يكون أخي ار‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫في مرحلة تنفيذ العقوبة وعرف بالتنفيذ اإلداري أو التنفيذ للعقوبة‬

‫ثانيا‪ :‬أنواعه‪:‬‬

‫التفريد التشريعي ‪ :L’individualisation L’égale‬هو ذلك الذي يراعيه المشرع‬


‫تدرجا في العقوبة بحسب ظروف‬
‫ً‬ ‫عندما ينشئ في العقوبات التي يقررها في النص الجنائي‬
‫الجرائم أو الجناة‪ ،‬فيرفض على القاضي تطبيق نص معين عقوبته أشد أو أخف من العقوبة‬
‫المقررة للفعل نفسه إذا وقع في ظروف معينة‪ ،‬ويكون بالنص على عقوبات تدابير وقائية تختف‬
‫باختالف األفعال وطوائف المجرمين‪ ،‬ومن أمثلته تحديد القانون عقوبة خاصة للزوج الذي يقتل‬
‫زوجته بدفع الشرف‪ ،‬إذ أن العقوبة هي الحبس بدالً من عقوبة الجناية المقررة للقتل العمد (‪.)2‬‬

‫ولذلك يكتفي المشرع بتحديد العقوبة على أساس درجة جسامة الجريمة من جانبها‬
‫المادي ودرجة مسؤولية الجاني التي يعتقد أنها عادلة ومالئمة إزاء شخص في ظروف عادية‬
‫مسلما في الوقت نفسه بأنه قد يرتكب الجريمة في ظروف غي عادية فتكون هذه العقوبة غير‬
‫ً‬
‫عادلة إزاءه (‪.)3‬‬

‫التفريد القضائي‪ : L’individualisation judiciaire :‬ويقصد به أن القانون بعد‬


‫أن يرسم الخطة العامة يعهد إلى القاضي بتقدير حالة المجرم في مجموعها وحالته وقت ارتكاب‬

‫‪ -1‬سامي عبد الكريم محمود‪ ،‬الجزاء الجنائي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2010 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪-2‬محمود محمود مصطفى‪،‬توجيه السياسة الجنائية نحو فردية العقاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.191-190‬‬
‫‪ 96‬للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ .2012 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬فهد هادي حبتو‪ ،‬التفريد القضائي للعقوبة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة‬
‫الجريمة‪ ،‬من خالل بحث في جميع الظروف المحاطة به والمؤشرات التي تدفعه إلى اإلجرام‬
‫تمهيدا الختيار نوع العقوبة التي تالءم المجرم وتُصلحه وهذا التقدير يحتاج إلى معلومات‬
‫ً‬ ‫وذلك‬
‫طبية وأخرى نفسية‪ ،‬و إلى دراية عملية (‪ ،)1‬فللقاضي السلطة التقديرية في اختيار نوع اإليالم‬
‫ويبين قدر الجزاء الذي يراه مالئما‬
‫ومقداره فعليه أن يوازن بين ماديات الجريمة وخطورة المجرم ُ‬
‫لمواجهة تلك الظروف وهذه الخطورة‪.‬‬

‫وللتفريد القضائي مظاهر مختلفة من بينها أن يترك المشرع للقاضي الخيرة بين عقوبتين‬
‫من نوعين أو درجتين مختلفتين‪ ،‬كالخيرة بين اإلعدام والسجن المؤبد في الجنايات أو بين الحبس‬
‫والغرامة في الجنح أو إمكانية النزول بالعقاب درجة أو درجتين وفقا لما تقتضيه ظروف الجريمة‬
‫أيضا الحكم بالعقوبة مع إيقاف تنفيذها وفقًا لشخصية المجرم وظروف الجريمة (‪.)2‬‬
‫وصورة ذلك ً‬

‫التفريد التنفيذي‪ :‬هو الذي تقوم به اإلدارة العقابية القائمة على تنفيذ العقوبة حيث من‬
‫المفترض أن تجري المعاملة العقابية للمحكوم عليه وفقا لظروفه الشخصية ومقتضيات تأهيلية‬
‫ولتحقيق ذلك فإن الدور المنوط باإلدارة العقابية ينبغي أن ينصب على دراسة شخصية المحكوم‬
‫عليه دراسة وافية واخضاعه تبعا نتيجة تلك الدراسة إلى األسلوب األمثل من المعاملة بغض‬
‫انظر عن طبيعة العقوبة المحكوم بها‪ ،‬ولتسهيل دور اإلدارة العقابية في القيام بهذا الدور نجد‬
‫أن المشرع يعطي له ا الحق في اتخاذ بعض اإلجراءات‪ ،‬ومثال هذا النوع من التفريد إمكانية‬
‫إسقاط الجزء المتبقي من العقوبة بعد قترة من البدء في تنفيذها وفقا لنظام اإلفراج الشرطي أو‬
‫العفو عن العقوبة كلها أو بعضها أو إبدالها بأخف منها متى كان سلوك المحكوم عليه ينبئ‬
‫عن عدم العودة إلى طريق الجريمة مرة أخرى وقد يصل األمر إلى حد العفو عن تلك العقوبة‬
‫كلها أو بعضها أو إبدالها بعقوبة أخرى أخف منها إذا دعا األمر لتحقيق مقتضيات التفريد (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬


‫‪ -2‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪ -3‬سامي عبد الكريم محمود‪ ،‬ص ‪.32-32‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط و اآلثار القانونية لنظام وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫من المعروف أن نظام وقف التنفيذ هو نظام تفريدي للعقوبة يقع ضمن السلطة التقديرية‬
‫لقاضي الموضوع فإما أن يمنحه أو يمنعه‪ ،‬ولكن إذا ما تم وضع هذا النظام دون قيود يستهدي‬
‫بها القاضي عند تطبيقه سوف يؤدي ذلك إلى تعسف القاضي وسوء استعماله للسلطة‪ ،‬وتلك‬
‫القيود هي عبارة عن شروط عامة مرنة تتعلق بمن يجوز له االستفادة من هذا النظام دون غيره‬
‫وخصوصا فيما يتعلق بالعقوبة وشخصية المحكوم عليه وما هو مرتبط بالجريمة (الفرع األول)‪،‬‬
‫ً‬
‫والشروط الشكلية لوقف التنفيذ (الفرع الثاني)‪ ،‬مع ذكر اآلثار القانونية التي تترتب على نظام‬
‫ويأخذ بوقف التنفيذ متى رأي أنه يحقق أغراض العقوبة‬
‫وقف تنفيذ العقوبة (الفرع الثالث) ُ‬
‫تنكر العقوبة بعد توقيعها‬
‫المنشودة يشكل أفضل مما يحققه التنفيذ ذاته‪ ،‬وعلى هذا النحو ال ُيعد ًا‬
‫أسلوبا من أساليب المعاملة العقابية الحقيقية نظ ار لمميزاته( الفرع‬
‫ً‬ ‫على المتهم‪ ،‬ولكنه يمثل‬
‫الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية لنظام وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫خضع نظام وقف تنفيذ العقوبة لمجموعة من األحكام في كافة التشريعات العقابية هذا‬
‫قصد التطبيق الصحيح لإلجراءات القانونية اتجاه هذا النظام بحيث ال يطبق إال بوجود شروط‬
‫الحكم‬
‫سواء ما تعلق منها بالمحكوم عليه أو بالجريمة ومنها ما يتصل بالعقوبة ذاتها منها ي ُخص ُ‬
‫الصادر بوقف تنفيذ العقوبة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬الشروط التي تتعلق بالمحكوم عليه‪:‬‬

‫تختف التشريعات في الشروط التي تضعها والمتعلقة بالمحكوم عليه إن وقف تنفيذ العقوبة‬
‫يتطلب تقييما لشخصية الجاني من جانب القاضي ومن ثم فإن منح أو منع الوقف المشروط‬

‫‪98‬‬
‫للعقوبة متوقف على ذلك التقييم الذي يتم وفق لهذا التنظيم في مرحلة سابقة على التنفيذ وهي‬
‫المرحلة القضائية (‪.)1‬‬

‫فوقف تنفيذ العقوبة يهدف إلى محاولة إصالح الجاني الذي ارتكب جريمة ال تدل على‬
‫خطورة إجرامية فقد اختلفت التشريعات في الشروط التي وضعتها بخصوص المحكوم عليه‬
‫وبناءا على ما ورد في نص الماد ‪ 282‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫ً‬ ‫فبالنسبة للمشرع الجزائري‬
‫الجزائري والتي جاء فيها ‪ ":‬يجوز للمجالس القضائية والمحاكم في حالة الحكم بالحبس أو الغرامة‬
‫إذا لم يكن المحكوم عليه قد سبق الحكم عليه بالحبس لجناية أو جنحة من جرائم قانون‬
‫العقوبات"‪ ،‬فقد اشترط على انه ال يسمح للقاضي تقرير وقف تنفيذ العقوبة التي حكم بها على‬
‫الجاني إذا كان ذا سوابق قضائية تدل على خطورته فا يستفيد من هذا النظام من سبق الحكم‬
‫عليه بالحبس لجناية أو جنحة من جرائم القانون العام‪ ،‬ألن األصل أن هذا النظام مقرر للمبتدئين‬
‫الذين يرتكبون جريمة ألول مرة فالمجرم الذي سبق الحكم عليه بالحبس في جناية أو جنحة ثم‬
‫ارتكب جريمة جديدة استوجب الحكم عليه بعقوبة الحبس أو الغرامة‪ ،‬ال يستحق االستفادة من‬
‫وقف التنفيذ‪ ،‬كونه غير جدير بالثقة وأن ماضيه اثبت أنه لم يرتدع من الحكم السابق‪ ،‬وعليه‬
‫فقد أولي أن ال يستفيد من هذا النظام من كان قد سبق الحكم عليه بعقوبة أشد من عقوبة احبس‪،‬‬
‫كعقوبة السجن المؤقت أو المؤبد‪ ،‬ومن جهة أخرى قد ال تُعد سابقة قضائية تمنع تطبيق هذا‬
‫النظام األحكام الماضية الصادرة في حق المحكوم عليه في مواد المخالفات ولو كانت أحكا ًما‬
‫تتضمن الحبس‪ ،‬كما أنه ال تأثير لألحكام السابقة الصادرة بعقوبة الغرامة ولو كانت في مواد‬
‫الجنح على إمكانية استفادة المحكوم عليه من وقف التنفيذ (‪.)2‬‬

‫وهذا ما جاء في قرار المحكمة العليا الصادر بتاريخ ‪" 2002/01/01‬يجوز للمجالس‬
‫القضائية و المحاكم في حالة الحكم بالحبس أو الغرامة إذا لم يكن المحكوم عليه قد سبق الحكم‬

‫‪ -1‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬العقوبة وبدائلها في السياسة الجنائية المعاصرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ -2‬ياسين بوهنتالة‪ ،‬القيمة الع قابية للعقوبة السالبة للحرية دراسة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫‪ ،2012-2011‬ص ‪.121‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪99،‬‬
‫عليه بالحبس لجناية أو جنحة من جرائم القانون العام‪ ،‬أن تأمر بحكم مسبب باإليقاف الكلي أو‬
‫أيضا الذي قام بتحديد نطاق وقف‬
‫الجزئي لتنفيذ العقوبة ‪ ،‬وهو ما أخذ به المشرع الفرنسي ً‬
‫(‪)1‬‬

‫مقتصر على المحكوم عليه الذي لم يرتكب جريمة خالل الخمس سنوات السابقة‬
‫ًا‬ ‫التنفيذ وجعله‬
‫على صدور الحكم هذا حسب المادة ‪ 130‬من قانون العقوبات الفرنسي (‪.)2‬‬

‫أما بخصوص القانون المصري فقد اشترط في المادة ‪ 22‬من قانون العقوبات " لكي‬
‫يجوز للمحكمة أن تأمر في الحكم بإيقاف تنفيذ العقوبة أن ترى من أخالق المحكوم عليه أو‬
‫ماضيه أو سنه أو الظروف التي ارتكبت فيها الجريمة ما يبعث على االعتقاد بأنه لن يعود إلى‬
‫مخالفة القانون و الواقع أن هذا هو المبرر األساسي لوقف التنفيذ‪ ،‬وقد قضت محكمة النقض‬
‫المصرية بأن القانون لم يحظر وقف تنفيذ العقوبة بالنسبة للمتهم العائد أو الذي سبق الحكم له‬
‫بوقف التنفيذ وبذلك فقد ترك القانون للقاضي وحسن تقديره الوصول إلى هذا األمر ومنحه سلطة‬
‫األمر بوقف تنفيذ العقوبة‪ .‬وللقاضي أن يمتنع عن اصدر األمر بإيقاف التنفيذ حتى إذا لم يكن‬
‫المتهم عائدا أو سبق الحكم عليه‪ ،‬إذا رأى من الظروف الواردة بالمادة ‪ 22‬سالفة الذكر أنه ال‬
‫أمل في صالح حاله (‪.)3‬‬

‫أما المتهم الذي سبق واستفاد من العفو الشامل أورد االعتبار إليه فيجوز أن يحكم عليه‬
‫باإلدانة مع وق ف التنفيذ مادام أن الجريمة الثانية قد تم محوها من صحيفة سوابقه العدلية‪ ،‬أما‬
‫بخصوص تقادم العقوبة فالتشريعات المقارنة بما فيها التشريع الجزائري‪ ،‬فإن التقادم ينحصر في‬
‫سقوط الحق في تنفيذ العقوبة فقط دون سقوط السابقة القضائية بحب المادة ‪ 912‬من قانون‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العليا‪ ،‬غرفة الجنح والمخالفات‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ ،2002-01-01‬ملف رقم ‪ ،221218‬مجلة المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬العدد األول‪ ،2009 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- jaques leroy , droit pénal général, L.G.D. J, paris, 2003, p426.‬‬
‫‪ -3‬محكمة النقض وقف تنفيذ العقوبة في ضوء قضاء محكمة النقض المصرية‪ ،‬ورقة عمل للمؤتمر التاسع لرؤساء المحاكم‬
‫‪100‬‬
‫العليا في الدول العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2011‬لبنان ص‪.8‬‬
‫اإلجراءات ا لجزائية الجزائري‪ ،‬وعليه فإن الحكم بتقادم العقوبة ال يمنع من أخذ بعين االعتبار‬
‫كسابقة قضائية تحرم صاحبها من االستفادة من وقف التنفيذ (‪.)1‬‬

‫وال يختلف المشرع الفرنسي عن المشرع الجزائري إذا استلزم هو اآلخر نفس الشروط‬
‫المتعلقة بالمحكوم عليه‪ ،‬واشترط أن يكون قد سبق الحكم على المتهم خالل خمس سنوات‬
‫الماضية على ارتكاب الجريمة وهذا وفقا للمادة ‪ 30-132‬فقرة ‪ 1‬من ق‪.‬ع‪ .‬الفرنسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بالجريمة ‪:‬‬


‫ا‬

‫ويقصد بهذا الشرط ما يتعلق بالتصنيف القانوني للجريمة أي نوع الجريمة التي يمكن أن‬
‫ُ‬
‫يستفيد مرتكبها من وقف التنفيذ‪ ،‬أجاز المشرع الجزائري للقاضي تطبيق نظام وقف تنفيذ العقوبة‬
‫في كل من الجنح والمخالفات باعتبار أن العقوبة في هذه الجرائم هي الحبس و الغرامة كما‬
‫يمكن تصور تطبيق هذا النظام بالنسبة لبعض الجنايات التي تكون عقوبتها الحبس الجنحية مع‬
‫إفادته بالظروف المخففة طبقًا ألحكام المادة ‪ 23‬من ق‪.‬ع‪ .‬الجزائري (‪.)2‬‬

‫ويتحقق ذلك في الجنايات المعاقب عليها بالحبس المؤقت دون الجنايات المعاقب عليها‬
‫بالسجن المؤبد‪ ،‬حيث تجيز المادة ‪ 23‬تخفيض عقوبة السجن المؤقت إلى ثالث (‪ )3‬سنوات‬
‫إذا كانت العقوبة المقررة للجناية هي السجن المؤقت تتراوح ما بين ‪ 10‬و‪ 20‬سنة‪ ،‬وتخفيض‬
‫العقوبة إلى سنة واحدة إذا كانت العقوبة المقررة للجناية هي السجن المؤقت من ‪ 2‬سنوات إلى‬
‫‪ 10‬سنوات (‪.)3‬‬

‫بعيدا عن منهج المشرع الجزائري‪ ،‬نجد المشرع الفرنسي قد أجاز في المادتين‬


‫وليس ً‬
‫اءا كانت‬
‫‪ 30-132‬و ‪ 32-132‬من قانون العقوبات الفرنسي وقف تنفيذ في كل الجرائم سو ً‬
‫في جنايات أو جنح أو مخالفات‪ ،‬طالما أن العقوبة المحكوم بها تتوافر فيها شروط وقف التنفيذ‬

‫‪ -1‬عمر كشيدة وعبد الغني آدار‪ ،‬بدائل عقوبة الحبس قصيرة المدة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬علوم جنائية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2018-2019 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -2‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ -3‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫أيضا وقف التنفيذ‬
‫طبقًا للمواد ‪ 31-132‬و ‪ 32-132‬و ‪ 32-132‬من ق‪.‬ع‪ .‬الفرنسي‪ ،‬ويشمل ً‬
‫في فرنسا الجرائم العسكرية والسياسية(‪.)1‬‬

‫أما في القانون المصري فاشترطت المادة ‪ 22‬من قانون العقوبات لجواز األمر بوقف‬
‫صادر في جناية أو جنحة حيث أقرت بأنه‪ ":‬يجوز‬
‫ًا‬ ‫تنفيذ العقوبة أن يكون الحكم محل العقوبة‬
‫للمحكمة عند الحكم في جناية أو جنحة‪ ...‬أن تأمر في نفس الحكم بإيقاف تنفيذ العقوبة‪ "...‬فال‬
‫يجوز وقف التنفيذ في المخالفات (‪ ،)2‬وقد يعلل هذا بأن عقوبة المخالفة بسيطة و الغالب أن‬
‫تكون غرامة يقوم المحكوم عليه بدفعها (‪.)3‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشروط المتعلقة بالعقوبة‪:‬‬

‫لقد اختلفت التشريعات المقارنة في األخذ بنوع العقوبة التي يمكن تطبيق وقف التنفيذ‬
‫محصور في العقوبات األصلية المتمثلة في عقوبة‬
‫ًا‬ ‫بشأنها‪ ،‬فالمشرع الجزائري جعل وقف التنفيذ‬
‫الحبس و الغرامة وذلك بحسب المادة ‪ 282‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬الجزائري فالعقوبة إذا كانت سجن مؤقت‬
‫أو مؤبد أو إعدام فال يجوز الحكم بها مع وقف التنفيذ‪ ،‬وكذا الحكم بوقف تنفيذ العقوبات التكميلية‬
‫أو تدابير األمن (‪.)4‬‬

‫فقد حدد المشرع الجزائري مدة الحبس التي يجوز وقف تنفيذها صراحة في نص القانون‪،‬‬
‫ويستحسن أن تكون هذه المدة خمس (‪ )2‬سنوات بحيث ال يجوز الحكم بوقف التنفيذ إذا زادت‬
‫المدة عن هذا الحد (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬


‫‪ -2‬محمود محمود مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.922‬‬
‫‪ -3‬زهرة غضبان‪ ،‬تعدد أنماط ا لعقوبة وأثره في تحقيق الردع الخاص لمحكوم عليه‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2019 ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ -4‬فريدة بن يونس‪ ،‬تنفيذ األحكام الجنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫‪102‬‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -5‬رضا معيزة‪ ،‬نظام وقف تنفيذ العقوبة في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانون‬
‫جنائي وعلوم جنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر بن يونس بن خدة‪ ،2008-2009 ،‬ص ‪.88‬‬
‫وبالنسبة للغرامة التي يجوز وقف تنفيذها هي تلك التي تكون بطبيعتها تُشكل عقوبة أو‬
‫ما ُيسمى بالغرامة الجزائية أما الغرامة الجنائية في المادة الجمركية أو الضريبية فال يكمن وقف‬
‫تنفيذها فهي غرامة جنائية يختلط فيها طابع الجزاء بالتعويض (‪.)1‬‬

‫معا إذا قضى بهما أو وقف تنفيذ إحداهما‪،‬‬


‫ويجوز وقف تنفيذ عقوبة الحبس والغرامة ً‬
‫ويجوز في التشريع الجزائري للمحكمة أن تأمر بتنفيذ جزء من العقوبة‪ ،‬واألمر بوقف تنفيذ الجزء‬
‫اآلخر مثل ما هو معمول به في التشريع الفرنسي‪.‬‬

‫حيث أجاز طبقًا للمادة ‪ 30-132‬من ق‪.‬ع‪ .‬الفرنسي وقف تنفيذ عقوبة الحبس التي ال‬
‫تزيد مدته عن خمس (‪ )2‬سنوات وعقوبة الغرامة والعقوبات المقيدة للحقوق المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 9-131‬ق‪.‬ع‪ .‬الفرنسي باستثناء المصادرة و أيضا العقوبات التكميلية وعقوبة الغرامة‬
‫في المخالفات من الدرجة الخامسة وهذا وفقًا للمادة ‪ 32-132‬فقرة ‪.1‬‬

‫ولخالف ذلك فقد أشترط المشرع المصري في العقوبة الحائز الحكم بوقف تنفيذها أو تكون‬
‫بالغرامة أو بالغرامة أو بالحبس الذي تزيد مدته عن سنة واحدة حيث قررت المادة ‪ 22‬من ق‪.‬ع‬
‫بأنه‪" :‬يجوز للمحكمة عند الحكم في جناية أو جنحة بالغرامة أو بالحبس مدة ال تزيد سنة أن‬
‫تأمر في نفس الحكم بإيقاف تنفيذ العقوبة‪"...‬‬

‫فيجوز وقف تنفيذ كل حكم صادر بالحبس لمدة سنة أو أقل سواء في جنحة أو في جناية‬
‫رأت فيها المحكمة استعمال الرأفة تطبيقًا للمادة ‪ 18‬من ق‪.‬ع‪ ،‬كما يجوز وقف تنفيذ الحكم‬
‫الصادر بغرامة‪.‬‬

‫وال يجوز وقف تنفيذ جزء من عقوبة الحبس أو جزء من عقوبة الغرامة ألن ذلك يتنافى‬
‫معا فال‬
‫والغرض المقصود من نظام وقف التنفيذ ‪ ،‬واذا كانت العقوبة هي الحبس و الغرامة ً‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ -1‬جياللي بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد الجنائية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الديوان الوطني‪ ،‬الجزائر‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬عبد الرءوف مهري‪ ،‬شرح القواعد العامة لقانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.11‬‬
‫يوجد ما يمنع من الحكم بوقف تنفيذ عقوبة واحدة يختارها من بينهما‪ ،‬ذلك بأن المادة ‪ 22‬من‬
‫ق‪.‬ع‪.‬قد رخصت للمحكمة عند احكم في جناية أو جنحة بالغرامة أو بالحبس مدة ال تزيد عن‬
‫سنة أن تأمر في نفس الحكم بوقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬أما إذا رأت المحكمة أن تجعل وقف التنفيذ‬
‫مقصور على عقوبة الحبس دون الغرامة فإنها ال تكون قد أخطأت في تطبيق القانون (‪.)1‬‬
‫ًا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫تتمثل أصال في ضرورة تسبيب الحكم القاضي بوقف التنفيذ‪ ،‬وضرورة إنذار المحكوم‬
‫عليه من طرف القاضي‪ ،‬أنه في حالة صدور حكم جديد ضده خالل مدة معينة‪ ،‬فعليه تنفيذ‬
‫العقوبة األولى و الثانية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬تسبيب الحكم القاضي بوقف التنفيذ‪:‬‬

‫لقد نص المشرع الجزائري صراحة في المادة ‪ 282‬من ق‪.‬إ‪.‬ج على‪" :‬يجوز للمجالس‬
‫القضائية والمحاكم في حالة الحكم بالحبس أو الغرامة أن تأمر بحكم مسبب باإليقاف الكلي أو‬
‫الجزئي لتنفيذ العقوبة األصلية" (‪.)2‬‬

‫فمن الضروري تسبيب األحكام الصادرة بوقف التنفيذ‪ ،‬ألن األصل في األحكام تنفيذها‪،‬‬
‫وما وقف التنفيذ إال خروجا عن األصل لذلك وجب بيان األسباب المبررة له‪ ،‬مع التأكيد على‬
‫أن وقف تنفيذ العقوبة إجراء اختياري وجوازي (‪ ،)3‬فالمتمعن في عبارة "يجوز " التي وردت بنص‬
‫المادة سالفة الذكر يدرك أن وقف العقوبة هو نظام يقع ضمن تفريد العقوبة ‪ ،‬فاللقاضي مطلق‬
‫السلطة في منحه أو منعه‪ ،‬كما أن طلب المتهم وقف تنفيذ العقوبة التي سوف يقضي عليه بها‪،‬‬

‫‪ -1‬محكمة النقض‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 282‬من قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ ،‬الصادر باألمر ‪ ،122-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يونيو ‪ 1899‬المعدل‬
‫والمتمم بالقانون رقم ‪ 08-18‬المؤرخ في ‪ 21‬جمادى‪ 2‬عام ‪1231‬الموافق ‪ 28‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -3‬بن يونس فريدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪120‬‬
‫ورفض القاضي لذلك ال ُيلزمه بالرد على النحو الذي يكون عليه حال تقرير استفادته منه فهو‬
‫ليس حق للمحكوم عليه (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪:‬إنذار المحكوم عليه‪:‬‬


‫ا‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 282‬من ق‪.‬إ‪.‬ج أنه يتعين على رئيس المجلس أو‬
‫المحكمة بعد النطق بحكم اإلدانة طبقًا للمادة ‪ 282‬أن ُينذر المحكوم عليه بأنه في حالة صدور‬
‫حكم جديد عليه باإلدانة فإن العقوبة األولى ستنفذ عليه دون أن يكون من الممكن أن تلتبس‬
‫بالعقوبة الثانية‪ ،‬كما يستحق عقوبات العود بنصوص المواد ‪ 28‬و ‪ 22‬من ق‪.‬ع‪ .‬الجزائري (‪.)2‬‬
‫حسب المادة المذكورة أعاله فإن إنذار المحكوم عليه يعتبر إجراء جوهري يترتب عليه‬
‫نقض الحكم الذي ال يتضمنه‪.‬‬

‫فقد قضت المحكمة العليا في الجزائر في القرار رقم ‪ 28228‬بتاريخ ‪1818/09/13‬‬


‫قانونا أنه يتعين على رئيس المجلس أو المحكمة بعد النطق بحكم‬
‫إلى ما يلي‪ " :‬من المقرر ً‬
‫اإلدانة إنذار المحكوم عليه بأنه ستنفذ العقوبة األولى دون أن يكونمن الممكن أن تلتبس بالعقوبة‬
‫الثانية‪ ،‬كما يستحق عقوبة العود‪ ،‬ومن ثم فإن انقضاء بما ُيخالف هذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق‬
‫القانون‪ ،‬لما كان ثابت في قضية الحال أن القرار المطعون فيه لم يتضمن البيانات الجوهرية‬
‫المسلتزمة في المادة ‪ 282‬من ق‪.‬إ‪.‬ج التي تستوجب احترام اإلجراءات الواردة في مضمونه‬
‫وذكرها صراحة في القرار خاصة ما يتعلق منها بإنذار المتهم من طرف رئيس الجلسة ومتى‬
‫كان كذلك أستوجب نقض وابطال القرار المطعون فيه (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬نعمون آسيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 28‬من ق‪.‬ع معدلة بموجب القانون رقم ‪ 23-09‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2009‬المادة ‪ 22‬ملغاة بموجب نفس‬
‫القانون والمواد المقصودة حسب التعديل القانوني المذكور‪ ،‬المادة ‪ 22‬مكرر ‪.8‬‬
‫‪ ،1818‬رقم ‪ ،28228‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الجزائر سنة‬ ‫‪ -3‬الغرفة الجنائية المحكمة العليا‪ ،‬قرار صادر في ‪/09/13‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ ،1881‬ص‪.211‬‬
‫إال أنه وفي قرار مغاير قضت المحكمة العليا أن اإلنذار المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 282‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ال يعد قاعدة جوهرية في اإلجراءات ألنه ال يترتب على مخالفة إخالل بحقوق‬
‫الدفاع‪...‬ومتى كان ذلك فإن عدم اإلشارة إليه في القرار ال يؤدي إلى البطالن (‪.)1‬‬

‫إن هذا القرار خلق نوع من الضبابية في رأي المحكمة العليا وتذبذب وعدم استقرار‪ ،‬فتارة‬
‫تعتبره إجراء جوهري وثارة أخرى ال يترتب عن مخالفته اإلبطال‪.‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد قضت محكمة النقض الفرنسية في أحد ق ارراتها أن إغفال هذا‬
‫عيبا جوهرًيا في الحكم القضائي كما أنها غير واجبة إطالقا قي الق اررات الغيابية‪.‬‬
‫التنبيه ال يشكل ً‬

‫إن اإلنذار الذي نصت عليه المادة ‪ 282‬السالفة الذكر يكون بعد النطق بالحكم وبالتالي‬
‫ال يعتبر من إجراءات المحاكمة الجوهرية التي يترتب على إغفالها البطالن وانما هو إجراء‬
‫مقرر لمصلحة المحكوم عليه والمستفيد من وقف التنفيذ‪ ،‬ويعلن عنه في الجلسة من باب التذكير‬
‫ليس إال‪ ،‬إضافة إلى ذلك يجوز الحكم بوقف التنفيذ العقوبة في األحكام الغيابية (‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار وقف تنفيذ العقوبة‬

‫إذا شمل وقف التنفيذ عقوبة احبس يترك المحكوم عليه ُح ار أثناء مدة الوقف واذا كان‬
‫موقوفًا ُيفرج عنه‪ ،‬وال يمكن إلزامه بالمبلغ الذي يحدده الحكم كعقوبة مالية‪ ،‬أي غرامة ويكون‬
‫ذلك خالل مدة معينة حددها القانون غير أنه إذا مرة مدة اإليقاف بنجاح فإن العقوبة المحكوم‬
‫بها مع وقف التنفيذ تسقط وتعتبر كأن م تكن‪ ،‬لذا فإن المستفيد من وقف التنفيذ يمر بمرحلتين‬
‫تمتد طوال فترة التجربة والثانية بعد انقضاء فترة التجربة‪.‬‬
‫األولى ّ‬

‫‪ -1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية‪ ،‬طبعة ‪ ،2002/2009‬منشورات بيرتي‪ ،‬الغرف الجزائية‬
‫المجتمعة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،182192‬مؤرخ في ‪ ،2000/03/28‬ص ‪.183‬‬
‫‪ -2‬جياللي بغدادي‪ ،‬اإلجتهاد القضائي في المواد الجزائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المؤسسة الوطنية لالتصال والنشر و اإلشهار بالرويبة‪،‬‬
‫‪106‬‬
‫الجزائر‪ ،1888 ،‬ص ‪.111‬‬
‫أو اال‪ :‬آثار وقف التنفيذ خالل فترة التجربة ‪:‬‬

‫يجب على القاضي رئيس المحكمة أن ُينذر المحكوم عليه بإيقاف التنفيذ‪ ،‬بأنه في حالة‬
‫أيضا‪ ،‬فمتى قررت المحكمة‬
‫صدور حكم جديد عليه باإلدانة سيصير تنفيذ هذه العقوبة عليه ً‬
‫إيقاف تنفيذ العقوبة فإن المحكوم عليه الخاضع لهذا النظام يمر بأوضاع مختلفة يطبعها الخوف‬
‫والقلق خالل فترة اإليقاف ثم تستقر بمجرد إنهاء فترة اإليقاف بنجاح دون ارتكابه لجريمة جديدة‪،‬‬
‫غير أنه يمكن أن تنقطع فترة اإليقاف إذا ما فشل المحكوم عليه أثناء فترة اإليقاف و ارتكب‬
‫جريمة جديدة‪ ،‬ويكون بذلك قد نقض ما أوجبه القانون عليه‪ ،‬وطعن في الثقة التي وضعتها‬
‫المحكمة فيه مما يؤدي إلى إلغاء الحكم بوقف التنفيذ واجباره على تنفيذ العقوبة الموقوفة أثناء‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫فترة التجربة أوالً والغاء وقف التنفيذ ً‬

‫أ‪ .‬تعليق تنفيذ العقوبة أثناء فترة التجربة‪:‬‬

‫يترتب على الحكم بوقف التنفيذ عدم تنفيذ العقوبة خالل فترة معينة المقدرة بخمس(‪)2‬‬
‫مدة االختبار‬
‫سنوات‪ ،‬تبدأ من تاريخ الحكم الصادر من المحكمة أو قرار المجلس‪ ،‬غير أنه تحدد ّ‬
‫بسنتين فقط بالنسبة المبتدئين المحكوم عليهم ب ستة (‪ )9‬أشهر غير نافذة أو غرامة وذلك‬
‫بحسب المادة ‪ 283‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ .‬الجزائري (‪.)1‬‬

‫كما هو الحال نفسه بالنسبة للمشرع الفرنسي الذي حدد المدة بخمس (‪ )2‬سنوات إذا كان‬
‫الحكم بوقف التنفيذ في جناية أو جنحة وسنتين إذا كان الحكم مخالفة (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬


‫‪ -2‬رضا معيزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪107‬‬
‫أما المشرع المصري فقد اختلف في تحديد المدة خالل فترة التجربة وقدرها بثالث(‪)3‬‬
‫سنوات وهذا وفقا للمادة ‪ 29‬من ق‪.‬ع المصري‪ ،‬وتبدأ من اليوم الذي ُيصبح فيه الحكم نها ًئيا‬
‫(‪.)1‬‬

‫يتحدد وضع المحكوم عليه أثناء مدة وقف التنفيذ لقاعدتين‪:‬‬

‫القاعدة األولى‪ :‬أنه في حصانة من تنفيذ العقوبة التي أوقف تنفيذها فال يجوز أن ُيتخذ‬
‫قبله إجراء من اإلجراءات المقررة لتنفيذ هذه العقوبة ولكن تطبيق هذه القاعدة يقتصر على‬
‫العقوبات التي أوقف تنفيذها تلك التي لم يشملها اإليقاف‪ ،‬واذا اقتصر وقف التنفيذ على العقوبات‬
‫عائدا ارتكب‬
‫األصلية فهو ال يحول دون تنفيذ العقوبات التبعية والتكميلية ويعتبر المحكوم عليه ً‬
‫جريمة تالية خالل مدة اإليقاف‪.‬‬

‫أما إذا كان وقف التنفيذ شامالً لجميع اآلثار الجنائية المترتبة على الحكم فهو يحول دون‬
‫تنفيذ العقوبات التبعية والتكميلية وال ُيعتبر المحكوم عليه إذا ارتكب جريمة تالية خالل هذه المدة‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‪ :‬يهدد المحكوم عليه بإلغاء وقف التنفيذ إذا ط أر خالل هذه المدة سبب‬
‫لإللغاء‪ ،‬ويعني إلغاء وقف التنفيذ أن تنفذ العقوبة كما لو كان قد حكم بها دون أن يوقف تنفيذها‬
‫(‪.)2‬‬

‫خالل هذه المدة يلق الحكم القاضي بوقف تنفيذ العقوبة األصلية المتمثلة في الحبس أو‬
‫الغرامة‪ ،‬وال يتناول اإليقاف المصاريف القضائية للخزينة والتعويضات للطرف المدني و العقوبات‬
‫التكميلية – المادة ‪ 282‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الجزائري كما أن العقوبة موقوفة النفاذ هي عقوبة جزائية‬
‫تُدون في صحيفة السوابق القضائية رقم ‪ – 01‬المواد ‪ 911‬إلى ‪ 923‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬وفي القسيمة‬

‫‪ -1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪،2012 ،‬‬
‫ص ‪.112‬‬
‫‪108‬‬ ‫‪ -2‬فريدة بن يونس‪ ،‬المرجع السابق‪.128 ،‬‬
‫رقم ‪ 02‬تُسلم لبعض اإلدارات ما لم تنقضي مدة االختبار المحددة بخمس (‪ )02‬سنوات – المادة‬
‫‪ 932‬من ق‪.‬إج‪.‬ج الجزائري‪ -‬و تُحتسب هذه المدة في تحديد العود (‪.)1‬‬

‫و في حالة صدور الحكم مع وقف التنفيذ بالنسبة للحبس وكان المحكوم عليه موقوفًا‬
‫محبوسا لسبب آخر (‪.)2‬‬
‫ً‬ ‫تُعين اإلفراج عنه طبقًا للمادة ‪ 392‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الجزائري ما لم يكن‬

‫ب‪ .‬إلغاء وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫ُيقصد بإلغاء وقف التنفيذ إبطال األمر به والقضاء عليه ووقف آثار (‪ ،)3‬فإذا كانت‬
‫الحكمة من إيقاف التنفيذ في انعدام الخطورة اإلجرامية لدى المحكوم عليه‪ ،‬فوقف التنفيذ يفترض‬
‫وجود قرينة بسيطة مؤداها أن المحكوم عليه يكفي لتأهيله بمجرد التهديد بالعقاب‪ ،‬بعد أن يثبت‬
‫أن هذه القرينة لم تكن تتفق مع حقيقة الواقع‪ ،‬وأن المحكوم عليه بالثقة والجدارة التي قررها فيه‬
‫القاضي لشمول الحكم باإلدانة بإيقاف التنفيذ‪ ،‬وخالل االختبار المحدد في القانون‪ ،‬يجوز للقاضي‬
‫أيضا بالسلطة التقديرية‬
‫عندها إلغاء إيقاف التنفيذ‪ ،‬وقد ربط المشرع إلغاء األثر بإيقاف التنفيذ ً‬
‫للمحكمة (‪.)4‬‬

‫وهذا يتحقق إذا ارتكب جريمة أخرى خالل فترة اإليقاف أو كانت هناك سوابق قضائية‬
‫قبل الحكم أو جرائم أخرى دون أن تكون تحت بصر المحكمة عند أمرها بإيقاف التنفيذ‪ ،‬غير‬
‫أنه ال يكفي لإللغاء أن يرتكب المحكوم عليه أية جريمة‪ ،‬وانما يلزم أن تكون لها جسامة معينة‬
‫تعبر عن ميله اإلجرامي (‪ ،)5‬كما يتم إلغاء وقف تنفيذ العقوبة في حالة ما إذا صدر ضد‬

‫‪ -1‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫‪ -2‬رانيا عياري و جميلة برابعة‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬محمد علي الكيك‪ ،‬السلطة التقديرية للقاضي الجنائي في تطبيق العقوبة وتشديدها وتحقيق وقف تنفيذها‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -4‬نظام توقيف المجالي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام دراسة تحليلية في النظرية العامة للجريمة و المسؤولية الجزائية‪ ،‬دار‬
‫‪109‬‬
‫الثقافة‪ ،2018 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ -5‬أيمن عبد الهادي هيكل‪ ،‬مبادئ تناسب العقوبة مع الجريمة في الشريعة اإلسالمية و القوانين الوضعية‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫في العدالة الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية لألمم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2010 ،‬ص ‪.229‬‬
‫المحكوم عليه خالل مدة خمس (‪ ) 2‬سنوات من تاريخ الحكم الصادر باإلدانة مع وقف التنفيذ‬
‫حكم بعقوبة الحبس أو أية عقوبة أشد منها (‪.)1‬‬

‫وذلك طبقًا لنص المادة ‪ 283‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الجزائري بقولها‪ :‬إذا لم يصدر ضد المحكوم‬
‫عليه بعد ذلك خالل مهلة خمس(‪ )2‬سنوات من تاريخ الحكم الصادر من المحكمة أو المجلس‬
‫حكم بعقوبة الحبس أو عقوبة أشد منها الرتكاب جناية أو جنحة أعتبر الحكم باإلدانة غير ذي‬
‫أثر‪.‬‬

‫و في الحالة العكسية تنفذ أوال العقوبة الصادر بها الحكم األول دون أن يلتبس بالعقوبة‬
‫الثانية (‪.)2‬‬

‫ويتم هذا اإللغاء بقوة القانون دون الحاجة إلى صدور أمر لهذا الغرض من طرف القاضي‬
‫الذي وقعت المتابعة أمامه‪ ،‬ويترتب على هذا إلغاء وقف التنفيذ في مثل هذه الحالة التنفيذ‬
‫أيضا أن يعد الحكم األول سابقة في العود‪ ،‬يتعين‬
‫المتوالي للعقوبة األولى والثانية‪ ،‬كما يترتب ً‬
‫بالتالي تشديد العقوبة على المحكوم عليه وفق الحدود المقررة (‪.)3‬‬

‫كافيا إللغاء وقف‬


‫سببا ً‬
‫ومخالفة المحكوم عليه للشرط المعلق عليه وقف التنفيذ تعتبر ً‬
‫تلقائيا‬
‫ً‬ ‫التنفيذ دون البحث في األسباب التي أدت إلى ارتكاب الجريمة مرة أخرى‪ ،‬ويكون اإللغاء‬
‫بمجرد ُمخالفة المحكوم عليه المستفيد للشرط المعلق عليه وقف التنفيذ خالل فترة التجربة دون‬
‫الحاجة إلى صدور حكم باإللغاء غير أن اإلشكال يكمن في كيفية التنفيذ التلقائي‪ ،‬خاصة أنه‬
‫علميا وفي الميدان التطبيقي ال يوجد تجسيد حقيقي مما يؤدي إلى عدم جدوى النص عليه‬
‫ً‬

‫‪ -1‬عبد القادر عدو‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات الجزائري القسم العام‪ ،‬در هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ -2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.232-231‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪ -3‬عبد القادر عدو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫وتزول معه الفائدة المرجوة من وقف التنفيذ‪ ،‬حيث أن المستفيد نجده ال يولي اهتمام كبير‬
‫لإلنذار الموجب له نتيجة عدم إلغاء وقف التنفيذ إذاارتكب جريمة جديدة (‪.)1‬‬

‫الحكم‬
‫واألصل أن اإللغاء هو من اختصاص النيابة ألنها هي المنوط بها تنفيذ األحكام و ُ‬
‫الموقوف تنفيذه يكون مؤقت وغير نهائي خالل فترة التجربة ويزول وقف التنفيذ بارتكاب المحكوم‬
‫عليه جريمة جديدة‪ ،‬ومنه يصبح الحكم نافذ ويقع على عاتق النيابة تنفيذه شأنه شأن اإلكراه‬
‫البدني‪ ،‬حيث يحرر وكيل الجمهورية طلب حبس يأمر فيه مدير المؤسسة العقابية باحتباس‬
‫المحكوم عليه تنفي ًذا للعقوبة التي كانت موقوفة مع التأشير على طلب الحبس‪ ،‬ويرسل له نسخة‬
‫منه (‪.)2‬‬

‫أما بالنسبة للتشريع المصري فقد أجازت الفقرة الثانية من المادة ‪ 29‬من قانون العقوبات‬
‫إلغاء إيقاف تنفيذ العقوبة في حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا صدر ضد المحكوم عليه خالل مدة اإليقاف حكم بالحبس أكثر من‬
‫شهر عن فعل ارتكبه مثل األمر باإليقاف أو بعده‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا ظهر خالل مدة اإليقاف أن المحكوم عليه صدر ضده قبل اإليقاف‬
‫حكم بالحبس أكثر من شهر ولم تكن المحكمة قد علمت به (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬حليمة قلي‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2011-2018،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -2‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬أمل المرشدي‪ ،‬إيقاف تنفيذ العقوبة في القانون الجنائي المصري‪ ،‬على الموقع‪:‬‬
‫إيقاف=تنفيذ‪-‬العقوبة في‪-‬القانو‪http://www.mohamah.net/law/‬‬
‫‪111‬‬ ‫إامثال‪-‬حول‪-‬‬
‫تاريخ اطالع ‪ 2018/02/22‬عل الساعة ‪01:31‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار وقف التنفيذ بعد انتهاء فترة التجربة‪:‬‬
‫ا‬

‫نهائيا عدة نتائج‪ ،‬سوف‬


‫يترتب على إنتهاء فترة التجربة بنجاح‪ ،‬أن يصبح وقف التنفيذ ً‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫نتطرق إلى سقوط العقوبة المحكوم بها أوالً والنتائج المترتبة على سقوط العقوبة بها ً‬

‫أ‪ .‬سقوط العقوبة المحكوم بها‪:‬‬

‫إن وقف تنفذ العقوبة بحق المحكوم عليه كان الهدف منه تجنب هذا الشخص عقوبة‬
‫اعتقادا من المحكمة أن المحكوم عيه ن يعود‬
‫ً‬ ‫الحبس ومعاشرة األشرار من أصحاب السوابق‬
‫إلى ارتكاب جريمة أخرى وما أحاط الرتكابه للجرم من ظروف وغيرها من معايير وأحوال‬
‫وضعتها نصب عينيها عند الحكم بوقف التنفيذ‪ ،‬وبالتالي فإن ارتكابه لجرم معاقب عليه وفقا‬
‫للقانون أو ظهور حكم على المحكوم عليه لم تعلم به المحكمة دليل على أن هذا الشخص لم‬
‫يكن مستحق لهذه الرعاية‪.‬‬

‫الزما على المحكمة اتخاذ قرارها بإلغاء األمر بوقف التنفيذ وفقًا ألسباب‬
‫وبالتالي صار ً‬
‫التي حددها القانون واإلجراءات التي نصت عليها (‪.)1‬‬

‫يتقرر وضع المحكوم عليه بعد انتهاء مدة اإليقاف واحترامه إلنذار الموجه إليه بعدم‬
‫ارتكابه لجناية أو جنحة خالل مدة اإليقاف ويكون بذلك قد أصلح نفسه بنفسه وعاد إلى المجتمع‬
‫صالحا‪ ،‬وأصبح بعيدا عن مرحلة الخوف وعدم االستقرار وعن إمكانية إلغاء وقف تنفيذ‬
‫ً‬ ‫اطننا‬
‫مو ً‬
‫العقوبة وخضوعه لتنفيذها عليه من جديد إال أن وضع المحكوم عليه بعد انقضاء فترة اإلنذار‬
‫دون إلغاء اإليقاف يختلف من تشريع إلى آخر‪ .‬فبعض التشريعات ومنها التشريع الجزائري تنص‬
‫على سقوط العقوبة المحكوم بها واعتبارها كأن لم تكن‪ ،‬وبالتالي يكون للمحكوم عليه حق مكتسب‬
‫يشبه وضع من حصل على رد اعتبار فال تُحتسب له سابقة في العود وال يبقى لها أي أثر‬

‫‪ -1‬حليمة قلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪112‬‬
‫جنائي‪ ،‬من آثار الحكم وال تسجل بقسيمة السوابق العدلية رقم ‪ 02‬وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 283‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الجزائري بقولها ‪" :‬اعتبر الحكم بإدانته غير ذي أثر" (‪.)1‬‬

‫بمضي فترة إيقاف التنفيذ دون إلغاء الحكم كأن لم يكن ويترتب على ذلك زوال جميع‬
‫الملغى وهو حق مكتسب للمحكوم عليه ال يجوز المساس به‬
‫اآلثار المترتبة على حكم اإلدانة ُ‬
‫بأي حال من األحوال‪ .‬وما ُيالحظ أن المشرع الجزائري والمصري آخذو منحى المشرع الفرنسي‬
‫في انقضاء مدة اإليقاف دون عودة المحكوم عليه إلى الجريمة فإن الحكم ُيعتبر كأن لم يكن‬
‫آليا بمجرد انتهاء المدة كما يزول مفعول العقوبات التكميلية و التدابير االحت ارزية ولكن يالحظ‬
‫ً‬
‫أنه إدا كان الحكم قد اشتمل على عقوبات وقف التنفيذ بعضها دون البعض اآلخر‪ ،‬فإن‬
‫العقوبات التي لو يوقف تنفيذها تظل سارية األثر وال يكون من طريق لمحوها إلى الحكم برد‬
‫االعتبار(‪.)2‬‬

‫قانونيا يحدد مصير إيقاف التنفيذ بع‬


‫ً‬ ‫نصا‬
‫وتجدر اإلشارة إلى المشرع الجزائري لم يضع ً‬
‫انتهاء مدة التجربة المحددة في المادة ‪ 283‬من قانون إ‪.‬ج الجزائري ومن المستحسن أن ُيحسم‬
‫هذه المسألة بالنص عليها (‪.)3‬‬

‫ب‪ .‬النتائج المترتبة عن العقوبة المحكوم بها‪:‬‬

‫إن انقضاء المدة ال يمحو الحكم برمته بل يمحو في حدود ما قضى بوقف تنفيذه وفيما‬
‫عدا ذلك فالحكم قائم ومنتج آلثاره‪ ،‬فإذا كان قد قضى بوقف تنفيذ عقوبة الحبس وحدها دون‬
‫الغرامة‪ ،‬ثم انقضت مدة الوقت فإنه يعتبر كأن لم يكن بالنسبة لعقوبة الحبس وحدها واجب‬
‫ومنتجا ألثاره الجنائية واذا كان وقف التنفيذ شامالً لجميع أجزاء الحكم‬
‫ً‬ ‫التنفيذ بالنسبة للغرامة‬

‫‪ -1‬مبروك مقدم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫‪ -2‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬نظرية المسؤولية والجزاء‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪113‬‬ ‫‪ -3‬نوال غراب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫الجزائي فإنه يعتبر كأن لم يكن للعقوبة األصلية ولكل ما ترتب عنها من عقوبات تبعية و آثار‬
‫جانبية (‪.)1‬‬

‫قانونيا يحدد مصير إيقاف التنفيذ بعد انتهاء مدة‬


‫ً‬ ‫نصا‬
‫إن المشرع الجزائري لم يضع ً‬
‫التجربة المحددة في المادة ‪ 283‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الجزائري‪ ،‬وهذا ما يجعل المشرع الجزائري مخالفًا‬
‫للتشريعات األخرى‪ ،‬فالمشرع المصري أورد ذلك في المادة ‪ 23‬من ق‪.‬ع‪ ،‬والمشرع الفرنسي في‬
‫المادة ‪ 32-132‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنسي‪ ،‬التي تعتبر في حالة انتهاء مدة إيقاف التنفيذ ولم يرتكب‬
‫المحكوم عليه فعل مجرم أخر فإن احكم القاضي بعقوبة مع وقف التنفيذ يعتبر كأن لم يكن وال‬
‫يكون إدانته تحتسب في تطبيق أحكام العود فمن المستحسن أن يتدخل المشرع الجزائري مثل‬
‫ما قامت به التشريعات األخرى (‪.)2‬‬

‫يحصل المحكوم عليه بعد انتهاء مدة التجربة بنجاح على إعادة االعتبار الحكمي وهذا‬
‫يعني ليس له أن يطلب إعادة االعتبار خالل فترة التجربة أو بعدها أو إذا بوشرت دعوى النقض‬
‫أو بوشرت مالحقة الجريمة الجديدة‪ ،‬وال يحول وقف التنفيذ دون حصول المحكوم عليه على‬
‫العفو الخاص(‪.)3‬‬

‫نستخلص في األخير أهم النتائج التي تترتب على سقوط العقوبة المحكوم بها‪:‬‬

‫نهائيا واعتبارها كأنها لم تكن بمجرد انتهاء مدة التجربة‬


‫‪ -‬سقوط العقوبة المحكوم بها ً‬
‫المحددة بخمس سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬خروج المحكوم عليه من حالة الخوف والفزع وعدم االستقرار‪.‬‬
‫‪ -‬ال ُيعد الحكم بوقف التنفيذ سابقة في حالة العودة إلى ارتكاب أي جريمة أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في القانون الجزائي العام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمن تاقة‪ ،‬تنفيذ األحكام الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المعهد الوطني للقضاء‪ ،‬مديرية‬
‫التربصات‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪21‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -3‬علي محمد جعفر‪ ،‬فلسفة العقاب والتصدي للجريمة‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر و التوزيع‪ ،‬بيروت‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬إمكان إفادة المحكوم عليه من وقف التنفيذ مرة أخرى وذلك ضمن الشروط المقررة‬
‫قانونيا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬عدم تسجيل العقوبة في القسيمة رقم ‪ 20‬من صحيفة السوابق العدلية‪ ،‬كما تزول‬
‫أيضا العقوبات التكميلية المقضي بها‪.‬‬
‫آليا هو حق مكتسب للمستفيد من نظام وقف التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬زوال العقوبة الموقوفة ً‬
‫‪ -‬السقوط ال يمحو الحكم برمته بل في الحدود التي يقضي بها وقف التنفيذ (‪.)1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تقدير نظام وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫ُيعد نظام إيقاف تنفيذ العقوبة أحد األنظمة التي تكتسي أهمية بالغة بحيث ُيشكل إحدى‬
‫أهم البدائل السالبة للحرية قصيرة األمد والتي تتماشى مع األهداف الحديثة للعقوبة وذلك أنه‬
‫بواسطة وقف تنفيذ العقوبة يمكن للقاضي أن يجعل الجاني في مأمن من دخول السجن وهنا ما‬
‫يدفع بفئة الجناة إلى احتراف اإلجرام بشتى أنواعه وتكون عواقبه وخيمة باألخص أن نوع من‬
‫هذه الفئة ال ينفع معهم إال أسلوب القمع والعقاب‪.‬‬

‫واتباع هذا النظام مع كل فئات المجرمين دون مراعاة شخصية هذا األخير يخل بمبدأ‬
‫المساواة والعدالة على المحكوم عليهم‪ ،‬فإنه من الضروري تقييم وتقدير وقف تنفيذ العقوبة من‬
‫الجانب اإليجابي ومن الجانب السلبي أو بمعنى أخر عيوب ومزايا هذا النظام (‪.)2‬‬

‫أوالا‪ :‬عيوب وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬

‫لقد عرف هذا النظام عدة انتقادات من كل النواحي والجوانب خاصة أنه ‪:‬‬

‫‪ -1‬رانيا عياري و برابعة جميلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ -2‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح القانون الجزائري القسم الجزائري قسم العام‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫‪115‬‬ ‫عكنون‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.202-203‬‬
‫شخصان جريمة واحدة فيحكم‬
‫ً‬ ‫‪ -‬ال يحقق العدالة بين المجرمين إذ ليس من أن يرتكب‬
‫إحداهما بعقوبة مشمولة بالنفاذ بينما يحكم على اآلخر بعقوبة موقوفة النفاذ وهذا ما ُيجافي‬
‫مبادئ العدالة‪.‬‬
‫‪ -‬هو نظام يضعف الردع مما يدخل الثقة في نفوس المجرمين أنهم لن يطالهم العقاب بوجود‬
‫وقف التنفيذ‪ ،‬مما يجعلهم يتقنون في طرق إجرامية جديدة دون مراعاة ما يقضي به القانون‬
‫من جزاءات وعقوبات ضدهم (‪.)1‬‬
‫‪ -‬وفضالً عن ذلك فإن بعض اآلخر قد أكد على أن إيقاف تنفيذ العقوبة يترك الجريمة كاملة‬
‫األركان دون عقاب وهذا يمس بالردع العام مما يولد لدى بعض المجرمين إحساس بأن‬
‫العقاب يطالهم ويشجع على ارتكاب الجرائم(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يِؤخذ على هذا النظام كونه يهتم بمصلحة المحكوم عليه على حساب الضحية رغم أن‬
‫هذا األخير ُيعتبر من أهم محاور السياسة العقابية الحديثة مما يجعل االنحياز األول دون‬
‫الثاني مخالف لقواعد العدالة الجنائية(‪.)3‬‬
‫‪ -‬إن إيقاف التنفيذ انتقد ألـنه مخالف لنظام فصل السلطات ألن القاضي في حكمه بإيقاف‬
‫تنفيذ يعتدي على حقوق السلطة التنفيذية‪ ،‬ألن القاضي ينطق بالعقوبة السالبة للحرية‬
‫ويقرر في نفس الوقت وقف تنفيذها (‪.)4‬‬
‫قانونا‪ ،‬فعندما يوضع‬
‫‪ -‬ومن مساوئه أنه يترك المجرم لنفسه دون مراقبة وال مساعدة منظمة ً‬
‫في وسطه األصلي سيكون تحت تأثير ظروفه‪ ،‬الذي سبق أن أدت ارتكابه الجريمة‪ ،‬وقد‬

‫‪ -1‬جمال المجاطي‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الرشاد‬
‫سلطات‪ ،2012 ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ -2‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ -3‬رحمة منصور و إكرام حرز اهلل‪ ،‬األنظمة البديلة للعقوبة وفق التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،‬‬
‫‪116‬‬
‫المسيلة‪ ،2018-2019 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -4‬رنا إبراهيم سليم العطور‪ ،‬مصير العقوبة الجنائية‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،2001 ،32‬ص ‪.2001‬‬
‫دفع هذا النقد ومنها التشريع الفرنسي إلى األخذ بنظام وقف التنفيذ مع الوضع تحت‬
‫االختبار إلى جانب نظام وقف التنفيذ البسيط (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مميزات نظام وقف تنفيذ العقوبة‪:‬‬


‫ا‬

‫‪ -‬يتمتع وقف تنفيذ العقوبة على غرار باقي البدائل لعقوبة الحبس قصيرة المدة من مجموعة‬
‫من مجموعة من المزايا بحيث يجنب فئة من المجرمين المبتدئين أو الذين ال تتم سوابقهم‬
‫عن قدر من الخطورة مفاسد السجون ومخالطة األشرار‪ ،‬وقد أحسن المشرع في سياسته‬
‫الجنائية ذلك بإقرار السلطة التقديرية للقاضي باختيار من يرجى إصالحهم بدون تنفيذ‬
‫العقوبة عليهم (‪.)2‬‬
‫‪ -‬يحقق وقف تنفيذ العقوبة الردع العام إذ يهدف إلى حيلولة بين المجرم المبتدئ والمعتاد‪،‬‬
‫ويسمح بمنح فرصة للمحكوم عليه إلصالح نفسه تحت وطأة التهديد بتوقيع العقوبة عليه‬
‫نوعا من الضغط المعنوي اإليجابي‬
‫إن هو رجع إلى اقترافها أثناء فترة اإلختبار مما ُيشكل ً‬
‫ويخلق إرادة التأهيل لدى المحكوم عليه‪ ،‬ويجنبه مغبة السقوط في هاوية اإلجرام من جديد‬
‫(‪.)3‬‬
‫‪ -‬يسمح نظام وقف تنفيذ العقوبة بتجنيب المحكوم عليهم مساوئ العقوبات السالبة للحرية‬
‫قصيرة المدة حيث يعد أحد البدائل الجيدة التي تُخفف من ازدحام السجون دون الحاجة‬
‫لبرامج التأهيل واإلصالح التي تتطلب ميزانية كبيرة من الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬شريف سيد كامل‪ ،‬الحبس قصير المدة في التشريع الجنائي الحديث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ص‪.21-20‬‬
‫‪ -2‬جمال المجاطي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ -3‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬النظم المستحدثة لمواجهة أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،2013 ،‬ص ‪.91-90‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫يعتبر نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية وسيلة مستحدثة في السياسات العقابية‬
‫المعاصرة‪ ،‬لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة خارج السجن في الوسط الحر(‪ ،)1‬إذ أن‬
‫ُ‬
‫أغلب التشريعات التي أخذت بهذا النظام قصرته في البداية على المحكوم عليهم لتجنبهم اآلثار‬
‫السلبية الناتجة عن إيداعهم الحبس‪ ،‬ثم تطور األمر الستعمالها في إطار الرقابة القضائية كبديل‬
‫للحبس المؤقت و كإجراء أمني‪ ،‬ومن أهم الدوافع التي أدت إلى تبني التشريعات المقارنة والتشريع‬
‫الفرنسي بصفة خاصة للوضع تحت المراقبة اإللكترونية نتيجة لما يحققه هذا النظام عند‬
‫استخدامه خالل المراحل اإلجرائية للدعوى العمومية‪.‬‬
‫سنتناول عبر ثنايا هذا المبحث المقصود بنظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬ونشأة‬
‫النظام‪ ،‬ذلك أن المعرفة الحقيقية لنظام ما ال تأتي إال بالعودة إلى تاريخه والكشف عن ماضيه‬
‫مع تح ديد طبيعته القانونية‪ .‬ثم خصائصه في (المطلب األول)‪ ،‬مع التطرق إلى الشروط الواجب‬
‫وافرها إلقرار هذا النظام ومع الحديث عن اآلثار المترتبة عن إق ارره في (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية المراقبة اإللكترونية‪:‬‬
‫يعتبر نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية من أهم أفرزه التقدم التكنولوجي الذي إنعكس‬
‫بدوره على السياسة العقابية في معظم األنظمة العقابية المعاصرة التي أخذت به ولإللمام بهذا‬
‫النظام نتطرق في األول إلى مفهومه االصطالحي و التشريعي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫تعددت المفاهيم التي أطلقت على نظام المراقبة اإللكترونية‪ ،‬و إن كانت في آخر األمر‬
‫تصب كلها في معنى واحد‪ ،‬حيث يلقى نظام المراقبة اإللكترونية باعتبارها إحدى العقوبات‬
‫ُ‬
‫كبير بين الدول‪.‬‬
‫البديلة تقبالً اجتماعيا ًا‬
‫أوال‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫‪ -1‬أحمد سعود‪ ،‬المراقبة اإللكترونية كبديل للعقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،08‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬ديسمبر‪ ،2011 ،‬ص ‪.988‬‬
‫‪118‬‬
‫يعد مصطلح المراقبة اإللكترونية ترجمة لالصطالح الفرنسي " ‪la surveillance‬‬

‫أيضا بالسوار اإللكتروني "‪ ،»Bracelet électronique‬أو الحبس‬


‫‪ ،"électronique‬ويعرف ً‬
‫بالبيت " ‪ ،"La prison à domicile‬أو الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ‪Le placement‬‬
‫"‪ ،sous surveillance électronique‬فلقد تضاربت التعريف بشأنه‪.‬‬
‫ويقصد به إلزام المحكوم عليه باإلقامة في منزله أو محل إقامته خالل ساعات محددة‬
‫و تتم مراقبته بوضع أداة إرسال على معصم اليد أو أسفل قدم المحكوم عليه تشبه الساعة‪،‬‬
‫موجودا في‬
‫ً‬ ‫تسمح لمركز المراقبة من خالل الكمبيوتر المركزي بمعرفة ما إذا كان المحكوم عليه‬
‫المكان و الزمان المحددين بواسطة الجهة القائمة على التنفيذ أم ال (‪.)1‬‬
‫ومن التعريفات الفقهية في هذا الشأن‪:‬‬
‫فقد عرفته نرمين شراب‪" :‬هو ترك المحكوم عليه بعقوبة سالبة طليقًا مع إخضاعه لعدة‬
‫إلكترونيا من خالل إشارات يتم التعرف عليها عن طريق السوار اإللكتروني‬
‫ً‬ ‫التزامات ومراقبته‬
‫يوضع في معصم أو قدم الخاضع للمراقبة في النطاق الجغرافي المحدد له" (‪.)2‬‬
‫وعرفته عائشة علي منصوري‪" :‬هو عبارة عن رقابة تتم عن ُبعد‪ ،‬بواسطة أجهزة‬
‫إلكترونية‪ ،‬بهدف تحديد مواقيت و أماكن تواجد المحكوم عليه ضمن المنطقة المسموح له بها‪،‬‬
‫وبالتالي مدى التزامه بشروط‪ ،‬وضوابط العقوبة المفروضة عليه وتتم عادة بإلزام المحكوم عليه‪،‬ـأو‬
‫المحبوس احتياطيا باإلقامة في منزله‪ .‬أو محل إقامته خالل ساعات محددة" (‪.)3‬‬
‫وعرفه رامي متولي القاضي‪" :‬أحد البدائل الرضائية للعقوبات السالبة للحرية‪ ،‬التي‬
‫بمقتضاها يتم متابعة الشخص الخاضع لها‪ ،‬من خالل استخدام تقنيات حديثة من قبل أجهزة‬

‫‪ -1‬عمر سالم‪ ،‬المراقبة اإللكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية خارج السجن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬عبد الهادي درار‪ ،‬نظام المراقبة اإللكترونية في تطورات النظم اإلجرائية الجزائية بموجب األمر ‪ ،02-12‬مجلة الدراسات‬
‫والبحوث القانونية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ -3‬عائشة المنصوري‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية قصيرة األمد دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2019 ،‬ص‬
‫‪.108‬‬
‫إنفاذ القانون‪ ،‬خارج السجن في أماكن و أوقات يترتب على مخالفة هذه االلتزامات معاقبته‬
‫بعقوبة سالبة للحرية" (‪.)1‬‬

‫نستنتج من التعاريف و اآلراء الفقهية السابقة أن نظام المراقبة اإللكترونية هي أحد البدائل‬
‫الرضائية أين يلزم المحكوم عليه اإلقامة في منزله أو في محل إقامته خالل فترة عقوبته‪ ،‬وال بد‬
‫من حكم قضائي ونص تشريعي لتنفيذ الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬حيث يتم مراقبته‬
‫بواسطة جهاز إرسال يوضع على يد المحكوم عليه أو قدمه‪ ،‬يمكن للمؤسسة العقابية من التأكد‬
‫من تنفيذه العقوبة خارج السجن‪ ،‬ويمكن للمحكوم عليه تجنب الثلوث اإلجرامي وخطر االحتكاك‬
‫بالمسجونين في حال حكم عليه بالحبس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف القانوني‬


‫ا‬

‫أقرت العديد من التشريعات المعاصرة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية وتنوعت آليات‬
‫تنفيذه غير أن أغلب القوانين العقابية وحتى النصوص العقابية الخاصة واإلجرائية تهتم بصورة‬
‫أساسية بتوضيح كيفيات تطبيق هذا النظام وشروطه واجراءاته دون تقديم تعريف له‪.‬‬

‫فبالنسبة للتشريع الفرنسي وبالرجوع إلى النصوص المنظمة لهذا اإلجراء منها قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية الفرنسي والذي نص على تنفيذها كبديل للحبس المؤقت في إطار الرقابة‬
‫القضائية بتحديد اإلقامة "‪ ،)2("ARSE‬كما ورد في قانون العقوبات الفرنسي إمكانية إخضاع‬
‫المجرمين الخطرين والذين ُيعانون من اضطرابات نفسية عند اإلفراج عنهم‪ ،‬للوضع تحت المراقبة‬
‫كتدبير أمني أو المراقبة اإللكترونية في نهاية العقوبة‬ ‫(‪)3‬‬
‫اإللكترونية المتنقلة "‪"PSEM‬‬

‫‪ -1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظام المراقبة اإللكتروني في القانون الفرنسي والمقارن‪ ،‬العدد‪ ،93‬كلية القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات‬
‫العربية المتحدة ‪ ،2012‬ص ‪.212‬‬
‫‪-Assignation à résidence sous surveillance électronique (ARSE).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-La surveillance électronique mobile (MOBILE).‬‬ ‫‪120‬‬
‫كمرحلة وسطى بين سلب الحرية داخل المؤسسة العقابية و اإلفراج النهائي‪ ،‬وكذلك‬ ‫(‪)1‬‬
‫"‪"SEFP‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫كبديل للعقوبة السالبة للحرية "‪"PSE‬‬

‫لقد عرف المشرع الفرنسي الوضع تحت المراقبة اإللكترونية في المواد ‪-29-132‬‬
‫‪1‬و‪2‬و‪ 3‬من قانون العقوبات الفرنسي ومن خالل القانون ‪ 1128-88‬الصادر بتاريخ ‪18‬‬
‫ديسمبر ‪ 1888‬المعدل والمتمم في المواد ‪ 8-823‬إلى ‪ 12-823‬من ق‪.‬إ‪.‬ج(‪،)3‬وكذا النصوص‬
‫التنظيمية والتطبيقية خاصة المنشور الوزاري المشرك المؤرخ في ‪ 21‬جوان‪ 2013‬المتعلق بتحديد‬
‫كيفية تنفيذ الوضع تحت المراقبة اإللكترونية وتوجيهه على أنها فرض التزامات على شخص‬
‫متهم أو محكوم عليه بعدم مغادرة منزله‪ ،‬أو محل إقامته أو أي مكانٍ آخر محدد‪ ،‬خارج األوقات‬
‫إلي يحددها القاضي المختص بحيث تتم متابعة مدى التزامه بالواجبات المفروضة عليه إلكترونيا‬
‫وبرد تحديد األماكن واألوقات في متن الحكم أو األمر –بصورة عامة القرار‪ ،-‬بناءا على‬
‫اعتبارات متعلقة أساسا بممارسة نشاط مهني‪ ،‬متابعة الدراسة‬

‫الجامعية أو تكوين المهني‪ ،‬أو ممارسة نشاط يساعده على االندماج االجتماعي أو المشاركة‬
‫في الحياة العائلية‪ ،‬أو متابعة العالج الطبي‪ ،‬وبالمقابل يلتزم المدان باالستجابة لكل االلتزامات‬
‫الواقعة على عاتقه خاصة إستدعاءات السلطة العمومية التي يحددها القاضي المختص (‪.)4‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد عرفه من خالل القانون ‪ 01-11‬المؤرخ في ‪30‬ى جانفي‬
‫‪ 2011‬الذي يعدل ويتمم القانون ‪ 02-02‬في ‪ 9‬فيفري ‪ 2002‬المضمن قانون تنظيم السجون‬
‫واعادة إدماج المحبوسين‪ ،‬على قانون ‪ 01-11‬يتمم الباب السادس من القانون ‪ 02-02‬في‬

‫‪1‬‬
‫‪- La surveillance électronique de fin peine (SEFP).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Le placement sous surveillance électronique (PES).‬‬
‫أنظر‪ :‬كباسي عبد اهلل و وقيد وداد‪ ،‬المراقبة اإللكترونية باستعمال السوار اإللكتروني‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪ ،2018-2019،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬بوشنافة جمال‪ ،‬تنفيذ العقوبة بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية دراسة في ظل القانون ‪ 01-11‬المعدل والمتمم لقانون‬
‫‪121‬منشورة على‬
‫تنظيم السجون الجزائري‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫موقع‪http://www.asjp.cersit.dz/en/article/58711:‬‬
‫‪ -4‬كباسي عبد اهلل و وقيد وداد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫الفصل الرابع تحت عنون الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪ ،‬حيث جاء في نص المادة ‪120‬‬
‫مكرر ‪ " 1‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية إجراء يسمح بقضاء المحكوم عليه كل العقوبة أو‬
‫جزء منها خارج المؤسسة العقابية " ‪.‬‬

‫ويتمثل الوضع تحت المراقبة اإللكترونية في حمل الشخص المحكوم عليه طيلة المدة‬
‫في المادة ‪ 120‬مكرر‪ ،1‬لسوار إلكتروني يسمح بمعرفة تواجده في مكان تحديد اإلقامة المبين‬
‫في مقرر الوضع الصادر عن قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نشأة وتطور نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫نسبيا في العدالة الجنائية‬


‫تُعد فكرة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية من األفكار القديمة ً‬
‫بحيث تمتد جذورها إلى اإلمبراطورية الرومانية القديمة‪ ،‬حيث عرفت عقوبة االعتقال الحر‪ ،‬من‬
‫خالل تحديد إقامة الجاني في منزله تحت حراسة أمنية مع تعيين ضامن له‪ ،‬تكون ضمن مهامه‬
‫تمثيله أمام القضاء (‪.)1‬‬

‫وفي العصر الحديث يعود الفضل األول إلى أول تجارب تحديد مكان الشخص لألخوين‬
‫"‪"SCHWITZGIBEL‬سنة ‪ 1892‬وهما عالمان من جامعة هارفارد األمريكية بحيث أعد هاذين‬
‫الشابين نظاما للمراقبة الالسلكية وقاما بتجربته في والية بوسطن األمريكية (‪ ،)2‬إال أن الفضل‬
‫في ظهور هذه اإلسوارة اإللكترونية في صورته النهائية يعد إلى القاضي األمريكي " ‪JACK‬‬
‫‪ "LOVE‬عام ‪ 11888‬في نيومكسيكو‪ .‬ومن الناحية التشريعية تعد الواليات المتحدة األمريكية‬
‫أول من أدخل الوضع تحت المراقبة اإللكترونية وتدعى " ‪ELECTRONIQUE‬‬
‫‪ "MONITORING‬منذ سنة ‪ 1810‬وفي سنة ‪ 1813‬قام القاضي جاك لوف بتجربة ناجحة‬
‫ألول سوار لمدة ثالث (‪ ،)3‬وأستعمل بشكل ملحوظ في سنة ‪ 1818‬في سنة ‪ 1818‬في واليتي‬

‫‪ -1‬رتيبة بن دخان‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية السوار اإللكتروني في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث القانونية‬
‫واقتصادية‪ ،‬جامعة اإلخوة متنوري‪ ،‬قسنطينة ‪ ،1‬ص‪.229‬‬
‫‪122‬الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.10-88‬‬
‫‪ -2‬أيمن رمضان الزيتي‪ ،‬الحبس المنزلي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫نظر لما تعرفه هاتين الواليتين‬
‫فلوريدا "‪ "FLORIDA‬ونيو مكسيك "‪ "NEW MEXIQUE‬وذلك ًا‬
‫من حدة في اإلجرام (‪ .)1‬وأصبح السوار اإللكتروني يستخدم في الواليات المتحدة كبديل أساسي‬
‫عن الحرية المراقبة باعتباره ُيشكل أحد االلتزامات المفروضة في إطار ما ُيسمى باإلفراج‬
‫نظر لنجاحه منذ‬
‫كبير ًا‬
‫تطور ًا‬
‫ًا‬ ‫المشروط‪ ،‬ثم كبديل عن الحبس االحتياطي وتطور هذا النظام‬
‫دخوله حيز التطبيق إلى اليوم‪.‬‬

‫وهذا ما جعل التشريعات األخرى‪ ،‬خارج الواليات المتحدة األمريكية تتبناه حيث أدخلت‬
‫كندا هذا النظام كبديل عن الحبس االحتياطي وكبديل عن الحرية المراقبة في عام ‪1818‬‬
‫وتبعتها إنكلت ار عام ‪ ، 1818‬كما تبنته السويد في عام ‪ 1882‬كبديل عن عقوبة الحبس قصير‬
‫أيضا عام ‪ ،1882‬وأدخلته كل من بلجيكا و أستراليا في تشريعاتها منذ‬
‫المدة‪ ،‬وطبقته هولندا ً‬
‫‪.1888‬‬

‫‪-89‬‬ ‫أما المشرع الفرنسي فقد أدخل نظام المراقبة اإللكترونية من خالل القانون رقم‬
‫‪ 1128‬بتاريخ ‪ 12‬حزيران ‪ 2000‬وأخذ مكانه في المواد ‪ 8-823‬إلى ‪ 2-823‬من القانون رقم‬
‫‪ 1131-2002‬بتاريخ ‪ 8‬أيلول ‪ 2002‬والقانون رقم ‪ 202-2002‬تاريخ ‪ 8‬آذار ‪ ،2002‬وقد‬
‫نموذجيا‬
‫ً‬ ‫يعيا‬
‫إطار تشر ً‬
‫قدم التشريع العقابي الفرنسي في تنظيم الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ًا‬
‫ال يستحق الدراسة والتحليل(‪ ،)2‬ولقد تبنى المشرع الجزائري هذا النظام في التعديل األخير‬
‫ومتكام ً‬
‫لقانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين بالقانون رقم ‪ ،)3( 01-11‬حيث‬
‫نص على إمكانية إقرار تنفيذه كقوبة بديلة عم العقوبة السالبة للحرية وقصيرة المدة وهذا في‬
‫المواد من ‪ 120‬مكرر إلى المادة ‪ 120‬مكرر ‪ 19‬بعد أن أدرجه ألول مرة في تعديله لقانون‬

‫‪ -1‬نسيمة مروان ‪ ،‬المراقبة اإللكترونية بديل جديد عن الحبس المؤقت ودعم قرينة البراءة‪ ،‬حوليات كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬العدد‪ ،8‬جامعة وهران‪ ،2012 ،2‬ص‪.80‬‬
‫‪ -2‬صفاء آوتاني‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية السوار اإللكتروني في السياسة العقابية الفرنسية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‬
‫للعلوم اٌقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد‪ ،22‬العدد األول‪ ،‬كلية جامعة دمشق‪ ،2008 ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ 1238‬الموافق ‪ 30‬يناير سنة ‪ ،2011‬يتمم القانون رقم ‪-02‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-11‬المؤرخ في ‪ 12‬جمادى األولى عام‪123‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ 02‬المؤرخ في ‪ 18‬ذي الحجة عام ‪ 1222‬الموافق فبراير سنة ‪ 2002‬والمتضمن قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج‬
‫االجتماعي للمحبوسين‪ .‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.02‬‬
‫والذي اعتبره كإجراء من إجراءات الرقابة‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإلجراءات الجزائية بمقتضى األمر ‪02-12‬‬
‫القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫اختلف الفقه الجنائي حول الطبيعة القانونية بنظام المراقبة اإللكترونية ما بين اتجاهين‪،‬‬
‫األول يرى أم هذا نظام هو إجراء احترازي في حين يرى االتجاه الثاني أن نظام المراقبة‬
‫اإللكترونية يعتبر عقوبة جنائية‪ ،‬وفيما مايلي نستعرض وجهة نظر كل اتجاه‪:‬‬

‫االتجاه األول‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية إجراء احترازي‪:‬‬

‫يرى أنصار هذا االتجاه أن نظام المراقبة اإللكترونية يحمل في طياته صفات التدابير‬
‫مجددا في‬
‫ً‬ ‫االحت ارزية ألنه ذو طابع تأهيلي إصالحي‪ ،‬يهدف إلى وقاية العود من الوقوع‬
‫مستنقعات الجريمة‪ ،‬كما يسعى إلى تجنيبه مخاطر مجتمع السجن الفاسد‪ ،‬وهو أسلوب لوقاية‬
‫وفقا لالعتبارات الفرد و‬
‫المجتمع من السلوكيات المنحرفة التي تنفر كيانه‪ ،‬فهو على ذلك يطبق ً‬
‫معا (‪.)2‬‬
‫المجتمع ً‬

‫االتجاه الثاني‪:‬نظام المراقبة اإللكترونية عقوبة جنائية‪:‬‬

‫وقد اتجه جانبٍ آخر من الفقه الجنائي إلى القول أن نظام المراقبة اإللكترونية عقوبة‬
‫جنائية محضة‪ ،‬ال تحمل صفات التدابير االحت ارزية وهيتنطوي على معنى العقوبة من خالل ما‬
‫تحمله من ردع وايالم واكراه‪ ،‬ويتفق الرأي السابق مع اتجاه مجلس الشيوخ الفرنسي الذي رأي‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 02-12‬المؤرخ في ‪ 8‬شوال عام ‪ 1239‬الموافق ‪ 23‬يوليو ‪ 2012‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 122-99‬المؤرخ‬
‫في ‪ 11‬صفر ‪ 1319‬الموافق ‪ 1‬يونيو ‪ ،1899‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي بشير و بلعرابي عبد الكريم‪ ،‬نظام المراقبة اإللكترونية‪ ،‬نحو سياسة جنائية جديدة‪ ،‬ص‪ .11‬منشورة على‬
‫‪124‬‬
‫موقع‪http://www.asjp.cerist.dz/en/article/33968:‬‬
‫أن نظام المراقبة اإللكترونية إجراء مقيد لحرية اإلنسان في التنقل‪ ،‬فضالً عما يسببه من‬
‫اضطرابات في الحياة األسرية (‪.)1‬‬

‫االتجاه الثالث‪:‬حسب المرحلة اإلجرائية (المعيار الشكلي)‪:‬‬

‫أما هذا الرأي اتجه في حديد الطبيعة القانونية للوضع تحت نظام المراقبة اإللكترونية‬
‫إلى التوفيق بين الرأي األول الذي يعتبرها تدبير أمني أو احترازي‪ ،‬و الرأي الثاني الذي يرى‬
‫أنها عقوبة جنائية أصلية أو وسيلة مستحدثة في تنفيذ العقاب الجنائي وينظر هذا الرأي إلى‬
‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية حسب المرحلة اإلجرائية التي يطبق فيها فإذا كانت المراقبة‬
‫اإللكترونية في مرحلة التحقيق القضائي أو بعد استنفاذ العقوبة السالبة للحرية‪ ،‬فإنها تُعتبر تدبير‬
‫احترازي‪ ،‬أما في في مرحلة التنفيذ العقابي فهي بال ريب ذات طبيعة عقابية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫يمتاز نظام المراقبة اإللكترونية باستعمال السوار اإللكتروني بمجموعة من الخصائص‬


‫المقترحة للحد من مشكلة العقوبات السالبة للحرية قصيرة‬
‫تُميزه عن غيره من البدائل العقابية ُ‬
‫المدة وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬مضاد لالختراق ‪ :Inviolabilité‬ويكمن سر هذه الخاصية في استحالة كسر أو فتح‬


‫هذا السوار أو حتى نزعه أو تعطيله‪.‬‬
‫‪ -‬قابل للكشف ‪ :Détectabilité‬أين يمكن للسلطات المكلفة بالرقابة كشف مكان وتحديد‬
‫موقع حامل السوار حتى ولو على مسافة بعيدة‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر مصدر موثوق ‪ :Fiabilité‬بحيث أن السوار يقوم بعمله بكل احترافية فال يمكن‬
‫مثالً أن يخطئ في موقع شخص ما‪ ،‬ولكن رغم كل شيء فهو آلة يمكن أن يتعرض إلى‬
‫أعطاب‪.‬‬

‫‪ -1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.282‬‬


‫‪125‬‬
‫‪ -‬احترام الحياة الخاصة ‪ :Respect de la vie privé‬رغم القيود وااللتزامات التي‬
‫تفرضها إال أنها تحترم الحياة الشخصية للخاضع للمراقبة اإللكترونية (‪.)1‬‬

‫أيضا أنه يبث ذبابات إلكترونية تسمح بتحديد مكان حامله‪ ،‬وعند إزالته‬
‫ومن خصائصه ً‬
‫يطلق إنذار‪ ،‬كما أنه ُمقاوم للرطوبة و الغبار و االهت اززات والذبابات والصدمات وللفتح ومقاوم‬
‫اما وقابل للشحن بشاحن خاص به‬
‫لألشعة فوق البنفسجية وللضغوط إلى غاية ‪ 120‬كيلوغر ً‬
‫مضاد للحساسية‪ ،‬به عازل مصنوع من قماش يفصله عن بشرة المتهم‪.‬‬

‫وتتابع مراكز المراقبة التابعة لمديرية السجون تحركات المحكوم بالدخول للتطبيق‬
‫اإللكتروني الخاص بالسوار بكتابة معلوماته الشخصية حيث يمكن تحديد موقع حامله في كل‬
‫ثانية‪ ،‬وفي أي مكان سواء كان على من سيارة أو دونها‪ ،‬ويمكن إجراء تعديالت على البرنامج‬
‫ألمعلوماتي للسوار عن بعد والي تُرسل إلى قاعدة البيانات الوطنية (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬هارون فارس وحمامي كنزة‪ ،‬نحو ضرورة تبني المراقبة اإللكترونية كبديل للعقوبة السالبة للحرية‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2011-2018 ،‬ص‪.21-20‬‬
‫‪ -2‬نبيلة صدراتي‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد‪.8‬‬
‫‪126‬‬
‫جوان ‪ ،2012‬كلية الحقوق تيجاني هدام‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط وآثار تطبيق نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫لالستفادة من نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية باستعمال السوار اإللكتروني البد‬
‫من توافر جملة من الشروط وهي تتعلق في األساس بالعقوبة‪ ،‬وبالشخص الذي سيخضع لنظام‬
‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية عالوة على آليات تنفيذه وكذا اإلجراءات المتبعة لتقريره وما‬
‫تبعا‪.‬‬
‫يترتب عليه من آثار وهو ما سيأتي بيانه ً‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الفنية‪:‬‬

‫أساسا من ثالثة عناصر هي السوار اإللكتروني المرسل‪ ،‬وصندوق‬


‫ً‬ ‫تتكون الشروط الفنية‬
‫االستقبال وارسال اإلشارة الالسلكية‪ ،‬والقطب المركزي للمراقبة اإللكترونية‪ ،‬ومن المهم التنويه‬
‫أن األجهزة اإللكترونية المذكورة سالفًا يقوم بتصنيعها وتجريبها وتركيبها وصيانتها متعهد خاص‬
‫أو شركة خاصة‪ ،‬معتمد بقرار من وزير العدل لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد وفق دفتر شروط‬
‫تعده و ازرة العدل‪ ،‬في إطار قانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬السوار اإللكتروني المرسل‪:‬‬

‫عموما ساعة يد كبيرة‪ ،‬يحتوي على جهاز إرسال‪ ،‬يثبت على‬


‫ً‬ ‫هو عبارة عن جهاز يشبه‬
‫معصم اليد أو أسفل الساق‪ ،‬بواسطة رباط مطاطي مصنوع من مادة مقاومة وصحية‪ ،‬يحتوي‬
‫على بطارية تغذية بالطاقة الكهربائية وجهاز إرسال يزن حوالي ‪ 100‬غرام إلى ‪ 122‬غرام‪،‬‬
‫يحمله الخاضع للمراقبة خالل المواقيت التي حددتها السلطة القضائية‪ ،‬ووظيفته إرسال إشارات‬
‫السلكية مشفرة لإلحداثيات الجغرافية لمكان تواجد الخاضع للمراقبة في مدى ‪ 2‬إلى ‪ 80‬متر‪،‬‬
‫كما يرسل إشارات تحذيرية في حالة تخطي المحكوم عليه للحيز الزماني والمكاني المحدد له‬
‫كأن تتم برمجته على مساحة خمسة وتسعون(‪ )82‬متر مربع –مساحة المنزل‪ -‬أو في حالة‬
‫عطب تقني أو محاولة كسره أو نزعه‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ثانيا‪ :‬صندوق استقبال وارسال اإلشارة الالسلكية‪:‬‬
‫ا‬

‫هو صندوق يوضع في منزل أو مكان إقامة الخاضع للمراقبة أو المكان الذي تُحدده‬
‫السلطة القضائية‪ ،‬مكون من أجهزة إلكترونية مهمتها استقبال اإلشارات الالسلكية الصادرة عن‬
‫السوار اإللكتروني واعادة إرسالها إلى الكمبيوتر المركزي في القطب المركزي للمراقبة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وعبر خط الهاتف أو عبر شريحة ‪ GSM‬للهاتف النقال تعمل على جميع الشبكات‬
‫المتوفرة‪ ،‬فهو الوسيط بين السوار اإللكتروني والكمبيوتر المركزي‪ ،‬فعند انتهاك أحد االلتزامات‬
‫أساسا‬
‫ً‬ ‫أساسا بمواقيت ومكان تواجد الخاضع للمراقبة‪ ،‬أو في حتى في حالة األعطاب‬
‫ً‬ ‫المتعلقة‬
‫ُ‬
‫تلقائيا ومباشرة إشارات تحذيرية‪ ،‬إضافة‬
‫ً‬ ‫أو محاوالت إتالف السوار أو الصندوق أو نقله‪ ،‬يبعث‬
‫ومخزن طاقة كهربائية لضمان إستمراية بقائه قيد‬
‫إلى ذلك فإن الصندوق يحتوي على بطارية ُ‬
‫التشغيل في حالة انقطاع الطاقة الكهربائية‪ ،‬كما يشمل على ذاكرة إلكترونية تُسجل عملية المراقبة‬
‫اإللكترونية من بدايتها إلى نهايتها‪ ،‬وكل ما يتعلق بها من مواقيت‪ ،‬وانتهاكات ويمكن استخراجها‬
‫على شكل تقارير عند الحاجة (‪.)1‬‬

‫ثالثاا‪ :‬القطب المركزي للمراقبة اإللكترونية‪:‬‬

‫فنيا ويتوجب‬
‫نصبا في اإلدارة العقابية يشرف على استعماله أعوان ُمؤهلون ً‬
‫يكون ُم ً‬
‫بالضرورة أن يكون هذا الكمبيوتر مزود ببرامج وتقنيات تسمح له بالتواصل مع السوار اإللكتروني‬
‫والتقاط اإلشارات المرسلة منه كتقنية ‪ GPS‬للبحث وحديد األماكن عبر األقمار الصناعية‪.‬‬

‫أما في القانون الفرنسي هو مؤسسة عمومية أو جهاز عمومي تحت وصاية و ازرة العدل‪،‬‬
‫يشرف على تسييره ضابط من سلك حراس السجون تحت إشراف المدير الجهوي لإلدارة العقابية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إشرافه على توفير األجهزة الالزمة لحسن متابعة وتنفيذ وسير وادارة المراقبة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وخاصة أجهزة االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬وأهم ما يوجد على مستوى المركز‬
‫هو الكمبيوتر المركزي‪ ،‬ومهمته استقبال البيانات الواردة سواء من السوار أو من صندوق‬

‫‪ -1‬علي علي عز الدين الباز علي‪ ،‬نحو مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.218‬‬
‫‪128‬‬
‫االستقبال واإلرسال ومعالجتها وتحديد طبيعة اإلنذارات‪ ،‬فيما إذا كان هناك خرق لاللتزامات أو‬
‫مكانيا أو عن‬
‫ً‬ ‫مجرد أعطاب تقنية والتي يشرف نفس المركز على التدخل الصطالحها سواء‬
‫ُبعد واتخاذ الق اررات المناسبة حسب الحالة (‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط المادية‪:‬‬

‫أوالا‪:‬الشروط المتعلقة بالمحكوم عليه‪:‬‬

‫إن تنفيذ العقوبة بأسلوب الوضع تحت المراقبة اإللكترونية ُيمكن أن يتعلق بالبالغين‬
‫وكذلك باألحداث سواء كانوا ذكور أو إناث‪ ،‬حيث يشمل تطبيق هذا النظام جميع المحكوم عليهم‬
‫وهو ما يستشف من نص المادة ‪ 120‬مكرر‪ 2‬التي اشترطت موافقة ولي القاصر على الوضع‬
‫تحت المراقبة اإللكترونية (‪ ،)2‬بشرط أن يكون سن الحدث يتراوح بين ‪ 13‬سنة و‪ 11‬سنة وهو‬
‫نفس الشرط الذي اشترطه المشرع الفرنسي في المادة ‪ 823‬فقرة ‪ 8‬غير أن أغلب التشريعات‬
‫التي أخذت بهذا النظام وضعت الحد األدنى لسن الخاضع للنظام مثالً المشرع اإلنجليزي حدده‬
‫بثمانية عشرة سنة والمشرع االسكتلندي حدده بستة عشر سنة‪،‬يعتبر رضاء المحكوم عليه شرطا‬
‫أساسيا من أجل تطبيق المراقبة (‪.)3‬‬
‫ً‬

‫كما ُيشترط ان يكون للمحكوم عليه محل إقامته مستقر وهو ما يستشف من أحكام المادة‬
‫ويحدد هذا المحل من طرف قاضي تطبيق العقوبات سواء كان‬
‫‪ 8-823‬فقرة‪ 2‬ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنسي ُ‬
‫خاصا بالمحكوم عليه أو غيره وفي هذه الحالة يجب الحصول على موافقة المالك إلتباع إجراءات‬
‫ً‬
‫المراقبة اإللكترونية‪ ،‬وكذلك األمر إذا كان السكن مشترًكا أما إذا كان محل اإلقامة من األماكن‬

‫‪ -1‬سعاد خلوط وعبد المجيد لخذاري‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية مستحدثة للتفرد العقابي في التشريع الجزائري‬
‫وفقا للقانون ‪ ،01-11‬مجلة البحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪ ،2011 ،2‬ص‪.221‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 120‬مكرر‪ 2‬من القانون ‪ 01-11‬المتعلق بقانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج الجتماعي للمسجونين‪ ،‬المرجع‬
‫‪129‬‬ ‫السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬سعاد خلوط وعبد المجيد لخذاري‪ ،‬الرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫العمومية فال ُيشترط الرضا‪ ،‬كما ُيشترط أن يكون محل اإلقامة مزود بخط هاتفي ثابث ويكون‬
‫مهيأ ألداء الخدمة المناطة به أداؤها (‪.)1‬‬

‫وكذلك المشرع الفرنسي أقر نفس الشرط فإذا إنعدم رضا المحكوم عليه فلن ُيطبق هذا‬
‫النظام عليه نزوالً عند رغبته‪ ،‬وتكون هذه الموافقة في حضور محامي المحكوم عليه إن طلب‬
‫أيضا ‪:‬‬
‫حضوره‪ .‬ويشترط ً‬

‫‪ -‬ضرورة الموافقة الشخصية للبالغ تكون وفقًا لتصريح كتابي أمام قاضي تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يسدد المعني مبالغ الغرامات المحكوم بها عليه‪.‬‬
‫‪ -‬البد من األخذ بعين االعتبار عند إصدار مقرر االستفادة أن ُيأخذ بعين االعتبار عند‬
‫متابعا لعالج‬
‫ً‬ ‫الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كل من الوضعية األسرية للمعني‪ ،‬أو إذا كان‬
‫طبي‪ ،‬أو نشاط مهني أو كان ُيزاول دراسته أ تكوينه‪ ،‬أو إذا أظهر ضمانات جدية لالستقامة‬
‫(‪.)2‬‬

‫وعليه ُيمكن القول أن المشرع الجزائري في هذا النظام لم يشترط أم يكون المحكوم عليه غير‬
‫قضائيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مسبوق‬

‫استنادا ألحكام المادة ‪ 1-823‬فقرة ‪ 2‬ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنسي فإن‬


‫ً‬ ‫إحترام كرامة المحكوم عليه وذلك‬
‫تنفيذ نظام المراقبة اإللكترونية يجب أن يضمن كرامة وحرمة الحياة الخاصة للمحكوم عليه وهذا‬
‫ما أكد عليه المشرع الجزائري في المادة ‪120‬مكرر‪ ،2‬وفي هذا الصدد ُيمنع على المراقبين‬
‫الولوج إلى مسكن المحكوم عليه إال بعد الحصول على رضائه وعلى الرغم من ان وسيلة المراقبة‬
‫تتمثل في وضع السوار اإللكتروني في معصم المحكوم عليه‪ ،‬فإنه يراعي أن يكون من الصغر‬
‫خطر لآلثار السلبية التي ُيمكن أن تترتب على ظهره‬
‫بحيث ال يستطيع أن يكشفه أو يراه أحد ًا‬
‫للعيان‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.139‬‬


‫‪ -2‬نبيلة صدراتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪130‬‬
‫وسعيا لحماية‬
‫ً‬ ‫كيما لهذا االتجاه‬
‫كما إشترط المشرع الجزائري في المادة ‪120‬مكرر‪ 3‬وتح ً‬
‫تجسد المحكوم عليه من أن يؤثر هذه األداة الحديثة عليه‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 12-823‬من‬
‫بناءا على طلب المعني‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنسي على أن يجوز لقاضي تطبيق العقوبات بصفة تلقائية أو ً‬
‫مساسا بصحة‬
‫ً‬ ‫طبيبا للمحكوم عليه للتأكد من هذه األداة ورآها ال تُشكل‬
‫وفي أي وقت أن ُيعين ً‬
‫هذا األخير وفي جميع الحاالت توضع الشهادة في ملف المحكوم عليه (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بالعقوبة‪:‬‬


‫ا‬

‫ُيطبق السوار اإللكتروني كإجراء بديل للعقوبة السالبة للحرية التي ال تتجاوز مدتها ثالث‬
‫(‪ )3‬سنوات بحيث يشترط لتطبيق هذه العقوبة أن تكون مدة العقوبة المقررة للحبس ال تتجاوز‬
‫ثالث (‪ )3‬سنوات‪ ،‬وهذا لتفادي مساوئ العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة‪ ،‬فإن األصل في‬
‫الرقابة اإللكترونية كبديل للعقوبة هي تجنب احتكاك المحكوم عليه بالمجرمين أكثر خطورة منه‪،‬‬
‫فإن بقاءه في المؤسسة العقابية ال ُيحسب من سلوكه أو ُيصلحه وانما قد يجعل منه محترفًا في‬
‫اإلجرام‪.‬‬

‫ونالحظ من خالل مقارنتنا مع التشريع الفرنسي أن هناك إختالف في تحديد مدوة العقوبة‪،‬‬
‫بحيث نجد أن القانون الفرنسي حدد مدة الوضع تحت المراقبة اإللكترونية في العقوبات التي ال‬
‫تتجاوز مدتها السنتين أو ما تبقى منها ال يتجاوز هذه (‪ .)2‬ومما يجب اإلشارة إليه أن تطبيق‬
‫هذه المراقبة في التشريع الفرنسي يقسم إلى قسمين وهما‪ :‬الوضع تحت الرقابة اإلكترونية الثابت‬
‫‪ ، Le placement sous surveillance électronique fixe‬والوضع تحت المراقبة‬
‫اإللكترونية المتحرك ‪.Le placement sous surveillance électronique mobile‬‬

‫الحكم عليهم‬
‫فبالنسبة للثابت فهو إجراء ُيطبق على المجرمين األقل خطورة والذين تم ُ‬
‫بعقوبة سالبة للحرية قصيرة المدة والتي ال تتجاوز مدتها السنتين أو ما تبقى منها ال يتجاوز تلك‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬


‫‪ -2‬جوهر عامر‪ ،‬عباسة الطاهر‪ ،‬السوار اإللكتروني إجراء بديل للعقوبة السالبة للحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة اإلجتهاد‬
‫مارس‪ ،2011‬ص‪.118‬‬
‫القضائي‪ ،‬العدد‪ ،19‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪131،‬‬
‫المدة‪ ،‬أما بالنسبة للمتحرك فهو ُيطبق على األشخاص الذين ارتكبوا جرائم جسيمة وحكم عليهم‬
‫بعقوبة سالبة للحرية طويلة المدة‪ ،‬والتي ال تتجاوز سبعة (‪ )8‬سنوات وهو إجراء احترازي يتم‬
‫وضعه بعد انقضاء العقوبة أو قبل انقضاءها‪ ،‬واختلف فيه المدة حسب جسامة الجريمة فبالنسبة‬
‫للجنايات تكون المراقبة بسنتين قابل للتجديد مرتين‪ ،‬أما بالنسبة للجنح فتكون لمدة سنة قابلة‬
‫للتجديد مرة واحدة‪ ،‬والهدف من هذا اإلجراء هو مساعدة المجرمين في مثل هذه الجرائم على‬
‫االندماج في المجتمع (‪.)1‬‬

‫إن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى هذا التقسيم وانما أشار في المادة ‪ 120‬مكرر بقضاء‬
‫المحكوم عليه كل العقوبة أو جزء منها خارج المؤسسة العقابية‪ ،‬فإن قضاء العقوبة كلها خارج‬
‫المؤسسة العقابية يقصد بها أن يطبق السوار اإللكتروني كإجراء بديل للعقوبة السالبة للحرية‬
‫ويمكن في هذه الحالة أن تكون جنحة أو جناية‬
‫الجنحية التي ال تتجاوز مدتها ثالث (‪ )3‬سنوات ُ‬
‫(‪.)2‬‬

‫ثالثاا‪ :‬الشروط المتعلقة بالجهة القضائية المختصة بتقريره اإلشراف عليه‬

‫يمثل إشراف السلطة القضائية على تنفيذ العقوبات بما فيها المراقبة اإللكترونية ضرورة‬
‫وضمانة جوهرية لحقوق المحكوم عليهم بها‪ ،‬سيما أن هذا النظام ينطوي على تدخل كبير في‬
‫الحياة الخاصة لألشخاص الخاضعين له‪ ،‬وبهذا فإن إشراف القضاء يكفل التدخل بالقدر‬
‫الضروري الالزم لتنفيذ المراقبة مهما كانت الظروف واألحوال (‪ ،)3‬لذا أسند المشرع الجزائري‬
‫مهمة تقرير هذا النظام واإلشراف عليه إلى قاضي تطبيق العقوبات هو ما يستشف من نص‬
‫المادة ‪120‬مكرر‪ 1‬ذلك بعيدا عن رأي النيابة العامة كما يأخذ رأي لجنة تطبيق العقوبات بالنسبة‬
‫للمحبوسين من القانون السالف الذكر(‪ ،)4‬كما هو الحال بالنسبة للمشرع الفرنسي أسند مهمة‬

‫‪ -1‬رامي متولي القاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.302‬‬


‫‪ -2‬عامر جوهر وطاهر عباسة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ -3‬رضا معيزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪120‬مكرر‪ 1‬من قانون تنظيم السجون واعادة إدماج االجتماعي للمحبوسين‪.‬‬
‫اإلشراف إلى قاضي تطبيق العقوبات طبقًا للمادة ‪ 8-823‬ق إ‪.‬ج‪.‬ج الفرنسي والذي يختصر‬
‫بتحديد المكان الذي سينفذ فيه المحكوم عليه المراقبة اإللكترونية ويحدد األشخاص القائمين على‬
‫تنفيذ‪ ،‬كما أنسب هذه المهمة أيضا إلى مأمور المراقبة الذي يختص باإلشراف على المراقبة‬
‫اإللكترونية عن بعد وأيضا إلى الشركات الخاصة‪ ،‬والتي نحرهم مهمتهم في الواقع توريد أجهزة‬
‫المراقبة‪ ،‬وكذا الجانب الفني في أداء عملية المراقبة كإرسال اإلشارات التحذيرية و األعطاب‬
‫قدر من الرقابة (‪.)1‬‬
‫وهي أمور تمنح للقائم بها ًا‬

‫ابعا‪ :‬الشروط المتعلقة بالحكم‪:‬‬


‫ر ا‬

‫حتى ُيطبق الوضع تحت المراقبة اإللكترونية البد أن يكون الحكم نهائي وهو شرط أورده‬
‫المشرع الجزائري في المادة مكرر‪ ،3‬لكي يستفيد المحكوم عليه من نظام المراقبة اإللكترونية يقد‬
‫طلب االستفادة إلى قاضي تطبيق العقوبات لمكان إقامة المحكوم عليه أو المكان الذي يوجد به‬
‫مقر المؤسسة العقابية المحبوس بها المعني‪ ،‬فيتم إرجاء تنفيذ العقوبة إلى حيث الفصل النهائي‬
‫في طلب المعني إذا كان غير محبوس‪ ،‬ويفصل قاضي تطبيق العقوبات في طلب اإلستفادة في‬
‫أجل قدره عشرة أيام(‪ )10‬من تاريخ إخطاره(‪ )2‬بمقرر غير قابل ألي طعن(‪ ،)3‬كما يمكن للمحكوم‬
‫عليه الذي فض طلبه أن ُيعيد طلبه بعد مرور ستة (‪ )9‬أشهر من تاريخ الرفض وذلك حسب‬
‫نص المادة ‪ 120‬مكرر‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إلغاء نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية واآلثار المترتبة عليه‪:‬‬

‫اءا نهائيا‪ ،‬مرهون بتحقيق أهدافه وقيام‬


‫إن وضع المحكوم عليه تحت الرقابة اإللكترونية إجر ً‬
‫المحكوم عليه بتنفيذ كافة االلتزامات والتدابير المناطة به لذلك أجاز كل من المشرع الفرنسي‬

‫‪ -1‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131-138‬‬


‫‪ -2‬هارون فارس وكنزه همامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪ -3‬المادة‪ 120‬مكرر‪ ،2‬من القانون ‪ ،01-11‬ص‪.11‬‬
‫والجزائري إلغاء هذا النظام بعد سمع قاضي تطبيق العقوبات المعني وهذا عند تحقق أحد‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا طلب المحكوم عليه هذا اإللغاء في حالة تعرضه مع حياته الخاصة أو أسرته أو‬
‫المهنية أو عجزه عن االلتزامات المفروضة عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم احترام المحكوم لاللتزامات المفروضة عليه دون تقديم مبررات مشروعة وذلك عن‬
‫طريق التقارير الدورية التي تصل لقاضي تطبيق العقوبات عن طريق المصالح الخارجية‬
‫لغدارة السجون المكلف ة بإعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين والمكلفة بالمتابعة عن بعد‬
‫وعن طريق الزيارات الميدانية عن طريق الهاتف (‪.)1‬‬
‫وما يكمن مالحظته من المشرع‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ -3‬في حالة صدور ُحكم جديد باإلدانة بعقوبة أخرى‬
‫الجزائري أنه لم يحدد نوع العقوبة سواء كانت عقوبة سالبة للحرية أو حتى غرامة‪ ،‬وفي‬
‫الحالتين السابقتين يمكن للمحكوم عليه تقديم نظام ضد قرار إخطاره(‪،)3‬‬
‫‪ -2‬أما المشرع الفرنسي فقد أورد في هذه الحالة على النحو المطلق‪ ،‬فيستوي في نظره نوع‬
‫الجريمة سواء كانت جناية أو جنحة أو مخالفة بل ال يهم زمن معين الرتكابها كانت قبل‬
‫الجريمة األصلية التي وقعت المراقبة اإللكترونية بسببها أو بعدها أو أثناء تنفيذ هذه األخيرة‬
‫(‪.)4‬‬
‫كما ُيمكن للنائب العام إذا رأى أن الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يمس باألمن و النظام‬
‫العام‪ ،‬أن يطلب من لجنة تكييف العقوبات إلغائه‪ ،‬ويجب على لجنة تكييف العقوبات الفصل‬
‫في هذا الطلب بمقرر غير قابل ألي طعن في أجل أقصاه عشرة (‪ )10‬أيام من تاريخ‬
‫إخطاره (‪,)5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 120‬مكرر‪ 1‬من القانون ‪ ،01-11‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬المادة‪120‬مكرر‪ 10‬من القانون ‪ ،01-11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬المادة‪120‬مكرر‪ 11‬من القانون ‪ ،01-11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪134‬‬ ‫‪ -4‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ -5‬المادة‪ 120‬مكرر‪ ،12‬من القانون‪ ،01-11‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫وقد أش ار المشرع الفرنسي إلى نفس الحالة باإلضافة إلى حاالت أخرى لم يتطرق إليها المشرع‬
‫الجزائري وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا رفض المحكوم عليه التعديالت الضرورية التي يفرضها عليه قاضي تطبيق العقوبات‬
‫وفي كل األحوال يجب على القاضي سماع أقوال المحكوم عليه قبل إلغاء نظام المراقبة‪،‬‬
‫وذلك بحضور محاميه ثم يتخذ القرار عن طريق غرفة المشورة بعد إجراء المداوالت‬
‫القانونية‪ ،‬مع العلم أن قرار وقف النظام قابل للطعن خالل عشرة(‪)10‬أيام أمام محكمة‬
‫االستئناف(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬مخالفة التدابير التي أشارت إليها المادة ‪ 10-823‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنسي أي إخالل بتدابير‬
‫المساعدة أو المراقبة التي نصت عليها المواد ‪ 39-132‬إلى ‪ 29-132‬ق‪.‬ع الفرنسي‬
‫والتي تُطبق في األصل على الخاضعين لنظام وقف التنفيذ المقترن بالوضع تحت االختبار‬
‫كما لو لم يستجب المعني الستدعاء قاضي تطبيق العقوبات‪ ،‬أو قام بالسفر إلى الخارج‬
‫دون إذن من هذا األخير(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬سوء السلوك‪ ،‬ويمكن ذلك بمخالفة القواعد العامة لألخالق وسوء السيرة وسمعته‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم إحرام االلتزامات المنصوص عليها تطبيقًا للمادة ‪ 10-823‬من ق‪.‬إ‪.‬ج الفرنسي(‪.)3‬‬
‫أ‪ .‬اآلثار المترتبة على إلغاء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪:‬‬
‫يترتب على إلغاء مقرر الوضع تحت المراقبة اإللكترونية عدة آثار منها‪:‬‬
‫— ُينفذ المحكوم عليه بقية العقوبة داخل المؤسسة العقابية بعد أن يتم اقتطاع المدة التي‬
‫قضاها في الوضع تحت المراقبة اإللكترونية (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫‪ -2‬عمر كشيدة و عبد الغني أدار‪ ،‬المرجع السابق‪.80 ،‬‬
‫‪ -3‬صفاء آوتاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -4‬المادة‪120‬مكرر‪ ،13‬القانون‪ ،01-11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫— كما يعاقب المحكوم عليه بالعقوبة المقررة لجريمة الهروب أو في حالة نزعه تعطيل‬
‫اآللية اإللكترونية للمراقبة والمقدرة بالحبس من شهرين إلى ثالث (‪ )3‬سنوات (‪.)1‬‬
‫ب‪ .‬انتهاء تنفيذ إجراء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪:‬‬
‫عندما يتم إخطار قاضي تطبيق العقوبات بنهاية تنفيذ المحكوم عليه للعقوبة‪ ،‬يحرر‬
‫إخطار بانتهاء تنفيذ إجراء الوضع تحت المراقبة اإللكترونية يرسله إلى النيابة العامة لتتولى‬
‫إرسال نسخة منه إلى مصلحة السوابق القضائية للتأشير بذلك على القسيمة رقم ‪ 01‬وعلى‬
‫هامش الحكم أو القرار(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 120‬مكرر‪ ،12‬من القانون ‪ ،01-11‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -2‬فريدة بن يونس‪ ،‬آليات تطبيق إجراء الوضع تحت نظام المراقبة اإللكترونية للقانون‪ 01-11‬والمنشور الوزاري رقم‬
‫‪ ،9118‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‪ ،11‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬سبتمبر‪،2011‬‬
‫‪136‬‬
‫ص‪.218‬‬
‫خاتمة‬
‫وفي ختام هذه الدراسة نلخص القول بأن نظ ار لما اكتسبته بدائل العقوبات السالبة للحرية‬
‫من مكانة وأهمية داخل منظومة العدالة وذلك راجع لقصور العقوبات السالبة للحرية في تأدية‬
‫دورها الردعي واعادة إدماج المحكوم عليهم واصالحهم فقد أصبحت العقوبات البديلة الخيار‬
‫األمثل بالنظر لما حققته من نجاح وضبط العديد من السلوكات اإلجرامية خارج المؤسسة العقابية‬
‫دون سلب حرية المحكوم عليه وهذا بهدف تفادي ظاهرة اكتظاظ السجون و المساوئ الناتجة‬
‫عن العقوبات السالبة للحرية‪ ،‬ومن جهة أخرى لمنع اختالط المجرمين المبتدئين ومعتادين اإلجرام‬
‫الذين يؤثرون فيه م سلبا وهذا ما دفع التشريعات بضرورة التخلي عنها‪ ،‬نجد العديد من األنظمة‬
‫حول العالم قد تبنت هذا النهج و الجزائر كغيرها من الدول التي اتبعت هذه البدائل على الرغم‬
‫من تأخرها نجد المشرع قد أدرجها وفق سياسة تطبيق العقوبات كما أنها قد حضيت باهتمام‬
‫المشرع ما جعله ي سن قواعد قانونية في سبيل تطبيق أكبر لهته العقوبات البديلة وعليه من خالل‬
‫الدراسة التي قمنا بها لهذا الموضوع توصلنا إلى مجموعة من النتائج هي‪:‬‬

‫‪ ‬لقد أدى التطور الكبير في الفكر العقابي إلى تغير النظرة إلى العقوبة‪ ،‬فبعد ما كان‬
‫غرضه إيالم الجاني والقصاص منه أصبحت تهدف بشكل أساسي إلى إصالح الجاني‬
‫واعادة تأهيله‪ ،‬فكان نتيجة لذلك ظهور عقوبات سالبة للحرية تحل محل العقوبات البدنية‪.‬‬
‫‪ ‬أكدت الدراسات العلمية على فشل عقوبة الحبس قصير المدة في إصالح المحكوم عليهم‪،‬‬
‫بل أصبحت من العوامل األساسية التي تؤدي إلى معاودة اإلجرام وهو ما دعا إلى ضرورة‬
‫يجيا من التشريع العقابي خاصة في الجرائم البسيطة وباستبعادها قدر‬
‫اإلستغناء عنها تدر ً‬
‫اإلمكان من القضاة واحالل محلها بدائل عقابية تفي بالغرض المطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬إن تجارب المختلفة أثبتت نجاح العقوبات البديلة في تحقيق أغراضها وفي قدرتها على‬
‫حل العديد من المشكالت التي كانت تُعاني منها األنظمة العقابية لهذه الدول وخصوصا‬
‫التجربة الفرنسية‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫أمر‬
‫‪ ‬إن قيام المحكوم عليه بأداء عقوبة العمل للنفع العام عوض الزج به في السجن يبدو ًا‬
‫مهما في إصالح المحكوم عليه واعادة تأهيله‪ ،‬كما ينمي الشعور بالمسؤولية لديه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ما ُيعاب على المشرع الجزائري أنه وضع شروط صعبة التحقق منها وتحقيقها لالستفادة‬
‫من اإلفراج المشروط كمصطلح الضمانات الجدية لالستقامة‪ ،‬على عكس المشرع الفرنسي‬
‫الذي إستخدم مصطلح تقديم مجهودات جدية و صادقة إلعادة اندماجهم اجتماعيا خاصة‬
‫مهنيا أو من خالل انضباطهم في التعليم‪.‬‬
‫عندما يثبتون ممارستهن نشاطا ً‬
‫‪ ‬ال ُيعد الحكم بوقف التنفيذ سابقة في حالة العودة إلى إرتكاب جريمة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬لقد أدرج المشرع الجزائري نظام وقف التنفيذ في قانون اإلجراءات الجزائية في حين نالحظ‬
‫التشريعات األخرى أدرجته ضمن قانون العقوبات كالتشريع الفرنسي والمصري‪.‬‬
‫‪ ‬اآل ثار التي أدت إل اللجوء إلى المراقبة اإللكترونية هي المساوئ واآلثار السلبية الناتجة‬
‫عن العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة‪ ،‬سواء ما تعلق بالجاني أو المجتمع أو االقتصاد‬
‫القومي للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬الجزائر أول دولة عربية وثاني دولة إفريقية تطبق نظام المراقبة اإللكترونية‪ ،‬رغم هذا‬
‫فهي حديثة مقارنة بالتشريعات األخرى‪.‬‬

‫بناءا على ما سبق عرضه في هذا البحث نرى انه من الواجب تقديم جملة من اإلقتراحات‬
‫والتي نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تفعيل برامج التأهيل واعادة اإلدماج االجتماعي‪.‬‬


‫‪ ‬يتعين على الدول النهوض بمشاريع اقتصادية ومكافحة الفقر والبطالة واألمية‪ ،‬كأسلوب‬
‫وقائي للتقليل من احتمال الوقوع في الجريمة‪ ،‬فإذا كان اإلنفاق على بناء المزيد من‬
‫السجون ضرورة يمليها مطلب التخفيف من اكتظاظ السجون‪ ،‬فإنه يجب اإلنفاق بنفس‬
‫الوتيرة على المشاريع التي تصب في مصلحة الشباب تفاديا لوقوعهم في اإلجرام‪.‬‬
‫‪ ‬توعية أفراد المجتمع ببدائل العقوبات السالبة للحرية اعتمادا على أساليب معينة كوسائل‬
‫اإلعالم ألن ذلك ُيساعد المجتمع على فهمها وبذلك تُصبح مقبولة لدى الرأي العام‪ ،‬فهذه‬

‫‪138‬‬
‫البدائل بما أنها تقوم على اإلفراج على المحكوم عليه قد تجعل المجتمع يعتقدون أنه أعفي‬
‫من العقوبة بالرغم من ارتكابه الجريمة مما يضعف الشعور العام بالعدالة‪ ،‬ويجعل تجاوز‬
‫عاديا‪.‬‬
‫أمر ً‬‫القوانين بالنسبة لهم ًا‬
‫‪ ‬نقترح على الجهات القضائية محاولة التقليل من الحكم بالعقوبة السالبة للحرية خاصة‬
‫قصيرة المدة منها‪ ،‬ألنها تنطوي على عدة مساوئ واستبدالها بعقوبة تحقق إصالح الجاني‬
‫وردعه وزيادة نفعه في المجتمع ال سيما للمجرم المبتدئ‪.‬‬
‫‪ ‬على المشرع الجزائري السعي إلى استحداث بدائل مستوحاة من واقع المجتمع بحيث‬
‫تتناسب مع عاداته وتقاليده وأسلوب الحياة‪ ،‬ومثال ذلك تجربة المملكة العربية السعودية‬
‫التي أقرت بمكافأة كل سجي ن يحفظ القرآن الكريم بإعفائه من العقوبة السالبة للحرية‪،‬‬
‫فيمكن إعتماد هذا البديل بالنسبة للعقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة‪.‬‬
‫نظر لفاعليتها في الجهاز القضائي لما توفره من‬
‫‪ ‬التعميم في استعمال بدائل العقوبات ًا‬
‫مزايا كالحد من ظاهرة تكدس المؤسسات العقابية‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫قائمة المصاجر والمراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‪.‬‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-I‬‬


‫سورة البقرة اآلية ‪.32‬‬
‫سورة اإلسراء اآلية ‪.12‬‬
‫النصوص القانونية‪،‬‬ ‫‪-II‬‬
‫أ‪ -‬النصوص التشريعية‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 02/82‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ 1882‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة‬
‫تربية المساجين المؤرخ في ذي الحجة عام ‪ 1381‬الموافق ‪ 10‬فبراير ‪ 1882‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 1828‬العدد ‪.12‬‬
‫‪ -2‬األمر ‪ 02/12‬المؤرخ في ‪ 8‬شوال عام ‪ 1239‬الموافق ‪ 23‬يوليو ‪ 2012‬المعدل والمتمم‬
‫األمر‪ 122/90‬المؤرخ في ‪ 11‬صفر ‪ 1319‬الموافق ‪ 1‬يونيو ‪ 1899‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 08/11‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬المؤرخ في ‪ 22‬يناير‬
‫‪ ، 1811‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪28‬‬
‫يناير‪ ،1811‬العدد‪. 02‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 11/80‬المؤرخ في ‪ 29‬رمضان عام ‪ 1210‬الموافق ‪2‬أفريل ‪ 1880‬المتعلق‬
‫بعالقات العمل‪ ،‬معدل ومتمم بقانون رقم ‪ 28/81‬المؤرخ في ‪ 12‬جمادى الثانية عام ‪1212‬‬
‫الموافق ‪21‬ديسمبر سنة‪.1881‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 02/02‬المؤرخ في ‪9‬فبراير‪ 2002‬المتضمن قانون تنظيم السجون واعادة‬
‫اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪،‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 13‬فبراير‪ ،2002‬العدد‪.12‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -9‬القانون ‪ 01/08‬المؤرخ في ‪ 22‬فبراير ‪ 2008‬المعدل والمتمم لقانون العقوبات الجزائري‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬مارس‪،2008‬‬
‫العدد ‪.12‬‬
‫‪ -8‬القانون رقم ‪ 08/18‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2018‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪-90‬‬
‫‪ 122‬الصادر بتاريخ ‪ 1‬يونيو‪ 1899‬المتعلق بقانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 01/11‬المؤرخ في ‪ 12‬جمادى األولى عام ‪ 1238‬الموافق ‪ 30‬يناير ‪2011‬‬
‫المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 02/02‬المؤرخ في ‪ 8‬ذي الحجة عام‪ 1222‬الموافق فبراير سنة‬
‫‪ 2002‬المتضمن قانون تنظيم واعادة اإلدماج االجتماعي للمحبوسين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪.02‬‬
‫ب‪ -‬النصوص التظيمية‪:‬‬
‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 110/02‬المحدد لتشكيلة لجنة تكييف العقوبات وكيفيات سيرها‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 11‬مايو ‪ ،2002‬العدد ‪.32‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111/02‬المؤرخ في ‪ 1‬ربيع الثاني عام ‪ 1229‬الموافق ‪ 18‬ماي‬
‫‪ 2000‬المحدد تشكيلة تكييف العقوبات وتنظيمها وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 11‬ماي ‪ ،2002‬العدد ‪،32‬‬
‫‪ -3‬المنشور الوزاري رقم ‪ 02‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ،2008‬المتضمن كيفيات تطبيق عقوبة‬
‫العمل للنفع العام‪.‬‬
‫‪ -III‬المعاجم‪:‬‬
‫‪ -1‬إبن المنظور محمد‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬لبنان‪.1811،‬‬
‫‪ -2‬إبن المنظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬د ط‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د س ن‪.‬‬

‫‪ -3‬معجم اللغة العربية‪ ،‬المحجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫مصر‪ 1228،‬ه‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع باللغة العربية‪.‬‬

‫‪ -1‬الكتب العامة‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم أكرم نشأت‪ ،‬النيابة الجنائية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ .2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي العام‪ ،‬الطبعة ‪ ،13‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .3‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية‪ ،‬طبعة ‪،2002/2009‬‬
‫منشورات بيرتي‪ ،‬الغرف الجزائية المجتمعة‪ ،‬قرار رقم ‪ ،182192‬مؤرخ في ‪.2000/03/28‬‬
‫‪ .4‬أحمد عوض بالل‪ ،‬النظرية العامة للجزاء الجنائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.1899‬‬
‫‪ .1‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .1‬إسحاق إبراهيم منصور‪ ،‬موجز في علم العقاب واإلجرام‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1888 ،‬‬
‫‪ .7‬أمال إنال‪ ،‬أنظمة تكييف العقوبة و آليات تجسيدها في التشريع الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2019 ،‬‬
‫‪ .8‬أيمن رمضان الزيتي‪ ،‬الحبس المنزلي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .4‬جياللي بغدادي‪ ،‬االجتهاد القضائي في المواد الجنائية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الديوان‬
‫الوطني‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .14‬زهرة غضبان‪ ،‬تعدد أنماط العقوبة وأثره في تحقيق الردع الخاص لمحكوم عليه‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2019 ،‬‬
‫‪ .11‬سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬د ط‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬
‫مصر‪.2019 ،‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ .12‬سامي عبد الكريم محمود‪ ،‬الج ازء الجنائي‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .13‬سائح سنقوقة‪ ،‬قاضي تطبيق العقوبات أو المؤسسة االجتماعية إلعادة إدماج المحبوسين‪،‬‬
‫د ط‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د س ن‪.‬‬
‫‪ .14‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬نظرية المسؤولية والجزاء‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫شريف سيد كامل‪ ،‬الحبس قصير المدة في التشريع الجنائي الحديث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .11‬الطاهر بريك‪ ،‬فلسفة النظام العقابي في الجزائر وحقوق السجين‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار الهدى‪،‬‬
‫جزائر‪.2008،‬‬
‫‪ .11‬عبد الرءوف مهري‪ ،‬شرح القواعد العامة لقانون العقوبات‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ .17‬عبد الرحمن خلفي‪ ،‬محاضرات في القانون الجنائي العام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .18‬عبد الرزاق بوضياف‪ ،‬مفهوم اإلفراج المشروط في القانون دراسة مقارنة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .14‬عبد القاد ر عدو‪ ،‬مبادئ قانون العقوبات الجزائري القسم العام‪ ،‬در هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .24‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬النظم المستحدثة لمواجهة أزمة الحبس قصير المدة‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪.2013 ،‬‬
‫‪ .21‬عبد اهلل أوهايبية‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬القسم العام‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪،‬‬
‫الجزائر ‪.2003 ،‬‬
‫‪ .22‬عبد اهلل سليمان‪ ،‬شرح القانون الجزائري القسم الجزائري قسم العام‪ ،‬الطبعة السادسة‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ .23‬عبد المعطي عبد الخالق‪،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ .24‬عثمانية لخميسي‪ ،‬السياسة العقابية في الجزائر على ضوء المواثيق الدولية لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ .21‬عثمانية لخميسي‪ ،‬عولمة التجريم والعقاب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ .21‬علي علي عز الدين الباز علي‪ ،‬نحو مؤسسات عقابية حديثة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة‬
‫الوفاء القانونية‪.2019 ،‬‬
‫‪ .27‬علي محمد جعفر‪ ،‬فلسفة العقاب والتصدي للجريمة‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ .28‬منير حلمي خليفة‪ ،‬تنفيذ األحكام الجنائية مشكالته العلمية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬المكتبة القانونية‬
‫باب الخلق‪ ،‬القاهرة‪.1882 ،‬‬
‫‪ .24‬نظام توقيف المجالي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام دراسة تحليلية في النظرية العامة‬
‫للجريمة و المسؤولية الجزائية‪ ،‬دار الثقافة‪،2018 ،‬‬
‫‪ .34‬ياسين بوهنتالة أحمد‪ ،‬القيمة العقابية للعقوبة السالبة للحرية دراسة في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2012 ،‬‬
‫‪ .31‬منير حلمي خليفة‪ ،‬تنفيذ األحكام الجنائية مشكالته العلمية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬المكتبة القانونية‬
‫باب الخلق‪ ،‬القاهرة‪.1882 ،‬‬
‫‪ .32‬فتوح عبد اهلل شاذلي‪ ،‬علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪.2011 ،‬‬
‫‪ .33‬فخري عبد الرزاق الحديثي وآخرون‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ،‬د ط‪ ،‬األدار‬
‫الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪ .34‬فريد الزغبي‪ ،‬الموسوعة الجزائية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار صادر للطباعة والنشر‪ ،‬المجلد ‪،2‬‬
‫بيروت عام ‪ ،1882‬ص ‪.89‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ .31‬فهد هادي حبتو‪ ،‬التفريد القضائي للعقوبة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .31‬محمود نجيب حسني‪ ،‬دروس في علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.1811 ،‬‬
‫‪ .37‬لحسين بن الشيخ‪ ،‬مبادئ القانون الجزائي العام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008،‬‬
‫‪ .38‬لحسين بن شيخ آث ملويا‪ ،‬دروس في القانون الجزائي العام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .34‬مأمون محمد سالمة‪ ،‬أصول علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر العرب‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1888‬‬
‫‪ .44‬محمد أحمد المشهداني‪ ،‬أصول علم اإلجرام والعقاب في الفقهي الوضعي واإلسالمي‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬الدار العلمية الدولية و دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2002 ،‬‬
‫‪ .41‬م حمد شالل العاني‪ ،‬علي حسن طوالبة‪ ،‬علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الميسر للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.1881 ،‬‬
‫صبحي نجم‪ ،‬المدخل إلى علم اإلجرام وعلم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة دار‬
‫‪ .42‬محمد ُ‬
‫الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪.1881 ،‬‬
‫‪ .43‬محمد عبد اهلل الوريكات‪ ،‬مبادئ علم العقاب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫جامعة عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ .44‬محمد علي الكيك‪ ،‬السلطة التقديرية للقاضي الجنائي في تطبيق العقوبة وتشديدها وتحقيق‬
‫وقف تنفيذها‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬

‫‪ -2‬الكتب المتخصصة‪:‬‬
‫‪.1‬عمر خوري‪ ،‬السياسة العقابية في القانون الجزائري دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكتاب‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬

‫‪145‬‬
‫‪ .2‬طباش عز الدين‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام بين فكرة الردع و اإلصالح‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المؤسسة العدلية للكتاب‪ ،‬لبنان‪.2012 ،‬‬
‫‪ .3‬عائشة المنصوري‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية قصيرة األمد دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2019 ،‬‬
‫‪ .4‬بشرى رضا راضي سعد‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية و آثارها للحد من الخطورة اإلجرامية‬
‫دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬د ط‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ .1‬عمر سالم‪ ،‬المراقبة اإللكترونية طريقة حديثة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية خارج السجن‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .1‬جمال المجاطي‪ ،‬بدائل العقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة في ضوء التشريع المغربي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مكتبة الرشاد سلطات‪.2012 ،‬‬
‫‪ .7‬عمر سالم‪ ،‬مالمح جديدة لنظام وقف التنفيذ في القانون الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1881 ،‬‬
‫‪ .8‬مبروك مقدم‪ ،‬العقوبة موقوفة التنفيذ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪.4‬محفوظ علي علي‪ ،‬البدائل العقابية للحبس واعادة إصالح المحكوم عليهم‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬مصر‪.2019 ،‬‬
‫‪ .14‬محمد الصغير سع داوي‪ ،‬العقوبة وبدائلها في السياسة الجنائية المعاصرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار‬
‫الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .11‬محمد الصغير سعداوي‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد سالم‪ ،‬مالمح جديدة لنظام وقف التنفيذ في القانون الجنائي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1881 ،‬‬
‫‪ .13‬محمد سيف النصر عبد المنعم‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية في الشريعات الجنائية‬
‫الحديثة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ .14‬محمد عيد الغريب‪ ،‬اإلفراج الشرطي في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪،‬دار النهضة‬
‫العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.1882 ،‬‬
‫‪ .11‬م عافة بدر الدين‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط دراسة مقارنة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬

‫‪ -3‬المجالت والمقاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد سعود‪ ،‬المراقبة اإللكترونية كبديل للعقوبة السالبة للحرية قصيرة المدة‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية و السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،08‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬ديسمبر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .2‬أحمد سعود‪ ،‬دور قاضي تطبيق العقوبات في تطبيق عقوبة العمل للنفع العام‪ ،‬جامعة الشهيد‬
‫‪:‬‬ ‫موقع‬ ‫على‬ ‫منشورة‬ ‫الوادي‪،‬‬ ‫حمةلخضر‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪http://platform.almanhal.com/files/2/11389‬‬

‫‪ .3‬إسمهان عبد الرزاق‪ ،‬اإلفراج المشروط ومدى اعتماد الخطورة اإلجرامية كمعيار للحكم به‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،38‬جوان‪.2013‬‬
‫‪ .4‬آسيا نعمون‪ ،‬نظام وقف تنفيذ العقوبة في التشريع الجزائري و سلطة القاضي الجزائي في‬
‫تفعيله‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪.2018 ،1‬‬

‫‪ .1‬آمنة أحمدي بوزينة‪ ،‬شروط تطبيق عقوبة ع ن ع دراسة مقارنة بين القانونين الفرنسي و‬
‫الجزائري‪ ،‬المجلة الجزائرية للعوم القانونية و االقتصادية و السياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بو علي‪ ،‬الشلف‪.‬‬
‫‪ .1‬آمنة بوزينة أحمدي‪ ،‬شروط تطبيق عقوبة العمل للنفع العام في التشريع الجزائري‪-‬دراسة‬
‫تحليلية‪ ،-‬مجلة المفكر‪ ،‬مجلة علمية محكمة متخصصة في الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬
‫العدد‪ ،13‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ .7‬أنيس ضيف اهلل‪ ،‬دور قاضي تنفيذ العقوبات في تحقيق أهداف السياسة العقابية المعاصرة‪،‬‬
‫مجلة القضاء و التشريع‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬السند‪ ،22‬مركز الدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬و ازرة‬
‫العدل‪ ،‬الجمهورية التونسية‪ ،‬أفريل‪.2012‬‬
‫‪ .8‬أيمن رمضان الزيتي‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة و بدائلها دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬أكاديمية الشرطة‪ ،‬دون دار النشر‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .4‬بوالزيت ندى‪ ،‬دور الجهات القضائية في تنفيذ عقوبة الخدمة للنفع العام في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،2‬المجلد أ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلخوة المنتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫ديسمبر‪.2019‬‬
‫‪ .14‬بوشنافة جمال‪ ،‬تنفيذ العقوبة بالوضع تحت المراقبة اإللكترونية دراسة في ظل القانون‬
‫‪ 01-11‬المعدل والمتمم لق انون تنظيم السجون الجزائري‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ .‬منشورة‬
‫على موقع‪http://www.asjp.cersit.dz/en/article/58711:‬‬
‫‪ .11‬جوهر عامر‪ ،‬عباسة الطاهر‪ ،‬السوار اإللكتروني إجراء بديل للعقوبة السالبة للحرية في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬العدد‪ ،19‬جامعة عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مستغانم‪،‬‬
‫مارس‪.2011‬‬
‫‪ .12‬رامي متولي القاضي‪ ،‬نظام المراقبة اإللكتروني في القانون الفرنسي والمقارن‪ ،‬العدد‪،93‬‬
‫كلية القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة ‪.2012‬‬
‫‪ .13‬رتيبة بن دخان‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية السوار اإللكتروني في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واقتصادية‪ ،‬جامعة اإلخوة متنوري‪ ،‬قسنطينة ‪.1‬‬
‫‪ .14‬زياني عبد اهلل‪ ،‬اإلفراج المشروط في قانون تنظيم السجون واعادة اإلدماج االجتماعي‬
‫للمحبوسين‪ ،‬مجلة حقوق اإلنسان و الحريات العامة‪ ،‬العدد ‪،2‬محمد بن أحمد ‪،‬جامعة وهران‪،2‬‬
‫جوان ‪.2018‬‬
‫‪ .11‬زيدومة درياس‪ ،‬عقوبة ع ن ع من اعتبارات السياسة العقابية المعاصرة و الواقع الجزائري‪،‬‬
‫المجلة الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد‪ ،2‬ديسمبر ‪.2011‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ .11‬سعاد خلوط وعبد المجيد لخذاري‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية كآلية مستحدثة للتفرد‬
‫العقابي في التشريع الجزائري وفقا للقانون ‪ ،01-11‬مجلة البحوث و الدراسات‪ ،‬المجلد ‪،12‬‬
‫العدد‪.2011 ،2‬‬
‫اجتماعيا في التشريع‬
‫ً‬ ‫‪ .17‬شعيب ضريف‪ ،‬اإلفراج المشروط كأسلوب إلعادة إدماج المحبوسين‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬المجلد أ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪.‬‬
‫‪ .18‬شوقي يعيش تمام‪ ،‬سوميه قالت‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة‬
‫صوت القانون‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬بسكرة‪.2019 ،‬‬
‫‪ .14‬شوقي يعيش تمام‪ ،‬سوميه قالت‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬مجلة‬
‫صوت القانون‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬بسكرة‪.2019 ،‬‬
‫‪ .24‬صالح جزول‪ ،‬ع‪.‬ع‪.‬ن‪.‬ع كبديل للحبس قصير المدة ومدى فاعلية شروط تطبيقها في‬
‫موقع‪:‬‬ ‫على‬ ‫منشورة‬ ‫ص‪.28‬‬ ‫االجتماعي‪،‬‬ ‫اإلدماج‬ ‫إعادة‬ ‫سياسة‬ ‫تعزيز‬
‫‪http://www.asgp.cerist.dz/en/article/35032‬‬
‫‪ .21‬صفاء أوتاني‪ ،‬العملللنفع العام في السياسة العقابية المعاصرة دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪،‬المجلد‪ ،22‬العدد‪ ،2‬جامعة دمشق‪.2008 ،‬‬
‫‪ .22‬صفاء آوتاني‪ ،‬الوضع تحت المراقبة اإللكترونية السوار اإللكتروني في السياسة العقابية‬
‫الفرنسية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم اٌقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد‪ ،22‬العدد األول‪ ،‬كلية جامعة‬
‫دمشق‪.2008 ،‬‬
‫‪ .23‬عبد العالي بشير و بلعرابي عبد الكريم‪ ،‬نظام المراقبة اإللكترونية‪ ،‬نحو سياسة جنائية‬
‫جديدة‪ ،‬ص‪ .11‬منشورة على موقع‪http://www.asjp.cerist.dz/en/article/33968:‬‬
‫‪ .24‬عبد اللطيف بوسري‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام كآلية لترشيد السياسة العقابية‪ ،‬المجلة‬
‫العربية في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد‪.2018 ،29‬‬
‫‪ .21‬عبد الهادي د ارر‪ ،‬نظام المراقبة اإللكترونية في تطورات النظم اإلجرائية الجزائية بموجب‬
‫األمر ‪ ،02-12‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جامعة جياللي اليابس‪ ،‬سيدي‬
‫بلعباس‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ .21‬عمر خوري‪ ،‬اإلفراج المشروط كوسيلة إلعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا‪ ،‬المجلة‬
‫الجزائرية للعلوم القانونية و االقتصادية و السياسية‪ ،‬العدد األول‪.2008 ،‬‬
‫‪ .27‬عياد فوزية‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام كعقوبة بديلة‪ ،‬المجلة القانونية للعلوم االقتصادية و‬
‫القانونية‪ ،‬ع‪ ،1‬مجلد‪ ،22‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪. 1‬‬
‫‪ .28‬فايزة ميموني‪ ،‬العمل للنفع العام عقوبة بديلة للحبس في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة المفكر‪،‬‬
‫مجلة علمية محكمة متخصصة في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ديسمبر ‪.2010‬‬
‫‪ .24‬محمد أحمد لريد‪ ،‬موقف المشرع الجزائري من نظام اإلفراج المشروط‪ ،‬مجلة البحوث في‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسة‪ ،‬جامعة الطاهر‬
‫موالي‪ ،‬سعيدة‪.‬‬
‫‪ .34‬محمد صبحي نجم‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫‪.1811‬‬
‫‪ .31‬محمد لمعيني‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام في التشريع العقابي الجزائري‪ ،‬مجلة المنتدى‬
‫القانوني‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أفريل ‪.2010‬‬
‫‪ .32‬مسعودي كريم‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث في القانون‬
‫و العلوم السياسية‪ ،‬ب‪ .‬ع‪،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪.‬‬
‫‪ .33‬نبيلة صدراتي‪ ،‬الوضع تحت الراقبة اإللكترونية كنظام جديد لتكييف العقوبة‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬العدد‪ .8‬جوان ‪ ،2012‬كلية الحقوق تيجاني هدام‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪ .34‬نسيمة مروان ‪ ،‬المراقبة اإللكترونية بديل جديد عن الحبس المؤقت ودعم قرينة البراءة‪،‬‬
‫حوليات كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد‪ ،8‬جامعة وهران‪.2012 ،2‬‬
‫‪ .31‬يوسف عيسى حامد مخير‪ ،‬سلطة القاضي في وقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬مجلة الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة النيلين‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬العدد ‪.2012 ،12‬‬

‫‪150‬‬
‫‪ -4‬الرسائل والمذكرات‪:‬‬
‫أ‪ .‬رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫أحمد سعود‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية‪-‬العمل للنفع العام نموذجاُ‪ ،‬أطروحة لنيل‬ ‫‪.1‬‬
‫شهادة الدكتوراه‪ ،‬قانون عام‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقا يد‪ ،‬تلمسان‪.2018-2019 ،‬‬
‫أيمن رمضان الزيتي‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية القصيرة المدة و بدائلها دراسة مقارنة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬أكاديمية الشرطة‪ ،‬دون دار النشر‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد الطريمان‪ ،‬التعزيز بالعمل للنفع العام دراسة تأصيلي مقارنة‬ ‫‪.3‬‬
‫تطبيقية‪ ،‬أطروحة مقدمة للحصول على درجة دكتوراه‪ ،‬الفلسفة في العلوم القانونية األمنية‪ ،‬قسم‬
‫العدالة الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.2013،‬‬
‫فريدة بن يونس‪ ،‬تنفيذ األحكام الجنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية‬ ‫‪.2‬‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2013 ،‬‬
‫ب‪ .‬مذكرة ماجستير‪:‬‬
‫أيمن عبد الهادي هيكل‪ ،‬مبادئ تناسب العقوبة مع الجريمة في الشريعة اإلسالمية و‬ ‫‪.1‬‬
‫القوانين الوضعية‪ ،‬رسالة ماجستير في العدالة الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية لألمم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫بحري نبيل‪ ،‬العقوبة السالبة للحرية و بدائلها‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬القانون العام‬ ‫‪.2‬‬
‫و العلوم الجنائية‪ ،‬كلية الحقوق جامعة المنتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2012-2011،‬‬
‫بن الشيخ نبيلة‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫‪.3‬‬
‫الماجستير‪ ،‬قانون العقوبات وعلوم جنائية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة المنتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪.2010 ،‬‬
‫بوكروج عبد المجيد‪ ،‬اإلفراج المشروط في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق و‬ ‫‪.2‬‬
‫العلوم القانونية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪.1883 ،‬‬
‫رضا معيزة‪ ،‬نظام وقف تنفيذ العقوبة في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪151‬‬
‫رضا معيزة‪ ،‬نظام وقف تنفيذ العقوبة في ضوء السياسة العقابية الحديثة‪ ،‬مذكرة لنيل‬ ‫‪.9‬‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانون جنائي وعلوم جنائية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر بن يونس‬
‫بن خدة‪.2008-2009 ،‬‬
‫سارة معاش‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لني شهادة‬ ‫‪.8‬‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص علم اإلجرام و علم العقاب‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪-2010 ،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫عبد العزيز بن الرومي‪ ،‬اإلفراج الشرطي في النظام السعودي‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة‬ ‫‪.1‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬السعودية‪.2010 ،‬‬
‫عبد اللطيف بوسري‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام كآلية لترشيد السياسة العقابية‪ ،‬المجلة‬ ‫‪.8‬‬
‫العربية في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد‪.2018 ،29‬‬
‫‪ .10‬عمايدية مختارية‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬تخصص مؤسسات و نظم عقابية‪ ،‬جامعة الطاهر موالي‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬سعيدة‪.2012-2012 ،‬‬
‫‪ .11‬محمد لخضر بن سالم‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2010-2011 ،‬‬
‫‪ .12‬ياسين بوهنتالة‪ ،‬القيمة العقابية للعقوبة السالبة للحرية دراسة في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫مكملة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪ .13‬ياسين مفتاح‪ ،‬اإلشراف القضائي على التنفيذ العقابي‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العلوم الجنائية‪ ،‬تخصص علوم جنائية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪ .12‬يوسف عيسى حامد مخير‪ ،‬سلطة القاضي في وقف تنفيذ العقوبة‪ ،‬مجلة الدراسات العليا‪،‬‬
‫جامعة النيلين‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬العدد ‪.2012 ،12‬‬

‫‪152‬‬
‫ت‪ .‬مذكرة الماستر‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم بوغاغة‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة ع ن ع نموذجا‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪20‬أوت‪ ،1822‬سكيكدة‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ .2‬بلغالم رقية‪ ،‬آليات إنفاذ العقوبة البديلة في ظل التشريع الجزائري"عقوبة العمل للنفع العام"‪،‬‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون جنائي لألعمال‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪،‬‬
‫أم البواقي‪.2018-2019،‬‬
‫‪ .3‬بوصوار صليحة‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬قانون‬
‫جنائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2019-2012،‬‬
‫‪ .2‬حليمة قلي‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في التشريع الج ازئري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2011-2018،‬‬
‫‪ .2‬رحمة منصور واكرام حرز اهلل‪ ،‬األنظمة البديلة للعقوبة وفق التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.2018-2019 ،‬‬
‫‪ .9‬عبد الرءوف حنان‪ ،‬العمل للنفع العام كبديل عن عقوبة الحبس‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2012-2012 ،‬‬
‫‪ .8‬عماني سمية‪ ،‬عقوبة العمل للنفع العام دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعوم السياسية‪ ،‬تخصص قانون جنائي وعلوم جنائية‪ ،‬جامعة العقيد آكلي محند أولحاج‪،‬‬
‫البويرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .1‬عمر كشيدة وعبد الغني آدار‪ ،‬بدائل عقوبة الحبس قصيرة المدة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪،‬‬
‫علوم جنائية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪.2018-2019 ،‬‬
‫‪ .8‬كباسي عبد اهلل و وقيد وداد‪ ،‬المراقبة اإللكترونية باستعمال السوار اإللكتروني‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة‪.2018-2019،‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ .10‬مغزي حب اهلل حسن‪ ،‬نظام اإلفراج المشروط في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫بسكرة‪.2012-2012 ،‬‬
‫‪ .11‬نوال غراب‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪.2019-2012‬‬
‫‪ .12‬نوال غراب‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في القانون الجنائي الجزائري‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة‬
‫الماستر‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪.2019-2012‬‬
‫‪ .13‬هارون فارس وحمامي كنزة‪ ،‬نحو ضرورة تبني المراقبة اإللكترونية كبديل للعقوبة السالبة‬
‫للحرية‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪.2011-2018 ،‬‬
‫‪ .12‬يعقوب بن أحمد‪ ،‬العقوبات البديلة لعقوبة الحبس قصيرة المدة‪-‬ع ن ع نموذجاً‪ ،‬مذكرة‬
‫حمة لخضر‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬الوادي‪.2012-2012،‬‬
‫ماستر‪ ،‬جامعة الشهيد ّ‬
‫ث‪ .‬إجازة المدرسة العليا للقضاء‪:‬‬
‫رانيا عباري وجميلة برابعة‪ ،‬وقف تنفيذ العقوبة في التشريع الجزائري‪ ،‬المدرسة العليا‬ ‫‪.1‬‬
‫للقضاء‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫عبد الرحمن تاقة‪ ،‬تنفيذ األحكام الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المعهد‬ ‫‪.2‬‬
‫الوطني للقضاء‪ ،‬مديرية التربصات‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫منتصر صفقة‪ ،‬تنفيذ العمل للنفع العام لفائدة المصلحة العامة‪ ،‬المعهد األعلى للقضاء‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫و ازرة العدل وحقوق اإلنسان‪ 30 ،‬ديسمبر‪.2002‬‬
‫ج‪ .‬مؤتمرات‪:‬‬
‫وقف تنفيذ العقوبة في ضوء قضاء محكمة النقض المصرية‪ ،‬ورقة عمل للمؤتمر التاسع‬ ‫‪.1‬‬
‫لرؤساء المحاكم العليا في الدول العربية‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬لبنان‪ ،‬ديسمبر‪.2011‬‬

‫‪154‬‬
‫ قائمة المراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثالثا‬

1. jean Pradel, droit pénal, Cujas, paris, 4émé édition, 1980.


2. code pénal, droit org, institut français d’information juridique,
édition, 2015.
3. jaques Leroy, droit pénal général, L.G.D. J, paris, 2003.
4. jean Christophe, le guide d’infractions, unième édition, Dalloz,
2007.
5. La ville (B), La meyre (X), Le guide des peines, édition DALLOZ,
1ere édition, paris2002.
6. Philippe Conte, Patrick Maistre du charbon, droit pénal général,
3éme édition, Armand Colin, 1998.
7. Stefani (G)- Levasseur(G)- ouloc(B), droit pénal général, Dalloz,
6éme édition, 1997, N722.

:‫ المواقع اإللكترونية‬:‫رابعا‬

1. http://www.startimes.com/F.aspx?t=30450392
2. http ://platform.almanhal.com/files/2/11389 :http
3. http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/‫إفراج‬/
4. http://www.facebook:com/permalink.php?id=2434548124714658
story_fbid=276137842536495
5. http://www.almasryalyoum.com/meus/detail/1242736
6. http://platform.almanhal.com//reader/2/31723
7. http :www.maajim.com/dictionary%D8%AA%D9%86%D9%8A
%D8%BO
8. http://www.mohamah.net/law/‫القانون‬-‫العقوبة في‬-‫إيقاف=تنفيذ‬-‫حول‬-‫إمثال‬
9. http ://www.asjp.cersit.dz/en/article/58711:http
10. http://www.asjp.cerist.dz/en/article/33968:http
11. https://platform.almanhal.com/Reader/Thesis/90854

155
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪1 .................................................................................. :‬‬

‫الفصل األول‪9 ........................................................................... :‬‬

‫عقوبتي العمل للنفع العام واإلفراج المشروط‪9 ............................................. :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عقوبة العمل للنفع العام‪9 ................................................. .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية عقوبة العمل للنفع العام ‪8 ............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي ‪8 .............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي‪1 ..................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التطور التاريخي لعقوبة العمل للنفع العام ‪13 ..................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطبيعة القانونية للعمل للنفع العام ‪12 ..........................................‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬خصائص عقوبة العمل للنفع العام‪11 ...................................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تطبيق عقوبة العمل للنفع العام واجراءات تنفيذها ‪23 .................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أن تصدر العقوبة عن قاضي ُحكم‪23 ........................................ :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أن تشرف النيابة العامة عن تطبيق عقوبة العمل للنفع العام()‪31 .............. :‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬دور قاضي تطبيق العقوبات‪32 .............................................. :‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عقوبة اإلفراج المشروط‪21.................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية اإلفراج المشروط‪21 ..................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي‪22 ........................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي‪22 .................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التطور التاريخي و التشريعي لنظام اإلفراج المشروط‪29 ...................... :‬‬

‫‪156‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الطبيعة القانونية لإلفراج المشروط ‪21 ..........................................‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬خصائص اإلفراج المشروط ‪22 ..............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار اإلجرائي لنظام اإلفراج المشروط‪29 ................................ :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية لالستفادة من اإلفراج المشروط‪28 ........................ :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات االستفادة من نظام اإلفراج المشروط‪92 .............................. :‬‬

‫المترتبة على اإلفراج المشروط‪82 ..................................... :‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬األثار ُ‬
‫الفرع الرابع‪ :‬انتهاء اإلفراج المشروط ‪88 ....................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬وقف تنفيذ العقوبة و المراقبة اإللكترونية ‪11 ..................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬وقف تنفيذ العقوبة ‪18 .......................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية نظام وقف تنفيذ العقوبة ‪18 ...........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي‪80 ........................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف االصطالحي‪80 .................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نشأة نظام وقف تنفيذ العقوبة‪83 ............................................. :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام وقف تنفيذ العقوبة‪82 .................................. :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط و اآلثار القانونية لنظام وقف تنفيذ العقوبة‪81 ......................:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية لنظام وقف تنفيذ العقوبة‪81 .............................. :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية ‪102 .........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار وقف تنفيذ العقوبة ‪109 ..................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تقدير نظام وقف تنفيذ العقوبة‪112 ........................................... :‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬نظام المراقبة اإللكترونية‪111....................................................‬‬

‫‪157‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية المراقبة اإللكترونية‪111 ............................................ :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المراقبة اإللكترونية‪111 .............................................. :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نشأة وتطور نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪122 ...................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة القانونية لنظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪122 ................. :‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خصائص نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪122 ......................... :‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط وآثار تطبيق نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية‪128 ............ :‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الفنية‪128 ......................................................... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط المادية‪128 ......................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إلغاء نظام الوضع تحت المراقبة اإللكترونية واآلثار المترتبة عليه‪133 ........ :‬‬

‫‪158‬‬

You might also like