Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/262179032

‫ﺿﻮاﺑﻂ اﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‬

Conference Paper · April 2014

CITATIONS READS
0 32,961

1 author:

Mamoun Nawahdah
Birzeit University
28 PUBLICATIONS   98 CITATIONS   

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Mamoun Nawahdah on 09 May 2014.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫ﺿواﺑط اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ‬
‫إﻋداد‬
‫‪1‬‬
‫اﻟدﻛﺗور إﺳﻣﺎﻋﯾل أﻣﯾن ﻧواﻫﺿﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟدﻛﺗور ﻣﺄﻣون إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻧواﻫﺿﺔ‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻘد ﺗطورت وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﺗطو اًر ﻓرﯾداً ﻣن ﻧوﻋﻪ ﺟﻌل اﻹﻧﺳﺎن ﯾﻘف ﻣﺗﻌﺟﺑﺎً‬
‫وﻣﻧﺑﻬ اًر ﻣن ذﻟك‪ ،‬ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟزﻣن اﻟﺳﺎﺑق ﻣﻧﺣﺻرة ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﻣﺣدودة وﺑداﺋﯾﺔ‪،‬وﻗد ﻗرﺑت ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل‬
‫ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدﯾن ﺟﻐراﻓﯾﺎً‪ ،‬وﺟﻌﻠت اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺑدو ﺑﺣق ﻛﻘرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣن ﺣﯾث ﺳﻬوﻟﺔ اﻟﺗواﺻل وﺗﺑﺎدل‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺧﺑرات‪ ،‬وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻫذا اﻟﺗطور أﺣدث ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻣﺟﺎﻻت‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﺳﻼح ذو ﺣدﯾن‪ ،‬ﻓﺈﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻧﻌﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻣﺻدر ﺳﻌﺎدة وﻫﻧﺎء وراﺣﺔ ﺑﺎل‪ ،‬إذا‬
‫اﺳﺗﺧدم ﺣﺳب اﻷﺻول وﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻧﻘﻣﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣﺻدر ﺷﻘﺎء وﺗﻌﺎﺳﺔ ﻟﻬﺎ‬
‫إذا اﺳﺗﺧدم ﻋﻛس ذﻟك‪ .‬واﻹﻧﺳﺎن ﻫو اﻟذي ﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬وﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻛون ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء‬
‫أو اﻟﻬدم‪ ،‬واﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ‪ -‬ﺑﺑﯾﺎن أﺻوﻟﻪ وﺗﻌرﯾﻔﻪ وﻣﺑﺎدﺋﻪ وﺿواﺑطﻪ‪ٕ ،‬واﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻪ وﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻪ‪-‬‬
‫أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺿرورة ﺑﻣﻛﺎن وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺳﺎء ﻓﯾﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ واﺳﺗﺧداﻣﻪ‪،‬ﺣﺗﻰ أﺿﺣﻰ ﻣرﻋﺑﺎً‬
‫وﻣﺧﯾﻔﺎً ﻟدى اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس‪ .‬ﻧﺣن ﻻ ﻧﻧﻛر أن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ أﺻﺑﺣت ﻣن ﻟوازم اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬ﯾﻘﺗﻧﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻛﺑﯾر واﻟﺻﻐﯾر‪ ،‬واﻟﻐﻧﻲ واﻟﻔﻘﯾر‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎً ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺗﺣدث ﻋن ﺿواﺑط وآداب اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ‬
‫وﺳﺎﺋل ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﻧﻔﻊ واﻟﻔﺎﺋدة واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾد أر ﻋن ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻬﺎ اﻟﺿرر واﻟﻔﺳﺎد واﻟﻌﺑث‬
‫واﻟﻔﺳﺎد واﻟﻔﺟور‪ ،‬ﻓﺈن ﻣن اﻟﻧﺎس ﻣن أﺣﺳن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻓﻌﺎدت ﻋﻠﯾﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ واﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة‪ ،‬ﻣن ﻋﻠم ﻧﺎﻓﻊ ﻛﺎﻟﻣﻛﺗﺑﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺗﻌدد أﻧواﻋﻬﺎ وأﺣﺟﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻣﻛﺗﺑﺎت‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗواﺻل ﻣﺣﻣود‪ ،‬وﻧﺷر ﻟﻠﻔﺿﯾﻠﺔ وﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻟﻠرذﯾﻠﺔ‪ ،‬ودﻋوة إﻟﻰ اﻟﺧﯾر وطرﻗﻪ‪ ،‬وﺗﺣذﯾر ﻣن‬
‫اﻟﺷر ووﺳﺎﺋﻠﻪ‪،‬واﻟﺗوﻋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻣن واﻵﻣﺎن‪ ،‬وﻣﻧﻬم ﻣﻧﺄﺳﺎء اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت ﺑﺎﺑﺎً‬
‫ﻟﻠﻔﺳﺎد اﻟﺧﻠﻘﻲ واﻟﺗﻠوث اﻟﻔﻛري‪ ،‬وﺿﯾﺎع اﻟوﻗت‪ ،‬وﻧﺷر ﻟﻸﻛﺎذﯾب واﻹﺷﺎﻋﺎت واﻷﺑﺎطﯾل‪ٕ ،‬واﺳﺎءة ﻟﻠﺑﻌض‬
‫واﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻋراض‪ ،‬وﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﻣﺿﻲ ﯾوم إﻻ وﻧﺳﻣﻊ ﻋن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﺳد واﻟﺗﺟﺎوزات‪.‬‬

‫ﺗﻌرﯾف وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل‪:‬‬


‫اﻟﻣﺧﺗﺻون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋرﻓوا وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺗﻌﺎرﯾف ﻛﺛﯾرة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻌﺑﺎرات واﻷﻟﻔﺎظ ﻣﺗﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً وﻣﺟﻣل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻫو‪ :‬ﻧﻘل ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﻣﻬﺎرات‪ ،‬وﺗﺑﺎدل ﻓﻛري ووﺟداﻧﻲ وﺳﻠوﻛﻲ ﺑﯾن أﺑﻧﺎء‬
‫اﻟﺑﺷر‪ ،‬أو ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﻘل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟرﺳﺎﺋل ﻣن ﻣرﺳل أو ﻣﺻدر‬

‫‪1‬ﺧطﯾب اﻟﻣﺳﺟد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﻣﺑﺎرك ‪ -‬اﻟﻌﻣﯾد اﻷﺳﺑق ﻟﻛﻠﯾﺗﻲ اﻟدﻋوة واﻟﻘرآن‪/‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘدس‪.‬‬
‫‪2‬أﺳﺗﺎذ ﻣﺳﺎﻋد –ﻛﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ‪/‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﯾرزﯾت‪.‬‬
‫ﻣﻌﯾن إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬أﻣﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ﻓﻬو ذﻟك اﻟﻧﻣط ﻣن اﻻﺗﺻﺎل اﻟذي ﯾﺗم ﺑﯾن أﻛﺛر ﻣن ﺷﺧﺻﯾن‬
‫ﻹﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋن طرﯾق رﺳﺎﺋل ﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻛوﻧﺎت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل‪:‬‬
‫اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﯾﻘوم ﻓﯾﻬﺎ طرف أول)ﻣرﺳل( ﺑﺈرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔإﻟﻰ طرف ﻣﻘﺎﺑل )ﻣﺳﺗﻘﺑل( ﯾﻛون ﻟﻪ أﺛر‬
‫ﻣﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ‪ .‬وﻋﻧﺎﺻرﻩ ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻣﺻدروﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣرﺳل‪ ،‬وﯾﻛون ﻓرداً أو ﺟﻣﺎﻋﺔ‪ ،‬أو ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟرﺳﺎﻟﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﺿﻣون أو اﻟﻣﺣﺗوى اﻟذي ﯾﻧﻘﻠﻪ اﻟﻣرﺳل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻘﻧﺎة وﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ أو اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ‪ ،‬أو اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ‪،‬‬
‫أو اﻟﺣﺎﺳوب ﺑﺄﻧواﻋﻪ وأﺷﻛﺎﻟﻪ اﻟﻣﺗﻌددة‪ ،‬أو اﻟﻬﺎﺗف ﺑﺄﻧواﻋﻪ أو اﻻﻧﺗرﻧت أو اﻹﻣﯾل أو اﻟﻣﺳﻧﺟر أو‬
‫اﻟﺳﻛﺎﯾب‪ ،‬أو اﻟﻣﻠﺻﻘﺔ‪ ،‬أو اﻟﻣطوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن أﻓﺿل وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬إﻟﻰ‬
‫ﻏﯾر ذﻟك‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻫو اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي وﺻﻠﺗﻪ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻣن اﻟطرف اﻷول )اﻟﻣرﺳل(‪.‬‬
‫‪ -5‬ردة اﻟﻔﻌل وﻫﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ أو اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺿﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾرﺳﻠﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل رداً ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣرﺳل‪.‬‬
‫وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻘدﯾﻣﺔ‪ :‬ﻗدﯾﻣﺎً ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾﺎة ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟﺳﻬوﻟﺔ وﻋدم اﻟﺗﻌﻘﯾد‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻧﻔذ ﻣن‬
‫اﻟﻧﺎس ﺟﻬداً ﻛﺑﯾ اًر ووﻗﺗﺎ طوﯾﻼً‪ ،‬ﻓﻛﺎن اﻟﻧﺎس ﯾﺗواﺻﻠون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺑﺎﻟرﺳﺎﺋل ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻣﻠوك ﯾرﺳﻠون رﺳﺎﺋﻠﻬم‬
‫إﻟﻰ دوﻟﺔ أو ﺟﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﺣﻣﺎم اﻟزاﺟل‪ ،‬ﻛذﻟك ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟدﺧﺎن أو اﻟﻧﺎر ﻛﺈﺷﺎرة ﻣﺗﻔق‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﻣﻌروﻓﺔ ﻟدى اﻟطرﻓﯾن‪.‬أو أﺷﺧﺎص ﯾﻛﻠﻔون ﺑﺣﻣل رﺳﺎﺋل ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺎت ﻣﺣدودة ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن اﻟﺟﻣﺎل‬
‫أو اﻟﺧﯾول اﻟﺦ‪.‬‬
‫وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﺑﺎﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺳﺎﺋل‪ ،‬ووظﯾﻔﺗﻬﺎ ﻣﺗﻌددة ﻣن أﺑرزﻫﺎ‬
‫اﺳﺗﻼم اﻟﻣوﺟﺎت اﻟﺻﺎﻋدة ﻣن اﻟﻣﺣطﺎت اﻷرﺿﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﺗﻐﯾﯾر ﺗردداﺗﻬﺎ وﺗﺿﺧﯾﻣﻬﺎ ٕوارﺳﺎﻟﻬﺎ ﻣرة أﺧرى إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﺣطﺎت اﻷرﺿﯾﺔ )اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل(‪(1) .‬‬

‫اﻷﺛر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪:‬‬


‫إن اﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻣدﻫﺷﺔ ﻓﻲ ﺛورة اﻻﺗﺻﺎﻻت أﻧﻬﺎ ﻗرﺑت اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدﯾن وأﺑﻌدت اﻟﻣﺗﻘﺎرﺑﯾن‪ ،‬ﻓﺄﺻﺑﺢ اﻹﻧﺳﺎن‬
‫ﯾﺗواﺻل ﺑﺳﻬوﻟﺔ واﺳﺗﻣﺗﺎع ﻣﻊ أﺷﺧﺎص ﻣن أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛون اﻟرﺣﯾب‪ ،‬وﯾﻣﺿﻲ أوﻗﺎﺗﺎً طوﯾﻠﺔ‬
‫وﺟﻬداً ﻛﺑﯾ اًر ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ذﻟك‪ .‬وﻛل ﻫذا ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أﺳرﺗﻪ وزوﺟﺗﻪ وأﺑﻧﺎﺋﻪ وواﻟدﯾﻪ وأﺻدﻗﺎﺋﻪ وﺟﯾراﻧﻪ‪ ،‬وﻗد ﯾﻛون‬
‫ذﻟك ﺳﺑﺑﺎً ﻓﻲ ﻓﻲ ﻋدم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠوات وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟدﯾن‪ .‬وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرﺟﻊ اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري وﻓﺳﺎد‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘدم ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ .‬ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﺑﻌض ﺳﺑب اﻟﻔﺳﺎد اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى اﻷﻓراد ﻻ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون واﻟدارﺳون‪ ،‬واﻟﺑﻌض ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ‬
‫ﻣﻐﺎﻻة وﺗﺷﻧﺟﺎً أﻣﺎم ﺗطور ﻫﺎﺋل ٕواﯾﺟﺎﺑﻲ أﻧﺗﺟﻪ اﻟﻌﻘل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻌزﻟﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﻣﺷروع"ﺑﯾو ﻟﻺﻧﺗرﻧت واﻟﺣﯾﺎة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ" إﻟﻰ أن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن‬
‫ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻹﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﺟﺗﻣﺎﻋﯾون أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرﻫم‪ٕ ،‬وان اﻹﻧﺗرﻧت واﻟﻬواﺗف اﻟﻣﺣﻣوﻟﺔ ﻻ ﺗﺷد‬
‫اﻟﻧﺎس ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻷوﺳﺎط اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑل ﺗﻌززﻫﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﺷﺑﻛﺎت ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أوﺳﻊ‬
‫وأﻛﺛر ﺗﻧوﻋﺎً‪.‬وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟدراﺳﺔ اﻟﺟدﯾدة أﺷﺎرت إﻟﻰ أن اﺳﺗﺧدام اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻔﯾﺳﺑوك ﻗد‬
‫ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺟﯾران‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺑﯾن أن ﻣﺳﺗﺧدﻣﻲ اﻻﻧﺗرﻧت ﻗد ﯾزورون ﺟﯾراﻧﻬﻣﻣﺛﻠﻬم ﻣﺛل‬
‫اﻵﺧرﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﺧدﻣون اﻟﻬواﺗف اﻟﻣﺣﻣوﻟﺔ وﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﺑﻛﺛرة أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ‬
‫ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺗطوﻋﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ أﯾﺿﺎً‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﻗد ﯾﺳﺄل اﻟﺑﻌض ﻣﺎ ﻣدى ﺻﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻷﺳرﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﺑﻌﺎداً أﻋﻣق وأوﺛق ﻣن ﻣﺛﯾﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻷﺧرى؟ ﻗﺎل أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﯾرﻣوك اﻟدﻛﺗور ﻋدﻧﺎن اﻟﻌﺗوم ‪":‬إن ﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻹﺗﺻﺎﻻت واﻧﺗﺷﺎر اﻹﻧﺗرﻧت ﻓﻲ اﻟﺑﯾوت‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎﻫﻲ ﺗﻌد ظﺎﻫرة ﺗﺳﺗﺣق اﻻﻫﺗﻣﺎم واﻟدراﺳﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ آﺛﺎرﻫﺎ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣﺎ ﺗرﻛت‬
‫آﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟواﻧب اﻷﺧرى اﻟﻌدﯾدة‪ .‬وأﺿﺎف‪ ،‬ﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺑﺎء اﻷردﻧﯾﺔ‪ :‬إن اﺳﺗﺧدام اﻹﻧﺗرﻧت ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻧﺎس وﺧﺻوﺻﺎً ﺷراﺋﺢ اﻟﻣراﻫﻘﯾن واﻟﺷﺑﺎب أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ ﯾرى اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎدي اﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﻛل‬
‫ﻣن ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﺷراﺋﺢ‪ ...‬ﻓﺎﺳﺗﺧدام اﻹﻧﺗرﻧت أﺻﺑﺢ ﺑدﯾﻼً ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺻﺣﻲ ﻣﻊ اﻟرﻓﺎق‬
‫واﻷﻗﺎرب وأﺻﺑﺢ ﻫم اﻟﻔرد ﻗﺿﺎء اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت اﻟﻣﺗﻌددة ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻐﯾ اًر ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﯾم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗﯾم اﻟﻌﻣل اﻹﺟﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻋﻧﺻ اًر ﻫﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ‪ " .‬وأﺷﺎر إﻟﯨﺄن‬
‫اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻔردي ﻟﻠﺣواﺳﯾب واﻹﻧﺗرﻧت ﯾﻌزز اﻟرﻏﺑﺔ واﻟﻣﯾل ﻟﻠوﺣدة واﻟﻌزﻟﺔ ﻟﻠﻣراﻫﻘﯾن واﻟﺷﺑﺎب ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن‬
‫ﻓرص اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟﻧﻣو اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻹﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﺻﺣﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﻧﻣو اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﺣب اﻻﺳﺗطﻼع‬
‫واﻻﺳﺗﻛﺷﺎف‪ ،‬وأن ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻷوﻟﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن اﺳﺗﺧدام اﻹﻧﺗرﻧت ﯾﻌرض اﻷطﻔﺎل واﻟﻣراﻫﻘﯾن إﻟﻰ‬
‫ﻣواد وﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ وﻏﯾر واﻗﻌﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾق ﺗﻔﻛﯾرﻫم وﺗﻛﯾﻔﻬم وﯾﻧﻣﻲ ﺑﻌض اﻷﻓﻛﺎر ﻏﯾر اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ وﺧﺻوﺻﺎً‬
‫ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻧﻣط اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وأﻧﻣﺎط اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻷﺧرى‪.‬وﺑﯾن‬
‫أن دﺧول اﻹﻧﺗرﻧت ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻟواﺳﻌﺔ أﺻﺑﺢ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺳﺎﻋداً ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻔﺟوة ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺣوﺳﺑﺔ واﻻﺗﺻﺎل ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﺑل إن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻣﯾزة اﺳﺗﺧدام‬
‫اﻹﻧﺗرﻧت أﺻﺑﺣوا ﻋرﺿﺔ ﻟﻼﺗﻬﺎم ﺑﺎﻟﺗﺧﻠف واﻟﻐﺑﺎء ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ﻧﻣوذج ﻣن اﻟﺻراع اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل أو ﺷراﺋﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﺑﯾن اﻟﺻﻐﺎر واﻟﻛﺑﺎر‪ ،‬أو ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء واﻵﺑﺎء‪.‬‬

‫ﺗﺄﺛﯾر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﺣﺔ اﻷطﻔﺎل‪:‬‬


‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻧﺎ وﻣﻼﺣظﺎﺗﻧﺎ ﻷطﻔﺎﻟﻧﺎ ﻧﺟد أن ﻫؤﻻء اﻷطﻔﺎل ﯾﺗﻌﻠﻘون ﺑﺷﻛل ﻏرﯾب وﻋﺟﯾب ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل إﻟﻰ درﺟﺔ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻹدﻣﺎن‪ ،‬وﻻ ﻧﺑﺎﻟﻎ إذا ﻗﻠﻧﺎ إﻧﻪ ﯾﺻل إﻟﻰ اﻹدﻣﺎن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ ،‬ﻓﻧراﻫم‬
‫ﯾﻘﺿون ﻣﻌظم ﯾوﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﺟﻠوس ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺣﺎﺟﺗﻬم إﻟﻰ اﻟطﻌﺎم واﻟﺷراب وﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺎﺋر اﻟدﯾﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وﯾﻧﻛب ﻫؤﻻء ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﻬم إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب‬
‫واﻟﻼﻣﺑﺎﻻة‪ ،‬ﻻ ﻧﻧﻛر أن اﻷطﻔﺎل ﯾﺳﺗﻔﯾدون وﯾﺗﻌﻠﻣون اﻟﺷﻲء اﻟﻛﺛﯾر ﺑل وﯾﺻﺑﺢ ﻟدﯾﻬم ﺛروة ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺗﻔوق‬
‫ﻣﺳﺗواﻫم اﻟﻌﻣري‪ ،‬ﻟﻛن إذا ﻣﺎ ﻗﯾﺳت ﻫذﻩ اﻟﻔواﺋد ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻔﻘد إﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫اﺳﺗﻧﺑطﻬﺎ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻘول‪" :‬درء اﻟﻣﻔﺎﺳد أوﻟﻰ ﻣن ﺟﻠب اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ"‪ .‬وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫أﺟرﺗﻬﺎ وﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ "أﻧﻘذوا اﻷطﻔﺎل" اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ (2)،‬أن ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ أوﺟدت ﺟﯾﻼً ﻣن اﻷطﻔﺎل‬
‫ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟوﺣدة وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﺻداﻗﺎت‪ .‬واﻋﺗﻣدت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ اﺳﺗطﻼع أﺟري ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن‬
‫ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻌﻠم أﻛدوا ﻓﯾﻬﺎ أن ‪ %70‬ﻣﻧﻬم‪ :‬ﻋﻠﻰ أن ﻗﺿﺎء اﻷطﻔﺎل ﺳﺎﻋﺎت طوﯾﻠﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻧﻔرد ﻣﻊ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت‬
‫وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎراﺗﻬم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ‪:‬‬


‫ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻵﺧﯾرة ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬إﻟﻰ درﺟﺔ أن ﻧﺳب اﻟطﻼق ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﺎﻗت ﻧﺳب اﻟزواج‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري وﻛﺛرة ﺣﺎﻻت اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬إﻟﻰ درﺟﺔ أﺻﺑﺣت ﺣﯾﺎة اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﯾوت ﺟﺣﯾﻣ ًﺎ ﻻ‬
‫ﯾطﺎق‪ ،‬وﻣﺎ ذﻟك ّإﻻ ﺑﺳﺑب اﻧﺗﺷﺎر اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻛﺎد ﺑﯾت ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻪ‪ٕ ،‬واذا ﻛﻧﺎ‬
‫ﻗد ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋن ﺗﻌﻠق اﻷطﻔﺎل ﺑﻪ إﻟﻰ درﺟﺔ اﻹدﻣﺎن ‪ ،‬ﻓﺈن ﺑﻌض اﻷزواج ﻻ ﯾﻘل ﺗﻌﻠﻘﻬم ﻋن اﻷطﻔﺎل‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ‬
‫دﻓﻊ اﻟﺑﻌض إﻟﻰ إطﻼق ﻣﺻطﻠﺢ "أراﻣل اﻟﻧت"‪ .‬ﻓﺈن ﻣن أﺧطر اﻷﻣور ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ﻫو إدﻣﺎن أﺣد اﻟزوﺟﯾن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬واﻓﺗﺗﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﺗﺻدر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت‬
‫وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎدي اﻟﺣرام‪ ،‬وﻟذﻟك اﺳﺗﻐﻠت ﺑﻌض اﻟﻣواﻗﻊ ﻫذﻩ اﻟرذﯾﻠﺔ ﻟﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻋﺑر‬
‫اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬إﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺟﺎن أو ﺑﻣﻘﺎﺑل‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب أن ﻫذا اﻷﻣر ﻣﯾﺳر ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل‪ .‬ﻓﻬذا اﻷﻣر ﻻ‬
‫ﯾﺑﺎﻋد ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﯾﻧزع اﻟﺛﻘﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺣﺳب‪ ،‬ﻷن ﻣﺎ ﯾﻌرض ﯾﺟﻌل أﺣدﻫﻣﺎ أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﯾﻘﺎرن اﻟذي‬
‫ﯾﺷﺎﻫدﻩ ﺑﻣﺎ ﻫو ﻋﻧدﻩ‪ ،‬ﻓﺗﺣدث اﻟﻔﺟوة‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﺎ ﯾﻌرض ﻫو ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺑﺣﯾث ﯾﻔﺗﺗن اﻟزوﺟﺎن‬
‫ﺑذﻟك‪،‬ﻛذﻟك اﻷﻣر ﻣﺎ ﯾﺷﺎﻫد ﯾﻐﯾر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹﺣﺳﺎس ﻋﻧد اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬وﯾﺟﻌل اﻟرﻏﺑﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺗوﺟد ﻓﻲ‬
‫ظروف ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌود ﻟﻠﻣؤﺛرات اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻗوة ﺗذﻛر‪ .‬ﻓﺧطورة ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرذﯾﻠﺔ ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت ﻟﯾﺳت‬
‫ﻛﻐﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﺟل اﻟﻣﻔﺗون ﺑﻬذﻩ اﻟﻣواﻗﻊ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾزﻫد ﻓﻲ زوﺟﺗﻪ‪ ،‬وﺗﺻﺑﺢ اﻟرﻏﺑﺔ ﻋﻧدﻩ ﻣﻔﻘودة أو ﺿﻌﯾﻔﺔ أو ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﻌﺑر اﻟﺑﻌض ﻋن ذﻟك ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺷﻔرة‪ ،‬وﻻ ﯾﻔﻛﻬﺎ ﺳوى ﺟو اﻟﻌزﻟﺔ واﻟﺳرﯾﺔواﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ اﻟذي ﺗوﻓرﻩ ﻏرف‬
‫اﻟدردﺷﺔ‪ ،‬واﻟﺳﻛﺎﯾب واﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ وﻏﯾر ذﻟك‪ .‬وﻗد دﻓﻌت ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺑﻌض –ﻛﻣﺎ ذﻛرت‪ -‬إﻟﻰ إطﻼق‬
‫ﻟﻘب أراﻣل اﻹﻧﺗرﻧت‪ -‬ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﯾن ﻣن ﺳﻘوط أزواﺟﻬن ﻓﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﺣل وﻫذا اﻟﻣﺳﺳﺗﻧﻘﻊ‪.‬‬
‫وﯾﻐﯾﺑون ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ أي دور ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬن أو ﺣﯾﺎة اﻷﺑﻧﺎء‪ ،‬ﻷن اﻟﺧطر ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺎت‬
‫ٕواﻧﻣﺎ ﯾطﺎل وﯾﺻﯾب اﻷﺳرة ﺑﻛﺎﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن اﻟﺧطر ﻻ ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻘط ﻣن‬
‫اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬ﺑل اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗرﻧت ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت واﻟﻣﺧﺎطر‪ ،‬وﻛﻣﺎ ﻗﯾل‬
‫ﻛل ﺷﻲء ﯾزﯾد ﻋن ﺣدﻩ ﯾﻧﻘص‪.‬‬
‫ﺗﻘول إﺣدى اﻟزوﺟﺎت وﻋﻣرﻫﺎ ﺧﻣﺳﺔ وﺛﻼﺛون ﻋﺎﻣﺎً‪" :‬أﻋﻠم ﺗﻣﺎﻣﺎً أن زوﺟﻲ ﻻ ﯾﺳﺗﺧدم اﻹﻧﺗرﻧت ﻣن‬
‫أﺟل اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺋﺔ أو اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻧﻲ أﻛرﻩ ﻫذﻩ اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﻠﺑت أﺳرﺗﻲ ﻟﺣظﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎع‬
‫اﻟداﻓﺋﺔ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪".‬‬
‫ﺑل ﻛﺛﯾ اًر ﻣﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺑﻌض ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﺗراﻩ وﻫو ﺟﺎﻟس ﻣﻊ أﺻﺣﺎﺑﻪ أو ﺣﺗﻰ أﺛﻧﺎء اﻟﻣؤﺗﻣرات‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﯾﻌﺑث ﺑﺟﻬﺎزﻩ اﻟﻣﺣﻣول ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻪ وأﺷﻛﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻵﺧرﯾن ﯾﺿﯾﻘون ذرﻋﺎً ﺑﻪ‪،‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺗﺳوء اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻷﺻﺣﺎب‪.‬وﺗﻘول اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أ‪/‬داﻟﯾﺎ ﺣﻧﻔﻲ‪" :‬إن اﻟﺣد اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن‬
‫إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺗﻬﺎ ﯾﺗﺣدد وﻓﻘﺎً ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل‪ٕ ،‬واذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أم‬
‫إدﻣﺎﻧﺎً‪ ،‬ﻓﺎﻹدﻣﺎن ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎطﻲ ﻣواد ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳم‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫو ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ وﻋدم‬
‫اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﺷﻲء ﻣﺎ‪،‬واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻟﺣﺻول اﻹﺷﺑﺎع‪ ،‬وﺗرﺗُب اﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك"‪.‬‬
‫وﺗﺿﯾف‪" :‬إذا أردﻧﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ﻓﻼ‬
‫ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ إﺻدار ﺣﻛم ﻋﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻷﻣر ﯾﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎً وﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺧدام‪ ،‬وﻋدد اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻧﻔﻘﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎً ﻟﻠﻣوﺑﺎﯾل أو ﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬وﻓﻲ ﻧظر ﻋﺎﻟﻣﺔ اﻟﻧﻔس اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ "ﻛﯾﻣﺑرﻟﻲ ﯾوﻧﺞ" وﻫﻲ‬
‫أول ﻣن اﻫﺗم ﺑﺈدﻣﺎن اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻷﻛﺛر ﻣن ‪ 38‬ﺳﺎﻋﺔ أﺳﺑوﻋﯾﺎً ﻫو ﻣؤﺷر اﻹدﻣﺎن‪ .‬وﺗؤﻛد " أ‪/‬د‬
‫داﻟﯾﺎ" ﻋﻠﻰ أن ﻣدﻣن اﻹﻧﺗرﻧت أو ﻣن ﯾﺳرف ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﺳﺊ ﻫذا اﻻﺳﺗﺧدام‪ ،‬وﯾﻛون أﻛﺛرﻋرﺿﺔ‬
‫ﻟﻺﻧﺟراف ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺄﺳﯾس ﺣﯾﺎة ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم اﻹﻓﺗراﺿﻲ‬
‫ﯾﻬرب ﻓﯾﻬﺎ ﻣن واﻗﻌﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو ﺣﺎل اﻟﻣدﻣن ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬وﻫذا ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ واﻗﻌﻪ وﯾﺟﻌﻠﻪ أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾداً وﺑرودة‪،‬‬
‫وﯾﻔﺎﻗم ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻷﺳرﯾﺔ‪ ،‬وأﺧطر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر ﻫو أن وﺟود اﻟﻌﺎﻟم اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ اﻟﻣﻣﺗﻊ اﻟذي ﯾﻬرب‬
‫إﻟﯾﻪ ﯾﻔﻘدﻩ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗﺣﺳﯾن ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﺗزداد ﺳوءاً ﻛﻠﻣﺎ ازداد إدﻣﺎﻧﺎً‪".‬‬

‫رأي اﻷﺳر ﻓﻲ ﻣﺻر ﺣول اﺳﺗﺧدام اﻹﻧﺗرﻧت‪:‬‬


‫ﻛﺷف اﺳﺗطﻼع أﺟراﻩ )ﻣرﻛز اﺳﺗطﻼع اﻟرأي اﻟﻌﺎم( ﻓﻲ ﻣﺻر ﻋن رأي اﻟﺷﺑﺎب ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻬم‬
‫ﻟﻺﻧﺗرﻧت أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻗﻧﺎﻋﺔ ﻫؤﻻء اﻟﺷﺑﺎب ﺑﺄن أﻫم ﻣﻣﯾزات اﻹﻧﺗرﻧت ﻫﻲ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣدارك وزﯾﺎدة‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻻ أن اﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻟﻬﺎ اﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ وﺗﺣﻣﯾل اﻷﻏﺎﻧﻲ واﻷﻓﻼم واﺳﺗﺧدام اﻟﺑرﯾد‬
‫اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪.‬وأﺷﺎر ﻣﻌظم اﻟﺷﺑﺎب إﻟﻰ ﻋدم ﺗﺄﺛﯾر اﺳﺗﺧدام اﻹﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬم اﻷﺧرى ﻣﺛل ﻣﺷﺎﻫدة‬
‫اﻟﺗﻠﻔزﯾون وﻗراءة اﻟﺻﺣف واﻟﻣﺟﻼت‪.‬أﻣﺎ ﻋن رأي اﻷﺳر ﻓﻔﻲ اﺳﺗطﻼع آﺧر أﺟراﻩ اﻟﻣرﻛز ﺗﺑﯾن أن أﻛﺛر ﻣن‬
‫ﻧﺻف اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾرون أن ﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﺗرﻧت ﯾﻌﺗﺑر إﯾﺟﺎﺑﯾﺎً ﻋﻠﻰ أﺑﻧﺎﺋﻬم‪ ،‬وأﻛد أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻌﯾﻧﺔ أن أﻫم‬
‫ﻣﯾزة ﻟﻺﻧﺗرﻧت ﻫﻲ اﻟوﺻول اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬أﻣﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد واﻟدﻛﺗور‬
‫وﺟدي ﺷﻔﯾق ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻵداب ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ﻋن )اﻵﺛﺎر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺑﺎب( ﻓﻘد ﻛﺷﻔت أن‬
‫ﺧﻣﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾذﻫﺑون إﻟﻰ أن ﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎً ﻋﻠﻰ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗم ﻗﺿﺎؤﻩ ﻣﻊ‬
‫أﺳرﻫم‪ ،‬ورأي ﯾﻘول‪ :‬أن اﺛﻧﯾن وﺧﻣﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن أن ﻟﺷﺑﻛﺔ اﻹﻧﺗرﻧت ﺗﺄﺛﯾ اُر ﺳﻠﺑﯾﺎً ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ‪ ،‬وذﻫب ﺳﺗون ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ أن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾ اًر ﺳﻠﺑﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻷﻗﺎرب ﺣﯾث ﺗﻘل ﻣﻌدﻻت‬
‫اﻟزﯾﺎرات اﻷﺳرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻘول اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أ‪ /‬ﻋﻔت ﺟﻣﻌﺔ‪" :‬إﻧﻬﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ طرﯾق ﻣﺳدود ﻣﻊ اﺑﻧﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي دﻣر‬
‫اﻹﻧﺗرﻧت ﺣﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وﺳرق زﻫرة ﺷﺑﺎﺑﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﺑﺎﻟﯾد ﺣﯾﻠﺔ!"وﺗﺳﺗطرد ﻗﺎﺋﻠﺔ‪":‬اﺑﻧﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑذﻛﺎء ﺣﺎد‪ ،‬وﺑطﺑﻊ ﺧﺟول‪،‬‬
‫وﯾﻣﯾل ﻟﻺﻧطواﺋﯾﺔ ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺧرج أﺑداً ﻋن اﻟﺣد اﻟﻣﻌﻘول‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﯾﻠﻌب ﻓﻲ طﻔوﻟﺗﻪ ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل‪،‬‬
‫وﻛﺎن ﻟﻪ أﺻدﻗﺎء‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﺣب اﻟﺟﻠوس ﻣﻌﻧﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﻊ دﺧوﻟﻪ ﻋﺎﻟم اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﻓﻘدﻧﺎﻩ ﺗﻣﺎﻣﺎً أو ﻓﻘد ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻛل‬
‫أﺣﺑﺎﺑﻪ"‪ .‬وﺗﺿﯾف ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻷﺳﻰ‪ ":‬ﻟﻘد أﺻر زوﺟﻲ ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺣرم اﺑﻧﻪ اﻟﻣﺗﻔوق ﻣن ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻌزز‬
‫ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬وﺗﺳﻬل دراﺳﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻣن اﻹﻧﺗرﻧت ﻓﻲ ﺣﺟرﺗﻪ اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ وﻫو ﻓﻲ اﻟﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺛﺎﻧوي‪ ،‬وﻟم‬
‫ﺗﺗﺄﺛر دراﺳﺗﻪ ﻓﻘد ﺗﺧرج ﻣن ﻛﻠﯾﺔ اﻟطب ﻛﻣﺎ أراد‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺎ ﻓﺎﺋدة ذﻟك وﻫو أﺳﯾر اﻟﺣﺎﺳوب‪ٕ ،‬واذا ﻓﺎرﻗﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﻧﺎ‬
‫ﺟﺳداً ﺑﻼ روح أو ﻗﻠب‪ ،‬وﻫو ﯾرﻓض اﻟﻌﻣل واﻟزواج‪ ،‬ﻓﺄي ﺣﯾﺎة ﻫذﻩ؟" وﺗﻘول‪" :‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻛﺄﺧﺻﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﻣﺳﺎﻋدة اﺑﻧﻬﺎ اﻷﻛﺑر‪ ،‬وﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﻛﺎﻧت ﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻌﻪ ﻣن اﻹﻧﺗرﻧت ﻛﺎﻧت ﺗواﺟﻪ‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﺟﯾدة واﻟوﺟﻪ اﻟﺣﺳن ﻟﻬذا اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌﻧﻛﺑوﺗﻲ‪ٕ ،‬واﻧﻪ ﻻ ﺣق ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣرﻣﺎﻧﻪ ﻣن ﻫذا اﻟﺧﯾر‬
‫اﻟﻌﻣﯾم"‪.‬وﻣﺎ ﻗﺎﻟﺗﻪ ﻫذﻩ اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﺔ وﻣﺎ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻪ ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪ٕ ،‬وان ﺣﺎﻟﺔ اﺑﻧﻬﺎ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻟﺷﺑﺎب واﻷﺑﻧﺎء واﻟﺑﻧﺎت‪ ،‬وأﺻﺑﺢ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت ﯾﺷﻛون ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺧطﯾرة‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﯾﻘف أﺣﻣد اﺑراﻫﯾم وﻫو طﺎﻟب ﻓﻲ اﻟﻔرﻗﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﻬﻧدﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان‪،‬‬
‫ﻓﻘد أﺑدى دﻫﺷﺗﻪ واﺳﺗﻐراﺑﻪ ﻣن ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت ﻣﻊ اﻹﻧﺗرﻧت"وﻛﺄﻧﻪ رﺟس ﻣن ﻋﻣل‬
‫اﻟﺷﯾطﺎن"‪.‬وﯾﻘول‪":‬ﻫذﻩ اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻣن ﻧﻌم اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻛم ﻣن ﺷﺧص اﻫﺗدى وﻋرف اﷲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ؟ وﻛم‬
‫ﻣن أﺷﺧﺎص ﺗﻠﻘوا اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺳﻼﺳﺔ وﯾﺳر وﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻋﺑرﻫﺎ؟ وﻛم ﻣن طﺎﻟب وﺑﺎﺣث‬
‫وﻋﺎﻟم ﺗﯾﺳرت أﻣورﻫم ﺑﻬذﻩ اﻟﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ؟ وﯾﺗﺳﺎءل‪ :‬ﻟﻣﺎذا ﻧﺻر ﻋﻠﻰ رؤﯾﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣظﻠﻣﺔ؟ ﺛم ﻟﻣﺎذا ﻻ‬
‫ﻧﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ؟ وﻧﻘر ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣظﻠﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﺣﻛ اًر ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗرﻧت‪ٕ ،‬وان ﻣن ﯾرﯾد اﻟرذﯾﻠﺔ‬
‫واﻟﺿﻼل ﻓﻠن ﯾﻌﺟز ﻋﻧﻬﻣﺎ ﺳواء ﺑﺎﻹﻧﺗرﻧت أو ﺑدوﻧﻪ"‪.‬وﺗﻌﻘﯾﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﻫذا اﻟطﺎﻟب أﻗول‪:‬إن اﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ‬
‫أوردﻫﺎ ﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻧﻛﺎرﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ‪ ،‬واﻟﻣطﻠوب اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺷرﻗﺔ ﻻ اﻟﻣظﻠﻣﺔ ﻟﻛن ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﺎ ذﻛرﻩ ﺑﺄن ﻣن ﯾرﯾد اﻟرذﯾﻠﺔ ‪...‬اﻟﺦ ﻓﻼ أﺗﻔق ﻣﻌﻪ وﻗد ﯾﺷﺎرﻛﻧﻲ‬
‫اﻟﻛﺛﯾرﻓﻲ ﻫذا اﻟرأي‪ ،‬ﻷن اﻹﻧﺗرﻧت ﯾﺳﻬل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟرذﯾﻠﺔ واﻟﻔﺳﺎد دون اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ أو اﻟﻌﻘﺎب‬
‫اﻟدﻧﯾوي‪ ،‬أو دون أن ﯾطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ أﺣد إﻻ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻏرف اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ أو اﻟﻣﺎﺳﻧﺟر أو‬
‫اﻟﺳﻛﺎﯾب ﻓﻬو ﺻوت وﺻورة ﺗﻘرﯾﺑﺎً وﻛﺄﻧك ﺟﺎﻟس ﻣﻊ ﻣن ﺗﺗﺣدث ﻣﻌﻪ‪ ،‬و ﻣن ﺷﺄن ذﻟك أن ﯾوﻗﻊ ﻓﻲ اﻟرذﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬واﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ أﻣرﻧﺎ ﺑﻐض اﻟﺑﺻر ﻋن اﻟﻣﺣرﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون ﻋدم اﻟﻐض وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠوﻗوع ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪):‬ﻗل ﻟﻠﻣؤﻣﻧﯾن ﯾﻐﺿوا ﻣن أﺑﺻﺎرﻫم وﯾﺣﻔظوا ﻓروﺟﻬم ذﻟك أزﻛﻰ ﻟﻬم إن اﷲ ﺧﺑﯾر ﺑﻣﺎ ﯾﺻﻧﻌون‪،‬‬
‫وﻗل ﻟﻠﻣؤﻣﻧﺎت ﯾﻐﺿﺿن ﻣن أﺑﺻﺎرﻫن وﯾﺣﻔظن ﻓروﺟﻬن‪.3(...‬وﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻋر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪:‬‬

‫‪3‬ﺳورة اﻟﻧور‪32-31 :‬‬


‫ﻧظرة ﻓﺎﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻓﺳﻼم ‪ ...‬ﻓﻛﻼم ﻓﻣوﻋد ﻓﻠﻘﺎء‪.4‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣن اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟطﺎﻟب ﺑﻧﻰ ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺟرﺑﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻘط وﻫذا ﺧطﺄ‪(3).‬‬

‫آداب اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم واﻹﻧﺗرﻧت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص‪:‬‬
‫إن ﻣن أﺑرز ﺗﻠك اﻵداب‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ﯾﺳﺗﺷﻌر اﻟﻣرء أن ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل ﻧﻌﻣﺔ ﻣن ﻧﻌم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﺗﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺷﻛرﻩ‪ ،‬ﺑﻌدم ﻣﻌﺻﯾﺗﻪ‬
‫وﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﻣرﻩ‪ ،‬ﻓﻬو اﻟواﻫب اﻟﻣﻧﻌم اﻟذي ﺳﺧرﻫﺎ ﻟﻧﺎ ﺑﻔﺿﻠﻪ وﻛرﻣﻪ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪) :‬وﺳﺧر ﻟﻛم ﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﻣوات وﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻣﻧﻪ إن ﻓﻲ ذﻟك ﻵﯾﺎت ﻟﻘوم ﯾﺗﻔﻛرون(‪ 5‬وﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺷﻛر اﻟﻧﻌﻣﺔ‬
‫أن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻣرء ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺑﺎﺣﻪ‪ ،‬وﯾﺗﺟﻧب أن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺻﯾﺗﻪ وﻣﺳﺎﺧطﻪ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ﯾﺗذﻛر اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻣﺎ ﺗﺟﺗرﺣﻪ ﺟوارﺣﻪ ﻣن أﻓﻌﺎل وأﻗوال‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪) :‬ﯾوم ﺗﺷﻬد‬
‫ﻋﻠﯾﻬم أﻟﺳﻧﺗﻬم وأﯾدﯾﻬم وأرﺟﻠﻬم ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻣﻠون ﯾوﻣﺋذ ﯾوﻓﯾﻬم اﷲ دﯾﻧﻬم اﻟﺣق وﯾﻌﻠﻣون أن اﷲ ﻫو‬
‫اﻟﺣق اﻟﻣﺑﯾن(‪.6‬‬
‫ﻗﺎل ﻗﺗﺎدة‪" :‬اﺑن آدم‪ ،‬واﷲ إن ﻋﻠﯾك ﻟﺷﻬوداً ﻏﯾر ﻣﺗﻬﻣﺔ‪ ،‬ﻓراﻗﺑﻬم واﺗق اﷲ ﻓﻲ ﺳرك وﻋﻼﻧﯾﺗك‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ‬
‫ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻧﻪ ﺧﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬واﻟظﻠﻣﺔ ﻋﻧدﻩ ﺿوء‪ ،‬واﻟﺳر ﻋﻧدﻩ ﻋﻼﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣن اﺳﺗطﺎع أن ﯾﻣوت وﻫو ﺑﺎﷲ ﺣﺳن‬
‫اﻟظن ﻓﻠﯾﻔﻌل وﻻ ﻗوة إﻻ ﺑﺎﷲ"‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣرء أن ﯾﺗﻘﻲ اﷲ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻛﻠم ﺑﻪ‪ ،‬أو ﯾﻛﺗﺑﻪ‪ ،‬أو ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ‪،‬‬
‫أو ﯾﻧﺷرﻩ‪ ،‬وﻟﯾﺣذر ﻣن ﻧﺷر اﻟﺳوء واﻟﻔﺎﺣﺷﺔ‪ٕ ،‬واﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬وﻗد ﺣدﺛت ﻣﺂس‬
‫واﻧﺗﻬﺎك ﻟﻸﻋراض ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺳﺎﻫل واﻟﺗﻣﺎدي ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت‪ .‬وﻟﯾﺣذر وﻋﯾد اﷲ ﻋز وﺟل ﺑﻘوﻟﻪ‪):‬إن‬
‫اﻟذﯾن ﯾﺣﺑون أن ﺗﺷﯾﻊ اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ ﻓﻲ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻟﻬم ﻋذاب أﻟﯾم ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة واﷲ ﯾﻌﻠم وأﻧﺗم ﻻ‬
‫ﺗﻌﻠﻣون(‪.7‬‬
‫‪ -3‬أن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺷﻌل ﺧﯾروﻫداﯾﺔ ٕواﺻﻼح‪ ،‬ﻓﯾﻛون ﻟﻪ ﻣن اﻷﺟر واﻟﺛواب ﺑﻘدر ﻣﺎ‬
‫اﻧﺗﻔﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺗواﺻل ﻣﻌﻬم وﻧﺷر اﻟﺧﯾر ﺑﯾﻧﻬم‪ ،‬وﻟﯾﺣذر أن ﯾﻛون ﻣﺑﻌث ﺷر وﻣﻌﺻﯾﺔ ٕواﻓﺳﺎد‪ ،‬ﻓﯾﻛون‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟوزر ﺑﻘدر ﻣﺎ أﻓﺳدﻫم وأﻏواﻫم‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪):‬ﻟﯾﺣﻣﻠوا أوزارﻫم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ وﻣن أوزار‬
‫اﻟذﯾن ﯾﺿﻠوﻧﻬم ﺑﻐﯾر ﻋﻠم آﻻ ﺳﺎء ﻣﺎ ﯾزرون(‪ .8‬وﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟذي رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺳﻠم ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة –‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ‪ -‬أن رﺳول اﷲ –ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم‪ -‬ﻗﺎل‪):‬ﻣن دﻋﺎ إﻟﻰ ﻫدي ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣن اﻷﺟر‬
‫ﻣﺛل أﺟور ﻣن ﺗﺑﻌﻪ ﻻ ﯾﻧﻘص ذﻟك ﻣن أﺟورﻫم ﺷﯾﺋﺎً‪ ،‬وﻣن دﻋﺎ إﻟﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻹﺛم ﻣﺛل‬
‫آﺛﺎم ﻣن ﺗﺑﻌﻪ ﻻ ﯾﻧﻘص ذﻟك ﻣن آﺛﺎﻣﻬم ﺷﯾﺋﺎً(‪.‬ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻧووي –رﺣﻣﻪ اﷲ‪":-‬ﻣن دﻋﺎ إﻟﻰ ﻫدي ﻛﺎن‬

‫‪ 111/24‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‬
‫‪5‬ﺳورة اﻟﺟﺎﺛﯾﺔ ‪13 :‬‬
‫‪6‬ﺳورة اﻟﻧور‪25-24 :‬‬
‫‪7‬ﺳورة اﻟﻧور‪19 :‬‬
‫‪8‬ﺳورة اﻟﻧﺣل‪25:‬‬
‫ﻟﻪ ﻣﺛل أﺟور ﻣﺗﺎﺑﻌﯾﻪ‪ ،‬أو إﻟﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺛل آﺛﺎم ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟﻬدي واﻟﺿﻼﻟﺔ ﻫو‬
‫اﻟذي اﺑﺗدأﻩ أم ﻛﺎن ﻣﺳﺑوﻗﺎً إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﺳواء ﻛﺎن ﺗﻌﻠﯾم ﻋﻠم أو ﻋﺑﺎدة أو أدب‪ ،‬أو ﻏﯾر ذﻟك"‬
‫وﻛم ﻣن أﻧﺎس ﻧﺷروا اﻟﺧﯾر واﻟدﻋوة واﻟﻌﻠم اﻟﻧﺎﻓﻊ‪ ،‬وﻧﺻرة اﻟﺣق واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﯾن‪ ،‬وﻻ ﺗزال‬
‫اﻟﺣﺳﻧﺎت ﺗﺗواﻟﻰ ﻓﻲ ﻣوازﯾﻧﻬم وﻫم ﻓﻲ ﻗﺑورﻫم‪ ،‬وأﻧﺎس آﺧرون –ﻧﺳﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﯾﺔ‪ -‬ﻻ ﺗزال اﻟﺳﯾﺋﺎت‬
‫ﺗﺗرى ﻋﻠﯾﻬم‪ ،‬ﺟزاء ﻣﺎ ﻧﺷروﻩ ﻣن ﻓﺳﺎد ﻓﻛري‪ ،‬واﻧﺣﻼل ﺧﻠﻘﻲ‪ ،‬وﺗﺄﯾﯾد ﻟﻠظﻠم واﻟظﺎﻟﻣﯾن‪.‬‬
‫إن اﻟﺗﺳرع ﻓﻲ ﻧﺷر اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣوﺛوﻗﺔ وﻧﺷر اﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟﻣدﻣرة ﻫﻲ ﻣن آﻓﺎت اﺳﺗﺧدام‬
‫ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل‪،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣذر ﻣﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﯾﺳﺑﺑﻪ ﻣن زﻋزﻋﺔ اﻵﻣﺎن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ٕ ،‬واﺛﺎرة اﻟﺷك واﻟرﯾب‬
‫واﻟﺑﻐﺿﺎء ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺣذ اًر ﻣن اﻟﺳﻠوك اﻟﺷﺎﺋن اﻟﺑﻐﯾض‪ٕ ):‬واذا ﺟﺎءﻫم أﻣر ﻣن‬
‫اﻷﻣن أو اﻟﺧوف أذاﻋوا ﺑﻪ وﻟو ردوﻩ إﻟﻰ اﻟرﺳول ٕواﻟﻰ أوﻟﻲ اﻷﻣر ﻣﻧﻬم ﻟﻌﻠﻣﻪ اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻧﺑطوﻧﻪ ﻣﻧﻬم‬
‫وﻟوﻻ ﻓﺿل اﷲ ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺗﻪ ﻻﺗﺑﻌﺗم اﻟﺷﯾطﺎن إﻻ ﻗﻠﯾﻼً(‪ .9‬وﻗﺎل أﯾﺿﺎَ‪):‬وﻻ ﺗﻘف ﻣﺎ ﻟﯾس ﻟك ﺑﻪ ﻋﻠم‬
‫إن اﻟﺳﻣﻊ واﻟﺑﺻر واﻟﻔؤاد ﻛل أوﻟﺋك ﻛﺎن ﻋﻧﻪ ﻣﺳؤوﻻ(‪ .10‬ﻛﻣﺎ ﺣذر اﻟرﺳول –ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم‪-‬‬
‫ﯾﺣدث ﺑﻛل ﻣﺎ ﺳﻣﻊ(‪ .11‬ﻓﺎﻟواﺟب ﺗﺳﺧﯾر وﺗطوﯾﻊ ﻫذﻩ‬
‫ً‬ ‫ﻣن ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﺑﻘوﻟﻪ‪):‬ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻣرء إﺛﻣﺎً أن‬
‫اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وأﺻﺑﺣت ﺗﻌد ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟدﻋوﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻧﺑ اًر‬
‫إﻋﻼﻣﯾﺎً ﻣن ﻣﻧﺎﺑرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر‪ .‬وأﺻﺑﺢ ﺑﻣﻘدور ﻛل ﻓرد ﻣﺳﺗﺧدم أن ﯾﻌﯾد وﯾﻧﺷر ﺗﻐرﯾدات‬
‫اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﺛﻘﺎت ﻣن اﻟﻔواﺋد واﻟﺣﻛم واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺑﻧﺎءة ﻋﺑر ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﯾﺻل ﻣداﻫﺎ ﺑﻣﺷﯾﺋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻗطﺎر‪ ،‬ﻓﺑﺗﻐرﯾدة ﺻﺎدﻗﺔ ﻣن ﻗﻠب ﻣﺧﻠص ﻗد ﯾﺳﻠم وﯾﻬﺗدي‬
‫أﻧﺎس ﻛﺛﯾرون ﺑﯾﻧﻧﺎ وﺑﯾﻧﻬم ﻣﺳﺎﻓﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ‪ ،‬وﺑﻬذا ﺗﻧﺗﺷر ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣق ﻟﺗﺑﻠﻎ اﻵﻓﺎق‪(4).‬‬

‫ﻛﯾف ﻧﻧﻘذ أﺑﻧﺎءﻧﺎ وﺑﻧﺎﺗﻧﺎ وﺷﺑﺎﺑﻧﺎ ﻣن اﻟﺿﯾﺎع؟‬


‫ﻧﺣن ﻓﻲ زﻣن اﻟﻌوﻟﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺎت واﻹﻧﺗرﻧت واﻟﻬواﺗف اﻟذﻛﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺑﺣت أﻋﺑﺎء اﻟﺗرﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟﻧﺻﺢ واﻹرﺷﺎد ﻟﻸﺑﻧﺎء واﻟﺑﻧﺎت واﻷﺧوة واﻷﺧوات أﻛﺛر ﺛﻘﻼً‪ ،‬وأﻋظم ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ‪ ،‬وأﻛﺑر ﻫﻣﺎً‪ ،‬ﻓﻛﯾف‬
‫ﻧﺣن ﻣﻊ ﻣن وﻻﻧﺎ اﷲ أﻣرﻫم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺗﺟدات وﻏﯾرﻫﺎ ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك واﻷﺧﻼق‪ ،‬ﻛﯾف ﻧﺣﻣﻲ‬
‫أوﻻدﻧﺎ وأﺳرﻧﺎ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻠك اﻷﺟﻬزة اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﻬم وﺣﯾﺎﺗﻬم؟ ﻓﻲ وﻗت ﯾﻌﺞ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺂﻓﺎت وﻣﻐرﯾﺎت‬
‫ﯾﻐرق ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣراﻫﻘﯾن واﻟﻣراﻫﻘﺎت ﺑﺳﺑب ﻏﯾﺎب دور اﻟوﻟﻲ‪ ،‬أو ﺛﻘﺗﻪ اﻟزاﺋدة ﻓﻲ وﻟدﻩ اﺑﻧﺎً أو ﺑﻧﺗﺎً‪ ،‬ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠﺗﻪ ﻋﻠﻰ أن ﯾوﻓر ﻟﻪ ﻛل ﻣﺎ ﯾطﻠﺑﻪ ﻣن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل دون ﻣراﻗﺑﺔ أو ﻣﺳﺎءﻻة أو ﺣوار‪.‬ﻓﺎﻟﻘﻧوات‬
‫اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻸﺑﻧﺎء ﺑﻛل أﻟواﻧﻬﺎ‪ ،‬واﻹﻧﺗرﻧت واﻷﺟﻬزة اﻟذﻛﯾﺔ ﻗد اﺳﺗﻬﻠك ﺟ ّل وﻗﺗﻬم‪ ،‬واﻷب اﻟﻣﺳﻛﯾن أو اﻷم‬
‫اﻟﻣﺳﻛﯾﻧﺔ ﯾﻘوﻻن‪ :‬اﻟﺣﻣدﷲ اﻟذي رزﻗﻧﺎ اﻟﻣﺳﺗﺟدات واﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ أﺑﻧﺎءﻧﺎ ﻣن اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺑﯾت‪ ،‬وﻣﺎ ﻋﻠم‬
‫ﻫؤﻻء أﻧﻬﺎ اﻟﺳم اﻟزﻋﺎف إذا ﻟم ﯾﺣﻛﻣوا ﻋﻠﯾﻬﺎ رﻗﺎﺑﺗﻬم واﻧﺗﺑﺎﻫﻬم‪ ،‬وﯾﻧظﻣوا أوﻗﺎت أوﻻدﻫم ﻣن أﺟل اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪9‬ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء‪83:‬‬
‫‪10‬ﺳورة اﻹﺳراء‪36:‬‬
‫‪11‬رواه اﻹﻣﺎم ﻣﺳﻠم‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻬواﺗف اﻟﻧﻘﺎﻟﺔ واﻵي ﺑﺎد وأﺟﻬزة اﻟﺣﺎﺳوب أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﯾد اﻟﺻﻐﺎر واﻟﻛﺑﺎر‪ ،‬وﺗزود ﺑرﻣز دﺧول‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫ﯾدري اﻟوﻟﻲ ﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود ﺑداﺧﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻛﻠﻣﺎت وأﻟﻔﺎظ وﺻور ورﺳﺎﺋل‪ .‬وﺟﻠﺳﺎت اﻻﺳﺗراﺣﺎت ﻣﺄﻣوﻧﺔ‬
‫ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻣﻪ أو اﺑن ﻋﻣﻪ واﺑن ﺧﺎﻟﺗﻪ وﺻدﯾﻘﻪ‪ ،‬وﻫﻛذا‪ .‬وﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺿﯾﺎع اﻷوﻗﺎت واﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﺳد‬
‫واﻟﻣﻬﻠﻛﺎت‪.‬وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﺗﺷﺗد اﻟﺣﺎﺟﺔ‪:‬‬
‫أوﻻً‪ :‬إﻟﻰ إﺣﻛﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳر واﻷﺑﻧﺎء‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﺎﻋﺗدال واﺗزان ﻣن ﻏﯾر إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﺟﺳس أو اﻟﺷك واﻟرﯾﺑﺔ‪.‬‬
‫ٕواﻧﻣﺎ رﻗﺎﺑﺔ أﺷﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﺎﻟﺳﯾﺎج ﻟﻬم ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻘﻌوا ﻓرﯾﺳﺔ ﻟﻠﻬوى واﻟﺷﻬوة واﻟﺗﻘﻠﯾد‪ .‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪):‬ﯾﺎ آﯾﻬﺎ اﻟذﯾن‬
‫آﻣﻧوا ﻗوا أﻧﻔﺳﻛم وأﻫﻠﯾﻛم ﻧﺎ اًر وﻗودﻫﺎ اﻟﻧﺎس واﻟﺣﺟﺎرة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻼﺋﻛﺔ ﻏﻼظ ﺷداد ﻻ ﯾﻌﺻون اﷲ ﻣﺎ أﻣرﻫم‬
‫وﯾﻔﻌﻠون ﻣﺎ ﯾؤﻣرون(‪ .12‬وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﺑﺗرﺑﯾﺗﻬم وﺗﻌﻠﯾﻣﻬم وﺗوﺟﯾﻬﻬم‪.‬‬
‫إن اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟوﻟﻲ أن ﯾﻌرف أﯾن ﯾذﻫب وﻟدﻩ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﻪ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧرج ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﻫم‬
‫أﺻﺣﺎﺑﻪ وﺟﻠﺳﺎؤﻩ‪ ،‬وﻣﺎذا ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻪ ﻣن ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﻛﺎﻷﺟﻬزة واﻷﺷرطﺔ واﻟﻛﺗب‪ ،‬وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻣن أﺻﺣﺎﺑﻪ اﻟذﯾن ﯾﺗواﺻل ﻣﻌﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﻧﺟر أو اﻟﺳﻛﺎﯾب وﻏﯾر ذﻟك‪ ،‬إذ ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن‬
‫ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك‪ ،‬ﻛل ﻫذا ﺑﺄﺳﻠوب ﻫﺎدئ وﻣﻌﺗدل ﺑﺣﯾث ﯾﺟﻌل اﻟوﻟد ﻻ ﯾﻔﻘد ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﯾد‬
‫ﺣرﯾﺗﻪ اﻟﻣﺣدودة ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎح‪ ،‬ﻓﺈذا زاد اﻷﻣر ﻋن ﺣدﻩ اﻧﻘﻠب إﻟﻰ ﺿدﻩ‪.‬ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻻﺣظ ﻋﻠﻰ اﺑﻧﻪ أو اﺑﻧﺗﻪ ﺷﯾﺋﺎً‬
‫ﻣرﯾﺑﺎً وﻏﯾر ﻻﺋق‪ ،‬ﻧﺎﻗﺷﻬم ﺑﻬدوء وﺣﻛﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺣﺎوﻻً إﻗﻧﺎﻋﻬم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣﺻﻠﺣﺗﻬم‪ ،‬وﺑﻣﺎ ﯾﺣﻔظ ﻋﻠﯾﻬم دﯾﻧﻬم‬
‫وأﺧﻼﻗﻬم‪ ،‬ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﻘﺳوة واﻟﻌﻧف واﻟﺗﻘرﯾﻊ واﻟﺗﺟرﯾﺢ‪ ،‬اﻟذي ﻗد ﯾﻧﻔر اﻷﺑﻧﺎء ﻣن آﺑﺎﺋﻬم وأﻣﻬﺎﺗﻬم‪ ،‬وﻣن ﺛم‬
‫ﯾﺣﻣﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎدي واﻹﺻرار ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ‪ .‬ﻓﺈن اﻟرﻓق ﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ وﻻ ﯾﻧزع ﻣن ﺷﻲء إﻻ‬
‫ﺷﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫إن ﻋدم اﻟرﻗﺎﺑﺔ أو ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻣﻌﻪ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﯾﺟر إﻟﻰ ﻋواﻗب‬
‫وﺧﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻗد ﻻ ﯾﺗﻧﺑﻪ اﻵﺑﺎء إﻟﯾﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد وﻗوﻋﻬﺎ‪ ،‬أو ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل‪":‬ﺑﻌدﻣﺎ وﻗﻌت اﻟﻔﺄس ﻋﻠﻰ اﻟرأس" ﻓدرﻫم وﻗﺎﯾﺔ‬
‫ﺧﯾر ﻣن ﻗﻧطﺎر ﻋﻼج‪ ،‬ﻓﻛم ﻣن ﻓﺗﺎة وﻗﻌت ﻓﻲ ﺷرك اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗف أو اﻟدردﺷﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧت‪ ،‬ﺑﺳﺑب‬
‫اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻐﻠق ﺑﺎب ﻏرﻓﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ دون ﻣﺳﺎءﻟﺔ أو اﻋﺗراض‪ ،‬وﻛم ﻣن ﺷﺎب وﻗﻊ‬
‫ﺿﺣﯾﺔ اﻷﻓﻛﺎراﻟﻣﺿﻠﻠﺔ واﻟﻐﻠو اﻟﻣﺣرم‪ ،‬أو اﻟزﯾﻎ واﻹﻟﺣﺎد ﺑﺳﺑب ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣواﻗﻊ واﻟﻧﻘﺎﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﺑر‬
‫اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻧﻛﺑوﺗﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﻘﻧوات اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺻﺎر وﺑﺎﻻً ﻋﻠﯾﻪ وﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻪ وﻣﺟﺗﻣﻌﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻔراد اﻟﻔﺗﺎة أواﻟﻔﺗﻰ ﻓﻲ‬
‫ﻏرﻓﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑدون ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻼح ذو ﺣدﯾن‪ ،‬ﻓﺎﻷﻣر ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺷﻬوات وﻧزوات وﺿﯾﻌﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺷﺑﻬﺎت‬
‫ﺗﺟﻌل اﻟﺣﻠﯾم ﺣﯾراﻧﺎً‪ ،‬وﺗﻌﺻف ﺑﺎﻟﻌﻘل واﻹدراك‪ ،‬ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ ظﺎﻫرﻩ ذﻛﯾﺎً ﻣدرﻛﺎً‪.‬‬
‫ﻓﻠﻧﺗق اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻧﺎ وﻟﻧﺳﺗﺷﻌر ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻧﺎ ﺗﺟﺎﻫﻬم‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم أﻏﻠﻰ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻧﻣﻠك‪ ،‬وأﻛﺛر رﺑﺣﺎًﻣن ﻣﺗﺎع اﻟدﻧﯾﺎ‬
‫اﻟﺗﻲ طﺎﻟﻣﺎ ﺳﻌﯾﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺳﺧرﻧﺎ ﻛل أوﻗﺎﺗﻧﺎ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ وﻗت ﺑﺧﻠﻧﺎ ﺑﺑﻌض اﻟوﻗت ﻋﻠﻰ أوﻻدﻧﺎ‪ ،‬ﻓﻠذات أﻛﺑﺎدﻧﺎ‪.‬‬
‫وﺛﻣرة ﻛدﻧﺎ وﻋﻣﻠﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺟﻠوﺳﻧﺎ ﻣﻌﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﯾت واﻟﺗﺣدث إﻟﯾﻬم وﻣلء ﻓراﻏﻬم‪ ،‬ﯾﺷﻌرﻫم ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔواﻟﺣب واﻟﻌﺎطﻔﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻠﻣﺎذا ﻧﺣرﻣﻬم ﻣن ذﻟك؟ ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺧﺻص ﻟﻬم اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ‪ ،‬وﻟﻧﺳﺗﺷﻌر ﻗول اﻟرﺳول –ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ‬
‫وﺳﻠم‪) -‬ﻛﻠﻛم راع وﻛﻠﻛم ﻣﺳﺋول ﻋن رﻋﯾﺗﻪ(‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ﺳورةاﻟﺗﺣرﯾم‪6 :‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎً‪:‬ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ أوﻟﯾﺎء اﻷﻣور واﻟﻣرﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر اﻟﻣﺷﺣون ﺑﺎﻟﻔﺗن واﻟﺷﻬوات واﻟﺷﺑﻬﺎت واﻟﺿﻼﻻت أن‬
‫ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أوﻻً ﻓﻲ ﺗرﺑﯾﺔ أوﻻدﻧﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺗﻧﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻻ ﻧﺗﻛﻠف ﻋﺳﯾ اًر ﻋﻧد اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‪،‬‬
‫ﺗرﺑﯾﺔ ﺗﺑدأ ﻣﻊ اﻟوﻟد ﻣﻧذ وﻻدﺗﻪ وﻧﺷﺄﺗﻪ‪ ،‬ﻧﺑﯾن ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺣﻼل واﻟﺣرام واﻟﺛواب واﻟﻌﻘﺎب ﺑﺄﺳﻠوب ﻣﺑﺳط‬
‫ﻣﯾﺳر‪ ،‬ﺗرﺑﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺧﺎف اﷲ وﯾراﻗﺑﻪ ﻓﻲ ﻛل ﺣرﻛﺎﺗﻪ وﺳﻛﻧﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺛم ﻧﺣﻣﻠﻪ ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺣق واﻟﺑﺎطل‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ‪ .‬ﻣﻊ اﻟﻘرب ﻣﻧﻪ ٕواﺳﻌﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻣﺷورة واﻟرأي ﻋﻧد اﻟﻠزوم‪ ،‬وﺗﻧﺑﯾﻬﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬أو وﻗﺎﯾﺗﻪ‬
‫ﻣﻧﻪ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿﻌف ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣواﻗف‪ ،‬ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﺑﺣر ﻣﺗﻼطم اﻷﻣواج‪ ،‬ﯾﺳﺗﻠزم أن ﯾﻛون اﻟﻧﺎﺟﻲ ﻣن‬
‫اﻟﻐرق ﻓﯾﻪ‪ ،‬أو ﻣن ﯾﺣﺎول اﻟﻧﺟﺎة ﺳﺑﺎﺣﺎً ﻣﺎﻫ اًر ﺣﺎذﻗﺎً‪ ،‬ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﺟو ﺑﺟﺳدﻩ ﻣن اﻟرﯾﺎح واﻷﻋﺎﺻﯾر واﻷﻣواج‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ ﻣن ﻛل ﺣدب وﺻوب‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎً‪ :‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺔ اﻷوﻻد وﯾﺧﻔف ﻣن ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬم دون اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ﻛﻠﯾ ًﺎ‪ ،‬رﺑطﻬم‬
‫ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺎء واﻟرﻓﻘﺎء اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن‪ ،‬وﺑﺎﻟذﻫﺎب إﻟﻰ دروس اﻟﻌﻠم وﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﻣور ﺗﻌﺻﻣﻬم ﻣن‬
‫ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟزﻟل واﻟﺧطﺄ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎً‪ :‬اﻟدﻋﺎء ﻟﻬم ﺑﺎﻟﺗوﻓﯾق واﻟﻬداﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟدﻋﺎء ﻟﻬم ‪-‬ﻣﻊ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺟﻣﺎع ﺷروطﻪ‪ -‬ﺣﺎﻓظ ﻟﻬم ﺑﻣﺷﯾﺋﺔ اﷲ‬
‫ﻼ أم آﺟﻼً ﻣن اﻟﻣﻛﺎرﻩ واﻟﺷرور واﻟﺿﯾﺎع‪.‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬ﻋﺎﺟ ً‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎً‪:‬ﻏرس ﻣﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼة ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻷوﻻد‪ ،‬ورﺑطﻬم ﺑﻬﺎ رﺑطﺎً روﺣﯾﺎ‪ ،‬ﺗﺟﻌﻠﻬم ﻻ ﯾﻘدﻣون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎً‪،‬‬
‫وﯾﺳﻌون إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻬم واﺧﺗﯾﺎرﻫم طواﻋﯾﺔ وﺑدون إﻛراﻩ‪ .‬ﻓﺈن اﻟﺻﻼة ﺗﻧﻬﻰ ﻋن اﻟﻔﺣﺷﺎء واﻟﻣﻧﻛر‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎً‪:‬اﺳﺗﺷﻌﺎر اﻟﻘدوة اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻷوﻟﯾﺎء‪ ،‬ﻓﻠﯾﺣذروا أن ﯾﺄﺗوا أﻣ اًر أو ﺷﯾﺋﺎً ﯾﻧﻛروﻧﻪ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻫم‪ ،‬أو‬
‫ﯾﻔﻌﻠون ﻣﺎ ﯾﻧﻬون ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻟﻧﺗذﻛرﻗول اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪) :‬ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟذﯾن ﻟم ﺗﻘوﻟون ﻣﺎﻻ ﺗﻔﻌﻠون ﻛﺑر ﻣﻘﺗﺎً ﻋﻧد اﷲ أن‬
‫ﺗﻘوﻟوا ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠون(‪ ،.13‬وﻣﻣﺎ ﯾﺣﻔظﻬم أﯾﺿﺎً إﺷﻐﺎﻟﻬم ﺑﺎﻟﻣﻔﯾد ﻣن اﻟﻘراءة واﻟﺣﻔظ ورﺻد اﻟﺟواﺋز اﻟﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ‬
‫ﻟﻬم‪.‬‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎً‪ :‬وﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء واﻟﻌﺎرﻓﯾن ﻓﻲ وﺿﻊ‬
‫اﻟﺣﻣﺎﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة ﺻوﻧﺎً ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣرﯾﺑﺔ واﻟﺧﺎدﺷﺔ‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺎت‬
‫ﻣﺣدودة اﻟﻔﺎﺋدة إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد وﺗﺧﻔف)‪.(5‬‬

‫اﻟﺧﻼﺻﺔ‪:‬‬
‫ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﻣور أﺑرزﻫﺎ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم واﻹﻧﺗرﻧت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﺑﺷﻛل ﻣﻠﻣوس‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء وآﺑﺎﺋﻬم وأﻣﻬﺎﺗﻬم‪ ،‬وﻫو ﺳﻼح ذو ﺣدﯾن إذا‬
‫ﻟم ﺗﺗوﻓر اﻟرﻗﺎﺑﺔ‪،‬ﻣﻊ ﺿرورة أن ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺧدام ﺿﻣﻧﺎﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺿرورة اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷرق اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ وﻟﯾس ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣظﻠم‪.‬‬

‫‪13‬ﺳورةاﻟﺻف‪2:‬‬
‫‪ -3‬ﺿرورة ﺗﻘﻧﯾن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺑﺎﻟذات اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺧدام ﺑﺎﻋﺗدال‬
‫ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻹدﻣﺎن‪.‬‬
‫وﻫذﻩ ﺑﻌض اﻟﺗوﺻﯾﺎت‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺿرورة ﺗوﻋﯾﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬واﻟﺷﺑﺎب ﻣﻧﻬم ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل‪ ،‬وﺗوﺟﯾﻬﻬم إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻌﻬم وﯾﺄﺧذ ﺑﺄﯾدﯾﻬم ﻧﺣو اﻟﺑﻧﺎء ﻻ اﻟﻬدم‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺿرورة اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ دور اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت وأوﻟﯾﺎء اﻷﻣور ﺑﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻬم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻣراﻗﺑﺔ ورﻋﺎﯾﺔ‬
‫أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻟﺷق اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻣن اﻹﻧﺗرﻧت‪.‬‬
‫‪ -3‬إﺟراء اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت واﻷﺑﺣﺎث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ‬
‫اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﺳﺗﻐﻼل اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ واﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺗﺣﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت‪ ،‬وأن ﺗﺣذو ﺣذو ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم‬
‫ﺑﺣﺟب اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ واﻟﺷﺎذة واﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ‪ٕ .‬وان اﷲ ﯾزع ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺎﻻ ﯾزع ﺑﺎﻟﻘرآن‪.‬‬
‫واﷲ اﻟﻣوﻓق‪.‬‬

‫اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬
‫‪-1‬ﺗﻌرﯾف وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ‪ .‬ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدة‪Wikipedia.org.‬‬
‫‪-2‬ﻫﻲ ﻣﻧظﻣﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﺣول اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﺗﻌﺗﺑر أول ﺣرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗداﻓﻊ ﻋن اﻷطﻔﺎل‪ ،‬ﺣﯾث إﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻘدم ﻣﺳﺎﻋدات إﻏﺎﺛﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ دﻋﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى‪ .‬وﻛﯾﺑدﯾﺎ‪ -‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣرة‪.‬‬
‫‪-3‬وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة‪ .‬إﻋداد ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﯾﺎن‪2010/6/12.‬م‪.‬ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدة‪www.albayan.com‬‬
‫‪-4‬آداب ﺿواﺑط اﻟﺗواﺻل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪ .‬ﯾﺣﯾﻰ ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻌﻘﯾﻠﻲ‪.‬ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدة‪www.alminbar.net.‬‬
‫‪-5‬ﻛﯾف ﻧﻧﻘذ ﺷﺑﺎﺑﻧﺎ ﻣن اﻟﺿﯾﺎع ‪ .‬اﻟﻛﺎﺗب‪ :‬إﻟﯾﺎس إﺳﻛﻧدر‪ .‬اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﻣﺿﺎﯾف ﺷﻣر‪2014/1/15 .‬م‪.‬ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدة‪.‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like