Professional Documents
Culture Documents
الاستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
الاستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
علل حقل
ل ق
كلبة ا و وا وم ا سباسبة
ل
ق سم :ا حقوق
اشراف ا أ
لسباد: اعداد الطالببين:
د/ابراهيم مالوي • كاميليا قيطون
• نجوى أوكسل
جامعة العربي بن مهيدي أستاذ التعليم العالي المشرف :د /إبراهيم مالوي
جامعة العربي بن مهيدي أ /مساعد أ العضو :د /فتيحة جباري
السنة اجلامعية:
2021-2020
جامعة العربي بن مهيدي -ام البواقي –
علل حقل
ل ق
كلبة ا و وا وم ا سباسبة
ل
ق سم :ا حقوق
لسبادة:
اشراف ا أ اعداد الطالببين :
د/ابراهيم مالوي • كاميليا قيطون
• نجوى أوكسل
جامعة العربي بن مهيدي أستاذ التعليم العالي المشرف :د /إبراهيم مالوي
جامعة العربي بن مهيدي أ /مساعد أ العضو :د /فتيحة جباري
السنة اجلامعية:
2020/2019
ف ع
ر و ر انك ش
ب ل
الي من باهث الكلماب و ا حروف قي وصفها ،و عحر القلم عن كبابة اي سيى
عيها ،و ال يى كابث سيدا قي جبابي و غمربيى بعطفها ،امى العالبة ادام اللة
عليها صجيها و ادامها.
الي ابي العالي الدي لطالما كان لي سيدا.
اطال اللة قي غمرهما و حفظهما .
ل ل ج ب ل م
الي اجوبي " ج سن" و "لوي" اللدان لطالما كابا سيدا ي ،اي ا واي ا مبلب ":
أ ح
كاميليا
اإلهداء
ل يطبث اليهار الي يطاعبك و أ
ل يطبث الهى أ
ل يطبث اللبل الي ب سكرك و أ
اللحطاب الي
بدكرك.
الي من كللة اللة بالهببة و الوقار :الي من علميى لعطاء بدون ابنطار ارجو من
سب
اللة اضن يمد قي غمرك ليري فطاقا قد جان فطافها بعد طول ابنطار ،و بقى
ل لجب ك ل لب جن
ب ع يج أ
كلمابك وم اهيدي بها ا وم لك ل ا ى و ال رام :والدي ا ر ر .
مبس
لكي قي ا لجباة و ى و شر و ودي اي ن كان دعابها شر جا ى و
ح ن م ل ج ي الي م أ
م ل لع ل ح خ س بل
اب
م را ى اي ا ى ا جب ث :ا ى .
الي احى العالي الدي هو سيدي و عوبي قرة عبيى جببث قل يى " غمار" .
ب ل
الي اجوابي سكراب جباي ا مبلأب ":مباء ،امببة ،قيرور ،سهام ".
ل ح
والعقار بمختلف تصنيفاته يعتبر ثروة ال تزول ،و نخص بالذكر العقار السياحي الذي يعد العامل
األساسي و المميز النتعاش السياحة ،فهو يعتبر ثروة رئيسية تتجلى أهميته في األنشطة االقتصادية
المتمركزة عليه و التي تتمتع بأهمية كبيرة في عالم اليوم و يقوم عليها اقتصاد كثير من الدول التي تنطلق
من المكان التي وصلت اليها كقطاع اقتصادي قائم بذاته له مدخالته و مخرجاته ،األمر الذي جعله يمثل
مصدر رئيسي و مهم النتعاش القطاع السياحي في عدد كبير من دول العالم ،كما يتميز المردود المادي لما
يوفره العقار السياحي أو منطق التوسع السياحي لصناعة السياحة من غيره من مردودات المرافق اإلنتاجية
بأنه مردود متفرق و متشعب و تستفيد منه مختلف األنشطة سواء االقتصادية أو االجتماعية أو السياسية أو
الثقافية أو الفنية و غيرها من األنشطة اإلنسانية .
إن االستثمار في العقار السياحي له أهمية بالغة في إرساء التوازن االقتصادي داخل الدولة و ذلك
من خالل تأطيره و وضع نظام قانوني خاص به يراعي جميع الجوانب المتعلقة بالتنمية االقتصادية المرتبطة
بترقية االستثمار العقاري و تطويره من جهة ،و مراعاة االليات القانونية التي تدعم عملية االستثمار الوطني
واألجنبي في مجال العقار السياحي للنهوض بهذا القطاع الحساس الذي يدفع بعجلة التنمية و ذلك لن يكون
اال عن طريق جلب المستثمرين األجانب لتسهيل إجراءات االستثمار و دعمه من خالل المزايا و االمتيازات
التي تمنحها الدولة للمستثمرين .
وفي ظل كل هذه المعطيات السياحية التي تحتضنها الجزائر تظهر أهمية العقار السياحي من خالل
اهتمام المشرع به منذ االستقالل بإصداره مجموعة من النصوص القانونية بشأنه ،بداية بالمرسوم رقم -64
190المؤرخ في 23يونيو ،1964المتضمن انشاء هيئة من حراس األمالك الشاغرة ذات الطابع السياحي
أو المستعملة للسياحة ،الى ان تم وضع القانون األساسي للعقار السياحي المتمثل في األمر 62-66المؤرخ
في 2مارس 1966المتعلق باألماكن والمواقع السياحية ،والقانون رقم 281-68المؤرخ في 20ديسمبر
1
مقدمة االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1968المتعلق بالحفريات وحماية األماكن واألثار التاريخية والطبيعية .مما يبين حرص المقنن الجزائري
على العقار السياحي.
ورغم كل ذلك إال انه بقي العقار السياحي واالستثمار فيه مهمال لفترة طويلة من الزمن ،ومنسيا من
الجهة القانونية خاصة في مرحلة السبعينات ،مما جعل هذا الوضع ينعكس سلبا على الوجهة السياحية
للجزائر ،جعلها تتأخر من ناحية التطور السياحي.
فكان على المشرع الجزائري اإلسراع في إعادة في النظر النظام القانوني لالستثمار في العقار
السياحي ،بإصداره للقانون رقم 03-03المؤرخ في 17فبراير 2003والمتعلق بمناطق التوسع السياحي
والمواقع السياحية والقانون رقم 01-03المؤرخ في 17فبراير 2003المتعلق بالتنمية المستدامة للسياحة،
وتم اصدار كل هذه النصوص القانونية بغية بعث الحياة في االستثمار في العقار السياحي في الجزائر.
تكمن أهمية الدراسة في هذا البحث الى كشف النصوص القانونية المنظمة لالستثمار في العقار السياحي
وتحليلها ،كون هذا األخير يرتبط بجميع القطاعات األخرى كقطاع البناء والتعمير والمياه والثقافة ...الخ
تنقسم هذه األسباب الى أسباب ذاتية (شخصية) وأخرى موضوعية ،تتلخص في:
األسباب الذاتية :رغبتنا في التعرف على تخصص القانون العقاري وربطه بتخصص قانون األعمال عن
طريق البحث في دور االستثمار في العقار السياحي في تحقيق قيمة مضافة لالقتصاد الوطني ودعم أبعاد
التنمية المستدامة ،خاصة أمام ندرة الدراسات األكاديمية المتعلقة بالموضوع الذي يتميز بالدقة.
األسباب الموضوعية:
تتجلى أسباب اختار البحث الموضوعية ،في األهمية البالغة التي تحيط به ،باعتباره موضوعا قانونيا
خاصا يجمع أحد أهم مفاصل قانون األعمال؛ أال وهما القانون العقاري وربطه بقانون االستثمار في مجال
السياحة ،كما يعتبر الخوض فيه على قدر بالغ من األهمية في سبيل سبر خصوصية عملية االستثمار في
العقار السياحي وفق التشريع الجزائري.
2
مقدمة االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
إشكالية موضوع البحث:
الدراسات السابقة:
بالنسبة للدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث فلم يحظى اهتمام الباحثين رغم أهميته ،اال أننا
وجدنا دراسة سابقة تتمثل في أطروحة دكتوراه للباحث خالد كواش ،أهمية السياح في ظل التحوالت
االقتصادية في حالة الجزائر ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
جامعة الجزائر.2003-2002 ،
صعوبات البحث:
تكمن صعوبات انجاز هذا البحث في غياب احصائيات رسمية من قبل الو ازرات المعنية فيما يخص
عدد االستثمارات و عدد العقارات الممنوحة.
في ضوء ما تقدم عالجنا موضوعنا معتمدين على المنهج الوصفي التحليلي نظ ار لطبيعة الموضوع
وهذا لتوضيح النصوص القانونية التي تتعلق بالعقار السياحي من الشريعة العامة والقوانين األخرى كقانون
03-03المتعلق بمناطق التوسع و المواقع السياحية باعتبار هذه األخيرة أهم أشكال العقار السياحي.
3
مقدمة االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
تقسيم خطة البحث:
الفصل األول :بعنوان اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي ،تم تقسيمه الى ثالثة مباحث :المبحث األول بعنوان
مفهوم العقار السياحي ،والمبحث الثاني بعنوان أهمية العقار السياحي وطرق اكتسابه والمبحث الثالث بعنوان
األساس القانوني الستغالل العقار السياحي وطرق حمايته.
الفصل الثاني :بعنوان اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي ،وبدوره كذلك تم تقسيمه الى ثالثة مباحث :المبحث
األول بعنوان تهيئة وتسيير العقار السياحي ،والمبحث الثاني بعنوان آليات اإلستثمار في العقار السياحي،
والمبحث الثالث بعنوان معوقات اإلستثمار السياحي المرتبطة بالعقار السياحي والمنازعات المتعلقة به.
و كخالصة لبحثنا توصلنا الى مجموعة من النتائج العلمية التي نصبو أن تخدم الموضوع .
4
الفصـل ا أ
لول:
ب ش لت ق ح ل ل ق يب
ل مار ي ا عقار ا سبا ى ي ا ر عس اأ
ل
ا حرابري
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
تمهيد :
السياحية والضبط المادة 13منه 1حيث نجد أن المشرع الجزائري اكتفى بذكر الحقوق العقارية الواردة داخل
المناطق واألماكن السياحية ،وحتى بعد إلغاء هذا األمر بقي األمر على حاله.
2
فانه وبموجب القانون 03-03المتعلق بمناطق التوسع والمواقع السياحية ،واستقراءا للمادة 20منه
التي جاء فيها" :يتشكل ا لعقار السياحي القابل للبناء من األراضي المحددة لهذا الغرض في مخطط التهيئة
السياحية ،يضم األراضي التابعة لألمالك الوطنية العمومية الخاصة والتابعة للخواص" ،والمالحظ من نص
هذه المادة أن المشرع قد أورد مصطلح العقار السياحي من خالل تبيان تشكيلته.
ثانيا :التعريف الفقهي للعقار السياحي
أمام عدم وجود تعريف قانوني دقيق للعقار السياحي برزت بعض المحاوالت الفقهية القائمة على
أساس استقراء ما هو وارد في ظل مجموع النصوص القانونية والتنظيمية المنظمة للعقار السياحي 3على
غرار انه" :مجموع األمالك الوطنية الخاصة والعمومية المبنية أو غير المبينة التي توجد داخل المناطق
المخصصة للسياحة ،وتتمثل هذه األخيرة في األراضي المخصصة لالستثمار والتوسع السياحي ،يهدف هذا
النوع من العقارات إلى تشجيع رؤوس األموال الوطنية واألجنبية على االستغالل واالستثمار في النشاط
السياحي لتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل العائدات المالية التي تحققها هذه المنشئات
4
السياحية والتي تدعم حركية االقتصاد الوطني
كما تم تعريفه أيضا على انه" :مجموع األراضي القابلة للبناء الموجودة داخل مناطق التوسع السياحي
والمواقع السياحية ،والمحددة في مخطط التهيئة السياحية ،التي تمنح لصاحبها حق االستغالل السياحي في
حدود القوانين المنظمة لقطاع السياحة ،5وعرف كذلك ":كل ما هو ثابت في مجال لسياحة كفنادق والمركبات
السياحية والحمامات االستشفائية ،والقرى السياحية المنجزة في إطار االستثمار ،أو هو وعاء من األراضي
6
المحدد والمصنف على انه سياحي ألجل استغالله في مجال السياحة.
1
المادة 13من المرسوم رقم 75-66المؤرخ في 1966-04-04المتضمن تطبيق األمر رقم 76-66المؤرخ في -26
.1966-03والمتعلق بالمناطق واألماكن السياحية ،ج ر العدد ،8المؤرخ في ،1966-04-08ص ،336الملغى
المادة 20من القانون رقم 03-03المؤرخ في 2003-02-17يتعلق بمناطق التوسع والمواقع السياحية المعدل والمتمم، 2
وهناك من عرف العقار السياحي أيضا بأنه" :مجموعة األراضي والمباني المختصة لألنشطة السياحية
التي تتشكل جزءا من مناطق التوسع السياحي ،يضاف إليها اآلثار والمدن األثرية المختلفة المعترف بأهميتها
1
التاريخية والثقافية".
الفرع الثاني :تشكيل العقار السياحي
إن المقصود من تشكيل العقار السياحي هو تحديد الطبيعة القانونية لملكيته ،وقد أظهر المشرع
الجزائري ذلك من خالل نص المادة 19من القانون رقم 03-03المتعلق بمناطق التوسع السياحي والمواقع
السياحية التي جاء فيها " :أي كانت الطبيعة القانونية لألراضي الموجودة داخل مناطق التوسع والمواقع
السياحية" ،وكذا نص المادة 20من نفس القانون التي تنص على ":يتشكل العقار السياحي القابل للبناء من
األراضي المحددة لهذا الغرض في مخطط التهيئة السياحية ويضم األراضي التابعة لألمالك الوطنية العمومية
2
والخاصة وتلك التابعة للخواص"
من خالل االعتماد على نصي هاتين المادتين ،ونصوص قانونية أخرى ،نستخلص أن العقار
السياحي تختلف فيه الطبيعة القانونية لملكيته إذ قد يكون ملكا للدولة ،وهذا ما سنتطرق إليه (أوال) أو قد
يكون ملكا للخواص (ثانيا).
أوال :العقار السياحي المملوك للدولة
لقد شهدت الجزائر مراحل عديدة ،مر عليها مفهوم األمالك الوطنية في القانون الجزائري وكان ذلك
نتاج التوجهات السياحية واالقتصادية العامة ،بداية بمرحلة االشتراكية التي تميزت بتوسع نطاق األمالك
الوطنية ولكن كانت ممنوعة من التصرف وفي حالة التصرف طبقت الصراحة في الرقابة والتسيير ،بعد ذلك
صدر دستور 1989فأصبح من الضروري مسايرة التطورات بفعل تبني نظام اقتصاد السوق ،حيث جاء في
نص المادة 17منه " :الملكية العامة هي ملك المجموعة الوطنية وتشمل باطن األرض ،والمناجم ،والمقاطع،
والموارد الطبيعية للطاقة ،والثروات المعدنية الطبيعية والحية ،في مختلف مناطق األمالك الوطنية البحرية،
والمياه والغابات ،كما تشمل النقل بالسكك الحديدية ،والنقل البحري والجوي والبريد والمواصالت السلكية
والالسلكية وأمالكا أخرى محددة في القانون ".كما نصت المادة 18منه على أن :األمالك الوطنية يحددها
القانون ،وتتكون من األمالك العمومية والخاصة التي تملكها كل من الدولة والوالية والبلدية ،يتم تسيير
3
األمالك الوطنية طبقا للقانون"
1
سميحة حنان خوادجية ،محاضرات في مقياس العقار الصناعي ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ،2016-2015 ،01
ص.13
المادتين 19و 20من القانون 03-03السابق الذكر ،ص.16 2
3
المادتين ،18-17من الدستور .1989
8
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
واستخالصا للمادتين المذكورتين أعاله فان األمالك الوطنية تشتمل على مجموع األمالك والحقوق
المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة وجماعتها اإلقليمية في شكل ملكية عمومية أو خاصة التي تملكها كل
من الدولة والوالية والبلدية التي يتم تسييرها وفقا للقانون.
حيث تنص المادة 2من القانون رقم 30-90المتضمن قانون األمالك الوطنية المعدل والمتمم على
ما يلي ":تشتمل األمالك الوطنية على مجموع األمالك والحقوق المنقولة والعقارية التي تحوزها الدولة
وجماعتها اإلقليمية في شكل ملكية عمومية أو خاصة وتتكون هذه األمالك الوطنية من:
-األمالك العمومية والخاصة التابعة للدولة.
-األمالك العمومية والخاصة التابعة للوالية.
1
-األمالك العمومية والخاصة التابعة للبلدية.
أي أن المال العام أصبح بموجبه ينقسم إلى أموال عامة تشتغل مباشرة من طرف الجمهور أو
تخصص للنفع العام ،أما األمالك الوطنية الخاصة فهي قابلة لالستغالل بما يجلب العائدات المالية ،تؤدي
وظيفة استهالكية ،يحكمها القانون الخاص وفقا لقواعد تتسم بعدم المرونة إلى غاية صدور األمر رقم -08
04الذي يحدد شروط و كيفيات منح االمتياز لألراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز
2
مشاريع استثمارية (المعدل والمتمم) بما حمله من تعديالت اقتضتها توجه الدولة نحو االستثمار وتنميته
وقد أكد قانون 30-90المتعلق باألمالك الوطنية والمذكور أعاله هذا التقسيم ،وعليه تقوم بتحديد العقار
السياحي الذي يندرج ضمن األمالك الوطنية العمومية والخاصة مفادها أن يكون ملكا للدولة أو احد هيئاتها،
كما تجدر المالحظة أن نص المادة 20من القانون 03-03لم يحدد إذا كانت األراضي تابعة لألمالك
الوطنية العمومية والخاصة هي تلك التابعة للدولة فقط أم التابعة للمجموعات اإلقليمية أيضا وبما أن النص
جاء مطلقا ولم يحدد حص ار جهة معينة سنأخذ به على إطالقه أي أن األراضي التابعة لألمالك الوطنية
العمومية والخاصة وهي تلك التابعة للدولة والوالية والبلدية ،وانطالقا من ذلك سنحاول تحديد العقار السياحي
3
الذي يندرج ضمن األمالك الوطنية العمومية والخاصة
المادة 2من القانون رقم 30-90المؤرخ في 1990-12-01المتضمن قانون األمالك الوطنية المعدل والمتمم ،ج ر العدد 1
،2المؤرخ في ،1990-12-02ص.1664
2
األمر رقم 04-08يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة ،والموجهة النجاز
مشاريع استثمارية ،المعدل والمتمم ،ج ر العدد 49المؤرخ في 3سبتمبر سنة .2008
بن خليف هشام ،حماية العقار في التشريع الجزائري ،مذكرة ماستر ،قانون عقاري ،كلية الحقوق ،جامعة زيان عاشور بالجلفة 3
سهام عبدلي ،ملخص االمالك الوطنية ،كلية الحقوق ،فسم القانون العام ،السنة الثالثة ،جامعة منتوري قسنطينة ،01السنة 2
الجامعية ،2015-2014ص.10
المادة 15من القانون رقم ،30-90السابق الذكر ،ص.1665 3
4
سهام عبدلي ،المرجع السابق ،ص.10
المادة 16من القانون رقم ،30-90السابق الذكر ،ص.1665 5
6
مجدي حديد :حماية العقار السياحي ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المركز الجامعي تامنغست ،العدد،05
،2018ص.16
سي حسين ،النظام القانوني والمؤسساتي للعقار السياحي في الجزائر ،مذكرة ماستر في القانون العقاري ،كلية الحقوق، 7
األمالك الوطنية إال بعد اقتناء كل األراضي المشكلة لمنطقة التوسع السياحي من قبل الوكالة الوطنية لتنمية
السياحة حسب أحكام المرسوم التنفيذي رقم 1385-06ومن ثمة إدراجها ضمن األمالك الوطنية العمومية.
وعليه فإن هذا النوع من العقار السياحي يتم اقتنائه ومن ثمة إدراجه ضمن األمالك الوطنية العمومية بموجب
إجراء تعيين الحدود والتصنيف حسب المادة 27من القانون رقم 30-90المعدل والمتمم. 2
-2العقار السياحي التابع لألمالك الوطنية الخاصة
يتشكل العقار السياحي التابع لألمالك الوطنية الخاصة سواء كانت للدولة أو المجموعات اإلقليمية
والبلدية ،من األراضي الواقعة داخل مناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية وقد تكون أراضي قد تم إلغاء
تخصيصها أو تصنيفها كأراضي تابعة لألمالك الوطنية العامة وهي قابلة للبيع واإليجار والتبادل من اجل
انجاز البرامج االستثمارية المحددة في مخطط التهيئة السياحية للوكالة الوطنية للتنمية السياحية طبقا التفاق
ودي. 3
جميع األحكام التي تنطبق على العقار السياحي التابع لألمالك الوطنية الخاصة منصوص عليها في
المواد من 38إلى 58من القانون 30-90المتعلق باألمالك الوطنية المعدل والمتمم ،الواردة تحت القسم
الثالث " تكوين األمالك الوطنية الخاصة " ،مع مراعاة األحكام الخاصة بالعقار السياحي الواردة في
النصوص القانونية المنظمة له.
ثانيا :العقار السياحي ملك للخواص
يكون العقار السياحي في هذه الحالة في شكل ملكيات عقارية خاصة ،أي مملوكة لألفراد ،4والملكية
العقارية الخاصة هي عبارة عن التمتع والتصرف في المال العقاري من اجل استعمال األمالك وفق طبيعتها
أو أغراضها 5والملكية العقارية الخاصة يضمنها الدستور وتخضع لآلمر رقم 58-75المتضمن القانون
المدني.
ويتكون العقار السياحي المملوك للخواص من األراضي التي تعود ملكيتها األصلية للخواص إال انه ذات
طابع سياحي وتقع داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية ،وتكون قابلة للبناء طبقا لما ورد في مخطط
التهيئة السياحية المعد طبقا للقانون ،كما انه إذا دعت الضرورة تلجأ الوكالة الوطنية لتنمية السياحة إلى
1
المرسوم التنفيذي رقم ،385-06المؤرخ في 28أكتوبر ، 2006يحدد كيفيات ممارسة الوكالة الوطنية لتنمية السياحة حق
المنفعة داخل مناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية ،ج ر عدد ،74المؤرخ في 05نوفمبر .2006
المادة 27من القانون رقم ،30-90السابق الذكر ،ص .1668 2
3
بن خليف هشام ،المرجع السابق ،ص.16
4
عايدة مصطفاوي ،التنظيم القانوني للعقار السياحي في الجزائر ،مجلة البحوث والدراسات القانونية والسياسة ،العدد ،06
جامعة علي لونيسي ،البليدة ،الجزائر ،نوفمبر ،2014ص.168
5
عمر حمدي باشا ،نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت وأحدث األحكام ،ط .2دار هومة الجزائر،2014 ،
ص.05
11
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
اقتناءها ،حسب ما جاء في نص المادة 22من القانون رقم 103-03المذكور سابقا وبناء على ذلك فإنه
في هذه الحالة يفترض إما أن يكون العقار السياحي مبنى أو قابل للبناء أو أراضي تحتوي على خصائص
سياحية محمية ،إال انه في الغالب األعم يكون العقار السياحي في هذه الحالة عبارة عن فنادق وقوى سياحية
2
أو حمامات أو مطاعم ،تم انجازها في إطار االستثمار السياحي من قبل الخواص.
المطلب الثاني :مكونات وخصائص العقار السياحي
تعتبر الجزائر من أكثر الدول الغنية بالموارد الطبيعية ومنها العقار السياحي الذي يعد عامل أساسي
لجلب االستثمار فيه فهو يتميز بمكوناته والمتمثلة في المناطق المشكلة له وهذا ما سيتم التطرق له في (الفرع
األول) بعنوان مكونات العقار السياحي ،وهو أيضا يتميز بخصائص تميزه عن غيره من العقارات والمعنونة
كاآلتي في (الفرع الثاني) بخصائص العقار السياحي.
الفرع األول :مكونات العقار السياحي
بحسب ما هو منصوص عليه في القوانين والتنظيمات الواردة بشأن العقار السياحي فان أهم مكوناته
يتم استنتاجها من األساس القانوني األول له ،األمر 62-66المؤرخ في 1966-03-26المتعلق بالمناطق
واألماكن السياحية (الملغى) وباستقرائنا لنص المادة 02منه والتي تنص على ":من تحقيق مخطط خاص
بالتنظيم السياحي سيجري تحديد مناطق وأماكن ذات أولوية سياحية خاضعة للتدابير الخصوصية لحمايتها
4
وبموجب القانون رقم 03-03المؤرخ في 2003-02-17 3
حيث ستبدأ الجهود لتجهيزها واستثمارها
استبدلت كلمة مناطق واألماكن السياحية ،ومن خالل هذا فإن العقار السياحي يشتمل على كل من مناطق
التوسع السياحي وهذا ما سنطرق إليه في ( أوال) والمناطق السياحية والمناطق المحمية ( ثانيا).
أوال :مناطق التوسع السياحي
استنادا لنص المادة 01-02من القانون رقم 03-03المتعلق بمناطق التوسع والمواقع السياحية
فإنه يقصد بمناطق التوسع السياحي" :كل منطقة أو امتداد من اإلقليم يتميز بصفات أو بخصوصيات
طبيعية وثقافية وبشرية وإبداعية مناسبة للسياحة ،مؤهلة إلقامة أو تنمية منشأة سياحية ،ويمكن استغاللها في
5
تنمية نمط وأكثر من السياحة ذات مردودية.
إن ما يستنتج من نص المادة المذكورة أعاله أن مناطق التوسع السياحي هي عبارة عن فضاء غير
مبني أو قابل للبناء مؤهل إلقامة منشآت سياحية واستغاللها لتطوير أي نوع من السياحة التي تدر مداخيل
2
منى حنيش ،المرجع السابق ،ص.18
3
المادة 2من األمر رقم 62-66المؤرخ في 1966-03-26المتعلق بالمناطق واألماكن السياحية ن ج ر العدد ،44
المؤرخ في ،1981-11-03ص.1520
القانون رقم ،03-03السابق الذكر. 4
12
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
معتبرة على غرار المؤسسات الفندقية ،األقطاب السياحية لالمتياز ،الشواطئ والمياه الحموية وهو ما سنفصل
1
فيه على النحو اآلتي:
-1المؤسسات الفندقية:
حسب نص المادة 03-04من القانون رقم 01-99المؤرخ في .1999-01-06يحدد القواعد
المتعلقة بالفندقة ،2وتطبيق األحكام هذا القانون صدر المرسوم التنفيذي رقم 3158-19المؤرخ في -30
2019-04يعرف المؤسسات الفندقية ويحدد شروط وكيفيات استغاللها واعتماد مسيرها ،حيث جاء في
الفصل األول منه هذا األخير يحمل عنوان تعريف المؤسسات الفندقية ،وخاصة المادة 01-02منه " :يقصد
بمؤسسة فندقية ،في مفهوم هذا المرسوم كل مؤسسة ذات طابع تجاري تستقبل زبائن مارين أو مقيمين دون
أن يتخذوها سكنا لهم وتوفر لهم أساسا خدمات اإلقامة مصحوبة بالخدمة المرتبطة بها".
غير أن مفهوم المؤسسات الفندقية واسع ال ينحصر في الفنادق فقط حيث تشمل حسب المرسوم
التنفيذي رقم 158-19المذكور أعاله في مادته 403على المؤسسات الفندقية موضوع هذا المرسوم هي:
"الفنادق والمركبات السياحية أو قرى العطل ،شقق الفنادق أو اإلقامة الفندقية ،الموتيالت أو نزل الطريق
الخيمات السياحية".
-2الشواطئ:
يمكن اعتبار الشواطئ عقار سياحي ،وهذا بالرجوع إلى نص المادة 02-08من القانون 03-03
المعنون بمناطق التوسع والمواقع السياحية 5نجد بأنه يمكن أن تمتد المنطقة المحددة أو المصرح بها على
أنها مناطق التوسع السياحي إلى الملك الوطني العمومي البحري ،وقد عرف الشاطئ حسب المادة 02-03
في مفهوم القانون رقم 6 02-03المؤرخ في 2003-02-17المحدد للقواعد العامة لالستعمال واالستغالل
السياحيين للشواطئ ،هو عبارة عن ":شريط إقليمي للساحل الطبيعي يضم المنطقة المغطاة بأمواج البحر في
أعلى مستواها خالل السنة في الظروف الجوية العادية والملحقات المتاحة لها ،والتي تضبط حددوها بحكم
موقعها وقابليتها السياحية الستقبال بعض التهيئات بغرض استغاللها السياحي".
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،طرق اكتساب العقار السياحي في القانون الجزائري ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية 1
المؤرخ في ،1999-01-10ص.04
3
المادة 01-02ن المرسوم التنفيذي رقم ،158-19المؤرخ في ،2019-04-30يعرف المؤسسات الفندقية ويحدد شروط
وكيفيات استغاللها وتصنيفها واعتماد مسيرتها ،ج ر العدد 33المؤرخ في ،2019-05-19ص.04
4
المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم ،158-19السابق الذكر ،ص.05
المادة 02-08من القانون رقم ،03-03السابق الذكر ،ص.15 5
المادة 02-03من القانون رقم ،02-03المؤرخ في ،2003-04-17يحدد القواعد العامة لالستعمار واالستغالل 6
-3الساحل:
يقصد بالساحل ذلك الجزء البري المحاذي للمياه البحرية ذو عرض قدره عدة كيلومترات ،والذي يمكن
أن يتضمن أيضا المياه اإلقليمية باإلضافة إلى انه وسط ديناميكي تحديده وتهيئته وتسييره ،يتطلب معرفة
األنظمة البيئية التي تكونه والتفاعل بينها والتحكم في مسارها1وبالعودة إلى المشرع الجزائري فانه لم يعرف
الساحل بل اقتصر عن تعداد محتوياته محاوال تحديد نطاقه 2ويظهر ذلك بشكل جلي في القانون رقم -90
29المؤرخ في 1990-12-01المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم في المادة 44منه بنصها ":يضم
الساحل بالنظر إلى هذا القانون كافة الجزر والجزيرات وكذلك شريط من األرض عرضه األدنى ثمان مائة
800متر على طول البحر ويشمل:
-كافة األراضي ومنحدرات التالل والجبال المرئية من البحر والتي ال تكون مفصولة من الشاطئ
بسهل ساحلي.
-السهول الساحلية التي يقل عرضها عن ثالثة ( )03كيلومترات.
-كامل الغابات التي يوجد جزء منها بالساحل كما هو محدد أعاله.
-كامل "المناطق الرطبة" وشواطئها على عرض ثالثمائة ( )300متر بمجرد ما يكون جزء من
3
هذه المناطق على الساحل كما هو محدد أعاله"
يتجلى ذلك أيضا في المادة 07من القانون رقم 02-02المؤرخ في 2002-02-05المتعلق
بحماية الساحل وتنميته ،حيث ذكر مشتمالت الساحل ،تنص المادة على انه " :جميع الجزر والجزيرات
والجرف القاري ،وكذا شريطا ترابيا بعرض اقله ثمان مائة متر على طول البحر وهو يضم:
-سفوح الروابي والجبال المرئية من البحر وغير المفصولة عن الشاطئ بسهل ساحلي.
-السهول الساحلية التي يقل عمقها عن ثالثة كيلومترات ( 3كلم) ابتداء من أعلى نقطة تصل
إليها مياه البحر.
-كامل األجمات الغابية.
-األراضي ذات الوجهة الفالحية.
ابتداء من أعلى نقطة تصل
ً -كامل المناطق الرطبة وشواطئها التي تقع جزء منها في الساحل
إليها مياه البحر.
-المواقع التي تضم مناظر طبيعية ،أو تحمل طابعا ثقافيا أو تاريخيا"
1
جلول بن سيدرة ،المرجع السابق ،ص.136
نصر الدين هنوني :الحماية الراشدة للساحل في القانون الجزائري ،اطروحة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق جامعة 2
المؤرخ في ،1990-12-02ص.1657
14
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
كما تضيف المادة 02-08من القانون رقم 22-02السابق الذكر أن الساحل ":يشمل منطقة نوعية
تكون موضوع تدابير حماية وتثمين ،وتدعى المنطقة الشاطئية التي تضم :الشاطئ الطبيعي الجزر
1
والجزيرات ،المياه البحرية الداخلية سطح البحر اإلقليمي وباطنه
يمكن أن نرى بوضوح من النصين القانونيين المذكوران أعاله أن السائل الجزائري يضم منطقة برية
وأخرى محيطية ،وبسبب التضاريس فإن تقاطع المياه البحرية واألرض ليست في نفس المستوى لذلك ال يبدوا
2
أن أي من هاتين المنطقتين محدد بدقة.
-4المياه الحموية:
نظم المشرع الجزائري المياه الحموية بموجب أحكام المرسوم التنفيذي رقم 69-07المحدد لشروط
كيفيات منح امتياز استعمال واستغالل المياه الحموية عند تعريف هذه األخيرة في نص المادة الثانية منه أنها
":مياه مجذوبة انطالقا من نبع طبيعي أو بئر محفورة والتي يمكن أن تكون لها خاصيات عالجية نظ ار
للطبيعة الخاصة لمصادرها وهو ثبات مميزاتها الطبيعية ومكوناتها الكيميائية" ويدخل أيضا ضمن المياه
الحموية ،ما ورد في المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 69-07المذكور أعاله " :تعد مياه البحر التي
يمكن بعد معالجتها ونقلها أن تكون لها خاصيات عالجية بمثابة مياه حموية وتخضع ألحكام هذا المرسوم".
كما يشمل هذا اإلطار استخدام المياه الحموية من قبل إحدى المؤسستين:
أ -المؤسسات الحموية :عرفتها المادة 05من نفس المرسوم بأنها :تعتبر مؤسسة حموية كل مؤسسة
3
تستعمل المياه الحموية ومشتقاتها ألغراض عالجية واستعادة اللياقة البدنية"
ب -مؤسسات المعالجة بمياه البحر :عرفتها المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم 69-07المذكور سلفا
بأنها " :تعتبر مؤسسة للمعالجة بمياه البحر كل مؤسسة تستعمل مياه البحر والموارد الطبيعية
4
المستخرجة من البحر ،في إطار المادة 03أعاله ،في أغراض عالجية واستعادة اللياقة البدنية".
األقطاب السياحية المتياز:
األقطاب السياحية عبارة عن مزيج في فضاء جغرافي معين للقرى السياحية لالمتياز مجهز
بتجهيزات اإلقامة ،الترفيه و األنشطة السياحية وذلك كله في إطار التعاون مع مشاريع تنمية السياحة
اإلقليمية يستجيب القطب السياحي لطلب السوق ولديه استقاللية كافية ليكون قاد ار على اإلشعاع على
المادة 07و 02-08من القانون رقم 02-02المؤرخ في 2002-02-05المتعلق بحماية الساحل وتنميته ،ج .ر العدد 1
،10المؤرخ في ،2002-02-12ص.26
إسماعيل فتيحة :النظام القانوني للعقار السياحي ،مذكرة تخرج ماستر أكاديمي ،القانون العام االقتصادي ،كلية الحقوق 2
،كما أن األقطاب السياحية متعددة األبعاد واألهداف ،فهي مؤهلة لتصبح 1
المستوى الدولي والوطني
واجهات رمزية لوجهة الجزائر ،واألقطاب السياحية المتياز فضاءات تقدم القدرات السياحية النوعية وبالتالي
فهي إطار لربط وتعاون الكفاءات ،المعارف ،والحرف واإلمكانيات المادية والمالية 2 .وقد جسد المخطط
التوجيهي للتهيئة السياحية لسنة 2008تصميم وجهة سياحية مستدامة تنافسية ومبدعة و أصلية ونوعية
أسفر عنه سبعة أقطاب سياحية المتياز ( شمال شرق شمال وسط ،شمال غرب ،جنوب شرق الواحات،
3
جنوب غرب ،الجنوب الكبير الطاسيلي ،الجنوب الكبير الهقار)
ثانيا :المواقع السياحية والمناطق المحمية:
تعد المواقع السياحية والمناطق المحمية جزءا على غنى عنه من مكونات العقار السياحي بالمقارنة
مع مناطق التوسع السياحي ،فإنها مهمة بنفس القدر وهذا ما تفسره مجموعة النصوص القانونية والتنظيمية
4
التي أحاطها بها المشرع الجزائري.
-1المواقع السياحية:
بالرجوع إلى نص المادة 03-02من القانون رقم 03-03المتعلق بمناطق التوسع بمناطق التوسع
والمواقع السياحية عرفت الموقع السياحي بأنه ":كل منظر أو موقع يتميز بجاذبية سياحية بسبب المظهر
الخالب بما يحتويه من عجائب وخصائص طبيعية أو بناءات مشيدة عليه ،يعترف له بأهمية تاريخية أو فنية
أو أسطورية أو ثقافية ،والذي يجب تثمين أصالته والمحافظة عليه من التلف أو االندثار بفعل الطبيعة أو
5
اإلنسان"
ومن خالل ما ورد في القانون رقم 04-98المتعلق بحماية التراث الثقافي في المادة 02منه 6.نجد
أن المواقع السياحية تشمل في العادة على األماكن واآلثار التاريخية والعقارات بالتخصيص الموجودة على
ارض عقارات األمالك الوطنية وفي داخلها ،المملوكة ألشخاص طبيعيين ومعنويين تابعين للقانون الخاص
والموجودة كذلك في الطبقات الجوفية للمياه الداخلية واإلقليمية الوطنية الموروثة عن مختلف الحضارات
المتعاقبة منذ عصر ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا.
واستقراءا للنصوص القانونية الواردة في القانون 04-98المتعلق بحماية التراث الثقافي المذكور
أعاله ،وبالخصوص ما جاء في فصله الثالث من الباب األول المعنون بالقطاعات المحفوظة في المواد رقم
1
جلول بن سيدرة ،المرجع السابق ،ص.20
2
إسماعيل فتيحة ،المرجع السابق ،ص.225
3
المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لو ازرة تهيئة اإلقليم والسياحة والبيئة ،األقطاب السياحية السبعة المتياز ،الكتاب الثالث
.2008
4
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق.225 ،
المادة 03-02من القانون ،03-03السابق الذكر ،ص.15 5
المادة رقم 02من القانون رقم 04-98المؤرخ في 1998-06-15يتعلق بحماية التراث الثقافي ،ج ر العدد 44المؤرخ 6
41 ،38 ،32 ،28 ،17منه يجد أن األماكن واآلثار التاريخية تصنف إلى عدة أصناف وهي :المعالم
التاريخية والمواقع األثرية التي تشمل بدورها على المحميات األثرية والحضائر الثقافية ،أخي ار القطاعات
1
المحفوظة.
-2المنطقة المحمية:
تعد المناطق المحمية جزءا من منطقة التوسع أو موقع سياحي غير قابل للبناء ويستدعي حماية
خاصة قصد المحافظة على مؤهالته الطبيعية أو األثرية أو الثقافية 2وهي بمثابة مناطق محمية وهذا طبقا
لقانون 02-11المتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة 3وتشمل كل من الحضائر الوطنية
الطبيعية والمنطقة الفاصلة ومنطقة العبور.
الفرع األول :خصائص العقار السياحي
تعتبر الجزائر من الدول الغنية بالموارد السياحية لتنوع الموارد الطبيعية والثقافية التي تمتلكها
مناسب لجذب السياح ،4والعقار السياحي يتميز بمجموعة من المميزات والخصائص التي تجعله قطبا
5
سياحيا ،وهذا ما يميزه عن غيره من العقارات األخرى.
بالرجوع إلى النصوص القانونية الخاصة بالعقار السياحي ،أهمها القانون رقم 01-03المؤرخ في
2013-02-17والمتعلق بالتنمية السياحية ،يمكن استخالص خصائصه أبرزها أن العقار السياحي يمتاز
بطابع المنفعة العامة ودليل ذلك أن الدولة هي التي تضع االستراتيجيات التي تمكن المواطنين من االستفادة
منه هذا من جهة ،ومن جهة أخرى استفادة االقتصاد الوطني من موارده ،كما أن قواعد التهيئة وتنمية العقار
6
السياحي لها ارتباطا كبي ار ومهم بقوانين حماية البيئة.
-ويمكن تبيان أهم خصائص العقار كاآلتي:
أوال :الموارد الطبيعية :هي التي تكون من خلق هللا عز وجل وإبداعاته كالمناظر الطبيعية الخالبة ،الجبال،
الغابات ،البحار والسهول واألنهار إلى غير ذلك 7من أهم هذه الجواذب الطبيعية نجد:
-1الموقع والمناخ :تقع الجزائر شمال القارة اإلفريقية ،وهي تتوسط بالد المغرب العربي الكبير ،أما
بالنسبة لمناخها والمقصود بهذا األخير وصف حالة الجو السائدة في مكان معين لفترة زمنية طويلة ،من
المواد رقم 41 ،38 ،32 ،28 ،17من القانون ،04-48السابق الذكر ،ص ص .10-06 1
خالل درجة الح اررة ومدى متوسطها وسرعة الرياح ووقت هبوبها ،إلى غير ذلك ،فالجزائر تتميز بثالثة أنواع
من المناخ :مناخ متوسطي ،مناخ شبه قاري ،مناخ صحراوي .1
-2الساحل الجزائري :يمتد الساحل الجزائري على مسافة 1200كلم ،وهو يمتاز بارتفاعه وتكونه
الصخري ،وتوجد به عدة فضاءات سياحية نادرة ،ومن أهم المناطق السياحية الممتدة على هذا الساحل نجد:
2
القالة ،سيدي فرج ،بني صاف ...الخ
-3المناطق الجبلية :أهم ما يميز جبال الجزائر هو وجود سلسلتي األطلس التلي و األطلس
الصحراوي والتي توفران فرصا لالستكشاف والصيد ومن أهم المرتفعات السياحية نجد محطة الشريعة و
تيكجدة ،والمغارات والكهوف والينابيع المائية النضرة المتميزة بالبرودة صيفا والفورة شتاء ،كذلك هي مصدر
عالج ،كل هذه األماكن تعتبر أماكن جذابة للسياح تدع السائح يكتشف العناصر السياحية في مختلف
3
مناطق الجزائر.
-4المناطق الصحراوية :لصحراء الجزائرية ذات مساحة كبيرة تبلغ حوالي 2مليون كلم مربع موزعة
4
على خمس مناطق هي :ادرار ،اليزي ،وادي ميزاب ،تمنراست ،و تيندوف
-5الطبوغرافيا :تؤثر الخريطة الطبوغرافية لمنطقة معينة في اختيار األماكن المناسبة لعناصر
المشرع السياحي ،وهي تتمثل في طبيعية ونوع األرض من جبال ووديان ،كذا طبيعة التربة والشواطئ
5
الصخرية أو الرملية.
-6المحطات المعدنية :الجزائر بلد ذو مناظر طبيعية رائعة وإمكانيات سياحية وثقافية هائلة
ومتعددة ،وحتى الطبيعية التي كان لها الفضل في هذا ،كما وهبها هللا ز وجل بالمنابع المعدنية ،المدهش في
األمر انه هذه المنابع قد أثبتت خصائصها العالجية وفقا لبحث أجرته المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية
يبين وجود 202منبعا للمياه المعدنية يتركز معظمها في الجزء الشمالي للبالد ومن أهم هذه الحمامات نجد:
حمام ريغة بعين الدفلى ،حمام بوحنيفة بمعسكر ،حمام قرقور بسطيف ،حمام المصران وحمام الشارف
6
بالجلفة
1
محديد حميد ،المرجع السابق ،ص.297
2
محديد حميد ،المرجع نفسه ،ص.298
3
اسماعيل فتيحة ،المرجع السابق ،ص ص .9-8
4
محديد حميد المرجع السابق.298 .
5
خالد كواش ،أهمية السياح في ظل التحوالت االقتصادية (حالة الجزائر) اطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جمعة الجزائر 200-2003ص.24
الديوان الوطني للسياحة ،الحمامات المعدنية ،منتوج خاص في مجلة الجزائر سياحة ،العدد .33مطبعة الديوان ،دون سنة 6
نشر ،ص ،14مذكرة منشورة على موقع 2021-05-27 dl.ummto.dzعلى الساعة 13:02
18
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1
جلول بن سيدرة ،المرجع السابق ،ص.132
2
الموقع الرسمي لليونسكو 2021-05-27 www. https.unesco.org-على الساعة 17:42
19
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1
زينب توفيق السيد عليوة ،تقييم اثر النشاط السياحي في نمو االقتصاد في مصر ،مجلة البحوث اقتصادية عربية ،عدد،65
،2004ص76
المنظمة العربية للسياحية،التعاون العربي في قطاع السياحة ،جماعة الدول العربية ،ص 220على الموقع االلكتروني ،تاريخ 2
الصناعات الصغيرة .واستنتاجا لما سبق أن األنشطة السياحية قادرة على امتصاص البطالة 1ففي الجزائر بلغ
رقم األعمال الذي يحققه قطاع السياحة أكثر من 1000مليار دوالر ،وتمثل الموارد المترتبة على السياحة
حوالي % 7من الناتج المحلي العالمي ،مع أكثر من منصب عمل من تسعة يعود للسياحة ، 2وتتوقع
منظمة السياحة العربية نموا سنويا في قطاع السياحة العربية نموا سنويا في قطاع السياحة يبلغ % 4.3إلى
غاية 2017وهذا سيؤدي إلى زيادة تشغيل اليد العاملة في هذا القطاع ليبلغ عدد العاملين 86.8مليون
3
عامل سنة 2017
يساهم العقار السياحي في توفير جزء من النقد األجنبي لتنفيذ خطط التنمية الشاملة وبالتالي تدفق
تكمن في مساهمة رؤوس األموال 4
رؤوس األموال األجنبية ،فهو يعتبر أساس كل سياسة تنموية في الدولة
باالتفاق اليومي للسائح 5
األجنبية في االستثمارات السياحية الخاصة بقطاع السياحة ،فروق تحويل العملة
مقابل الخدمات السياحية إضافة إلى االتفاق على طلب السلع اإلنتاجية والخدمات لقطاعات اقتصادية أخرى،
لذلك يتيح استغالل العقار السياحي الفرصة أمام الدولة لتغطية العجز الذي تشكو منه قطاعات أخرى.
-تحسين وتطوير خدمات النقل من اجل تلبية حاجيات السائح والقطاع السياحي فهذه الخدمة
يستفيد منها السائح والسكان المحليين ،كما يساهم في التنمية المحلية والعمرانية عن طريق
تنمية مناطق جديدة للجذب السياحي مما يساهم في تحقيق نمو متوازن لالقتصاد.
-تحسين مستوى المعيشة للمجتمع المحلي ودعم التنمية الشاملة على المستوى المحلي واإلقليمي
من خالل توفير العملة الصعبة ،6كم يساهم في دعم األنشطة االقتصادية األخرى خاصة
الصناعات التقليدية ،فهي أساس ومصدر تطور في القطاعات األخرى الصناعية الزراعية،
الثقافية ،فهي توجه كل عمليات التنمية اإلقليمية.
-ينشط قطاع اإلنشاءات 7بسبب زيادة الطلب على المنشآت الفندقية ومرافق الخدمات وبالتالي
زيادة االستثمارات في الصناعة الغذائية وصناعة األثاث الفندقي ،وتنشيط قطاعات التعليم
والتدريب في مجال المهن السياحية المختلفة.
1
حميدة بوعموشة ،دور القطاع السياحي في تمويل االقتصاد الوطني لتحقيق التنمية المستدامة ،مذكرة ماجستير في العلوم
االقتصادية ،جامعة سطيف ،2012-2011 ،ص.36
2
من اجل انبعاث االقتصاد الجزائري ،منتدى رؤساء المؤسسات ،جوان ،2015 ،ص .44
3
المنظمة العربية للسياحة ،المرجع نفسه ،ص .220
4
فتحي بن زبير ،أهمية العقار السياحي واإلشكاالت المرتبطة به مجلة تشريعات التعمير والبناء ،جامعة سطيف ،2العدد،
،02جوان ،2017ص.59
5
من اجل انبعاث االقتصاد الجزائري ،المرجع السابق ،ص.44
6
سوزان حسن أبو العينين ،محددات القدرة التنافسية لقطاع السياحة في مصر ،مجلة بحوث اقتصادية عربية ،العددان
59و ،60سنة ،2012ص .150
7
منال عبد المنعم مكية ،السياحة تشريعات ومبادئ ط ،1األردن ،در صفاء للنشر والتوزيع ،2000 ،ص.123
21
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
-زيادة إجراءات الحكومة من الضرائب والرسوم 1وما ينتج عنه من تطور في خدمات البنية
التحتية ودعم االقتصاد.
-تحسين ميزان المدفوعات الخاص بالدولة نتيجة دخول رؤوس أموال أجنبية تستثمر في المشاريع
السياحية لذلك تقاس أهميته العقار السياحي االقتصادية بحجم تأثيره على ميزان المدفوعات،
كما أن اإليرادات السياحية التي تقوم الدولة بتحصيلها من السائح وخلق استخدامات جديدة
للموارد الطبيعية من شأنها خلق عالقات اقتصادية بين قطاع السياحة والقطاعات األخرى.
وزيادة إيرادات الخزينة العامة 2
-تقديم االمتيازات لجذب رؤوس األموال األجنبية لالستثمار
للدولة من خالل رسوم التأثيرات والضرائب على األرباح التجارية والصناعية التي يحققها
المشتغلون بقطاع السياحة.
الفرع الثاني :األهمية االجتماعية
يكمن دور العقار السياحي في رفع المستوى المعيشي للشعوب وتحسين أسلوب معيشتهم لمساهمته
في الحد من البطالة الن الفرص الوظيفية في مجال السياحة تقارب الضعف مقارنة بالقطاعات األخرى
3
وتمثل حوالي%8من نسبة التوظيف على المستوى العالمي
-يعتبر استغالل العقار السياحي من المطالب االجتماعية ،والنفسية ،ليستعيض خالله اإلنسان نشاطه
ويعود للعمل بكفاءة من جديد ،حيث يعمل على توفير مراكز الترفيه والثقافة لخدمات المواطنين إلى جانب
4
السياح.
-التنمية السياحية تعيد إحياء النشاطات الحضارية ،الفنون الجميلة في مختلف أرجاء الوطن مما يؤدي إلى
ارتفاع فرص االستمتاع والسفر وتقضية أوقات متنوعة بالنسبة للسائحين وكذلك المواطنين المحليين ،كما
5
تساعد على التعرف على ثقافات بعضهم البعض وتبادلها.
الفرع الثالث :األهمية الثقافية
-تكمن أهمية العقار السياحي في المجال الثقافي كون اعتباره أداة اتصال فكري وتبادل للثقافات
والعادات والتقاليد بين الشعوب ،كذلك أداة للتبادل المعرفي.
1
سوزان حسن أبو العينين ،المرجع السابق ،ص.170
2
احمد الطاهر عبد الرحمن ،تسويق الخدمات السياحية ط ،1مصر اإلسكندرية ،دار الوفاء لينا.
3
Piere py tourisme un phénomène économique Paris ; édition les études de documentation
Française, 1996, p6.
4
سعيد بريبش ،حايمة شابي ،دور التنويع االقتصادي من خالل الصناعة السياحية في الجزائر ملتقى إستراتيجية الحكومة في
القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة 16-15نوفمبر ،2011كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة
المسيلة ،ص.8
5
هالة الرفاعي ،التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة في المجتمع المحلي ،الملتقى المصري لإلبداع والتنمية ،مصر،1998
ص.75
22
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
-يساعد على انتشار ثقافات الشعوب وحضارات األمم بين دول العالم1 ،المختلفة وتوطيد العالقات
وتقريب المسافات الثقافية بينهم.
-يعتبر حاف از قويا لحماية التراث الثقافي العقاري لإلقليم السياحي ،باعتبارها عناصر مهمة لجذب
السياحة ،باإلضافة إلى المحافظة واالهتمام بالمناطق التاريخية والعمرانية الفريدة من نوعها.
-تقديم وتخصيص الدعم المادي لتجهيز وصيانة المرافق المساهمة في تنمية وتطوير السياحة
كالمتاحف والمسارح ..الخ وتنظيم المناسبات الثقافية والمهرجانات لكونها عناصر تجذب
السياحة سواء للسكان المحليين أو للزوار ،وهذا من اجل إحياء الفنون التقليدية والحياة الثقافية.
-كما يساهم التبادل الثقافي في تنمية الوعي الثقافي المشترك بين الشعوب 2واالحترام المتبادل
بين ثقافات السكان المحليين والسياح.
الفرع الرابع :األهمية السياسية
-أن النتائج االيجابية للعقار السياحي على المستويين االجتماعي واالقتصادي تساهم في حل
3
العديد من المشكالت السياسية.
-كما يعد العقار السياحي وسيلة للتآلف بين مختلف األديان والجنسيات ،فهو يعمل على أن
ينشر السلم العالمي بين الشعوب وازدهار العالقات الدولية ،وتحسينها.
-يعمل كذاك على التخفيف من حدة التوتر العالمي 4لتسود روح اإلنسانية والتعاطف واألمان في
الشؤون العالمية ،فهو وسيلة فعالة لتكوين صورة حقيقية ألي دولة في الخارج ،فالمشاهدة
الواقعية هي أقوى وسيلة لإلثبات واإلقناع ومن أقوى العوامل التي تؤثر وتوجه الرأي العام .
-ويعد كذلك فرصة لمحور اثأر العشرية السوداء وكسب التأييد حيث يكون بإمكان الدولة
السياحية أن توجه اهتمام السياحيين نحو ما تريد التركيز عليه في اإلعالم ولو لم تكن هذه
المعالم أصال في برنامج السائحين.
1
عبد اإلله أبو عياش وحميد عبد النبي الطائي ،التخطيط السياحي ،مدخل استراتيجي ،األردن ،الوراق للنشر والتوزيع،
،2004ص.12
2
فضيل حضري ،وهيبة بوربعين ،التنمية السياحية في الجزائر ،مجلة علوم اإلنسان والمجتمع ،جامعة تلمسان ،الجزائر،
العدد ،10جوان ،2014ص.141
3
احمد ماهر ،عبد السالم أبو قحف ،تنظيم وإرادة المنشآت السياحية والفندقية ،ط ،2مصر ،المكتب العربي الحديث،1999 ،
ص.17
4
الياس عياش ،الخدمات السياحية والفندقية والتنمية الحضارية في جيجل ،مذكرة ماجستير في علم االجتماع الحضري ،جامعة
منتوري قسنطينة ،2009-2008 ،ص.80
23
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1
عايدة مطفاوي ،المرجع السابق ،ص .169
2
إسماعيل فتيحة ،المرجع السابق ،ص.169
3
عايدة مطفاوي ،المرجع السابق ،ص .169
المادة ،71قانون رقم 25-99المؤرخ في ،1990-11-18المتضمن قانون التوجيه العقاري ،ج ر العدد ،49المؤرخ في 4
18نوفمبر .1990
المادة ، 21قانون ،03-03السابق الذكر ،ص.16 5
المادة 794من األمر 58-75المؤرخ في ،1975-09-26المتضمن القانون المدني ،ج ر عدد ،78المؤرخ بتاريخ 6
رمضان عام ،1395المعدل والمتمم بموجب القانون رقم 10-05المؤرخ في 20جوان ،2005ج ر العدد ،المؤرخ في
،2005-06-26المعدل بموجب القانون 05-07المؤرخ في 2007-05-13ص.132
7
سماعين شامة ،المرجع السابق ،ص.240
المادة 01- 21من القانون 03-03السابق الذكر ،ص.17 8
24
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
فإن الوكالة الوطنية لتنمية السياحة باعتبارها مؤسسة عمومية ذات 1
06من المرسوم التنفيذي رقم 70-98
طابع صناعي وتجاري مكلفة بتنشيط وترقية و تأطير السياحة والتهيئة العمرانية ،هي الجهة المكلفة قانونا
باستعمال حق الشفعة على العقارات السياحية حيث تمارس هذه الوكالة هذا الحق على كل العقارات أو
البناءات المنجزة في إطار القانون رقم 03-03والمتواجدة داخل المناطق التوسع السياحي وتكون موضوع
نقل ملكية إراديا بعوض أو بدون عوض ويتم تحديد كيفية ذلك عن طريق التنظيم.
ثانيا :اإلجراءات المتبعة لممارسة حق الشفعة
حدد هذه اإلجراءات المرسوم التنفيذي رقم 385-06الذي يحدد كيفية ممارسة الوكالة الوطنية لتنمية
السياحة حق الشفعة داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية 2وهي على النحو اآلتي :
-يخول للوكالة ممارسة حق الشفعة على كل عقار مبني أو غير مبني واقع داخل منطقة التوسع
السياحي المحدد ضمن مخطط التهيئة السياحية ،ويكون محل تنازل بمقابل أو دون مقابل.
-يلزم كل من قرر بيع أمالكه بتقديم تصريح للوزير المكلف بالسياحة يحدد شكله بموجب مقرر
من الوزير وهو ما أكدته المادة 28من القانون رقم : 03-03كل بيع أو تأجير األمالك
الخاصة المتواجدة داخل مناطق التوسع السياحي ،يجب أن تكون محل إشعار للو ازرة المكلفة
3
بالسياحة قصد تمكين الوكالة من ممارسة حق الشفعة
-يتم إشعار الوكالة في اجل 15يوم من قبل وزير المكلف بالسياحة قصد السماح لها بممارسة
حقها في الشفعة
-تعد الوكالة دراسة تقنية تبرز فيها الوصف والمحتوى وكذا التقييم والوسائل المالية الضرورية
لألمالك المراد اقتناؤها في اجل ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ إشعارها.
-تمارس الوكالة حقها في الشفعة بواسطة رد مبرر موجه للوزير المكلف بالسياحة وفي حدود
اآلجال الممنوحة لها وتعد متنازلة عن ذلك إذا انقضت تلك اآلجال دون رد منها .
-يقوم الوزير بإعالم مالك العقار في اجل 15يوما من تاريخ انتهاء المهلة الممنوحة للوكالة
لإلفصاح عن ق اررها بشأن ممارسة حق الشفعة.
-في حال عدم رد الوزير المكلف بالسياحة في أجل أربعة أشهر يحق لمالك العقار أو البناء
الشروع في بيع ملكه .
1
المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم ، 70-98المتضمن انشاء الوكالة الوطنية لتنمية السياحة وتحديد قانونها األساسي ج ر
عدد ،11مؤرخ في 01مارس .1998
2
المرسوم التنفيذي رقم 385-06المؤرخ في ،2006-05-28يحدد كيفيات ممارسة الوكالة الوطنية في لتنمية السياحة لحق
الشفعة داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية ،ج ر العدد ،70المؤرخ في .2006-11-05
المادة 28من القانون 03-03السابق الذكر. 3
25
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
-يتم البيع في إطار االتفاق بالتراضي بين الوكالة والمالك ،و إال فإن الجهة القضائية المختصة
1
هي من يؤول إليها تحديد ثمن اقتناء الملكية محل حق الشفعة
الفرع الثاني :عن طريق اتفاق ودي
نصت المادة 01-22من القانون 03-03على أنه " :يمكن اقتناء العقار السياحي القابل للبناء
لدى الخواص طبقا التفاق ودي بين الطرفين 2بمعنى انه يتم بين الوكالة الوطنية لتنمية السياحة ومالك العقار،
3
اتفاق يخضع إلدارة الطرفين وتحكمه إجراءات نقل الملكية العقارية.
كما أن األراضي التابعة لألمالك الوطنية الخاصة الواقعة داخل مناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية
والضرورية إلنجاز البرامج االستثمارية المحددة في مخطط التهيئة السياحية تباع للوكالة الوطنية وفقا لالتفاق
4
الودي.
الفرع الثالث :عن طريق نزع الملكية للمنفعة العامة
جعل المشرع الجزائري نزع الملكية من اجل المنفعة العمومية طريقة استثنائية الكتساب األراضي
المتواجدة داخل مناطق التوسع السياحي الموجهة لالستثمار 5وهذه الطريقة أو اآللية تعتمدها الدولة في سبيل
تكوين رصيد عقاري يمكنها من القيام بمختلف النشاطات والمشاريع االستثمارية هذا من جهة ،ومن جهة
6
أخرى محاربة المضاربات العقارية.
وبالرغم من أن حق الملكية مقدسة ومصونة ومكرسة في مختلف الصكوك المتابعة لحقوق اإلنسان
والدساتير الحديثة وتأكيدها على ضرورة احترامه 7إال انه وباعتباره حقا ليس مطلقا قد تضطر الدولة أو
إحدى هيئاتها العامة ،المساس به ،ولكن يجب أن يتم ذلك تحت ضرورة تلبية للحاجيات االقتصادية
واالجتماعية المختلفة التي لها عالقة بتحقيق المنفعة العمومية كشرط أساسي للجوء إلى نزع الملكية.
ومن اجل اإلحاطة بهذا اإلجراء يتوجب علينا التطرق إلى مفهوم نزع الملكية (أوال) ثم سنعرض أهم
الضمانات اإلدارية لنزع الملكية من اجل المنفعة العمومية (ثانيا) باإلضافة إلى نطاق نزع الملكية للمنفعة
العامة (ثالثا)
1
المرسوم التنفيذي رقم ،385-06السابق الذكر.
المادة 01-22من القانون ،03-03المرجع السابق الذكر ،ص.17 2
3
عايدة مصطفاوي ،المرجع السابق ،ص.171
4
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق ،ص.228
ياسين لعميري ،توفير دمج العقار السياحي في مجال االستثمار بين االليات القانونية والواقع ،المجلة الجزائرية للحقوق 5
كما يرى آخرون أن نزع الملكية للمنفعة العامة يعتبر وسيلة إللحاق أموال خاصة في دائرة الملكية
العامة .6وكذلك تعريف الدكتور محمد أنس قاسم جعفر الذي جاء فيه ":نزع الملكية للمنفعة العامة ليس إال
7
إجراء من شأنه حرمان مالك عقار معين من ملكه جب ار لتخصيصه للمنفعة العامة مقابل تعويض عادل".
من خالل هذه التعاريف تبين لنا أن نزع الملكية للمنفعة العامة هي مساس بحق خاص لتحقيق منفعة عامة.
1
سليمان محمد الطماوي ،المرجع السابق ،ص.270
فؤاد العطار :القانون اإلداري ،دار النهضة العربية ،ط ،3القاهرة ،1976 ،ص.558 2
3
سليمان محمد الطماوي :المرجع السابق ،ص.270
4
المرجع نفسه ،ص.649
5
Haroun mahdi. Le régime des investissement en Algérie a la lumière des convention franco-
algérienne. LITEC paris, 2008. P21.
محمد فاروق عبد المجيد ،التطور المعاصر لنظرية األموال العامة في نطاق القانون الجزائري ،دراسة مقارنة ،ديوان 6
3
فتيحة باسماعيل ،المرجع السابق ،ص.33
المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم ،186-93المؤرخ في 1993-07-27يحدد كيفيات تطبيق كيفيات تطبيق القانون 4
1
فتيحة باسماعيل المرجع السابق ،ص.34
2
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق ص.231
3
فتيحة باسماعيل المرجع السابق ،ص.34
4
ياسين لعميري ،المرجع السابق .ص.231
5
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق ص.231
المادة 22من القانون رقم 01-16المؤرخ في ،2016-03-06الجريدة الرسمية العدد 14الصادرة بتاريخ -03-07 6
2016
29
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
للمنفعة العامة مع احترام كافة اإلجراءات المتبعة في هذا الشأن ،1فقد أقر المشرع الجزائري في
نص المادة 64من دستور 2016بضمانة حق الملكية الخاصة ،وهذا ما يؤكد االهتمام الذي
يقدمه لها رغم أن مصطلح مضمونة جاءت واسعة وليست مطلقة ،وهذا ما يجعل لإلدارة العامة
نزع الملكية تحت غطاء المنفعة العامة .2وكذلك من خالل المادة 157من الدستور التي
نصت على الصالحيات الممنوحة للقضاء من أجل حماية المجتمع والحفاظ على الحقوق
3
األساسية ،يكون قد قرر الحماية لحق الملكية الخاصة.
-اإلطار التشريعي :للدولة وهيئاتها اإلدارية الحق في نزع الملكية للمنفعة العمومية وقد تقرر ذلك
من خالل النصوص التشريعية كاآلتي:
في القانون المدني :نصت المادة 667فقرة 01من القانون المدني الجزائري على " :ال يجوز
حرمان أحد من ملكيته إال في األحوال والشروط المنصوص عليها في القانون ،غير أنه لإلدارة
الحق في نزع جميع الملكية العقارية أو بعضها أو نزع بعض الحقوق العينية العقارية مقابل
4
تعويض".
ومن نص المادة يتضح لنا أن الملكية الخاصة مكفولة قانونا وال يمكن االعتداء عليها إال من خالل
5
إجراءات وضوابط ينص عليها القانون.
6
في قانون نزع الملكية :على اإلدارة إتباعها في سبيل إجراء عملية نزع الملكية ونظمها بدقة.
في قانون التوجيه العقاري :من خالل نص المادة 72من القانون 25-90المتضمن التوجيه
العقاري تم التأكيد على حق المالك المنزوع ملكيته في الحصول على تعويض قبلي وعادل
ومنصف ،وذلك إما في شكل تعويض نقدي أو في شكل عقار مماثل للملكية المنزوعة إن أمكن
7
ذلك.
ب -التعويض عن نزع الملكية:
يترتب عن هذا اإلجراء وما يشابهه ،الحق في التعويض ،وهو معترف به في القانون الدولي وأكدته
العديد من التوصيات الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية ،ويجد لها أساس له في واعد الحماية التي
يستفيد منها المستثمر األجنبي ،لذلك فإن عدم االلتزام بالتعويض مقابل ما لحق المستثمر األجنبي من
1
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق ،ص.231
المادة 64من القانون رقم 01-16السابق الذكر. 2
4
المادة 01-667من األمر 58-75السابق الذكر.
5
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق ،ص.232
المرسوم التنفيذي رقم 186-93المتضمن للقانون 11-91السابق الذكر. 6
30
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
أضرار يجعل تصرفات الدولة التي تمس بحق الملكية غير مشروعة ومخالفة للقانون كما يترتب عنها
1
مسؤولية دولية للدولة المضيفة.
وهذا اإلجراء يشكل أهم الضمانات المكفولة للملكية الخاصة ،وتمثل مقابل نظير االعتداء على حق الملكية،
وقد تكفل القانون 11-91بوضع القواعد التي تحدد مدى توافر الضرر وعناصر تقدير التعويض.
وإجراءات تحديد التعويض ودفعه ،إال أن المالحظ فيها هو طول مدتها وخصوصا في حالة رفع النزاع أمام
2
القضاء.
ثالثا :نطاق نزع الملكية للمنفعة العامة
لقد أشرنا سابقا أن العقار السياحي يتكون من ثالث أصناف ،العقارات التابعة لألمالك الوطنية
العمومية وتلك التابعة ألمالك األشخاص المعنوية العامة وكذلك األمالك التابعة للخواص.
فإن األمالك الوطنية العامة ال تسري عليها إجراءات نزع الملكية بحكم الحماية القانونية التي تشملها والتي
تجعل منها أمواال غير قابلة للتصرف فيها ،أما األمالك العقارية التابعة لألشخاص المعنوية يمكن نزع
3
ملكيته ولكن ليس من قبل نفس الهيئة التي ينتمي إليها.
وكذلك الحال بالنسبة لألمالك التابعة للخواص ،فهي بدورها قابلة لنزع الملكية بغض النظر عن
صفة مالكيها خواص طبيعيين أو معنويين ومهما كانت وضعيتهم القانونية ،فيشمل هذا اإلجراء كل من
أمالك القصر والمحجوز عليهم ،أمالك عديمي األهلية واألمالك الوقفية ،أمالك الغائبين واألمالك
الموضوعة تحت الحراسة القضائية وكذا أمالك األجانب ،وهذا نظ ار لطبيعة إجراء نزع الملكية كطريق جبري
4
واستثنائي ويسقط من كل هذا أمالك الدول األجنبية لصيغتها الدبلوماسية.
1
تقار مختار ،مصطفى عبد النبي ،المرجع السابق ص.232
القانون رقم ،11-91السابق الذكر. 2
المادة 689من القانون المدني الجزائري على أنه" :ال يجوز التصرف في أموال الدولة أو حجزها أو تملكها بالتقادم. 3
31
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1
لعميري ياسين ،المرجع السابق ،ص.237
2
بوجردة مخلوف ،العقار الصناعي ،الطبعة الثانية ،دار هومة للنشر والتوزيع ،بوزريعة ،الجزائر ،2006 ،ص.69
32
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
ونظ ار لتزايد الوعي المدني ودور الدولة ،يعتبر عقد االمتياز اإلداري وسيلة لمنح المرافق العامة لتحقيق
خدماتها العامة وتحسين أدائها ،فهو يعتبر من عقود إدارة المرافق العامة .أطلق عليها المشرع الفرنسي في
أواخر القرن العشرين عقود تفويض المرفق العام ،ارتبط ظهوره بتطور وظيفة الدولة وتوسعها األمر الذي
1
فرض على الدولة التنازل عن تسيير هذه المرافق ألشخاص القانون الخاص.
الفرع الثاني :عقد إعادة البيع( .التنازل سابقا)
عقد التنازل هو عقد بين المستثمر واإلدارة التي تملك العقار سواء كان سياحيا أو صناعيا أو فالحيا
أي مهما كانت طبيعته ،تقوم هذه األخيرة بتحويل العقار إلى المستثمر بغرض االستثمار الوطني واألجنبي
وفقا لألنظمة والشروط والقواعد القانونية والتنظيمية ،يشترط عند التنازل عن األوعية العقارية لغرض
االستثمار أن تكون مدرجة ضمن العقار المخصص للدولة والموجه لالستثمار كما يجب أن يكون هذا العقار
2
خاليا من القيود التي تعيق التصرف فيه كالرهن أو أن يكون محل خالف.
وبعد استقراء المادتين 13و 14من األمر 04-08المؤرخ في 1سبتمبر ،2008الذي يحدد شروط
وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية،
نجد أن عقد التنازل يكون بعد االستفادة من حق االمتياز ،عند اكتمال المشرع يتم رهن ملكية البيانات التي
أنجزها المستثمر قس ار بموجب عقد موثق ،فملكية البيانات والحق العيني العقاري الناتج عن حق االمتياز
تكون قابلة للتنازل فور االنجاز الفعلي لمشروع االستثمار والبدء في النشاط بعد المعاينة الفعلية من قبل
الجهة المختصة 3والمشرع الجزائري غير وعدل من شروط وكيفية االستثمار في العقار السياحي من خالل
المادة 10من األمر رقم 11-06المؤرخ في 30أوت 2006الذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز
والتنازل عن األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجه إلنجاز مشاريع استثمارية حيث كان سابقا
يأخذ بعقد االمتياز والتنازل مباشرة وبقوة القانون إذا التزم صاحب االمتياز بشروط العقد وإنجاز المشرع بشكل
4
فعلي ،وذلك بناء على طلب منه خالل السنتين التي تليان إنجاز المشرع.
أما عقد إعادة البيع الحالي :فهو عقد يتم بين الوكالة الوطنية للتنمية السياحية التي تلتزم بنقل ملكية
العقار السياحي إلى المشتري(مستثمر) مقابل ثمن نقدي يدفع مرة واحدة أو بالتقسيط حسب جدول استحقاق
1
خليفي محمد ،المرجع السابق ،ص.121
2
خليفي محمد ،المرجع نفسه ،ص.121
3
المادتين 13و 14من األمر 04-08المؤرخ في 1سبتمبر 2008الذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن
األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجه النجاز مشاريع استثمارية .ج ر العدد.49
4
المادة 10من األمر رقم 11-06المؤرخ في 30اوت 2006الذي يحدد شروط وكيفيات منح االمتياز والتنازل عن
األراضي التابعة لألمالك الخاصة للدولة والموجه النجاز مشاريع استثمارية. ،ج ر العدد.53
33
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
وفقا لما جاء في نص المادة 05من الملحق األول الخاص بدفتر الشروط النموذجي المتعلق ببيع األراضي
1
الواقعة داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية للمرسوم التنفيذي رقم .23-07
فإن وصاية الوزير المكلف بالسياحة أن تقوم بإعادة بيع العقارات السياحية التي اقتناها شرط قيامها
بتهيئتها طبقا لمخطط التهيئة السياحية ،على أن يلتزم المشتري ألجل االستثمار بدفتر الشروط في استغالله
وإنجازه لمشروعه االستثماري السياحي ،وإال يغير من الوجهة أو الطبيعة السياحية للعقار وإال جاز فسخ العقد
2
طبقا للمادة 27من نفس القانون.
الفرع الثالث :عقد اإليجار
لقد نصت المادة 18من القانون 03-03المتعلق بمناطق التوسع والمواقع السياحية على عقد
اإليجار باعتبار طريقة من الطرق المعتمدة عليها في استغالل العقار السياحي إال أنها لم تبين األحكام
القانونية التي تنظمه بنصها" :تسند مهمة اقتناء وتهيئة وترقية وإعادة بيع أو تأجير األراضي للمستثمرين
داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية المعدة إلنجاز المنشآت السياحية ،إلى الوكالة الوطنية السياحية ".3
ولكن بما أن الوكالة الوطنية لتنمية السياحة في تعاملها مع غير الدولة تعتبر تاجرة وفقا لما ورد في نص
المادة األولى من القانون المتعلق بتأسيسها معنى ذلك أنها تخضع في عالقتها مع الغير للقانون الخاص
4
ومن ثم تطبق القواعد العامة التي تنظم عقد اإليجار في القانون المدني.
المطلب الثاني :الحماية القانونية للعقار السياحي
يتمتع العقار السياحي بقدرات سياحية ،ومن أجل المحافظة على هذه األخيرة وخوفا من اختفاء
عوامل الجذب في العقار السياحي ،يجب حمايته من كل أشكال االعتداء التي يمكن أن يتعرض لها أثناء
استعماله أو استغالله وال يمكن ذلك إال بوضع منظومة قانونية لضبط كل ما يقع على العقار السياحي،
المتمثلة في الوسائل القانونية لحمايته فالملكية العقارية ال جدوى من تقريرها إن لم تكن هناك أدوات قانونية
فعالة لتحميها فالملكية الخالية من الحماية يكون لها وجود مادي دون الوجود القانوني مما يتوجب عليها تبيان
الحماية القانونية لها والمتمثلة في الحماية اإلدارية في (الفرع األول) والحماية القضائية (الفرع الثاني)
الفرع األول :الحماية اإلدارية للعقار السياحي
خصص المشرع الجزائري وسائل قانونية من أجل المحافظة على العقار السياحي عبر العمليات
العمرانية برقابة نافذة المفعول الهدف منها حماية إدارية للعقار السياحي .بهذا سوف نتطرق إلى طرحها من
1
المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 23-07المؤرخ في 28يناير 2007المحدد لكيفيات إعادة بيع األراضي الواقعة
داخل مناطق التوسع السياحي أو منح حق امتياز عليهم.
المادتين 25و 27القانون ،03-03السابق الذكر ،ص .17 2
4
انظر المرسوم التنفيذي رقم ،70-98السابق الذكر.
34
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
خالل التخطيط كآلية لحماية العقار السياحي (أوال) ثم نتناول المخططات القطاعية كوسيلة لحماية العقار
السياحي (ثانيا).
أوال :التخطيط كآلية لحماية العقار السياحي
بالرجوع إلى القانون 29-90المتعلق بالتهيئة والتعمير ،المعدل والمتمم ،في مادته األولى منه التي
تنص على " :يهدف هذا القانون إلى تحديد القواعد العامة الرامية إلى تنظيم إنتاج األراضي القابلة للتعمير
وتكوين وتحويل المبنى في إطار التسيير االقتصادي لألراضي والموازنة بين وظيفة السكن والفالحة
والصناعة ،وأيضا وقاية المحيط واألوساط الطبيعية والمناظر والتراث الثقافي والتاريخي على أساس احترام
مبادئ وأهداف سياسية وطنية للتهيئة العمرانية" 1وبهذا سوف نتطرق إلى حماية العقار السياحي بموجب
أدوات التهيئة والتعمير وهذا حسب المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم( )SNATوالمخطط التوجيهي للتهيئة
والتعمير PDAUومخطط شغل األراضيPOS
-1حماية العقار السياحي بموجب المخطط الوطني لتهيئة اإلقليمSNAT:
تعلن الدولة من خالله عن مشروعها اإلقليمي في إطار التنمية المستدامة ،مع ضمان التوازن
الثالثي للعدالة االجتماعية والفعالية االقتصادية والدعم االيكولوجي ،على مستوى مجمل مناطق البالد بالنسبة
لعشرين سنة القادمة ،2غير أنه لم يورد له المشرع تعريفا محددا بل اكتفى بذكر أهدافه في القانون رقم -01
3
20المتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة.
حسب نص المادة 07من القانون ،20-01المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة ،اعتبرت
المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم أداة من أدوات تهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة .وأضافت المادة 08من نفس
القانون بأن المخطط الوطني للتهيئة اإلقليم يشكل اإلطار المرجعي لعمل السلطات العمومية حيث يحد
الفضاءات واألقاليم كما أضافت المادة 09من نفس القانون بأن المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم يرمي إلى
ضمان االستغالل العقالني للفضاء الوطني وتثمين الموارد الطبيعية واستغاللها العقالني وحماية التراث
االيكولوجي والوطني وتنميته وحماية التراث التاريخي والثقافي وترميمه وتثمينه ،4منا يتجلى لنا أن المخطط
الوطني لتهيئة اإلقليم يعد حماية للعقار السياحي.
وعليه فإن المخطط يهدف إلى:
• ضمان إقليم مستدام.
• خلق حركية إعادة التوازن اإلقليمي.
2
هشام بن خليف ،المرجع السابق ،ص.51
3
فتيحة بسماعيل ،المرجع السابق ،ص.47
المادة 07و 08و 09من القانون رقم 20-01المؤرخ في ،2001-12-12المتعلق بتهيئة االقليم وتنميته المستدامة .ج 4
1
و ازرة تهيئة االقليم البيئة والسياحة :المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية الكتاب األول تشخيص وفحص السياحة الجزائرية،
.2008ص.09
المادة 18-16من القانون رقم 29-90السابق الذكر 2
36
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
مباشرة وهذا ألجل الوصول إلى حماية فعالة ومجدية للعقار السياحي ،1ومن أجل تنفيذ المخطط الوطني
للتهيئة اإلقليم أسس المشرع الجزائري بموجب المادة 22من القانون رقم 20-01المتعلق بتهيئة اإلقليم
وتنميته المستدامة مخططات توجيهية خاصة البنى التحتية الكبرى والخدمات الجماعية ذات المصلحة
الوطنية وهي األدوات المفضلة لتطوير اإلقليم الوطني والتنمية المنسجمة لمناطقه ،وأوردت المادة مجموعة
من المخططات التوجيهية لكل القطاعات ،2وعليه نذكر المخططات القطاعية للتهيئة السياحية:
-1المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية:
يهدف إلى تحديد كيفيات تطوير األنشطة السياحية ومنشآتها األساسية مع مراعاة واجبات االستغالل العقالني
للمناطق السياحية ،وخصوصيات المناطق وإمكاناتها ،االحتياجات االجتماعية والثقافية واالقتصادية ،وكذا
واجبات االستغالل العقالني والمنسق للمناطق الفضاءات السياحية ،وبهذه الصفة فهو يحدد قواعد المحافظة
على المواقع ومناطق التوسع السياحي ،وأيضا يحدد شروط توطين المشاريع السياحية وكيفيات التجهيزات
وخصائصها ،وطريقة استغالل المواقع من خالل تحديد دفاتر شروط وهذا حسب نص المادة 38من القانون
3
رقم 20 -01المذكور أعاله.
وإن تهيئة العقار السياحي تتم وفق مواصفات مخطط التهيئة السياحية التي تعده اإلدارة المكلفة بالسياحة في
إطار تشاوري ومصادق عليه عن طريق التنظيم ،وهو ما أقرته المادة 12من القانون رقم 30-30المتعلق
4
بمناطق التوسع والمواقع السياحية.
وحسب المادة 14من القانون 03-30المتعلق بمناطق التوسع والمواقع السياحية فان مخطط التهيئة
السياحية يشتمل على:
• حماية المجال الطبيعي والمعالم الثقافية التي يشكل الحفاظ عليها عامال أساسيا للجذب السياحي.
• انجاز استثمارات على أساس أهداف محددة ،من شأنها إحداث تنمية متعددة األشكال للمنتجات التي
تزخر بها مناطق التوسع والمناطق السياحية.
• يأخذ مخطط التهيئة بعين االعتبار على وجه الخصوص خصوصيات ومنتجات المناطق والحاجات
االقتصادية واالجتماعية والثقافية وااللتزامات الخاصة باالستغالل العقالني والمنسجم للمناطق
الفضاءات السياحية.
حيث يهدف مخطط التهيئة السياحية حسب ما جاء في المادة 15من القانون رقم 03-03المذكور أعاله
إلى تحديد كل من المناطق القابلة للتعمير والبناء والمناطق التي يجب حمايتها وبرامج النشاطات المرجح
انجازها ،وكذا الوظائف المتطابقة واالستثمارات المتناسبة ،ويحدد أيضا التهيئات البنيوية المرجح انجازها
1
حميد محديد ،المرجع السابق ،ص .302
المادة 22من القانون رقم ،20-01السابق الذكر. 2
37
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
وإعداد التجزئة المخصصة للمشاريع المراد تحقيقها عندما تقتضي الضرورة لذلك ،كما يتضمن مخطط التهيئة
السياحية:
2
المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 114-09يحدد شروط إعداد مخطط تهيئة الشاطئ ومحتواه ،وكيفيات تنفيذه المؤرخ في
.2009-04-07
3حميد محديد ،المرجع السابق ،ص.303
مادة 25من القانون رقم ،20-01السابق الذكر. 4
38
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
األثرية واستصالحها يحدد القواعد واالرتفاقات المطبقة على الموقع األثري والمنطقة المحمية التابعة له في
1
إطار احترام إحكام المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير.
وإضافة المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 323-03المذكور أعاله بأنه عندما تكون المنطقة المحمية
التابعة للموقع األثري مشمولة على مخطط شغل األراضي يجب أن يحترم هذا األخير التعليمات التي يمليها
2
عليه مخطط شغل حماية المواقع األثرية واستصالحها بالنسبة لهذه المنطقة.
5المخطط الدائم لحفظ استصالح القطاعات المحفوظة:
بمقتضى نص المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 324-03المؤرخ في 2003 -10-05المتضمن
كيفيات إعداد المخطط الدائم لحفظ واستصالح القطاعات المحفوظة على أنه في إطار احترام األحكام
المتعلقة بالمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يحدد المخطط الدائم لحفظ واستصالح القطاعات المحفوظة
بالنسبة للمجموعات العقارية الحضارية أو الريفية المنشأة في شكل قطاعات محفوظة القواعد العامة التي
يجب إن تتضمن اإلشارة إلى العقارات التي تكون محل هدم أو تعديل أو التي فرض عليها الهدم أو التعديل،
كما يحدد الشروط المعمارية التي على أساسها المحافظة على العقارات واإلطار الحضري و ينص المخطط
الدائم لحفظ واستصالح القطاعات المحفوظة على إجراءات خاصة للحماية السيما المتعلقة بالممتلكات
الثقافية العقارية المسجلة في قائمة الجرد اإلضافي أو في انتظار التصنيف أو المصنفة الموجودة داخل
3
القطاع المحفوظ.
6مخطط تسيير المجاالت المحمية
بمقتضى المواد 34و 35و 36من القانون رقم 2 -11المتعلق بالمجاالت المحمية في إطار
التنمية المستدامة ،فانه يعود تسيير المجاالت المحمية المؤسسة التي أنشئت بمبادرة من السلطة التي قامت
بإجراء تصنيف المجال المحمي المعني وفقا للكيفيات المحددة بموجب التشريع والتنظيم المعمول بها كما
ينشأ لكل مجال محمي مخطط توجيهي يحدد التوجيهات واألهداف المنتظرة على المدى البعيد وتحدد كيفية
إعداد المخطط التوجيهي والموافقة عليه ومراجعته عن طريق التنظيم ،كما ينشئ مخطط تسيير يحدد
4
توجيهات حماية المجال المحمي وتنميته المستدامة كما يحدد الوسائل الالزمة لتنفيذه.
الفرع الثاني :الحماية القضائية للعقار السياحي
1
المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 32-03المؤرخ في ،2003-10-05المتضمن كيفيات إعداد مخطط حماية المواقع
األثرية والمناطق المحمية التابعة لها واستصالحها ،ج ر العدد .60المؤرخ في .2003-10-08ص.14
2
المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 324-03المرجع نفسه ،ص.14
3
المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 324-03المؤرخ في ،2003-10-05المتضمن كيفيات إعداد المخطط الدائم لحفظ
واستصالح القطاعات المحفوظة ،ج ر العدد ،60المؤرخ في 2003-10-08المعدل والمتمم ،ص.18
المواد 34و 35و 36من القانون رقم 02-11المؤرخ في ،2011-02-17ال متعلق بالمجاالت المحمية في لطار التنمية 4
سنتطرق إلى الضبط القضائي كوسيلة ردعية حمائية أقرها المشرع الجزائري لحماية مكونات العقار السياحي
(أوال) ،والتعرض إلى العقوبات المترتبة على األفعال المرتكبة على العقار السياحي(ثانيا).
أوال :الضبط القضائي الخاص بالعقار السياحي
من خالل النصوص القانونية المتعلقة بالضبط القضائي في مجال العقار السياحي والمتمثل في ضبط
المخالفات بعد وقوعها ،والبحث عن مرتكبيها ،وفرض عقوبات عليهم ،وعلى هذا األساس سنتطرق في هذا
المجال إلى المخالفات الماسة بالعقار السياحي أوال واألجهزة المكلفة بالبحث عنها ثانيا.
1المخالفات الماسة بالعقار السياحي:
وفقا لما قد جاء في النصوص القانونية المنظمة للعقار السياحي ،يمكننا إحصاء بعض المخالفات التي
تقع على العقار السياحي والواردة في المادتين 30و 38من القانون 03-03المتعلق بمناطق التوسع
السياحي والمواقع السياحية 1والمادة 48من القانون رقم 01-90المحدد للقواعد المتعلقة بالفندقة 2والمادة
94من القانون 04-98المتعلق بحماية التراث الثقافي 3وتتمثل في:
• الشغل الالمشروع لألراضي والبناءات غير المرخصة قانونيا.
• عدم احترام مواصفات مخطط التهيئة السياحية ودفتر الشروط.
• عدم استعمال مناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية طبقا لطابعها.
• عدم احترام مختلف وثائق البناء والتعمير المصادق عليها من قبل السلطة المختصة.
• رفض تزويد األعوان المذكورين في المادة 33من القانون 03-03المذكور أعاله ،بالمعلومات أو
منعهم من القيام بالرقابة أو إجراء التحريات المنصوص عليها في هذا القانون ونصوصه التطبيقية.
• التصريحات الكاذبة عن تنفيذ اإلجراءات المتعلقة بالميراث أو بالشراء أو منح الرخص.
• تحويل العقار السياحي أو المرافق المبنية طبقا لمخطط التهيئة السياحية عن طبيعتها السياحية.
• مخالفة المؤسسات الفندقية لقواعد البناء والتهيئة.
• إجراء األبحاث األثرية دون ترخيص من الوزير المكلف بالثقافة.
• عدم التصريح بالمكتشفات الفجائية.
• عدم التصريح باألشياء المكتشفة أثناء األبحاث األثرية المرخص بها وعدم تسليمها للدولة.
2األجهزة المكلفة بالبحث عن المخالفات الماسة بالعقار السياحي:
وفقا لما قد جاء في نص المادة 33من القانون رقم 03-03المتعلق بمناطق التوسع والمواقع
السياحية والتي تؤهل فيها لبحث ومعاينة المخالفات إلحكام هذا القانون أعوان وضباط ومفتشين كل من:
المادتين 30و 31من القانون رقم ،03-03السابق الذكر ،ص ص.19-18 1
المادة 48من القانون رقم 01-99المؤرخ في 1999-01-06يحدد القواعد المتعلقة بالفندقة ج ر العدد 02المؤرخ في 2
،1999-01-10ص.07
مادة 94من القانون رقم ،03-03السابق الذكر ،ص.19 ،18 3
40
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
41
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1
فتيحة إسماعيل ،المرجع السابق ،ص.54
المواد 72و 73و 74و 75و 77من القانون رقم ،01-99السابق الذكر ،ص.10 2
3
لمادة 27من األمر 03-03السابق الذكر ،ص.17
42
اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
كما تضمنت المادة 12من األمر 04-08المحدد لشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة
لألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية المعدل والمتمم إذ يترتب على المستفيد من
االمتياز على اإلخالل بااللتزامات التي يتضمنها دفتر الشروط ،اتخاذ إجراءات من أجل إسقاط حق االمتياز
لدى الجهات القضائية المختصة بمبادرة من مدير أمالك الدولة المختص إقليميا .1
3العقوبات الجزائية المقررة لحماية العقار السياحي:
بالنسبة إلى القانون رقم 04-98المتعلق بحماية التراث في مادته 93منه نجد أنه يعاقب كل من
يعرقل عمل األعوان المكلفين بحماية الممتلكات الثقافية أو يجعلهم في وضع يتعذر عليهم فيه أداء مهامهم
2
وفقا لقانون العقوبات.
وفي القانون رقم 03-03المتعلق بمناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية في المادة 45منه،
نجد أنه قد أقر عقوبات جزائية لحماية العقار السياحي ،حيث يعاقب بالحبس من ستة ( )06أشهر إلى
سنتين ( )02وبغرامة مالية تتراوح مابين مائتي ألف دينار ( 200.000دج) إلى مليون دينار (1000.000
3
دج) أو بإحدى هاتين العقوبتين ،وفي حالة العودة تتضاعف العقوبة.
كما أقر المشرع الجزائري عقوبات جزائية في كل تشريع له صلة بمكونات العقار السياحي كالقانون رقم - 11
02المتعلق بحماية المجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة في المادة 41منه ،4باإلضافة إلى قانون
رقم 15-08يحدد قواعد مطابقة المباني وإتمام إنجازها المعدل و المتمم في المادتين 17-16فقد أقر
المشرع عقوبة جزائية تتمثل في الهدم بعد معاينة األعوان المؤهلين قانونا للبنايات المتواجدة بالمواقع والمناطق
المحمية المنصوص عليها في التشريع المتعلق بمناطق المعالم التاريخية واألثرية ومناطق التوسع والمواقع
5
السياحية ويحرر محضر وتباشر عملية الهدم على عاتق المخالف.
1
المادة 12من األمر 04-08السابق الذكر ،ص.05
المادة 93من القانون رقم ،04-98السابق الذكر ،ص.18 2
المواد 16و 17من القانون رقم 15-08المؤرخ في ،2008-07-20يحدد قواعد مطابقة المباني وإتمام انجازها ،المعدل 5
44
ب
الف ـصـل الباي:
ح ل ل ق يب
ل مار ي ا عقار ا سبا ىس الباب ا أ
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
تمهيد:
يرتبط االستثمار في العقار السياحي بإجراءات مختلفة غايتها تنظيم عملية استغالل العقارات الموجهة
لالستثمار ضمانا لحسن استغاللها ،وهذا من أجل تحقيق تنويع في مصادر الدخل والقضاء على التبعية
للمحروقات التي طالما عانى من تبعات اضطرابها االقتصاد الوطني وعليه فقد جاء هذا الفصل ببيان
مختلف اإلجراءات القانونية التي يمر بها منح قرار االستثمار في العقار السياحي ،حيث يخصص (المبحث
األول) دراسة تهيئة وتسيير العقار السياحي ،في حين يخصص (المبحث الثاني) آليات االستثمار في العقار
السياحي ،أما (المبحث الثالث) فيخصص لدراسة معيقات االستثمار السياحي في العقار السياحي وكذا
المنازعات المرتبطة به.
نظ ار ألهمية القطاع السياحي في االقتصاد الوطني ودوره البالغ في تحقيق التنمية للبالد .ينبغي تحديد
وتهيئة مناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية وإعطائها طابع المنفعة العامة دون االعتداء على الملكية
الخاصة ،وهذا بالتماشي مع التشريعات المتعلقة بحماية البيئة والساحل والتراث الثقافي ،ويندرج هذا ضمن
المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم 1حيث نص القانون رقم 20-01المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة
على عدة مخططات قطاعية من بينها المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ،وهو ما حددته المادة 38منه:
"يحدد المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية كيفيات تطوير األنشطة السياحية ومنشأتها األساسية مع مراعاة:
وبهذه الصفة يحدد قواعد المحافظة على المواقع ومناطق التوسع السياحي وشروطها.
كما يحدد شروط توطين المشاريع السياحية وكيفياته ،وأصناف التجهيزات وخصائصها وطريقة
2
استغالل المواقع من خالل تحديد دفاتر الشروط" .
وهو بهذا يشكل اإلطار االستراتيجي المرجعي للسياسة السياحية في الجزائر ،كما يعتبر أحد مكونات
3
المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم.
لقد أصبحت المفاهيم الجدي دة لمناطق التوسع والمواقع السياحية قائمة على حماية وتهيئة المناطق من
خالل احترام المعايير البيئية ،التي يجب مراعاتها من خالل األخذ بعين االعتبار الجانب اإليكولوجي والتنوع
البيولوجي والبيئي في كل عملية تهيئة عن طريق خلق المساحات الخضراء وذلك من أجل جلب السياح،
ولذلك فمن الضروري إعداد دراسات التهيئة الخاصة بتحديد مناطق التوسع السياحي (الفرع األول) قبل إدراج
1
هذه األخيرة عن طريق مرسوم تنفيذي (الفرع الثاني).
ويتم إعداد دراسات التهيئة السياحية من خالل تعيين أجزاء من المناطق الوطنية كمناطق توسع
سياحي ومواقع سياحية للحماية والمحافظة على الخصائص السياحة لها ،ويرتكز تحديد هذه المناطق
واإلعالن عنها بناء على نتائج دراسات التهيئة السياحية ،2وبالرجوع إلى القانون رقم 03/03المتعلق بمناطق
التوسع والمواقع السياحية في فصله الثاني بعنوان حماية و تهيئة و تسيير مناطق التوسع و المواقع السياحية
من القسم األول حماية مناطق التوسع والمواقع السياحية وبالتحديد المادة 08منه التي تنص على ":قصد
الحماية والحفاظ على طابعها السياحي ،يمكن تحديد أجزاء من اإلقليم الوطني كمناطق توسع ومواقع سياحية.
يمكن أن تمتد المنطقة المحددة والمصرح بها إلى الملك العمومي البحري.
3
يرتكز تحديد منطقة التوسع والمواقع السياحية والتصريح بها على نتائج دراسات التهيئة السياحية".
فإن المشرع الجزائري لم يحدد الجهة المختصة بإعداد دراسات التهيئة السياحية 4ولكن بالرجوع إلى
المرسوم التنفيذي رقم 70-98المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لتنمية السياحة نجده ينص في المادة 04
منه ":تتكلف الوكالة بتنشيط وترقية وتأطير النشاطات السياحية في إطار السياسة الوطنية لتطوير السياحة
5
والتهيئة العمرانية"...
وطبقا للمادة 02من د فتر الشروط المذكور أعاله ":تكلف الوكالة ،في إطار أعمالها على الخصوص
بما يأتي:
ثم ترسل نتائج هذه الدراسات إلى وزير التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة الذي يعد تقري ار بذلك ليتم
3
تحديد مناطق التوسع السياحي.
الفرع الثاني :صدور المرسوم التنفيذي المحدد لمناطق التوسع والمواقع السياحية
بحسب تقرير وزير التهيئة العمرانية والبيئة السياحية ،يصدر مرسوم تنفيذي لتحديد مناطق التوسع
والمواقع السياحية ،وأول مرسوم حدد هذه األخيرة هو المرسوم رقم 232-88المؤرخ في 1988/11/05
والمتضمن اإلعالن عن مناطق التوسع السياحي ،هذا األخير يعتبر بمثابة مرجع دقيق لهذه المناطق ،وحدد
هذا المرسوم 176منطقة التوسع السياحي على مستوى 26والية موزعة على اإلقليم الوطني،4ثم عدل أكثر
1المادة 01من الملحق المتضمن دفتر الشروط لتبعات الخدمة العمومية للوكالة الوطنية لتنمية السياحة ،بموجب القانون رقم
،70/98السابق الذكر ،ص.35
2المادة 02من الملحق المتضمن دفتر الشروط لتبعات الخدمة العمومية للوكالة الوطنية لتنمية السياحة ،الصادر بموجب
المرسوم التنفيذي رقم ،70/98السابق الذكر ،ص.35
3عايدة مصطفاوي ،المرجع السابق ،ص.153
4المرسوم رقم 232/88المؤرخ في .1988/11/05المتضمن اإلعالن عن مناطق التوسع السياحي ج ر العدد ،51المؤرخ
في 1988/12/14المعدل والمتمم.
48
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
من مرة بإضافة مناطق توسع جديدة أو تعديل مناطق محددة سابقا 1ليصدر في الختام المرسوم التنفيذي-16
2
01المؤرخ في 2016/01/03ليكون آخر تعديل للمرسوم التنفيذي رقم 232/88المذكور أعاله.
ويتم تحديد وانتقاء مناطق التوسع والمواقع السياحية لعدة معايير أساسية نذكر منها:
ويكون هذا التحديد وفقا لنتائج دراسات التهيئة السياحية 4وقد نصت المادة 10من القانون رقم -03
03المذكور سلفا أنه " :تصنف مناطق التوسع والمواقع السياحية كمناطق سياحية محمية وبهذه الصفة،
تخضع إلى إجراءات الخاصة اآلتية:
• شغل واستغالل األراضي الموجودة داخل هذه المناطق والمواقع في ظل احترام قواعد التهيئة
والتعمير.
• الحفاظ على مناطق التوسع والمواقع السياحية من كل أشكال تلوث البيئة وتدهور الموارد
الطبيعية والثقافية.
• اشتراك المواطنين في حماية التراث والمساحات السياحية.
5
• منع ممارسة كل نشاط غير مالئم مع النشاط السياحي".
تجسيدا لألهداف الواردة في القانون 03-03وأهمها تعزيز االستثمار والتعاون في مجال السياحة
والرقابة على حماية الممتلكات السياحية وتطويرها وإدارتها ،بكونها تشكل عامال رئيسيا في نجاح سياسة
االستثمار في الجزائر كأداة وفق تعليمات المخطط الوطني للتهيئة السياحية تؤدي إلى تبيان إدارة الدولة على
التركيز في منح البالد القدرات الطبيعية والثقافية والتاريخية ألنه يمنح البالد بكاملها وكل جزء منها،
طبقا لنص المادة 18من القانون رقم 03-03المذكور أعاله والتي تنص على ":تسند مهمة اقتناء
وتهيئة وترقية وإعادة بيع أو تأجير األراضي للمستثمرين داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية ،المعدة
1
إلنجاز المنشئات السياحية الى الوكالة الوطنية لتنمية السياحة".
من خالل نص هذه المادة يتضح لنا أن الوكالة الوطنية لتنمية السياحة هي الهيئة المكلفة بتهيئة وتسيير
مناطق التوسع السياحي وسنتناول في هذا الفرع تعريف هذه الوكالة (أوال) والتطرق إلى مهامها (ثانيا)
تم إنشاء وتعريف الوكالة الوطنية لتنمية السياحة بموجب المرسوم التنفيذي رقم 70-98وهذا استنادا
لنص المادة األولى منه ":تنشأ مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع بالشخصية المعنوية
واالستقالل المالي ،تسمى ":الوكالة الوطنية لتنمية السياحة ،وتدعى في صلب النص الوكالة".
2
تخضع الوكالة للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير"
واستقراء لنص هذه المادة فإن الوكالة الوطنية للتنمية السياحية تعتبر تهيئة ذات طبيعة صناعية
وتجارية تتمتع بالشخصية المعنوية ،وهي تحت وصاية الوزير ،المكلف بالسياحة ،3طبقا لنص المادة 02من
4
نفس المرسوم ":توضح الوكالة تحت تصرف وصاية الوزير المكلف بالسياحة"...
من خالل استقرائنا للمواد من 04إلى 09من المرسوم التنفيذي رقم ،70-98يتبين لنا أن مهام
الوكالة الوطنية لتنمية السياحة تتمثل فيما يلي:
• تسهر الوكالة على الحماية والحفاظ على مناطق ومواقع التوسع السياحي.
• ترقية وترويج مناطق ومواقع التوسع السياحي.
• اقتناء العقارات الضرورية إلنشاء الهياكل السياحية وملحقاتها.
1
المواد 04و05و 06و 07و 08و 09من المرسوم التنفيذي رقم ،70-98السابق الذكر ،ص ص32.31 .
2المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم 86/07المؤرخ في ، 2007/03/11يحدد كيفيات إعداد مخطط التهيئة السياحية
لمناطق التوسع والمواقع السياحية ،ج ر ،العدد ،17المؤرخ في ،2007/03/14ص11
51
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
أوال :تعريف مخطط التهيئة السياحية
عرفت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 86-07مخطط التهيئة السياحية ":يقصد في مفهوم هذا
المرسوم بمخطط التهيئة السياحية ،مجموع القواعد العامة والخاصة بتهيئة واستعمال منطقة توسع سياحية
والمواصفات الخاصة بالتعمير والبناء وكذا اإلرتفاقات المطبقة فيما يخص استعمال وحماية األمالك
1
والعقارات المبنية حسب الطابع السياحي للموقع.
ويتكفل هذا المخطط السيما بمواصفات التشريع المعمول به في مجال حماية الساحل والجبل والتهيئة
المستدامة لإلقليم وتزود بمخطط التهيئة السياحية لمناطق التوسع والمواقع السياحية المحددة والمصرح بها
2
والمصنفة دون سواها وهو ما نصب عليه المادة 03من نفس المرسوم
استقراء للمادتين 14و 15من القانون رقم ،03-03فإن أهداف مخطط التهيئة السياحية تتمثل في:
بحسب نصوص المواد المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم 86-07المذكور سلفا في الفصل
الثاني بعنوان إعداد وتحضير مخطط التهيئة السياحية فإن إجراءات إعداد هذا األخير هي كاآلتي:
52
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
يصدر قرار بإعداد مخطط التهيئة السياحية من طرف الوزير المكلف بالسياحة لكل منطقة توسع
سياحية محددة ومصرح بها ،المصنفة بانتظام وهو ما نصت عليه المادة 5من المرسوم 86-07
المذكور أعاله.
هذا ويجب أن يحدد القرار المتضمن تقرير إعداد مخطط التهيئة السياحية ،توجهات التهيئة القائمة
المحتملة لتجهيزات المصلحة العامة ،المنشآت القاعدية وتحديد إجراءات ومواعيد إعداده وشكله
1
وموضوعه ومضمونه ،وهذا طبقا لنص المادة 6من ذات المرسوم.
.2إرسال القرار المتضمن التقرير إلى الوالي المختص إقليميا:
وهذا ما نصت عليه المادة ،07يرسل الوزير اكلف بالسياحة القرار المتضمن تقرير إعداد مخطط
التهيئة السياحية للوالي أو الوالة المعنيين الذين يراسلون رؤساء المجالس الشعبية الوالئية و البلديات
المعنية من اجل القيام بنشره لمدة شهر بمقر البلديات المعنية .2
.3إعداد مخطط التهيئة السياحية:
يعدها مدير السياحة تحت سلطة الوالي بالتشاور مع الوكالة الوطنية للتنمية السياحية بإعداد مخطط
التهيئة السياحية مكتب دراسات ،معتمد قانونا ومؤهل في مجال التهيئة السياحية ،وهو ما نصت
عليه المادة 8من المرسوم التنفيذي رقم 86 -07المذكور أعاله " ،يكلف مدير السياحة بالوالية
المعني إقليميا ،تحت سلطة الوالي بالتشاور مع الوكالة الوطنية لتنمية السياحة ،مكتب دراسات
معتمد قانون ومؤهل في مجال التهيئة السياحية باعداد مخطط التهيئة السياحية طبقا للتنظيم المعمول
به.
3
ويقوم بإعالم الوزير المكلف بالسياحة والوالي المختص إقليميا.
.4استشارة اإلدارات العمومية والمجلس الشعبية:
تتمثل هذه الهيئات العمومية في:
• المصالح المكلفة بالسكن والعمران والثقافة وتهيئة اإلقليم والبيئة ،واألمالك ،الوطنية والشؤون
الدينية واألوقاف واألشغال العمومية والتجار و الفالحة والغابات واالتصاالت والنقل والموارد
المائية والطاقة والمناجم ،رئيس مجلس الشعبي الوالئي ورؤساء المجالس الشعبية البلدية
المعنية ،كما ينظم مدير السياحة بالتنسيق مع رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية،
جلسات تشاور في مختلف مراحل إعداد مخطط التهيئة السياحية وهذا يجب بحسب نص
4
المادتين 09و 10من المرسوم التنفيذي رقم .86 /07
1
المادة 05و 06من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07السابق الذكر ،ص.11
2
المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07المصدر نفسه ،ص.11
3
المادة 08من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07المصدر نفسه ،ص.11
4
المادة 09و 10من المرسوم التفيذي ،86/07المصدر نفسه ،ص.11
53
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
.5المصادقة على مشروع مخطط التهيئة السياحية
عن طريق مداولة المجلس أو المجالس الشعبية للوالية المعنية حسب نص المادة 01/ 11التي
تنص على" :يصادق على مشروع مخطط التهيئة السياحية بمداولة مجلس أو المجالس الشعبية
1
للوالية المعنية".
.6التبليغ:
يبلغ الوالي مشروع المخطط لمختلف لإلدارات والمصالح العمومية المذكورة في المادة 9أعاله ،التي
يمنح لها اجل 30يوما ابتداء من تاريخ إعالمها إلبداء آرائها ومالحظاتها ،وعند عدم الرد في األجل
2
المقرر يعد رأيها موافقة حسب نص المادة .02/ 11
.7نشر مشروع مخطط التهيئة السياحية:
بقرار من الوالي بناء على اقتراح مدير السياحة للوالية ويتضمن ما يلي:
• مكان فحص مشروع المخطط.
• تعيين المحافظة أو المحافظين المحققين.
• تواريخ فتح وغلق التحقيق العمومي.
• كيفيات سير التحقيق العمومي.
يبلغ الوالي على سبيل العرض نسخة من القرار إلى الوزير المكلف بالسياحة هذا حسب نص المادة 01/12
3
و .02
.8إجراء التحقيق
4
يخضع مشروع المخطط لتحقيق عمومي لمده سنتين وهو ما وضحته المادة .03/12
.9إجراء المالحظات كتابيا:
في سجل خاص والتأشير عليها من طرف الوالي وهو ما نصت عليه المادة ": 01/13تدون
المالحظات الناتجة عن التحقيق العمومي في سجل خاص يرقمه ويؤشر عليه من طرف الوالي.
كما يمكن إبداء هذه المالحظات بشكل شفوي المادة ":02/13و يمكن ابداء هذه المالحظات شفهيا
5
للمحافظ المحقق وإرساها إليه كتابيا".
غلق سجل التحقيق: .10
حسب نص المادة 14من المرسوم التنفيذي المذكور أعاله والتي تنص على:
1
المادة 01/11من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07السابق الذكر ،ص12
2
المادة 02 /11من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07المصدر نفسه ،ص.12
3
المادة 01/12و 02من المرسوم التنفيذ رقم ، 86-07المصدر نفسه ،ص 12
4
المادة 03/12من المرسوم التنفيذ رقم ، 86-07المصدر نفسه ،ص 12
5
المادة 01 / 13و 02من المرسوم التنفيذ رقم ، 86-07المصدر نفسه ،ص 12
54
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
" عند انقضاء األجل القانوني ،يغلق سجل التحقيق ويوقعه المحافظ المحقق .يحدد المحافظ المحقق
محظر غلق التحقيق في أجل خمسة عشر 15يوما التالية ،ويرسله إلى الوالي المعني مرفقا بالملف
1
الكامل للتحقيق مع نتائجه" .
.11عرض مشروع مخطط التهيئة السياحية على المجلس الشعبي الوالئي:
وهذا بغية المصادقة عليه بعد أخذ رأي الوالي على أن يرفق هذا المشروع ليحل التحقيق ومحضر
غلق التحقيق ونتائج المحافظ المحقق ،حسب نص المادة 15من المرسوم التنفيذي 86-07التي
تنص على:
"يعرض مشروع مخطط التهيئة السياحية مرفق بسجل التحقيق ومحضر غلق التحقيق ونتائج
المحافظ المحقق وكذا رأي الوالي على المجلس الشعبي الوالئي المعني للمصادقة.
2
يرسل الوالي مجمل الملف إلى الوزير المكلف بالسياحة".
بموجب المرسوم الرئاسي رقم 86/07المذكور سلفا في فصله الثالث بعنوان محتوى مخطط التهيئة
السياحية ،في المادة 16منه التي تنص على ":يشمل مخطط التهيئة السياحية ما يأتي:
• تقرير يوضح الوضعية الحالية لمنطقة التوسع السياحي التي أعد من أجلها المخطط ويعلن التدابير
المقررة لتنميها وتهيئتها وتسييرها.
ويظهر باإلضافة إلى مراجعها للمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي في حالة
وجودها الجوانب التلخيصية اآلتية:
-المزايا العقارية السياحية والحموية أو االستجمامية التي تزخر بها المنطقة.
-حالة البناء في المنطقة المعينة.
-حالة ورسم شبكات الطرق وقنوات التزويد بالمياه الصالحة للشرب والري ،وصرف مياه األمطار
والمياه القذرة.
-صرف واحتماليا القضاء على القاذورات الصلبة.
-اإلطار الديمغرافي واالجتماعي واالقتصادي.
النشاطات االقتصادية والتجهيزات. -
-الطبيعة القانونية لألمالك العقارية واآلفاق الديموغرافية واالجتماعية االقتصادية وكذا برامج
التجهيزات العمومية المزعم إنجازها.
1
المادة 01/14من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07السابق الذكر ،ص.12
2
المادة 15من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07المصدر نفسه ،ص.12
55
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
• نظام حول حقوق البناء الذي يحدد القواعد العامة الستعمال األراضي واالرتفاقات وكذا العمليات
المزمع القيام بها في إطار التهيئة والستثمار.
في هذا اإلطار ،يجب إظهار كل تدابير توحيد الوعاء العقاري لضمان التهيئة واالستثمار.
• المخططات التقنية ل لتهيئات والمنشآت القاعدية التي تتضمن الوثائق التخطيطية التي تظهر الشروط
المحددة في النظام وتبرز المناطق الفرعية المتجانسة.
• الملحقات التي تتضمن كل أو جزء من الوثائق التخطيطية والوثائق المطلوبة لمخطط استغالل
1
األراضي ،في حالة تواجد الموقع بالقرب من منطقة عمرانية أو قابلة للتعمير.
ويتولى الوزير المكلف بالسياحة باالتصال مع الوالي المعني ،تنفيذ وتسيير مخطط التهيئة السياحية التي تمت
الموافقة عليه حسب نص المادة 19من المرسوم التنفيذي رقم 86-07المذكور أعاله.
1
المادة 16من المرسوم التنفيذي رقم ،86/07السابق الذكر ،ص.12
56
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
المبحث الثاني :آليات االستثمار في العقار السياحي
يعد االستثمار في العقار السياحي من أهم العمليات االقتصادية التي تساهم في تطوير االقتصاد
الوطني وذلك لن يكون إال بناءا على نظام قانوني متميز ،1وهذا األخير يجعل العقار السياحي خاضع للعديد
من النصوص القانونية والتنظيمية فطبقا لنص المادة 25من القانون رقم 03-03التي تنص على" :دون
اإلخالل ألحكام المدتين 14و 17من القانون رقم 02-02المؤرخ في 22ذي القعدة عام 1422ه الموافق
ل 5فبراير سنة 2002الذكور أعاله ال يمكن أن تكون األراضي التي تشكل العقار السياحي المنصوص
عليه في المادة 20من هذا القانون ،محل امتياز أو إعادة بيع إال إذا كانت لفائدة االستثمارات المنصوص
ليها في مخطط التهيئة السياحية ،والمعتمدة طبقا ألحكام القانون رقم 01-99المؤرخ في 19رمضان
الموافق ل 6يناير سنة 1999واألمر رقم 03-01المؤرخ في أول جمادى الثانية عام 1422الموافق ل
20غشت سنة 2001والمذكورين أعاله.
يجب أن ت تم إعادة بيع هذه األراضي من طرف الوكالة أو منح حق االمتياز عليها من المؤسسة
العمومية المختصة ،وفي كل األحوال ،وفق دفتر الشروط.
2
تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم"
وبعد استقراءنا لهذه المادة تبين لنا أن المشرع الجزائري قد اعتمد على مجموعة من الطرق واألساليب
من اجل دعم االستثمار في المجال السياحي وبالخصوص ما ارتبط بتوفير العقار محل المشاريع االستثمارية
فيمكن أن يتحصل المستثمر على هذا العقار من خالل إتباع إجراءات منح االمتياز وهو ما سنتطرق إليه
في ( المطلب األول) ،باإلضافة إلى تبيان التزامات هذا المستثمر في (المطلب الثاني)
اعتمد المشرع الجزائري على منح االمتياز كوسيلة قانونية الستغالل العقار السياحي 3وهذا استنادا
لما جاء في القانون 03-03والمرسوم التنفيذي رقم 23-07المحدد بكيفيات إعادة بيع األراضي الواقعة
داخل مناطق التوسع والمناطق السياحية أوضح االمتياز عليها ،وكذا المرسوم التنفيذي رقم 152-09المحدد
لشروط وكيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة ألمالك الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع
استثمارية ،ولإللمام بهذا العنصر سنتطرق إلى تعريف عقد االمتياز (الفرع األول) وشروط منح االمتياز
العقار السياحي (الفرع الثاني)
1
عمر خليفي :المرجع السابق ،ص.118/117
المادة 25من القانون رقم ،03/03السابق الذكر ،ص.17 2
3
نجاة بوساحة وعمار علي ،عقد االمتياز كآلية الستغالل العقار السياحي ،مجلة صوت القانون ،جامعة الوادي ،المجلد،7
العدد ،2021 ،03ص.202
57
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
الفرع األول :تعريف عقد االمتياز
عقد االمتياز من العقود اإلدارية ،يعرف على انه عقد لتسيير مرفق عام من قبل شخص عام يتعاقد
مع شخص الستغالل مرفق ما واالنتفاع به ،1كما يعرف أيضا على انه " من بين العقود الزمنية طويلة المدة
ويرتب حق عيني تتبعي وهو حق االنتفاع" 2وهناك من يعرفه على انه " :عقد إداري يتولى بموجبه المتعاقد
الملتزم سواء أكان فردا أم شركة مع إدارة وذ لك إلدارة مرفق عام اقتصادي واستغالله مقابل رسوم يتقاضاها
3
من المنتفعين بخدمات ذلك المرفق ،كما ال يمنع أن يقع باالمتياز بين شخصين إداريين".
كما عرفته المادة 19من القانون 14-08أيضا على انه يشكل منح االمتياز استعمال األمالك
الوطنية العمومية المنصوص عليه في هذا القانون و األحكام التشريعية المعمول بها العقد الذي تقوم بموجبه
الجماعة العمومية صاحبة الملك العمومي الطبيعي أو بناء أو استغالل منشأة أو تجهيز محل منح االمتياز
إلى السلطة صاحبة حق االمتياز 4ومن خالل هذه التعاريف فان عقد االمتياز لالستغالل العقاري السياحي
يكون بين طرفين أال وهما الدولة المالكة للوعاء العقاري السياحي وبين المستثمر ،وبما أنه ينصب على حق
عقاري فإنه يعد من العقود الشكلية .5وهو ما تأكده المادة 17من المرسوم التنفيذي رقم 152-09والتي جاء
فيها انه "يكرس االمتياز الممنوح في إطار هذا المرسوم 6وفقا ألحكام المادة 10من األمر ،04-08بعقد
إداري تعده إدارة أمالك الدولة مرفقا بدفتر شروط معد طبقا للنماذج الملحقة بهذا المرسوم" ،هذا من جهة ومن
جهة أخرى فان تنظيم عقد االمتياز االستثماري قد مر بمرحلتين مهمتين ،فأول مرة كان يتم بطريقتين أما عن
طريق المزايدة المفتوحة أو المزاد العلني وهذا من خالل نص المادة 22من القانون 02-03التي كانت
تنص على أن االستغالل السياحي للشاطئ المفتوح للسياحة يتم وفق نظام االمتياز عن طريق المزايدة
المفتوحة ،7وكذلك المادة 01/07من المرسوم رقم 152-09ولقد كانت تنص على أن منح االمتياز عن
األراضي المتوفرة لتابعة لألمالك الخاصة بالدولة يتم عن طريق المازيادة المفتوحة أو المحدودة ،8أما مناطق
التوسع السياحي تمنح وفق نظام االمتياز عن طريق المزاد العلني المفتوح ،إذا المزايدة هي كانت األصل في
1
نجاة بوساحة وعمار علي ،المرجع السابق ،ص.203
2
حياة كحيل ،المرجع السابق ،ص.139
محمد جمال الذبيبات ،الوجيز في القانون االداري ،ط ، 1دار العملية للنشر والتوزيع ودار للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن، 3
سنة ،2003ص.258
المادة 19من القانون رقم ،14/08المعدل والمتمم ،السابق الذكر. 4
5
نجاة بوساحة وعمار زعبيب ،المرجع السابق ،ص.203،204
6
المادة 17من المرسوم التنفيذي رقم .152/09السابق الذكر.13 ،
المادة 22من القانون رقم 02/03المؤرخ في ،2003/02/17محدد القاواعد العامة لالستعمال واالستغالل السياحيين 7
ولكن نظ ار لتعقيد وطول إجراءات منح االمتياز عن طريق المزايدة ،اضطر المشرع التخلي عن هذه الطريقة
وذلك من خالل قانون المالية التكميلي لسنة 2011رقم 211-11والذي عدل المادة 15من القانون -08
،04وبالتالي جعل قرار منح االمتياز يتم بطريقة واحدة وهي التراضي .3
إذا يعتبر التراضي أداة أكثر مرونة من قاعدة الم ازد ،الن هذا األخير افرز سلبيات عديدة تمثلت في قلة
استقطاب المستثمرين الحقيقيين وعدم بلوغ األهداف المتوخاة من االستثمار المتمثلة في تنشيط االقتصاد
4
الوطني وتوفير مناصب الشغل.
أشارت المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم 23-07إلى شرط أساسي و مهم حتى يمكن منح االمتياز على
األراضي الواقعة داخل مناطق التوسع والمواقع السياحية أو بيعها من طرف إدارة أمالك الدولة إال بعد تهيئتها
نهائيا والمقصود بهذه األخيرة عمليات تحديد األراضي و تهيئتها من حيث ربطها بقنوات التطهير و التزويد
بالمياه و االنارة العمومية و شبكة الطرقات والمساحات الخضراء ،وعند االنتهاء من هذه األشغال لمنطقة
5
التوسع السياحي تسلم شهادة تنفيذ األشغال من طرف المجلس الشعبي البلدي المعني.
والوكالة الوطنية لتنمية السياحة هي التي تهتم بعملية تهيئة العقار السياحي ،من خالل إعداد الدراسات
الالزمة ألشغال التهيئة السياحية ،وبعد هذه التهيئة تقوم الوكالة الوطنية لتنمية السياحة ،بتبليغ وزير السياحة
وكذلك الراغبين باالستثمار بكل وسائل االتصال وتزويدهم بكل المعلومات حول القطع األرضية المراد منح
االمتياز عليها من خالل تحديد ما يلي:
1
حياة كحيل ،المرجع السابق ،ص.140
القانون رقم ،11/11المؤرخ في 2011/7/18المتعلق بقانون المالية التكميلي لسنة ،2011الجريدة الرسمية ،العدد .40 2
المؤرخ في .2011/07/20
3
مخلوف لكحل ،االستقرار القانوني ودوره في تعزيز االستثمار في العقار االقتصادي ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية،
العدد الثامن ،جانفي ،2016ص.392
4
نجاة بوساحة وعمار زعبير ،المرجع السابق ،ص.204
5
المادة 04من المرسوم التنفيذي رقم ،23/07السابق الذكر .
59
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
1
-المداخل والروابط بالشبكات وكذا االرتفاقات.
-اإلعالنات والدعائم المالية المحتملة الممنوحة من طرف الدولة حسب المادة 06من نفس المرسوم،
كما يتم تقديم الطلبات للحصول على االمتياز وعلى غرار هذا يمكن تقسيم إجراءات منح االمتياز
إلى مرحلتين أساسيتين 2كاآلتي:
يتم إيداع طلبات منح االمتياز على األراضي الواقعة داخل مناطق التوسع السياحي لدى الوزير المكلف
بالسياحة ،حيث يرفق الطلب بملف يتضمن:
وفي حالة تعدد الطلبات المتعلقة بنفس األرض يجب على اللجنة أن تأخذ بعين االعتبار ما يلي :طبيعة
المشروع ،المستوى المالي للمشروع ،مناصب الشغل التي يستحدثها اثأر المشروع على البيئة والتنمية
5
المحلية.
وعند االنتهاء من دراسة الملفات من قبل اللجنة المختصة فان رأي اللجنة ال يخرج عن االحتماالت التالية:
1
المادة 06من المرسوم التنفيذي ،23/07 ،السابق الذكر.
2
نجاة بوساحة وعمار علي ،المرجع السابق ،ص.206
3
المادة 07من المرسوم التنفيذي رقم ،23/07السابق الذكر.
4
المادة 09من المرسوم التنفيذي رقم ،23/07المصدر نفسه.
5
عايدة مصطفاوي ،المرجع السابق ،ص.175
60
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
-1الموافقة على الطلب :في حالة قبول طلب منح االمتياز على الوزير المكلف بالسياحة إعالم
صاحب الطلب عن طريق رسالة مع وصل استالم وترسل نسخة إلى الوكالة الوطنية للتنمية
السياحية وإلدارة أمالك الدولة للبدء في إجراءات تحرير عقد االمتياز .1
-2رفض الطلب :ال يمكن للجنة المختصة رفض طلب منح امتياز إال إذا كان من ضمن الحاالت
التالية:
-إذا كان الطلب ال يستجيب للشروط المحددة في المرسوم التنفيذي 23-07السابق الذكر.
-إذا كان صاحب الطلب من بين الذين فسخ عقد بيعهم أو كانوا محل سحب نهائي لحق
االمتياز.
-إذا كان المشروع المقدم ال يتوافق مع مواصفات مخطط التهيئة السياحية 2ويجب أن يكون
الرفض معلال ويبلغ إلى صاحب الطلب في اجل 15يوم من صدور قرار اللجنة يمكن
لصاحب الطلب تقديم طعن كتابي إلى الوزير في الطعن من خالل 15يوم من يوم استالم
3
الطعن.
كما ذكرنا سابقا انه في حالة قبول الطلب الذي أودعه طالب االستثمار السياحي ،ترسل نسخة من الموافقة
إلى الوكالة الوطنية للتنمية السياحية والتي تبدأ بمعية إدارة أمالك الدولة في اإلجراءات الشكلية لعقد
االمتياز ،بحيث يتم إعداد عقد االمتياز من قبل المديرية الوالئية ألمالك الدولة ،وهذا العقد متوقف على
صدور قرار منح االمتياز الذي يصدره الوالي بعد أن يتلقى الموافقة على طلب االستثمار من الوكالة الوطنية
للتنمية السياحية.
إذن بع د إصدار قرار المنح من الوالي ،يقوم هذا االخير بإرسال ملف المتعاقد إلى إدارة امالك الدولة
المختصة إقليميا ،باعتبارها ممثال للمالك العقار محل االستثمار أال وهو الدولة وباعتبارها موثقا للدولة،
4
وباإلضافة إلى ذلك تتأكد إدارة أمالك الدولة من ملكية الدولة للعقا ارت محل منح االمتياز.
نصت المادة 26من القانون رقم 03-03التي تنص على " :ال يمكن إعادة بيع أو تأجير األراضي
المكتسبة في إطار هذا القانون قبل انتهاء أشغال تهيئتها من طرف الوكالة الوطنية لتنمية السياحة طبقا
1
عايدة مصطفاوي ،المرجع السابق ،ص.175
2
المواد 15و 16و 17من المرسوم التنفيذي رقم ،23/07السابق الذكر.
3
المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم ،23/07 ،المصدر نفسه.
4
انظر دفتر الشروط النموذجي ،الملحق المرسوم التنفيذي رقم ،23/07السابق الذكر.
61
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
لمخطط التهيئة السياحية ودفتر الشروط" ،كما نصت المادة 27من نفس القانون على " :يلزم المستثمر
المستفيد من قطعة أرض مخصصة إلقامة مشروع استثماري سياحي داخل مناطق التوسع السياحي ،عن
طرق االقتناء لدى الوكالة الوطنية لتنمية السياحة أو في إطار االمتياز من المؤسسة العمومية المختصة،
بالبدء في انجاز المشروع في اآلجال المحددة في دفتر الشروط.
في حالة إخالل المستفيد بهذا االلتزام يمكن حبس الحالة ،فسخ عقد البيع أو سحب االمتياز "1ومن خالل
استقراءنا لنصي هاتين المادتين وحسب الملحق الثاني في دفتر الشروط النموذجي لمنح االمتياز الملحق
بالعقد والذي يبين لنا حقوق والتزامات الطرفين خاصة المستثمر ،فإن هذه االخيرة تتمثل في:
-يلتزم المستثمر صاحب حق االمتياز بطلب رخصة البناء في أجل 3أشهر من تاريخ تحرير عقد
االمتياز.
-يلتزم المستثمر بدفع اإلتاوة السنوية المحددة من طرف إدارة أمالك الدولة.
-ال يمكن للمستثمر أن يبيع أو تأجير األرض التي اكتسبها إال بعد االنتهاء من أشغال تهيئتها.
-يلتزم المستثمر بمواصفات مخطط التهيئة السياحية بعد التعهد بذلك.
-يلتزم المستثمر باحترام أجال انجاز المشروع ابتداء من تاريخ الحصول على رخصة البناء.
-يلتزم المستثمر صاحب حق االمتياز بضمان كل األضرار التي تلحق بالغير بسبب استغالل االمتياز
2
مقابل أن يلتزم بإبرام كل عقود التامين.
وفي حالة إخالل المستثمر صاحب حق االمتياز بالتزامه سواء بعدم احترامه لبنود دفتر الشروط أو عند
عدم انتهاءه من المشروع في اآلجال المحددة في العقد أو اآلجال اإلضافية يكون عرضة لفسخ هذا العقد عن
3
طريق المتابعة القضائية من طرف الوكالة الوطنية لتنمية السياحة وهذا ما تبينه المادة 27المذكورة أعاله.
2
انظر دفتر الشروط النموذجي الملحق بالمرسوم التنفيذي رقم ،23/07السابق الذكر.
المادة 27من القانون رقم ،03/03السابق الذكر ،ص.17 3
62
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
يعد االستثمار في العقار السياحي من أولويات الدولة في الوقت الحالي إلى جانب الصناعة والفالحة
للتخلص من التبعية للمحروقات ،لذلك نجد الجزائر تحاول توفير إجراءات سهلة إلى جانب ترقية االستثمار
السياحي ،ولكن الواقع يقر بعكس ذلك ،1فلقد أشارت التقارير المعدة من طرف الهيئات المختصة حول مناخ
االستثمار في الجزائر يبقى بعيدا عن طموحات االقتصاد الجزائري والتقدم نحو التنمية االقتصادية ،حيث
يبين التقرير المشترك بين اللجنة األوروبية والمكتب األمريكي شلومبرغر الذي كشف عن جملة من العراقيل
التي تقف أمام االستثمار في الجزائر ،2كما أثبتت كل اآلراء وجود عقبات كبيره أمام تدفق االستثمارات في
الجزائر بما في ذلك االستثمار السياحي المرتبط بالعقار السياحي ،وسنتناول في هذا المطلب أهم هذه
المعوقات المضاربة والسمسرة في العقار السياحي (الفرع األول) وإشكالية العقار السياحي (الفرع الثاني).
لقد شهدت الجزائر في السنوات القليلة الماضية موجة من المضاربة والسمسرة مست العقار بشكل
كبير ،تمثلت في مجموعات اتخذت أنواع سرطانية تدفقت من خاللها ،فأصبح العقار مصدر للثراء والربح
السريع ،أدى هذا إلى إلحاق أضرار جسيمة باالقتصاد الوطني وتعطيل العديد من المشاريع التنموية،
عبد الكريم قداش وجميلة فارسي ،معوقات االستثمار السياحي في الجزائر ،مذكرة ماستر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية، 1
أضف إلى ذلك احتكار البلديات وفرض أسعار إدارية ساهمة في انتشار لمشكلة المضاربة في العقار.
باإلضافة إلى تحويل جزء من األراضي المخصصة لتشجيع االستثمار وإدراجها بطرق مختلفة وغير
قانونية ضمن المساحات المخصصة للبناء ،ولقد عملت كل األسباب السابقة الذكر إلى إغراق وتعميق مشكلة
العقار في الجزائر ،كما عملت على خلق سوق موازية للعقار والمضاربة فيه ،مما أدى إلى إعاقة وتقليص
2
الفرص أمام االستثمار في الجزائر.
فالمستثمر سواء كان محليا أو أجنبيا يواجه صعوبات جمة وخاصة ما تعلق بإجراءات الحصول على
العقار من جهة وارتفاع أسعاره من جهة أخرى ،مقارنة مع ما هو موجود في الدول المجاورة ،إذ أن اقتناء
عقار من اجل إقامة مشروع عادة ما تكلف من % 20إلى % 30من رأس مال المستثمر ،مما يجعل
العقار في الجزائر رهينة العديد من العراقيل والممارسات.
-باإلضافة إلى ذلك تواجه عملية الحصول على العقار ألجل االستثمار عدة مشاكل منها.
-الشغل العشوائي لمناطق التوسع السياحي وانتشار البناءات الفوضوية وغير الشرعية لهذه المناطق.
-تراجع مساحات مناطق التوسع السياحي وانتشار البناءات الفوضوية وغير الشرعية بهذه المناطق.
-تدهور الموارد الطبيعية من خالل نهب الرمال وغياب قواعد العمران مما أدى إلى تغيير الموارد عن
طبيعتها السياحية.
-تعرض العقار السياحي للمضاربة في الصفقات العقارية وذلك باألراضي الواقعة بمناطق التوسع
3
السياحي.
إن النشاط في العقار السياحي يتطلب موارد ضخمة من اجل إنشاء المرافق السياحية األساسية من فنادق
ومراكز سياحية ،وهنا تظهر عدة تالعبات وثغرات قانونية في هذا المجال ،وعليه جاء القانون رقم 03-03
الصادر في 2003/02/17والمتعلق بمناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية ،الذي نص في مواده على
1
محمود بن حمودة واسماعيل قانة ،أزمة العقار في الجزائر ودوره في تنمية االستثمار األجنبي ،مجلة الباحث ،العدد .05
،2007ص.61
2
مسعود مجيطنة ،معوقات النهوض بالقطاع السياحي بالجزائر الملتقى العلمي الثامن حول تنمية السياحة كمصدر تمويل
متجدد لمكافحة الفقر والتخلف في الجزائر ،دراسة حالة بعض الدول العربية واإلسالمية 20/19ديسمبر ،2009تمنراست،
ص.19
3
محبوب بن حمودة واسماعيل بن قانة المرجع السابق ،ص.63
64
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
تشكيل العقار السياحي القابل للبناء باإلضافة إلى اإلجراءات القانونية الالزمة الستغالله ،1ورغم هذه األخيرة
إال انه تظل هناك عراقيل حالة دون تثمين مناطق التوسع السياحي نذكر منها:
للتطرق إلى المنازعات المتعلقة بالعقار السياحي البد من اإلشارة إلى أن هذه المنازعات يرتبط
نشوبها بطرق اكتساب هذا العقار ،من قبل الوكالة الوطنية للتنمية السياحية من خالل ممارسة حقها في
الشفعة أو نزع الملكية ،غير أن هذا األمر ال يرتبط باالكتساب فقط بل يتعدى إلى عملية االستغالل واالنتفاع
بالعقار السياحي ،لذا سوف نتطرق إلى تحديد المنازعات المتعلقة به أمام القضاء (الفرع األول) كما أن
لتحديد طبيعة العقار السياحي وملكيته دور كبير في تحديد وتبيان االختصاص القضائي المسؤول عن
الفصل في المنازعات المتعلقة بالعقار السياحي (الفرع الثاني).
إن األعمال التي تقع على العقار السياحي ،توفير مجموعه من اإلشكاالت ،مما ينتج عنها وقوع ما
يعرف بمنازعات العقار السياحي ،تتمثل هذه األخيرة في المنازعات المتعلقة باكتساب العقار السياحي أو
المنازعات الناتجة عن ارتكاب مخالفات على العقار السياحي أو المنازعات الناجمة عن استعمال واستغالل
العقار السياحي والتي سوف نتناولها كاآلتي:
تعد الشفعة وسيلة من وسائل القانون العام الكتساب العقار السياحي ،وسببا من أسباب الملكية مما
قد يؤدي بها إلى نشوء منازعات إال أن هذا النوع منها ال يرتبط بالعقار السياحي الذي تعود ملكيته إلى
1
عبد الكريم قداش وجميلة فارسي ،المرجع السابق ،ص.62
2
محمود بن حمودة واسماعيل بن قانة ،المرجع السابق ،ص.62
3
عبد الكريم قداش وجميلة فارسي ،المرجع السابق ،ص.59
65
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
األمالك الوطنية العامة أو الخاصة منها ،وإنما األمر يرتبط بأمالك الخواص ذات الطابع السياحي .1وقد
أعطى المشرع للوكالة الوطنية للتنمية السياحية حق ممارسه الشفعة باسم الدولة على كل العقارات أو
البناءات المنجزة والمتواجدة داخل منطقة التوسع السياحي ونظموها ،كما ذكرنا سابقا بموجب المرسوم
التنفيذي رقم 385-06المحدد لكيفيات ممارسة الوكالة الوطنية لتنمية السياحة حق الشفعة داخل مناطق
التوسع والمواقع السياحية ،وال تتم هذه الممارسة إال بعد تهيئة هذه المناطق بموجب مخطط التهيئة السياحية،
وبعد ذلك يتم إعالم المالك الخاص بهذه المناطق برغبة الوكالة الوطنية في اقتناء العقار السياحي بموجب
حقها في الشفعة فإذا رفض المالك هذا األمر يطبق الحكم الذي جاءت به المادة 09من المرسوم التنفيذي
رقم 385-06المذكور أعاله والتي جاء فيها ":في حاله غياب اتفاق الت ارضي مع المالك تحدد الهيئة
القضائية المختصة ثمن اقتناء الملكية موضوع حق الشفعة"
ومن خالل استقرائنا لنص هذه المادة نجد انه إذا ما قرر المالك أن يبيع عقاره المشمول بمخطط
التهيئة السياحية للوكالة الوطنية لتهيئة السياحة وديا وبالتراضي فإن للوكالة الحق في مباشرة اقتناء هذا
العقار موضوع البيع عن طريق الشفعة اإلدارية هذه األخيرة تطبق حتى دون موافقة مالك العقار مقابل
2
ثمانيته وتحديده من طرف القضاء.
إلى جانب النزاعات التي يمكن أن تثور حول حق الشفعة اإلدارية الواقعة على العقار السياحي،
هناك نوع أخر من النزاعات المتعلقة بإجراء نزع الملكية للمنفعة العمومية أيضا المتعلقة بالعقار السياحي
المملوك للخواص .3وفقا لنص المادة 02/22من القانون رقم 03-03التي جاء فيها " :عندما يفضي
اللجوء إلى كل الوسائل األخرى إلى نتيجة سلبية ،يمكن للدولة بناء على طلب من الوزير المكلف بالسياحة
اقتناء هذه األراضي وفقا للتشريع والتنظيم الساري المفعول المتعلقين بنزع الملكية من اجل المنفعة
العمومية".4
ومنه فإذا لم تستطع الوكالة الوطنية لتنمية السياحة اقتناء العقار السياحي في القابل للبناء المملوك
للخواص وفقا التفاق ودي يكون في هذه الحالة للوزير المكلف أن يباشر بإجراءات نزع الملكية من اجل
المنفعة العامة للعقار موضوع التصرف ،ومن المعلوم أن مثل هذه اإلجراء يكون بعوض يدفع للمالك وهنا إذا
لم يقتنع المالك بالمقابل له أن يلجأ إلى القضاء من اجل المطالبة بالتعويض يكون بقيمة مماثلة للقيمة
محمد حميش ،العقار السياحي في الجزائر والمنازعات اإلدارية المرتبطة به ،مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية /المجلد ،12 1
بطبيعة الحال فان مفتشي السياحة أو احد األعوان المؤهلون قانونيا يقومون بالتحقيق في المخالفات
المرتكبة على العقار السياحي وفقا للتشريعات السياحية ،وقد تؤدي المحاضر التي يحررونها في حالة وجود
مخالفات إلى عقوبات إدارية أو عقوبات جزائية ،وتركيزنا على هذا األمر هو الوضع الذي قد يتم فيه اللجوء
إلى القضاء في حالة ارتكاب احد المخالفات التي تؤدي إلى ذلك ،2ومثال ذلك ما نصت عليه أحكام المواد
من 45إلى 49من القانون المحدد للقواعد العامة لالستعمال واالستغالل السياحيين ،3والمواد من 44إلى
50من القانون المتعلق بمناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية 4واألحكام المتعلقة بالعقوبات الجزائية
التي تقررها الجهات القضائية ،حسب النصوص القانونية المتعلقة بالعقار السياحي كالنصوص التشريعية
والتنظيمية المنظمة للمؤسسات الفندقية والوكاالت السياحية والمياه الحموية والمناطق المحمية.
إن استعمال واستغالل العقار السياحي بمختلف مكوناته ينتج نزاعات عن سوء التفسير أو عن عدم
احترام المستثمرين لاللتزامات المنصوص عليها في دفاتر الشروط الملحقة بعقود استغالل العقار السياحي
كالمنازعات الناشئة عن إبرام العقد أو منحه أو تنفيذه أو غيرها من المسائل التي يمكن أن تثار أثناء تسيير
5
العقار السياحي.
يعتبر االختصاص في مجال المنازعات القضائية المتعلقة بالعقار السياحي من األمور الهامة التي
يجب الفصل فيها ،لتحديد الجهة القضائية المسؤولة عن ذلك والمطروحة أمامها سواء كان قضاء عادي أو
قضاء إداري ،ويتدخل القضاء في كل حالة تطرح عليه نزاع يتعلق إما بتحديد مسؤولية اإلدارة أو المتعامل
في حالة إخالل كل منهما بالتزاماته ،كما يتدخل في غالب األحيان في تقدير مدى مشروعية تصرفات اإلدارة
أو المستفيد في مجال تنفيذ العقود الصادرة عن اإلدارة ،ولتحديد االختصاص القضائي يجب أن يأخذ
القاضي المعايير اآلتية :محل النزاع فيما يتعلق باألمالك الوطنية العمومية أو الخاصة ،طبيعة التصرفات في
2
هشام بن خليف ،المرجع السابق ،ص.67
أنظر المواد من 45إلى 49من القانون رقم ،03/03السابق لذكر. 3
5
هشام بن خليف ،المرجع السابق ،ص.68
67
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
ما يتعلق إذا كان العقد إداري أو عقد مدني ،دون أن يهمل المعيار الموضوعي المرتبط بوجود احد األطراف
1
من األشخاص اإلدارية العمومية.
أما مسألة االختصاص اإلقليمي في مجال العقار السياحي ال تطرح أي إشكاالت طالما أن الجهة
القضائية المختصة بالفصل في المنازعات هي الجهة التي يقع في دائرة اختصاصها العقار محل المنازعة
سواء كانت جهة قضائية عادية أو إدارية ،وهذا الحكم باالستثناء إلى نص المادة 2/40من قانون رقم -08
09المؤرخ في 2008/02/25المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي جاء نصها" في المواد
العقارية أو األشغال المتعلقة بالعقار ،أو دعوى اإليجارات بما فيها التجارية المتعلقة بالعقارات والدعاوى
2
المتعلقة باألشغال العمومية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال"
كذا سنتناول في هذا الفرع تحديد الجهة القضائية المختصة بتحديد الفصل في المنازعات المطروحة
أمامها ويكون موضوعها جريمة واقعة في عقار سياحي.
تنص المادة 800من القانون رقم 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على
"المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات اإلدارية تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل
لالستئناف في جميع القضايا ،التي تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات
الصبغة اإلدارية طرف فيها "تعطي المادة المذكورة أعاله االختصاص للقاضي اإلداري في كل نزاع تكون
الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيه 3سواء كانت مدعية أو
4
مدعى عليها.
وفي ما يخص العقار السياحي فانه وبحسب الطبيعة القانونية لألراضي يتشكل منها ،فان كل
النزاعات تخضع مبدئيا للقضاء اإلداري إال ما استثني بنص خاص ،وعليه فكل المنازعات المتعلقة بالعقار
السياحي المندرج ضمن األمالك الوطنية الخاصة منها يختص به القضاء اإلداري والجزء آخر يختص به
القضاء العادي ،وفي كل الحاالت يطبق القاضي القواعد المتعلقة على األمالك الخاصة ألنها تخضع ألحكام
مزدوجة بعضها مستمد من القانون الخاص والبعض اآلخر من القانون العام وعلى القاضي المطروحة عليه
النزاع المتعلق باألمالك الوطنية التحقق من الهيئة اإلدارية المخولة لرفع الدعوة أو توجيه الدعوى ضدها
1
مخلوف بوجدرة ،لمرجع السابق ،ص.103
المادة 2/40من القانون رقم 08/08المؤرخ في 2008/02/25المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واالدارية ج ر العدد 2
.21المؤرخة في ،2008/04/23ص.07
المادة 800من القانون رقم ،09/08المصدر نفسه ،ص.75 3
4
زينة عساوس ،العقار السياحي ،مذكرة تخرج لنيل شهادة المدرسة العليا للقضاء ،الجزائر.2016/2013 ،
68
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
وعليه تكون من اختصاص القضاء اإلداري كل المنازعات المتعلقة بالعقار السياحي الذي يتشكل من
األراضي التابعة لألمالك الوطنية العمومية وجزء من األمالك الخاصة وتكون الدولة الوكالة الوطنية للتنمية
السياحية باعتبارها شخص معنوي عام في إطار ممارستها لنشاطها .1وفي عالقتها مع الدولة ممثلة لوزير
السياحة الذي يعتبر ممثال للدولة تبقى من المادة 09من القانون 30- 90المؤرخ في 1990 / 12 /01
المتضمن قانون األمالك الوطنية ،وجاء فيها يتولى الوزراء المعنيون والوالة ورؤساء المجالس البلدية
والسلطات المسيطرة األخرى تمثيل الدولة والجماعات اإلقليمية في عقود التسيير المتعلقة باألمالك الوطنية
2
طبقا للصالحيات التي تخولها إياهم القوانين والتنظيمات.
أما بالنسبة للمنازعات التي قد تنشأ عن استغالل واستعمال العقار السياحي خاصة عن طريق
االمتياز فإن االختصاص فيها يؤول إلى القاضي اإلداري ،ومن أكثر النزاعات التي يختص فيها القضاء
اإلداري نجد دعاوى اإللغاء وذلك في حالة صدور قرار إداري يرفض منح رخصة البناء أو سحب قرار
رخصة البناء وباعتبار أن المرسوم رقم 175- 91المحدد للقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء يخول
لإلدارة حق رفض منح رخصة البناء لكن إذا امتنعت عن منح رخصة البناء دون تعليل يكون قرارها مشوب
بعيب التعسف في استعمال السلطة وبالتالي رفع دعوى إلغاء أمام القضاء اإلداري ،ومن جهة أخرى يمكن
لإلدارة اللجوء إلى القاضي اإلداري االستعجالي أو قاضي الموضوع ألن موضوع الدعوى في هذه الحالة
يدخل ضمن الدعاوى للقضاء الكامل ،وذلك بإلزام المخالف بالقيام بمطابقة البناء مع قواعد التهيئة والتعمير.3
تكون من اختصاص القضاء العادي كل المنازعات التي تكون فيها الوكالة الوطنية لتنمية السياحة قد
تعاملت مع غير الدولة وذلك باعتبارها تخضع لقواعد خاصة ،طبقا لنص المادة 02/01 ،من المرسوم
التنفيذي رقم 70-98المتضمن إلنشاء الوكالة الوطنية لتنمية السياحة وتحديد قانونها األساسي والتي جاء
4
فيها ":تخضع الوكالة للقواعد المطبقة على اإلدارة في عالقتها مع الدولة وتعد تاجرة في عالقتها مع الغير".
وفي هذا اإلطار فان المنازعات التي تنشأ بسبب أو مناسبة قيام الوكالة الوطنية لتنمية السياحة
باقتنائها ألي عقار سياحي من الخواص ،أو بمناسبة تسييرها أيضا في حالة إعادة البيع أو اإليجار ،كما أن
المنازعات المتعلقة التي يمكن أن تدور حول استغالل العقار السياحي مثال عن االمتياز فقد تخضع للقضاء
1
وهاب عباد ،العقار السياحي ،مذكرة نهاية التكوين المعهد الوطني للقضاء ،الجزائر ،ص.18
المادة 09من القانون رقم ،30/90مرجع سابق ،ص.1664 2
3
زينة عساوس ،المرجع السابق ،ص.07
4المادة رقم 2/01من المرسوم التنفيذي رقم ،70/98مرجع سابق ،ص.31
69
اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
العادي فبدون شك المنازعات التي تنشأ بين صاحب االمتياز والغير حول تنفيذ عقد االمتياز تخضع
1
الختصاص القاضي العادي كونها منازعات بين الخواص خاصة تلك المتعلقة بالمسؤولية التقصيرية.
كما أن أشغال البناء المرخصة من طرف اإلدارة المختصة قد تسبب ضر ار أو تهديدا على حقوق
المجاورين وفي هذه الحالة يظهر دور القاضي المدني في مجال مخالفة التهيئة والتعمير وتتعلق باألضرار
الالحقة بالغير فالضرر الذي ينتج عن منح رخصة البناء يترتب عنه قيام المسؤولية التقصيرية وهذا ما
نصت عليه المادة 124من القانون المدني فيجوز للمتضرر رفع دعوى التعويض عن هذا الضرر بشرط أن
2
ال ينازع في صحة منح رخصة البناء باعتبار أن ذلك من اختصاص القاضي اإلداري.
1
وهاب عباد ،العقار السياحي ،المرجع السابق.
حسينة غواص ،اآلليات القانونية لتسيير العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،فرع اإلدارة العامة ،قسم 2
71
ي
جا مة
خاتمة االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
في إطار مساعي الدولة الجزائرية لتجسيد إستراتجيات التنمية المستدامة المسطرة وتنويع مصادر
الدخل ،عن طريق اعتماد أدوات استثمارية غير تلك التقليدية التي أبانت عن عدم كفايتها لتغطية النفقات
العمومية واشباع الحاجات الضرورية لجمهور المواطنين ،فضال عن النهج االقتصادي الذي تتبناه الدولة من
خالل افساح المجال للمتعاملين الخواص للمشاركة في الحياة االقتصادية ،ظهر االستثمار في العقار
السياحي كأحد اآلليات االستثمارية الهامة التي تستهدف استغالل العقار المتمركز بالمناطق الموصوفة بأنها
مناطق سياحية أو مناطق توسع سياحي ،والذي أضحى خيا ار استثماريا مفضال لدي المستثمرين الوطنيين
واألجانب ،نظير االمتيازات القانونية التي حظي بها هذا الشكل من االستثمارات في شقيها الموضوعي
واإلجرائي ،التي يستهدف من ورائها ترقية المشروعات المرتبطة بها.
وفي إطار معالجتنا لموضوع االستثمار في العقار السياحي تبين لنا العديد من النتائج:
.1أن العقار السياحي عنص ار هاما وحيويا في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية ،وهو ما تضمنته
النصوص التشريعية والتنظيمية الناظمة لهذا األخير ،ال سيما قانون 03-03الذي أورد أحكاما تخص
العقار السياحي من أجل تفعيل دوره في االستثمار وبالحديث عن هذا األمر فإن المشرع الجزائري لم
يقدم تعريفا جامعا ودقيقا للعقار السياحي وإنما اكتفى بتعريف هذا األخير من خالل تعداد مكوناته عبر
هذه النصوص التي أصدرها من أجله ،وتتمثل مكوناته في مناطق التوسع السياحي والمواقع السياحية
والمناطق المحمية.
.2كما تتعدد الطبيعة القانونية للعقار السياحي بين المالك الوطنية العمومية والخاصة والخواص مما يجعله
يتميز بمجموعة من الخصائص تميزه عن غيره من العقارات أبرزها أن العقار السياحي يمتاز بالمنفعة
العامة ،وتظهر أهمية هذا األخير في جميع مجاالت الحياة سواء كانت اقتصادية ،اجتماعية ،ثقافية ،او
سياسية.
.3كما أن المشرع الجزائري ّبين طرق اكتساب العقار السياحي بعدة وسائل تتمثل في استعمال حق الشفعة
أو عن طريق اتفاق ودي أو بواسطة استعمال تفعيل اجراء نزع الملكية للمنفعة العامة ،وهذا لتستطيع
الدولة تهيئة وتسيير هذه المناطق باالعتماد على الوكالة الوطنية لتنمية السياحة.
.4ولكن با لرغم من مساعي الدولة في االهتمام بقطاع االستثمار في العقار السياحي ومحاولة حمايته إداريا
وقضائيا للمحافظة عليه ،إال أنه الزالت هناك عقبات ومعوقات لالستثمار في هذا النوع من العقار ،أدت
73
خاتمة االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
الى التقليل بشكل كبير في فرص االستثمار في بعض المناطق ذات القيمة السياحية العالية ،باإلضافة
الى نشوب المنازعات المتعلقة به ،مما أدى الى ضرورة تحديد هذه المنازعات أمام القضاء مع تحديد
الجهة القضائية المختصة بالفصل فيها وتكون إما خاضعة للقضاء العادي أو اإلداري.
وهذا قد خلصت الدراسة الى جملة من التوصيات نريد بها إثراء الموضوع ،نورد أهمها في اآلتي:
ضرورة تعديل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة باالستثمار في العقار السياحي لتواكب جميع .1
المستجدات التشريعية واالقتصادية ،خاصة فيما يتعلق بتحديد المقصود بالعقار السياحي ،وتحديد
المصطلحات المتعلقة بمكونات هذا األخير بدقة أكثر.
العمل على تفعيل دور األجهزة والمؤسسات المسيرة للعقار السياحي عند المستوى الوطني ،سواء من .2
أجل اكتسابه أو استعماله أو استغالله أو من أجل حمايته ،الى جانب خلق هيئات أخرى من أجل احداث
منظومة مؤسساتية فعالة.
التسريع بإجراءات التصريح بمناطق التوسع والمواقع السياحية المقترحة للتصنيف عبر كامل التراب .3
الوطني من اجل تنظيم استغاللها وحمايتها في نفس الوقت مع تفعيل دور المخططات التوجيهية للتهيئة
السياحية الصادرة ألجلها.
حماية العقار السياحي من كل االعتداءات التي يمكن أن يتعرض لها عبر تجديد الوسائل القانونية .4
الصادرة ألجل ذلك.
نشر الوعي االجتماعي والقانوني لمدى أهمية االستثمار في العقار السياحي في الجزائر للدولة .5
واألفراد واشراكهم أكثر في العمل الجمعوي لحماية العقار السياحي.
ادراج العقار السياحي ضمن األصناف القانونية للعقار الواردة في قانون التوجيه العقاري لكونه .6
صنف من العقارات قا ئم بذاته ال يقل أهمية عن باقي األصناف الواردة في القوام التقني للعقار الذي جاء
بها قانون التوجيه العقاري.
إعادة النظر في مخطط التهيئة السياحية لإلسراع في وتيرة منح المشاريع وانجازها وتحقيق كل .7
األهداف.
74
ل ي
قا مة ا مصادر
ج ل
وا مرا ع
قائمة المصادر والمراجع االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
أوال :المراجع باللغة العربية:
أوال :المصادر
* الدساتير:
* النصوص التشريعية:
أ .القوانين:
ج .المراسيم:
78
قائمة المصادر والمراجع االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
-ثانيا :المراجع
.1الكتب العامة:
.1أبو قحف أحمد ماهر عبد السالم ،تنظيم وإدارة المنشآت السياحية والفندقية ،ط ،2مصر ،المكتب
العربي الحديث.1999 ،
.2أحمد الطاهر عبد الرحمان ،تسويق الخدمات السياحية ،ط ،1مصر ،اإلسكندرية ،دار الوفاء ،ليبيا.
.3باشا عمر حمدي ،نقل الملكية العقارية في ضوء آخر التعديالت وأحدث االحكام ،ط ،2دار هومة،
الجزائر.2014 ،
.4بوجدرة مخلوف ،العقار الصناعي ،ط ،2دار هومة للنشر والتوزيع ،بوزريعة ،الجزائر.2006 ،
.5ذنيات محمد جمال ،الوجيز في القانون اإلداري ،ط ،1دار العلمية للنشرة التوزيع ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن ،سنة .2003
.6سماعين شامة ،النظام القانوني للتوجيه العقاري ،دار هومة ،الجزائر.2003 ،
.7الطائي عبد اإلله حميد النبي ،التخطيط السياحي ،ط.1
.8العطار فؤاد ،القانون اإلداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ط.1976 ،3
.1كواش خالد ،أهمية السياح في ظل التحوالت االقتصادية في حالة الجزائر ،أطروحة دكتوراه في العلوم
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2003-2002 ،
.2هنوبي نصر الدين ،الحماية الراشدة للساحل في القانون الجزائري ،أطروحة دكتوراه في القانون العام،
كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب ،البليدة.2011-2010 ،
.1بوعموشة حميدة ،دور القطاع السياحي في تمويل االقتصاد الوطني لتحقيق التنمية المستدامة ،مذكرة
ماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة سطيف.2012-2011 ،
.2عياش إلياس ،الخدمات السياحية والفندقية والتنمية الحضارية في جيجل ،مذكرة ماجستير في علم
االجتماع الحضري ،جامعة منتوري ،قسنطينة.2009-2008 ،
.3عينين فضيلة ،النظام القانوني لالستثمار السياحي في الجزائر ،مذكرة ماجستير في القانون الخاص،
تخصص قانون األعمال ،كلية الحقوق ،جامعة سعد دحلب ،البليدة ،جانفي .2020
79
قائمة المصادر والمراجع االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
.4غواص حسينة ،اآلليات القانونية ،تسيير العمران ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام،
فرع اإلدارة العامة ،قسم الحقوق ،جامعة اإلخوة منتوري ،قسنطينة .2011 ،01
.5مثني آمال ،العقار كآلية محفزة لالستثمار ،مذكرة ماجستير في القانون الخاص ،قانون أعمال ،كلية
الحقوق ،جامعة سعد دحلب ،البليدة ،جانفي .2010
.3المقاالت العلمية:
.1أبو العينين سوزان حسن ،محددات القدرة التنافسية لقطاع السياحة في مصر ،مجلة البحوث
االقتصادية ،العربية ،العددان ،60-59سنة .2012
.2بن حمودة محبوب ،وقانة إسماعيل ،أزمة العقار في الجزائر ،ودوره في تنمية االستثمار األجنبي،
مجلة الباحث ،العدد .2007 ،05
.3بن زيد فتحي ،أهمية العقار السياحي واإلشكاالت المرتبطة به ،مجلة التشريعات ،التعمير والبناء،
جامعة سطيف ،2العدد ،2جوان.2017 ،
.4بن سيدرة جلول ،العقار السياحي في الجزائر ،مفهومه وموارده في ظل مجموع النصوص القانونية
والتنظيمية ،المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،عدد ،1المركز الجامعي ،أحمد بن يحيى،
الونشريس ،تسمسيلت ،الجزائر ،يونيو.2016 ،
.5بوساحة نجاة ،زغبي عمار ،عقد االمتياز كآلية الستغالل العقار السياحي ،مجلة صوت القانون،
جامعة الوادي ،المجلد ،07العدد .2021 ،03
.6تقار مختار ،عبد النبي مصطفى ،طرق اكتساب العقار السياحي في القانون الجزائري ،مجلة
االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المجلد ،8العدد ،2جامعة غرداية ،الجزائر.2019 ،
.7حضري فضيل ،بروبعين وهيبة ،التنمية السياحية في الجزائر ،مجلة علوم اإلنسان والمجتمع ،عدد
،10جامعة تلمسان ،الجزائر ،جوان.2014 ،
.8حميش محمد ،العقار السياحي في الجزائر والمنازعات اإلدارية المرتبطة به ،مجلة الحقوق والعلوم
اإلنسانية ،المجلد ،12العدد ،04ديسمبر .2019
.9خليفي محمد ،النظام القانوني لالستثمار في العقار السياحي بالجزائر ،مجلة القانون والعلوم
السياسية ،العدد ،4المركز الجامعي ،النعامة ،الجزائر ،جوان.2016 ،
.10زينب توفيق ،السيد عليوة ،تقييم أثر النشاط السياحي في مصر ،مجلة البحوث االقتصادية العربية،
عدد .2004 ،65
.11شريف هبة ،االتفاق الودي كآلية من آليات العقار السياحي ،مجلة االجتهاد في الدراسات القانونية
واالقتصادية ،مجلد رقم ،8العدد ،4جامعة لونيسي علي ،البليدة .2019 ،2
.12عبدلي سهام ،ملخص األمالك الوطنية ،كلية الحقوق ،قسم القانون العام ،السنة الثالثة ،جامعة
منتوري ،قسنطينة ،01السنة الجامعية .2015-2014
80
قائمة المصادر والمراجع االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
.13قداش عبد الكريم ،سارسي جميلة ،معوقات االستثمار السياحي في الجزائر ،مذكرة ماستر ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود مهدي ،بتيزي وزو.2018-2017 ،
.14كحيل حياة ،آليات استغالل العقار السياحي الموجه لالستثمار ،حوليات جامعة الجزائر ،01العدد
،30الجزء .01
.15لحمري ياسين ،توفير ودمج العقار السياحي في مجال االستثمار بين اآلليات القانونية والواقع،
المجلة الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،العدد ،3جامعة المدية ،الجزائر ،جوان.2017 ،
.16لكحل مخلوف ،االستقرار القانوني ودوره في تعزيز االستثمارات في العقار االقتصادي ،مجلة الباحث
للدراسات األكاديمية ،العدد ،08جانفي.2016 ،
.17مجيطنة مسعود ،معوقات عملية النهوض بالقطاع السياحي في الجزائر ،الملتقى العلمي الثامن حول
تنمية السياحة كمصدر تمويل متجدد لمكافحة الفقر والتخلف في الجزائر ،دراسة حالة بعض الدول
العربية واإلسالمية 20/19 ،ديسمبر ،2009تمنراست.
.18محديد محمد ،حماية العقار السياحي ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،المركز
الجامعي ،تامنغت ،العدد .2018 ،05
.19مصطفاوي عايدة ،التنظيم القانوني للعقار السياحي بالجزائر ،مجلة البحوث والدراسات القانونية
والسياسية ،العدد ،06جامعة علي لونيسي ،البليدة ،الجزائر.2019 ،
.4المداخالت العلمية:
.1بريش سعيد ،شابي حليمة ،دور التنويع االقتصادي من خالل الصناعة السياحية في الجزائر ،ملتقى
استراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة 16-15نوفمبر ،2011
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة المسيلة.
.2الرفاعي هالة ،التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة في المجتمع المحلي ،الملتقى المصري لإلبداع
والتنمية ،مصر.1998 ،
.3مرارقة عيسى ،التنمية المستدامة للسياحة في الجزائر ،الملتقى الدولي حول اقتصاديات السياحة
ودورها في التنمية المستدامة ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة.2010-2009 ،
.5المحاضرات:
.1خوادجية سميحة حنان ،محاضرات في مقياس العقار الصناعي ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ،01
.2016-2015
81
قائمة المصادر والمراجع االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
.6المخططات:
.1المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية لو ازرة تهيئة اإلقليم والسياحة والبيئة ،األقطاب السياحية السبعة
المتياز ،الكتاب الثالث.2008 ،
.2و ازرة تهيئة اإلقليم البيئة والسياحة ،المخطط التوجيهي للتهيئة والسياحة ،الكتاب األول ،تشخيص
وفحص السياحة الجزائرية.2008 ،
1. Pypiere tourisme un phénomène économique paris, édition les études de
documentations Français, 1996.
82
هف
ا رسل
الفهرس
الفهرس:
ص العنوان
شكر وعرفان
إهداء
1 مقدمة
الفصـل األول :االستثمار في العقار السياحي في التشريع الجزائري
06 تمهيد
06 الفصل األول :اإلطار المفاهيمي للعقار السياحي
06 المبحث األول :مفهوم العقار السياحي
06 المطلب األول :تعريف وتشكيل العقار السياحي
06 الفرع األول :تعريف العقار السياحي
06 أوال :التعريف القانوني للعقار السياحي
07 ثانيا :التعريف الفقهي للعقار السياحي
08 الفرع الثاني :تشكيل العقار السياحي
08 أوال :العقار السياحي المملوك للدولة
10 -1العقار السياحي التابع لألمالك الوطنية العمومية
11 -2العقار السياحي التابع لألمالك الوطنية الخاصة
11 ثانيا :العقار السياحي ملك للخواص
12 المطلب الثاني :مكونات وخصائص العقار السياحي
12 الفرع األول :مكونات العقار السياحي
12 أوال :مناطق التوسع السياحي
16 ثانيا :المواقع السياحية والمناطق المحمية
17 الفرع األول :خصائص العقار السياحي
17 أوال :الموارد الطبيعية
19 ثانيا :الموارد غير الطبيعية
19 ثالثا :المواد الثقافية والتاريخية
20 المبحث الثاني :أهمية العقار السياحي وطرق اكتسابه
20 المطلب األول :أهمية العقار السياحي
84
الفهرس
20 الفرع األول :األهمية االقتصادية
22 الفرع الثاني :األهمية االجتماعية
22 الفرع الثالث :األهمية الثقافية
23 الفرع الرابع :األهمية السياسية
24 المطلب الثاني :طرق اكتساب العقار السياحي
24 الفرع األول :استعمال حق الشفعة
24 أوال :تعريف الشفعة
25 ثانيا :اإلجراءات المتبعة لممارسة حق الشفعة
26 الفرع الثاني :عن طريق اتفاق ودي
26 الفرع الثالث :عن طريق نزع الملكية للمنفعة العامة
27 أوال :مفهوم نزع الملكية للمنفعة العمومية
29 ثانيا :الضمانات اإلدارية لنزع الملكية للمنفعة العمومية
31 ثالثا :نطاق نزع الملكية للمنفعة العامة
32 المبحث الثالث :األساس القانوني الستغالل العقار السياحي وطرق حمايته
32 المطلب األول :األساس القانوني الستغالل العقار السياحي
32 الفرع األول :عقد االمتياز
33 الفرع الثاني :عقد إعادة البيع( .التنازل سابقا)
34 الفرع الثالث :عقد اإليجار
34 المطلب الثاني :الحماية القانونية للعقار السياحي
34 الفرع األول :الحماية اإلدارية للعقار السياحي
34 أوال :التخطيط كآلية لحماية العقار السياحي
36 ثانيا :المخططات القطاعية كوسيلة لحماية العقار السياحي
39 الفرع الثاني :الحماية القضائية للعقار السياحي
39 أوال :الضبط القضائي الخاص بالعقار السياحي
41 ثانيا :العقوبات المترتبة على األفعال المرتكبة على العقار السياحي
44 ملخص الفصل األول
الفصــــل الثاني :اإلطار اإلجرائي للعقار السياحي
85
الفهرس
46 تمهيد
46 المبحث األول :تهيئة وتسيير العقار السياحي
47 المطلب األول :إجراءات تحديد مناطق التوسع السياحي
47 الفرع األول :إعداد دراسات التهيئة السياحية
48 الفرع الثاني :صدور المرسوم التنفيذي المحدد لمناطق التوسع والمواقع
السياحية
49 المطلب الثاني :آليات تهيئة وتسيير مناطق التوسع السياحي
50 الفرع األول :التهيئة المكلفة بتهيئة وتسيير مناطق التوسع السياحي
50 أوال :تعريف الوكالة الوطنية لتنمية السياحة
50 ثانيا :مهام الوكالة الوطنية لتنمية السياحة
51 الفرع الثاني :مخطط التهيئة السياحية
52 أوال :تعريف مخطط التهيئة السياحية
52 ثانيا :أهداف مخطط التهيئة السياحية
52 ثالثا :إجراءات إعداد مخطط التهيئة السياحية
55 رابعا :محتوى مخطط التهيئة السياحية
57 المبحث الثاني :آليات االستثمار في العقار السياحي
58 الفرع األول :تعريف عقد االمتياز
59 الفرع الثاني :شروط منح االمتياز العقار السياحي
60 أوال :تقديم الطلب ودراسته
61 ثانيا :إتمام اإلجراءات الشكلية لعقد االمتياز
61 المطلب الثاني :التزامات المستثمر
63 المبحث الثالث :معوقات االستثمار السياحي المرتبطة بالعقار السياحي
والمنازعات المرتبطة به
63 المطلب األول :معوقات االستثمار السياحي المرتبطة بالعقار السياحي
63 الفرع األول :المضاربة والسمسرة في العقار السياحي
64 الفرع الثاني :إشكالية العقار السياحي
86
الفهرس
65 المطلب الثاني المنازعات المتعلقة بالعقار السياحي
65 الفرع األول :تحديد المنازعات المتعلقة به أمام القضاء
65 أوال :المنازعات المتعلقة باكتساب العقار السياحي
67 ثانيا :المنازعات الناتجة عن ارتكاب مخالفات على العقار السياحي
67 ثالثا :المنازعات الناجمة عن استعمال واستغالل العقار السياحي
67 الفرع الثاني :الجهة القضائية المختصة في حل المنازعات المتعلقة بالعقار
السياحي
68 أوال :منازعات العقار السياحي الخاضعة للقضاء اإلداري
69 ثانيا :منازعات العقار السياحي الخاضعة للقضاء العادي
71 ملخص الفصل الثاني
73 خاتمة
76 قائمة المصادر والمراجع
84 الفهرس
87
:ملخص
وخاصة في ظل الظروف, إن تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر يفرض استغالل کافة الموارد التي تزخر بها
وهو األمر الذي أصبح يدفع بالبحث عن, أمام تراجع عائدات الخزينة العمومية بسبب انخفاض المداخيل البترولية,الراهنة
سواء كان هذا األخير عبارة عن مواقع، ولعل من بين أهم هذه البدائل العقار السياحي، بدائل أخرى خ ارج قطاع المحروقات
فهو يعد أهم أداة من آدوات االستثمار التي تساهم في تطوير االقتصاد، سياحية او مناطق توسع سياحي او مناطق محمية
وهنا يقع عبئ التعريف به وتحديد آليات استغالله وحمايته على عاتق المشرع الجزائري من, الوطني بكافة مكوناته وخصائصه
.خالل تنظيمه بطريقة عقالنية وقانونية ضمانا لهذه الثروة وحفاظا عليها
Summary:
Achieving sustainable development in Algeria requires the exploitation of all the
resources it has, especially under the current circumstances, in the face of declining public
treasury revenues due to the drop in oil incomes. This has led to the search for other alternatives
outside the fuel sector, perhaps one of the most important alternatives is tourism property,
whether the latter is tourist sites, tourist expansion areas or protected areas, it is considered the
most significant tool of investment that contributes to developing of the national economy with
all its components and characteristics. Here, the burden of introducing it and identifying the
mechanisms of its exploitation and protection falls on the Algerian project via organizing it in a
rational and legal way to guarantee and preserve this wealth.
Keywords: Investment. Tourism property - Tourist Expansion Areas.
Résumé:
Atteindre le développement durable en Algérie nécessite l'exploitation de toutes les
ressources dont elle dispose, surtout dans les circonstances actuelles, face à la baisse des recettes
du trésor public en raison de la baisse des revenus pétroliers. Cela a conduit à la recherche
d'autres alternatives en dehors du secteur des carburants, l'une des alternatives les plus
importantes est peut-être l'immobilier touristique, qu'il s'agisse de sites touristiques, de zones
d'expansion touristique ou de zones protégées, il est considéré comme l'outil d'investissement le
plus important qui contribue au développement de l'économie nationale avec toutes ses
composantes et caractéristiques. Ici, la charge de l'introduire et d'identifier les mécanismes de
son exploitation et de sa protection incombe au projet algérien en l'organisant de manière
rationnelle et légale pour garantir et préserver cette richesse.
Mots-clés : Investissement. Propriété touristique - Zones d'expansion touristique.