35402895

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 263

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫واقع المجتمع المدني في الجزائر‬


‫دراسة ميدانية لجمعيات مدينة بسكرة أنموذجا‬
‫أطروحة نهاية الدراسة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في علم االجتما‬
‫تخصص علم اجتما التنمية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫د‪ .‬العقبي األزهر‬ ‫شاوش اخوان جهيدة‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ‬ ‫نور الدين زمام‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫األزهر العقبي‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫سامية حميدي‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ‬ ‫مختار رحاب‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ‬ ‫السعيد فكرون‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة سطيف‬ ‫أستاذ‬ ‫الجمعي النوي‬

‫السنة الجامعية‪0241-0241 :‬‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫واقع المجتمع المدني في الجزائر‬


‫دراسة ميدانية لجمعيات مدينة بسكرة أنموذجا‬
‫أطروحة نهاية الدراسة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في علم االجتما‬
‫تخصص علم اجتما التنمية‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫د‪ .‬العقبي األزهر‬ ‫شاوش اخوان جهيدة‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ‬ ‫نور الدين زمام‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫األزهر العقبي‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫سامية حميدي‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ‬ ‫مختار رحاب‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ‬ ‫السعيد فكرون‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة سطيف‬ ‫أستاذ‬ ‫الجمعي النوي‬

‫السنة الجامعية‪0241-0241 :‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫إن الحمد هلل أوال وأخيرا على ما وفقني إليه فيي إجاياو وإجءياذ يلا ال ميال فيالحميد‬
‫هلل حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لاالل وجءه وعظيم سلطاجه وجزيا ج مه‪.‬‬

‫ثييم الرييكر م لي ل لألسي ال المريير علييى اليدعم وال جيييه واال مييا الييلق مدمييه‬
‫لا ال مال فيله كا الركر وال قدير‪.‬‬ ‫إلتما‬

‫واليفي تني أن أتقييد لازيييا الرييكر إلييى كييا راسيياذ الام يييان الييليج شييكل ا جييزذا‬
‫مييج ييلا البح ي وألييدوا ت اوجييا وبعمييا كبيييرال والمسيييوليج عييج القطيياف فييي م ل ي‬
‫المس ي يانل وخال ي فييي مديري ي الرييبال والريا ي ل ومديري ي الريييون ال ام ي وال نظيييم‬
‫على ال اون والدعمل ف فقءم اهلل جمي ا‪.‬‬

‫بون أن أجسييى ومال ييي الييليج كيياج ا السييند والييدعم فييي أوم ييان الرييد كمييا فييي‬
‫أوم ييان الرخيياذل وعلييى رأسييءم اشس ي ال شيياين الييلراف ميييدجي الييلق اليييدخر جءييدا فييي‬
‫تقديم يد ال ن للاميعل ف فقه اهلل إلى ما يحن وير ى‪.‬‬

‫شاوش اخ ان جءيد‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫شكر وتقدير‪20...................................................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات‪20 ............................................................................................‬‬

‫فهرس الجداول‪20 ...............................................................................................‬‬

‫فهرس األشكال‪20 ...............................................................................................‬‬

‫مقدمة‪11..........................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‪11..........................................................‬‬


‫أوال‪ :‬اإلشكالية‪11................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تساؤالت الدراسة‪11 ......................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف الدراسة‪02 .........................................................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‪01 .............................................................................‬‬

‫خامسا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‪00 ...............................................................................‬‬

‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‪00 ....................................................................................‬‬

‫سابعا‪ :‬المقاربة النظرية المعتمدة‪14 ............................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‪10.....................................‬‬


‫تمهيد‪10 ..........................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬التيارات النظرية الكالسيكية المؤسسة للمجتمع المدني‪11 ..............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬المداخل النظرية الحديثة لدراسة المجتمع المدني‪00 ....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬جداالت المجتمع المدني في الفكر العربي‪42 ............................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬أهمية وأدوار المجتمع المدني‪41 .......................................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫خامسا‪ :‬وسائل المجتمع المدني وأدواته‪11 .....................................................................‬‬

‫سادسا‪ :‬العوامل المؤثرة على قوة وفعالية المجتمع المدني‪10 ................................................‬‬

‫سابعا‪ :‬العالقة بين المجتمع المدني والدولة‪11 .................................................................‬‬

‫خالصة‪00 .......................................................................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬وعوائق تطوره‪00...............‬‬


‫تمهيد‪01..........................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المراحل التاريخية لتطور المجتمع المدني في الجزائر‪01..............................................‬‬

‫‪ -1‬المالمح السوسيولوجية للمجتمع المدني قبل االحتالل الفرنسي‪01........................................‬‬

‫‪ -0‬األبعاد السوسيولوجية للمجتمع المدني خالل فترة االحتالل الفرنسي‪00.................................‬‬

‫‪ -0‬الجزائر المستقلة وعوامل تشكل المجتمع المدني في عهد الحزب الواحد‪120...........................‬‬

‫‪ -1‬األبعاد السوسيولوجية للمجتمع المدني في مرحلة التعددية الحزبية‪120..................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مورفولوجية المجتمع المدني الجزائري‪114.............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬عوائق تطو المجتمع المدني الجزائري‪100.............................................................‬‬

‫خالصة‪100......................................................................................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‪104............................‬‬


‫تمهيد‪101.........................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة‪100......................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬العينة وكيفية اختيارها‪111................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬منهج الدراسة‪111.........................................................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬أدوات جمع البيانات‪112.................................................................................‬‬

‫خامسا‪ :‬أساليب عرض وتحليل البيانات‪111...................................................................‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‪111.............‬‬


‫تمهيد‪110........................................................................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫أوال‪:‬عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‪114.............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نتائج الدراسة‪024.........................................................................................‬‬

‫‪ -1‬عرض ومناقشة النتائج وفقا لتساؤالت الدراسة‪024.......................................................‬‬

‫‪ -0‬النتيجة العامة‪014............................................................................................‬‬

‫خاتمة‪010.........................................................................................‬‬

‫ملخص الدراسة باللغة العربية‪002..............................................................‬‬

‫ملخص الدراسة باللغة األجنبية‪000.............................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪001................................................................................‬‬

‫المالحق‪001.......................................................................................‬‬

‫‪7‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪112‬‬ ‫الوضعية الرقمية للجمعيات إلى غاية ‪1232-31-13‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪110‬‬ ‫قائمة الجمعيات المعتمدة لبلدية بسكرة سنة ‪1232‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪114‬‬ ‫سنوات تأسيس الجمعيات محل الدراسة‬ ‫‪20‬‬
‫‪111‬‬ ‫أغراض الجمعيات محل الدراسة‬ ‫‪21‬‬
‫‪110‬‬ ‫المجال الجغرافي لنشاط الجمعية‬ ‫‪21‬‬
‫‪102‬‬ ‫الفئات العمرية للمبحوثين‬ ‫‪20‬‬
‫‪101‬‬ ‫جنس المبحوثين‬ ‫‪24‬‬
‫‪100‬‬ ‫المستوى الدراسي للمبحوثين‬ ‫‪21‬‬
‫‪100‬‬ ‫مهن المبحوثين‬ ‫‪20‬‬
‫‪101‬‬ ‫الدخل الشهري للمبحوثين‬ ‫‪12‬‬
‫‪101‬‬ ‫مساهمة المبحوثين في تأسيس الجمعية‬ ‫‪11‬‬
‫‪100‬‬ ‫أقدمية المبحوثين في النشاط الجمعوي‬ ‫‪10‬‬
‫‪104‬‬ ‫انتماء المبحوثين إلى جمعيات أخرى وعددها‬ ‫‪10‬‬
‫‪104‬‬ ‫أنواع الجمعيات محل النشاط‬ ‫‪11‬‬
‫‪101‬‬ ‫دوافع المبحوثين لممارسة النشاط الجمعوي‬ ‫‪11‬‬
‫‪142‬‬ ‫الممارسة السياسية لرؤساء الجمعيات‬ ‫‪10‬‬
‫‪141‬‬ ‫أشكال الممارسة السياسية السابقة لرؤساء الجمعيات‬ ‫‪14‬‬
‫‪140‬‬ ‫الطموح السياسي‬ ‫‪11‬‬
‫‪140‬‬ ‫مساهمة النشاط الجمعوي في تحقيق الطموح السياسي‬ ‫‪10‬‬
‫‪140‬‬ ‫مجاالت االستفادة من النشاط الجمعوي‬ ‫‪02‬‬
‫‪141‬‬ ‫دوافع نشأة الجمعيات محل الدراسة‬ ‫‪01‬‬
‫‪140‬‬ ‫عدد المنخرطين في الجمعية‬ ‫‪00‬‬
‫‪141‬‬ ‫كيفية اختيار أعضاء مكتب الجمعية‬ ‫‪00‬‬
‫‪140‬‬ ‫تجديد مكتب الجمعية‬ ‫‪01‬‬
‫‪140‬‬ ‫تغيير أعضاء مكتب الجمعية‬ ‫‪01‬‬
‫‪111‬‬ ‫عدد رؤساء الجمعية منذ تأسيسها‬ ‫‪00‬‬
‫‪110‬‬ ‫اجتماع الجمعية العامة‬ ‫‪04‬‬
‫‪110‬‬ ‫وجود تعاون مع جمعيات أخرى ونوعها‬ ‫‪01‬‬
‫‪110‬‬ ‫مجاالت نشاط الجمعيات محل التعاون‬ ‫‪00‬‬

‫‪8‬‬
‫‪111‬‬ ‫العضوية في اتحادات أو تنسيقيات معينة‬ ‫‪02‬‬
‫‪111‬‬ ‫مصادر تمويل الجمعيات‬ ‫‪01‬‬
‫‪111‬‬ ‫تأثير مصدر التمويل على حرية الجمعيات‬ ‫‪00‬‬
‫‪110‬‬ ‫كفاية مصادر التمويل لنشاط الجمعيات‬ ‫‪00‬‬
‫‪102‬‬ ‫النشاطات التي تقوم بها الجمعيات عادة‬ ‫‪01‬‬
‫‪101‬‬ ‫كيفية تحديد طبيعة وموضوع النشاط‬ ‫‪01‬‬
‫‪100‬‬ ‫طبيعة العالقة بين الجمعيات والدولة‬ ‫‪00‬‬
‫‪100‬‬ ‫تأثير هذه العالقة على النشاط الجمعوي‬ ‫‪04‬‬
‫‪101‬‬ ‫استجابة السلطات عادة لمطالب الجمعية‬ ‫‪01‬‬
‫‪101‬‬ ‫استقاللية الجمعيات عن السلطات المحلية‬ ‫‪00‬‬
‫‪101‬‬ ‫أشكال عدم االستقالل‬ ‫‪12‬‬
‫‪100‬‬ ‫طبيعة القوانين التي تنظم عمل الجمعيات‬ ‫‪11‬‬
‫‪104‬‬ ‫الحاجة إلى تغيير هذه القوانين‬ ‫‪10‬‬
‫‪101‬‬ ‫طلب الدولة من الجمعيات القيام بنشاطات معينة‬ ‫‪10‬‬
‫‪100‬‬ ‫تعرض الجمعيات لضغوط السلطات المعنية‪ ،‬وسبب ذلك‬ ‫‪11‬‬
‫‪100‬‬ ‫استشارة السلطات المحلية للجمعيات في مجاالت تخصصها‬ ‫‪11‬‬
‫‪022‬‬ ‫المساهمة في التنشئة السياسية والديمقراطية للمجتمع المحلي‬ ‫‪10‬‬
‫‪021‬‬ ‫المساهمة في رفع الوعي والشعور بالمواطنة لدى أعضاء الجمعية والفئات‬ ‫‪14‬‬
‫المستهدفة من نشاطها‬
‫‪021‬‬ ‫المساهمة في اتخاذ القرار على المستوى المحلي‬ ‫‪11‬‬
‫‪020‬‬ ‫المساهمة في ترقية أعضائها والفئات المستهدفة من نشاطها‬ ‫‪10‬‬
‫‪020‬‬ ‫المساهمة في تنمية المجتمع المحلي‬ ‫‪12‬‬
‫‪021‬‬ ‫عوائق فعالية الجمعيات‬ ‫‪11‬‬
‫‪021‬‬ ‫تأثير ارتباط النشاط الجمعوي بالنشاط الحزبي‬ ‫‪10‬‬
‫‪020‬‬ ‫مقترحات رؤساء الجمعيات لدعم فاعلية الجمعيات‬ ‫‪10‬‬

‫‪9‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 21‬مؤشرات البناء المؤسسي‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ 20‬الوضعية الرقمية للجمعيات إلى غاية ‪1232-31-13‬‬

‫‪10‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫و ل‬ ‫يووي الم تمعتوودلم ووهي الم عتيتوويل يو مل تيضوويالم تمعتوودلم تووه الت ووعلةووهولة وويهألبعو ل‬
‫م بهيثلةنلم تمعتدل"م ته الم عي تا"للي"م تيمطنلم عي تا"لم وع لععمدوهلتعوسلمدوت لتعوي الم تدوييمول‬
‫يم ب يةليب يقلمإل دوين‪.‬ل يفوال وعملم مضوسلعدوع لم عهيوهلتونلم ت لتوييلم هي يوةليت ويلت لتوةلم توسل‬
‫م تعبهولإ لعشميدليهةسلم ت لتييلغي لم ب يتيةلفالم تمعتعييلم تبليوةأليلع وملتونلمولبلم و مت ل‬
‫بيللمآلنلعتيبلإ لعشميدلم تمعتودل‬ ‫مإل تيئيةلم تععههولم عالعدط يلد يييل تمعلفل يئيع يأليم عال‬
‫م تووه الفووالتمعلووفل لووهمنلم عووي سليعشو يبلم ت لتووييلغيو لم ب يتيووةليمي ووةلفووالم تمعتعووييلم يتيووةأل‬
‫يعدع لإ لع هيسلم هةسلم تيه ليم تع ي ليم ع ي يماليم تع فال(تنلمولبلم ع ويينليم عوه ي )ل وع ل‬
‫م ت لتييلم تبليةأليعفضولسل وهبلع وهيسلم تدويةهميل لوهيبليم ب يتوييأليع ومل رو ضلضوتينلي ويبل‬
‫م تديةهميلإ لم فئييلم تدع هفةليع تيةلم تمعتعييلم تبلية‪.‬ل‬

‫وعيهلم ع وا؛لإعليعع و لتونلم تيمضويدل‬ ‫يي عدالتيضيالم تمعتدلم ته ال تيةل يو ولةلو لم‬
‫وةل‬ ‫م ديم ةلم عال ضب لم مهبلم همئ لبي يلةلو ل شوه ؛لليع وملتونلمولبلتويل عيبعوسلم عي توةلتونلف‬
‫مالطولالةلو لمآلمو ليم عوور ل وس ألي وويلتوويل دو سلفووال فوودلتدووعييييلم وويةاليم شووعي ل ي تيمط ووةل ووه ل‬
‫م ف مهلةتيتيأليمي ةلتدلعيف لم يديئبلم ع ي يميةليم يديئطلم تع فيةألتيل ه لإ لعري لم عهيهلتونل‬
‫م تفي يسلم ع ليهيةلم تع دمةلفالم تمييبلم شوع البويبلم هي وةليم دولطةليم ب يوةليم هيت مطيوةليب ويقل‬
‫مإل دين‪...‬يغي يلتنلم تفي يسلم عال يميل يلم عي توةليمدوع ط ع يلم يفوييلم تبليوة‪.‬لتتويل فودلدو فل‬
‫م تطي لم شع يةلتنلم ب يةليم هيت مطيةألم ي يلفالم تمعتعييلم ع يةلم عالعع فلغليي يليإةيهول‬
‫عش يبل يةلم هي ةليم ع هلمالمعتيةالم ع لي ط ويل تيمط ي وي‪.‬ليقوهل والم لويسلفوال يو لتتويلي ويلإ يوسل‬
‫يضيالم شعي لم ع يةلةل لضوعفلم تمعتودلم توه اليةوهسلفيةليعوسألي وعمل و ويلم ضو ي ول عفعيوبل‬
‫لتنلم يمض ل نل لتمعتدلم ته الم ي لتنلمإلت ي يوييليم هيم ل‬ ‫هي لفال ع لم تمعتعييأل بيثل‬
‫غي لتدعرلةل( يلغي لفيةلوة)ل يم عواليت ونلتونلمل ويلم تدوي تةل شو بلموهل يو لفوالعطويي ليعب يومل‬
‫هال ينل ةل ل سلم دلطةليقيةهعسلم شع يةلم ع يضة‪.‬ل‬ ‫لم‬ ‫ةملةلم ع تيةل تمعلفل ش ي يألي‬

‫يععهلم مومئ لتونلم وهيبلم دو يقةلفوالع والم تمعتودلم توه الت ي وةل ي وهيبلم ع يوةأليع وملتونل‬
‫ملبلعشم يدلإ شيءلم متعيييليم ت لتييلم ته يةلةل لتدعي لم تتي دوةلم يمقعيوةأليقوهلشو بلم تمعتودل‬
‫م ته التبي مل تمعلفلمإل لبييلمالمعتيةيةليم دييدويةلم عوالقيتويل ويلم هي وةلت وعلمالدوع لبلبعو ل‬
‫مآلنأليع ملفالتبيي ةلت يلالدعمهمتسل يديلةل لعريي لمالمعتيةاليم دييداألي يلتيل لتدسلتنلملبل‬
‫م يم ينلم تععيق ةلم عالمصل يلة ل بلإ لبيي‪.‬لل‬

‫‪11‬‬
‫مقدمة‬

‫تيلعسلع الم تمعتدلم ته التونلمولبلم مطوي لم دييدوالم دوتالم وع لعوهميبل وعملم ت وطل ل‬
‫يمةعته ل ش بليمددألي يلتيلم ع سل يضيلةل لم مطوي لمإلةلتواأللفوللع ويهلعملويلم يوهول يل شو ول‬
‫إم ي يةلتنل عملم ت وطل ؛ل يفوالم ت ي وبلفوانلم تمعتودلم توه الفوالم مومئو ل وسليبولل ي ه مدوةلم علتيوةل‬
‫لفيووسأليع وومل‬ ‫يم يهيتيوةلم يفيووةلم عوالعت وونلتوونلف وسلط يععووسليم يئ ووسليتمعلوفلم عيمتووبلم عووال و‬
‫ألفي يبثلفالم تمعتدلم توه القوهليدو بلةليوسلإيمويهله مدوييلبي وسلفوال‬ ‫ت ي ةل ي هيبلم ع يةلم م‬
‫م يطنلم ع ال ةتيتويل يلفوال يو لتونلم وهيبلم ع يوةألياللي ويهليموهل عي ويل يلت ويالل يهيتيويلة وسلفوال‬
‫بفالاللم يهيتا‪.‬لي يل ت ليإنل ينلةيئ يلي وعي ةل‬ ‫م مومئ ألييرل لةل لم تيهولم تعيف ولم طي دلم‬
‫ليعطال تيةل ع لم ه مدوةلم عوالعبوييبل نلعدوهلل رو ولفوال‬ ‫تنل عي ييلم ه مدةألف يلتنلم ةل م‬
‫عملم ف مغلم ي ‪.‬لل‬

‫ي عدع ل ع لم ه مدةلإ ليضدلع ي ل يمقدلم تمعتدلم ته الفالم مومئ لتنلمولبلم بوثلفوال‬


‫متلةلتنلم عيمتبلم عالعش بل وعملم يمقودألم طلقويلتونلف وسلم يوةلم ت ددويةلم عوالععتيوول ويلت ددوييل‬
‫أليتلتو لم م ووةلم عووالعشو لسأل ووسلط يعووةلم علقووةلم عووالع طووسلتوودلم هي ووةأل‬ ‫م تمعتوودلم تووه الم مومئو‬
‫ي ياللإ لإد يتسلفالم عتليةلم ع تيية‪.‬ل بلع ملتنلمولبله مدوةل ل يوةليتيهم يوةلعدوع لإ و لعبليوبل‬
‫م ت ش ميلم تمعلفةل ع لم تعري ميلم عالعش بلميم لتمعلفةلتنليمقدلم تمعتدلم ته الفالم مومئ ‪.‬ل‬

‫يفووالضوويءلع ووملموويءيل ووع لم ه مدووةلت دووتةلإ وو لمتدووةلف وويبلع يي وويلتمعلووفلميم وو ل‬ ‫ل‬


‫م تيضووويالبيوووثلم وووصلم ف وووبلم يبل ع يوووينلتيضووويالم ه مدوووةلبيوووثلعضوووتنلإشووو ي يةلم ه مدوووةل‬
‫يعدي الع يلم عالعت بلتبي لم ع يولم بثل لسألبيثلعف ةويلةونلم عدوي بلم ئيدوال عوةلعدوي اليل‬
‫ف ةيةأليدع لم بثلإ لمإلمي ةلة يألتدلعش ي ل ع لم عدي اليلإ لت ش مع يلم هم ةلةلي ي‪.‬ل تيلميءل‬
‫فال عملم ف بلع يينلم همفلم ت ميولتنلإم مءل عملم بثلي د ي لممعيي ل عملم تيضياأل وسلعبهيوهل‬
‫يض طلتفي يسلم ه مدةألإ لمي لة ضل سلم ه مدييلم دي ةلم عال ت نلمالطولالةلي ويليمالدوعفيهول‬
‫ت يألتدلمإلشي ولإ لش لم ه مدييلم دي ةلم عالعع ييبلتيضيالم تمعتدلم ته الفالم مومئ لعبهيوهمأل‬
‫يتدل عملف هلعب يلمالدعفيهولتنلم ه مدييلم عالع يي يلم تمعتودلم توه الم ع والةتيتويل شو بل يو ‪.‬ل‬
‫تيلعضتنل عملم ف وبلمعيتويل وسلم ت ي وييلم ل يوةلم عوالعتويلمالدوععي ةل ويلتونل موبلف وسليعبليوبل‬
‫يعفدي لتمعلفلميم لم تيضيا‪.‬لل‬

‫ل لتمعتدلم ته األبيثلشتبلع ي يلعي يمييلةونل‬ ‫تيلم ف بلم ي الف هلم صل لعر يبلم ل‬ ‫ل‬
‫سلم عيي ميلم لدي يةلم ت ددةل لتمعتدلم ته ال هءملتنل ل يييلم ع هلمالمعتيةالم عوالل و يلت وعل‬
‫لم ع يي ألي ياللإ ل سلم تهممبلم ل يةلم بهي ةلفال‬ ‫لة‬ ‫م نلم ديهسلةش ألت ي مل ر سلتف‬
‫ه مدةلم تمعتدلم ته ا‪.‬ل يتنل سلمإلشي ولإ لتيلي ي لم تمعتدلم ته التنلموهماليلةلو لتدوعي لم ف و ل‬

‫‪12‬‬
‫مقدمة‬

‫لم عهيووهلتوونلمإلشو ياليل‬ ‫م ع ووالم ووع لع ووييبلفووال يو لتوونلم يشووييلم دوويم ةل ووعمللم تيضووياأليطو‬
‫ل‬ ‫م فلدفيةليم عتليةلم ت ع طةل ديديل ته لم بيمةلإ ل عملم تف يسلفاللبليميهلتفي يسلتبليةل هيلةل‬
‫م ع يطيل ي عم ةلم عي يميةلم ع يةليتلءتةل ط يعةليم ي يةل ع لم تمعتعييألةل لغ م لم تمعتودل‬
‫لتوه لإت ي يوةلمقع ويسلم عم وةلم ر يوةليع يئع ويلفوالم تمعتعوييلم ع يوةل‬ ‫م لالت ل‪.‬ل يتنلم ةل مو‬
‫يفعي يةلع م‪...‬إ لغي ل عملتنلم يطلم عال سليف بلفي يلم ف لم ع ال عه‪.‬ليتنل سليع ييبل عملم ف وبل‬
‫فالتبي ليم ل سلم يئصلم تمعتودلم توه الم بوهيثلي هيم أليتمعلوفليدويئلسلي هيمعوسلفوالعب يوقل‬
‫لةل لقيعسليفعي يعسأليت يلةلقعسل ي هي ة‪.‬لي ال ل يل يطلعديةهلفوال‬ ‫ع لم هيم أليم عيمتبلم عالع‬
‫ق مءوليمدع طيقليعبليبليف سللم يي ييلم تيهم يةلم عالديعسلع يي يلفالم ه مدةلم تيهم ية‪.‬ل‬

‫ليعطووي ليتشو لعسأل‬ ‫يقوهلم ووصلم ف وبلم ي ووثل ل بوثلفووال يووةلم تمعتودلم تووه الم مومئو‬ ‫ل‬
‫بيثلعسلع ديتسلإ ل لثلتبويي ل ديدوية‪:‬ل م وعسلع وييبلم تبوي لم يبل عع ودلم ت مبوبلم تمعلفوةل عطوي ل‬
‫م تمعتوودلم تووه الفووالم مومئو ليم بووثلةوونلمووعي لم عي يميووةلق ووبلمالبووعلبلم ف دوواأليتلتبووسل وويءل‬
‫م فع و ولمالدووععتي يةأل ووسلم بووثلفووالم عري و ميلم عووالط و يلةليووسل عووهلمالدووع لبليع ووملفووالتبيي ووةل‬
‫الدع شيفل سلم عيمتبلم ديديي يميةليم دييديةلم عالدي تيلفالعش يبلم تمعتدلم ته الفال وي عسل‬
‫م بي يووة‪.‬ليتوونل ووسلع ووييبلم تبووي لم ووي الفووال وعملم ف ووبلعبلوويلل يووةليتي في يميووةلم تمعتوودلم تووه ال‬
‫لتنلملبلعدليطلم ضيءلةل ل سلم ت ددييلم ته يةلم عالعش لسأليتيليتيو يلتنلم يئص‪.‬ل‬ ‫م مومئ‬
‫ي وينلم تبوي لم ي ووثلتونل وعملم ف ووبلمدوع عيميلت ط يويل توويلدو قلتلبلعوسلتوونلتشو ليليعوي الت وويل‬
‫لعبهلتنلفعي يعوسليعب ي وسلم ت ي وةلم ت يطوةل وسألدويمءمل ي ويل وع لم تشو ليل‬ ‫م تمعتدلم ته الم مومئ‬
‫ت ع طةل ط يعةلم هي ةليم ط لم دييديةليم ي ي يةلم عالعبهه يليم تتي دييلم عالعط ويلتونلم وةأل يل‬
‫‪.‬ل‬ ‫ط يعةلم يةلم ت دديةل ت لتييلم تمعتدلم ته اليم يفةلم ته يةل لتمعتدل ش بلةيسلتنلم ةل م‬

‫تيلم ف بلم م دلف هلع ييبلمإلم مءميلم ت ميةلم عالعسلعط ي يلفالم ه مدةلم تيهم ية؛لتيضبيل‬ ‫ل‬
‫لم ي وفال‬ ‫لم تدوعمهسلفوالم بوثلي ويلم تو‬ ‫تمياليلم ه مدةألي يفيةلممعيي لةي ةلم ه مدةأل سلم تو‬
‫م عبليلاألإ لمي لعيضي ل هيميلمتدلم يي ييلم عالعسلمالدععي ةل يلفالمتودلم يي وييلتونلم تيوهمنأل‬
‫ي الععت بل ديديلفالمالدوعتي وألإضويفةلإ و لم ت ي لوةليم تلبلوة‪.‬ل تويلعوسلع يوينلم دوي ي لمإلب ويئيةل‬
‫م تدعمهتةلفالة ضليعبليبلم يي يي‪.‬ل‬

‫يفالم ف بلم ميتسليم مي لعسلة ضلم يي ييليعبليل يليت يقشوع يليف ويل لت شو ميلم مي وةل‬ ‫ل‬
‫بلعدي بلتنلعدي اليلم ه مدةأل يملصلم ف بلإ لم عيئ لم موئيةلم تععل ةل ي عدي اليلم ف ةيةأل وسل‬
‫م عيمةلم عيتةلم عالعمي لةنلم عدي بلم ئيدال له مدة‪.‬ل‬

‫يمعسلم بثل ميعتة‬ ‫ل‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫موضوع الدراسة‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫نال المجتمع المدني في العقود األخيرة حظوة كبيرة لدى المفكرين والساسة على حد سواء‬
‫رغم اختالف اتجاهاتهم وغاياتهم‪ ،‬وقد كان القاسم المشترك بينهم هو أهمية تفعيل مؤسسات المجتمع‬
‫المدني وترسيخ أسسه في المجتمعات بشكل عام‪ ،‬وخاصة النامية منها‪ ،‬وذلك من أجل التمكن من‬
‫إشراك الطاقات والموارد البشرية التي تمتلكها هذه المؤسسات في تحقيق التنمية والنهوض بهذه‬
‫المجتمعات اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا‪ ،‬وذلك انطالقا من كون فلسفة المجتمع المدني تقوم على مبدأ‬
‫المشاركة الشعبية والمواطنة والديمقراطية‪ ...‬وغيرها من القيم التي تتعطش إليها هذه الشعوب‪ .‬وقد‬
‫نظِ ر إلى المجتمع المدني بكثير من التفاؤل والتشجيع على أنه جزء أساسي من كل محاولة لإلصالح‬
‫والتنمية والنهوض بالمجتمعات‪ ،‬حتى شبهه البعض بالحل السحري لكل مشاكل المجتمع‪.‬‬

‫وبغض النظر عن مدى تفاؤل هذا التصور وإمكانية المجتمع المدني في النهوض بالمجتمعات‬
‫في مختلف حاالتها‪ ،‬فإن وجود المجتمع المدني في حد ذاته يعد ظاهرة صحية وإيجابية تنم عن‬
‫مستوى المدنية والتحضر لدى أفراد أي مجتمع‪ ،‬ومدى وعيهم بمواطنتهم واستعدادهم للمساهمة في‬
‫تحسين حياتهم دون اتكال تام على جهود الدولة وإمكاناتها‪ .‬والمجتمع المدني كظاهرة اجتماعية‬
‫صحية ال يقتصر في تجسده على وجود مؤسسات أهلية غير حكومية فقط‪ ،‬وإنما هو باألساس تعبير‬
‫وتجسيد لثقافة عميقة في المجتمع ترتكز على إدراك الهوية والوعي بالذات ثم قبول اآلخر‪ ،‬والعمل‬
‫معه على تحسين ظروف الحياة بشكل حر وطوعي دون إجبار من أحد أو طمع في منفعة مادية ما‪.‬‬

‫ال يمكن ألحد أن ينكر أهمية المجتمع المدني وإن لم يكن في مستوى النموذج المثالي الذي‬
‫تقدمه النظريات الفلسفية واألدبيات الفكرية المختلفة‪ ،‬إن دور المجتمع المدني في التنمية بالغ األهمية‬
‫غير أن ظروف كل مجتمع وخصائصه الثقافية واالقتصادية والسياسية… تجعل وجوده ودوره‬
‫مختلفا في المجتمع تبعا لمستوى تحضر أو تخلف هذا المجتمع أو ذاك‪ ،‬وكذلك تبعا للخصوصيات‬
‫والظروف التاريخية التي صنعت حاضر هذه المجتمعات‪ .‬والتي تشكلت من خاللها مؤسساتها‬
‫المدنية‪ ،‬ولهذا كان بديهيا أن ال تتخذ مؤسسات المجتمع المدني أشكاال مثالية أو متماثلة في كل‬
‫المجتمعات‪.‬‬

‫وفي الجزائر نال المجتمع المدني حظا وافرا من السجال الدائر منذ عقود في خضم التحوالت‬
‫السياسية التي مرت بها ومحاولة التحول الديمقراطي‪ ،‬حيث ظهر هذا المفهوم على الساحة السياسية‬
‫واإلعالمية وأثير بقوة منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي‪ ،‬مرتبطا في ذلك بعمليات التحول السياسي‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫التي مرت بها الدولة آنذاك؛ وقد بدأ الحديث عن هذا المفهوم الجديد في الوقت الذي كان فيه النظام‬
‫السياسي الجزائري يعيش أزمة حادة في قاعدته االقتصادية‪ ،‬وشرعية مؤسساته السياسية ونمط‬
‫تسييرها المعتمد على الدولة كفاعل وحيد سواءا في المجال السياسي أو في المجال االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬ومع تنامي الدعوة إلى ضرورة اإلصالح السياسي واالجتماعي‪ ،‬وتوسيع نطاق‬
‫المشاركة الشعبية والممارسة الديمقراطية‪ .‬ولهذا يمكن اعتبار المجتمع المدني في الجزائر أحد أهم‬
‫التحوالت األساسية التي عرفها المجتمع الجزائري في السنين األخيرة‪ ،‬فقد أصبح مفهوم دولة القانون‬
‫ودولة المؤسسات أكثر داللة وعمقا وإلحاحا‪ ،‬وخاصة مع ظهور مجموعة كبيرة من التنظيمات غير‬
‫الحكومية التي أصبحت تبحث عن لعب دور كبير في الساحة االجتماعية والسياسية‪ ،‬على غرار‬
‫الجمعيات والنقابات والمنظمات الوطنية وغيرها‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن مؤسسات المجتمع المدني ظاهرة قديمة في المجتمع الجزائري تعود‬
‫بجذورها إلى عدة قرون‪ ،‬إال أن بروزه في المجتمع لم يكن إال منذ عقود قليلة‪ ،‬ورغم وجود عدد هائل‬
‫من المؤسسات المدنية الحديثة والتقليدية‪ ،‬ال يزال أداء المجتمع المدني هزيال‪ ،‬والمفارقة الغامضة‬
‫تكمن في عدم إحداث التغيير المستهدف في أي اتجاه‪ ،‬فلم يكن انتعاش المجتمع المدني الظاهر سببا‬
‫في تحسن أوضاع المجتمع االجتماعية وال االقتصادية وال السياسية وال غيرها؛ ولم تتحسن حقوق‬
‫االنسان في المجتمع الجزائري‪ ،‬ولم تتجل حرية التعبير ولم تظهر معارضة سياسية فاعلة‪ ،...‬ما دفع‬
‫بالكثيرين للتشكيك في وجود مجتمع مدني حقيقي في الجزائر من كونه مجرد مجموعة من المنظمات‬
‫غير الحكومية "الحكومية" (‪ )GNGO'S‬والتي ال تمثل سوى ديكور تتباهى به السلطات أمام الهيئات‬
‫والمنظمات الحقوقية الدولية‪ ،‬وهو أحد االنتقادات التي لطالما ظهرت إلى الواجهة‪ .‬وال يسعنا في هذا‬
‫المقام االنسياق إلى هذا الطرح باعتباره يقودنا إلى البحث في حلقة مفرغة تشبه جدلية البيضة‬
‫والدجاجة‪ ،‬فالمجتمع المدني بمفهومه النظري يعد نموذجا مثاليا يصعب إيجاده حتى في الغرب الذي‬
‫نظر له‪ ،‬وعلى هذا األساس فإننا نفترض وجود المجتمع المدني غير أنه يتميز بخصوصيات تاريخية‬
‫مرتبطة بالزمان والمكان‪.‬‬

‫وال يمكن اختزال هذا التأخر وإلقاء اللوم فيه فقط على الدولة ورغبتها في االستئثار بالسلطة‪،‬‬
‫فالنخبة المثقفة أيضا لم تمارس الدور المنوط بها في هذا السياق‪ ،‬وذلك باعتبار أن المثقفين عموما هم‬
‫الفاعلون األساسيون في المجتمع المدني‪ .‬كما أن ثقافة المجتمع الجزائري لم تستوعب بعد فلسفة‬
‫المجتمع المدني وأبجدياته وقيمه كأسلوب للحياة‪ ،‬وذلك بعد عقود من الكبت واألبوية واالتكالية على‬
‫الدولة الريعية‪ .‬وهو ما انعكس على طبيعة الهياكل واللبنات المكونة لهذه التنظيمات في حد ذاتها؛‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ونعني بذلك الهيكل اإلداري وآليات التنظيم البيروقراطي وأنماط صنع القرار ثم الظروف المادية‬
‫والبشرية لهذه المنظمات‪ ،‬وطبيعة النخبة الممارسة للعمل المدني وخلفياتها اإليديولوجية وأغراضها‬
‫أو غاياتها من ذلك‪ ،‬ومختلف خصائصها‪...‬‬

‫إن كل محاولة سطحية لتفسير واقع المجتمع المدني دون تعمق وتحليل دقيق هي هدر للجهد‪،‬‬
‫وذلك عائد إلى تعقد ظاهرة المجتمع المدني في الجزائر وتشوه بنيته بين النموذج التقليدي والنموذج‬
‫الحديث‪ ،‬وتشابك العوامل المؤثرة في هذه الظاهرة؛ والتي ينبغي إدراكها وأخذها بعين االعتبار من‬
‫أجل وضع تصور واضح المعالم يقترب أكثر فأكثر من البيئة والظروف الطبيعية التي تحيط به‬
‫وتشكل خصوصيته وتميزه‪ .‬ومن أجل تجسيد هذا التصور فعليا تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن‬
‫واقع المجتمع المدني الجزائري وتناقضاته ومختلف المتغيرات التي تحيط به وذلك من خالل اإلجابة‬
‫عن التساؤل التالي‪:‬‬

‫ماهو واقع المجتمع المدني في الجزائر؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ثانيا‪ :‬تساؤالت الدراسة‬


‫‪ -‬التساؤل الرئيسي‪:‬‬

‫ماهو واقع المجتمع المدني في الجزائر؟‬

‫‪ -‬التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هي مالمح النخبة المشكلة للمجتمع المدني في الجزائر؟‬
‫‪ .2‬ما هي مالمح البناء المؤسسي للمجتمع المدني في الجزائر؟‬
‫‪ .3‬ما طبيعة العالقة بين الدولة والمجتمع المدني في الجزائر؟‬
‫‪ .4‬كيف هي مساهمة المجتمع المدني في تنمية المجتمع؟‬

‫وسيتم البحث عن إجابة لهذه التساؤالت من خالل تحليل متغيراتها األساسية ووضع جملة من‬
‫المؤشرات المناسبة لكل تساؤل كما يلي‪:‬‬

‫التساؤل األول‪ :‬حول مالمح النخبة‪ ،‬ويتضمن المؤشرات التالية‪:‬‬

‫السن‬ ‫‪‬‬
‫الجنس‬ ‫‪‬‬
‫المستوى الدراسي‬ ‫‪‬‬
‫المهنة‬ ‫‪‬‬
‫الدخل‬ ‫‪‬‬
‫األقدمية في ممارسة النشاط الجمعوي‬ ‫‪‬‬
‫تعدد االنتماء الجمعوي‬ ‫‪‬‬
‫الهدف من ممارسة العمل الجمعوي‬ ‫‪‬‬
‫ممارسة العمل السياسي‬ ‫‪‬‬
‫الطموح السياسي‬ ‫‪‬‬

‫التساؤل الثاني‪ :‬مالمح البناء المؤسسي‪ :‬ويتضمن المؤشرات التالية‪:‬‬

‫القدرة على التكيف‪ :‬الزمني‪ -‬الجيلي ‪ -‬والوظيفي‬ ‫‪‬‬


‫االستقالل‪ :‬من حيث النشأة‪ ،‬التمويل‪ ،‬واإلدارة‬ ‫‪‬‬
‫التعقد‬ ‫‪‬‬
‫التجانس‬ ‫‪‬‬

‫التساؤل الثالث‪ :‬ويتمحور حول طبيعة العالقة مع الدولة ويتضمن المؤشرات التالية‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ ‬التنسيق والتعاون‬
‫‪ ‬التنافس والصدام‬
‫‪ ‬الهيمنة والتحكم‬

‫التساؤل الرابع‪ :‬ويتمحور حول األدوار التنموية للمجتمع المدني الجزائري‪ ،‬ويتضمن المؤشرات‬
‫التالية ‪:‬‬

‫التنشئة االجتماعية والسياسية (التربية المدنية)‬ ‫‪‬‬


‫التوعية والتحسيس‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في اتخاذ القرار‬ ‫‪‬‬
‫ترقية األعضاء والفئات المستهدفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعبئة (الجهود التطوعية)‬ ‫‪‬‬
‫تنمية المجتمع المحلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير الخدمات‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف الدراسة‬


‫لهذا البحث مجموعة من األهداف التي يسعى إلى تحقيقها منن خنالل جانبينه النظنري والمينداني يمكنن‬
‫تحديدها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬جمع معلومنات حقيقينة ومفصنلة حنول مؤسسنات المجتمنع المندني فني الجزائنر؛ نشنأتها‪ ،‬نشناطاتها‬
‫وظروف عملها‪....‬‬
‫‪ -‬التعرف على المجتمع المدنى المحلي عن كثب‪ ،‬خصوصياته وخصائص الفاعلين فيه‪......‬‬
‫‪ -‬تحديد اتجاهات النخبة الممثلة لهذا المجتمع المدني نحو هذه المنظمات‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على إمكانيات المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬والكشف عن أدواره الفعليةة التةي‬
‫يقوم بها إزاء المجتمع ومدى مساهمته في تنميته‪.‬‬
‫‪ -‬محاولةةة معرفةةة العراقيةةل الحقيقيةةة التةةي تقةةف فةةي وجةةه نشةةاط هةةذه المنظمةةات وفعاليتهةةا فةةي‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من مدى تجسيدها لخصائص المجتمع المدني الحديث وروحه‪ ،‬وتمثيلها‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة الربط و المقارنة بين التراث النظري أو المجتمع المةدني العةالمي والمجتمةع المةدني‬
‫الجزائري على وجه الخصوص‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد العالقة الفعلية بين المجتمع المدني والدولة الجزائرية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫رابعا‪ :‬أسباب اختيار الموضوع‬


‫لقد ساهمت في اختيار وتحديد موضوع هذه الدراسنة عندة عوامنل وأسنباب منهنا الموضنوعية ومنهنا‬
‫الذاتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫إن هذا الموضوع هنو امتنداد واسنتمرارية لموضنوع المنذكرة المقدمنة لنينل شنهادة الماجسنتير‬
‫والذي تمحور حول "المجتمع المدني والتنمية المحلية"‪ ،‬والذي لفنت االنتبناه إلنى األهمينة الكبينرة لهنذا‬
‫الدراسنات العلميننة التنني تناولتننه‪ ،‬وخاصننة مننن خننالل مننا تننم لمسننه مننن‬ ‫الموضننوع بشننكل عننام ونقن‬
‫غموض كبير يغطي موضوع المجتمع المدني الجزائري وتناقضاته الصارخة؛ بنين شنيوع االسنتخدام‬
‫والتننداول فنني الخطنناب اإلعالمنني والسياسنني اليننومي مننن جهننة وغمننوض المضننمون الننداللي لهننذه‬
‫االستخدامات وسطحيتها أو حتى تناقضها فني بعنض األحينان منن جهنة أخنرى‪ ،‬إلنى جاننب تناقضنات‬
‫متعننددة علننى مسننتوى التجربننة التاريخيننة بننين الحجننم الكبيننر واألداء الهزيننل‪ ،‬وبننين اإلطننار التنظيمنني‬
‫المؤسسننني والنننديمقراطي والممارسنننة الميدانينننة االعتباطينننة والفردينننة‪ ،‬وتشنننوه البننننى بنننين التقليدينننة‬
‫والحداثة‪...‬الخ‪ .‬كل هذه األمور التي تم اإلحساس بها في الدراسة السابقة ولكن لم يتم التطرق إليها بما‬
‫يكفنني مننن الدراسننة والتعمننق نظننرا العتبننارات عنندة ومنهننا حنندود الموضننوع المطننروح ومحدوديننة‬
‫اإلمكانيات المتاحة آنذاك من وقت ومراجع‪ .‬غير أن الفضول العلمي النذي تمخنض عنن هنذه الدراسنة‬
‫شكل مرجعية أسست الختيار هذا الموضوع‪.‬‬

‫ومن أسباب هذا االختيار أيضا توفر مجموعنة قيمنة منن المراجنع حنول هنذا الموضنوع‪ ،‬إلنى‬
‫جانب توفر قاعدة وخلفية علمية وعملية ناجمة عن الخبرة السابقة في هذا المجنال وهنو رصنيد يسنمح‬
‫باالرتكاز عليه للقيام ببحث علمي جاد يسعى ألن يقدم إضافة قيمة للرصيد العلمي و المعرفي‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسباب الذاتية‪:‬‬

‫يعد اإلحساس بالمشكلة نقطة البداية والعنصر المحرك ألي بحنث علمني‪ ،‬ولقند ولند االحتكناك‬
‫بالجمعيات في مرحلة الماجستير إحساسا كبيرا بتناقض المجتمع المدني الجزائري وعدم وضوح بنيته‬
‫وأدواره الفعليننة فنني السنناحة االجتماعيننة والسياسننية‪ ،‬ومكمننن الخلننل فنني كننل ذلننك‪ .‬ولقنند نننت عننن ذلننك‬
‫الطموح الكبير النذي ولدتنه الدراسنة الميدانينة السنابقة لموضنوع المجتمنع منا أثنار االسنتعداد والرغبنة‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫لدراسة مختلف تفاصيل هذا الموضوع النذي يملنك منن الجاذبينة وإثنارة الفضنول العلمني قندرا كبينرا‪،‬‬
‫رغم صعوبة اإلحاطة الفعلية بكل تلك األبعاد‪.‬‬

‫وال يمكننن فنني هننذا الصنندد أيضننا إغفننال تشننجيع العدينند مننن األسنناتذة علننى المواصننلة فنني هننذا‬
‫الموضوع‪ ،‬وخاصة منهم األساتذة المشكلين للجنة مناقشة مذكرة الماجستير المذكورة سابقا‪ ،‬حيث جاء‬
‫هذا البحث تلبية القتراح بعض أعضاء لجنة المناقشة التي طرحت فكرة دراسة واقع المجتمنع المندني‬
‫الجزائري بشكل محدد ومباشر دون التركيز على األدبيات النظرية للمجتمع المدني بشنكل عنام‪ ،‬وهنو‬
‫االقتراح الذي تم أخذه بعين االعتبار‪ ،‬إلى جانب العديد من توجيهنات وانتقنادات اللجننة المناقشنة‪ .‬إلنى‬
‫جانننب تشننجيع األسننتاذ المشننرف وبعننض الفنناعلين فنني المينندان والننذي كننان حننافزا علننى اختيننار هننذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫خامسا‪ :‬تحديد مفاهيم الدراسة‬


‫من األمور الهامة في البحث العلمي االجتماعي أن يعمل الباحث على التحديد الدقيق الواضنح‬
‫للمفنناهيم والمصننطلحات التنني يسننتخدمها‪ ،‬فالدقننة والوضننوح مننن أهننم العوامننل التنني تسنناهم فنني إنجنناح‬
‫البحث العلمي وبلوغ أهدافه‪ ،‬ولهذا ينبغني قبنل الخنوض فني غمنار البحنث النظنري والمينداني االتفناق‬
‫مبدئيا على المضامين الداللية ألهم المصنطلحات العلمينة المحورينة التني سنيتم اسنتخدامها واالسنتعانة‬
‫بها في إطار الدراسة خاصة إذا كان للمفهوم الواحد أكثر من معنى‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم المجتمع المدني‪:‬‬

‫يعتبر مفهوم المجتمنع المندني منن المفناهيم األكثنر إثنارة للنقناش‪ ،‬ذلنك ألن داللنة هنذا المفهنوم‬
‫ليسننت محننددة بنننفس الشننكل بالنسننبة للجميننع‪ ،‬لمننا يكتنفننه مننن غمننوض راجننع إلننى طابعننه المعقنند‪ ،‬ولمننا‬
‫يحتويه من مضامين متعددة‪ ،‬وهو غموض ليس بالجديد؛ فمنذ ظهوره في المجتمعات الغربينة الحديثنة‬
‫وهو يثير كثيرا من الجدل والنقاش إلى درجة أن استعمال هذا المفهوم يكاد يختلنف جنذريا منن مؤلنف‬
‫آلخر‪.1‬‬

‫ألدبيات المجتمع المدني يالحظ وجود اختالف وتباين في تحديد‬ ‫وهكذا فإن المتفح‬
‫المضمون الداللي لهذا المفهوم‪ ،‬رغم انتشاره على مستوى الخطاب االستهالكي اليومي؛ فقد استخدم‬
‫المجتمع المدني في اسكتلندا خالل القرن التاسع عشر للداللة على المجتمع المتحضر الذي تحكمه‬
‫دولة غير استبدادية على عكس المجتمع البدائي الهمجي‪ ،‬و بالتالي فاستعمال هذا المفهوم يتعلق هنا‬
‫بالتفريق بين المدينة والريف‪ ،‬والداللة على درجة تحضر مجتمع ما‪ .2‬وال يزال المصطلح يستخدم في‬
‫بعض األدبيات للداللة على مجتمع المدينة‪.‬‬
‫وجدير بالمالحظة هنا أن كلمة مدني في قاموس التنوير‪ ،‬وهي ‪ civil‬و ‪ civic‬و‪،civilus‬‬
‫المدينة ومن يسلك‬ ‫تعني في اللغة الالتينية (الحر الروماني)‪ ،‬ومن ينتمي إلى المدينة‪ ،‬أو ما يخ‬
‫سلوك أهل المدينة‪ .‬وينطوي المفهوم هنا على قدر من اإلنحياز والعصبية إلى ماهو روماني‪ .‬وقد‬
‫يكون من األمور ذات الداللة أن كلمة ‪ civila‬تعني اإلكليل الذي يزين رأس من ينتصر لروماني‬
‫ويقتل عدوه‪ .‬ولكن عادت الكلمة للظهور ثانية على لسان المحلفين الفرنسيين في ستينيات القرن‬

‫‪ : 1‬حسن قرنفل‪ :‬المجتمع المدني والنخبة السياسية‪ ،‬إقصاء أم تكامل‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬الدار البيضاءـ ط‪ ،2222 ،2‬ص‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Jean Cohen and Andrew : Civil society and political theory, vol 27,Cambridge Mitpress, August,‬‬
‫‪London, 1993, P544.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫السادس عشر لوصف أهل المكانة والتهذيب ‪ civilité‬و ‪ civilisé‬ممن هم على شاكلة المحلفين خلقا‬
‫وسلوكا‪ .‬ومعنى هذا أن كلمة مدني في قاموس التنوير تحمل معنيين نقيضين؛ فتعني المواطن الحر‬
‫(الغربي) المهذب والكيس والمتحضر نقيض البربري والهمجي‪ .‬وتعني أيضا في األصل الروماني‬
‫تميزا له‪ .‬ثم أصبحت تعني األوروبي الذي يجسد الحضارة دون سواه‪...‬وهي بهذا المعني تدل على‬
‫مفهوم نخبوي تفضيلي بناءا على وضع تراتبي هرمي للمجتمعات‪.1‬‬
‫أما في اللغة العربية فكلمة "مدني" مشتقة من "مدينة" أو "مدنية" أو "تمدن"‪ ،‬وهي ضد‬
‫الصحراوي والبدوي‪ .‬وحيث إن المدنية ال تنشأ في الصحاري صار المجتمع المدني نقيضا للمجتمع‬
‫الصحراوي‪ .‬ولكن هذا المعنى وإن كان واضحا صريحا في المعنى اللغوي للكلمة‪ ،‬فإنه غير المقصود‬
‫اصطالحا‪.‬‬
‫واصطالحا يعرف والزر ‪ Walzer‬المجتمع المدني بوصفه "ذلك الفضاء الذي ينطوي على‬
‫ضمان الظروف الكاملة التي تكفل الحياة االجتماعية الجيدة‪ ،‬فهنو ذلنك المجنال النذي فني إطناره يكنون‬
‫البشر شكال اجتماعيا يتواصلون فيه ويرتبطون ببعضهم البعض‪ ،‬بغض النظر عنن ماهينة هنذا الشنكل‬
‫االجتماعي وكونيته‪ ،‬سواء أكان جماعة أو نقابة أو قبيلة أو رابطة أو دين أو أخوة أو ذكورة أو أنوثة‪،‬‬
‫إنه ذلك المجال واإلطار الذي يجتمع األفراد من أجل تحقيق هدف واحد سام‪ ،‬أال وهنو حنب االجتمناع‬
‫اإلنساني"‪ .2‬وهو تعرينف شنمولي؛ فهنو منن جهنة يعنين األسنس التني ينتم منن خاللهنا تأسنيس الشنكل‬
‫االجتماعي المدني‪ ،‬ومن ناحية ثانية يشنير إلنى القنيم التني تنطنوي عليهنا فكنرة المجتمنع المندني حينث‬
‫االجتمنناع والتواصننل والتضننامن االجتمنناعي‪ .‬إال أنننه أشننار إلننى عناصننر مثننل النندين والقبيلننة واألخننوة‬
‫والطائفة باعتبارها مؤسسات مدنية‪ ،‬في حين أن الواقع يختلف عن ذلك من حيث إن األولى عضويتها‬
‫إجبارية والثانية بعضها اختيارية‪.‬‬

‫أمننا ميرسننكي ‪ MIRSKY‬فيشننير إلننى أن المجتمننع المنندني هننو "ذلننك المجننال الننذي يخلننو مننن‬
‫االسننتعمال الفننردي للسننلطة والهيمنننة السننلطوية الفوضننوية‪ ،‬إنننه ذلننك الفضنناء الننذي فنني إطنناره يتفاعننل‬
‫الرجنننال والنسننناء فننني سلسنننلة كلينننة متنامينننة منننن العالقنننات والنننروابط والمؤسسنننات المدنينننة والدينينننة‬
‫واالقتصادية والثقافية العامة"‪ .3‬ومما يالحظ على هذا التعريف تجاهله إلمكانية وجود بعض مؤسسات‬

‫‪ : 1‬شوقي جالل‪ :‬المجتمع المدني وثقافة اإلصالح‪ .‬رؤية نقدية للفكر العربي‪ ،‬دار العين‪ ،‬القاهرة‪ ،2223 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: Michael Walzer: The civil society argument. The good life, New statesman and society, vol 2,oct‬‬
‫‪1989, p28.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: Yehudah Mirsky: Democratic politics, Democratic culture, Orbits, A journal of world affairs,‬‬
‫‪vol 37, No 4, Fall 1993, p571.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫المجتمع المدني التي تنخر في بنائها البيروقراطية والهيراركية‪ ،‬وتتحكم فيها شخصيات تاريخية‪ ،‬مثل‬
‫وضعية بعض المنظمات واالتحادات العمالية في بعض دول العالم الثالث‪.1‬‬

‫و يعرفننه الننبعض علننى أنننه ذلننك المجتمننع الننذي تتعنندد فيننه التنظيمننات التطوعيننة التنني تشننمل‬
‫األحزاب والنقابات واالتحادات والروابط واألندية‪ ،‬وجماعات المصالح وجماعات الضغط وغير ذلنك‬
‫من الكيانات غير الحكومية التي تمثل حضور الجمناهير وتعكنس حيوينة خالينا المجتمنع‪ ،‬األمنر النذي‬
‫يؤدي إ لنى خلنق مؤسسنات أهلينة فني المجتمنع موازينة لمؤسسنة السنلطة‪ ،‬تحنول دون تفردهنا باحتكنار‬
‫مختلف ساحات العمل العام‪ .2‬وهو تعريف يطرح مفهوم المجتمع المدني على أنه بديل لتوحش الدولنة‬
‫ووسيلة لتقليم أظافرها‪ .3‬كما أنه تعريف مؤسساتي ركز على تنظيمات المجتمع المدني‪ ،‬و بناءاته‪.‬‬

‫أما عابد الجابري فيعرفه بأنه "ذلك المجتمع الذي تنتظم فيه العالقات بين األفراد علنى أسناس‬
‫الديمقراطية‪ ،‬ويمارس فيه الحكنم علنى أسناس أغلبينة سياسنية‪ ،‬وتحتنرم فينه حقنوق المنواطن السياسنية‬
‫واالقتصادية والثقافية في حدها األدنى على األقل‪ ،‬إنه المجتمع الذي تقوم فيه دولة المؤسسات بالمعنى‬
‫الحديث للمؤسسة‪ :‬البرلمان‪ ،‬والقضاء المستقل‪ ،‬واألحزاب والنقابنات والجمعينات‪...‬النخ"‪ .4‬ال ينسنحب‬
‫هذا التعريف على المجتمع المدني بمعناه الحديث فحسب‪ ،‬وإنما على المجتمع األكبر‪ ،‬وذلك في حالتنه‬
‫المجتمنننع المننندني بشنننيء وال يمينننزه عنننن السنننياق االجتمننناعي‬ ‫الديمقراطينننة الصنننحية؛ فهنننو ال يخننن‬
‫والسياسي األوسع الذي يضمه‪ ،‬كما ال يقيم فصال عاما بين مؤسسات الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫ويذهب مصطفى كامنل السنيد إلنى أن المجتمنع المندني يشنتمل علنى الحضنور القنوي والفعنال‬
‫لعدد من التنظيمات الرسمية التي تفصح عن زمرة المصنالح المتنوعنة للمنواطن فني مختلنف مجناالت‬
‫بهنم‪ ،‬وأن طبيعنة العالقنات القائمنة بنين المجتمنع المندني والدولنة البند وأن‬ ‫النشاط االجتماعي الخنا‬
‫تحترمها الدولة وتكون بمثابة مؤشر مقبنول السنتقالل المجتمنع المندني‪ ،‬كمنا يشنتمل كنذلك علنى قبنول‬
‫الخالف السياسي واإليديولوجي بوصفه حقا شرعيا لألقليات طالمنا أن هنذه األقلينات تلتنزم بنالطرائق‬
‫السلمية للفعل الفردي والجمعي علنى السنواء‪ .‬ويضنع هنذا التعرينف محكنات أو معنايير ثنالث أساسنية‬
‫كشننرط لوجننود مجتمننع منندني‪ ،‬هنني‪ :‬تننوافر تنظيمننات رسننمية متنوعننة األنمنناط فيمننا بننين الجماعننات‬
‫والتجمعنات والطبقنات والشنرائح االجتماعيننة المختلفنة‪ ،‬وتنوافر روح التسننامح كقيمنة جوهرينة مقبولننة‬

‫‪ : 1‬فؤاد عبد الجليل محمد عبد هللا الصالحي‪ :‬دور الدولة في تكوين المجتمع المدني دراسة في تجربة التعددية السياسية في‬
‫المجتمع اليمني‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،7991 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ : 2‬عبد الحميد األنصاري‪ :‬نحو مفهوم عربي إسالمي للمجتمع المدني‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬عدد ‪ ،)2227/72( 212‬ص‪.99‬‬
‫‪ : 3‬عمرو عبد السميع‪ :‬الديمقراطية‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،7991 ،‬ص‪.723‬‬
‫‪ : 4‬محمد عابد الجابري‪ :‬إشكالية الديمقراطية والمجتمع المدني في الوطن العربي‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،791‬السنة ‪،73‬‬
‫يناير ‪ ،7995‬ص‪.3‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫وجماعية‪ ،‬والحد من ممارسة السلطة السياسية للدولة االستبدادية‪ .1‬اهتم هذا التعريف بتأسنيس الحندود‬
‫الفاصلة بين الدولة والمجتمع المدني‪ ،‬كما لفت االنتباه إلى مشكلة األقليات الدينية والسياسية‪.‬‬

‫كما يعرفه أحمد زايد بوصفه يمثل كافنة األبنينة االجتماعينة والتنظيمينة التني تحقنق نمطنا منن‬
‫الجمعية وتنخرط ‪ -‬بقصد أو بغير قصد‪ -‬في أنشطة تتوازى مع أنشطة الدولة أو تستقل عنها‪.2‬‬

‫ويذهب تعريف "لجننة إدارة شنؤون المجتمنع العنالمي" ليغطني مسناحة كبينرة منن المؤسسنات‬
‫والروابط وال شبكات في تحديد ماهية المجتمع المدني‪ ،‬كالتجمعات النسائية والنقابات والغرف التجارية‬
‫والتعاونيننات الزراعيننة واإلسننكانية واتحننادات رعايننة األحينناء والمنظمننات ذات التوجننه الننديني‪...‬الننخ‪،‬‬
‫وتضطلع مؤسسات المجتمع المدني بمهام كثيرة في ميادين متعددة على الصنعيدين النوطني والندولي‪،‬‬
‫فبوسعها توفير المعارف والمهنارات الحماسنية والننه غينر البيروقراطني والمنظنور الشنعبي وتكملنة‬
‫موارد اإلدارات الحكومية وجمع األموال الكبيرة من أجل التنمية واألبعاد اإلنسانية‪ ،‬كما تشجع احترام‬
‫حقوق اإلنسان وتعزز تسوية المنازعنات‪ .‬علنى أن األمنر ال يخلنو كنذلك منن بعنض مؤسسناته التني ال‬
‫تكون ديمقراطينة فني هيكلهنا وتخندم مصنالح ضنيقة وخاصنة فني المجنال السياسني‪ .3‬ويظهنر منن هنذا‬
‫التعريف أنه لم يستبعد المنظمات الدينية على غرار العديد من التعريفات‪ ،‬كما أنه يقر بإمكانينة وجنود‬
‫بعننض مؤسسننات المجتمننع المنندني التنني تنخننر فنني بنائهننا البيروقراطيننة وتننتحكم فيهننا شخصننيات نافننذة‬
‫(تاريخية) مثل وضعية بعض األحزاب السياسية واالتحادات العمالية في بعض دول العالم الثالث‪.‬‬

‫أما سنعد الندين إبنراهيم فينرى بأننه "فضناء للحرينة يلتقني فينه النناس ويتفناعلون تفناعال حنرا‪،‬‬
‫ويبادرون مبادرات جماعية بإرادتهم الحرة‪ ،‬من أجل قضايا مشتركة‪ ،‬أو مصالح مشتركة‪ ،‬أو للتعبينر‬
‫من مشاعر مشنتركة"‪ ، 4‬وهنو تعرينف يتنناول المفهنوم منن جانبنه النوظيفي والمعيناري القيمني‪ ،‬بغنض‬
‫النظر عن المكون البنيوي المؤسسني‪ ،‬النذي أشنار إلينه الندكتور سنعد الندين فني موقنع آخنر بنالقول أن‬
‫المجتمع المدني هنو األجنزاء المنظمنة منن المجتمنع العنام؛ المجتمنع المندني هنو مجتمنع "عضنويات"‪،‬‬
‫فبقدر ما يحمل أي منواطن منن بطاقنات عضنوية بقندر منا يكنون عنصنرا نشنطا فني مجتمعنه المندني‪،‬‬
‫والننذين ال بطاقننات عضننوية لهننم ( فنني أحننزاب أو أنديننة أو نقابننات أو اتحننادات أو غننرف تجاريننة أو‬

‫‪1‬‬
‫‪: Moustapha K. El Sayyid: A civil society in Egypt, Middle East Journal, vol 47, No2, Spring 1993,‬‬
‫‪p229.‬‬
‫‪ : 2‬أحمد زايد‪ :‬نحو مفهوم جديد للمجتمع المدني‪ ،‬نشرة البحوث العربية‪ ،‬مركز البحوث العربية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬فبراير ‪ ،7993‬ص‪.52‬‬
‫‪ : 3‬لجنة إدارة شؤون المجتمع العالمي‪( :‬تقرير في)‪ :‬جيران في عالم واحد‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،227‬سبتمبر ‪ ،7993‬ص‪.35‬‬
‫‪ : 4‬سعد الدين ابراهيم‪ :‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في مصر‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2222 ،‬ص‪.75‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫صناعية أو تعاونيات أو جمعيات أو روابط) فإنه يصدق علنيهم وصنف "المهمشنين" (‪)Marginals‬‬
‫أو "المستضعفين" (‪ )Powerless‬في أي مجتمع معاصر‪.1‬‬

‫وقد اصطلح مركز ابن خلدون للدراسنات اإلنسنانية علنى تعرينف المجتمنع المندني بأننه‪" :‬كنل‬
‫التنظيمات غير الحكومية وغير اإلرثية التي تمنأل المجنال العنام بنين األسنرة والدولنة‪ ،‬وتنشنأ بناإلرادة‬
‫الحننرة أل صننحابها مننن أجننل قضننية أو مصننلحة أو للتعبيننر عننن مشنناعر جماعيننة ملتزمننة فنني ذلننك بقننيم‬
‫ومعايير االحترام والتراضي والتسامح‪ ،‬واإلدارة السلمية للتنوع والخالف"‪ .2‬ويظهر في هنذا المفهنوم‬
‫عنصر جديد هو المنظومة األخالقية التي يمثلها المجتمنع المندني والتني تقنوم علنى االحتنرام والتننوع‬
‫والتسامح…‬

‫هذا ويجمع كثير من المفكرين والمثقفين العرب على مفهوم المجتمع المدني عقب انعقاد نندوة‬
‫مركنننز دراسنننات الوحننندة العربينننة (‪ )2991‬علنننى أن المجتمنننع المننندني هنننو "المؤسسنننات السياسنننية‬
‫واالقتصننادية واالجتماعيننة والثقافيننة التنني تعمننل فنني ميادينهننا المختلفننة فنني اسننتقالل عننن سننلطة الدولننة‬
‫لتحقيق أغراض متعددة‪ ،‬منها أغراض سياسية كما المشاركة في صنع القنرار علنى المسنتوى النوطني‬
‫والقومي‪ ،‬ومثال ذلك األحزاب السياسية‪ ،‬ومنها أغراض نقابية كالندفاع عنن مصنالح أعضنائها‪ ،‬ومنهنا‬
‫أغننراض ثقافيننة كمننا فنني اتحننادات الكتنناب والمثقفننين والجمعيننات الثقافيننة التنني تهنندف إلننى نشننر الننوعي‬
‫الثقافي‪ ،‬وفقا التجاهات أعضاء كل جماعنة‪ ،‬ومنهنا أغنراض اجتماعينة لإلسنهام فني العمنل االجتمناعي‬
‫لتحقيق التنمية"‪ .3‬وهو وإن بدى تعريفا شامال فهو يركز على البنية المؤسسية للمجتمع المدني‪ ،‬ويغفنل‬
‫الجانب الطوعي في هذا العمل المؤسسي‪ ،‬أو بمعنى أدق الجانب القيمي المعياري‪.‬‬
‫نقد وتقييم المفهوم‪:‬‬

‫وهكذا فكلما حللنا مفهوم المجتمع المدني كشفت لنا عناصر جديدة‪ ،‬ومعان مختلفة‪ ،‬هذا ويمكن‬
‫حصر ثالث استخدامات أكثر شيوعا لمفهوم المجتمع المدني في مختلف األدبيات‪:4‬‬

‫‪ -‬االستخدام األول وهو االستخدام السياسني المباشنر النذي يعتمند علنى فلسنفة جنون لنوك فني اعتبناره‬
‫كمقابنننل للمجتمنننع الطبيعننني‪ ،‬وهنننو االسنننتخدام النننذي تتخنننذه األحنننزاب السياسنننية ومختلنننف الحركنننات‬
‫اإليديولوجية والفكرية شعارا لها‪.‬‬
‫‪ : 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ : 2‬برنامج المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي‪:‬‬
‫‪www.Ibn khaldoun.org/arabic/civil/‬‬
‫‪ : 3‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ :‬المجتمع المدني في الوطن العربي ودوره في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬منشورات مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪ ،7992 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ : 4‬كريم أبو حالوة‪ :‬إعادة االعتبار لمفهوم المجتمع المدني‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬مجلد‪ ،21‬عدد‪ )5‬يناير‪ ،‬مارس ‪ ،(7999‬ص‪-‬ص‪.24-25.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -‬االستخدام الثاني ويشير إلى المدلول االجتمناعي لمفهنوم المجتمنع المندني‪ ،‬كمفهنوم تحليلني اسنتخدم‬
‫من قبل علماء االجتماع ليصف و ربمنا ليشنرح و يفسنر ظنواهر وهيئنات اجتماعينة‪ ،‬أو حتنى كمسنرح‬
‫للحننوادث يننربط بننين التحليننل االجتمنناعي علننى المسننتويين (الميكننرو والمنناكرو‪-‬سوسننيولوجي)‪ ،‬وقنند تننم‬
‫استخدام مفهوم المجتمع المدني بشكل متزايد وفق هذا المعنى لتوصيف النظنام االجتمناعي القنائم علنى‬
‫أفكار المواطنة و الديمقراطية‪.‬‬
‫‪ -‬االسنتخدام الثالننث و هننو نننات عننن المنندلولين السننابقين‪ ،‬وهننو مننن الناحيننة الفلسننفية مفهننوم معينناري‪،‬‬
‫بمعنننى أنننه يسننتخدم كغايننة أخالقيننة‪ ،‬إذ أنننه رؤيننة توجيهيننة تحنناول تقننديم العالقننة بننين مصننالح الفننرد و‬
‫مصالح المجتمع بوصفها تعبيرا عن الخير بما هو غاية أخالقية‪.‬‬
‫ومننن خننالل مننا سننبق يمكننن القننول أن "المجتمععع المععدني هععو مجععال مسععتقل لمحروععة متععرو‬
‫لممواطنين يتمتعون فعي لمعب بالحريعة فعي تنلعيم حيعاتهم بعيعدا ععن تحوعم الدولعة أو سعيطرتها‪ ،‬وهعو‬
‫رابطة اجتماعية تقوم عمى الحرية واالختيار الفردي يدخل فيها األفراد طواعية دون إجبار ويقومون‬
‫بإنشاء منلمات أو ينضمون إلى التنليمات القائمعة بعإرادتهم الحعرل التعي تجعمهعم يمت معون بمبادئهعا‬
‫ويسهمون في أنشطتها بشول طعوعي بهعدف خدمعة محعمحة أو ةضعية أو التعبيعر ععن رأي مشعتر ‪،‬‬
‫ممتععع مين فعععي ذلععع بمبعععادل االحتعععرام والتسعععام والحعععل السعععممي لمحعععراع‪ .‬ووجعععود هعععذب الرابطعععة‬
‫االجتماعية يحقق لممجتمع وول م يداً من االستقرار والسالم واألمن‪ ،‬وما يضمن وضعع حعدود لتقييعد‬
‫سمطة الدولة ومنعها من االستبداد‪.‬‬

‫هععذا وتتخععذ هععذب التنليمععات االجتماعيععة أشععواال مختمفععة وتنشععط فععي مجععاالت متنوعععة منهععا‬
‫الدينيعععة والتعميميعععة والمهنيعععة والسياسعععية وال ثقافيععععة‪ ،‬والنقابعععات واالتحعععادات العماليعععة والمهنيععععة‬
‫والجمعيات الخيرية …الخ"‬

‫‪ -2‬المفاهيم المشابهة وذات العالةة‪:‬‬

‫إن المتتبع للكتابات المختلفة حول المجتمع المدني تصادفه العديد من التسميات كالمنظمات‬
‫األهلية‪ ،‬المؤسسات االجتماعية األهلية‪ ،‬المنظمات التطوعية‪ ،‬المنظمات غير الحكومية‪ ،‬المنظمات‬
‫غير الهادفة للربح‪ ،‬مجموعات المصالح‪ ،‬الجماعات الضاغطة‪ ،‬القطاع الثالث‪ ،‬القطاع المستقل‪،‬‬
‫القطاع االجتماعي‪ ،‬القطاع المعفى من الضرائب‪ ...‬وغيرها من المسميات المختلفة التي يمكن أن‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫تطلق على هذه الكيانات أو البنى االجتماعية‪ ،‬وذلك حسب السياق الذي تندرج ضمنه هذه التسمية‪ ،‬مع‬
‫أن هناك بعض هوامش االختالف بين المضامين الداللية لهذه المصطلحات‪.1‬‬

‫وقد ساهم انتشار وتداول هذه المصطلحات إلى حد كبير في إشكالية ضبط هذا الفهوم على‬
‫‪ ،‬فهذه المصطلحات والمسميات المتشابكة‬ ‫المستوى العالمي عموما والعربي على وجه الخصو‬
‫إلدراك االختالفات‬ ‫والمتداخلة التي قد يستخدمها البعض بشكل مترادف‪ ،‬تحتاج إلى بعض التمحي‬
‫فيما بينها‪ ،‬وكما يالحظ فإن كل تسمية من هذه التسميات تحمل دالالت قد يمكن فهمها بصورة عامة‬
‫أو داخل سياق محدد؛ فكل تسمية تولي أهمية لجانب محدد (الجانب الخيري أو التطوعي أو الوضع‬
‫القانوني لهذه المنظمات‪ )...‬ولكل منها داللته وأهميته‪.‬‬

‫وهذا يعني عدم التطابق الواقعي بين المؤسسات التي تعبر عنها المضامين الداللية لهذه‬
‫المصطلحات‪ ،‬وإن كان المجال المشترك بينها واسعا‪ ،‬فالمنظمات األهلية مثال تشمل كل المنظمات‬
‫التي تتشكل من طرف المواطنين بغض النظر عن عنصر االختيار واإلرادة الحرة في االنتماء إليها‬
‫كالقبيلة والعشيرة والمنظمات العرقية مثال‪ ،‬على خالف منظمات المجتمع المدني‪ ،‬في حين أن‬
‫المنظمات التطوعية تركز على العنصر الطوعي وعدم وجود المصلحة المادية بغض النظر عن‬
‫استقالل هذه المنظمات عن الدولة من حيث التنظيم‪ .‬وهكذا نجد أن لكل مصطلح من المصطلحات‬
‫السالفة الذكر داللته المرتبطة بالسياق الذي يندرج ضمنه‪.‬‬

‫‪ -3‬مفهوم الجمعية ‪:‬‬

‫تعد الجمعيات مظهرا حضاريا لجأ إليه اإلنسان منذ فجر التاريخ‪ ،‬وهي تعد من الكيانات‬
‫القانونية التي تعمل من خالل شخصية معنوية مستقلة وتمارس العديد من األنشطة التي تسهم في بناء‬
‫المجتمع وتنميته وتقدمه‪ ،‬ولذلك عنيت المواثيق الدولية والداخلية على ترسيخ مفهومها ودورها في‬
‫الضمير العالمي والوطني وتمهيد الطريق أمامها للنهوض بواجبها في خدمة المجتمع‪ .‬ومن هنا نجد‬
‫أنه نظرا لألهمية العظمى لحرية الجمعيات سواء من حيث تكوينها أو ممارسة نشاطها‪ ،‬فقد حرصت‬
‫الدستورية في البلدان العربية واألوروبية والبالد‬ ‫كل من المواثيق الداخلية ممثلة في النصو‬
‫األخرى‪.2‬‬

‫‪ : 1‬محمد ابراهيم خيري محمد الوكيل‪ :‬دور القضاء اإلداري والدستوري في إرساء مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬ج ‪ ،2‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2229 ،‬ص ‪.7792‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.7795‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫وتشكل الجمعيات جزءا هاما من مكونات المجتمع المدني ومؤسساته‪ ،‬وعلى غرار مختلف‬
‫المصطلحات في العلوم االجتماعية فإنها تعاني من االختالف في تحديد مفهومها؛ فيعرفها هكس‬
‫‪ H.Hicks‬بأنها‪" :‬كيان يضم في داخله عناصر متفاعلة لتحقيق أغراض معينة تستهدف في النهاية‬
‫تحقيق أهداف المجتمع"‪ ،1‬وهو بذلك يركز على عملية التفاعل الهادفة لتحقيق مصالح المجتمع‪ ،‬مغفال‬
‫العناصر المميزة لهذا الكيان كالتطوعية واالستقالل عن الدولة‪ ،‬وهو ما يمكن أن يقال أيضا عن‬
‫تعريف بارسونز الذي يركز على البناء في أدائه لوظائفه بفعالية‪ ،‬إذ يعتبر بأنها‪" :‬كيانات أو وحدات‬
‫اجتماعية تبنى ويعاد بناؤها لتحقيق أهداف معينة في الصالح العام للمجتمع وألفراد المنظمة"‪.2‬‬

‫كما تعرف أيضا بأنها‪ ":‬وحدات أنشئت من أبناء المجتمع المحلي‪ ،‬ال تهدف إلى الربح‪،‬‬
‫وتسعى إلى تنمية الموارد البشرية والبيئية واالرتقاء بالمجتمع ككل‪ ،‬وتمكينه من الحصول على‬
‫ثالث هي المبادرة المحلية‪ ،‬الطوعية‪ ،‬واألهداف‬ ‫حقوقه"‪ .3‬ويركز هذا التعريف على خصائ‬
‫التنموية والدفاعية للمنظمة‪.‬‬

‫ويعرفها معجم علم االجتماع بأنها‪" :‬وحدة اجتماعية مستقلة تتكون من أفراد لها قوانينها‬
‫تحددها وتحكمها عالقات سلوكية بين أفرادها‪ ،‬ولها مجموعة أهداف مشتركة "‪ . 4‬وقد ركز هذا‬
‫التعريف على الطابع المؤسسي الرسمي‪ ،‬االستقاللية‪ ،‬التفاعل بين أفرادها‪ ،‬واألهداف‪.‬‬

‫وهو أيضا ما ذهب إليه عبد الهادي الجوهري باعتباره أن هذا المصطلح يصف "العملية‬
‫االجتماعية التي تنعكس في التفاعل واالتصال الذي يتم بين مجموعة من األفراد أو الجماعات لتحقيق‬
‫أهداف أو أغراض معينة‪ ،‬كما أنه قد يعني الوحدة االجتماعية المستقلة‪ ،‬أي المنظمة التي تتكون من‬
‫مجموعة أفراد لها قوانين تحدد وتحكم عالقات وسلوكيات أفرادها‪ ،‬ولها مجموعة أهداف مشتركة‬
‫ومتبادلة"‪ ،5‬حيث يوضح أنه يمكن أن يعبر المصطلح عن منظمة أو وحدة اجتماعية أو عن عملية‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫وكذلك األمر مع تحديد سميرة أحمد السيد للمفهوم باعتبار أنه قد يشير إلى "الرابطة التي‬
‫تتكون من مجموعة أفراد لهم تنظيمهم اإلداري لتحقيق أهداف محددة ألعضائها‪ ،‬ويستخدم أعضاء‬
‫الرابطة أساليب محددة لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬وينظم سلوكهم وتفاعلهم مجموعة من القواعد والمعايير‪.‬‬
‫وقد تكون الوظائف التي تؤديها الرابطة ألعضائها مهنية مثل النقابات المهنية‪ ،‬أو دينية أو ترفيهية‬

‫‪ : 1‬رشاد أحمد عبد اللطيف‪ :‬إدارة وتنمية المؤسسات االجتماعية‪ ،‬المكتبة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2222 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ : 2‬المرجع تفسه‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ : 3‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ : 4‬دينكن متشيل‪ :‬معجم علم االجتماع‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪ ،7919 ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ : 5‬عبد الهادي الجوهري‪ :‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،7991 ،‬ص‪.14‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫مثل األندية الثقافية‪ ،‬كما قد يشير المصطلح أيضا إلى عملية التفاعل بين مجموعة من األفراد لتحقيق‬
‫أهداف محددة"‪.1‬‬

‫أما محمد عاطف غيث فيعرف الجمعية بأنها ‪" :‬جماعة متخصصة ومنظمة تنظيما رسميا‪،‬‬
‫تقوم عضويتها على االختيار الحر لألفراد‪ ،‬من أجل تحقيق هدف معين غير الحصول على الربح‬
‫المادي"‪ ،2‬وتتفق معه قوت القلوب محمد فريد من خالل جملة العناصر التي حددت من خاللها مفهوم‬
‫الجمعية و هي‪: 3‬‬

‫‪ -‬جماعة من األفراد تجمعوا بصورة تلقائية‪ ،‬منظمين لتحقيق غرض مشترك بدافع داخلي‪.‬‬
‫‪ -‬إن األساس في هذه الجمعيات ليس االنتفاع أو الربح‪.‬‬
‫‪ -‬إن الجمعية عبارة عن مكونات اجتماعية منتظمة يتم توزيع األعمال بها تحقيقا لألهداف‬
‫المرغوبة‪.‬‬
‫‪ -‬إن العضوية بها اختيارية و مستقلة عن سيطرة الدولة عليها‪ ،‬لتحقيق المصالح المشتركة‪.‬‬
‫وهناك العديد من التعاريف المختلفة التي ال يتسع المجال لذكرها باعتبار أن جل الدالالت‬
‫الضمنية التي تتمحور حولها هي هذه العناصر التي سبق ذكرها‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن كل دولة تحدد من خالل قوانينها الداخلية تعريفا رسميا للجمعيات‪ ،‬ففي‬
‫المادة الثانية من قانون ‪ 12-99‬على أن الجمعية "تمثل اتفاةية لمقوانين المعمول بها‪،‬‬ ‫الجزائر تن‬
‫ويجتمع في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون عمى أساس تعاةدي ولغرض غير مرب ‪ ،‬وما‬
‫يشتروون في تسخير معارفهم ووسائمهم لمدل محددل أو غير محددل من أجل ترةية األنشطة ذات‬
‫الطابع المهني‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬العممي‪ ،‬الديني‪ ،‬التربوي‪ ،‬الثقافي والرياضي عمى الخحوص‪ ،‬و يجب‬
‫أن يحدد هدف الجمعية بدةة وأن توون تسميتها مطابقة لب"‪.4‬‬

‫وهو التعريف الذي تعتمده الدراسة باعتبار أن الجمعيات محل البحث الميداني خاضعة لهذا‬
‫التعريف ومنبثقة عنه‪.‬‬

‫‪ : 1‬سميرة أحمد السيد‪ :‬مصطلحات علم االجتماع‪ ،‬مكتبة الشقري‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،7991 ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ : 2‬محمد عاطف غيث‪ :‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪( ،‬د ت)‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ : 3‬قوت القلوب محمد فريد‪ :‬تنظيم المجتمع في الخدمة االجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،2222 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ : 4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،35‬الصادر بتاريخ‪ 23‬ديسمبر ‪.7992‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫تقدم الدراسات السابقة دعما محوريا لكل دراسة نظرية كانت أو ميدانية‪ ،‬وذلك لتكوين خلفية‬
‫عن موضوع البحث‪ ،‬واالستفادة من خطواتها المنهجية للسير على هداها وتجنب مزالقها‪ ،‬ثم االستناد‬
‫لتحقيق التراكم العلمي والمعرفي حول الظاهرة محور الدراسة‬ ‫على ما توصلت إليه من نتائ‬
‫والبحث‪ .‬وال يمكن لدراسة واحدة أو لباحث منفرد اإلحاطة بظاهرة ما وفهمها وتفسيرها مهما بذل من‬
‫الجهد ومهما امتلك من اإلمكانيات المادية والمعرفية‪ ،‬وإنما يتحقق ذلك بالتساند المعرفي بين البحوث‬
‫المختلفة حول نفس الموضوع‪.‬‬

‫وفي سياق البحث النظري حول واقع المجتمع المدني في الجزائر تم االطالع واالستفادة من‬
‫عدة دراسات سابقة‪ ،‬مشابهة أو ذات عالقة بالموضوع وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬الدراسة األولى‪ " :‬المجتمع المدني والدولة" دراسة سوسيو‪-‬سياسية "الج ائر"‬

‫علم‬ ‫وهي عبارة عن أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في علم االجتماع تخص‬
‫االجتماع السياسي‪ ،‬من إعداد الباحث الطيب بلوصيف‪ ،‬تحت إشراف األستاذ الدكتور مصطفى‬
‫عوفي‪ ،‬بجامعة باتنة‪ ،‬خالل السنة الدراسية ‪.11921 -1921‬‬
‫األسس والمرتكزات النظرية لمناقشة دور المجتمع المدني‬ ‫وتسعى هذه الدراسة إلى تشخي‬
‫كإحدى اآلليات األساسية التي تساهم في بناء المجتمع السياسي كمنطلق مرجعي يمكن اإلعتماد عليه‬
‫في الجزائر كدراسة حالة‪ ،‬وتنطلق هذه الدراسة من تساؤل رئيسي مؤداه‪ :‬هل ما يتراءى أمامنا من‬
‫هياكل وتنظيمات مدنية في الجزائر تعبر حقيقة عن المعنى المفترض للمجتمع المدني‪ ،‬وكيف تميزت‬
‫عالقتها بالدولة؟ وهل ما يتناهى إلينا من حركيات وفعاليات تعكس وعيا حقيقيا للمفهوم الذي نحته‬
‫المجتمع الغربي؟‬
‫وتندرج تحت هذا السؤال الرئيس األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬كيف تبلور مفهوم المجتمع المدني في األدبيات السوسيو ‪-‬سياسية الغربية‪ ،‬وما األسس التي‬
‫يقوم عليها؟‬
‫‪ -1‬ما واقع المجتمع المدني في الجزائر؟ وهل هو نتاج الممارسة الديمقراطية؟ وهل ساهم في‬
‫تعزيزها؟‬

‫‪ : 1‬الطيب بلوصيف‪" :‬المجتمع المدني والدولة" دراسة سوسيو‪-‬سياسية"الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬قسم علم االجتماع‪،‬‬
‫جامعة باتنة‪.2275 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -1‬ما هي المكانة القانونية للمجتمع المدني خاصة في مرحلة التعددية السياسية؟‬


‫‪ -4‬ما هي مظاهر األزمة في بنية المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬وما هي معيقات تشكله؟‬
‫‪ -5‬ما هي سبل تفعيل مؤسسات المجتمع المدني للعب دور أساسي في الحياة السياسية؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫تحاول هذه الدراسة إثبات مقوالت أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -‬يتشكل المجتمع المدني في الجزائر وفق إستراتيجية من األعلى إلى األسفل يطورها النظام‬
‫السياسي من أجل المحافظة على استمراريته‪.‬‬
‫‪ -‬يكتسب المجتمع المدني قوة شرعيته من السلطة السياسية عوض أن تكتسب شرعيتها منه‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عالقة إرتباطية بين عملية التحول السياسي ودمقرطة المجتمع المدني باعتبارها البنية‬
‫التحتية للديمقراطية في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تتحدد عملية التحول السياسي في المجتمع بناءا على ضغوطات البيئة الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫من أجل اإلجابة عن تساؤالت الدراسة والتحقق من فرضياتها استخدمت الدراسة كالا من المنه‬
‫التاريخي والمنه التحليلي الوصفي للوقوف على طبيعية التحول الحاصل في العمل المدني في‬
‫الجزائر وتحليل المتغيرات الرئيسية التي تؤثر فيه‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى جملة من االستنتاجات يتمثل أبرزها في ‪ :‬خضوع المجتمع المدني‬
‫للسلطة السياسية وتآكل قاعدته‪ ،‬وبالتالي فهو غير قادر على تعديل ميزان القوة الذي يلغي دوره في‬
‫التأثير والتغيير‪ ،‬ألن المعادلة قائمة على أساس أن المجتمع المدني يكتسب شرعيته من السلطة‬
‫السياسية التي عملت على الحيلولة دون ظهوره كقوة منافسة لها‪ ،‬على الرغم من وجود كم هائل منها‬
‫ذو أهداف مختلفة محلية ووطنية‪ ،‬كذلك أن مساهمته بقيت محدودة جدا نتيجة تأثيرات الوضع‬
‫السياسي في بداية التحول جعل ‪ 362‬منه فضاء مناسباتي‪ ،‬وفي أحيان أخرى تابع لألحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬وبذلك فالمجتمع المدني أصبح غير قادر على تعديل قواعد الفضاء السياسي الذي هو في‬
‫صالح الدولة‪ ،‬لعدم تجذره في المجتمع بفعل مجموعة من العوامل المرتبطة أساسا بالنخبة المسيطرة‬
‫التي لم تقبل بفكرة التعددية‪ ،‬وتركيزها على بناء الدولة على حساب المجتمع المدني‪ ،‬إضافة إلى عدم‬
‫امتياز منظمات المجتمع المدني بالندية والمنافسة للسلطة في ظل غياب البيئة االجتماعية والسياسية‬
‫الحقيقية مقارنة بالمجتمعات األخرى التي يشكل فيها المجتمع المدني مركزا مهم في سلطة القرار‬
‫السياسي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -2‬الدراسة الثانية‪" :‬اللاهرل الجمعوية في لل اإلحالحات الجارية في الج ائر‪ :‬واةع وآفاق"‬
‫وهي عبارة عن دراسة ميدانية للباحث عمر دراس شملت ‪ 122‬جمعية بوالية وهران‪،‬‬
‫قدمت سنة ‪.11992-1999‬‬

‫وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الظاهرة الجمعوية في الجزائر لفهم نمط تشكلها‬
‫وتطورها عن طريق اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬ما هو معنى ومغزى هذا التكاثر الهائل للجمعيات؟ أهو إجابة على أزمة الحركات االجتماعية‬
‫التقليدية مثال؟‬

‫‪ -1‬هل هذه الظاهرة تنبئ فعال ببروز تحوالت جذرية في النظام السياسي‪ /‬االجتماعي وتعبّر عن‬
‫قطعية حقيقية وديناميكية مخالفة لنمط تسيير الدولة السابق والذي تميز بدولنة المجتمع‬
‫(‪ ) Etatisation de la société‬ووصول الدولة السخية إلى مرحلة اإلشباع‪.‬‬

‫الجمعيات ونمط هيكلتها‪ ،‬تساءلنا عن وزنها وتأثيراتها‪ ،‬ومستوى‬ ‫‪ -1‬من خالل تحليلنا لخصائ‬
‫تجذرها في المجتمع وما مكانتها وتأثيراتها في ميدان القوى االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -4‬هل يمكن أن نعتبر الظاهرة الجمعوية في الجزائر إطارا مناسبا ومميّزا ومنظما إلرساء وتطوير‬
‫ممارسة الثقافة الديمقراطية التي بموجبها يفسح المجال لظهور مجتمع مدني فاعل وشريك أساسي‬
‫وضروري للسلطات العمومية‪.‬‬

‫ولإلجابة على هذه التساؤالت‪ ،‬تناول البحث بالتفصيل ثالثة محاور أساسية ومتكاملة وهي‪:‬‬

‫الرئيسية للجمعيات‪.‬‬ ‫‪ -2‬المالمح والخصائ‬

‫‪ -1‬المكونات السوسيولوجية إلطارات ومسؤولي الجمعيات‪.‬‬

‫‪ -1‬موقف وتمثالت مسؤولي الجمعيات للعمل الجمعوي ووضعه الحالي والمستقبلي‪.‬‬

‫وقد اتخذت مدينة وهران كنموذج للدراسة الميدانية‪ ،‬التي بحثت في ثالثة محاور متتالية‬
‫جمعيات مدينة وهران‪ ،‬ومؤطريها‪ ،‬وتمثالتهم وتقويمهم لواقع الجمعيات حاليا)؛ سعيا إلى‬ ‫(خصائ‬
‫إعطاء بعض اإلتجاهات وواقع الحياة الجمعوية في والية وهران وآفاق تطورها‪ ..‬وقد شملت الدراسة‬

‫‪ : 1‬عمر دراس‪ :‬الظاهرة الجمعوية في ظل اإلصالحات الجارية في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‪ ،‬مجلة إنسانيات (المجلة الجزائرية في األنثروبولوجيا‬
‫والعلوم اجتماعية)‪ ،‬العدد ‪ ،2223 ،21‬ص ص ‪. 52. 21‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫الميدانية ‪ 122‬جمعية بمدينة وهران‪ ،‬أجريت خالل الفترة مابين ‪ 1999‬و‪ ،1992‬وقد خلصت إلى‬
‫جملة من النتائ ‪:‬‬

‫‪ .1‬خحائص الجمعيات الوهرانية‪:‬‬

‫‪ -‬تتميّز الجمعيات المدروسة بحداثة نشأتها (‪ % 21‬نشأت بعد ‪ ،2999‬يغلب عليها الطابع‬
‫الثقافي واإلجتماعي وتعددية األهداف‪ .‬هذا النوع من الجمعيات أوكلت لها وظيفة تسييرية تخلت عنها‬
‫الدولة عمدا منذ الثمانينات‪.‬‬

‫‪ -‬جل هذه الجمعيات لم تتلق صعوبات تذكر في بداية تكوينها ولكن يعاب على معظمها صعوبة‬
‫التوصل إلى تنظيم محكم مسترسل ومستقر‪ ،‬وضعف تقاليد العمل الجمعوي الذي يؤثر على معنويات‬
‫المنشطين ويضعف مجال المساهمة و المشاركة الفعالة في الوسط الجمعوي‪.‬‬

‫‪ -‬تشير الدراسة من جهة أخرى إلى تطور وتزايد عدد المنخرطين والمتكونين من الفئة العمرية‬
‫الشبانية (اذ تمثل الفئة األقل من ‪ 19‬سنة وما بين ‪ 19‬و ‪ 19‬سنة‪ % 09 ،‬تقريبا من العينة‪ ،‬يمتلكون‬
‫مستوى تعليمي متوسط يعزوهم الدافع أو النزعة اإلنتفاعية أثناء الممارسة الجمعوية واإلندماج‬
‫اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬يبدو أن جل الجمعيات تسعى لتطبيق برام أنشطها السنوية ولكن لمسنا من خالل الدراسة‬
‫عدم الجدية والحماس في تنفيذ وإحترام هذه البرام نظرا ألسباب يعترف بها منشطو الجمعيات ‪:‬‬
‫تتصدرها قلة الوسائل واإلمكانيات‪ ،‬ضعف التنظيم والتحفيز وقلة اإلقتناع بالعمل الجمعوى وضعف‬
‫الثقافة الجمعوية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعتماد الكلي للجمعيات على إعانة الدولة (‪ % 95‬من المساعدات متأتية من السلطات‬
‫العمومية) و هذا يبرز درجة خضوع و تبعية الجمعيات للدولة ومكوث رواسب اإليديولوجيا‬
‫الشعبوية‪ .‬إذ كما نعلم أن من نتائ هذه اإليديولوجيا‪ ،‬تخدير المبادرات أضعاف أيديولوجية المجهود‪،‬‬
‫خاصة عندما نلمس من جهة أخرى هشاشة شبكة التعاون و التبادل و محدودية المجال الجمعوي‪.‬‬

‫‪ .2‬الموونات اإلجتماعية لمؤطري الجمعيات‪:‬‬

‫‪ -‬يؤطر الجمعيات جزء هام من فئة الشباب وخاصة الفئة العمرية مـا بـيـن ‪ 19‬و ‪ 19‬سنة‬
‫(‪ % 15‬تقريبا) ولكن ‪ % 49‬من مجمل العينة يملكون مستوى جـامعي ومن أصول إجتماعية‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫متوسطة إذ نجد الفئات اإلجتماعية الوسطى تتصدر تأطير الجمعيات بـ ‪ % 11‬ثم الطلبة وتليها‬
‫الفئات الشعبية‪ .‬ولكن النخبة ال تتعدى ‪ % 29‬من مجمل منشطى الجمعيات عكس ما نالحظه مثال في‬
‫المغرب ومــصــر وبعض البلدان المتخلفة‪.‬‬

‫‪ -‬قلة وجود العنصر النسوي والذي تسند له مهمة تسيير نوع معين من الجمعيات خاصة منها‬
‫الصحية واإلجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬تعرف الجمعيات المدروسة إستقرارا نسبيا في مجال التأطير ولكن مازالت تالزمها نزاعات‬
‫داخلية نتيجة لتعدد وإختالف وجهات نظر العمل الجمعوى لدى المسيرين خاصة في مجال موقف‬
‫الجمعيات وكيفية التعامل مع إستراتيجية الدولة والعالم السياسي بصفة عامة‪ .‬هذا اإلختالف يعرض‬
‫عددا هاما من الجمعيات إلى التشتت والركود‪.‬‬

‫‪ .3‬ويف يقيم المؤطرون الواةع الجمعوى الحالي‪:‬‬

‫‪ -‬ينظر جل مؤطري "الحركة الجمعوية" الوهرانية للعمل التطوعي (بإعتباره الركيزة األساسية‬
‫له) بنوع من الغموض والتردد وعدم اإلقتناع لفعاليته‪.‬‬

‫‪ -‬فهم في حالة تأرجح بين النزعة النفعية الضيقة والرغبة في إستعمال العمل الجمعوي كاداة‬
‫للترقية اإلجتماعية ‪ /‬المهنية السياسية التي تجعل أغلبيتهم يفضلون التصوّ ر اإلندماجي في مؤسسات‬
‫الدولة التي تفرض عليهم القيام بوظيفة الوسيط حينا والدرع الواقي والمكمل ألهداف ولسياسة‬
‫السلطات العمومية تارة أخرى‪ ،‬عوض اتخاذ موقف الشراكة والمساهمة اإليجابية والفعالة مع الدولة‬
‫لفرض إقتراحاتهم وطلباتهم قصد تكوين وتطوير ‪ -‬تدريجيا ‪ -‬مجتمع مدني ناض ومسؤول‪.‬‬

‫‪ -‬وأخيرا يمكن إعتبار الظاهرة الجمعوية في وهران ظاهرة غير مكتملة وغير ناضجة‪،‬‬
‫مازالت في مرحلة جنينية‪ .‬وكل المؤشرات تدل على أن القطيعة مع الممارسات والتصورات‬
‫التسلطية للدولة إزاء الجمعيات مازلت قائمة وإن ضعفت شدتها وحدتها‪.‬‬

‫‪ -‬وال يمكن تجاوز ذلك إال عند إحداث ثورة لنظام القيم في الجزائر لعصرنته بدءا بالمنظومة‬
‫التربوية خاصة‪ ،‬وإرادة حقيقية من طرف الدولة لتنمية وتطوير مجتمع مدني كطرف مستقل وكقوة‬
‫إجتماعية إسهامية في جميع مجاالت الحياة اإلجتماعية والسياسية والثقافية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫‪ -3‬الدراسة الثالثة‪" :‬المجتمع المدني والدولة السياسية في الوطن العربي"‬


‫وهي دراسة قام بها الباحث توفيق المديني‪ ،‬ونشرت من قبل اتحاد الكتاب العرب سنة‬
‫‪.12990‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تقديم تحليالت علمية نظرية وسياسية نقدية في مجال المجتمع‬
‫العربي‪ ،‬ومسألة الواقع االجتماعي والسياسي (الدولة) في الوطن العربي‪ ،‬حيث تحاول إجالء اإلبهام‬
‫والغموض حول هذه المفاهيم والمقوالت‪ ،‬وتاريخية المجتمع المدني في الوطن العربي‪ ،‬والوظائف‬
‫السياسية واإليديولوجية التي تمارسها بعض التيارات العربية المتبنية والمستخدمة لمقوالت المجتمع‬
‫المدني ‪-‬ضمن التغيرات االجتماعية‪ ،‬وبالتالي السياسية والثقافية االيديولوجية‪ -‬التي شكلت التاريخ‬
‫العربي الحديث والمعاصر‪ ،‬وضمن عملية التوسع الرأسمالي على الصعيد العالمي وقانون التطور‬
‫الالمتكافئ الذي يحكم النظام الرأسمالي العالمي وما أفرزه من همجية وبربرية غربية متسلطة على‬
‫الشعوب واألمم المتأخرة تاريخيا‪.‬‬
‫إلى أن المجتمع العربي يعتبر مجتمعا قبل صناعي وبالتالي فالمشروعية العلمية‬ ‫وقد خل‬
‫للمجتمع المدني مازالت تسيطر عليها قواعد ومؤسسات موروث المشروعية القدسية الدينية‪ ،‬التي‬
‫‪.‬‬ ‫تشكل عائقا بنيويا في العبور من الشأن العام إلى الشأن الخا‬
‫إن المشروعية العلمية للمجتمع المدني على الصعيد العربي ملتبسة ومستعارة من المشروعية‬
‫العلمية للمجتمع المدني في الغرب‪ ،‬الذي تجسده الدولة البرجوازية الحديثة والمعاصرة‪ .‬وإذا كان‬
‫تطبيق هذه المشروعية العلمية على المجتمع المدني في الغرب الكالسيكية المعروفة‪ ،‬بما تمثله من‬
‫مقوالت‪ ،‬وقيم‪ ،‬وإجراءات قانونية تعبر عن العالقات السائدة في هذا المجتمع البرجوازي‪ ،‬وتجسد‬
‫انطب اق التحليل العلمي على موضوعه‪ ،‬الذي ال يتضمن الخطأ‪ ،‬بحكم أن التشكيلة االقتصادية‬
‫االجتماعية الرأسمالية تخضع للقوانين االجتماعية التي يقدمها لنا نظام اإلنتاج الرأسمالي‪ ،‬ومنقسمة‬
‫في الوقت عينه إلى طبقات اجتماعية‪ ،‬حيث الوعي السياسي‪ ،‬والوعي المدني‪ ،‬مرتبطان أوال وأساسا‬
‫باالنتماء الطبقي‪ ،‬فإن األمر يختلف عند تطبيق هذه المشروعية العلمية على المجتمع العربي السابق‬
‫على الرأسمالية أو باألحرى الذي يمر بمرحلة التطور نحو الرأسمالية التابعة واالستهالكية في‬
‫جوهرها‪ .‬ألن التشكيلة االقتصادية االجتماعية العربية التي قاعدتها التخلف والتبعية مازال مسيطرا‬
‫عليها االنقسام العمودي من القبيلة والطائفة‪ ،‬والنقابات الحرفية والفرق الدينية والجماعات‪ ،‬ولم تنض‬
‫بعد سياسيا وإيديولوجيا االنقسامات الطبقية األفقية فيها‪ ،‬فضال عن أن هذه التشكيلة ليست متمحورة‬
‫على ذاتها في سياق عملية نموها‪ ،‬ألنها مازالت تفتقد المقومات الذاتية لذلك‪ ،‬وحيث أن الحياة‬

‫‪ : 1‬توفيق المديني‪ :‬المجتمع المدني والدولة السياسية في الوطن العربي‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪.7991 ،‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية فيها لم تطرح لنفسها كهدف لذاتها‪ ،‬وليس لها حضور ماثل للعيان‬
‫من خالل المشروع الفكري والثقافي والسياسي النهضوي‪ ،‬الذي يعبر عنها‪.‬‬
‫وبسبب هذا الفرق الجوهري بين المجتمع الرأسمالي الغربي وبين النجتمع العربي المتأخر‬
‫تاريخيا فإن المشروعية العلمية للمجتمع المدني‪ ،‬ال تعكس دائما واقع األساس االقتصادي واالجتماعي‬
‫واإليديولوجي العربي‪ ،‬بل هي منقولة إليه من الخارج‪ ،‬ألن المشروعية العلمية للمجتمع المدني بال‬
‫تاريخ‪ .‬ولذلك فهي ليست جزءا من البنية الفوقية‪ ،‬وإن كانت هذه المشروعية العلمية لمفهوم المجتمع‬
‫المدني تستمد شرعيتها عربيا من المشروعية السياسية‪ .‬ألن المشروع القومي بمختلف مكوناته‬
‫السياسية واإليديولوجية‪ ،‬الذي طرح قضية التحديث المادية‪ ،‬والعلمانية الخجولة‪ ،‬واإلصالح الجذري‪،‬‬
‫في بنية المجتمع العربي التقليدية‪ ،‬لم يستطع أن يحقق عملية االنتقال نحو تأسيس حداثة حقيقية في‬
‫الوطن العربي يكون عمادها بناء دولة الحق والقانون والمجتمع المدني الحديث‪ ،‬بل إنه على النقيض‬
‫من هذا قاد المشروع القومي إلى إعادة تشكيل البنى والعالقات التقليدية والمتأخرة تاريخيا في‬
‫المجتمع العربي وتعزيزها بإضفاء أشكال ومظاهر "مدنية" عليها‪ ،‬خصوصا بعد انهياره وسقوطه‬
‫التاريخي‪ .‬وألن الحداثة من حيث هي بنية كلية حضارية‪ ،‬ونمط فكري وسياسي وثقافي جديد يحدد‬
‫هوية المجتمع‪ ،‬واالنتقال إلى بناء مجتمع مدني حديث في الوطن العربي‪ ،‬الذي يتطلب تحقيق القطيعة‬
‫المعرفية وا إليبستيمولوجية مع النظام المعرفي القديم‪ ،‬وأساليب التفكير التقليدية غير العلمية السائدة‬
‫عربيا‪ ،‬وتأسيس نظام معرفي جديد‪ ،‬وبالتالي تبني أساليب تفكير جديدة‪ ،‬علمية‪ ،‬ونقدية‪ ،‬وجذرية‪.‬‬

‫‪ -4‬الدراسة الرابعة‪" :‬مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي"‬

‫للباحث أحمد شكر الصبيحي وهي عبارة عن أطروحة دكتوراه نشرها مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية سنة ‪ ،1999‬ضمن سلسلة أطروحات الدكتوراه‪.1‬‬
‫وتتمحور إشكالية حول مجموعة من التساؤالت التي حاول الباحث التعامل معها بالوصف‬
‫والتحليل واالستنباط‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .2‬ما الذي يدل عليه واقع ذيوع عبارة المجتمع المدني وانتشارها في الخطاب والفكر العربي‬
‫اليوم؟ هل يعبر عن "واقع اجتماعي" فعلي يشير إلى نمط من العالقات االجتماعية الفعلية والقابلة‬
‫للمالحظة العملية داخل المجتمعات العربية التي تؤشر بدورها إلى حدوث نقلة نوعية من الوعي‬

‫‪ : 1‬أحمد شكر الصبيحي‪ :‬مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2222 ،‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫والتطور التاريخيين في الوطن العربي‪ ،‬أو أنه مجرد "لفظ" ال مفهوم له وال داللة؟ أو أنه مجرد‬
‫واجهة مثله مثل عبارة الديمقراطية وحقوق اإلنسان؟‬
‫‪ .1‬ما هو المجتمع المدني في الفكر الغربي؟‬
‫‪ .1‬كيف برز المجتمع المدني وتطور في الوطن العربي؟‬
‫‪ .4‬كيف تأسس المجتمع المدني العربي الحديث والمعاصر؟ وما هي ظروف تكونه؟ وما هي‬
‫العوامل التي أثرت في تطوره؟ وما هي الظروف التي أدت إلى أن يفقد هذا المجتمع فعاليته‬
‫واستقالليته؟‬
‫‪ .5‬كيف نعيد إلى هذا المجتمع العافية والحيوية والفعالية؟‬
‫‪ .2‬هل أن استخدام مصطلح المجتمع المدني يخدم معركة الديمقراطية في الوطن العربي‪ ،‬ورفع‬
‫مستوى األداء السياسي واالجتماعي العربي بوجه عام أم أنه يكون على الضد منها؟‬
‫‪ .0‬هل أن تجزئة الوطن العربي تركت تأثيراتها على وجود المجتمع المدني العربي وفعاليته‪،‬‬
‫ومن ثم هل يكون ازدياد دور المجتمع المدني العربي وفاعليته‪ ،‬خطوة في طريق الوحدة العربية؟‬
‫‪ .8‬وأ خيرا هل من المصلحة استخدام المجتمع المدني كمقابل للدولة وعلى الضد منها‪ ،‬أم من‬
‫المصلحة أن يكون مستقال عنها‪ ،‬وموازنا لها ومتفاعال معها؟‬
‫ونظرا لتشعب مفردات الدراسة بين ماض يفرض تتبعا تاريخيا‪ ،‬وحاضر يتتطلب تفح‬
‫مشكالت قائمة‪ ،‬واستشراف مستقبلي لما يمكن أن يكون‪ ،‬فقد تبنى الباحث منهجا علميا ديناميا‬
‫مركبا متعدد األهداف هو المنه الوصفي التاريخي التحليلي االستقرائي ألجل امتالك نظرة علمية‬
‫حول ماهية المجتمع المدني العربي‪ ،‬ومشكالته ومستقبله‪.‬‬
‫وتتكون الدراسة من خمسة فصول اهتم الفصل األول بالتأصيل النظري لمفهوم المجتمع‬
‫المدني وإبراز خصائصه‪ ،‬متضمنا تحليال لمفهوم المجتمع المدني في الفكر الغربي أوال‪ ،‬ومفهوم‬
‫المجتمع المدني ثالثا‪ .‬وتناول‬ ‫المجتمع المدني في الفكر العربي اإلسالمي ثانيا‪ ،‬ووصفا لخصائ‬
‫الفصل الثاني دراسة جذور المجتمع المدني وتطوره في الوطن العربي من خل تتبع جذور‬
‫للحديث‬ ‫المجتمع المدني أوال‪ ،‬وتتبع تطوره الحديث والمعاصر ثانيا‪ .‬أما الفصل الثالث فقد خص‬
‫عن مؤسسات المجتمع المدني العربي‪ ،‬حيث تم تناول المؤسسات التقليدية أوال‪ ،‬وما إذا كانت من‬
‫تكوينات المجتمع المدني أم ال‪ ،‬ثم تم توصيف المؤسسات الحديثة ثانيا‪ ،‬على اعتبار أن المجتمع‬
‫المدني هو قرين الحداثة‪ .‬وألن كثيرا من المشكالت تحول دون قيام المجتمع المدني العربي بدوره‬
‫الحقيقي فقد كرس الفصل الرابع للحديث عن مشكالت المجتمع المدني العربي من خالل تناول‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫مشكالت العالقة بين المجتمع المدني والدولة أوال‪ ،‬وثانيا توصيف تحديات النظام الدولي الجديد‬
‫للمجتمع المدني العربي بما يفرضه من آليات سياسية واقتصادية وتقنية تحمل الكثير من المخاطر‪.‬‬
‫وفي الفصل الخامس قام الباحث بمحاولة استشراف مستقبلي لما يمكن أن يكون عليه المجتمع‬
‫المدني العربي‪ ،‬والوسائل المطلوبة للوصول إلى ذلك‪ ،‬من خالل الحديث أوال عن مستقبل العالقة‬
‫بالسلطة‪ ،‬وثانيا الحديث عن عن مستقبل المجتمع المدني بين الواقع القطري والطموح القومي‪،‬‬
‫وثالثا الحديث عن وسائل تفعيل المجتمع المدني‪ ،‬موزعا في إطارات ثالثة‪ :‬إطار قانوني سياسي‪،‬‬
‫وإطار ثقافي‪ ،‬وأخيرا إطار إطار اقتصادي اجتماعي‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى النتائ التالية‪:‬‬
‫إن قيام المجتمع المدني في الوطن العربي وتوطيد دعائمه وأركانه يكاد يصبح أحد أبرز‬ ‫‪.2‬‬
‫اآلليات التي تتالقى عبرها كل عوامل تحصين وحدة المجتمع العربي‪.‬‬
‫إن من شروط نجاح النضال الديمقراطي العمل على بناء مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها‬ ‫‪.1‬‬
‫مؤسسات وسيطة بين الفرد من ناحية‪ ،‬والدولة من ناحية أخرى‪ ،‬وهي البديل الوظيفي لمؤسسات‬
‫المجتمع التقليدية‪ ،‬وألنها هي مؤسسات المراقبة والمحاسبة‪ ،‬بل والمشاركة في العملية السياسية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫إعطاء قدر من الحرية صار يمثل ضرورة وظيفية وحيوية لبقاء الوطن العربي‪ ،‬وهذا سواء‬ ‫‪.1‬‬
‫فيما يتعلق ببناء المجموعة العربية أو بالتطور االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬أو الحفاظ على هوية واثقة‬
‫من نفسها ومتجذرة في عالم اليوم‪.‬‬
‫إن الدولة القطرية بمفردها لن يكون بمقدورها مهما كان حجمها تنمظيم شؤون المجتمعات‬ ‫‪.4‬‬
‫ومصالحها‪ ،‬إذ تتطور اآلن أشكال جديدة للتنظيم عبر الحدود وعلى المستوى العالمي‪ ،‬وأصبح‬
‫تحقيق اإلنجازات الحضارية هو الذي يتحكم اليوم بتكوين الدول أو بمصيرها‪.‬‬

‫‪ -5‬الدراسة الخامسة ‪" :‬المجتمع المدني‪ :‬دراسة نقدية" (مع إشارة للمجتمع المدني العربي)‬

‫وهي دراسة للدكتور عزمي بشارة ‪ ،‬وقد تم العمل على إعداد هذه الدراسة في إطار مؤسسة‬
‫مواطن "المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية" التي ساهم الباحث في إقامتها وتأسيسها‪ ،‬فجاء هذا‬
‫العمل تتويجا لعمله فيها وتتويجا للنقاشات التي نظمها في إطار المؤسسة حول موضوعة الديمقراطية‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫في الوطن العربي وفي فلسطين‪ .‬وقد صدرت هذه الدراسة في شكل كتاب عن مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية سنة ‪.29981‬‬
‫وتبحث هذه الدراسة في جملة من التناقضات التي يعانيها موضوع المجتمع المدني في‬
‫عصرنا الحالي حتى على المستوى األوروبي‪:‬‬
‫‪ -‬فهل تسود في هذه التنظيمات ديمقراطية أم أوليجاركية في العديد من الحاالت؟‬
‫‪ -‬وهل توجد هذه المنظمات فعال خارج اعتبارات الربح والسيطرة؟‬
‫‪ -‬هل تقوم القرارات فعال على أساس الحوار العقالني المباشر‪ ،‬أم يتحكم بها في الكثير من‬
‫األحيان التعصب اإليديولوجي والفكري الذي قد يقوم مقام اإلنتماءات العضوية؟‬
‫‪ -‬أال يشكل التعصب اإليديولوجي إطارا لالنتماء يسمح بقدر من التسامح في حدوده‪ ،‬وال‬
‫يمارس الحوار والتسامح العقالني مع من ال ينتمون إليه؟‬
‫‪ -‬أال توجد حلول وسط مع األطراف الممولة لهذه المنظمات‪ ،‬أال تستثمر هذه المنظمات‬
‫المشهدية اإلعالمية في الغرب من أجل التأثير في القرار السياسي في مجاالتها؟ وهل يمكن‬
‫تجنب هذه المشهدية في عصرما عند من يريد أن يؤثر سياسي؟‬
‫كما تبحث هذه الدراسة في جملة من األسئلة النظرية المنبثقة من تحليل للواقع الفلسطيني‬
‫خصوصا والعربي عموما فيما يتعلق بمقولة المجتمع المدني‪ :‬لماذا نحتاج إلى مقولة اللمجتمع المدني‬
‫في الحالة الفلسطينية ؟ أال تثير هذه المقولة اإلرباك وخلط الظواهر االجتماعية والسياسية بدال من‬
‫فصلها؟ كيف تساعد هذه المقولة على فهم أفضل للمجتمع الفلسطيني وللتحوالت السياسية واالجتماعية‬
‫الجارية فيه ؟‬
‫وقد جاءت هذه الدراسة في خمسة فصول تناول في الفصول األول إلى الرابع التطور‬
‫الفصل‬ ‫التاريخي لمفهوم المجتمع المدني كعملية تأريخ للطور السياسي الغربي الحديث‪ ،‬فيما خ‬
‫الخامس واألخير لتحليل واقع وفكر المجتمع المدني في حوار عربي‪ ،‬ناقش فيه بروز هذا المفهوم في‬
‫الوطن العربي في سياق مناقشة الخيارات الديمقراطية التي تطرحها أزمة األنظمة السلطوية العربية‬
‫االقتصادية والسياسية واإليديولوجية‪ ،‬حيث تم على المستوى العربي استحضار المناقشة الدائرة غربيا‬
‫منذ ثمانينيات األزمة البولندية حول دور المجتمع المدني في مواجهة الدولة التوتاليتارية‪.‬‬
‫ومن ثم تناول المسألة الثقافية مثيرا النقاش حول الدولة والمجتمع في التاريخ اإلسالمي ومدى‬
‫صدقية االدعاء االستشراقي الكالسيكي بأن لإلسالم تأثيرا نكوصيا يمنع تطور المجتمع المدني شرط‬

‫‪ : 1‬عزمي بشارة‪ :‬المجتمع المدني دراسة نقدية (مع إشارة للمجتمع المدني العربي)‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.7991 ،‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫الديمقراطية األولي‪ .‬ومن ثم التساؤل النهضوي لللفكر العربي (لماذا تخلف العرب‪/‬المسلمون في حين‬
‫تقدم غيرهم؟)‬
‫ثم انتقل إلى مناقشة مسألة الدولة التسلطية‪ ،‬حيث قسمت االنقالبات العسكرية الوطن إلى‬
‫معسكرين من األنظمة يعتمد األول في بقائه على رأس المال السياسي المتجمع حول مفاهيم مثل‬
‫القومية والراديكالية والثورة‪...‬أما الثاني فيعتمد في بقائه على عالقات القربى والعشيرة‪ ،‬وقبل كل‬
‫شيء على رأس المال والثروة‪ .‬وإلى جانب األنظمة الثورية واألنظمة التقليدية هناك نمط ثالث هو‬
‫الدولة شبه الليبيرالية‪ .‬ويمثل االقتصاد الريعي قاعدة الدولة التسلطية االقتصادية في الوطن العربي‪،‬‬
‫وهو ما ينعكس على دور الدولة ومالمح المواطن‪ ،‬وبالتالي مدى توفر الشروط التاريخية لنشأة‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫لينتقل في محور رابع إلى لمحة تاريخية تبحث جدلية األمة والمجتمع المدني‪ ،‬ليس فقط‬
‫لتقاربهما المفهومي كمجتمعات متخيلة من األفراد‪ ،‬وإنما أيضا في عالقتهما التاريخية المتبادلة؛ فقد‬
‫كان اإلخفاق في بناء األمة هو الداعي لعودة هموم هذا اإلخفاق إلى الظهور بلباس مسألة المجتمع‬
‫المدني‪ .‬حيث أنه لم يعد بإمكان الدولة التسلطية حل معضلة بناء األمة بالفرمانات العليا‪ .‬إن ادعاء هذا‬
‫الفصل هو أن الشكل التاريخي العيني الذي اتخذه المجتمع المدني بخاصة في المشرق العربي مع‬
‫إطلة القرن العشرين‪ ،‬كان الجهد المدني الجماعي المستثمر في بناء األمة‪ .‬وقد أدى الفصل بين األمة‬
‫والمجتمع المدني إلى نشوء القومية كإيديولوجيا حزب أو دولة‪ ،‬وإلى توكيل مهمة التحديث إلى الدولة‬
‫التسلطية‪ .‬إن ازدهار مفهوم المجتمع المدني في الثقافة السياسية هو محاولة التعامل مع أزمة الدولة‬
‫التسلطية‪ .‬ولكن هذا االهتمام ال يصيب جدلية المفهوم التاريخية إذا لم يتضمن االهتمام باألمة ‪ ،‬تماما‬
‫مثلما أفرغت اإليديولوجيا القومية مفهوم األمة من أي مضمون ديمقراطي بشطبها المجتمع من جدول‬
‫أعمالها‪.‬‬

‫‪ -6‬الدراسععة السادسععة‪" :‬المنلمععات األهميععة العربيععة عمععى مشععارف القععرن الحععادي والعشععرين"‬
‫(محددات الواقع وآفاق المستقبل)‬
‫وقد قام بالجزء األول من هذه الدراسة فريق منن البناحثين تحنت إشنراف الباحثنة شنهيدة البناز‬
‫شمل دراسة عشرة أقطار عربية‪ ،‬وقد صدرت هذه الدراسة سنة ‪ ،12990‬أما الجزء الثناني منهنا فقند‬
‫شمل دراسة أربعة أقطار عربية‪ ،‬وقد قام به فريق من الباحثين تحت إشنراف الندكتور محمنود عنودة‪،‬‬

‫‪ : 1‬شهيدة الباز‪ :‬المنظمات األهلية العربية على مشارف القرن الحادي والعشريين (محددات الواقع وآفاق المستقبل)‪ ،‬لجنة المتابعة‬
‫لمؤتمر التنظيمات األهلية العربية‪ ،‬الزمالك‪.7991 ،‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫وكان ذلك بالتعاون منع صنندوق األمنم المتحندة للسنكان واالتحناد األوروبني‪ ،‬وذلنك فني إطنار برننام‬
‫بحثي متكامل لتطوير الدراسات والبحوث في القطاع األهلي تتبناه "الشبكة العربية للمنظمات األهلية"‬
‫وذلك بهدف رسم خريطنة مسنحية مقارننة لواقنع العمنل األهلني العربني فني المرحلنة الحالينة وإمكانينة‬
‫تطويره في المسنتقبل قطرينا وعربينا منن أجنل إيجناد قطناع أهلني عربني قنوي وفعنال يمكننه التصندي‬
‫لقضايا التنمية والتقدم العربي قطريا وعربيا وعالميا‪ .‬وقد صدرت هذه الدراسة سنة ‪.11999‬‬
‫وقد تمحورت إشكالية البحث حول القضايا التي تنؤثر فني واقنع العمنل األهلني العربني وآفاقنه‬
‫المستقبلية‪ .‬وقد غطت الدراسة عشنرة أقطنار عربينة حينث تنم إعنداد حصنر مبندئي للمنظمنات األهلينة‬
‫العاملة في حقل الرعاية والتنمية الموجودة في األقطار المبحوثة وقد وصل إلنى حنوالي عشنرين ألنف‬
‫منظمة‪ ،‬تم اختيار عينة ممثلة منها ليتم تطبيق أداة البحث الميداني عليها‪ ،‬حيث بلغ الحجم الكلي لعيننة‬
‫الدراسننة ‪ 2450‬منظمننة‪ .‬وقنند اسننتغرق الجننزء الميننداني مننن الدراسننة االفتننرة مننن جننانفي ‪ 2994‬إلننى‬
‫فيفري ‪ .2995‬وقد اعتمد البحث على المنه الوصفي التحليلي األمبيريقي المقارن‪ .‬كما استخدم عدة‬
‫أدوات أهمها المسح المكتبي والمقابالت المفتوحة واالستمارة‪.‬‬
‫وقد خرجت الدراسة بمجموعة من النتائ اهمها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة وآليات البناء المؤسسي‪:‬‬
‫‪ -2‬ارتفاع نسبة نشاط المنظمات األهلينة فني المسناعدات االجتماعينة فني الندول التني تتزايند فيهنا‬
‫حدة الفقر‪ ،‬مما يعني استجابة المنظمات األهلية العربية لتبني الحلول اإلصالحية التقليدية في مواجهنة‬
‫األزمات‪.‬‬
‫‪ -1‬أن المنظمات األهلية العربية مازالت تعمل في إطار دورها التقليندي الخندمي والرعنائي‪ ،‬وأن‬
‫النظرة إلى التنمية باعتبارها مسؤولية الدولة مازالت هي السائدة‪ ،‬مع غياب النظرة الشنمولية للتنمينة‪،‬‬
‫يتضح ذلك من انخفاض حجم األنشطة التنموية للمنظمات األهلية مقارنة باألنشطة األخرى‪.‬‬
‫‪ ،‬ويعود ذلك إلى‬ ‫‪ -1‬ضعف المشاركة النسائية بشكل عام وعلى مستوى اتخاذ القرار بشكل خا‬
‫عوامل عديدة تتعلق بظروف وضع المرأة في المجتمع والنظرة التقليدية لدورها‪.‬‬
‫‪ -4‬ضعف الممارسة الديمقراطية داخل المنظمات األهلية العربية‪ ،‬وأن كثيرا منن اإلجنراءات تنتم‬
‫بطريقة شكلية‪ ،‬مما يؤدي إلى احتكار األقلية لصنع القرار‪ ،‬أو "شخصنة المنظمات األهلية"‪.‬‬

‫‪ : 1‬محمود عودة وآخرون‪ :‬واقع ومستقبل المنظمات األهلية العربية‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬القاهرة‪.2222 ،‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لعالةات وتفاعالت المنلمات األهمية العربية‪:‬‬


‫‪ -2‬إن الدولننة فنني معظننم األقطننار محننل البحننث مازالننت لهننا الينند العليننا فنني تحدينند هننامش حركننة‬
‫المنظمات األهلية ودورها‪ ،‬وغياب الحندود الفاصنلة بنين العمنل األهلني والعمنل الحكنومي‪ ،‬ممنا يهندر‬
‫شرطا أساسيا لوجود قطاع أهلي فعال‪ ،‬وهو شرط اإلدارة الذاتية المستقلة عن الحكومة‪.‬‬
‫‪ -1‬كان تغيير القانون كليا أو جزئيا مطلبا لغالبية المنظمات المبحوثة باإلضافة إلى مطلب تنوفير‬
‫مناخ ديمقراطي عام‪.‬‬
‫‪ -1‬يتسم م وقف الحكومات من المنظمات األهلية باالزدواجينة‪ ،‬فهني منن جهنة ترغنب فني تنشنيط‬
‫القطاع األهلي‪ ،‬تحقيقا لمصالح شنرائح مهمنة‪ ،‬ومنن جهنة أخنرى تصنر الحكومنة علنى االسنتمرار فني‬
‫السيطرة عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬في إطار عالقة المنظمات األهلية العربية بالجهات والمنظمات األجنبينة المانحنة للمسناعدات‪،‬‬
‫لو حظ تركيز هذه الجهات على تمويل المشنروعات االسنتثمارية وخاصنة الصنناعات الصنغيرة بهندف‬
‫في إطار العمل على تنمينة قنيم وثقافنة اقتصناد السنوق‪ ،‬كمنا تعمنل هنذه الجهنات‬ ‫تدعيم القطاع الخا‬
‫األجنبيننة علننى تشننجيع الالمركزيننة مننن خننالل أنشننطة المنظمننات األهليننة عننن طريننق التركيننز علننى‬
‫المحليات لتقليل دور الدولة المركزي وتنمية مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬
‫‪ -5‬أظهننرت الدراسننة أن العالقننة بننين المنظمننات األهليننة العربيننة والفئننات المسننتفيدة مننن تتسننم‬
‫بالوصاية وبنظرة فوقينة ال تثنق فني قندرات الفئنات المسنتفيدة أو المسنتهدفة علنى المشناركة فني صننع‬
‫القرار‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬بالنسبة إلشوالية التمويل‪:‬‬
‫‪ -2‬أكدت الدراسة على أن بحث إشكالية تمويل المنظمنات األهلينة يواجنه بالعديند منن الصنعوبات‬
‫نتيجة لعدم استعداد المنظمات األهلية إلعطاء معلومات كاملة عن هذا الجانب‪ ،‬وكذلك نتيجة القصنور‬
‫في القدرات المحاسبية التي تؤثر على دقة المعلومات المتاحة‪.‬‬
‫‪ -1‬كمننا أن دخننل المنظ مننات األهليننة لننم ينندخل حتننى اآلن فنني حسننابات النندخل القننومي لعنندم تبلننور‬
‫الدور االقتصادي للقطاع األهلي العربي‪.‬‬
‫‪ -1‬يالحظ ارتفاع المصادر الذاتية للتمويل خاصة التبرعات والهبات وذلك تأثرا بالنشأة التاريخية‬
‫للعمل األهلي العربي‪.‬‬
‫ومساهمة الدولة في تمويل القطناع األهلني بشنكل عنام‪ ،‬ممنا‬ ‫‪ -4‬انخفاض مساهمة القطاع الخا‬
‫يشير إلى عدم وجود عالقة سببية بين التمويل الحكومي وبين سيطرة الدولة علنى العمنل األهلني التني‬
‫تعود إلى أسباب تتعلق بالطبيعة السياسية للدولة في المنطقة العربية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫رابعا‪ :‬بالنسبة لممشوالت واالحتياجات‪:‬‬


‫‪ -2‬االحتيناج إلنى المزيند منن الخبنرات والمهنارات ممنا يندل علنى وعني العناملين فني المنظمنات‬
‫بأهمية تحسين مستوى هذه الخبرات لالرتفاع بمستوى أداء المنظمة‪.‬‬
‫المتطنوعين منن النذكور واإلنناث‪ ،‬وارتبناط هنذه‬ ‫‪ -1‬أظهرت الدراسة أهمية مواجهة مشكلة نق‬
‫المشكلة بصعوبة الظروف االقتصادية وكثرة األعباء على المواطنين بشكل عام‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬بالنسبة لفاعمية المنلمات األهمية العربية‪:‬‬
‫إن وعنني المنظمننات األهليننة العربيننة مننازال محصننورا فنني دورهننا الخنندمي والرعننائي‪ ،‬وتقلنن‬
‫االهتمام باألنشطة ذات المسحة السياسية مثل الممارسة الديمقراطية‪.‬‬
‫إن فهم المنظمات العربية لمفهوم التنمية منازال يتسنم بعندم الوضنوح فمنازال فهمنا جزئينا ينحصنر‬
‫غالبا في مشروعات العون الذاتي والمشروعات المندرة للندخل‪ ،‬وال يقتنرب منن فكنرة التنمينة الشناملة‬
‫بالمعنى التنظيمي‪.‬‬
‫أوضحت الدراسة حاجة المنظمات األهلية العربية إليجاد جهة تقوم بالتنسيق بين المنظمات األهلية‬
‫العربية إلى جانب توفير المساندة والتوجيه في أنشطتها المختلفة كشرط لتفعيل دورها في المستقبل‪.‬‬

‫مناةشة وتقييم‪:‬‬
‫أ‪ -‬جوانب االستفادل من الدراسات السابقة‪:‬‬
‫لقد كان لهذه الدراسات السابقة أثر كبير في وضع مالمح هذه الدراسة وتوجيه مسارها‪ ،‬وذلك‬
‫بفضننل مننا قدمتننه مننن خلفيننة نظريننة وتصننور أمبيريقنني للموضننوع المجتمننع المنندني وتوجيننه منهجنني‪،‬‬
‫ويمكن إبراز مجاالت االستفادة كمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬قدمت هذه الدراسات على المستوى النظري كمنا ثرينا منن المعنارف النظرينة والتحليلينة التني‬
‫ساعدت على فهم أفضل لموضوع المجتمع المدني واستيعاب مختلف أبعاده وجوانبه‪.‬‬
‫‪ -‬كما ساهمت هذه الدراسات السابقة على المستوى المنهجي في وضع المحناور األساسنية التني‬
‫يرتكز عليها البناء المنهجي لهذه الدراسة‪ ،‬وخاصة فيما تعلق بضبط إشنكالية الدراسنة وتسناؤالتها‪،‬‬
‫وكنذلك تحدينند منننه الدراسننة‪ ،‬واختيننار أدوات جمننع البيانننات المناسننبة‪ ،‬إلننى جانننب أسننلوب تحليننل‬
‫البيانات الميدانية‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى مستوى ال نتائ فقد قدمت هذه الدراسنات السنابقة محكنا مرجعينا تمنت االسنتعانة بنه فني‬
‫مناقشة نتائ الدراسة‪ ،‬ومقارنتها بما توصلت إليه هذه الدراسات السابقة‪ ،‬تحقيقا بذلك لمبدأ التنراكم‬
‫العلمي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫ب‪ -‬العالةة بين هذب الدراسة والدراسات السابقة (جوانب االتفاق واالختالف)‪:‬‬
‫على الرغم من االستفادة الكبيرة التي قدمتها الدراسات السابقة لهذا البحث إال أن لكل دراسة‬
‫خصوصنياتها التنني تميزهننا عننن غيرهننا‪ ،‬فهننذه الدراسننة تتفنق مننع الدراسننات السننابقة فنني بعننض النقنناط‬
‫وتختلف عنها في أخرى‪ ،‬ويمكن اإلشارة إلى أهم هذه النقط كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫تهنندف هننذه الدراسننة إلننى فهننم موضننوع المجتمننع المنندني علننى المسننتوى القطننري‪ ،‬أي علننى‬
‫مسنتوى الجزائنر‪ ،‬وهنو منا تتفنق فينه منع الدراسننتين األولنى والثانينة‪ ،‬فني حنين تسنعى بقينة الدراسننات‬
‫السابقة إلى تناول الموضوع على نطاق مكاني أوسع وهو الوطن العربي‪.‬‬
‫كمننا تهنندف هننذه الدراسننة إلننى جمننع مننادة علميننة أمبيريقيننة مننن خننالل النننزول إلننى المينندان‬
‫واتصال الفعلي بمؤسسات المجتمع المدني متمثل ة في الجمعيات وجمنع بياننات ميدانينة‪ ،‬وهنو منا تتفنق‬
‫فيه مع الدراستين الثانينة والسادسنة‪ ،‬فني حنين اهتمنت بقينة الدراسنات بالدراسنة النظرينة واألمبيريقينة‬
‫المكتبية دون دراسة ميدانية‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث المناهج المعتمدل‪:‬‬


‫تتفننق هننذه الدراسننة مننع جننل الدراسننات السننابقة فنني تبننني المنننه الوصننفي التحليلنني‪ ،‬وإن‬
‫استعانت بعض الدراسات السابقة باإلضافة إلى ذلك بمناه أخرى كالمنه التناريخي النذي اسنتخدمته‬
‫الدراسة معظم هذه الدراسات‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث أدوات جمع البيانات‪:‬‬
‫تتفق هذه الدراسة مع الدراستين الثانية والسادسة في تطبينق أدوات جمنع البياننات المختلفنة‪،‬‬
‫اعتمادا علنى االسنتمارة كنأداة رئيسنية‪ ،‬باإلضنافة إلنى المقابلنة والمالحظنة‪ .‬فني حنين لنم تسنتخدم بقينة‬
‫الدراسات أية أداة باعتبارها دراسات نظرية لم تنزل إلى الميدان‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫سابعا‪ :‬المدخل النلري لمدراسة‬


‫تسننتعين هننذه الدراسننة ب جملننة مننن النظريننات والنمنناذج النظريننة مننن أجننل تحليننل أكثننر عمقننا‬
‫لمختلف جوانب الموضوع‪ ،‬وتتمثل هذه المقاربات في‪:‬‬
‫‪ -1‬تحور غرامشي لممجتمع المدني ومجال لمتنافس اإليديولوجي من أجل الهيمنة‪:‬‬

‫لقد اعتبنر غرامشني المجتمنع المندني فضناءا للتننافس اإلينديولوجي؛ فنإذا كنان المجتمنع السياسني‬
‫حيننزا للسننيطرة بواسننطة القننوة أو السننلطة‪ ،‬فننالمجتمع المنندني هننو فضنناء للهيمنننة الثقافيننة اإليديولوجيننة؛‬
‫فبالنسبة لغرامشي هناك مجاالن رئيسيان يضمنان استقرار أو سيطرة البرجوازية ونظامها‪:‬‬

‫‪ -‬المجننال األول هننو مجننال الدولننة ومننا تملكننه مننن أجهننزة‪ ،‬وفيننه تتحقنق السننيطرة المباشننرة (أي‬
‫السياسية)‬
‫‪ -‬والمجننال الثنناني هننو مجننال المجتمننع المنندني ومننا يمثلننه مننن أحننزاب ونقابننات ووسننائل إعننالم‬
‫ومنندارس وكنننائس‪ ...‬الننخ‪ ،‬وفينننه تتحقننق وظيفننة ثانينننة البنند منهننا لبقننناء أي نظننام‪ ،‬هنني الهيمننننة‬
‫اإليديولوجية والثقافية؛ ويعتبر المثقفون أداة هذه الهيمنة‪.‬‬

‫ومن هنا اهتم غرامشي بإعادة تعريف المثقف وتحليل دوره والرهان الكبير الذي ألقي عليه فني‬
‫التحويل االجتماعي‪ ،‬ومن ثم زج فكرة المثقف العضوي؛ إذ ال قيمنة للمثقنف عنند غرامشني والضنمان‬
‫لفاعليته إال إذا كان عضويا‪ ،‬أي إذا ارتبط بمشروع طبقة سياسي‪ ،‬كما أن الهيمنة ال قيمة لها إال كجزء‬
‫أو مستوى من مستويات العمل لتحقيق السنيطرة االجتماعينة؛ إنهنا ليسنت منافينة للسياسنة ولكنن مكملنة‬
‫لها‪ ،‬ومتمنايزة عنهنا‪ ،‬فنالمجتمع المندني والمجتمنع السياسني (الدولنة) يسنيران جنبنا إلنى جننب‪ ،‬ويجمنع‬
‫بينهما في كل نظام وحدة ديناميكية السيطرة االجتماعية‪.1‬‬

‫لقنند أدخننل غرا مشنني قطيعننة جدينندة فنني المضننمون الننداللي للمفهننوم باعتبنناره فضنناءا للتنننافس‬
‫اإليديولوجي‪ ،‬وذلك من خالل زجه المثقف العضوي في عملية تشكيل الرأي ورفنع المسنتوى الثقنافي‪،‬‬
‫وفي ذلك كانت دعوته ملحة إلى ضرورة تكوين منظمات اجتماعينة‪ ،‬ومهنينة نقابينة‪ ،‬وتعددينة حزبينة‪،‬‬
‫لهدف اجتماعي صريح يضنع البنناء الفنوقي فني حالنة غينر متننافرة منع البنناء التحتني‪ ،‬وإيجناد طريقنة‬
‫للتفاعل الحيوي المستمر بينهما‪ .2‬وهو بذلك يضنع اسنتراتيجية جديندة لمعركنة التغيينر االجتمناعي منن‬

‫‪ : 1‬برهان غليون‪ :‬المجتمع المدني من المفهوم المجرد إلى المنظومة االجتماعية والدولية‪ ،‬مداخلة في ندوة المجتمع المدني‬
‫وإشكاليات التحول الديمقراطي(‪ 79-74‬مايو‪ ،)2227‬جامعة قطر‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ : 2‬فريد باسيل الشياني‪ :‬المجتمع المدني‪:‬‬
‫‪www.arabtopics.com/modules/news/article.php?storyid=108‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫خالل العمل على مسنتوى المجتمنع المندني وتعبئنة المثقفنين لكسنب معركنة الهيمننة اإليديولوجينة ومنن‬
‫خاللها السيطرة على جهاز الدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬نلرية اةتراب األحول االجتماعية‪:‬‬


‫الظاهرة االجتماعية في التحلينل‪ ،‬والتني تتمينز عنادة بالتعقيند‪ ،‬إذ ال يمكنن‬ ‫وتعتمد على خصائ‬
‫فهمها لكونها تعكس عالقات التفاعل األكثنر تعقيندا والمسناندة بنين مختلنف الشنرائح االجتماعينة‪ ،‬وكنذا‬
‫مختلننف المؤسسننات‪ .‬ويؤكنند رواد هننذه النظريننة علننى ضننرورة تتبننع عالقننات السننلطة والتفاعننل علننى‬
‫مستوى مؤسسات المجتمع المدني والدولنة‪ ،‬ويقترحنون أربعنة أنمناط منن العالقنات وفقنا إلطنار النظنام‬
‫القائم (النظام الليبرالي‪ -‬االشتراكي‪ -‬الدولة الشنمولية‪ -‬نظنام الندم ) وفني كنل نمنط أو نظنام هنناك دور‬
‫تضطلع به الدولة يتسع أو يضيق حسب طبيعة كل نظام‪ ،‬وعلى إثر هذا يختلنف أيضنا حجنم مؤسسنات‬
‫المجتمع المدني‪:‬‬
‫ففي ظل النظام الليبرالي يكون اإلنفاق الحكومي محدودا‪ ،‬ويقابلنه تفعينل وتندعيم للقطناع الثالنث‪،‬‬
‫وتلعب الطبقة الوسطى دورا مهما في تطوير القطاع الثالث أو مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬
‫أمننا النننمط االشننتراكي فيتميننز باتسنناع إ نفنناق الحكومننة علننى السياسننات االجتماعيننة واالقتصننادية‪،‬‬
‫ويتميز أيضا بتوفير قوانين ونظم للحماية االجتماعينة كالتنأمين علنى البطالنة‪ ،‬الضنمان االجتمناعي‪،...‬‬
‫ومننن هنننا يكننون حجننم مؤسسننات المجتمننع المنندني محنندودا نظننرا لتبننني الحكومننة لمختلننف المطالننب‬
‫االجتماعية واالقتصنادية‪ ،‬وهننا نمينز بنروز الطبقنة العاملنة التني تلعنب دورا مهمنا فني دعنم مؤسسنات‬
‫المجتمع المدني خاصة من خالل النقابات العمالية التي تمثل مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني‪.‬‬
‫على خالف نمط الدولة الشمولية فإن الدولة تتميز بالقوة ومن خاللها نسنتطيع دمن المجتمنع‬
‫المدني ومؤسساته المختلفة‪.1‬‬
‫‪ -3‬نموذج حامويل هانتينغتون لمؤشرات البنية المؤسسية‪:‬‬

‫مع تزايد االهتمام بالمنظمات األهلية وتعاظم الدور المتوقع لها‪ ،‬برزت أهمية مفهوم بناء‬
‫المؤسسة (‪ ،)Institution Building‬وقد أصبح هذا المفهوم موضوعا لكثير من أنشطة الهيئات‬
‫الدولية التي تهدف إلى دفع المنظمات األهلية إلى أن تصبح قطاعا تنمويا فعاال‪ ،‬خاصة في الدول‬
‫النامية‪ ،‬حيث تبين أن ضعف أو مدى قوة المنظمة يعود إلى حد كبير إلى مدى اكتمال عناصرها‬
‫المؤسسية‪ ،‬بالمعنى الشامل لهذا المفهوم‪ ،‬الذي ينسحب على قوة وصالبة وحيوية هيكل المنظمة‪ ،‬كما‬

‫‪ : 1‬عبد هللا الخطيب وآخرون‪ :‬اإلسهام االقتصادي واالجتماعي للمنظمات األهلية في الدول العربية‪ ،‬الشبكة العربية للمنظمات األهلية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،7999 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫يتضمن العمل على تفعيل دور هذا البناء وتحقيق الشروط الجوهرية للمنظمات األهلية‪ ،‬أي القدرة‬
‫على الحفاظ على استقالليتها وذاتيتها أثناء عملها‪ ،‬في إطار العديد من العالقات والتفاعالت‪.1‬‬
‫وتعتبر درجة المؤسسية أحد معايير تقدم وتخلف المؤسسات والتنظيمات المختلفة ومن ثم‬
‫فعاليتها‪ ،‬وقد وضع صامويل هانتينغتون أربعة معايير يمكن استخدامها للحكم على مدى التطور الذي‬
‫بلغته مؤسسة أو منظمة ما‪ ،‬وهي‪:2‬‬
‫‪ .2‬القدرل عمى التويف (في مقابل الجمود)‪ :‬يقصد بذلك قدرة المؤسسة على التكيف مع‬
‫التطورات في البيئة التي تعمل من خاللها‪ ،‬فكلما كانت المؤسسة قادرة على التكيف كانت أكثر‬
‫فاعلية‪ ،‬ألن الجمود يؤدي إلى تضاؤل أهميتها‪ ،‬وربما القضاء عليها‪ .‬وهناك العديد من أنواع التكيف‬
‫هي‪:‬‬
‫التويف ال مني‪ :‬ويقصد به القدرة على االستمرار لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬إذ كلما طال وجود‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة السياسية ازدادت درجة مؤسسيتها‪.‬‬
‫التويف الجيمي‪ :‬ويقصد به قدرة المؤسسة على االستمرار مع تعاقب أجيال من الزعماء على‬ ‫‪‬‬
‫قيادتها‪ ،‬فكلما ازدادت درجة تغلب المؤسسة على مشكلة الخالفة سلميا وإبدال مجموعة القادة‬
‫بمجموعة أخرى‪ ،‬ازدادت درجة مؤسسيتها‪ ،‬ومثل ذلك يعبر عن مرونة المؤسسة في مواجهة‬
‫متطلبات التطور االجتماعي واالقتصادي‪ .‬فسرعة التحول االجتماعي تقود إلى ظهور أجيال من‬
‫متعاقبة من النخب ذات الخبرة التنظيمية المختلفة ولها معاييرها الخاصة لإلنجاز وقيمها المتميزة‪.‬‬
‫التويف الوليفي‪ :‬ويقصد به قدرة المؤسسة على إجراء تعديالت في أنشطتها للتكيف مع‬ ‫‪‬‬
‫الظروف المستجدة بما يبعدها عن أن تكون مجرد أداة لتحقيق أغراض معينة‪.‬‬
‫‪ .1‬االستقالل (في مقابل التبعية)‪ :‬ويقصد بها أن ال تكون المؤسسة خاضعة لغيرها من‬
‫المؤسسات أو الجماعات أو األفراد أو تابعة لها بحيث يسهل السيطرة عليها‪ ،‬وتوجيه نشاطها الوجهة‬
‫التي تتفق مع رؤية المسيطر‪ ،‬ويمكن تحديد درجة استقالل مؤسسات المجتمع المدني عن الدولة من‬
‫خالل عدة مؤشرات منها‪:‬‬
‫نشأل مؤسسات المجتمع المدني‪ :‬وحدود تدخل الدولة في هذه العملية‪ ،‬فاألصل هو أن تتمتع‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسات بهامش من االستقاللية عن الدولة‪.‬‬

‫‪ : 1‬شهيدة الباز‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪2‬‬
‫‪: Samuel P. Huntington: Political Development and Political Decay, World politics,vol 17, no3 (April‬‬
‫‪1965),pp 394-401.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫االستقالل المالي لمؤسسات المجتمع المدني‪ :‬ويظهر ذلك من خالل تحديد مصادر تمويل‬ ‫‪‬‬
‫هذه المؤسسات‪ ،‬فهل تتلقى جزءا من تمويلها من الدولة أو بعض الجهات الخارجية‪ ،‬أم تعتمد بصورة‬
‫كاملة في التمويل الذاتي على مساهمات األعضاء في شكل رسوم العضوية أو التبرعات أو على‬
‫بعض أنشطتها الخدمية أو اإلنتاجية؟ بعبارة أخرى يعتمد التأسيس االقتصادي أهم عناصر‬
‫االستقاللية‪ ،‬كما أنه يشكل سياجا للحركة السياسية المستقلة‪ ،‬وعنصرا من عناصر استمراريتها‪.‬‬
‫االستقالل اإلداري والتنليمي‪ :‬ويشير إلى مدى استقالل مؤسسات المجتمع المدني في إدارة‬ ‫‪‬‬
‫شؤونها الداخلية طبقا للوائحها وقوانينها الداخلية‪ ،‬وبعيدا عن تدخل الدولة‪ ،‬ومن ثم تنخفض إمكانية‬
‫استتباعهم من قبل السلطة‪.‬‬
‫ومما يعزز استقاللية المؤسسات ويقطع االختراق الداخلي والخارجي لها ما يلي‪:‬‬
‫إيجاد أسس اتصال بين مؤسسات المجتمع‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫قيام تكافل بينها من خالل قواعد للتضامن والتماسك كأولوية ضمن مكونات حركاتها‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ضرورة تأسيس قواعد ممارسة داخلية تأبى بشكل أو بآخر الفساد أو االنحراف أو االستبداد‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫ذلك أن فساد التكوينات الداخلية سيؤدي ضرورة إلى ضعفها‪ ،‬بما يحقق إمكانات هائلة الختراقها‪.‬‬
‫‪ .1‬التعقد (في مقابل الضعف التنليمي)‪ :‬يقصد بذلك تعدد المستويات الرأسية واألفقية داخل‬
‫المؤسسة‪ ،‬بمعنى تعدد هيئاتها التنظيمية من ناحية‪ ،‬ووجود تدرج في المستويات داخلها‪ ،‬وانتشارها‬
‫الجغرافي على أوسع نطاق ممكن داخل المجتمع الذي تنشط فيه من جهة أخرى‪ ،‬وكلما ازداد عدد‬
‫الوحدات الفرعية وتنوعها‪ ،‬وازدادت قدرة المؤسسة على ضمان والءات أعضائها والحفاظ عليها‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن المؤسسة التي يكون لها أهداف عديدة تكون أكثر قدرة على تكييف نفسها‪ ،‬حين‬
‫تفتقد أي هدف من أهدافها‪ ،‬بشكل أفضل من المؤسسة التي يكون لها هدف واحد‪.‬‬
‫‪ .4‬التجانس (في مقابل االنقسام)‪ :‬ويقصد به عدم وجود صراعات داخل المؤسسة يؤثر في‬
‫ممارستها لنشاطها‪ ،‬وكلما كان مرد االنقسامات بين األجنحة والقيادات داخل المؤسسة إلى أسباب‬
‫عقائدية تتعلق بنشاط المؤسسة‪ ،‬وكانت طريقة حل الصراع سلمية‪ ،‬كان هذا دليال على تطور‬
‫المؤسسة‪ .‬وعلى العكس كلما كان مرد االنقسامات إلى أسباب شخصية وكانت طريقة حل الصراع‬
‫عنيفة‪ ،‬كان هذا دليال على تخلف المؤسسة‪ .‬وتجانس المؤسسة ال يعني تحولها إلى تشكيل صلد ال‬
‫تباين فيه‪ ،‬فمثل هذا تشكيل ميت‪ .‬وأهمية المجتمع المدني بتناقضاته وتعدديته حيث تكون دينامية‬
‫اإلبداع والخلق والتغيير في المجتمعات‪ ،‬وهذا يعني أن المجتمع المدني ال يتسم بالضرورة بالتجانس‪،‬‬
‫بل قد يكون بمثابة ساحة للتنافس واالختالف بين القوى والجماعات ذات المصالح المتناقضة والرؤى‬
‫المختلفة‪ .‬ومع هذا كلما تزايدت أنماط العالقات القائمة على أسس التعاون والتنافس على حساب‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫العالقات القائمة على أساس الصراع بين قوى المجتمع المدني وفئاته اعتبر ذلك مؤشرا على حيوية‬
‫هذا المجتمع بالمعنى اإليجابي‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫هذا ويمكن اختصار مؤشرات البناء المؤسسي في الشكل التالي‪:‬‬

‫شكل رقم(‪ :)92‬مؤشرات البناء المؤسسي‪.‬‬

‫مؤشرات البناء‬
‫المؤسسي‬

‫القدرل عمى‬
‫التجانس‬ ‫التعقد‬ ‫االستقالل‬
‫التويف‬ ‫(في مقابل الضعف‬
‫(في مقابل الجمود)‬ ‫(في مقابل االنقسام)‬ ‫(في مقابل التبعية)‬
‫التنظيمي)‬

‫االستقالل المالي‬
‫نشأة مؤسسات‬ ‫االستقال اإلداري‬
‫التكيف الزمني‬ ‫التكيف الجيلي‬ ‫التكيف الوظيفي‬ ‫لمؤسسات المجتمع‬
‫المجتمع المدني‬ ‫والتنظيمي‬
‫المدني‬

‫المصدر‪ :‬الباحث‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التأصيل النظري‬
‫للمجتمع المدني‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ظهر مفهوم المجتمع المدني إلى الوجود في أوربا خالل نهاةالا الن الأل ا و مالق الاالرق ال الابع‬
‫عشر‪ ،‬لةنتا بعد ذلك إلى أمرةكا الشمالةا‪ .‬وبعد احتلله مركز ال دارة في نظرةات التغةر االجتماعي‬
‫لما ةارب قرنا مق الالزمق الج المفهالوم تراجعالا وان الحابا لمالا ةاالرب مالق ن الأل الاالرق‪ ،‬لةشالهد عالودة‬
‫متدرجا خل العاود ا خةرة مق الارق العشرةق تكثفت في بداةا الت عةنةات إثالر تحالوالت دو أوربالا‬
‫الشالالرقةا‪ .‬وكمالالا كالالاق بالالروزم و مالالرة م الالاحبا لحركالالا اجتماعةالالا تغةةرةالالا وا الالعا ‪ ،‬فال ق فتالالرات المالالد‬
‫والجزر التي عرفها هذا المفهوم على امتداد تارةخه ةمكق أق تنبئ عالق ببةعالا واتجالام التحالوالت التالي‬
‫تعرفها المجتمعات التي ةتموقع فةها هذا المفهوم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫أوال‪ :‬التيارات النظرية المؤسسة للمجتمع المدني‪:‬‬


‫‪ .1‬نظريات العقد االجتماعي‪( :‬المجتمع المدني مقابل المجتملع اليبيعليت وتجلاوم المنظلور‬
‫الديني للدولة)‬

‫ظهرت مدر ا العاد االجتمالاعي فالي أواخالر الاالرق ال الادر عشالر وقالد احتلالت المكالاق ا و فالي‬
‫تفكةالر الفل الالفا والمفكالالرةق ال ةا الالةةق حتالى الاالالرق الثالالامق عشالالر‪ ،‬وا التخدمت لمااومالالا مبلالالب ا مالالرا‬
‫والملالالوك بالالالحكم المبلالالو واال الالتبداد برعاةالالاهم‪ ،‬وقالالد حااالالت نظرةالالا العاالالد االجتمالالاعي إحالالل العلقالالات‬
‫المدنةا مح العلقات الببةعةا‪ ،‬فاد بدى أق البدة الوحةد لمبادئ الحالو اللهالي هالو نظرةالا العاالد التالي‬
‫اجتذبت مؤةدي الحرةا الذةق حاولوا مق خللها التحل مق قةود ال لبا الدةنةا (الكن ةا) وتادةم أ ار‬
‫دنةوي ةاب المناقشا والناد‪.1‬‬

‫لاد كانت المشكلا الرئة ةا المبروحا على مثافي الاالرق ال الابع عشالر والثالامق عشالر هالي إعالادة‬
‫بنالالا ال ةا الالا علالالى أ الالر ةةالالر دةنةالالا وةةالالر أر الالتارابةا‪ ،‬أي أنهالالا ال تالالرتبب بتكلةالالأل إلهالالي وال ب ال ر‬
‫عائلي‪ ،‬ولكق بالمجتمع نف ه‪ ،‬تنبع منه وت ب فةه‪ ،‬ومق هالذم النابالا ةالتم االنتاالا تالدرةجةا مالق نظرةالا‬
‫"ال لبا ممكنا إال إلهةا أو ملكةا أو وراثةا" إلى النظرةا المناقضا تمامالا وهالي "ال اللبا شالرعةا إال‬
‫تلك التي تعبالر عالق ال الةادة الشالعبةا والرادة الجمعةالا"‪ ،‬وهالذا هالو أ ال االنتاالا إلالى ال ةا الا المدنةالا‬
‫الحدةثا‪.2‬‬

‫وجا مفهوم المجتمع المدني وفو نظرةالا العاالد االجتمالاعي مرادفالا لمفهالوم المجتمالع ال ةا الي أو‬
‫المجتمع المؤ ر بنا ا على العاد االجتماعي؛ أي أق المجتمع المدني لدى مفكري العاد االجتماعي هو‬
‫المجتمع الذي ةتزامق وجودا مع الدولا أو متضمنا فةها‪ ،‬والتالي ةشالترب فةهالا بالالتوازي أق تكالوق متفاالا‬
‫مع مفهوم الدولالا ا مالا والموابنالا‪ ،‬والتالي تاالوم علالى أ الار الاالانوق الالذي ةمثال التعاقالد الحا ال بالةق‬
‫ا فراد فةما بةنهم النتخاب فالرد أو هةئالا تحفالظ هالذا التعاقالد واالتفالاو ل النع المجتمالع المالدني (المجتمالع‬
‫الاانوني)‪ .3‬ومق أبرز مفكري هذم النظرةات‪ :‬تومار هوبز‪ ،‬جوق لوك‪ ،‬وجاق جاك رو و‪.‬‬

‫لاد افترض هوبز أق حالا الببةعا التي كالاق ةعةشالها الن الاق هالي حالالا حالرب مبلاالا حةال ةعالد‬
‫الن اق ذئبا خةه الن اق‪ ،‬ولهذا فاد تم تخلي النار عق بعالض حاالوقهم ل الالا حالاكم ةتمتالع بال اللبا‬

‫‪ : 1‬علي عبد الصادق‪ :‬مفهوم المجتمع المدني‪ .‬قراءة أولية‪ ،‬مركز المحروسة‪،‬القاهرة‪ ،4002 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ : 3‬علي عبود المحمداوي وحيدر ناظم محمد‪ :‬مقاربات في الديمقراطية والمجتمع المدني دراسة في األسس والمقومات والسياق التاريخي‪،‬‬
‫صفحات للدراسات والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،4099 ،‬ص‪.41‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫المبلاا‪ ،‬وذلك بدافع الحاجا إلى ا مق والبمأنةنا‪ ،‬والمحافظا على حاوقهم وحرةاتهم‪ .‬ةاو هوبز في‬
‫تعرةأل للمجتمالع المالدني‪ " :‬الببةعالا لالم تغالرر فالي الن الاق ةرةالزة االجتمالاس‪ ،‬والن الاق ال ةبحال عالق‬
‫أ حاب إال بدافع المنفعا والحاجا‪ .‬إق المجتمع المدني(ال ةا ي) هو ثمرة م البنعا لمةثالاو اختةالاري‬
‫لح الالاب قالالائم علالالى المنفعالالا‪...‬فناال الحالالو الببةعالالي المبلالالو ‪-‬الالالذي ةملكالاله كال واحالالد فالي كال شالالي ‪ -‬إلالالى‬
‫بعاالد ةالتم بالةق "كال واحالد وكال واحالد" هالو اال البناس الالذي ةكالوق مالق النالار الببةعةالةق‬ ‫شخص ثالال‬
‫مجتمعا مدنةا ( ةا ةا)"‪ .1‬فالمجتمع المدني عند هوبز هو المجتمع ال ةا ي (المنظم في دولا)‪.‬‬

‫أما جوق لوك فةنبلو في فل فته مق اعتبار حالا الببةعا حالا لم وح الق نةالا‪ ،‬ومعرفالا متبادلالا‬
‫ومحافظا متبادلا؛ فهي حالالا تاالوم علالى الحرةالا الكاملالا والم الاواة‪ ،‬ولكالق تنا الها الضالمانات اللزمالا‬
‫لعدم حدو ا تثنا ات (حالا الحرب‪ ،‬مخالفا الاانوق الببةعي‪ ،‬الجرةما‪...‬الخ)‪ .‬والمجتمالع المالدني هالو‬
‫الرد على هذم الحاجات؛ وذلك ب ةجاد لبا ت ق الاوانةق وتف رها وتنفذها بشالك محاةالد ومعتالرأل باله‬
‫اجتماعةا‪ ،‬وبان جام مع قالانوق الببةعالا‪ .‬إق الدولالا إذق قالد ولالدت محالدودة نتةجالا ال التنبابها مالق حالالا‬
‫ببةعةا تتدبر ذاتها دوق دولا‪ ،‬وهذم ا خةالرة إنمالا تتالدخ لمنالع اال التثنا ات (الجرةمالا‪ ،‬الحالرب‪...‬الالخ)‬
‫اللحةا الكالرام حتالالى ةاالوم حكالالم‬ ‫ولالةر لتنظالةم الااعالالدة (ال اللم االجتمالاعي)‪ .‬إنهالالا تعكالر الحاجالا إلالالى‬
‫الاانوق‪ .2‬لذلك فاد تخلى أفراد المجتمع الببةعي عق حاهم في إدارة شؤونهم العاما ل لبا جدةدة قامت‬
‫ا الالةا‪ ،‬والتالالزم ا فالالراد كالالذلك بباعالالا تلالالك ال الاللبا فالالي الحةالالاة‬ ‫برضالالاهم‪ ،‬والتزمالالت ب الالةانا حاالالوقهم ا‬
‫والحرةا والتملك بالما التزمت بع نا ر ذلك االتفاو معهم‪ ،‬أمالا إذا خرجالت علةاله ف نهالا تفاالد كال أ الر‬
‫باعتهم لها‪ ،‬وة با مق حاهم أق ةثوروا علةها‪ ،‬وةحلوا محلها لبا أخرى أكثر ات اقا فالي احترامهالا‬
‫لحاوقهم‪ ،3‬وقد فض لوك العز المنظم لل لبا عق برةو االنتخابات الدورةا‪.‬‬

‫إق حالا الببةعا عند رو و لة ت حالا انف ام مع قوانةق العا ال لةم‪ ،‬وإنمالا هالي حالالا محاةالدة‬
‫ا الملكةا أو‬ ‫أخلقةا؛ تتمةز باالن جام مع الذات واالكتفا الذاتي‪ .‬وةتم االبتعاد عنها نتةجا لنشو مؤ‬
‫الا الملكةالا االجتماعةالا لحماةتهالا ومشالروعةا اللم الاواة التالي‬ ‫مع نشو الحةالازة التالي تحتالال إلالى مؤ‬
‫ت احبها‪ .4‬ةاو رو الو‪" :‬إق أو مالق الةأ أرضالا وقالا "هالذا ملالك لالي"‪ ،‬ووجالد أنا الا الذجا بمالا فةاله‬
‫الكفاةا لة دقوا قوله هو المؤ ر الحاةاي للمجتمع المدني‪...‬لم تتكوق فكرة الملكةا هذم دفعا واحدة في‬

‫‪ : 1‬أحمد توفيق المديني‪ :‬المجتمع المدني والدولة السياسية في الوطن العربي‪ ،‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،9111،‬ص‪.35‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ -‬ص‪.32 -35 ،‬‬
‫‪ : 3‬محمد زاهي المغيربي‪ :‬المجتمع المدني والدولة دالالت المفهوم وإشكاليات العالقة‪:‬‬
‫‪www.mshwi.20.com/cgi-bin/b/762/64/dXN/cmjhbm5lcg==/is/880/?ns-2192‬‬
‫‪ : 4‬توفيق المديني‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.992‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫العا البشري‪ ،‬فاد احتال الن اق إلالى الكثةالر مالق التاالدم وإلالى اكت الاب قالدر ال بالأر باله مالق المهالارات‬
‫إلى هذم النهاةا ا خةرة للحالا الببةعةا‪.1‬‬ ‫العلمةا والمعارأل‪...‬حتى ة‬

‫والدولا عند رو و تكوق عادا ةتخلى فةه ك فرد عق حرةتاله للجمةالع؛ فالعاالد عنالدم ةؤ الر شالعبا‬
‫قائمالا الوا برؤ الائه أو مالالق دونهالم‪ ،‬وإرادة عامالا ال تتجالزأ وال تنتاال ‪ ،‬وال ةمكالق التنالاز عنهالالا إال إذا‬
‫تناز الشعب عق كونه شالعبا‪ .‬وبهالذا فال ق ال اللحةا المبلاالا للحالاكم تنالالب عنالد رو الو لت البا الةادة‬
‫مبلاا للشعب‪ .2‬إق التعاقالد هالو عملةالا تحالو الن الاق الببةعالي إلالى إن الاق مالدني (أو مالوابق)‪ .‬وةالرى‬
‫رو و أق المجتمع المدني هو ناةض المجتمع الدةني‪ ،‬وبأق المجتمع المدني والمجتمع اللئكي ةشكلق‬
‫شةئا واحدا‪.3‬‬

‫ةتضا مق خل هذا البرح أق مفهوم المجتمالع المالدني ظهالر فالي الاالرق ال الابع عشالر فالي إبالار‬
‫منظوما فل فةا ةا ةا معادةا لنظرةا الحو اللهي للملالوك‪ ،‬ومالق هنالا كالاق اقتراناله بالمجالا الالدنةوي؛‬
‫الالات نتالالال العاال‬ ‫حةال ف ال بالالةق الالالدةق (ال الاللبا الكن الةا) والدولالالا‪ ،‬لت الالبا الدولالالا والاالالوانةق والمؤ‬
‫والتجربا التارةخةا الم تالا مالق هةمنالا الماالدر‪ .‬ولهالذا كالاق المجتمالع المالدني ةالرادأل مفهالوم الدولالا أو‬
‫المجتمع المنظم تنظةما ةا ةا‪ ،‬أو المجتمع والدولا معا‪ ،‬وذلك في ةاو ةتوازى فةه التنظةالر والفل الفا‬
‫مع التحوالت التارةخةا في أوربا‪.‬‬

‫‪ -2‬آدم سميث (‪ )1271-1221‬والمجتمع المدني التجاري‪:‬‬

‫كاق دور االقت اد مع تومار هوبز ةائبا وهامشةا‪ ،‬لكنه مع جوق لوك أخذ حةزا معتدا به‪ ،‬إذ‬
‫جعله ببا في نشو المجتمع المالدني‪ ،‬وذلالك ق الحفالاظ علالى الملكةالا والتعاقالد مالق أجال ذلالك وت الهة‬
‫التبالالاد الحا ال مالالع اختالالراس الناالالود‪ ،‬ك ال ذلالالك ةعبالالي دورا مهمالالا للقت الالاد ح الالب لالالوك فالالي نشالالو‬
‫فكانالت االنتاالالا الكبالرى فالي تف الةر نشالو المجتمعالات علالى أنهالا‬ ‫المجتمعات المدنةا‪ ،‬أما مع آدم مة‬
‫مجتمعات تجارةا تاما وهي بهذا التمام ت اوي المجتمع المدني‪.4‬‬
‫فهو ةرى أق التأثةر العفوي تماما لألنانةا ةفترض فةه أق ةكوق كافةا لزةادة ثروة ا مم بشرب أال‬
‫تتدخ في مجرى ا مور ب جرا ات مخبب لها‪ ،‬ومق هذا ةتبةق أق الدولا ةجب أق تبتعد في ةا ةاتها‬
‫عق المجتمع لكي ةؤدي وب لةاته وعفوةته إلى المجتمع المدني‪...‬‬

‫‪ : 1‬توفق المديني‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ : 2‬أحمد شكر الصبيحي‪:‬مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،4000،‬ص‪.40‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: J . J. Rousseau: Du contrat social, Editions socials, Paris, 1971, p 200.‬‬
‫‪ : 4‬علي عبود المحمداوي وحيدر ناضم محمد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫إق الملكةا الخا ا هنالا هالي أ الار نشالو المجتمالع المالدني لالذلك ةتشالك المجتمالع التجالاري الالذي‬
‫ة اوي المجتمع المدني‪ ،‬ب هو ذاتاله وهالو نتالال (الثالروة المالا والمعرفالا والرفالام‪ )...‬ووجالد فالي تا الةم‬
‫العم والتخ ص ما ة اند التنظةم الالذاتي و الةر الةالد الخفةالا فالي االمجتمالع‪ ،‬وهالو بالذلك ةؤ الر لف ال‬
‫ا الالةا لزةالالادة النتالالال تكمالالق فالالي تا الالةم العمالال وا الالتخدام ا الت‬ ‫المجتمالالع عالالق الدولالالا‪ ،‬فالو الالةلا ا‬
‫المةكانةكةا‪ ،‬إال أق تحاةو درجا عالةا مق التخ ص رهق بمدى ات اس ال وو‪.1‬‬
‫الةاةا‬ ‫الار فالي‬ ‫لاد كاق للواقع المعاش عند ك مق (هوبز‪ ،‬لوك وآدم مةت) ا ثر والدور ا‬
‫نظرةا ك منهم نحو المجتمع والدولا واالقت اد‪ ،‬فالحروب والمشاك ال ةا ةا التي رافات هالوبز فالي‬
‫إنجلترا جعلته ةنظر إلى أق ال لبا الملكةا هي لبا حاا‪ ،‬وهالي الوحةالدة الاالادرة علالى حفالظ ا التارار‬
‫المملكا‪ ،‬وأق الملك هو رمز ذلك اال تارار‪ ،‬لذلك فالثورة علةه هي ثورة ضد المملكا وتأةةد للغوةالا‬
‫والحروب والتفكك الذي كاق ما برةبانةا حةنها‪ .‬أما مع لوك ف ق النظام ال ةا ي آ إلالى اال التارار‪،‬‬
‫فكالالاق المجالالا أرحالالب وأكثالالر ا الالتاباال لفكالالرة مشالالاركا الفالالرد فالالي اختةالالار ال الاللبا‪ ،‬وانتا ال مفهومهالالا مالالق‬
‫التشالالرةأل إلالالى التكلةالالأل والموظفةال ا‪ ،‬وأ الالبحت رهالالق إرادة الشالالعب وا فالالراد الالالذةق ةرببالالوق م الالةرهم‬
‫باختةارها‪ .‬ومالع المة أدى تبالور التبالادالت التجارةالا وظهالور نالوس مالق التخ الص والالذي أةالدم وأةالد‬
‫تا ةم العم معه‪ ،‬ك ذلك قاد إلى أق ةرتبب مفهوم المجتمع لدةه بمااربته مالع النببالاس عالق االنتعالاش‬
‫حةنها ب بب اختراس الماكنالا والناالود و الهولا التبالادالت وةةرهالا‪ ،‬كال ذلالك ةر الم‬ ‫االقت ادي الحا‬
‫الالورة الرفاهةالالا التالالي ةبمالالا إلةهالالا ك ال مجتمالالع‪ ،‬فأ الالبحت تكالالافئ بال وتماثال مفهالالوم المجتمالالع المالالدني‬
‫‪2‬‬
‫النظري انبلقا مق ذلك الواقع‪.‬‬
‫‪ -1‬آدم فرجسون (المجتمع المدني المجتمع المهذب)‪:‬‬

‫ةرجع الفض بشك مباشر في انتشار ا بلح المجتمع المدني إلى كتاب الفةل وأل اال الكتلندي‬
‫التنالالوةري آدم فرج الالوق "ماالالا فالالي تالالارةخ المجتمالالع المالالدني"(‪ )7171‬الالالذي جالالا كالالي ةحالالدد الم الالةرة‬
‫التارةخةا لإلن انةا في تحولها وانتاالها مق ا شكا الخشنا للحةالاة البربرةالا الهمجةالا إلالى المجتمعالات‬
‫المتمدةنا أو المتحضرة أو على حد تعبةرم "المهذبا"‪ ،‬حة قالا بوجالود ثالل مراحال للتبالور الثاالافي‬
‫االجتماعي على النحو التالي‪:3‬‬

‫‪ : 1‬علي عبود المحمداوي وحيدر ناضم محمد‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ : 3‬لمزيد من التفاصيل أنظر‪:‬‬
‫‪Ferguson: An Essay on the history of civil society, Ed. Duncan Forbes, Edinburgh, 1966.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫‪ -‬المرحلا ا ولى‪ :‬هي المرحلا الوحشةا التي كالاق ةت الرأل فةهالا الن الاق وفالو منبالو الغرةالزة‬
‫الحةوانةا الخال ا‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلا الثانةا‪ :‬هي المرحلا البربرةا التي ظهرت فةها الملكةا الخا الا حةال ظهالر المجتمالع‬
‫التجاري الاائم على الم لحا الذاتةا وتحاةو الثروة‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلا الثالثا‪ :‬هالي مرحلالا المجتمالع المالدني الالذي ظهالرت فةاله الالروابب االجتماعةالا الراقةالا‪،‬‬
‫وتحكمالاله ا خالاللو‪ ،‬وت الالود فةالاله نظالالم ةا الالةا حالالرة وةةالالر م الالتبدة‪ ،‬وة الالةبر علالالى النزعالالات البربرةالالا‬
‫والفردةا ا نانةا‪ ،‬ولذا تمث هذم المرحلا الحضارة في جانبها المتمدةق‪.‬‬

‫عق الدولا؛ حة‬ ‫وال ةعد المجتمع المدني لدى فرج وق ذلك المجا الحةاتي المتمةز والمنف‬
‫ةرى أق كلةهما ةجب أق ةكونا شةئا واحدا متماثل‪ ،‬فالمجتمع المدني هو ذلك النمب مق النظام ال ةا الي‬
‫الذي ةنظم ذاته وةحمي فنونه النتاجةا والتجارةا ومنجزاته الثاافةا ومضامةق الشعور العام التي تنتشر‬
‫عبر فضائه‪ .‬ك ذلك بوا البا الحكومالا المنظمالا وقواعالد الاالانوق والالدفاعات الع الكرةا الح الةنا كمالا‬
‫كاق في الةوناق الادةما والجمهورةا الرومانةا‪ ،‬حة شكلت هذم ا مثلا الادةما للمجتمع المالدني –لالدى‬
‫فرج الالوق‪ -‬نمالالاذل مهمالالا ومثالةالالا بالالالنظر إلالالى ناالالدم للمجتمعالالات المدنةالالا المعا الالرة كمالالا هالالو الحالالا فالالي‬
‫برةبانةا‪.1‬‬

‫‪ -4‬توماس باين (المجتمع المدني مجتمع الفضائ المدنية)‪:‬‬

‫وهالالو مثاالالأل دةمارابالالي لةبرالالالي أنجلالالو أمرةكالالي وهالالو مؤلالالأل لمنشالالورات الثالالورة ا مرةكةالالا وأحالالد‬
‫زعمائها‪ ،‬عاش مرحلا التحوالت الكبرى التي خبرتها أوربا‪ ،‬وتزامنالت أفكالار كتاباله "حاالوو الن الاق"‬
‫(‪ )7177‬مالالع تلالالك ا حالالدا والماالالدمات الدرامةالالا التالالي الالبات وواكبالالت الثالالورة ال ةا الالةا الةدةولوجةالالا‬
‫الفرن ةا‪ .‬ةرى باةق أق المجتمع المدني شرب ضروري ببةعالي للحرةالا‪ ،‬ومالق ثالم كانالت أفكالارم إحالدى‬
‫الروافد الرئة ةا للمجتمع المدني ا مرةكي بك ما فةه مق فاعلةا ومالاله مالق اللبا علالى الدولالا‪ ،‬وهالو‬
‫الاائ ‪ ":‬الحكوما في أح ق أحوالها شر البد منه‪ ،‬و في أ وأ أحوالها شر ال ةمكق احتماله"‪.2‬‬

‫بداةالالا ةعتاالالد تومالالار بالالاةق أق هنالالاك (حاوقالالا ببةعةالالا) ولهالالذا ةالالرى تالالالةص هةمنالالا الدولالالا ل الالالا‬
‫المجتمع المدني الذي ةجب أق ةالدةر أمالورم الذاتةالا وال ةتالرك للحكومالا إال الالةال ‪ ،‬فهالو ةالدافع عالق مبالدأ‬

‫‪ : 1‬علي عبود المحمداوي وحيدر ناضم محمد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ : 2‬محمد عثمان الخشت‪ :‬المجتمع المدني عند هيجل‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،4004 ،‬ص‪.52‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫حكومالالا ب الالةبا وةةالالر متكلفالالا‪ .1‬وبالتالالالي فهنالالاك تمةةالالز بالالةق الحكومالالا والمجتمالالع‪ ،‬فالالالمجتمع نتةجالالا عالالق‬
‫حاجاتنا‪ ،‬أما الحكوما فنتةجا عق ف ادنا‪ ،‬فالمجتمع ةحمي والحكوما تعاقب‪.‬‬

‫و هو أو مق ماةز بالةق الدولالا والمجتمالع المالدني؛ حةال رأى أق الدولالا كةالاق مختلالو ومفالروض‬
‫ق را نها اةت بت دور الفرد‪ ،‬كما اةت بت الجهد البوعي نها بببةعتها لبا وت لب‪ .‬وذهب إلى‬
‫أق المجتمالالع ولةالالد حاجاتنالالا ومتبلباتنالالا بةنمالالا الحكومالالا ولةالالدة المكالالر والالالدها الن الالاني‪ ،‬المجتمالالع المالالدني‬
‫ةغرر وةوحد أفض دوافعنا أما المجتمع ال ةا ي أو الحكوما فهي تكبا رذائلنا‪...‬المجتمع المدني راس‬
‫الات المدنةالا فالي الم الاحا الفا اللا بالةق‬ ‫وضامق بةنمالا الحكومالا جهالاز معاقبالا وأداة ق الر‪ .‬وتاالع المؤ‬
‫ب الحةاة‪ .‬والمجتمع المدني في رأةه ةزدهالر‬ ‫الفرد وقوى ال وو لتهةئ لإلن اق الفرد الموابق أفض‬
‫بازدهار الفضائ المدنةا‪ :‬التعاوق‪ ،‬حب الن اق‪ ،‬الروح الجماعةا‪ ،‬النشاب البوعي‪ ،‬الم اواة‪ ،‬العدالا‪،‬‬
‫التعالالالي علالالى االنحةالالازات‪ .‬وتمث ال الفضالالائ المدنةالالا خةالالر دعامالالا ضالالد الحكالالم الشالالمولي وضالالد الفالالراب‬
‫والمغالالاالة‪ ،‬وةج الالد المجتمالالع المالالدني ال الالاحا ا خلقةالالا بالالةق الحالالاكم والمحكالالوم‪ ،‬فالالالمجتمع المالالدني فالالي‬
‫الات بوعةالا حالرة تتو الب بالالةق الفالرد والدولالا‪ ،‬حةال الموابنالالوق‬ ‫مفهوماله هالو ال الاحا التالي تضالالم مؤ‬
‫ا فراد ةعملوق في آق واحد على نحو فردي وجماعي مشترك‪ ،‬ومق ثم فال ق فعالةالا الن الاق هالي أكبالر‬
‫الورة جمهورةالا فاضاللا هالي مالوبق الحرةالا‬ ‫اغ باةق رؤام عق المجتمالع المالدني فالي‬ ‫الفضائ ‪ .‬وقد‬
‫المتحررة مق الحكم الا ري التع في والتي تزدهر فاب في حا توافر روابب حالرة دةنامةالا بعةالدة عالق‬
‫‪2‬‬
‫ال ةبرة المنفردة للمجتمع ال ةا ي (الحكوما)‬

‫وقد ذهب باةق إلى ضرورة الحد مق قوة الدولا وتاةةدها بوا با المجتمع المدني بو الفه و الةلا‬
‫أخلقةا‪ ،‬حة أق ثما مةل ببةعةا لدى ك أفرادم ق ةعةشوا وةتعاةشالوا معالا‪ ،‬فهالم ةوجالدوق حتالى قبال‬
‫وجود وتأ ةر الدولا ذاتها‪ ،‬فتهةئ هذم النزعا االجتماعةا ا فراد مق أج تأ ةر وبنا ن و علقات‬
‫لةما للمناف ا‪ ،‬والتما الك ةؤ الر علالى تالداخ الم الالا الذاتةالا واشالتراكهم فالي تعالاملت وم الاعدات‬
‫متبادلا بةنهم‪ ،‬فالي ماابال ذلالك تنظالر الدولالا إلالى المجتمالع المالدني بو الفه مجتمعالا شالرةرا‪ ،‬وشالةئا ةةالر‬
‫مؤه للوجود‪ ،‬فالدولالا ذات المشالروعةا لالةر أكثالر مالق كونهالا ذات تفالوةض ال التخدام الاالوة مالق أجال‬
‫تحاةو الم الا والمنافع العاما‪ ،‬والمجتمالع المالدني ا كثالر تكالامل واكتمالاال هالو ذلالك المجتمالع الالذي لاله‬
‫الادرة على تنظةم شؤونه وةكوق أق اهتماما بالدولا واعتمادا علةهالا‪ .‬وةؤكالد بالاةق علالى إمكانةالا وجالود‬

‫‪ : 1‬عبد القادر الزغل‪ :‬مفهوم المجتمع المدني والتحول نحو التعددية الحزبية‪ ،‬في قضايا المجتمع المدني العربي في ضوء أطروحات‬
‫غرامشي‪ ،‬مركز البحوث العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،9114 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ : 2‬شوقي جالل‪ :‬المجتمع المدني وثقافة اإلصالح‪ ،‬رؤية نقدية للفكر العربي‪ ،‬دار العين للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،4003 ،‬ص‪.55‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫مجتمع مدني متماةز وم تا عق الدولا ةنظم نف ه ببرةاا ببةعةا‪ ،‬في مااب دولا محدودة ةةر مكلفا‬
‫تدةرم في حدود معةنا معروفا‪.1‬‬

‫‪ -5‬هيج ‪( :‬المجتمع المدني كمجا للتنافس بين المصالح المتعارضة)‬

‫احب فض كبةر في بلورة مفهوم المجتمع المدني فل فةا وتمةةزم‬ ‫ةعد الفةل وأل ا لماني هةج‬
‫مالالق الناحةالالا النظرةالالا عالالق مفهالالوم الدولالالا‪ ،‬وقالالد تالالأثر فالالي نظرتالاله للمجتمالالع المالالدني بالالالواقع االجتمالالاعي‬
‫وال ةا ي المعا ر له تأثرا واضحا؛ فاد جا ت ور هةج للمبادئ التالي ةاالوم علةهالا المجتمالع المالدني‬
‫كانعكار للواقع االجتماعي ال ةا ي الذي كانت تعةشه أوربا في ع رم‪.2‬‬

‫وقد انبلو هةج في منظالورم مالق فكالرة العالام والخالاص؛ إذ ةالرى أق العالام ةجالب أق ةتبالور مالق‬
‫الخاص ال أق ةفرض علةه مق الخارل‪ ،‬وهذم الحاجا إلالى تبالوةر العالام مالق الخالاص هالي التالي تضالمق‬
‫عدم االنتاا التعاقدي المفاجئ مق الفرد إلى الدولا‪ ،‬ب تجعله انتاالاال متو البا مالق العائلالا إلالى الدولالا‪،‬‬
‫الات المجتمالع المالدني‪ .‬فالعاالد عنالد هةجال إذق ال ةنشالئ دولالا وإنمالا‬ ‫وهذا التو ب هو الالذي أوجالد مؤ‬
‫ورة مخالفا للمجتمع المدني؛ إذ أنه مجتمع ت ودم الفرقا وال راس‬ ‫مجتمعا مدنةا‪ .3‬وقد أعبى هةج‬
‫والتمالالالالزو فالالالالي ةةالالالالاب الدولالالالالا‪ ،‬فهالالالالو متكالالالالوق مالالالالق أفالالالالراد ال ةالالالالروق ةةالالالالر م الالالالالحهم الخا الالالالا‪،‬‬
‫وةتعاملوق فةما بةنهم لتحاةو م الحهم المادةا‪ .‬فالالمجتمع المالدني هالو مجتمالع الحاجالا وا نانةالا‪ ،‬ولهالذا‬
‫فهو في حاجا إلى المراقبا الم تمرة مق برأل الدولا‪ ،4‬فاال تارار والوحدة ال ةتحااالاق لهالذا المجتمالع‬
‫إال في وجود الدولا التي تضفي علةه بابعا أخلقةا وتوجهه نحو ةاةا محددة‪.‬‬

‫إق مفهوم المجتمع المدني عند هةج ال ةتبابو مالع مفهالوم الدولالا أو المجتمالع ال ةا الي كمالا هالو‬
‫الرة والدولالا‪،‬‬ ‫الحا عند فل الفا العاالد االجتمالاعي‪ ،‬بال ة التخدمه لةشالةر إلالى المجالا المتو الب بالةق ا‬
‫مجالالا إنتالالال وتبالالاد الخبالالرات المادةالالا‪ ،‬مجالالا المبالالادرة الخا الالا والم الاللحا الخا الالا‪ ،‬مجالالا تنالالافر‬
‫الم الا الخا ا والمتعارضالا‪ .‬وةنكالر هةجال االن الجام الالذي تفرضاله نظرةالات العاالد االجتمالاعي بالةق‬
‫الدولا والمجتمع المدني‪ ،‬مؤكدا عجز هذا ا خةر عق تحاةو العا والحرةالا مالق تلاالا ذاتاله‪ ،‬وةالرى أق‬
‫الدولا هي البار الاوي الاادر علالى تحاةالو ذلالك‪ ،5‬فالدولالا مالق الناحةالا ا خلقةالا أ المى مالق المجتمالع‬
‫المدني‪ ،‬ب هي في نظرم "الرادة الماد ا"‪ ،‬بمعنالى أنهالا عاال كالائق علالى ا رض‪ ،‬وهالي بالذلك تمتلالك‬
‫‪ : 1‬علي عبود المحمداوي وحيدر ناضم محمد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ : 2‬محمد عثمان الخشت‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ : 3‬عزمي بشارة‪ :‬المجتمع المدني دراسة نقدية (مع إشارة للمجتمع المدني العربي)‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،9113 ،‬‬
‫ص‪.950‬‬
‫‪ : 4‬أحمد شكر الصبيحي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ : 5‬محمد زاهي المغيربي‪ :‬المجتمع المدني والدولة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.،‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ال لبا المبلاا التي تجع مق ت لب الدولا ال ةا ي –وحتى دكتاتورةتها‪ -‬علالى المجتمالع المالدني أمالرا‬
‫محتوما‪.1‬‬

‫ا الةا االقت الادةا واالجتمالاعي‬ ‫وةعتمد المجتمع المدني علالى الدولالا حتالى فالي الاةالام بوظائفاله ا‬
‫والتعلةمةالا التالالي ال ة الالتاةم أداؤهالا مالالق دوق التنظةمالالات التالي تضالالعها الدولالالا‪ ،‬ومالق جهالالا أخالالرى فو الالةلا‬
‫الدولالالا فالالي توجةالاله أفالالراد المجتمالالع نحالالو ةاةتهالالا ا خلقةالالا هالالي العم ال مالالق خالالل البوائالالأل واالتحالالادات‬
‫المهنةا‪ ،‬ومق خل البباات والمجتمعات المحلةا‪ ،‬والتي مق دونها ةتحو الموابنوق إلى مجرد تجمع‬
‫مق دوق هوةا‪.2‬‬

‫وةتضمق المجتمع المدني ح ب هةج اللحظات الثلثا التالةا‪:3‬‬

‫‪ -‬منظوما الحاجات‪.‬‬

‫‪ -‬تنظةم العدالا (الاضا والشربا)‪.‬‬

‫‪ -‬التعاونةات ا هلةا والهةئات الحرفةا‪.‬‬

‫إق المتأم ال لفل الالفا هةج ال ةلحالالظ أق رؤةتالاله الخا الالا للمجتمالالع المالالدني عك الالت تاةةمالاله حالالوا‬
‫المجتمالالع ا لمالالاني فالالي بداةالالا الاالالرق التا الالع عشالالر قبال أق تتحاالالو وحدتالاله‪ ،‬وقالالد اعتبالالر هةجال أق خالالرول‬
‫المجتمع ا لماني مق أزمته ةرتبب بظهور الدولا الواحدة التي ترشد تبورم وتاودم على لم التبور‪.4‬‬

‫‪ -6‬ماركس‪( :‬المجتمع المدني باعتباره القاعدة المادية المؤسسة للدولة)‬

‫رةم أق فل فا المفكر ا لماني كار ماركر قد تأثرت بشك كبةر بفل الفا هةجال إال أق ت الورم‬
‫للعلقا بالةق المجتمالع المالدني والدولالا كالاق مغالاةرا لت الور هةجال ‪ ،‬مثلمالا كالاق ت الورم لببةعالا العملةالا‬
‫الجدلةالالا ونالالوس الاالالوى المحركالالا للتبالالور التالالارةخي؛ ففالالي الالةاو ناالالدم لمثالةالالا هةج ال نظالالر مالالاركر إلالالى‬
‫ار الواقعي للدولا‪ ،‬وقد شخ ه في مجموس العلقات المادةا لألفراد فالي‬ ‫المجتمع المدني باعتبارم ا‬
‫مرحلا محددة مق مراح تبور قوى النتال‪ ،‬أو الااعدة التي تحالدد ببةعالا البنالى الفوقةالا بمالا فةهالا مالق‬
‫دولا ونظم وحضالارة ومعتاالدات‪ .‬بعبالارة أخالرى إق المجتمالع المالدني عنالد مالاركر هالو مجالا لل الراس‬

‫‪ : 1‬توفيق المديني‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫‪ : 2‬محمد زاهي المغيربي‪ :‬المجتمع المدني والدولة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ : 3‬لمزيد من التفاصيل حول هذه اللحظات أنظر‪ :‬كريم أبو حالوة‪ :‬إشكالية مفهوم المجتمع المدني‪ ،‬النشأةة‪-‬التطأور‪-‬التجليأات‪ ،‬مرجعع‬
‫سبق ذكره‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ : 4‬محمد زاهي المغيربي‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫البباي‪ ،‬وهو ةشك ك الحةاة االجتماعةا قب نشالو الدولالا‪ .1‬لاالد كتالب مالاركر حالو أهمةالا المجتمالع‬
‫المدني في الةدةولوجةا ا لمانةا ةاو ‪" :‬إق شك التعام المحدد بالاوى النتاجةا الموجالودة فالي جمةالع‬
‫المراحال التارةخةالالا ال الالاباا‪ ،‬والمحالالدد بالالدورم لهالالذم المراحال ‪ ،‬هالالو المجتمالالع المالالدني‪ ،‬وإق لهالالذا المجتمالالع‬
‫الالرة الب الالةبا والمركبالا‪...‬وإنالاله لمالالق الواضالا الاللفا أق المجتمالالع المالالدني‬ ‫الاله فالي ا‬ ‫المالدني مادماتالاله وأ‬
‫ةشك البؤرة الحاةاةا والم رح الحاةاي للتارةخ كله"‪.2‬‬

‫ةتفو مفهوم المجتمع المدني عنالد مالاركر فالي المعالالم العرةضالا مالع البنةالا التحتةالا‪ ،‬ةةالر أق هالذا‬
‫المفهوم لم ةعد كافةا كأداة تحلةلةا بالن با لماركر‪ ،‬ولذلك فاد توقأل عق ا تعما هالذا المفهالوم مفضالل‬
‫االنتاالالا إلالالى م الالتوى آخالالر مالالق التحلةال مالالق خالالل ا الالتخدامه لمفهالالومي البنةالالا التحتةالالا والبنةالالا الفوقةالالا‪،‬‬
‫ر المادةا والةدةولوجةا المؤبرة للوجود المجتمعي‪.‬‬ ‫محاوال بذلك تحدةد ا‬

‫‪ -2‬ألكسيس دي توكفي ‪( :‬فن إنشاء الجمعيات)‬

‫وهو عالم فرن ي نزح مق فرن الا إلالى أمرةكالا وكالرر حةاتاله لخدمالا وبناله فالي مجالاالت الاضالا‬
‫والدارة والتشرةع وال ةا ا‪ ،‬ومق أهم ما كتبه "الدةمارابةا في أمرةكا" في جز ةق و"النظام الاالدةم"‪.‬‬
‫وقد أكد توكفة مق خل درا ته للمجتمعات ا وربةا وا مرةكةا على أق الدفاس عق نمب الدولا التالي‬
‫تحكم وت ةبر على المجتمع المدني تحت م مى حماةا الم الا واالهتمامات العاما إنمالا لاله تالداعةات‬
‫جد خبةرة‪ ،‬ةأتي على قائمتها نمو نمب جدةد مق الدولا اال تبدادةا التي ةنتخبها الموابنوق‪ ،‬مؤكالدا أق‬
‫ال راس والخل االجتماعةةق إنما هما لة ا مق نتال تلك الم الا واالهتمامات الخا ا أو تعارضهما‪،‬‬
‫ب لذلك النمب الجدةد مق ا تبداد الدولا الذي أضالحى الخبالر الرئة الي الالذي ةتهالدد المجتمعالات وا مالم‬
‫‪3‬‬
‫الدةمارابةا الحدةثا‬

‫وأمام هذم الهةمنا ال ةا ةا واالجتماعةا واالقت ادةا للدولالا وتغلغلهالا فالي كافالا برائالو ومنالاحي‬
‫الحةالالاة حالالاو توكفةالال تأ الالةر عالالدة حلالالو تكفالال تاوةالالا التوجهالالات نحالالو الم الالاواة مالالق خالالل الثالالورة‬
‫الدةمارابةا‪ ،‬وبدوق أق ت ما للدولا بأق تجرد ا فراد مق حرةتهم وتجعلهم في حالا لبةا‪ ،‬وبالما أنه‬
‫ال ةمكق ح أو إلغا الدولا‪ ،‬ننا مازلنا في حاجا إلةهالا‪ ،‬فالحال ةكمالق لدةاله فالي توزةالع الاالوة ال ةا الةا‬
‫الم تبدة إلى أةد ي متنوعا‪ ،‬حة إجرا انتخابالات دورةالا ومالنا اللبات م التالا للاضالا وتانالةق الاالوة‬

‫‪ : 1‬أحمد شكر الصبيحي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬


‫‪ : 2‬ماركس وإنجلز‪:‬اإليديولوجيا األلمانية‪ ،‬ترجمة‪ :‬فؤاد ديوب‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬دمشق‪ ،9119،‬ص‪23‬‬
‫‪ : 3‬فؤاد عبد الجليل محمد عبد هللا الصالحي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫الشرعةا‪ ،‬ك ذلالك مالق شالأنه أق ة الاعد علالى تالالةص فالرص اال التبداد ال ةا الي والداري الالذي ةحكالم‬
‫المجتمع المدني‪.1‬‬

‫وةؤكد توكفة أق هذم الخبوات ال اباا ما هي إال إجرا ات م اعدة إذا ما قورنت بعملةا تأ ةر‬
‫وتنمةالالا روابالالب وجمعةالالات مدنةالالا قالالادرة علالالى الاةالالام بوظالالائأل الضالالبب والمراقبالالا ال ةا الالةا لل الالتبداد‬
‫ال لبوي للدولا‪ ،‬علوة على أدوار ووظائأل اجتماعةا جلةلا‪.‬‬

‫توكفة عق تلك الجمعةات المدنةا التي رآها في الوالةالات المتحالدة ا مرةكةالا ب عجالاب‬ ‫لاد تحد‬
‫ال نظةر له‪ ،‬وف ر المة الشدةد لدى ا مرةكالاق لتشالكة الجمعةالات بالأق نضالا ا مالرةكةةق أ ا الا ضالد‬
‫نزعا اللم اواة وعز النار عق بعضهم البعض قد جعلهم ةنشئوق الجمعةات الحرة فنجحوا في ذلك؛‬
‫إق لألمرةكةةق لةر فاب جمعةات وشركات تجارةا و ناعةا‪ ،‬ب لدةهم أةضا جمعةات دةنةا وأخلقةا‪،‬‬
‫جمعةات جادة وأخرى هازلا‪ ،‬جمعةات عاما للجمةع وأخرى خا ا ك الخ وص‪ ،‬جمعةالات ضالخما‬
‫الالغةرة كال ال الالغر‪ ،‬إنالاله حةنمالالا تجالالد فالالي فرن الالا الحكومالالا علالالى رأر كال مشالالروس‪ ،‬تجالالد فالالي‬ ‫وأخالالرى‬
‫إنجلترا رجل وجةها مق ذوي المكانا‪ ،‬ال تجد في أمرةكا إال جمعةا‪.‬‬

‫لالالم ةم ال توكفة ال مالالق تردةالالد وتأكةالالد أق الالالروابب والجمعةالالات االجتماعةالالا هالالي التالالي تشالالك "عالالةق‬
‫المجتمع المدني الم تابلي الاوي" ‪ ،‬ذات التنظةم والدارة الذاتةةق‪ ،‬فهي بمثابا مالدارر تلاالق المالوابنةق‬
‫قةم المحافظا علالى الحاالوو والواجبالات والتالرابب مالع ا خالرةق‪ ،‬إنهالا تحالو كالذلك دوق ا التبداد ا قلةالا‬
‫بم ةر ا ةلبةا وتأكةدها الدائم على قةم الم اواة والحرةا والدةمارابةا‪.2‬‬

‫لاد تمكق توكفة مق خل درا ته أق ةؤ ر بنا ا نظرةا حو مفهوم الدةمارابةا‪ ،‬ورةالم أناله‬
‫رةحا بمفهوم المجتمع المدني إال أنه أ هب فالي الحالدة عالق الجمعةالات كلبنالا أ ا الةا‬ ‫لم ةبد اهتماما‬
‫لبنا مجتمع دةمارابي ت ودم قةم العد والحرةا والم اواة‪.‬‬

‫‪ -8‬غرامشي‪( :‬المجتمع المدني كمجا للتنافس اإليديولوجي من أج الهيمنة)‬

‫لاد عاد المفهوم للظهور بعد الحرب العالمةا ا ولى مع المفكر الةبالي أنبونةو ةرامشالي الالذي‬
‫حاو أق ةبرح موضوس المجتمع المدني في إبار نظرةا ال الةبرة والهةمنالا البباةالا‪ ،‬وة التخدمه فالي‬
‫إعادة بنا ا تراتةجةا الثورة الشةوعةا‪ .‬إق الجدةد في الت ور الغرامشي هو أق المجتمالع المالدني لالةر‬

‫‪ : 1‬فؤاد عبد الجليل محمد عبد هللا الصالحي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ : 2‬لمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬ألكسيس دي توكفيل‪ :‬الديمقراطية في أمريكا‪ ،‬ترجمة أمين مرسي قنديل‪ ،‬إصدارات محسن المهدي‪،‬‬
‫ط‪.9119 ،5‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫مجاال للمناف الا االقت الادةا كمالا أبالرز هةجال ومالاركر‪ ،‬وإنمالا هالو مجالا للتنالافر الةالدةولوجي‪ .‬ةاالو‬
‫تمالارر البباالا االجتماعةالا هةمنتهالا‬ ‫ةرامشي أق المجتمع المدني هو"الهةمنا الثاافةا وال ةا ةا‪ ،‬حةال‬
‫على كام المجتمع كاحتوا أخلقي للدولالا"‪ .‬وبهالذا اعتبالر ةرامشالي المجتمالع المالدني فضالا ا للتنالافر‬
‫الةدةولوجي؛ ف ذا كاق المجتمع ال ةا ي حةزا لل ةبرة بوا با الاوة أو ال لبا‪ ،‬فالمجتمع المدني هالو‬
‫فضا للهةمنا الثاافةا الةدةولوجةا‪ .‬ووظةفا الهةمنا هي وظةفا توجةهةا لل لبا الرمزةا التالي تمالارر‬
‫بوا با التنظةمالات التالي تالدعي بأنهالا خا الا مثال الناابالات والمالدارر ودور العبالادة والهةئالات الثاافةالا‬
‫المختلفا‪.1‬‬

‫وإذا كاق المجتمع المدني ل دى ماركر ةتفو مع البنةا التحتةا ف نه لدى ةرامشالي جالز مالق البنالى‬
‫الفوقةا‪ ،‬إذ ةاو في أحد ن و ه‪ " :‬إق ما ن تبةع فعله حتى هذم اللحظالا هالو تثبةالت م التوةةق فالوقةةق‬
‫أ ا الالةةق‪ :‬ا و هالالو المجتمالالع ال ةا الالي أو الدولالالا‪ ،‬والثالالاني ةمكالالق أق ةالالدعى المجتمالالع المالالدني الالالذي هالالو‬
‫مجموعا مق التنظةمات"‪ .2‬إذق فبالن با لغرامشي هناك مجاالق رئة ةاق ةضمناق ا التارار أو الةبرة‬
‫البرجوازةالالا ونظامهالالا‪ :‬المجالالا ا و هالالو مجالالا الدولالالا ومالالا تملكالاله مالالق أجهالالزة‪ ،‬وفةالاله تتحاالالو ال الالةبرة‬
‫المباشالرة (أي ال ةا الةا) ‪ ،‬والمجالالا الثالاني هالو مجالالا المجتمالع المالالدني ومالا ةمثلاله مالالق أحالزاب وناابالالات‬
‫وو ائ إعلم ومدارر وكنائر‪ ...‬الخ‪ ،‬وفةه تتحاو وظةفا ثانةا البد منها لباا أي نظالام‪ ،‬هالي الهةمنالا‬
‫الةدةولوجةالالا والثاافةالالا؛ وةعتبالالر المثافالالوق أداة هالالذم الهةمنالالا‪ ،‬ومالالق هنالالا اهالالتم ةرامشالالي ب عالالادة تعرةالالأل‬
‫المثاالالأل وتحلة ال دورم والرهالالاق الكبةالالر الالالذي ألاالالي علةالاله فالالي التحوة ال االجتمالالاعي‪ ،‬ومالالق ثالالم زل فكالالرة‬
‫المثاالالأل العضالالوي؛ إذ ال قةمالالا للمثاالالأل عنالالد ةرامشالالي والضالالماق لفاعلةتالاله إال إذا كالالاق عضالالوةا‪ ،‬أي إذا‬
‫ارتبب بمشروس بباا ةا الي‪ ،‬كمالا أق الهةمنالا ال قةمالا لهالا إال كجالز أو م التوى مالق م التوةات العمال‬
‫لتحاةو ال ةبرة االجتماعةا؛ إنهالا لة الت منافةالا لل ةا الا ولكالق مكملالا لهالا‪ ،‬ومتمالاةزة عنهالا‪ ،‬فالالمجتمع‬
‫المدني والمجتمع ال ةا ي(الدولا) ة ةراق جنبا إلى جنب‪ ،‬وةجمع بةنهما في ك نظالام وحالدة دةنامةكةالا‬
‫ال ةبرة االجتماعةا‪.3‬‬

‫لاالالد أدخالال ةرامشالالي قبةعالالا جدةالالدة فالالي المضالالموق الالالداللي للمفهالالوم باعتبالالارم فضالالا ا للتنالالافر‬
‫الةدةولوجي‪ ،‬وذلك مق خل زجه المثاأل العضوي في عملةا تشكة الرأي ورفالع الم التوى الثاالافي‪،‬‬
‫وفي ذلك كانت دعوته ملحا إلى ضرورة تكوةق منظمات اجتماعةالا‪ ،‬ومهنةالا ناابةالا‪ ،‬وتعددةالا حزبةالا‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: Roger Gerard schwartzenberg: Sociolologi politique, éd5, Montchrestien, Paris cedex15,1998, p73‬‬
‫‪ : 2‬فريد باسيل الشياني‪ :‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ : 3‬برهان غليون‪ :‬المجتمع المدني من المفهوم المجرد إلى المنظومة االجتماعية والدولية‪ ،‬مداخلة في ندوة المجتمع المدني‬
‫وإشكاليات التحول الديمقراطي (‪ 92-92‬مايو‪ ،)4009‬جامعة قطر‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫رةا ةضالع البنالا الفالوقي فالي حالالا ةةالر متنالافرة مالع البنالا التحتالي‪ ،‬وإةجالاد برةاالا‬ ‫لهدأل اجتماعي‬
‫للتفاع الحةوي الم تمر بةنهما‪ .1‬وهو بذلك ةضع للحزب الشةوعي البامع لل ةبرة ا تراتةجةا جدةدة‬
‫لمعركا التغةةر االجتماعي (الشةوعي) مق خل العم على م توى المجتمالع المالدني وتعبئالا المثافالةق‬
‫لك ب معركا الهةمنا الةدةولوجةا ومق خللها ال ةبرة على جهالاز الدولالا‪ ،‬خلفالا ال التراتةجةا لةنالةق‬
‫التي تعتمد التنظةم االحترافي للثورة أو االنالب الع كري‪.2‬‬

‫إق م بلا المجتمع المدني الالذي انبلالو مالع أر البو ورال عنالد المنظالرةق ال ةا الةةق الغالربةةق‬
‫حتى الارق الثامق عشر بمعنى مجتمع الموابنةق الذةق ال ترببهم علقات ا تلزام بعائلت أو عشالائر‬
‫ةا ةا‪ ،‬فالمجتمع المدني كاق إباق الثورة الفرن الةا عالام ‪ 7177‬ةعنالي مجمالوس المالوابنةق فالي الالبلد‪،‬‬
‫ي للموابنةق‪ ،3‬وبعالدها ف ال هةجال مفهالوم المجتمالع المالدني عالق مفهالوم‬ ‫والدولا كانت البار المؤ‬
‫رة والعلقات ال ةا ةا في الدولا‪ ،‬أما عند مالاركر ف ناله نالادرا‬ ‫الدولا‪ ،‬لةمث وضعةا متو با بةق ا‬
‫ما ارتبب هذا الم بلا بالالمجتمع‪ ،‬لكالق هنالاك علقالا ثنائةالا بالةق المجتمالع المالدني (مجموعالا العلقالات‬
‫االقت الالادةا واالجتماعةالالا وقالالوى النتالالال) مالالع الدولالالا (البنةالالا الفوقةالالا لظالالاهرة العلقالالات البباةالالا ضالالمق‬
‫المجتمع المدني)‪ .‬أما في العاةدة ا لمانةا ف نها تناقش المجتمع المدني على أناله م الدر حاةاالي لم الرح‬
‫التارةخ بكاملاله‪ ،‬وذلالك هال و الالذي ةف الر ا حالدا ال ةا الةا وتغةراتهالا‪ ،‬والاانونةالا‪ ،‬والنمالو الثاالافي الالذي‬
‫نمو بنا المجتمع المدني‪ ،‬وهكذا ف ق مفهوم ماركر قد تم تبنةه مق قب ةرامشالي الالذي ةنالاقش‬ ‫ةح‬
‫العلقا الا رةا بةق الدولا وا وجه االقت ادةا لإلنتال الموجودة فالي المجتمالع المالدني‪ ،‬وهالذم الم الاحا‬
‫مق الحةاة االجتماعةا بدأت بالظهور على أنها تمث محةب الموابق العادي ومواقفه الفردةا‪ ،‬وقد برح‬
‫الالةغا مفالالردة تتضالالمق تعالالارض حةالالاتةق‬ ‫هالالذا الشالالك مالالق العلقالالا بالالةق المجتمالالع والدولالالا ووضالالعهما فالالي‬
‫إحالالداهما حةالالاة خا الالا والثانةالالا حةالالاة عامالالا‪ ،‬لعبالالا دورا مهمالالا فالالي التحلة ال المارك الالي المعا الالر للعاةالالدة‬
‫والنفوذ‪.4‬‬

‫‪ : 1‬فريد باسيل الشياني‪ :‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ : 2‬برهان غليون‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ : 3‬فريديريك معتوق‪ :‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬أكاديميا‪ ،‬بيروت‪ ،9113 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ : 4‬معن خليل العمر‪:‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪ ،4000،‬ص‪.939‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ثانيا‪ :‬المداخ النظرية الحديثة لدراسة المجتمع المدني‪:‬‬


‫‪ .1‬نظرية السلم االمتدادي‪:‬‬
‫نادى بهذم النظرةا " ةدني وةب" (‪ ،)Wib Sidney‬وهي ترتكز على أربعا افتراضات‪:‬‬
‫‪ -‬إق على ك دولا م ؤولةا محددة ةنبغي أق تلتزم بها وتعلنها مق خل الد تور‪ ،‬بحة تكوق‬
‫هذم الم ؤولةات حاوقا ال بد مق أدائها للشعب جمةعا وإال فتكوق قد ق رت في حاه‪.‬‬
‫‪ -‬على الدولا أق تحافظ على الحد ا دنى لم توى المعةشا‪ ،‬وعلى هذا الحد ا دنى مق الم توى‬
‫تتضا لنا الحدود لمجموعا الخدمات التي ةجب على الدولا أق تلتزم بها للنار‪ ،‬بحة ال ةكالوق هنالاك‬
‫أي موابق محروم مق هذم الخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬إق ك ما تادمه الدولا مق خدمات مرتبب دائما بما تملكه مق مواد وإمكانةات‪ ،‬ومق ثم ف وأل‬
‫ت ظهر على خب الحد ا دنى لم توى المعةشا بعض الثغالرات الناتجالا عالق قلالا مالوارد الدولالا وق الور‬
‫إمكانةاتهالالا‪ ،‬وهنالالا ةجالالب أق ةنبلالالو الشالالعب بالالالجهود التبوعةالالا عالالق برةالالو الجماعالالات‪ ،‬والهةئالالات‪،‬‬
‫والجمعةات‪ ،‬ومختلأل التنظةمات ا هلةا ل د هذم الثغالرات‪ ،‬وبالذلك تكالوق هنالاك شالركا فالي الم الؤولةا‬
‫االجتماعةا بةق ما هو حكومي مق جانب و ما هو أهلي مق جانب آخر‪.‬‬
‫‪ -‬إق الهةئالالات ا هلةالالا والجمعةالالات ال ت الالتب ةع تعمالالةم خالالدماتها لك ال النالالار كالالا جهزة الحكومةالالا‪،‬‬
‫وذلك لضعأل مواردهالا وق الور إمكانةاتهالا‪ ،‬فهالي تا الر خالدماتها علالى منالابو معةنالا‪ ،‬أو علالى فئالات‬
‫خا ا‪ ،‬إال أق أهم ما ةمةز هالذم الجهالود ا هلةالا هالو أنهالا تنبلالو ب الورة مرنالا فالي االبتكالار والبالداس‬
‫والتجدةد‪.1‬‬
‫باخت ار ةمكق الاو بأق الحكوما تبدأ الخدمات على الم التوى الاالومي فالي مختلالأل مجالاالت‬
‫الرعاةا االجتماعةا‪ ،‬و حالةق ةنتهالي دور الدولالا ةبالدأ دورالمنظمالات ا هلةالا‪ ،‬فهالذم ا خةالرة تهالتم برفالع‬
‫م توى الخدمات الحكومةا الاائما‪ ،‬و كذلك تلفت اهتمام الدولا نحو تح ةق م توى الخدمات الاائما‪2‬؛‬
‫حة أق تالرا كم بعالض الخالدمات ا هلةالا التالي تثةالر اهتمالام الالرأي العالام قالد ةجعال الحكومالا تأخالذ علالى‬
‫عاتاها م ئولةتها‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية األعمدة المتوامية‪:‬‬

‫وقد نالادى بهالا "جالراي" )‪ (Gray‬انبلقالا مالق ملحظتاله أق كثةالرا مالق الحكومالات تتعهالد أمالام‬
‫الباب مختلفالا‪ ،‬ولهالذا ف ناله ال‬ ‫شعوبها بتنفةذ خبب و برامأ ضخما‪ ،‬ثم ال ت التبةع أق تفالي بعهودهالا‬

‫‪ : 1‬إبراهيم عبد الهادي المليجي‪ :‬تنظيم المجتمع‪ .‬مداخل نظرية ورؤية واقعية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،4005،‬ص‪-‬‬
‫ص‪.11-12 .‬‬
‫‪ : 2‬سامية محمد فهمي‪ :‬اإلدارة في المؤسسات االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،9112 ،‬ص‪.952‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ةمكق قةام مجتمع ة عى لتحاةو الرفاهةا االجتماعةا بغةر وجود شراكا وتعاوق وتضامق بةق ا جهزة‬
‫الحكومةا والهةئات ا هلةا‪ ،‬فكلهما متمم لآلخر‪ ،‬شرب أق ال تتكرر الخدمات التي تادم للنار مق كل‬
‫الجهتةق (الحكومةا و ا هلةا)‪ ،‬وأق ال تتعارض مالع بعضالها الالبعض؛ فال ذا أخالذت الدولالا علالى عاتاهالا‬
‫م ؤولةا التعلةم االبتدائي مثل‪ ،‬فاد ال ت تبةع تغبةا احتةاجات النار جمةعا وتوفةر مكاق لك تلمةالذ‪،‬‬
‫ومق هنا تبرز في المةداق جهود الهةئات ا هلةا والحلو الذاتةا التي ةاالدمها النالار بواعةالا فةنشالئوق‬
‫المدارر الخا ا‪ ،‬فالمهم أق ال ةتكرر العمال فالي جبهالا واحالدة‪ ،‬ولالذلك المةت هالذم النظرةالا با عمالدة‬
‫المتوازةا‪ ،‬فهذم الجهود المتوازةا ال تتعارض وال تتاابع فةحد التداخ أو التكرار‪.1‬‬
‫تؤكد ف لفا هذم النظرةا على العلقا بةق الحكوما والمنظمالات ا هلةالا‪ ،‬وتركالز علالى أق هالذم‬
‫العلقا علقا تعاوق و تشارك في مختلأل مجاالت الرعاةا االجتماعةا‪ .‬وهذم النظرةا ت الما بتالدرةب‬
‫تعم ك مق المنظمالات الحكومةالا وا هلةالا جنبالا إلالى‬ ‫العاملةق في مجاالت الرعاةا االجتماعةا‪ ،‬حة‬
‫جنب‪.2‬‬
‫‪ -1‬نظرية إخفاق الحكومة وإخفاق السوق‪:‬‬
‫ات المجتمع المدني إلى عجز ال وو عالق تحاةالو‬ ‫ترجع هذم النظرةا بب نشأة وتبور مؤ‬
‫المتبلبات االجتماعةا واالقت ادةا لألفراد‪ ،‬وكذا تحاةو العدالا والم اوات خا ا فالي توزةالع الجالور‪،‬‬
‫الالات المجتمالالع المالالدني كابالالاس ثال ال أمالالرا واقعةالالا‪ .‬وعلةالاله فظهالالور هالالذم‬ ‫وهالالو ماةجع ال مالالق بالالروز مؤ‬
‫ات ةرتبب مالق ناحةالا با الور وعالدم قالدرة ال الوو علالى تالوفةر ال اللع والخالدمات‪ ،‬لكالق الرعاق‬ ‫المؤ‬
‫ماةوظأل هذا الخفاو ل الا الحكوما للتدخ االجتماعي واالقت ادي‪ ،‬وعلةه فال ق الناحةالا الثانةالا مالق‬
‫الا ور تتمث في عجالز الحكومالا عالق ا التةعاب متبلبالات أفالراد المجتمالع‪ .‬هالذا الخفالاو الثنالائي ةكالوق‬
‫عا دةوتزداد احتماالته في المجتمعات المتنوعا ةةر المتجان ا‪ ،‬وفالي هالذم الظالروأل ةبالرز دور الابالاس‬
‫ةتوجاله نحالو إشالباس الحاجالات ةةالر المتجان الا التالي أخفالو أمامهالا‬ ‫الثال أو الاباس ةةر الربحي‪ ،‬حةال‬
‫ال وو والحكوما‪.3‬‬
‫وتنبلو هذم النظرةا مق عدة افتراضات أهمها‪:4‬‬
‫‪ -‬ةختلأل حجم الاباس ت بعا لدرجالا التجالانر فالي المجتمالع وخا الا مالق حةال ال الكاق ومالق حةال‬
‫التنوس الدةني والعرقي‪.‬‬

‫‪ : 1‬إبراهيم عبد الهادي المليجي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-‬ص‪.11-31.‬‬


‫‪ : 2‬سامية محمد فهمي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.952‬‬
‫‪ : 3‬عبد اللطيف الخطيب وآخرون‪ :‬اإلسهام االقتصادي واالجتماعي للمنظمات األهلية في الدول العربية‪،‬الشبكة العربية للمنظمات‬
‫األهلية‪ ،‬القاهرة‪ ،9111 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ : 4‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫‪ -‬إق تزاةد إنفاو الحكوما على ال ةا ات االجتماعةالا واالقت الادةا ةالؤدي عالادة إلالى انكمالاش فالي‬
‫ات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫دور الاباس الثال أو مؤ‬
‫الالات المجتمالالع المالالدني ةكالالوق مالالق ال الالهامات الخةرةالالا والوقفةالالا‬ ‫ا الالي لمؤ‬ ‫‪ -‬إق التموةالال ا‬
‫الخا ا‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية جانب التوفير أو االمتداد‪:‬‬
‫تعتمد هذم النظرةا أةضا على فكرة البلب ةةر المشبع مق قب الحكوما وال وو في تف الةر نمالو‬
‫وتبور المجتمع المدني‪ ،‬على ةرار النظرةا ال اباا‪ ،‬ولكنها تعتبرم شربا ةةر كاأل ب تضةأل شربا‬
‫ثانةا ةتمث في ظرورة وجود مبدعةق ورواد اجتماعةةق لدةهم حافز لتأ ةر منظمات تتكف بتحاةو هذا‬
‫البلب ةةر المشبع‪ .‬وظهور هؤال ةتعلو بعوام عدةدة مث المناف ا الدةنةا والتنوس الدةني‪ .‬وةالنعكر‬
‫ذلك على ال حا والتعلةم بشك مباشر‪.1‬‬
‫‪ -5‬نظرية الثقة‪:‬‬
‫الات المجتمالع المالدني إلالى إخفالاو الابالاس الخالاص وعالدم‬ ‫ترجع هذم النظرةا ظهور وتبور مؤ‬
‫تالالوفر الثاالالا لالالدى العمالالل حالالو نوعةالالا ال الاللع أو الخدمالالا المادمالالا مالالق بالالرأل هالالذا الابالالاس‪ ،‬أةالالق تكالالوق‬
‫المعلومات المتوفرة لدةهم حو ال لعا أو الخدما محالدودة جالدا كالدور الحضالانا مالثل‪ .‬إق مجالا تف الةر‬
‫هذم النظرةا ةت ع مع عدم توفر الثاا في الاباس الخاص‪.2‬‬
‫‪ -6‬نظرية دولة الرفاه‪:‬‬
‫وتنبلو أ ا ا مق فكرة الدولا التي كانت تهةمق وت ةبر على الحةاة العامالا‪ ،‬إذ تشالهد زةالادة فالي‬
‫حجم ونوعةا إنفاو الدولا على مختلأل المةالادةق االجتماعةالا واالقت الادةا وحتالى ال ةا الةا‪ ،‬هالذا ا مالر‬
‫الات المجتمالع المالدني‪ ،‬كالوق دولالا الرفالام هالي الم الةبر الوحةالد علالى‬ ‫ةال م ق ات اس وزةادة عالدد مؤ‬
‫ا الةا للمجتمالع‪ ،‬كلمالا تالالص‬ ‫تادةم المعونات على أفراد المجتمع‪ ،‬فكلما حاات دولا الرفام الحاجات ا‬
‫ات المجتمع المدني نها تح محله‪.3‬‬ ‫حجم الاباس الثال أو مؤ‬
‫‪ -2‬نظرية االعتماد المتباد ‪:‬‬
‫ةعتمد التحلة تبعا لهذم الرؤةا النظرةا على أ ر مغاةرة فالي تف الةر نوعةالا العلقالا ال الائدة بالةق‬
‫الالات المجتمالالع المالالدني‪ ،‬حة ال نمالالوذل المناف الالا بالالةق الابالالاعةق ال ةعالالد البرةاالالا ا نجالالع‬ ‫الحكومالالا ومؤ‬
‫لتحاةالالو ا هالالداأل المتوخالالاة مالالق كلةهمالالا‪ ،‬إذ هنالالاك عوام ال أخالالرى كالشالالراكا أو االعتمالالاد المتبالالاد بالالةق‬
‫البرفةق‪ .‬ف خفاو الحكوما وال وو مق جها‪ ،‬وحاجات الاباس ةةر الربحي لم الاندة ةا الةا مالق جهالا‬

‫‪ : 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫‪ : 2‬عبد هللا الخطيب وآخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ : 3‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫أخالرى ةجعلنالا نتوقالالع نالوس العلقالا التالالي تتمةالز بالتعالالاوق والشالراكا فالي مواجهالالا المشالكلت االجتماعةالالا‬
‫وتوفةر الخدمات الن انةا‪.1‬‬
‫‪ -8‬نظرية اقتراب األصو االجتماعية‪:‬‬
‫وتعتمد على خ ائص الظاهرة االجتماعةا في التحلةال ‪ ،‬والتالي تتمةالز عالادة بالتعاةالد‪ ،‬إذ ال ةمكالق‬
‫فهمها لكونها تعكر علقات التفاع ا كثالر تعاةالدا والم الاندة بالةق مختلالأل الشالرائا االجتماعةالا‪ ،‬وكالذا‬
‫الالات‪ .‬وةؤكالالد رواد هالالذم النظرةالالا علالالى ضالالرورة تتبالالع علقالالات ال الاللبا والتفاع ال علالالى‬ ‫مختلالالأل المؤ‬
‫ات المجتمع المدني والدولالا‪ ،‬وةاترحالوق أربعالا أنمالاب مالق العلقالات وفاالا لبالار النظالام‬ ‫م توى مؤ‬
‫الاائم (النظام اللةبرالي‪ -‬االشتراكي‪ -‬الدولا الشالمولةا‪ -‬نظالام الالدمأ) وفالي كال نمالب أو نظالام هنالاك دور‬
‫الات‬ ‫تضبلع به الدولا ةت ع أو ةضةو ح ب ببةعا ك نظام‪ ،‬وعلى إثر هذا ةختلالأل أةضالا حجالم مؤ‬
‫المجتمع المدني‪:‬‬
‫ففي ظ النظام اللةبرالي ةكوق النفاو الحكومي محدودا‪ ،‬وةاابلاله تفعةال وتالدعةم للابالاس الثالال ‪،‬‬
‫ات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وتلعب البباا الو بى دورا مهما في تبوةر الاباس الثال أو مؤ‬
‫أمالالا الالالنمب االشالالتراكي فةتمةالالز بات الالاس إنفالالاو الحكومالالا علالالى ال ةا الالات االجتماعةالالا واالقت الالادةا‪،‬‬
‫وةتمةز أةضا بتوفةر قوانةق ونظم للحماةا االجتماعةالا كالتالأمةق علالى الببالالا‪ ،‬الضالماق االجتمالاعي‪،...‬‬
‫الالات المجتمالالع المالالدني محالالدودا نظالالرا لتبنالالي الحكومالالا لمختلالالأل المبالالالب‬ ‫ومالالق هنالالا ةكالالوق حجالالم مؤ‬
‫الات‬ ‫االجتماعةا واالقت الادةا‪ ،‬وهنالا نمةالز بالروز البباالا العاملالا التالي تلعالب دورا مهمالا فالي دعالم مؤ‬
‫ات المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ا مق مؤ‬ ‫المجتمع المدني خا ا مق خل الناابات العمالةا التي تمث مؤ‬
‫علالى خاللأل نمالب الدولالا الشالمولةا فال ق الدولالالا تتمةالز بالالاوة ومالق خللهالا ن التبةع دمالأ المجتمالالع‬
‫اته المختلفا‪.2‬‬ ‫المدني ومؤ‬

‫‪ : 1‬عبد هللا الخطيب وآخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ثالثا‪ :‬جداالت المجتمع المدني في الفكر العربي‪:‬‬

‫ةعتبر م بلا "المجتمع المدني " مق المفاهةم الغربةا التي حاو الفكر العربي نالها وتبةئتها في‬
‫الثاافا العربةا‪ ،‬وةشةر العدةد مق المفكرةق إلى أق المفهوم ةةر جدةد على الفكر العربي رةم أنه لم‬
‫ظهر بم مةات مختلفا‪ ،‬وماةار ذلك أق ةوضع بت مةا أي كةاق أو‬ ‫ةرد با م المجتمع المدني‪ ،‬حة‬
‫مجموعا كةانات في مااب أو مواجها الدولا و لبتها‪ ،1‬وهو ما ةتجلى مثل في فكر ابق خلدوق في‬
‫بةق العمراق البشري وال ةا ا المدنةا وال ةا ا الشرعةا‪ ،‬وكذلك في‬ ‫ةاو حدةثه عق الف‬
‫بروحات وقضاةا فكر النهضا العربةا الحدةثا عند رفاعا البهباوي‪ ،‬وخةر الدةق التون ي‪ ،‬وبدرجا‬
‫أق في كتابات جما الدةق ا فغاني ومحمد عبدم وعبد الرحمق الكواكبي‪ ...،‬وةةرهم ممق اهتم‬
‫ات والهةئات االجتماعةا‬ ‫والتادم والنهضا والحكم‪ ،‬إضافا إلى االهتمام ببنى المؤ‬ ‫باضاةا التحدة‬
‫رةا لم بلا المجتمع المدني‪ ،2‬مما ةعني أق‬ ‫التي تتمتع با تاللةا ن بةا عق الدولا‪ ،‬مق دوق ذكر‬
‫المفهوم كاق ماثل في الذهق‪ ،‬أما الم بلا فهو جدةد لم ةتم ا تخدامه قب ال بعةنات مق الارق‬
‫الماضي‪.‬‬
‫بنف ه إلى التعرأل على‬ ‫وفي مااب هذا الرأي ةجزم البعض ا خر أق الفكر العربي لم ةتو‬
‫مفهوم المجتمع المدني‪ ،‬ب جا هذا التعرأل نتةجا االهتمام الكبةر بمؤلفات المفكر الةبالي أنبونةو‬
‫ةرامشي خ و ا‪ ،‬والفكر اللبةرالي عموما‪ ،‬مما ةعني أق الفكر العربي لم ةتعام مع المفهوم‪ -‬قب‬
‫تلك الفترة‪ -‬باعتبارم ظاهرة م تالا بحد ذاتها‪ ،‬ال على الم توى الفل في النظري وال على م توى‬
‫اال تخدام ا داتي الةدةولوجي‪.3‬‬
‫وةتركز انتااد البعض لمفهوم المجتمع المدني على م توى الم بلا على أ ار أق المجتمعات‬
‫العربةا عرفت المنظمات ا هلةا منذ قروق عدةدة وقد ا تخدم هذا الم بلا في ا دبةات العربةا‬
‫للداللا على ما ة عى المنبهروق بك ما هو ةربي لت مةته "المجتمع المدني" رةم أق "المجتمع‬
‫ا هلي" أكثر داللا وارتبابا بال ةرورة التارةخةا لهذم الظاهرة وخ و ةاتها المحلةا‪ ،‬ماارنا بكوق‬
‫المجتمع المدني لغوةا ال ةتعدى الداللا في اللغا العربةا على مجتمع المدةنا مااب مجتمع الرةأل‪ .‬وفي‬
‫هذا ال جا تعتبر الباحثا "شهةدة الباز" ت مةا المجتمع ا هلي إبداعا عربةا‪ ،‬نها ت أل بشك‬
‫موضوعي العلقا التارةخةا بةق الشعب والحكوما في الوبق العربي والتي كثةرا ما ةبرت علةها‬
‫حكومات أجنبةا م تعمرة والتي نتجت عنها ثنائةا "حكوما وأهالي" والتي كثةرا مات تعم حتى‬

‫‪ : 1‬بوعلي ياسين‪ :‬المثقفون العرب من سلطة الدولة إلى المجتمع المدني‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬مجلد ‪ ،41‬عدد‪( 05‬يناير‪ ،‬مارس‪،)9111‬‬
‫ص ‪.23‬‬
‫‪ : 2‬كريم أبو حالوة‪ :‬إشكالية مفهوم المجتمع المدني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.903‬‬
‫‪ : 3‬المرجع نفسه‪.،‬ص ‪.11‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫بالن با للحكومات الوبنةا للتعبةر عق وجود فضا خاص بك منها ةجعلها في بعض ا حةاق في‬
‫موقأل انف ا ومواجها‪.1‬‬
‫ا كةد بةق هذم ا را أق "المجتمع المدني" أ با منذ ال بعةنةات وبدرجا أكبر منذ الثمانةنةات‬
‫رعات الخباب العربي‪ ،‬متأثرا بعودته في المجتمعات ا وربةا‪ ،‬وقد عرأل تداوال كبةرا‬ ‫رعا مق‬
‫خا ا في البلداق التي تبنت مشروس التحو الدةمارابي (مث الجزائر‪ ،‬تونر‪ ،‬م ر‪...،‬الخ)‪ ،‬ةةر‬
‫أق اال تخدام الوا ع لهذا المفهوم مق قب تةارات مختلفا كرر الغموض والتشتت و عوبا التأ ة‬
‫تناف ت ك‬ ‫النظري لهذا المفهوم وذلك ب بب االنتاائةا والتحةز في ا تخدامه ك ّ ح ب حاجته؛حة‬
‫بهذا المفهوم وإدراجه ضمق ت ورها للمجتمع والدولا‪ ،‬مما جعله‬ ‫التةارات تارةبا في ادعا الو‬
‫ةبدو في الظاهر موضوس إجماس بةق الفرقا –على ال عةد النظري على أق تادةر‪ -‬لكق ةاو‬
‫ال جا الذي اندرل فةه تداو هذا المفهوم جعله ةفاد كثةرا مق الدقا نظرا لتعدد منبلاات م تعملةه‪،‬‬
‫في أدبةات هذا الم بلا ةجد أنه قد ا تخدم بمعاق مختلفا‬ ‫وتباةق ماا دهم وأهدافهم‪ ،2‬فالباح‬
‫متنافرة؛ فهو أحةانا مرادأل للدةمارابةا‪ ،‬وأحةانا لحرةا ال وو‪ ،‬أو للحرةا‪ ،‬أو حاوو الن اق‪ ،‬وأحةانا‬
‫ة تخدم كمرادأل لمجتمع المدةنا‪ ،‬وةخلب أحةانا أخرى بةق المجتمع المدني والمجتمع ا هلي‪ ،‬أو‬
‫المجتمع ال ةا ي‪ ،‬وتا ى ا حزاب لدى البعض مق حدود هذا المفهوم‪ ،‬بةنما تا ى ا حزاب‬
‫ال لمةا فاب لدى البعض ا خر‪... ،3‬إلى ةةر ذلك مق اال تخدامات الوظةفةا أو االنتاائةا المنحازة‪،‬‬
‫ةاةا وتأ ة فكر اجتماعي و ةا ي ر ةق‪ ،‬ب تكرر االضبراب والفوضى‬ ‫والتي ال ترقى إلى‬
‫التي ال تنح ر في م توى فهم الم بلا ومدلوالته‪ ،‬ب تمتد لتشم المواقأل العربةا المختلفا إزا‬
‫هذا المفهوم في حد ذاته‪ ،‬والتي تتراوح بةق التاب والرفض والتحفظ؛ ففي حةق ةتجه فرةو مق‬
‫المفكرةق العرب إلى التبني التام –أو شبه التام‪ -‬لك ما هو ةربي‪ ،‬ةاةنا منهم بكوق البرةو العربي‬
‫إلى المجتمع المدني برةو حتمةا ال رجعا عنها‪ ،‬ركونا إلى إةمانهم بكونةا حركا العولما وبترابب‬
‫م اراتها وواحدةا اتجاهاتها‪ .4‬تتجه بعض التةارات إلى رفض المفهوم‪ ،‬وتنكر إمكانةا قةام مجتمع‬
‫مدني عربي على البلو‪ ،‬نظرا لتناقض قةم المجتمع المدني مع الاةم ال لمةا ح ب ما تدعةه‪.5‬‬
‫بةنما ةعترض البعض ا خر على هذا المفهوم باعتبار أنه ولةد تجربا وظروأل مغاةرة لتلك التي مرت‬

‫‪ : 1‬شهيدة الباز‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ : 2‬بن عيسى الدمني‪ :‬ماذا نقتبس من التراث الفكري حول المجتمع المدني‪ ،‬مجلة أقالم‪ ،‬العدد ‪(،03‬جويلية ‪:)4004‬‬
‫‪www.aqulamonline.com/archive/no5/demni.html‬‬
‫‪ : 3‬حول استخدام المصطلح كسالح لمحاربة اإلسالميين أنظر‪ :‬راشد الغنوشي‪ :‬نحو مقامات مشتركة للمجتمع العربي‪ ،‬مجلة أقالم‪،‬‬
‫العدد‪( ،3‬جويلية ‪:)4004‬‬
‫‪www.aqulamonline.com/archive/no5/ghannouchi.html‬‬
‫‪ : 4‬عز الدين عبد المولى‪ :‬المجتمع المدني إشكاالت المصطلح ومشكالت الواقع‪ ،‬مجلة أقالم‪ ،‬العدد ‪(3‬جويلية ‪)4004‬‬
‫‪www.aqulamonline.com/archive/no5/ezzeddine.html‬‬
‫‪ : 5‬عبد الحميد األنصاري‪ :‬نحو مفهوم عربي إسالمي للمجتمع المدني‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬عدد‪ ،)4009/90( 414‬ص‪.904‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫بها المجتمعات العربةا‪ ،‬في حةق ةات ر رفض زمرة مق المفكرةق على الم بلا أو الت مةا ذاتها‬
‫وةدعوق للبح عق بدائ تتنا ب مع الخ و ةا التارةخةا والثاافةا لمجتمعاتنا العربةا ال لمةا‪.1‬‬
‫لاد ظال مفهالوم المجتمالع المالدني علالى الم التوى الفكالري العربالي ةعالاني العدةالد مالق الجالداالت‪،‬‬
‫وةعود جز مق أ باب االختلأل حو تحدةد مااةةر مشتركا لضبب المفهوم‪ ،‬فةما ةعود الجز ا خر‬
‫إلى مدى تاب الم بلا ذاته و الحاجا إلةه باعتبار وجود م بلحات محلةالا النشالأة أكثالر داللالا علالى‬
‫واقع التجربا التارةخةا العربةا على ةرار المجتمع ا هلالي مالثل‪ ،‬فالرةم أق الالبعض ةعتبالر المجتمالع‬
‫لب المجتمع المدني‪ ،‬هناك مق ةرى بأق المجتمع ا هلي ةمكق اعتبارم في العالم العربي‬ ‫ا هلي مق‬
‫مرحلا مق مراح المخاض في اتجام التشك النهائي للمجتمالع المالدني‪ .‬لكالق رةالم ذلالك الخاللأل هنالاك‬
‫اتفاو حو اعتبار المنظمات ةةر الحكومةا بمثابا العمود الفاري للمجتمع المالدني‪ ،‬وإق كالاق الخاللأل‬
‫ةباى أ ا ا قائما حو مدى اعتبار ا حزاب ال ةا ةا جز مق المجتمالع المالدني أو خارجالا عناله‪ .‬أمالا‬
‫بالن با إلى الاباس الخاص فهو ةعتبر بحكم بابعه الم لحي برفا م تال عق المجتمع المالدني‪ ،‬دوق‬
‫أق ةشك بالضالرورة برفالا ماالابل لاله‪ ،‬وإق كانالت االتحالادات المهنةالا تعتبالر جالز ال ةتجالزأ مالق الكتال‬
‫ا ةا التي ةتشك منها المجتمع المدني‪.‬‬ ‫ا‬
‫ةةالالر أق هالالذم االتجاهالالات مهمالالا اختلفالالت وتعارضالالت فال ق الحاةاالالا التالالي ال ةمكالالق تجاوزهالالا هالالي أق‬
‫المجتمع المدني أ با مق مفردات اللغا ال ةا ةا واالجتماعةا الةومةا التي ال ةكاد ةخلو منها كتاب أو‬
‫مجلالالا أو جرةالالدة‪ .‬ولع ال هالالذا االخالالتلأل فالالي المعنالالى والعجالالز عالالق التحدةالالد الالالدقةو للم الالبلحات التالالي‬
‫ن تخدمها راجع إلى جدة ا تخدامها واقتبا ها مق ثاافات أخرى‪ ،‬ومق ثم افتاار م تخدمةها أنف هم إلى‬
‫معرفا جمةع المعاني وال ةاقات التي ارتببالت بها‪،‬واختزالهالا عالادة إلالى معنالى ضالةو ة التجةب للحاجالا‬
‫البارئا ال تخدامها‪ ،‬وإلى التبد ال رةع في المضموق النظري للم البلا والنالاجم عالق تبالد التجربالا‬
‫العملةا ال رةع لمجتمعاتنا‪ ،‬ثم إلى ال ةاو الذي ت تخدم فةه والذي ةالرتبب ارتبابالا كبةالرا فالي مجتمعاتنالا‬
‫الراهنا بال جا ال ةا ي العاةدي والعملي‪.2‬‬

‫إق مالالا ةجالالدر ذكالالرم حالالو المجتمالالع المالالدني ف ال ي الفكالالر العربالالي هالالو أنالاله رةالالم شالالةوس ا الالتخدام هالالذا‬
‫الم الالبلا فالالي الخبالالاب الفكالالري وال ةا الالي العربالالي إال أنالاله ةعالالاني مالالق االخالالتلب واالخالالتلأل وضالالعأل‬
‫التأ ة النظري‪ ،‬رةم كونه موضوس العدةد مق الندوات والملتاةات الفكرةا مث ‪ :‬ندوة حمامات ا نأل‬
‫بتونر‪ ،‬ندوة الااهرة ‪ ،7771‬ندوة بةروت ‪ ،7772‬ندوة جامعا قبالر‪... 2117‬الالخ‪ ،‬كمالا كالاق محالور‬

‫‪ : 1‬محمد زاهي المغيربي‪:‬المجتمع المدني والدولة‪...‬مرجع سبق ذكره‬


‫‪ : 2‬برهان غليون‪ :‬بناء المجتمع المدني العربي‪ :‬دور العوامل الداخلية والخارجية‪ ،‬ورقة قدمت إلى‪ :‬المجتمع المدني في الوطن العربي ودوره‬
‫في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪ ،4005 ،‬ص‪.155‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫اهتمام العدةد مق المفكرةق أمثا ‪ :‬عد الدةق إبراهةم‪ ،‬أماني قندة ‪ ،‬عةد بق عةد العلوي‪ ،‬أحمد شالكر‬
‫ال الالبةحي‪ ،‬برهالالاق ةلةالالوق‪...‬وةةالالرهم ممالالق تنالالاولوا المجتمالالع المالالدني باالهتمالالام والبحال ‪ .‬ةةالالر أق هالالذم‬
‫الجهالالود لالالم تالالرو إلالالى م الالتوى وضالالع معالالالم نظرةالالا علمةالالا عربةالالا‪ ،‬أو خلالالو تةالالارات أو مالالدارر تالالؤبر‬
‫االخالالتلأل والتنالالوس ضالالمق اتجاهالالات علمةالالا واضالالحا‪ ،‬وإنمالالا باةالالت جهالالودا فردةالالا متشالالتتا تجع ال مالالق‬
‫ال عوبا بمكاق العثور على نماذل ممثلا لمواقأل الفكر العربي المعا ر إزا مفهوم المجتمالع المالدني‬
‫على عكر الحا بالن با للفكر الغربي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫رابعا‪ :‬أهمية وأدوار المجتمع المدني‪:‬‬

‫ات المجتمع المدني إ هامات في كافا المجاالت بالمجتمع كالتعلةم‪ ،‬ال حا‪ ،‬الرعاةا‬ ‫تادم مؤ‬
‫أق الموابنةق ةنشئوق هذم المنظمات في مجتمعاتهم انبلقا‬ ‫االجتماعةا‪ ،‬البةئا‪ ...‬إلى ةةر ذلك‪ ،‬حة‬
‫مق وعةهم بكونها الو ةلا المنا با لمواجها مشاكلهم وتلبةا احتةاجاتهم بضم جهودهم إلى الجهود‬
‫بةق الموابنةق والحكوما‪ ،‬وهذا الموقع الو ةب الذي‬ ‫الحكومةا‪ .‬فهذم التنظةمات تشك حلاا و‬
‫تحتله ةخولها ممار ا عدد مق ا دوار الهاما في المجتمع والتي ةمكق إجمالها في ثل نااب رئة ةا‪:‬‬
‫‪ -1‬صيانة اليابع التعاقدي للدولة وضبي توامن العالقة بين الدولة والمجتمع‪:‬‬
‫الدولا الد تورةا هي الدولا التعاقدةا‪ ،‬وال ةمكق الةوم الباا لغةر الدولا الد تورةا التي تج د‬
‫التزاما متبادال بةق الشعب والحكوما كما نظر رواد نظرةا العاد االجتماعي وكما أكد ال لم في‬
‫ةانا هذا التعاقد إال باةام تجمعات المجتمع المدني التي تضمق اال تمرار‬ ‫مفهوم البةعا‪ .‬وال ةمكق‬
‫واال تارار للتعاقد بةق الدولا والمجتمع‪ ،‬وإال ف ق الدولا تتدرل في الخل بالتعاقد حتى تتحو‬
‫رةعا إلى دولا م تبدة مهما كاق في رموزها مق ال لح والذكا ‪.1‬‬
‫مفا د كبرى‪ :‬تحكم المركزةا والبةروقرابةا‪،‬‬ ‫ومق جها ثانةا ف ق هذم المرجعةا تمنع مق ثل‬
‫وتمنع مق ةبرة ال وو التجارةا على الحةاة وال حا والثاافا وتحد مق ما ةمكق ت مةته " ا خلو‬
‫التجارةا ا نانةا" ‪ ،‬وتمنع ثالثا مق ةبرة الدكتاتورةا والحزب والرأي الواحد‪ ،‬فتمنع مق ا تشرا‬
‫اال تبداد الع كري والقباعي الذي ةشةع فةه ما مام ماكر فةبر " تربةا الخضوس" ‪ ،‬كالعبودةا‬
‫والانانا واال تخذا ‪ ،‬والتالةد والتلاةق في جانب الرأي العام‪ ،‬وا نانةا واال تعل واال تعباد في جانب‬
‫النخب‪.2‬‬
‫‪ - 2‬التنشئة االجتماعية والسياسية‪:‬‬
‫تعتبر منظمات المجتمع المدني مدارر للتنشئا ال ةا ةا على الدةمارابةا؛ فهي تزود أعضا ها‬
‫بادر ال بأر به مق المهارات والفنوق التنظةمةا وال ةا ةا الدةمارابةا‪ ،‬فبحكم ما تنبوي علةه مق‬
‫حرةا ن بةا في تنظةم االجتماعات والحوار والمناف ا الختةار الاةادات ف ق أعضا هذم التنظةمات‬
‫رة أو المدر ا أو العم ‪.‬‬ ‫ةتلاوق وةمار وق قدرا مق الثاافا ال ةا ةا التي ال تتاح عادة في نباو ا‬
‫ةشعرم باالنتما للجماعا التي‬ ‫فانضمام الفرد إلى عضوةا جماعا معةنا ةؤثر في حالته النف ةا حة‬
‫ة تمد منها هوةا م تالا محددة‪ ،‬وةشجعه ذلك على المشاركا مع ا خرةق داخلها واال تعداد للتضحةا‬
‫وإنكار الذات في بة الجماعا‪ ،‬وتلك شروب نف ةا مبلوبا ل حا المجتمع كك ‪ .‬أضأل إلى ذلك‪ ،‬أق‬
‫‪ : 1‬أبوبالل عبد هللا الحامد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫مشاركا الفرد داخ المنظما في ممار ا حاوقه الدةموقرابةا‪ ،‬كالدخو في حوار مع ا عضا‬
‫ا خرةق والتنافر على الاةادة بالترشةا والت وةت في االنتخابات التي تجري فةها‪ ،‬ت با بمثابا‬
‫مدر ا ةتعلم فةها الفرد أ و هذا ال لوك الدةموقرابي على م توى الجماعا ال غةرة التي ةنتمي‬
‫إلةها لةمار ه بنفر الحمار والةجابةا بعد ذلك على م توى المجتمع كك ‪ .‬فاعتةاد الفرد على‬
‫الت وةت في انتخابات الجمعةا أو المنظما ةؤدي إلى ت وةته في االنتخابات التي تجري الختةار‬
‫النواب الذةق ةمثلونه في البرلماق أو الختةار الحكوما التي تحكمه ‪.‬‬
‫والفرد مق خل منظمته ةشارك في أوجه النشاب العام وةعتاد على اال تماس إلى آرا ا خرةق‬
‫لمي ‪.‬‬ ‫وقبو نتائأ الحوار التي تتفو علةها ا ةلبةا مع التعبةر عق معارضته بشك‬
‫والشك أق هذم العملةا التعلةمةا والتدرةبةا ت تغرو وقتا بوةل حتى تتمكق مق ةرر ثاافا‬
‫دةموقرابةا تاوم على مبادى الت اما والتعاةش ال لمي بةق المختلفةق والوعي بأهمةا المشاركا في‬
‫تحاةو التادم وتنمةا المجتمع‪ ،‬فضل عق الشعور بالثاا في النفر واال تعداد لتاب الحلو الو ب‬
‫والتضامق والتعاوق مع ا خرةق لتحاةو الغاةات المشتركا‪. 1‬‬
‫هذا إلى جانب الثاافا ا خلقةا التي تتحاو في تلك الجماعات؛ حة أق النار الذةق ةدخلوق في‬
‫هذم المنظمات ةكت بوق مق هذم الخبرة بعدا أخلقةا مفةدا لحةاتهم‪ ،‬وهذا مق خل ةر ها لمجموعا‬
‫مق الاةم والمبادئ في نفور ا فراد المنضمةق إلى مختلأل الجمعةات والمنظمات‪ ،‬مث قةم الوال‬
‫واالنتما والتعاوق والتضامق واال تعداد لتحم الم ؤولةا‪ ،‬والمبادرة بالعم الةجابي واالهتمام‬
‫والتحمر للشئوق العاما للمجتمع كك ‪ ،‬بما ةتجاوز االهتمامات الخا ا والم الا الشخ ةا الضةاا‪.‬‬
‫وهذم الوظةفا تعكر قدرة المجتمع المدني على ال هام في عملةا بنا المجتمع أو إعادة بنائه مق‬
‫جدةد‪ ،2‬ومق هنا ف ق الروابب التي ةشكلها النار مع بعضهم البعض في الفئات المختلفا مق المجتمع‬
‫المدني ت اعدهم في المحافظا على الشعور بالم ؤولةا ا خلقةا تجام تحاةو الرفاهةا لكثةر مق‬
‫ا خرةق‪ ،‬بمق فةهم جةراق الفرد‪ ،‬أ دقاؤم‪ ،‬ومجتمعه‪ .‬وبامتلك هذم الخبرة المهما في المجتمع‬
‫المدني ف ق ا نانةا ةةر المحدودة وةةر الاابلا للتحكم تكوق خاضعا لمعاةةر ال لوك المدني‪ .3‬وبهذا‬
‫ف ق المجتمع المدني ة اهم في التنشئا االجتماعةا مق خل رفع م توى وعي المجتمع بذاته‪ ،‬وتر ةخ‬
‫روح االنتما‬ ‫مبادئ المبادرة التبوعةا والمشاركا في تنمةا المجتمع ورعاةا شؤونه‪ ،‬وب‬
‫والم ؤولةا لدى الموابق تجام مجتمعه‪ ،‬وتاوةض روح االتكالةا واللمباالة لدةه‪.‬‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬المجتمع المدني‪ ،‬سلسلة موسوعة الشباب السياسية رقم ‪ ،3‬مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية باألهرام‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،4000‬ص ‪.93‬‬
‫‪ : 2‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ : 3‬ستيفن ديلو‪ :‬التفكير السياسي والنظرية السياسية والمجتمع المدني‪ ،‬ترجمة‪ :‬ربيع وهبة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪،4005 ،‬‬
‫ص ‪.22‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫‪ -1‬تنظيم التعبير عن الرأي العام والمشاركة الفردية والجماعية ‪:‬‬


‫ةمث المجتمع المدني قناة للمشاركا االختةارةا في المجا العام وفي المجا ال ةا ي‪ ،‬كما تعد‬
‫منظمات وجمعةات المجتمع المدني أداة للمبادرة الفردةا المعبرة عق الرادة الحرة والمشاركا‬
‫الةجابةا الواعةا النابعا م ق التبوس‪ ،‬ولةر التعبئا الجبارةا‪ ،‬التي تفرضها الدولا على المجتمع‬
‫للتظاهر بالتمتع بالجماهةرةا والتأةةد الشعبي ‪ .‬وال ة تبةع الفرد وحد م مواجها الدولا وتحاةو‬
‫م الحه و التعبةر عق آرائه على نحو فردي‪ ،‬ولكنه ة تبةع مق خل عضوةته في تنظةمات ةا ةا‬
‫كا حزاب‪ ،‬ومهنةا كالناابات‪ ،‬واجتماعةا كالجمعةات‪ ،‬وثاافةا كا ندةا والروابب الفكرةا أق ةعبر عق‬
‫رأةه وأق ت اق م الحه وأق ةتحاو ال الا الخاص مق خل تحاةو ال الا العام‪ ،1‬كما أق وجود‬
‫اته ةشعر ا فراد بأق لدةهم قنوات مفتوحا لعرض آرائهم ووجهات نظرهم‬ ‫المجتمع المدني ومؤ‬
‫بحرةا حتى لو كانت تعارض الحكوما و ةا اتها للتعبةر عق م الحهم ومبالبهم بأ لوب منظم‬
‫وببرةاا لمةا ودوق حاجا إلى ا تعما العنأل بالما أق البدة ال لمي متوافر ومتاح‪ .‬والحاةاا أق‬
‫هذم الوظةفا تؤدي إلى تاوةا شعور ا فراد باالنتما والموابنا وبأنهم قادروق على المبادرة بالعم‬
‫الةجابي التبوعي دوق قةود‪ ،‬ب تشجعهم الحكوما على التحرك الم تا بحرةا دوق اعتماد علةها‬
‫ق هناك ح نا ً ةلجأوق إلةه‬ ‫لخدما المجتمع وهم مبمئنوق إلى أق حاوقهم وحرةاتهم م انا‬
‫ا مدنةا تمثة فئا مق الموابنةق‬ ‫للحتما به في حالا تعدي الدولا علةها‪ .2‬إذق ةفترض في ك مؤ‬
‫ح ب ببةعا أهدافها‪ ،‬و تنوب عنهم في تبلةغ انشغاالتهم إلى ال لبات المعنةا أو إلى الرأي العام‪،‬‬
‫ناعا واتخاذ الارار‪ ،‬كما تمثلهم إذ تمارر أدوار الرقابا والضبب‪.‬‬ ‫وتنوب عنهم في الم اهما‬
‫وتعتبر ال فا التمثةلةا مؤشرا أ ا ةا لاةار مدى قوة ونجاعا أةا منظما‪ ،‬و هناك عدة مؤشرات‬
‫لاةار التمثة ‪.3‬‬
‫‪ -4‬الوساطة والتوفيق‪:‬‬
‫أي التو ب بةق الحكام والجماهةر مق خل توفةر قنوات للت ا ونا أهداأل ورةبا ت‬
‫الحكوما والموابنةق ببرةاا لمةا‪ .‬وت عى جماعات الم الا فى هذا االبار للحفاظ على وضعها‬
‫وتح ةنه واكت اب مكانا أفض لها في المجتمع‪ ،‬ولذا ف نها تتحرك مباشرة للتأثةر على عملةا تشرةع‬
‫ووضع الاوانةق وتهدأل إلى الو و إلى نابا اتفاو والتاا بةق ا را المتعددة كأ ار لل تارار‪.‬‬
‫ب م جماعات معةنا بتلك الوظةفا التنظةمةا حة‬ ‫وترتبب وظةفا التعبةر والتمثة والتحد‬
‫ات المجتمع المد ني مهمات متعددة تبدأ بتلاي المبالب التي عادة ما تكوق متعارضا‬ ‫تتولى مؤ‬
‫‪ :1‬برنامج التحول الديمقراطي في الوطن العربي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪ : 2‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ :3‬أنظر فليب برو‪ :‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد عرب صاصيال‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪ ،9113‬ص ‪.432‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ومتضاربا وتجمةعها وإعادة ترتةبها وتا ةمها إلى فئات محددة قب تو ةلها إلى الحكوما‪ ،‬فلو‬
‫ت ورنا ةةاب تلك الوظةفا التنظةمةا تكوق النتةجا هي عجز الحكوما عق التعام مع هذا الكم‬
‫الهائ مق المبالب المختلفا التي تعبر عق تعارض م الا الجماعات وا فراد في المجتمع مما‬
‫ة ةبها باالرتباك‪ .‬وقد تأتي ةا اتها بشك متحةز للبعض دوق البعض ا خر بما ةعكر اختل‬
‫التوازق بةق الجماعات وةتعارض مع مبدأ الحةاد الذي ةجب أق تلتزم به الدولا إزا الموابنةق حتى ال‬
‫ةؤدي انحةازها إ لى فئا معةنا إلى فاداق تأةةد الفئات ا خرى لها‪ ،‬ا مر الذي ةهدد النظام واال تارار‬
‫وةثةر حفةظا الفئات التي تشعر بالهما أو الظلم وةدفعها إلى التمرد والع ةاق ضد الحكوما وضد‬
‫الفئات ا خرى المتمةزة‪.‬‬
‫وكلما زاد التنوس واالختلأل في المجتمع كلما احتال إلى عدد أكبر مق المنظمات والجمعةات‬
‫للتعبةر عق هذا التنوس وتنظةمه والتوفةو بةق أبرافه المتعددة‪.‬‬
‫هذم الوظةفا كما رأةنا تعني أق المجتمع المدني ال ةحاو الحماةا للموابنةق المحكومةق ضد‬
‫الحكوما فاب‪ ،‬وإنما هو أداة لحماةا الحكوما ذاتها مق خبر التعرض للضبرابات واالحتجاجات‬
‫العنةفا‪ ،‬كما أنه ةوفر عن ر الوقاةا للمجتمع كك مق االنا ام وال راس والتفكك‪.1‬‬
‫‪ -5‬ترسيخ السلوك الحضاري عند االختالف‪:‬‬
‫ال تلغي قةم المجتمع المدني وهةاكله ا هلةا ال راعات االجتماعةا‪ ،‬ولكق تنظمها وتعالنها‪،‬‬
‫راعات معنوةا لمةا رمزةا‪.2‬‬ ‫راعات دموةا إلى‬ ‫وال ةما في علقاتها مع الدولا‪ ،‬وتحولها مق‬
‫وتتضا أهمةا هذم الوظةفا الخبةرة إذا ما تخةلنا ضعأل أو ضةو منافذ التعبةر عق الرأي أمام النار‬
‫ةفادوق الادرة على التأثةر في الارارات ال ةا ةا التي تمر حةاتهم بشك مباشر‪ ،‬فةتعرض‬ ‫بحة‬
‫ال اخبوق على ا وضاس الاائما لكبت مشاعرهم الغاضبا وهذا الكبت قد ةولد االنفجار عند و وله‬
‫إلى نابا الغلةاق بالما أنه لةر متاحا ً له فر ا التنفةر عق نف ه بحرةا‪ ،‬وهو ما ةعني تعرةض‬
‫ق ا فراد والجماعات لم ةجدوا منظمات ت تاب‬ ‫متكرر للحتجاجات العنةفا‬ ‫المجتمع بشك‬
‫مبالبهم‪.‬هذا الشك الذي ةد على االنفجار الثوري ةهدد كةاق المجتمع ووحدته وةعرضه للنهةار‬
‫في االتحاد ال وفةتي ال ابو نتةجا إنكارم لحو المعارضةق‬ ‫والتا ةم‪ .‬وةكفي النظر إلى ما حد‬
‫والمختلفةق في التعبةر عق آرائهم المخالفا ل ةا ا الحزب الشةوعي الحاكم‪ ،‬بةنما حاات دولا مث‬
‫الوالةات المتحدة ا مرةكةا نجاحا ً في ا تةعاب المهاجرةق مق أ و أوروبةا وأفرةاةا وآ ةوةا‬
‫مختلفا وتذوةب ما بةنهم مق اختلفات ودمجهم في أما واحدة متكاملا ةعتزوق باالنتما لها‪ .‬والشك أق‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬


‫‪ : 2‬أبوبالل عبد هللا الحامد‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ذلك النجاح جا ثمرة لنضا وكفاح جماعات ومنظمات عدةدة في المجتمع المدني وعلى رأ ها حركا‬
‫أفرةاي لحاوقهم بعد معاناة بوةلا‬ ‫الحاوو المدنةا التي ةعود لها الفض في نة ا مرةكةةق مق أ‬
‫مق االضبهاد والتمةةز‪. 1‬‬
‫أحد الجوانب المهما في المجتمع المدني أنه كحةز م تا ةمارر دور الرقابا وةعم كم د ضد‬
‫لبا الحكوما المركزةا‪ ،‬وهذا بدورم ةعم على وجود مناخ ةتةا لجماعات مختلفا أق تتبع م اراتها‬
‫الخا ا بها دوق خوأل مق تدخلت الحكوما‪ .2‬إق تنظةمات المجتمع المدني تح ق الفرد ضد تغو‬
‫الدولا و بوتها مق جها‪ ،‬وتح ق الدولا ضد االضبرابات االجتماعةا العنةفا مق جها أخرى‪،‬‬
‫فعضوةا الموابق حد هذم التنظةمات تتةا له قدرا أكبر مق الحماةا في حالا انتهاك أجهزة الدولا‬
‫لحاوقه الن انةا المدنةا أو ال ةا ةا‪ ،‬كما أق هذم التنظةمات تانق ال لوك االحتجاجي عضائها في‬
‫لمي منظم‪،‬‬ ‫مواجها الدولا‪ ،‬أي أنها تدةر ال راس االجتماعي الذي ةكوق أعضاؤها برفا فةه بشك‬
‫حتى لو أخذ شك الضراب أو االعت ام والتظاهر والماابعا‪ ،‬وهذا بعكر الفئات ا خرى للمجتمع‬
‫ةةر المنخربا في تنظةمات المجتمع المدني والتي تعبر عق خبها أو إحبابها بشك عشوائي عنةأل‬
‫قد ةأخذ شك الشغب والنهب والتدمةر؛ أي أنه بادر ما تمث تنظةمات المجتمع المدني قةدا على تع أل‬
‫الدولا أو الحاكم ضد أعضائها ف نها بنفر الادر تضبب وتانق لوك هؤال ا عضا ‪ ،‬ومق ثم تجنب‬
‫الدولا مغبا االحتجاجات العشوائةا العنةفا‪ ،‬وبنفر المعنى ف ق عضوةا الموابنةق في تنظةمات‬
‫مامات ا ماق المضادة ل لبةات التبرأل الفكري وال لوكي‪.3‬‬ ‫المجتمع المدني العلنةا هي أحد‬
‫‪ -6‬م ء الفراغ في حالة غياب الدولة أو انسحابها‪:‬‬
‫مع قدوم الثمانةنةات مق الارق العشرةق شهد العالم ظاهرة وا عا االنتشار هي ان حاب الدولا‬
‫مق عدةد مق ا دوار والوظائأل التي كانت تؤدةها في الماضي‪ ،‬وخ و ا ً في مجاالت النشاب‬
‫بااللتزام بتعةةق‬ ‫االقت ادي كالنتال وتوفةر خدمات التعلةم والعلل وتولي م ؤولةا رب العم‬
‫وتشغة النار في الحكوما‪ ،‬فاد بدأت الحكومات تعاني مق اشتداد أزما الدةوق وعجزها عق دادها‬
‫ارت تشك عبئا ً ثاةلً علةها ال‬ ‫وعجزها في نفر الوقت عق اال تمرار في أدا نفر أدوارها التي‬
‫ت تبةع تحمله‪ .‬وعندما بدأت الدولا في االن حاب تركت ورا ها فراةا ةحتال إلى مق ةملؤم‬
‫لم اعدتها فى أدا تلك الوظائأل‪ .‬وهنا كاق البد أق ةتحرك المجتمع المدني لشغ هذا الفراغ وإال‬
‫تعرض المجتمع للنهةار خ و ا حةق توجد مشاعر عدم الرضا لدى الفئات التي كانت ت تفةد مق‬
‫الدور ال ابو للدولا وتعتمد علةها لشباس احتةاجاتها والتي قد تشعر أق الحكوما قد تخلت عنها ‪.‬‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬


‫‪ : 2‬ستيفن ديلو‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ :3‬برنامج المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫وإلى جانب ا زما االقت ادةا والمالةا هناك حالا أخرى ةمكق أق تختفي فةها الدولا وتعجز عق‬
‫أدا وظائفها تجام المجتمع تحت تأثةر الغزو واالحتل ا جنبي أو الحرب ا هلةا‪ .‬ولنا في وبننا‬
‫العربي أمثلا عدةدة في فل بةق ولبناق والكوةت أثبتت تجارب االحتل والحرب الاا ةا مدى أهمةا‬
‫المجتمع المدني وإمكانةا أق ةنهض بدور بدة للحكوما وةمر بالمجتمع مق أزمته ب لم دوق أق ةهتز‬
‫إح ار الموابنةق باالنتما بعدما ةابت الدولا مق أمام أعةنهم‪.1‬‬
‫‪ -2‬توفير الخدمات ومساعدة المحتاجين‪:‬‬
‫حةا أق جز اً مهما ً مق وظةفا منظمات المجتمع المدني هو الدفاس عق الم الا الخا ا‬
‫المشتركا لفئات بعةنها إال أنها كذلك تمد ةد العوق والم اعدة للمحتاجةق مع تادةم خدمات خةرةا‬
‫واجتماعةا هدفها م اعدة الفئات الضعةفا التي توجد على هامش المجتمع‪ .‬وتتنوس أشكا الم اعدة‬
‫تلك ما بةق م اعدات مالةا وأخرى خدمةا كبنا المدارر أو الم تشفةات لتوفةر خدمات التعلةم أو‬
‫العلل مجانا ً أو بأ عار رمزةا تنا ب أ حاب الدخو المنخفضا مع تادةم المعونات إلى ا رام‬
‫والرعاةا االجتماعةا‬ ‫والمعوقةق وأ ر ال جنا ب قاما مراكز التأهة‬ ‫وا ةتام وضحاةا الكوار‬
‫ر التي بدوق عائ أو إقاما دورات التدرةب لرفع المهارات‬ ‫غةرة لعالا ا‬ ‫وتموة مشروعات‬
‫مث تعلةم الفتةات حةاكا الملبر …‪.‬الخ‪.2‬‬
‫‪ - 8‬التنمية الشاملة ‪:‬‬
‫حةا أق المجتمع المدني هو أداة هاما في تحاةو اال تارار إال أق ذلك ال ةعني أنه ال ةحاو‬
‫التغةةر والتبوةر‪ .‬ومنذ فترة قرةبا بدأت المنظمات الدولةا المهتما بالتنمةا تؤكد على معنى جدةد لها‬
‫نها تم فرضها مق‬ ‫هو التنمةا بالمشاركا على أ ار أق تجارب التنمةا العدةدة قد أ ابها الفش‬
‫جانب الحكوما على المحكومةق دوق إشراكهم فةها‪ .‬بةنما أثبتت حاالت أخرى أق مشاركا الم توةات‬
‫الشعبةا الدنةا هي خةر ضماق لتحاةو النجاح‪ .‬فماارنا حجم إنتال العما الوفةر في الم انع التي‬
‫ت ما باشتراكهم في مجالر الدارة بحجم هذا النتال الهزة في الم انع التي ةنفرد فةها المدةر أو‬
‫احب المشروس باتخاذ الارارات تكشأل عق ذلك بوضوح‪ .‬وما ة دو على م توى المشروس أو‬
‫الم نع ة دو على م توى االقت اد الوبني‪ .‬فالحاةاا أق مشكلا التنمةا ال تكمق دائما في قلا‬
‫الموارد المادةا‪ ،‬وإنما في كةفةا ا تغل تلك الموارد‪ .‬وهذم الكةفةا تتوقأل بدورها على ببةعا ونوعةا‬
‫البشر الذةق ةاوموق با تغللها‪ .‬ولذا‪ ،‬ف ق اال تثمار الحاةاي البد أق ةتم في الثروة البشرةا ولةر‬
‫ةتم مق خل‬ ‫المادةا فاب ‪ ،‬وهنا تبرز أهمةا المجتمع المدني في الاةام بهذا النوس مق اال تثمار‪ ،‬حة‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬


‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫منظماته تنمةا وتبوةر المهارات والادرات الفردةا لألعضا بشك ةال مق العب على الحكوما‬
‫ات المجتمع المدني دور شرةك للدور الحكومي في تنفةذ برامأ وخبب التنمةا‬ ‫ة با لمؤ‬ ‫حة‬
‫الشاملا بمختلأل جوانبها االقت ادةا واالجتماعةا والثاافةا والبشرةا وهي تتلاى مق الحكوما الدعم‬
‫والم اندة للاةام بهذا الدور‪.1‬‬
‫ات المدنةا لك المجتمعات النامةا‬ ‫مق خل هذم ا دوار وةةرها تتجلى أهمةا وضرورة المؤ‬
‫حةا في تبور‬ ‫ات عق مرحلا‬ ‫منها والمتبورة‪ ،‬وةعبر ا تمرار الموابنةق في تكوةق هذم المؤ‬
‫حةاة المجتمعات‪ ،‬فهو إلى جانب داللته على وعي الموابنةق‪ ،‬تأكةد لم ؤولةا الموابنةق تجام مجتمعهم‬
‫الذي ةعةشوق فةه‪.‬‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫خامسا‪ :‬وسائ المجتمع المدني وأدواته‪:‬‬


‫ةعتمد المجتمع المدني على مجموعا مق الو ائ المشروعا في ممار ا أدوارم وتحاةو‬
‫أهدافه ببرةاا لمةا ومنها‪:1‬‬
‫أ‪ -‬التفاوض والم اوما‪ :‬وهي أهم و ائ المجتمع المدني في التأثةر على الحكوما وما تضعه مق‬
‫ةا ات بأ لوب لمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنظةم الندوات والمحاضرات العاما وإ دار النشرات والمببوعات الدورةا لعرض وجهات‬
‫عق ح و ب ةوفو بةق الم الا الخا ا لألفراد‬ ‫النظر المختلفا تمهةداً للتارةب بةنها‪ ،‬والبح‬
‫والجماعات والم لحا العاما للمجتمع‪ ،‬وللتوفةو بةق ةاةتي حماةا الحرةا وحفظ النظام‪.‬‬
‫ل‪ -‬تأ ةر شبكات مق المنظمات ذات ا هداأل أو الخ ائص المشتركا ‪ ،‬وا ا على م توى‬
‫أفاي أو عمودي‪ ،‬محلي أو إقلةمةأو وبني أو حتى دولي‪ ،‬بما ةكف الت اند المعرفي والوظةفي فةما بةق‬
‫هذم المنظمات‪.‬‬
‫ات التربوةا كالمدارر والمكتبات والمراكز التعلةمةا والتثاةفةا‬ ‫د‪ -‬تأ ةر شبكا مق المؤ‬
‫وتنظةم المهرجانات وإقاما المع كرات والدورات التدرةبةا‪.‬‬
‫ةؤدي‬ ‫م‪ -‬تشجةع دخو ا فراد في عضوةا أكثر مق جمعةا ومنظما في نفر الوقت الواحد حة‬
‫ات المجتمع المدني إلى خلو م الا مشتركا بةنها جمةعا‪ ،‬ومنابو‬ ‫هذا التداخ في عضوةا مؤ‬
‫لللتاا واالتفاو بما ةزةد مق ت امحها مع بعضها البعض‪.‬‬
‫و‪ -‬ال عي للو و إلى الدوائر الحكومةا واالت ا الشخ ي ب ناس الارار أو أق ةكوق‬
‫للجمعةا أو المنظما أشخاص ةمثلونها وةدافعوق عق وجها نظرها داخ الحكوما نف ها‪.‬‬
‫ز‪ -‬قد تنشا علقا المنظما ةةر الحكومةا بالحكوما مق خل تباد المعلومات والمشورة وإعداد‬
‫ات التنفةذةا وا جهزة‬ ‫حو قضاةا هاما معةنا وتادةم االقتراحات بشأنها للمؤ‬ ‫التاارةر وا بحا‬
‫الر مةا للدولا‪.‬‬
‫ح‪ -‬ا تخدام و ائ العلم ال معةا والب رةا كال حأل والذاعا والتلفزةوق وهي أدوات‬
‫تلجأ المنظما إلى شق حملا إعلمةا تأخذ شك المعارك الكلمةا‬ ‫التأثةر على الرأي العام‪ ،‬حة‬
‫والدعاةا والدعاةا المضادة دفاعا ً عق قضاةا معةنا‪ .‬وقد تنجا هذم ا داة إذا كانت حرة وم تالا في‬
‫إقناس الحكوما باال تماس لها والتوقأل عق تنفةذ ال ةا ات التي بدأت فةها خوفا ً مق فاداق تأةةد الرأي‬
‫العام‪ .‬ولكق هذا الدور ةتوقأل على مدى كوق هذم ا دوات مفتوحا أمام مختلأل ا فكار وا را ‪.‬‬

‫‪ : 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.45.43‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫ب‪ -‬اللجو إلى الاضا والمحاكم‪ :‬وهنا تلجأ منظمات المجتمع المدني إلى المحاكم للدفاس عق‬
‫حاوو وحرةات ا عضا التي تعرضت للعتدا واالنتهاك على ةد الدولا أو الجماعات ا خرى في‬
‫المجتمع مع المبالبا بالتعوةض والن األ لهؤال الضحاةا‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬العوامل المؤثرة على قوة وفعالية المجتمع المدني‪:‬‬


‫ةمكق التمةةز بةق عدة عوام ةمكق أق تؤثر على كفا ة المجتمع المدني وفعالةته في أدا‬
‫أدوارم وتحاةو أهدافهه‪ ،‬هذم العوام قد تكوق داخلةا تتعلو بخ ائص المنظمات المشكلا للمجتمع‬
‫المدني في حد ذاتها‪ ،‬أو بعوام خارجةا ترتبب بالمحةب العام لهذم المنظمات‪:‬‬

‫‪ -1‬عوام داخ المجتمع المدنى‪:‬‬

‫وتنا م بدورها إلى ق مةق‪:‬‬

‫‪ -‬عوام كمية‪ :‬وتمث االت اس الجماهةري الذي ةاار بعدد المنظمات والجمعةات الاائما وحجم‬
‫العضوةا‪ ،‬أي عدد ا عضا وحجم الموارد المادةا أو البشرةا التي تمتلكها تلك الوحدات والتي تمكنها‬
‫مق تموة نشابها وتغبةا احتةاجات أعضائها ذاتةا‪ .‬وكلما ازدادت هذم العوام الكمةا كلما د ذلك‬
‫على ات اس م احا الحركا المتاحا أمام وحدات المجتمع المدني وما تتمتع به مق حرةا في التعبةر‬
‫والتجمع والتنظةم ‪.‬‬

‫ات المجتمع المدني‬ ‫‪ -‬عوام كيفية‪ :‬وةا د بها ال فات والخ ائص التي تت أل بها مؤ‬
‫وهي جودة التنظةم وح ق الاةادة والمشاركا الفعالا مق جانب ا عضا في إبار مق االلتزام بالنظام‬
‫الاائم وبمبادئ الت اما واحترام الرأي ا خر للمعارضةق والمختلفةق وقبو الحوار ال لمي كأداة لح‬
‫الخلفات‪.‬‬

‫وفةما ةلي بعض الخ ائص التي ت ه مهما المجتمع المدني وقدرته على التأثةر في المجا‬
‫ال ةا ي ‪:1‬‬

‫أ ‪ -‬الوعي ال ةا ي لدى الموابق‪ :‬فالموابق الذي ةعرأل حاوقه وواجباته وةشعر باالنتما إلى‬
‫مجتمعه ودولته ة عى للمشاركا في الحةاة العاما واالنضمام إلى الجماعات التي تحاو م الحه‪ ،‬كما‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.43.41‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫تشبع مبالبته بحاه في المشاركا فةما تر مه الحكوما مق ةا ات وما ت نعه مق قرارات ةا ةا‬
‫حة توفر له قناة لمةا منظما لهذم المشاركا‪.‬‬

‫وراً عدةدة دفع اشتراك‬ ‫ب ‪ -‬المشاركا الةجابةا في نشاب الجمعةات‪ :‬هذم المشاركا تأخذ‬
‫العضوةا والم اهما بالجهد والوقت في ما تاوم به المنظما مق أنشبا‪ .‬وهذا ةعني أق الفرد عندما‬
‫ةنضم إلى إحدى وحدات المجتمع المدني ف نه ةتبوس بالما والوقت والجهد لتحاةو أهداأل مشتركا‬
‫بةنه وبةق ةةرم مق ا عضا داخ نفر المنظما‪ .‬وهذا التبوس ةنبع مق إرادته الحرة وةعبر عق‬
‫اختةارم الم تا ‪.‬‬

‫ل ‪ -‬أق ةحاو المجتمع المدني م الا أعضائه‪ :‬ففي مااب المشاركا الةجابةا للعضو في‬
‫المنظما البد أق توفر له المنظما إشباعا ً لبعض احتةاجاته وأق تادم له فائدة مادةا أو معنوةا ملمو ا‬
‫تشجعه على الباا داخ المنظما وأال ةفاد حما ه للمشاركا في نشابها‪ .‬فادرة أي جمعةا على تادةم‬
‫خدمات للموابنةق تزةد مق قدرتها على اجتذابهم إلةها‪ ،‬أما إذا شعر الموابق بأق الحكوما تؤدي له‬
‫كافا الخدمات وتتولى إشباس ك احتةاجاته وتتعهدم بالرعاةا مق المهد إلى اللحد‪ ،‬فما حاجته إلى‬
‫االنضمام إلى أي منظما ةةر حكومةا ال تضةأل له جدةداً ؟‬

‫د ‪ -‬التعبةر ال ادو والتمثة الجةد لألعضا وأق ةكوق المجتمع المدني مت فا ً بالشمو بمعنى‬
‫أق توفر المنظمات والجمعةات فرص التمثة لمختلأل الفئات والجماعات الاائما في المجتمع بحة‬
‫وت ةعبر عنها وةتحد ب مها‪.‬‬ ‫ةكوق لها جمةعا‬

‫هـ ‪ -‬المكانا االجتماعةا واالقت ادةا العالةا لألعضا وخ و ا ً في قةادة الجمعةا‪ ،‬كأق تضم‬
‫اباةق أو شخ ةات عاما تحظى بثاا الموابنةق وتوفر للجمعةا أ الةب‬ ‫عضوةا الجمعةا وزرا‬
‫العمر ون با شرةحا‬ ‫الدعم والتموة ‪ .‬كذلك‪ ،‬تتوقأل فعالةا الجمعةا على نوعةا ا عضا مق حة‬
‫الشباب الذةق ةشكلوق عن را حةوةا لضماق تمتعها بالاوة والنشاب‪.‬‬

‫و ‪ -‬المشاركا الكاملا مق جانب الجماعات والفئات الم تفةدة والم تهدفا‪ :‬أي أق الفئات التي‬
‫وت م موس في تحدةد‬ ‫ت عى الجمعةا لخدمتها أو توفةر الشباس الحتةاجاتها البد أق ةكوق لها‬
‫أهداأل الجمعةا و نع الارارات بداخلها ووضع برامأ النشاب والحركا‪ ،‬وأق ةكوق لها دور نشب في‬
‫تنفةذ هذم البرامأ‪ .‬فعدم ثاا التنظةمات ةةر الحكومةا في قدرة الفئات المتلاةا لخدماتها على تحدةد‬
‫ت عى المنظما إلى فرض و اةتها على الم تفةدةق‬ ‫احتةاجاتها هي نابا ضعأل خبةرة فةها‪ ،‬حة‬
‫بما ةباةهم في وضع المتلاي ال لبي للخدمات التي اختارها لهم أعضا المنظما ولة ت التي اختاروها‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫أو بلبوها بأنف هم‪ ،‬وللم اعدات التي قد ال ةكونوق في حاجا أ لً لها دوق المشاركا في تحدةدها‪.‬‬
‫وهنا تثار م ألا أنه قد ةكوق مق ا فض لو أق الجمعةا المعنةا بخدما فئات محتاجا بدأت أوال‬
‫با تشارتهم و ؤالهم عما ةحتاجونه وعق ترتةب مبالبهم ح ب درجا أهمةتها وإلحاحها في قائما‬
‫أولوةات بحة ةتم االنتاا مق ا هم فالمهم ‪.‬‬

‫ز ‪ -‬ا تعداد ك جمعةا للعتراأل بالجمعةات والمنظمات ا خرى والتعاوق معها وقدرتها‬
‫على تأ ةر وتكوةق تحالفات وشبكات للتن ةو بةق مختلأل وحدات المجتمع المدني والكت اب تأةةد‬
‫ات ا جنبةا الاوةا في الخارل كشرب لتحاةو‬ ‫لت وروابب بالمؤ‬ ‫المنظمات ا خرى وإقاما‬
‫المشاركا ال ةا ةا واال تاللةا وا تبعاد الجماعات ذات التوجهات المتع با والمتبرفا وترجةا كفا‬
‫تلك التي تتحلى ب فات المرونا واالعتدا والت اما ‪.‬‬

‫‪ -2‬عوام تعود إلى دور الدولة‪:‬‬


‫الما ود تحدةدا بهذم العوام مدى ا تاللةا المجتمع المدنى كشرب لنجاحه في أدا وظائفه‪:1‬‬
‫أ ‪ -‬ا تال النشأة والتأ ةر والح ‪:‬‬
‫عبا أو معادة كشرب للح و على تراخةص وت ارةا‬ ‫أي أق الدولا ال تفرض أي إجرا ات‬
‫مق الحكوما لنشا الجمعةا واحترام الاانوق لحو إنشا الجمعةات وعدم وضع عابات تاةد هذا الحو‪.‬‬
‫وبالمث ال تملك الحكوما منفردة لبا ح الجمعةا أو إلغائها أو إنها وجودها الاانوني أو المادي‬
‫وإنما ةكوق ذلك بارار مق مجلر الدارة أو بحكم قضائي مق المحكما‪.‬‬
‫ب ‪ -‬االعتماد على موارد ذاتةا للتموة ‪:‬‬
‫ال ةكوق الدعم الحكومي هو م در التموة الذي تعتمد علةه الجمعةا في وجودها أو‬ ‫بحة‬
‫تغبةا تكالةأل ونفاات أنشبتها لشباس االحتةاجات بما ةكف لها حرةا الحركا‪ ،‬وهو ما ةمكق للجمعةا‬
‫تحاةاه مق خل ما تملك مشروعات مربحا تدر علةها موارد كافةا‪ ،‬مع ملحظا أق الجمعةا أو‬
‫المنظما ال تهدأل أ لً إلى الربا وإنما تاوم على التبوس‪.‬‬
‫ل ‪ -‬ا تال الارار واختةار الاةادة‪:‬‬
‫أي أنه البد كي تأتي قرارات الجمعةا معبرة عق الرادة الم تالا عضائها بعةدا عق تدخ‬
‫الحكوما وأق ةتولى قةادة الجمعةا أشخاص تم انتخابهم واختةارهم بوا با الااعدة الوا عا مق‬
‫ا عضا دوق أق ةكوق للدولا أي دور في الموافاا على الترشةا أو التعةةق‪ ،‬ودوق أق تضع الحكوما‬
‫أي قةود أو شروب البد مق توافرها في المرشحةق‪ ،‬وأق ةأتي مجلر إدارة المنظما معبراً عق أ وات‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.‬ص‪.41 .41‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫أةلبةا ا عضا ‪ .‬كما ةشم اال تال بهذا المعنى أال تملك الحكوما لبا تاةةد نشاب الجمعةا ب‬
‫تلتزم بتوفةر المجا المفتوح أمامها‪ ،‬وتحترم حاوو ا فراد والجماعات في التنظةم واالجتماس والتعبةر‬
‫عق وجها نظرهم دوق حاجا إلى ا تعما الاوة أو العنأل‪ .‬ففي ةةاب هذا المجا أو عدم انفتاحه أمام‬
‫مختلأل االتجاهات ةمكق للحكوما أق تت رأل دوق رقةب‪ .‬ا مر الذي ة ةب أةلب الموابنةق‬
‫بالحباب وةمنعهم مق المبادرة بالعم العام وةشعرهم باللمباالة وعدم التحمر أو االهتمام بالشئوق‬
‫العاما وبأق مشاركتهم ال ةا ةا ال جدوى وال قةما لها‪ .‬كما قد ةضبر بعض المعارضةق إلى اللجو‬
‫إلى أ الةب ةةر منظما في التعبةر عق ةضبهم كأعما الشغب والتدمةر‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬العالقة بين المجتمع المدني والدولة‬

‫ةفترض البار النظري للعلقا بةق الدولا ومنظمات المجتمع المدني ا تاللةا المجتمع المدني‬
‫عق الدولا‪ ،‬وذلك ق اال تاللةا هي أحد عنا ر تعرةأل المجتمع المدني‪ ،‬ةةر أق هذم اال تاللةا‬
‫ن بةا ولة ت مبلاا‪ ،‬وهذا ةعود ل ببةق‪ :‬ا و هو أق هناك م احا مشتركا بةق المجتمع المدني‬
‫والدولا ةوجد فةها عدد مق المنظمات‪ ،‬وال بب الثاني هو أنه ال ةمكق ي برأل مق ا براأل الفاعلا‬
‫أق ةدعي حاجته ق ةكوق مت ل با براأل ا خرى إذا أراد أق ةكوق فاعل في مجاله‪ ،‬و ق جمةع‬
‫إلى حلو‬ ‫العلقات العضوةا والوظةفةا تتبلب التخلي عق جز مق اال تاللةا لمكاق التو‬
‫عق اال تاللةا الن بةا للمجتمع المدني‪،‬‬ ‫ترضي جمةع ا براأل‪ .‬ولهذةق ال ببةق ةجدر الحدة‬
‫مدركةق أق اال تاللةا المبلاا لة ت ممكنا وال تعد مق م لحا أي مق ا براأل‪ ،‬وعلةه ةجب التأكةد‬
‫نماب العلقات بةق الدو ومنظمات المجتمع المدني‪ ،‬والتي‬ ‫على أهمةا درا ا البار النظري‬
‫تو أل بأنها علقات متشابكا ومعادة‪.1‬‬
‫أق المجتمع المدني قد‬ ‫إق علقا الدولا بالمجتمع المدني ال تاوم على االنف ا الكام حة‬
‫ةلعب دوراً هاما ً في الحةاة ال ةا ةا التي هي مةداق عم الدولا‪ ،‬إذ نجد هناك وظائأل مشتركا ةعتبر‬
‫ا ةا‬ ‫فةها المجتمع المدني أداة م اعدة للدولا كالتنمةا االقت ادةا واالجتماعةا وإشباس االحتةاجات ا‬
‫وضبب لوك ا فراد والجماعات وتنظةم معاملتهم‪ ،...‬ةةر أق الدولا تنفرد ببعض الوظائأل نتةجا‬
‫امتلكها وحدها ل لبا ا تخدام الاوة المادةا لامع الخارجةق علةها وفرض الاانوق والنظام والحفاظ‬
‫على كةاق المجتمع‪ ،‬فالدولا تمتلك وحدها لبا تببةو أ الةب الثواب والعااب على ك مق ةعةش‬

‫‪ : 1‬رمزي أحمد مصطفى‪ :‬الدور التربوي لمؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،4003 ،‬ص‪.31‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫على أرضها‪ ،‬كما أنها الم ؤولا عق الدفاس عق مجتمعها ضد أي أخبار داخلةا أو خارجةا تهددم‪.‬‬
‫الم ؤولةات والوظائأل‪ ،‬وفي حةق‬ ‫وهذم الوظةفا توضا فرقا ً بةق الدولا والمجتمع المدني مق حة‬
‫تحكم الدولا قوانةق عاما وثابتا وموضوعةا ومجردة‪ ،‬تخضع تنظةمات المجتمع المدني لاواعد متغةرة‬
‫بح ب تغةر موازةق الاوة والم الا‪.‬‬
‫فوحدات المجتمع المدني تختلأل وتتباةق في موارد الاوة والنفوذ التي تملكها وا كانت ثروات‬
‫اقت ادةا أو معارأل أو مكانا أو ات االت أو علقات أو مهارات أو براعا في التنظةم بما ةنعكر‬
‫على علقا ك منها بالدولا‪ .‬فت با بعض الوحدات أقرب إلى الحكوما وأكثر قدرة على التأثةر علةها‬
‫بةنما تظ الجماعات ا خرى بعةدة ومهملا على الهامش دوق امتلك أةا قدرة على التأثةر في‬
‫الارارات ال ةا ةا‪.1‬‬
‫وتتحدد م احا الحرةا واال تاللةا الممنوحا للمجتمع المدني انبلقا مق البار الاانوني لك‬
‫تضع الدولا الاوانةق المنظما للمجتمع المدني ولتأ ةر الجمعةات والمنظمات وإشهارها‬ ‫دولا؛ حة‬
‫ولتحدةد م ادر التموة والمةزانةا وأحاةا الح و على م اعدات مق م ادر أجنبةا أو مق جهات‬
‫خارجةا وأ لوب الدارة وعلقتها ببعضها البعض وبالحكوما‪ ،‬وكذلك لتحدةد أ لوب ممار ا النشاب‬
‫وإجرا االنتخابات الختةار الاةادة‪ .‬ال شك أنها جمةعا ً تحدد مدى تمتع المجتمع المدني باال تال عق‬
‫الدولا وحدود تدخ الحكوما بالشراأل على شئونه ‪.‬‬
‫ور العلقا بةق الدولا والمجتمع المدني متعددة وهي‪:2‬‬ ‫وعلى العموم ف ق‬
‫‪ - 1‬التنسيق‪:‬‬
‫ات المجتمع المدني إلى التأثةر في الحةاة االجتماعةا وال ةا ةا‬ ‫وفى هذا المجا ت عى مؤ‬
‫للمجتمع‪ ،‬وما تتخذم الحكوما مق قرارات و ةا ات في الشئوق العاما‪ ،‬وةتوقأل تأثةر ك منظما على‬
‫وزنها وقوتها ودرجا التن ةو فةما بةنها وما تعتمد علةه مق و ائ مباشرة كاالت ا بالم ؤولةق‬
‫والمرشحةق للنتخابات أو و ائ ةةر مباشرة بشق الحملت العلمةا للتأثةر على الرأي العام ‪.‬‬
‫ومق جها أخرى ف ق نجاح ةا ات التعلةم وال حا والبةئا والشباب والثاافا‪...‬وةةرها تتبلب‬
‫ات والجمعةات ا هلةا المهتما بنفر‬ ‫تن ةاا ً كبةراً بةق الهةئات الحكومةا المعنةا مق جانب والمؤ‬
‫المجاالت مق جانب آخر‪ .‬ومق أمثلا ذلك‪ ،‬التن ةو بةق منظمات حاوو الن اق والناابات المهنةا‬
‫والجهاز الاضائي بشأق الحرةات الدةموقرابةا وحاوو الن اق‪ ،‬أو التن ةو بةق جمعةات رجا‬
‫ا عما ووزارات االقت اد والتجارة وال ةاحا والهةئات الحكومةا العاملا في مجاالت اال تثمار‪،‬‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫والتن ةو بةق جمعةات الرعاةا االجتماعةا ووزارة الشئوق االجتماعةا والمجالر الاومةا كالمجلر‬
‫الاومي للمرأة أو المجلر الاومي لألموما والبفولا‪ ،‬والتن ةو بةق جمعةات الدفاس عق البةئا ووزارة‬
‫مشتركا مع‬ ‫ةتم التن ةو في شك تباد معلومات ومشورة وتعاوق في أبحا‬ ‫البةئا… الخ حة‬
‫محاولا تجنب ازدوال وتكرار الجهود ‪.‬‬
‫‪ - 2‬التنافس والصدام‪:‬‬
‫بالن با لمنظمات حاوو الن اق التي قد ت بدم بالدولا بشأق تاةةم بعض‬ ‫وهو قد ةحد‬
‫الممار ات‪ ،‬كما قد تلجأ بعض جماعات الم الا إلى تنظةم االحتجاجات ضد ال ةا ات الحكومةا‬
‫التي تضر أ حابها‪ .‬ومق أمثلا ذلك مبالبا العما بتح ةق ا جور أو ظروأل العم ‪.‬‬
‫ةةر أنه ال ةمكق الجزم بأق علقا الدولا بالمجتمع المدني هي علقا مناف ا في الغالب‪ ،‬وأق قوة‬
‫المجتمع المدني تأتي وتتحاو ةالبا ً على ح اب الدولا التي ةؤدي ازدةاد قوة المجتمع فةها إلى ضعفها‪.‬‬
‫والحاةاا أق تلك ا فكار ثبت خبؤها في أةلب المجتمعات الدةموقرابةا التي ا تباعت تحاةو قوة‬
‫الدولا وقوة المجتمع المدني في الوقت نف ه على عكر المجتمعات ةةر الدةموقرابةا التي أدى‬
‫ضعأل المجتمع المدني فةها إلى إضعاأل الدولا بدالً مق تاوةتها‪.‬‬
‫‪ - 1‬اختراق الدولة للمجتمع المدني‪:‬‬
‫تتولى الحكوما تعةةق مجالر إدارة الجمعةات والمنظمات ةةر الحكومةا بدالً مق انتخابهم‪،‬‬ ‫حة‬
‫ات ذات الاواعد الجماهةرةا‬ ‫وتختار الاةادات مق بةق ا شخاص الموالةق لها خ و ا بالن با للمؤ‬
‫والشعبةا الوا عا‪ ،‬وهنا تظهر خبورة أق ةتحو هؤال الاادة إلى أعضا في الحكوما ة تفةدوق منها‬
‫وةمار وق لبا على أعضا الجماعا ل الا تنفةذ أهداأل الدولا وأوامرها‪ ،‬كما قد ت عى الحكوما‬
‫إلى إلحاو منظمات المجتمع المدني بالوزارات الحكومةا واعتبارها مجرد امتداد لها دوق ال ماح لها‬
‫دور كافا الارارات‬ ‫بالوجود الم تا مع التحكم الكام في تأ ة ها وتموةلها وحلها وهو ما ةضمق‬
‫مؤةدة للحكوما ةةر عابئا برأي ا عضا ‪ .‬وأمام اختراو الحكوما للمجتمع المدني ة با كةانا بل‬
‫ةفاد ا تالله وةعجز عق الحركا والبداس والمبادرة‪ ،‬بةنما ت با الحكوما‬ ‫معنى أو مضموق حة‬
‫نها لم تحاو أحد الشروب الهاما‬ ‫الم در الوحةد للمبادرات والتغةةر بما ةهدد ةا ات التنمةا بالفش‬
‫نع ةا ات التنمةا‪ .‬وهذا وضع‬ ‫لنجاحها مق خل تمكةق ا فراد والجماعات وإشراكهم في عملةا‬
‫ق علقا الدولا بالمجتمع المدني لة ت علقا تنافر و راس وإنما علقا تعاوق‬ ‫ةةر ببةعى‬
‫ومشاركا وتكام ومع ذلك كثةراً ما نجد علقا التنافر وال دام فى البلد ةةر الدةمارابةا وتلك التى‬
‫تمر بمرحلا انتاا نحو الدةمارابةا‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫و ما ةجب التأكةد علةه هو أق نشأة منظمات المجتمع المدني ةمكق أق تحم في بةاتها أنمابا‬
‫ةمكق أق تكوق هذم المنظمات مكمل للدولا‪ ،‬أو بدةل لها‪ ،‬زائدا‬ ‫مختلفا مق العلقا مع الدولا‪ ،‬حة‬
‫عنها‪ ،‬رقةبا علةها‪ ،‬أو مجرد حارر لم الحها أو واجها لها أمام المجتمع الدولي‪.1‬‬
‫أما عق تعام الدولا مع منظمات المجتمع المدني فةذكر "مانور" (‪ ) Manor‬عددا مق‬
‫اال تراتةجةات المختلفا التي ت تخدمها الحكومات تجام منظمات المجتمع المدني‪ ،‬موضحا أنه في‬
‫أةلب ا حةاق ةكوق الواقع عبارة عق خلةب مق هذم اال تراتةجةات والتي تتمث فةما ةلي‪:2‬‬
‫أق تتبنى الدولا ةا ةا "اتركوهم لةعملوا" والتي أما أق تكوق لبةا أو تكوق م حوبا‬ ‫‪-‬‬
‫ببعض ال ةا ات المحفزة‪.‬‬
‫‪ -‬أق تحاو الدولا خلو نزاعات أو ائتلفات بةق مجموعات المجتمع المدني حتى ال تنشأ قاعدة‬
‫عرةضا مق منظمات المجتمع المدني قادرة على أق تدخ في مواجها مع الدولا‪.‬‬
‫ةا ا قمعةا تمنع بماتضاها نشاب المجتمع المدني أو نشاب بعض‬ ‫‪ -‬أق تل جأ الدولا إلى‬
‫منظماته‪.‬‬
‫‪ -‬أق ت عى الدولا ق تضم منظمات المجتمع المدني تحت تبعةتها عق برةو توفةر دعم مالي‬
‫أو عةني أو تباد منفعا‪.‬‬
‫‪ -‬ةمكق أق تدخ الدولا في علقا تعاوق ومشاركا حاةاةا مع المجتمع المدني‪.‬‬
‫‪ -‬ة مكق للدولا أق ت تخدم بعض الشعارات التي توحي بوجود تعاوق ومشاركا بمجرد التارب‬
‫مق المجتمع المدني‪.‬‬

‫ومق الناحةا العملةا نجد أق الجهات الحكومةا ب مكانها أق تلعب دورا محفزا للعم المدني أو‬
‫أق الدولا ةمكنها أق توفر المناخ المؤ ر المشجع على نشأة منظمات المجتمع‬ ‫دورا رقابةا فاب‪ ،‬حة‬
‫المدني عق برةو توفةر دعم مباشر أو ةةر مباشر لها‪ ،‬فالدعم المباشر ةمكق أق ةتخذ عدة أشكا‬
‫ا ةا‪ ،‬وتوفةر تموة مباشر لها‪ ،‬أو مجرد االعتراأل‬ ‫أهمها‪ :‬إعبا المنظمات بعض المهام ا‬
‫ال ةا ي بهذم المنظمات كبرأل أ ا ي في الحةاة العاما‪ .‬وهذا الدعم المباشر ال ةخلو مق الخبورة‪،‬‬
‫إذ أنه ةال مق ا تاللةا المنظمات‪ ،‬وبالتالي ةضعأل مادرتها على الاةام بدورها كاوة توازق أمام‬

‫‪ : 1‬رمزي أحمد مصطفى‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫الدولا‪ ،‬لذلك ف نه في حالا وجود تعاوق مع الدولا ةجب أق ال تاب منظمات المجتمع المدني أق تفاد‬
‫هوةتها أو دورها الممةز في مااب أةا ت هةلت توفرها الدولا‪.1‬‬
‫إق ببةعا العلقا بةق المجتمع المدني والدولا تتأرجا مابةق التعاوق وال راس (الخفي أحةانا‬
‫والواضا في أحةاق أخرى)‪ ،‬فهي علقا ةشوبها عدم الثاا‪ ،‬وةنعكر ذلك على الاوانةق المنظما‬
‫ات المجتمع المدني‪ .‬فب بب الببةعا الت لبةا لبعض الدو وبفض قدرتها على‬ ‫لتأ ةر ولنشاب مؤ‬
‫تشكة الرأي العام واحتكار إ دار الاانوق وتنفةذم‪ ،‬وقوة جهاز ا مق وةةرها‪ ،‬تمارر الدولا هةمنا‬
‫شبه مبلاا‪ ،‬ولهذا فاد جا ت نشأة وتبور المجتمع المدني محكومةق بالشروب وفي الحدود التي‬
‫ات وأجهزة المجتمع المدني‪ ،‬وتحدةد أهدافها‪،‬‬ ‫اختارتها الدولا إلى حد بعةد‪ ،‬فاةام تنظةمات ومؤ‬
‫وممار تها لنشاباتها‪ ،‬وبااؤها‪ ،‬تحكمها تشرةعات وأعراأل وتاالةد‪ .‬ب إق الدولا ال تعدم و ةلا لتف ةر‬
‫الاةود الاائما‪ ،‬أو فرض قةود جدةدة لكي تضمق ضبب تشكة المجتمع المدني وحركته وفاعلةته‪.‬‬
‫وجدةر بالذكر أق رفض ا تبداد أو ت لب الدولا ال ةعني تفضة الدولا الضعةفا‪ ،‬فالدولا الامعةا لة ت‬
‫هي الدولا الاوةا‪.2‬‬
‫وةوضا ‪ Helmich Smillie‬أق نظرة الدولا للمجتمع المدني هي عام أ ار في تحدةد نوس‬
‫التعاوق الموجود‪ ،‬إما أق تنظر لها على أنها أداة قلةلا التكلفا لتو ة الخدمات للمنابو المحروما أو‬
‫ال عبا‪ ،‬أو على أنها حركات شعبةا نابعا مق مبادرات الموابنةق أنف هم الذةق هم في ذات الوقت‬
‫ار للتموة الم تخدم في دعم المجتمع المدني‪ ...‬وفي جمةع‬ ‫دافعوا الضرائب التي هي م در ا‬
‫ال حاالت نجد أق شفافةا العلقا بةق البرفةق هي أحد العوام المؤدةا إلى نجاح هذا التعاوق‪ ،‬إذ إنها‬
‫تمكق الدولا مق التأكةد مق و و الخدمات للفئات الم تهدفا مق ال كاق دوق أق تتدخ في الدارة‬
‫الداخلةا للمنظما الاائما بهذا العم ‪ .‬ومع تبني كثةر مق الدو ل ةا ات ال لح الهةكلي تحددت‬
‫الحاجا للتعاوق بةق الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للحد مق ا ثار الجانبةا ال لبةا لهذم‬
‫ال ةا ات ولضماق قةام المجتمع المدني با دوار التي كانت تاوم بها الدولا في الماضي والتي لم ةعد‬
‫ب مكانها أق ت تمر فةها في ظ ال ةا ات الجدةدة‪ ،‬وةضاأل إلى ذلك اشتراب العدةد مق الجهات الدولةا‬
‫الممولا لمشروعات التنمةا وجود تعاوق بةق أجهزة الدولا ومنظمات المجتمع المدني في إدارة‬
‫المشروعات المزمع تموةلها‪.3‬‬

‫‪ :1‬رمزي أحمد مصطفى‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪ : 2‬محمد إبراهيم خيري محمد الوكيل‪ :‬دور القضاء اإلداري والدستوري في إرساء مؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬ج‪ ،9‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،4001 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ : 3‬رمزي أحمد مصطفى‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.31.31‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫وترتبب ببةعا العلقا بةق الدولا والمجتمع المدني ارتبابا وثةاا بمدى توافر الدةمارابةا في أي‬
‫نجد أق‬ ‫دولا؛ ف ذا ت ورنا أق الدولا والمجتمع المدني دائرتاق توجد بةنهما منباا التاا وتداخ‬
‫م احا تلك المنباا تختلأل بح ب مدى دةموقرابةا المجتمع والحكوما؛ فعندما تكوق م احا التداخ‬
‫ضةاا‪ ،‬ف ق ذلك ةعني أق الحكوما ال تتدخ في شئوق المجتمع المدني إال في أضةو حدود‪ ،‬حة ةت م‬
‫تدخلها باالحترام الكام للحاوو والحرةات في نفر الوقت الذي ةفرض فةه المجتمع المدني الرقابا‬
‫على ت رفات الحكوما وم ا لتها ومحا بتها‪ ،‬وفي هذم الحالا تزةد درجا التوازق والتاارب بةق‬
‫الجماعات المختلفا لما تت م به مق م اواة بةنها في امتلك موارد الاوة والنفوذ‪ .‬أما الحاالت التي تت م‬
‫بات اس م احا التداخ بةق الدولا والمجتمع المدني ف نها تعبر عق المجتمعات ةةر الدةموقرابةا التي‬
‫رةا وم تمر في‬ ‫تتدخ الحكوما بشك‬ ‫تتو ع فةها الدولا على ح اب الحرةات والحاوو حة‬
‫شئوق المجتمع المدني الذي ةتحو إلى جز مق جهاز الدولا وامتداد لها‪ ،‬وعندئذ تزداد الفجوة‬
‫والفوارو بةق الجماعات بةنما تنفرد أقلةا محدودة مق وحدات المجتمع المدني بالادرة على ممار ا‬
‫التأثةر ال ةا ي والحفاظ على ا تاللةتها عق الدولا نها تتفوو على ةةرها في امتلك موارد الاوة‬
‫والنفوذ ‪.1‬‬
‫أما أةلب الدو النامةا فتمر ا ق بمرحلا انتاالةا إلى الدةموقرابةا‪ ،‬ولذا ة ودها نظام ةبلو‬
‫علةه تعددةا ماةدة ولة ت كاملا أي أنها ت ما بهامش مق الحرةات ولكنها تضع شروبا ً وقةوداً معةنا‬
‫تتضا‬ ‫على ممار تها‪ .‬وهذم المجتمعات تتغةر فةها م احا تدخ الدولا في المجتمع المدني‪ ،‬حة‬
‫وتضةو ب ورة تدرةجةا‪ ،‬وهو ما ةعني أق المجتمع المدني هو إحدى أدوات االنتاا إلى الدةموقرابةا‬
‫وأق وجودم وقوته مق أهم شروب االنتاا إلى مزةد مق الدةموقرابةا واحترام حاوو الن اق‪ .2‬ولهذا‬
‫ةرى البعض أق المجتمع المدني في بعض الدو العربةا نابع مق رحم الدولا‪ ،‬فهو مق خلاها و نعها‬
‫اب تدا ا وانتها ا‪ ،‬وذلك في إبار هةمنا كاملا للدو على المجالةق ال ةا ي واالجتماعي‪ ،‬وةرى آخروق‬
‫أق المجتمع المدني وإق كاق إفرازا للدولا في بعض الدو العربةا ولكنه شو برةاه وأ با إفرازا‬
‫اته بالرةم‬ ‫متمردا وقبع م افات كبةرة في مواجها الدولا ا مر الذي أضفى حةوةا على دور مؤ‬
‫ات وهي رقابا الزما بشرب أال تاةد نشاب‬ ‫مق وجود رقابا وإشراأل مق جانب الدولا على هذم المؤ‬
‫ات‪.3‬‬ ‫هذم المؤ‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬


‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ : 3‬حسام عيسى‪ :‬اإلصالح الدستوري حل وهمي ألزمة حقيقية‪ ،‬مناقشات منتدى اإلصالح الدستوري في الفترة الممتدة من نوفمبر ‪ 4002‬إلى‬
‫مارس ‪ ،4001‬منشورات شركاء التنمية لالستشارات والتدريب‪ ،‬القاهرة‪ ،4001 ،‬ص‪.33‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫إذق فل وجود لدولا دةموقرابةا دوق مجتمع مدني‪ ،‬ذلك أق هذا المجتمع هو أداة تحاةو‬
‫إلى ال لبا‬ ‫لمةا مفتوحا للتنافر على الو و‬ ‫الدةموقرابةا في أب ب معانةها بتوفةر قنوات‬
‫ات والهةئات ا هلةا والشعبةا للدفاس عق حاوو‬ ‫ومحا با الحكوما وم ا لتها مق خل المؤ‬
‫الموابنةق ووقأل تعدي الدولا علةها‪ .‬وكما ة هم وجود المجتمع المدني في تحاةو الدةموقرابةا ف ق‬
‫ةؤدي تحاو الدةموقرابةا إلى بنا مجتمع مدني قوي تضمق الدةموقرابةا‬ ‫حةا حة‬ ‫العكر أةضا ً‬
‫وقاةته مق ال ابا بأمراض الف اد أو االنتهازةا إذا ما حاو كبار الم ؤولةق بالحكوما ا تغل‬
‫مراكزهم لتحاةو م الا خا ا وأهداأل شخ ةا على ح اب الم لحا العاما‪ ،‬وبنفر البرةاا‪،‬‬
‫ةوفر المجتمع المدني درعا ً واقةا ً ودوا معالجا لنفر المشكلت‪ ،‬وباخت ار ف ق كلً مق الدةموقرابةا‬
‫والمجتمع المدني ةعتبر ببا ونتةجا لآلخر‪. 1‬‬
‫وكما تعد قوة المجتمع المدني شربا لتحاةو الدةمارابةا وقوة الدولا‪ ،‬فهي أةضا شرب ضروري‬
‫ت ما بتعبئا وتكاتأل الجهود‬ ‫لتحاةو التنمةا ونجاحها وخا ا في الظروأل الع ةبا وا زمات حة‬
‫الشعبةا المنظما والموجها مع الجهود الحكومةا مق أج اال تغل الرشةد لمختلأل الموارد المادةا‬
‫والبشرةا والزمنةا المتوفرة‪.‬‬

‫‪ : 1‬ناهد عز الدين‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التأصيل النظري للمجتمع المدني‬

‫خالصة‪:‬‬
‫عرفت المجتمعات الن انةا ظاهرة المجتمع المدني منذ قروق عدةدة قب أق ةظهر الم بلا في‬
‫الالةاو فل الالفات التنالالوةر التالالي عرفتهالالا أوربالالا منالالذ الاالالرق ال الالابع عشالالر وبالالالتزامق مالالع حركالات اجتماعةالالا‬
‫تغةةرةالالا وا الالعا شالالملت الثاافالالا وال ةا الالا واالقت الالاد وأنمالالاب العلقالالات االجتماعةالالا‪ ،‬والتالالي ج الالدت فالالي‬
‫النهاةا النهضا ا وربةا الحدةثا‪ .‬ومنذ ظهورم شهد المفهوم ل اللا مالق التغةةالرات المرتببالا بالاختلأل‬
‫المفكرةق والفل فا مق جها‪ ،‬وباختلأل المجتمعات وتغةر ظروفهالا مالق جهالا أخالرى‪ ،‬فاالد كالاق ةظهالر‬
‫في ك مرة في ةاو متغةر بنةوةا وتارةخةا ةولد حاجالات جدةالدة‪ ،‬وأ الئلا جدةالدة ةجةالب عنهالا المفهالوم‪،‬‬
‫وإذا أضفنا إلى ذلك التغةةر تبالور النظرةالا وتالراكم المعالارأل الن الانةا ك الةاو آخالر ةعالود إلةاله مفهالوم‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬نجد أق عودة الم بلا مق ةةابه التارةخي ةأتي في ك مرة في تاابع محورةق هما‬
‫محور التبور التارةخي ومحور تارةخ النظرةا ذاتها‪.‬‬

‫التأثر بالفل فات الغربةا واالحتكاك‬ ‫هذا المفهوم إلى الثاافا العربةا مق خل‬ ‫وقد انتا‬
‫بالمجتمعات ا وربةا‪ ،‬ولهذا لم ة تخدم الخباب العربي هذا الم بلا حتى وقت متأخر مق الارق‬
‫العشرةق‪ .‬وقد انعكر ضعأل التأ ة النظري للمجتمع المدني على م توى الفكر العربي على‬
‫الةزا الموضوس ةعاني مق الشد‬ ‫المجتمع وبنا اته وتنظةماته المدنةا على م توى الممار ا؛ حة‬
‫والجذب حو مدى مل مته للمجتمعات العربةا وحاجتها إلةه‪ ،‬وةةر ذلك مق ال جاالت‪.‬‬
‫ورةم اختلأل الرؤى النظرةا حو ماهةا المجتمع المدني‪ ،‬ةةر أنه مق الممكق ا تخلص‬
‫بعض الخ ائص التي ةتمةز بها وةاوم علةها‪ ،‬والتي ةكاد ةتفو علةها ج مفكري وكتاب المجتمع‬
‫المدني‪ ،‬والتي تتمث في أهمةته الكبةرة المتأتةا مق أدوارم في حفظ ا تارار الدو وتنمةتها مق خل‬
‫لةم وفاع لخدما احتةاجات المجتمعات‪ ،‬وةكوق ذلك با تخدام‬ ‫تنظةم الجهود الشعبةا وتوجةهها بشك‬
‫العلم وتنظةم الملتاةات‬ ‫ات المدنةا كو ائ‬ ‫المتاحا لهذم المؤ‬ ‫العدةد مق ا دوات والو ائ‬
‫والحملت التبوعةا‪ ...‬وةةرها مق الو ائ التي ةمث التحكم فةها نابا قوة تجع المجتمع المدني‬
‫فاعل حاةاةا وشرةكا للدولا في تنمةا المجتمع واتخاذ الارار‪ ،‬وكلما كاق هذا المجتمع المدني ضعةفا‬
‫ترك المجا لتغو الدولا وإبلو ةبرتها‪ ،‬وهو ما ةتحكم في تحدةدم ببةعا العلقا بةق الدولا‬
‫والمجتمع المدني والادر الذي ت ما به مق الحرةا والدةمارابةا‪ ،‬وهو أمر ةختلأل بح ب ببةعا‬
‫ا نظما الحاكما والشعوب المحكوما‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫بنية المجتمع‬
‫المدني في الجزائر‬
‫وعوائق تطوره‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يتشكل المجتمع المدني من مجموعة من المؤسسات والبنى االجتماعية ذات خصائص مختلفة‬
‫ومتنوعة سواء من حيث البنية أو من حيث طبيعة الوظائف التي تمارسها في المجتمع‪ ،‬والمجاالت‬
‫االجتماعية أو السياسية التي تشتغل فيها‪ .‬ويتشكل كل ذلك بناءا على ثقافة المجتمع وموروثه‬
‫الحضاري الذي يسمح بالتطور التدريجي لهذه البنى ويحدد اتجاهات تطورها بما يتالءم مع احتياجات‬
‫المجتمع أو ظروفه والمناخ العام السائد فيه‪ ،‬فنجد مثال المؤسسات ذات الطابع الديني أو العرفي بسيطة‬
‫وقليلة التعقيد والتخصص في المجتمعات التقليدية كالزوايا واألوقاف والمساجد وغيرها‪ ،‬في حين نجد‬
‫المنظمات المتخصصة ذات الطابع النفعي المحدد والبيروقراطي الدقيق في المجتمعات المتحضرة‪ .‬ثم‬
‫إن مثل هذا النمط من البنى تساهم في إعادة إنتاج المجتمع لذاته‪ ،‬ولذلك يمكن من خالل مالحظة‬
‫ودراسة بنية المؤسسات المدنية ومورفولوجيتها في مجتمع ما التعرف على طبيعة هذا المجتمع‬
‫وإيديولوجيته واتجاهاته‪.‬‬

‫كما يتطلب الفهم السليم ألي ظاهرة البحث عن جذورها وامتداداتها في التجربة التاريخية‬
‫للمجتمع محل الدراسة ومختلف العوامل المساهمة في تشكيلها وبلورتها‪ ،‬ولهذا ينبغي البحث عن وجود‬
‫مؤسسات المجتمع المدني بمختلف أشكالها الحديثة أو التقليدية في األدبيات التاريخية الجزائرية‪،‬‬
‫وتحليل خصوصياتها وأبعادها والظروف المحيطة بها‪ ،‬وقد عرف المجتمع المدني في الجزائر‬
‫تحوالت مفصلية عدة ليس فقط منذ نشأة الدولة الجزائرية الحديثة وليدة االستقالل‪ ،‬وإنما أبعد من ذلك‬
‫بكثير‪ ،‬ولكن بسمات ومالمح مختلفة شكلتها وصبغتها الظروف االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬
‫والحضارية لكل مرحلة من المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر‪.‬‬

‫ومن خالل هذا الفصل سيتم التطرق إلى تطور المجتمع المدني في الجزائر عبر مختلف‬
‫المحطات التي مر بها‪ ،‬إلى جانب تحليل بنيته ومورفولوجيته بتسليط الضوء على أهم المؤسسات التي‬
‫تشكله وطبيعة هذه المؤسسات وحجمها والعوامل التي تساهم في تشكيلها وأهم المشاكل التي تعاني‬
‫منها‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫أوال‪ :‬المراحل التاريخية لتطور المجتمع المدني في الجزائر‬

‫‪ -1‬المالمح السوسيولوجية للمجتمع المدني قبل االحتالل الفرنسي‪:‬‬

‫تشير الكتابات التاريخية أن المجتمع الجزائري عرف العديد من التكوينات االجتماعية التقليدية‬
‫ذات المالمح الدينية والمدنية منذ دخول اإلسالم إلى شمال إفريقيا كالمساجد والزوايا واألوقاف‪ ،‬والتي‬
‫كانت تؤدي أدوارا بالغة التنوع والثراء تشمل مختلف الجوانب االجتماعية واالقتصادية والسياسية‬
‫والتعليمية والتشريعية وغيرها‪ ،‬إلى جانب بعض التنظيمات األهلية التي عرفت قبل دخول اإلسالم إلى‬
‫هذه البالد خاصة لدى المجتمعات األمازيغية مثل "تاجماعت" و"التويزة" وغيرها من المؤسسات‬
‫االجتماعية التي كانت تتسم بالطابع الطوعي والهادفة إلى المساهمة في تنمية المجتمع بشكل عام وتنظيم‬
‫سير الحياة فيه‪ ،‬وتسهم إلى حد كبير في إرساء قواعد االعتماد على الذات وحل مشاكل المجتمع دون‬
‫اللجوء إلى الدولة ومؤسساتها المحلية في كل صغيرة وكبيرة‪ .‬ولم تكن هذه البنى االجتماعية محكومة‬
‫باالنتماء القبلي أو العشائري أو اإلرثي بشكل عام بل كانت متاحة لكل راغب أو متطوع‪ ،‬كما أنها كانت‬
‫تتمتع باستقاللية مادية عن الدولة حيث تعتمد في تمويلها على التبرعات والصدقات وخراجات األوقاف‬
‫والزكاة‪...‬وهو ما يمنحها الطابع المدني‪.‬‬

‫هذا النمط من المؤسسات عرف نشاطا كبيرا وحركية واسعة في المجتمع الجزائري منذ دخول‬
‫اإلسالم إلى هذه البالد‪ ،‬حيث أنه حمل إليها أسلوبا جديدا في الحياة يعتمد على مبادئ الحرية والعدالة‬
‫والمساواة وروح المسؤولية؛ حيث يعتبر الدين اإلسالمي إطارا تجسدت من خالله قيم ومبادئ المجتمع‬
‫المدني على أرض الواقع قبل أن يتناولها الفكر العالمي بالفلسفة والتنظير‪ ،‬فقد ألقى مسؤولية رعاية‬
‫المصالح العامة على المجتمع ككل بأفراده ومؤسساته‪ ،‬كما حمله واجب الرقابة العامة (السياسية‬
‫واالجتماعية) تطبيقا لمبدأ األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ولم يكتف اإلسالم بمنح حرية التعبير بل‬
‫جعلها واجبا بحيث يأثم المجتمع إذا اتخذ موقفا سلبيا من التجاوزات التي تحصل فيه من قبل السلطات‬
‫المختلفة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى المنظومة األخالقية التي يقوم عليها اإلسالم ومنها‪ :‬العدالة‪ ،‬الحرية‪،‬‬
‫المساواة‪ ،‬التشاور‪ ،‬حق االختالف‪ ،‬التسامح‪ ،‬التعاون‪ ،‬التكافل‪...‬الخ‪ ،‬وهي القيم التي يقوم عليها المجتمع‬
‫المدني‪.1‬‬

‫هذا وقد عرف المجتمع الجزائري العديد من التنظيمات والمؤسسات المستقلة عن الدولة ومنها‬
‫على سبيل المثال‪ :‬المساجد ودور العبادة‪ ،‬األوقاف‪ ،‬نقابات الحرف والصنائع والتجار‪ ،‬جماعات العلماء‬
‫والقضاة وأهل اإلفتاء‪ ،‬جماعات الشطار والعيارين‪ ،‬الطرق الصوفية‪ ،‬الزوايا والتكايا والمستشفيات‪،‬‬

‫‪ : 1‬عبد الحميد األنصاري‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.301‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫وغيرها من التنظيمات التي وردت في كتب التاريخ اإلسالمي والتي كانت تحمل على عاتقها شؤون‬
‫التربية والتعليم والرعاية الصحية واالجتماعية وغيرها‪ ،1‬مجسدة بذلك مجتمعا مدنيا فاعال يعتمد على‬
‫نفسه في حل مشاكله ويتدبر أموره دونما حاجة إلى عون من الحكومة‪.‬‬

‫ولكن على الرغم من وجود هذه التنظيمات التي جسدت المجتمع المدني في صورته التقليدية‪،‬‬
‫غير أن هذه البنى كانت متمازجة ومندمجة مع المجتمع األهلي والمجتمع السياسي والدولة في شكل‬
‫كبير‪ ،‬مما أخر التفريق بين المجتمع والدولة حتى منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬أين ظهرت مالمح جنينية‬
‫لبعض التنظيمات المستقلة عن الدولة مثل الدوريات والجمعيات والصالونات الفكرية السياسية‪ ،‬واشتد‬
‫عودها في العقود األولى من القرن الماضي‪ ،‬وهي كلها متأثرة بالنموذج الغربي‪ ،2‬هذا األخير الذي روج‬
‫له مجموعة كبيرة من رواد النهضة العربية من خالل احتكاكهم بالثقافة الغربية وانبهارهم بها‪ ،‬ودعوتهم‬
‫إلى إصالح مجتمعاتهم على ضوء ما شاهدوه من حضارة وتطور غربي على مختلف األصعدة‬
‫االجتماعية والثقافية والسياسية ‪ ...‬وإن لم يذكروا المجتمع المدني اصطالحا غير أنهم أشاروا إلى ما‬
‫يوحي إليه‪.‬‬

‫وقد تعددت الجمعيات والتنظيمات وتنوعت أهدافها ومساراتها بين األدب والثقافة أو السياسة‪،‬‬
‫كما عرفت تعددية سياسية منذ مطلع القرن العشرين وذلك نتيجة للسياسات التي مارستها الدولة العثمانية‬
‫ومن أبرزها المركزية الشديدة وسياسة التتريك التي استفزت أبناء القوميات المتعددة داخل الدولة لتشكيل‬
‫تنظيمات علنية وسرية‪ .3‬ومن هنا بدأ المجتمع التقليدي يتالشى لتحل محله حالة من التخبط والفوضى‬
‫غير واضحة المعالم حيث فقد المجتمع بنيته التقليدية ولكنه لم يكتسب بنية حديثة‪.‬‬

‫‪ -2‬األبعاد السوسيولوجية للمجتمع المدني الجزائري خالل فترة االحتالل الفرنسي‪:‬‬

‫جسدت بداية االستعمار الفرنسي مرحلة من التحوالت التي ارتبطت بظروف االستعمار‬
‫والمقاومة الشعبية ومحاولة طمس الهوية الثقافية للمجتمع الجزائري‪ ،‬وهو ما انعكس على المجتمع‬
‫المدني التقليدي الذي بدأت مؤسساته تتالشى بالتدريج‪ ،‬فقبل الغزو الفرنسي كان التعليم مثال يعتمد على‬
‫األوقاف في النهوض بمهمته‪ ،‬ولذلك عندما وضع المستعمرون أيديهم على األوقاف اإلسالمية‪ ،‬تقلص‬
‫ظل التعليم إلى أن اختفى معظمه‪ ،‬خصوصا في المدن‪ ،‬وبقي محصورا فقط في بعض المساجد والزوايا‬
‫القائمة في المناطق الجنوبية والجبلية‪ ،‬وقد ظلت الزوايا إلى عام ‪ ،1981‬هي المراكز الرئيسية التي يتم‬

‫‪ : 1‬لمزيد من التفاصيل حول تكوينات المجتمع المدني في التاريخ العربي اإلسالمي أنظر‪ :‬عبد الحميد األنصاري ‪ :‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ص‪.330‬‬
‫‪ : 2‬الحبيب الجنحاني‪ :‬المجتمع المدني بين النظرية والممارسة‪ ،‬عالم الفكر‪ ،‬مجلد‪ ،72‬عدد‪( 1‬يناير‪/‬مارس‪ ،)3111‬ص‪.13‬‬
‫‪ : 3‬لمزيد من التفاصيل أنظر‪ :‬أحمد شكر الصبيحي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.27‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫فيها التعليم العربي والديني‪ ،‬وكان التعليم قائما تحت إشراف األهالي أنفسهم‪ .1‬إن السيطرة االستعمارية‬
‫للجزائر امتدت وشملت مجمل النواحي من سياسية‪ ،‬اقتصادية وثقافية واجتماعية…‪.‬‬

‫عرف المجتمع المدني في الجزائر خضوعا كبيرا للمستعمر الفرنسي وخاصة من جانب‬
‫القوانين‪ ،‬إذ كانت الجزائر تعيش تحت تعسف قانون األهالي الذي كان يحرم الجزائريين من التمتع‬
‫بالحريات األساسية التي تسمح لهم بممارسة حقوق المواطنة‪ ،‬وقد كان القانون الفرنسي يعتبرهم مجرد‬
‫رعايا وال يمكنهم أن ينشدوا الحرية والمدنية وال السياسة وال حتى الجمعيات والنوادي الثقافية والفنية‬
‫دون مالحقة هذا القانون التعسفي‪ .2‬غير أن ذلك لم يمنع من ظهور بعض التشكيالت المدنية الحديثة في‬
‫أواخر القرن التاسع عشر(جمعيات‪ ،‬نوادي‪ ،‬أحزاب‪ )...‬وإن كان ذلك بشكل سري في الغالب‪.‬‬

‫وقد أعطت السلطات الفرنسية إذنا بتكوين الجمعيات منذ أول القرن العشرين إثر صدور قانون‬
‫‪ 1891‬الذي يعد اإلطار األساسي لكافة التنظيمات سواءا في فرنسا أو مستعمراتها‪ ،‬والذي يحدد كيفية‬
‫إنشاء وتسيير وحل الجمعيات‪ .‬وهو قانون انتخب عليه في فرنسا في ‪ 1891/90/91‬يمنح الحق لألفراد‬
‫في المجتمع بتشكيل جمعية‪ ،‬هذا القانون الشهير كان بمثابة منظم وموضح لمبدأ حرية الجمعيات‪ ،‬وقد‬
‫شرع الجزائريون بناءا على هذا القانون في العمل على إنشاء عدد معتبر من الجمعيات لخدمة أهداف‬
‫مختلفة؛ ففي سنة ‪ 1891‬تأسست الراشدية في الجزائر العاصمة وفي سنة ‪ 1899‬تم تكوين دائرة صالح‬
‫باي بقسنطينة‪ ،‬وانتشرت الحركة الجمعوية بسرعة في كل أنحاء الجزائر (الودادية للعلوم الحديثة‬
‫بخنشلة‪ ،‬ونادي الشباب الجزائري بتلمسان‪ ،‬مجتمع األخوية في معسكر‪ ،‬نادي التقدم بعنابة‪ ،‬التوفيقية‬
‫بالجزائر‪ ،‬وتع ّدت في كثير من األحيان إطار المدن لتنتشر في القرى الصغيرة ( مثال ‪ :‬اإلتحاد بتيغنيف‪،‬‬
‫والتقدم الصهاريجي بجمعة صهاريج)‪ .‬واكتسبت وظائف و أدوار جديدة توزعت ما بين اجتماعية ثقافية‪،‬‬
‫دينية وسياسية‪ ،‬تعمل على تنشيط هذه النوادي‪.3‬‬

‫وقد ترأس هذه الجمعيات في الظاهر بعض الجزائريين المتجنسين بالجنسية الفرنسية‬
‫والمتخرجين من المدارس الفرنسية أمثال د‪.‬بلقاسم بن التهامي ومحمد الصالح ود‪ .‬الطيب مرسيلي‪.‬‬
‫فظهور الجمعيات إذن كان في أوساط المثقفين المعروفين باإلندماجيين‪ .4‬ومن جهة أخرى ساهم علماء‬
‫ذلك العصر المتقنين للغة العربية في إعادة بناء الفضاء الثقافي الجزائري حيث شاركوا في مهمة التنشئة‬
‫االجتماعية الثقافية‪ ،‬وذلك من خالل إنشاء العديد من النوادي الثقافية‪ .‬التي كانت عنصرا فاعال بشكل‬
‫كبير في توسيع وتعميق الحركة الوطنية‪.‬‬

‫‪ : 1‬أنيسة بركات‪ :‬محاضرات ودراسات تاريخية وأدبية حول الجزائر‪ ،‬منشورات المتحف الوطني للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪ ،3111 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ : 2‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪،‬ج ‪ ،1‬دار المغرب اإلسالمي‪(،‬د ب)‪( ،‬د ت)‪ ،‬ص‪131‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: http://etudiantdz.net/vb/t12005.html‬‬
‫‪ : 4‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫غير أن االستعمار تنبه إلى أن الجمعيات في تلك الفترة قد استفادت من مزايا القانون ومن‬
‫الحرية التي منحها في تشكيل الجمعيات‪ ،‬هذه األخيرة في شكلها الجزائري تمثل صورة من صور بعث‬
‫الوعي التحرري النابع من عقلية شعب مضطهد يسعى بشتى السبل لتحقيق استقالله‪ .‬ولهذا فقد قامت‬
‫السلطات االستعمارية بخلق العديد من القيود التي تحد من هذه المساحة من الحرية‪ .‬غير أن هذه القوانين‬
‫لم تثن الجزائريين عن العمل الجمعوي‪ ،‬وتمثلت نشاطات الحركة الجمعوية آنذاك في عدد من الجوانب‬
‫االجتماعية التي تتأتى من صميم تقاليد المجتمع الجزائري وخاصة صور التضامن االجتماعي المختلفة‪،‬‬
‫إلى جانب بعض النشاطات التي تحقق أهدافا نبيلة كنشر التعليم وتشجيع الممارسة الرياضية‪ .‬غير أن كل‬
‫هذا كان يصب في إطار الحركة الوطنية والحفاظ على الشخصية الجزائرية العربية اإلسالمية‪.‬‬

‫وقد ازدهرت تنظيمات المجتمع المدني مابين الحربين العالميتين‪ ،‬حيث تكونت في الثالثينيات‬
‫من القرن العشرين العديد من الجمعيات المختلفة التي كونتها في الغالب فئات من المجتمع توجد فيما‬
‫بينها عالقات مهنية أو مؤسساتية؛ مثل التالميذ القدماء للمدارس التي كانت خاصة باألهالي المحليين أو‬
‫المعلمين‪ ...‬وفي هذه الحقبة ظهرت أيضا الجمعيات الرياضية اإلسالمية‪ .1‬وقد ذكر الباحث عمر دراس‬
‫عدة جمعيات في هذا السياق ومن بينها‪:2‬‬

‫الجمعيات الطالبية‪ :‬جمعية طالب شمال إفريقيا المسلمين ‪1811‬‬ ‫‪-‬‬


‫الجمعيات الرياضية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلخوة الجزائريين ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫فديرالية المنتخبات اإلسالمية الجزائرية ‪1810‬‬ ‫‪‬‬
‫فريق مولودية الجزائر‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫الوطنية ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫فريق إفريقيا ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫إتحاد الرياضة المسلم ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫الجمعيات الدينية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الهداية ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫نادي اإلصالح ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫حياة اللغة العربية‬ ‫‪‬‬

‫‪ : 1‬محمود بوسنة‪ :‬الحركة الجمعوية في الجزائر نشأتها وطبيعة تطورها ومدى مساهمتها في تحقيق األمن والتنمية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬العدد ‪ ،32‬جوان ‪ ،7007‬ص ‪313‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: omar drass : le phenomene associatif en algerie-etat des lieux, Fondation Friedrich Ebert, Alger,‬‬
‫‪2007, p16.‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫التهذيب ‪1819‬‬ ‫‪‬‬


‫الجمعيات االجتماعية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المعهد اإلسالمي للتضامن االجتماعي ‪1811‬‬ ‫‪‬‬
‫جمعية اإلحسان وتعليم القرآن ‪1810‬‬ ‫‪‬‬
‫جمعية التربية والتعليم المحافظين ‪1810‬‬ ‫‪‬‬
‫الكشافة اإلسالمية الجزائرية (مدرسة تكوين مناضلي الحركة الوطنية)‬ ‫‪‬‬

‫ومن أبرز هذه الجمعيات التي لعبت دورا تاريخيا رائدا "جمعية العلماء المسلمين" التي أنشئت‬
‫في سنة ‪ ،1811‬وذلك ردا على احتفاالت فرنسا بمرور قرن عن احتالل الجزائر‪ ،‬ورغم تشديد فرنسا‬
‫الخناق على كل أشكال التنظيم االجتماعي والسياسي التي كانت تعارض مصالحها إال أن جمعية العلماء‬
‫المسلمين بفضل منهجيتها وطريقتها في العمل استطاعت أن تحقق عدة مكاسب منها إيقاظ الشعب‬
‫الجزائري من سباته ودعوته للمطالبة بحقوقه المهضومة‪ ،‬ومقاومة البدع والخرافات التي كانت تنشرها‬
‫الزوايا المنحرفة‪ ،‬كما أنشأت الصحف والنوادي والمدارس والمعاهد وأرسلت الطالب والتالميذ إلى‬
‫الخارج‪ ،‬وعارضت بشدة سياسة اإلدماج وشعارها في ذلك "الجزائر بالدنا واإلسالم ديننا والعربية‬
‫لغتنا"‪.1‬‬
‫كما برزت الكشافة اإلسالمية الجزائرية‪ ،‬وإتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين وجمعيات محلية‬
‫عديدة تركزت خاصة في عدد من المدن الكبرى‪ .‬وقد لعبت هذه الجمعيات دورا مفصليا في الدفاع عن‬
‫مالمح ومقومات الشخصية الوطنية العربية المسلمة التي حاول االستعمار طمسها بشتى الطرق‪ .‬وعلى‬
‫العموم فقد ساهمت مجمل الحركة الجمعوية في بث الوعي الوطني النضالي‪ ،‬وروح المقاومة الوطنية‪،‬‬
‫سواء بشكل واضح أو بشكل مستتر تحت غطاء النشاطات الخيرية والفنية والرياضية‪ ،‬وقد كانت‬
‫الجمعيات الثقافية والفنية وسيلة من وسائل الكفاح ضد محاولة المستعمر مسح الشخصية الوطنية وخاصة‬
‫الكشافة اإلسالمية‪.‬‬

‫كما ظهرت إلى الوجود بعض األحزاب والمنظمات ذات الملمح السياسي مثل حزب نجم شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬حزب الشعب‪ ،‬وغيرها من المنظمات التي ظهرت على الساحة السياسية واالجتماعية الجزائرية‬
‫بدايات القرن العشرين‪ ،‬والتي كانت جهودها موجهة بشكل أساسي إلى مواجهة الدولة المستعمرة‬
‫ومحاولة التخفيف من معاناة الفئات الشعبية العريضة المقهورة‪ ،‬والسعي نحو تحقيق الثورة واالستقالل‪،‬‬

‫‪ : 1‬كمال عجالي‪ :‬مساهمة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على الهوية الوطنية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،32‬ديسمبر ‪ ،7003‬ص ‪.301‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫وقد أسهمت هذه التنظيمات بشكل كبير في الحفاظ على مقومات األمة والدعم االجتماعي والسياسي‬
‫والثقافي للمجتمع‪ ،‬وكذا في تعبئة الجهود الشعبية في الكفاح ضد المستعمر‪.‬‬

‫لقد ظهرت بوادر النضال السياسي قبل الحرب العالمية األولى‪ ،‬وبحلول سنة ‪ 1819‬كان‬
‫للجزائر كل أشكال األحزاب السياسية تقريبا‪ ،‬من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار‪ .‬وفي الفترة التي تمتد‬
‫بين الحربين العالميتين برزت ثالثة اتجاهات تتمثل في اإلدماجيين وحزب الشعب وجمعية العلماء‪ .1‬غير‬
‫أن الصراع فيما بينها من أجل الهيمنة اإليديولوجية في الجزائر أدى إلى انقسام الساحة السياسية إلى‬
‫ثالث تيارات‪ :‬تيار إصالحي سياسي‪ ،‬تيار إصالحي ديني‪ ،‬وتيار ثوري سياسي‪ .‬والمالحظ أن التيارين‬
‫اإلصالحيين السياسي والديني تواجدا في الساحة الجزائرية أما التيار الثوري فقد تكون في أواخر‬
‫العشرينيات في فرنسا في أوساط العمالة المغاربية المهاجرة‪ ،‬وفرض وجوده في الساحة الجزائرية في‬
‫الثالثينيات‪ .‬أما الحزب الشيوعي فلم يعترف بقومية الشعب الجزائري إال بعد اندالع الثورة الجزائرية‪.‬‬
‫فهو إنتاج المجتمع المدني الفرنسي والجالية الفرنسية المقيمة في الجزائر رغم انخراط أقلية فاعلة من‬
‫الجزائريين في صفوفه‪.2‬‬

‫ولم تنجح أبدا الضغوط المركزية الممارسة في سبيل قيادة موحدة للحركة الوطنية‪ ،‬وظلت‬
‫المنظمات والتيارات السياسية مستقلة عن بعضها‪ ،‬وتمارس ضغطا متنوعا‪ ،‬وتطور شبكات تضامنية‬
‫متعددة األشكال‪ ،‬وظل هذا الوضع حتى مطلع نوفمبر ‪ .31811‬حيث تغيرت األهداف والمعطيات‬
‫السوسيولوجية التي تبلور على إثرها إعادة توزيع لألدوار االسترتيجية والسياسية التي كانت تتنازعها‬
‫التيارات السياسية التقليدية الثالث‪ ،‬لتنصهر جميعا في بوتقة واحدة اسمها جبهة التحرير الوطني‪.‬‬
‫لقد حطمت حرب التحرير الشبكة الكاملة للمجتمع المدني ولم تترك مكانا إال للمناضلين‬
‫المسلحين؛ فقد بقي مصالي الحاج في فرنسا أثناء اندالع الثورة التحريرية في عزلة تامة عن قاعدته‬
‫المناضلة القديمة وبرزت جبهة التحرير الوطني كحزب قومي نشأ من أجل الحرب التحريرية‪ .‬كما نتج‬
‫عن طول هذه الحرب خضوع وإدماج العلماء و"جامعة المنتخبين" في صلب جبهة التحرير الوطنية‪،‬‬
‫التي أصبحت حركة سياسية مهيمنة مع بقائها مقسمة في مستوى قيادتها‪ .‬هذه التجزئة هي التي سمحت‬
‫بتفوق العسكريين ومنعت وجود زعيم كارزماتي كبورقيبة في تونس والسلطان محمد الخامس في‬
‫المغرب‪ ...‬فالجزائريون يتماهون مع الجزائر ال مع زعمائهم‪ ،‬واالنتماء الجماعي إلى الوطن محسوم‬

‫‪ : 1‬أنيسة بركات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.331‬‬


‫‪ : 2‬عبد القادر الزغل‪ :‬المجتمع المدني والصراع من أجل الهيمنة اإليديولوجية في المغرب العربي‪ ،‬في "المجتمع المدني في الوطن العربي‬
‫ودوره في تحقيق الديمقراطية" بحوث ومناقشات الندوة التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪ : 3‬غازي حيدوسي‪:‬الجزائر التحرير الناقص‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،3112 ،‬ص‪.2‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫لدى الجزائريين وهم ال يعانون منه كماهو الحال بالنسبة إلى الليبيين مثال‪ ،‬وحتى المناضلون البربر‬
‫يشعرون بأنهم جزائريون قبل أن يكونوا بربرا‪.1‬‬

‫على العموم فإن المرحلة االحتالل الفرنسي قد عرفت ظهور عدة جمعيات تقليدية من نوع‬
‫كموني‪ ،‬إثني وديني (كالزوايا مثال) في بداية القرن العشرين على وجه التحديد‪ .‬واقتصر مجال تدخلها‬
‫عموما على النشاط األخالقي‪ ،‬الخيري‪ ،‬التعاوني ذي المنفعة العامة كالتويزة مثال‪ ،‬وكثيرا ما عمدت‬
‫الرأسمالية الكلونيالية الى تهميش هذه الجمعيات أو استعمالها خدمة لمصالحها وترسيخ تواجدها وبسط‬
‫نفوذها‪ .‬تلتها بعد ذاك أشكال جديدة من الجمعيات‪ :‬نخبوية مختلطة (جزائرية‪ /‬أوروبية)‪ ،‬حضرية‬
‫واندماجية‪ ،‬ثم بعدها جمعيات جزائرية أهلية مطالبة بهويتها المسلمة مضادة للتواجد االستعماري‪ ،‬نشطت‬
‫وناضلت داخل الجمعيات الرياضية والثقافية على وجه الخصوص‪ .‬تحولت معظم هذه الجمعيات إلى‬
‫حركة اجتماعية كرست جهودها بااللتزام بالنضال السياسي واإليديولوجي‪ ،‬إذ أصبحت تدريجيا مصدرا‬
‫معتبرا لتمويل حركة التحرر الوطني من مناضلين عسكريين وأطر سياسية داخل مختلف األحزاب‬
‫والنقابات الجزائرية‪.2‬‬

‫والحقيقة أنه يمكن القول بأنه وحسب رأي كثير من المؤرخين والباحثين فقد كان يوجد مجتمع مدني‬
‫جزائري حقيقي‪ ،‬رغم ضعف إمكانياته‪ ،‬في الفترة االستعمارية أكثر منه بعد االستقالل؛ فبدون وجود‬
‫عنصر االستقاللية عن األطر التنظيمية للدولة وإرادة حرة نابعة من األفراد الجمعويين ال يمكن الحديث‬
‫عن مجتمع مدني؛ فبحكم أن الدولة كانت في الفترة الكولونيالية ذات طابع استعماري فإن ذلك ساعد‬
‫الجزائريين على االنتظام في جمعيات مستقلة نابعة من طموحاتهم وانشغالتهم كمجتمع واقع تحت‬
‫اإلستعمار (جمعية العلماء الجزائري‪ ،‬الكشافة اإلسالمية‪ ،‬اإلتحاد العام للعمال الجزائريين)‪ .‬وفي مثل هذه‬
‫الظروف ال يمكن للعمل الجمعوي أال يكون ملتبسا بالسياسة‪ ،‬يعني بطموحات وطنية خاصة بالشعب‬
‫الجزائري‪ .‬ولهذا كانت جمعية العلماء الجزائريين مثال عرضة لمضايقات دائمة من طرف اإلدارة‬
‫اإلستعمارية‪ .‬وهكذا كانت مؤسسات المجتمع المدني الجزائري تتوفر على مواصفات المجتمع المدني‬
‫الحقيقي رغم أن المجتمع الجزائري ككل كان يرزح تحت اإلستعمار‪ .3‬يقول الطاهر لبيب أن الحركات‬
‫السياسية والنقابية والفكرية كانت في عهد االستعمار أكثر تنوعا ونشاطا مما أصبحت عليه بعد‬
‫االستقالل‪ ،...‬كما كانت هناك مؤسسات أهلية لها طابع خيري إجماال‪ ،‬لكن مساهمة هذه الحركات في‬
‫العمل التحرري لم تكن‪-‬بحكم مرحلتها‪ -‬قائمة على مطلب تطوير المجتمع المدني كفضاء للحريات إال في‬

‫‪ :1‬عبد القادر الزغل‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.321‬‬


‫‪ : 2‬عمر دراس‪ :‬الظاهرة الجمعوية في ظل اإلصالحات الجارية في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‪ ،‬مجلة إنسانيات (المجلة الجزائرية في األنثروبولوجيا‬
‫والعلوم اجتماعية)‪ ،‬العدد ‪ ،7001 ،73‬ص ‪.71‬‬
‫‪ : 3‬ابراهيم سعدي‪ :‬المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬بتاريخ ‪7037/01/70‬‬
‫‪http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=339&id_article=35747‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫حدود ما يساعد عليه من مهمة التحرير الوطني"‪1‬؛ فقد كانت الجهود مركزة على المطالبة باالستقالل‬
‫والدفاع عن الحرية والهوية الثقافية‪ ،‬وأجلت حركات التحرر الحديث عن سمات مجتمع االستقالل‬
‫المنشود‪.‬‬

‫‪ -3‬الدولة الجزائرية المستقلة وعوامل تشكل المجتمع المدني في عهد الحزب الواحد‪:‬‬

‫ويمكن تقسيمها إلى ثالث مراحل أساسية‪:‬‬

‫أ‪ -‬فترة الستينيات‪:‬‬

‫لقد عرفت الجزائر غداة االستقالل أوضاعا صعبة لم تؤهلها ألن تجعل لنفسها منظومة قانونية‬
‫خاصة بها‪ ،‬ولهذا أبقت على القوانين الفرنسية التي كانت سارية قبل االستقالل وعملت على تبنيها‪ ،‬بما‬
‫فيها قانون ‪ 1891‬الخاص بالجمعيات‪.‬‬

‫وعند صدور أول دستور للبالد سنة ‪ 1811‬نص على ضمان الدولة لحرية تكوين الجمعيات‪.2‬‬
‫غير أن حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم) كان يعرقل ويحظر كافة أشكال التنظيم الشعبية‬
‫المستقلة الخاصة بالمجموعات االجتماعية المختلفة خارج نطاق الدولة‪ ،‬حيث أن السلطة السياسية تعتبر‬
‫نفسها الممثل الوحيد والشرعي لمصالح المجتمع وأي محاولة تنظيم ذاتي موازي أو منافس يقوم به‬
‫المجتمع تواجه حربا شرسة‪ .‬وقد أكد في مؤتمره األول سنة ‪ 1811‬صراحة على أن تعدد األحزاب ليس‬
‫في حد ذاته مقياسا للديمقراطية وال للحرية‪ ،‬كما أن تعدد النقابات يمكن أن يؤثر على المصلحة العامة‬
‫للعمال‪ .‬لذلك فإن الجهاز المعبر عن طموحات الجماهير هو الحزب الواحد الطليعي‪ ،‬وحتى يكسب القدرة‬
‫على تعبئة الجماهير ينبغي عليه تأطير الفالحين‪ ،‬العمال‪ ،‬الشباب‪ ،‬النساء‪ ،‬وقدماء المجاهدين في‬
‫منظمات وجمعيات تعمل تحت وصايته ووفق توجيهاته"‪.3‬‬

‫ونتيجة لهذه القناعة السياسية التي كانت تضيق على الحركة الجمعوية‪ ،‬أصدرت وزارة الداخلية‬
‫تعليمة وزارية في ‪ 91‬مارس ‪ 1811‬تتضمن تعليمات تحث الوالة على فتح تحقيقات خاصة ودقيقة‬
‫حول كل الجمعيات المصرح بها مهما كانت طبيعة نشاطها‪ ،‬بهدف معرفة حقيقة األهداف التي تسعى‬

‫‪ : 1‬الطاهر لبيب‪ :‬هل الد يمقراطية مطلب اجتماعي؟ عالقة المشروع الديمقراطي بالمجتمع المدني العربي‪ ،‬ورقة قدمت إلى‪ :‬المجتمع‬
‫المدني ودوره في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪( ،‬دون تاريخ)‪،‬‬
‫ص‪.‬ص‪.112 .113‬‬
‫‪ : 2‬المادة ‪ 31‬من دستور ‪.3121‬‬
‫‪ : 3‬بوجمعة غشير‪ :‬اإلطار التنظيمي للجمعيات في الجزائر‪ ،‬ندوة المبادرة العربية من أجل حرية الجمعيات‪ ،‬عمان‪ ،‬يومي‪ 30-1:‬ماي‬
‫‪ ،3111‬من موقع‪:‬‬
‫‪www.arabifa.org/ARABIFA/aifa.nsf/asearchiview/64692E7DA899B4A9C2256BB80057CI56?Open‬‬
‫‪document Arabic‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫لتحقيقها واألنشطة التي تقوم بها‪ .‬وبفعل الممارسة اإلدارية تحول مضمون هذه التعليمة إلى سلطة‬
‫تقديرية لمنح ترخيص إنشاء الجمعيات"‪.1‬‬

‫وما عمق هذه االنتكاسة هو إخضاع الحركة الجمعوية إلى مستويين من الرقابة؛ أوالها تتمثل‬
‫في الر قابة السياسية في إطار المجالس المنتخبة‪ ،‬وثانيها على مستوى تمثيل المصالح االجتماعية‬
‫واالقتصادية المشروعة في إطار اتحادات مهنية واجتماعية يخضع تأثيرها لحزب جبهة التحرير‬
‫الوطني‪ .‬وظهر في هذا السياق االتحاد العام للعمال الجزائريين واالتحاد الوطني للفالحين الجزائريين‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واالتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية‪ ...‬وتمثل كل هذه التنظيمات قاعدة نضالية للحزب‬

‫ولهذا فبعد انتهاج النظام االشتراكي في ظل أحادية الحزب ودوره القيادي أصبحت هذه‬
‫الجمعيات والمنظمات من القوى االجتماعية للثورة التي تعمل تحت توجيه الحزب‪ ،‬وتعتبر االمتداد‬
‫الطبيعي له لتحقيق الهدف المرسوم‪ ،‬وهو تحقيق التحول االجتماعي وبناء االشتراكية والدفاع عنها‪ ،3‬وإن‬
‫تعزيز التحالف بين العمال والفالحين والجنود والشباب والعناصر الوطنية الثورية سيكسب الثورة مناعة‬
‫تامة ويمكنها من التقدم بكل ثبات في طريق االشتراكية‪ ،‬وسيحصل هذا التحالف بقيادة الحزب‬
‫الطالئعي‪ .4‬وهكذا لم يكن هناك مجال لمحاولة الخروج من الخط الذي رسمه الحزب وإال اعتبرت تلك‬
‫المحاوالت عمال ضد الثورة وضد نظام الدولة الرسمي مهما كان نوع النشاط ومبرراته‪ .‬وهذا ال يعني‬
‫انعدام وجود الجمعيات تماما؛ فقد ازدهرت بعد االستقالل جمعيات التعاضد (ورش عمل‪ ،‬إعادة تكييف‬
‫مدن األكواخ‪ ،‬أو إطالق فعاليات شتى‪ )...‬غير أنها تهاوت بعد بضعة سنوات‪.5‬‬

‫لقد خرج المجتمع الجزائري من سيطرة االستعمار ليدخل في سيطرة الحزب الواحد‪ ،‬الذي‬
‫سيطر إيديولوجيا وسياسيا على تنظيمات المجتمع المدني ومنع إنشاء أي تنظيم أو جمعية ال تتماشى مع‬
‫مبادئه‪ ،‬لقد استمر التحكم في المجتمع المدني ولكن في ظل السياسة الوطنية التي تسعى إلى استيعاب كل‬
‫البنى االجتماعية تحت وصايتها وتتحفظ عن كل معارضة أو مبادرة مستقلة‪ ،‬تحت شعارات الوطنية‬
‫والوحدة القومية وغيرها‪ .‬وما زاد في صعوبة إنشاء الجمعيات في هذه الفترة ومن نشاطها أيضا هو عدم‬
‫وجود قانون جزائري للجمعيات‪ ،‬وذلك إلى غاية ‪ 1801‬أين تم إصدار أول تشريع جزائري خاص‬
‫بالجمعيات‪.6‬‬

‫‪ : 1‬ساسي سقاش‪:‬الجمعيات البيئية في الجزائر ودورها في حماية البيئة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪ ،7000‬ص‪.33‬‬
‫‪ : 2‬ساسي سقاش‪:‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ : 3‬وهو ما نص عليه الميثاق الوطني سنة ‪.3122‬‬
‫‪ : 4‬فاروق حميدشي‪ :‬الجماعات الضاغطة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،3113 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ : 5‬غازي حيدوسي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ : 6‬ويتمثل في األمر رقم ‪ 23/21‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪.3123‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫ب‪ -‬فترة السبعينيات‪:‬‬

‫اتسمت هذه المرحلة بعملية دولنة المجتمع‪ ،‬أي سيطرة الدولة واحتكارها لمختلف المؤسسات‬
‫والهياكل االقتصادية وفضاءات التنشئة االجتماعية‪ ،‬وتأميمها بواسطة خلق جهاز تشريعي وقانوني قهري‬
‫وتمايزي يبطل كل المحاوالت التنظيمية غير الرسمية التي تريد أن تنشط خارج اإلطار المؤسساتي‬
‫والحزب الواحد‪ .‬هذا اإلجراء ترسم نهائيا ‪ 1‬بعد صدور قانون فبراير ‪ 1801‬الذي يوضح موقف الدولة‬
‫من الجمعيات الموازية عن طريق فرض االعتماد المزدوج والموافقة الرسمية من طرف الوالي ووزير‬
‫الداخلية ألي جمعية تنوي أن تنشط خارج مؤسسات الدولة وحزب جبهة التحرير الوطني‪.1‬‬

‫بصدور قانون الجمعيات سنة ‪ 1801‬تم الدخول في مرحلة جديدة من سيرورة المجتمع المدني‬
‫الجزائري انتهى فيها العمل بأحكام القانون الفرنسي الشهير لسنة ‪ ،1891‬وقد تحدد من خالله شكل حقل‬
‫العمل األهلي وصياغته‪ ،‬خاصة المادة الثانية منه التي تقيد مجال العمل األهلي بطريقة حاسمة وتميزه‬
‫وتخضعه لتشريع جديد قمعي وصارم يخول للسلطات العامة وجبهة التحرير الوطني حقا مطلقا في‬
‫الموافقة على إنشاء أي جمعية أو حلها‪ ،‬وسرعان ما وجد سالح خطير لتحقيق ذلك وهو ضرورة‬
‫الحصول على موافقة مسبقة‪ ،‬مما سهل على السلطات إبقاء أو استبعاد من تشاء من حقل العمل األهلي‪.2‬‬
‫وقد تم في ظل هذا القانون إنشاء جمعيات عديدة خاصة الجمعيات الرياضية وجمعيات أولياء التالميذ‪،‬‬
‫غير أن الجمعيات الخيرية والدينية ورابطات الشباب كانت قليلة‪ .‬ومع أن دستور ‪ 1801‬نص على أن‬
‫حرية إنشاء الجمعيات معترف بها وتمارس في إطار القانون‪ ،3‬إال أن تأثير هذا األمر كان جد محدود‪،‬‬
‫ألنه يمنع قيام أي جمعية من شأنها المساس باالختيارات السياسية واالقتصادية واالجتماعية للبالد‪ ،‬وألن‬
‫أي تعديل للقانون األساسي أو مقر الجمعية يخضع للموافقة المسبقة للجهة التي أعطت الموافقة‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن هذا األمر أبقى على الجمعيات تابعة سياسيا واجتماعيا للحزب الواحد مما يقيد من النشاط الجمعوي‪،‬‬
‫ويحد من حرية الجمعيات في المشاركة في الحياة االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية‪ .‬وهو ما‬
‫تجلى فيما بعد بالشلل الواضح لدى العديد من الجمعيات الفاعلة التي كانت في مراحل سابقة ركائز‬
‫محورية في المجتمع المدني الجزائري على غرار جمعية العلماء المسلمين وغيرها‪.‬‬

‫وقد عملت الدولة في هذه الفترة على إنشاء جمعيات تابعة لها أو للحزب‪ ،‬ونشرها في كافة‬
‫أنحاء الوطن على مستويات مؤسسية مختلفة‪ ،‬وقد كانت أهداف هذه الجمعيات هي الدعم غير المشروط‬
‫للدولة‪ ،‬كما كانت أداة فعالة لإلشراف على المجتمع ومراقبته وبالتالي سهولة إحكام وجودها متى وأينما‬

‫‪ : 1‬عمر دراس‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪2‬‬
‫‪: http://etudiantdz.net/vb/t12005.html‬‬
‫‪ : 3‬الميثاق الوطني‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،23‬بتاريخ ‪ ،3122/02/10‬ص‪.101‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫تشاء‪ .‬هذه المنظمات الجماهيرية حظيت بمكانة مهمة داخل الحزب ووفرت لها وسائل مادية وموارد‬
‫مالية كبيرة‪ ،‬وذلك بهدف استعمالها كأداة لنشر مبادئ وأفكار الثورة االشتراكية في أوساط الجماهير‬
‫بالكيفية التي يفهمونها ويقتنعون بها‪ .‬إذ أننا نجد أن هذا التنوع في الجمعيات يمس مختلف شرائح‬
‫المجتمع‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى دستور ‪ 1801‬الذي نص على ضرورة عمل المنظمات الجماهيرية‬
‫على تهيئة أوسع لفئات الشعب لتحقيق كبريات المهام االجتماعية واالقتصادية والثقافية التي تتوقف عليها‬
‫تنمية البالد‪ .1‬إن هذه الممارسات تعكس هيمنة الدولة على المجتمع وإضعاف الوجـود االجتماعي من‬
‫خالل تبني االختيار االشتراكي وما يحمل في طياته من توجهات إيديولوجية امتدت تبعاتها إلى الجمعيات‬
‫والمؤسسات المدنية المختلفة‪ .‬ينطبق في هذه المرحلة إلى حد كبير التصور الغرامشي للمجتمع المدني‬
‫كمجال لهيمنة الدولة وبسط نفوذها على المجتمع‪ ،‬حيث استخدمت المنظمات الجمعوية كوسيلة توجيه‬
‫وتحكم في المجتمع من أجل تحقيق وتجسيد إيديولوجيتها وتوجهاتها ومختلف اختياراتها‪ ،‬وحاولة إعادة‬
‫إنتاج نفسها عبر التحكم في مؤسسات المجتمع المدني أو صناعة مجتمع مدني على المقاس المناسب‪.‬‬

‫ومن أهم السمات التي ميزت الجمعيات من خالل القانون ‪ 08/01‬ما يلي‪:2‬‬

‫أ‪ -‬الوالء اإليديولوجي للدولة فال خيار للجمعيات سوى االندماج في االختيار االشتراكي الذي اختارته‬
‫لها الدولة المهيمنة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الموافقة المسبقة أي الحصول على الموافقة وترخيص السلطات اإلدارية قبل تقديم اعتماد تأسيس‬
‫الجمعية الذي يخول لها مباشرة نشاطاتها في حدود أهدافها‪.‬‬

‫ج ‪ -‬الحرية االستثنائية والتي تتضح من خالل نص القانون ‪ 08/01‬والذي يهدف إلى هيمنة الدولة‬
‫وإحكام وجودها والحد من حرية إنشاء الجمعيات إال بشروط مسبقة‪.‬‬

‫د‪ -‬سلطة الحل والمراقبة الالحقة (المستمرة) أي أن الدولة لها حق حل كل جمعية تخالف نص القانون‬
‫وهذا من خالل المراقبة المستمرة على نشاط هذه الجمعيات‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬المنظمات الجماهيرية وهو العدد الكبير الذي أنشئ من الجمعيات التابعة للدولة أو الحزب كما‬
‫أشرنا سابقا تمس الطبقات االجتماعية المختلفة وأطلق عليها جميعا اسم المنظمات الجماهيرية‬
‫‪ ORGANISATION DE MASSE‬ومنها‪ :‬المنظمة الوطنية للمجاهدين ‪ ،O.N.M‬اإلتحاد‬
‫الوطني للشباب الجزائري ‪ ،.U.N.J.A‬اإلتحاد الوطني للنساء الجزائريات ‪ ،.U.N.F.A‬اإلتحاد‬

‫‪1‬‬
‫‪: http://etudiantdz.net/vb/t12005.html‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: http://etudiantdz.net/vb/t12005.html‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫الوطني للمزارعين الجزائريين ‪ ،.U.N.P.A‬اإلتحاد العام للعمال الجزائريين ‪ ،.U.G.T.A‬وجمعيات‬


‫أخرى كاتحاديات المحاربين والمحامين‪ ،‬الفنانين والمهندسين …الخ‪.‬‬

‫ج‪ -‬فترة الثمانينيات‪:‬‬

‫في الواقع ال يمكن الحديث عن مجتمع مدني جزائري حقيقي فيما بعد اإلستقالل‪ ،‬السيما في‬
‫مرحلة األحادية السياسية والحزبية واإليديولوجية؛ ذلك أن شرط اإلستقاللية ووجود اإلرادة الحرة لدى‬
‫األعضاء الجمعويين لم يكن متوفرا‪ .‬فدولة ما بعد اإلستقالل لم تكن تسمح بوجود وسطاء‪ ،‬في شكل‬
‫جمعيات مستقلة‪ ،‬بينها وبين المواطنين‪ ،‬ناهيك بجمعيات مدنية تقوم بوظيفة مراقبة ما تقوم به الدولة‬
‫طبقا للوظيفة التي حددها مونتسكيو لهذه المؤسسات‪ .‬كانت الدولة متغلغلة في مختلف شرايين المجتمع‪،‬‬
‫اإلقتصادية منها‪ ،‬والحزبية والثقافية والرياضية والدينية واإلجتماعية وما سواها‪ .‬كانت دولة ينطبق‬
‫عليها مفهوم الدولة الشمولية‪ ،‬تسير المجتمع وتتحكم في مختلف مفاصيله وشرايينه‪ .‬فكانت مختلف‬
‫التنظيمات ذات الطابع غير السياسي الخاصة بمختلف فئات المجتمع كالمهندسين واألطباء والكتاب‬
‫والنساء والعمال والفالحين وما سواها والتي كان باإلمكان أن تتأسس‪ ،‬في سياق نظام ديمقراطي‪،‬‬
‫كجمعيات مدنية‪ ،‬تشكل ما كان يسمى في تلك األيام منظمات جماهيرية تابعة للحزب الواحد‪ ،‬وبالتالي‬
‫مجرد امتداد لسلطة الدولة ومجرد تأطير لهذه الفئات اإلجتماعية على نحو يحول دون أي تعبير مستقل‬
‫لها‪ .‬وهكذا فإن بعض التنظيمات الجمعوية التي كانت تتوفر فيها مواصفات مؤسسات المجتمع المدني‬
‫أثناء اإلستعمار فقدتها بعد األستقالل كما حدث مثال مع اإلتحاد العام للعمال الجزائريين أو الكشافة‬
‫اإلسالمية الجزائرية بعد ما أصبحت تعرف كمنظمات جماهيرية تابعة للحزب الواحد الممثل آنذاك‬
‫‪1‬‬
‫للدولة‬

‫لقد أدت النظرة القاصرة للسلطة السياسية التي كانت تقوم على اعتبار العمل الجمعوي نشاطا‬
‫يزاحم سلطات وامتيازات اإلدارة‪ ،‬وعلى وجوب إخضاعه لرقابة اإلدارة وعدم خروجه عن تصوراتها‬
‫الرسمية إلى تهميش دور المجتمع المدني‪ .‬وقد أبرز التطور الحديث أنه ال يمكن للجهد الفردي المعزول‬
‫أن يضمن التطور االجتماعي‪ ،‬لذا وجب إدخال القانون بصورة إيجابية تسمح لهذه الهياكل االجتماعية من‬
‫جمعيات ونقابات ومنظمات غير حكومية‪ ،‬بأداء وظيفتها االجتماعية في تحقيق المنفعة العامة‪.2‬‬
‫ومن نتائج هذه اإلجراءات االحتكارية ومركزية سلطة القرار إفقار وهشاشة الحياة الجمعوية‬
‫ومنع بروز هياكل ومؤسسات وسيطة كالجمعيات مما وسع الفجوة بين الدولة والمجتمع وبالتالي أحدث‬
‫ذلك اتساعا في رقعة السخط االجتماعي واالحتجاجات الفوضوية والفتن وتعطيل نمو الثقافة‬

‫‪ : 1‬ابراهيم سعدي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ : 2‬محمود بوسنة‪ :‬مرجع سبق ذكره‪.713 ،‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫الديموقراطية والمشاركة في الحركة الجمعوية‪ .‬بل بالعكس فإن المنظمات الجماهيرية تحولت إلى وسائل‬
‫مميزة للحصول على الترقية االجتماعية واالمتيازات المختلفة‪ .1‬وقد عرفت هذه الفترة تغيرات سياسية‬
‫واقتصادية واجتماعية عديدة فرضتها عوامل خارجية وداخلية وكان لهذه الظروف األثر البالغ في‬
‫التشريعات المنظمة للحركة الجمعوية في الجزائر‪ ،‬لعل أهمها انخفاض سعر البترول سنة ‪ ،1891‬الذي‬
‫أظهر هشاشة الوضع االقتصادي الوطني وقوض الخيارات الكبرى التي تبنتها الدولة الجزائرية في عهد‬
‫الرئيس الراحل هواري بومدين من خالل تطبيقها الستراتيجية الصناعة المصنعة والثورة الزراعية‪،‬‬
‫وحتى النظام االشتراكي ككل‪ ،‬ومن ثم بدأ تطفو على السطح العديد من المشاكل التي كانت بوادرها‬
‫سابقة كأزمة السكن والنزوح الريفي والبطالة ومشكالت النمو الديمغرافي و عجز الهياكل والبنى التحتية‬
‫عن استيعابه‪ ...‬وغيرها من المشاكل التي خلقت جوا من التوتر على المستوى االجتماعي والسياسي‬
‫واالقتصادي أدى إلى طرح تساؤالت عميقة حول مدى صواب الخيارات االستراتيجية للدولة وبلغ األمر‬
‫إلى الحديث حول مدى شرعية النظام وضرورة إعادة النظر في خيارات الدولة واسترتيجياتها وحتى‬
‫مقوماتها‪ ،‬وعلى رأس ذلك كله العقد االجتماعي القائم بين الشعب والنخبة الحاكمة‪.‬‬

‫لقد بينت التجربة السياسية التي عرفتها البالد منذ االستقالل‪ ،‬والمتمثلة في سيطرة الحزب الواحد‬
‫أنها تمت من منطلقات خاطئة‪ ،‬ألنها قيدت حرية التعبير‪ ،‬وأدت إلى تأخير التحول الديمقراطي ولذلك‬
‫أصبح الجميع مع بداية التسعينات يرى أن الحزب الواحد يؤدي بالضرورة إلى اختناق الحريات الفردية‬
‫والجماعية‪ .2‬وقد كانت نقطة الضعف األساسية للنظام –وبالذات في الثمانينات‪ -‬هي نقطة فقدانه للشرعية‬
‫بخاصة وأن قاعدته التقليدية (الشرعية التاريخية والثورية) قد أضحت بدون معنى لدى الغالبية التي‬
‫يمثلها جيل من الشباب المولود بعد االستقالل‪ ،‬إضافة إلى قيام النظام السياسي على القوة بفعل الصراع‬
‫الذي وقع بين المجموعات المتنافسة على السلطة منذ نهاية حرب التحرير‪.3‬‬

‫ومن جهة أخرى ترجع جذور األزمة إلى انعقاد المؤتمر الرابع لجبهة التحرير الوطني ‪1899‬‬
‫الذي ظهرت فيه القطيعة بين القرارات المتخذة في عهد الرئيس هواري بومدين والقرارات المتخذة في‬
‫عهد الرئيس الشاذلي بن جديد‪ ،‬فسياسة هذا األخير اتجهت نحو االنفتاح والتخلي عن نموذج التنمية‬
‫الجماعية من خالل تخلي الدولة عن القطاعات غير الحيوية كالقطاعات االجتماعية والثقافية‬
‫والرياضية وتركها للجمعيات األهلية وذلك للتخفيف من أعباء السلطات العامة‪ ،‬فجاء ميثاق ‪1891‬‬
‫الذي يشجع إنشاء التنظيمات العلمية والثقافية والمهنية‪ ،‬وتم أيضا إصدار القانون ‪ 11/90‬بتاريخ ‪-11‬‬
‫‪ 1890-90‬والئحته التنفيذية رقم‪ 11/99 :‬الصادرة بتاريخ‪ 91/91/1899 :‬بما تضمنته من شروط‬

‫‪ : 1‬عمر دراس‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.73‬‬


‫‪ : 2‬محمود بوسنة‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ : 3‬عنصر العياشي‪ :‬سوسيولوجيا الديمقراطية والتمرد بالجزائر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار األمين للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،3111 ،‬ص‪01‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫جديدة إلنشاء الجمعيات وتنظيمها‪ .1‬ويعتبر قانون ‪ 1890‬أول خطوة في طريق فتح المجال إلى‬
‫تأسيس الجمعيات بنوع من الحرية‪.‬‬

‫خفف اإلصالح التشريعي الجديد القيود العديدة التي تضمنها القرار رقم‪ 08/01:‬المؤرخ في‪:‬‬
‫‪ 91/11/1801‬علما أن الجمعيات كانت تعمل وفق هذا القانون إلى غاية صدور قانون‪ ،1890‬والواقع‬
‫أن بعض هذه القيود ألغيت بمعنى‪:2‬‬

‫‪ ‬أن الموافقة المسبقة لم تعد مطلوبة إال من الجمعيات األجنبية‪.‬‬


‫‪ ‬أصبح من حق كل جمعية جديدة تحت التأسيس أن تتلقى ردا مسبقا من اإلدارة خالل شهر واحد‪،‬‬
‫وبعد فوات هذه المهلة تصبح الجمعية رسمية‪.‬‬
‫‪ ‬خفض شرط أقدمية الجنسية الجزائرية إلى ‪ 91‬سنوات‪ ،‬ثم ألغي بعد ذلك بموجب القانون‬
‫‪ 11/89‬المؤرخ في‪. 91/11/1889 :‬‬
‫‪ ‬إلغاء كلمة االشتراكية واستبدالها بجملة أكثر مرونة وهي أال يكون ضد الخيرات األساسية‬
‫للوطن‪ ،‬غير أن التشريع الجديد يضيف شرطين على قدر األهمية وهما‪ :‬احترام دين الدولة‬
‫واللغة القومية‪.‬‬
‫‪ ‬واعتبارا من هذا تكاثرت الجمعيات تدريجيا (‪ 91‬جمعيات عام ‪ 11 – 1899‬جمعية عام‬
‫‪ )1898‬وتناولت موضوعات جديدة مثل حقوق اإلنسان ‪ ،‬الجمعية المهنية ‪ ،‬جمعية المستهلكين‬
‫…إلخ )‬

‫لقد أدى هذا القانون إلى االعتراف بمبدأ الوجود القانوني ألية جمعية‪ ،‬إال أن هذا الوجود‬
‫مشروط بإجراءات االعتماد من طرف السلطات العمومية‪ .‬ورغم النقائص التي يمكن مالحظتها حول‬
‫هذا القانون إال أنه أدى إلى خلق ديناميكية في العمل الجمعوي‪ ،‬حيث تأسست عدة جمعيات وطنية أو‬
‫محلية في مختلف الميادين (مهنية‪ ،‬إنسانية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬حقوق اإلنسان‪ ،‬دينية‪ )...‬لكنها بقيت من‬
‫دون نتائج كبيرة على الساحة التنظيمية نظرا للمقاومة التي وجدتها من داخل النظام السياسي نفسه‪،‬‬
‫والمالبسات السياسية التي تمت فيها عملية االنفتاح هذه التي لم تتمكن من تجنيد قوى اجتماعية واسعة‬
‫(حددت مصالح وزارة الداخلية عدد الجمعيات في تلك الفترة ب ‪ 11999‬جمعية فقط)‪.3‬‬

‫وعلى هذا يمكن اعتبار هذه المرحلة بداية االنفراج للمجتمع المدني بسبب تراجع الدولة عن‬
‫هيمنتها وإرخاء قبضتها على عدة ميادين فسحت مجاال للفعل الجمعوي كنوع من الشراكة االجتماعية‬

‫‪1‬‬
‫‪: http://etudiantdz.net/vb/t12005.html‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ : 3‬محمود بوسنة‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.313‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫والتكامل بين جهود المجتمع المدني والدولة في تنمية وسد العجز والنقص القائم في تلك المجاالت‪ .‬على‬
‫أن ذلك لم يؤد إلى نهضة حقيقية على مستوى المجتمع المدني وذلك راجع لعوامل ثقافية عديدة رسختها‬
‫الذهنية االشتراكية التي كرست لعدة سنوات العقلية االتكالية على الدولة لدى شرائح واسعة من المجتمع‬
‫وقوضت لديهم روح المبادرة والمبادأة وحتى المعارضة الحرة وإبداء الرأي‪.‬‬

‫لقد بدأت مؤشرات التغيير تظهر منذ منتصف الثمانينيات عندما أدركت السلطات أن الميثاق‬
‫الوطني لم يعد يتماشى مع التغيرات في األوضاع الداخلية والدولية‪ ،‬إال أن أحداث أكتوبر ‪ 1899‬مثلت‬
‫منعرجا حاسما في التحول عن النهج االشتراكي ودخول الجزائر عهد التعددية الحزبية وذلك بصدور‬
‫دستور ‪ ،1898-91-18‬وفتح المجال أمام حرية التعبير وإنشاء الجمعيات واألحزاب السياسية‪.‬‬

‫‪ -4‬األبعاد السوسيولوجية للمجتمع المدني في مرحلة التحول الديمقراطي والتعددية الحزبية‪:‬‬

‫أ‪ -‬فترة التسعينيات والتغيرات السريعة‪:‬‬

‫أدى تدهور الوضع السياسي واالقتصادي واالجتماعي للبالد مع بداية النصف الثاني من‬
‫الثمانينات إلى انفجار األوضاع إثر التحرك العنيف لمختلف شرائح المجتمع فيما سمي بأحداث ‪ 1‬أكتوبر‬
‫‪ ،99‬وهي أحداث شغب وعنف وتحطيم لألمالك العمومية شملت عددا من واليات الوسط والتي لم‬
‫تتوقف إال بعد تدخل المؤسسة العسكرية وإعالن حالة الطوارئ لمدة ‪ 91‬أيام‪ .‬وكنتيجة لهذه األحداث‬
‫شرعت الدولة في إصالحات اقتصادية وسياسية واسعة أعلن عنها الرئيس الشاذلي بن جديد في خطابه‬
‫المتلفز (يوم ‪ .1)1899/19/19‬مما أدى إلى إعادة النظر في نموذج تسيير المجتمع‪ .‬هذا التغيير‬
‫الجوهري في األوضاع السياسية واالجتماعية والقانونية ساهم بشكل فعال في إرساء أساس دستوري‬
‫إلشراك المواطن في إدارة شؤون الدولة من خالل دستور ‪ 1898‬وتعديل ‪ 1881‬فيما بعد‪.‬‬

‫و في سياق التحوالت الجوهرية التي كانت الدولة الجزائرية تمر بها في بداية التسعينيات والتي‬
‫أقرها دستور ‪ ،1898‬صدر القانون رقم (‪ )89/11‬بتاريخ ‪ 1889-11-91‬المتعلق بالجمعيات والذي‬
‫ألغى القانون السابق رقم (‪ .)90/11‬وفتح هذا القانون المجال إلنشاء الجمعيات (غير السياسية) بمختلف‬
‫أنواعها من أجل ترقية األنشطة ذات الطابع المهني واالجتماعي والتنظيمي والديني والتربوي والثقافي‬
‫والرياضي‪ ...‬وقد شهدت الجزائر ميالد عدد كبير من الجمعيات بعد اإلعالن مباشرة عن القانون الجديد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: http://etudiantdz.net/vb/t12005.html‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫بحيث بلغت سنة ‪ 1881‬حوالي ‪ 009‬جمعية ذات طابع وطني‪ ،‬وبلغ عدد الجمعيات المحلية حوالي‬
‫‪ 11111‬جمعية في مختلف المجاالت‪.1‬‬

‫إن هذه القفزة في زيادة عدد الجمعيات تعكس التحوالت الكبيرة التي عرفتها الجزائر بالتخلي‬
‫عن النظام االشتراكي واالتجاه نحو التعددية‪ ،‬إذ فتحت اإلصالحات الدستورية التي جاءت بعد أحداث ‪1‬‬
‫أكتوبر ‪ 1899‬المجال لظهور األحزاب السياسية‪ ،‬كما سمحت بظهور عدد هائل من الجمعيات في‬
‫مختلف المجاالت الموجودة في المجتمع‪ ،‬وإلى جانب ذلك أيضا مكنت من ظهور صحافة مستقلة (نسبيا)‬
‫متمثلة في أعداد كبيرة من الجرائد على الخصوص في حين أبقت على احتكارها للمجال السمعي‬
‫البصري (اإلذاعات والقنوات التلفزيونية)‪ .‬كما تم بالموازاة مع ذلك خوصصة القطاع العمومي الصناعي‬
‫والتجاري‪ .‬وضعت كل هذه التغييرات حدا الحتكارات عديدة كانت تمارسها الدولة في عدة قطاعات‪ ،‬مما‬
‫شكل انسحابا سريعا للدولة من عدة مجاالت كانت حكرا لها منذ االستقالل‪ ،‬وهو أمر وإن كان في ظاهره‬
‫مجاال خصبا لظهور مجتمع مدني حقيقي‪ ،‬فاعل وقوي‪ ،‬غير أنه في الواقع بقي ضعيفا وتابعا للدولة إلى‬
‫حد كبير‪.‬‬

‫لقد شكلت أحداث أكتوبر تحوال تاريخيا في مسار المجتمع المدني الجزائري؛ حيث فسح‬
‫الدستور الجديد مجاال النتعاش المجتمع المدني بإقراره التعددية الحزبية‪ ،‬وحرية تكوين الجمعيات‪،‬‬
‫وحرية التعبير‪...‬وتبنت الدولة مشروع التحول الديمقراطي الذي كان عامال أساسيا في إثارة االهتمام‬
‫بفكرة المجتمع المدني‪ ،‬وانتشاره الواسع كمفهوم على مستوى الخطاب الفكري والسياسي واإلعالمي‪،‬‬
‫وخاصة على مستوى وسائل اإلعالم المفرنسة‪ ،‬بل وحتى السلطة في حد ذاتها‪ .2‬لقد انسحبت الدولة‬
‫من العديد من المجاالت التي كانت تشغلها وتفرض فيها هيمنتها ووصايتها على المجتمع‪ ،‬تاركة‬
‫المجال فارغا وراءها‪ ،‬لتشغله العديد من التنظيمات التي ظهرت وتزايدت بشكل سريع حتى بلغت في‬
‫وقت قياسي حجما مذهال‪ ،‬إذ تشير بعض األرقام إلى وجود ما يقرب من خمس وعشرين ألف منظمة‬
‫أو جمعية غير حكومي الجزائر أواخر الثمانينات‪ ،‬مقابل سبعين ألف منظمة غير حكومية في الوطن‬
‫العربي كله‪ .3‬غير أن غالبية هذه التنظيمات صغيرة الحجم تمارس نشاطها على مستويات محلية‪ ،‬في‬
‫حدود إمكانياتها المادية والفنية المحدودة‪ .‬وقد ساهمت العديد من العوامل الداخلية والخارجية في‬
‫التحول نحو التعددية السياسية والتوجه نحو المسار الديمقراطي وركوب الموجة الثالثة ‪-‬على حد تعبير‬

‫‪ : 1‬المرجع نفسه‬
‫‪:2‬عبد الناصر جابي‪ :‬النظام السياسي الجزائري ‪.‬المجتمع المدني بين السياسة واالنتقال‪ ،‬مقال في كتاب‪ :‬وعي المجتمع بذاته‪ ،‬عن المجتمع‬
‫المدني في المغرب العربي‪ ،‬إشراف عبد هللا حمودي‪ ،‬دار توبقال للنشر‪،‬الدار البيضاء‪ ،3113 ،‬ص‪.700‬‬
‫‪ :3‬سعد الدين إبراهيم‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.77‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫صامويل هانتينغتون‪ -‬والتخلي عن منطق الدولة الشمولية وما انجر عنه؛ حيث شهدت الجزائر انفراجا‬
‫ديمقراطيا بدءا من نهاية الثمانينات وتحديدا بعد أحداث أكتوبر الدامية‪ ،‬يمكن اختصارها في مايلي‪:‬‬

‫العوامل الداخلية‪:1‬‬
‫ضعف المؤسسات السياسية وعدم استقالليتها‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ضعف المشاركة السياسية‪ ،‬وهي مرتبطة بالنقطة السابقة؛ فقد عجزت المؤسسات السياسية عن‬
‫استيعاب كل القوى الموجودة في المجتمع وفي المقابل سيطرت المؤسسة العسكرية على الحياة‬
‫السياسية‪ .‬وكان التصور السائد للمشاركة في هذا اإلطار أقرب إلى مفهوم التعبئة منه إلى المشاركة‪ .‬لذا‬
‫جاءت أحداث أكتوبر ‪ 1899‬تعبيرا عن أزمة مشاركة عميقة تبلورت منذ فترة طويلة‪.‬‬
‫ت‪ -‬وجود طبقة وسطى عريضة غير ممثلة في السلم السياسي واإلداري؛ وهذا بدوره يرجع أيضا‬
‫إلى عملية التعبئة السياسية التي قادها حزب جبهة التحرير مستندا إلى معايير الوالء السياسي واألمني‬
‫وليس إلى معايير الكفاءة‪.‬‬
‫ث‪ -‬األزمة االقتصادية الخانقة التي عاشتها البالد‪ ،‬وقد تمثلت هذه األزمة في عدة مؤشرات منها‬
‫انخفاض سعر النفط ( ‪ %89‬من صادرات الجزائر)‪ ،‬األمر الذي سبب عجزا لدى الدولة في استيراد‬
‫السلع األساسية من الخارج‪ ،‬والذي ارتفع في مجال السلع االستهالكية والمواد الغذائية عام ‪1881‬‬
‫ليصبح ‪ 9‬مليارات دوالر‪ ،‬خاصة بعدما انخفض الدخل القومي من ‪ 11‬مليار دوالر عام ‪ 1890‬إلى‬
‫‪ 19‬مليار دوالر عام ‪ ،1881‬وانخفض دخل الفرد من ‪ 1199‬دوالر إلى ‪ 1199‬دوالر‪ ،‬فيما يعني أن‬
‫األزمة انعكست على المواطن العادي بصورة مباشرة‪.‬‬
‫ج‪ -‬استشراء مالمح الفساد اإلداري في الجهاز الحكومي؛ ففي هذا اإلطار برزت أعمال فساد‬
‫يقودها التكنوقراط في صورة محاوالت لنهب المال العام بلغت نحو ‪ 11‬مليار دوالر‪.‬‬
‫ح‪ -‬إجراءات التقشف ورفع األسعار ودعوة النقابات إلى تأييدها‪.‬‬
‫خ‪ -‬وقد أدى كل هذا إلى زيادة الضغوط وطرح ضرورة وجود منافسة المتصاص حالة السخط‬
‫الشعبي‪.‬‬
‫العوامل الخارجية‪ :‬وتنقسم بدورها إلى قسمين‪:2‬‬
‫‪ ‬عوامل إقليمية وأهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقليص دور الدولة الراديكالية في النظام العربي لصالح الدولة المحافظة التي بدأ نفوذها‬
‫يتصاعد ويؤثر في تفاعالت النظام‪.‬‬
‫ب‪ -‬مكانة الجزائر والموقع الذي تمثله في المغرب العربي‪.‬‬

‫‪ : 1‬بدر حسن شافعي‪ :‬الديمقراطية في المغرب العربي‪ ،‬مجلة الديموقراطية‪ ،‬العدد ‪( 3‬خريف ‪ ،)7003‬ص‪.733‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.733‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫ت‪ -‬تأثر الجزائر بالكثير من تجارب الدول اإلسالمية والسيما تلك التي سبقتها في فتح المجال أمام‬
‫القوى اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ ‬عوامل دولية وأهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬انهيار االتحاد السوفييتي وتحول أغلب النظم الشمولية إلى تبني الديمقراطية الليبرالية على‬
‫النمط الغربي‪.‬‬
‫ب‪ -‬استخدام الدول الغربية لسالح المساعدات االقتصادية‪ ،‬وربط المعونة االقتصادية بعملية‬
‫التحول‪.‬‬
‫ت‪ -‬تفويت الفرصة على فرنسا التي سعت قدر اإلمكان إلى بقاء األوضاع غير مستقرة في البالد‬
‫من أجل ضمان تبعيتها لها‪.‬‬

‫لقد شجعت الدولة بعد أحداث أكتوبر على مضض تأسيس الجمعيات‪ ،‬ووفرت لها ظاهريا المناخ‬
‫المناسب للنشاط‪ ،‬وتعتبر الحركات اإلسالمية من أهم التنظيمات التي شغلت مساحة هامة من الفراغ الذي‬
‫أفرزه تخلي الدولة عن أدوارها الرعائية‪ ،‬إذ اكتسحت الساحة السياسية وحتى االجتماعية بقوة بعد‬
‫اإلقرار بالتعددية الحزبية‪ ،‬والتي كان نجاحها المرتقب في أولى انتخابات ديمقراطية (‪ )1881‬سببا في‬
‫انتكاس التجربة الديمقراطية الوليدة‪ ،‬واشتعال فتيل األزمة التي أدخلت الجزائر في "عشرية سوداء"‬
‫عانت فيها الجزائر ظروفا صعبة على جميع المستويات واألصعدة‪ ،‬وكانت فيها الحاجة جد ملحة لمجتمع‬
‫مدني قوي يدعم جهود الدولة ويقوم بما عجزت عنه في حل المشاكل المتفاقمة في المجتمع‪ ،‬في حين كان‬
‫جل تركيز الدولة على معالجة األزمة على الصعيد األمني‪.‬‬

‫لقد تميز المجتمع المدني الجزائري حتى بداية األلفية الثالثة بالحجم الكبير سواء على مستوى‬
‫الجمعيات التي بلغت فيما تشير إليه بعض األرقام إلى سبع وخمسين ألف (‪ )10999‬جمعية اجتماعية‪،1‬‬
‫أو على مستوى األحزاب التي جاوز عددها الستين حزبا‪ ،‬وغيرها من مختلف المؤسسات المدنية‪ ،‬دون‬
‫إهمال المؤسسات التقليدية التي الزالت موجودة رغم تضاؤل حجمها ودورها‪ .‬غير أن هذا الحديث عن‬
‫تزايد حجم المجتمع المدني ال يمكن بالضرورة إسقاطه على حجم نشاطه أو تأثيره في المجتمع‪ ،‬فهو مع‬
‫هذا الحجم يعاني العديد من الصعوبات التي تحد من تأثيره‪ .‬ونظرا لعدم ترسخ التجربة الديمقراطية‬
‫الحديثة في الثقافة الجزائية فإنها لم تنعكس على مستوى الممارسة الواقعية سواء من طرف الشعب أو‬
‫حتى السلطة ذاتها‪ ،‬ولم تسمح الدولة الديمقراطية ظاهريا والتي لم تزل تحتفظ في طياتها بممارسات‬

‫‪ : 1‬طاهر حسين‪ :‬الجزائر‪ .‬اآلليات المؤسساتية لترقية المرأة‪.‬‬


‫‪http://www.amanjordan.org/arabic-news/wmview.php?Artid=7400.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫الدولة التسلطية للمجتمع المدني بالمساهمة بشكل جدي وفعال في صناعة القرار وفي التأثير على الساحة‬
‫السياسية وممارسة مختلف األدوار التي يفترض بها أن تؤديها في المجتمع‪.‬‬

‫ويرتبط هذا الوضع بشكل كبير بطبيعة الدولة ونظام الحكم منذ فجر االستقالل والذي يتسم‬
‫بالطبيعة العسكرية‪ ،‬ما جعله يعمد إلى محاولة السيطرة على الحراك االجتماعي من خالل الهيمنة على‬
‫مختلف التيارات الفكرية والبنى االجتماعية والمؤسسات المدنية التي قد تؤثر فيه‪ ،‬وتوجيهها بما يخدم‬
‫إيديولوجية الدولة من خالل صهرها في قالب وحدوي يمثله الحزب الحاكم‪ .‬ورغم المحاوالت التي‬
‫بذلت منذ عام ‪ 1898‬لتوسيع دائرة الحكم والسلطة واالتجاه نحو الديمقراطية والتعددية إال أن‬
‫المؤسسة العسكرية بقيت في النهاية هي المسيطرة على دواليب الحكم‪ .1‬واستمرت الثقافة السياسية‬
‫الرسمية السائدة في رفض استقاللية الفاعلين االجتماعيين‪ ،‬مواطنين كانوا أو جماعات منظمة أو‬
‫مؤسسات ممثلة‪ .‬لم يتجه النظام في هذه المرحلة إلى استخدام منظمات المجتمع المدني للهيمنة على‬
‫المجتمع بشكل عام كما في المرحلة السابقة عن التعددية‪ ،‬غير أنه وبالمقابل لم يسمح لها بالنمو‬
‫والتطور خشية تحولها إلى قوة ضاغطة قد تحد من سلطته‪.‬‬

‫ب‪ -‬المجتمع المدني في األلفية الثالثة‪:‬‬

‫استمر العمل بقانون الجمعيات ‪ 11/89‬إلى غاية هبوب رياح الربيع العربي‪ ،‬في الدول العربية‬
‫المجاورة‪ ،‬أين وجد النظام السياسي في الجزائر نفسه مجبراً على تبني جملة من اإلصالحات‪ ،‬بهدف‬
‫امتصاص الضغط الذي يعانيه تحت تأثير المتغيرات الجديدة التي تعرفها العديد من الدول العربية في‬
‫ظل ما أصبح يطلق عليه بالربيع العربي‪ ،‬حيث سارع النظام السياسي إلى تعديل جملة من القوانين أهمها‬
‫قانون األحزاب وقانون الجمعيات وذلك بعد جملة من المشاورات والمناقشات‪ .‬والواقع أن الدولة كانت‬
‫في حاجة إلى تجديد كل ترسانة القوانين والمواثيق التي بنت عليها تجربتها الديمقراطية خاصة منذ نهاية‬
‫الثمانينات حتى اآلن‪ .‬غير أن هذه القوانين الجديدة لم تتضمن شيئا جديدا‪ ،‬عدا بعض اإلضافات للقانون‬
‫القديم؛ مما يكرس االعتقاد بأن السلطة السياسية في الجزائر ليست لديها النية الحقيقية لفتح المجال‬
‫السياسي‪ ،‬وال حتى المجاالت األخرى‪.‬‬

‫وقد صدر في هذا السياق القانون رقم ‪ 91/11‬المؤرخ في ‪ 1911/91/11‬المتعلق‬


‫بالجمعيات‪ .‬ويبدو من القراءة األولية لهذا القانون توحي أنه عبارة عن إثراء لقانون الجمعيات ‪11/89‬‬
‫بدليل التطابق بين العديد من نصوص موادهما‪ ،‬كما أن المشرع قد سعى إلى إحكام الرقابة على العمل‬

‫‪ : 1‬أيمن ابراهيم الدسوقي‪ :‬المجتمع المدني في الجزائر (الحقرة‪ -‬الحصار– الفتنة)‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪ ،‬عدد‪ ،)7000-1( 711‬ص‪.23‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫الجمعوي‪ ،‬وهذا يتعارض وبنود االتفاقيات الدولية التي تضمن حرية العمل الجمعوي والتي وقعت عليها‬
‫الجزائر وضمنتها في مختلف الدساتير ويمكن االستدالل على ذلك بالمالحظات التالية‪:1‬‬

‫أ‪ -‬بالعودة إلى إجراءات تأسيس الجمعيات في هذا القانون نجد الموافقة المسبقة من السلطات‬
‫العمومية يعطيها الحق في قبول اعتماد الجمعية أو رفضها وهذا الحق يفتح الباب لتعسف اإلدارة في‬
‫منح االعتماد لمن تشاء من الجمعيات ورفض ما شاءت‪ ،‬وهذه السلطة التقديرية لإلدارة تمس‬
‫باستقاللية العمل الجمعوي في الجزائر‪ ،‬بالرغم من أن المشرع قد ألزم الجهات اإلدارية بتقديم أسباب‬
‫رفض االعتماد‪ ،‬إال أننا نجده في أحكام ‪ 18‬يتحدث عن التدخل في الشؤون الداخلية للبالد‪ ،‬والمساس‬
‫بالسيادة الوطنية‪ ،‬أو عدم احترام اآلداب أو النظام العام وجل هذه المصطلحات مطاطة ويمكن أن‬
‫تستغلها اإلدارة تعسفا في رفض اعتماد الجمعيات أو حلها‪ ،‬وقد أعطى المشرع للجمعيات إذا لم تتلقى‬
‫ردا من اإلدارة عن قبول االعتماد من رفضه بعد انقضاء اآلجال القانونية التي حددتها أحكام المادة‬
‫‪ 99‬تصبح الجمعية معتمدة بقوة القانون‪ ،‬لكن المشرع أعطى الحق لإلدارة في الطعن أمام جهات‬
‫القضاء اإلداري إللغاء تشكيل الجمعية‪ ،‬ولديها مدة ‪ 1‬أشهر لتقديم الطعن‪ ،‬وهذه المكنة القانونية ستزيد‬
‫من تغول اإلدارة وفرض نفوذها على الجمعيات بما يفرض المزيد من التطويع لحركة الجمعوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقد نص هذا القانون عن إمكانية تعرض ممثلي الجمعيات غير القانونية‪ ،‬والتي لم تسجل إلى‬
‫عقوبة السجن والغرامات المالية‪ ،‬وهذا انتهاك صارخ لبنود االتفاقيات الدولية التي تعد الجزائر طرفا‬
‫فيها‪.‬‬
‫ت‪ -‬أما من حيث األشخاص المكونين للجمعيات فالمشرع قد بالغ في عدد األفراد الواجب توافرهم‬
‫لتشكيل الجمعيات خاصة في الجمعيات مابين الواليات والجمعيات الوطنية حيث طلب مابين ‪11-11‬‬
‫عضوا وهذا يزيد األمر صعوبة‪ ،‬حيث أن المتعارف عليه انه بإمكان تشكيل الجمعيات حتى بإعداد‬
‫اقل‪.‬‬
‫ث‪ -‬كما أن المشرع قد سعى خالل هذا القانون إلى الفصل بين األحزاب السياسية والجمعيات‪،‬‬
‫وجعل التواصل بينهما سببا من أسباب تعليق نشاط الجمعيات‪ ،‬فالمشرع قد قضى من الناحية النظرية‬
‫بضرورة حل جميع الجمعيات في الجزائر‪ ،‬والجميع يعلم أن الجمعيات في الجزائر إما تابعة ألحزاب‬
‫سياسية‪ ،‬وإما تسبح في فلك النظام ‪.‬‬
‫ج‪ -‬كما أن هذا القانون ينادي تارة باالستقاللية المتطرفة للجمعيات عن مختلف الفواعل االجتماعية‬
‫بما فيها الدولة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى بالعودة إلى أحكام المادة ‪ 18‬نجده ينص على المساعدات‬

‫‪ : 1‬بن ناصر بوطيب‪ :‬النظام القانوني للجمعيات في الجزائر قراءة تقدية في ضوء القانون ‪ ،60 /21‬المجلة اإلفريقية للعلوم السياسية‪ ،‬تاريخ‬
‫الزيارة (‪ ،)7033/02/71‬من موقع‪:‬‬
‫‪http://www.bchaib.net/mas/index.php?option=com_content&view=article&id=281:-ress-&catid=10:2010-12-‬‬
‫‪09-22-53-49&Itemid=7‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫التي تقدم من قبل الدولة والوالية والبلدية‪ ،‬والتي تعد من أهم الموارد المالية للجمعيات‪ ،‬وهذا يعد من‬
‫قبيل تناقض المشرع مع نفسه أو أنه يسعى من خالل ذلك إلى تطويع الحركة الجمعوية‪ ،‬وإدخالها إلى‬
‫بيت الطاعة‪.‬‬
‫ح‪ -‬كما خضوع أنشطة الجمعية وكشوفاتها المالية لرقابة المراقب المالي ومجلس المحاسبة يعد‬
‫تدخال صارخا في حرية العمل الجمعوي‪ ،‬ويمس بفكرة استقاللية حركات المجتمع المدني عن الدولة‪،‬‬
‫وهذا بخالف القانون ‪ 11/89‬الذي يعطي الحق للجمعيات في الحصول على مساعدات مالية‪ ،‬حتى‬
‫من عند الجمعيات األجنبية لكن شرط موافقة السلطات المعنية عليها‪ ،‬ففي الجانب المالي للجمعيات‬
‫كان القانون ‪ 11/89‬أكثرا انفتاحا من القانون ‪ 91/11‬الذي يرى أن المساعدات من الجمعيات‬
‫األجنبية والمنظمات الغير حكومية مرفوضة ما لم تكن في إطار التعاون والشراكة والتي تكون‬
‫محل اتفاقيات بين حكومة الجمعية األجنبية وحكومة الجزائر‪ .‬ولعل السبب األساسي لتخوف المشرع‬
‫من المساعدات المقدمة من الجمعيات األجنبية مرده للظروف السياسية التي تعيشها دول الجوار بعد‬
‫أحداث الربيع العربي‪ ،‬والدور الذي لعبته المنظمات الغير حكومية في التدخل غير المباشر في‬
‫الشؤون الداخلية لهذه الدول ‪ ،‬وهذا ما جعل المشرع يخص الجمعيات األجنبية بنصوص خاصة سواء‬
‫من حيث التأسيس أو النشاط أو الموارد المالية لها بغية أحكام الرقابة على نشاطها‪.‬‬
‫خ‪ -‬كما ألزم المشرع الجمعيات بضرورة تقديم نسخ من محاضر اجتماعاتها إلى السلطات‬
‫العمومية المختصة بعد ‪ 19‬يوما التي تلي عقد االجتماع أو الجمعية‪ ،‬وهذا يعد تدخال غير مباشر في‬
‫عمل الجمعيات ونشاطها‪ ،‬ما ينسف فكرة االستقاللية التي نادى بها المشرع في أحكام المواد ‪11 -11‬‬
‫من نفس القانون‪ ،‬ويزيد من هيمنة الدولة على قطاع الجمعيات‪.‬‬
‫د‪ -‬كما أن تقديم المساعدات التي تقدم من قبل الدولة في ضوء هذا القانون‪ ،‬لم يحدد أسس علمية‬
‫وتقنية لتقديمها‪ ،‬بل تركها سلطة تقديرية لإلدارة وأصبح تمويل الجمعيات ال يعتمد على نشاط الجمعيات‬
‫و برامجها وحركياتها على المستوى الوطني والمحلي‪ ،‬بل أصبحت معايير التقييم تقاس بمدى الوالء‬
‫والتبعية السياسية وهذا ما عصف بفكرة استقاللية حركات المجتمع المدني في الجزائر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية المجتمع المدني في الجزائر وعوائق تطوره‬

‫يبدو من خالل القراءة األولية لهذا القانون أنه عبارة عن إثراء للقانون ‪ ،11/89‬بل أن هذا‬
‫القانون كان أكثر صرامة وتقييدا لحرية العمل الجمعوي‪ ،‬وكان من المفترض أن يكون أكثر انفتاحا‪،‬‬
‫خاصة أن صدوره صاحب هبوب رياح الربيع العربي وانتشار موجات المد الديمقراطي القاضي‬
‫بإرساء معالم الديمقراطية التشاركية؛ فقد سعى هذا القانون إلى تشديد اإلجراءات في تأسيس الجمعيات‬
‫وفرض رقابة مشددة على نشاطها ومواردها المالية‪ ،‬وعالقاتها باألحزاب السياسية ومختلف الجمعيات‬
‫الدولية‪ ،‬وهذا ما انعكس سلبا على أداء الجمعيات في الجزائر فبالرغم من تعداد الذي تجاوز ‪ 119‬ألف‬
‫جمعية سنة ‪ ،1911‬إال أن نشاطها ال يزال هزيال وضعيفا وغالبا ما يتصف بالمناسباتية‪ .‬وهذا ما‬
‫أسهم في تراجع دور حركات المجتمع المدني على جميع المستويات السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وطنيا ومحليا‪. .‬لقد كان من المنتظر أن يكون هذا القانون أكثر انفتاحا‬
‫وتعزيزا لدور حركات المجتمع المدني‪ ،‬في جميع مظاهر الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية للبالد‪ ،‬كون الجمعيات هي الشريك الفعال للنهوض بالعملية التنموية على المستويات الوطنية‬
‫والمحلية وهذا دليل أن المشرع اليزال ينظر إلى دور الجمعيات بعين الريبة ال أساس الشريك‪.1‬‬

‫ونفس الكالم ينطبق أيضا على القانون الجديد لألحزاب الذي جاء مخيبا آلمال الطبقة‬
‫السياسية‪ ،‬باعتبار أنه ال يخدم مسألة الحريات بشكل كبير‪ ،‬إذ يكرس لكثير من البيروقراطية والتقييد‬
‫في إجراءات تأسيس األحزاب‪ ،‬كما يعطي هذا القانون صالحيات كبيرة لوزير الداخلية لقبول أو رفض‬
‫تسجيل األحزاب‪ ،‬والمفروض أن ذلك يحتاج إلى إخطار وليس إلى ترخيص ألن في قانون الجزائر‬
‫الترخيص قبل االعتماد‪ .‬كما يضع نص القانون أحكاما باتقاء تجدد المأساة الوطنية وبمنع أي تراجع‬
‫عن الحريات األساسية وعن الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة‪ ،‬وبصون الوحدة الوطنية والسالمة‬
‫الترابية واالستقالل الوطني وكذلك مكونات الهوية الوطنية‪ ،‬كما حدد نص القانون عالقة األحزاب‬
‫باإلدارة في مجال المنازعات‪ .‬هذا وكانت عدة تشكيالت سياسية قد تقدمت بطلب حصول على اعتماد‬
‫من وزارة الداخلية‪ .2‬حتى بلغ عدد األحزاب الجديدة المعتمدة إلى غاية شهر مارس ‪ 1911‬قرابة‬
‫الثالثين حزبا‪.‬‬

‫‪ : 1‬بن ناصر بوطيب‪ :‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪: http://www.elaph.com/Web/news/2011/9/683655.html‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫ثانيا‪ :‬مورفولوجية المجتمع المدني الجزائري‬


‫لطالما شكل المجتمع المدني رهانا أساسيا في التحول السياسي واالجتماعي الجزائري‪ ،‬وعنصرا‬
‫مفصليا يمكن من خالله أن نستشف طبيعة النظام وأهدافه وطموحاته وخططه لمشروع مجتمع المستقبل‪،‬‬
‫ويمكن هنا أن ندلل على ذلك مثال بتعديل الدستور في سنة ‪ 9191‬وما صاحبه من قوانين تفسح المجال أمام‬
‫المواطنين لتأسيس الجمعيات واألحزاب والنقابات‪ ...‬إثر أحداث أكتوبر‪ ،9199‬والتي تشبه إلى حد كبير ما‬
‫يسميه البعض بأحداث الربيع العربي التي تعيشها عديد من الدول العربية‪ ،‬وتعيش الجزائر على وقعها سلسلة‬
‫من اإلصالحات التي تمهد لتحول جديد في المسار السياسي واالجتماعي الجزائري‪ ،‬وقد راهنت الدولة في هذه‬
‫المرحلة أيضا على تعديل قوانين الجمعيات واألحزاب واالنتخابات‪ ،...‬وبغض النظر عن طبيعة هذه‬
‫اإلصالحات ومدى عمقها ودقتها في إصابة أصل الداء‪ ،‬ومعالجة اإلشكاالت الحقيقية باألساليب المناسبة‪ ،‬فإن‬
‫موقع الشاهد هنا هو مدى أهمية المجتمع المدني في إحداث التغيير‪.‬‬

‫إن أهمية المجتمع المدني ليست تحصيل حاصل وإنما هي نتاج مرتبط بمدى فاعلية مؤسساته المختلفة‬
‫في الساحة االجتماعية‪ ،‬ومدى أدائها ألدوار المجتمع المدني الحديث التي تكمل الجهود الحكومية‪ ،‬وتغطي‬
‫جوانب قصور الدولة وعجزها‪ ،‬وتضبط جوانب تطرفها‪ ،...‬غير أن أداء هذه األدوار مرتبط بطبيعة هذه البنى‬
‫وخصائصها البنيوية‪ ،‬ولهذا سنحاول في هذا السياق إلقاء الضوء على البنية المورفولوجية للمجتمع المدني‬
‫الجزائري‪ ،‬وانعكاساتها على وظيفته في رسم مالمح الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫المؤسسات المشكلة للمجتمع المدني الجزائري‪:‬‬

‫ليس هناك اتفاق على تنميط معين لمكونات المجتمع المدني الجزائري‪ ،‬وقد اختلفت الدراسات التي‬
‫اهتمت بهذا المجال‪ ،‬على قلتها‪ ،‬في وضع تقسيم منطقي موحد أو متقارب لبنى المجتمع المدني الجزائري‪،‬‬
‫وعلى العموم يمكن اإلشارة إلى البنى المؤسساتية الرئيسية المشكلة للمجتمع المدني الجزائري كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الجمعيات والمنظمات األهلية‪:‬‬

‫لقد تالشت الجمعيات والمنظمات األهلية التي كانت إبان فترة االستعمار تدرجيا بعد االستقالل لينصهر‬
‫ما تبقى منها في بوتقة الحزب الواحد الذي كان يرفض صراحة أي عمل سياسي أو نقابي أو جمعوي خارج‬
‫وتأطير هياكله‪ ،‬وتنشط‬
‫ٍ‬ ‫إطاره‪ ،‬وأنشأ لذلك منظمات جماهيرية ذات طابع وطني تشتغل تحت وصاية الحزب‬
‫هذه المنظمات الجماهيرية مختلف المجاالت‪ ،‬مثل االتحاد العام للعمال الجزائريين‪ -‬االتحاد الوطني للفالحين‪-‬‬
‫االتحاد الوطني للشباب‪ -‬والمنظمة الوطنية لقدماء المجاهدين‪...‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫وبعد إصدار قانون الجمعيات ‪ 19/19‬الصادر سنة ‪ 9119‬ظهرت العشرات من الجمعيات االجتماعية‬
‫والمهنية والثقافية‪ ،...‬وقد بلغ عددها خالل فترة وجيزة أكثر من اثني عشر ألف جمعية‪ ،‬ليبلغ في سنة ‪0999‬‬
‫حوالي ‪ 50599‬جمعية محلية و‪ 9999‬جمعية وطنية‪ ،‬وحسب جرد ‪ 19‬ديسمبر‪ 0999‬فقد بلغ عددها ‪9995‬‬
‫جمعية وطنية و‪ 99799‬جمعية محلية‪1‬؛ وتضم الجمعيات الوطنية ‪ 099‬جمعية تنشط في تنظيم المهن و‪940‬‬
‫في قطاع الصحة‪ ،‬أما الجمعيات التي تمثل مصالح األسرة الثورية فال تشكل إال ‪ 1‬جمعيات فقط‪.‬‬

‫غير أن معظم هذه الجمعيات غير فاعلة‪ ،‬وأن نسبة قليلة منها تنشط فعال‪ ،‬ومعظمها ال يشتغل إال ظرفيا‬
‫في المناسبات‪ ،‬وتميل الجمعيات المحلية إلى الطابع الخدمي‪ ،‬في حين تقترب الجمعيات الوطنية من النشاط‬
‫السياسي ومحاولة التأثير في صناعة القرار‪ ،‬كما أن المالحظ أن البعد الديني حاضر في جل أصناف هذه‬
‫الجمعيات‪ .‬غير أنها على العموم ال تشكل جماعات ضاغطة بمعنى الكلمة‪.‬‬

‫وقد أعيد مؤخرا في إطار اإلصالحات الجارية النظر في قانون الجمعيات وأدخلت عليه بعض‬
‫التعديالت‪ ،‬هذه األخيرة التي يحذر بعض الحقوقيين والمحامين من تبعاتها‪ ،‬معتبرين أن القانون الجديد يشكل‬
‫تراجعا كبيرا في مجال الحريات التي افتكها الجزائريون قبل أكثـر من عقدين‪ ،‬ونكسة للمجتمع المدني الذي كان‬
‫يتطلع النفتاح أكبر مع التغيرات التي يشهدها العالم العربي‪.‬‬

‫وعلى العموم يمكن اإلشارة إلى أبرز أنماط الجمعيات والمنظمات األهلية في الجزائر‪:‬‬

‫أ‪ -‬منظمات حقوق اإلنسان‪:‬‬

‫لقد اهتمت الدولة بمجال حقوق اإلنسان لدرجة جعل لها النظام وزارة خاصة‪ ،‬ثم بدلها بـ"مرصد وطني‬
‫لحقوق اإلنسان" ‪ ،‬غير أن المرصد لم يكن سوى وسيلة لتمويه تلك الخروقات المتكررة لحقوق اإلنسان‪ ،‬والتي‬
‫طالما نددت بها مختلف التنظيمات المهتمة بحقوق اإلنسان على المستويين الوطني والدولي‪ ،‬بما في ذلك منظمة‬
‫العفو الدولية‪ .‬وذلك من خالل تكذيب أخبار هذه االنتهاكات‪ ،‬واختصار حجمها إلى بضعة "تجاوزات" تكاد‬
‫تكون عادية ألنها معروفة في كل بلدان العالم‪ ،‬حتى في أوقات السلم‪.2‬‬

‫وتحظى هذه المنظمات باهتمام ثالث فئات نخبوية هي‪ :‬فئة المحامين‪ ،‬فئة الجامعيين وفئة األطباء‪ ،‬إلى‬
‫جانب تيار اليسار والحركة الثقافية البربرية اللذان يستثمران في هذا المجال بشكل بارز وحيوي‪ ،‬وقد أنتج هذا‬
‫االهتمام مجموعة من التنظيمات الحقوقية ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ : 1‬حسب تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية أمام نواب المجلس الشعبي الوطني في ختام مناقشة قانون الجمعيات‪.‬‬
‫‪ : 2‬محمد هناد‪ :‬النظام السياسي الجزائري قطيعة أم استمرار‪ ،‬في‪ :‬عبد هللا حمودي (مشرفا)‪ :‬وعي المجتمع بذاته‪ ،‬عن المجتمع المدني في المغرب‬
‫العربي‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،9119 ،‬ص ‪.901‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق اإلنسان‪ :‬أسسها المحامي علي يحيى عبد النور‪ ،‬وهو‬ ‫‪-‬‬
‫وزير سابق في عهد الرئيس بن بلة‪ ،‬وتعتبر منظمة سياسية معارضة للنظام‪ ،‬ويرى البعض أنها تركز جهودها‬
‫للدفاع عن حقوق أصحاب النزعة البربرية‪.‬‬
‫الرابطة الجزائرية لحقوق اإلنسان‪ :‬وتظم مجموعة عناصر مثقفة‪ ،‬وقد عارضت التجاوزات‬ ‫‪-‬‬
‫التي ارتكبت خالل أحداث أكتوبر ‪ ،9199‬كما سعت للدفاع عن المعتقلين‪.‬‬
‫وهناك أيضا جمعية المساواة أمام القانون والمرصد الوطني لحقوق اإلنسان‪.1‬‬ ‫‪-‬‬
‫ولعل من أبرز القضايا التي اهتمت بها أيضا منظمات حقوق اإلنسان في الجزائر في اآلونة األخيرة‪:‬‬
‫قانون األسرة‪ ،‬قضايا المفقودين‪ ،‬أوضاع السجناء‪ ،‬انتهاك الحريات العامة‪ ،‬إلغاء حكم اإلعدام‪ ،‬رفع قانون‬
‫الطوارئ‪ ،...‬إلى جانب بعض المطالب التي طرحتها الحركات البربرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنظمات الطالبية‪:‬‬

‫كانت الحركة الطالبية منذ نشأتها مدرسة تدرب فيها الكثير من المناضلين وخطوا بين أحضانها‬
‫خطواتهم األولى في الحياة العامة‪ ،‬منذ إنشاء أولى مكاتب جمعية الطلبة المسلمين الشمال إفريقيين‪ ،‬والتي كانت‬
‫حينئذ مجرد تنظيمات ذات طابع ودي انخرط فيها عدد كبير من أولئك الذين سعوا بعد سنة ‪ 9119‬لبعث حركة‬
‫الشباب الجزائري ومنهم فرحات عباس‪ .‬ثم تطورت الحركة الطالبية بعد ذلك فاتخذت طابعا سياسيا مافتئ‬
‫يتبلور مع الحركة السياسية‪ ،‬ومع حلول سنة ‪ 9141‬تحولت حركة الطلبة إلى ممارسة النشاط السياسي بالرغم‬
‫من اقتصار ذلك االنضمام على الجمعيات األهم وهي‪ :‬جمعية الطلبة المسلمين إلفريقيا الشمالية وجمعية الطلبة‬
‫المسلمين الشمال إفريقيين‪.2‬‬

‫وقد ظهرت في أهم جمعيات الطلبة المسلمين نشاطات سياسية طالبية كانت امتدادا لنشاط األحزاب‬
‫المناهضة لالستعمار‪ ،‬وكانت السيطرة على جمعيات الطلبة المسلمين تشكل رهانا تنافست األحزاب على‬
‫كسبه‪ ،3‬وهو الوضع الذي استمر خالل الثورة وبعد االستقالل أيضا؛ حيث طغى على المنظمات الطالبية‬
‫النشاط السياسي والحزبي حيث استغلها الحزب الواحد أثناء الفترة االشتراكية في دعم األفكار االشتراكية‬
‫والترويج لها‪ ،‬وال تزال أغلب المنظمات الطالبية إلى يومنا هذا تنشط تحت رعاية أحزاب سياسية وتمثل امتدادا‬
‫لها‪ ،‬وتشكل بالنسبة لها مجاال الستقطاب جمهور من الشباب الجامعي وتدعيم قاعدتها الشعبية بفئة جديدة من‬
‫الشباب الجامعي‪.‬‬

‫لقد كانت الحركة الطالبية التي كانت محصورة في عدد قليل من المدن الجامعية الكبرى حتى بداية‬
‫السبعينيات إحدى بؤر الحركات االجتماعية الفاعلة في المجتمع الجزائري‪ .‬فطرحت الكثير من القضايا‬
‫‪ : 1‬أيمن ابراهيم الدسوقي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ : 2‬غي برفيليي ‪:‬النخبة الجزائرية الفرانكوفونية‪ ،‬ترجمة م‪ .‬حاج مسعود وآخرون‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،7006 ،‬ص‪.911‬‬
‫‪ : 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬ص‪.709 .700 ،‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫السياسية الوطنية والدولية التي كانت تملك لها قراءات ال تتفق بالضرورة مع قراءات السلطة‪ .‬قبل أن يتم‬
‫القضاء على استقالليتها التنظيمية والسياسية‪ .‬كانت مرحلة القوة والصعود التي سيطر فيها سياسيا على الحركة‬
‫الطالبية الفكر اليساري بمختلف ألوان طيفه مع سيطرة واضحة لالطروحات القريبة من النموذج التنموي‬
‫الرسمي ذو النزعة االقتصادوية‪ ،‬وهو نفس االتجاه الذي كان وراء حركة التطوع الطالبي لصالح الثورة‬
‫الزراعية خالل عقد السبعينيات‪.1‬‬

‫ورغم تطور عدد الطلبة والجامعات في الجزائر‪ ،‬وظهور الكثير من التنظيمات الطالبية بعد انفتاح‬
‫الساحة السياسية‪ ،‬إال أن الحركة الطالبية فقدت الكثير من إشعاعها وقوة تأثيرها‪ ،‬وتحولت اهتمامات هذه‬
‫الشريحة الحيوية في البالد إلى مشاكل الجامعة في حد ذاتها‪ ،‬وابتعدت نوعا ما عن قضايا الوطن واألمة‪ ،‬وقد‬
‫سيطر طالب الحركة اإلسالمية على هذا القطاع بشكل كبير بحيث أصبحت التنظيمات الوطنية األخرى‬
‫والتنظيمات المحسوبة على التيار البربري هامشية‪ ،‬وال تؤثر في الساحة الطالبية‪ ،‬وغطى االتحاد العام الطالبي‬
‫الحر والرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين‪ ،‬واللذين يدوران على التوالي في فلك حزبي حركة مجتمع السلم‬
‫وحركة النهضة‪ ،‬على باقي التنظيمات خاصة في مطلع عشرية التسعينيات‪ ،‬وأصبحا هما الناطق باسم الحركة‬
‫الطالبية والمفاوض أمام اإلدارة‪.2‬‬

‫ج‪ -‬المنظمات النسائية‪:‬‬

‫لقد تطور وضع المرأة في الجزائر وتزايد حضورها في المجاالت العمومية؛ إذ يكاد ال يوجد أي مجال‬
‫لم تقتحمه المرأة‪ ،‬وقد استطاعت المرأة الجزائرية أن تحتل مناصب رائدة في مختلف المجاالت االجتماعية‬
‫والمهنية والعلمية والسياسية‪ ،‬مقارنة بنظيراتها في العالم العربي‪ ،‬فكانت الوزيرة والنائبة البرلمانية ورئيسة‬
‫الحزب والوالية‪ ...‬غير أن ذلك لم يكن نتيجة نظال نسوي‪ ،‬إذ تكاد كل األوساط االجتماعية والسياسية في‬
‫الجزائر تجمع على مسألة مفادها أن المرأة الجزائرية ال تملك خصوصيات في طرح قضايا منفصلة عن قضايا‬
‫و اهتمامات المجتمع الجزائري‪ ،‬سواء االقتصادية االجتماعية وحتى الثقافية‪ ،‬إذا ما استثنينا ذلك الحوار الذي‬
‫جرى بقوة عن تعديل قانون األسرة (الصادر سنة ‪ )9174‬المستمدة أحكامه من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬تعديل كان‬
‫محل صراع حاد بين مؤيد ومعارض‪.‬‬

‫ويرى البعض أن ما اكتسبته المرأة الجزائرية إنما يدخل في إطار تحسين صورة النظام السياسي‬
‫الجزائري أمام الجهات المهتمة بحقوق اإلنسان والدفاع عن حقوق المرأة‪ ،‬الثابت أن التنظيمات النسوية عجزت‬
‫عن تأطير المرأة الجزائرية رغم أن نصف ديمغرافية الجزائر هي من النساء‪ ،‬ففي األوساط الجامعية أو عالم‬

‫‪ : 1‬عبد الناصر جابي‪ :‬الحركات االجتماعية في الجزائر بين أزمة الدولة الوطنية وشروخ المجتمع‪ ،‬مركز البحوث االقتصادية من أجل التنمية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪(،‬د ت)‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ : 2‬محمد بوضياف‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫الشغل نادرا ما نجد حركة نسوية تناضل بشيء من الخصوصية‪ ،‬ناهيك عن عالم الريف الذي بقي بعيدا جدا‬
‫عن الحراك االجتماعي الذي عرفته الجزائر بعد اعتماد دستور ‪ ،9191‬وقد يرجع هذا العجز إلى اقتصار هذه‬
‫التنظيمات على النشاط النخبوي المتمركز في المدن الكبرى‪ .1‬ومثال ذلك اإلصالحات األخيرة التي اقترحتها‬
‫الدولة المتمثلة في إجبار األحزاب منح المرأة بالضرورة نسبة الثلث من القوائم االنتخابية للتمكن من دخول‬
‫المعترك االنتخابي‪.‬‬

‫د‪ -‬منظمات األسرة الثورية‪:‬‬

‫ظهرت بعض هذه المنظمات إلى الوجود منذ السنوات األولى لالستقالل بهدف حماية حقوق مختلف‬
‫الشرائح التي تمثل األسرة الثورية‪ ،‬وترسيخ القيم الوطنية والحفاظ على مبادئ أول نوفمبر‪ .‬وهي على العموم‬
‫منظمات ذات تمثيلية عالية وتمتلك هياكل قاعدية وممثلين في معظم واليات الوطن‪ ،‬ولها مكانة وقوة سياسية‬
‫معتبرة‪ ،‬وكثيرا ما كان لها أدوار تاريخية في دعم السلطة ومساندتها‪.‬‬

‫وقد تأسست المنظمة الوطنية للمجاهدين منذ ‪ 9101‬من طرف المجاهد "إبراهيم حشاني"‪ ،‬بهدف‬
‫الدفاع عن متقاعدي جيش التحرير الوطني وذوي الحقوق من أبناء وأرامل الشهداء وحماية مصالحهم المادية‬
‫والمعنوية‪ ،‬وقد أخذت المنظمة بعدا ثقافيا وتاريخيا وسياسيا‪ ،‬حيث سعت للحفاظ على روح الثورة والقيم‬
‫الوطنية‪ ،‬وتمتلك هذه المنظمة قوة أمام السلطات خاصة إذا تعلق األمر بالثوابت الوطنية والرموز التاريخية‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 9191‬ظهرت المنظمة الوطنية ألبناء الشهداء وهي من الجمعيات الفاعلة على الساحة‬
‫السياسية بسبب نشاطاتها وحضورها‪ ،‬وتسعى هذه المنظمة إلى تعزيز مكانة أبناء الشهداء ودعم مواقعهم في‬
‫النظام السياسي‪ ،‬وقد كان من بين أبناء المنظمة الكثير من األعضاء المؤسسين لحزب التجمع الوطني‬
‫الديمقراطي‪ ،‬ويشغلون فيه مراكز قيادية‪ ،‬كما يتواجدون في مختلف المجالس الشعبية الوطنية وأعضاء في‬
‫مجلس األمة‪.2‬‬

‫وتشمل الساحة السياسية حاليا عدة منظمات مثل‪:‬‬

‫المنظمة الوطنية للمجاهدين‬ ‫‪-‬‬


‫التنسيقية الوطنية ألبناء الشهداء‬ ‫‪-‬‬
‫المنظمة الوطنية ألبناء الشهداء‬ ‫‪-‬‬
‫اتحاد أبناء الشهداء‬ ‫‪-‬‬
‫اتحاد أبناء المجاهدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ : 1‬محمد بوضياف‪ :‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪ : 2‬محمد بوضياف‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫ه‪ -‬منظمات أرباب العمل‪:‬‬


‫بالموازاة مع الخوصصة وما رافق التحول نحو اقتصاد السوق من آليات تسمع بظهور وتطور القطاع‬
‫الخاص في الجزائر بدأت العديد من المنظمات التي أسسها أرباب العمل تظهر إلى الساحة االقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬محاولين في ذلك أخذ موقع الشريك المساهم في اتخاذ القرار على المستوى االقتصادي خصوصا‬
‫وحتى السياسي عموما‪ ،‬بالموازاة مع النقابات العمالية‪ ،‬ورغم الفارق النضالي التاريخي بينهما إال أن منظمات‬
‫أرباب العمل استطاعت كقوة اقتصادية ضاغطة أن تحجز لها مكانا في إطار جلسات التفاوض والمشاورات‬
‫الثنائية والثالثية التي دأبت الحكومة على إجرائها‪ ،‬إلى جانب حضورها داخل هياكل تسيير صناديق الضمان‬
‫االجتماعي المختلفة‪.‬‬
‫وقد نظم أكبر أرباب العمل الجزائريين (‪ 909‬رب عمل في مختلف القطاعات يشغلون أزيد من‬
‫‪ 909999‬عامل) أنفسهم في "منتدى رؤساء المؤسسات" الذي ظهر إلى الوجود سنة ‪ ،0999‬ويضم إلى‬
‫جانب أرباب العمل الخواص مؤسسات القطاع العمومي التابع للدولة‪ ،‬وقد تحول هذا المنتدى إلى فضاء للحوار‬
‫والنقاش حول العديد من المسائل االقتصادية واالجتماعية المرتبطة بشكل وثيق بعمليات اإلصالح االقتصادي‪،‬‬
‫وذلك من خالل الندوات والدراسات التي يقوم بها لصالح المؤسسة االقتصادية‪.1‬‬
‫و‪ -‬المنظمات الشبانية‪:‬‬

‫لقد مثل االتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية الشباب الجزائري طيلة الثورة‪ .‬وغداة االستقالل أولت‬
‫الجزائر مسألة تنظيم وتأطير الشباب اهتماما بالغا من قبل المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني‪ ،‬الذي أسس‬
‫منظمة شبيبة جبهة التحرير الوطني‪ ،‬والتي عملت تحت إشراف الحزب‪ .‬ومع منتصف السبعينيات وبالتحديد‬
‫سنة ‪ 9175‬تاريخ انعقاد الندوة الوطنية األولى للشباب تم توحيد كل الفئات الشبابية تحت راية االتحاد الوطني‬
‫للشبيبة الجزائرية‪ ،‬وضم آنذاك الطلبة الجامعيين والطلبة الثانويين والكشافة وشباب األحياء‪ .‬ولما كان الصراع‬
‫على أوجه في األوساط الطالبية‪ ،‬وبعد قراءة سياسية للتركيبة الشبابية انفتحت قيادة البالد على الفئة التي كانت‬
‫تبدي تحمسا أكبر للبرنامج االشتراكي وهكذا عرفت سنوات السبعينات التفاف الشباب حول مبادئ وأهداف‬
‫الثورة‪ ،‬وأثمر هذا التحالف بين القيادة السياسية والقاعدة الشبابية جملة من اإلنجازات كالطب المجاني‪،‬‬
‫وديمقراطية التعليم‪ ،‬وبناء القرى االشتراكية‪ ،‬وحمالت التطوع الفالحي‪...‬في حين انحازت فئات أخرى وخاصة‬
‫الطالبية منها إلى بناء قوة معرضة تمثلت أساسا في الشباب اإلسالمي وشباب الحركة البربرية‪ ،‬ودارت بين‬
‫هذه حوارات عنيفة وصلت حد االقتتال (أحداث بن عكنون ‪.2)9199‬‬

‫‪ : 1‬عبد الناصر جابي‪ :‬تقييم وطني لمشاركة المواطنين والمجتمع المدني في إصالح القطاع العام في الجزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ : 2‬محمد بوضياف‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫لقد كانت التنظيمات الشبانية من أولى أشكال التنظيم الجمعوي في الظهور‪ ،‬حتى وإن كانت هذه‬
‫التنظيمات من صنع اإلدارة في بداية األمر‪ ،‬بغرض إيجاد شريك اجتماعي يساهم في ترقية األنشطة الموجهة‬
‫للشباب آنذاك‪ ،‬ويأخذ بتوجيهات اإلدارة كأهداف وبرامج يراهن عليها‪ ،‬ويعمل على تجسيدها بما يقدم له من‬
‫إمكانيات مادية وبشرية ومالية‪.‬‬

‫غير أنه وعلى العموم فإن روح التنظيم والمبادرة الحرة التي تقدمها الجمعيات لمنخرطيها‪ ،‬تشكل‬
‫فضاءا مالئما الكتشاف المواهب والقدرات القيادية في أوساط الشباب‪ ،‬فالنشاط يسهل ويعود الشباب على‬
‫االتصال فيما بينهم‪ ،‬ويشعرهم بأهميتهم في المجتمع‪ ،‬ويزيد من تمتين أواصر المواطنة وحب الوطن‪ ،‬ويرغبهم‬
‫في العمل الجماعي‪ ،‬وخدمة بعضهم البعض على أساس االنقياد للكفاءات وليس للعالقات الخاصة أو الجهوية‬
‫المقيتة‪.1‬‬

‫ولكن هذه التنظيمات لم تستطع لم تستطع إيجاد مجال مستقل للعمل بعد أن سمح القانون بتحولها إلى‬
‫منظمات حرة غير هادفة للربح‪ ،‬بل بقيت مرتبطة باإلدارة‪ ،‬بدال من البحث في مجال أوسع وأرحب يمكنها من‬
‫الحركة والمبادرة بالجديد في ميدان التنشيط‪ .‬ولذلك فالحركة الجمعوية في ميدان الشباب –خاصة المرتبطة‬
‫بمؤسسات الشباب‪ -‬لم تتمكن من تجاوز جدران هذه المؤسسات‪ ،‬تحت مقولة خدمة الصالح العام لنيل المساعدة‬
‫والتأطيرية‪ ،‬ما جعل من هذه الجمعيات شبه إدارة موازية‪ ،‬تنفذ برامج ومهام اإلدارة‪ ،‬أكثر من برامج ومهام‬
‫التنظيم الحر‪.2‬‬

‫ز‪ -‬الجمعيات والمنظمات المحلية‪:‬‬

‫وتحتل العاصمة (أكبر والية) الصدارة من حيث عدد الجمعيات المحلية بـ‪ 7999‬جمعية‪ ،‬تليها بجابة‬
‫بـ‪ 4944‬جمعية‪ ،‬ثم الجارة تيزي وزو بـ‪ 4791‬جمعية‪ ،‬تليها وهران بـ‪ 1715‬جمعية‪ ،‬وباتنة بـ‪ 1979‬جمعية‪.‬‬
‫وتحتل والية تندوف (‪ 15‬ألف ساكن) مؤخرة الترتيب من حيث عدد الجمعيات المسجلة بـ‪ 090‬جمعية‪ ،‬وقبلها‬
‫غليزان بـ‪ 119‬جمعية وعنابة بـ‪ 500‬جمعية فقط‪ .‬ويطغى على هذه الجمعيات على العموم الطابع الخدمي‪،‬‬
‫حيث تنتشر في المدن وحتى القرى العديد من الجمعيات التي تهتم بتقديم المساعدات المادية أو االجتماعية أو‬
‫التعليمية أو التكوينية ‪..‬لفئات مختلفة من أفراد المجتمع مثل مساعدة الفقراء أو النساء الماكثات في البيوت أو‬
‫األطفال أو المرضى أو ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،...‬وبالرغم من أعدادها الهائلة على المستويات المحلية غير‬
‫أن معظمها جمعيات وهمية تختفي بعد أولى العراقيل التي تواجهها‪ ،‬كما أنها تفتقد إلى االستمرارية في العمل‬

‫‪ : 1‬احمد بوكابوس‪ :‬الحركة الجمعوية وواقع التنظيمات الشبانية‪ ،‬في‪ :‬نورية بن غبريط‪-‬رمعون ومصطفى حداب‪ :‬الجزائر بعد ‪ 05‬سنة حوصلة‬
‫المعارف في العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪ ،4551-4501‬وقائع ندوة وهران (‪ 77-79-70‬سبتمبر ‪ ،)7008‬منشورات ‪ ،7009 ،crasc‬ص‪.61‬‬
‫‪ : 2‬احمد بوكابوس‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫وتمارس نشاطها بشكل ظرفي مناسباتي‪ ،‬ولهذا فإن تأثيرها في المجتمع جد بسيط وذلك مرتبط بمحدودية‬
‫إمكانياتها‪ ،‬وضعف مستوى التأطير لدى هياكلها و ألسباب وعوامل عديدة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬النقابات العمالية‪:‬‬

‫لقد كان لطبقة العمال الجزائريين تجربة نضالية في إطار النقابات التابعة لألحزاب اليسارية الفرنسية‪،‬‬
‫ومن ثم أسس العمال الجزائريون منظمة نقابية مستقلة عن النقابات الفرنسية منذ عام ‪ 9150‬وهي االتحاد العام‬
‫للعمال الجزائريين(‪ .)UGTA‬وعند استقالل الجزائر فرضت الدولة مرشحيها إلدارة النقابة‪ ،‬مما منعها من‬
‫ممارسة أعمالها بكل حرية واستقاللية عن الحزب الحاكم‪ ،‬وقد خلق هذا الوضع جوا من التوتر أدى إلى تعطيل‬
‫نشاط النقابة وعدم االعتراف بنشاطها‪.1‬‬

‫ونظرا لنقص التجربة النقابية‪ ،‬واستمرار الضغوط والسيطرة‪ ،‬وتدخل الحزب في كل نشاط وشؤون‬
‫الدولة‪ ،‬وكرد فعل على هذه الضغوطات شهدت الجزائر عدة اضطرابات سنة ‪ ،9104‬ولقيت هذه‬
‫االضطرابات مساندة المركزية النقابية‪ ،‬ورغم الرقابة المفروضة والضغط الممارس من قبل السلطات‪ ،‬إال أن‬
‫العمال ظلوا يراهنون على ضرورة اشتراكهم في التسيير مع المطالبة بتعميم تطبيق التسيير الذاتي ليشمل كل‬
‫القطاعات‪ .‬ولم يمنع خضوع النقابة للسلطة من تنظيم العمال إضرابات حتى بدون موافقة هياكل النقابة‪ ،‬وقد‬
‫كانت خطورة هذه اإلضرابات العمالية تتمثل في كونها تهدد شرعية النظام الذي يدعي االلتزام بمبادئ‬
‫االشتراكية‪ .‬ولهذا تمكن العمال من افتكاك بعض المكاسب النوعية من الدولة التي كانت تسعى للحفاظ على‬
‫السلم االجتماعي‪ ،‬أو بعبارة أوضح على الصورة االشتراكية الثورية للنظام‪.‬‬

‫وقد ظل العمل النقابي محتكرا من قبل النقابة التاريخية (االتحاد العام للعمال الجزائريين) حتى نهاية‬
‫الثمانينيات‪ ،‬غير أن الوضع تغير بسرعة بعد صدور القانون ‪ 94-49‬المؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ 9119‬والخاص‬
‫بممارسة الحق النقابي والذي أنتج تعددية نقابية تضم حوالي سبعين نقابة على المستوى الوطني‪ ،‬أسستها‬
‫مختلف الفئات األجيرة التي بادرت بمغادرة صفوف االتحاد العام للعمال الجزائريين وتكوين نقابات مهنية‬
‫مستقلة‪ .‬لقد لج أت النقابات المستقلة إلى العديد من الحركات االحتجاجية في السنوات األخيرة‪ ،‬دفاعا عن مكانة‬
‫الفئات األجيرة المختلفة وخاصة منها الفئات الوسطى (أساتذة الجامعة‪ ،‬معلمون‪ ،‬أطباء‪ ،‬موظفون ‪...‬الخ)‪،‬‬
‫والتي عرفت وضعيتها تدهورا كبيرا في مختلف المجاالت االقتصادية واالجتماعية‪ ،...‬وذلك بسبب التحوالت‬
‫العديدة التي عاشها المجتمع الجزائري في منذ نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات‪.‬‬

‫ما يلفت االنتباه في هذه النقابات العمالية المستقلة التي برزت بعد اإلعالن عن التعددية‪ ،‬أنها في‬
‫أغلبيتها نقابات موظفين‪ ،‬اقتصرت على قطاع الخدمات ( الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬اإلدارة‪.....‬الخ ) بعيدة عن العمل‬

‫‪ : 1‬عبد القادر جغلول‪ ،‬تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬دراسة سوسيولوجية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،9191 ،‬ص ‪.990‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫الصناعي الذي لم يلجأ عماله إلى تكوين نقابات إال في حاالت قليلة لم تتمكن من الصمود مع الوقت كما هو‬
‫الحال بالنسبة للكنفدراية النقابية للقوى المنتجة ‪ COSYFOP‬على سبيل المثال أو النقابات المحلية والقطاعية‬
‫كاالتحاد الديمقراطي للعمال ‪ UDT‬التي بدأت تجربتها في القطاع الصناعي العمومي بوالية تيزي وزو قبل‬
‫اختفائها؛ مما يعني أن جزءا كبيرا من مصاعب هذه النقابات كان مرتبطا‪ ،‬من دون شك‪ ،‬بالوضعية التي آل‬
‫إليها القطاع العمومي الصناعي بوجه عام‪ .‬نفس الشيء بالنسبة إلى عمال وعامالت القطاع الخاص الذين بقوا‬
‫من دون تأطير نقابي يذكر‪ ،‬رغم أهميتهم على مستوى التشغيل‪ ،‬أهمية مرشحة للزيادة مع الوقت في ظل‬
‫الخيارات االقتصادية والسياسية السائدة الداعمة القتصاد السوق ولدور أكبر للفاعل االقتصادي الخاص‪،‬‬
‫الوطني منه واألجنبي‪ .‬بالطبع‪ ،‬التطور الذي يعرفه عالم الشغل غير الرسمي حاليا في الجزائر وما يميزه من‬
‫بطالة وتهميش مسا قطاعات واسعة من الشباب‪ ،‬يجعل هذه التجربة النقابية الجديدة‪ ،‬رغم أهميتها‪ ،‬ذات عمل‬
‫إدماجي محدود‪ ،‬لتظل فئات واسعة من المواطنين دون إطار تمثيلي يتم التعبير من خالله في عالقاتها‬
‫بالمؤسسات الرسمية كالبرلمان ومن دون إمكانية للمشاركة المنظمة‪ ،‬الدائمة والسلمية في الشأن العام‪.1‬‬

‫وعلى الرغم من التعددية النقابية إال أن االتحاد العام للعمال الجزائريين ال يزال يعتبر أقوى تنظيم‬
‫نقابي في الجزائر‪ ،‬كونه يحظى بمعاملة خاصة من طرف السلطات العمومية‪ ،‬بسبب نشأته في أحضان الدولة‪،‬‬
‫وهذا ما جعله يحتوي تلك التنظيمات النقابية أثناء المفاوضات أو أثناء اتخاذ القرارات التي تخص الطبقة‬
‫العاملة‪ ،2‬ورغم االعتراف بالنقابات العمالية ونقابات أرباب العمل منذ ‪ ،9119‬فإنها لم تتحول كلها إلى شريك‬
‫مفاوض كطرف اجتماعي مقبول للسلطات العمومية‪ ،‬فتجربة الثنائية والثالثية رغم أهميتها لم تعرف مشاركة‬
‫كل النقابات المعترف بها قانونا‪ ،‬فلحد الساعة الزالت النقابة القديمة (االتحاد العام للعمال الجزائريين ‪)UGTA‬‬
‫هي النقابة الوحيدة التي تحتكر المشاركة في هذا النوع من التفاوض الرسمي الذي يضم نقابات أرباب العمل‬
‫والحكومة‪ ،‬ويدرس الكثير من الملفات االقتصادية واالجتماعية الهامة بشكل غير منتظم حتى اآلن بما فيها‬
‫قضية رفع األجور والخوصصة‪...‬الخ‪ .3‬ولئن كانت النقابات العمالية تحتل الصدارة في المجتمع المدني إال أن‬
‫ما يعوق عملها في الجزائر هو إصرار السلطة على األحادية النقابية‪ .‬باإلضافة إلى الطابع السياسي الذي اتخذه‬
‫العمل النقابي منذ حرب التحرير‪ ،‬حيث انصرف االتحاد العام للعمال الجزائريين إلى الدفاع عن مطالب‬
‫سياسية‪ ،‬والزالت هذه الممارسة سائدة إلى اليوم إذ تميل القيادة المركزية لهذا التنظيم إلى االنشغال بالسياسة‬
‫والمقايضة السياسية مع السلطة عوضا عن صرف جهودها إلى الدفاع عن حقوق العمال خاصة في الظرف‬
‫المتميز بخوصصة المؤسسات االقتصادية العمومية التي ساد نظامها من قبل‪.4‬‬

‫‪ : 1‬عبد الناصر جابي‪ :‬الجزائر من الحركة العمالية إلى الحركة االحتجاجية‪ ،‬المعهد الوطني للعمل‪ ،‬الجزائر‪ ،7009 ،‬ص ‪.919‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.911‬‬
‫‪ : 3‬عبد الناصر جابي‪ :‬تقييم وطني لمشاركة المواطنين والمجتمع المدني في إصالح القطاع العام في الجزائر‪ ،‬في اإلدارة الرشيدة لخدمة التنمية في‬
‫‪www .pogar.org/publications/civil/…/algeria-a.pdf‬‬ ‫بتاريخ‪ ،2012-02-22:‬من موقع‪:‬‬ ‫الدول العربية‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ : 4‬محمد هناد‪ :‬الجزائر‪ :‬االنتقال من األحادية إلى التعددية الحزبية‪ ،‬مجلة الديموقراطية‪ ،‬العدد ‪(96‬يناير ‪ ،)7001‬ص ‪.997‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫على العموم يعتبر العمل النقابي عمال محدودا في الجزائر‪ ،‬ولم تتمكن الحركة النقابية في أي مرحلة‬
‫من مراحل تطور النظام السياسي الجزائري من أن تكون قوة مركزية‪ ،‬بل كانت دوما تابعة لمراكز القرار‬
‫السلطوي‪ ،‬ويتضح ذلك مع تنامي دور القطاع الخاص وتفاقم سوء األوضاع االقتصادية واالجتماعية بالجزائر‪،‬‬
‫والتي تنعكس بالضرورة على طبقة العمال‪ ،‬فقد عجزت الحركة النقابية عن التواجد في المنشآت الخاصة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى وقوعه تحت التأثير اإليديولوجي والسياسي‪ ،‬فاالتحاد العام للعمال الجزائريين على مر تاريخه‬
‫كان يعاني من تجاذبات اليسار الشيوعي والوسط الوطني‪ ،‬وفي اآلونة األخيرة عرف صعود بعض المحسوبين‬
‫على التيار اإلسالمي واللذين استطاعوا احتالل مواقع متقدمة في صفوفه‪.1‬‬

‫‪ -3‬األحزاب‪:‬‬

‫ظلت الجزائر محكومة بنظام الحزب الواحد مدة ‪ 07‬عاما إلى أن تم التصويت على الدستور التعددي‬
‫عام ‪ ، 9191‬الذي نص على أن حق إنشاء األحزاب السياسية مضمون بشرط عدم تأسيسها على أساس ديني‬
‫أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي‪ .2‬ولم ترتبط التعددية الحزبية في الواقع بالتعديل الدستوري‬
‫الذي نجم عن أحداث أكتوبر ‪ ،9199‬فالنشأة الحقيقية ألهم األحزاب في الجزائر كانت خالل فترة األحادية‬
‫الحزبية‪ ،‬أي منذ السنوات األولى لالستقالل‪ ،‬والبعض منها يعتبر نفسه امتدادا لبعض المنضمات التي شكلت‬
‫الحركة الوطنية أثناء فترة االحتالل؛ غير أنها كانت تنشط بشكل سري‪ ،‬وخاصة تلك التيارات السياسية‬
‫المعارضة ذات التوجه اإليديولوجي األمازيغي أو اإلسالمي‪ ،‬وذلك ألن الدستور الجزائري كان يمنع صراحة‬
‫إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي ما دفع التكتالت السياسية إلى ممارسة نشاطها سرا أو تحت ستار‬
‫منظمات جمعوية ذات توجهات مختلفة منها اإلصالحية والدينية والثقافية واالجتماعية ‪ .‬ومن بين هذه األحزاب‪:‬‬

‫جبهة القوى االشتراكية (‪.)FFS‬‬ ‫‪-‬‬


‫الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر(‪)MDA‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحزب االجتماعي الديمقراطي (‪)PSD‬‬ ‫‪-‬‬
‫حزب العمال (‪)PT‬‬ ‫‪-‬‬
‫حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (‪)RCD‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ )‪(FIS‬‬ ‫‪-‬‬
‫حركة النهضة اإلسالمية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ : 1‬محمد بوضياف‪ :‬األحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬دار المجد للنشر والتوزيع‪ ،‬سطيف‪ ،7090 ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ : 2‬المادة ‪ 87‬من دستور ‪.9191‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫حركة المجتمع اإلسالمي (حماس)‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبعد إقرار التعددية السياسية في الجزائر من خالل دستور ‪ 9191‬والذي نص في مادته ‪ 49‬على حق‬
‫إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياسي‪ ،‬سارعت األحزاب والجمعيات لتنظيم نفسها حيث تم إنشاء العديد من‬
‫األ حزاب السياسية التي وافقت عليها وزارة الداخلية ومنحتها االعتماد الرسمي‪ ،‬حيث تجاوز عددها ‪ 07‬حزبا‬
‫مؤسسا ومصرحا به‪ ،‬وذلك وفقا ألحكام القانون ‪ 99-91‬المؤرخ في ‪ 5‬جويلية ‪ 9191‬المتعلق بالجمعيات ذات‬
‫الطابع السياسي‪ ،‬ويمكن تحديد ثالث تيارات رئيسية توزعت عليها تلك األحزاب‪ ،‬والتي عكست التوجهات‬
‫اإليديولوجية األساسية داخل المجتمع الجزائري هي التيار اإلسالمي التيار الوطني والتيار العلماني‪:‬‬

‫‪ -‬التيار اإلسالمي‪ :‬وتعتبر الحركات اإلسالمية من أهم التنظيمات التي اكتسحت الساحة السياسية وحتى‬
‫االجتماعية بقوة بعد اإلقرار بالتعددية الحزبية‪ ،‬بسبب العمق الشعبي الذي تمتلكه‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل نتائج‬
‫االنتخابات المحلية التشريعية والرئاسية التي جرت في مرحلة التعددية الحزبية‪ .‬وعلى رأسها الجبهة اإلسالمية‬
‫لإلنقاذ‪ ،‬وحركة النهضة اإلسالمية‪ ،‬وحركة المجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -‬التيار الوطني‪ :‬ويضم باألساس جبهة التحرير الوطني‪ ،‬بعد أن سمحت لكل التيارات التي كانت تنشط‬
‫بداخلها بالتحول إلى جمعيات سياسية‪ ،‬وواصلت بعد االنفتاح السياسي حيث تحولت إلى تنظيم كباقي األحزاب‪،‬‬
‫مع احتفاظها بكل إمكانياتها ومكتسباتها كحزب حكم البالد ألكثر من ثالثة عقود‪. 2‬‬

‫‪ -‬التيار العلماني‪ :‬ويتميز بضعف مرجعيته التاريخية والشعبية‪ ،‬ولكن بقوة نفوذه السياسي واالقتصادي‬
‫واإلعالمي الذي أصبح مؤخرا أزيد بكثير من حجمه االنتخابي‪ .3‬مثل جبهة القوى االشتراكية‪ ،‬التجمع من أجل‬
‫الثقافة والديمقراطية‪ ،‬حزب الطليعة االشتراكي وحزب العمال‪.‬‬

‫ولكن بعد مرور بضعة سنوات من العمل والنشاط الحزبي تمت مراجعة نظام األحزاب السياسية‬
‫بموجب هذا القانون‪ ،‬وتم تأكيد ذلك في دستور ‪ ،9110‬في مادته ‪ 40‬والتي نصت على أن حق إنشاء األحزاب‬
‫السياسية معترف به ومضمون ويجب التقيد بمجموعة من المبادئ‪ ،‬ومن ثم صدر األمر رقم ‪ 91-17‬في ‪0‬‬
‫مارس ‪ 9117‬المتضمن القانون العضوي المتعلق باألحزاب السياسية‪ ،‬حيث أضيفت شروط قانونية وقيود‬
‫جديدة فيما يخص تأسيس األحزاب‪ ،‬والتي طالبت األحزاب المعتمدة بجعل تسمياتها وأسسها وأهدافها مطابقة‬
‫لمواد هذا القانون‪ ،‬وكنتيجة لهذه الشروط تقلص عدد األحزاب ليصبح ‪ 05‬حزبا معتمدا‪ ،‬كما حرمت العديد من‬

‫‪ : 1‬بشكل أكثر تفصيال في هذا الصدد أنظر‪ :‬اسماعيل قيرة وآخرون‪ :‬مستقبل الديمقراطية في الجزائر‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،7007‬ص ‪.911‬‬
‫‪ : 2‬خولة كلفاحي‪ :‬التحول الديمقراطي في الجزائر‪ ،‬ضمن ملتقى حول التحول الديمقراطي في الجزائر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة (‪-99-70‬‬
‫‪ ،)7001‬ص‪.997‬‬
‫‪ : 3‬اسماعيل قيرة وآخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.968‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫األحزاب من الترشح لالنتخابات وذلك لفقدانها نسبة التمثيل القانوني‪ ،‬لتصبح في األخير ‪ 1‬أحزاب فقط بإمكانها‬
‫الترشح لالنتخابات‪.1‬‬

‫وفي ظل األزمة التي عرفتها الجزائر بعد توقيف وإلغاء المسار االنتخابي ألولى انتخابات ديمقراطية‬
‫(ديسمبر‪ ،)9119‬والتي كان يرتقب فيها نجاح التيار اإلسالمي‪ ،‬وكان ذلك سببا في انتكاس التجربة‬
‫الديمقراطية الوليدة‪ ،‬واشتعال فتيل األزمة التي أدخلت الجزائر في "عشرية سوداء" عانت فيها الجزائر ظروفا‬
‫صعبة على جميع المستويات واألصعدة‪ .‬في ظل هذه األزمة فرضت الدولة قانون الطوارئ الذي منعت من‬
‫خالله المظاهرات والتجمعات ‪...‬و صادرت حرية التعبير والمبادرة‪ .‬ويمكن تصنيف األحزاب في هذه المرحلة‬
‫العصيبة بناءا على مواقفها من السلطة ومدى قربها من الحكومة في ثالث اتجاهات‪:‬‬

‫أحزاب السلطة‪ :‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬التجمع الوطني الديمقراطي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫األحزاب الموالية للسلطة‪ :‬حركة مجتمع السلم‪ ،‬التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واألحزاب المعارضة للسلطة‪ :‬جبهة القوى االشتراكية‪ ،‬حزب العمال‪ ،‬حركة النهضة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫في هذه المرحلة أوقفت وزارة الداخلية اعتماد أحزاب جديدة في حين تالشت األحزاب الصغيرة‪،‬‬
‫وظهر إلى الوجود ائتالف حكومي شكلته بعض األحزاب لدعم برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬إثر‬
‫انتخابات جوان ‪ ،9117‬وتنفيذ برنامجه الذي يرتكز على عدة مشاريع أهمها الوئام المدني واإلنعاش‬
‫االقتصادي واسترجاع مكانة الجزائر وهيبتها الدولية‪ .‬وتحول هذا االئتالف فيما بعد إلى ما يعرف بالتحالف‬
‫الرئاسي المكون من ثالثة أحزاب (وهي‪ :‬حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬التجمع الوطني الديمقراطي‪ ،‬وحركة‬
‫مجتمع السلم)‪ ،‬والذي استحوذ على الساحة السياسية وأصبح يشكل الشجرة التي تغطي الغابة‪ ،‬حيث تتقاسم‬
‫الحقائب الوزارية وتحوز على أغلبية المقاعد في البرلمان‪.‬‬

‫وتنقسم األحزاب السياسية الجزائرية بحسب توجهها الفكري إلى إسالمية مثل حمس والنهضة‪،‬‬
‫ووطنية مثل جبهة التحرير الوطني‪ ،‬وعلمانية كحزب العمال والحزب الديقراطي االجتماعي‪ ،‬وإن كان بعضها‬
‫يهتم بالبعد األمازيغي مثل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية‪.‬‬

‫وتقسم أيضا بحسب برامجها االقتصادية إلى أحزاب ليبرالية مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع‬
‫الوطني الديمقراطي‪ ،‬وأحزاب الوسط مثل جبهة القوى االشتراكية واألحزاب اإلسالمية‪ ،‬ويسارية كحزب‬
‫العمال والحزب الديمقراطي االجتماعي‪.2‬‬

‫‪ : 1‬نور الدين حاروش‪ :‬األحزاب السياسية‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪ ،7001 ،‬ص ‪.911‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: http://www.dzworld.org/vb/showthread.php?t=57360‬‬ ‫تاريخ الزيارة ‪7097/01/70‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫وتعاني الحياة الحزبية من أزمات عديدة مثل‪:1‬‬

‫‪ -9‬تدخل السلطة سواء أكانت الجيش أم رئاسة الجمهورية في شؤون األحزاب‪ ،‬ومن أمثلة ذلك حل‬
‫حزب جبهة اإلنقاذ اإلسالمي من طرف الجيش بعد فوزها في محليات ‪ 9119‬والجولة األولى من االنتخابات‬
‫التشريعية ‪ .9119‬كما تم السعي إلى إبعاد األمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري الذي‬
‫كان من دعاة استقاللية الجبهة عن الدولة‪.‬‬

‫‪ -0‬االنقسامات الداخلية الناتجة ‪-‬في بعض األحيان ربما‪ -‬عن انعدام التداول داخل الحزب‪ ،‬وقد عرفت‬
‫األحزاب السياسية الجزائرية االنشقاق منذ عقد التسعينيات‪ ،‬ومن أمثلة ذلك خروج أحمد مراني عضو جبهة‬
‫اإلنقاذ المحظورة على عباسي مدني وعلي بلحاج عام ‪ ،9111‬وتصدع حركة النهضة عام ‪ 0999‬حين انفصل‬
‫مؤسسها عبد هللا جاب هللا ليؤسس حركة اإلصالح الوطني‪ ،‬كذلك برزت الحركة التصحيحية بقيادة عبد العزيز‬
‫بلخادم عام ‪ 0991‬منفصلة عن جبهة التحرير الوطني ومؤيدة في نفس الوقت ترشيح بوتفليقة لرئاسيات‬
‫‪.0994‬‬

‫‪ -1‬ظاهرة األحزاب الصغيرة التي تظل عاطلة عن النشاط السياسي مدة طويلة وتتحين ظهور‬
‫استحقاقات انتخابية لتنشط وتدخل التنافس على المناصب‪.‬‬

‫وقد شكل قانون األحزاب محورا أساسيا من محاور اإلصالحات األخيرة‪ ،‬وهو األمر الذي سمح بإعادة‬
‫فتح المجال إلمكا نية اعتماد أحزاب جديدة‪ ،‬أصبحت تتسارع في وضع ملفاتها قبل االستحقاقات المقبلة‬
‫(تشريعيات ‪ 99‬ماي ‪ ،)0990‬حيث تم اعتماد إلى غاية شهر مارس ‪ 0990‬حوالي ثالثين حزبا جديدا‪.‬‬

‫‪ -4‬الزوايا والطرق الصوفية‪:‬‬

‫تختلف الطرقية عن التصوف بأنها ليست تجربة فردية بل جماعية‪ ،‬وقد يكون غالبا في أصلها أحد‬
‫المتصوفة‪ ،‬وهي تتخذ شكل أخويات دينية لها طقوس وهياكل معينة؛ إذ يأتي أحد العقالء ويقترح طريقة‪،‬‬
‫ويضع شروطا لالنتساب الذي يكون بصفة فردية‪ .‬لقد بدأ االنتشار الفعلي لهذه التنظيمات والجمعيات بعد سقوط‬
‫األندلس حين أصبح الخطر المسيحي على الشمال اإلفريقي داهما‪ ،‬في أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن‬
‫الخامس عشر‪ ،‬وهكذا انتشرت عشرات الطرق‪ ....‬واليوم هنالك عشرات من الطرق واألخويات الدينية‬
‫المنتشرة في شتى أنحاء الجزائر‪ ،‬وبعضها‪-‬إن لم يكن معظمها‪ -‬لها امتدادات خارج الحدود باتجاه الشرق‬
‫وباتجاه المغرب العربي‪ ،‬وباتجاه العمق اإلفريقي‪...‬‬

‫‪ : 1‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫وقد لعبت األخويات الدينية والطرق المؤسسة لها دورا مركزيا في تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬بخاصة في‬
‫إشعال الثورات ا لفالحية وقيادتها‪ ،‬فمعظم الثورات التي عرفتها البالد منذ حكم األتراك وحتى نهاية الحكم‬
‫الفرنسي كانت بشكل أو بآخر مرتبطة بواحدة من تلك األخويات التي لعبت دور حزب سياسي حقيقي يخضع‬
‫لسلطة مركزية قوية‪ ،‬توحد بين أعضائه عقيدة دينية وفكرية قوية‪.1‬‬

‫ومن أهم الطرق المنتشرة في الجزائر‪ :‬الطريقة القادرية‪ ،‬الشاذلية‪ ،‬السنوسية‪ ،‬الدرقاوية‪ ،‬العليوية‪،‬‬
‫الطيبية‪ ،‬التيجانية‪ ،‬المريدية‪ ،‬والمرابطية‪.‬‬

‫أما الزوايا فتشتمل على مجموعة من العناصر تتكون غالبا من ضريح ألحد األولياء الصالحين أو أحد‬
‫أقاربه‪ ،‬وقاعة للصالة‪ ،‬وقاعة إلعطاء الدروس‪ ،‬وزنزانات صغيرة يحل فيها الطالب أو السياح‪ ،‬وتستضيف‬
‫عابري السبيل من المحتاجين أو المعوزين أو المشردين‪ .2‬وتتعدد وظائف الزاوية إلى جوانب مختلفة؛ فهي‬
‫محل للعبادة ومنتدى للثقافة ومأوى للسلم يأتيه الناس من الضواحي القريبة والبعيدة‪ ،‬وهي ملجأ للمضطهدين‬
‫ومنزل لراحة المسافر‪ ،‬وكل ذلك يجري تحت رعاية شيخ الزاوية‪ .‬إن المبادئ االجتماعية والدينية التي تقوم‬
‫عليها الزاوية ال تشجع على تجميع األموال؛ فهي تهتم بالدرجة األولى بنشر الثقافة وتعاليم اإلسالم لكن هذه‬
‫الوظيفة االجتماعية تسخر ألعمال اقتصادية ضرورية للحياة االجتماعية كحماية القوافل وتحصيل الزكاة‬
‫وغيرها‪.3‬‬

‫وقد انتشرت الزوايا بشكل كبير منذ عهد األتراك‪ ،‬وتقول بعض اإلحصاءات أن عدد الزوايا في‬
‫الجزائر حاليا يفوق خمسة آالف زاوية‪ .‬لقد كان للزوايا دور كبير ونفوذ قوي خاصة في المرحلة االستعمارية‬
‫باعتبارها الملجأ الوحيد للحفاظ على الدين ونشر اللغة العربية‪ ،‬خاصة في القرى واألرياف‪ .‬ورغم الدور الذي‬
‫كانت تقوم به غير أنها القت مواجهة شرسة من جمعية العلماء المسلمين ابتداءا من عام ‪ ،9119‬فقد رأت فيها‬
‫هذه األخيرة "إسالما غامضا" متقوقعا يرفض االنفتاح والتطور والتشبع بأفكار النهضة‪ ،‬واستمرت المواجهة‬
‫بينهما كنوع من المواجهة بين "إسالم المدينة" و"إسالم الريف" ‪.‬‬

‫ولم يكن للزوايا دور بارز في الجزائر المستقلة حتى سنة ‪ 9119‬أين انعقد في الجزائر العاصمة أول‬
‫ندوة وطنية حول الزوايا‪ ،‬وذلك في محاولة واضحة لتوظيف الزوايا حتى تلعب دورها في كبح جماح الجبهة‬
‫اإلسالم ية لإلنقاذ من جهة‪ ،‬وبخاصة في أوساط الفالحين‪ ،‬والستعادة تاريخها العريق حتى تكون عنصر توازن‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬جورج الراسي‪ :‬الدين والدولة في الجزائر من األمير عبد القادر إلى عبد القادر‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،7009 ،‬ص ‪.797‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.776‬‬
‫‪ : 3‬محفوظ سماتي‪ :‬األمة الجزائرية نشأتها وتطورها‪ ،‬ترجمة محمد الصغير بناني وعبد العزيز بوشعيب‪ ،‬منشورات دحلب‪ ،7006 ،‬ص‪.71‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫ضمن الخريطة السياسية الجديدة في البالد التي أصبحت تعج بالتنظيمات واألحزاب‪ ،‬خاصة تلك التي لها‬
‫توجهات دينية من جهة أخرى‪.1‬‬

‫إن القوة التي عادت بها الزوايا والطرق الصوفية بفعل الدعم الكبير الذي تحظى به من طرف الدولة‪،‬‬
‫تدل على الدور السياسي الكبير الذي تلعبه هذه الطرق الصوفية والتي تحظى بعناية فائقة من طرف الدولة‪ ،‬وقد‬
‫كشفت جل المواعيد السياسية التي عرفتها الجزائر في العشرية األخيرة الدور الفعال الذي لعبته هذه البنى‬
‫التقليدية في رسم المشهد السياسي من خالل دعمها للرئيس المترشح (بوتفليقة) في انتخابات ‪ 9111‬و‪0994‬‬
‫ومساهمتها في ترجيح كفته‪ .‬كما أعلنت هذه الطرق عن دعمها ومساندتها لتمديد حكم الرئيس لوالية رئاسية‬
‫ثالثة‪ ،‬حيث أنه أعاد االعتبار للطرق الصوفية والزوايا‪ ،‬وفتح أمامها المجال للتعبير عن مواقفها من كل‬
‫االستحقاقات السياسية‪ .‬وهو ما يدل على العالقة الوطيدة بين السلطة والطرق الصوفية التي باتت من‬
‫المؤسسات الدينية التي يصعب تجاوزها في رسم سياسة البالد‪ ،‬وأن دعمها ألي مشروع سياسي أصبح‬
‫ضروريا ويعطي الكثير من المصداقية ألي خطوة سياسية‪.‬‬

‫‪ : 1‬جورج الراسي‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.711‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫ثالثا‪ :‬عوائق تطور المجتمع المدني الجزائري‪:‬‬


‫إن أول ما يلفت االنتباه في بنية المجتمع المدني الجزائري هو ضخامة الحجم مقارنة بنظيره في الدول‬
‫العربية وحتى في دول أكثر عراقة بكثير في مجال الديمقراطية والحريات المدنية‪ ،‬هذا الحجم الذي ال يعكس‬
‫مستوى األداء الفعلي لهذه المؤسسات في الواقع االجتماعي‪ .‬كما نسجل حضور المؤسسات التقليدية بشكل‬
‫الفت‪ ،‬رغم التقلص الكبير في نوعية أدوارها‪ ،‬فالطرق والزوايا مثال الزالت تمتلك سلطة كبيرة لدى مريديها‬
‫وأتباعها‪ ،‬غير أنها لم تعد تمارس تلك الوظائف االجتماعية واالقتصادية‪...‬التي كانت منوطة بها منذ قرون‪ ،‬كما‬
‫أنها لم تعد إلى الواجهة السياسية إال بتوجيه من السلطة‪ ،‬كما فقدت المساجد صفتها المدنية التقليدية التي كانت‬
‫تمتلكها في عهود سابقة‪ ،‬ومع ذلك فهي ال تزال تستخدم كمجاالت للهيمنة على الرأي العام (وخاصة منه‬
‫الريفي)‪.‬‬

‫كما أن ما يميز بنية المؤسسات المدنية في الجزائر عموما وعلى اختالف أنواعها هو ضعف االستقالل‬
‫واالعتماد على الدولة بشكل أو بآخر‪ ،‬وهذا األمر راجع بالدرجة األولى إلى الهيمنة التي مارستها الدولة طوال‬
‫عقود طويلة على كل عمل طوعي خارج نطاق الحزب الواحد‪ ،‬األمر الذي كرس االستكانة والخضوع والتبعية‬
‫والخوف من سلطة (أو تسلط) النظام حتى لدى من يفترض فيهم المعارضة‪ .‬إن من أهم عوائق المجتمع المدني‬
‫الجزائري والعربي عموما في الواقع هي تأقلم المواطن مع هضم حقوقه كإنسان وكمواطن‪ ،‬وهي حالة أفرزتها‬
‫من جهة الشخصية أو الوضعية اإلتكالية التي تميز بها المواطنون لسنوات طويلة في ظل دولة ريعية تتدخل في‬
‫كل صغيرة وكبيرة في حياة مواطنيها‪ ،1‬ومن جهة أخرى الشعور العميق بالخوف واالنهزامية أمام الدولة‬
‫التسلطية التي ال يقيدها قانون‪.‬‬

‫كما يرجع ذلك بالدرجة الثانية إلى ضعف الثقافة القانونية والخبرة التنظيمية لدى النخبة التي تقود هذا‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬فجل هذه المؤسسات مثال تعتمد على الدولة ماديا بشكل كبير جدا سواء من حيث المقرات أو‬
‫التمويل‪ ،‬وتعجز عن إيجاد أطر تنظيمية لالستقالل المادي وهو ما يجعلها مضطرة إلى مواالة السلطة من أجل‬
‫الحصول على حصتها من المساعدة والدعم‪ .‬وهي إلى جانب ذلك عاجزة عن وضع برامج واستراتيجيات عمل‬
‫موضوعية ودقيقة وواضحة (أو براغماتية) فمعظم األحزاب مثال ال تمتلك برامج واضحة ودقيقة وإنما رؤية‬
‫عامة أو خطوطا عريضة‪ ،‬وال يزال زعماء األحزاب عندنا مثال يعدون الشباب في حمالتهم االنتخابية بالزواج‬
‫والعمل والسكن‪ ...‬دون آليات موضوعية واستراتيجيات محددة كإن بطريقة سحرية‪.‬‬

‫‪ : 1‬حول أثر الدولة الريعية في إعاقة تطور المجتمع المدني العربي أنظر‪( :‬بدون اسم)‪ :‬تغييب المؤسسات التعليمية وانكفاء المثقفين العرب أبرز‬
‫عوامل الشلل‪ ،‬الديمقراطية ليست الشرط الوحيد لتفعيل المجتمع المدني‪ ،‬ندوة المجتمع المدني وإشكاليات التحول الديمقراطي‪ ،‬جامعة قطر (‪-41‬‬
‫‪ 41‬مايو ‪ ،)1004‬ص‪.1‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫ومن جهة أخرى يمثل االستقطاب تحديا من التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني الجزائري‪،‬‬
‫إذ يرى البعض أن المجتمع المدني هو مجتمع "عضويات"‪ ،‬فبقدر ما يحمل المواطن من بطاقات عضوية بقدر‬
‫ما يكون عنصرا نشطا في مجتمعه المدني‪ ،‬والذين ال بطاقات عضوية لهم (في أحزاب أو أندية أو نقابات‪ ،‬أو‬
‫اتحادات‪ ،‬أو غرف تجارية أو صناعية‪ ،‬أو تعاونيات أو جمعيات أو روابط) فإنه يصدق عليهم وصف‬
‫المهمشين أو المستضعفين في أي مجتمع معاصر‪ .1‬والواقع أن المواطن الجزائري ال يميل إلى جمع بطاقات‬
‫االنخراط والعضوية في األحزاب أو النقابات وال الجمعيات‪ ،‬فبالرغم من تعدد وتنوع منظمات المجتمع المدني‬
‫وانتشارها في مختلف المدن والقرى‪ ،‬فإنها ال تستقطب المواطن لالنخراط فيها‪ ،‬وال تحوز على ثقته‪ ،‬بل ينظر‬
‫إليها بعين الريبة ويراها كمجموعات تخدم مصالحها فقط وتسعى للوصول إلى السلطة‪.‬‬

‫وينعكس ضعف االستقطاب على مستوى التمثيل بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني‪ ،‬وهو ما نلمسه مثال‬
‫في عجز هذه المنظمات عن تأطير الحركات االحتجاجية‪ ،‬وعلى رأسها اإلضرابات العمالية التي تعجز النقابات‬
‫عن تعبئتها وتوجيهها‪ ،‬فقليال ما حققت دعوات النقابات العمالية لإلضراب استجابات قياسية وسط العمال وذلك‬
‫بسبب ضعف التمثيل‪ .‬وهو األمر عينه بالنسبة للحركات االحتجاجية لمختلف شرائح المجتمع والتي ال تندرج‬
‫تحت أي تنظيم مدني يمثلها ويتفاوض باسمها مع ممثلي النظام‪ .‬هذه الوضعية سببها توجه جهود المنظمات‬
‫المدنية وتحيز أهدافها إلى أعلى هرم السلطة وليس لألسفل؛ فالخطأ الذي تقع فيه النخبة واألحزاب السياسية‬
‫والمنظمات المدنية عموما هو انشغالها بالصراع على السلطة وإهمالها لدعم وتعزيز قيمها على مستوى القاعدة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهو األمر الذي جعلها نخبا تتعاطى السلطة وال تتعاطى سياسة المجتمع‪ ،‬ولهذا تمكنت بعض‬
‫الحركات اإلسالمية في كثير من األحيان من االستحواذ على شرائح هامة من الجماهير بسبب قربها من جذور‬
‫المجتمع‪ .‬وهو أيضا ما يفسر نزوع هذه المنظمات إلى العمل المناسباتي المرتبط غالبا بالمواسم االنتخابية‪ ،‬أو‬
‫األحداث ذات األهمية الوطنية أو اإلقليمية‪ ،‬وعدا ذلك فمعظمها يدخل في سبات عميق خارج هذه المواعيد‪.‬‬

‫هذا وتتميز البنى المدنية بضعف الثقافة الديمقراطية داخلها؛ فهذه التنظيمات تعمل تحت قيادة أفراد‬
‫بعينهم لمدة سنوات وعقود‪ ،‬تماما كحال النظام‪ ،‬وال يتم فيها التداول على السلطة مثال إال في حاالت شاذة‬
‫مرتبطة بعوامل خارج السيطرة؛ فمعظم رؤساء األحزاب مثال ال يزالون في مناصبهم منذ سنوات وعقود‬
‫وبعضهم منذ تأسيس أحزابهم (مثل آيت احمد‪ ،‬سعيد سعدي‪ ،‬لويزة حنون‪ ،)...‬إال من توفي منهم (مثل محفوظ‬
‫نحناح‪ )،‬أو من تعرض لعملية انقالبية (مثل مهري‪ ،‬بن فليس‪ ،‬جاب هللا‪ ،)...،‬وهو أمر ينسحب على مختلف‬
‫التنظيمات المدنية األخرى سواء النقابات أو المنظمات الوطنية وحتى الجمعيات المحلية‪ .‬كما أنها ال تمارس‬
‫أبجديات الديمقراطية من خالل النقاش الحر واحترام التنوع واالختالف والرأي اآلخر‪ ،‬وكثيرا ما طالعتنا‬

‫‪ : 1‬سعد الدين إبراهيم‪ :‬تقديم لسلسلة دراسات المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي‪ ،‬مركز ابن خلدون باالشتراك مع دار األمين‬
‫للتوزيع والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،9111 ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫وسائل اإلعالم عن تنصل مناضلي وأعضاء منظمات مدنية عن تصريحات ومواقف قادتها في قضايا محلية أو‬
‫إقليمية‪ ،‬أو ما نالحظه في السنوات األخيرة من انقسامات وانشقاقات وحركات تصحيحية في صفوف هذه‬
‫التنظيمات‪.‬‬

‫وعلى الرغم من اإلصالحات العديدة التي تم تطبيقها سعيا إلرساء قواعد الديمقراطية غير أن الواقع‬
‫يبقى بعيدا عنها؛ فال يمكن الحديث عن مجتمع مدني حقيقي في ظل غياب الديمقراطية‪ .‬والحال أن الديمقراطية‬
‫من حيث هي تعني أن الشعب هو مصدر كل السلطات ووجود إستقاللية بين السلطات الثالث ( القضائية‬
‫والتشريعية والتنفيذية) وتداول ديمقراطي على الحكم‪ ،‬أمر ال يزال بعيد المنال‪ .‬كما أن عنصر اإلستقاللية الذي‬
‫هو شرط أساسي لوجود مجتمع مدني هو عنصر غير متوفر في جل المؤسسات الجمعوية‪ ،‬ويكفي أن نشير‬
‫بهذا الصدد إلى اتحاد العمال الجزائريين أو إلى منظمات حقوق اإلنسان أو إلى المنظمات النسوية أو الكشفية‪،‬‬
‫المرتبطة جميعها بالنظام أو التابعة ألحزابه‪ .‬كما أن العديد من الجمعيات حادت عن روح المجتمع المدني وعن‬
‫القانون ببساطة بأن تحولت إلى مؤسسات خاصة ذات طابع اقتصادي‪ ،‬تخدم المصالح الضيقة للقائمين على‬
‫إدراتها‪ ،‬تتميز باإلنتهازية وغير خاضعة في تسييرها لمبدأ التداول‪ .‬و يمكن القول بأن الجمعيات المدنية ليست‬
‫في معظم الحاالت سوى انعكاس للنظام السياسي القائم في بالدنا؛ فبدل أن تكون واسطة بين الدولة والمواطنين‬
‫خدمة لمصالحهم ولمصالح المجتمع ككل‪ ،‬أو تتشكل كقوة قادرة على الحيلولة دون تعسف الدولة في استخدام‬
‫سلطاتها‪ ،‬أصبحت في معظمها ذيال للسلطة‪ ،‬همها اإلستفادة من الريع‪ .‬ويكفي اإلشارة بهذه الصدد إلى تسابق‬
‫هذه الجمعيات على إرسال برقيات التأييد في اإلنتخابات الرئاسية بالرغم أن من بين مواصفات المؤسسة‬
‫الجمعوية الفصل بينها وبين الممارسة السياسية‪.1‬‬

‫وال يختلف ح ال الجمعيات المدنية عن حال األحزاب‪ ،‬فهي أيضا إما تابعة للسلطة أو مهمشة ال تأثير‬
‫لها‪ .‬كما أن بقاء االرتباطات التقليدية في المجتمع الجزائري أمر حال دون ظهور مجتمع مدني بالمعنى الحقيقي‬
‫للكلمة‪ ،‬يعني مجتمعا مدنيا قائما على مبدأ المواطنة‪ .‬فالجهوية والقبلية والعروشية وانتشار ظاهرة الكتل ال تزال‬
‫في مجتمعنا تمثل إحدى األنماط الرئيسية لالرتباط االجتماعي لألفراد فيما بينهم‪ .‬وذا ما عرفنا أن معظم وأهم‬
‫مؤسسات المجتمع المدني القائمة اليوم في الجزائر‪ ،‬كالمؤسسات النقابية‪ ،‬كانت تمثل امتدادا لسلطة الدولة في‬
‫تجربة األحادية الس ياسية والقطاع االقتصادي العام واألوحد‪ ،‬فإنه يمكن الحديث عن غياب ثقافة أو تقاليد‬
‫االستقاللية لدى مؤسسات المجتمع المدني‪.2‬‬

‫أضف إلى ذلك أن غياب الثقافة الديمقراطية والتشبع بقيمها على مستوى السلطة الممثلة للدولة حاليا‪،‬‬
‫أمر أدى إلى إعادة إنتاج تبعية مؤسسات المجتمع المدني للسلطة‪ ،‬وذلك عبر ما تملكه هذه األخيرة من وسائل‬

‫‪ : 1‬ابراهيم سعدي‪ :‬موقع سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫اإلغراء والضغط‪ .‬فالدولة ال تريد في الحقيقة وجود مجتمع مدني قوي ومستقل‪ .‬وبذلك تم إضعاف قدرة‬
‫جمعيات المجتمع المدني عن أن تكون سلطة مضادة من شأنها‪ -‬هي و مبدأ الفصل بين السلطات‪ -‬تحقيق‬
‫التوازن داخل المجتمع ككل‪ ،‬للحيلولة دون تغول الدولة على حساب المجتمع‪ ،‬بحكم احتكارها للقوة العمومية‬
‫وللحق في استخدام العنف والتصرف في المال العام‪ .‬كما أن ضعف ثقافة القانون أدى بالمنتمين إلى الجمعيات‬
‫المدنية إلى اعتبار المساعدات‪ ،‬رغم أنه منصوص عليها قانونا‪ ،‬كشكل من أشكال المنح والهبات‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫إقامة عالقات مبنية على الوالء والتبعية من طرف الجمعيات إزاء اإلدارة‪.1‬‬

‫لم تنظر الدولة إلى المجتمع المدني في أي مرحلة من مراحلها على أنه شريك في التنمية يكمل جوانب‬
‫النقص فيها‪ ،‬بل لطالما رأت فيه منافسا يجب تحجيمه‪ .‬وهو ما جعل المجتمع المدني بتشكيالته المتنوعة لم‬
‫يتمكن من لعب دوره التنموي بشكل عام‪ ،‬ولم يستفد المجتمع من اإلمكانيات الكامنة في هذه التنظيمات بالقدر‬
‫المطلوب‪ ،‬ما جعلها تفقد مصداقيتها بالنسبة للمواطن الذي يستمر في التعبير خارجها عن مطالبه واحتياجاته‪.‬‬
‫إن االحتجاجات العديدة التي عرفها الشارع الجزائري من قبل مختلف الفئات والمستويات وبكل أساليب‬
‫االحتجاج المشروعة وغير المشروعة لم تكن في غالبيتها العظمى مؤطرة من قبل منظمات المجتمع المدني‬
‫على اختالفها وكثرتها‪ ،‬بل على العكس فقد حاولت هذه األخيرة اعتالء موجات هذه االحتجاجات وادعاء‬
‫الوصل بها‪ ،‬طمعا في كسب مكانة ما في الوسط السياسي سواء بين المؤيدين أو المعارضين‪.‬‬

‫‪ : 1‬ابراهيم سعدي‪ :‬موقع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬بنية وتطور المجتمع المدني في الجزائروعوائقه‬

‫خالصة‪:‬‬

‫لقد مر المجتمع المدني بعديد من المحطات المفصلية التي تميزت بعوامل سوسيو‪ -‬سياسية رسمت‬
‫مالمحه وفقا لمحددات كل مرحلة تاريخية‪ ،‬فقد تميز في المرحلة السابقة لالحتالل الفرنسي بالبنية المؤسسية‬
‫التقليدية التي تعتمد على العمل الخيري وفقا لمبادئ التكافل اجتماعي التي تميز الثقافة المحلية‪ ،‬في حين‬
‫تراجعت المؤسسات التقليدية بشكل كبير بعد االحتالل الفرنسي بسبب التضييق والحصار الذي مارسه هذا‬
‫األخير على النشاط األهلي إلى غاية ‪ 9195‬أين صدر أول قانون للجمعيات سمح للجزائريين بتشكل العديد من‬
‫الجمعيات والمنظمات ذات الطابع االجتماعي والثقافي وحتى السياسي‪ ،‬والتي جاءت لتحفظ للشعب الجزائري‬
‫خصوصياته وتدافع عن هويته وتعمل على مواجهة تسلط المستعمر‪ ،‬ولهذا كان نشاطها فعاال وكبيرا رغم‬
‫ضآلة هامش الحرية الممنوح لها وضعف اإلمكانيات التي تتوفر عليها‪ ،‬غير أن مستوى الوعي والروح الوطنية‬
‫أكسبت هذه المنظمات قوة لم تستطع منظمات المجتمع المدني بعد االستقالل مضاهاتها‪ .‬حيث أن المجتمع‬
‫المدني بعد االستقالل تميز بالتبعية والخضوع للدولة‪ ،‬سواء في مرحلة الحزب الواحد أو بعدها‪.‬‬

‫وقد اكتسب المجتمع المدني خالل هذه التطورات بنية مورفولوجية متنوعة‪ ،‬تندمج فيها المؤسسات‬
‫التقليدية والحديثة‪ ،‬وتتميز بحجم كبير ينافس نظيره في الدول العريقة في الممارسة الديمقراطية‪ ،‬غير أنه لم‬
‫يتمكن من بلوغ الفاعلية المنوطة به رغم تعدد اإلصالحات منذ االستقالل‪ ،‬وهذا راجع لعوامل عديدة شكلت‬
‫عقبات حقيقية في طريق نمو مجتمع مدني فاعل‪ ،‬يعود جزء منها إلى طبيعة الدولة وممارساتها‪ ،‬ويعود القسم‬
‫االخر إلى ضعف البنية المؤسسية لهذه المنظمات وطبيعة الثقافة المدنية في المجتمع بشكل عام سواء في ذلك‬
‫العامة المواطنين أو النخبة المثقفة أو النخبة الحاكمة‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫اإلجراءات المنهجية‬
‫للدراسة الميدانية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر جمع البيانات مرحلة مفصلية من مراحل البحث العلمي والذي يتم من خالله الربط بين الواقع‬
‫الفعلي والتأمل الفلسفي أو الفكر العلمي النظري الذي قد يقترب من الواقع أو يبتعد عنه بقدر‬
‫موضوعية الباحث وبقدر إلمامه بمختلف حيثيات موضوعه‪ .‬وحتى ال يكون البحث العلمي مجرد‬
‫تحليق في سماء الفكر ينبغي الربط الجيد والسليم لموضوع البحث بأرض الواقع وذلك من خالل جملة‬
‫من اإلجراءات المنهجية والتقنيات المعتمدة في مجال البحث العلمي والتي يتم اختيارها واستخدامها‬
‫بعناية بما يتالءم ومعطيات البحث واحتياجاته‪ .‬وذلك سعيا للوصول إلى الحقيقة أو االقتراب منها قدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬ومن ثم الوصول إلى نتائج أكثر دقة يمكن االستفادة منها في مختلف مجاالت الحياة ومن‬
‫مختلف األطراف والجهات المعنية بهذا البحث‪ ،‬وكذا إضافة جزء إلى تراكم المعرفة العلمية‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫أوال‪ :‬مجاالت الدراسة‬

‫‪ -1‬المجال المكاني‪:‬‬

‫يتمثللل المجللال المكللاني للبحللث فللي اإلطللار الجغرافللي الللذي تغطيلله الدراسللة أو الللذي يختللار‬
‫الباحث إلجراء دراسته‪ ،‬وفي هذا البحث فإن مجال الدراسة هو الجزائر باعتبار أن موضوع الدراسة‬
‫هو "واقع المجتمع المدني في الجزائر"‪ ،‬وحيث أنه من الصعوبة تغطية الدراسة الميدانية لكافة التراب‬
‫الوطني الشاسع فقد تم اختيلار جلزء منله كلأنموذل والمتمثلل فلي واليلة بسلكرة‪ ،‬وقلد تلم اختيلار واليلة‬
‫بسكرة اختصارا كمجال مكاني للدراسة على أساس أنها والية من واليات الجزائر ال تختلف عن بقية‬
‫الواليات من حيث واقع المجتمع الملدني‪ .‬وهلي منطقلة تتجللى فيهلا مختللف أنملاط مؤسسلات المجتملع‬
‫المدني والتي تخضع لنفس القوانين‪ ،‬واألطر االجتماعية والسياسية والقانونية التي تحكمه‪.‬‬

‫ومن هنا تحاول هذ الدراسة إبلراز واقلع المجتملع الملدني فلي هلذ المدينلة باعتبارهلا عرفلت‬
‫وتيرة متسارعة إلنشاء الجمعيات منذ بدايلة التسلعينيات تزامنلا ملع صلدور قلانون الجمعيلات ‪13-09‬‬
‫وذلك على غرار بقية المناطق الجزائرية‪ ،‬وقلد سلاهم فلي ذللك ازديلاد و تنلوع احتياجلات السلكان إللى‬
‫جانب ارتفاع الوعي في المجتمع والذي تكرس بالتحول التدريجي لهذ المدينة إلى مدينة جامعية تمثل‬
‫في ها الجامعة قطبا هاما ساهم إلى حد ما في التحوالت التي يعرفها المجتمع المحلي في مدينة بسكرة‪.‬‬

‫وقد بلغ تعداد الجمعيات المعتمدة على مستوى والية بسكرة حسب اإلحصائيات الرسمية‬
‫‪ 1313‬جمعية متنوعة كما يبينه الجدول التالي‪:‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫جدول رقم(‪:)93‬الوضعية الرقمية للجمعيات بوالية بسكرة إلى غاية ‪1939-31-13‬‬

‫العدد اإلجمالي‬ ‫الجمعية برئاسة‬ ‫الرقم نوع نشاط الجمعية‬


‫رجال‬ ‫نساء‬
‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المهنية‬ ‫‪11‬‬
‫‪330‬‬ ‫‪330‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الدينية‬ ‫‪10‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪313‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الرياضة والتربية البدنية‬ ‫‪13‬‬
‫‪022‬‬ ‫‪030‬‬ ‫‪03‬‬ ‫الفن والثقافة‬ ‫‪13‬‬
‫‪330‬‬ ‫‪331‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أولياء التالميذ‬ ‫‪12‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪0‬‬ ‫العلوم والتقنيات‬ ‫‪10‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪1‬‬ ‫األحياء القرى والمناطق الريفية‬ ‫‪10‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪0‬‬ ‫البيئة والوسط المعيشي‬ ‫‪10‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪0‬‬ ‫المعوقون وغير المؤهلين‬ ‫‪19‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المستهلكون‬ ‫‪11‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الشباب والطفولة‬ ‫‪11‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫السياحة والتسلية‬ ‫‪10‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المتقاعدين والمسنين‬ ‫‪13‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪00‬‬ ‫النساء‬ ‫‪13‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪00‬‬ ‫التضامن واإلسعاف واألعمال الخيرية‪01‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التطوع‬ ‫‪12‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الصحة والطب‬ ‫‪10‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫قدماء التالميذ والطلبة‬ ‫‪10‬‬
‫‪0101‬‬ ‫‪0100‬‬ ‫‪99‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪-‬‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الشؤون العامة واالنتخابات لوالية بسكرة (بتصرف)‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫شكل رقم (‪ :)02‬الوضعية الرقمية للجمعيات في والية بسكرة إلى غاية ‪2010-12-31‬‬
‫‪500‬‬

‫‪450‬‬ ‫نساء‬

‫رجال‬
‫‪400‬‬

‫‪350‬‬

‫‪300‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬

‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫المصدر‪ :‬الباحث‬

‫من خالل الجدول والمخطط البياني الموضح له نالحظ أن تفاوت الكبير في توزع الجمعيات على‬
‫مختلف المجاالت حيث تنشط الغالبية العظمى من الجمعيات ضمن المجاالت الدينية والرياضية‬
‫ومجاالت الفن والثقافة إلى جانب جمعيات أولياء التالميذ وجمعيات األحياء والقرى والمناطق الريفية‪،‬‬
‫في حين أن بقية المجاالت تبقى أقل اهتماما بكثير مقارنة بها‪ ،‬وتعد مجاالت التطوع وقدماء التالميذ‬
‫والمسنين والمستهلكين األقل حظا في النشاط الجمعوي إذ ال يتجاوز تعداد الجمعيات بها الثالث‬
‫جمعيات أو أقل‪.‬‬

‫ويمكن تفسير ذلك بكون الجمعيات الدينية وأولياء التالميذ مرتبطة بالمؤسسات الرسمية‬
‫(مساجد ومدارس) وجمعيات األحياء مرتبطة بمعظم أحياء وقرى الوالية‪ ،‬والجمعيات الرياضية‬
‫مرتبطة بالفرق الرياضية المحلية في مختلف أنواع الرياضة ولهذا فإن هذ األنماط الجمعوية شائعة‬
‫جدا وبشكل تقليدي ال يرتبط بالضرورة بمستوى الوعي الشعبي أو األهمية التنموية لهذ األنماط‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫الجمعوية‪ .‬في حين أن بقية األنماط الجمعوية غير مرتبطة بمؤسسات أو بنى اجتماعية بعينها‪ ،‬وإنما‬
‫ترتبط أساسا بطبيعة النخبة المكونة لها‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى نالحظ التفوق الكبير للعنصر الذكوري في النشاط الجمعوي‪ ،‬إذ تشكل‬
‫النساء نسبة ضئيلة جدا‪ ،‬فمن بين ‪ 1313‬جمعية تترأس النساء ‪ 00‬جمعية فقط أي بنسبة ‪،%35,1‬‬
‫وهي نسبة تدل على مدى بعد المرأة عن الممارسة الجمعوية على الرغم مما نشهد من ارتفاع كبير‬
‫في مستوياتها التعليمية واقتحامها لمختلف المجاالت المهنية بشكل كبير‪ .‬وال تتوزع هذ الجمعيات‬
‫التي ترأسها النساء على مختلف المجاالت‪ ،‬بل إنها تنعدم في كثير منها مثل الجمعيات المهنية‬
‫والدينية‪ ...‬ويتمحور االهتمام النسوي بالنشاط الجمعوي في مجاالت الفن والثقافة النساء والتضامن‬
‫واألعمال الخيرية إلى جانب النشاطات الرياضية ثم الشباب والطفولة والسياحة‪ .‬وهي مجاالت تعكس‬
‫ثقافة المرأة واهتماماتها من جهة‪ ،‬وثقافة المجتمع بشكل عام واألدوار التي يسمح بها للمرأة عموما‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫أما تعداد الجمعيات في مدينة (بلدية) بسكرة بمفردها فقد بلغ ‪ 391‬متوزعة كما يلي‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)91‬قائمة الجمعيات المعتمدة لبلدية بسكرة سنة ‪1939‬‬

‫العدد‬ ‫نوع نشاط الجمعية‬


‫‪11‬‬ ‫الجمعيات المهنية‬
‫‪33‬‬ ‫الجمعيات الدينية‬
‫‪369‬‬ ‫الجمعيات الرياضية‬
‫‪391‬‬ ‫الجمعيات الثقافية‬
‫‪39,‬‬ ‫جمعيات أولياء التالميذ‬
‫‪19‬‬ ‫جمعيات المعاقين‬
‫‪91‬‬ ‫جمعيات المستهلك‬
‫‪1,‬‬ ‫جمعيات األحياء‬
‫‪13‬‬ ‫جمعيات الشباب والطفولة‬
‫‪11‬‬ ‫الجمعيات السياحية‬
‫‪91‬‬ ‫جمعيات المتقاعدين والمسنين‬
‫‪93‬‬ ‫الجمعيات النسوية‬
‫‪,3‬‬ ‫الجمعيات االجتماعية‬
‫‪93‬‬ ‫جمعيات التطوع‬
‫‪91‬‬ ‫الجمعيات الصحية‬
‫‪93‬‬ ‫جمعيات قدماء التالميذ‬
‫‪391‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الشؤون العامة والتنظيم لوالية بسكرة‪.‬‬

‫هذ الجمعيات المتنوعة والتلي تتزايلد أعلدادها كلل علام‪ ،‬وقلد بللغ تعلدادها نهايلة سلنة ‪1933‬‬
‫اكثر من ‪ 3199‬جمعية وفقا آلخر إحصلائية قلدمتها مديريلة الشلؤون العاملة والتنظليم لواليلة بسلكرة‪.‬‬
‫هللذ الجمعيللات تحللاول المسللاهمة فللي التنميللة والتغييللر االجتمللاعي‪ ،‬كللل بطريقتهللا وحسللب إمكانياتهللا‬
‫وأهدافها‪ ،‬والمالحظ أن أغلب هذ الجمعيات تفتقر إلى مقرات خاصة‪ ،‬وإنما تمارس نشاطاتها عموملا‬
‫عللى مسلتوى دور الشلباب‪ ،‬المراكللز الثقافيلة‪ ،‬مركلز إعلالم وتنشلليط الشلباب والجامعلة‪ .‬وبلذلك تكللون‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫مدينلة بسلكرة إذن بمختللف جمعياتهلا المجلال المكلاني لهلذ الدراسلة‪ ،‬التلي سلتحاول معرفلة واقلع هلذ‬
‫الجمعيات وخصائصها وظروفها‪.‬‬

‫‪ -0‬المجال الزمني‪:‬‬

‫في الواقع ال يمكن التحديلد اللدقيق لبدايلة الدراسلة الميدانيلة‪ ،‬فمنلذ تحديلد موضلوع البحلث بلدأ‬
‫االهتمللام بمالحظللة الميللدان المتعلللق بلله واالتصللال بللبعض المعنيللين بالنشللاط الجمعللوي‪ ،‬وكللذا متابعللة‬
‫وحضور بعض األنشلطة الجمعويلة التلي يلتم إقامتهلا عللى مسلتوى دار الثقافلة أو الجامعلة أو مختللف‬
‫القاعات المخصصة للعرض في مدينة بسكرة‪ ،‬وذللك بغلرض المالحظلة واالسلتطالع والتعلرف عللى‬
‫بعض الفاعلين في هذا المجال ومختلف الحيثيات المرتبطة بالنشاط الجمعلوي فلي المنطقلة‪ .‬أملا عللى‬
‫مستوى تطبيق أدوات جمع البيانات فقلد تلم تطبيلق علدة مقلابالت ملابين شلهري ملارس ونهايلة جلوان‬
‫‪ ،1933‬وهي عموما الفترة التي تم فيها أيضا توزيع االستمارات‪.‬‬

‫‪ -3‬المجال البشري‪:‬‬

‫يتمثللل المجللال البشللري للدراسللة فللي األفللراد ال لذين تشللملهم الدراسللة الميدانيللة وتمللثلهم عينللة‬
‫الدراسة‪ ،‬وهم رؤساء الجمعيات‪ .‬وقد فضلنا االتصال وجمع المعلومات من الرؤساء مباشرة دون بقية‬
‫األعضاء وذلك انطالقا من كونهم األكثر دراية بظروف الجمعية ونشاطاتها ومختلف تعامالتها‪ ،‬وأنهم‬
‫األكثللر تللأهيال لتمثيللل الجمعيللة والحللديث باسللمها‪ ،‬كمللا أن معظللم الجمعيللات كم لا الحظنللا تتمحللور فللي‬
‫نشاطاتها حول رئيس الجمعية فقط أوعدد محدود جدا من األعضاء‪.‬‬

‫كما شملت الدراسة الميدانية بعض المسؤولين من السللطات المحليلة خاصلة مسلؤولي مكاتلب‬
‫الجمعيات في مديرية التنظيم والشؤون العامة للوالية‪ ،‬ومديرية الشباب والرياضلة‪ ،‬ومديريلة الشلؤون‬
‫االجتماعية لبلدية بسكرة‪ ،‬مسؤول مكتب حزب ‪ ،RND‬وكلذا الوكاللة المعلوماتيلة للتوجيله واالتصلال‬
‫ببسكرة‪ ،‬إلى جانب بعض المهتمين والنشطين في مجال الحركلة الجمعويلة‪ .‬اللذين سلاهموا جميعلا فلي‬
‫دعم البحث ببعض الوثائق واإلحصائيات والقوائم‪ ،‬كما تلم ملن خاللهلم الوصلول واالتصلال بعلدد ملن‬
‫الجمعيلات المعنيللة بالدراسلة والتللي كللان ملن الصللعب الوصلول إليهللا نظللرا إلشلكاالت مرتبطللة أساسللا‬
‫بطبيعة المقرات أو نمط المداومة فيها‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫ثانيا‪ :‬العينة وكيفية اختيارها‬

‫يقصد بالمجتمع المجموعة الكلية من العناصر التي يسعى الباحلث إللى أن يعملم عليهلا النتلائج‬
‫ذات العالقة بالمشكلة المدروسة‪ ،‬وبالطبع فإن الصعوبة التي يواجهها الباحث في تحديد المجتمع تعتمد‬
‫على نوع المشكلة والغرض من دراستها‪ ،‬حيث يختلف عدد العناصر ومساحة الرقعة الجغرافيلة التلي‬
‫تتواجد فيها هذ العناصر‪...‬ونظرا لصعوبة حصلر أو تسلمية عناصلر بعلض المجتمعلات اإلحصلائية‪،‬‬
‫وصعوبة جمع المعلومات من جميلع هلذ العناصلر‪ ،‬يتجله الباحلث إللى اختيلار مجموعلة جزئيلة تمثلل‬
‫عناصر المجتمع أفضل تمثيل‪ .‬بحيث يكون قادرا على تعميم نتائجها على مجتمع الدراسة‪ .1‬ومن أهم‬
‫المسائل التي تواجه الباحث االجتماعي عند شروعه في القيلام ببحثله تحديلد نطلاق العملل‪ ،‬وذللك وفقلا‬
‫لظروف كل باحث واإلمكانيات المتاحة له‪ ،‬وهناك ثالثة أساليب للدراسة الميدانية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬المسح الشامل‪ :‬ويتم في حالة التمكن من الدراسة الفعلية لجميع وحدات مجتمع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬العينة‪ :‬وهي األوسع استخداما‪ ،‬وتتم بدراسة بعض الوحدات الممثلة لمجتمع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬ودراسة الحالة‪ :‬وتكون بدراسة حالة واحدة أو حاالت محدودة من مجتمع البحث‪.‬‬

‫وفي هذ الدراسة والموسومة "واقع المجتمع المدني في الجزائر" كما يتضح من العنوان فلإن‬
‫المجتمع المدني ككل بمختلف بنا ومؤسساته يمثل مجتمع الدراسة‪ ،‬وألن ذلك من الصعوبة بحيث أنله‬
‫يؤدي إلى تشتيت جهد الباحث في دراسة العديد من المؤسسات التي تتشكل منها مورفولوجية المجتمع‬
‫المدني‪ ،‬والتي ال يمكن اإللمام بها ميدانيا من خالل اإلمكانيات المادية والزمنية وحتى البشرية المتاحة‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن ذلك يجعل البحث سطحيا وأقل عمقا وتركيلزا‪ .‬وللذلك فقلد تلم اقتصلار‬
‫الدراسة الميدانية على الجمعيات على أساس أنها تشكل مكونا جوهريا ال خالف حوله‪.‬‬

‫وحيث أن المسح الشامل لكل الجمعيلات فلي مدينلة بسلكرة والتلي بللغ علددها كملا سلبق اللذكر‬
‫‪ 391‬جمعيللة يعللد مللن الصللعوبة البالغللة بمكللان فقللد اسللتدعت الضللرورة أخللذ عينللة منهللا تتناسللب مللع‬
‫معطيات البحلث وظروفله‪ .‬وتعتبلر العينلة ملن أهلم العناصلر التلي تسلاهم فلي تحديلد ملدى دقلة البحلث‬
‫ونجاحه وإمك انية تعميم نتائج الدراسة على جميع الوحدات المشابهة والمشكلة للظاهرة محل الدراسة‪،‬‬
‫ولهذا فمن الصعوبة تحديد العينة المناسبة للدراسة واختيارها خاصة في المجاالت المعقدة‪.‬‬

‫‪ :1‬مصطفى فؤاد عبيد‪ :‬مهارات البحث العلمي‪ ،‬أكاديمية الدراسات العالمية‪،‬غزة‪ ،3002 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫وحيث أن أهداف الدراسة تتمحور حول معرفة طبيعة الفاعلين في المجتمع الملدني أو النخبلة‬
‫المكونللة ل له‪ ،‬خصائصلله والعوامللل المللؤثرة فيلله‪ ...‬فللإن الللنمط األقللرب إلللى تحقيللق هللذ األهللداف هللي‬
‫الجمعيات النشطة (نسبيا)‪ ،‬على أساس أن الجمعيات غير النشطة عموما تمثل كيانات وهمية ال وجود‬
‫لها عللى أرض الواقلع‪ ،‬ولليس لهلا أي تلأثير عللى مسلتوى المجتملع والفعلل االجتملاعي‪ .‬وبالتلالي فلال‬
‫يجللدي البحللث عنهللا فللي هللذا السللياق‪ ،‬بللل هللو مضلليعة للجهللد والوقللت‪ ،‬خاصللة مللع انعللدام المقللرات‬
‫والعناوين الحقيقية لهذ الجمعيات ما يجعل البحث عنها متاهة‪.‬‬

‫ولهذا تم اختيارالعينة بطريقة قصدية بناءا على توفرها على شرط األقدمية (بمعنى استبعاد الجمعيات‬
‫الجديدة التي لم تأسست لتوها) وشرط ممارسة أنشطة (بمعنى استبعاد الجمعيات التي ال تقوم بأية‬
‫نشاطات بغض النظر عن أقدميتها)‪ .‬ومن هنا كان االختيار منصبا على الجمعيات النشطة بغض‬
‫النظر عن مجال تخصصها أو طبيعة نشاطها كعينة للدراسة الميدانية‪ ،‬و ذلك انطالقا من مجموعة من‬
‫األسباب منها‪:‬‬

‫‪ -‬أن الجمعيات النشيطة هي التي تشكل المجتمع المدني الفاعل فلي السلاحة عاملة وبالتلالي هلي‬
‫التي تعطي الملمح العام للمجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -‬إن نشاط الجمعية يمكنها من التفاعل مع المجتمع وملع السللطات المحليلة الممثللة للدوللة وملع‬
‫مختلللف األطللراف الفاعلللة فللي المجتمللع وبالتللالي يمكنهللا تزويللد البحللث بمعلومللات حقيقيللة حللول واقللع‬
‫المجتمع المدني والظروف التي تحيط به وتساهم في تشكيله والتأثير عليه‪.‬‬

‫‪ -‬أن الجمعيات غير النشيطة تمثل كيانات وبنى وهمية ال وجود لهلا عللى أرض الواقلع إال فلي‬
‫الوثائق واإلحصائيات الرسمية‪.‬‬

‫‪ -‬كما أنه في ظل غياب مقرات ثابتة وحقيقية لمعظم الجمعيات فإنه من الصعب العثور عليها‬
‫إال من خالل ترصد نشاطاتها‪ ،‬على أن الجمعيات النشطة أوفر حظا في الحصلول عللى مقلر‪ ،‬كملا أن‬
‫نشاطها وشهرتها تسهل العثور عليها نسبيا‪.‬‬

‫يتضللح ممللا سللبق أن العينللة األنسللب لطبيعللة مجتمللع الدراسللة واحتياجللات البحللث هللي العينللة‬
‫القصدية ‪ ،‬والتي تعرف بأنها العينة التي يتم انتقاء أفرادها بشكل مقصود ملن قبلل الباحلث وذللك نظلرا‬
‫لتوفر بعض الخصائص في أولئك األفراد دون غيرهم‪ ،‬ولكون تلك الخصائص هي من األمور الهامة‬
‫بالنسبة للدراسة‪ .‬كما يتم اللجوء إلى هذا النوع من العينلات فلي حاللة تلوافر البيانلات الالزملة للدراسلة‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫لللدى فئللة محللددة مللن مجتمللع الدراسللة األصلللي‪ .1‬وهللي نللوع مللن العينللات غيللر االحتماليللة‪ ،‬وهللي تلللك‬
‫العينلات التلي ال تعطللي نفلس الفرصلة بللالظهور فلي العينللة لجميلع عناصلر مجتمللع الدراسلة األصلللي‪،‬‬
‫وبناءا على ذلك ال يمكن تحديد نسبة احتمال ظهور كل عنصر في العينة بشكل مسبق‪ ،‬وهذا بدور ال‬
‫يعني أن العينات غير االحتمالية ال تمثل مجتمع الدراسة األصلي أو أنهلا تتصلف بالضلعف وال يمكلن‬
‫االعتماد عليها لتعميم نتائجهلا عللى المجتملع األصللي‪ ،‬بلل عللى العكلس ملن ذللك وكملا يشلير‪Dillon‬‬
‫و‪ Madden‬و‪ )3001( Firtle‬فقد تكون العينات غير االحتمالية وفلي بعلض أنلواع البحلوث ممثللة‬
‫لمجتمع الدراسة األصلي وتعطي نتائج جيدة وتخدم أهداف البحلث بشلكل أفضلل ملن العينلة العشلوائية‬
‫وذلك إذا تم اختيارها بشكل دقيق‪.2‬‬

‫حجم العينة‪:‬‬

‫ومن أجل إجراء المعاينة وتحديد الوحدات المكونة لعينة الدراسة الميدانية تم االتصال بمكاتب‬
‫الجمعيات بمديرية الشؤون العامة والتنظيم للوالية وكذلك مديرية الشباب والرياضة‪ ،‬ومديرية الشؤون‬
‫االجتماعيللة‪ ،‬والتللي قامللت بتوجيهنللا إلللى الجمعيللات النشللطة وطللرق االتصللال بهللا مللن خللالل تزويللدنا‬
‫بللبعض القللوائم والعنللاوين وأرقللام الهواتللف لهللذ الجمعيللات‪ ،‬كمللا سللاهم بعللض مللن تعرفنللا عللليهم مللن‬
‫مهتمين بالنشاط الجمعوي بشكل عام في مساعدتنا على االتصال ببعض هذ الجمعيات‪ .‬غير أن العديد‬
‫من رؤساء الجمعيات لم يتجاوب بشكل سلس مع هذ العملية‪ ،‬حيلث تهلرب اللبعض ملن اإلجابلة عللى‬
‫أسئلة االستمارة‪ ،‬خاصة أن المرحلة التي طبقت فيها الدراسة الميدانية كانت نوعلا ملا مرحللة حساسلة‬
‫لتزامنها مع فترة اضطراب وغليان شعبي على مسلتوى اللدول العربيلة عموملا والجزائلر أيضلا‪ ،‬فيملا‬
‫سمي بأحداث الربيع العربي‪ .‬وفي النهاية خلص العمل إلى عينلة مكونلة ملن ‪ ,9‬وحلدة (جمعيلة)‪ ،‬أي‬
‫بما يمثل نسبة‪ % 3533 :‬من مجتمع الدراسة‪.‬‬

‫‪ :1‬محمد عبيدات وآخرون‪ :‬منهجية البحث العلمي القواعد والمراحل والتطبيقات‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،9111 ،3‬ص ‪.19‬‬
‫‪ : 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫ثالثا‪ :‬منهج الدراسة‬

‫يعتبللر المللنهج الطريقللة التللي يتبعهللا الباحللث فللي دراسللته للمشللكلة الكتشللاف الحقيقللة المتعلقللة‬
‫بموضوع بحثه‪ .‬وكلمة منهج مشتقة من اليونانية ‪( Meta‬نحو‪ -‬وهي أملن الطريلق) أي بمعنلى كيفيلة‬
‫التصرف للوصول إلى هدف‪ .‬والمنهج في العلم يعني جملة المبادئ والقواعد واإلرشلادات التلي يجلب‬
‫على الباحث اتباعها من ألف بحثه إلى يائه بغية الكشف عن العالقات العامة والجوهرية‪ ،‬والضرورية‬
‫التي تخضع لها الظواهر موضوع الدراسة‪.1‬‬

‫والمنلللاهج كثيلللرة ومتعلللددة تختللللف بلللاختالف المجلللاالت والمواضللليع‪ ،‬ولكلللل ملللنهج وظيفتللله‬
‫وخصائصه‪ ،‬وطبيعة موضوع الدراسة هي التي تحلدد الملنهج المناسلب لدراسلته‪ .‬وبالنسلبة لموضلوع‬
‫هذا البحث والمتعلق بواقع المجتمع المدني في الجزائر فإن البحث يسعى للوصف الدقيق لهذ الظاهرة‬
‫كما هي موجودة في الواقع‪ ،‬وجملع ملا أمكلن ملن المعلوملات عنهلا‪ ،‬وتحليلهلا وتفسليرها بشلكل علملي‬
‫منظم‪ ،‬للوصول من خالل ذلك إلى اإلجابة عن تساؤالت الدراسة وتحقيق أهدافها‪ .‬ومن هنا يتضح أن‬
‫المنهج الوصفي التحليلي أنسب المناهج لهذا الموضلوع‪ ،‬انطالقلا ملن كونله "طريقلة لوصلف الظلاهرة‬
‫المدروسللة وتصللويرها كميللا عللن طريللق جمللع معلومللات مقننللة عللن المشللكلة‪ ،‬وتصللنيفها وتحليلهللا‬
‫وإخضاعها للدراسة الدقيقة"‪ .2‬ويرتكز هذا المنهج عللى وصلف دقيلق وتفصليلي لظلاهرة أو موضلوع‬
‫محدد على صورة نوعيلة أو كميلة رقميلة‪ .‬وقلد يقتصلر هلذا الملنهج عللى وضلع قلائم فلي فتلرة زمنيلة‬
‫محددة أو تطوير يشمل فترات زمنية عدة‪.3‬‬

‫وال يقتصر البحث الوصفي على جملع البيانلات والحقلائق وتصلنيفها وتبويبهلا‪ ،‬باإلضلافة إللى‬
‫تحليلها التحليل الكافي الدقيق المتعمق‪ ،‬بل يضع أيضلا قلدرا ملن التفسلير لهلذ النتلائج‪ ،‬للذلك كثيلرا ملا‬
‫يقترن الوصف بالمقارنة‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام أساليب القياس والتصنيف والتفسير بهلدف اسلتخرال‬
‫االستنتاجات ذات الداللة‪ ،‬ثم الوصول إلى تعميمات بشأن الظاهرة موضوع الدراسة‪.4‬‬

‫ليس هنالك منهج أكثلر انتشلارا ملن الملنهج الوصلفي‪ ،‬ذللك الملنهج اللذي يشلمل البحلوث التلي‬
‫تركز على ما هو كائن اآلن في حياة اإلنسان والمجتمع‪ .‬والمنهج الوصفي هو استقصاء ينصلب عللى‬

‫‪ : 1‬سالطنية بلقاسم وحسان الجيالني‪ :‬محاضرات في النهج والبحث العلمي‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،3002‬ص ‪.32‬‬
‫‪ : 2‬عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات‪ :‬تقنيات ومناهج البحث العلمي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،9112 ،‬ص‪.920‬‬
‫‪ : 3‬محمد عبيدات وآخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ : 4‬فاطمة عوض صابر و ميرفت علي خفاجة‪ :‬أسس ومبادئ البحث العلمي‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،3003 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫ظاهرة من الظواهر كما هي قائمة في الحاضلر بقصلد تشخيصلها وكشلف جوانبهلا‪ ،‬وتحديلد العالقلات‬
‫بين عناصرها أو بينها وبين ظواهر أخرى‪.‬‬

‫إن البحث الوصفي ال يقف عند حدود وصف الظاهرة وإنملا يلذهب إللى أبعلد ملن ذللك فيحللل‬
‫ويفسر ويقارن ويقيم بقصد الوصول إلى تقييمات ذات معنى بقصد التبصر بتلك الظاهرة‪ .‬فضلال علن‬
‫أن األبحاث الو صفية ال تقتصر على التنبؤ بالمستقبل بل إنها تنفذ من الحاضر إلى الماضي لكي تزداد‬
‫تبصرا بالحاضر‪.1‬‬

‫ومن خالل تحديد المنهج المالئم والمتبع للدراسة تتضح معالم الدراسلة الميدانيلة بشلكل أكبلر‪،‬‬
‫وهو ما يحيلنا إلى ضرورة تحديد مجاالت الدراسة وأسلوبها ومختلف أدواتها الميدانية‪.‬‬

‫‪ : 1‬رحيم يونس كرو العزاوي‪ :‬مقدمة في منهج البحث العلمي‪ ،‬دار دجلة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،3002 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫رابعا‪ :‬أدوات جمع البيانات‬

‫هناك العديد من الوسائل التي تستخدم للحصول عللى البيانلات والمعلوملات ملن األفلراد اللذين‬
‫يشملهم البحث‪ ،‬لكل وسيلة خصائصها وإيجابياتها وسلبياتها‪ ،‬وتختلف األبحلاث فلي اختيارهلا الوسلائل‬
‫المستخدمة تبعا الختالف مواضيع الدراسة وظروفها‪ ،‬وقد يستخدم الباحث طريقة واحدة كما يمكن لله‬
‫استخدام أكثر من طريقة‪ ،‬وهو األفضل‪ ،‬وذلك تجنبا لعيلوب كلل وسليلة أو للتقليلل ملن تحيلز الباحلث‪،‬‬
‫وكذا للحصول على معلومات كافية وأكثر موضوعية‪ .‬ومن جهة أخرى يمكن استخدام كل وسيلة على‬
‫حدة كما يمكن استخدام عدة وسائل فلي نن واحلد (كالمقابللة والمالحظلة ملثال)‪ .‬ولهلذا فقلد تضلمن هلذا‬
‫البحث في جانبه الميداني مجموعة من تقنيات جمع البيانات استخدم بعضها منفصال وبعضها متالزما‬
‫وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬االستمارة‪:‬‬

‫االستمارة هي قائمة تتضمن مجموعة من األسئلة معدة بدقلة‪ ،‬والتلي يلرى الباحلث أن إجابتهلا‬
‫تفي بما يتطلبه موضوع بحثه من بيانات‪ ،‬فاالستبيان ال يمكن أن يمثلل الموضلوع وال يمكلن أن يمثلل‬
‫المبحوثين ولكنه يمثل توقعات الباحث‪ ،‬وعليه فإن االستمارة هي مجموعة ملن األسلئلة التلي يطرحهلا‬
‫الباحث على المبحوثين وفق توقعات الباحث للموضوع‪ ،‬واإلجابة تكون حسب التوقعات التي صلاغها‬
‫الباحللث فللي استفسللارات محللددة‪ .‬وهللذا للليس بالضللرورة أن يكللون صللوابا وإنمللا الصللواب ينبللع مللن‬
‫المصادر التي تلم بالموضوع وتعايشه‪ ،‬ال من توقعات الباحث الذي لم يعرف حقيقة الموضوع‪.1‬‬

‫وه ي عبارة عن مجموعة ملن األسلئلة المكتوبلة التلي تعلد بقصلد الحصلول عللى معلوملات أو‬
‫نراء المبحوثين حول ظاهرة أو موقلف معلين‪ .‬ويلتم إرسلال االسلتمارة إللى أفلراد الدراسلة إملا بالبريلد‬
‫لتعبئتها وإعادتها إلى الباحث‪ ،‬أو قد يتم تعبئتها بوجود الباحث شخصيا‪ ،‬كما قد يتم تعبئتها عن طريلق‬
‫الهللاتف‪ .‬كمللا أن هنللاك طريقللة حديثللة لتعبئللة االسللتمارة وهللي اسللتخدام الكمبيللوتر‪ ،2‬حيللث يللتم إرسللال‬
‫االستمارة عن طريق شبكة األنترنات واسترجاعها بنفس الطريقة بعد تعبئتها من طرف المبحوثين‪.‬‬

‫وتعد االستمارة من أكثر وسائل جملع البيانلات اسلتعماال فلي البحلوث السوسليولوجية‪ ،‬وقلد تلم‬
‫االعتماد عليهلا بشلكل أساسلي فلي الدراسلة الميدانيلة لهلذا البحلث‪ ،‬حيلث تلم اسلتخدام اسلتمارة موجهلة‬

‫‪ : 1‬مروان عبد المجيد إبراهيم‪ :‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،3000 ،‬ص‪.992‬‬
‫‪ : 2‬محمد عبيدات وآخرون‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫لرؤساء الجمعيات وذلك بهدف الحصول على معلومات أكثر موضوعية وتكوين صورة أكثلر شلموال‬
‫من خالل نراء مختلف األطراف المعنية بالموضوع‪.‬‬

‫وتشمل ‪ 69‬سلؤاال متنوعلا بلين أسلئلة مفتوحلة وأسلئلة مغلقلة‪ ،‬ملع غلبلة هلذ األخيلرة لتسلهيل‬
‫عملية التفريغ‪ ،‬كما تم اسلتخدام أسلئلة بسليطة وأسلئلة مركبلة‪ ،‬ملع غلبلة هلذ األخيلرة أيضلا وذللك لملا‬
‫توفر من مصداقية للمبحلوث وعملق للبيانلات المتحصلل عليهلا ودقتهلا‪ ،‬وقلد قسلمت هلذ األسلئلة إللى‬
‫أربعة محاور إضافة إلى البيانات العامة حول الجمعية (ويشمل ‪ 1‬أسئلة) كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬المحور األول‪ :‬حول مالمح النخبة الممثلة للمجتمع المدني‪ ،‬ويشمل ‪ 36‬سؤاال‪.‬‬

‫‪-‬المحور الثاني‪ :‬حول مالمح البناء المؤسسي لمنظمات المجتمع المدني‪ ،‬ويشمل ‪ 31‬سؤاال‪.‬‬

‫‪-‬المحور الثالث‪ :‬حول الدولة والمجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬ويشمل ‪ 33‬سؤاال‪.‬‬

‫‪-‬المحور الرابع‪ :‬حول المجتمع المدني وتنمية المجتمع‪ ،‬ويشمل ‪ 90‬أسئلة‪.‬‬

‫وجللدير بالللذكر أن الصللياغة النهائيللة لهللذ االسللتمارة تمللت بعللد تجريبهللا علللى عينللة تجريبيللة‬
‫صللغيرة تضللم مبحللوثين (‪ ،)91‬وكللذا بعللد تصللحيحها مللن قبللل المشللرف وأسللاتذة محكمللين‪ ،‬حيلث تللم‬
‫االعتماد على صدق المحكمين‪ ،‬إذ تلم علرض االسلتمارة عللى أربعلة أسلاتذة محكملين بهلدف التعلرف‬
‫على نرائهم من حيث مدى دقة أسئلة االستمارة ووضوحها‪ ،‬ودقة الصياغة اللغوية لها‪ ،‬ومدى شمولها‬
‫وتغطيتها للمجال الذي تبحث فيه وتحقيقها لألهداف التي تسعى إليها‪ ،‬كما طلب منهم إضلافة أو حلذف‬
‫بعض األسئلة أو تعديلها‪ .‬وقد اتضح أن هناك اتفاقا ً بين المحكمين على جل األسئلة وتم تعديل بعضها‬
‫بنللاءا علللى االنتقللادات البنللاءة والمالحظللات المقدمللة مللن قبللل األسللاتذة المحكمللين للتوصللل إلللى الشللكل‬
‫النهائي الذي تم استخدامه في الدراسة الميدانية‪ ،‬والمرفق ضمن مجموعة المالحق‪.‬‬

‫وقد تم توزيعها على المبحوثين ثم استرجاعها بعد مدة كافية لإلجابة عن أسئلتها‪.‬‬

‫‪ -0‬المقابلة‪:‬‬

‫تهدف فلسفة المقابلة إلى التعرف على جوهر اإلنسان الذي ال يمكن أن نصل إليه علن طريلق‬
‫المشللاهدة ألنلله ال يللرى‪ ،‬ولكنلله يللنعكس فللي سلللوكيات وأفعللال يمكللن مشللاهدتها‪ .1‬وتعتبللر مللن األدوات‬

‫‪ : 1‬مروان عبد المجيد إبراهيم‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.929‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫الرئيسية لجمع المعلومات‪ ،‬وهي عبارة عن محادثة موجهة يقوم بها الباحث وجها لوجه مع المبحوث‪،‬‬
‫وهي تقنية بالغة الدقة‪.‬‬

‫وقد تم استخدامها في هذا البحلث ملن خلالل المقابللة ملع بعلض المسلؤولين‪ ،‬حيلث تلم إجلراء‬
‫مقللابالت مللع بعللض المسللؤولين والمطلعللين علللى هللذا المجللال‪ ،‬وكللان ذلللك خصوصللا فللي المرحلللة‬
‫االستطالعية من البحث ( مرحلة البناء)‪ ،‬وهي مقابالت غير مقننة نظرا لطبيعة المرحلة البحثية التلي‬
‫طبقت خاللها والتي تتسم بعدم وضوح الرؤية ودقة التصور حلول طبيعلة البيانلات الميدانيلة المطلوبلة‬
‫ومصادر جمعها‪ ،‬ومن خالل هذ المقابالت تم توجيه وتحديد البحث في بنائه النهائي‪ .‬وقد تملت هلذ‬
‫المقلللابالت ملللع مسلللؤولين ملللن مديريلللة الشلللؤون العاملللة والتنظللليم لواليلللة بسلللكرة‪ ،‬مصللللحة الشلللؤون‬
‫االجتماعية لبلدية بسلكرة‪ ،‬بعلض رؤسلاء الجمعيلات المختلفلة والنشلطين فلي مجلال الحركلة الجمعويلة‬
‫بمدينللة بسللكرة‪ .‬وقللد أفللادت هللذ المقللابالت بشللكل خللاص مللن خللالل تقللديم نظللرة عامللة عللن النشللاط‬
‫الجمعوي عموما وفي مدينة بسكرة خصوصا‪ ،‬وكذا في اختيار مفردات عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪ -3‬المالحظة‪:‬‬

‫عبر البعض عن المالحظة بأنها " توجيه الحواس واالنتبا إلى ظاهرة معينة أو مجموعة من‬
‫الظواهر رغبة في الكشف عن صفاتها أو خصائصها‪ ،‬بهدف الوصلول إللى كسلب معرفلة جديلدة علن‬
‫تلك الظواهر"‪ ،1‬فالمالحظة إذا هي مشلاهدة دقيقلة ومنظملة وموجهلة وهادفلة عميقلة‪ .‬وهلي عللى علدة‬
‫أنواع استخدم منها في هذا البحث المالحظة المباشرة البسليطة‪ ،‬وهلي تعتملد عللى المواقلف الحيلة وال‬
‫تتضمن أكثر من النظر واالستماع في موقف اجتماعي معين‪ ،‬وتحدث تلقائيا دون إخضاع الموضلوع‬
‫المالحظ للضبط العلمي‪ .‬وقد تم إجراء المالحظة من خالل حضور عدد من النشاطات التي قامت بهلا‬
‫الجمعيات في الفترة الموافقة لبداية سنة ‪ 1933‬إلى غاية نهاية الدراسة حيث تميزت هذ الفترة وعلى‬
‫غير العادة بكثافلة النشلاط الجمعلوي خاصلة عللى مسلتوى دار الثقافلة ودار الفكلر‪ ،‬وذللك لتلزامن هلذ‬
‫الفترة مع بعض الظروف واإلرهاصات االجتماعية والسياسية على غرار أحداث الربيلع العربلي وملا‬
‫صاحبها من تشنج اجتماعي محللي‪ ،‬ثلم ملا تالهلا ملن إصلالحات سياسلية تمحلورت حولهلا مشلاورات‬
‫واسعة ونشاط مميز‪ ،‬إلى جانب الحراك الممهد لالستحقاقات التشريعية (‪ 39‬ماي ‪.)1931‬‬

‫وقلد كانلت مالحظللة بسليطة غيللر مقننلة تركللزت عللى العمللوم عللى مالحظللة نوعيلة األنشللطة‬
‫المقامة من قبل هلذ الجمعيلات‪ ،‬وملدى االحترافيلة أو المهلارة فلي تنظيمهلا و تكلفتهلا الماديلة وطبيعلة‬

‫‪ : 1‬عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫الفئات المستهدفة منها ومدى استقطابها لها‪ ،‬باإلضلافة إللى مالحظلة األشلخاص القلائمين بلالتنظيم ملن‬
‫حيث العدد والتنسيق والتكامل وتقسيم العمل فيما بينهم‪....‬‬

‫‪ -3‬الوثائق‪:‬‬

‫لقد تم في هذا البحث استغالل مجموعة من الوثائق الرسمية ويتعلق األمر بالجرائلد الرسلمية‪،‬‬
‫وبعللض قللوائم الجمعيللات‪ ،‬والوثللائق المقدمللة مللن طللرف بع لض الجمعيللات وذلللك لتوضلليح وضللعيتها‬
‫ونشاطاتها ومختلف تعامالتها مع السلطات‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية‬

‫خامسا‪ :‬أساليب عرض وتحليل البيانات‬

‫‪-1‬عرض البيانات‪:‬‬

‫لقللد اعتملللدت الدراسللة بشلللكل أساسلللي علللى العلللرض الجللدولي للبيانلللات اإلحصلللائية‬
‫المحصل عليها من خالل تفريغ محتويات االستمارات‪ ،‬حيث كانت الجداول المستخدمة بسليطة أحيانلا‬
‫ومركبة أحيانا أخرى بما يتالءم مع تفلرع البيانلات التلي يحتويهلا الجلدول‪ ،‬إللى جانلب االسلتعانة فلي‬
‫بعض األحيان بالعرض البياني من خلالل األعملدة البيانيلة البسليطة أو المنحنيلات‪ ...‬فلي تبيلين بعلض‬
‫البيانات التي يكون العرض البياني لها أكثر توضيحا من العرض الجدولي‪.‬‬

‫‪ -0‬األساليب اإلحصائية المستخدمة في تحليل البيانات‪:‬‬

‫لقد تمت االستعانة ببعض األساليب اإلحصائية التي تساعد في تحليل البيانات و ذلك حسب ما يتالءم‬
‫مع حاجة وطبيعة الدراسة الوصفية لموضوع البحث‪ ،‬ولقد روعي االكتفاء بالتحليالت المبسطة‪ ،‬حيث‬
‫أنها تحتوي كثيرا من النتائج المهمة فعال‪ ،‬حيث أنه تم استخدام‪:‬‬

‫‪ -‬النسبة المئوية‪ :‬وقد تم تطبيقها على جميع البيانات الموضحة في الجداول‪.‬‬


‫‪ -‬المتوسط الحسابي‪ :‬وقد تم تطبيقه على بعض البيانات التي يفيد في تحليلهلا‪ .‬و يلتم حسلابه بقسلمة‬
‫مجموع القيم على عددها‪.‬‬
‫‪ -‬التباين‪ :‬وهو مجموع مربعات الفروق بين القيم ووسطها الحسابي مقسوما على عدد هذ القيم‪.‬‬
‫‪ -‬االنحراف المعياري‪ :‬وهو جذر التباين‪.‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن االعتقاد بأن األرقام ال تكذب أبدا هو اعتقاد خاطئ يمكن أن يخدع‬
‫الباحث بتقبل بعض البراهين اإلحصلائية التلي ينفيهلا اإلدارك السلليم‪ ،‬وللذا فيجلب االنتبلا إللى أن لغلة‬
‫اإلحصاء هي وسيلة لها اسلتخدامات عديلدة فلي البحلث‪ ،‬وخصوصلا فلي مسلاعدة الباحلث عللى تقريلر‬
‫درجة الدقة فلي أشلكال معينلة ملن البيانلات الكميلة‪ ،‬ولكلن لغلة اإلحصلاء تبقلى وسليلة ال غايلة فلي حلد‬
‫ذاتها‪ .1‬فهي وسيلة إلضفاء الدقة والموضوعية على البحث االجتماعي غير أنها ال تغني علن التحليلل‬
‫السوسيولوجي الذي يبحث في حقيقة األشياء (الظواهر)‪.‬‬

‫‪ : 1‬أحمد بدر‪ :‬أصول البحث العلمي و مناهجه‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪ ،9122 ،2‬ص‪.299‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫عرض وتحليل‬
‫البيانات الميدانية‬
‫وتفسير النتائج‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بعد التأسيس النظري لموضوع المجتمع المدني‪ ،‬والبحث والتنقيب في األدبيات السوسيولوجية‬
‫والسياسية والقانونية حول بنية هذه الظاهرة وجذورها في التجربة التاريخية للمجتمع الجزائري‪ ،‬تأتي‬
‫مرحلة النزول إلى الميدان والدراسة الواقعية للجمعيات النشطة في مدينة بسكرة كأنموذج عن‬
‫المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬وجمع المعلومات حول مختلف المؤشرات التي يمكن أن تدلنا عن طبيعة‬
‫المتغيرات محل الدراسة‪ ،‬والتي تمكننا من اإلجابة عن تساؤالت الدراسة وفك الغموض في إشكاليتها‪،‬‬
‫ومن ثم الحكم واستخالص النتائج حول حقيقة المجتمع المدني في الجزائر ومدى تطابقها مع التراث‬
‫النظري‪.‬‬

‫ويتضمن هذا الفصل قسمين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬عرض وتحليل البيانات‪.‬‬


‫‪ -‬وثانيا‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫أوال‪ :‬عرض وتحليل بيانات الدراسة الميدانية‬

‫جدول رقم(‪ :)30‬سنوات تأسيس الجمعيات محل الدراسة‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫االختيارات‬


‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫قبل ‪0993‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫[ ‪[0991 - 0993‬‬
‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫[ ‪[0333 - 0991‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫[ ‪[0331 - 0333‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫[ ‪[0303 - 0331‬‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل بيانات الجدول نالحظ أن أقل نسبة وهي ‪ %00‬من الجمعيات المكونة لعينة البحث‬
‫نشأت قبل سنة ‪ ،0993‬في حين أن أعلى نسبة وهي ‪ %02‬تمثل نسبة الجمعيات التي تأسست خالل‬
‫الفترة مابين سنتي ‪ 0991‬و‪ ،0333‬بينما تتساوى نسب الجمعيات المؤسسة خالل الفترات الزمنية‬
‫مابين ‪ 0991 -0993‬و‪ 0331-0333‬و‪ 0303-0331‬وذلك بنسبة ‪.%03‬‬

‫بالنسبة للجمعيات المؤسسة قبل سنة ‪ 0993‬فهي قليلة بالمقارنة مع بقية الفترات وذلك راجع‬
‫إلى التضييق على النشاط الجمعوي الذي كان سائدا قبل هذه المرحلة والذي تمت اإلشارة إليه في‬
‫الجانب النظري‪ ،‬وتتمثل هذه الجمعيات عموما في الجمعيات ذات الطابع الوطني (أي أنها فروع‬
‫لجمعيات ذات طابع وطني)‪ ،‬في حين أن بقية الجمعيات جاءت بعد إصدار قانون الجمعيات‬
‫(‪ )00/93‬ولهذا نجد أنها تأسست بأعداد كبيرة نسبيا بداية من التسعينيات من القرن الماضي‪ .‬أما فيما‬
‫يتعلق بارتفاع نسبة الجمعيات المؤسسة خالل الفترة الزمنية مابين ‪ 0333-0996‬فليس هناك مبرر‬
‫محدد واضح يرتبط بهذه الفترة بالذات دون غيرها‪ ،‬وربما يعود ذلك إلى محض المصادفة حيث أن‬
‫التسعينيات كلها تميزت بظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية جد صعبة ما جعلها تسمى‬
‫بالعشرية السوداء‪ ،‬ولم تكن هناك دوافع مميزة لتأسيس الجمعيات خالل النصف األخير من هذه‬
‫العشرية‪ .‬أما بقية المراحل فقت استمرت فيها الجمعيات في الظهور وفق الوتيرة نفسها‪ ،‬وذلك تماشيا‬
‫مع التطور التدريجي للمجتمع وتطور الوعي والشعور بالمواطنة والرغبة في المساهمة في تنمية‬
‫المجتمع بشكل عام‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)31‬أغراض الجمعيات محل الدراسة‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫االختيارات‬


‫‪01‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مساعدات خيرية‬
‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أنشطة الطفولة‬
‫‪00‬‬ ‫‪36‬‬ ‫رعاية فئات معينة‬
‫‪02‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ثقافية وعلمية‬
‫‪6‬‬ ‫‪30‬‬ ‫رياضية‬
‫‪03‬‬ ‫‪31‬‬ ‫بيئية‬
‫‪01‬‬ ‫‪30‬‬ ‫نسائية‬
‫‪02‬‬ ‫‪39‬‬ ‫أخرى‬
‫‪%033‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين قراءة الجدول تقارب النسب بين مختلف األنواع حيث تتراوح جميع النسب ما بين ‪%6‬‬
‫و‪ ،%02‬مما يبين أن هذا الفرق غير دال إحصائيا‪.‬‬

‫وقد ظهرت في العينة كما يوضحه الجدول مختلف أنواع الجمعيات‪ ،‬مع مالحظة أن أكثر‬
‫الجمعيات نشاطا كانت على العموم الجمعيات الثقافية وجمعيات النسائية باإلضافة إلى الجمعيات‬
‫المهتمة باألنشطة الخيرية‪ .‬وهو أمر مرتبط بطبيعة المجتمعات النامية التي يتمركز النشاط الجمعوي‬
‫فيها على العموم على التطوع واألنشطة الخيرية وتقديم المساعدات كما تشير إلى ذلك الدراسة‬
‫النظرية‪ .‬كما أن الفروق بين نسب هذه الجمعيات حسب مجاالت نشاطها هي فروق طفيفة ليس لها‬
‫أية داللة جازمة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)31‬المجال الجغرافي لنشاط الجمعية‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫االختيارات‬


‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بلدية‬
‫‪56‬‬ ‫‪02‬‬ ‫والئية‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫جهوية‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫وطنية‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل هذا الجدول نالحظ أن أقل نسبة وهي ‪ %31‬تمثل نسبة الجمعيات الجهوية‪ ،‬وتليها‬
‫نسبة ‪ %06‬وهي نسبة الجمعيات التي تنشط على مستوى محلي (بلدية أو حي‪ ،)..‬ثم تمثل الجمعيات‬
‫ذات الطابع الوطني (أي التي تشكل فروعا من جمعيات ذات طابع وطني) فهي تمثل ‪ ،%01‬أما‬
‫أعلى نسبة فهي ‪ %16‬وتمثل الجمعيات التي تنشط على مستوى كامل تراب الوالية بمختلف بلدياتها‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)36‬الفئات العمرية للمبحوثين‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الفئات‬


‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أقل من‪ 03‬سنة‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫[‪[03-03‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫[‪[13-03‬‬
‫‪56‬‬ ‫‪02‬‬ ‫[‪[13-13‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 13‬سنة فأكثر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل بيانات الجدول نالحظ أن الفئة العمرية المتراوحة مابين األربعين والخمسين سنة هي‬
‫األكثر حضورا ضمن النخبة الممثلة للمجتمع المدني بنسبة ‪ ،%16‬وتليها فئة الشباب مابين ‪ 03‬و‪03‬‬
‫سنة وذلك بنسبة ‪ ،%01‬وتنخفظ نسبة الفئات التي تتراوح أعمارها مابين ‪ 03‬و‪ 13‬سنة إذ ال تتجاوز‬
‫‪ ،%2‬وتفوقها نسبة رؤساء الجمعيات األكبر من ‪ 13‬سنة والتي تمثل ‪ ،%00‬في حين لم يظهر في‬
‫العينة من هم أقل من ‪ 03‬سنة‪.‬‬

‫يمكن تفسير ارتفاع نسبة الفئة العمرية [‪ [13-13‬بعاملين أساسيين العامل األول هو النضج‬
‫االجتماعي والسياسي لهذه الفئة العمرية واستيعابها لمختلف المتغيرات والمسائل والمشاكل‬
‫االجتماعية والسياسية للمجتمع عموما والمجتمع المحلي خصوصا وهو ما يؤهلها للعب هذا الدور في‬
‫المجتمع‪ ،‬أما العامل الثاني فيتمثل في طبيعة االهتمامات والحاجات النفسية واالجتماعية التي تشغل‬
‫هذه الفئ ة والتي تتمحور عموما في تحقيق الذات واكتساب مكانة اجتماعية محترمة‪ ،‬حيث أن هذه الفئة‬
‫تكون غالبا قد تجاوزت إشكاليات الشباب والمرتبطة بتحديد مسار الحياة والحصول على تكوين أو‬
‫دراسة أو عمل أو سكن أو تكوين أسرة‪ ،...‬وهو األمر نفسه الذي يفسر انخفاض نسبة رؤساء‬
‫الجم عيات من فئات الشباب األقل سنا؛ حيث لم يظهر في العينة رؤساء جمعيات أقل سنا من عشرين‬
‫سنة إلى جانب ثقافة المجتمع التي لم تتجذر فيها فكرة العمل الجمعوي بحيث ينشأ الشباب على هذه‬
‫الممارسة منذ الصغر‪.‬‬

‫إذن ما يمكن استخالصه من هذا الجدول هو طغيان الفئة العمرية مابين [‪ [13-13‬على طبيعة‬
‫النخبة المشكلة للمجتمع المدني‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)30‬جنس المبحوثين‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التكرارت‬ ‫الخيارات‬


‫‪84‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ذكر‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أنثى‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل بيانات الجدول أن نسبة الذكور هي ‪ ،%21‬بينما تقل عنها نسبة اإلناث‬
‫بكثير‪ ،‬إذ تمثل ‪.%06‬‬

‫يظهر من خالل بيانات الجدول أن نسبة الذكور في العينة أعلى بكثير من نسبة اإلناث وهو ما‬
‫يتفق مع النسبة العامة للنساء ضمن مجموع رؤساء الجمعيات في والية بسكرة والتي يوضحها‬
‫الجدول رقم (‪ )30‬الممثل لإلحصائيات الرسمية للوضعية الرقمية للجمعيات على مستوى والية‬
‫بسكرة‪ ،‬وهو على العموم أمر منطقي بالنظر إلى ثقافة المجتمع التي لم تستوعب بعد العمل الجمعوي‬
‫عموما والسيما بالنسبة للمرأة‪ ،‬ومما تم تسجيله من خالل المالحظة الميدانية أن النساء على العموم‬
‫تميل إلى رئاسة الجمعيات النسوية أو ذات الطابع التعليمي الموجة لألطفال وبنسبة أقل الجمعيات‬
‫الخيرية‪ ،‬غير أنها من حيث النشاط تتواجد كعضوة في مختلف أنواع الجمعيات ولكن دائما بحجم‬
‫محتشم مقارنة بالعنصر الذكوري‪.‬‬

‫وعلى العموم يمكن استخالص أن المجتمع المدني يغلب عليه الطابع الذكوري بنسبة ‪.%21‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)32‬المستوى الدراسي للمبحوثين‬

‫النسب المئوية ‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أمي‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫متوسط‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪58‬‬ ‫‪09‬‬ ‫جامعي‬
‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ما بعد التدرج‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫يوضح هذا الجدول أن اعلى نسبة من المبحوثين وتمثل ‪%12‬من العينة هي من ذوي التعليم‬
‫الجامعي‪ ،‬وتليها نسبة المتحصلين على مستوى التعليم الثانوي إذ تبلغ ‪ ،%01‬وثم تأتي بقية‬
‫المستويات بنسب ضئيلة جدا‪ .‬مع غياب األميين‪.‬‬

‫من خالل الجدول نالحظ أن المستوى الدراسي لرؤساء الجمعيات على العموم فوق المتوسط‬
‫حيث أن معظمهم يتجاوز المرحلة الثانوية بنسبة ‪ ،% 22‬ويشكل منهم الجامعيون أعلى نسبة ضمن‬
‫العينة وهي ‪ ،% 12‬كما يشكل حاملو شهادات ما بعد التدرج نسبة معتبرة ‪ % 6‬وهي نسبة مقبولة‬
‫باعتبار أنهم قلة في المجتمع‪ ،‬في حين أن نسبة األميين معدومة ونسبة ذوي التعليم االبتدائي‬
‫والمتوسط ضئيلة جدا‪ ،‬وهو ما ينم عن ارتفاع المستوى التعليمي في المجتمع بشكل عام‪ ،‬وميل الفئات‬
‫المثقفة إلى العمل الجمعوي‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك نظرا الرتفاع مستويات الوعي االجتماعي والسياسي‬
‫لدى هذه الفئات وكذلك ارتفاع مستوى احتياجاتهم النفسية واالجتماعية وطموحاتهم السياسية على‬
‫العموم وهو ما سنالحظه في الجداول المقبلة‬

‫وعلى العموم يمكن من خالل هذا الجدول الحكم بأن النخب الممثلة للمجتمع المدني هي نخب‬
‫مثقفة يتجاوز ‪%22‬منهم التعليم الثانوي‪ ،‬كما يفوق ‪ %61‬المستوى الجامعي‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)39‬مهن المبحوثين‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫موظف إداري‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫معلم (في مختلف المستويات)‬
‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أستاذ جامعي‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫طالب جامعي‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بطال‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عامل بسيط‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مهن حرة‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل بيانات الجدول أن أكبر نسبة من رؤساء الجمعيات محل الدراسة يمارسون‬
‫وظائف إدارية وذلك بنسبة ‪ ،% 03‬ويليهم الطلبة الجامعيون وذلك بنسبة ‪ % 01‬ويغلب فيهم كما‬
‫الحظنا طلبة الحقوق والعلوم القانونية‪ .‬كما نجد نسبة ‪ % 00‬من المشتغلين في سلك التعليم بشكل عام‬
‫بمختلف مستوياته من االبتدائي إلى الجامعي وهي نسبة كبيرة أيضا‪ ،‬أما بقية المهن فقد ظهرت بنسب‬
‫بسيطة جدا‪.‬‬

‫تساهم مهنة الشخص في تشكيل ثقافته ومستوى وعيه‪ ،‬وفي ميله إلى ممارسة هوايات معينة‪،‬‬
‫أو في امتالكه لوقت الفراغ الذي يسمح بممارسة النشاط التطوعي في إطار الجمعيات المناسبة‪،‬‬
‫ويبين هذا الجدول أن طبيعة المهن التي تمارسها النسبة األكبر من المبحوثين تتطلب وجود حد أدنى‬
‫من الثقافة والمعرفة التي تسمح لصاحبها بتشكيل وامتالك قدر من الوعي بالذات وللذات‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل ما تتطلبه هذه المهن من معرفة للحقوق والواجبات واإلجراءات القانونية واإلدارية‪ ،...‬وما‬
‫تسمح به من فهم ومتابعة األحداث االجتماعية والسياسية واالهتمام بها والرغبة في المساهمة في‬
‫الفعل االجتماعي سواء على مستوى محلي او على صعيد أكبر‪.‬‬

‫نستخلص مما سبق أن المجتمع المدني يغلب عليها المشتغلون في المهن اإلدارية والتعليمية‬
‫والعلمية‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)03‬الدخل الشهري للمبحوثين‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫بدون دخل‬
‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أقل من ‪03333‬دج‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫[‪03333‬دج‪13333-‬دج]‬
‫‪50‬‬ ‫‪01‬‬ ‫أكثر من ‪13333‬دج‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل الجدول نالحظ أن أكبر نسبة من المبحوثين وهي ما يمثل ‪ %13‬يفوق دخلهم‬
‫‪ 13.333‬دج‪ ،‬في حين أقل نسبة هي ‪ %00‬تمثل ذوي الدخل مابين ‪ 03.333‬إلى ‪ 13.333‬دج‪،‬‬
‫وتليها نسبة ‪ %01‬التي تمثل فئة ذوي الدخل األقل من ‪ 03.333‬دج‪ ،‬ثم نسبة عديمي الدخل أو‬
‫البطالين وتمثل ‪.% 01‬‬

‫يمكن من خالل دراسة مستويات الدخل لدى رؤساء الجمعيات مالحظة طبيعة الطبقات‬
‫االجتماعية التي تتشكل منها هذه النخبة‪ ،‬كما يمكن فهم مالمح أهدافها من خالل النشاط الجمعوي‪.‬‬
‫ومن خالل هذه البيانات نالحظ ظهور مختلف فئات الدخول بنسب متفاوتة‪ ،‬غير أنه يغلب على ممثلي‬
‫المجتمع المدني الذين تشكلت منهم عينة الدراسة ذوي الدخول التي تفوق ‪ 13.333‬دج وهو أمر‬
‫يعود إلى سببين هما‪:‬‬

‫‪ -‬تحسن مستويات الدخل عموما في الجزائر بعد تفعيل الزيادات المقررة في األجور لمعظم‬
‫الفئات العمالية منذ سنة ‪.0332‬‬
‫‪ -‬ومن جهة أخرى يمكن تفسير ذلك بارتفاع نسبة الموظفين اإلداريين والمعلمين في مختلف‬
‫مستويات التعليم بما في ذلك األساتذة الجامعيون في عينة الدراسة‪ ،‬وهم عموما من يشكلون هذه الفئة‬
‫كما بينه جدول سابق‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بفئة عديمي الدخل وهي ذات حجم كبير إذ تمثل ربع العينة بنسبة ‪ ،%01‬وهي‬
‫على العموم تتشكل من الطلبة في أغلبها حسب المالحظة الميدانية‪ ،‬ويمكن تفسير ارتفاع نسبة‬
‫البطالين بتوفر وقت الفراغ لديهم مما يسمح لهم باستغالله في النشاط التطوعي‪ ،‬كما أن هذا النشاط قد‬
‫يكون سببا في توفير نوع من المدخول المادي لديهم بطريقة أو بأخرى‪ ،‬أو كونه فرصة قد تفتح‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫أمامهم فرصة إيجاد منصب عمل أو اكتساب نوع من التدريب الذي قد يفيدهم في حال توفر فرص‬
‫للعمل‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)00‬مساهمة المبحوثين في تأسيس جمعياتهم‬

‫النسب المئوية‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪88‬‬ ‫‪11‬‬ ‫نعم‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل الجدول أن ‪ %22‬من رؤساء الجمعيات المشكلة للعينة قد ساهموا في‬
‫تأسيس جمعياتهم‪ ،‬في حين أن ‪ %00‬فقط ليسوا أعضاء مؤسسين للجمعيات التي يرأسونها‪.‬‬

‫تدل مساهمة رئيس الجمعية الحالي في تأسيس الجمعية التي يرأسها على طبيعة التداول على‬
‫السلطة داخل هذه المنظمات المدنية وكيفية تعيين أعضاء مكتبها‪ ،‬ويمثل هذا الجدول مساهمة رؤساء‬
‫هذه الجمعيات محل الدراسة في تأسيسها؛ ومن خالل هذه البيانات نالحظ أن غالبية رؤساء الجمعيات‬
‫في هذه الدراسة هم أعضاء مؤسسون لجمعياتهم‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ ،%22‬ويندر أن يكون رئيس الجمعية‬
‫من خارج المجموعة المؤسسة‪ ،‬حيث ال نسجل سوى ‪ %00‬من الرؤساء الجمعيات التي تمثل هذه‬
‫الفئة وهم جميعا رؤساء فروع محلية لجمعيات ذات طابع وطني‪ ،‬وذلك من خالل ما سجلته‬
‫المالحظة‪.‬‬

‫ويمكن تفسير هذه البيانات بطبيعة الثقافة الديمقراطية السائدة في المجتمع عموما وفي هذه‬
‫المنظمات خصوص‪ ،‬إذ تشير المالحظة الميدانية أن هذه المنظمات ال تحتوي على مقدار كبير من‬
‫الحرية والديمقراطية وقبول اآلخر‪ ،‬وال ينظر إليها على أنها مؤسسات مستقلة فهي في كثير من‬
‫األحيان تنسب لألشخاص فيقال "جمعية فالن"‪ ،‬إذ ينظر إليها كما لو أنها ملكية شخصية لرئيسها أو‬
‫للجماعة المؤسسة لها في أحسن األحوال‪ ، ،‬ولهذا ال يجوز أن يترأسها شخص من خارج هذه‬
‫الجماعة‪ ،‬وهي من هذه الناحية تشكل نسقا مغلقا إلى حد كبير‪ .‬أما الجمعيات أو المنظمات ذات الطابع‬
‫الوطني فهي أقل تشددا في هذا الجانب (نسبيا)‪ ،‬وأكثر مرونة وهو ما توحي به نسبة ‪ %00‬التي‬
‫تمثل رؤساء جمعيات غير مؤسسين لها‪ ،‬حيث أنها تمتلك بعض التقاليد الديمقراطية المرتبطة بعملية‬
‫تجديد القيادات والتداول على السلطة‪ ،‬رغم أنها على المستوى المركزي تعاني كذلك من نفس‬
‫اإلشكال‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬أقدمية المبحوثين في النشاط الجمعوي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪32‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪ 1‬سنوات أو أقل‬
‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫[‪]03 -6‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪02‬‬ ‫[‪]01-00‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫[‪]03 -06‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أكثر من ‪ 03‬سنة‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫المالحظ من خالل الجدول أن أكبر نسبة ‪ %06‬تمثل رؤساء الجمعيات الذين تتراوح‬
‫أقدميتهم في ممارسة العمل الجمعوي ما بين ‪ 00‬و‪ 01‬سنة‪ ،‬وتليها نسبة ‪ %00‬وتمثل ذوي األقدمية‬
‫التي تقل عن خمس سنوات أو تساويها (وقد لوحظ أن معظم هذه الجمعيات تسجل ‪ 1‬سنوات من‬
‫الخبرة)‪ ،‬ثم تأتي نسبة رؤساء الجمعيات الذين تتراوح أقدميتهم ما بين ‪ 6‬و‪ 03‬سنوات وتمثل نسبة‬
‫‪ ،%03‬ثم أولئك الذين تفوق أقدميتهم ‪ 03‬سنة وتمثل ‪ %03‬من عينة الدراسة (ويبلغ أكثرهم أقدمية‬
‫‪ 00‬سنة)‪ ،‬أما أقل نسبة فهي ‪ %6‬وتمثل الرؤساء الذين تتراوح خبرتهم ما بين ‪ 06‬إلى ‪ 03‬سنة‪.‬‬

‫نستنتج من الجدول أن ‪ %00‬من رؤساء الجمعيات تفوق خبرتهم في مجال الممارسة الجمعوية‬
‫الخمس سنوات‪ ،‬وأن متوسط أقدمية المبحوثين هو ‪03.60‬سنوات‪ ،‬وذلك بانحراف معياري‬
‫قدره‪ 6.00‬وهو ما يعني أن رؤساء الجمعيات النشطة هم من ذوي الخبرة في المجال الجمعوي‬
‫واألقدمية فيه‪ ،‬وربما كان ذلك سببا في تمكنهم من تنشيط جمعياتهم بشكل ناجح (نسبيا)‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬انتماء المبحوثين إلى جمعيات أخرى وعددها‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫نعم‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪ 0‬فأكثر‬
‫‪52‬‬ ‫‪06‬‬ ‫المجموع‬
‫‪48‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل هذا الجدول نالحظ أن أكثر من نصف وحدات العينة ينشطون في أكثر من جمعية‪،‬‬
‫وذلك بنسبة ‪ ،%10‬ويتراوح عدد هذه الجمعيات الثانية بين جمعية واحدة بنسبة ‪ ،%03‬وجمعيتين‬
‫بنسبة ‪ ،%06‬وثالث جمعيات فأكثر بنسبة ‪ .%6‬أما نسبة رؤساء الجمعيات الذين لم يسبق لهم‬
‫االنتماء إلى أية جمعية أخرى فتمثل ‪.%12‬‬

‫جدول رقم(‪ :)01‬نوع الجمعيات محل النشاط‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪30,77‬‬ ‫‪2‬‬ ‫من نفس النوع‬
‫‪69 ,23‬‬ ‫‪02‬‬ ‫أنواع مختلفة‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪06‬‬ ‫المجموع‬
‫ومن خالل الجدول رقم (‪ )01‬يتضح أن أكبر نسبة من رؤساء الجمعيات الذين يزاولون‬
‫نشاطا في جمعيات متعددة ومتنوعة التخصص أو المجال الذي تنشط فيه‪ ،‬وذلك بنسبة ‪ %69,00‬من‬
‫مجموع ‪ 06‬رئيسا‪ ،‬في حين أن أقل نسبة وهي ‪ %03,00‬تمثل رؤساء الجمعيات الذين ينشطون في‬
‫عدة جمعيات ضمن نفس المجال أو التخصص‪.‬‬

‫يمثل االنتماء إلى جمعيات متعددة مؤشرا هاما على مدى اهتمام رئيس الجمعية بالنشاط‬
‫الجمعوي ومحاولته اإلسهام في تنمية مجتمعه وتحقيق طموحاته وأهدافه‪ ،‬ومن خالل الجدولين‬
‫السابقين يمكن أن نسجل ميل رؤساء الجمعيات محل الدراسة إلى االنتماء لجمعيات أخرى‪ ،‬بغض‬
‫النظر عنها ومجاالت نشاطها‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)01‬دوافع المبحوثين لممارسة النشاط الجمعوي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫قضاء وقت الفراغ‬
‫‪72‬‬ ‫‪06‬‬ ‫المشاركة في تنمية المجتمع‬
‫‪36‬‬ ‫‪02‬‬ ‫مساعدة فئات ذات أهمية شخصية‬
‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تكوين عالقات اجتماعية‬
‫‪40‬‬ ‫‪03‬‬ ‫اكتساب خبرة سياسية‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫دوافع أخرى‬

‫من خالل بيانات هذا الجدول نالحظ أن أكثر دوافع ممارسة النشاط الجمعوي حسب تصريحات‬
‫رؤساء الجمعيات المبحوثين هي الرغبة في المشاركة في تنمية المجتمع وذلك بنسبة ‪ ،%00‬ثم‬
‫الرغبة في تكوين عالقات شخصية بنسبة ‪ ،%11‬ويليها اكتساب خبرة سياسية بنسبة ‪ ،%13‬ثم‬
‫مساعدة فئات ذات ذات أهمية شخصية بنسبة ‪ ،%06‬وأخيرا قضاء وقت الفراغ بنسبة ‪ ،%03‬وقد‬
‫ظهرت من خالل األجوبة اإلضافية التي قدمها المبحوثون من خالل السؤال نصف المفتوح بعض‬
‫اإلجابات المتفرقة مثل كونها هواية أو بدافع إنساني‪ ،‬وقد شكلت في مجموعها ما نسبته ‪.%1‬‬

‫تعتبر الرغبة في تنمية المجتمع والمساهمة في ذلك أكثر الدوافع ظهورا في إجابات‬
‫المبحوثين‪ ،‬وقد بلغت نسبة ذلك ‪ ،%00‬ورغم أن هذه النسبة قد ال تكون صادقة تماما باعتبار أن هذا‬
‫السؤال حساس نوعا ما وقد يميل بعض المبحوثين إلى إعطاء هذه اإلجابة على أنها إجابة مثالية‬
‫ونموذجية‪ ،‬غير أنها مع ذلك تعبر عن نضج لدى المواطنين وارتفاع قيمة المواطنة لديهم‪ ،‬ووعيهم‬
‫بضرورة وإمكانية المساهمة في تنمية المجتمع بدل االعتماد الكامل على ما تبذله الدولة من جهود‬
‫وإن كانت منقوصة وغير كاملة‪.‬‬

‫ثم تأتي المصالح الشخصية كعنصر أساسي يمثل دافعا لتأسيس الجمعية أو ممارسة النشاط‬
‫في هذا المجال الجمعوي عموما متجسدة في الرغبة في تكوين عالقات شخصية بنسبة ‪ ،%11‬حيث‬
‫يتيح النشاط الجمعوي فرصة للراغبين في اكتساب بعض النفوذ االجتماعي من خالل التعرف على‬
‫شخصيات فاعلة في المجتمع ومسؤولين في مختلف القطاعات بما يسمح باكتساب ودهم وتكوين‬
‫عالقات اجتماعية معهم تحسبا الحتياجهم مستقبال أو للتفاخر بوجود عالقات معهم وقد صرح بعض‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫رؤساء الجمعيات أن نشاطهم الجمعوي مكنهم من تكوين عالقات شخصية مع العديد من المسؤولين‬
‫بما فيهم والي الوالية الذي يمكنه االتصال به أو الدخول إلى مكتبه في أي وقت وبسهولة (حسب‬
‫تعبيرهم الخاص)‪ ،‬ناهيك عن التعرف على مختلف الفاعلين في المجتمع كرجال األعمال أو‬
‫السياسيين وغيرهم‪ ،‬وذلك للتمكن من استغالل صداقتهم أو وساطتهم في خدمة المصالح الشخصية أو‬
‫مساعدة الجمعية ودعمها‪.‬‬

‫وكجزء من المصالح الشخصية أيضا يندرج دافع الرغبة في اكتساب خبرة سياسية والذي‬
‫ظهر بنسبة ‪ ،%13‬حيث يمكن النشاط الجمعوي من تكوين رصيد جيد من الثقافة السياسية من خالل‬
‫التعرف على مختلف القوانين ذات العالقة بهذا المجال وممارسة مختلف العمليات الديمقراطية داخل‬
‫الجمعية مثل انتخاب أعضاء المكتب أو تجديده واستدعاء الجمعية العامة والنقاش الحر وقبول‬
‫مختلف اآلراء وتعلم أبجديات الحوار والدبلوماسية وغيرها‪ ،‬وإلى جانب ذلك فهم كواليس اللعبة‬
‫السياسية كما هي في الواقع وليس كما تصور في الكتب السياسية والنظريات الفلسفية‪ .‬ويمثل هدف‬
‫اكتساب الخبرة السياسية خطوة لتحقيق الطموح السياسي لدى كثير من أفراد العينة كما ستوضحه‬
‫الجداول في موضع الحق‪.‬‬

‫كما ظهر بنسبة ‪ %06‬دافع مساعد فئات تهم المبحوث شخصيا‪ ،‬حيث الحظنا أن العديد من‬
‫رؤساء الجمعيات يمارسون نشاطهم في مجاالت معينة بذاتها وذلك نظرا لرغبتهم في مساعدة بعض‬
‫الفئات التي تهمهم بشكل شخصي وغالبا يكونون أبناءهم كأن يؤسس بعضهم جمعية للمعوقين ألن‬
‫لديه ابنا معوقا‪ ،‬أو جمعية تربوية للصغار ما دون التمدرس ألن لديه أطفاال في هذا السن وهكذا‪ .‬وهو‬
‫أمر منطقي ينم عن وعي هؤالء مبحوثين وإدراكهم لقصور الخدمات الحكومية في بعض المجاالت‬
‫مما يدفعهم إلى تأسيس هذه الجمعيات لتغطية هذا العجز والقصور ومحاولة التكفل بهذه الفئات التي‬
‫تحتاج إلى العناية واالهتمام‪ ،‬وهو دافع وإن كان في ظاهره قد يبدو لمصلحة شخصية غير أنه في‬
‫الواقع يمثل جوهر المجتمع المدني الحديث وروحه التي تهدف إلى المساهمة في تنمية المجتمع من‬
‫خالل التكامل مع النشاط الحكومي وتغطية جوانب النقص والعجز فيه اعتمادا على المبادرة الحرة‬
‫والتطوع‪.‬‬

‫أما قضاء وقت الفراغ فلم يشكل كدافع إال نسبة ‪ ،%03‬وذلك ألن الظروف االجتماعية في هذا‬
‫العصر الحديث توفر العديد من الفضاءات لقضاء وقت الفراغ خاصة لدى فئات الشباب‪ ،‬ما يجعل‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫النشاط الجمعوي آخر اهتماماتهم‪ ،‬وخاصة في ظل ضعف الثقافة الجمعوية في المجتمع بشكل عام‬
‫وضعف قدرة الجمعيات القائمة على االستقطاب كما سنرى في موضع الحق‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)06‬الممارسة السياسية لرؤساء الجمعيات‪.‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارت‬


‫‪06‬‬ ‫‪02‬‬ ‫نعم‬
‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪%033‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل هذا الجدول أن ‪ %06‬من المبحوثين سبق لهم القيام بأنشطة سياسية‬
‫متنوعة‪ ،‬في حين أن ‪ %01‬منهم لم يسبق لهم القيام بأي نشاط سياسي‪ ،‬ويبين الجدول الموالي طبيعة‬
‫األنشطة السياسية التي سبق وأن مارسها المبحوثون الذين أجابوا بنعم‬

‫ويمكن التمييز بين المشاركة واالهتمام والتفاعل السياسي أو التجاوب‪ ،‬فاالهتمام يعني عدم‬
‫السلبية‪ ،‬بحيث يشعر المواطن العادي أن الدولة و الشؤون العامة والقرارات السياسية ترتبط بحياته‬
‫ووجوده الذاتي تأثيرا وتأثرا‪ ،‬وسواء أدى ذلك إلى حق معين في عملية اتخاذ القرار السياسي أو ال‬
‫فإن االهتمام يظل مفهوما مستقال عن المشاركة‪ .‬أما التفاعل فإنه يعني التجاوب‪ ،‬بحيث ينسى المواطن‬
‫ذاته في نطاق الوجود السياسي‪ ،‬هذا التفاعل يشكل حلقة تتوسط االهتمام والمشاركة‪ ،‬فاالهتمام قد‬
‫يؤدي إلى التفاعل‪ ،‬وكذلك المشاركة تفرضه‪.1‬‬

‫وهنا نسجل أن غالبية المبحوثين (النخبة الممثلة للمجتمع المدني) هم من المهتمين بالمشاركة‬
‫السياسية‪ .‬ويبين الجدول الموالي أهم أشكال الممارسة السياسية لديهم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬جالل عبد هللا معوض‪ :‬أزمة المشاركة السياسية في الوطن العربي‪ ،‬المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪( 55‬سبتمبر ‪ ،)3891‬ص ‪.308‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪ :)00‬أشكال الممارسة السياسية السابقة لرؤساء الجمعيات‪.‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪%46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫االنضمام إلى حزب ما‬
‫‪%64‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تنشيط حملة انتخابية‬
‫‪%64‬‬ ‫‪00‬‬ ‫االنتخاب‬
‫‪%20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫الترشح في انتخابات‬
‫تكون عملية المشاركة السياسية من خالل نشاطات سياسية مباشرة كأن يتقلد الفرد منصبا‬
‫سياسيا أو يحظى بعضوية حزب‪ ،‬أو يقوم بترشيح نفسه لالنتخابات أو يكتفي بمجرد التصويت أو‬
‫مناقشة القضايا العامة أو االشتراك في الحمالت السياسية‪ .‬كما يمكن أن يحقق المشاركة من خالل‬
‫نشاطات سياسية غير مباشرة كأن يقتصر الفرد على مجرد المعرفة والوقوف على المسائل والقضايا‬
‫العامة‪.1‬‬

‫ونالحظ من خالل الجدول أن ‪ %61‬من رؤساء الجمعيات المبحوثين سبق لهم االنتخاب‪ ،‬وهي‬
‫من أبسط أساليب المشاركة السياسية‪ ،‬ونفس النسبة (‪ )%61‬منهم سبق لهم تنشيط حمالت انتخابية‪،‬‬
‫وهي من األساليب التي تنم عن مستوى متقدم من المشاركة السياسية والطموح السياسي‪ ،‬وتليها نسبة‬
‫‪ %16‬من المبحوثين ينتمون إلى أحزاب معينة وينشطون في إطارها‪ ،‬وهو أيضا ما يشير إلى طبيعة‬
‫االهتمامات السياسية لديهم‪ ،‬وهو ما تؤكده نسبة ‪ %03‬منهم قد سبق لهم الترشح في انتخابات سابقة‪.‬‬

‫ومن خالل البيانات التي تم جمعها ميدانيا والتي تمثل أشكال الممارسة السياسية السابقة لدى‬
‫رؤساء الجمعيات محل الدراسة‪ ،‬والتي تمثل مؤشرا هاما لمدى طموحهم السياسي‪ ،‬إذ يشكل االهتمام‬
‫بالساحة السياسية والفعل السياسي محورا هاما من محاور اهتمام النخبة المشكلة للمجتمع المدني حتى‬
‫أن بعض المفكرين يرى أن هذه النخبة تمارس النشاط الجمعوي والمدني عموما طمعا في اكتساب‬
‫شرعية وتأييد اجتماعي من أجل الولوج إلى الساحة السياسية‪ ،‬كما يرى آخرون أن الفاعلين في‬
‫المجتمع المدني إنما هم من الذين فشلوا في المجال السياسي فلجؤوا إلى المجتمع المدني كمدخل آخر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬محمد عاطف غيث‪ :‬مجاالت علم االجتماع المعاصر‪ :‬أسس نظرية ودراسات واقعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار النشر للمعرفة الحديثة‪،‬‬
‫‪ ،3891‬ص‪.31‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)02‬الطموح السياسي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪74‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪26‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫يمثل الطموح السياسي محورا أساسيا للنشاط الجمعوي ودافعا مهما لدخول هذا المجال ويوضح‬
‫هذا الجدول وجود طموح سياسي من عدمه لدى المبحوثين‪ :‬حيث نالحظ أن نسبة رؤساء الجمعيات‬
‫المشكلين للعينة والذين لديهم طموح سياسي صريح هو ‪ ،%01‬في حين أن نسبة الذين نفوا وجود أي‬
‫طموح سياسي لديهم هو ‪ %06‬فقط‪.‬‬

‫من خالل هذه البيانات نالحظ أن النسبة العظمى من رؤساء الجمعيات لديهم فعال طموحات‬
‫سياسية كبيرة يسعون إلى تحقيقها مستقبال وقد صرح غالبيتهم أن طموحاتهم تتمثل في الوصول إلى‬
‫قبة البرلمان وحمل الحقيبة النيابية‪ ،‬في حين أن قلة قليلة منهم يصرحون أن عملهم الجمعوي يهدف‬
‫إلى خدمة المجتمع بشكل بريء من أية أهداف سياسية خفية‪ ،‬ويوضح الجدول الموالي مدى مساهمة‬
‫النشاط الجمعوي في تحقيق هذه الطموحات السياسية حسب آراء المبحوثين المجيبين بنعم على هذا‬
‫السؤال‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)09‬مساهمة النشاط الجمعوي في تحقيق الطموح السياسي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪74‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪26‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يرى ‪ %01‬من المبحوثين أن النشاط الجمعوي يمكن إلى حد كبير من المساهمة في تحقيق‬
‫الطموحات السياسية لألفراد‪ ،‬حيث أن مختلف أنشطة الجمعية وما يرتبط بها من عالقات واتصاالت‬
‫وتفاعالت تمكن الراغبين من السير نحو تحقيق طموحاتهم السياسية بشكل كبير حيث تمنح لهم خبرة‬
‫سياسية وعالقات شخصية وفهما أكبر وأعمق لمبادئ اللعبة السياسية إلى جانب ارتباط نشاط كثير‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫منها بالنشاط السياسي الحزبي كما توضح بيانات مختلفة واردة في هذا السياق‪ .‬أما النسبة األقل والتي‬
‫تمثل ‪ %06‬من المبحوثين فهي تؤكد أن النشاط الجمعوي الحالي ضعيف وال يسمح بالوصول إلى‬
‫مناصب سياسية مرموقة أو تحقيق أي طموح سياسي‪ ،‬وهم على العموم من األفراد الذين أكدوا أنهم‬
‫ال يملكون أية طموحات سياسية‪ ،‬وال يهتمون بهذا المجال مطلقا‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)03‬مجاالت االستفادة من النشاط الجمعوي‬

‫النسب المئوية ‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪64‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تكوين شبكة عالقات اجتماعية هامة‬
‫‪68‬‬ ‫‪01‬‬ ‫التعرف على مسؤولين في السلطة المحلية‬
‫‪70‬‬ ‫‪01‬‬ ‫اكتساب خبرة سياسية وقيادية هامة‬
‫‪46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تكوين عالقات مع شخصيات نافذة‬
‫من خالل بيانات الجدول نالحظ أن ‪ %03‬من المبحوثين أكدوا أن العمل في الجمعية مكنهم‬
‫من اكتساب خبرة سياسية وقيادية هامة‪ ،‬كما أكد ‪ %62‬منهم أن العمل الجمعوي مكنهم من التعرف‬
‫على مسؤولين في مختلف مستويات السلطة المحلية‪ ،‬كما تمكن ‪ %61‬من المبحوثين من تكوين شبكة‬
‫عالقات اجتماعية هامة مع مختلف شرائح المجتمع‪ ،‬بينما أشار ‪ %16‬من أفراد العينة أنهم تمكنوا من‬
‫تكوين عالقات شخصية مع شخصيات نافذة في المجتمع من خالل النشاط الجمعوي‪.‬‬

‫إن أول ما يمكن مالحظته في بيانات هذا الجدول هو ارتفاع نسب جميع الخيارات‬
‫المطروحة‪ ،‬حيث أن أقل نسبة هي ‪ ،%16‬وهذا دليل على مدي االستفادة الشخصية لرؤساء‬
‫الجمعيات من النشاط الجمعوي وخاصة فيما يتعلق بالخبرة السياسية والتعرف على كبار المسؤولين‬
‫ومن ثم تكوين شبكة عالقات هامة على مستوى القاعدة الشعبية أو على مستوى الشخصيات النافذة‬
‫في المجتمع‪ ،‬هذه العالقات التي تمكنهم من االستفادة منها مستقبال‪ ،‬سواءا في تحقيق مصالحهم‬
‫وطموحاتهم الشخصية والسياسية‪ ،‬أو في جلب الدعم المادي والتنظيمي للجمعية‪ ،‬وقد أكد العديد من‬
‫رؤساء الجمعيات أن الفضل في نجاح نشاطات جمعياتهم واستمراريتها والقدرة على تميلها يعود إلى‬
‫عالقاتهم الشخصية أو إلى "شطارتهم" على حد تعبيرهم‪.‬‬

‫وهو ما يثبت أن الجمعيات يمكن بالفعل أن تكون مطية للولوج إلى المجال السياسي‬
‫والوصول إلى أعلى المناصب السياسية من خالل اكتساب الشرعية أمام القاعدة الشعبية العريضة‪،‬‬
‫واكتساب الخبرة السياسية والقيادية من خالل نشاطات الجمعية‪ ،‬واكتساب الدعم والسند من خالل‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫العالقات الشخصية مع المسؤولين والشخصيات النافذة في المجتمع‪ ،‬ما يجعل المجتمع المدني مجاال‬
‫خصبا الستقطاب كثير من االنتهازيين الراغبين في الوصول عبر النشاط الجمعوي والمدني عموما‬
‫ليس إلى تنمية المجتمع بالضرورة وإنما إلى نيل المناصب السياسية وما يرافقها من امتيازات‬
‫اقتصادية واجتماعية‪ .‬وهو ما يمكن أن يساهم في تفسير الحجم الكبير للجمعيات مقابل نشاطها‬
‫الهزيل‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬دوافع نشأة الجمعيات محل الدراسة‬

‫النسب المئوية ‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫رغبة رئيس الجمعية‬
‫‪60‬‬ ‫‪03‬‬ ‫اتفاق األعضاء المؤسسين‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اقتراح من الفئات المستهدفة‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اقتراح من السلطات المحلية‬
‫‪%030‬‬ ‫‪50‬‬ ‫المجموع‬
‫يظهر من بيانات الجدول أن ‪ %63‬من الجمعيات محل الدراسة قد تأسست بناءا على رغبة‬
‫مجموعة من األعضاء المؤسسين لها‪ ،‬وهي النسبة األكبر مقارنة بالجمعيات التي تأسست بناءا على‬
‫رغبة رئيس الجمعية‪ ،‬والتي تمثل ‪ ،%01‬وأخيرا نسبة الجمعيات التي تأسست بناءا على اقتراح من‬
‫الفئات المستهدفة والتي تمثل ‪ ،%06‬في حين لم تسجل أية جمعية ناشئة بناءا على اقتراح من‬
‫السلطات المحلية‪.‬‬

‫نالحظ أن الرغبة الجماعية المشتركة كانت في معظم الحاالت المدروسة (‪ %63‬منها) سببا‬
‫في تأسيس الجمعيات‪ ،‬وهو مؤشر إيجابي على النشأة السليمة لهذه الجمعيات حيث يفترض أن تنشأ‬
‫الجمعيات أو منظمات المجتمع المدني عموما بناءا على اإلرادة الحرة والطوعية لمجموعة من‬
‫المواطنين من أجل خدمة مصالحهم (غير المادية) كمجموعة أو الصالح العام للمجتمع ككل‪ ،‬وهذه‬
‫النشأة الصحية تفسر نجاح هذه الجمعيات إلى حد كبير كما تفسر ظهورها بنسبة كبيرة في العينة‪.‬‬

‫في حين أن نسبة الجمعيات التي نشأت بناءا على رغبة شخص معين هي أقل بكثير وتمثل‬
‫‪ ، %01‬غير أنها نسبة معتبرة حيث أنها تمثل تقريبا ربع العينة‪ ،‬وهذه الجمعيات التي تنبني على‬
‫رغبة فردية تؤول عادة إلى انفراد صاحب هذه الرغبة أو المبادرة بقيادة الجمعية واستئثاره باتخاذ‬
‫القرار فيها من جهة‪ ،‬وإلقاء جل األعباء عليه من جهة أخرى باعتباره أكثر األعضاء تحمسا وتحفزا‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫لهذا النشاط الجمعوي‪ ،‬وهو األمر الذي تمت مالحظته ميدانيا بشكل جلي وصرح به العديد من‬
‫المبحوثين‪.‬‬

‫النشاط‬ ‫أما نسبة الجمعيات التي نشأت بناءا على رغبة واقتراح من الفئات المستهدفة من‬
‫الجمعوي فهي نسبة قليلة تمثل ‪ %06‬من العينة‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك منطقيا بكون أن الفئات المعنية‬
‫بنشاط جمعوي معين غالبا ما تقوم هي ذاتها بتأسيس جمعياتها ولهذا فمن النادر أن تقترح على‬
‫أشخاص آخرين غير معنيين بتأسيس الجمعيات للدفاع عن مصالحها هي‪ ،‬إال إذا استثنينا حاالت قليلة‬
‫يكون فيها المستهدفون مثال أطفاال أو قصرا أو محدودي القدرات أو الخبرة ‪...‬ففي هذه الحالة يمكن‬
‫أن يقترحوا على بعض الناشطين أو ذوي الكفاءة والقدرة على تأسيس وتسيير جمعياتهم‪ .‬وهو ما‬
‫يفسر انخفاض هذه النسبة‪.‬‬

‫أما الجمعيات التي تنشأ باقتراح من السلطات المحلية المعنية فلم تظهر في العينة رغم إمكانية‬
‫وجودها ولكن بنسب ضئيلة في المجتمع‪ ،‬حيث أنها ال تتماشى ومستوى الوعي الذي بلغه المجتمع‬
‫وتدل هذه النتيجة‬ ‫وكذا طبيعة المجتمع المدني الذي يقوم على اإلرادة الحرة المستقلة عن الدولة‪.‬‬
‫على أن الجمعيات األكثر قدرة على النشاط والفعالية هي تلك التي تنشأ تلقائيا بناءا على رغبة ووعي‬
‫المواطنين المؤسسين لها‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬عدد المنخرطين في الجمعية‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫االختيارات‬


‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أقل من ‪ 03‬منخرط‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫[ ‪[13 -03‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫[ ‪[63 -13‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫[ ‪[033 -63‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫[ ‪[033 -033‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫أكثر من ‪ 033‬منخرط‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل بيانات الجدول أن أقل أعداد المنخرطين في الجمعيات محل الدراسة تتراوح‬
‫بين أقل من عشرين عضوا وأكثر من مائتي عضو‪ ،‬حيث أن أقل نسبة في الجدول وهي ‪ %32‬تمثل‬
‫الجمعيات التي يتراوح عدد المنخرطين بها مابين ‪ 63‬و‪ 033‬عضو‪ ،‬أما أعلى نسبة فهي ‪%01‬‬
‫وتمثل الجمعيات التي يتراوح عدد المنخرطين بها ما بين ‪ 03‬و‪ 13‬عضوا‪ ،‬وكذلك الجمعيات التي‬
‫يفوق عدد المنخرطين بها أكثر من ‪ 033‬عضو‪ ،‬وتتساوى نسبة الجمعيات التي يبلغ عدد منخرطيها‬
‫ما بين ‪ 13‬و‪ 63‬عضوا مع نسبة الجمعيات التي يقل عدد منخرطيها عن ‪ 03‬عضوا‪ ،‬إذ تمثل‬
‫‪ ،%06‬وتقترب منها نسبة الجمعيات التي يتراوح عدد المخرطين بها ما بين ‪ 033‬و‪ 033‬عضو إذ‬
‫تمثل ‪.%00‬‬

‫يمثل عدد المنخرطين مؤشرا هاما على نشاط الجمعية ونجاحها وبالتالي قدرتها على‬
‫استقطاب المتطوعين‪ ،‬ويمثل هذا الجدول أعداد المنخرطين بالتقريب في الجمعيات التي شكلت عينة‬
‫الدراسة‪ ،‬حيث أن معظم رؤساء هذه الجمعيات لم يذكروا بالتحديد أعداد المتطوعين وإنما كان ذلك‬
‫بشكل تقريبي‪ .‬ومن خالل هذه البيانات نالحظ أن نسبة ‪ %06‬من الجمعيات المكونة لعينة الدراسة ال‬
‫تملك أكثر من عشرين عضوا‪ ،‬وجلها تحتفظ بنفس تعداد األعضاء المؤسسين لها والذين يشكلون‬
‫النصاب القانوني الض روري لتأسيس الجمعية أي أن حجم االستقطاب لديها يؤول إلى االنعدام‪ ،‬ونسبة‬
‫‪ %01‬من الجمعيات يتراوح بين ‪ 03‬و‪ 13‬عضوا‪ ،‬وهي أيضا داللة على ضعف االستقطاب خاصة‬
‫إذا أخذنا بعين االعتبار مدة نشاط وأقدمية هذه الجمعيات‪ ،‬وهو ما ينم عن ضعف قدرة هذه الجمعيات‬
‫على االستقطاب من جهة‪ ،‬وقلة الثقافة الجمعوية من جهة أخرى أو ثقافة االنخراط والتطوع ضمن‬
‫النشاط الجمعوي كما أكد لنا غالبية المبحوثين‪ ،‬حيث أن األفراد في المجتمع بمختلف فئاتهم ال يميلون‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫إلى االنخراط في الجمعيات بشتى أنواعها‪ ،‬كما أن رؤساء الجمعيات والفاعلين فيها أيضا ال يهتمون‬
‫باستقطاب المتطوعين وزيادة عدد المنخرطين‪ ،‬وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها أن طبيعة النشاطات‬
‫الجمعوية المقامة عموما ال تحتاج إلى عدد كبير من المتطوعين وهو ما تمت مالحظته ميدانيا من‬
‫خالل حضور العديد من النشاطات الجمعوية‪ ،‬ومعظم العمل أو "التعب" كما عبر عنه المبحوثون‬
‫يكون فقط على رئيس الجمعية وحدة أو على مجموعة قليلة جدا من أعضاء المكتب‪ ،‬أما بقية‬
‫المنخرطين فهم يمثلون جانبا شكليا ال غير‪.‬‬

‫أما الجمعيات التي يفوق عدد منخرطيها ‪ 033‬عضو وتمثل نسبة ‪ %01‬وعلى الرغم من‬
‫أنها نسبة معتبرة فهي تمثل عموما الجمعيات ذات الطابع الوطني ولهذا فإنها تمتلك قدرة أكبر على‬
‫االستقطاب رغم أن نشاطاتها أيضا –وعلى غرار بقية الجمعيات األخرى‪ -‬ترتكز على مجموعة‬
‫صغيرة من األفراد‪.‬‬

‫من خالل ما رأيناه سابقا يمكن اعتبار أن عدد المنخرطين ال يمثل معيارا صادقا لمدى نشاط‬
‫الجمعية وقدرتها على العطاء والمساهمة في التنمية عموما‪ ،‬وذلك ألنه مرتبط بثقافة المجتمع التي لم‬
‫تستوعب بعد أهمية النشاط الجمعوي‪ ،‬وأبعاد المواطنة‪ .‬ولهذا تبقى أعداد المنخرطين في عمومها‬
‫حبرا على ورق أو مجرد أرقام ال تعكس الواقع الذي يؤكد أن كل العمل يعتمد على رئيس الجمعية‬
‫فقط أو على عدد جد قليل من أعضائها‪.‬‬

‫وحيث أن عدد المنخرطين ال يؤخذ كمعيار من طرف السلطات المعنية لتقييم الجمعية من‬
‫حيث قوتها ونشاطها ومن ثم مساعدتها وتدعيمها‪ ،‬ولهذا فإن االهتمام باستقطاب المتطوعين أو توعية‬
‫المجتمع في هذا المجال يبقى قاصرا بالنسبة لنشاطات واهتمامات هذه الجمعيات (آخر اهتماماتها)‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬كيفية اختيار أعضاء مكتب الجمعية‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪84‬‬ ‫‪10‬‬ ‫باالنتحاب‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بالتعيين‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بعضهم باالنتخاب وبعضهم بالتعيين‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يبدو من خالل الجدول أن النسبة العظمى من الجمعيات المكونة للعينة وهي ‪ %21‬تختار‬
‫أعضاء المكتب عن طريق االنتخاب‪ ،‬في حين أن ‪ %2‬يختارون بعض األعضاء عن طريق‬
‫االنتخاب والبعض األخر بالتعيين‪ ،‬ونفس النسبة من الجمعيات تحدد أعضاء مكتبها بالتعيين فقط‪.‬‬

‫يتضح من خالل معرفة كيفية اختيار أعضاء مكتب الجمعية مدى ممارسة أبجديات العملية‬
‫الديمقراطية في داخل المنظمة الجمعوية وبالتالي تجسيدها فعليا ألحد المبادئ األساسية لمفهوم‬
‫المجتمع المدني والمتمثل في التداول على السلطة وقبول االختالف وقبول اآلخر والحل السلمي‬
‫للصراع واالختالف عن طريق الحوار والتسامح‪ ،‬وهي كلها مالمح ديمقراطية تبدأ من خالل طريقة‬
‫اختيار القادة‪ ،‬وهو ما يبينه هذا الجدول‪.‬‬

‫ويتضح من هذه البيانات أن غالبية الجمعيات تعتمد على االختيار الديمقراطي لقادتها مجسدة‬
‫بذلك جزءا من أبجديات العملية الديمقراطية‪ ،‬في حين أكد رؤساء الجمعيات الذين صرحوا‬
‫باستخدامهم ألسلوب التعيين أن ذلك راجع لضرورة موضوعية تتمثل في الخبرة والتخصص‪ ،‬حيث‬
‫يشمل ذلك خاصة المناصب التي تتطلب بعض الخبرة مثل أمين المال أو الرئيس‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)01‬تجديد مكتب الجمعية‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪64‬‬ ‫‪00‬‬ ‫بشكل دوري‬
‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫عند الضرورة‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لم يسبق ذلك‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يشير الجدول إلى أن أكبر نسبة من الجمعيات المشكلة للعينة وهي ‪ %61‬تجدد مكتبها بشكل‬
‫دوري‪ ،‬في حين أن ‪ %03‬منها ال تجدد مكتبها إال عند الضرورة‪ ،‬بينما ‪ %06‬من العينة لم يسبق‬
‫لهم تجديد مكتبهم منذ تأسيس الجمعية‪.‬‬

‫يعتبر تجديد مكتب الجمعية مؤشرا هاما آخر على المالمح الديمقراطية للبناء المؤسسي‬
‫الجمعوي‪ ،‬حيث أن األعراف الديمقراطية تشير إلى تجديد مكتب الجمعية بشكل دوري منتظم‪ ،‬سواء‬
‫بتجديد الثقة في المكتب السابق أو اختيار أعضاء جدد عن طريق االنتخاب وهو ما يتيح فرصة‬
‫التداول على السلطة بشكل سلمي‪ ،‬وبما يخدم أهداف المنظمة والمصلحة العامة للمجتمع أو للفئة‬
‫المستهدفة من نشاطها‪ ،‬وهو المؤشر الذي يبينه الجدول‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)01‬تغيير أعضاء مكتب الجمعية‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪16‬‬ ‫‪02‬‬ ‫نعم‬
‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل الجدول أن النسب متقاربة على العموم حيث أن ‪ %16‬من الجمعيات محل‬
‫الدراسة سبق لها تغيير أعضاء مكتب الجمعية‪ ،‬في حين أن ‪ %11‬من الجمعيات لم يسبق لها أن‬
‫غيرت أحدا في مكتبها‪.‬‬

‫يمثل تغيير أعضاء المكتب جزئيا أو كليا داللة على الممارسة الديمقراطية من خالل عملية‬
‫التداول على المناصب القيادية بشكل عام‪ ،‬ومن خالل هذا الجدول نسجل تغيير أعضاء مكتب الجمعية‬
‫من عدمه لدى الجمعيات المدروسة‪ ،‬حيث تتقارب النسب بين الجمعيات التي تم فيها تجديد مكتب‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫الجمعية‪ ،‬وتلك التي لم يسبق لها القيام بذلك‪ ،‬مع غلبة نسبة األولى على األخيرة‪ ،‬وبغض النظر عن‬
‫األسباب الفعلية للعملية فإن ذلك يعد مؤشرا صحيا يسمح ألعضاء الجمعية باكتساب ثقافة‬
‫الديمقراطية‪ ،‬من خالل عمليات الترشح وانتخاب لهذه المناصب الشاغرة‪ ،‬والحل السلمي للخالفات‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى ال يمكن اعتبار نسبة الجمعيات التي سبق أن غيرت أعضاءا في مكتبها نسبة‬
‫كبيرة إذ يفترض أن تقوم جل الجمعيات بهذه العملية‪ ،‬غير أن المالحظة الواقعية أثبتت أن عمليات‬
‫التغيير هذه على قلتها ال تعود ألسباب ديمقراطية بحتة وإنما ترجع في معظمها ألسباب متعددة‬
‫مرتبطة في كثير من األحيان بأمور شخصية كالوفاة واالنتقال للسكن في منطقة أخرى أو االستقالة‬
‫ألسباب شخصية‪ ،...‬وفي هذا السياق تعتبر نسبة الجمعيات التي لم يسبق لها أن غيرت أعضاء مكتبها‬
‫ولو جزئيا وتمثل ‪ %11‬نسبة كبيرة وغير صحية تدل على عدم النضج الكافي للممارسة الديمقراطية‬
‫في الجمعية‪ ،‬إذ ال يكفي التعيين باالنتخاب لألعضاء القياديين‪ ،‬بل يجب تجديد الثقة فيهم أو إتاحة‬
‫الفرصة لمن هم أكثر كفاءة وقدرة على تقديم األفضل للجمعية والمجتمع وذلك بشكل دوري‪ ،‬حتى‬
‫تضمن الجمعية استمرار بذل الجهد والسعي الدائم نحو األفضل‪ ،‬واالستفادة من األخطاء عن طريق‬
‫التغذية الراجعة‪ ،‬ومحاسبة األفراد على تقصيرهم حتى وإن كانوا أعضاء مؤسسين‪ ،‬فليس ألحد‬
‫حصانة أو عصمة ولكن الجميع سواسية‪ ،‬وليست الجمعية ملكية ألشخاص بعينهم ولكنها ملك‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)06‬عدد رؤساء الجمعية منذ تأسيسها‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪52‬‬ ‫‪06‬‬ ‫رئيس واحد‬
‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫رئيسان‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ثالث رؤساء‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أكثر من ثالث رؤساء‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل الجدول أن أكبر نسبة من الجمعيات المكونة للعينة وتمثل ‪ %10‬لم يترأسها‬
‫منذ نشأتها سوى رئيس واحد لم يتغير‪ ،‬في حين أن ‪ %01‬من هذه الجمعيات تم تغيير رئيسها مرة‬
‫واحدة‪ ،‬بينما ‪ %00‬من الجمعيات تداول على رئاستها ثالثة رؤساء‪ ،‬وهي نفس نسبة الجمعيات التي‬
‫تداول على رئاستها أكثر من ثالثة رؤساء أي ‪ %00‬مع مالحظة أن هذه الفئة األخيرة تضم باألساس‬
‫الجمعيات التي تشكل فروعا لمنظمات وطنية‪.‬‬

‫يؤكد التداول على رئاسة الجمعية الممارسة الديمقراطية في الجمعية فمن السهل تغيير بعض‬
‫أعضاء المكتب ولكن تغيير رئيس الجمعية من الصعب بمكان إذا لم تكن تمتلك فعال ثقافة ديمقراطية‪،‬‬
‫وهي اإلشكالية التي تعاني منها كثير من المنظمات المدنية في الجزائر على غرار األحزاب السياسية‬
‫مثال أو النقابات أو المنظمات الوطنية مثال‪ ،‬حيث يندر أن نجد رئيس منظمة منها قد تغير بشكل‬
‫سلمي وديمقراطي لعدة سنوات أو عقود‪.‬‬

‫ومن خالل هذا الجدول نالحظ تغير رؤساء الجمعيات من خالل معرفة عدد الرؤساء الذين‬
‫تداولوا على هذه الجمعيات منذ تأسيسها‪ ،‬إذ نالحظ أن أكثر من نصف الجمعيات المكونة للعينة لم‬
‫يسبق لها تغيير رئيسها الذي بقي ثابتا في منصبه منذ تأسيس هذه الجمعية‪ ،‬وهو أمر يدل على ضعف‬
‫مستوى الديمقراطية الممارسة فعليا في هذه المنظمات‪ ،‬ونسبة الجمعيات التي سبق أن تغير رئيسها‬
‫ولو لمرة واحدة هو ‪ %12‬من الحجم الكلي للعينة وهي نسبة ضئيلة بالمقارنة مع ما هو مطلوب‪ ،‬كما‬
‫أنها لم تكن جميعها في إطار عملية تغيير تقليدية وعادية وإنما كانت في جزء كبير منها عائدة إلى‬
‫ظروف شخصية متعلقة بالرئيس المستقيل‪.‬‬

‫في حين يمكن اعتبار نسبة من الجمعيات التي تم تغيير رئيسها ثالث مرات أو أكثر وهي تمثل‬
‫في مجموعها ‪ %00‬هي النسبة التي تمكنت من االكتساب التدريجي للتقاليد الديمقراطية التي تجعل‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫من الجمعية مؤسسة قائمة بذاتها مستقلة عن األشخاص المؤسسين لها أو القياديين فيها‪ ،‬أو أنها‬
‫بالتعبير الشائع "مؤسسة ال تزول بزوال الرجال"‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن جل الجمعيات التي سجلت‬
‫تداول أكثر من ثالثة رؤساء على قيادتها هي فروع محلية لمنظمات ذات طابع وطني‪ ،‬وهو ما‬
‫أكسبها مزيدا من الخبرة والتقاليد الديمقراطية‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬اجتماع الجمعية العامة‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪06‬‬ ‫‪00‬‬ ‫بصفة دورية‬
‫‪10‬‬ ‫‪00‬‬ ‫حسب الحاجة والظروف‬
‫‪03‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال يجتمع إال نادرا‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫يتم االلتقاء بشكل مستمر دون الحاجة إلى اجتماعات‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل الجدول أن ‪ %06‬فقط من الجمعيات المكونة للعينة تقوم باستدعاء الجمعية‬
‫العامة بصفة دورية‪ ،‬أما النسبة المتبقية فإنهم ال يجتمعون إال نادرا بنسبة ‪ ،%03‬أو أنهم يجتمعون‬
‫حسب الحاجة والظروف بنسبة ‪ ،%10‬وقد صرح ‪ %00‬من المبحوثين أنهم ال يحتاجون أصال إلى‬
‫الجمعية العامة باعتبار أنهم يلتقون بشكل مستمر‪.‬‬

‫يفترض حسب القوانين األساسية للجمعيات أن تجتمع الجمعية العامة لها بصفة دورية من أجل‬
‫ممارسة الصالحيات المخولة لها والمتمثلة أساسا في مناقشة مختلف جوانب نشاط الجمعية سواءا كان‬
‫ذلك متعلقا بالجوانب المالية واستغالل الموارد البشرية‪ ،‬أو األنشطة أو الجوانب القانونية‪ ،‬أو العالقات‬
‫داخل الجمعية أو خارجها وذلك بما يتفق مع رسالة الجمعية وأهدافها‪ .1‬وهو ما يعطيها الطابع‬
‫المؤسسي‪ .‬غير أن الواقع أن كثيرا من الجمعيات ال تطبق قوانينها األساسية‪ 2‬التي تظل في األساس‬
‫مجرد إجراء بروتوكولي من أجل الحصول على االعتماد ثم يحال على األرشيف‪ .‬ومن خالل هذا‬
‫الجدول نالحظ أن ‪ %06‬فقط من هذه الجمعيات تلتزم بعقد جمعياتها العامة في آجالها القانونية‬
‫وبشكل دوري‪ ،‬في حين أنها تبقى لدى الغالبية الباقية مجرد حبر على ورق‪ ،‬أو مجرد بروتوكول‬
‫ليس له أية أهمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬حسين جمعة‪ :‬الجمعيات والمؤسسات األهلية‪ ،‬مكتب الدراسات واالستشارات الهندسية‪ ،‬مصر‪ ،4002 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ :2‬أنظر القانون األساسي للجمعيات ضمن مالحق الدراسة (الملحق رقم ‪.)2‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)02‬وجود تعاون مع جمعيات أخرى ونوعها‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪%46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تعاون مع جمعيات محلية‬
‫‪%24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تعاون مع جمعيات وطنية‬
‫‪%16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تعون مع جمعيات دولية‬
‫‪%34‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال وجود ألي تعاون‬
‫نالحظ من خالل بيانات هذا الجدول أن ‪ %16‬من الجمعيات المدروسة قد سبق لها التعاون‬
‫مع جمعيات أخرى ذات طابع محلي‪ ،‬في حين أن ‪ %01‬من هذه الجمعيات قد سبق لها التعاون مع‬
‫جمعيات ذات طابع وطني‪ ،‬و‪ %06‬منها فقط قد سبق لها التعاون مع جمعيات ذات طابع دولي‪ .‬وفي‬
‫المقابل نجد أن ‪ %01‬من العينة لم يبق لها التعاون مع أية جمعية أخرى‪ ،‬ما يعني أن نسبة الجمعيات‬
‫التي تحاول التنسيق والتعاون مع غيرها من الجمعيات هي ‪.%66‬‬

‫جدول رقم(‪ :)09‬مجاالت نشاط الجمعيات محل التعاون‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪%06.06‬‬ ‫‪00‬‬ ‫فقط من نفس المجال‬
‫‪%60.61‬‬ ‫‪00‬‬ ‫من مجاالت مختلفة‬
‫‪%033‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المجموع‬
‫يبين الجدول أن ‪ %06.06‬من الجمعيات التي تقوم بالتعاون فقط مع نظيرتها في نفس مجال‬
‫التخصص‪ ،‬بينما النسبة األكبر وهي ‪ % 60.60‬فهي تتعاون مع جمعيات من مختلف المجاالت‬
‫وليس فقط ذات نفس التخصص‪.‬‬

‫يشير تنسيق الجهود فيما بين الجمعيات إلى مستوى تكتلها ومحاولتها خلق قوة تأثير على‬
‫الساحة السياسية واالجتماعية من خالل تكاتفها وتعاونها‪ ،‬كما أن تدعيمها لبعضها البعض يساعدها‬
‫على التطور واكتساب الخبرة والتأثير أكثر على الفئات المستهدفة‪ .‬ويمكن أن تنسق الجمعية مع‬
‫جمعيات محلية من نفس المجال أو من مختلف المجاالت على أساس أن هناك دائما روابط وانشغاالت‬
‫مشتركة‪ ،‬كما يمكن للجمعية أن تتعاون مع منظمات وطنية أو دولية‪ ،‬أو تنظم إلى تنسيقات جمعوية‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫وطنية أو حتى دولية بحسب ما يسمح به القانون‪ ،1‬وكل ذلك يكسبها خبرة وقوة‪ .‬ومن خالل هذا‬
‫الجدول نالحظ مدى وجود تعاون بين الجمعيات محل الدراسة وغيرها من المنظمات الجمعوية‪ ،‬وهو‬
‫يعود بالدرجة األولى إلى تعدد االنتماء الجمعوي ألعضاء أو لرؤساء هذه الجمعيات كما رأينا في‬
‫جدول سابق‪ ،‬ويعود أيضا إلى توفر وسائل األتصال الحديثة التي تسمح بالنقاش والتحاور والتنسيق‬
‫مع جمعيات متنوعة من أجل اكتساب الخبرة أو التعاون على تحقيق أهدافها‪ .‬ومع أن األرقام التي‬
‫يقدمها الجدول قد تبدو مقبولة إلى حد ما إال أن طبيعة التنسيق بين الجمعيات أو مجاالته تبين أن هذه‬
‫العملية التصل أبدا في الواقع إلى المستوى المطلوب‪ ،‬حيث أن مجاالت التعاون عموما تتمحور حول‬
‫تبادل المعلومات أو االشتراك في بعض األنشطة البسيطة (تنظيم معرض أو ملتقى حملة تطوعية‪)...‬‬
‫وخاصة فيما يتعلق بالجمعيات المحلية‪ ،‬أو تلقي المساعدات (المادية أو الفنية) من المنظمات األكبر‬
‫حجما (الوطنية او الدولية) مع أنه في حالة المنظمات الدولية فإن قانون الجمعيات يتعامل بحذر شديد‬
‫مع هذا الموضوع ويضبطه بشكل مبالغ‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)03‬العضوية في اتحادات أو تنسيقيات معينة‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪76‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ أن معظم الجمعيات (أي نسبة ‪ )%06‬ال تنتمي إلى أي اتحاد جمعوي‪ ،‬في حين أن‬
‫‪ %01‬فقط منها تنظم إلى تنسيقيات واتحادات مختلفة‪.‬‬

‫يبين هذا الجدول أن ‪ %06‬من الجمعيات النشطة في مدينة بسكرة ال تنتمي إلى أي اتحادات أو‬
‫تنسيقيات جمعوية‪ ،‬وهو مايؤكد النقص الكبير في مجال التنسيق المنظم والمستمر بين الجمعيات وهو‬
‫ما يؤكد أيضا ما ذهبنا إليه في تحليل الجدول السابق‪ ،‬حيث أن عضوية الجمعية في اتحادات أو‬
‫تنسيقيات جمعوية معينة هو مؤشر على جدية اهتمام الجمعية بالتعاون والتزامها به بشكل واضح‬
‫ومستمر من خالل العضوية واالنتماء الرسمي في مختلف هذه التنظيمات التي تحاول خلق تكتل‬
‫تتعاون من خالله مختلف الجمعيات المنتمية إليه على دعم بعضها البعض الكتساب القوة والقدرة على‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬أنظر قانون الجمعيات ضمن المالحق (ملحق رقم ‪.)1‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫إحداث التغيير في مجال تخصصها‪ ،‬وتعرف الساحة الوطنية العديد من هذه التنسيقيات على غرار‬
‫أكاديمية المجتمع المدني مثال‪.‬‬

‫من خالل الجدولين السابقين نالحظ أن فكرة التنسيق في العمل بين مختلف المنظمات المدنية ال‬
‫تزال منقوصة بشكل كبير وتحتاج إلى مزيد من التوعية والدعم والتشجيع من أجل تفعيل المجتمع‬
‫المدني بشكل أكثر قوة وفعالية‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬مصادر تمويل الجمعيات‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪48‬‬ ‫‪01‬‬ ‫اشتراكات األعضاء‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بيع سلع أو تقديم خدمات معينة أو نشاطات‬
‫‪36‬‬ ‫‪02‬‬ ‫تبرعات أو هبات أفراد أو مؤسسات‬
‫‪82‬‬ ‫‪10‬‬ ‫دعم الدولة‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مساعدة منظمات أو هيئات دولية‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫دعم من أحزاب ومنظمات وطنية‬
‫من خالل البيانات الموضحة في الجدول نجد أن أكبر نسبة من الجمعيات المكونة للعينة‬
‫وتمثل ‪ %20‬تعتمد بشكل أساسي على الدعم المادي المقدم من طرف الدولة في تمويل أنشطتها‪،‬‬
‫وتليها اشتراكات األعضاء بنسبة ‪ ،%12‬وفي المرتبة الثالثة تأتي التبرعات أو الهبات التي تتحصل‬
‫عليها الجمعيات من مواطنين أو جهات مختلفة بنسبة ‪ ،%06‬ثم نجد ‪ %03‬من هذه الجمعيات‬
‫تتحصل على دعم مادي من أحزاب ومنظمات وطنية‪ ،‬وهي نفس نسبة الجمعيات التي تتمكن من‬
‫تمويل نشاطاتها من خالل بيع سلع أو تقديم خدمات أو نشاطات معينة‪ ،‬ولم تظهر في العينة أية جمعية‬
‫تتلقى مساعدات من منظمات أو هيئات دولية‪.‬‬

‫يعتبر مصدر تمويل الجمعية عنصرا مفصليا في تحديد مدى استقالليتها عن الدولة أوال وعن‬
‫الجهات المانحة ثانيا‪ ،‬كما أنه يعبر بشكل جوهري عن مدى قدرة الجمعية على تجسيد برامجها‪،‬‬
‫ونجاحها كمؤسسة قائمة بذاتها قادرة على التكفل باألعباء المنوطة بها‪ .‬وهناك عدة مصادر يمكن‬
‫للجمعيات أن تحصل من خاللها على التدعيم المالي والمادي لبرامجها ونشاطاتها‪ ،‬ويتضح من هذه‬
‫البيانات المذكورة في هذا الجدول أن االعتماد على إعانات ومساعدات الدولة يشكل محورا أساسيا‬
‫لتمويل أنشطة غالبية هذه الجمعيات (‪ ،)%20‬وهو أمر يشكل خطرا كبيرا على استقاللية هذه‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫الجمعيات التي يفترض بها أن تمارس دورا رقابيا على الدولة (كدور من بين أدوار المجتمع المدني)‪،‬‬
‫فكيف يعقل أن تتمكن من الرقابة على الدولة والحد من تغولها وسيطرتها إذا كانت ترتبط في وجودها‬
‫أصال بالمساعدات المادية التي تتلقاها من هذه الدولة‪ ،‬كما أن المؤسسات التي تعجز عن إيجاد آليات‬
‫لتمويل أنشطتها "البسيطة" هي أعجز بالضرورة عن إيجاد آليات لمواجهة سلطة الحكومة وتسلطها‪.‬‬
‫وهي لكي تتحصل على هذا التمويل ينبغي أن تخضع بالضرورة لشروط ورغبات الممول وأن تنال‬
‫رضاه‪ .‬وخاصة في ظل عدم وجود قوانين واضحة تبين معايير وأسس تقييم الجمعيات وتمويلها‪،‬‬
‫وإنما يرجع ذلك كما أشار الكثير من رؤساء الجمعيات إلى "شطارة رئيس الجمعية"‪.‬‬

‫أما النسبة الثانية في ‪ %12‬وتمثل الجمعيات التي تمثل اشتراكات أعضائها مصدرا من‬
‫مصادر تمويلها‪ ،‬ورغم أن اشتراكات األعضاء تكون بمبالغ رمزية غير أن العديد من رؤساء‬
‫الجمعيات أكدوا أن األعضاء ال يلتزمون بدفع اشتراكاتهم بشكل دوري ومستمر‪ ،‬وخاصة في ظل‬
‫األعداد البسيطة للمنخرطين في معظم الجمعيات‪ ،‬ما يجعل االعتماد على هذا المصدر للتمويل أمرا‬
‫غير مجد وال يمكن التعويل عليه‪ ،‬ولقد كانت هناك عدة حاالت تمت مالحظتها أين قام رئيس الجمعية‬
‫أو بعض األعضاء النشيطين في الجمعية بالمساهمة في تمويل النشاطات من أموالهم الخاصة‪ .‬تعتمد‬
‫المنظمات المدنية في دول العالم والغرب على الخصوص على اشتراكات األعضاء كمصدر أساسي‬
‫للتمويل غير أن هذه الثقافة تنقصنا بشكل كبير كما أشار بعض رؤساء الجمعيات‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى تساهم التبرعات والهبات في تمويل ‪ %06‬من الجمعيات محل الدراسة‪،‬‬
‫وهذا يعتمد باألساس كما الحظنا على سمعة الجمعية ومدى شعبيتها‪ ،‬وكذلك على العالقات الشخصية‬
‫لرئيس الجمعية وأعضائها الفاعلين مع أرباب العمل ورجال األعمال والنافذين في المجتمع‪ ،‬كما‬
‫أشرنا إلى ذلك في موضع سابق‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بدعم األحزاب والمنظمات السياسية فقد تحفظ العديد من رؤساء الجمعيات على‬
‫اإلشارة إلى عالقتهم بأحزاب سياسية ومنظمات وطنية وذلك نظرا لحساسية هذه النقطة ولم يقر بها‬
‫سوى ‪ %03‬من المبحوثين رغم أن نتائج المقابالت التي تم إجراؤها مع مسؤولي الجمعيات في‬
‫مديرية الشباب والرياضة وكذا مديرية الشؤون العامة والتنظيم وكذلك مدير مكتب حزب ‪RND‬‬
‫وبعض رؤساء الجمعيات أكدوا جميعا العالقة الوطيدة بين العمل الحزبي والعمل الجمعوي وأن معظم‬
‫الجمعيات الناشطة تنضوي تحت لواء أحزاب معروفة‪ ،‬ولهذا يمكن اعتبار أن هذه النسبة (‪)%03‬‬
‫غير معبرة حقيقة عن واقع التمويل الحزبي للنشاط الجمعوي‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫أما نسبة الجمعيات التي تحصل على تمويل من خالل نشاطاتها المختلفة والمتمثلة في تقديم‬
‫بعض الخدمات كالدروس التدعيمية أو التحضيرية مثال‪ ،‬أو النشاطات المختلفة مثل الحفالت‬
‫والرحالت أو العروض المسرحية والسينمائية وغيرها‪ ،‬أو بيع بعض السلع بمبالغ بسيطة كالمنتجات‬
‫النسوية أو الفنية والحرفية وغيرها‪ ،‬كل هذه األمور تسهم في توفير الدعم المادي لـ ‪ %03‬من‬
‫الجمعيات المشكلة لعينة الدراسة‪ ،‬وهي نسبة ضئيلة تنم عن ضعف العائد المادي لدى هذه الجمعيات‬
‫وقلة اإلبداع فيها‪ ،‬رغم أن هذا األسلوب في التمويل مثالي بالنسبة للجمعيات حيث يسمح لها‬
‫باالستقالل في اتخاذ القرار عن الجهات الممولة المختلفة سواءا كانت الدولة أو أطرافا أخرى‪ ،‬كما‬
‫يسمح لها باستقطاب المتطوعين عن طريق إثبات قدرتها على اإلنتاج واإلنجاز‪ ،‬وبالتالي اكتساب‬
‫مصداقية و ثقة لدى الجمهور بشكل عام والفئات المستهدفة بشكل خاص‪.‬‬

‫ومما يلفت االنتباه عدم استفادة أية جمعية من الجمعيات المدروسة من دعم الهيئات‬
‫والمنظمات الدولية مع أن هناك العديد من المنظمات التي تهتم بدعم المجتمعات المدنية المحلية‬
‫والعمل الجمعوي بكل أنواعه‪ ،‬ومن بينها منظمات تنتمي إلى هيئة األمم المتحدة أو جامعة الدول‬
‫العربية وغيرها من المنظمات العالمية المهتمة بمختلف المجاالت خاصو ما يتعلق بحقوق اإلنسان‬
‫والمرأة واألطفال والشباب والصحة والتنمية المحلية ‪...‬وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من الدول‬
‫المتقدمة التي تهتم بتمويل النشاط الجمعوي في دول العالم الثالث عموما عن طريق سفاراتها‪ ،‬وإن‬
‫كانت هذه األخيرة ينظر إليها بحذر خشية وجود أهداف خفية تسعى إليها كالتنصير مثال أو التدخل في‬
‫الشؤون السياسية وغيرها‪ ،‬إال أن مساعدا األمم المتحدة أو جامعة الدول العربية تعتبر حقا تستفيد منه‬
‫العديد من الجمعيات في دول العالم والدول العربية والمجاورة غير أن الجمعيات في الجزائر عموما‬
‫ال تستفيد منه كما ينبغي ألسباب تعود في األصل إلى نقص التوعية‪.‬‬

‫وعلى العموم يمكن استخالص أن الجمعيات بصفة أساسية تعتمد على مساعدات الدولة‬
‫لتمويل نشاطاتها‪ ،‬وتفتقر إلى اإلبداع في إيجاد بدائل أخرى للتمويل‪ ،‬وهو ما يمكن من خالله إدراك‬
‫وفهم ضعف المجتمع المدني وتبعيته للدولة‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬تأثير مصدر التمويل على حرية الجمعيات‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪34‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪66‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل بيانات هذا الجدول أن النسبة األكبر وهي ‪ %66‬من المبحوثين يرون أن‬
‫مصدر التمويل ال يؤثر على حرية الجمعية‪ ،‬في حين أن ‪ %01‬يرون أنه يؤثر عليها‪.‬‬

‫يمكن تفسير هذه األرقام بطبيعة األنشطة الجمعوية الحالية والتي تتسم بشكل عام بالتركيز‬
‫على العمل الخيري والتطوع وتقديم المساعدات كما رأينا في جدول سابق‪ ،‬وأنها تبتعد عن المجاالت‬
‫السياسية والحساسة ما يجعلها ال تتطلب تحكما وحصارا على حريتها على العموم‪ ،‬فهي أقل من أن‬
‫تشكل خطرا على هيمنة الدولة حتى تحتاج إلى توجيهها‪.‬‬

‫في حين يؤكد ‪ %01‬من المبحوثين أن الجهة الممولة تستطيع تقديم توجيهات أو طلبات أو‬
‫شروط مرتبطة بنشاط الجمعية‪ ،‬بحكم أن تقديم اإلعانة ال تضبطه معايير واضحة ومحددة‪ ،‬ولهذا فهو‬
‫يتطلب الحصول على الوالء أو الرضا‪ ،‬ولهذا تسعى المنظمات المدنية الحديثة إلى فك االرتباط‬
‫بتمويل الحكومة أو األحزاب أو بعض الجهات التي يخشى من رغبتها في السيطرة على حرية‬
‫الجمعية والحد منها من خالل فرض شروط مرتبطة بهذا التمويل‪ .‬ولهذا يعتبر تنوع مصادر التمويل‬
‫بالنسبة للجمعية عنصر أمان من هذه الناحية‪ .‬وهو ما يدركه ‪ %01‬فقط من رؤساء هذه الجمعيات‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬كفاية مصادر التمويل لنشاط الجمعيات‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪76‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل بيانات هذا الجدول أن نسبة ‪ %01‬فقط من العينة تمتلك ما يكفيها من‬
‫المصادر المالية ويغطي تكاليف أنشطتها‪ ،‬في حين أن ‪ %06‬من الجمعيات المدروسة ال تحصل على‬
‫التمويل الكافي لنشاطاتها‪.‬‬

‫ويمكن تفسير هذه النتائج على ضوء بيانات الجداول السابقة بضعف أو بعدم وجود تنوع في‬
‫مصادر التمويل بالنسبة لهذه الجمعيات واعتمادها بشكل أساسي على التمويل الحكومي الذي ال يمكن‬
‫أن يرضي جميع هذه المنظمات‪ ،‬إضافة إلى عجز هذه الجمعيات عن توفير مداخيل وعائدات مادية‬
‫من خالل أنشطتها‪ ،‬حيث أن العديد من الجمعيات تتحجج في هذه النقطة بالذات بقانون الجمعيات الذي‬
‫ينص على أنها ال يجب أن تمارس نشاطات مربحة‪ ،1‬غير أن هذا الفهم خاطئ بدليل ممارسة العديد‬
‫من الجمعيات ألنشطة ذات مداخيل رمزية أو بسيطة ال يمكن مقارنتها بأسعار القطاع الخاص‬
‫والمؤسسات االقتصادية مثال‪ ،‬أي أنها ال تشكل أرباحا‪ ،‬ولكنها في المقابل تغطي تكاليف األنشطة التي‬
‫تقوم بها‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فقد حد منع جمع التبرعات الذي أقرته الدولة أثناء العشرية السوداء وخالل‬
‫سريان قانون الطوارئ وذلك خشية استغاللها ألهداف أخرى غير مشروعة‪ ،‬حد ذلك من مصادر‬
‫دخل العديد من الجمعيات التي كانت تعتمد بشكل كبير على هذه العملية‪ ،‬وأصبحت تكتفي بالهبات‬
‫والتبرعات التلقائية التي تحصل عليها من المحسنين‪ ،‬دون أن تتمكن من تنظيم حمالت أو عمليات‬
‫منظمة وواسعة لجمع هذه التبرعات‪.‬‬

‫وعلى العموم يمكن تبرير بساطة األنشطة التي تقوم بها الجمعيات وقلتها بهذا العامل‬
‫المفصلي‪ ،‬حيث الحظنا ميدانيا من خالل حضور العديد من النشاطات الجمعوية أنها نشاطات‬
‫"اقتصادية" ذات إمكانيات بسيطة‪ ،‬وال تتطلب إمكانيات مادية ضخمة‪ ،‬كما أن أغلب هذه الجمعيات‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬أنظر قانون الجمعيات في المالحق (ملحق رقم‪.)1‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫يقوم بعدد محدود جدا من النشاطات سنويا‪ ،‬وقدتمر فترات ركود طويلة ال تمارس فيها الجمعية أي‬
‫نشاط‪ .‬وهو ما يمكن معرفته من خالل المؤشر الموالي‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)01‬النشاطات التي تقوم بها الجمعيات عادة‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪60‬‬ ‫‪03‬‬ ‫محاضرات وملتقيات وأيام دراسية‬
‫‪54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫إصدار مجالت أو منشورات‬
‫‪60‬‬ ‫‪03‬‬ ‫معارض‬
‫‪32‬‬ ‫‪06‬‬ ‫تقديم مساعدات‬
‫‪60‬‬ ‫‪03‬‬ ‫حمالت تطوعية‬
‫‪50‬‬ ‫‪01‬‬ ‫مهرجانات وحفالت وعروض مسرحية‬
‫‪08‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نشاطات رياضية‬
‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫رحالت‬
‫نالحظ من خالل هذا الجدول أن أكبر نسبة من األنشطة المعتادة التي سبق للجمعيات‬
‫المدروسة القيام بها تمثل بالتساوي المحاضرات والملتقيات واأليام الدراسية‪ ،‬والمعارض‪ ،‬وكذلك‬
‫الحمالت التطوعية‪ ،‬كل ذلك لدى ‪ %63‬من الجمعيات المشكلة للعينة‪ ،‬وتليها نسبة الجمعيات التي‬
‫سبق لها إصدار مجالت أو منشورات ما حيث تمثل ‪ %11‬من العينة‪ ،‬ثم المهرجانات أو الحفالت‬
‫والعروض المسرحية بنسبة ‪ %13‬من العينة‪ ،‬وتليها نسبة الجمعيات التي تقوم بتقديم مساعدات لفئات‬
‫معينة وتمثل ‪ ،%00‬الرحالت بنسبة ‪ ،%03‬وأخيرا النشاطات الرياضية بنسبة ‪.%2‬‬

‫إن هذه النشاطات وإن كانت تبدو في نسبها كبيرة فهذا ال يعني أن المجتمع المدني المحلي‬
‫نشيط وإنما يعود إلى طبيعة العينة التي شملت باألساس الجمعيات النشطة في المنطقة وإن كان‬
‫نشاطها نسبيا على العموم‪ ،‬كما أن الجدول هنا ال يوضح الكمية أو استمرارية في نشاط معين‪ ،‬وإنما‬
‫يشير فقط إلى وجوده ضمن السيرة الذاتية للجمعية‪ ،‬فالمقصود هنا ليس رصد حجم النشاطات وإنما‬
‫مالحظة طبيعة ونوعية النشاطات في حد ذاتها واتجاهاتها‪ ،‬ومن خالل الجدول نالحظ أن النشاط‬
‫الجمعوي يغلب عليه الطابع التعليمي التثقيفي والتوعوي‪ ،‬وكذلك الطابع الترفيهي‪.‬‬

‫وهذا النوع من النشاطات عموما تكلفته المادية منخفضة بما يتالءم مع اإلمكانيات المادية‬
‫المحدودة للجمعيات والتي أوضحها الجدول األسبق‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)01‬كيفية تحديد طبيعة وموضوع النشاط‬

‫النسب المئوية ‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫حسب تقدير الرئيس‬
‫‪80‬‬ ‫‪13‬‬ ‫اتفاق بين أعضاء مكتب الجمعية‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اقتراح من السلطات المحلية‬
‫‪16‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اقتراح من الفئات المستهدفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫حسب نشاطات الجمعيات المشابهة‬
‫يظهر من خالل بيانات الجدول أن أكبر نسبة من العينة وتمثل ‪%23‬من الجمعيات تتخذ‬
‫قراراتها فيما يتعلق بتحديد طبيعة األنشطة ومواضيعها باالتفاق بين أعضاء مكتب الجمعية‪ ،‬في حين‬
‫أن ‪ %03‬من المبحوثين يؤكدون أن ذلك يتم بناءا على تقدير الرئيس وحده‪ ،‬وذلك راجع إلى عدم‬
‫االهتمام من طرف األعضاء بالمبادرة واالقتراح حيث ينتظرون قرارات رئيس الجمعية وتكليفهم‬
‫بالمهام المنوطة بهم‪ ،‬كما أكد كثير منهم أن االنتماء إلى الجمعية في كثير من األحيان ال يرافق بنشاط‬
‫فعلي أو اتصال مستمر بحيث يكون هناك تفاعل إيجابي وفعال بين األعضاء‪ ،‬بل يكون العمل في‬
‫معضمه ملقى على الرئيس وحده أو على جد عدد قليل من األعضاء‪.‬‬

‫ونالحظ أيضا أن نسبة ‪ %00‬من المبحوثين يصرحون أنهم يحددون أنشطة الجمعية حسب‬
‫نشاطات الجمعيات المشابهة‪ ،‬حيث على العموم يقومون بتنظيم تظاهرات وأنشطة مماثلة‪.‬‬

‫أما االستجابة لطلبات واقتراحات الفئات المستهدفة فلم يتجاوز‪ ،%06‬وهو ما كان ينبغي أن‬
‫يظهر بنسبة كبيرة للداللة على مستوى تمثيل هذه الجمعيات للفئات المستهدفة من نشاطها‪ .‬حيث كلما‬
‫كانت الجمعية تحقق مطالب واحتياجات الفئات المستهدفة كلما دل ذلك على مستوى تمثيلها‪.‬‬

‫والنسبة نفسها (‪ )%06‬تمثل استجابة السلطات لمطالب السلطات المحلية‪ ،‬وهذه النسبة تحتمل‬
‫تفسيرين أو وجهين‪ :‬الوجه األول وهو إيجابي ويدل على وجود التنسيق مع هذه السلطات من أجل‬
‫تحقيق التنمية على مستوى المجتمع المحلي في مختلف مجاالتها‪ .‬أما الوجه الثاني وهو سلبي ويدل‬
‫على محاولة تدخل الدولة في توجيه نشاطات هذه الجمعيات بما يخدم أهدافها‪ ،‬خاصة إذا أخذنا بعين‬
‫االعتبار أنها مصدر التمويل األساسي لكثير من الجمعيات كما توضحه البيانات السابقة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫مع اإلشارة إلى أن معظم رؤساء الجمعيات أكدوا أن هناك عدة عوامل تساهم في تحديد النشاط‬
‫حسب طبيعة الظروف وطبيعة كل نشاط ومتطلباته‪ ،‬ولهذا اختار أغلبهم أكثر من إجابة واحدة على‬
‫هذا السؤال وهو ما يفسر اختالف مجموع اإلجابات عن مجموع وحدات العينة‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)06‬طبيعة العالقة بين الجمعيات والدولة‬

‫النسب المئوية ‪%‬‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪56‬‬ ‫‪02‬‬ ‫عالقة تمويل‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫عالقة إشراف وتنظيم‬
‫‪56‬‬ ‫‪02‬‬ ‫عالقة تعاون‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫عالقة صراع‬
‫‪36‬‬ ‫‪02‬‬ ‫أخرى تذكر (عالقة سطحية )‬
‫نالحظ من خالل البيانات المرصودة في الجدول أن أعلى نسبة وهي نسبة ‪ %16‬من‬
‫المبحوثين يرون أن العالقة التي تربطهم بالدولة هي عالقة تمويل‪ ،‬ونفس النسبة منهم يرون أن‬
‫عالقتهم بالدولة هي عالقة تعاون‪ ،‬وبدرجة أقل يرى ‪ %06‬من المبحوثين أن عالقتهم بالدولة هي‬
‫عالقة جد سطحية ال تتعدى اإلجراءات القانونية لإلعتماد‪ ،‬أو على حد تعبيرهم " ال توجد عالقة"‪،‬‬
‫بينما يرى ‪ %00‬من المبحوثين أن عالقتهم بالدولة هي عالقة إشراف تمارس فيها الدولة عملية‬
‫تنظيم العمل الجمعوي‪ ،‬وقد أكد ‪ %30‬من المبحوثين أن العالقة بين الجمعيات والدولة هي عالقة‬
‫صراع وهيمنة‪.‬‬

‫يبدو من خالل هذا الجدول أن ‪ %16‬من المبحوثين يرون أن العالقة التي تربطهم بالدولة هي‬
‫عالقة التمويل بشكل أساسي‪ ،‬كما يظهر أن الدولة من خالل مؤسساتها المحلية تحاول أن تتعاون مع‬
‫الحركة الجمعوية وهو ما يؤكده ‪ %16‬من المبحوثين‪ ،‬وال يمكن اعتبار أن التمويل يندرج بالضرورة‬
‫ضمن التعاون فهو قد يتضمن التحكم والهيمنة‪ ،‬بينما التعاون يعني عالقة متبادلة تتضافر فيها الجهود‬
‫الجمعوية مع جهود الدولة لتحقيق أهداف معينة‪ .‬كما أن نسبة معتبرة من الجمعيات التشطة ال تربطها‬
‫أية عالقة مع ال دولة‪ ،‬وهو ما قد يفسر بانتقائية التعاون مع الجمعيات‪ ،‬فالدولة ال تتعاون مع الجميع‬
‫وال تتعامل مع الجميع على حد سواء وإنما هناك معايير غير واضحة لتحديد الجهات المعنية بالعملية‪،‬‬
‫رغم أن جميع هذه الجمعيات تشترك في عنصر النشاط والفعالية (وإن بشكل متفاوت)‪ .‬ونحن هنا ال‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫نجزم بوجود معايير مرتبطة بالعالقات الشخصية أو الحزبية أو الوالء‪...‬وغيرها‪ ،‬وإنما نشير إلى‬
‫انعدام الشفافية في هذا الجانب‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)00‬تأثير هذه العالقة على النشاط الجمعوي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪60‬‬ ‫‪03‬‬ ‫تدعم النشاط‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تعرقل النشاط‬
‫‪30‬‬ ‫‪01‬‬ ‫أحيانا تدعمه وأحيانا تعرقله‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يوضح هذا الجدول أن أكبر نسبة وهي ‪ %63‬تمثل المبحوثين الذين يرون أن طبيعة العالقة‬
‫التي تربط بين الدولة والجمعيات تؤثر إيجابيا على النشاط الجمعوي وتدعمه‪ ،‬في حين أن ‪ %03‬فقط‬
‫من المبحوثين يرون أن هذه العالقة تعرقل النشاط الجمعوي وتؤثر عليه سلبا‪ ،‬أما ‪ %03‬المتبقية من‬
‫المبحوثين فيرون أن هذه العالقة تدعمه أحيانا وتعرقله أحيانا أخرى‪.‬‬

‫نستشف من خالل هذه البيانات أن طبيعة العالقة التي تربط الجمعيات بالدولة في وضعها‬
‫الحالي مرضية لنسبة كبيرة من رؤساء الجمعيات النشطة في مدينة بسكرة (‪ )%63‬حيث أن عملية‬
‫الرعاية المادية التي تمارسها الدولة على هذه الجمعيات تستدر رضاها بالوضع الراهن‪ ،‬في حين أن‬
‫‪ %03‬من المبحوثين يرون أن عالقة الدولة بالجمعيات تكون أحيانا مدعمة وأحيانا معرقلة حيث أنها‬
‫تسهل إنشاء الجمعيات وتحاول دعمها ماديا ومن خالل تقديم بعض التسهيالت المادية كإمكانية‬
‫استغالل القاعات العامة ( قاعة الفكر واألدب مثال أو سينما الزعاطشة‪ )...‬في نشاطاتها‪ ،‬كما مكنت‬
‫العديد من الجمعيات من اتخاذ مقرات لنشاطها في دور الشباب أو الثقافة وغيرها‪ ،‬غير أنها من جهة‬
‫أخرى تشكل عرقلة لها من حيث عدم وجود معايير موضوعية شفافة وواضحة في عمليات المساعدة‬
‫هذه‪ ،‬ما يجعل هذه الفرصة غير متاحة للجميع وبشكل عادل‪ .‬أما ‪ %03‬المتبقية من المبحوثين فيرون‬
‫أن العالقة مع الدولة تشكل عرقلة حقيقية للنشاط الجمعوي حيث أنها تكرس التبعية واالتكالية وتقتل‬
‫روح اإلبداع واالستقاللية‪ ،‬وهي خصائص تتناقض مع روح وفلسفة المجتمع المدني وإن كانت في‬
‫ظاهرها مساعدة له‪.‬‬

‫إن هذه اإلجابات وإن كانت في غالبيتها ال تقر بوجود أي نوع من السلبية واإلعاقة لعمل‬
‫الجمعيات فهي من جهة أخرى تدل على نقص الوعي السياسي لدى هذه الجمعيات التي ترى أن‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫االرتباط المادي بالدولة مساعدا على تفعيل العمل الجمعوي وتطويره‪ ،‬غير مدركة أنه يجعلها كفروع‬
‫لمؤسساتها وتفعيل برامجها وتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫وذلك على الرغم من إشارة عدد قليل من رؤساء الجمعيات أن الدولة لم تنظر أبدا إلى‬
‫الجمعيات كشريك في التنمية أو كمؤسسات مستقلة ناضجة قادرة على النهوض بالمجتمع‪ ،‬بل إن‬
‫البعض قد أكد أن الدولة ترى في المجتمع المدني عموما منافسا لها ولهذا فهي تحاول الحد من نموه‬
‫وقوته من خالل تكريس التبعية لها وتشجيع نمو الجمعيات مثال دون اهتمام بتقييم و تقويم أدائها‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)02‬استجابة السلطات عادة لمطالب الجمعية‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪76‬‬ ‫‪02‬‬ ‫نعم‬
‫‪24‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫تشير بيانات هذا الجدول إلى أن ‪ %06‬من رؤساء الجمعيات المدروسة يقرون بأن السلطات‬
‫تستجيب عادة لمطالب الجمعية أو اقتراحاتها‪ ،‬في حين أن ‪ %01‬من رؤساء الجمعيات يرون أن‬
‫السلطات ال تستجيب عادة لمطالبهم‪.‬‬

‫يمكن تفسير هذه النسب بطبيعة المطالب التي تقدمها هذه الجمعيات غالبا‪ ،‬حيث أن السلطات‬
‫المحلية عادة تميل إلى تلبية مختلف مطالب الجمعيات المرتبطة خاصة بنشاطاتها كتقديم التصريحات‬
‫مثال أو توفير المرافق المالئمة لهذه النشطة أو الدعم المادي لها‪ ...‬وهي النسبة األكبر من متطلبات‬
‫الجمعيات‪ ،‬في حين تتماطل وقد ترفض طلبات الجمعيات إذا كانت مرتبطة باقتراح إصالحات أو‬
‫مشاريع لصالح المجتمع حسب مجال تخصصها‪ ،‬وهذا ما استقيناه عموما من خالل المقابالت‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫وقد أشار عدد من المبحوثين أن تلبية طلبات الجمعية أو االستجابة لمقترحاتها على العموم‬
‫يرجع لشطارة رئيس الجمعية وعالقاته الشخصية مع المسؤولين وقدرته على اإلقناع‪...‬‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪ :)09‬استقاللية الجمعيات عن السلطات المحلية‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪80‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نعم‬
‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يتضح من بيانات هذا الجدول أن ‪ %23‬من أفراد العينة يرون أن جمعياتهم تتمتع‬
‫باالستقاللية عن الدولة‪ ،‬في حين أن ‪ %03‬يرون أن الجمعيات غير مستقلة عن الدولة‪ ،‬وأن عدم‬
‫االستقالل يكمن في أشكال متعددة من الممارسة كما يوضحها الجدول الموالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)13‬أشكال عدم االستقالل‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ضرورة الحصول على إذن مسبق لكل نشاط‬
‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫حقها في رفض وقبول منح اإلذن‬
‫‪00‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ضرورة تقديم تقارير دورية عن النشاطات‬
‫‪00‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الحق في حل المنظمة‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أخرى تذكر‬
‫‪12‬‬ ‫‪01‬‬ ‫لم يجب‬
‫على الرغم من أن ‪ %03‬فقط من المبحوثين من أجابوا بعدم استقاللية الجمعيات غير أن‬
‫‪ %10‬من العينة من أجابوا بأن هناك أشكاال متعددة من عدم استقالل الجمعيات‪ ،‬حيث ظهرت‬
‫ضرورة الحصول على إذن مسبق لكل نشاط كأول شكل من أشكال عدم االستقالل عن الدولة وذلك‬
‫بنسبة ‪ ،%00‬ويليه حق الدولة في قبول ورفض منح اإلذن ألي نشاط وذلك بنسبة ‪ ،%01‬ومن ثم‬
‫ضرورة تقديم تقارير دورية عن النشاطات بنفس النسبة مع امتالك الدولة الحق في حل الجمعية حيث‬
‫تبلغ نسبة المجيبين لهذا الخيار ‪ .%00‬في حين أشار ‪ %1‬من المبحوثين إلى وجود أشكال أخرى‪.‬‬

‫إن عدد المجيبين على هذا السؤال يثير نوعا من التناقض مع إجابات السؤال السابق والممثل‬
‫في الجدول رقم (‪ ،)09‬وهو يدل على نقص الدقة والصراحة في اإلجابة كما يدل أيضا على حذر‬
‫وتردد المبحوثين في تقديم آرائهم بكل صراحة وذلك يرجع لعوامل عديدة أهمها طبيعة المرحلة التي‬
‫تمر بها الجزائر من اضطرابات اجتماعية وسياسية على خلفية الربيع العربي في البلدان المجاورة‪،‬‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫ومن جهة أخرى نقص الثقة الذي تفرضه كواليس الممارسة السياسية لكثير من أفراد العينة وعدم‬
‫استيعاب حقيقة البحث العلمي‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بطبيعة اإلجابات فيبدو أن أكثر ما يزعج رؤساء الجمعيات هو ضرورة‬
‫الحصول على إذن مسبق لمختلف األنشطة‪ ،‬وإمكانية تعسف الدولة في منح هذا اإلذن أو عدم وجود‬
‫معايير شفافة وواضحة تحدد ذلك‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬طبيعة القوانين التي تنظم عمل الجمعيات‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫توفر االستقاللية للجمعية‬
‫‪54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تضع قيودا على حرية واستقالل الجمعية‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ من خالل البيانات المرصودة في هذا الجدول أن ‪ %11‬من المبحوثين يرون أن هذه‬
‫القوانين تضع قيودا على حرية الجمعيات‪ ،‬في حين أن ‪ %16‬يرون أنها جيدة وتوفر االستقاللية‬
‫للجمعيات‪.‬‬

‫إن هذه اإلجابات تتناقض مع سابقاتها المتعلقة بتحديد مدى استقاللية الجمعيات‪ ،‬حيث يرى‬
‫‪ %11‬من المبحوثين أن القوانين تحد من استقالل الجمعيات وتضع قيودا على حريتها‪ ،‬في حين أن‬
‫‪ %16‬فقط يرون أن هذه القوانين جيدة وتوفر االستقاللية للجمعية‪ ،‬وأن مشكل الحركة الجمعوية‬
‫األساسي مرده إلى سوء تطبيق القوانين وليس في نصوص القوانين في حد ذاتها‪.‬‬

‫مع مالحظة أن معظم المبحوثين لم ينتقد أمرا محددا في هذه القوانين عدا ما يتعلق بمنع جمع‬
‫التبرعات حيث أشار إليها مبحوث واحد‪ ،‬ولهذا نستنتج ومن خالل مقابلة بيانات هذا الجدول مع‬
‫بيانات جداول سابقة أن هذه اإلجابات لم ترتكز بشكل أساسي على الخبرة الواقعية للمبحوثين بقدر ما‬
‫عكست تأ ثرهم بما تنقله وسائل اإلعالم عموما من انتقادات سطحية وغير معمقة لهذه القوانين‪ ،‬وهو‬
‫ما يؤكده ابتعاد وعدم ترابط بيانات هذا الجدول مع بيانات الجدولين السابقين وكذلك الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬الحاجة إلى تغيير هذه القوانين‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تمس استقالل الجمعيات‬ ‫نعم‬
‫‪42‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تؤدي إلى تعقيدات بيروقراطية‬
‫‪34‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تعطي الدولة الحق في التدخل في شؤون الجمعيات‬
‫‪6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أخرى‬
‫‪60‬‬ ‫‪03‬‬ ‫مجموع المجيبين بنعم‬
‫‪40‬‬ ‫‪03‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل بيانات هذا الجدول نالحظ أن ‪ %13‬من المبحوثين يرون أن قانون الجمعيات جيد‬
‫ومقبول ينبغي االستمرار في العمل به‪ ،‬بينما ‪ %63‬من المبحوثين يرون أن قانون الجمعيات ينبغي‬
‫تغييره وذلك ألسباب عديدة‪ ،‬حيث أجاب ‪ %10‬من المبحوثين أنه يؤدي إلى تعقيدات بيروقراطية‪،‬‬
‫في حين أجاب ‪ %01‬أنه يعطي للدولة الحق في التدخل في شؤون الجمعيات‪ ،‬بينما أجاب ‪ %00‬أنه‬
‫يمس باستقالل الجمعيات‪ ،‬وأضاف ‪ %6‬من المبحوثين أسبابا أخرى لضرورة التعديل كونه ال يتأقلم‬
‫مع الوضع الحالي‪ ،‬كما أنه ينبغي تعديله بحيث يمنح للجمعيات تدعيما أكبر وصالحيات أوسع‪.‬‬

‫نالحظ من هذه البيانات أن غالبية رؤساء الجمعيات بنسبة تبلغ ‪ %63‬يرون أن القوانين التي‬
‫تسير الجمعيات تحتاج إلى التغيير واإلصالح ألسباب متعددة أهمها تكريسه للبيروقراطية مما يعرقل‬
‫نشاط الجمعيات ويدخلها في متاهات هي في غنى عنها‪ ،‬ما يبعدها عن تحقيق الهدف الذي أسست‬
‫ألجله‪ ،‬وهو سبب رئيسي في عدم نشاط كثير من الجمعيات‪ .‬إلى جانب تمكين هذا القانون للدولة بأن‬
‫تتدخل في شؤون الجمعيات وذلك حسب ما يخدم أهدافها أو أهداف األشخاص الماسكين بزمام‬
‫السلطات المحلية‪ ،‬وذلك عن طريق التعسف في استخدام السلطة لتطبيق النصوص والمواد غير‬
‫الدقيقة أو الواضحة في هذا القانون‪.‬‬

‫إن أول ما يلفت االنتباه في هذه البيانات عدم تطابقها مع بيانات الجدول السابق والتي تمثل‬
‫رأي المبحوثين في طبيعة القوانين التي تحكم العمل الجمعوي ومدى توفيرها لحرية واستقاللية‬
‫الجمعيات‪ ،‬حيث كان ‪ %16‬من المبحوثين يرون أنها جيدة وتوفر االستقاللية‪ ،‬في حين أن الجدول‬
‫الحالي يبين أن ‪ %13‬فقط يرون أنه ال حاجة لتغيير هذه القوانين‪ ،‬أي أن ‪ %6‬على األقل من‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫المبحوثين غير واثقين من إجاباتهم التي كانت متناقضة‪ .‬ومن جهة أخرى رأينا في الجدول السابق أن‬
‫‪ %11‬من المبحوثين يرون أن هذه القوانين تضع قيودا على حرية واستقالل الجمعية‪ ،‬في حين أن‬
‫‪ %00‬فقط من المبحوثين أشاروا في الجدول األخير إلى ضرورة تغيير القانون بسبب مساسه‬
‫باستقالل الجمعيات‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬طلب الدولة من الجمعيات القيام بنشاطات معينة‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪46‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يشير هذا الجدول إلى أن ‪ %11‬من هذه الجمعيات لم يسبق أن طلبت منها الدولة القيام‬
‫بنشاطات معينة‪ ،‬ففي حين أن ‪ %16‬من الجمعيات المدروسة قد سبق لها وأن تلقت من الدولة طلبات‬
‫للقيام بأنشطة معينة‪ ،‬وهي النسبة األقل رغم التقارب بينهما‪.‬‬

‫إن طلب الدولة من الجمعيات القيام بنشاط معين ال يعني بالضرورة إعطاء أوامر فوقية بتنفيذ‬
‫نشاط أو برنامج ما ولكنه قد يكون أيضا طلبا للمساعدة أو المساهمة في تنفيذ برامج أو إحياء مناسبات‬
‫قد تهم الفئات المستهدفة من نشاط الجمعية‪ ،‬وقد الحظنا أثناء ملء استمارة مع إحدى الجمعيات البيئية‬
‫اتصال مديرية البيئة برئيس الجمعية طلبا للقيام بنشاط في مناسبة معينة (إنجاز مداخلة في ملتقى‬
‫حول البيئة)‪ ،‬وذلك يمثل مظهرا من مظاهر الثقة والتكامل التي يفترض بها أن تكون سائدة بين‬
‫المجتمع المدني والدولة‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬تعرض الجمعيات لضغوط السلطات المعنية‪ ،‬وسبب ذلك‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫كثرة النشاط‬ ‫نعم‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫قلة النشاط‬
‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫القيام بمخالفات‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المجموع‬
‫‪48‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ال‬
‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫لم يجيبوا‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يشير هذا الجدول إلى أن ‪ %2‬فقط من الجمعيات المدروسة قد سبق لها التعرض لضغوط من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬وكان ذلك بسبب قلة النشاط أو القيام بنشاطات سببت إحراجا‪ .‬في حين أن ‪ %12‬من‬
‫المبحوثين لم يسبق لهم أن تعرضوا ألي نوع من الضغط‪ .‬بينما لم يجب ‪ %11‬من المبحوثين عن‬
‫هذا السؤال‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬استشارة السلطات المحلية للجمعيات في مجاالت تخصصها‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪20‬‬ ‫‪03‬‬ ‫نعم‬
‫‪36‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ال‬
‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫لم يجب‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫أجاب ‪ %03‬من المبحوثين أن السلطات المحلية قد سبق أن استشارتهم في شؤون تخص مجال‬
‫نشاطهم الجمعوي‪ ،‬في حين أكد ‪ %06‬أن السلطات المحلية لم يسبق لها أن اتصلت بهم لالستشارة أو‬
‫أخذ آرائهم في أي شأن يتعلق بمجال تخصصهم‪ ،‬ولم يجب ‪ %11‬من المبحوثين عن هذا السؤال‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪ :)16‬المساهمة في التنشئة السياسية والديمقراطية للمجتمع المحلي‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪56‬‬ ‫‪02‬‬ ‫نعم‬
‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يبين الجدول أن ‪ %16‬من المبحوثين يرون أن جمعياتهم قد أسهمت في التنشئة السياسية‬
‫والديمقراطية للمجتمع المحلي‪ ،‬بينما يرى ‪ %11‬من المبحوثين أنهم لم يستطيعوا القيام بهذا الدور من‬
‫خالل النشاط الجمعوي‪.‬‬

‫تمثل التنشئة السياسية والديمقراطية للمجتمع المحلي عموما وألعضاء الجمعية وفئاتها‬
‫المستهدفة خصوصا دورا هاما من أدوار المجتمع المدني‪ ،‬وذلك من خالل تعلمهم ألبجديات الممارسة‬
‫الديمقراطية التي تمثل أسلوب حياة بشكل عام ينطلق من مناقشة واحترام آراء اآلخرين وقبول‬
‫االختالف معهم‪ ،‬وانتخاب أعضاء منهم في مكتب الجمعية والتطوع لخدمة أفكارهم وتحقيق‬
‫طموحاتهم وتنمية مجتمعهم كونهم مواطنين واعين بذاتهم ولذاتهم وليسوا مجرد أرقام في إحصائيات‬
‫السكان‪ .‬ومع أن نسبة المجيبين إيجابا هي األكبر (‪ )%16‬مقارنة مع نسبة المجيبين سلبا (‪،)%11‬‬
‫غير أن مستوى إسهام النشاط الجمعوي في التنشئة السياسية والديمقراطية لمختلف شرائح المجتمع ال‬
‫يمثل نسبة كافية بالمقارنة مع ما ينبغي أن يكون من أدوار الجمعيات كجزء من المجتمع المدني‪ ،‬وهذا‬
‫عائد باألساس إلى ضعف االستقطاب من جهة وبالتالي محدودية التأثير بالتنشئة السياسية‬
‫والديمقراطية لألعضاء المستقطبين على قلتهم‪ ،‬ومن جهة أخرى ضعف الممارسة الديمقراطية في‬
‫الممارسة الجمعوية وذلك نظرا لقلة النشاط واالحتكاك والتفاعل‪...‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪ :)10‬المساهمة في رفع الوعي والشعور بالمواطنة لدى أعضاء الجمعية والفئات‬
‫المستهدفة من نشاطها‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪82‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يبن الجدول أن ‪ %20‬من رؤساء الجمعيات المدروسة يرون أنهم يساهمون في رفع الوعي‬
‫والشعور بالمواطنة لدى أعضاء الجمعية والفئات المستهدفة من نشاطها‪ ،‬في حين صرح ‪ %02‬من‬
‫المبحوثين أنهم ال يساهمون من خالل نشاطهم الجمعوي في ذلك‪.‬‬

‫تندرج المساهمة في رفع الوعي والشعور بالمواطنة لدى األعضاء أو الفئات المستهدفة من‬
‫نشاط الجمعية ضمن دور التنشئة السياسية لهم‪ ،‬حيث يمكن للجمعية القيام بهذا الدور من خالل ما‬
‫تقوم به من أنشطة توعوية كالمحاضرات واأليام الدراسية أو الملتقيات والمعارض والمنشورات‬
‫وغيرها من هذه النشاطات الهادفة بشكل أساسي ومباشر إلى رفع الوعي لدى مختلف الفئات‪ ،‬والتي‬
‫رأينا في مواقع سابقة أنها من أكثر النشاطات التي تنظمها الجمعيات المدروسة‪ .‬وقد الحظنا من خالل‬
‫الدراسة الميدانية والنزول إلى الميدان أن مستوى الوعي السياسي والشعور بالمواطنة لدى أعضاء‬
‫الجمعيات بشكل عام والممارسين للنشاط الجمعوي مرتفع بشكل ملحوظ‪ ،‬وهذا راجع إلى عدة عوامل‬
‫أهمها ارتفاع المستوى التعليمي وكذلك أقدمية الممارسة الجمعوية والسياسية لدى العديد منهم كما‬
‫توضحه جداول سابقة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)12‬المساهمة في اتخاذ القرار على المستوى المحلي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪34‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪66‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫من خالل هذا الجدول نالحظ أن ‪ %01‬من المبحوثين يرون أنهم من خالل جمعياتهم‬
‫يساهمون في اتخاذ القرار على المستوى المحلي في حين أن ‪ %66‬يرون أنهم ال يساهمون في اتخاذ‬
‫القرار على المستوى المحلي‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫تعتبر المساهمة في اتخاذ القرار أول خطوة نحو المساهمة في التنمية بمختلف أشكالها‬
‫ومجاالتها‪ ،‬ومن خالل هذا الجدول نالحظ ضعف مشاركة الجمعيات المدروسة في اتخاذ القرار على‬
‫المستوى المحلي سواءا عن طريق تقديم االقتراحات والشكاوى أو تقديم االستشارة والمشاركة في‬
‫االجتماعات مع السلطات المحلية‪ .‬ويمكن تفسير هذه البيانات التي تدل في عمومها على ضعف‬
‫مساهمة الجمعيات المدروسة في اتخاذ القرار على المستوى المحلي بعدم تعامل السلطات المحلية مع‬
‫المنظمات الجمعوية كشريك يمكنه اإلسهام في تنمية ودعم مختلف المجاالت في المجتمع وإنما ينظر‬
‫إليه على أنه عاجز وقاصر على المساهمة في التنمية أو الفعل االجتماعي‪ ،‬ولهذا فالسلطات المحلية ال‬
‫تهتم باستشارة هذه المنظمات الجمعوية في مجاالتها وال تحاول أخذ آرائها وانشغاالتها بعين االعتبار‪،‬‬
‫وتنفرد غالبا باتخاذ القرار على أساس أنها األدرى بأوضاع المجتمع واحتياجاته‪ .‬ومع أن الجمعيات‬
‫التي شملتها الدراسة هي من الجمعيات الناشطة والمعروفة بنشاطها في المنطقة إال أن العديد من‬
‫رؤساء الجمعيات أكدوا أن إسهامهم في اتخاذ القرار مرتبط أساسا "بالشطارة" والعالقات الشخصية‬
‫الجيدة التي تربطهم بالمسؤولين المحليين‪ .‬وليس ذلك مرتبطا بمدى نشاط الجمعية أو صدقها في‬
‫السعي لترقية المجتمع وتطويره‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)19‬المساهمة في ترقية أعضائها والفئات المستهدفة من نشاطها‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪56‬‬ ‫‪02‬‬ ‫نعم‬
‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ أن ‪ %16‬من المبحوثين يرون أنهم أسهموا في الترقية االجتماعية لألعضاء الجمعية‬
‫والفئات المستهدفة من نشاطها ‪ ،‬بينما يرى ‪ %11‬أنهم لم يسهموا في صناعة هذا التحول‪ .‬ويتبين من‬
‫هذه البيانات أن الفرق بين الفئتين غير كبير‪ ،‬مع رجحان كفة الذين يرون أنهم تمكنوا من اإلسهام في‬
‫الترقية االجتماعية لهذه الفئات‪ ،‬حيث أدت مختلف نشاطاتهم إلى إحداث أثر إيجابي سواء على‬
‫األعضاء أو الفئات المستفيدة من هذه النشاطات أو المجتمع ككل‪ ،‬وبالتالي أمكنهم القول أنهم ساهموا‬
‫بطريقة أو بأخرى في التغير االجتماعي كل حسب مجال تخصصه ونشاطه‪ .‬إن المساهمة في تغيير‬
‫أوضاع مختلف فئات المجتمع بشكل عام إلى األفضل‪ ،‬كل حسب مجال تخصصه‪ ،‬من أهم مقومات‬
‫ودواعي وجود المجتمع المدني بمختلف مؤسساته‪ ،‬حيث أن النظريات القديمة والحديثة تصور‬
‫المجتمع المدني على أنه القوة المكملة للجهود الحكومية في تنمية المجتمع‪ ،‬وذلك باالعتماد على‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫تأطير وتوجيه الجهود الشعبية الطوعية من أجل تغيير المجتمع نحو األحسن‪ ،‬وقد الحظنا في الواقع‬
‫أن هناك العديد من هذه الجمعيات تقدم خدمات معتبرة للفئات المستهدفة منها وخاصة في المجاالت‬
‫التربوية والتعليمية لألطفال والنساء وكذا بعض ذوي االحتياجات الخاصة مثل الصم البكم مثال‪.....،‬‬

‫غير أنه في النهاية ال ينبغي النظر إلى ارتفاع نسبة اإلجابة اإليجابية بكثير من التفاؤل فاإلسهام‬
‫الحقيقي في الواقع للجمعيات بسيط جدا وال يكاد يذكر إذا نظرنا إلى ما يعانيه المجتمع من مشاكل‬
‫واحتياجات‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)13‬المساهمة في تنمية المجتمع المحلي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪82‬‬ ‫‪10‬‬ ‫نعم‬
‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ال‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫يبين هذا الجدول أن ‪ %20‬من المبحوثين يرون أنهم بنشاطهم الجمعوي يساهمون في تنمية‬
‫المجتمع بشكل عام‪ ،‬كل حسب مجال تخصصه‪ ،‬بينما يرى ‪ %02‬أنهم ال يرون أن النشاط الجمعوي‬
‫الذي يمارسونه يسهم في تنمية المجتمع‪.‬‬

‫يمكن تفسير هذه النسب بطبيعة النشاط الذي تقوم به هذه الجمعيات‪ ،‬وكذلك طموحهم ومدى‬
‫تحقيق أهدافهم في تنمية المجتمع بشكل ملموس‪ ،‬إلى جانب حجم الجمهور المستهدف ومدى استقطابه‪،‬‬
‫الموارد المادية والبشرية المتاحة‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل الرضى عن الذات‪ ،‬وكذا عنصري الكفاءة‬
‫والفعالية لدى المبحوثين‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم (‪:)10‬عوائق فعالية الجمعيات‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫الخيارات‬


‫‪54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫التمويل‬
‫‪38‬‬ ‫‪09‬‬ ‫الثقافة الجمعوية‬
‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المقرات‬
‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫نقص التطوع‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عدم االستقاللية‬
‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫البيروقراطية‬
‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫غياب التنسيق فيما بين الجمعيات وبينها وبين السلطات‬
‫‪14‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عدم الجدية في العمل‬
‫من السهل الحديث عن المشاكل التي تعاني منها الجمعيات فهناك العديد من النقائص التي‬
‫تروج لها وسائل اإلعالم مثال أو يتم تداولها لدى الرأي العام عموما‪ ،‬غير أن رؤساء الجمعيات‬
‫الفاعلة بإمكانهم تحديد العوائق الحقيقية للنشاط الجمعوي بأكثر دقة ومصداقية‪ ،‬وهو ما يوضحه هذا‬
‫الجدول‪.‬‬

‫من إجابات المبحوثين الموضحة في هذا الجدول نالحظ أن أكثر المشاكل التي تحد من نشاط‬
‫الجمعيات حسب آراء المبحوثين هي إشكالية التمويل وضعف اإلمكانيات المادية لهذه الجمعيات وذلك‬
‫بنسبة ‪ ،%11‬ويليها إشكالية الثقافة الجمعوية‪ ،‬حيث أن نقص الثقافة الجمعوية في المجتمع بشكل عام‬
‫وحتى لدى النخبة بما فيها بعض المنتمين إلى هذه المنظومة الجمعوية‪ ،‬وعدم تفهم أهميتها وأدوارها‬
‫في المجتمع‪ ،‬كل ذلك يشكل عائقا حقيقيا لتفعيل النشاط الجمعوي في المجتمع وذلك حسب رأي ‪%02‬‬
‫من المبحوثين‪ ،‬ثم تأتي بعد ذلك إشكالية نقص المقرات المناسبة بنسبة ‪ %02‬مع أن العديد من‬
‫المبحوثين أشار إلى أن غياب المقرات ال يشكل عائقا حقيقيا وأنهم يستطيعون العمل دون مقرات لو‬
‫توفرت اإلمكانيات المادية والجدية في العمل‪ ،‬ويلي هذا العائق بالتساوي بنسبة ‪ %01‬كل من‪ :‬عدم‬
‫الجدية في العمل‪ ،‬والبيروقراطية‪ ،‬ونقص التطوع‪ .‬وأخيرا يأتي غياب التنسيق فيما بين الجمعيات‬
‫وكذلك بينها وبين السلطات وذلك بنسبة ‪ ،%03‬ويليه عدم االستقاللية بنسبة ‪.%2‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)10‬تأثير ارتباط النشاط الجمعوي بالنشاط الحزبي‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫االختيارات‬


‫‪42‬‬ ‫‪00‬‬ ‫إيجابا‬
‫‪58‬‬ ‫‪09‬‬ ‫سلبا‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬
‫نالحظ أن ‪ %12‬من المبحوثين يرون أن ارتباط النشاط الجمعوي بالنشاط الحزبي يؤثر سلبا‬
‫على النشاط الجمعوي‪ ،‬في حين أن ‪ %10‬من المبحوثين يرون أن لهذا االرتباط تأثير إيجابي‪.‬‬

‫يرتبط نشاط العديد من الجمعيات بشكل مباشر بالنشاط الحزبي‪ ،‬وهو أمر قد يكون له تأثير‬
‫على نشاط هذه الجمعيات من حيث الحجم والنوع‪ ،‬وكذا من حيث تقبل المجتمع له وتفاعلهم معه‪،‬‬
‫ومن خالل الجدول الموالي سنسجل آراء المبحوثين حول تأثير ارتباط النشاط الجمعوي بالنشاط‬
‫الحزبي‪ .‬وقد الحظنا من خالل نزولنا إلى الميدان أن الجمعيات ذات االرتباط مع األحزاب هي‬
‫عموما من أكثر الجمعيات نشاطا وشهرة‪ ،‬وربما يعود ذلك إلى ما تكتسبه من خبرة في القيادة‬
‫والتنظيم والتسيير‪ ،‬وذلك من خالل احتكاكها بالنشاط الحزبي‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الدعم المادي والمالي‬
‫الذي تستفيد منه من هذه األحزاب وهو ما يسهم في تجسيد برامجهما ومشاريعها ونشاطاتها المختلفة‪.‬‬
‫غير أن ‪ %12‬من المبحوثين يرون أن ارتباط النشاط الجمعوي بالنشاط الحزبي يؤثر سلبا على‬
‫النشاط الجمعوي من خالل تحول أهداف النشطاء في المجال الجمعوي من خدمة المجتمع والمصلحة‬
‫العامة إلى الوصول إلى المناصب السياسية العليا وبالتالي التركيز على المصالح الشخصية لهم على‬
‫حساب المجتمع‪ ،‬كما أن االرتباط باألحزاب يؤثر على سمعة الجمعيات على اعتبار أن المجتمع‬
‫والرأي العام يرى في األحزاب صورة سيئة عن أشخاص انتهازيين ومتسلقين وغير صادقين‪،‬‬
‫يسعون فقط إلى الوصول إلى اكتساب السلطة والمكانة االجتماعية دون أدنى اهتمام بالمجتمع‬
‫ومشاكل واحتياجات الشرائح الشعبية العريضة‪ .‬إلى جانب أنه يجعلها عرضة إلى االستغالل في أمور‬
‫ال تمت ألهدافها بصلة مثل تنشيط الحمالت االنتخابية أو الترويج لهذه األحزاب وغيرها‪ .‬وهو ما‬
‫يكرس التبعية لهذه األحزاب واالفتقار إلى االستقاللية واإلرادة الحرة وهو ما يتنافى مع روح المجتمع‬
‫المدني‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫جدول رقم(‪ :)10‬مقترحات لدعم فاعلية الجمعيات‪:‬‬

‫النسب المئوية‬ ‫التكرارات‬ ‫االختيارات‬


‫‪03‬‬ ‫‪01‬‬ ‫الدعم المادي‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تصفية المجال الجمعوي من االنتهازيين‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫توفير فرص تكوين لرؤساء الجمعيات‬
‫‪58‬‬ ‫‪09‬‬ ‫لم يجب‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪13‬‬ ‫المجموع‬

‫لقد أهمل جل المبحوثين اإلجابة عن هذا السؤال‪ ،‬باعتبار أنه كان سؤاال مفتوحا‪ ،‬في حين ركز‬
‫القلة الذين أجابوا عليه على ضرورة توفير الدعم المادي المناسب للفاعلين الحقيقيين في هذا المجال‬
‫بنسبة ‪ ،%03‬وتصفيته من االنتهازيين والطفيليين الذين يشكلون عبئا على العمل الجمعوي بنسبة‬
‫‪ ،%1‬ويشوهون صورته لدى المجتمع والرأي العام ولدى الدولة على حد سواء‪ ،‬وضرورة توفير‬
‫فرص تكوين لرؤساء الجمعيات والراغبين في ممارسة العمل الجمعوي بنسبة ‪.%2‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫ثانيا‪ :‬نتائج الدراسة‬


‫‪ -1‬عرض ومناقشة النتائج وفقا لتساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫أ‪ .‬النتائج المتعلقة بالتساؤل األول‪:‬‬
‫من خالل تحليل البيانات التي تم جمعها من الميدان حول مؤشرات هذا التساؤل‪ ،‬نخلص‬
‫إلى أن النخبة الممثلة للمجتمع المدني تتسم بجملة من السمات‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث السن يغلب على هذه النخبة فئة الكهول‪ ،‬حيث أن أكثر من ‪% 62‬من‬
‫المبحوثين يفوق سنهم ‪ 13‬سنة‪ ،‬وتعد الفئة العمرية مابين ‪ 13‬و‪ 13‬سنة األكثر حضورا حيث أنها‬
‫تشكل ‪ % 16‬من المبحوثين‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الجنس يطغى على هذه النخبة الطابع الذكوري حيث تتجاوز نسبتهم في العينة‬
‫‪ ،%21‬وهي نسبة تؤكد اإلحصائيات الرسمية المقدمة من قبل مديرية الشؤون العامة والتنظيم‬
‫والتي تتجاوز فيها نسبة الحضور النسوي بين رؤساء الجمعيات في والية بسكرة ‪ ،%1.11‬كما‬
‫تتفق مع ما توصلت إليه الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز هذه النخبة بمستوى تعليمي عال حيث تفوق نسبة ذوي التعليم الجامعي (تدرج‬
‫ومابعد التدرج) ‪ ، %61‬وتفوق نسبة ذوي التعليم الثانوي فما فوق ‪.%22‬‬
‫‪ -‬أما فيما يتعلق بالمهن فتظهر بشكل مميز المهن اإلدارية بنسبة ‪ %03‬من العينة‪ ،‬إلى‬
‫جانب المهن التعليمية (مختلف أطوار التعليم) بنسبة ‪ ،%00‬وكذلك الطلبة الجامعيين بنسبة ‪.%01‬‬
‫‪ -‬ومن الناحية المادية فإن ‪ %13‬من المبحوثين من ذوي دخل متوسط يفوق ‪ 13333‬دج‪،‬‬
‫كما أن نسبة البطالين أيضا معتبرة إذ تمثل ‪ %01‬من المبحوثين وهم عموما من الطلبة الجامعيين‪.‬‬
‫‪ -‬يشكل ما نسبته ‪ %22‬أعضاءا مؤسسين للجمعيات التي يرأسونها‪ ،‬بمعنى أن رؤساء‬
‫الجمعيات هم غالبا األعضاء المؤسسون لها‪.‬‬
‫‪ -‬يمثل متوسط األقدمية في ممارسة النشاط الجمعوي لدى عينة البحث ‪ 03.60‬سنوات‪،‬‬
‫بانحراف معياري قدره ‪ 6.00‬سنوات‪ ،‬حيث يمارس ‪ %06‬من المبحوثين منذ أكثر من ‪1‬‬
‫سنوات‪ ،‬ويتجاوز ‪ % 03‬منهم ‪ 03‬سنة من ممارسة النشاط الجمعوي‪.‬‬
‫‪ -‬يمارس ‪ %10‬من رؤساء الجمعيات نشاطا في أكثر من جمعية واحدة‪ ،‬وقد تفوق أحيانا‬
‫‪ 0‬جمعيات‪ ،‬ال تتفق بالضرورة مع طبيعة نشاط هذه الجمعية محل الدراسة وذلك في ‪%69.00‬‬
‫من الحاالت‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫‪ -‬تعتبر الرغبة في المساهمة في تنمية المجتمع الدافع األول لممارسة العمل الجمعوي لدى‬
‫‪ %00‬من المبحوثين‪ ،‬وتليه الرغبة ويليه الرغبة في تكوين عالقات اجتماعية‪ ،‬ثم مساعدة فئات‬
‫ذات أهمية شخصية‪.‬‬
‫‪ -‬وقد سبق ألكثر من ‪ %06‬منهم ممارسة العمل السياسي متمثال في أشكاله المختلفة‪،‬‬
‫وأكثرها االنتخاب وتنشيط الحمالت االنتخابية وذلك بنسبة ‪.%61‬واالنضمام إلى حزب ما بنسبة‬
‫‪ ، %16‬أما الترشح في انتخابات فقد ظهر بنسبة ‪.%03‬‬
‫‪ -‬وهو ما يفسر الطموح السياسي لرؤساء الجمعيات والذي أكده ‪ %01‬من المبحوثين‪،‬‬
‫والذين صرح غالبيتهم أن طموحاتهم تتمثل في الوصول إلى قبة البرلمان وحمل الحقيبة النيابية‬
‫‪ -‬وفي هذا السياق قد استفاد ‪ %03‬منهم من اكتساب خبرة سياسية وقيادية هامة من خالل‬
‫النشاط الجمعوي‪ ،‬بينما تمكن ‪ %62‬منهم من التعرف على مسؤولين في السلطة المحلية وربط‬
‫عالقات معهم من خالل العمل الجمعوي‪ ،‬كما أكد ‪ %61‬منهم تكوين شبكة عالقات اجتماعية هامة‬
‫من خالل هذه الجمعية‪ ،‬كما أكد ‪ %16‬منهم تمكنهم من ربط عالقات مع شخصيات نافذة من خالل‬
‫الجمعية‪.‬‬

‫من خالل ما سبق نخلص إلى أن النخبة المشكلة للمجتمع المدني تتشكل من الذكور في منتصف‬
‫العمر(‪ )13-13‬أفراد ذوي مستوي تعليمي مرتفع‪ ،‬من قطاعات مهنية إدارية أو تعليمية‪ ،‬ذوي دخل‬
‫متوسط‪ .‬وهم جميعا أعضاء مؤسسون لجمعياتهم ويمتلكون خبرة وأقدمية في هذا المجال وانتماءات‬
‫متعددة لجمعيات مختلفة‪ ،‬ويملكون طموحا سياسيا صريحا يتمثل في الوصول إلى البرلمان‪ ،‬ورغم‬
‫اختالف دوافعهم لممارسة النشاط النشاط الجمعوي إال أنهم يهدفون عموما إلى المساهمة في تنمية‬
‫المجتمع‪ ،‬ومن ثم تكوين عالقات شخصية واكتساب خبرة سياسية تساعدهم في تحقيق طموحاتهم‬
‫السياسية‪ ،‬ويشكل االهتمام بالساحة السياسية والفعل السياسي محورا هاما من محاور اهتمام النخبة‬
‫المشكلة للمجتمع المدني حتى أنه قد سبق لغالبيتهم تنشيط حمالت انتخابية‪ ،‬وينتمي ‪%16‬منهم إلى‬
‫أحزاب‪ ،‬وقد سبق لبعضهم الترشح في االنتخابات ‪ .‬وهذا ما يؤيد ما يذهب إليه بعض المفكرين من أن‬
‫هذه النخبة تمارس النشاط الجمعوي عموما طمعا في اكتساب شرعية وتأييد اجتماعي من أجل الولوج‬
‫إلى الساحة السياسية‪ ،‬كما يرى آخرون أن الفاعلين في المجتمع المدني إنما هم من الذين فشلوا في‬
‫المجال السياسي فلجؤوا إلى المجتمع المدني كمدخل آخر‪ ،‬وهذا الطرح غير منسجم مع بيانات‬
‫الدراسة‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫إن هذه الدراسة تبين أن ممثلي المجتمع المدني ليسوا كما يرى هذا االتجاه األخير (من اللذين‬
‫فشلوا في العمل السياسي) وإنما من ذوي الطموح السياسي الكبير غير أنهم دخلوا من باب العمل‬
‫الجمعوي وذلك الكتساب خبرة أكثر وكذا شرعية أكبر على اعتبار أن العمل السياسي في حد ذاته ال‬
‫يحظى بكثير من التقدير واالحترام والشعبية في المجتمعات المحلية على عكس العمل الجمعوي‪ ،‬بل‬
‫إنه ينظر إليه بكثير من الريبة على أنه مجال للمتسلقين واالنتهازيين وليس مجاال للعمل على تنمية‬
‫المجتمع وتطويره بناءا على روح المواطنة‪.‬‬

‫هذه النتائج تتفق عموما مع ما توصلت إليه الدراسات السابقة وخاصة الدراسات األولى‬
‫والثانية والسادسة‪ .‬كما أنها تتفق مع مفهوم غرامشي للمثقف العضوي الذي يجسد روح المجتمع‬
‫المدني ويحمل لواءه‪ ،‬من خالل دمجه للعمل المدني في سياق تكريس تصور محدد للمشروع‬
‫السياسي المهيمن‪ ،‬وهو ما نلمس مالمحه من خالل خصائص هذه النخبة المثقفة أوال ‪ ،‬والتي ينتمي‬
‫قسم كبير منها إلى أحزاب تحمل إيديولوجيات معينة‪ ،‬او طموحهم السياسي الذي ينبئ بقابليتهم‬
‫لتجسيد فكرة المثقف العضوي‪ .‬مع تسجيل مالحظة أخرى أن أكثر الجمعيات نشاطا وفعالية حسب‬
‫المالحظة الميدانية كانت تلك التي ترتبط بشكل كبير بأحزاب معينة‪.‬‬
‫كما يمكن أيضا تفسير هذه النتائج من خالل نظرية اقتراب األصول االجتماعية‪ ،‬والتي‬
‫تشير إلى أن الطبقة الوسطى هي التي تشكل جوهر المجتمع المدني وخاصة في ظل النظام‬
‫الليبرالي و كذلك نظام الدمج الذي تسعى الجزائر إلى االتجاه حذوه‪.‬‬

‫ب‪ .‬النتائج المتعلقة بالتساؤل الثاني‪:‬‬

‫نخلص من خالل البيانات الميدانية إلى جملة من الخصائص التي تميز البنية المؤسسية لمؤسسات‬
‫المجتمع المدني المدروسة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث القدرة على التكيف الزمني نسجل استمرار هذه الجمعيات لفترات من الزمن معقولة من‬
‫الزمن حيث تأسست معضمها في التسعينيات‪.‬‬
‫‪ -‬كما نسجل ضعف القدرة على التكيف الجيلي‪ ،‬حيث أن نسب تداول الرؤساء على الجمعيات‬
‫ضعيفة جدا‪ ،‬نسبة ‪%10‬من الجمعيات لم تغير رئيسها‪ ،‬في حين ‪%01‬غيرت مرة واحدة‪ ،‬كما أنها تتم‬
‫لظروف خاصة واستثنائية‪ ،‬ال بطريقة مرنة تجسد تقاليد الديمقراطية والتداول السلمي على القيادة بين‬
‫األفراد‪ ،‬كما سجلنا أن رؤساء الجمعيات جميعا هم أعضاء مؤسسون لجمعياتهم وبالتالي فإن التداول بين‬
‫األجيال منعدم‪ .‬كما أن هناك تغييرات نسبية وغير داله فيما يتعلق بتغيير المكتب‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫أما فيما يتعلق بالقدرة على التكيف الوظيفي فتمتلك الجمعيات مرونة واسعة لتحديد نشاطها‬
‫وتعديله حسب الظروف‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باالستقالل فمن الواضح أن الجمعيات لديها استقاللية كبيرة من حيث النشأة‪ ،‬غير أنها‬
‫تعاني تبعية كبيرة للدولة من حيث التمويل حيث تعتمد بكل رئيسي على مساعدات الدولة لتمويل‬
‫نشاطاتها (بنسبة ‪ )%20‬وتعجز في مجملها عن إيجاد بدائل وافية للتخلص من هذه التبعية‪ ،‬وهو ما‬
‫يمكن من خالله إدراك وفهم ضعف المجتمع المدني وتبعيته للدولة‪ .‬وما نالحظه هو عدم إدراك رؤساء‬
‫الجمعيات بإمكانية تحكم الدولة في حريتهم بناءا على التمويل‪.‬‬
‫ومن جانب االستقاللية اإلدارية فإن الجمعيات ال تملك حرية مطلقة في إدارة شؤونها‪ ،‬إذ أنها قد‬
‫تكون أحيانا مرتبطة بالحصول على بعض التصريحات‪ ،‬حسب طبيعة النشاط‪ ،‬غير أن ذلك ال يمثل‬
‫عائقا كبيرا حسب رؤساء الجمعيات الذين ال يشعرون بتضييق في هذا الشأن‪.‬‬
‫أما بخصوص مؤشر التعقد فإن الجمعيات تمتلك هيكال إداريا بسيط التعقيد حيث يتكون غالبا من‬
‫الحد األدنى الذي يحدده القانون الداخلي للجمعيات‪ ،‬وال تسعى لتشكيل لجان أو فروع عديدة باعتبار‬
‫صغر حجمها عموما‪ ،‬كما أنها ال تشكل اتحادات أو تنسيقيات فيما بينها على العموم‪ ،‬وإنما يكون‬
‫تعاونها مع جمعيات أخرى بشكل ظرفي‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنها ال تلتزم بقوانينها الداخلية بشكل جاد وصارم‪ ،‬وهذا راجع لطبيعة قناعتهم وإدراكهم‬
‫للعمل الجمعوي‪ ،‬حيث مجد مثال أن ‪ %06‬فقط تلتزم بعقد جمعياتها العامة بشكل دوري‪.‬‬
‫‪ -‬أما االنتشار الجغرافي فهو محدود حيث أن جل هذه الجمعيات تنشط في مجال محلي (بلدية‪-‬‬
‫والية)‪ ،‬إلى جانب ضعف االستقطاب وبساطة األهداف (غير متعددة األهداف) مما يعني ضعف مؤشر‬
‫أما من حيث التجانس فنسجل ضعف الصراعات داخل هذه الجمعيات وذلك بسبب التشارك في‬
‫اتخاذ القرارا‪ ،‬حيث يتم االنتخاب أو االتفاق على مختلف القرارات بدءا باختيار أعضاء المكتب بنسبة‬
‫‪%21‬والرئيس‪ ،‬وصوال إلى تحديد نشاطات الجمعية بنسبة ‪.% 23‬‬
‫ومن هنا يمكن الحكم بضعف البنية المؤسسية للجمعيات عموما وفق مؤشرات نموذج صامويل‬
‫هانينغتون‪ ،‬وهو ما تتفق فيه جل الدراسات السابقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬النتائج المتعلقة بالتساؤل الثالث‪:‬‬
‫يقيم رؤساء الجمعيات طبيعة العالقة التي تربطهم بالدولة وكيفية تعامل الدولة معهم كمنظومة‬
‫مؤسسية ذات إمكانيات تنموية اجتماعية وسياسية بالمفهوم الواسع‪ ،‬بأنها عالقة تمويل‪ ،‬وبدرجة أقل‬
‫عالقة تعاون‪ ،‬لكن ومع أن نسب التمويل والتعاون معتبرة ولكن‪ ،‬فالدولة ال تتعاون مع الجميع وال‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫تتعامل مع الجميع على حد سواء وإنما هناك معايير غير واضحة لتحديد الجهات المعنية بالعملية‪،‬‬
‫رغم أن جميع هذه الجمعيات تشترك في عنصر النشاط والفعالية (وإن بشكل متفاوت)‪ .‬ومع ذلك فهذه‬
‫العالقة مرضية لنسبة كبيرة من رؤساء الجمعيات (‪ )%63‬حيث أن عملية الرعاية المادية التي‬
‫تمارسها الدولة على هذه الجمعيات تستدر رضاها بالوضع الراهن‪ ،‬فهي تسهل إنشاء الجمعيات‬
‫وتحاول دعمها ماديا ومن خالل تقديم بعض التسهيالت المادية كإمكانية استغالل القاعات العامة (‬
‫قاعة الفكر واألدب مثال أو سينما الزعاطشة‪ )...‬في نشاطاتها‪ ،‬كما مكنت العديد من الجمعيات من‬
‫اتخاذ مقرات لنشاطها في دور الشباب أو الثقافة وغيرها‪.‬‬

‫يرى ‪ %23‬من أفراد العينة يرون أن جمعياتهم عموما تتمتع باالستقاللية عن الدولة‪ ،‬بحيث‬
‫أنها ال تتحكم فيهم وال تضيق عليهم‪ ،.‬كما يرى ‪ %66‬من المبحوثين أن الدولة لم يسبق أن تدخلت في‬
‫نشاطهم الجمعوي‪ ،‬رغم أن صرح ‪ %01‬من المبحوثين أن الدولة تتدخل فعال في نشاط الجمعيات‪،‬‬
‫و يتبين من هذه النسب أن هناك تدخال من الدولة في شؤون بعض الجمعيات دون أخرى غير أن هذا‬
‫التدخل نسبي فهو في حاالت قليلة وتتمثل على العموم في طلب التعبئة الشعبية في التشريفات‬
‫والزيارات الرسمية‪ ،‬أو تنشيط الحمالت االنتخابية‪.‬‬

‫إن إجابات المبحوثين وإن كانت في غالبيتها ال تقر بوجود أي نوع من السلبية واإلعاقة لعمل‬
‫الجمعيات‪ ،‬فهي من جهة أخرى تدل على نقص الوعي السياسي لدى هذه الجمعيات التي ترى في‬
‫االرتباط المادي بالدولة مساعدا على تفعيل العمل الجمعوي وتطويره‪ ،‬غير مدركة أنه يجعلها كفروع‬
‫لمؤسساتها وتفعيل برامجها وتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫وفي هذا السياق أيضا تشير البيانات إلى أن ‪ %11‬من هذه الجمعيات لم يسبق أن طلبت منها‬
‫الدولة القيام بنشاطات معينة‪ ،‬في حين أن ‪ %16‬من الجمعيات المدروسة قد سبق لها وأن تلقت من‬
‫الدولة طلبات للقيام بأنشطة معينة‪ ،‬وهي النسبة األقل رغم التقارب بينهما‪ .‬إن طلب الدولة من‬
‫الجمعيات القيام بنشاط معين ال يعني بالضرورة إعطاء أوامر فوقية بتنفيذ نشاط أو برنامج ما ولكنه قد‬
‫يكون أيضا طلبا للمساعدة أو المساهمة في تنفيذ برامج أو إحياء مناسبات قد تهم الفئات المستهدفة من‬
‫نشاط الجمعية‪ ،‬وقد الحظنا أثناء ملء استمارة مع إحدى الجمعيات البيئية اتصال مديرية البيئة برئيس‬
‫الجمعية طلبا للقيام بنشاط في مناسبة معينة (إنجاز مداخلة في ملتقى حول البيئة)‪ ،‬وذلك يمثل مظهرا‬
‫من مظاهر الثقة والتكامل التي يفترض بها أن تكون سائدة بين المجتمع المدني والدولة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫ويقر ‪ %06‬من رؤساء الجمعيات المدروسة بأن السلطات تستجيب عادة لمطالب الجمعية أو‬
‫اقتراحاتها‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك بطبيعة المطالب التي تقدمها هذه الجمعيات غالبا‪ ،‬حيث أن السلطات‬
‫المحلية عادة تميل إلى تلبية مختلف مطالب الجمعيات المرتبطة خاصة بنشاطاتها كتقديم التصريحات‬
‫مثال أو توفير المرافق المالئمة لهذه األنشطة أو الدعم المادي لها‪ ...‬وهي النسبة الغالبة على متطلبات‬
‫الجمعيات‪ ،‬في حين تتماطل وقد ترفض طلبات الجمعيات إذا كانت مرتبطة باقتراح إصالحات أو‬
‫مشاريع لصالح المجتمع حسب مجال تخصصها‪ ،‬وهذا ما استقيناه عموما من خالل المقابالت‬
‫المختلفة‪ .‬وقد أشار عدد من المبحوثين أن تلبية طلبات الجمعية أو االستجابة لمقترحاتها على العموم‬
‫يرجع لشطارة رئيس الجمعية وعالقاته الشخصية مع المسؤولين وقدرته على اإلقناع‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فإن ‪ %2‬فقط من الجمعيات المدروسة قد سبق لها التعرض لضغوط من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬وكان ذلك بسبب قلة النشاط أو القيام بنشاطات سببت إحراجا‪.‬‬

‫أما بخصوص قانون الجمعيات فيرى بعضهم أنه بحاجة إلى تغيير ألنه يحد من استقالل‬
‫الجمعيات ويضع قيودا على حريتها‪ ،‬في حين يرى البعض األخر أن هذه القوانين جيدة وتوفر‬
‫االستقالل ية للجمعية‪ ،‬وأن مشكل الحركة الجمعوية األساسي مرده إلى سوء تطبيق القوانين وليس في‬
‫نصوص القوانين في حد ذاتها‪.‬‬

‫كما أشار ‪ %03‬فقط من المبحوثين أن السلطات المحلية قد سبق أن استشارتهم في شؤون‬


‫تخص مجال نشاطهم الجمعوي‪ ،‬في حين أكد البقية أن السلطات المحلية لم يسبق لها أن اتصلت بهم‬
‫لالستشارة أو أخذ آرائهم في أي شأن يتعلق بمجال تخصصهم‪.‬‬

‫نخلص مما سبق أن الدولة تحاول ان توفر جوا مالئما للنشاط الجمعيات وذلك من خالل‬
‫التدعيم المالي والمادي‪ ،‬وكذا إعطائها حرية معتبرة للعمل‪ ،‬وعلى الرغم من بعض القوانين‬
‫واإلجراءات التي قد تدل على إحكام السيطرة والتحكم غير أن رؤساء الجمعيات ال يشعرون بتعسف‬
‫الدولة في هذا المجال‪ .‬غير أن المشكلة تكمن في عدم وجود معايير واضحة ومحددة تسمح بالمعاملة‬
‫العادلة لجميع الجمعيات وإعطاءها فرصا متساوية للمشاركة في الفعل االجتماعي‪ ،‬حيث ال يخضع‬
‫التمويل والتعاون واالستشارة وتلبية المطالب الجمعوية‪...‬إلى ما يكفي من الشفافية والوضوح‪.‬‬

‫وهذا يدل على ترك العملية رهن توجهات األشخاص في المناصب السلطة وتقديراتهم الذاتية‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫ومن خالل ذلك يمكن االستدالل مما سبق بأن العالقة بين الدولة والجمعيات وذلك ليست‬
‫عالقة هيمنة بمفهوم غرامشي‪ ،‬فالدولة هنا ال تستخدم الجمعيات من أجل السيطرة على المجتمع‪،‬‬
‫ولكنها تستخدم المساعدات من أجل السيطرة على الجمعيات وعدم السماح لها بالنمو والتطور والقوة‪،‬‬
‫فهي إذن نخشى من منافسة المجتمع المدني لسلطتها‪ ،‬وبذلك تكون عالقة الدولة بالمجتمع المدني أقرب‬
‫إلى عالقة االختراق‪ ،‬حيث أن الدولة ال تنظر إلى الجمعيات على أنها شريك في التنمية أو كمؤسسات‬
‫مستقلة ناضجة قادرة على النهوض بالمجتمع‪ ،‬بل إن الدولة ترى في المجتمع المدني عموما منافسا لها‬
‫ولهذا فهي تحاول الحد من نموه وقوته كما يرى "مانور"‪ ،‬وذلك من خالل تكريس التبعية لها وتشجيع‬
‫نمو الجمعيات مثال دون اهتمام بتقييم و تقويم أدائها‪.‬‬

‫د‪ -‬النتائج المتعلقة بالتساؤل الرابع‪:‬‬


‫تقوم الجمعيات بنشاطات متنوعة ومختلفة حسب طبيعة المجال ذي تعمل به‪ ،‬وحسب‬
‫اإلمكانيات المادية والبشرية التي تمتلكها‪ ،‬وتتمثل أغلب نشاطات الجمعيات في إقامة معارض‪ ،‬أو‬
‫ملتقيات ومحاضرات وأيام دراسية إضافة إلى الحمالت التطوعية‪ ،‬كل ذلك تقوم به ما نسبته ‪% 63‬‬
‫من العينة‪ ،‬ويليه إصدار مجالت أو منشورات‪ ،‬إقامة حفالت‪ ..‬إن هذه النشاطات وإن كانت تبدو في‬
‫نسبها كبيرة فهذا ال يعني أن المجتمع المدني المحلي نشيط وإنما يعود إلى طبيعة العينة التي شملت‬
‫باألساس الجمعيات النشطة في المنطقة وإن كان نشاطها نسبيا على العموم‪ ،‬غير أن المقصود هنا‬
‫ليس رصد حجم النشاطات وإنما مالحظة طبيعة ونوعية النشاطات في حد ذاتها واتجاهاتها‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذه البيانات نالحظ أن النشاط الجمعوي يغلب عليه الطابع التعليمي التثقيفي والتوعوي‪ ،‬وكذلك‬
‫الطابع الترفيهي‪ .‬وهي عموما نشاطات تتالءم مع اإلمكانيات المحدودة للجمعيات‪ .‬ومن جهة أخرى‬
‫تتالئم مع طبيعة النخبة المشكلة لهذه الجمعيات والتي رأينا سابقا طغيان المهن التعليمية واإلدارية‬
‫فيها‪ .‬ولهذا فإن مساهمة الجمعيات في التنمية ربما تكون كبيرة على مستوى رفع الوعي والتحسيس‬
‫مقارنة بالجوانب األخرى للتنمية‪.‬‬

‫وتمثل التنشئة السياسية والديمقراطية ألفراد المجتمع المحلي عموما وألعضاء الجمعية وفئاتها‬
‫المستهدفة خصوصا دورا هاما من أدوار المجتمع المدني‪ ،‬وذلك من خالل تعلمهم ألبجديات الممارسة‬
‫الديمقراطية التي تمثل أسلوب حياة بشكل عام ينطلق من مناقشة واحترام آراء اآلخرين وقبول‬
‫االختالف معهم‪ ،‬وانتخاب أعضاء منهم في مكتب الجمعية والتطوع لخدمة أفكارهم وتحقيق‬
‫طموحاتهم وتنمية مجتمعهم كونهم مواطنين واعين بذاتهم ولذاتهم وليسوا مجرد أرقام في إحصائيات‬
‫السكان‪ .‬وتبين الدراسة أن ‪ %16‬من المبحوثين يرون أن جمعياتهم قد أسهمت في التنشئة السياسية‬

‫‪213‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫والديمقراطية للمجتمع المحلي‪ ،‬مقابل ‪ %11‬من المبحوثين الذين يرون أنهم لم يستطيعوا القيام بهذا‬
‫الدور من خالل النشاط الجمعوي‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن أن مستوى إسهام النشاط الجمعوي في التنشئة السياسية والديمقراطية لمختلف‬
‫شرائح المجتمع ال يمثل نسبة كافية بالمقارنة مع ما ينبغي أن يكون من أدوار الجمعيات كجزء من‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬وهذا عائد باألساس إلى ضعف االستقطاب من جهة وبالتالي محدودية التأثير‬
‫بالتنشئة السياسية والديمقراطية لألعضاء المستقطبين على قلتهم‪ ،‬ومن جهة أخرى ضعف الممارسة‬
‫الديمقراطية في الممارسة الجمعوية وذلك نظرا لضعف الجانب المؤسسي لهذه الجمعيات والممارسة‬
‫الديمقراطية فيها‪ ،‬حيث أنها تسير وفق العالقات الشخصية وليس الرسمية؛ وهذا من حيث عدم‬
‫االلتزام مثال بتنظيم الجمعية العامة‪ ،‬وضعف التداول على رئاسة الجمعية‪...‬‬

‫تندرج المساهمة في رفع الوعي والشعور بالمواطنة لدى األعضاء أو الفئات المستهدفة من‬
‫نشاط الجمعية ضمن عملية التنشئة السياسية لهم‪ ،‬حيث يمكن للجمعية القيام بهذا الدور من خالل ما‬
‫تقوم به من أنشطة توعوية كالمحاضرات واأليام الدراسية أو الملتقيات والمعارض والمنشورات‬
‫وغيرها من هذه النشاطات الهادفة بشكل أساسي ومباشر إلى رفع الوعي لدى مختلف الفئات‪ ،‬والتي‬
‫رأينا في مواقع سابقة أنها من أكثر النشاطات التي تنظمها الجمعيات المدروسة‪ ،‬ومن خالل بيانات‬
‫الدراسة الميدانية فقد الحظنا أن مستوى الوعي السياسي والشعور بالمواطنة لدى أعضاء الجمعيات‬
‫بشكل عام والممارسين للنشاط الجمعوي مرتفع بشكل ملحوظ‪ ،‬وهذا راجع إلى عدة عوامل أهمها‬
‫ارتفاع المستوى التعليمي وكذلك أقدمية الممارسة الجمعوية والسياسية لدى العديد منهم كما رأينا‬
‫سابقا‪.‬‬

‫وتعتبر المساهمة في اتخاذ القرار أول خطوة نحو المساهمة في التنمية بمختلف أشكالها‬
‫ومجاالتها‪ ،‬ومن خالل بيانات الدراسة الميدانية نالحظ ضعف مشاركة الجمعيات المدروسة في اتخاذ‬
‫القرار على المستوى المحلي سواءا عن طريق تقديم االقتراحات والشكاوى أو تقديم االستشارة‬
‫والمشاركة في االجتماعات مع السلطات المحلية‪ .‬ويمكن تفسير هذه البيانات التي تدل في عمومها‬
‫على ضعف مساهمة الجمعيات المدروسة في اتخاذ القرار على المستوى المحلي بعدم تعامل السلطات‬
‫المحلية مع المنظمات الجمعوية كشريك يمكنه اإلسهام في تنمية ودعم مختلف المجاالت في المجتمع‬
‫وإنما ينظر إليه على أنه عاجز وقاصر على المساهمة في التنمية أو الفعل االجتماعي‪ ،‬ولهذا‬
‫فالسلطات المحلية ال تهتم باستشارة هذه المنظمات الجمعوية في مجاالتها وال تحاول أخذ آرائها‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫وانشغاالتها بعين االعتبار‪ ،‬وتنفرد غالبا باتخاذ القرار على أساس أنها األدرى بأوضاع المجتمع‬
‫واحتياجاته‪ .‬ومع أن الجمعيات التي شملتها الدراسة هي من الجمعيات الناشطة والمعروفة بنشاطها‬
‫في المنطقة إال أن العديد من رؤساء الجمعيات أكدوا أن إسهامهم في اتخاذ القرار مرتبط أساسا‬
‫"بالشطارة" والعالقات الشخصية الجيدة التي تربطهم بالمسؤولين المحليين‪ .‬وليس ذلك مرتبطا بمدى‬
‫نشاط الجمعية أو صدقها في السعي لترقية المجتمع وتطويره‪.‬‬

‫نالحظ أن ‪ %16‬من المبحوثين يرون أن جمعيتهم أسهمت في ترقية أعضائها والفئات‬


‫المستهدفة من نشاطها‪ ،‬بينما يرى ‪ %11‬أنهم لم يسهموا في ذلك‪ .‬والفرق بين الفئتين غير كبير‪ ،‬مع‬
‫رجحان كفة الذين يرون أنهم تمكنوا من اإلسهام في الترقية‪ ،‬حيث أدت مختلف نشاطاتهم إلى إحداث‬
‫أثر إيجابي سواء على األعضاء أو الفئات المستفيدة من هذه النشاطات أو المجتمع ككل‪ .‬إن المساهمة‬
‫في ترقية أوضاع مجتمع ما أو بعض فئاته‪ ،‬كل حسب مجال تخصصه‪ ،‬من أهم مقومات ودواعي‬
‫وجود المجتمع المدني بمختلف مؤسساته‪ ،‬حيث أن النظريات القديمة والحديثة تصور المجتمع المدني‬
‫على أنه القوة المكملة للجهود الحكومية في تنمية المجتمع‪ ،‬وذلك باالعتماد على تأطير وتوجيه‬
‫الجهود الشعبية الطوعية من أجل تغيير المجتمع نحو األحسن‪ ،‬وقد الحظنا في الواقع أن هناك العديد‬
‫من هذه الجمعيات تقدم خدمات معتبرة للفئات المستهدفة منها وخاصة في المجاالت التربوية‬
‫والتعليمية لألطفال والنساء وكذا بعض ذوي االحتياجات الخاصة مثل الصم البكم مثال‪ ،‬ومنها من‬
‫أسهم في التعريف بتاريخ المنطقة ورجاالتها من خالل الملتقيات ‪.....‬‬

‫وعلى العموم يرى ‪ %20‬من المبحوثين أنهم بنشاطهم الجمعوي يساهمون في تنمية المجتمع‬
‫بشكل عام‪ ،‬كل حسب مجال تخصصه‪ ،‬بينما يرى ‪ %02‬أنهم ال يرون أن النشاط الجمعوي الذي‬
‫يمارسونه يسهم في تنمية المجتمع‪ .‬إذ أنه في النهاية ال ينبغي النظر إلى ارتفاع نسبة اإلجابة اإليجابية‬
‫بكثير من التفاؤل فاإلسهام الحقيقي في الواقع للجمعيات بسيط جدا وال يكاد يذكر إذا نظرنا إلى ما‬
‫يعانيه المجتمع من مشاكل واحتياجات‪ .‬ويمكن تفسير هذه النسب بطبيعة النشاط الذي تقوم به هذه‬
‫الجمعيات‪ ،‬وكذلك طموحهم ومدى تحقيق أهدافهم في تنمية المجتمع بشكل ملموس‪.‬‬

‫وتعد مشكلة التمويل أكثر المشاكل التي تعاني منها الجمعيات في سبيل تحقيق كفاءة وفعالية‬
‫أكثر في مجال تنمية المجتمع‪ ،‬وقد أشار إليها المبحوثون بنسبة ‪ ،%11‬وتليها إشكالية الثقافة‬
‫الجمعوية‪ ،‬حيث أن نقص الثقافة الجمعوية في المجتمع بشكل عام وحتى لدى النخبة بما فيها بعض‬
‫المنتمين إلى هذه المنظومة الجمعوية‪ ،‬وعدم تفهم أهميتها وأدوارها في المجتمع‪ ،‬كل ذلك يشكل عائقا‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫حقيقيا لتفعيل النشاط الجمعوي في المجتمع وذلك حسب رأي ‪ %02‬من المبحوثين‪ ،‬ثم تأتي بعد ذلك‬
‫إشكالية نقص المقرات المناسبة بنسبة ‪ %02‬مع أن العديد من المبحوثين أشار إلى أن غياب المقرات‬
‫ال يشكل عائقا حقيقيا وأنهم يستطيعون العمل دون مقرات لو توفرت اإلمكانيات المادية والجدية في‬
‫العمل‪ ،‬ويلي هذا العائق بالتساوي بنسبة ‪ %01‬كل من‪ :‬عدم الجدية في العمل‪ ،‬والبيروقراطية‪،‬‬
‫ونقص التطوع‪ .‬وأخيرا يأتي غياب التنسيق فيما بين الجمعيات وكذلك بينها وبين السلطات وذلك‬
‫بنسبة ‪ ،%03‬ويليه عدم االستقاللية بنسبة ‪.%2‬‬

‫يرتبط نشاط العديد من الجمعيات بشكل مباشر بالنشاط الحزبي‪ ،‬وهو أمر قد يكون له تأثير‬
‫على نشاط هذه الجمعيات من حيث الحجم والنوع‪ ،‬وكذا من حيث تقبل المجتمع له وتفاعلهم معه‪ .‬وقد‬
‫الحظنا من خالل نزولنا إلى الميدان أن الجمعيات ذات االرتباط مع األحزاب هي عموما من أكثر‬
‫ال جمعيات نشاطا وشهرة‪ ،‬وربما يعود ذلك إلى ما تكتسبه من خبرة في القيادة والتنظيم والتسيير‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل احتكاكها بالنشاط الحزبي‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الدعم المادي والمالي الذي تستفيد منه من هذه‬
‫األحزاب وهو ما يسهم في تجسيد برامجهما ومشاريعها ونشاطاتها المختلفة‪ .‬غير أن ‪ %12‬من‬
‫المبحوثين يرون أن ارتباط النشاط الجمعوي بالنشاط الحزبي يؤثر سلبا على النشاط الجمعوي من‬
‫خالل تحول أهداف النشطاء في المجال الجمعوي من خدمة المجتمع والمصلحة العامة إلى الوصول‬
‫إلى المناصب السياسية العليا وبالتالي التركيز على المصالح الشخصية لهم على حساب المجتمع‪ ،‬كما‬
‫أن االرتباط باألحزاب يؤثر على سمعة الجمعيات على اعتبار أن المجتمع والرأي العام يرى في‬
‫األحزاب صورة سيئة عن أشخاص انتهازيين ومتسلقين وغير صادقين‪ ،‬يسعون فقط إلى الوصول إلى‬
‫اكتساب السلطة والمكانة االجتماعية دون أدنى اهتمام بالمجتمع ومشاكل واحتياجات الشرائح الشعبية‬
‫العريضة‪ .‬إلى جانب أنه يجعلها عرضة إلى االستغالل في أمور ال تمت ألهدافها بصلة مثل تنشيط‬
‫الحمالت االنتخابية أو الترويج لهذه األحزاب وغيرها‪ .‬وهو ما يكرس التبعية لهذه األحزاب واالفتقار‬
‫إلى االستقاللية واإلرادة الحرة وهو ما يتنافى مع روح المجتمع المدني‪.‬‬

‫وقد ركز المبحوثون على ضرورة توفير الدعم المادي المناسب للفاعلين الحقيقيين في هذا‬
‫المجال‪ ،‬وتصفيته من االنتهازيين والطفيليين الذين يشكلون عبئا على العمل الجمعوي‪ ،‬ويشوهون‬
‫صورته لدى المجتمع والرأي العام ولدى الدولة على حد سواء‪ ،‬وضرورة توفير فرص تكوين‬
‫لرؤساء الجمعيات والراغبين في ممارسة العمل الجمعوي‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫‪ -2‬النتيجة العامة‪:‬‬
‫وبصفة عامة فإن الدراسة قد خلصت إلى أن النخبة الممثلة للمجتمع المدني تحمل مالمح‬
‫الطبقة الوسطى من حيث ارتفاع مستوى التعليم والدخل‪ ،‬وطبيعة المهن التي يمارسها المبحوثون‪ ،‬إلى‬
‫جانب طغيا ن الطابع الذكوري على هذه النخبة حيث تمثل النساء قلة قليلة‪ ،‬وتختص في مجاالت‬
‫بعينها‪ .‬كما أن المالحظ هو االمتزاج الكبير بين السياسي والمدني‪ ،‬حيث يشترك جل الممثلين للعمل‬
‫الجمعوي في الممارسة السياسية والطموح السياسي‪ ،‬الذي يكون قد تعزز بفضل العمل الجمعوي‬
‫وما يمنحه من امتيازات سواء من حيث التكوين السياسي والديمقراطي أو من حيث اكتساب الشعبية‬
‫والنفوذ والعالقات الشخصية ‪ ،...‬ولعل القاسم المشترك في الطموح السياسي لهؤالء هو النيابة‬
‫البرلمانية‪ .‬وعلى الرغم من اتساع خبرة المبحوثين وتنوعها في المجال الجمعوي والحزبي إال أنهم لم‬
‫يستطيعوا أن يجسدوا القيم الديمقراطية في منظماتهم وهو ما ينعكس سلبا على طبيعة البناء المؤسسي‬
‫لها‪.‬‬

‫يعاني المجتمع المدني في الجزائر من تشوه كبير في بنيته المؤسسية حيث تتمحور هذه‬
‫األخيرة على شخص الرئيس أو عدد محدود من األعضاء المؤسسين‪ ،‬وال تسمح بالتداول المرن على‬
‫قيادتها‪ ،‬كما أنها تفتقر إلى أبجديات الممارسة اإلدارية الرسمية‪ ،‬حيث يمثل القانون األساسي والجمعية‬
‫العامة وحتى مكتب الجمعية مجرد إجراءات شكلية للحصول على االعتماد‪ ،‬ومن ثم تتخلى هذه‬
‫المؤسسات عن طابعها المؤسسي الرسمي‪ ،‬فتصبح اللقاءات التلقائية بديال عن االجتماعات‪ ،‬وتصبح‬
‫المنظمة كما لو أنها ملكية خاصة لرئيسها‪ ،‬فيقال "جمعية فالن" و تنسب لرئيسها بدال عن التسمية‬
‫الرسمية لها‪.‬‬

‫‪ -‬تتمتع الجمعيات بهامش من الحرية‪ ،‬وتعتمد على الدولة في تمويلها‪ ،‬ورغم أن عالقتها‬
‫بالدولة تبدو في ظاهرها عالقة تعاون‪ ،‬غير أن معايير تقديم المساعدات المادية والتعاون‬
‫واالستشارة‪ ...‬كلها غير محددة وغير واضحة‪ ،‬وتعتمد على شطارة الرئيس‪ ،‬وهو ما يجعل هذه‬
‫العالقة عالقة تبعية وخضوع ال عالقة شراكة وتعاون‪ .‬ومن هنا نجد أن المجتمع المدني ال يشكل‬
‫آلية للهيمنة وإنما ينظر إليه كمنافس للدولة ولهذا تسعى الدولة للحد من نموه وقوته من خالل‬
‫تكريس تبعيته‪.‬‬

‫ومع أن هذه الجمعيات تقوم بعدة نشاطات متنوعة غير أنها متقطعة وليست مستمرة‪ ،‬وال تملك‬
‫الجمعيات برنامج عمل محدد وواضح تلتزم به‪ ،‬وإنما يسير كل شيء حسب الظروف والمناسبات‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج‬

‫كما أن أنشطة هذه الجمعيات تتمركز في مجاالت محدودة (كالتوعية والتطوع وتقديم المساعدات‬
‫الخيرية‪ )..‬وهي بذلك تقترب من األغراض التقليدية للعمل الجمعوي‪ ،‬ما يجعل إسهاماتها في التنمية‬
‫محدودة وتنحصر في هذه القطاعات ال غير‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫خاتمة‬

‫لقد حاولت هذه الدراسة أن تفك بعض غموض واقع المجتمع المدني فيي الجااريرو وهيو فعي‬
‫ظيياهرم معقييدم تحتيياع يليين ادبييد ميين البحييوه والدراسييات لفت ي أبعيياده وي ي ا ت و ومختلييا العوام ي‬
‫المؤثرم فب بما بجعل قادرا الن أداء األدوار المنوطة ب والمساهمة في تنمبة المجتمع والنتيوض بي‬
‫ام جوانب نقص تفرضتا الصيعوبات التيي تحيبط بي و‬ ‫من بؤرم التخلا التي بقبع بتا‪ .‬ذلك ألن ل‬
‫وقد واج هذا البحه العدبد من الصعوبات المرتبطة بعوام ايدمو منتيا ميا بتعليط بطببعية الموضيو‬
‫في حد ذات و ومنتيا ميا بتعليط بظيروا الباحيه ويم انباتي و و يذلك بطببعية المجتميع موضيع الدراسية‬
‫المبدانبة‪ .‬ولع من أه الصعوبات التي واجتت الدراسة المبدانبة لتذا البحه نجد‪:‬‬

‫‪-‬العراقبيي الببروقراطبيية وايييد تعيياون بعييض المسيييؤولبن مييع الباحييهو مميييا صييعب متمييية‬
‫الحصو الن بعض الوثارط والقوار واإلحصاربات الضروربة إلنجاا هذه الدراسة المبدانبة‪.‬‬

‫‪ -‬مييا أن اييد امييت ك ثبيير ميين الجمعبييات لمقييرات رسييمبة أو انيياوبن دقبقيية تسييت املبيية‬
‫ا تصا بتاو أدت يلن توج الباحه يلين مقيرات سي ن رؤسياء هيذه الجمعبيات أو مقيرات املتي و ثي‬
‫تحدبد مواد معت و وهو أمر أضا ال ثبر من الوقت والجتد‪.‬‬

‫‪ -‬وقييد ييان تخييوا المييواطنبن ميين اسييتخدا المعلومييات المطلوبيية ميينت ألغييراض سباسييبة‬
‫وخاصة مع ما تعرف الب د من حالة غلبان واحتقان اجتمااي وسباسيو الن غرار مختليا الثيورات‬
‫السباسبة التي ت يتدها المجتمعيات العرببية منيذ بدابية هيذه السينةو مين العراقبي التيي بيرات فيي أثنياء‬
‫توابع ا ستمارات‪.‬‬

‫وتجدر اإل ارم يلن أن وبالرغ من مختلا الصعوبات التي واجتت الدراسية المبدانبية ي أن‬
‫الباحه قد قن من جتة أخرى اهتماميا وت يجبعا ومسياادم مين طيرا العدبيد مين المبحيوثبنو سيواء‬
‫منت رؤساء الجمعبات أو حتن المسؤولبنو وخاصة منت المثقفون الذبن تفاالوا مع موضيو البحيه‬
‫ب ثبر من الحماس‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫امللخص باللغة العربية‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تحليل واقع المجتمع المدني في الجزائر وفهم خصوصياته ومالمحه‬
‫التي تشكلت منذ إثر سلسلة من التغيرات االجتماعية والسياسية واالقتصادية واألمنية التي مرت بها‬
‫الجزائر في العقود األخيرة‪ ،‬إضافة إلى العوامل الخارجية المرتبطة أساسا بالعولمة وتطور وسائل‬
‫االتصال‪ ،‬والظروف السياسية اإلقليمية والدولية‪ .‬كل هذه العوامل وغيرها قد ساهمت في صناعة‬
‫المجتمع المدني الجزائري وإعطائه أبعادا تختلف بالضرورة عن النمط المثالي للمجتمع المدني‬
‫الحديث‪ ،‬سواء على مستوى البنية أو الوظيفة أو التفاعل مع مختلف الفواعل االجتماعيين‪.‬‬

‫ومن اجل وضع تصور واضح المعالم يقترب أكثر فأكثر من البيئة والظروف الطبيعية التي‬
‫تحيط به‪ ،‬تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع المجتمع المدني الجزائري وذلك من خالل طرح‬
‫تساؤل رئيسي مفاده‪ :‬ماهو واقع المجتمع المدني الجزائري؟‬

‫وتنبثق منه جملة من التساؤالت الفرعية التي تحاول أن تحيط بهذا الواقع‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي طبيعة النخبة الممثلة للمجتمع المدني في الجزائر؟‬


‫‪ -‬ماهي طبيعة البنية المؤسسية لمؤسسات المجتمع المدني الجزائري؟‬
‫‪ -‬ماهي طبيعة العالقة بين الدولة والمجتمع المدني الجزائري؟‬
‫‪ -‬مادور المجتمع المدني الجزائري في التنمية؟‬

‫وبحثا عن إجابة لهذه التساؤالت عمدت الدراسة إلى التأصيل لمفهوم المجتمع المدني والبحث‬
‫عن أصوله النظرية عبر مختلف التيارات الفلسفية التي أسست له‪ ،‬ومن ثم كيفية تناول الفكر العربي‬
‫لهذا المفهوم‪ ،‬إلى جانب توضيح أهم خصائص المجتمع المدني الحديث‪ ،‬و للتمكن من مقاربتها بواقع‬
‫المجتمع المدني في التجربة التاريخية الجزائرية‪ .‬كما اهتمت الدراسة النظرية بتتبع التطور التاريخي‬
‫للمجتمع المدني في الجزائر منذ ما قبل االحتالل الفرنسي للجزائر وما بعده‪ ،‬ومن ثم استخراج أهم‬
‫المبنى والمؤسسات التي تشكل مورفولوجية المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬وخصائصها‪ ،‬وأهم عوائقه‪.‬‬

‫وفي شقها الميداني استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬حيث استعانت بعينة مكونة‬
‫من خمسين جمعية نشطة من مدينة بسكرة أنموذجا‪ ،‬تم معها تطبيق االستمارة كأداة رئيسية لجمع‬
‫البيانات‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫وفي األخير توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تتشكل النخبة الممثلة للمجتمع المدني من أشخاص ذوي تعليم عال‪ ،‬ذوي مهن إدارية أو‬
‫تعليمية‪ ،‬وذوي دخل متوسط ‪ ،‬يمتلكون خبرة متنوعة في العمل الجمعوي‪ ،‬والعمل السياسي‪ .‬لديهم‬
‫طموحات سياسية يسعون إلى بلوغها من خالل المكانة والتكوين الذي يكتسبونه من النشاط‬
‫الجمعوي‪.‬‬

‫‪ -‬تمتلك الجمعيات بنية مؤسسية جد ضعيفة‪ ،‬وتمارس عملها بشكل يتمحور حول شخص‬
‫الرئيس أو األعضاء المؤسسين‪ .‬وال تمتلك تقاليد الممارسة الديمقراطية أو التداول على القيادة‪ .‬كما‬
‫أنها ال تلتزم بقوانينها الداخلية التي تمثل وسيلة للحصول على االعتماد‪.‬‬

‫‪ -‬تتمتع الجمعيات بهامش من الحرية‪ ،‬وتعتمد على الدولة في تمويلها‪ ،‬ورغم أن عالقتها بالدولة‬
‫تبدو في ظاهرها عالقة تعاون‪ ،‬غير أن معايير تقديم المساعدات المادية والتعاون واالستشارة‪...‬‬
‫كلها غير محددة وغير واضحة‪ ،‬وتعتمد على شطارة الرئيس‪ ،‬وهو ما يجعل هذه العالقة عالقة تبعية‬
‫وخضوع‪.‬‬

‫ال يشكل المجتمع المدني آلية للهيمنة وإنما ينظر إليه كمنافس للدولة ولهذا تسعى الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫للحد من نموه وقوته‪.‬‬

‫تسعى الجمعيات للمساهمة في التنمية غير أن أنشطتها تتمركز في مجاالت محدودة‬ ‫‪-‬‬
‫(التوعية والتطوع وتقديم المساعدة)‬

‫‪221‬‬
Résumé en Français :
Cette étude vise à analyser la réalité de la société civile en Algérie et à
comprendre ses particularités et ses caractéristiques , qui ont été formé à la suite
d'une série de changements sociales ,politiques, économiques et sécuritaires , vécues
par l'Algérie au cours des dernières décennies, en plus des facteurs externes,
principalement associée à la mondialisation et le développement des moyens de
communication, et conditions politiques régionaux et internationales. Tous ces
facteurs et d'autres ont contribué à la formation de la société civile algérienne, et à
lui donner des dimensions forcement différentes du modèle idéal de la société civile
moderne, à la fois sur la structure ou la fonction ou le niveau d'interaction avec
d'autres acteurs sociaux.

Afin de développer une perception claire approchant de plus en plus de


l'environnement naturel et des circonstances qui l'entourent, cette étude cherche à
découvrir la réalité sur la société civile algérienne à travers une question clé qui
demande :

- Quelle est la réalité de la société civile algérienne?

D’où émerge un certain nombre de sous-questions qui tentent de cerner ce fait:

 Quelle est la nature de l’élite qui représente la société civile en Algérie?


 Quelle est la nature structure institutionnelle des institutions de la société civile
algérienne?
 Quelle est la nature de la relation entre l'État et la société civile algérienne?
 Quel est le rôle de la société civile algérienne dans le développement?

A La recherche d'une réponse à ces questions l’étude a procédé pour


l'enracinement de la notion de société civile et la recherche de ses origines théorique
à travers divers courants philosophiques qui l'établis, et de ce fait comment la
pensée arabe aborde-t- elle ce concept, ainsi que de clarifier les plus importantes
propriétés de la société civile moderne, pour être en mesure de les rapprocher de la
réalité de la société civile dans l'expérience historique algérienne.

L’étude théorique a également porté sur le suivi de l'évolution historique de la


société civile en Algérie depuis l’avant colonisation française et après cela , puis
extraire les plus importantes structures et institutions qui composent la morphologie
de la société civile en Algérie, leurs caractéristiques et ses plus importants
inconvénients.

222
Dans le terrain l'étude a utilisé la méthode descriptive analytique, on s’aidant
d’un échantillon composé de cinquante associations actives de la ville de
Biskra comme modèle, en utilisant le formulaire comme outil clé pour la collecte
de données.

En conclusion l’étude a abouti à un certain nombre de résultats qui peuvent être


résumés comme suit:

- L’élite représentant la société civile est composée de personnes ayant eu un


enseignement supérieur, des postes administratifs ou éducatifs , et de ceux qui ont
des revenus moyens, ils ont une variété d'expérience dans le travail associatif, et
dans l'action politique. Ils ont des ambitions politiques et cherchent à les réaliser à
travers la position et la formation qu’il acquise par l'activité associative.

- Les associations ont une structure institutionnelle très faible, et elles exercent
leur travail d’une façon centrée sur la personne du président ou les membres
fondateurs. Elles n’ont pas les traditions de la pratique démocratique ou l’alternance
sur la direction. Et puis elles n’adhèrent pas à leurs statuts internes, qui
représentent un moyen d'obtenir l’agrément légal.

- Les associations jouissent d'une marge de liberté, et comptent sur le


financement de l'état, et bien que la relation avec l'état est d’apparence une relation
coopérative, mais les normes pour fournir une assistance matérielle, la coopération
et la consultation ... sont tous non spécifique et non évidente, et dépend du génie du
président averti, ce qui rend cette relation une relation de dépendance et de
subordination.

- La société civile ne représente pas un mécanisme de domination, mais elle est


considérée comme un adversaire si pourquoi l’état cherche à limiter sa croissance et
sa force.

- Les associations cherchent à contribuer au développement mais ses activités


sont stationnés dans des domaines limitées (sensibilisation et le bénévolat et l'aide) .

223
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ .1‬الكتب‪:‬‬
‫مداخل نظرية ورؤية واقعية‪ ،‬المكتب الجامعي‬ ‫‪ )1‬إبراهيم عبد الهادي المليجي‪ :‬تنظيم المجتمع‪.‬‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.3002،‬‬
‫‪ )3‬أحمد بدر‪ :‬أصول البحث العلمي و مناهجه‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪.1711 ،2‬‬
‫‪ )2‬أبو القاسم سعد هللا‪ :‬تاريخ الجزائر الثقافي‪،‬ج ‪ ،5‬دار المغرب اإلسالمي‪( ،‬د ب)‪( ،‬د ت)‪.‬‬
‫‪ )4‬أحمد شكر الصبيحي‪ :‬مستقبل المجتمع المدني في الوطن العربي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.3000 ،‬‬
‫‪ )5‬اسماعيل قيرة وآخرون‪ :‬مستقبل الديمقراطية في الجزائر‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.3003‬‬
‫‪ )6‬ألكسيس دي توكفيل‪ :‬الديمقراطية في أمريكا‪ ،‬ترجمة أمين مرسي قنديل‪ ،‬إصدارات محسن المهدي‪،‬‬
‫ط‪.1771 ،2‬‬
‫‪ )1‬أنيسة بركات‪ :‬محاضرات ودراسات تاريخية وأدبية حول الجزائر‪ ،‬منشورات المتحف الوطني‬
‫للمجاهد‪ ،‬الجزائر‪.1775 ،‬‬
‫‪ )8‬بلقاسم سالطنية وحسان الجيالني‪ :‬محاضرات في النهج والبحث العلمي‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.3001 ،‬‬
‫‪ )7‬توفيق المديني‪ :‬المجتمع المدني والدولة السياسية في الوطن العربي‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪.1771‬‬
‫جورج الراسي‪ :‬الدين والدولة في الجزائر من األمير عبد القادر إلى عبد القادر‪ ،‬دار القصبة‬ ‫‪)10‬‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.3008 ،‬‬
‫حسام عيسى‪ :‬اإلصالح الدستوري حل وهمي ألزمة حقيقية‪ ،‬مناقشات منتدى اإلصالح‬ ‫‪)11‬‬
‫الدستوري في الفترة الممتدة من نوفمبر ‪ 3006‬إلى مارس ‪ ،3001‬منشورات شركاء التنمية‬
‫لالستشارات والتدريب‪ ،‬القاهرة‪.3001 ،‬‬
‫حسن قرنفل‪ :‬المجتمع المدني والنخبة السياسية‪ ،‬إقصاء أم تكامل‪ ،‬إفريقيا الشرق‪ ،‬الدار‬ ‫‪)13‬‬
‫البيضاءـ ط‪.3000 ،3‬‬
‫حسين جمعة‪ :‬الجمعيات والمؤسسات األهلية‪ ،‬مكتب الدراسات واالستشارات الهندسية‪،‬‬ ‫‪)12‬‬
‫مصر‪.3004 ،‬‬

‫‪224‬‬
‫رحيم يونس كرو العزاوي‪ :‬مقدمة في منهج البحث العلمي‪ ،‬دار دجلة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫‪.3008‬‬
‫رشاد أحمد عبد اللطيف‪ :‬إدارة وتنمية المؤسسات االجتماعية‪ ،‬المكتبة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬ ‫‪)15‬‬
‫‪.3000‬‬
‫رمزي أحمد مصطفى‪ :‬الدور التربوي لمؤسسات المجتمع المدني‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬ ‫‪)16‬‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.3008 ،‬‬
‫عبد القادر الزغل‪ :‬مفهوم المجتمع المدني والتحول نحو التعددية الحزبية‪ ،‬في قضايا‬ ‫‪)11‬‬
‫المجتمع المدني العربي في ضوء أطروحات غرامشي‪ ،‬مركز البحوث العربية‪ ،‬القاهرة‪.1773 ،‬‬
‫عبد القادر جغلول‪ ،‬تاريخ الجزائر الحديث‪ ،‬دراسة سوسيولوجية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الحداثة للطباعة‬ ‫‪)18‬‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1782 ،‬‬
‫عبد هللا الخطيب وآخرون‪ :‬اإلسهام االقتصادي واالجتماعي للمنظمات األهلية في الدول‬ ‫‪)17‬‬
‫العربية‪ ،‬الشبكة العربية للمنظمات األهلية‪ ،‬القاهرة‪.1777 ،‬‬
‫عبد الناصر جابي‪ :‬الجزائر من الحركة العمالية إلى الحركة االحتجاجية‪ ،‬المعهد الوطني‬ ‫‪)30‬‬
‫للعمل‪ ،‬الجزائر‪.3001 ،‬‬
‫عبد الناصر جابي‪ :‬الحركات االجتماعية في الجزائر بين أزمة الدولة الوطنية وشروخ‬ ‫‪)31‬‬
‫المجتمع‪ ،‬مركز البحوث االقتصادية من أجل التنمية‪ ،‬جامعة الجزائر(د ت)‪.‬‬
‫عزمي بشارة‪ :‬المجتمع المدني دراسة نقدية (مع إشارة للمجتمع المدني العربي)‪ ،‬مركز‬ ‫‪)33‬‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1778 ،‬‬
‫علي عبد الصادق‪ :‬مفهوم المجتمع المدني‪ .‬قراءة أولية‪ ،‬مركز المحروسة‪ ،‬القاهرة‪.3004 ،‬‬ ‫‪)32‬‬
‫علي عبود المحمداوي وحيدر ناظم محمد‪ :‬مقاربات في الديمقراطية والمجتمع المدني دراسة‬ ‫‪)34‬‬
‫في األسس والمقومات والسياق التاريخي‪ ،‬صفحات للدراسات والنشر‪ ،‬دمشق‪.3011 ،‬‬
‫عمار بوحوش ومحمد محمود الذنيبات‪ :‬تقنيات ومناهج البحث العلمي‪ ،‬ديوان المطبوعات‬ ‫‪)35‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1775 ،‬‬
‫عمرو عبد السميع‪ :‬الديمقراطية‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪.1778 ،‬‬ ‫‪)36‬‬
‫عنصر العياشي‪ :‬سوسيولوجيا الديمقراطية والتمرد بالجزائر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار األمين للطباعة‬ ‫‪)31‬‬
‫والنشروالتوزيع‪.1777 ،‬‬
‫غازي حيدوسي‪:‬الجزائر التحرير الناقص‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.1771 ،‬‬ ‫‪)38‬‬
‫غي برفيليي ‪:‬النخبة الجزائرية الفرانكوفونية‪ ،‬ترجمة م‪ .‬حاج مسعود وآخرون‪ ،‬دار القصبة‬ ‫‪)37‬‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.3001 ،‬‬

‫‪225‬‬
‫فاروق حميدشي‪ :‬الجماعات الضاغطة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.1778 ،‬‬ ‫‪)20‬‬
‫فاطمة عوض صابر و ميرفت علي خفاجة‪ :‬أسس ومبادئ البحث العلمي‪ ،‬مكتبة ومطبعة‬ ‫‪)21‬‬
‫اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪.3003 ،‬‬
‫فليب برو‪ :‬علم االجتماع السياسي‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد عرب صاصيال‪ ،‬المؤسسة الجامعية للنشر‬ ‫‪)23‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬بيروت ‪.1778‬‬
‫قوت القلوب محمد فريد‪ :‬تنظيم المجتمع في الخدمة االجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬ ‫‪)22‬‬
‫االسكندرية‪.3000 ،‬‬
‫كريم أبو حالوة‪ :‬إشكالية مفهوم المجتمع المدني‪ ،‬النشأة‪-‬التطور‪-‬التجليات‪ ،‬دار األهالي‪،‬‬ ‫‪)24‬‬
‫دمشق‪.1778 ،‬‬
‫لجنة إدارة شؤون المجتمع العالمي‪( :‬تقرير في)‪ :‬جيران في عالم واحد‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪،‬‬ ‫‪)25‬‬
‫المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،301‬سبتمبر ‪.1775‬‬
‫ماركس وإنجلز‪:‬اإليديولوجيا األلمانية‪ ،‬ترجمة‪ :‬فؤاد ديوب‪ ،‬دار دمشق‪ ،‬دمشق‪.1711،‬‬ ‫‪)26‬‬
‫محفوظ سماتي‪ :‬األمة الجزائرية نشأتها وتطورها‪ ،‬ترجمة محمد الصغير بناني وعبد العزيز‬ ‫‪)21‬‬
‫بوشعيب‪ ،‬منشورات دحلب‪.3001 ،‬‬
‫محمد إبراهيم خيري محمد الوكيل‪ :‬دور القضاء اإلداري والدستوري في إرساء مؤسسات‬ ‫‪)28‬‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.3007 ،‬‬
‫محمد ابراهيم خيري محمد الوكيل‪ :‬دور القضاء اإلداري والدستوري في إرساء مؤسسات‬ ‫‪)27‬‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬ج ‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.3007 ،‬‬
‫محمد بوضياف‪ :‬األحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الجزائر‪ ،‬دار المجد للنشر‬ ‫‪)40‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬سطيف‪.3010 ،‬‬
‫محمد عاطف غيث‪ :‬مجاالت علم االجتماع المعاصر‪ :‬أسس نظرية ودراسات واقعية‪،‬‬ ‫‪)41‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار النشر للمعرفة الحديثة‪.1783 ،‬‬
‫محمد عبيدات وآخرون‪ :‬محمد عبيدات وآخرون‪ :‬منهجية البحث العلمي القواعد والمراحل‬ ‫‪)43‬‬
‫والتطبيقات‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪.1777 ،3‬‬
‫محمد عثمان الخشت‪ :‬المجتمع المدني عند هيجل‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)42‬‬
‫القاهرة‪ ،3003 ،‬ص‪.24‬‬
‫محمود عودة وآخرون‪ :‬واقع ومستقبل المنظمات األهلية العربية‪ ،‬دار المستقبل العربي‪،‬‬ ‫‪)44‬‬
‫القاهرة‪.3000 ،‬‬

‫‪226‬‬
‫مروان عبد المجيد إبراهيم‪ :‬أسس البحث العلمي إلعداد الرسائل الجامعية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪،‬‬ ‫‪)45‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.3000 ،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ :‬المجتمع المدني في الوطن العربي ودوره في تحقيق‬ ‫‪)46‬‬
‫الديمقراطية‪ ،‬منشورات مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.1773 ،‬‬
‫مصطفى فؤاد عبيد‪ :‬مهارات البحث العلمي‪ ،‬أكاديمية الدراسات العالمية‪ ،‬غزة‪.3002 ،‬‬ ‫‪)41‬‬
‫ناهد عز الدين‪ :‬المجتمع المدني‪ ،‬سلسلة موسوعة الشباب السياسية رقم ‪ ،5‬مركز الدراسات‬ ‫‪)48‬‬
‫السياسية واإلستراتيجية باألهرام‪ ،‬القاهرة‪.3000 ،‬‬
‫نور الدين حاروش‪ :‬األحزاب السياسية‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪.3007 ،‬‬ ‫‪)47‬‬
‫ستيفن ديلو‪ :‬التفكير السياسي والنظرية السياسية والمجتمع المدني‪ ،‬ترجمة‪ :‬ربيع وهبة‪،‬‬ ‫‪)50‬‬
‫المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪.3002 ،‬‬
‫سعد الدين إبراهيم‪ :‬تقديم لسلسلة دراسات المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن‬ ‫‪)51‬‬
‫العربي‪ ،‬مركز ابن خلدون باالشتراك مع دار األمين للتوزيع والنشر‪ ،‬القاهرة‪.1775 ،‬‬
‫سعد الدين ابراهيم‪ :‬المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في مصر‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر‬ ‫‪)53‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.3000 ،‬‬
‫سعدي شاكر حودي‪ :‬علم اإلحصاء و تطبيقاته في المجالين التربوي واالجتماعي‪ ،‬مكتبة دار‬ ‫‪)52‬‬
‫الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.3000 ،‬‬
‫شهيدة الباز‪ :‬المنظمات األهلية العربية على مشارف القرن الحادي والعشريين (محددات‬ ‫‪)54‬‬
‫الواقع وآفاق المستقبل)‪ ،‬لجنة المتابعة لمؤتمر التنظيمات األهلية العربية‪ ،‬الزمالك‪.1771 ،‬‬
‫شوقي جالل‪ :‬المجتمع المدني وثقافة اإلصالح‪ .‬رؤية نقدية للفكر العربي‪ ،‬دار العين‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪)55‬‬
‫‪.3005‬‬

‫‪ .2‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ )1‬احمد بوكابوس‪ :‬الحركة الجمعوية وواقع التنظيمات الشبانية‪ ،‬في‪ :‬نورية بن غبريط‪-‬رمعون‬
‫ومصطفى حداب‪ :‬الجزائر بعد ‪ 05‬سنة حوصلة المعارف في العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪-1501‬‬
‫‪ ،2551‬وقائع ندوة وهران (‪ 33-31-30‬سبتمبر ‪ ،)3004‬منشورات ‪.3008 ،crasc‬‬

‫‪227‬‬
‫‪ )3‬أحمد زايد‪ :‬نحو مفهوم جديد للمجتمع المدني‪ ،‬نشرة البحوث العربية‪ ،‬مركز البحوث العربية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،8‬فبراير ‪.1775‬‬
‫‪ )3‬الحبيب الجنحاني‪ :‬المجتمع المدني بين النظرية والممارسة‪ ،‬عالم الفكر‪ ،‬مجلد‪ ،31‬عدد‪2‬‬
‫(يناير‪/‬مارس‪.)1777‬‬
‫‪ )4‬الطاهر لبيب‪ :‬هل الديمقراطية مطلب اجتماعي؟ عالقة المشروع الديمقراطي بالمجتمع المدني‬
‫العربي‪ ،‬ورقة قدمت إلى‪ :‬المجتمع المدني ودوره في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة‬
‫الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪( ،‬دون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ )5‬أيمن ابراهيم الدسوقي‪ :‬المجتمع المدني في الجزائر (الحقرة‪ -‬الحصار– الفتنة)‪ ،‬مجلة المستقبل‬
‫العربي‪ ،‬عدد‪.)3000-7( 357‬‬
‫‪ )6‬بدر حسن شافعي‪ :‬الديمقراطية في المغرب العربي‪ ،‬مجلة الديموقراطية‪ ،‬العدد ‪( 4‬خريف ‪.)3001‬‬
‫‪ )1‬برهان غليون‪ :‬بناء المجتمع المدني العربي‪ :‬دور العوامل الداخلية والخارجية‪ ،‬ورقة قدمت إلى‪:‬‬
‫المجتمع المدني في الوطن العربي ودوره في تحقيق الديمقراطية‪ ،‬بحوث ومناقشات الندوة الفكرية‬
‫التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان‪(،‬د ت)‪.‬‬
‫‪ )8‬برهان غليون‪ :‬المجتمع المدني من المفهوم المجرد إلى المنظومة االجتماعية والدولية‪ ،‬مداخلة في‬
‫ندوة المجتمع المدني وإشكاليات التحول الديمقراطي‪ ،‬جامعة قطر (‪ 16-14‬مايو‪.)3001‬‬
‫‪ )7‬بوعلي ياسين‪ :‬المثقفون العرب من سلطة الدولة إلى المجتمع المدني‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬مجلد ‪،31‬‬
‫عدد‪( 02‬يناير‪ ،‬مارس‪.)1777‬‬
‫جالل عبد هللا معوض‪ :‬أزمة المشاركة السياسية في الوطن العربي‪ ،‬المستقبل العربي‪ ،‬العدد‬ ‫‪)10‬‬
‫‪( 55‬سبتمبر ‪.)1782‬‬
‫خولة كلفاحي‪ :‬التحول الديمقراطي في الجزائر‪ ،‬ضمن ملتقى حول التحول الديمقراطي في‬ ‫‪)11‬‬
‫الجزائر‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة (‪.)3005-11-30‬‬
‫كريم أبو حالوة‪ :‬إعادة االعتبار لمفهوم المجتمع المدني‪ ،‬مجلة عالم الفكر‪ ،‬مجلد‪ ،31‬عدد‬ ‫‪)13‬‬
‫‪) 2‬يناير‪ ،‬مارس ‪.(1777‬‬
‫كمال عجالي‪ :‬مساهمة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على الهوية الوطنية‪،‬‬ ‫‪)12‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،16‬ديسمبر ‪.3001‬‬
‫سامية محمد فهمي‪ :‬اإلدارة في المؤسسات االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫‪.1776‬‬
‫عبد الحميد األنصاري‪ :‬نحو مفهوم عربي إسالمي للمجتمع المدني‪ ،‬مجلة المستقبل العربي‪،‬‬ ‫‪)15‬‬
‫عدد ‪.)3001/10( 313‬‬

‫‪228‬‬
‫عبد القادر الزغل‪ :‬المجتمع المدني والصراع من أجل الهيمنة اإليديولوجية في المغرب‬ ‫‪)16‬‬
‫العربي‪ ،‬في "المجتمع المدني في الوطن العربي ودوره في تحقيق الديمقراطية" بحوث ومناقشات‬
‫الندوة التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية‪( ،‬د ت)‪.‬‬
‫عبد هللا محمد عبد الرحمان‪ :‬دراسات في علم االجتماع‪ ،‬ج‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫‪.3000‬‬
‫عبد الناصر جابي‪ :‬النظام السياسي الجزائري ‪.‬المجتمع المدني بين السياسة واالنتقال‪ ،‬مقال‬ ‫‪)18‬‬
‫في كتاب‪ :‬وعي المجتمع بذاته‪ ،‬عن المجتمع المدني في المغرب العربي‪ ،‬إشراف عبد هللا حمودي‪،‬‬
‫دار توبقال للنشر‪،‬الدار البيضاء‪.1778 ،‬‬
‫عمر دراس‪ :‬الظاهرة الجمعوية في ظل اإلصالحات الجارية في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‪ ،‬مجلة‬ ‫‪)17‬‬
‫إنسانيات (المجلة الجزائرية في األنثروبولوجيا والعلوم اجتماعية)‪ ،‬العدد ‪.3005 ،38‬‬
‫محمد عابد الجابري‪ :‬إشكالية الديمقراطية والمجتمع المدني في الوطن العربي‪ ،‬مجلة‬ ‫‪)30‬‬
‫المستقبل العربي‪ ،‬العدد ‪ ،161‬السنة ‪ ،15‬يناير ‪.1772‬‬
‫محمد هناد‪ :‬النظام السياسي الجزائري قطيعة أم استمرار‪ ،‬في‪ :‬عبد هللا حمودي (مشرفا)‪:‬‬ ‫‪)31‬‬
‫وعي المجتمع بذاته‪ ،‬عن المجتمع المدني في المغرب العربي‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪.1778‬‬
‫محمد هناد‪ :‬الجزائر‪ :‬االنتقال من األحادية إلى التعددية الحزبية‪ ،‬مجلة الديموقراطية‪ ،‬العدد‬ ‫‪)33‬‬
‫‪(11‬يناير ‪.)3005‬‬
‫محمود بوسنة‪ :‬الحركة الجمعوية في الجزائر نشأتها وطبيعة تطورها ومدى مساهمتها في‬ ‫‪)32‬‬
‫تحقيق األمن والتنمية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬العدد ‪ ،11‬جوان ‪.3003‬‬

‫‪ .3‬الرسائل الجامعية والمواد غير المنشورة‪:‬‬


‫الطيب بلوصيف‪" :‬المجتمع المدني والدولة" دراسة سوسيو‪-‬سياسية"الجزائر"‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪)1‬‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة باتنة‪.3012 ،‬‬
‫برهان غليون‪ :‬المجتمع المدني من المفهوم المجرد إلى المنظومة االجتماعية والدولية‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫مداخلة في ندوة المجتمع المدني وإشكاليات التحول الديمقراطي ‪،‬جامعة قطر (‪ 16-14‬مايو‪.)3001‬‬
‫ساسي سقاش‪ :‬الجمعيات البيئية في الجزائر ودورها في حماية البيئة‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬ ‫‪)2‬‬
‫منشورة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.3000 ،‬‬
‫شاوش اخوان جهيدة‪ :‬المجتمع المدني والتنمية المحلية (جمعيات األحياء بمدينة بسكرة‬ ‫‪)4‬‬
‫نموذجا)‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.3004 ،‬‬

‫‪229‬‬
‫فؤاد عبد الجليل محمد عبد هللا الصالحي‪ :‬دور الدولة في تكوين المجتمع المدني دراسة في‬ ‫‪)5‬‬
‫تجربة التعددية السياسية في المجتمع اليمني‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة‬
‫عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.1771 ،‬‬
‫(بدون اسم)‪ :‬تغييب المؤسسات التعليمية وانكفاء المثقفين العرب أبرز عوامل الشلل‪،‬‬ ‫‪)6‬‬
‫الديمقراطية ليست الشرط الوحيد لتفعيل المجتمع المدني‪ ،‬ندوة المجتمع المدني وإشكاليات التحول‬
‫الديمقراطي‪ ،‬جامعة قطر (‪ 16 -14‬مايو ‪.)3001‬‬

‫القواميس والمعاجم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫دينكن متشيل‪:‬معجم علم االجتماع‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الطليعة‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫‪.1786‬‬
‫سميرة أحمد السيد‪ :‬مصطلحات علم االجتماع‪ ،‬مكتبة الشقري‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫‪.1771‬‬
‫عامر رشيد مبيض‪ :‬موسوعة الثقافة السياسية االجتماعية االقتصادية العسكرية‪ ،‬دار‬ ‫‪)2‬‬
‫المعارف‪ ،‬حلب‪.3000،‬‬
‫عبد الهادي الجوهري‪ :‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.1778 ،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫فريديريك معتوق‪ :‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬أكاديميا‪ ،‬بيروت‪.1778 ،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫محمد عاطف غيث‪ :‬قاموس علم االجتماع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪( ،‬د ت)‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫معن خليل العمر‪:‬معجم العلوم االجتماعية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬عمان‪.3000،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫هادي العلوي‪ :‬قاموس الدولة واالقتصاد‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكنوز األدبية‪.1771،‬‬ ‫‪)8‬‬

‫القوانين والوثائق الرسمية‪:‬‬ ‫‪.0‬‬


‫‪ )1‬األمر رقم ‪ 11/17‬المؤرخ في ‪ 2‬ديسمبر ‪.1711‬‬
‫‪ )3‬الميثاق الوطني سنة ‪.1716‬‬
‫‪ )2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ :‬الميثاق الوطني‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،61‬بتاريخ‬
‫‪ ،1761/01/20‬ص‪.702‬‬
‫‪ )4‬المادة ‪ 17‬من دستور ‪.1762‬‬
‫‪ )5‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ :‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‪ ،52‬الصادر بتاريخ‪ 05‬ديسمبر‬
‫‪.1770‬‬
‫‪ )6‬المادة ‪ 43‬من دستور ‪.1787‬‬

‫‪230‬‬
‫‪ .6‬مواقع األنترنات‪:‬‬

‫‪ )1‬عبد الناصر جابي‪ :‬تقييم وطني لمشاركة المواطنين والمجتمع المدني في إصالح القطاع‬
‫العام في الجزائر‪ ،‬في اإلدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول العربية‪ ،‬ص ‪( .81‬تاريخ‬
‫الزيارة‪ ،)2012-02-22 :‬من موقع‪:‬‬
‫‪www .pogar.org/publications/civil/…/algeria-a.pdf‬‬
‫‪ )2‬بن ناصر بوطيب‪ :‬النظام القانوني للجمعيات في الجزائر قراءة تقدية في ضوء القانون‬
‫‪ ،66 /11‬المجلة اإلفريقية للعلوم السياسية‪( ،‬تاريخ الزيارة ‪ ،)2682/60/22‬من موقع‪:‬‬
‫‪http://www.bchaib.net/mas/index.php?option=com_content&view=article‬‬
‫‪&id=281:-ress-&catid=10:2010-12-09-22-53-49&Itemid=7‬‬
‫‪ )3‬طاهر حسين‪ :‬الجزائر‪ .‬اآلليات المؤسساتية لترقية المرأة‪.‬‬
‫‪http://www.amanjordan.org/arabic-news/wmview.php?Artid=7400.‬‬
‫‪ )2‬بوجمعة غشير‪ :‬اإلطار التنظيمي للجمعيات في الجزائر‪ ،‬ندوة المبادرة العربية من أجل‬
‫حرية الجمعيات‪ ،‬عمان‪ ،‬يومي‪ 86-9:‬ماي ‪ ،8999‬من موقع‪:‬‬
‫‪www.arabifa.org/ARABIFA/aifa.nsf/asearchiview/64692E7DA899B4A9‬‬
‫‪C2256BB80057CI56?Open document Arabic‬‬
‫‪ )2‬برنامج المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي‪:‬‬
‫‪www.Ibn khaldoun.org/arabic/civil/‬‬
‫‪ )0‬فريد باسيل الشياني‪ :‬المجتمع المدني‪:‬‬
‫‪www.arabtopics.com/modules/news/article.php?storyid=108‬‬
‫‪ )7‬محمد زاهي المغيربي‪ :‬المجتمع المدني والدولة دالالت المفهوم وإشكاليات العالقة‪:‬‬
‫‪www.mshwi.20.com/cgi-bin/b/762/64/dXN/cmjhbm5lcg==/is/880/?ns-‬‬
‫‪219‬‬
‫‪ )1‬بن عيسى الدمني‪ :‬ماذا نقتبس من التراث الفكري حول المجتمع المدني‪ ،‬مجلة أقالم‪،‬‬
‫العدد ‪(،62‬جويلية ‪:)2662‬‬
‫‪www.aqulamonline.com/archive/no5/demni.html‬‬
‫‪ )9‬راشد الغنوشي‪ :‬نحو مقامات مشتركة للمجتمع العربي‪ ،‬مجلة أقالم‪ ،‬العدد‪( ،2‬جويلية‬
‫‪:)2662‬‬
‫‪www.aqulamonline.com/archive/no5/ghannouchi.html‬‬

‫‪231‬‬
‫ مجلة‬،‫ المجتمع المدني إشكاالت المصطلح ومشكالت الواقع‬:‫) عز الدين عبد المولى‬86
)2662 ‫(جويلية‬2 ‫ العدد‬،‫أقالم‬
www.aqulamonline.com/archive/no5/ezzeddine.html
)2682/62/26 ‫ (تاريخ الزيارة‬،‫ المجتمع المدني في الجزائر‬:‫) ابراهيم سعدي‬88
http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=339&id_article=3
5747
12) http://www.dzworld.org/vb/showthread.php?t=57360
)2682/62/26 :‫( تاريخ الزيارة‬
13) http://www.elaph.com/Web/news/2011/9/683655.html
14) http://etudiantdz.net/vb/t12005.html

:‫ المراجع باللغات األجنبية‬:‫ثانيا‬

1) Ferguson: An Essay on the history of civil society, Ed. Duncan Forbes,


Edinburgh, 1966.
2) J . J. Rousseau: Du contrat social, Editions socials, Paris, 1971.
3) Jean Cohen and Andrew : Civil society and political theory, vol
27,Cambridge Mitpress, August, London, 1993.
4) Michael Walzer: The civil society argument. The good life, New
statesman and society, vol 2,oct 1989.
5) Moustapha K. El Sayyid: A civil society in Egypt, Middle East Journal,
vol 47, No2, Spring 1993.
6) omar drass : le phenomene associatif en algerie-etat des lieux,
Fondation Friedrich Ebert, Alger, 2007.
7) Roger Gerard schwartzenberg: Sociolologi politique, éd5,
Montchrestien, Paris cedex15,1998,.
8) Samuel P. Huntington: Political Development and Political Decay,
World politics,vol 17, no3 (April 1965).

232
9) Yehudah Mirsky: Democratic politics, Democratic culture, Orbits, A
journal of world affairs, vol 37, No 4, Fall 1993.

233
‫المالحق‪:‬‬
‫ملحق رقم ‪ :1‬االستمارة‬
‫ملحق رقم ‪ :2‬قانون الجمعيات‬
‫ملحق رقم ‪ :3‬القانون األساسي النموذجي للجمعيات‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫شعبة علم االجتماع‬

‫استمارة استبيان حول موضوع‪:‬‬

‫واقع المجتمع المدني في الجزائر‬


‫دراسة ميدانية لجمعيات مدينة بسكرة نموذجا‬

‫أطروحة لنيل شهادة دكتوراه العلوم تخصص علم اجتماع التنمية‬

‫من إعداد الطالبة‪:‬‬


‫شاوش اخوان جهيدة‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫بيانات هذه االستمارة سرية وال يمكن االطالع عليها إال من طرف الباحث‪ ،‬ولن‬
‫تستخدم إال ألغراض البحث العلمي‪ ،‬ولهذا يرجي اإلجابة بكل صراحة ودقة على جميع األسئلة‬
‫إسهاما منكم في إنجاح هذا البحث العلمي‪ ،‬ولكم فائق الشكر والتقدير‪.‬‬

‫اإلجابة تكون بوضع عالمة (‪ )X‬أمام الخانة المناسبة‪ ،‬مع إمكانية اختيار اكثر من‬
‫إجابة واحدة في حالة الضرورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أسئلة االستمارة‬
‫‪ .1‬سنة تأسيس الجمعية‪......................................................................................:‬‬
‫‪ .2‬ما هي أغراض الجمعية؟‪:‬‬
‫نسائية‬ ‫رعاية فئات معينة‬ ‫أنشطة الطفولة‬ ‫مساعدات خيرية‬
‫قضايا الشباب‬ ‫حقوق اإلنسان‬ ‫بيئية‬ ‫رياضية‬ ‫ثقافية وعلمية‬
‫أخرى تذكر‪................................................................................................‬‬
‫‪ .3‬ماهو المجال الجغرافي لنشاط الجمعية؟‪:‬‬
‫دولية‬ ‫وطنية‬ ‫جهوية‬ ‫والئية‬ ‫بلدية‬
‫‪ .4‬السن‪.......................................................................................................:‬‬
‫‪ .5‬الجنس‪.....................................................................................................:‬‬
‫‪ .6‬المستوى الدراسي‪........................................................................................:‬‬
‫‪ .7‬المهنة‪.....................................................................................................:‬‬
‫بين ‪ 22222‬و‪ 42222‬دج‬ ‫أقل من ‪ 22222‬دج‬ ‫‪ .8‬الدخل الشهري‪ :‬بدون دخل‬
‫أكثر من ‪ 42222‬دج‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .9‬هل أنت عضو مؤسس للجمعية‪:‬‬
‫‪ .12‬مدة ممارسة النشاط في الجمعية‪......................................................................:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .11‬هل تنتمي إلى جمعيات أخرى؟‪:‬‬
‫‪ .12‬في حالة نعم كم عددها؟‪..............................................................................:‬‬
‫‪ .13‬وما نوع أغراضها؟‪..................................................................................:‬‬
‫المشاركة في تنمية المجتمع‬ ‫‪ .14‬ما سبب ممارستك للنشاط الجمعوي؟‪ :‬قضاء وقت الفراغ‬
‫اكتساب خبرة سياسية‬ ‫تكوين عالقات اجتماعية‬ ‫مساعدة فئات تهمك شخصيا‬
‫أخرى تذكر‪................................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫‪ .15‬هل سبق وأن مارست العمل السياسي‪ :‬نعم‬
‫‪ .16‬في حالة اإلجابة بنعم‪ ،‬بأي شكل من األشكال التالية كان ذلك؟‪:‬‬
‫االنضمام إلى حزب ما‬ ‫‪-‬‬
‫تنشيط حملة انتخابية‬ ‫‪-‬‬
‫االنتخاب‬ ‫‪-‬‬
‫الترشح في انتخابات‬ ‫‪-‬‬
‫ال‬ ‫‪ .17‬هل لديك طموحات سياسية معينة؟‪ :‬نعم‬
‫ال‬ ‫‪ .18‬في هذا السياق هل يساعدك النشاط في الجمعية على تحقيق هذه الطموحات؟‪ :‬نعم‬
‫‪ .19‬هل ساعدك العمل الجمعوي على‪:‬‬
‫‪ -‬تكوين شبكة عالقات اجتماعية هامة‬
‫‪ -‬التعرف على المسؤولين في السلطة المحلية‬
‫‪ -‬اكتساب خبرة سياسية وقيادية هامة‬
‫‪ -‬تكوين عالقات مع شخصيات نافذة‬
‫‪ -‬أخرى تذكر‪...........................................................................‬‬
‫‪ .22‬هل نشأت هذه الجمعية بناءا على رغبة‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس الجمعية‬
‫‪ -‬اتفاق األعضاء المؤسسين‬
‫‪ -‬اقتراح من الفئات المستهدفة‬
‫‪ -‬اقتراح من السلطات المحلية‬
‫‪ -‬أخرى تذكر‪...........................................................................‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .21‬ماهو عدد المنخرطين في هذه الجمعية؟‪..............................................................:‬‬
‫‪ .22‬كيف تم اختيار أعضاء مكتب الجمعية؟‪:‬‬
‫بعضهم باالنتخاب وبعضهم بالتعيين‬ ‫بالتعيين‬ ‫باالنتخاب‬
‫‪ .23‬هل يتم تجديد مكتب الجمعية؟‪:‬‬
‫لم يسبق القيام بذلك منذ التأسيس‬ ‫عند الضرورة‬ ‫بشكل دوري‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .24‬هل سبق تغيير أي شخص في مكتب الجمعية؟‪:‬‬
‫‪ .25‬ولماذا؟‪..................................................................................................‬‬
‫‪ .26‬كم من شخص تداول على رئاسة الجمعية منذ تأسيسها؟‪............................................:‬‬
‫حسب الحاجة والظروف‬ ‫بصفة دورية منتظمة‬ ‫‪ .27‬هل يجتمع مكتب الجمعية؟‪:‬‬
‫يتم االلتقاء بشكل مستمر دون الحاجة إلى برمجة اجتماعات‬ ‫ال يجتمع إال نادرا‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .28‬هل هناك تعاون بينكم وبين جمعيات أخرى؟‪:‬‬
‫دولية‬ ‫وطنية‬ ‫محلية‬ ‫‪ .29‬في حالة نعم هل هذه الجمعيات‪:‬‬
‫في مجاالت مختلفة‬ ‫من نفس المجال‬ ‫‪ .32‬وهل هي‪:‬‬
‫‪ .31‬وما هي مجاالت التعاون؟‪.............................................................................:‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫‪ .32‬هل جمعيتكم عضو في اتحادات أو تنسيقيات معينة؟‪ :‬نعم‬
‫‪ .33‬ما هي مصادر تمويل جمعيتكم؟‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة منظمات وهيئات دولية‬ ‫‪ -‬اشتراكات األعضاء‬
‫‪ -‬دعم من أحزاب ومنظمات وطنية‬ ‫‪ -‬مقابل بيع سلع أو خدمات‬
‫‪ -‬دعم الدولة‬ ‫‪ -‬تبرعات أو هبات أفراد أو مؤسسات‬
‫‪ -‬أخرى تذكر‪....................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .34‬هل يؤثر مصدر التمويل على حرية عمل الجمعية؟‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .35‬هل هذه المصادر كافية لتمويل نشاط الجمعية؟‪:‬‬
‫محاضرات‬ ‫ملتقيات وأيام دراسية‬ ‫‪ .36‬ما هي النشاطات التي تنظمها الجمعية عادة‪:‬‬
‫تقديم مساعدات‬ ‫منشورات‬ ‫مجالت‬ ‫حفالت‬ ‫معارض‬ ‫حمالت تطوعية‬
‫أخرى تذكر‪................................................................................................‬‬
‫‪ .37‬كيف يتم عادة تحديد طبيعة وموضوع النشاط‪:‬‬
‫اقتراح من السلطات المحلية‬ ‫اتفاق بين أعضاء المكتب‬ ‫حسب تقدير رئيس الجمعية‬
‫أخرى تذكر‪.........:‬‬ ‫حسب نشاطات الجمعيات المشابهة‬ ‫اقتراح من الفئات المستهدفة‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫‪ .38‬كيف هي العالقة التي تربطكم بالسلطات المحلية‪:‬‬
‫عالقة صراع‬ ‫عالقة تعاون‬ ‫عالقة إشراف وتنظيم‬ ‫عالقة تمويل‬
‫أخرى تذكر‪................................................................................................‬‬
‫‪ .39‬هل ترون أن هذه العالقة‪:‬‬
‫تعرقل النشاط‬ ‫تدعم النشاط‬
‫ال‬ ‫‪ .42‬هل تستجيب السلطات المحلية عادة لمطالب واحتياجات الجمعية‪ :‬نعم‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .41‬هل ترى أن الجمعية تتمتع في عملها باالستقالل عن السلطات المحلية؟‪:‬‬
‫‪ .42‬في حالة اإلجابة بـ ال‪ :‬ما هي أشكال عدم االستقالل في نظرك؟‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة الحصول على إذن مسبق بنشاط الجمعية‬
‫‪ -‬حقها في رفض وقبول منح اإلذن‬
‫‪ -‬ضرورة تقديم تقارير دورية عن نشاط الجمعية‬
‫‪ -‬حقها في حل المنظمة‬
‫‪ -‬أخرى تذكر‪....................................................................‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .43‬هل القوانين التي تحكم الجمعيات في نظرك‪:‬‬
‫‪ -‬توفر االستقاللية للجمعيات‬
‫‪ -‬تضع قيودا على حرية واستقالل الجمعيات‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .44‬هل ترى ضرورة تغيير هذه القوانين؟‪:‬‬
‫‪ .45‬في حالة نعم لماذا؟‪:‬‬
‫‪ -‬تمس استقاللية الجمعيات‬
‫‪ -‬تؤدي إلى تعقيدات بيروقراطية‬
‫‪ -‬تعطي الحق للدولة في التدخل في شؤون الجمعيات‬
‫‪ -‬أخرى تذكر‪....................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ .46‬هل سبق أن طلبت منكم السلطات تنفيذ بعض النشاطات؟‪:‬‬
‫‪ .47‬في حالة نعم‪ ،‬ما هي؟‪..................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫‪ .48‬هل سبق وأن تعرضت جمعيتكم لضغط السلطات المعنية؟‪ :‬نعم‬
‫‪ .49‬في حالة نعم‪ ،‬ما سبب ذلك‪:‬‬
‫مخالفات من األعضاء أو الرئيس‬ ‫قلة النشاطات‬ ‫كثرة النشاطات‬
‫أخرى تذكر‪................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫ال‬ ‫‪ .52‬هل سبق أن استشارتكم السلطات المحلية في مجاالت معينة‪ :‬نعم‬
‫‪ .51‬في حالة نعم‪ ،‬ما هي موضوعات هذه االستشارة‪..................................................:‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫‪ .52‬هل ترى أن جمعيتكم تساهم في التنشئة السياسية والديمقراطية ألعضائها والفئات المستهدفة من‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نشاطها؟‪:‬‬
‫‪ .53‬هل تعتقد أن جمعيتكم ساهمت في رفع الوعي والشعور بالمواطنة لدى أعضائها والفئات‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫المستهدفة من نشاطها؟‪:‬‬
‫‪ .54‬هل تعتقد أن جمعيتك تساهم في اتخاذ القرار على المستوى المحلي بتقديمها لالقتراحات‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫والمالحظات للسلطات المعنية؟‪:‬‬
‫‪ .55‬هل تعتقد أن جمعيتكم ساهمت في ترقية أعضائها والفئات المستهدفة من نشاطها؟‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ .56‬هل تعتقد أن جمعيتكم قد ساهمت بشكل ما في تنمية المجتمع المحلي؟‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ .57‬في نظركم ماهي العوائق التي يواجهها عمل جمعيتكم في الميدان؟‪:‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................‬‬
‫سلب‬ ‫‪ .58‬هل تعتقد أن ارتباط الجمعيات بالنشاط السياسي والحزبي يؤثر عليها‪ :‬إيجابا‬
‫‪ .59‬كيف ذلك؟‪...............................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................‬‬
‫‪ .62‬ماهي مقترحاتكم لدعم فاعلية التنظيمات الجمعوية؟‪:‬‬
‫‪................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫‪33‬‬ ‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 05-12‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪18‬‬ ‫اﻟـﺒـﺎب اﳊﺎدي ﻋﺎﺷﺮ‬
‫ﺻ ـﻔــﺮ ﻋــﺎم ‪ 1433‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 12‬ﻳ ـﻨ ــﺎﻳــﺮ ﺳـ ـﻨــﺔ ‪ 2012‬وا‪H‬ـ ـﺘـ ـﻌــﻠﻖ‬ ‫ﻧﺸﺎط وﻛﺎﻻت اﻻﺳﺘﺸﺎرة ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل‬
‫ﺑﺎﻹﻋﻼم‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪– : 130‬ـﺎرس ﻧـﺸـﺎط اﻻﺳـﺘـﺸـﺎرة ﻓﻲ اﻻﺗـﺼـﺎل‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫‪ -‬و‪x‬ـﻘـﺘـﻀﻰ اﻷﻣـﺮ رﻗﻢ ‪ 156-66‬ا‪H‬ـﺆرخ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺻـﻔـﺮ‬ ‫ﺿﻤﻦ اﺣﺘﺮام اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟـﻤﻌﻤﻮل ﺑﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ﻋـﺎم ‪ 1386‬ا‪H‬ـﻮاﻓﻖ ‪ 8‬ﻳـﻮﻧـﻴــﻮ ﺳـﻨـﺔ ‪ 1966‬وا‪H‬ـﺘـﻀــﻤﻦ ﻗـﺎﻧـﻮن‬
‫اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت‪ p‬ا‪H‬ﻌﺪل وا‪H‬ﺘﻤﻢ‪p‬‬ ‫ﲢـﺪد ﺷـﺮوط وﻛـﻴـﻔـﻴـﺎت ‪ž‬ـﺎرﺳـﺔ ﻧـﺸـﺎط اﻻﺳـﺘـﺸـﺎرة‬
‫ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.‬‬
‫‪ -‬و‪x‬ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻀـﻰ اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺮ رﻗﻢ ‪ 58-75‬ا‪ H‬ـ ـ ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪20‬‬
‫رﻣ ـ ـﻀـ ــﺎن ﻋـ ــﺎم ‪ 1395‬ا‪H‬ـ ــﻮاﻓﻖ ‪ 26‬ﺳ ـ ـﺒـ ـ ـﺘ ـ ـﻤ ـ ـﺒ ـ ــﺮ ﺳ ـ ـﻨـ ــﺔ ‪1975‬‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬
‫وا‪H‬ﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ا‪H‬ﺪﻧﻲ‪ p‬ا‪H‬ﻌﺪل وا‪H‬ﺘﻤﻢ‪p‬‬ ‫أﺣﻜﺎم اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ وﺧﺘﺎﻣﻴﺔ‬

‫‪ -‬و‪x‬ـ ـ ـ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـ ـﻀـﻰ اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺮ رﻗﻢ ‪ 59-75‬ا‪ H‬ـ ـ ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪20‬‬ ‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 131‬ﻳﺠﺐ ﻋـﻠﻰ اﻟـﻌﻨـﺎوﻳﻦ وأﺟﻬـﺰة اﻟـﺼﺤـﺎﻓﺔ‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫رﻣ ـ ـﻀـ ــﺎن ﻋـ ــﺎم ‪ 1395‬ا‪H‬ـ ــﻮاﻓﻖ ‪ 26‬ﺳ ـ ـﺒـ ـ ـﺘ ـ ـﻤ ـ ـﺒ ـ ــﺮ ﺳ ـ ـﻨـ ــﺔ ‪1975‬‬ ‫اﻟـﻤـﻤـﺎرﺳـﺔ ﻟﻨـﺸـﺎﻃـﻬﺎ أن ﺗـﺘـﻄـﺎﺑﻖ ﻣﻊ أﺣـﻜﺎم ﻫـﺬا اﻟـﻘـﺎﻧﻮن‬
‫وا‪H‬ﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري‪ p‬ا‪H‬ﻌﺪّل وا‪H‬ﺘﻤّﻢ‪p‬‬ ‫اﻟ ـﻌ ـﻀــﻮي ﺧـﻼل ﺳ ـﻨــﺔ واﺣــﺪة اﺑ ـﺘــﺪاء ﻣﻦ ﺗــﺎرﻳﺦ ﺗ ـﻨ ـﺼــﻴﺐ‬
‫‪ -‬و‪x‬ﻘـﺘـﻀﻰ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 03-77‬ا‪H‬ـﺆرخ ﻓﻲ أول رﺑﻴﻊ‬ ‫ﺳﻠﻄﺔ ﺿﺒﻂ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ا‪H‬ﻜﺘﻮﺑﺔ‪.‬‬

‫اﻷول ﻋـﺎم ‪ 1397‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 19‬ﻓ ـﺒــﺮاﻳــﺮ ﺳ ـﻨـﺔ ‪ 1977‬وا‪ H‬ـﺘ ـﻌـﻠﻖ‬


‫ـﺎدّةة ‪ : 132‬ﺗ ـﻠ ــﻐﻰ ﺟ ـﻤ ـﻴـﻊ اﻷﺣ ـﻜــﺎم اﻟـ ـﻤ ـﺨ ــﺎﻟ ـﻔــﺔ ﻟ ـﻬــﺬا‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫ﺑﺠﻤﻊ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت‪p‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟـﻌﻀﻮي‪ p‬ﻻ ﺳﻴـﻤﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪90‬ـ‪ 07‬ا‪H‬ﺆرخ ﻓﻲ‬
‫‪ -‬و‪ x‬ـﻘـﺘـﻀﻰ اﻟ ـﻘـﺎﻧـﻮن ‪ 07-79‬ا‪H‬ـﺆرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺷ ـﻌـﺒـﺎن‬ ‫‪ 8‬رﻣـﻀﺎن ﻋﺎم ‪ 1410‬ا‪H‬ـﻮاﻓﻖ ‪ 3‬أﺑـﺮﻳﻞ ﺳـﻨﺔ ‪ 1990‬وا‪H‬ـﺘـﻌﻠﻖ‬
‫ﻋـﺎم ‪ 1399‬ا‪H‬ـﻮاﻓﻖ ‪ 24‬ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ ﺳـﻨﺔ ‪ 1979‬وا‪H‬ـﺘـﻀـﻤﻦ ﻗـﺎﻧﻮن‬ ‫ﺑﺎﻹﻋﻼم‪.‬‬
‫اﳉﻤﺎرك‪ p‬ا‪H‬ﻌﺪل وا‪H‬ﺘﻤﻢ‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 133‬ﻳ ـ ـﻨ ـ ـﺸـ ــﺮ ﻫـ ــﺬا اﻟ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن اﻟ ـ ـﻌ ـ ـﻀـ ــﻮي ﻓﻲ‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 09-90‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪14‬‬ ‫اﳉـﺮﻳـﺪة اﻟ ـﺮّﺳـﻤـﻴّـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳّــﺔ اﳉـﺰاﺋـﺮﻳّـﺔ اﻟـﺪّ–ـﻘـﺮاﻃـﻴّـﺔ‬
‫رﻣ ـﻀــﺎن ﻋـﺎم ‪ 1410‬ا‪H‬ـﻮاﻓﻖ ‪ 7‬أﺑــﺮﻳﻞ ﺳ ـﻨـﺔ ‪ 1990‬وا‪ H‬ـﺘ ـﻌـﻠﻖ‬ ‫اﻟﺸّﻌﺒﻴّﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ‪ p‬ا‪H‬ﺘﻤﻢ‪p‬‬
‫ﺣـ ـﺮّر ﺑ ــﺎﳉ ــﺰاﺋ ــﺮ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺻـ ـﻔ ــﺮ ﻋ ــﺎم ‪ 1433‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪12‬‬
‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 31-90‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪17‬‬ ‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪.2012‬‬
‫ﺟ ـﻤــﺎدى اﻷوﻟﻰ ﻋــﺎم ‪ 1411‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 4‬دﻳ ـﺴ ـﻤـ ـﺒــﺮ ﺳ ـﻨــﺔ ‪1990‬‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ‬
‫وا‪H‬ﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴﺎت‪p‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــ★ــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬و‪x‬ﻘـﺘﻀﻰ اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ‪ 07-95‬ا‪H‬ﺆرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﺷـﻌﺒﺎن‬
‫ﻋ ـ ــﺎم ‪ 1415‬ا‪H‬ـ ـ ــﻮاﻓﻖ ‪ 25‬ﻳ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺎﻳـ ـ ــﺮ ﺳ ـ ـ ـﻨـ ـ ــﺔ ‪ 1995‬وا‪ H‬ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ـﻌـ ـ ــﻠﻖ‬ ‫ﻗـﺎﻧﻮن رﻗﻢ ‪ 06 - 12‬ﻣﺆرخ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺻـﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ا‪H‬ﻮاﻓـﻖ‬

‫ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎت‪ p‬ا‪H‬ﻌﺪل وا‪H‬ﺘﻤﻢ‪p‬‬ ‫‪ p2012‬ﻳﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴــﺎت‪.‬‬


‫‪p‬‬ ‫‪ 12‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 11-99‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪15‬‬
‫رﻣـ ـ ـﻀ ـ ــﺎن ﻋ ـ ــﺎم ‪ 1420‬ا‪ H‬ـ ــﻮاﻓﻖ ‪ 23‬دﻳـ ـ ـﺴـ ـ ـﻤـ ـ ـﺒ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـﻨـ ــﺔ ‪1999‬‬ ‫إنّ رﺋـﻴـﺲ اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ‪p‬‬
‫وا‪H‬ـﺘـﻀﻤﻦ ﻗـﺎﻧـﻮن ا‪H‬ـﺎﻟـﻴـﺔ ﻟـﺴـﻨﺔ ‪ p2000‬ﻻ ﺳـﻴّـﻤـﺎ ا‪H‬ـﺎدة ‪101‬‬ ‫‪ -‬ﺑـﻨﺎء ﻋـﻠﻰ اﻟﺪﺳﺘـﻮر‪ p‬ﻻ ﺳﻴّـﻤﺎ ا‪H‬ﻮاد ‪ 41‬و ‪ 43‬و ‪119‬‬
‫ﻣﻨﻪ‪p‬‬ ‫و ‪ 122‬و‪ 126‬ﻣﻨﻪ‪p‬‬
‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 10-04‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪27‬‬ ‫‪ -‬و‪ x‬ـﻘ ـﺘـﻀﻰ اﻟ ـﻘــﺎﻧـﻮن اﻟ ـﻌ ـﻀـﻮي رﻗﻢ ‪ 01-98‬ا‪H‬ـﺆرخ‬
‫ﺟ ـﻤ ــﺎدى اﻟ ـﺜــﺎﻧـ ـﻴــﺔ ﻋــﺎم ‪ 1425‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 14‬ﻏــﺸﺖ ﺳ ـﻨــﺔ ‪2004‬‬ ‫ﻓﻲ ‪ 4‬ﺻـﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1419‬ا‪H‬ﻮاﻓﻖ ‪ 30‬ﻣﺎﻳـﻮ ﺳﻨﺔ ‪ 1998‬وا‪H‬ـﺘﻌﻠﻖ‬
‫وا‪H‬ﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ‪p‬‬ ‫ﺑـﺎﺧـﺘـﺼــﺎﺻـﺎت ﻣـﺠـﻠﺲ اﻟـﺪوﻟـﺔ وﺗـﻨ ـﻈـﻴـﻤﻪ وﺳـﻴـﺮه‪ p‬ا‪H‬ـﻌـﺪل‬

‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 11-08‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪21‬‬ ‫وا‪H‬ﺘﻤﻢ‪p‬‬

‫ﺟ ـﻤــﺎدى اﻟـﺜــﺎﻧ ـﻴــﺔ ﻋـﺎم ‪ 1429‬ا‪H‬ـﻮاﻓﻖ ‪ 25‬ﻳــﻮﻧـﻴــﻮ ﺳ ـﻨـﺔ ‪2008‬‬ ‫‪ -‬و‪ x‬ـﻘ ـﺘـﻀﻰ اﻟ ـﻘــﺎﻧـﻮن اﻟ ـﻌ ـﻀـﻮي رﻗﻢ ‪ 04-12‬ا‪H‬ـﺆرخ‬
‫وا‪H‬ـﺘـﻌـﻠﻖ ﺑـﺸـﺮوط دﺧـﻮل اﻷﺟــﺎﻧﺐ إﻟﻰ اﳉـﺰاﺋـﺮ وإﻗـﺎﻣـﺘـﻬﻢ‬ ‫ﻓﻲ ‪ 18‬ﺻ ـ ـﻔ ـ ــﺮ ﻋـ ــﺎم ‪ 1433‬ا‪ H‬ـ ــﻮاﻓﻖ ‪ 12‬ﻳـ ـ ـﻨـ ــﺎﻳ ـ ــﺮ ﺳـ ـ ـﻨـ ــﺔ ‪2012‬‬
‫ﺑﻬﺎ وﺗﻨﻘﻠﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ‪p‬‬ ‫وا‪H‬ﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪p‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬ ‫‪34‬‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 01-10‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪16‬‬
‫ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳉﻤﻌﻴﺎت وﺣﻘﻮﻗﻬﺎ وواﺟﺒﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﺟﺐ ﻋــﺎم ‪ 1431‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 29‬ﻳ ــﻮﻧ ـﻴــﻮ ﺳ ـﻨــﺔ ‪ 2010‬وا‪ H‬ـﺘ ـﻌــﻠﻖ‬
‫‪x‬ـ ـﻬ ـﻨ ــﺔ اﳋ ـﺒـ ـﻴــﺮ اﶈــﺎﺳـﺐ وﻣ ـﺤــﺎﻓـﻆ اﳊ ـﺴــﺎﺑ ــﺎت واﶈــﺎﺳﺐ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫ا‪H‬ﻌﺘﻤﺪ‪p‬‬
‫ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳉﻤﻌﻴﺎت‬
‫‪ -‬و‪ x‬ـ ـﻘـ ـ ـﺘـ ــﻀﻰ اﻟـ ـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 10-11‬ا‪H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪20‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 4‬ﻳــﺠﺐ ﻋــﻠﻰ اﻷﺷ ـﺨـﺎص اﻟ ـﻄ ـﺒـﻴ ـﻌ ـﻴــ‪ W‬اﻟـﺬﻳﻦ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫رﺟﺐ ﻋــﺎم ‪ 1432‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 22‬ﻳ ــﻮﻧ ـﻴــﻮ ﺳ ـﻨــﺔ ‪ 2011‬وا‪ H‬ـﺘ ـﻌــﻠﻖ‬
‫ﺑــﺈﻣـ ــﻜـــﺎﻧ ـﻬـﻢ ﺗــﺄﺳ ــﻴﺲ ﺟ ـﻤـ ـﻌ ـﻴــﺔ وإدارﺗـ ـﻬــﺎ وﺗـ ـﺴ ـﻴـ ـﻴــﺮﻫــﺎ أن‬ ‫ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪p‬‬
‫ﻳﻜﻮﻧﻮا ‪:‬‬
‫‪ -‬وﺑﻌﺪ رأي ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪p‬‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻐ‪ W‬ﺳﻦ ‪ 18‬ﻓﻤﺎ ﻓﻮق‪p‬‬
‫‪ -‬وﺑﻌﺪ ﻣﺼﺎدﻗﺔ اﻟﺒﺮ‪H‬ﺎن‪p‬‬
‫‪ -‬ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ‪p‬‬
‫ﻳﺼﺪر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻵﺗﻲ ﻧﺼﻪ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺘﻤﺘﻌ‪ W‬ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﻢ ا‪H‬ﺪﻧﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪p‬‬
‫اﻟﺒﺎب اﻷول‬
‫‪ -‬ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺤـﻜﻮم ﻋـﻠـﻴـﻬﻢ ﺑـﺠـﻨـﺎﻳﺔ و‪/‬أو ﺟـﻨـﺤـﺔ ﺗـﺘـﻨﺎﻓﻰ‬
‫أﺣﻜﺎم ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﻣﻊ ﻣـﺠـﺎل ﻧـﺸــﺎط اﳉـﻤـﻌـﻴـﺔ‪ p‬وﻟـﻢ ﻳـﺮد اﻋـﺘـﺒـﺎرﻫﻢ ﺑــﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ‬
‫ا‪H‬ﻮﺿﻮع واﻟﻬﺪف وﻣﺠﺎل اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ‬
‫ﻟﻸﻋﻀﺎء ا‪H‬ﺴﻴﺮﻳﻦ‪.‬‬

‫ـﺎدّةة اﻷوﻟﻰ ‪ :‬ﻳـ ـ ـﻬ ـ ــﺪف ﻫ ـ ــﺬا اﻟـ ـ ـﻘ ـ ــﺎﻧـ ــﻮن إﻟـﻰ ﲢ ـ ــﺪﻳـ ــﺪ‬
‫ا‪ H‬ـ ــﺎد‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 5‬ﻳـﺠﺐ ﻋـﻠﻰ اﻷﺷـﺨﺎص ا‪H‬ـﻌـﻨـﻮﻳ‪ W‬اﳋـﺎﺿـﻌ‪W‬‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﺷﺮوط وﻛﻴﻔﻴﺎت ﺗـﺄﺳﻴﺲ اﳉﻤﻌﻴﺎت وﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ وﺳﻴﺮﻫﺎ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﳋﺎص أن ﻳﻜﻮﻧﻮا‪:‬‬
‫وﻣﺠﺎل ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺆﺳﺴ‪ W‬ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﳉﺰاﺋﺮي‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 2‬ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ اﳉـﻤـﻌ ـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻣـﻔـﻬـﻮم ﻫـﺬا اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن‪p‬‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫‪ -‬ﻧﺎﺷﻄ‪ W‬ﻋﻨﺪ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳉﻤﻌﻴﺔ‪p‬‬ ‫ﲡ ـﻤّﻊ أﺷ ـﺨ ــﺎص ﻃ ـﺒ ـﻴ ـﻌ ـﻴــ‪ W‬و‪/‬أو ﻣ ـﻌـ ـﻨــﻮﻳــ‪ W‬ﻋــﻠﻰ أﺳــﺎس‬
‫ﺗﻌﺎﻗﺪي ‪H‬ﺪة ﻣﺤﺪدة أو ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪدة‪.‬‬
‫‪ -‬ﻏﻴﺮ ‪ž‬ﻨﻮﻋ‪ W‬ﻣﻦ ‪ž‬ﺎرﺳﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ‪.‬‬
‫وﻳ ـﺸـﺘــﺮك ﻫــﺆﻻء اﻷﺷ ـﺨــﺎص ﻓﻲ ﺗ ـﺴـﺨ ـﻴــﺮ ﻣ ـﻌــﺎرﻓـﻬﻢ‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗـﺄﺳﻴﺲ ﺟﻤﻌـﻴﺔ‪ p‬ﺗﻤﺜﻞ اﻟـﺸﺨﺼﻴـﺔ ا‪H‬ﻌﻨﻮﻳﺔ‬
‫ووﺳــﺎﺋ ـﻠـﻬـﻢ ﺗ ـﻄــﻮﻋـﺎ وﻟ ـﻐــﺮض ﻏ ـﻴــﺮ ﻣــﺮﺑﺢ ﻣـﻦ أﺟﻞ ﺗــﺮﻗ ـﻴـﺔ‬
‫ﻣﻦ ﻃﺮف ﺷﺨﺺ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﻔﻮض ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض‪.‬‬
‫اﻷﻧـ ـ ـﺸ ـ ـﻄـ ــﺔ وﺗ ـ ـﺸ ـ ـﺠـ ـ ـﻴ ـ ـﻌ ـ ـﻬـ ــﺎ‪ p‬ﻻ ﺳـ ـ ـﻴ ـ ـﻤـ ــﺎ ﻓﻲ اﺠﻤﻟ ـ ــﺎل ا‪ H‬ـ ـﻬـ ــﻨﻲ‬
‫واﻻﺟ ـﺘـ ـﻤــﺎﻋﻲ واﻟـ ـﻌ ـﻠــﻤﻲ واﻟ ــﺪﻳــﻨﻲ واﻟـ ـﺘــﺮﺑــﻮي واﻟـ ـﺜ ـﻘــﺎﻓﻲ‬
‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 6‬ﺗـﺆﺳﺲ اﳉﻤﻌـﻴﺔ ﺑﺤـﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻋـﻀﺎﺋﻬﺎ‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫ا‪H‬ـﺆﺳ ـﺴـ‪ .W‬وﻳـﺠـﺘــﻤﻊ ﻫـﺆﻻء ﻓﻲ ﺟـﻤـﻌ ـﻴـﺔ ﻋـﺎﻣـﺔ ﺗــﺄﺳـﻴـﺴـﻴـﺔ‬ ‫واﻟﺮﻳﺎﺿﻲ واﻟﺒﻴﺌﻲ واﳋﻴﺮي واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫ﺗﺜﺒﺖ ‪x‬ﻮﺟﺐ ﻣﺤﻀﺮ اﺟﺘﻤﺎع ﻳﺤﺮره ﻣﺤﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫ﻳــﺠﺐ أن ﻳ ـﺤــﺪد ﻣــﻮﺿــﻮع اﳉـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ ﺑــﺪﻗـﺔ وﻳــﺠﺐ أن‬
‫ﺗﻌﺒﺮ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻬﺬا ا‪H‬ﻮﺿﻮع‪.‬‬
‫ﺗـﺼـﺎدق اﳉـﻤـﻌـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ اﻟـﺘـﺄﺳـﻴـﺴـﻴـﺔ ﻋـﻠﻰ اﻟـﻘـﺎﻧﻮن‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ وﺗﻌ‪ W‬ﻣﺴﺆوﻟﻲ ﻫﻴﺌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬ ‫ﻏـ ـﻴـ ــﺮ أﻧﻪ‪ p‬ﻳـ ـﺠـﺐ أن ﻳـ ـﻨـ ــﺪرج ﻣ ــﻮﺿ ــﻮع ﻧ ـ ـﺸ ــﺎﻃـ ــﺎﺗـ ـﻬ ــﺎ‬
‫وأﻫ ــﺪاﻓـ ـﻬ ــﺎ ﺿـ ـﻤـﻦ اﻟـ ـﺼ ــﺎﻟﺢ اﻟـ ـﻌ ــﺎم وأن ﻻ ﻳـ ـﻜ ــﻮن ﻣـ ـﺨ ــﺎﻟـ ـﻔ ــﺎ‬
‫ﻳﻜﻮن ﻋﺪد اﻷﻋﻀﺎء ا‪H‬ﺆﺳﺴ‪ W‬ﻛﺎﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫ﻟـﻠـﺜﻮاﺑﺖ واﻟـﻘـﻴﻢ اﻟﻮﻃـﻨـﻴﺔ واﻟـﻨـﻈﺎم اﻟـﻌـﺎم واﻵداب اﻟﻌـﺎﻣﺔ‬
‫‪ -‬ﻋﺸﺮة )‪ (10‬أﻋﻀﺎء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪p‬‬ ‫وأﺣﻜﺎم اﻟﻘﻮاﻧ‪ W‬واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺧ ـﻤـﺴــﺔ ﻋ ـﺸـﺮ )‪ (15‬ﻋ ـﻀــﻮا ﺑـﺎﻟ ـﻨ ـﺴـﺒــﺔ ﻟ ـﻠ ـﺠـﻤ ـﻌ ـﻴـﺎت‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 3‬ﺗ ـﻌـ ـﺘ ـﺒ ــﺮ اﻻﲢــﺎدات واﻻﲢ ــﺎدﻳــﺎت أو اﲢــﺎد‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ‪ p‬ﻣﻨﺒﺜﻘ‪ W‬ﻋﻦ ﺑﻠﺪﻳﺘ‪ (2) W‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ‪p‬‬ ‫اﳉﻤﻌﻴﺎت ا‪H‬ﻨﺸﺄة ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ p‬ﺟﻤﻌﻴﺎت ‪x‬ﻔﻬﻮم ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫‪ -‬واﺣـﺪ وﻋـﺸﺮون )‪ (21‬ﻋـﻀـﻮا ﺑـﺎﻟـﻨـﺴﺒـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﻌـﻴﺎت‬ ‫ﻛـ ـﻤــﺎ ﲢ ــﻮز ﺻ ـﻔ ــﺔ اﳉ ـﻤـ ـﻌ ـﻴ ــﺔ ‪ x‬ـﻔـ ـﻬــﻮم ﻫ ــﺬا اﻟ ـﻘ ــﺎﻧــﻮن‪p‬‬
‫ﻣــﺎ ﺑ ــ‪ W‬اﻟ ــﻮﻻﻳــﺎت‪ p‬ﻣـ ـﻨ ـﺒـ ـﺜ ـﻘ ــ‪ W‬ﻋﻦ ﺛﻼث )‪ (3‬وﻻﻳ ــﺎت ﻋ ــﻠﻰ‬ ‫اﳉـﻤﻌـﻴﺎت ذات اﻟـﻄﺎﺑﻊ اﳋـﺎص ا‪H‬ـﻨﺼـﻮص ﻋﻠـﻴﻬـﺎ ﻓﻲ ا‪H‬ﺎدة‬
‫اﻷﻗﻞ‪p‬‬ ‫‪ 48‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫‪35‬‬ ‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 10‬ﻳـﺠﺐ أن ﻳ ـﻜـﻮن ﻗـﺮار رﻓﺾ ﺗ ـﺴـﻠـﻴﻢ وﺻﻞ‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫‪ -‬ﺧﻤـﺴﺔ وﻋﺸﺮون )‪ (25‬ﻋـﻀﻮا ﺑﺎﻟـﻨﺴﺒـﺔ ﻟﻠﺠـﻤﻌﻴﺎت‬
‫اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻣﻌـﻠﻼ ﺑﻌﺪم اﺣﺘﺮام أﺣﻜﺎم ﻫـﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن وﺗﺘﻮﻓﺮ‬ ‫اﻟــﻮﻃ ـﻨ ـﻴــﺔ‪ p‬ﻣ ـﻨ ـﺒ ـﺜ ـﻘــ‪ W‬ﻋﻦ اﺛ ـﻨــﺘﻲ ﻋ ـﺸــﺮة )‪ (12‬وﻻﻳــﺔ ﻋــﻠﻰ‬
‫اﳉﻤﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻞ ﺛﻼﺛﺔ )‪ (3‬أﺷﻬﺮ ﻟﺮﻓﻊ دﻋﻮى اﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم‬ ‫اﻷﻗﻞ‪.‬‬
‫اﶈﻜﻤﺔ اﻹدارﻳﺔ اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 7‬ﻳـ ـﺨ ــﻀﻊ ﺗ ــﺄﺳ ــﻴﺲ اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺔ إﻟﻰ ﺗـ ـﺼ ــﺮﻳﺢ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫إذا ﺻــﺪر ﻗ ــﺮار ﻟ ـﺼــﺎﻟﺢ اﳉـ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ‪ – p‬ـﻨـﺢ ﻟ ـﻬــﺎ وﺟــﻮﺑــﺎ‬ ‫ﺗﺄﺳﻴﺴﻲ وإﻟﻰ ﺗﺴﻠﻴﻢ وﺻﻞ ﺗﺴﺠﻴﻞ‪.‬‬
‫وﺻﻞ ﺗﺴﺠﻴﻞ‪.‬‬
‫ﻳﻮدع اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﻟﺪى‪:‬‬
‫وﻓﻲ ﻫـﺬه اﳊﺎﻟـﺔ‪– p‬ـﻨﺢ ﻟـﻺدارة أﺟﻞ أﻗـﺼﺎه ﺛـﻼﺛﺔ )‪(3‬‬
‫‪ -‬اﺠﻤﻟــﻠﺲ اﻟ ـﺸ ـﻌــﺒﻲ اﻟ ـﺒ ـﻠـﺪي ﺑــﺎﻟ ـﻨ ـﺴ ـﺒــﺔ ﻟ ـﻠ ـﺠ ـﻤ ـﻌ ـﻴـﺎت‬
‫أﺷـﻬـﺮ اﺑـﺘﺪاء ﻣـﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻧـﻘـﻀـﺎء اﻷﺟﻞ ا‪H‬ـﻤـﻨـﻮح ﻟـﻬـﺎ ﻟﺮﻓﻊ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪p‬‬
‫دﻋ ــﻮى أﻣــﺎم اﳉـ ـﻬ ــﺔ اﻟـ ـﻘ ـﻀ ــﺎﺋـ ـﻴــﺔ اﻹدارﻳ ــﺔ اﺨﻤﻟـ ـﺘ ـﺼ ــﺔ ﻹﻟـ ـﻐــﺎء‬
‫ﺗـ ــﺄﺳـ ـﻴـﺲ اﳉـ ـﻤ ـ ـﻌـ ـﻴـ ــﺔ‪ .‬وﻳـ ـﻜـ ــﻮن ﻫ ــﺬا اﻟ ـ ـﻄـ ـﻌـﻦ ﻏـ ـﻴـ ــﺮ ﻣ ــﻮﻗﻒ‬ ‫‪ -‬اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ‪p‬‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬ ‫‪ -‬اﻟـﻮزارة ا‪H‬ـﻜـﻠـﻔـﺔ ﺑـﺎﻟﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﻌـﻴﺎت‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ أو ﻣﺎ ﺑ‪ W‬اﻟﻮﻻﻳﺎت‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 11‬ﻋﻨـﺪ اﻧـﻘـﻀﺎء اﻵﺟـﺎل ا‪H‬ـﻨـﺼﻮص ﻋـﻠـﻴـﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ا‪H‬ﺎدة ‪ 8‬أﻋﻼه‪ p‬ﻳـﻌﺪ ﻋﺪم رد اﻹدارة ‪x‬ﺜـﺎﺑﺔ اﻋﺘـﻤﺎد ﻟﻠﺠـﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 8‬ﻳـ ــﻮدع اﻟ ـ ـﺘ ـ ـﺼـ ــﺮﻳﺢ ﻣـ ــﺮﻓ ـ ـﻘ ــﺎ ﺑ ـ ـﻜـﻞ اﻟ ــﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫ا‪H‬ﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺘـﺄﺳﻴـﺴﻴـﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟـﻬﻴـﺌﺔ اﻟـﺘﻨـﻔﻴـﺬﻳﺔ ﻟـﻠﺠـﻤﻌـﻴﺔ ‪ž‬ـﺜﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺷﺨﺺ رﺋﻴﺲ اﳉﻤـﻌﻴﺔ أو ‪ž‬ﺜﻠﻪ ا‪H‬ـﺆﻫﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ‬
‫وﻓﻲ ﻫــﺬه اﳊـﺎﻟـﺔ‪ p‬ﻳــﺠﺐ ﻋـﻠﻰ اﻹدارة ﺗ ـﺴـﻠـﻴﻢ وﺻﻞ‬
‫وﺻﻞ إﻳـﺪاع ﺗ ـﺴـﻠـﻤﻪ وﺟــﻮﺑـﺎ اﻹدارة ا‪H‬ـﻌ ـﻨـﻴـﺔ ﻣـﺒــﺎﺷـﺮة ﺑـﻌـﺪ‬
‫ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺪﻗﻴﻖ ﺣﻀﻮري ﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ا‪H‬ﻠﻒ‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 12‬ﻳـﺮﻓـﻖ اﻟـﺘـﺼـﺮﻳﺢ اﻟـﺘـﺄﺳـﻴـﺴﻲ ا‪H‬ـﺬﻛـﻮر ﻓﻲ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫–ـﻨﺢ ﻟــﻺدارة اﺑـﺘـﺪاء ﻣﻦ ﺗــﺎرﻳﺦ إﻳــﺪاع اﻟـﺘـﺼـﺮﻳـﺢ‪p‬‬
‫ا‪H‬ﺎدة ‪ 7‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪x‬ﻠﻒ ﻳﺘﻜﻮن ‪ž‬ﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫أﺟـﻞ أﻗـﺼﻰ ﻹﺟــﺮاء دراﺳـﺔ ﻣـﻄـﺎﺑ ـﻘـﺔ ﻷﺣـﻜـﺎم ﻫــﺬا اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن‬
‫‪ -‬ﻃــﻠﺐ ﺗ ـﺴ ـﺠــﻴﻞ اﳉـ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ ﻣــﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃــﺮف رﺋــﻴﺲ‬ ‫ﻳﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫اﳉﻤﻌﻴﺔ أو ‪ž‬ﺜﻠﻪ ا‪H‬ﺆﻫﻞ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪p‬‬
‫‪ -‬ﺛﻼﺛـﻮن )‪ (30‬ﻳــﻮﻣــﺎ ﺑــﺎﻟـﻨ ـﺴ ـﺒــﺔ ﻟ ـﻠـﻤ ـﺠــﻠﺲ اﻟ ـﺸ ـﻌـﺒﻲ‬
‫‪ -‬ﻗــﺎﺋـ ـﻤــﺔ ﺑــﺄﺳ ـﻤــﺎء اﻷﻋـ ـﻀــﺎء ا‪H‬ــﺆﺳ ـﺴ ــ‪ W‬واﻟ ـﻬ ـﻴ ـﺌــﺎت‬
‫اﻟﺒﻠﺪي‪ p‬ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪p‬‬
‫اﻟﺘـﻨﻔـﻴﺬﻳـﺔ وﺣﺎﻟـﺘﻬﻢ ا‪H‬ـﺪﻧﻴـﺔ ووﻇﺎﺋﻔـﻬﻢ وﻋﻨـﺎوﻳﻦ إﻗﺎﻣـﺘﻬﻢ‬
‫‪ -‬أرﺑـﻌﻮن )‪ (40‬ﻳـﻮﻣﺎ ﺑـﺎﻟـﻨﺴـﺒﺔ ﻟـﻠﻮﻻﻳـﺔ‪ p‬ﻓـﻴﻤـﺎ ﻳﺨﺺ‬
‫وﺗﻮﻗﻴﻌﺎﺗﻬﻢ‪p‬‬
‫اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ‪p‬‬
‫‪ -‬ا‪H‬ﺴـﺘﺨﺮج رﻗﻢ ‪ 3‬ﻣﻦ ﺻﺤﻴﻔـﺔ اﻟﺴﻮاﺑﻖ اﻟـﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺧـ ـﻤـ ـﺴـ ــﺔ وأرﺑـ ـﻌ ــﻮن )‪ (45‬ﻳـ ــﻮﻣ ــﺎ ﻟـ ـﻠ ــﻮزارة ا‪H‬ـ ـﻜـ ـﻠـ ـﻔ ــﺔ‬
‫ﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ اﻷﻋﻀﺎء ا‪H‬ﺆﺳﺴ‪pW‬‬
‫ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪ p‬ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﳉﻤﻌﻴﺎت ﻣﺎ ﺑ‪ W‬اﻟﻮﻻﻳﺎت‪p‬‬
‫‪ -‬ﻧـ ـﺴـ ـﺨـ ـﺘ ــﺎن )‪ (2‬ﻣـ ـﻄ ــﺎﺑ ـ ـﻘـ ـﺘ ــﺎن ﻟﻸﺻـﻞ ﻣﻦ اﻟـ ـﻘ ــﺎﻧ ــﻮن‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ‪p‬‬ ‫‪ -‬ﺳ ـﺘــﻮن )‪ (60‬ﻳــﻮﻣــﺎ ﻟ ـﻠــﻮزارة ا‪ H‬ـﻜ ـﻠ ـﻔــﺔ ﺑــﺎﻟــﺪاﺧ ـﻠ ـﻴــﺔ‪p‬‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣـﺤـﻀـﺮ اﳉـﻤـﻌ ـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ اﻟـﺘـﺄﺳ ـﻴـﺴـﻴـﺔ ﻣـﺤـﺮر ﻣﻦ‬
‫ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪p‬‬ ‫ﻳـﺘﻌـ‪ W‬ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺧﻼل ﻫﺬا اﻷﺟﻞ أو ﻋـﻨﺪ اﻧـﻘﻀﺎﺋﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻗﺼﻰ ﺗـﻘﺪﻳـﺮ‪ p‬إﻣﺎ ﺗـﺴﻠﻴﻢ اﳉـﻤﻌـﻴﺔ وﺻﻞ ﺗـﺴﺠﻴﻞ ذي‬
‫‪ -‬اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻟﻌﻨﻮان ا‪H‬ﻘﺮ‪.‬‬
‫ﻗﻴﻤﺔ اﻋﺘﻤﺎد أو اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 9‬ﻳﺴﻠﻢ وﺻﻞ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪:‬‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫ﺣﻘﻮق اﳉﻤﻌﻴﺎت وواﺟﺒﺎﺗﻬﺎ‬
‫‪ -‬رﺋ ـ ـﻴـﺲ اﺠﻤﻟ ـ ـﻠـﺲ اﻟ ـ ـﺸ ـ ـﻌ ـ ــﺒﻲ اﻟـ ـ ـﺒ ـ ـﻠ ـ ــﺪي ﺑـ ــﺎﻟ ـ ـﻨـ ـ ـﺴ ـ ـﺒـ ــﺔ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 13‬ﺗ ـﺘ ـﻤ ـﻴــﺰ اﳉـﻤ ـﻌ ـﻴــﺎت ﺑـﻬــﺪﻓ ـﻬــﺎ وﺗ ـﺴـﻤ ـﻴ ـﺘ ـﻬـﺎ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪p‬‬
‫وﻋـﻤـﻠـﻬﺎ ﻋـﻦ اﻷﺣﺰاب اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ وﻻ –ـﻜـﻨـﻬـﺎ أن ﺗـﻜـﻮن ﻟـﻬﺎ‬
‫‪ -‬اﻟﻮاﻟﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ‪p‬‬
‫أﻳـﺔ ﻋـﻼﻗــﺔ ﺑـﻬــﺎ ﺳـﻮاء أﻛــﺎﻧﺖ ﺗﻨـﻈﻴـﻤﻴـﺔ أم ﻫﻴـﻜﻠـﻴﺔ‪ p‬ﻛـﻤﺎ‬
‫ﻻ –ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘـﻠﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ إﻋﺎﻧﺎت أو ﻫـﺒﺎت أو وﺻﺎﻳﺎ ﻣﻬﻤﺎ‬ ‫‪ -‬اﻟـﻮزﻳـﺮ ا‪ H‬ـﻜـﻠﻒ ﺑـﺎﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﺑـﺎﻟ ـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﻌـﻴـﺎت‬
‫ﻳﻜﻦ ﺷﻜﻠﻬﺎ وﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻬﺎ أﻳﻀﺎ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻠﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ أو ﻣﺎ ﺑ‪ W‬اﻟﻮﻻﻳﺎت‪.‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬ ‫‪36‬‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫ﺗـﻘـﺪ‪ ¥‬ﻧـﺴﺦ ﻣـﻦ ﻣـﺤـﺎﺿـﺮ اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﺎﺗـﻬـﺎ وﺗـﻘـﺎرﻳـﺮﻫـﺎ اﻷدﺑـﻴﺔ‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 14‬ﻳــﺤﻖ ﻷي ﻋ ـﻀــﻮ ﻓﻲ إﺣــﺪى اﳉ ـﻤ ـﻌ ـﻴـﺎت أن‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫وا‪H‬ـﺎﻟ ـﻴـﺔ اﻟـﺴ ـﻨـﻮﻳـﺔ إﻟﻰ اﻟ ـﺴـﻠـﻄــﺔ اﻟـﻌـﻤــﻮﻣـﻴـﺔ اﺨﻤﻟ ـﺘـﺼـﺔ إﺛـﺮ‬ ‫ﻳـ ـﺸ ــﺎرك ﻓﻲ ﻫـ ـﻴـ ـﺌــﺎﺗـ ـﻬ ــﺎ اﻟـ ـﺘ ـﻨـ ـﻔـ ـﻴ ــﺬﻳــﺔ ﻓـﻲ إﻃــﺎر ﻗ ــﺎﻧ ــﻮﻧـ ـﻬــﺎ‬
‫اﻧـﻌﻘـﺎد ﺟـﻤﻌـﻴـﺔ ﻋﺎﻣـﺔ ﻋﺎدﻳـﺔ أو اﺳـﺘﺜـﻨـﺎﺋﻴـﺔ‪ p‬ﺧﻼل اﻟـﺜﻼﺛ‪W‬‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻲ وأﺣﻜﺎم ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫)‪ (30‬ﻳﻮﻣﺎ ا‪H‬ﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 15‬ﺗ ـﻨـﺘــﺨﺐ اﻟ ـﻬـﻴ ـﺌـﺔ اﻟ ـﺘـﻨ ـﻔـﻴــﺬﻳـﺔ ﻟ ـﻠـﺠ ـﻤـﻌ ـﻴـﺔ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 20‬ﻳـ ـ ـﻌـ ــﺎﻗﺐ ﻋ ـ ـﻠـﻰ رﻓﺾ ﺗـ ـ ـﺴ ـ ـﻠ ـ ـﻴـﻢ اﻟـ ــﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬ ‫اﻟــﺪ– ـﻘـﺮاﻃ ـﻴــﺔ ووﻓﻖ اﻵﺟــﺎل اﶈـﺪدة‬ ‫وﲡــﺪد ﺣـﺴـﺐ ا‪H‬ـﺒــﺎد‬
‫ا‪H‬ـﺬﻛــﻮرة ﻓﻲ ا‪H‬ـﺎدﺗـ‪ 18 W‬و‪ 19‬أﻋﻼه ﺑ ـﻐـﺮاﻣــﺔ ﺗـﺘــﺮاوح ﺑـ‪W‬‬ ‫ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫أﻟﻔﻲ دﻳﻨﺎر )‪ 2.000‬دج( وﺧﻤﺴﺔ آﻻف دﻳﻨﺎر )‪ 5.000‬دج(‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪– : 16‬ـ ــﻨﻊ أي ﺷ ـ ــﺨﺺ ﻣ ـ ـﻌ ـ ـﻨـ ــﻮي أو ﻃ ـ ـﺒ ـ ـﻴـ ــﻌﻲ‪p‬‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 21‬ﻳــﺠﺐ ﻋــﻠﻰ اﳉ ـﻤـﻌ ـﻴــﺔ أن ﺗ ـﻜـﺘــﺘﺐ ﺗــﺄﻣ ـﻴ ـﻨـﺎ‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫أﺟﻨﺒﻲ ﻋﻦ اﳉﻤﻌﻴﺔ‪ p‬ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻟﻀﻤﺎن اﻷﺧﻄﺎر ا‪H‬ﺎﻟﻴﺔ ا‪H‬ﺮﺗﺒﻄﺔ ‪x‬ﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ا‪H‬ﺪﻧﻴﺔ ‪.‬‬


‫ـﺎدّةة ‪ : 17‬ﺗـﻜـﺘﺴــﺐ اﳉﻤــﻌـﻴﺔ ا‪H‬ـﻌــﺘﻤـﺪة اﻟـﺸـﺨــﺼـﻴﺔ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬

‫ـﺎدّةة ‪– : 22‬ـﻜﻦ اﳉـﻤﻌـﻴـﺎت ا‪H‬ﻌـﺘـﻤﺪة أن ﺗـﻨـﺨﺮط ﻓﻲ‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫ا‪H‬ــﻌـ ـﻨـﻮﻳــﺔ واﻷﻫــﻠ ـﻴـﺔ ا‪H‬ـــﺪﻧـﻴـﺔ ‪ x‬ـﺠـﺮد ﺗــﺄﺳـﻴ ـﺴـﻬــﺎ و–ـﻜ ـﻨـﻬـﺎ‬

‫ﺟـﻤﻌﻴـﺎت أﺟﻨـﺒﻴﺔ ﺗـﻨﺸـﺪ اﻷﻫﺪاف ﻧـﻔﺴﻬـﺎ أو أﻫﺪاف ‪ž‬ـﺎﺛﻠﺔ‬ ‫ﺣﻴﻨﺌﺬ اﻟﻘﻴﺎم ‪x‬ﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﻇـﻞ اﺣـ ـﺘ ــﺮام اﻟ ـ ـﻘ ــﻴﻢ واﻟـ ـﺜـ ــﻮاﺑﺖ اﻟ ــﻮﻃـ ـﻨ ـ ـﻴ ــﺔ واﻷﺣـ ـﻜ ــﺎم‬ ‫‪ -‬اﻟﺘﺼﺮف ﻟﺪى اﻟﻐﻴﺮ وﻟﺪى اﻹدارات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪p‬‬
‫اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟ ـﺘ ـﻘــﺎﺿﻲ واﻟ ـﻘـ ـﻴــﺎم ﺑــﻜﻞ اﻹﺟــﺮاءات أﻣــﺎم اﳉ ـﻬــﺎت‬
‫ﻳــﺘﻢ إﻋﻼم اﻟــﻮزﻳـﺮ ا‪ H‬ـﻜـﻠّـﻒ ﺑـﺎﻟــﺪاﺧـﻠ ـﻴـﺔ ﻣ ـﺴـﺒ ـﻘـﺎ ﺑ ـﻬـﺬا‬ ‫اﻟ ـﻘـ ـﻀ ــﺎﺋـ ـﻴ ــﺔ اﺨﻤﻟ ـﺘـ ـﺼ ــﺔ‪ p‬ﺑـ ـﺴ ــﺒﺐ وﻗ ــﺎﺋﻊ ﻟـ ـﻬ ــﺎ ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺑـ ـﻬــﺪف‬

‫اﻻﻧ ـﺨ ــﺮاط اﻟــﺬي ﻳـ ـﻄ ـﻠـﺐ رأي اﻟــﻮزﻳ ــﺮ ا‪ H‬ـﻜ ــﻠﻒ ﺑــﺎﻟـ ـﺸــﺆون‬ ‫اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺔ أﳊـ ـﻘـﺖ ﺿ ــﺮرا ‪x‬ـ ـﺼ ــﺎﻟﺢ اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺔ أو ا‪H‬ـ ـﺼ ــﺎﻟﺢ‬

‫اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪p‬‬

‫‪ -‬إﺑﺮام اﻟﻌﻘـﻮد أو اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أو اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ‬


‫ﻟ ـﻠ ــﻮزﻳــﺮ ا‪ H‬ـﻜ ـﻠّﻒ ﺑــﺎﻟــﺪاﺧ ـﻠ ـﻴــﺔ أﺟﻞ ﺳ ـﺘــ‪ (60) W‬ﻳــﻮﻣــﺎ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻫﺪﻓﻬﺎ‪p‬‬
‫ﻹﻋﻼن ﻗﺮاره ا‪H‬ﻌﻠّﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻜﻞ ﻧـﺸﺎط ﺷﺮاﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻠـﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫وﻓﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ اﻟـﺮﻓﺾ‪ p‬ﻳ ـﻜـﻮن ﻗـﺮاره ﻗـﺎﺑﻼ ﻟ ـﻠـﻄـﻌﻦ أﻣـﺎم‬
‫ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﻫﺪﻓﻬﺎ‪p‬‬
‫اﳉـﻬـﺔ اﻟـﻘـﻀـﺎﺋـﻴـﺔ اﻹدارﻳــﺔ اﺨﻤﻟـﺘـﺼـﺔ اﻟـﺘﻲ ﻳـﺠﺐ أن ﺗـﻔـﺼﻞ‬
‫‪ -‬اﻗ ـﺘ ـﻨــﺎء اﻷﻣﻼك ا‪ H‬ـﻨ ـﻘـﻮﻟــﺔ أو اﻟ ـﻌ ـﻘــﺎرﻳــﺔ ﻣ ـﺠــﺎﻧـﺎ أو‬
‫ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ أﺟﻞ ﺛﻼﺛ‪ (30) W‬ﻳﻮﻣﺎ‪.‬‬
‫‪x‬ـ ـﻘــﺎﺑﻞ ‪H‬ـ ـﻤــﺎرﺳ ــﺔ أﻧ ـﺸـ ـﻄ ـﺘ ـﻬ ــﺎ ﻛ ـﻤ ــﺎ ﻳ ـﻨـﺺ ﻋ ـﻠ ـﻴـﻪ ﻗــﺎﻧ ــﻮﻧ ـﻬــﺎ‬
‫ـﺎدّةة ‪ – : 23‬ــﻜﻦ اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺎت أن ﺗـ ـﺘـ ـﻌ ــﺎون ﻓﻲ إﻃ ــﺎر‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻲ‪p‬‬
‫اﻟـﺸــﺮاﻛــﺔ ﻣﻊ ﺟـﻤ ـﻌ ـﻴـﺎت أﺟ ـﻨـﺒ ـﻴــﺔ وﻣـﻨ ـﻈـﻤــﺎت دوﻟ ـﻴـﺔ ﻏ ـﻴـﺮ‬
‫‪ -‬اﳊ ـﺼـﻮل ﻋـﻠﻰ اﻟـﻬـﺒـﺎت واﻟـﻮﺻـﺎﻳــﺎ ﻃـﺒـﻘـﺎ ﻟـﻠـﺘـﺸـﺮﻳﻊ‬
‫ﺣـ ـﻜــﻮﻣـ ـﻴ ــﺔ ﺗـ ـﻨـ ـﺸ ــﺪ ﻧ ـﻔـﺲ اﻷﻫــﺪاف ﻓـﻲ ﻇﻞ اﺣـ ـﺘ ــﺮام اﻟ ـﻘ ــﻴﻢ‬
‫ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪.‬‬
‫واﻟـﺜـﻮاﺑﺖ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ واﻷﺣـﻜـﺎم اﻟـﺘـﺸـﺮﻳـﻌـﻴـﺔ واﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﻴﺔ‬
‫ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 18‬ﻳـﺠﺐ ﻋـﻠﻰ اﳉـﻤـﻌـﻴـﺎت أن ﺗـﺒـﻠﻎ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫اﻟـ ـﻌـ ـﻤ ــﻮﻣـ ـﻴـ ــﺔ اﺨﻤﻟـ ـﺘـ ـﺼ ــﺔ ﻋـ ـﻨ ــﺪ ﻋ ـ ـﻘ ــﺪ ﺟـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴـ ــﺎﺗـ ـﻬ ــﺎ اﻟـ ـﻌ ــﺎﻣ ــﺔ‪p‬‬
‫ﻳـ ـﺨـ ـﻀـﻊ ﻫــﺬا اﻟـ ـﺘـ ـﻌ ــﺎون ﺑ ــ‪ W‬اﻷﻃ ــﺮاف ا‪H‬ـ ـﻌـ ـﻨـ ـﻴ ــﺔ إﻟﻰ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟـ ـ ـﺘـ ـ ـﻌ ـ ــﺪﻳﻼت اﻟـ ـ ـﺘـﻲ ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ ﻋـ ـ ـﻠـﻰ ﻗ ـ ــﺎﻧ ـ ــﻮﻧـ ـ ـﻬ ـ ــﺎ اﻷﺳ ـ ــﺎﺳﻲ‬
‫ا‪H‬ﻮاﻓﻘﺔ ا‪H‬ﺴﺒﻘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ‪.‬‬
‫واﻟـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮات اﻟـﺘﻲ ﺗـﻄـﺮأ ﻋـﻠﻰ ﻫـﻴـﺌـﺎﺗـﻬـﺎ اﻟـﺘـﻨـﻔﻴـﺬﻳـﺔ ﺧﻼل‬

‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪– : 24‬ﻜﻦ اﳉﻤﻌـﻴﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺘـﺸﺮﻳﻊ ا‪H‬ﻌﻤﻮل‬


‫ا‪H‬ﺎد‬ ‫اﻟـﺜﻼﺛ‪ (30) W‬ﻳــﻮﻣـﺎ ا‪H‬ــﻮاﻟ ـﻴــﺔ ﻟ ـﻠـﻤ ـﺼــﺎدﻗــﺔ ﻋــﻠﻰ اﻟ ـﻘـﺮارات‬

‫ﺑﻪ اﻟﻘﻴﺎم ‪x‬ﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬ ‫ا‪H‬ﺘﺨﺬة‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗـ ـﻨ ـﻈ ـﻴـﻢ أﻳــﺎم دراﺳ ـﻴ ــﺔ وﻣ ـﻠـ ـﺘ ـﻘ ـﻴ ــﺎت وﻧــﺪوات وﻛﻞ‬ ‫ﻻ ﻳﻌـﺘﺪ ﻟﺪى اﻟـﻐﻴﺮ ﺑـﻬﺬه اﻟﺘـﻌﺪﻳﻼت واﻟﺘـﻐﻴﻴﺮات إﻻ‬
‫اﻟﻠﻘﺎءات ا‪H‬ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻨﺸﺎﻃﻬﺎ‪p‬‬ ‫اﺑﺘـﺪاء ﻣﻦ ﺗـﺎرﻳﺦ ﻧـﺸـﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻳـﻮﻣـﻴﺔ إﻋـﻼﻣﻴـﺔ واﺣـﺪة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻗﻞ ذات ﺗﻮزﻳﻊ وﻃﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺻﺪار وﻧـﺸـﺮ ﻧﺸـﺮﻳﺎت وﻣـﺠﻼت ووﺛﺎﺋﻖ إﻋﻼﻣـﻴﺔ‬
‫وﻣـﻄــﻮﻳـﺎت ﻟ ـﻬــﺎ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑ ـﻬـﺪﻓ ـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻇﻞ اﺣـﺘــﺮام اﻟـﺪﺳ ـﺘـﻮر‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 19‬دون اﻹﺧـﻼل ﺑـ ـ ـ ــﺎﻻﻟ ـ ـ ـ ـﺘـ ـ ـ ــﺰاﻣـ ـ ـ ــﺎت اﻷﺧـ ـ ـ ــﺮى‬
‫ا‪H‬ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫واﻟﻘﻴﻢ واﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮاﻧ‪ W‬ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ‪.‬‬ ‫ا‪H‬ﻨـﺼـﻮص ﻋـﻠـﻴﻬـﺎ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن‪ p‬ﻳﺠﺐ ﻋـﻠﻰ اﳉـﻤـﻌـﻴﺎت‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫‪37‬‬ ‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 28‬ﻳـﺠﺐ أن ﻻ ﺗ ـﺘـﻀـﻤﻦ اﻟـﻘــﻮاﻧـ‪ W‬اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ﻟـﻠـﺠﻤـﻌﻴـﺎت ﺑـﻨﻮدا أو إﺟـﺮاءات ﺗـﻤﻴـﻴﺰﻳـﺔ ﺗـﻤﺲ ﺑﺎﳊـﺮﻳﺎت‬ ‫ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳉﻤﻌﻴﺎت وﺳﻴﺮﻫﺎ‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻷﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت‬
‫ﻣﻮارد اﳉﻤﻌﻴﺎت وأﻣﻼﻛﻬﺎ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 25‬ﺗـﺘـﻮﻓـﺮ اﳉﻤـﻌـﻴـﺔ ﻋـﻠﻰ ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ ﻋـﺎﻣﺔ وﻫﻲ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 29‬ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻮارد اﳉﻤﻌﻴﺎت ‪ž‬ﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫ا‪H‬ﺎد‬ ‫اﻟﻬﻴـﺌﺔ اﻟﻌﻠـﻴﺎ‪ p‬وﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌـﺔ ﺗﻨﻔﻴـﺬﻳﺔ ﺗﻘﻮم ﺑـﺈدارة اﳉﻤﻌﻴﺔ‬
‫وﺗﺴﻴﻴﺮﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﺷﺘﺮاﻛﺎت أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪p‬‬

‫‪ -‬ا‪H‬ﺪاﺧﻴﻞ ا‪H‬ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ اﳉﻤﻌﻮﻳﺔ وأﻣﻼﻛﻬﺎ‪p‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 26‬ﺗ ـ ـﺘـ ـﺸـ ــﻜﻞ اﳉ ـ ـﻤـ ـﻌ ـ ـﻴ ــﺔ اﻟ ـ ـﻌ ــﺎﻣـ ــﺔ ﻣﻦ ﺟ ـ ـﻤ ــﻴﻊ‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﻢ ﺷﺮوط اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ اﶈﺪدة ﻓﻲ‬
‫‪ -‬اﻟﻬﺒﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻟﻌﻴﻨﻴﺔ واﻟﻮﺻﺎﻳﺎ‪p‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺪاﺧﻴﻞ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 27‬ﻳــﺠﺐ أن ﺗـ ـﺘ ـﻀ ـﻤـﻦ اﻟ ـﻘــﻮاﻧ ــ‪ W‬اﻷﺳــﺎﺳ ـﻴــﺔ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫‪ -‬اﻹﻋـــﺎﻧـــﺎت اﻟـــﺘــﻲ ﺗـــﻘـــﺪﻣـــﻬـــﺎ اﻟـﺪوﻟـﺔ أو اﻟـﻮﻻﻳـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫أو اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻫﺪف اﳉﻤﻌﻴﺔ وﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ وﻣﻘﺮﻫﺎ‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 30‬ﻣﻊ ﻣ ــﺮاﻋـ ــﺎة أﺣـ ـﻜ ــﺎم ا‪ H‬ــﺎدة ‪ 23‬أﻋـﻼه‪ – p‬ــﻨﻊ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫‪® -‬ﻂ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ وﻣﺠﺎل اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ‪p‬‬
‫ﻋـ ـﻠـﻰ أﻳ ــﺔ ﺟـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺔ اﳊـ ـﺼ ــﻮل ﻋ ــﻠﻰ أﻣ ــﻮال ﺗ ــﺮد إﻟـ ـﻴـ ـﻬ ــﺎ ﻣﻦ‬
‫ﺗـﻨ ـﻈـﻴـﻤــﺎت أﺟـﻨـﺒ ـﻴـﺔ وﻣـﻨ ـﻈـﻤـﺎت ﻏ ـﻴـﺮ ﺣـﻜــﻮﻣـﻴـﺔ أﺟ ـﻨـﺒـﻴـﺔ‪p‬‬ ‫‪ -‬ﺣﻘﻮق وواﺟﺒﺎت اﻷﻋﻀﺎء‪p‬‬

‫ﻣﺎﻋﺪا ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻌﺎون ا‪H‬ﺆﺳﺴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﺷـﺮوط وﻛـﻴ ـﻔـﻴـﺎت اﻧـﺨــﺮاط اﻷﻋـﻀـﺎء واﻧ ـﺴـﺤـﺎﺑـﻬﻢ‬
‫وﺷﻄﺒﻬﻢ وإﻗﺼﺎﺋﻬﻢ‪p‬‬
‫وﻳﺨﻀﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻤـﻮﻳﻞ إﻟﻰ ا‪H‬ﻮاﻓﻘﺔ ا‪H‬ﺴﺒـﻘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ‬
‫اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ‪.‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺸﺮوط ا‪H‬ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺤﻖ ﺗﺼﻮﻳﺖ اﻷﻋﻀﺎء‪p‬‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 31‬ﻳــﺠﺐ أﻻّ ﺗ ـﺴ ـﺘ ـﺨــﺪم ا‪H‬ــﻮارد اﻟ ـﻨـﺎﺟ ـﻤــﺔ ﻋﻦ‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫‪ -‬ﻗـﻮاﻋـﺪ وﻛﻴـﻔـﻴـﺎت ﺗﻌـﻴـ‪ W‬ا‪H‬ـﻨـﺪوﺑ‪ W‬ﻓﻲ اﳉـﻤـﻌـﻴﺎت‬

‫ﻧ ـ ـﺸ ــﺎﻃـ ــﺎت اﳉـ ـﻤ ـ ـﻌ ـ ـﻴ ــﺔ إﻻ ﻟ ـ ـﺘـ ـﺤ ـ ـﻘـ ــﻴﻖ اﻷﻫـ ــﺪاف اﶈ ــﺪدة ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪p‬‬

‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ واﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪.‬‬ ‫‪ -‬دور اﳉـﻤـﻌـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ واﻟـﻬـﻴـﺌـﺎت اﻟـﺘﻨـﻔـﻴـﺬﻳـﺔ و®ﻂ‬
‫ﺳﻴﺮﻫﺎ‪p‬‬
‫ﻳـﻌـﺘﺒـﺮ اﺳـﺘـﻌﻤـﺎل ﻣـﻮارد اﳉـﻤـﻌﻴـﺔ وأﻣﻼﻛـﻬـﺎ ﻷﻏﺮاض‬
‫ﺷـﺨﺼﻴﺔ أو أﺧﺮى ﻏـﻴﺮ ﺗﻠﻚ ا‪H‬ﻨـﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ‬ ‫‪ -‬ﻃـﺮﻳﻘﺔ اﻧﺘﺨـﺎب وﲡﺪﻳﺪ اﻟﻬـﻴﺌﺎت اﻟﺘﻨـﻔﻴﺬﻳﺔ وﻛﺬا‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ‪ p‬ﺗـﻌﺴـﻔﺎ ﻓﻲ اﺳﺘـﻐﻼل اﻷﻣﻼك اﳉﻤـﺎﻋﻴـﺔ وﻳﻌﺎﻗﺐ‬ ‫ﻣﺪة ﻋﻬﺪﺗﻬﻢ‪p‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‪ p‬ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻔﺔ‪ p‬ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻗـﻮاﻋــﺪ اﻟ ـﻨ ـﺼــﺎب واﻷﻏ ـﻠ ـﺒـﻴــﺔ ا‪ H‬ـﻄ ـﻠــﻮﺑــﺔ ﻓﻲ اﺗ ـﺨـﺎذ‬
‫ﻗﺮارات اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪p‬‬
‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 32‬ﻻ ﺗﻘـﺒﻞ اﻟـﻬـﺒﺎت واﻟـﻮﺻـﺎﻳﺎ ا‪H‬ـﻘـﻴﺪة ﺑـﺄﻋـﺒﺎء‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫وﺷ ــﺮوط إﻻ إذا ﻛ ــﺎﻧﺖ ﻣـ ـﻄ ــﺎﺑـ ـﻘ ــﺔ ﻣﻊ اﻟـ ـﻬ ــﺪف ا‪H‬ـ ـﺴ ـﻄ ــﺮ ﻓﻲ‬ ‫‪ -‬ﻗ ـ ــﻮاﻋ ـ ــﺪ وإﺟ ـ ــﺮاءات دراﺳـ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ـﻘ ـ ــﺎرﻳ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ـﻨـ ـ ـﺸ ـ ــﺎط‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ وأﺣﻜﺎم ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬ ‫وا‪H‬ﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴـﻬﺎ وﻛﺬا رﻗﺎﺑﺔ ﺣﺴﺎﺑـﺎت اﳉﻤﻌﻴﺔ وا‪H‬ﺼﺎدﻗﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪– : 33‬ـﻜﻦ اﳉﻤـﻌـﻴـﺎت أن ﺗـﺴﺘـﻔـﻴـﺪ ﻣﻦ ﻣـﺪاﺧﻴﻞ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﻧـﺎﺟـﻤـﺔ ﻋـﻦ ا‪H‬ـﺴـﺎﻋـﺪات ا‪H‬ـﻨـﺼـﻮص ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻓﻲ ا‪H‬ـﺎدة ‪ 34‬ﻣﻦ‬ ‫‪ -‬اﻟـﻘـﻮاﻋــﺪ واﻹﺟـﺮاءات ا‪ H‬ـﺘـﻌـﻠ ـﻘـﺔ ﺑـﺘ ـﻌـﺪﻳﻞ اﻟ ـﻘـﻮاﻧـ‪W‬‬
‫ﻫـﺬا اﻟ ـﻘــﺎﻧــﻮن واﻟـﺘ ـﺒــﺮﻋـﺎت اﻟ ـﻌ ـﻤــﻮﻣـﻴــﺔ ا‪H‬ــﺮﺧﺺ ﺑ ـﻬـﺎ وﻓﻖ‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ‪p‬‬

‫اﻟـ ـﺸـ ــﺮوط واﻷﺷـ ـﻜ ــﺎل ا‪ H‬ـ ـﻨـ ـﺼ ــﻮص ﻋ ـ ـﻠـ ـﻴـ ـﻬـ ــﺎ ﻓﻲ اﻟـ ـﺘ ـ ـﺸ ــﺮﻳﻊ‬ ‫‪ -‬ﻗ ــﻮاﻋ ــﺪ وإﺟـ ــﺮاءات أﻳـ ـﻠ ــﻮﻟ ــﺔ اﻷﻣﻼك ﻓـﻲ ﺣ ــﺎﻟ ــﺔ ﺣﻞ‬
‫واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻬﻤﺎ‪.‬‬ ‫اﳉﻤﻌﻴﺔ‪p‬‬

‫ﻳـﺠﺐ أن ﺗﺴـﺠﻞ ﺟﻤﻴﻊ ا‪H‬ـﻮارد وا‪H‬ﺪاﺧـﻴﻞ وﺟﻮﺑﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪ -‬ﺟـﺮد أﻣﻼك اﳉـﻤﻌـﻴـﺔ ﻣﻦ ﻗـﺒﻞ ﻣـﺤـﻀـﺮ ﻗﻀـﺎﺋﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺴﺎب إﻳﺮادات ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺰاع ﻗﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬ ‫‪38‬‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 40‬ﻳـﺆدي ﺧـﺮق اﳉـﻤـﻌﻴـﺔ ﻟﻠـﻤﻮاد ‪ 15‬و‪ 18‬و‪19‬‬


‫ا‪H‬ﺎد‬ ‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪– : 34‬ـﻜﻦ ﺟـﻤﻌـﻴﺔ ﻣـﻌـﻨﻴـﺔ ﺗـﻌﺘـﺮف ﻟﻬـﺎ اﻟـﺴﻠـﻄﺔ‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫و‪ 28‬و‪ 30‬و‪ 55‬و‪ 60‬و‪ 63‬ﻣـﻦ ﻫـ ــﺬا اﻟ ــﻘـــﺎﻧ ــﻮن‪ p‬إﻟـﻰ ﺗــ ـﻌـ ـﻠــﻴﻖ‬ ‫اﻟﻌـﻤﻮﻣﻴﺔ أن ﻧـﺸﺎﻃﻬـﺎ ذو ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺎم و‪/‬أو ﻣﻨـﻔﻌﺔ ﻋـﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ‪H‬ﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﺘﺔ )‪ (6‬أﺷﻬﺮ‪.‬‬ ‫أن ﺗـﺴـﺘـﻔﻴـﺪ ﻣﻦ إﻋـﺎﻧـﺎت وﻣـﺴـﺎﻋـﺪات ﻣـﺎدﻳـﺔ ﻣﻦ اﻟـﺪوﻟﺔ أو‬
‫اﻟ ــﻮﻻﻳ ــﺔ أو اﻟـ ـﺒـ ـﻠ ــﺪﻳ ــﺔ وﻛـﻞ ﻣ ـﺴ ــﺎﻫـ ـﻤ ــﺔ أﺧ ــﺮى ﺳ ــﻮاء ﻛ ــﺎﻧﺖ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 41‬ﻳـﺴــﺒﻖ ﻗـﺮار اﻟ ـﺘـﻌـﻠــﻴﻖ ﻟـﻨ ـﺸـﺎط اﳉـﻤ ـﻌـﻴـﺔ‪p‬‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﻣﻘﻴﺪة أو ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪة ﺑﺸﺮوط‪.‬‬
‫إﻋﺬار ﺑﻮﺟﻮب ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ أﺟﻞ ﻣﺤﺪد‪.‬‬
‫وإذا ﻛـ ــﺎﻧـﺖ اﻹﻋـ ــﺎﻧ ــﺎت وا‪ H‬ـ ـﺴـ ــﺎﻋـ ــﺪات وا‪ H‬ـ ـﺴـ ــﺎﻫ ـ ـﻤ ــﺎت‬
‫ﻋﻨـﺪ اﻧﻘﻀﺎء أﺟﻞ ﺛﻼﺛﺔ )‪ (3‬أﺷﻬـﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻹﻋﺬار‪p‬‬
‫ا‪ H‬ـﻤـ ـﻨــﻮﺣــﺔ ﻣـ ـﻘ ـﻴ ــﺪة ﺑ ـﺸــﺮوط‪ p‬ﻓ ــﺈن ﻣ ـﻨ ـﺤـ ـﻬــﺎ ﻳ ـﺘ ــﻮﻗﻒ ﻋــﻠﻰ‬
‫وإذا ﺑـﻘﻲ اﻹﻋـﺬار ﺑـﺪون ﺟﺪوى‪ p‬ﺗـﺘـﺨﺬ اﻟـﺴـﻠﻄـﺔ اﻟـﻌﻤـﻮﻣـﻴﺔ‬
‫اﻟـﺘــﺰام اﳉـﻤـﻌـﻴــﺔ ا‪H‬ـﺴـﺘـﻔ ـﻴـﺪة ﺑـﺪﻓـﺘـﺮ ﺷــﺮوط ﻳـﺤـﺪد ﺑـﺮاﻣﺞ‬
‫اﺨﻤﻟﺘـﺼﺔ ﻗـﺮارا إدارﻳﺎ ﺑـﺘﻌـﻠـﻴﻖ ﻧﺸـﺎط اﳉﻤـﻌﻴـﺔ وﻳﺒـﻠﻎ ﻫﺬا‬
‫اﻟﻨﺸﺎط وﻛﻴﻔﻴﺎت ﻣﺮاﻗﺒﺘﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪.‬‬
‫اﻟـﻘــﺮار إﻟﻰ اﳉ ـﻤ ـﻌـﻴــﺔ‪ p‬وﻳ ـﺼـﺒـﺢ اﻟـﺘ ـﻌ ـﻠـﻴـﻖ ﺳـﺎري ا‪ H‬ـﻔ ـﻌـﻮل‬
‫اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺒﻠﻴﻎ اﻟﻘﺮار‪.‬‬ ‫ﲢﺪد ﺷـﺮوط وﻛﻴـﻔﻴـﺎت اﻻﻋﺘـﺮاف ﺑﺎﻟـﺼﺎﻟﺢ اﻟـﻌﺎم أو‬

‫ﻟ ـﻠ ـﺠ ـﻤـﻌ ـﻴــﺔ ﺣﻖ اﻟ ـﻄــﻌﻦ ﺑــﺎﻹﻟـﻐــﺎء ﻓﻲ ﻗــﺮار اﻟ ـﺘ ـﻌ ـﻠـﻴﻖ‬ ‫ا‪H‬ﻨﻔﻌﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.‬‬

‫أﻣﺎم اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ‪.‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 35‬ﻳـ ـﺨ ـﻀـﻊ ﻣ ـﻨـﺢ اﻹﻋــﺎﻧ ــﺎت اﻟ ـﻌـ ـﻤــﻮﻣـ ـﻴ ــﺔ ﻟــﻜﻞ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬

‫ـﺎدّةة ‪– : 42‬ـ ـﻜـﻦ أن ﻳـ ـﻜ ــﻮن ﺣﻞ اﳉ ـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺔ إرادﻳ ــﺎ أو‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬ ‫ﺟ ـ ـﻤ ـ ـﻌ ـ ـﻴـ ــﺔ إﻟﻰ إﺑـ ــﺮام ﻋ ـ ـﻘـ ــﺪ ﺑـ ــﺮﻧـ ــﺎﻣـﺞ ﻳـ ــﺘﻼءم ﻣﻊ اﻷﻫـ ــﺪاف‬

‫ﻣـﻌﻠﻨـﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟـﻘﻀﺎء وﻳـﺒﻠﻎ ﻟـﻠﺴـﻠﻄﺔ اﻟـﺘﻲ ﻣﻨـﺤﺖ ﻟﻬﺎ‬ ‫ا‪ H‬ـﺴ ـﻄــﺮة ﻣﻦ ﻃــﺮف اﳉ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ وﻣ ـﻄــﺎﺑﻖ ﻟ ـﻘــﻮاﻋــﺪ اﻟ ـﺼــﺎﻟﺢ‬

‫اﻻﻋﺘﻤﺎد‪.‬‬ ‫اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫ﻳـﻌـﻠﻦ اﳊﻞ اﻹرادي ﻣﻦ ﻃـﺮف أﻋـﻀـﺎء اﳉـﻤـﻌـﻴـﺔ ﻃـﺒـﻘـﺎ‬ ‫وﻻ ﺗـﻤـﻨﺢ إﻋـﺎﻧـﺎت اﻟﺪوﻟـﺔ واﳉـﻤـﺎﻋـﺎت اﶈﻠـﻴـﺔ إﻻ ﺑـﻌﺪ‬
‫ﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬ ‫ﺗ ـﻘـﺪ‪ ¥‬ﺣـﺎﻟـﺔ ﺻـﺮف اﻹﻋــﺎﻧـﺎت ا‪H‬ـﻤـﻨـﻮﺣــﺔ ﺳـﺎﺑـﻘـﺎ‪ p‬وﻳـﺠﺐ أن‬
‫ﺗـﻌـﻜـﺲ ﻣـﻄــﺎﺑـﻘـﺔ ا‪ H‬ـﺼـﺎرﻳﻒ اﻟــﺘﻲ ﻣـﻨــﺤﺖ ﻣﻦ أﺟ ـﻠـﻬـﺎ ذات‬
‫إذا ﻛـﺎﻧﺖ اﳉـﻤـﻌـﻴﺔ ا‪H‬ـﻌـﻨـﻴـﺔ ﺗـﻤـﺎرس ﻧـﺸـﺎﻃـﺎ ﻣـﻌـﺘـﺮﻓﺎ‬
‫اﻹﻋﺎﻧﺎت‪.‬‬
‫ﺑﻪ ﻛﻨـﺸﺎط ذي ﺻﺎﻟﺢ ﻋـﺎم و‪/‬أو ذي ﻣﻨﻔـﻌﺔ ﻋﻤـﻮﻣﻴﺔ‪ p‬ﺗـﺘﺨﺬ‬
‫اﻟـ ـﺴ ـﻠـ ـﻄــﺔ اﻟـ ـﻌ ـﻤــﻮﻣـ ـﻴــﺔ اﺨﻤﻟـ ـﺘ ـﺼ ــﺔ اﻟ ـﺘـﻲ أﺧ ـﻄ ــﺮت ﻣ ـﺴـ ـﺒ ـﻘــﺎ‪p‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 36‬دون اﻹﺧﻼل ﺑ ـ ــﺄﺣـ ـ ـﻜ ـ ــﺎم ا‪H‬ـ ــﺎدة ‪ 16‬ﻣﻦ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫اﻟ ـﺘــﺪاﺑ ـﻴــﺮ ا‪H‬ﻼﺋـ ـﻤــﺔ أو ﺗ ـﻜــﻠﻒ ﻣﻦ ﻳ ـﺘ ـﺨــﺬﻫــﺎ ﻗ ـﺼــﺪ ﺿ ـﻤــﺎن‬ ‫اﻟ ـﻘـﺎﻧـﻮن‪ p‬ﺗـﺨـﻀﻊ اﻹﻋـﺎﻧـﺎت وا‪H‬ـﺴــﺎﻋـﺪات اﻟـﻌـﻤـﻮﻣـﻴـﺔ اﻟـﺘﻲ‬
‫اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺗـﻤﻨـﺤﻬـﺎ اﻟﺪوﻟـﺔ واﳉﻤـﺎﻋﺎت اﶈـﻠﻴـﺔ ﻟﻘـﻮاﻋﺪ ا‪H‬ـﺮاﻗﺒـﺔ ﻃﺒـﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻬﻤﺎ‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 43‬دون اﻹﺧﻼل ﺑ ـ ــﺎﻟ ـ ـﻘ ـ ـﻀـ ــﺎﻳـ ــﺎ ا‪H‬ـ ــﺮﻓـ ــﻮﻋـ ــﺔ ﻣﻦ‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫أﻋﻀﺎء اﳉﻤﻌﻴﺔ‪– p‬ﻜﻦ ﻃﻠﺐ ﺣﻞ اﳉﻤﻌﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ‪:‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 37‬ﻳـ ــﺆدي اﺳ ـ ـﺘ ـ ـﺨـ ــﺪام اﳉ ـ ـﻤـ ـ ـﻌ ـ ـﻴـ ــﺔ ﻟﻺﻋـ ــﺎﻧـ ــﺎت‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫وا‪H‬ـ ـﺴـ ــﺎﻋـ ــﺪات وا‪ H‬ـ ـﺴـ ــﺎﻫـ ـﻤـ ــﺎت ﻷﻏـ ــﺮاض أﺧـ ــﺮى ﻏ ـ ـﻴ ــﺮ ﺗـ ــﻠﻚ‬
‫‪ -‬اﻟـﺴـﻠﻄـﺔ اﻟـﻌﻤـﻮﻣـﻴﺔ اﺨﻤﻟـﺘـﺼﺔ أﻣـﺎم اﶈـﻜﻤـﺔ اﻹدارﻳﺔ‬
‫اﺨﻤﻟﺘـﺼـﺔ إﻗﻠـﻴـﻤﻴـﺎ ﻋـﻨﺪﻣـﺎ ﺗـﻤﺎرس ﻫـﺬه اﳉـﻤﻌـﻴـﺔ ﻧﺸـﺎﻃﺎ أو‬ ‫ا‪ H‬ـﻨ ـﺼـﻮص ﻋ ـﻠ ـﻴـﻬــﺎ ﻓﻲ ا‪H‬ــﺎدﺗـ‪ 34 W‬و‪ 35‬ﻣﻦ ﻫــﺬا اﻟ ـﻘــﺎﻧــﻮن‪p‬‬

‫ﻋــﺪة أﻧ ـﺸـﻄــﺔ أﺧــﺮى ﻏـﻴــﺮ ﺗــﻠﻚ اﻟــﺘﻲ ﻧﺺ ﻋ ـﻠـﻴ ـﻬــﺎ ﻗـﺎﻧــﻮﻧ ـﻬـﺎ‬ ‫إﻟﻰ ﺗ ـﻌـ ـﻠ ـﻴـ ـﻘ ـﻬــﺎ أو ﺳـ ـﺤ ـﺒـ ـﻬــﺎ ﻧ ـﻬ ــﺎﺋ ـﻴ ــﺎ‪ p‬ﻣــﺎ ﻟﻢ ﺗ ــﺮﺧﺺ ﺑــﺬﻟﻚ‬

‫اﻷﺳـﺎﺳﻲ أو ﺣﺼـﻠﺖ ﻋـﻠﻰ أﻣﻮال ﺗـﺮد إﻟﻴـﻬـﺎ ﻣﻦ ﺗﻨـﻈﻴـﻤﺎت‬ ‫اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم ﺗﺴﺪﻳﺪﻫﺎ‪.‬‬

‫أﺟـﻨ ـﺒـﻴــﺔ ﺧـﺮﻗــﺎ ﻷﺣـﻜــﺎم ا‪H‬ـﺎدة ‪ 30‬ﻣﻦ ﻫــﺬا اﻟـﻘــﺎﻧـﻮن أو ﻋ ـﻨـﺪ‬


‫ـﺎدّةة ‪ : 38‬ﻳـ ــﺠﺐ ﻋ ـ ـﻠـﻰ اﳉ ـ ـﻤ ـ ـﻌـ ـﻴـ ــﺔ أن ﺗ ـ ـﺘـ ــﻮﻓـ ــﺮ ﻋـ ــﻠﻰ‬
‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫إﺛﺒﺎت ﺗﻮﻗﻔﻬﺎ ﻋﻦ ‪ž‬ﺎرﺳﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ‪p‬‬
‫ﻣ ـﺤـﺎﺳ ـﺒــﺔ ﻣـﺰدوﺟــﺔ ﻣـﻌ ـﺘ ـﻤـﺪة ﻣﻦ ﻗــﺒﻞ ﻣ ـﺤـﺎﻓـﻆ ﺣـﺴــﺎﺑـﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟـﻐـﻴـﺮ ﻓﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻧـﺰاع ﺣـﻮل ا‪H‬ـﺼـﻠـﺤـﺔ ﻣﻊ اﳉـﻤـﻌـﻴـﺔ‬ ‫وﻳـﺠﺐ أن ﺗـﺘـﻮﻓـﺮ ﻋـﻠﻰ ﺣـﺴـﺎب وﺣـﻴـﺪ ﻣـﻔـﺘـﻮح ﻟـﺪى اﻟـﺒـﻨﻚ‬
‫أﻣﺎم اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ‪.‬‬ ‫أو ﻟﺪى ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 44‬ﻳﺘـﺮﺗﺐ ﻋﻦ اﳊﻞ اﻹرادي ﻟـﻠﺠـﻤﻌـﻴﺔ أﻳـﻠﻮﻟﺔ‬


‫ا‪H‬ﺎد‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫اﻷﻣﻼك ا‪H‬ﻨﻘﻮﻟﺔ واﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬ ‫ﺗﻌﻠﻴﻖ اﳉﻤﻌﻴﺎت وﺣﻠﻬﺎ‬

‫ﻓﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ اﳊـﻞ ا‪H‬ـﻌـﻠﻦ ﻋﻦ اﳉـﻬـﺔ اﻟـﻘـﻀـﺎﺋـﻴـﺔ اﺨﻤﻟـﺘـﺼـﺔ‪p‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 39‬ﻳـﻌـﻠﻖ ﻧـﺸـﺎط ﻛﻞ ﺟـﻤـﻌﻴـﺔ أو ﲢـﻞ ﻓﻲ ﺣـﺎﻟﺔ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﺗـﺘﻢ أﻳـﻠـﻮﻟــﺔ اﻷﻣﻼك ﻃـﺒـﻘـﺎ ﻟـﻠـﻘــﺎﻧـﻮن اﻷﺳـﺎﺳﻲ ﻣـﺎ ﻟﻢ ﻳـﻘﺾ‬
‫اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟـﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد أو ا‪H‬ـﺴﺎس ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة‬
‫ﻗﺮار اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ‪.‬‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫‪39‬‬ ‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 51‬ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ ا‪H‬ـﺆﺳـﺴــﺔ ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻣـﻔـﻬـﻮم ﻫـﺬا‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 45‬ﺗـﺨــﻀﻊ اﻟـﻨـﺰاﻋــﺎت ﺑـ‪ W‬أﻋ ـﻀـﺎء اﳉـﻤ ـﻌـﻴـﺔ‪p‬‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫اﻟـ ـﻘـ ــﺎﻧـ ــﻮن‪ p‬إذا ﻗـ ــﺎم اﻷﺷـ ـﺨـ ــﺎص ا‪ H‬ـ ـﻜ ـ ـﻠـ ـﻔـ ــﻮن ﺑ ـ ـﺘ ـ ـﺴـ ـﻴ ـ ـﻴـ ــﺮﻫ ــﺎ‬ ‫ﻣـﻬﻤـﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃـﺒـﻴﻌـﺘـﻬﺎ‪ p‬ﻟـﺘﻄـﺒـﻴﻖ اﻟﻘـﺎﻧـﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‪ p‬وﻋـﻨﺪ‬
‫ﺑـﺎﻟ ـﺘـﺼـﺮﻳـﺢ ﺑـﻬـﺎ ﻟــﺪى اﻟـﺴ ـﻠـﻄــﺔ اﻟـﻌ ـﻤـﻮﻣ ـﻴـﺔ اﺨﻤﻟـﺘ ـﺼـﺔ‪ .‬وﻓﻲ‬ ‫اﻻﻗﺘﻀﺎء‪ p‬ﻟﻠﺠﻬﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺧﻼف ذﻟـﻚ‪ p‬ﻓــﺈﻧ ـﻬــﺎ ﺗ ـﺴ ـﻴــﺮ ‪x‬ــﻮﺟﺐ ﻗــﻮاﻋــﺪ اﻟ ـﻘــﺎﻧــﻮن اﻟ ـﻌــﺎم‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 46‬ﻳ ـﺘ ـﻌ ــﺮض ﻛﻞ ﻋ ـﻀ ــﻮ أو ﻋ ـﻀــﻮ ﻣـ ـﺴ ـﻴــﺮ ﻓﻲ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫وﺗﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﻣﺠﺎل ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫ﺟـﻤـﻌ ـﻴـﺔ ﻟﻢ ﻳـﺘﻢ ﺗـﺴ ـﺠـﻴـﻠـﻬـﺎ أو اﻋ ـﺘـﻤـﺎدﻫـﺎ‪ p‬ﻣـﻌ ـﻠـﻘـﺔ أو ﻣـﺤـﻠـﺔ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 52‬إذا ﺗ ـﻘــﺪﻣﺖ اﻟ ـﻬ ـﻴ ـﺌــﺎت ا‪ H‬ـﻜ ـﻠ ـﻔــﺔ ﺑ ـﺘ ـﺴ ـﻴ ـﻴــﺮ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫وﻳ ـﺴـﺘ ـﻤــﺮ ﻓﻲ اﻟ ـﻨ ـﺸـﺎط ﺑــﺎﺳ ـﻤـﻬــﺎ‪ p‬إﻟﻰ ﻋ ـﻘــﻮﺑـﺔ اﳊــﺒﺲ ﻣﻦ‬
‫ا‪H‬ــﺆﺳ ـﺴ ــﺔ ﺑ ـﻄــﻠﺐ اﻟ ـﺘـ ـﺴ ـﺠــﻴﻞ‪ p‬ﻓــﺈن ﻫ ــﺬه اﻷﺧ ـﻴــﺮة ﺗ ـﺨــﻀﻊ‬ ‫ﺛﻼﺛـــﺔ )‪ (3‬أﺷ ـﻬ ــﺮ إﻟﻰ ﺳ ـﺘــﺔ )‪ (6‬أﺷـ ـﻬــﺮ وﻏ ــﺮاﻣــﺔ ﻣﻦ ﻣ ــﺎﺋــﺔ‬
‫ﻟ ـﻘــﻮاﻋــﺪ اﻟ ـﺘ ـﺼــﺮﻳﺢ ا‪ H‬ـﻨ ـﺼــﻮص ﻋ ـﻠ ـﻴ ـﻬــﺎ ﻓﻲ ﻫــﺬا اﻟ ـﻘــﺎﻧـﻮن‪.‬‬ ‫أﻟـﻒ دﻳ ـ ـ ـﻨ ـ ــﺎر )‪ 100.000‬دج( إﻟﻰ ﺛـﻼﺛ ـ ـ ـﻤـ ـ ــﺎﺋ ـ ــﺔ أﻟـﻒ دﻳ ـ ـ ـﻨ ـ ــﺎر‬
‫وﺗـ ـﻜ ـﺘــﺴﺐ ا‪ H‬ــﺆﺳ ـﺴــﺔ ﺑ ـﻌ ــﺪ ﻫــﺬه اﻟ ـﺸ ـﻜـ ـﻠ ـﻴــﺎت اﻟ ـﺸـ ـﺨ ـﺼ ـﻴــﺔ‬ ‫)‪ 300.000‬دج(‪.‬‬
‫ا‪H‬ﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺒﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‬
‫ﺗـﺨـﻀﻊ ا‪H‬ـﺆﺳ ـﺴـﺔ ﻓﻲ ﻣـﺠـﺎل ‪ž‬ــﺎرﺳـﺘـﻬـﺎ ﻟـﻨ ـﺸـﺎﻃـﺎﺗـﻬـﺎ‬ ‫اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳉﻤﻌﻴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳋﺎص‬
‫وﻓﻲ ﻋﻼﻗـﺎﺗـﻬـﺎ ﻣﻊ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ اﻟـﻌـﻤـﻮﻣـﻴـﺔ اﺨﻤﻟـﺘـﺼـﺔ إﻟﻰ ﻧـﻔﺲ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫اﻟـﻮاﺟـﺒـﺎت وﺗﺴـﺘـﻔـﻴـﺪ ﻣﻦ ﻧـﻔﺲ اﳊـﻘـﻮق ا‪H‬ـﻨـﺼـﻮص ﻋـﻠـﻴـﻬﺎ‬
‫اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 47‬ﻣـﻊ ﻣـﺮاﻋــﺎة أﺣ ـﻜــﺎم ﻫـﺬا اﻟ ـﻘــﺎﻧــﻮن‪ p‬ﻳ ـﺨـﻀﻊ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ـﺎدّةة ‪ – : 53‬ـ ـ ـ ـﻜـﻦ أن ﺗـ ـ ـ ــﻮﺻـﻒ "ﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‪H‬ـ ـ ـ ــﺆﺳ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ــﺎت"‬
‫ا‪H‬ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳉﻤﻌﻴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺪﻳﻨﻲ إﻟﻰ ﻧﻈﺎم ﺧﺎص‪.‬‬
‫اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺎت ا‪H‬ـ ـﻨ ـﺸ ــﺄة ﻣـﻦ ﻃــﺮف أﺷـ ـﺨ ــﺎص ﻃـ ـﺒـ ـﻴـ ـﻌـ ـﻴــ‪ W‬أو‬
‫ﻣﻌﻨﻮﻳ‪ W‬ﻣﻦ أﺟﻞ ﻫﺪف ﻣﺤﺪد ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ أو‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫ﻣـﻌـﺘﺮف ﺑـﻬـﺎ ﻣﻊ ﺷـﺨﺺ أو ﻋـﺎﺋﻠـﺔ ﻗـﺼـﺪ ‪ž‬ﺎرﺳـﺔ ﻧـﺸـﺎﻃﺎت‬ ‫اﳉﻤﻌﻴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳋﺎص‬
‫ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻬﺆﻻء‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 48‬ﺗـ ـ ـ ـﻌ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ـﻤـ ـ ـ ـﻌـ ـ ـ ـﻴ ـ ـ ــﺎت ذات ﻃ ـ ـ ــﺎﺑـﻊ ﺧـ ـ ــﺎص‪p‬‬
‫ا‪H‬ـ ـ ــﺎد‬
‫ﻏ ـ ـﻴـ ــﺮ أن ﻫـ ــﺬه ا‪H‬ـ ــﺆﺳ ـ ـﺴ ــﺎت ﻻ – ـ ـﻜ ـ ـﻨ ـ ـﻬـ ــﺎ اﺳ ـ ـﺘ ـ ـﻌ ـ ـﻤ ــﺎل‬ ‫ا‪H‬ﺆﺳﺴﺎت واﻟﻮدادﻳﺎت واﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺴـﻤﻴﺎت ﻫـﺆﻻء اﻷﺷﺨـﺎص أو اﻟﻌﺎﺋـﻠﺔ إﻻ ‪x‬ـﻮﺟﺐ ﺗﺮﺧﻴﺺ‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول‬
‫ﻣﻦ أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﳊﻖ ﻣﻜﺮس ﺑﻌﻘﺪ رﺳﻤﻲ‪.‬‬
‫ا‪H‬ﺆﺳﺴﺎت‬
‫ﲢ ـ ــﺪد ﻛـ ـ ـﻴـ ـ ـﻔ ـ ـﻴ ـ ــﺎت ﺗـ ـ ـﻄـ ـ ـﺒ ـ ــﻴﻖ ﻫ ـ ــﺬه ا‪ H‬ـ ــﺎدة ﻋﻦ ﻃ ـ ــﺮﻳﻖ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 49‬ا‪H‬ــﺆﺳ ـﺴــﺔ ﻫ ـﻴ ـﺌ ــﺔ ذات ﻃــﺎﺑﻊ ﺧــﺎص ﺗ ـﻨ ـﺸــﺄ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.‬‬
‫‪x‬ـ ـ ـﺒـ ــﺎدرة ﻣـﻦ ﺷ ـ ـﺨـﺺ أو ﻋـ ــﺪة أﺷـ ـ ـﺨـ ــﺎص ﻃـ ـ ـﺒ ـ ـﻴـ ـ ـﻌ ـ ـﻴـ ــ‪ W‬أو‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 54‬ﺗــﺨـ ــﻀـﻊ اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴــﺎت ا‪H‬ـ ـﻨـ ـﺸــﺄة ﻣـﻦ ﻃــﺮف‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬ ‫ﻣ ـﻌـ ـﻨــﻮﻳــ‪ W‬ﻋـﻦ ﻃــﺮﻳﻖ أﻳـ ـﻠــﻮﻟــﺔ أﻣ ــﻮال أو أﻣﻼك أو ﺣ ـﻘــﻮق‬
‫أﺷ ـ ـﺨ ــﺎص ﻃـ ـﺒـ ـﻴ ـ ـﻌـ ـﻴ ــ‪ W‬أو ﻣـ ـﻌ ـ ـﻨ ــﻮﻳ ــ‪ W‬ﺳـ ــﻮاء أﻛ ــﺎﻧﺖ ﲢﺖ‬ ‫ﻣـﻮﺟـﻬـﺔ ﻟـﺘـﺮﻗـﻴــﺔ ﻋـﻤﻞ أو ﻧـﺸـﺎﻃـﺎت ﻣـﺤـﺪدة ﺑـﺼـﻔـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ‪.‬‬
‫ﺗـﺴـﻤﻴـﺔ " ﻣـﺆﺳـﺴـﺔ " أم ﻻ واﻟـﺘﻲ ﺗﻬـﺪف إﻟﻰ ﺗـﺨـﻠـﻴـﺪ ذﻛﺮى‬ ‫و– ـﻜ ـﻨ ـﻬــﺎ أﻳـ ـﻀــﺎ اﺳــﺘﻼم ﻫ ـﺒــﺎت ووﺻــﺎﻳــﺎ ﺣــﺴﺐ اﻟ ـﺸــﺮوط‬
‫ﺣـﺪث أو ﻣـﻜـﺎن ﻣـﺮﺗـﺒﻂ ﺑـﺘـﺎرﻳﺦ اﻟـﺒﻼد‪ p‬أو اﺳـﺘـﻌـﻤـﺎل رﻣـﺰ‬ ‫ا‪H‬ﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪.‬‬
‫أو ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﺛﻮاﺑﺖ اﻷﻣﺔ‪ p‬إﻟﻰ اﻟـﺘﺴﻠﻴﻢ ا‪H‬ﺴﺒﻖ ﻟﺘﺮﺧﻴﺺ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 50‬ﻳـﺤـﺮر اﻟ ـﻌـﻘـﺪ ا‪H‬ـﻨــﺸﺊ ﻟـﻠـﻤــﺆﺳـﺴـﺔ ‪x‬ـﻮﺟﺐ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﺧﺎص ﺑﺎ‪H‬ﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﻃﺮف اﻹدارة ا‪H‬ﺆﻫﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻋـ ـﻘــﺪ ﻣ ــﻮﺛﻖ ﺑـ ـﻄــﻠﺐ ﻣـﻦ ا‪H‬ــﺆﺳﺲ‪ p‬ﺗ ــﺬﻛــﺮ ﻓ ــﻴﻪ اﻟـ ـﺘ ـﺴـ ـﻤ ـﻴــﺔ‬
‫ﲢ ـ ــﺪد ﻛـ ـ ـﻴـ ـ ـﻔ ـ ـﻴ ـ ــﺎت ﺗـ ـ ـﻄـ ـ ـﺒ ـ ــﻴﻖ ﻫ ـ ــﺬه ا‪ H‬ـ ــﺎدة ﻋﻦ ﻃ ـ ــﺮﻳﻖ‬ ‫وا‪ H‬ـ ــﻮﺿ ـ ــﻮع واﻟـ ـ ــﻮﺳ ـ ــﺎﺋﻞ واﻷﻫـ ـ ــﺪاف ا‪H‬ـ ـ ـﻨـ ـ ـﺸـ ـ ــﻮدة ﻣﻦ ﻫ ـ ــﺬه‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.‬‬ ‫ا‪H‬ﺆﺳـﺴﺔ وﻳـﻌـ‪ W‬اﻟﺸـﺨﺺ أو اﻷﺷﺨـﺎص ا‪H‬ـﻜﻠـﻔ‪ W‬ﺑـﻮﺿﻌـﻬﺎ‬
‫ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 55‬ﺗ ـﺨ ــﻀﻊ "ا‪H‬ــﺆﺳ ـﺴ ــﺎت" ا‪ H‬ـﻨ ـﺸ ــﺄة ﺗ ـﻄ ـﺒـ ـﻴ ـﻘــﺎ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫ﻷﺣ ـ ـﻜـ ــﺎم ا‪H‬ـ ــﺎدﺗـ ــ‪ 51 W‬و‪ 52‬ﻣـﻦ ﻫ ـ ــﺬا اﻟ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﺎﻧ ـ ــﻮن ﻟ ـ ـ ـﻘـ ـ ــﻮاﻋ ـ ــﺪ‬ ‫ﻻ –ـﻜﻦ أن ﻳـﻜـﻮن ا‪H‬ﻮﺿـﻮع ﻣـﺨـﺎﻟـﻔـﺎ ﻟﻠـﻨـﻈـﺎم اﻟـﻌﺎم أو‬
‫اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ واﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‪.‬‬ ‫–ﺲ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ واﻟﺜﻮاﺑﺖ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺗ ـﺨــﻀﻊ ا‪H‬ــﺆﺳ ـﺴــﺎت ﻓﻲ ﻣ ـﺠــﺎل ‪ž‬ــﺎرﺳــﺔ ﻧ ـﺸــﺎﻃــﺎﺗ ـﻬـﺎ‬ ‫ﺗـﻜﺘـﺴﺐ ا‪H‬ـﺆﺳﺴـﺔ اﻟﺸـﺨـﺼﻴـﺔ ا‪H‬ـﻌﻨـﻮﻳﺔ ﺑـﻌـﺪ اﻛﺘـﻤﺎل‬
‫وﻋﻼﻗ ــﺎﺗـ ـﻬــﺎ ﻣـﻊ اﻟ ـﺴـ ـﻠـ ـﻄــﺔ اﻟـ ـﻌـ ـﻤ ــﻮﻣ ـﻴ ــﺔ ا‪ H‬ــﺆﻫـ ـﻠــﺔ إﻟـﻰ ﻧــﻔﺲ‬ ‫ﺷـ ـﻜـ ـﻠـ ـﻴــﺎت اﻹﺷـ ـﻬ ــﺎر ا‪H‬ـ ـﻄـ ـﻠ ــﻮﺑ ــﺔ ﻗــﺎﻧ ــﻮﻧ ــﺎ وﻻ ﺳـ ـﻴـ ـﻤ ــﺎ ﻧـ ـﺸــﺮ‬
‫اﻟ ـ ــﻮاﺟ ـ ـ ـﺒ ـ ــﺎت وﺗـ ـ ـﺴـ ـ ـﺘـ ـ ـﻔـ ـ ـﻴـ ـ ــﺪ ﻣﻦ ﻧـ ـ ـﻔـﺲ اﳊـ ـ ـﻘ ـ ــﻮق ا‪H‬ـ ـ ـﻘ ـ ــﺮرة‬ ‫ﻣـﺴـﺘـﺨـﺮج ﻣﻦ اﻟـﻌـﻘـﺪ ا‪H‬ـﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﻳـﻮﻣـﻴـﺘ‪ (2) W‬إﻋﻼﻣـﻴـﺘ‪W‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ذات ﺗﻮزﻳﻊ وﻃﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬ ‫‪40‬‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 60‬ﻳـﺠـﺐ أن ﻳ ـﻜـﻮن اﻷﺷ ـﺨــﺎص اﻟ ـﻄ ـﺒ ـﻴ ـﻌ ـﻴـﻮن‬


‫ا‪H‬ـﺎد‬ ‫ﻳﺠﺐ ﻋـﻠﻰ "ا‪H‬ﺆﺳـﺴﺎت" اﻟـﺘﻲ § إﻧﺸـﺎؤﻫﺎ ﺳـﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ‬
‫اﻷﺟـﺎﻧﺐ ا‪H‬ـﺆﺳـﺴـﻮن ﳉـﻤـﻌـﻴﺔ أﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ أو أﻋـﻀـﺎء ﻓـﻴـﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫أﺟﻞ اﻷﻫـ ــﺪاف ا‪H‬ـ ـﻨـ ـﺼـ ــﻮص ﻋـ ـﻠـ ـﻴ ـ ـﻬ ــﺎ ﻓﻲ ا‪ H‬ــﺎدة ‪ 53‬أﻋﻼه‪ p‬أن‬
‫وﺿﻌﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﲡﺎه اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ا‪H‬ﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪.‬‬ ‫ﺗـﺘـﻄـﺎﺑﻖ ﻣﻊ أﺣـﻜـﺎم ﻫﺬا اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن ﻓﻲ أﺟﻞ ﺳـﻨـﺔ اﺑـﺘﺪاء ﻣﻦ‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪوره‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 61‬ﻳـﺨـﻀﻊ ﻃـﻠﺐ إﻧـﺸـﺎء ﺟـﻤـﻌـﻴـﺔ أﺟـﻨـﺒﻴـﺔ إﻟﻰ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫اﻻﻋـ ـﺘ ـﻤــﺎد ا‪H‬ـ ـﺴــﺒﻖ ﻣـﻦ اﻟــﻮزﻳــﺮ ا‪H‬ـ ـﻜــﻠﻒ ﺑ ــﺎﻟــﺪاﺧ ـﻠـ ـﻴــﺔ اﻟــﺬي‬ ‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻳـ ـﺘ ــﻮﻓ ــﺮ ﺑـ ـﻌـ ــﺪ اﺳـ ـﺘ ــﻄﻼع رأي وزﻳ ــﺮ اﻟـ ـﺸ ــﺆون اﳋ ــﺎرﺟـ ـﻴ ــﺔ‬ ‫اﻟﻮدادﻳﺎت‬
‫ووزﻳــﺮ اﻟـﻘ ـﻄـﺎع ا‪ H‬ـﻌـﻨﻲ ﻋــﻠﻰ أﺟﻞ ﺗ ـﺴـﻌـ‪ (90) W‬ﻳــﻮﻣــﺎ ‪H‬ـﻨﺢ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 56‬ﺗـﻨـﺸﺄ اﳉـﻤـﻌـﻴﺎت ا‪H‬ـﺪﻋـﻮة "اﻟـﻮدادﻳﺎت" ﻣﻦ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫اﻻﻋﺘﻤﺎد أو رﻓﻀﻪ‪.‬‬
‫ﻗﺒﻞ أﺷﺨﺎص ﻃﺒﻴﻌﻴ‪ W‬وﺗﻬﺪف إﻟﻰ‪:‬‬
‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 62‬ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻠـﻒ إﻧﺸﺎء اﳉﻤﻌﻴـﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫‪ -‬ﲡـ ــﺪﻳ ــﺪ ﻋـﻼﻗ ــﺎت اﻟ ـ ـﺼ ــﺪاﻗـ ــﺔ واﻷﺧ ــﻮة واﻟ ـ ـﺘ ـ ـﻀ ــﺎﻣﻦ‬
‫اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻵﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫ا‪H‬ـ ـﻘ ــﺎﻣـ ــﺔ ﺧﻼل ﻣـ ــﺮاﺣﻞ ﻣﻦ اﻟ ـ ـﻌ ــﻴﺶ ا‪ H‬ـ ـﺸـ ـﺘـ ــﺮك وﺗـ ـﺘ ـ ـﻤـ ـﻴ ــﺰ‬
‫‪ -‬ﻃﻠﺐ اﻋﺘﻤـﺎد ﻣﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻮزﻳﺮ ا‪H‬ﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪p‬‬ ‫ﺑﺎرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﻘﻴﻢ ﻣﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺧﻼل أﺣﺪاث ﺧﺎﺻﺔ‪p‬‬
‫ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻋﻀﺎء ا‪H‬ﺆﺳﺴ‪pW‬‬
‫‪ -‬ﺗ ـﺨـﻠـﻴــﺪ ﻫـﺬه اﻟــﺮواﺑﻂ واﻟـﻘـﻴـﻢ واﻻﺣـﺘـﻔــﺎل ﺑـﻬـﺎ ﻓﻲ‬
‫‪ -‬ﻧـﺴﺦ ﻣـﻦ ﺷـﻬـﺎدات اﻹﻗــﺎﻣـﺔ ذات ﺻﻼﺣـﻴــﺔ ﻟﻸﻋـﻀـﺎء‬ ‫إﻃﺎر اﻟﺬاﻛﺮة اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫ا‪H‬ﺆﺳﺴ‪ W‬ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ‪p‬‬


‫ﺗ ـﺨ ـﻀـﻊ ﻫــﺬه اﳉ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺎت إﻟـﻰ ﻧ ـﻈــﺎم اﻟ ـﺘ ـﺼــﺮﻳﺢ دون‬
‫‪ -‬ﻧـ ـﺴـ ـﺨـ ـﺘ ــﺎن )‪ (2‬أﺻـ ـﻠـ ـﻴـ ـﺘ ــﺎن ﻣﻦ ﻣـ ـﺸ ــﺮوع اﻟـ ـﻘ ــﺎﻧــﻮن‬ ‫ﺳﻮاه‪.‬‬
‫اﻷﺳــﺎﺳﻲ ﻣ ـﺼــﺎدق ﻋ ـﻠــﻴﻪ ﻣﻦ اﳉ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ اﻟ ـﻌــﺎﻣــﺔ‪ p‬إﺣــﺪاﻫ ـﻤـﺎ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 57‬ﻳــﺠﺐ ﻋــﻠﻰ اﻟــﻮدادﻳــﺎت اﻟــﺘﻲ § إﻧ ـﺸــﺎؤﻫــﺎ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﻣﺤﺮرة ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪p‬‬
‫ﺳـﺎﺑـﻘـﺎ أن ﺗـﺘ ـﻄـﺎﺑﻖ ﻣﻊ أﺣـﻜـﺎم ﻫـﺬا اﻟ ـﻘـﺎﻧـﻮن ﻓﻲ أﺟﻞ ﺳـﻨـﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﺤـﻀﺮ اﺟـﺘﻤـﺎع اﳉﻤﻌـﻴﺔ اﻟـﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺘـﺄﺳﻴـﺴﻴـﺔ ﻣﻌﺪ‬ ‫اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪوره‪.‬‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪p‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫‪ -‬وﺛﺎﺋﻖ إﺛﺒﺎت وﺟﻮد ا‪H‬ﻘﺮ‪.‬‬
‫اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﻄﻼﺑﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 63‬ﺑـﻐﺾ اﻟ ـﻨـﻈـﺮ ﻋﻦ أﺣـﻜـﺎم ا‪H‬ـﻮاد ﻣﻦ ‪ 59‬إﻟﻰ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 58‬ﺗـﺨـﻀـﻊ اﳉـﻤـﻌـﻴـﺎت اﻟـﻄـﻼﺑـﻴـﺔ واﻟـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﺔ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫‪ 62‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧـﻮن‪ p‬ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻮﺿﻮع ﻃﻠﺐ اﻋﺘﻤﺎد‬
‫وﻛ ــﺬا اﻻﲢ ــﺎدﻳـ ــﺎت اﻟ ــﺮﻳ ــﺎﺿـ ـﻴ ــﺔ واﻟ ــﺮاﺑـ ـﻄ ــﺎت اﻟ ــﺮﻳ ــﺎﺿـ ـﻴ ــﺔ‬
‫ﺟ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ أﺟ ـﻨ ـﺒـ ـﻴــﺔ ﺗ ـﻨ ـﻔ ـﻴــﺬ أﺣ ـﻜــﺎم ﻳ ـﺘ ـﻀ ـﻤ ـﻨ ـﻬــﺎ اﺗ ـﻔــﺎق ﺑــ‪W‬‬
‫واﻟ ـ ـﻨ ــﻮادي اﻟـ ــﺮﻳـ ــﺎﺿـ ـﻴـ ــﺔ اﻟ ـ ـﻬ ــﺎوﻳـ ــﺔ ﻷﺣـ ـﻜـ ــﺎم ﻫـ ــﺬا اﻟـ ـﻘـ ــﺎﻧ ــﻮن‬
‫اﳊ ـﻜ ــﻮﻣــﺔ وﺣ ـﻜــﻮﻣــﺔ اﻟ ـﺒـ ـﻠــﺪ اﻷﺻــﻠﻲ ﻟ ـﻠ ـﺠ ـﻤـ ـﻌ ـﻴــﺔ اﻷﺟ ـﻨ ـﺒ ـﻴــﺔ‬
‫وﻟﻸﺣﻜﺎم اﳋﺎﺻﺔ ا‪H‬ﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻟﺘـﺮﻗـﻴﺔ ﻋـﻼﻗﺎت اﻟـﺼـﺪاﻗﺔ واﻷﺧـﻮة ﺑـ‪ W‬اﻟﺸـﻌﺐ اﳉـﺰاﺋﺮي‬
‫واﻟﺸﻌﺐ ا‪H‬ﻨﺘﻤﻴﺔ إﻟﻴﻪ اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺒﺎب اﳋﺎﻣﺲ‬

‫اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 64‬ﻳ ـﺒ ــﻠﻎ اﻟ ـﻘ ــﺮار اﻟ ـﺼ ــﺮﻳﺢ ﻟ ـﻠ ــﻮزﻳــﺮ ا‪H‬ـ ـﻜــﻠﻒ‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫ﺑـﺎﻟــﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﺑــﺮﻓﺾ اﻻﻋـﺘـﻤــﺎد إﻟﻰ ا‪H‬ـﺼـﺮﺣــ‪ .W‬وﻳـﻜـﻮن ﻫـﺬا‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 59‬ﺗـ ـﻌــﺪ ﺟـ ـﻤـ ـﻌ ـﻴ ــﺔ أﺟـ ـﻨ ـﺒـ ـﻴ ــﺔ ﻓﻲ ﻣ ـﻔـ ـﻬ ــﻮم ﻫــﺬا‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬
‫اﻟﻘﺮار ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻄﻌﻦ أﻣﺎم ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ p‬ﻛﻞ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺷﻜﻠﻬﺎ أو ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ وﻟﻬﺎ ‪:‬‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 65‬دون اﻹﺧﻼل ﺑـ ـﺘ ـ ـﻄـ ـﺒـ ـﻴـﻖ اﻷﺣـ ـﻜ ــﺎم اﻷﺧ ــﺮى‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬ ‫‪ -‬ﻣﻘـﺮ ﺑﺎﳋـﺎرج و§ اﻋﺘـﻤـﺎدﻫﺎ ﺑﻪ واﻻﻋـﺘﺮاف ﺑـﻬﺎ و§‬

‫ﻟـ ـﻠ ـﺘ ـﺸــﺮﻳﻊ واﻟ ـﺘ ـﻨـ ـﻈــﻴﻢ ا‪ H‬ـﻌ ـﻤــﻮل ﺑ ـﻬ ـﻤ ــﺎ‪ p‬ﻳ ـﻌــﻠﻖ أو ﻳ ـﺴــﺤﺐ‬ ‫اﻟﺘﺮﺧﻴﺺ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻹﻗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاب اﻟﻮﻃﻨﻲ‪p‬‬

‫اﻻﻋ ـﺘ ـﻤــﺎد ا‪ H‬ـﻤ ـﻨــﻮح ﳉ ـﻤ ـﻌ ـﻴــﺔ أﺟ ـﻨ ـﺒ ـﻴــﺔ ‪ x‬ـﻘــﺮر ﻣﻦ اﻟــﻮزﻳــﺮ‬ ‫‪ -‬ﻣـﻘﺮ ﻋـﻠﻰ اﻟﺘـﺮاب اﻟﻮﻃـﻨﻲ وﺗﺴـﻴّﺮ ﻛـﻠﻴـﺎ أو ﺟﺰﺋـﻴﺎ‬
‫ا‪H‬ـﻜـﻠـﻒ ﺑـﺎﻟـﺪاﺧ ـﻠـﻴـﺔ ﻋ ـﻨـﺪﻣــﺎ ﺗـﻘـﻮم ﻫــﺬه اﳉـﻤ ـﻌـﻴـﺔ ‪ x‬ـﻤـﺎرﺳـﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﻃﺮف أﺟﺎﻧﺐ‪.‬‬
‫‪ 21‬ﺻﻔﺮ ﻋﺎم ‪ 1433‬ﻫـ‬
‫‪41‬‬ ‫اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔﺔ ‪ /‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳ‬
‫ّﺳﻤﻴﺔّﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳ‬
‫اﻟﺮﺳﻤﻴ‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮ‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 2012‬م‬

‫اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس‬ ‫ﻧﺸﺎﻃﺎت أﺧﺮى ﻏﻴـﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ‬
‫أو ﺗ ـﺘـﺪﺧﻞ ﺑ ـﺼـﻔـﺔ ﺻــﺮﻳـﺤــﺔ ﻓﻲ اﻟـﺸـﺆون اﻟــﺪاﺧـﻠ ـﻴـﺔ ﻟـﻠ ـﺒـﻠـﺪ‬
‫أﺣﻜﺎم اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ وﺧﺘﺎﻣﻴﺔ‬
‫ا‪H‬ﻀﻴﻒ أو ﺗﻘﻮم ﺑﻨﺸﺎط ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺨﻞ‪:‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪p‬‬
‫أﺣﻜﺎم اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ‪p‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 70‬ﻳ ـﺘـﻌــ‪ W‬ﻋــﻠﻰ اﳉـﻤ ـﻌـﻴــﺎت ا‪H‬ــﺆﺳـﺴــﺔ ﺑـﺼ ـﻔـﺔ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ أو ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺘﺮاب اﻟﻮﻃﻨﻲ‪p‬‬
‫ﻗـ ـ ــﺎﻧ ـ ــﻮﻧ ـ ـ ـﻴ ـ ــﺔ ﻓـﻲ ﻇﻞ اﻟ ـ ـ ـﻘ ـ ــﺎﻧـ ـ ــﻮن رﻗﻢ ‪ 31-90‬ا‪ H‬ـ ــﺆرخ ﻓﻲ ‪4‬‬
‫دﻳﺴـﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ ‪ 1990‬وا‪H‬ﺬﻛﻮر أﻋـﻼه‪ p‬أن ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ أﺣﻜﺎم‬ ‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ‪p‬‬

‫ﻫـﺬا اﻟ ـﻘـﺎﻧـﻮن ﻓـﻲ أﺟﻞ أﻗـﺼـﺎه ﺳ ـﻨـﺘـﺎن )‪ (2‬ﺑـﺈﻳـﺪاع ﻗـﻮاﻧـ‪W‬‬


‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﳊﻀﺎرﻳﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﳉﺰاﺋﺮي‪.‬‬
‫أﺳـﺎﺳﻴـﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻣﻄـﺎﺑـﻘـﺔ ﻟﻬـﺬا اﻟـﻘﺎﻧـﻮن‪ .‬وﻓﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﲡﺎوز‬
‫ﻫﺬا اﻷﺟﻞ ﺗﻘﺮر اﻟﺴﻠﻄﺔ اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ ﺣﻞ اﳉﻤﻌﻴﺎت ا‪H‬ﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬ ‫ـﺎدّةة ‪ : 66‬ﻳـﺠﺐ أن ﻳـﺒـﻠﻎ اﻟـﻮزﻳـﺮ ا‪H‬ـﻜـﻠﻒ ﺑـﺎﻟـﺪاﺧـﻠـﻴﺔ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﺑ ــﻜﻞ ﺗ ـ ـﻌ ــﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻫـ ــﺪف اﳉـ ـﻤـ ـﻌـ ـﻴ ــﺔ اﻷﺟـ ـﻨ ـ ـﺒـ ـﻴ ــﺔ وﻗ ــﺎﻧ ــﻮﻧـ ـﻬ ــﺎ‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 71‬ﺗـ ـﺨ ــﻀﻊ ﻟـ ـﻨـ ـﻔـﺲ اﻟـ ـﺸ ــﺮوط‪ p‬اﻟـ ـﺘـ ـﺠـ ـﻤـ ـﻌــﺎت‬
‫ا‪H‬ــﺎد‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻣـﻜـﺎن إﻗﺎﻣـﺘﻬـﺎ وأي ﺗـﻐﻴـﻴﺮ ﻓﻲ ﻫـﻴـﺌﺎت إدارﺗـﻬﺎ‬

‫ا‪H‬ـ ـ ـﻨـ ـ ـﺸ ـ ــﺄة ﻓـﻲ ﺷ ـ ــﻜﻞ اﲢ ـ ــﺎدات أو اﲢ ـ ــﺎدﻳ ـ ــﺎت أو اﲢ ـ ــﺎدات‬ ‫أو ﻗ ـﻴــﺎدﺗ ـﻬـﺎ وﻛــﺬا ﻛﻞ اﻟــﻮﺛــﺎﺋﻖ ا‪H‬ــﺬﻛــﻮرة ﻓﻲ ا‪H‬ـﺎدة ‪ 18‬ﻣﻦ‬

‫اﳉـﻤـﻌ ـﻴـﺎت واﻟـﻬ ـﻴـﺎﻛﻞ ا‪H‬ـﺮﺗ ـﺒـﻄـﺔ ﺑ ـﻬـﺎ ﺗـﻄ ـﺒـﻴـﻘــﺎ ﻷﺣـﻜـﺎم ﻫـﺬا‬ ‫ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫اﻟ ـﻘــﺎﻧــﻮن واﻷﺣـ ـﻜــﺎم اﻟ ـﺘ ـﺸــﺮﻳ ـﻌ ـﻴــﺔ واﻟـ ـﺘ ـﻨ ـﻈ ـﻴ ـﻤ ـﻴــﺔ اﻷﺧــﺮى‬


‫وﻳـ ـﺘـ ـﻌــ‪ W‬ﻋـ ـﻠـﻰ اﳉـ ـﻤـ ـﻌ ـﻴ ــﺔ أن ﺗـ ـﻌـ ـﻠـﻢ اﻟــﻮزﻳ ــﺮ ا‪H‬ـ ـﻜ ــﻠﻒ‬
‫اﳋﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫ﺑــﺎﻟــﺪاﺧ ـﻠـ ـﻴــﺔ ﺑــﻜﻞ ﺗــﻮﻗـﻒ ﻋﻦ ‪ž‬ــﺎرﺳــﺔ ﻧ ـﺸــﺎﻃ ــﺎﺗ ـﻬــﺎ ﻋ ـﻨــﺪﻣــﺎ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ﻳﺘﺠﺎوز ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻗﻒ ﺳﺘﺔ )‪ (6‬أﺷﻬﺮ‪.‬‬

‫أﺣﻜﺎم ﺧﺘﺎﻣﻴﺔ‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 67‬ﻳـﺠﺐ أن ﺗ ـﺘـﻮﻓـﺮ اﳉـﻤـﻌـﻴــﺔ اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ ﻋـﻠﻰ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﺣﺴﺎب ﻣﻔﺘﻮح ﻟﺪى ﺑﻨﻚ ﻣﺤﻠﻲ‪.‬‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 72‬ﻳـﺘ ـﻌـ‪ W‬ﻋـﻠﻰ ا‪H‬ــﺆﺳـﺴـﺎت اﻟـﺘﻲ ﻟ ـﻴـﺴﺖ ﻟـﻬـﺎ‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫ﺻﻔـﺔ اﳉﻤـﻌﻴـﺔ ﻓﻲ ﻣﻔـﻬﻮم أﺣـﻜﺎم ا‪H‬ـﺎدﺗ‪ 51 W‬و‪ 54‬أﻋﻼه‪ p‬أن‬ ‫ﻳـﺨـﻀﻊ اﻟـﺘـﻤـﻮﻳـﻞ اﻟـﺬي ﺗـﺴـﺘـﻠـﻤﻪ اﳉـﻤـﻌـﻴـﺔ اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ‬
‫ﺗـﺘـﻄﺎﺑﻖ وأﺣـﻜـﺎم ﻫﺬا اﻟـﻘـﺎﻧﻮن ﻓﻲ أﺟﻞ ﺳـﻨـﺘ‪ (2) W‬اﺑـﺘﺪاء‬ ‫ﻣﻦ اﳋﺎرج ﻟﺘﻐﻄـﻴﺔ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ واﻟﺬي –ﻜﻦ أن ﻳﺤﺪد ﺳﻘﻔﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪوره‪.‬‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪ p‬إﻟﻰ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺼﺮف‪.‬‬

‫ـﺎدّةة ‪ : 68‬ﻻ –ـ ـ ـﻜـﻦ أن ﻳ ـ ـﺘـ ـ ـﺠ ـ ــﺎوز ﺗ ـ ــﻮﻗ ـ ــﻴﻒ ﻧـ ـ ـﺸـ ــﺎط‬


‫ا‪H‬ـ ــﺎد‬
‫ـﺎدّةة ‪ : 73‬ﻳ ـﻠـﻐـﻰ اﻟـﻘــﺎﻧـﻮن رﻗﻢ ‪ 31-90‬ا‪H‬ـﺆرخ ﻓﻲ ‪17‬‬
‫ا‪H‬ـﺎد‬
‫اﳉﻤـﻌﻴﺔ اﻷﺟﻨـﺒﻴﺔ ﻣـﺪة ﺳﻨﺔ واﺣـﺪة‪ .‬وﻳﺘﺒﻊ ﻫـﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ‬
‫ﺟ ـﻤــﺎدى اﻷوﻟﻰ ﻋــﺎم ‪ 1411‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪ 4‬دﻳ ـﺴ ـﻤـ ـﺒــﺮ ﺳ ـﻨــﺔ ‪1990‬‬
‫ﺑﺈﺟﺮاءات ﲢﻔﻈﻴﺔ‪.‬‬
‫وا‪H‬ﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴﺎت‪.‬‬

‫ﻳﺆدي ﺳـﺤﺐ اﻻﻋـﺘـﻤﺎد إﻟـﻰ ﺣﻞ اﳉﻤـﻌـﻴـﺔ اﻷﺟﻨـﺒـﻴﺔ‬


‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 74‬ﻳﻨﺸﺮ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮّﺳﻤﻴّﺔ‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫وأﻳﻠﻮﻟﺔ أﻣﻼﻛﻬﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳّﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳّﺔ اﻟﺪّ–ﻘﺮاﻃﻴّﺔ اﻟﺸّﻌﺒﻴّﺔ‪.‬‬
‫ا‪H‬ﺎدّةة ‪ : 69‬ﺗـﺘﻮﻓﺮ اﳉﻤـﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺣـﺎﻟﺔ ﺗﻌﻠـﻴﻖ اﻻﻋﺘﻤﺎد‬
‫ا‪H‬ﺎد‬
‫ﺣـ ـﺮّر ﺑ ــﺎﳉ ــﺰاﺋ ــﺮ ﻓﻲ ‪ 18‬ﺻـ ـﻔ ــﺮ ﻋ ــﺎم ‪ 1433‬ا‪H‬ــﻮاﻓﻖ ‪12‬‬ ‫أو ﺳﺤﺒﻪ ﻛﻤـﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺼـﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ا‪H‬ﺎدة ‪ 65‬أﻋﻼه‪ p‬ﻋﻠﻰ‬

‫ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ‪.2012‬‬ ‫أﺟـﻞ أرﺑ ـﻌـﺔ )‪ (4‬أﺷ ـﻬـﺮ ﻟــﺮﻓﻊ ﻃــﻌﻦ ﺑــﺈﻟ ـﻐــﺎء اﻟ ـﻘـﺮار اﻹداري‬

‫ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻮﺗﻔﻠﻴﻘﺔ‬ ‫أﻣﺎم اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ‪.‬‬


‫ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳـﺎﺳـﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﻤـﻮﺫﺟـﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴـــﺎﺕ‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ﺗﻀﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﺗﺤﺖ ﺗﺼﺮف اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ واﻟﻤﻮاﻃﻨﺎت اﻟﺮاﻏﺒﯿﻦ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯿﺲ ﺟﻤﻌﯿﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ‬
‫‪.06/12‬اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ‪.2012/01/12‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﯿﺎت‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﺎب اﻻﺳﺘﺪﻻل‪ ،‬اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة واﻟﺘﻮﺟﯿﮫ ﻓﻲ إﻋﺪاد اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫‪............................................................................................................................................:‬‬ ‫ﲨﻌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻘـﺎﻧـــﻮﻥ‬
‫ﺍﻷﺳـــﺎﺳـــﻲ‬
‫ﺍﳌﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﺍﳌﻨﻌﻘﺪﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ‪.............................‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﱃ‪ :‬ﻳﺆﺳﺲ ﺍﳌﺼﺮﺣﻮﻥ ﺍﳌﺒﻴ‪‬ﻨﺔ ﺃﲰﺎﺅﻫﻢ ﺃﺩﻧﺎﻩ‪،‬‬
‫ﲨﻌﻴﺔ ﲣﻀﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 06 /12‬ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 12‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،2012‬ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪،‬‬
‫ﻭﻻﻳﺔ ﻣﻘﺮ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻠﹼﻘﺐ‬ ‫ﺍﻻﺳﻢ‬
‫‪....................... -‬‬ ‫‪...................... -‬‬ ‫‪..................... -‬‬
‫‪.........................-‬‬ ‫‪.......................-‬‬ ‫‪.....................-‬‬
‫‪........................ -‬‬ ‫‪...................... -‬‬ ‫‪....................-‬‬
‫‪.........................-‬‬ ‫‪......................-‬‬ ‫‪...................-‬‬
‫)ﺫﻛﺮ ﺃﲰﺎﺀ ﻭﺃﻟﻘﺎﺏ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﺆﺳﺴﻮﻥ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ )‪ (25‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪ ،‬ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺇﺛﲎ ﻋﺸﺮ )‪ (12‬ﻭﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻋﻀﻮﺍ )‪ (21‬ﳝﺜﻠﻮﻥ ﺛﻼﺙ )‪ (03‬ﻭﻻﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪ .‬ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﲨﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ﻳﺘﻌﲔ ﺫﻛﺮ‬
‫ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﺒـــﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ـ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ـ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ـ ﺍﳍﺪﻑ ـ ﺍﳌﻘﺮ ـ ﻣﺪ‪‬ﺓ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻭﻣﺪﺍﻩ ـ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :02‬ﺗﺴﻤﻰ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ )ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻄﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ(‬
‫‪..........................................................................................‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :03‬ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ‪.........................‬ﻫﻲ ﲨﻌﻴﺔ ‪)..........................‬ﳛﺪﺩ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﺪﻗﺔ ‪ :‬ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ – ﺛﻘﺎﰲ – ﺧﲑﻱ – ﺇﻧﺴﺎﱐ ‪.......‬ﺇﱁ‪،‬‬
‫(‪.‬ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺍﳌﺆﺳﺴﻮﻥ ﻭﺍﳌﻨﺨﺮﻃﻮﻥ ﰲ ﺗﺴﺨﲑ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﻭﻟﻐﺮﺽ ﻏﲑ ﻣﺮﺑﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ‬
‫ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﳌﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ‪‬ﺎ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 04‬ﺪﻑ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺇﱃ‪):‬ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻭﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ (‪.‬‬
‫ـ‪.................................................................‬‬
‫ـ‪.........................................................................................‬‬
‫ـ‪..........................................................................................‬‬
‫ـ‪..........................................................................................‬‬
‫ـ‪..........................................................................................‬‬
‫ﻭﺗﺘﻌﻬﺪ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﲑ ﻣﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 05‬ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺮ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻛﺎﺋﻦ ﺏ‪ ) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﳌﻘﺮ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ( ‪..................‬‬
‫ﻭﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ﻻﳝﻜﻦ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺮ‬ ‫‪.........................................................................................‬‬
‫ﺇﻻﹼ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 06‬ﻣﺪ‪‬ﺓ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻫﻲ ‪ )..................................... :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﺪ‪‬ﺓ ﻋﻤﺮ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ(‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 07‬ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﲤﺎﺭﺱ ﻧﺸﺎﻃﺎ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ‪ )....‬ﲢﺪﻳﺪ ﳎﺎﻝ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ‪ -‬ﻋﱪ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺑﲔ‬
‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ(‪.‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 08‬ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﻭﻧﺸﺮ ﻧﺸﺮﻳﺎﺕ ﻭﳎﻼﺕ ﻭﻭﺛﺎﺋﻖ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﻄﻮﻳﺎﺕ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ ‪‬ﺪﻓﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ‬
‫‪‬ﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﳏﺮﺭﺍ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜــﺎﻧـــﻲ‬
‫ـ ﺷﺮﻭﻁ ﻭﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﺇﻧﻀﻤﺎﻡ ﻭﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎ‪‬ﻢ ﻭﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ـ‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 09‬ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﲔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﻧﺎﺷﻄﲔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺷﺮﻓﻴﲔ‪.‬‬
‫ﲣﻮﻝ ﻣﺪﺍﻭﻟﺔ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺸﺮﰲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 10‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 4‬ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ‪ 06-12‬ﺍﳌﺆﺭﺥ ﰲ ‪ 12‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2012‬ﺍﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳉﻤﻌﻴﺎﺕ‪،‬‬
‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ‪ ) :‬ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ (‬
‫‪................................................................................‬‬
‫‪..........................................................................................‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 11‬ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻛﺘﺎﰊ ﻳﻮﻗﻌﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻄﻠﺐ ‪ ،‬ﻭﻳﻘﺒﻠﻪ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺗﺜﺒﺖ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﲟﻨﺢ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻻﳔﺮﺍﻁ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 12‬ﺗﻔﻘﺪ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻵﺗﻴﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻮﻓـــﺎﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﺪﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﳌﺪﺓ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﶈﺪﺩﺓ(‪..................................‬‬
‫‪ -‬ﺣﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮﻯ ) ﺗﻮﺿﺢ ﺑﺪﻗﹼﺔ (‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 13‬ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻟﻪ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺷﺮﻳﻄﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺷﺮﻭﻁ ﺃﺧﺮﻯ ) ﺗﻮﺿﺢ ﺑﺪﻗﹼﺔ (‪.‬‬

‫ﺍﻟﺒــﺎﺏ ﺍﻟﺜـــﺎﱐ‬
‫ـ ﺗﻨﻈﻴــــﻢ ﻭﺳﻴـــــﺮ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ـ‬
‫ﺗﻀﻢ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﲨﻌﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻣﻜﺘﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬﻱ‬
‫ﺍﻟﻔﺼــﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ـ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ـ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 14‬ﺗﻀﻢ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻨﺨﺮﻃﲔ ﺃﻭ ﳑﺜﻠﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻌﲔ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺪﺩ‬
‫(‪.............................‬ﻣﻨﺪﻭﺏ‪.‬‬
‫ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﳌﻨﺪﻭﺑﲔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ )ﲢﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﻴﲔ ﺍﳌﻨﺪﻭﺑﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻲ (‬
‫‪...............................................................................‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 15‬ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ )ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﺪ‪‬ﺓ(‪...................................‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪: 16‬ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲟﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬


‫ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺮﺃﻳﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺟﺪﻭﻝ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ‪ ،‬ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺘﺴﻴﲑ ﺍﳌﺎﱄ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﳌﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﺪﻳﻼ‪‬ﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ‪ ،‬ﻭﻛﺬﺍ ﲡﺪﻳﺪﻩ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﳌﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﲞﺼﻮﺹ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻭﲤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺍﶈﻠﻲ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳍﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺈﺛﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺷﺮﻭﻁ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﻨﺎﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺴﻄﺮﺓ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﻟﺒﺚ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻭﺗﺘﻜﻔﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺏ‪) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﻬﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ(‬ ‫‪-‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 17‬ﲡﺘﻤﻊ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺩﻭﺭﺓ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺮﺍﺕ(‪...........‬ﰲ ﺍﻟﺴﻨﺔ‪،‬‬
‫ﻭﲡﺘﻤﻊ ﰲ ﺩﻭﺭﺓ ﻏﲑ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺩﻋﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ‪ ،‬ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺃﻭ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺃﻭ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ )ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ‬
‫(‪. .....................................‬‬
‫ﻭﰲ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﳊﺎﻟﺘﲔ ﺍ ﺍﻷﺧﲑﺗﲔ ﳛﻞ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﳏﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 18‬ﺗﺴﺘﺪﻋﻰ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﳊﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 17‬ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‪ ،‬ﻭﺗﺴﺠﻞ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀﺍﺕ ﰲ ﺳﺠﻞ ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﻭﺗﺮﺳﻞ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ ﻣﺮﻓﻘﺔ ﲜﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﱃ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ‬
‫ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ ﺃﺟﻞ ﺃﻗﺼﺎﻩ ) ﳛﺪﺩ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ( ‪.........................‬ﻳﻮﻣﺎ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 19‬ﻻﳝﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻻﹼ ﲝﻀﻮﺭ ) ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ( ‪..........................‬ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﻳﻜﺘﻤﻞ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ‪ ،‬ﺗﺴﺘﺪﻋﻰ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺃﺟﻞ ﺃﻗﺼﺎﻩ ) ﲢﺪﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ (‪...........................‬ﻳﻮﻣﺎ‪ ،‬ﻋﻨﺪﻫﺎ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳌﺪﺍﻭﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺣﻀﻮﺭ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 20‬ﺗﺘﺨﺬ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ) ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺑﺪﻗﺔ (‪.......................‬ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪ ،‬ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻳﻌﺘﱪ ﺗﺼﻮﻳﺖ‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺻﻮﺕ ﻣﺮﺟﺢ‪.‬‬
‫ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻌﻀﻮ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺗﻮﻛﻴﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑﻴﺎ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻣﻜﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﳊﻖ ﰲ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺻﺎﳊﺔ ﳉﻠﺴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 21‬ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺴﺘﻮﰲ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 22‬ﺗﺴﺠ‪‬ﻞ ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺰﻣﲏ ﰲ ﺳﺠﻞ ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ‪ ،‬ﻭﺗﻜﻮﻥ ﳑﻀﺎﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 23‬ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﳉﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺔ‪ ،‬ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻫﺪﺍﻑ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻠﹼﺠﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻫﻲ‪ ) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﲰﺎﺀ ﺍﻟﻠﹼﺠﺎﻥ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﻛﻞ ﳉﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻯ (‪.‬‬
‫ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻛﻞ ﳉﻨﺔ ﻣﻦ‪ ) :‬ﲢﺪﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻛﻞ ﳉﻨﺔ (‪.‬‬
‫ﺗﻨﺘﺨﺐ ﻛﻞ ﳉﻨﺔ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻭﻣﻘﺮﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻭﲢﺪﺩ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻭﲡﺘﻤﻊ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ )ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ (‪..................‬ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼـــﻞ ﺍﻟﺜـــﺎﱐ‬
‫ـ ﺍ‪‬ﻠــــــــﺲ ـ‬
‫ﻭﺗﺴﻴﲑﻩ (‪.‬‬ ‫) ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﳍﻴﻜﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﻮﺍﺩ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻈﻴﻤﻪ ﻭﻣﻬﺎﻣﻪ‬
‫ﺍﻟﻔﺼـــﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ـ ﺍﳍﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ـ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 24‬ﻳﻘﻮﺩ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻭﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ‪ ) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻮ ﻇﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﺗﺒﺔ(‪.‬‬
‫ـ‪ ..................‬ـ ‪ ..................‬ـ ‪.................‬‬
‫ـ‪ ..................‬ـ ‪ ..................‬ـ ‪.................‬‬
‫ـ‪ ..................‬ـ ‪ ..................‬ـ ‪.................‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 25‬ﻳﺘﻢ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 24‬ﺃﻋﻼﻩ‪ ،‬ﳌﺪﺓ ) ﲢﺪﻳﺪ ﺍﳌﺪ‪‬ﺓ (‪ ، ......‬ﻭﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳﺪ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ‬
‫ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺮﺍﺕ (‪ ......‬ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 26‬ﻳﻜﻠﻒ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﲟﺎﻳﻠﻲ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻳﻀﻤﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺴﻴﲑ ﳑﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻟﻜﻞ ﻧﺎﺋﺐ ﻭﻣﻬﺎﻡ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺿﺒﻂ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻟﺘﺤﺴﲔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﻨﺼﻴﺐ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻄﺐ ﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺧﻄﲑﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻤﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﻜﻠﻒ ﺏ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﻬﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ (‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 27‬ﳚﺘﻤﻊ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ) ﲢﺪﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺮﺍﺕ (‪...............‬ﰲ ﺍﻟﺸﻬﺮ‪ ،‬ﺑﺪﻋﻮﻯ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺴﻪ‪ ،‬ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﳚﺘﻤﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ) ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ‬
‫(‪ .....................‬ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﻜﺘﺐ‪.‬‬

‫ﻻ ﺗﺼﺢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺇﻻﹼ ﲝﻀﻮﺭ ) ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ ( ‪..................‬ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ‪ .‬ﻭﻳﺘﺨﺬ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴﺔ )ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪: 28‬‬
‫(‪.................‬ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺴﺎﻭﺕ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻳﻌﺘﱪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﺮﺟﺤﺎ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 29‬ﳝﺜﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻣﻜﻠﻒ ﲟﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﲤﺜﻴﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻛﺘﺘﺎﺏ ﺗﺄﻣﲔ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻭﺗﺴﻴﲑ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺟﺪﻭﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﺸﻴﻂ ﻭﺗﻨﺴﻴﻖ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﲨﻴﻊ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺣﺼﺎﺋﻞ ﻭﻣﻠﺨﺼﺎﺕ ﻧﺼﻒ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﳌﺆﻫﻠﺔ ﲜﻤﻴﻊ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻀﲑ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮﻳﻦ ﺍﻷﺩﰊ ﻭﺍﳌﺎﱄ ﻭﺗﻘﺪﳝﻪ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺒﺚ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﳌﺆﻫﻠﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻛﻞ ﺗﻐﻴﲑ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﰲ ﺃﺟﻞ ﺃﻗﺼﺎﻩ ﺛﻼﺛﻮﻥ )‪ (30‬ﻳﻮﻣﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ ﰲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﻜﻠﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺏ‪ ) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﻬﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ (‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 30‬ﻳﻜﻠﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﲟﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ‪ ،‬ﲜﻤﻴﻊ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‪ ،‬ﻭﻳﺘﻮﱃ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﻚ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﻨﺨﺮﻃﲔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﻭﺗﺴﻴﲑ ﺍﶈﻔﻮﻇﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﻚ ﺳﺠﻞ ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﺮﻳﺮ ﳏﺎﺿﺮ ﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣﻔﻆ ﻧﺴﺨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ‪ ) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﻬﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ (‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 31‬ﻳﺘﻮﱃ ﺃﻣﲔ ﺍﳌﺎﻝ ﲟﻌﻮﻧﺔ ﺃﻣﲔ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻣﻜﻠﻒ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﲟﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﲢﺼﻴﻞ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺴﻴﲑ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ‪ ،‬ﺟﺮﺩ ﻭﺿﺒﻂ ﺃﻣﻼﻙ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺴﻚ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻭﻫﻮ ﻣﻜﻠﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺏ‪ ) :‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﻣﻬﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ (‪.‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 32‬ﻳﻮﻗﻊ ﺃﻣﲔ ﺍﳌﺎﻝ ﺳﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ‪ ،‬ﻭﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﻣﺎﻧﻊ ﻳﻮﻗﻌﻬﺎ ﺃﻣﲔ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪ‪.‬‬
‫ﻭﻳﻮﻗﻌﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ 24‬ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻔﺼـــﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑــــﻊ‬
‫ـ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ـ‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 33‬ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺇﱃ ‪:‬‬
‫) ﺿﺮﻭﺭﺓ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻤﺪﻩ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﶈﻠﻲ‪ ،‬ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺟﻬﻮﻱ ﺃﻭ ﻭﻻﺋﻲ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﺒـــﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ـ ﺍﻷﺣﻜـــﺎﻡ ﺍﳌﺎﻟﻴـــﺔ ـ‬

‫ﺍﻟﻔﺼـــــﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬
‫ـ ﺍﳌـــﻮﺍﺭﺩ ـ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 34‬ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ‪:‬‬


‫ﺇﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﺗﺼﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﰲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﳌﺪﺍﺧﻴﻞ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎ‪‬ﺎ ﺍﳉﻤﻌﻮﻳﺔ ﻭﺃﻣﻼﻛﻬﺎ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﳍﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺪﺍﺧﻴﻞ ﲨﻊ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺍﻹﻋﺎﻧﺎﺕ ﺍﶈﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 35‬ﺗﻮﺩﻉ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﰲ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﺣﻴﺪ ﺑﻨﻜﻲ ﺃﻭ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﺪﻯ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :36‬ﺗﻠﺘﺰﻡ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﲢﺼﻴﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻏﲑ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﳏﻞ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﺼــــﻞ ﺍﻟﺜــﺎﻧــﻲ‬
‫ـ ﺍﻟﻨﻔﻘـــﺎﺕ ـ‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :37‬ﺗﺸﻤﻞ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :38‬ﺗﻌﻴﲔ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﳏﺎﻓﻆ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻳﺘﻮﱃ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻴﺪ ﺍﳌﺰﺩﻭﺝ‪ ،‬ﻳﺸﻤﻞ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :39‬ﺗﻀﻊ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺣﺴﺎ‪‬ﺎ ﻭﻣﻠﻔﺎﺕ ﺟﺮﺩ ﺃﻣﻼﻛﻬﺎ‪ ،‬ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﲢﺖ ﺗﺼﺮﻑ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻃﺒﻘﺎ‬
‫ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ‪‬ﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺒـــﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ‬
‫ـ ﺣﻞ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ـ ﺣﻞﹼ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ـ‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 40‬ﺗﻘﻮﻡ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺒﺚ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ‪ ) ،‬ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﲣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺇﱃ ﳉﻨﺔ‬
‫ﺍﻧﻀﺒﺎﻁ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻭﻋﺪﺩ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻛﻴﻔﻴﺎﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ(‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 41‬ﲣﻀﻊ ﺍﻟﱰﺍﻋﺎﺕ ﺑﲔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﻗﺘﻀﺎﺀ‪،‬‬
‫ﻟﻠﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﳋﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ .‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺰﺍﻉ ﻗﻀﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺗﻌﻴﲔ ﳏﻀﺮ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﳉﺮﺩ ﺃﻣﻼﻛﻬﺎ‬
‫ﺑﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷﻣﺮ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 42‬ﻳﻘﺮ‪‬ﺭ ﺍﳊﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﳊﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﻱ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﲝﻀﻮﺭ )ﺿﺮﻭﺭﺓ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺏ(‪..................‬ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﲟﺼﺎﺩﻗﺔ )ﺿﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ( ‪. .................‬ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻳﺘﻢ ﺃﻳﻠﻮﻟﺔ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﺍﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﺍﻟﺒـــــﺎﺏ ﺍﻟﺴـــﺎﺩﺱ‬
‫ـ ﺃﺣﻜــــﺎﻡ ﺧﺘــﺎﻣﻴـــﺔ ـ‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 43‬ﻳﺘﻢ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻻ ﻳﻌﺘﺪ‪ ‬ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﺇﻻﹼ ﲝﻀﻮﺭ ) ﺿﺮﻭﺭﺓ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻟﻨ‪‬ﺼﺎﺏ (‪ .................‬ﻣﻦ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺼﺎﺩﻗﺔ ) ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ‬
‫(‪ .............‬ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺗﻌﺪﻳﻞ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ :44‬ﺗﺒﻠﻎ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺎ‪‬ﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﲤﺲ ﻗﺎﻧﻮ‪‬ﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻵﺟﺎﻝ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﺍﳌﺎﺩﺓ ‪ : 45‬ﻳﺒﲔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ ‪ ،‬ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﻯ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻃﺎﺭ‪.‬‬
‫ﺻﻴ‪‬ــﻎ ﰲ ) ﻳﺒﲔ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻨﺴﺦ (‪......................‬ﺃﺻﻠﻴــﺔ‪.‬‬

‫ـ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺎﻥ (‪.....................‬ﰲ ) ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ( ‪...................‬‬


‫ﺍﻷﻣﻴـــﻦ ﺍﻟﻌــﺎﻡ‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴــﺲ‬
‫) ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺫﻛﺮ ﺇﺳﻢ ﻭﻟﻘﺐ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﻮﻗﻴﻌﻪ (‬ ‫) ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺫﻛﺮ ﺇﺳﻢ ﻭﻟﻘﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺗﻮﻗﻴﻌﻪ (‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ‪ :‬ﻳﺘﻌﲔ ﺍﳌﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

You might also like