Professional Documents
Culture Documents
Nawahdah
Nawahdah
net/publication/262179032
CITATIONS READS
0 32,961
1 author:
Mamoun Nawahdah
Birzeit University
28 PUBLICATIONS 98 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Mamoun Nawahdah on 09 May 2014.
1ﺧطﯾب اﻟﻣﺳﺟد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﻣﺑﺎرك -اﻟﻌﻣﯾد اﻷﺳﺑق ﻟﻛﻠﯾﺗﻲ اﻟدﻋوة واﻟﻘرآن/ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘدس.
2أﺳﺗﺎذ ﻣﺳﺎﻋد –ﻛﻠﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت /ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﯾرزﯾت.
ﻣﻌﯾن إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل ،أﻣﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري ﻓﻬو ذﻟك اﻟﻧﻣط ﻣن اﻻﺗﺻﺎل اﻟذي ﯾﺗم ﺑﯾن أﻛﺛر ﻣن ﺷﺧﺻﯾن
ﻹﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋن طرﯾق رﺳﺎﺋل ﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ.
ﻣﻛوﻧﺎت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل:
اﻻﺗﺻﺎل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﯾﻘوم ﻓﯾﻬﺎ طرف أول)ﻣرﺳل( ﺑﺈرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔإﻟﻰ طرف ﻣﻘﺎﺑل )ﻣﺳﺗﻘﺑل( ﯾﻛون ﻟﻪ أﺛر
ﻣﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ .وﻋﻧﺎﺻرﻩ ﻫﻲ:
-1اﻟﻣﺻدروﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣرﺳل ،وﯾﻛون ﻓرداً أو ﺟﻣﺎﻋﺔ ،أو ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﺷرﻛﺔ.
-2اﻟرﺳﺎﻟﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﺿﻣون أو اﻟﻣﺣﺗوى اﻟذي ﯾﻧﻘﻠﻪ اﻟﻣرﺳل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
-3اﻟﻘﻧﺎة وﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ أو اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ،أو اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ،
أو اﻟﺣﺎﺳوب ﺑﺄﻧواﻋﻪ وأﺷﻛﺎﻟﻪ اﻟﻣﺗﻌددة ،أو اﻟﻬﺎﺗف ﺑﺄﻧواﻋﻪ أو اﻻﻧﺗرﻧت أو اﻹﻣﯾل أو اﻟﻣﺳﻧﺟر أو
اﻟﺳﻛﺎﯾب ،أو اﻟﻣﻠﺻﻘﺔ ،أو اﻟﻣطوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن أﻓﺿل وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻟﻰ
ﻏﯾر ذﻟك.
-4اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻫو اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي وﺻﻠﺗﻪ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻣن اﻟطرف اﻷول )اﻟﻣرﺳل(.
-5ردة اﻟﻔﻌل وﻫﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ أو اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺿﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾرﺳﻠﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل رداً ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣرﺳل.
وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻘدﯾﻣﺔ :ﻗدﯾﻣﺎً ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾﺎة ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟﺳﻬوﻟﺔ وﻋدم اﻟﺗﻌﻘﯾد ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻧﻔذ ﻣن
اﻟﻧﺎس ﺟﻬداً ﻛﺑﯾ اًر ووﻗﺗﺎ طوﯾﻼً ،ﻓﻛﺎن اﻟﻧﺎس ﯾﺗواﺻﻠون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺑﺎﻟرﺳﺎﺋل ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻣﻠوك ﯾرﺳﻠون رﺳﺎﺋﻠﻬم
إﻟﻰ دوﻟﺔ أو ﺟﻬﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﺣﻣﺎم اﻟزاﺟل ،ﻛذﻟك ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟدﺧﺎن أو اﻟﻧﺎر ﻛﺈﺷﺎرة ﻣﺗﻔق
ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﻣﻌروﻓﺔ ﻟدى اﻟطرﻓﯾن.أو أﺷﺧﺎص ﯾﻛﻠﻔون ﺑﺣﻣل رﺳﺎﺋل ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺎت ﻣﺣدودة ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن اﻟﺟﻣﺎل
أو اﻟﺧﯾول اﻟﺦ.
وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﺑﺎﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺳﺎﺋل ،ووظﯾﻔﺗﻬﺎ ﻣﺗﻌددة ﻣن أﺑرزﻫﺎ
اﺳﺗﻼم اﻟﻣوﺟﺎت اﻟﺻﺎﻋدة ﻣن اﻟﻣﺣطﺎت اﻷرﺿﯾﺔ ،ﺛم ﺗﻐﯾﯾر ﺗردداﺗﻬﺎ وﺗﺿﺧﯾﻣﻬﺎ ٕوارﺳﺎﻟﻬﺎ ﻣرة أﺧرى إﻟﻰ
اﻟﻣﺣطﺎت اﻷرﺿﯾﺔ )اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل((1) .
آداب اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم واﻹﻧﺗرﻧت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص:
إن ﻣن أﺑرز ﺗﻠك اﻵداب:
-1أن ﯾﺳﺗﺷﻌر اﻟﻣرء أن ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل ﻧﻌﻣﺔ ﻣن ﻧﻌم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﺗﺳﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺷﻛرﻩ ،ﺑﻌدم ﻣﻌﺻﯾﺗﻪ
وﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﻣرﻩ ،ﻓﻬو اﻟواﻫب اﻟﻣﻧﻌم اﻟذي ﺳﺧرﻫﺎ ﻟﻧﺎ ﺑﻔﺿﻠﻪ وﻛرﻣﻪ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) :وﺳﺧر ﻟﻛم ﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺳﻣوات وﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻣﻧﻪ إن ﻓﻲ ذﻟك ﻵﯾﺎت ﻟﻘوم ﯾﺗﻔﻛرون( 5وﻣن ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺷﻛر اﻟﻧﻌﻣﺔ
أن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻣرء ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺑﺎﺣﻪ ،وﯾﺗﺟﻧب أن ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺻﯾﺗﻪ وﻣﺳﺎﺧطﻪ.
-2أن ﯾﺗذﻛر اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻣﺎ ﺗﺟﺗرﺣﻪ ﺟوارﺣﻪ ﻣن أﻓﻌﺎل وأﻗوال ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﯾوم ﺗﺷﻬد
ﻋﻠﯾﻬم أﻟﺳﻧﺗﻬم وأﯾدﯾﻬم وأرﺟﻠﻬم ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﻣﻠون ﯾوﻣﺋذ ﯾوﻓﯾﻬم اﷲ دﯾﻧﻬم اﻟﺣق وﯾﻌﻠﻣون أن اﷲ ﻫو
اﻟﺣق اﻟﻣﺑﯾن(.6
ﻗﺎل ﻗﺗﺎدة" :اﺑن آدم ،واﷲ إن ﻋﻠﯾك ﻟﺷﻬوداً ﻏﯾر ﻣﺗﻬﻣﺔ ،ﻓراﻗﺑﻬم واﺗق اﷲ ﻓﻲ ﺳرك وﻋﻼﻧﯾﺗك ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ
ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻧﻪ ﺧﺎﻓﯾﺔ ،واﻟظﻠﻣﺔ ﻋﻧدﻩ ﺿوء ،واﻟﺳر ﻋﻧدﻩ ﻋﻼﻧﯾﺔ ،ﻓﻣن اﺳﺗطﺎع أن ﯾﻣوت وﻫو ﺑﺎﷲ ﺣﺳن
اﻟظن ﻓﻠﯾﻔﻌل وﻻ ﻗوة إﻻ ﺑﺎﷲ" .ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣرء أن ﯾﺗﻘﻲ اﷲ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻛﻠم ﺑﻪ ،أو ﯾﻛﺗﺑﻪ ،أو ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ،
أو ﯾﻧﺷرﻩ ،وﻟﯾﺣذر ﻣن ﻧﺷر اﻟﺳوء واﻟﻔﺎﺣﺷﺔٕ ،واﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،وﻗد ﺣدﺛت ﻣﺂس
واﻧﺗﻬﺎك ﻟﻸﻋراض ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺳﺎﻫل واﻟﺗﻣﺎدي ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت .وﻟﯾﺣذر وﻋﯾد اﷲ ﻋز وﺟل ﺑﻘوﻟﻪ):إن
اﻟذﯾن ﯾﺣﺑون أن ﺗﺷﯾﻊ اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ ﻓﻲ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻟﻬم ﻋذاب أﻟﯾم ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة واﷲ ﯾﻌﻠم وأﻧﺗم ﻻ
ﺗﻌﻠﻣون(.7
-3أن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻟﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل ﻣﺷﻌل ﺧﯾروﻫداﯾﺔ ٕواﺻﻼح ،ﻓﯾﻛون ﻟﻪ ﻣن اﻷﺟر واﻟﺛواب ﺑﻘدر ﻣﺎ
اﻧﺗﻔﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺗواﺻل ﻣﻌﻬم وﻧﺷر اﻟﺧﯾر ﺑﯾﻧﻬم ،وﻟﯾﺣذر أن ﯾﻛون ﻣﺑﻌث ﺷر وﻣﻌﺻﯾﺔ ٕواﻓﺳﺎد ،ﻓﯾﻛون
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟوزر ﺑﻘدر ﻣﺎ أﻓﺳدﻫم وأﻏواﻫم .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ):ﻟﯾﺣﻣﻠوا أوزارﻫم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ وﻣن أوزار
اﻟذﯾن ﯾﺿﻠوﻧﻬم ﺑﻐﯾر ﻋﻠم آﻻ ﺳﺎء ﻣﺎ ﯾزرون( .8وﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟذي رواﻩ اﻹﻣﺎم ﻣﺳﻠم ﻋن أﺑﻲ ﻫرﯾرة –
رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ -أن رﺳول اﷲ –ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -ﻗﺎل):ﻣن دﻋﺎ إﻟﻰ ﻫدي ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣن اﻷﺟر
ﻣﺛل أﺟور ﻣن ﺗﺑﻌﻪ ﻻ ﯾﻧﻘص ذﻟك ﻣن أﺟورﻫم ﺷﯾﺋﺎً ،وﻣن دﻋﺎ إﻟﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻹﺛم ﻣﺛل
آﺛﺎم ﻣن ﺗﺑﻌﻪ ﻻ ﯾﻧﻘص ذﻟك ﻣن آﺛﺎﻣﻬم ﺷﯾﺋﺎً(.ﻗﺎل اﻹﻣﺎم اﻟﻧووي –رﺣﻣﻪ اﷲ":-ﻣن دﻋﺎ إﻟﻰ ﻫدي ﻛﺎن
111/24اﻟﺷوﻗﯾﺎت
5ﺳورة اﻟﺟﺎﺛﯾﺔ 13 :
6ﺳورة اﻟﻧور25-24 :
7ﺳورة اﻟﻧور19 :
8ﺳورة اﻟﻧﺣل25:
ﻟﻪ ﻣﺛل أﺟور ﻣﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ،أو إﻟﻰ ﺿﻼﻟﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺛل آﺛﺎم ﺗﺎﺑﻌﯾﻪ ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟﻬدي واﻟﺿﻼﻟﺔ ﻫو
اﻟذي اﺑﺗدأﻩ أم ﻛﺎن ﻣﺳﺑوﻗﺎً إﻟﯾﻪ ،وﺳواء ﻛﺎن ﺗﻌﻠﯾم ﻋﻠم أو ﻋﺑﺎدة أو أدب ،أو ﻏﯾر ذﻟك"
وﻛم ﻣن أﻧﺎس ﻧﺷروا اﻟﺧﯾر واﻟدﻋوة واﻟﻌﻠم اﻟﻧﺎﻓﻊ ،وﻧﺻرة اﻟﺣق واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﯾن ،وﻻ ﺗزال
اﻟﺣﺳﻧﺎت ﺗﺗواﻟﻰ ﻓﻲ ﻣوازﯾﻧﻬم وﻫم ﻓﻲ ﻗﺑورﻫم ،وأﻧﺎس آﺧرون –ﻧﺳﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﯾﺔ -ﻻ ﺗزال اﻟﺳﯾﺋﺎت
ﺗﺗرى ﻋﻠﯾﻬم ،ﺟزاء ﻣﺎ ﻧﺷروﻩ ﻣن ﻓﺳﺎد ﻓﻛري ،واﻧﺣﻼل ﺧﻠﻘﻲ ،وﺗﺄﯾﯾد ﻟﻠظﻠم واﻟظﺎﻟﻣﯾن.
إن اﻟﺗﺳرع ﻓﻲ ﻧﺷر اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣوﺛوﻗﺔ وﻧﺷر اﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟﻣدﻣرة ﻫﻲ ﻣن آﻓﺎت اﺳﺗﺧدام
ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺣذر ﻣﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﯾﺳﺑﺑﻪ ﻣن زﻋزﻋﺔ اﻵﻣﺎن اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲٕ ،واﺛﺎرة اﻟﺷك واﻟرﯾب
واﻟﺑﻐﺿﺎء ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺣذ اًر ﻣن اﻟﺳﻠوك اﻟﺷﺎﺋن اﻟﺑﻐﯾضٕ ):واذا ﺟﺎءﻫم أﻣر ﻣن
اﻷﻣن أو اﻟﺧوف أذاﻋوا ﺑﻪ وﻟو ردوﻩ إﻟﻰ اﻟرﺳول ٕواﻟﻰ أوﻟﻲ اﻷﻣر ﻣﻧﻬم ﻟﻌﻠﻣﻪ اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻧﺑطوﻧﻪ ﻣﻧﻬم
وﻟوﻻ ﻓﺿل اﷲ ﻋﻠﯾﻛم ورﺣﻣﺗﻪ ﻻﺗﺑﻌﺗم اﻟﺷﯾطﺎن إﻻ ﻗﻠﯾﻼً( .9وﻗﺎل أﯾﺿﺎَ):وﻻ ﺗﻘف ﻣﺎ ﻟﯾس ﻟك ﺑﻪ ﻋﻠم
إن اﻟﺳﻣﻊ واﻟﺑﺻر واﻟﻔؤاد ﻛل أوﻟﺋك ﻛﺎن ﻋﻧﻪ ﻣﺳؤوﻻ( .10ﻛﻣﺎ ﺣذر اﻟرﺳول –ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم-
ﯾﺣدث ﺑﻛل ﻣﺎ ﺳﻣﻊ( .11ﻓﺎﻟواﺟب ﺗﺳﺧﯾر وﺗطوﯾﻊ ﻫذﻩ
ً ﻣن ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﺑﻘوﻟﻪ):ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻣرء إﺛﻣﺎً أن
اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وأﺻﺑﺣت ﺗﻌد ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟدﻋوﯾﺔ ،وﻣﻧﺑ اًر
إﻋﻼﻣﯾﺎً ﻣن ﻣﻧﺎﺑرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر .وأﺻﺑﺢ ﺑﻣﻘدور ﻛل ﻓرد ﻣﺳﺗﺧدم أن ﯾﻌﯾد وﯾﻧﺷر ﺗﻐرﯾدات
اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﺛﻘﺎت ﻣن اﻟﻔواﺋد واﻟﺣﻛم واﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺑﻧﺎءة ﻋﺑر ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﺑﻛل أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ،
ﻓﯾﺻل ﻣداﻫﺎ ﺑﻣﺷﯾﺋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻗطﺎر ،ﻓﺑﺗﻐرﯾدة ﺻﺎدﻗﺔ ﻣن ﻗﻠب ﻣﺧﻠص ﻗد ﯾﺳﻠم وﯾﻬﺗدي
أﻧﺎس ﻛﺛﯾرون ﺑﯾﻧﻧﺎ وﺑﯾﻧﻬم ﻣﺳﺎﻓﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ،وﺑﻬذا ﺗﻧﺗﺷر ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣق ﻟﺗﺑﻠﻎ اﻵﻓﺎق(4).
9ﺳورة اﻟﻧﺳﺎء83:
10ﺳورة اﻹﺳراء36:
11رواه اﻹﻣﺎم ﻣﺳﻠم
وﻫذﻩ اﻟﻬواﺗف اﻟﻧﻘﺎﻟﺔ واﻵي ﺑﺎد وأﺟﻬزة اﻟﺣﺎﺳوب أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﯾد اﻟﺻﻐﺎر واﻟﻛﺑﺎر ،وﺗزود ﺑرﻣز دﺧول ،ﻓﻼ
ﯾدري اﻟوﻟﻲ ﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود ﺑداﺧﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻛﻠﻣﺎت وأﻟﻔﺎظ وﺻور ورﺳﺎﺋل .وﺟﻠﺳﺎت اﻻﺳﺗراﺣﺎت ﻣﺄﻣوﻧﺔ
ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻣﻪ أو اﺑن ﻋﻣﻪ واﺑن ﺧﺎﻟﺗﻪ وﺻدﯾﻘﻪ ،وﻫﻛذا .وﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺿﯾﺎع اﻷوﻗﺎت واﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﺳد
واﻟﻣﻬﻠﻛﺎت.وﻋﻠﻰ ﺿوء ذﻟك وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﺗﺷﺗد اﻟﺣﺎﺟﺔ:
أوﻻً :إﻟﻰ إﺣﻛﺎم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳر واﻷﺑﻧﺎء ،وﻟﻛن ﺑﺎﻋﺗدال واﺗزان ﻣن ﻏﯾر إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﺟﺳس أو اﻟﺷك واﻟرﯾﺑﺔ.
ٕواﻧﻣﺎ رﻗﺎﺑﺔ أﺷﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﺎﻟﺳﯾﺎج ﻟﻬم ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻘﻌوا ﻓرﯾﺳﺔ ﻟﻠﻬوى واﻟﺷﻬوة واﻟﺗﻘﻠﯾد .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ):ﯾﺎ آﯾﻬﺎ اﻟذﯾن
آﻣﻧوا ﻗوا أﻧﻔﺳﻛم وأﻫﻠﯾﻛم ﻧﺎ اًر وﻗودﻫﺎ اﻟﻧﺎس واﻟﺣﺟﺎرة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻼﺋﻛﺔ ﻏﻼظ ﺷداد ﻻ ﯾﻌﺻون اﷲ ﻣﺎ أﻣرﻫم
وﯾﻔﻌﻠون ﻣﺎ ﯾؤﻣرون( .12وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﺑﺗرﺑﯾﺗﻬم وﺗﻌﻠﯾﻣﻬم وﺗوﺟﯾﻬﻬم.
إن اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟوﻟﻲ أن ﯾﻌرف أﯾن ﯾذﻫب وﻟدﻩ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﻪ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺧرج ﻓﯾﻬﺎ ،وﻣن ﻫم
أﺻﺣﺎﺑﻪ وﺟﻠﺳﺎؤﻩ ،وﻣﺎذا ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻪ ﻣن ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﻛﺎﻷﺟﻬزة واﻷﺷرطﺔ واﻟﻛﺗب ،وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت
اﻟﺗﻲ ﯾدﺧل إﻟﯾﻬﺎ ،وﻣن أﺻﺣﺎﺑﻪ اﻟذﯾن ﯾﺗواﺻل ﻣﻌﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﻧﺟر أو اﻟﺳﻛﺎﯾب وﻏﯾر ذﻟك ،إذ ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن
ﻣﻌرﻓﺔ ذﻟك ،ﻛل ﻫذا ﺑﺄﺳﻠوب ﻫﺎدئ وﻣﻌﺗدل ﺑﺣﯾث ﯾﺟﻌل اﻟوﻟد ﻻ ﯾﻔﻘد ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ وﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ،وﻻ ﯾﻘﯾد
ﺣرﯾﺗﻪ اﻟﻣﺣدودة ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎح ،ﻓﺈذا زاد اﻷﻣر ﻋن ﺣدﻩ اﻧﻘﻠب إﻟﻰ ﺿدﻩ.ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻻﺣظ ﻋﻠﻰ اﺑﻧﻪ أو اﺑﻧﺗﻪ ﺷﯾﺋﺎً
ﻣرﯾﺑﺎً وﻏﯾر ﻻﺋق ،ﻧﺎﻗﺷﻬم ﺑﻬدوء وﺣﻛﻣﺔ ،ﻣﺣﺎوﻻً إﻗﻧﺎﻋﻬم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣﺻﻠﺣﺗﻬم ،وﺑﻣﺎ ﯾﺣﻔظ ﻋﻠﯾﻬم دﯾﻧﻬم
وأﺧﻼﻗﻬم ،ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﻘﺳوة واﻟﻌﻧف واﻟﺗﻘرﯾﻊ واﻟﺗﺟرﯾﺢ ،اﻟذي ﻗد ﯾﻧﻔر اﻷﺑﻧﺎء ﻣن آﺑﺎﺋﻬم وأﻣﻬﺎﺗﻬم ،وﻣن ﺛم
ﯾﺣﻣﻠﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎدي واﻹﺻرار ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ .ﻓﺈن اﻟرﻓق ﻻ ﯾﻛون ﻓﻲ ﺷﻲء إﻻ زاﻧﻪ وﻻ ﯾﻧزع ﻣن ﺷﻲء إﻻ
ﺷﺎﻧﻪ.
إن ﻋدم اﻟرﻗﺎﺑﺔ أو ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻣﻌﻪ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﯾﺟر إﻟﻰ ﻋواﻗب
وﺧﯾﻣﺔ ،ﻗد ﻻ ﯾﺗﻧﺑﻪ اﻵﺑﺎء إﻟﯾﻬﺎ إﻻ ﺑﻌد وﻗوﻋﻬﺎ ،أو ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل":ﺑﻌدﻣﺎ وﻗﻌت اﻟﻔﺄس ﻋﻠﻰ اﻟرأس" ﻓدرﻫم وﻗﺎﯾﺔ
ﺧﯾر ﻣن ﻗﻧطﺎر ﻋﻼج ،ﻓﻛم ﻣن ﻓﺗﺎة وﻗﻌت ﻓﻲ ﺷرك اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗف أو اﻟدردﺷﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧت ،ﺑﺳﺑب
اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻐﻠق ﺑﺎب ﻏرﻓﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ دون ﻣﺳﺎءﻟﺔ أو اﻋﺗراض ،وﻛم ﻣن ﺷﺎب وﻗﻊ
ﺿﺣﯾﺔ اﻷﻓﻛﺎراﻟﻣﺿﻠﻠﺔ واﻟﻐﻠو اﻟﻣﺣرم ،أو اﻟزﯾﻎ واﻹﻟﺣﺎد ﺑﺳﺑب ﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣواﻗﻊ واﻟﻧﻘﺎﺷﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﺑر
اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻧﻛﺑوﺗﯾﺔ ،أو اﻟﻘﻧوات اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺻﺎر وﺑﺎﻻً ﻋﻠﯾﻪ وﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻪ وﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ،ﻓﺎﻧﻔراد اﻟﻔﺗﺎة أواﻟﻔﺗﻰ ﻓﻲ
ﻏرﻓﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑدون ﻣراﻗﺑﺔ ﺳﻼح ذو ﺣدﯾن ،ﻓﺎﻷﻣر ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺷﻬوات وﻧزوات وﺿﯾﻌﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺷﺑﻬﺎت
ﺗﺟﻌل اﻟﺣﻠﯾم ﺣﯾراﻧﺎً ،وﺗﻌﺻف ﺑﺎﻟﻌﻘل واﻹدراك ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ ظﺎﻫرﻩ ذﻛﯾﺎً ﻣدرﻛﺎً.
ﻓﻠﻧﺗق اﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻧﺎ وﻟﻧﺳﺗﺷﻌر ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻧﺎ ﺗﺟﺎﻫﻬم ،ﻓﺈﻧﻬم أﻏﻠﻰ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻧﻣﻠك ،وأﻛﺛر رﺑﺣﺎًﻣن ﻣﺗﺎع اﻟدﻧﯾﺎ
اﻟﺗﻲ طﺎﻟﻣﺎ ﺳﻌﯾﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ،وﺳﺧرﻧﺎ ﻛل أوﻗﺎﺗﻧﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻲ وﻗت ﺑﺧﻠﻧﺎ ﺑﺑﻌض اﻟوﻗت ﻋﻠﻰ أوﻻدﻧﺎ ،ﻓﻠذات أﻛﺑﺎدﻧﺎ.
وﺛﻣرة ﻛدﻧﺎ وﻋﻣﻠﻧﺎ ،ﻓﺟﻠوﺳﻧﺎ ﻣﻌﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﯾت واﻟﺗﺣدث إﻟﯾﻬم وﻣلء ﻓراﻏﻬم ،ﯾﺷﻌرﻫم ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔواﻟﺣب واﻟﻌﺎطﻔﺔ،
ﻓﻠﻣﺎذا ﻧﺣرﻣﻬم ﻣن ذﻟك؟ ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺧﺻص ﻟﻬم اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ،وﻟﻧﺳﺗﺷﻌر ﻗول اﻟرﺳول –ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻠم) -ﻛﻠﻛم راع وﻛﻠﻛم ﻣﺳﺋول ﻋن رﻋﯾﺗﻪ(.
12
ﺳورةاﻟﺗﺣرﯾم6 :
ﺛﺎﻧﯾﺎً:ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ أوﻟﯾﺎء اﻷﻣور واﻟﻣرﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر اﻟﻣﺷﺣون ﺑﺎﻟﻔﺗن واﻟﺷﻬوات واﻟﺷﺑﻬﺎت واﻟﺿﻼﻻت أن
ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أوﻻً ﻓﻲ ﺗرﺑﯾﺔ أوﻻدﻧﺎ ،وﻣن ﺛم ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺗﻧﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﻧﺗﻛﻠف ﻋﺳﯾ اًر ﻋﻧد اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ،
ﺗرﺑﯾﺔ ﺗﺑدأ ﻣﻊ اﻟوﻟد ﻣﻧذ وﻻدﺗﻪ وﻧﺷﺄﺗﻪ ،ﻧﺑﯾن ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺣﻼل واﻟﺣرام واﻟﺛواب واﻟﻌﻘﺎب ﺑﺄﺳﻠوب ﻣﺑﺳط
ﻣﯾﺳر ،ﺗرﺑﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﺧﺎف اﷲ وﯾراﻗﺑﻪ ﻓﻲ ﻛل ﺣرﻛﺎﺗﻪ وﺳﻛﻧﺎﺗﻪ ،ﺛم ﻧﺣﻣﻠﻪ ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺣق واﻟﺑﺎطل
ﻓﯾﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ .ﻣﻊ اﻟﻘرب ﻣﻧﻪ ٕواﺳﻌﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻣﺷورة واﻟرأي ﻋﻧد اﻟﻠزوم ،وﺗﻧﺑﯾﻬﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺄ ،أو وﻗﺎﯾﺗﻪ
ﻣﻧﻪ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿﻌف ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣواﻗف ،ﻓﻧﺣن ﻓﻲ ﺑﺣر ﻣﺗﻼطم اﻷﻣواج ،ﯾﺳﺗﻠزم أن ﯾﻛون اﻟﻧﺎﺟﻲ ﻣن
اﻟﻐرق ﻓﯾﻪ ،أو ﻣن ﯾﺣﺎول اﻟﻧﺟﺎة ﺳﺑﺎﺣﺎً ﻣﺎﻫ اًر ﺣﺎذﻗﺎً ،ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﺟو ﺑﺟﺳدﻩ ﻣن اﻟرﯾﺎح واﻷﻋﺎﺻﯾر واﻷﻣواج
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ ﻣن ﻛل ﺣدب وﺻوب.
ﺛﺎﻟﺛﺎً :ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺔ اﻷوﻻد وﯾﺧﻔف ﻣن ﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬم دون اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ﻛﻠﯾ ًﺎ ،رﺑطﻬم
ﺑﺎﻟﺟﻠﺳﺎء واﻟرﻓﻘﺎء اﻟﺻﺎﻟﺣﯾن ،وﺑﺎﻟذﻫﺎب إﻟﻰ دروس اﻟﻌﻠم وﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﻣور ﺗﻌﺻﻣﻬم ﻣن
ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟزﻟل واﻟﺧطﺄ.
راﺑﻌﺎً :اﻟدﻋﺎء ﻟﻬم ﺑﺎﻟﺗوﻓﯾق واﻟﻬداﯾﺔ ،ﻓﺎﻟدﻋﺎء ﻟﻬم -ﻣﻊ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺟﻣﺎع ﺷروطﻪ -ﺣﺎﻓظ ﻟﻬم ﺑﻣﺷﯾﺋﺔ اﷲ
ﻼ أم آﺟﻼً ﻣن اﻟﻣﻛﺎرﻩ واﻟﺷرور واﻟﺿﯾﺎع.
ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻋﺎﺟ ً
ﺧﺎﻣﺳﺎً:ﻏرس ﻣﺣﺑﺔ اﻟﺻﻼة ﻓﻲ ﻗﻠوب اﻷوﻻد ،ورﺑطﻬم ﺑﻬﺎ رﺑطﺎً روﺣﯾﺎ ،ﺗﺟﻌﻠﻬم ﻻ ﯾﻘدﻣون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎً،
وﯾﺳﻌون إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺈرادﺗﻬم واﺧﺗﯾﺎرﻫم طواﻋﯾﺔ وﺑدون إﻛراﻩ .ﻓﺈن اﻟﺻﻼة ﺗﻧﻬﻰ ﻋن اﻟﻔﺣﺷﺎء واﻟﻣﻧﻛر.
ﺳﺎدﺳﺎً:اﺳﺗﺷﻌﺎر اﻟﻘدوة اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻷوﻟﯾﺎء ،ﻓﻠﯾﺣذروا أن ﯾﺄﺗوا أﻣ اًر أو ﺷﯾﺋﺎً ﯾﻧﻛروﻧﻪ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻫم ،أو
ﯾﻔﻌﻠون ﻣﺎ ﯾﻧﻬون ﻋﻧﻪ ،وﻟﻧﺗذﻛرﻗول اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟذﯾن ﻟم ﺗﻘوﻟون ﻣﺎﻻ ﺗﻔﻌﻠون ﻛﺑر ﻣﻘﺗﺎً ﻋﻧد اﷲ أن
ﺗﻘوﻟوا ﻣﺎ ﻻ ﺗﻔﻌﻠون( ،.13وﻣﻣﺎ ﯾﺣﻔظﻬم أﯾﺿﺎً إﺷﻐﺎﻟﻬم ﺑﺎﻟﻣﻔﯾد ﻣن اﻟﻘراءة واﻟﺣﻔظ ورﺻد اﻟﺟواﺋز اﻟﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ
ﻟﻬم.
ﺳﺎﺑﻌﺎً :وﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء واﻟﻌﺎرﻓﯾن ﻓﻲ وﺿﻊ
اﻟﺣﻣﺎﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة ﺻوﻧﺎً ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣرﯾﺑﺔ واﻟﺧﺎدﺷﺔٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺎت
ﻣﺣدودة اﻟﻔﺎﺋدة إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد وﺗﺧﻔف).(5
اﻟﺧﻼﺻﺔ:
ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋدة أﻣور أﺑرزﻫﺎ:
-1إن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم واﻹﻧﺗرﻧت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﻲ ﺑﺷﻛل ﻣﻠﻣوس
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء وآﺑﺎﺋﻬم وأﻣﻬﺎﺗﻬم ،وﻫو ﺳﻼح ذو ﺣدﯾن إذا
ﻟم ﺗﺗوﻓر اﻟرﻗﺎﺑﺔ،ﻣﻊ ﺿرورة أن ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺧدام ﺿﻣﻧﺎﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
-2ﺿرورة اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷرق اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ وﻟﯾس ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣظﻠم.
13ﺳورةاﻟﺻف2:
-3ﺿرورة ﺗﻘﻧﯾن اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺑﺎﻟذات اﻹﻧﺗرﻧت ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻻﺳﺗﺧدام ﺑﺎﻋﺗدال
ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺷﺑﻪ اﻹدﻣﺎن.
وﻫذﻩ ﺑﻌض اﻟﺗوﺻﯾﺎت:
-1ﺿرورة ﺗوﻋﯾﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،واﻟﺷﺑﺎب ﻣﻧﻬم ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻣن ﺧﻼل
اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ،وﺗوﺟﯾﻬﻬم إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻌﻬم وﯾﺄﺧذ ﺑﺄﯾدﯾﻬم ﻧﺣو اﻟﺑﻧﺎء ﻻ اﻟﻬدم.
-2ﺿرورة اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ دور اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت وأوﻟﯾﺎء اﻷﻣور ﺑﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻬم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻣراﻗﺑﺔ ورﻋﺎﯾﺔ
أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻟﺷق اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻣن اﻹﻧﺗرﻧت.
-3إﺟراء اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت واﻷﺑﺣﺎث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺄﺛﯾر اﻹﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ.
-4اﺳﺗﻐﻼل اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ واﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻﻼح.
-5ﺗﺣﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ ﻣراﻗﺑﺔ ﻣواﻗﻊ اﻹﻧﺗرﻧت ،وأن ﺗﺣذو ﺣذو ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﺑﺣﺟب اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ واﻟﺷﺎذة واﻟﻣﺷﺑوﻫﺔٕ .وان اﷲ ﯾزع ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺎﻻ ﯾزع ﺑﺎﻟﻘرآن.
واﷲ اﻟﻣوﻓق.
اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ:
-1ﺗﻌرﯾف وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل .ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدةWikipedia.org.
-2ﻫﻲ ﻣﻧظﻣﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ،ﺗﻌﺗﺑر أول ﺣرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗداﻓﻊ ﻋن اﻷطﻔﺎل ،ﺣﯾث إﻧﻬﺎ
ﺗﻘدم ﻣﺳﺎﻋدات إﻏﺎﺛﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ دﻋﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى .وﻛﯾﺑدﯾﺎ -اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣرة.
-3وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة .إﻋداد ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﯾﺎن2010/6/12.م.ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدةwww.albayan.com
-4آداب ﺿواﺑط اﻟﺗواﺻل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .ﯾﺣﯾﻰ ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻌﻘﯾﻠﻲ.ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدةwww.alminbar.net.
-5ﻛﯾف ﻧﻧﻘذ ﺷﺑﺎﺑﻧﺎ ﻣن اﻟﺿﯾﺎع .اﻟﻛﺎﺗب :إﻟﯾﺎس إﺳﻛﻧدر .اﻟﻣﺻدر :ﻣﺿﺎﯾف ﺷﻣر2014/1/15 .م.ﺑﺗﺻرف وزﯾﺎدة.