Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 105

‫ا جمهورية ا جزائرية ا ديمقراطية ا شعبية‬

‫وزارة ا تعليم ا عا ي وا بحث ا علمي‬

‫جامعة ا جيال ي بونعامة – خميس مليانة‬

‫لية ا علوم اإلجتماعية و اإلنسانية‬

‫قسم ا علوم اإل نسانية – شعبة تاريخ‬

‫مقاومة قبائل ا طوارق الحتالل ا فرنسي في ا صحراء‬


‫ا جزائرية خالل مطلع ا قرن ا عشرين‬
‫مذ رة ا تخرج نيل شهادة ا ماستر‬

‫تخصص‪ :‬دراسات إفريقية‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد ا طا ب تين‪:‬‬


‫إبراهيم بتقة‬ ‫‪ ‬زهيرة حساين‬
‫‪ ‬باية تومي‬

‫السنة الجامعية‪ϭϰϯϴ -ϭϰϯϳ :‬ه‪ϮϬϭϳ -ϮϬϭϲ/‬م‬


‫ا حمد و ا ش ر هلل رب ا علمين أوال و قبل ل شيء ‪ ،‬و بعد‬

‫يسعد ا أن تقدم بجزيل ا ش ر إ ى األستاذ‪" :‬ابراهيم بتقة"‬

‫ا ذي ان ا ا شرف في إشرافه علي ا في إ جاز هذا ا عمل و م يبخل علي ا‬


‫ب صائحه ا قيمة و توجيهاته ا تي ساعدت ا في بحث ا ثم لي با ش ر و ا عرفان‬
‫ألستاذ ا ا ريم " ور ا دين شعبا ي" ا ذي سا د ا و دعم ا طيلة مشوارا ا جامعي‬
‫ووقف بجا ب ا و م يقصر في حق ا حيث عتبر قدوة ا في ا مستقبل سأل اهلل ه‬
‫ا توفيق و ا جاح و ذ ك تقدم با ش ر جميع األساتذة في قسم ا تاريخ خاصة‬
‫أساتذة تخصص دراسات إفريقية و إ ى ل من ساعد ا على ا قيام بهذا ا بحث‪.‬‬
‫االهداء‬
‫إ هي ال يطيب ا ليل إال بش رك و ال يطيب ا نهار إال بطاعتك و ال تطيب‬
‫ا لحظات إال بذ رك و ال تطيب اآلخرة إال بعفوك ‪ ،‬إ ى من بلغ ا رسا ة و أدى األمانة إ ى‬
‫نبي ا رحمة و نور ا عا مين سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬إ ى مال ي في ا حياة إ ى‬
‫معنى ا حب و ا حنان و بسمة ا حياة و سر ا وجود إ ى من ان دعائها سر نجاحي " أمي‬
‫ا حبيبة " ‪ ،‬و إ ى من لله اهلل با هيبة و ا وقار ‪ ،‬إ ى من احمل إسمه ب ل إفتخار ‪،‬أرجو‬
‫من اهلل أن يمد في عمرك وا دي ا عزيز‪.‬‬

‫إ ى رياحين حياتي إخوتي جميلة و زهيرة ‪ ،‬هشام و عبد ا قادر حفظهم اهلل و رعاهم‬

‫إ ى زوجي عبد ا قادر ا ذي ان سندا و عونا ي ‪ ،‬و إ ى ل عائلته ا ريمة‬

‫و إ ى نور عيني و سر وجودي إبنتي إسراء حفظها اهلل‬

‫إ ى األخت ا تي م تلدها أمي صديقتي و حبيبتي زهيرة ا تي أنستني في ا دراسة و شار تني‬
‫في إنجاز هذا ا عمل‬

‫و إ ى صديقاتي مياء ‪ ،‬أمال ‪،‬سمية ‪ ،‬سعيدة‬

‫و إ ى ل طلبة دراسات إفريقية و ل األساتذة‬


‫اإلهداء‬

‫أهدي هذا ا عمل ا متواضع إ ى من قال فيهما اهلل عز و جل‪:‬‬


‫" وقل ربي ارحمهما ما ربيا ي صغيرا"‬
‫إ ى ا تي وهبت ي من شعلة روحها قبس األمل ا ذي قاد ي إ ى مصاف ا اجحين‪ ،‬ومن ا حب‬
‫ما م يعطي ي أحد غيرها إ يك أمي ا حبيبة حفظك اهلل و أطال في عمرك‪.‬‬
‫إ ى من أحمل اسمه ب ل افتخار إ ى من أغرق ي في بحر فضله وجاد علي ب رمه أبي‬
‫ا غا ي أطال اهلل في عمر‪.‬‬
‫إ ى أعز ما أملك في ا وجود إخوتي‪ :‬حمزة و صبري ة‪.‬‬
‫ما أهدي هذا ا عمل إ ى افة األهل و األقارب‪ ،‬إ ى زميلتي و أختي ا عزيزة باية ا تي‬
‫تقاسمت معي أعباء ا جاز بحث ا و إ ى اب تها اسراء حفظها اهلل‪ ،‬و إ ى ل من وقف بجا بي‬
‫و إ ى من سا د ي ووقف معي‪ ،‬إ ى عبد اهلل و عائلته ا ريمة‪.‬‬
‫و إ ى ل من في ا ذا رة و م تسعهم ا مذ رة‪.‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫سب أراضي‬ ‫في خصم ا تنافس االستعماري بين فرنسا وبريطانيا على زيادة‬
‫ومستعمرات جديدة في إفريقيا‪ ،‬اتجهت أنظار ا فرنسيين إ ى ا جزائر حيث حاو ت قواتها بسط‬
‫نفوذها على امل ا تراب ا وطني‪ ،‬وبعد تثبيت ا فرنسيين وجودهم في شمال ا جزائر سعت‬
‫فرنسا إ ى ربط مستعمراتها اإلفريقية ببعضها ا بعض‪ ،‬وهو ما حتم عليها ا مرور بأراضي‬
‫ا طوارق في ا جنوب ا جزائري وا سيطرة على ل ا واحات ا صحراوية من خالل تنظيم‬
‫حمالت وبعثات است شافية ا تي تعرضت معظمها لهجوم من طرف س ان ا منطقة‪ ،‬و ان‬
‫أول احت اك لطوارق مع ا فرنسيين سنة ‪1881‬م بجملة من ا معارك أهمها معر ة بئر‬
‫ا غرامة ا تي قتل فيها ا ضابط ا فرنسي "فالترس‪ ،"Flatters‬األمر ا ذي جعلهم يوقفون‬
‫مشروع ربط ا مستعمرات مدة ‪ 20‬سنة الحقة‪ ،‬ن مع تزايد حمى ا توسع وا زحف ا متواصل‬
‫لجيش ا فرنسي ا قوي‪ ،‬أجبر ا مجاهدون ا طوارق على خوض مقاومات عنيفة أهمها‪ :‬معر ة‬
‫تيت ‪1902‬م‪ ،‬ومعارك أخرى ما بين سنتي ‪1909‬م إ ى غاية معر ة ا شيخ أمود بمنطقة‬
‫أس او عام ‪1920‬م‪.‬‬
‫قائمة المختصرات‪:‬‬

‫تح ‪ :‬تحقيق‪.‬‬
‫تر ‪ :‬ترجمة‪.‬‬
‫ج ‪ :‬الجزء‪.‬‬
‫د‪.‬ط ‪ :‬دون طبعة‪.‬‬
‫د‪ .‬س‪ .‬ن‪ :‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫ص ‪ :‬صفحة‪.‬‬
‫ط ‪ :‬الطبعة‪.‬‬
‫ع ‪ :‬العدد‪.‬‬

‫‪Ed :Edition.‬‬
‫‪P : Page.‬‬
‫‪T : Tome.‬‬
‫مـقـــدمة‬
‫مقدمة‬

‫م ذ أن امتدت يد ا قوات ا فرسية إ ى ا جزائر إعتقدت أ ها قادرة على بسط فوذها‬


‫على امل ا بالد‪ ،‬وا توسع في ا صحراء ا جزائرية من أجل تحقيق هدفها االستعماري وهو‬
‫ربط مستعمراتها اإلفريقية في غرب ا قارة ووسطها ثم شما ها‪ ،‬وال يم ن ها ذ ك إال إذا‬
‫احتلت م طقة ا ج وب ا جزائري‪ ،‬هذا األخير ا ذي يعتبر حلقة وصل بين هذ ا مستعمرات‪،‬‬
‫وقد استطاعت قوات اإلحتالل ا وصول إ يها حيث تعرضوا إ ى ا تصدي وا مقاومة ا شرسة‬
‫من طرف س ا ها‪ ،‬ومع ذ ك فقد تم ت ا جيوش ا فرسية من بلوغ أقصى ا ج وب وا عزم‬
‫على ا سيطرة عليه مهما لفها ذ ك‪.‬‬

‫و ظ ار ما إ تشفته فرسا من خيرات واسعة في ا صحراء ا جزائرية‪ ،‬دفعها ذ ك إ ى‬


‫ا تقدم وا تمسك باإلقليم أ ثر فأ ثر‪ ،‬ومن ه ا أخذت فرسا تعد ا مشاريع ل شف عن خبايا‬
‫هذ ا م طقة من أجل تسهيل سبل ا توغل فيها‪ ،‬و ت فيذ ذ ك بدأت في إرسال ا عديد من‬
‫ا بعثات االست شافية وا حمالت ا عس رية‪ ،‬وشملت هذ ا مشاريع جوا ب عديدة م ها‬
‫االقتصادية وا عس رية‪ ،‬ا سياسية وا دي ية ت ون بذ ك عامال مساعدا في ترسيخ ف رة‬
‫االستقرار وا بقاء في ا م طقة‪ ،‬وبه تصل فرسا هدفها ا حقيقي وهو ا توسع وا توغل في‬
‫ا صحراء ا جزائرية وفرض هيم تها عليها‪.‬‬

‫ا طالقا من هذا يعود اهتمام ا با بحث في إش ا ية ا دور ا ذي عبه قبائل ا طوارق في‬
‫مقاومة االحتالل ا فرسي في ا صحراء ا جزائرية في مطلع ا قرن ‪20‬م ويرجع أساسا إ ى‬
‫عدة عوامل يم ن إيجازها فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬ا وقوف على ا سياسة ا فرسية ا متبعة لسيطرة على ا صحراء ومعرفة أهم‬
‫ا مشاريع ا م جزة تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫‪ -‬إبراز ا دور ا هام ا ذي مثله ا ثوار ا طوارق ضد ا قوات ا فرسية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬ا مساهمة و و بش ل بسيط في إثراء ا بحث ا علمي ا تاريخي من خالل إضافة‬


‫مجهود علمي حقل ا دراسات ا تاريخية‪.‬‬

‫أما إش ا ية بحث ا ف ا ت ا تا ي‪:‬‬

‫فيما تمثلت مواقف قبائل ا طوارق من مشروع ا توسع ا عس ري ا فرسي في م طقة ا صحراء‬
‫ا جزائرية؟‬

‫وتتضمن هذ اإلش ا ية عددا من ا تساؤالت ا فرعية ا تي يم ن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي دوافع فرسا الحتالل ا صحراء؟ وماهي ا سياسة ا متبعة في ا م طقة؟‬

‫‪ -‬هل جحت ا قوات ا فرسية في ا سيطرة على ا م طقة؟‬

‫‪ -‬ماهي أهم ا مشاريع ا م جزة على أراضي ا صحراء ا جزائرية؟‬

‫‪ -‬وما ا دور ا ذي عبته ا قبائل ا متمردة في ا تصدي لزحف ا فرسي؟ وماذا أسفر عن هذ‬
‫ا مقاومة؟‬

‫و قد اعتمد ا في بحث ا على ا م هج ا خاص با دراسات ا تاريخية وهو ا م هج ا تاريخي ا ذي‬


‫يقوم على سرد األحداث ووصفها وتحليلها مع استخالص ا تائج‪.‬‬

‫وقد قسم ا بحث ا حسب ما تتطلبه ا دراسة إ ى مقدمة وثالثة فصول وخاتمة‪:‬‬

‫قم ا في ا فصل األول من ا بحث وا ذي يعتبر مدخل بتقديم إحاطة عامة حول إقليم‬
‫ا صح راء‪ ،‬فت او ا اإلطار ا جغرافي وأهم تضاريس ا م طقة وا م اخ وأهم ا س ان ا تي تقطن‬
‫ه اك‪ ،‬وتعرض ا بعدها إ ى أصل قبائل ا طوارق من حيث موط هم‪ ،‬سبهم‪ ،‬تسميتهم‪،‬‬
‫و غتهم‪ ،‬وا مظاهر ا حضارية ا خاصة بهم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫أما في ا فصل ا ثا ي ا ذي ع وا ه توسع اإلستعمار ا فرسي في ا ج وب ا جزائري‪،‬‬


‫فقد ر زا فيه على دوافع اإلهتمام ا فرسي با صحراء من ا احية اإلقتصادية‪ ،‬ا سياسية‬
‫وا عس رية وا دي ية‪ ،‬باإلضافة إ ى عوامل ا سيطرة ا فرسية على ا م طقة من خالل ا حمالت‬
‫ا عس رية وا بعثات اإلست شافية‪ ،‬ثم تطرق ا إ ى أهم ا مشاريع ا تي أ جزتها ا سلطة ا فرسية‬
‫تسهيل عملية ا سيطرة وهي ا مشاريع ا خاصة بخطوط ا س ة ا حديدية‪ ،‬ما قم ا بعرض أهم‬
‫ا حمالت ا عس رية ا تي أرسلتها فرسا لم طقة إلثبات قوتها أمام قبائل ا طوارق تيجة‬
‫لهجومات ا تي تعرضت ها عقب مقتل ا ضابط فالترس‪.‬‬

‫أما با سبة لفصل ا ثا ث فجاء تحت ع وان‪ ،‬رد فعل قبائل ا طوارق على ا توغل‬
‫ا فرسي في ا صحراء‪ ،‬حيث عا ج ا في هذا ا فصل مقاومة قبائل ا هقار وا طاسلي ضد‬
‫ا قوات ا فرسية وعزم ا فرسيين على ا توغل‪ ،‬ما ت او ا ردود فعل األها ي ا تي تمثلت في‬
‫جملة من ا معارك و تائجها‪.‬‬

‫وفي األخير خصص ا خاتمة وا تي ضمت جملة من ا تائج ا تي توصل ا إ يها بعد‬
‫دراسة ا موضوع‪.‬‬

‫قد اعتمد ا في ا جاز هذا ا بحث على عدد ال بأس به من ا مصادر وا مراجع‪،‬‬
‫باإل ضافة إ ى بعض ا رسائل ا جامعية وا مجاالت وا مقاالت اإل ترو ية‪ ،‬ومن أهم ا مصادر‬
‫ذ ر‪ :‬عبد ا رحمن ابن خلدون‪ :‬تاب ا عبر و ديوان ا مبتدأ و ا خبر في أيام ا عرب و ا عجم‬
‫و ا بربر و من عاصرهم ذوي ا سلطان األ بر‪ ،‬و تاب ا رحا ة وا مست شف ا فرسي ه ري‬
‫ديفاريي ا مع ون بـ"طوارق ا شمال"؛ ‪Henri Duveyrier, Les Touaregs du Nord‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫وأهم ا مراجع م ها‪:‬‬

‫‪ -‬اإلحتالل ا فرسي لصحراء ا جزائرية (‪ )1934 -1837‬إلبراهيم مياسي‪.‬‬


‫– ا سياسة ا فرسية في ا صحراء ا جزائرية (‪ )1916 -1844‬ألحميدة عميراوي و آخرون‪.‬‬
‫– ا صحراء ا برى و شواطئها إلسماعيل ا عرب‪.‬‬

‫ومن ا طبيعي أن ت ون ه اك صعوبات في إ جاز أي بحث علمي‪ ،‬هذ ا صعوبات‬


‫إما أن ت ون من جهة ا باحث فسه أو من طبيعة ا بحث فإعداد أي موضوع يتطلب جهدا‬
‫واتقا ا بيرين من قبل ا باحث يقدم في ا هاية بحثا أ اديميا با مواصفات ا مطلوبة وم ه فقد‬
‫واجهت ا بعض ا صعوبات وهي اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬ا مجهود وا وقت ا بيرين ا ذي استلزامهما ا بحث عن ا مصادر وا مراجع ا تي تخدم‬


‫موضوع بحث ا بش ل دقيق‪ ،‬مما جعل ا وقت يضيع‪.‬‬
‫– صعوبة ا حصول على بعض ا مصادر وا مراجع ا تي بإم ا ها سد وتغطية ا ثغرات‬
‫ا مطلوبة‪ ،‬و ذ ك صعوبة ا تعامل مع ا مصادر وا مراجع خاصة با فرسية واإل جليزية‪.‬‬
‫– إفتقارا لخبرة ا الزمة إل جاز بحث علمي أ اديمي (مذ رة ا تخرج) فإعداد مذ رة تخرج‬
‫أصعب ب ثير من إعداد أي بحث آخر خالل ا فترة ا تي درس ا فيها ا تخصص‪.‬‬

‫وفي األخير رجوا أن ون من خالل بحث ا هذا‪ ،‬قد ساهم ا في فتح باب من أبواب‬
‫ا معرفة وأضف ا شيئا جديدا با سبة لم تبة ا جامعية‪ ،‬ما أمل أن ي ون هذا ا عمل ذا فائدة‬
‫ون قد وقف ا في عمل ا هذا حيث قي ا فيه امل ا دعم وا مسا دة من‬ ‫علي ا‪ ،‬ما تم ى أن‬
‫قبل األستاذ ا مشرف"إبراهيم بتقة" ا ذي قام بتوجيه ا ودعم ا وارشاد ا‪ ،‬إذ تقدم ه ب امل‬
‫ا ش ر وا تقدير مجهوداته‪ ،‬وختاما سأل اهلل سبحا ه وتعا ى أن يتقبل م ا هذا ا جهد‬
‫ا متواضع ويسد ا خطى وهو عم ا مو ى و عم ا صير‪.‬‬

‫وا حمد هلل أوال وأخيرا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫قبائل الطوارق موطنهم ونمط‬
‫عيشهم‬
‫المبحث األول‪ :‬جغرافية الصحراء الجزائرية و مميزاتها الطبيعية و البشرية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أصل قبائل الطوارق‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المظاهر الحضارية لقبائل الطوارق‪.‬‬


‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫س حاول تقديم في هذا ا فصل قدر اإلم ان‪ ،‬أهم ا تفاصيل عن مط حياة ا قبائل ا تي‬
‫تقطن ا صحراء اإلفريقية ا برى عامة وا صحراء ا جزائرية خاصة‪ ،‬و ا تي م ها تلك ا قبائل‬
‫ا تي تقطن م طقة ا هقار وجبال ا طاسيلي ا واقعة في ا ج وب ا شرقي ا جزائري‪ ،‬وهي قبائل‬
‫عريقة ضاربة بجذورها في أعماق ا تاريخ أالّ وهي ا قبائل ا طارقية ا تي استطاعت أن تحافظ‬
‫على تماس ها و قاء ع اصرها إ ى ا يوم‪ ،‬فماذا يم ا ا قول بخصوصها؟ وقبل أن تعرف‬
‫على هذ ا قبائل ال بد أن تعرف عن م طقة تواجدهم‪ ،‬وماهي أصو هم؟‬

‫ا مبحث األول‪ :‬جغ ارفية ا صحراء ا جزائرية وخصائصها ا طبيعية وا بشرية‪.‬‬

‫تعتبر ا صحراء ا برى بإفريقيا من أوسع صحاري ا عا م‪ ،‬فهي تمتد شرقا من ا بحر‬
‫األحمر حتى ا محيط األطلسي غربا‪ ،‬ويحدها من ا شمال ا جبال األطلسية ومن ا شمال‬
‫ا شرقي ساحل ا بحر األبيض ا متوسط‪ ،‬أما من ا احية ا ج وبية فتحدها بلدان ا ساحل‪،‬‬
‫وتغطي ا صحراء ا برى مساحة تقدر بثما ية مالين لم‪ ،2‬تشترك فيها ل من ا مغرب‬
‫األقصى وا جزائر وتو س و يبيا ومصر في ا شمال وموريتا يا وا صحراء ا غربية من ا مغرب‬
‫وفي ا ج وب ما ي وا يجر وتشاد وا سودان‪.1‬‬

‫ذ ك ا صحراء ا جزائرية جزءا من ا صحراء ا برى اإلفريقية‪ ،‬تقدر مساحتها بـ ـ ‪:‬‬


‫‪ 1 987 600‬لم‪ 2‬وا تي تمثل ‪ %90‬من مساحة ا دو ة ا جزائرية‪ ،2‬و تتحدد معا مها‬
‫بميزات طبيعية مختلفة عن تلك ا موجودة في ا م اطق ا شما ية يم ن أن تبين بعضها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ابراهيم مياسي‪ :‬توسع االستعمار ا فرنسي في ا جنوب ا غربي ا جزائري ( ‪1912 – 1881‬م)‪ ،‬م شورات ا متحف‬
‫ا وط ي لمجاهد‪ ،‬ا جزائر‪ ،1996 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬أحميدة عميراوي وآخرون‪ :‬ا سياسة ا فرنسية في ا صحراء ا جزائرية ( ‪1916 – 1844‬م)‪ ،‬دار ا هدى‪ ،‬ا جزائر‪،‬‬
‫‪ 2009‬ص ‪.10‬‬

‫‪6‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬ا تضاريس‪:‬‬

‫ه مت وع في أش ا ه‪،‬‬ ‫يتميز سطح ا صحراء ببيئة تضاريسية بسيطة‪ ،‬فهو غير معقد‬
‫وت قسم ا صحراء إ ى قسمين رئيسين هما‪:‬ا قسم ا شرقي وا قسم ا غربي فيتميز األول بتعقيد‬
‫تضاريس مقارة با قسم ا غربي‪ ،1‬فا جزء ا شرقي يتميز با خفاضه على مستوى سطح ا بحر‬
‫‪ 31‬متر و هذ األراضي أهمية اقتصادية ال تشار ا واحات فيها‪ ،‬وا ميا ا جوفية وغيرها من‬
‫ا ثروات‪.2‬‬

‫ا سهول ا رملية‪ :‬ا تي تحتل مساحات واسعة من ا صحراء ‪ ،‬وتتمثل في ا عرق‬

‫ا شرقي ا بير‪ ،‬وا عرق ا غربي ا بير‪ ،3‬إضافة إ ى عروق أخرى عرق شاش وعرق إيجيدي‬
‫وعرق ا راوي وغيرها‪ ،‬و ذ ك في تضاريس ا صحراء ه اك م اطق أخرى واسعة تدعى ا رق‬
‫وهي صحراء حصوية ت اد ت ون خا ية من مظاهر ا حياة مثل‪ :‬رق تا زروفت‪.4‬‬

‫ا هضاب ا صحراوية‪ :‬وهي صحراء صخرية جيرية تمتد في ش ل صفائح طبقية‪،‬‬

‫ومن أهم هذ ا حمادات في ا جزائر‪ ،‬حمادة ا ذراع في ا ج وب ا غربي وحمادة ا قالب‬


‫با حدود ا جزائرية ا موريتا ية وهضبة تادميت شمال عين صا ح‪.5‬‬

‫وبا سبة لمرتفعات فتتمر ز معظمها في ا وسط با ج وب ا شرقي ومن أشهرها‪ :‬جبال‬
‫ا طاسلي وا تي تعد من أهم سجالت ا تاريخ اإل سا ي في ا عا م ‪ ،‬بعدما تم ا عثور فيها على‬
‫أقدم رسومات تصف ا حياة ا بشرية ‪ ،‬وم طقة ا هقار معظمها من ا صخور ا قديمة ا بر ا ية‪،‬‬

‫‪ -1‬ا مر ز ا وط ي لدراسات وا بحث في ا حر ة ا وط ية وثورة أول وفمبر ‪ :1954‬فصل ا صحراء في ا سياسة‬


‫االستعمارية ا فرنسية‪ ،‬سلسلة ا ملتقيات‪ ،‬ا جزائر‪ ،1996 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬أحميدة عميراوي وآخرون‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -3‬ا ظر ا ملحق رقم ‪ ،01‬ص‪.81‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي لصحراء ا جزائرية ( ‪1934 – 1837‬م)‪ ،‬دار ا هومة‪ ،‬ا جزائر‪ ، 2005 ،‬ص‬
‫‪.13‬‬
‫‪ -5‬ا مر ز ا وط ي لدراسات و ا بحث‪ :...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪7‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫وأهم قمة جبلية بها هي " تاهات " ا تي تقارب ارتفاعها ‪ 3000‬متر وا تي تعتبر أعلى قمة‬
‫با جزائر‪.1‬‬

‫أما مرتفعات إقليم ا ج وب ا غربي فتتمثل في ربوة ا قالب غير ا مرتفعة وذات‬
‫ا صخور ا صلبة‪ ،‬إضافة إ ى بقايا سالسل جبلية قديمة على جا بي وادي ا ساورة سلسلة‬
‫ا عباد ة وبشار‪،‬وأعلى ارتفاع بها يبلغ ‪ 1500‬متر بجبل بشار‪.2‬‬

‫‪ -2‬ا مناخ‪:‬‬

‫قد ان لوضع ا جغرافي تأثي ار مباش ار على ا م اخ ا صحراوي‪ ،‬حيث يسود في‬
‫ا صحراء ا جزائرية م اخ قاري قاس‪ ،‬وقد ترتفع درجة ا ح اررة في فصل ا صيف إ ى ما فوق‬
‫‪ 50‬درجة مئوية في ا وقت ا ذي تصل في فصل ا شتاء إ ى درجة ا صفر وهذا ما يجعل‬
‫ا مدى ا حراري بها بي ار جدا‪ ،‬ويتعرض اإلقليم إ ى هبوب رياح جافة وفي بعض األحيان‬
‫عواصف هوجاء ا تي تعرقل شاط ا تجارة‪ ،‬وتمتاز ا صحراء ا جزائرية ب درة بيرة في ا تساقط‬
‫وعدم اال تظام‪ ،3‬حيث ال يزيد متوسطها عن ‪ 200‬ملم ‪ ،‬وترتفع ا هوامش ا شما ية وقمم‬
‫ا مرتفعات ما بين ‪ 200 – 50‬ملم وتتراجع ما دون ‪ 50‬ملم في باقي ا م اطق‪،‬وتعود ظاهرة‬
‫ا جفاف في ا صحراء إ ى و ها تقع با م طقة ا مدارية ا تي تهب عليها ا رياح ا قادمة من‬
‫خط االستواء‪ ،‬فهي م طقة ضغط مرتفع‪ ،‬ويعود قص األمطار الرتفاع ا بير في درجات‬
‫ا ح اررة‪.4‬‬

‫األودية ا صحراوية‪ :‬وا تي ت حدر من ا سفوح ا ج وبية سلسلة األطلس ا صحراوي‬

‫وتصب في ا شطوط وأحيا ا تختفي في وسط ا رمال‪ ،‬فهذ األودية يس ها جوا ب مضبوطة‬

‫‪ -1‬أحميدة عميراوي وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬ا مر ز ا وط ي لدراسات و ا بحث‪ :...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم مياسي‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬أحميدة عميراوي وآخرون‪ :‬فس ا مرجع ‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪8‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫وال حدود معي ة‪ ،‬فهي عديمة اال تظام وفجائية ا فيضان‪ ،‬وت قسم األودية ا صحراوية حسب‬
‫م اطق م ابعها إ ى‪:‬‬

‫أ‪ -‬أودية ا سفوح ا ج وبية ألطلس ا صحراوي ا تي تسير على طول ا سفوح ا ج وبية‬
‫جبال األطلس وتغوص مياهها في ا رمال تعود في ا ظهور في ش ل عيون فيضية أو آبار‬
‫ارتوازية تقوم عليها واحات ا خيل با هوامش ا شما ية لصحراء إقليم ميزاب‪ ،‬ومن أهم هذ‬
‫األودية‪ :‬وادي جدي‪ ،‬وادي ا طويل ووادي األبيض و لها تصب في شط ملغيغ‪ 1،‬وفي ا جهة‬
‫ا ج وبية ا غربية جد أودية أخرى مثل‪ :‬وادي زرقون‪ ،‬وادي سوقر‪ ،‬وادي ا اموس‪ ،‬ووادي‬
‫ا ساورة‪.2‬‬

‫وه اك قسم ثا ي من األودية ا صحراوية وا تي ت حدر من جبال ا هقار وتظهر في‬


‫ش ل شب ة م حدرة في ل االتجاهات‪ ،‬ومن أهمها وادي تم راست‪ ،‬ووادي تافاست ا ذي‬
‫يربط بين ا هقار ودو ة ا يجر‪ ،‬ووادي جارات ا ذي يصرف ا سفوح ا شما ية ا غربية جبال‬
‫ا هقار‪ ،‬وتتميز أودية ا هقار بفياضا ها خالل فترة ا صيف‪.3‬‬

‫قد أثرت ا ظروف ا م اخية تأثي ار مباش ار على ا حياة ا باتية ا تي تتميز بتحملها‬
‫لجفاف وا ح اررة وا برودة ا شديدة في فس ا وقت‪ ،‬و يوجد با صحراء ا جزائرية حوا ي ‪50‬‬
‫وع من ا باتات قصيرة وسمي ة‪ ،‬ومن أهم أ واع ا باتات ا صحراوية جد شجرة ا خيل‬
‫ا م تجة لتمور ا تي تعتبر ا غذاء األساسي لس ان‪ ،‬إضافة إ ى أ واع عديدة من ا خضر‬
‫وا فوا ه وبعض ا محاصيل ا تجارية ا ح ة وا تبغ‪.4‬‬

‫‪ -1‬شط ملغيغ‪ :‬هو م خفض واسع األرجاء تحيط به ا ثبان ا رملية‪ ،‬تغمر ا ميا في فصل ا شتاء وبه ا عديد من ا باتات‬
‫ا صحراوية ا مت وعة‪ ،‬ا ظر‪ :‬أحميدة عميراوي و آخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -2‬فسه‪.‬‬
‫‪ -3‬ا مر ز ا وط ي لدراسات و ا بحث‪ :...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم مياسي‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪9‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ورغم قلة وضآ ة ا غطاء ا باتي في ا م طقة إالّ أن ا ظروف سمحت ب مو ا ثروة‬
‫ا حيوا ية ا مت وعة األف اك وا غزالن‪ ،‬وذئاب ا رمال‪ ،‬وأ واع ا زواحف وا سحا ي وا طيور‪،‬‬
‫وأهم حيوان تشتهر به ا صحراء هو ا جمل ا ملقب ب ـ "سفي ة ا صحراء" ا ذي يستطيع تحمل‬
‫ع اء ا عطش وا جوع وتقلبات ا جو‪ ،‬إضافة إ ى قطعان ا ماعز واألغ ام‪.1‬‬

‫‪ -3‬ا س ان‪:‬‬

‫تتمر ز في ا صحراء ا جزائرية أ ثر من ‪ %10‬من س ان ا بالد وتوجد هذ األقلية في‬


‫ا واحات‪ ،‬وتعيش سبة بيرة م هم حياة ا بداوة حيث يقدر عددهم حوا ي ‪ 1,5‬مليون سمة‪،2‬‬
‫ويرجع سبب ذ ك لظروف ا طبيعية ا صعبة و درة ا ميا ا تي م ع هم من ممارسة ا زراعة‬
‫واالستقرار‪ ،‬وي قسم ا س ان في ا م طقة إ ى ص فين هما‪ :‬ا بدو و ا حضر‪ ،‬فا بدو يقومون‬
‫با ترحال في بداية ا صي ف إ ى ا شمال حو ا هضاب ا مرتفعة ثم يعودون في أواخر فصل‬
‫ا صيف‪ ،‬وتسمى هذ ا عملية با هجرة ا موسمية وتستمر طيلة ا س ة داخل ا صحراء من قبل‬
‫قبائل ا طوارق وا شعا ب ة وغيرهم من ا س ان‪ ،‬أما ا حضر فهم يقط ون داخل ا قوى أو‬
‫ا قصور ا تي تمثل ا خلية األساسية لت ظيم االجتماعي وا سياسي وتعتبر هذ ا قصور مر ز‬
‫تجاري وزراعي في فس ا وقت‪.3‬‬

‫وي قسم ا بدو إ ى مجموعتين بارزتين‪ :‬األو ى هي ا تي تعيش على زراعة ا واحات‬
‫وا تي رضخت لسيطرة ا عربية‪ ،‬أما ا مجموعة ا ثا ية فهي أ ثر جرأة وأقدم وأ ثر ميوال‬

‫‪ -1‬إبراهيم مياسي‪ :‬توسع اإلستعمار‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -2‬صفاء عريق‪ :‬ا مشاريع ا فرنسية في ا صحراء ا جزائرية خالل ا ثورة ا تحريرية ( ‪1962 -1954‬م)‪ ،‬مذ رة يل‬
‫شهادة ا ماستر في ا تاريخ ا حديث وا معاصر‪،‬جامعة بس رة‪ ،‬موسم ‪ ، 2014 -2013‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬ابراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪10‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫لحرب وا قتال‪ ،‬فقد تمر زت في م اطق صعب ا وصول إ يها وتعرف با طوارق‪.1‬‬

‫ويرجع أصل هؤالء ا س ان إ ى أصول مختلفة من أمازيغ ا عرب وا بربر باإلضافة إ ى‬


‫ا زوج‪ ،‬أما عن ش لهم فهم متشابهين مع بقية س ان ا قطر ا جزائري‪ ،‬ومن ا صعب ا تمييز‬
‫ون امتزاجها مع بعضها ا بعض تيجة تسا ها مدة طويلة والعت اقها‬ ‫بين هذ ا ع اصر‬
‫ا دين اإلسالمي‪ .‬ورغم ذ ك ش لت مجتمعا متجا س ه عادات وتقا يد متشابهة إ ى حد بير‬
‫من أشهر هذ ا قبائل ا تي استقرت في ا ج وب ا جزائري ذ ر‪:2‬‬

‫ا طوارق‪ :‬تقطن هذ ا قبائل ا بربرية جبال ا هقار فسميت بقبائل ا هقار وا تي‬

‫يل أغال‪ ،‬تيطوق‪ ،‬ل أغري‪ ،‬تاغت ملّت ومع اها (أهل‬ ‫عاصمتها مدي ة تم راست وأهمهم‪:‬‬
‫ا ع ز ا بيضاء)‪ ،3‬وهم ي حدرون من أهل أمازيغي ويت لمون ا لهجة األمازيغية ا قديمة و هم‬
‫ميزات وخصائص تميزهم عن باقي ا قبائل ا صحراوية‪ ،‬وتتمر ز هذ ا فئة في ا م اطق‬
‫ا ممتدة من ا شمال ا شرقي إ ى ا ج وب ا غربي‪ ،‬ويوجد فئة م هم تس ن في م اطق أخرى ‪،‬‬
‫وتعيش قبائل ا طوارق مثل جميع ا قبائل ا رحل‪ ،‬معتمدون على تربية ا مواشي وا رعي وه اك‬
‫جزء م هم يعيش على ا زراعة‪.4‬‬

‫ا شعانبة‪ :‬هي قبيلة عربية بيرة من ب ي سليم أتو إ ى شمال افريقيا في أوائل ا قرن‬

‫ا راب ع عشر ميالدي‪ ،‬استقروا في م طقة متليلي با قرب من غرداية عاصمة وادي ميزاب‪،‬‬
‫وبعد ا غزو ا فرسي في ا صحراء اضطر ا شعا بة إ ى ا هجرة حو ا ج وب‪ ،‬مما أدى إ ى‬

‫‪ -1‬أحسن دواس ‪ :‬صورة ا مجتمع ا صحراوي ا جزائري في ا قرن ‪ 19‬من خالل تابات ا رحا ة ا فرنسيين‪ ،‬مقاربة سسيو‬
‫ثقافية‪ ،‬مذ رة يل شهادة ا ماجستير في األدب ا مقارن‪،‬جامعة قس طي ة‪ ،‬موسم ‪ ،2008 – 2007‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -2‬هيئة ا تحرير‪":‬ا صحراء ا برى"‪ ،‬جريدة ا مجاهد‪ ،‬ا لسان ا مر زي جبهة ا تحرير ا وط ي‪ ،‬ع ‪،1959 -01-21 ،13‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬صحراء ا عرب ا برى‪ ،‬دار ا رواد‪ ،‬يبيا‪ ،1994 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬اسماعيل ا عربي‪ :‬ا صحراء ا برى وشواطئها‪ ،‬ا مؤسسة ا وط ية ل تاب‪ ،‬ا جزائر‪ ،1983 ،‬ص ص ‪.176 -175‬‬

‫‪11‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫تشتت قبائلهم يستقر بهم ا حال في ا صف ا شما ي ا غربي من ا صحراء ا برى‪،1‬‬


‫وا شعا بة هم من قبيلة قوية و ثيرة ا عدد‪ ،‬ساهمت في ا جهاد ضد االستعمار ا فرسي في‬
‫بداية توغله لجزائر مع ثورة أوالد سيدي ا شيخ‪ ،‬وثورة بوعمامة‪ ،‬ومعظم هذ ا قبائل تستقر‬
‫في ج وب ا جزائر وتوجد مجموعات أخرى م ها في صحراء ما ي وا يجر وبعض األسر في‬
‫م طقة غدامس ودرج وأوباري وغات بليبيا‪ ،‬ما أ هم ا وا يسيطرون على تجارة ا قوافل‬
‫و هم تحو وا ع ها بعد أن سيطرت فرسا على ا م طقة‪ ،‬إضافة إ ى ذ ك ا وا يمارسون‬
‫ا رعي وتربية ا حيوا ات‪.2‬‬

‫ومن بين ا قبائل ا تي تمر زت في ا صحراء ا جزائرية قبيلة أوالد سيدي ا شيخ ا ذين‬
‫يقط ون في ا م طقة ا موجودة بين ا فقيق و لومب بشار‪ ،‬إ ى غاية غربي األغواط‪ .3‬وي حدر‬
‫أصل هذ ا قبيلة من أسرة ا خليفة أبي ب ر ا صديق ( رضي اهلل ع ه ) ا تي س ت م ة‬
‫ا م رمة‪ ،‬ثم هاجرت إ ى مصر‪ ،‬ثم إ ى تو س‪ ،‬ومع مطلع ا قرن ‪ 15‬ا تقلت حو ا غرب‪،4‬‬
‫وشار ت في مقاومة ضد االستعمار ا فرسي‪ ،‬وسميت ثورتهم بسيدي ا شيخ ا تي استمرت‬
‫طيلة ا سبعي ات‪ ،5‬اضافة ا ى ذ ك يوجد قبيلة أوالد ايل ا تي تعد من بين أ بر ا قبائل ا تي‬
‫استقرت في ا صحراء‪ ،‬ويتمر زون في ا م طقة ا ممتدة بين مدي تي بس رة وا جلفة‪.6‬‬

‫ا ميزابيون‪ :‬يرجع أصل هذ ا قبيلة إ ى قبائل زاتة األمازيغية من ب ي مصعب‪،‬‬

‫وهم من أتباع ا مذهب اإلباضي وي تشرون في ا مدن ا تا ية‪ :‬غرداية‪ ،‬ب ورة ا عطف‪ ،‬بريان‪،‬‬
‫ملي ة‪ ،‬بن يزقن‪ ،‬ا ق اررة‪ ،‬قدموا إ ى ا صحراء بعد سقوط ا دو ة ا رستمية علي يد ا فاطميين‪،‬‬

‫‪ -1‬إسماعيل ا عربي‪ :‬ا صحراء ا برى‪ ،...‬مرجع سابق ص ‪.163‬‬


‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ص ‪167-165‬‬
‫‪ -3‬ا مجاهد‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -5‬فسه‪ ،‬ص ص ‪.35 -34‬‬
‫‪ -6‬ا مجاهد‪ :‬فس ا مصدر‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪12‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫و تيجة زوال دو ة ب ي مدرار س ة ‪1366‬م‪ ،‬ما استقر عدد من ب ي ميزاب با قرب من‬
‫مدي تي واد ريغ‪ ،‬وتيميمون‪.1‬‬

‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬أصل قبائل ا طوارق‪.‬‬

‫‪ - 1‬موطنهم ونسبهم‪:‬‬

‫موطنهم‪ :‬يشتغل قبائل ا طوارق مساحة واسعة في ا صحراء ا برى‪ ،‬ا تي تمتد ما بين‬

‫حدود جمهورية ما ي ا شما ية ا غربية مع موريتا يا‪ ،‬إ ى حدود ا سودان مرو ار بشمال ما ي‬
‫وشمال تشاد‪ ،‬وج وب غربي يبيا‪ ،‬وج وب شرقي ا جزائر‪ ،‬ما تتر ز هذ ا قبائل في بعض‬
‫ا م اطق شمال بور ي افاسو و يجيريا‪ ،‬وحتى في وسط ا صحراء ا برى من مدي ة غدامس‪،2‬‬
‫ودرج في يبيا وأوباري‪ 3‬وغات ا تي تقع في ج وب غرب يبيا وهي عاصمة أزجر ا طارقية‪،4‬‬
‫وهم عدة مجموعات من ا عشائر يضاف إ ى اسم ا م ان ا تي تعيش فيه ا مجموعة لمة‬
‫( ل) أي أهل أو قوم‪ ،‬ويش ل هؤالء ا قبائل مجموعتين رئيسيتين‪ :‬ا مجموعة ا شما ية‬
‫وا مجموعة ا ج وبية‪ ،‬فاألو ى تعيش في ا صحراء‪ ،‬وا ثا ية تقطن في ا هضاب وأرض‬
‫ا سافا ا‪.5‬‬

‫استوط ت هذ ا قبائل ا صحراء م ذ عهد قديم ا فاصلة بين ا شمال اإلفريقي‪ ،‬وبالد‬
‫ا سودان‪ ،‬ويذ ر معظم ا مؤرخين ا عرب أن جذورهم تعود إ ى هجرات قديمة من ا مشرق‪،‬‬

‫‪ -1‬صفاء عريق‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -2‬غدامس‪ :‬تقع في ا ج وب ا غربي من يبيا وعلى ا طرف ا غربي لحمادة ا حمراء‪ ،‬ا ت تعرف م ذ ا قديم بسيداموس‪،‬‬
‫فيها عين ا فرس ا تي قيل أ ها تبعث من تحت حافز فرس ا فاتح ا عربي ا شهير عقبة بن افع‪ ،‬ا ظر‪ :‬محمد سعيد ا قشاط‪:‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -3‬أوباري‪ :‬واحة بيرة تقع ج وبي يبيا‪ ،‬مدي ة في وادي ا حياة‪ ،‬ازدهرت أخي ار با زراعة و أصبحت ا مزارع على طول‬
‫ا وادي ثالث مئة يلومتر متشاب ة و غير م قطعة‪ ،‬ا ظر‪ :‬فس ا مرجع ‪،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -5‬محمود شا ر‪ :‬ما ي‪ ،‬ا م تب االسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪13‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا وا يس ون بفلسطين وهاجروا بعد مقتل مل هم جا وت بيد ا بي داوود عليه ا ّسالم ويقول‬


‫ا باحث ا جزائري ابن بيال قال عن ا ت ب تي أن‪ " :‬تب ا تاريخ ا قديمة مثل بطليموس‬
‫وهيرودوت أ دوا بأن قبائل ا طوارق هاجرت قديما من ا شرق‪ ،‬وقد عرفوا في هذ ا تابات‬
‫باسم ا ليبيين أو ا ليبو‪ ،‬وهو االسم ا ذي أطلقه ا مصريون ا قدماء على جي ار هم من س ان‬
‫شمال افريقيا‪ ،‬و ما سماهم ا رومان وا يو ان با بربر وتع ي ا همج"‪.1‬‬

‫وفي هذا يذ ر ابن خلدون أن افريقش بن قيس بن صيفي‪ " :2‬ما رأى هذا ا جيل من‬
‫األعاجم وسمع رطا تهم ووعى اختالفهما وت وعها تعجب من ذ ك‪ ،‬وقال ما أ ثر بربرت م‬
‫فسموا با بربر‪ ،‬وا بربر بلسان ا عرب هي اختالط األصوات ا غير ا مفهومة "‪ ،3‬ويذ ر ابن‬
‫خلدون أيضا عن شع ب ص هاجة‪ " :‬وهو أ ثر أهل ا غرب هذا ا عهد وما قبله ال ي اد قطر‬
‫من أقطار يخلو من بطن من بطو هم في جيل أو بسيط"‪.4‬‬

‫وي قسم هؤالء ا قبائل إ ى طبقتين عظيمتين‪ :‬ص هاجة ا شمال ا ذين يقط ون ا تالل‬
‫وا جبال وأشهر قبائلهم بل ا ة‪ ،‬وبيوتهم مص وعة من ا طين وا حجر‪ ،‬وص هاجة ا ج وب وهم‬
‫س ان ا صحراء‪ ،‬وأهم قبائلهم هي متو ة‪ ،‬ومسوفة‪ ،‬و دا ة‪ ،‬وت حدر مواط هم ج وب ا مفازة‬
‫ا صحراوية ا برى وحتى بالد ا سودان‪ ،‬وهم من أهل ا وبر‪.5‬‬

‫وثمة ص آخر البن خلدون يصفهم ويصف أوطا هم بقو ه‪ " :‬وهذ ا طبقة من‬
‫ص هاجة هم ا ملثمون ا موط ون با قفر وراء ا رمال ا صحراوية با ج وب‪ ،‬أبعدوا في‬

‫‪ -1‬ا تي ب تي‪ :‬ا طوارق عائدون لنثور‪ ،‬م شورات م ظمة تامي وت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪.17-16‬‬
‫و اف ي ي و قتل ج جيس و بنى ال د و األمص ر‪،‬‬ ‫‪ -2‬اف ي ش بن قيس بن صيفي‪ :‬من ملو التب بع ل غزا ال غ‬
‫وب س ه ع وا س يت ب ف ي ي ‪ ،‬انظ ‪ :‬عبد ال ح ن ابن خلدو ‪ :‬كت العبر و يوا ال بت أ و ال بر في أي العر‬
‫‪،‬ج ‪،‬ط ‪،‬ص‬ ‫والعجم و البربر و من ع صرهم وي الس ط األكبر‪ ،‬اجزاء‪ ،‬دار الكتب العل ي ‪ ،‬بي و ‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬فسه‪.‬‬
‫‪ -4‬فسه‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -5‬بوزيا ي ا دراجي‪ :‬ا قبائل األمازيغية أدوارها ومواطنها وأعيانها‪ ،‬دار ا تاب ا عربي‪ ،‬ا جزائر‪ ،2010 ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.127‬‬

‫‪14‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا مجاالت ه ا ك م ذ دهور قبل ا فتح ال يعرف أو ها‪ ،‬فأصحروا عن األرياف ووجدوا بها‬
‫ا مراد وهاجروا ا تلول وجوفها‪ ،‬واعتاضوا م ها بأ بان األ عام و حومها ا تباذا عن ا عمران‬
‫واستئ اسا باال فراد وتوحشا با عز عن ا غلبة وا قهر‪ ،‬ف ز وا من ريف ا حبشة جوارا‪ ،‬وصاروا‬
‫بين بالد ا بربر وبالد ا سودان حجز ا لثام خطاما تميزوا بشعار بين األمم‪ ،‬وعفوا في تلك‬
‫ا بالد و ثروا‪ ،‬وتعددت قبائلهم من دا ة متو ة‪ ،‬فمسوفة‪ ،‬فوتري ة‪ ،‬ف او ا‪ ،‬فزغاوة ثم مطة‬
‫إخوة ص هاجة لهم ما بين ا بحر ا محيط با مغرب إ ى غدامس من قبلة طرابلس وبرقة‪.1‬‬

‫نسبهم‪ :‬يتفق جميع علماء ا سب على أن هذا ا جيل من ا بربر يجمعهم فرعان‬

‫عظيمان وهما برس ومادغيس‪ ،‬ويلقب مادغيس باألبتر‪ ،‬فلذ ك يقال شعوبه ا بتر‪ ،‬ويقال‬
‫شعوب برس ا ب ار س وهما معا اب ا بر‪.2‬‬

‫و لمة بربر مشتقة من اسم ا سان‪ ،‬اعتقدوا أ ه جد هذا ا شعب‪ ،‬وا بعض اآلخر رأى‬
‫في لمة بربر ما يدل على ا لفظ وا رطا ة أث اء ا الم‪ ،‬وربما قال هذا ا رأي ا ذين ا وا‬
‫مطلعين على ا تراث ا يو ا ي‪ ،‬ألن ا يو ان م حوا ا مفهوم فسه لمة بربر‪ ،‬و ن االخباريين‬
‫سجوا أخبا ار وقصصا حاو وا من خالل تفسير أسباب تلك ا مسميات عن ا شعب‪ ،‬ا ذي‬
‫سموا أعضاء برب ار‪.3‬‬

‫وقيل بعضهم أ هم أب اء بر بن قيس بن عيالن‪ ،4‬و دعم أقوا هم وافتراضاتهم وضعوا‬


‫بعض األساطير واألشعار‪ ،‬وزعموا أن جد ا بربر ا مدعو بر أقدم إ ى بالد ا مغرب هاربا من‬
‫أخيه عمرو بن قيس‪ ،‬و ما طال غيابه ب ته شقيقته تماضر بقو ها‪:5‬‬

‫‪ -1‬عبد ا رحمن ابن خلدون‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.214‬‬


‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬بوزيا ي ا دراجي‪ :‬ا قبائل األمازيغية أدوارها ومواطنها وأعيانها‪ ،‬دار ا تاب ا عربي‪ ،‬ا جزائر‪ ،2007 ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -4‬عبد ا رحمن ابن خلدون‪ :‬فس ا مصدر‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -5‬بوزيا ي ا دراجي‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.21‬‬

‫‪15‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫بر بن قيس‬
‫ما أب ي على ّ‬ ‫تب ي ّل با ية أخاهـــــــــــــــــا‬

‫‪1‬‬
‫و دون قائه أنضاء عيس‬ ‫تحمل عن عشيرة فأضحـــــــى‬

‫وقيل أ هم ي تمون إ ى ا فلسطي يين ا ذين هاجروا إ ى افريقيا حين طردهم اآلشوريين‪،‬‬
‫في حين يزعم آخرون أن أصلهم يعود إ ى ا سبئين‪ 2‬أي ا حميريين ا ذين ا وا يعيشون في‬
‫ا يمن قبل أن يطردهم اآلشوريين أو األثيوبيين م ها‪،3‬حيث استدعى ا ملك ا عمان بن حمير‬
‫بن سبأ أب اء وقال هم‪ :‬إ ي عزمت على إرسا م إ ى بالد ا مغرب تعمروها‪ ،‬وتوجهوا إ ى‬
‫ا مقام ا ذي اختار أبوهم‪ ،‬وهؤالء األب اء هم‪ :‬مت ( أبو متو ة )‪ ،‬ومسفو ( أبو مسوفة)‪،‬‬
‫ومرطا ( أبو ه سورة )‪ ،‬وأص اك ( أبو ص هاجة )‪ ،‬و مط ( أبو مطة) ‪ ...‬ا خ‪ ،‬ف زل هؤالء‬
‫اإلخوة في ا مغرب فم هم من س ن جبل حزن وم هم من استقر بسوس وط جة‪ ،‬وم هم من‬
‫م ث في درعة‪ ،‬وا بعض م هم توقفت رحلتهم في افريقية وا مغرب األوسط‪ ،‬و ان هدف‬
‫أبوهم من ذ ك هو تعمير بالد ا مغرب ا ذي بدت ه بأ ها فارغة من ا س ان‪ ،‬فعمرها ا عمان‬
‫بفلذات بد ‪.4‬‬

‫عان وا عما يق‪ ،‬فلما قتل جا وت تفرقوا في ا بالد وغ از‬ ‫وقال آخرون أ هم أخالط من‬
‫إفريقش ا مغرب‪ ،‬و قلهم إ ى سواحل ا شام وأس هم افريقية وسماهم بربر‪ ،‬وقيل هم من و د‬
‫بربر بن سلوجيم بن مصرائيم بن حام‪ ،‬وقيل ا بربر قبائل شتى من حمير‪ ،‬ومصر وا قبط‪،‬‬
‫ثرة‬ ‫وا عما قة‪ ،‬و عان‪ ،‬وقريش‪ ،‬ا تقوا با شام اختلطت هجاتهم فسماهم افريقش ا بربر‬
‫المهم‪ ،‬ويقول ابن خلدون أن سبب خروجهم ع د ل من ا مسعودي وا طبري بو ا سهيلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد ا رحمن ابن خلدون‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ -2‬ا سبئين‪ :‬في ا قرآن ا ريم هم رعايا بلقيس مل ة سبأ ا يم ية ا تي جاءت إ ى سليمان( األية ‪ 22‬من سورة ا مل‪ ،‬و‪15‬‬
‫من سورة سبأ)‪ ،‬ا ظر‪ :‬حسن ا وزان‪ :‬وصف افريقيا‪ ،‬تر‪ :‬محمد ا حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار ا غرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،1983‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬فسه‪.‬‬
‫‪ -4‬بوزيا ي ا دراجي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص ‪.23 – 22‬‬

‫‪16‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا وا‬ ‫أن افريقش استجاشهم فتح افريقية وسماهم ا بربر‪،1‬بي ما يدعي فريق آخر أ هم‬
‫يس ون بعض جهات آسيا‪ ،‬فحاربتهم شعوب معادية هم وأ جأتهم إ ى ا فرار إ ى بالد‬
‫اإلغريق ثم تبعهم أعدائهم إ يها‪ ،‬فاضطروا إ ى عبور بحر ا مورة واستقروا بإفريقيا‪.2‬‬

‫أما ا طوارق في ا صحراء فهم ي سبون أ فسهم إ ى ا عرب ويقو ون إ هم من حمير جاءوا‬
‫إ ى م طقة ا شمال اإلفريقي ظروف معي ة‪ ،‬فه اك من يصل سبة بقريش أو برسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أو بأبي ب ر ا صديق‪ ،‬أو بعمر بن ا خطاب‪ ،‬وبعضهم يرى أ ه من‬
‫سال ة عقبة بن افع أو بعض ا فاتحين ا مسلمين شمال افريقيا‪.3‬‬

‫تو ى ابن خلدون ا رد على تلك ا مزاعم مف دا إياها واحدة فواحدة‪ ،‬و م يرجع أي رأي‬
‫م هم وذ ك بقو ه مستطردا‪ " : 4‬وا حق ا ذي ال ي بغي ا تعويل على غير في شأ هم أ هم من‬
‫تقدم في أ ساب ا خليفة‪ ،‬وأن اسم أبيهم مازيغ واخوتهم‬
‫عان بن حام بن وح‪ ،‬ما ّ‬ ‫ود‬
‫أر يش‪ ،‬وفلسطين اخوا هم ب و سلوجيم بن مصراييم بن حام‪ ،‬ومل هم جا وت سمة معروفة‬
‫عان‬ ‫ه‪ ،‬و ا ت بين فلسطين هؤالء بين اسرائيل با شام حروب مذ ورة‪ ،‬و ان ب و‬
‫ووا ري ش شيعا فلسطين فال يقعن في وهمك غير هذا فهو ا صحيح ا ذي ال يعدل ع ه‪،5‬‬
‫وا طالقا من ل ما سبق ذ ر عن أصل ا طوارق قف على أ هم ي تسبون إ ى ص هاجة‪،‬‬
‫وص هاجة يرفعون سبهم إ ى حمير"‪.6‬‬

‫‪ -1‬عبد ا رحمن ابن خلدون‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫‪ -2‬حسن ا وزان‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء ا برى‪ ،‬مر ز دراسات وأبحاث شؤون ا صحراء‪ ، 1998،‬ط‪ ،2‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -4‬بوزيا ي ا دراجي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص ‪.30 – 27‬‬
‫‪ -5‬عبد ا رحمن ابن خلدون‪ :‬فس ا مصدر‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -6‬عبد ا رحمن ا سعدي‪ :‬تاريخ ا سودان‪ ،‬تح‪ :‬هوداس‪ ،‬ا مدرسة ا باريسية أل س ة ا شرقية‪ ،‬باريس‪ ،1981 ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪17‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬تسميتهم با طوارق وسر ا لثام‪:‬‬

‫اختلف ا مؤرخون حول تسمية ا طوارق‪ ،‬فم هم من قال أن سبب تسميتهم با طوارق سبة‬
‫إ ى طروقهم في ا صحراء وتوغلهم فيها‪ ،‬وقيل أ هم تر وا طريق ا هداية‪ ،‬في حين ه اك من‬
‫قال أن سبب ا تسمية هو ا تسابهم إ ى طارق بن زياد‪،1‬ويعتقد ا بعض أن هذا االسم مشتق‬
‫من ا وادي ا ذي ان يس ن فيه أجدادهم من قبائل ا ملثمين‪ ،‬وادي درعة ا واقع ج وب‬
‫م ار ش وا ذي يسمى با طارقية ( تارجا) وجمعها توارك‪ ،‬وأخذت هذ ا لمة من ا تابات‬
‫األوروبية ا تي قلتها ا مراجع ا عربية في غرب افريقيا‪ ،‬ف تبت على ش لها ا طوارق بإبدال‬
‫ا تاء طاء‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫وا طوارق يطلقون على أ فسهم اهل تارجا ‪ Kel Terga‬ويرد مصطلح تارجا ‪Targa‬‬
‫هذا ع د حسن ا وزان ع دما تب فيما يتعلق با صحراء‪ " :‬م طلق أي اسم على هذ‬
‫ا فلوات غير أ ا قسمها خمسة أقسام‪ ،‬تحمل أسماء من يس ها من زا ة‪ ،‬و و زي ة و‬
‫تار ة‪ ،‬و مطة ‪ ،‬و بروادة‪.4‬‬

‫أما قبائل ا طوارق تسمي فسها إمازغن‪ ،‬أما في ا م اطق األخرى غدامس‪ ،‬مرزق‬
‫غات‪ ،‬تم ارست‪ ،‬يطلق ا طوارق على أ فسهم باسم إيموها ‪ Imohar‬وأصلها إيموزاغ جمع‬
‫أمازيغ‪ ،‬أما في يدال و أزواغ ا غربي م ح ى هر ا يجر يقو ون إيموشار ‪ ،Imochar‬وفي‬
‫آيير و أزواغ األوسط وا شرقي يقو ون إيماجيرن ‪ ،Imajeurn‬وه اك من يقول أن هذا‬

‫‪ -1‬عبد ا رحمن ا سعدي‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫‪ -2‬يوسف عبد ا رحمن‪ :‬ا طوارق ا ملثمون ا زرق‪ ،‬جريدة األ باء‪ ،‬ع ‪ .2017-02-20،14736‬م قول من موقع‪:‬‬
‫‪www.alanba.com‬‬
‫‪ -3‬تارجا ‪ : Targa‬هي ا صحراء بلفظ ا بربرية‪ ،‬وتارجا هي فسها متة ‪ Lemta‬ا ذين هم ا صحراء ا طرابلسية‪ ،‬ا ظر‪:‬‬
‫ابراهيم بتقة‪ :‬قبائل ا طوارق‪ -‬تاريخ‪...‬و حلقات مضيئة‪ ،‬مرايا ل شر و ا توزيع‪ ، 2011،‬ص ‪ .35‬قال عن ‪Charles de‬‬
‫‪faucould (le père): Dictionnaire Touaregs- français. Dialecte de l’Ahaggar. Tome ll,‬‬
‫‪lmpremerie Nationale de France, 1952, p543.‬‬
‫‪ -4‬حسن ا وزان‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪18‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا شعب يطلق على فسه اسم ل تما جق ‪ ،Kel Tamajiq‬ما ي طقو ه في يبيا وا جزائر‪،‬‬
‫ويظهر االختالف في طق ا حرف األخير في هذ ا لمة وهذ ا لمة تت ون من جزء بين‬
‫ل أي أهل‪ ،‬أصحاب تما جق وتع ي ا لغة ا طارقية‪.1‬‬

‫سر ا لثام‪ :‬عرفت هذ ا قبائل باسم ا ملثمين التخاذهم ا لثام شعا ار هم‪ ،2‬وهو ما‬

‫يميزهم عن باقي ا قبائل ا صحراوية األخرى و ثامهم يلبس في ل األوقات سواء ان ا جو‬
‫حار أو معتدل أو بارد‪ ،‬في ا ليل وا هار‪ ،‬أث اء ا عمل أو ا راحة‪ ،3‬وهم يتخذون ا لثام م ذ‬
‫طفو تهم توارثه األب اء عن اآلباء‪ ،‬ويعتقدون أن ظهور ا فم عورة يجب اخفاءها‪ ،‬ال يعرفون‬
‫بعضهم ا بعض إالّ بهذا ا لثام‪ ،‬وقيل على أ ه وع من ا سحر‪ ،4‬وأصبح عادة رجا هم في‬
‫ستر ا وجه‪ ،‬وترك ا عيون فقط م شوفة‪ ،‬ومن ا محتمل أن ا لثام قد أدخل استعما ه عام‬
‫‪1600‬م‪ ،5‬ويسمى ا لثام ع د ا طوارق با ثاجلموست‪ ،‬وهو عبارة عن قطعة من ا قماش‬
‫األزرق ا المع ع د ا بالء‪ ،‬واألبيض ع د األتباع‪،6‬وقيل أن سبب استخدامه شدة ا حياء‬
‫ا ذي اتصف به ا ملثمون‪ ،‬إضافة إ ى ظروف ا م اخ ا صحراوي ا جاف في ا صيف‬
‫وا قارص في ا شتاء‪ ،‬هو ا ذي فرض وضعه على ا قبائل‪.7‬‬

‫‪ -1‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -2‬عصمت عبد ا لطيف د دش‪ :‬دور ا مرابطين في نشر اإلسالم في غرب افريقية (‪1121-1038‬م)‪ ،‬دار ا غرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،1988 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬عبد ا جليل مالخ‪ " :‬قبائل ا ملثمين ا صحراوية ودورها في ا تمهيد قيام ا دو ة ا مرابطية"‪ ،‬مجلة ا واحات لبحوث‬
‫وا دراسات‪ ،‬ع ‪ ،2011 ،15‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -4‬عصمت عبد ا لطيف د دش‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪30. -29‬‬
‫‪ -5‬بوفيل‪ :‬تجارة ا ذهب وس ان ا مغرب ا بير‪ ،‬تر‪ :‬ا هادي أبو قمة‪ ،‬محمد عزيز‪ ،‬م شورات جامعة قاريو س‪ ،‬ب غاري‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -‬محمد علي ا خطيب‪ " :‬بدو ا طوارق"‪ ،‬دراسة أ ثروبو وجيا"‪ ،‬مجلة ا دراسات وا بحوث‪ ،‬ع ‪ ،2015 ،626‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -‬محمد خليفة حامد‪ :‬يوسف بن تاشفين موحد ا مغرب و قائد ا مرابطين و منقذ األند س من ا صلبيين (‪-1009‬‬
‫‪1106‬م)‪ ،‬دار ا قلم دمشق‪ ،2003 ،‬ط‪ ،1‬ص ص ‪.23 -22‬‬

‫‪19‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬غتهم و تاباتهم‪:‬‬

‫يت لم ا طوارق بلغة تامشاغ ‪ ،Tamachaq‬وهي من أصل أمازيغي‪ ،‬وقيل أ ها مشتقة‬


‫من ا لغات ا سام ية ا قديمة‪ ،‬وأن ها أصا تها ا خاصة‪ ،‬ابت رها األج اس ا بدائية ا تي س ت‬
‫ا شمال اإلفريقي وسيلة ا تعبير األو ية م ذ آالف ا س ين‪،1‬ويذهب ا بعض إ ى أن ا لغة‬
‫ا بربرية هي ا لغة ا سامية ا تي تعتبر ا عربية فرعا م ها‪ ،‬حيث جد في ا بربرية ا حروف‬
‫ا حلقية وا عبارات ا جزة‪ ،‬ما جدها في ا لغات ا سامية‪ ،‬وأن هذ ا لغة في استعما ها ا حا ي‬
‫هي امتداد صيغ ا لغة ا عربية‪ ،‬في حين يرى بعض ا مؤرخين ا لغويين ا بربرية إ ى أصول‬
‫في يقية‪ ،‬وتع ي لمة ا تيفي اغ با طارقية ا حروف ا تي ت سب لف يقيين‪،2‬وفي غة ا طوارق جد‬
‫ا ثير من ا لمات ا عربية ا فصحى‪ ،‬و مثال على ذ ك‪ :‬فا طارقي إذا قال اجلس قال‪ :‬أقيم‬
‫وهي لمة عربية من اإلقامة‪ ،3‬و ذ ك يقول ا طوارق محطة ا قوافل مرزق‪ ،‬وهي عربية‬
‫ومع اها ا م ان ا ذي يأتيه ا رزق‪ ،‬وهذا يوضح أن ا لغة ا بربرية ماهي إالّ إحدى ا لهجات‬
‫ا عربية ا قديمة ا تي تفرعت عن ا لغة ا عربية األم‪ ،‬وا تيفي اغ ‪ Tifinagh‬هي عبارة عن‬
‫ا حروف ا تي ي تب بها ا طوارق غتهم‪.4‬‬

‫و هذا ا خط ضوابط يسمو ها تيدبا ين‪ ،5‬ويم ن تابته من ا يمين إ ى ا يسار أو‬
‫ا ع س‪ ،‬ومن األعلى إ ى األسفل‪ ،‬وهذ ا حروف هي أشبه با عالمات ا ه دسية دوائر‬
‫ومربعات و قط وشرط‪ ،‬ومثلثات ت قش على ا حجارة وا جلود وا خشب‪ ،‬و جد هذ ا تابات في‬

‫‪ -1‬ا تي ب تي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ -2‬ا في يقيين‪ :‬هم شاميون من ا عرب زحوا إ ى شمال افريقيا‪ ،‬ا ظر‪ :‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب‪ ،...‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬فسه‪ ،‬ص ص ‪.31 – 30‬‬
‫‪ -4‬فسه‪ ،‬ص ص ‪.33- 32‬‬
‫‪ -5‬عبد ا رحمن ا جيال ي‪ :‬هؤالء ا توارك ا ملثمين‪ ،‬مجلة األصا ة‪ ،‬ع ‪ ،1971 ،72‬ص ‪.28‬‬

‫‪20‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫جبال األ ا وس‪ ،‬وطاسيلي‪ ،‬وا هقار‪ ،‬وجبال اآليير‪.1‬‬

‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬ا مظاهر ا حضارية عند قبائل ا طوارق‪.‬‬

‫‪ -1‬نظام ا ح م ا خاص بهم‪:‬‬

‫م ي ن دى ا طوارق ظام سياسي عبر ا تاريخ‪ ،‬و م تقم هم أية دو ة متعارف عليها‬
‫ن خالل ا فترة ما بين ا قرن ا عاشر وا قرن ا خامس عشر‪ ،‬قامت دو ة‬ ‫باقي ا دول‪،‬‬
‫ا ملثمين أي ا مرابطين‪ ،‬و ان ا طوارق في ا صحراء و وا ظاما سياسيا يسيرون عليه‪،‬‬
‫وحافظوا عليه عبر ا تاريخ‪ ،‬وهذا ا ظام ا ذي سمو م اطقهم عليه عرف با سلط ات يرأسها‬
‫سلطان يختارو ه وي ون بي هم‪ ،‬وت قسم م طقة ا طوارق‪ 2‬إ ى سبع سلط ات وهي ا تا ي‪:3‬‬

‫سلطنة آزجر ‪ :Azger‬ا تي تقع في سهول ووديان وواحات جبال ا طاسيلي‪ ،‬وغدامس‪،‬‬
‫عدة قبائل وهذ‬
‫وا يزي‪ ،‬ومر زها غات با ج وب ا غربي بليبيا‪ ،‬وتت ون هذ ا سلط ة من ّ‬
‫ا قبائل يست ها أراض محددة بل هي متداخلة فيما بي ها مع قبائل عربية أخرى في‬
‫ا م طقة‪.4‬‬

‫سلطنة ا هقار ‪ :Ahagar‬تتوسط هذ ا سلط ة بين جبال ا هقار على ا حدود مع ما ي‬


‫وا يجر‪ ،‬وتتخذ من مدي ة تم ارست في ا ج وب ا شرقي ا جزائري عاصمة ها‪ ،‬وتت ون‬
‫سلط ة ا هقار من أربع قبائل‪ :‬ل أغال‪ ،‬ل تيطوق‪ ،‬ل اغري‪ ،‬تاغلت ملّت‪.5‬‬

‫‪ -1‬ا تي ب تي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ -2‬ا ظر ا ملحق رقم ‪ ،02‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -3‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -4‬فسه‪ ،‬ص ص ‪.40 – 39‬‬
‫‪ -5‬فسه‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪21‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫سلطنة إيو ا ليمدن ل أطرام ‪ :Ouillimiden Kel Atram‬إيو ا ليمدن وتع ي أهل‬
‫ا غرب‪ ،‬وتشمل م اطق من ا يجر وموريتا يا‪ ،‬وتمتد إ ى سلط ة ا هقار وا ى بالد ا ما ي‬
‫ا تي تس ها قبائل ا زوج ا بامبا ار وتت ون هذ ا سلط ة من واحد وعشرون قبيلة‪.1‬‬

‫سلطنة تقريقريت ‪ :Tekrikrit‬ومع اها ا وسطى وهي تتوسط بالد ا طوارق‪ ،‬أل ها تقع‬
‫في ا وسط بين ا سلط ات يحدها من ا شمال سلط ة ا هقار‪ ،‬وج وبا سلط ة ل أقرس‪ ،‬ومن‬
‫أطرم‪ ،‬ومن ا شرق سلط ة تمزقدا و آيير‪ ،‬وتت ون هذ‬
‫ا‬ ‫ا غرب سلط ة إيو ا ليمدن ل‬
‫ا سلط ة من خمسة وعشرون قبيلة‪ ،‬ومر زها في شمال ا يجر مدي ة طاو ‪.2‬‬

‫سلطنة آيير ‪ :Ayir‬سميت بهذا االسم سبة إ ى جبال آهيير ا تي يقط ها رعايا‬
‫ا سلط ة وتشترك في حدودها مع سلط ة آزجر وا هقار وتمزقداو ا ليمدن‪ ،‬وتت ون سلط ة‬
‫اآليير من س ان مدي ة أغداس ‪ ،3Agadaz‬وت تسب أسرة ا سلط ة إ ى أصول عثما ية‬
‫تر ية‪ ،‬مما جعل سالطي ها يدعون سبهم إ ى األتراك‪ ،‬وتتفرغ هذ ا سلط ة إ ى اث ي عشر‬
‫قبيلة‪.4‬‬

‫و ها تحتل أراضي‬ ‫سلطنة تمزقدا ‪ :Tamezkada‬وهي أقوى ا سلط ات ا طارقية‪،‬‬


‫خصبة ت زل بها األمطار وتتح م في طرق ا قوافل ا قادمة من وا ى يبيا وبالد ا هوسا‪،‬‬
‫و ذ ك مصر‪ ،‬وتت ون هذ ا قبيلة من أربع عشرة قبيلة وتقع بين سلط ة اآليير وممل ة تس ا‬

‫‪ -1‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.41 - 40‬‬
‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ص ‪.43 – 42‬‬

‫‪ :‬مدي ة مدن جمهورية ا يجر ج وب غرب جبال باجزان بغرب افريقيا‪ ،‬تقع على ا طريق‬ ‫‪ -3‬أغداس ‪Agadaz‬‬
‫ا بري ا واصل إ ى ا عاصمة يمامي‪ ،‬وا تي تبعد ع ها حوا ي ‪ 1000‬لم‪ ،‬دخلها اإلسالم في ق ‪11‬م‪ ،‬وهي مدي ة من ا مدن‬
‫ا تجارية ا معروفة بتجارة ا فول ا سودا ي وا حبوب‪ ،‬ا ظر ‪:‬عبد ا ح يم ا عفيفي‪ :‬ا موسوعة ‪ 1000‬مدينة إسالمية‪ ،‬م تبة‬
‫األس درية‪ ،‬بيروت‪ ،2000 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -4‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬فس ا مرجع ‪ ،‬ص ص ‪.44 – 43‬‬

‫‪22‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا هوساوية وسلط ة تقريقريت‪ ،‬وممل ة بورو‪.1‬‬

‫سلطنة ل أقرس ‪ :Kel Akres‬هي أقصى سلط ات ا طوارق في ا ج وب‪ ،‬تحاذي‬


‫ا هوسا وتت ون من خمسة قبائل تحتل هذ ا سلط ة م طقة آضر‪ ،‬ومع اها ا وادي ا صغير‬
‫‪3‬‬
‫في غة ا طوارق‪ ،2‬ويتأ ف ظام ا ح م في ا سلط ات ا طارقية إ ى ثالث هيا ل‪ :‬األمي و ال‬
‫أي ا سلطان‪ ،‬شيخ ا قبيلة ويسمى أمغار‪ ،‬واإلمام‪:‬‬

‫ا سلطان‪ :‬يترأس هذا ا م صب شيخ أقوى قبيلة من ا قبائل ا تي تش ل االتحاد أو‬


‫ا سلط ة‪ ،‬ويسمى ا سلطان األمي و ال‪ ،‬ويتوارث ا ح م بعد ا سلطان ابن أخته‪ ،‬ألن ا طوارق‬
‫يعتقدون أن ابن األخت يجري في عروقه ا دم ا قي سال ة ا سلطان أ ثر من األب اء أو‬
‫اإلخوة‪.4‬‬

‫وي صب األمي و ال من قبل الما ي وهو مجلس األتابال أي رؤساء ا مجموعات ا قبائل‬
‫ويعزل من قبلهم‪ ،‬وهو ا ذي يتو ى ا سلطات ا سياسية وا عس رية‪ ،‬ويساعد في ذ ك مجموعة‬
‫من ا قا و يين وح ماء وعلماء‪ ،‬يقومون بوظائف ا مستشارين وا قضاة وأئمة ا مساجد‪،‬‬
‫وا بعثات وا سفراء‪ ،‬أما في ا جا ب ا سياسي وا عس ري يساعد في ذ ك أمغار أ غمان ومع ا‬
‫ا قائد ا عس ري وهو ا ذي يقوم بتدريب ا شباب على األسلحة ا مختلفة‪.5‬‬

‫ويعتمد األمي و ال على ا طبل إلسماع أوامر مرؤوسيه في مختلف ا قبائل ا ذي يعد‬
‫ظر ألهميته حددوا ه وظائف وقوا ين يم ن ألي شخص م هم‬
‫رمز ا سيادة ع د ا طوارق‪ ،‬و ا‬

‫‪ -1‬فسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬


‫‪ -2‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -3‬األمي و ال‪ :‬هو ا حا م األعلى في ا و فد ار ية ال تاماشاغ ويختار األمي ول من فس ا قبيلة‪ ،‬وفي هذ ا قبيلة عائلة‬
‫أو اث ين هما فس ا عرق‪ ،‬ا ظر‪ :‬ابراهيم بتقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -4‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -5‬دحو ا عربي‪ :‬ا طوارق‪ ،‬ا جذور وا تموقع ونظام ا ح م‪ ،2017 -02 -21 ،‬ا موقع ا رسمي لد تور ا عربي دحو‪.‬‬
‫م قول من موقع‪www.Larbidahou.com :‬‬

‫‪23‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا تعرف عليها عن طريق عدد ضرباته وأوقاتها‪ ،‬وصوت ا سلطان يتبعه أصوات طبول‬
‫رؤساء ا قبائل ي يصل األمر إ ى أسماع ا قبيلة في ا م تجعات‪ ،‬وأهم األشياء ا تي يضرب‬
‫فيها ا طبل‪ :‬ا تجمع ا عام‪ ،‬اختفاء إحدى ا قبائل‪ ،‬إعالن ا حرب‪ ،‬وغيرها من األوامر‪،1‬و ل‬
‫هذ ا حاالت شفرات معي ة مقررة من ا مجلس ا عام تبعث عن طريق دق ا طبل‪ ،‬فإعالن‬
‫ا حرب بدق اث ي عشرة ضربة على ا طبل يال ها ار دون ا قطاع‪ ،‬وغزو األعداء ست‬
‫ضربات واخفاء ا قوافل ا مهمة ضربتان‪ ،‬وه ذا تتم مع بقية ا حاالت‪.2‬‬

‫أما شيخ ا قبيلة (أمغار)‪ :‬هو من تو ى تسيير شؤون قبيلته ويحمي مصا حها ويمثلها‬
‫في االجتماعات ا عامة‪ ،‬ما أ ه يقود رجال قبيلته في حا ة ا غرب أو في ا غارة على إحدى‬
‫ا جهات ا معادية‪ ،‬وبا سبة إلمام يتم اختيار من بين ا فقهاء ا متم ين من ا دين اإلسالمي‬
‫ومهمته ارشاد ا سلطات وت ويرها في مسائل ا دين‪ ،‬ويعت ي بأمور ا تعليم ويحل ا زاعات‬
‫وا خصومات ا قبلية‪.3‬‬

‫أما بخصوص ا عالقات بين هذ ا سلطات ا طارقية‪ ،‬ا ت بي هم م افسات ألسباب‬


‫معي ة‪ ،‬ا ظروف ا طبيعية واالقتصادية ا تي أدت إ ى حروب طاح ة سببها ا هب وا غزو‬
‫بي ها مثل حرب إ طروان سلط تي ا هقار وتقريقريت في أواخر ا قرن ا تاسع عشر‪.4‬‬

‫‪ -2‬ا حياة االقتصادية عند ا طوارق‪:‬‬

‫تعتمد قبائل ا صحراء في حياتهما االقتصادية وا معيشية على تربية ا حيوا ات‪ ،‬وخاصة‬
‫اإلبل وا ماعز وأ واع من ا ضأن تدعى تيهري‪ ،‬ويقوم ا عبيد وا موا ي برعي هذ ا مواشي‬
‫وتفقدها وا سهر عليها‪ ،‬ويرحل هؤالء ا س ان من م اطقهم حو ا م اطق ا ممطرة رعي‬

‫‪ -1‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬فسه‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -4‬فسه‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪24‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫مواشيهم‪ :1‬حيث يعتبر ا رعي ا وسيلة األو ى سب ا قوت ع د ا طوارق‪ ،‬إذ أ هم ي تقلون في‬
‫فصول ا س ة ا مختلفة من م طقة ألخرى سواء داخل م طقة ا هقار أو حو بالد ما ي‬
‫وا يجر بحثا عن ا غذاء إلبلهم وحيوا اتهم‪ ،‬إذ أ هم يقطعون مسافات طويلة تمتد إ ى شهور‬
‫عديدة‪ ،‬وذ ك ألن تربية اإلبل تعتبر ا ثروة األساسية ع د طوارق ا هقار‪ ،‬وال يحق ألي طارقي‬
‫أن يرعى حيوا ات في أراضي قبيلة أخرى أو يستفيد بميا آبارها‪ ،‬أو أن يعبرها بمواشيه وابله‬
‫دون أخذ إذن من شيخها بعد ان يدفع ه مقابال عي ا على ذ ك‪.2‬‬

‫ما ال يشتغل هؤالء ا قبائل في ا زراعة فهي تعتبر من عمل ا عبيد وا طبقات ا سفلى‬
‫ألن ا طوارق يحتقرو ها وال يحس و ها‪ ،‬غير أن في بعض ا سلط ات مثل سلط ة ل أقرس‬
‫‪ Kel agras‬تقوم بزراعة ا ذرة وا دخن‪ ،‬وبعض ا خضر ن ب ميات قليلة‪ ،‬ما أ هم يعملون‬
‫وخاصة ا غزالن وا عام وا زراف‪ ،‬وباعتبار ا جمل وسيلة ا ت قل ا رئيسية في‬ ‫أيضا با صيد‬
‫ا صحراء ا برى‪ ،‬فإن قبائل ا صحراء يستخدمو ه في قل بضائعهم حيث يتوجهون إ ى غات‬
‫ومرزق محملين قوافلهم ا لحم ا مقدد وا جلود‪ ،‬ودهن ا عام وبيض ا عام وريشه‪ ،‬ويشترون‬
‫بد ها ا شاي وا س ر وا تمر وا قماش‪.3‬‬

‫وبح م موقعهم ا جغرافي ا ممتاز في وسط ا صحراء ا برى‪ ،‬جعلهم حلقة وصل بين‬
‫ا شمال اإلفريقي‪ ،‬وبين قبائل ا هوسا في مما ك ا م وقرو ( يجيريا ا حا ية)‪ ،‬و ذ ك س ان‬
‫بحيرة ا تشاد‪ ،‬ووسط افريقيا وحتى بالد غا ة فهم تجار قوافل‪ ،‬و ا وا يحضرون ا ملح من‬
‫بلما ‪ Palma‬وتاود ي‪ ،‬وي قلو ه إ ى ا ج وب وهو من ا سلع ا ادرة قديما حيث ان ا ملح‬
‫يباع بوزه ذهبا‪ ،‬إضافة إ ى ذ ك ي قلون ا قماش واألغطية وا فرش ا مص وعة من ا صوف‬

‫‪ -1‬فسه‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪.147‬‬ ‫‪ -2‬محمد علي ا خطيب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ -3‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪25‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا قادمة من ا شمال‪ ،1‬أما من ا ج وب ف ا وا يحملون ا ذرة وا دخن واألرز إ ى م تجعاتهم‪،‬‬


‫وقبل االحتالل ا فرسي لصحراء ما ا ت طرق ا قوافل ا تجارية‪ 2‬مزدهرة من ا شمال إ ى‬
‫ا ج وب وبا ع س ان ا طوارق يسيطرون على هذ ا طرق‪ ،‬حيث ا وا يفرضون عليهم‬
‫ا ضرائب واإلتاوات واالّ تتعرض هذ ا قبائل ل هب وا سلب‪ ،‬ما أ هم ا وا يقت ون ا قماش‬
‫وا بسط وا م سوجات ا ليبية وا مصرية وخاصة ا قماش األزرق‪.3‬‬

‫ا ت قبائل ا طوارق تشن ا غارات على قبائل بعيدة عن موط هم خصوصا في فترات‬
‫ا قحط وا مجاعات ا تي تتعرض ها ا م طقة‪ ،‬حيث يستعبدو هم ويستغلو هم أبشع استغالل‪،‬‬
‫عدة‬
‫و ت فيذ ا غارة يقطون مئات ا يلومترات في ا ذهاب واإلياب‪ ،‬بحيث تستغرق ا غارة املة ّ‬
‫أشهر‪ ،‬مع أن عملية ا غارة فسها ال تستغرق أ ثر من دقائق‪ ،‬وت قسم هذ ا غارات إ ى‬
‫قسمين‪ :‬ا غارة قصيرة ا مدى‪ ،‬وا غارة بعيدة ا مدى‪ ،‬فاألو ى يقوم بها عدد محدود من األفراد‬
‫با ترصد قافلة آتية من بعيد‪ ،‬ثم يفاجئو ها وخالل دقائق يجمعون سالحها ومؤو تها‬
‫وحيوا اتها‪ ،‬أما ا ثا ية فتحتل م ا ا من ا ظام االجتماعي لمجتمع ا طارقي‪ ،‬تتميز با سرعة‬
‫وتقسيم ا عمل بين أفرادها‪ ،‬بحيث يتم جمع ا غ يمة وا فرار بها‪ ،‬وهذ ا غارات ا وا يعتمدن‬
‫عليها في حياتهم االقتصادية وا معيشية‪.4‬‬

‫‪ -1‬فسه‪ ،‬ص ‪.76‬‬


‫‪ -2‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ا ظر ا ملحق رقم ‪ ،03‬ص ‪.83‬‬
‫‪.148‬‬ ‫‪ -4‬محمد علي ا خطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪26‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬ا جانب االجتماعي في ا قبيلة ا طارقية‪:‬‬

‫تعد األسرة هي ا خلية ا صغرى في ا مجتمع ا طارقي‪ ،‬وفي ا مجتمعات ا قبلية بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وتعرف األسرة ع دهم ب ـ اي هين أي ا خيمة‪ ،‬وبعد األسرة تأتي ا عشيرة أو ا عائلة‬
‫وتسمى ل ايهين ويعيش معهم مجموعات من ا عبيد وا موا ي ا تابعين ها‪ ،1‬وس ن هؤالء‬
‫ا قبائل في بيوت مص وعة من ا حجارة وا طين‪ ،‬وا شجر‪ ،‬ومن ا شعر وا وبر وأ ثر أثاثهم من‬
‫ا صوف‪ ،‬وطعامهم يعتمد على ا لحم وا لبن وا عسل وا زبيب وبعض ا حبوب وهم صبورون‬
‫على ا جوع وا عطش‪.2‬‬

‫و لمرأة ا طارقية دو ار مهما في ا مجتمع ا طارقي‪ ،‬حيث أ ها تتمتع باستغال ية بيرة‬


‫وبجميع ا ح قوق ا تي يتمتع بها ا شاب‪ ،‬وعادة ما ت ون ا مرأة مثقفة أ ثر من ا رجل‪ ،‬وتتعلم‬
‫ن ا رجل عليه أن‬ ‫غة ا تيفي اغ و تاباتها‪ ،‬ويم ن ها أن تتزوج برجل أقل م ها م زة‪،‬‬
‫يتزوج بامرأة من طبقته االجتماعية أو أعلى م ها‪.3‬‬

‫ما يترك ا رجل لمرأة مساحة من ا حرية بدون تحفظ اختيار شريك ا حياة‪ ،‬ورعاية‬
‫شؤون ا م زل‪ ،4‬ويحتفظ ا رجل بزوجة واحدة في وقت واحد هو قاعدة بين ا طوارق‪ ،‬وقد‬
‫يحدث ا طالق‪ ،5‬و ع دما يقع ا طالق بين ا زوجين في ا مجتمع ا طارقي تفتخر ا مرأة بذ ك‬
‫وتسمى بعد ا حرة من أي ا تزام‪ ،‬وا ح مة من ذ ك أ ها بتعدد زواجها وطالقها ت جب ا ثير‬
‫من ا رجال لقبيلة‪ ،6‬و هذا ا مجتمع ا طارقي عادات وتقا يد شبيهة بعادات باقي شعوب ا عا م‬

‫‪ -1‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -2‬عصمت عبد ا لطيف د د ش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -3‬محمد علي ا خطيب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -4‬ع ود ا قب دي‪ :‬ا طوارق أسطورة تحا ي ا صحراء ا برى‪ ،‬مجلة بيئتنا‪ ،‬ا هيئة ا عامة لبيئة‪ ،‬ع ‪ ،2011 ،139‬ص‬
‫‪.45‬‬
‫‪ -5‬اسماعيل ا عربي‪ :‬ا حياة االقتصادية واالجتماعية ع د طوارق ا هقار‪ ،‬مجلة األصا ة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -6‬ع ود ا ق بدي‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪27‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا عربي‪ ،1‬فهم يدربون أوالدهم على ر وب اإلبل‪ ،‬ويحترمون ا شجاعة ويقدرو ها ويربون‬
‫أوالدهم على حبها‪ ،‬ومن عاداتهم أيضا ا تعاون وا مساعدة‪.2‬‬

‫أما من حيث صفاتهم فا طوارق يتميزون بطول أجسامهم‪ ،‬بعضهم يبدو أ هم عما قة‬
‫ن ا شمس‬ ‫حفاء‪ ،‬حادون‪ ،‬عصبيون‪ ،‬عضالتهم أ ها ابض حديدي‪ ،‬ذو بشرة بيضاء‪،‬‬
‫غيرت ون بشرتهم‪ ،‬وع د ا عبيد هي امتزاج بين ا لون األسود واألبيض‪ ،‬عريضي ا جبا ‪،‬‬
‫سود ا عيون‪ ،‬صغار األ ف أفواههم متوسطة‪ ،‬وشفاههم دقيقة‪ ،‬أس ا هم بيضاء وجميلة‪ ،‬قليل‬
‫م هم ذو عيون زرقاء‪.3‬‬

‫ويقول أ بار فارمي في روايته ا طوارق وهو يصف ا رجل ا طارقي‪ " :‬استطعت أن أميز‬
‫ا وسامة األصلية وجهه ا بيضاوي ا ممتد‪ ،‬في ا سجام وا تظام‪ ،‬ا ت عي ا ذات زرقة قاتمة‪،‬‬
‫في تباين واضح مع ون بشرته ا زيتو ي‪ ،‬و ان ا ل يوفي با سب ا بيل"‪.4‬‬

‫و يت ون ا ظام االجتماعي ع د ا طوارق من خمس طبقات رئيسية ال يم ن تغييرها‬


‫وهي حسب ا ترتيب ا تا ي‪:‬‬

‫طبقة ا نبالء‪ :‬يمثل هذ ا طبقة األشخاص ا ذين يتمس ون با عادات وا تقا يد ا طارقية‬
‫ا عريقة‪ ،‬وا ذين يبرزون أ فسهم ويفرضون شخصيتهم على اآلخرين سواء في ا حروب أو‬
‫بمر زهم ا مادي‪ ،‬ومن بي هم ا سلطان وشيخ ا قبيلة‪ ،‬إضافة إ ى بعض ا قبائل ا تي تعتبر‬
‫ا طبقة ا بيلة‪.5‬‬

‫طبقة األتباع (إمغاد)‪ :‬تت ون هذ ا طبقة من األسر وا عشائر ا تي م تساعدها‬

‫‪ -1‬إسماعيل ا عربي‪ :‬ا حياة االقتصادية‪ ،...‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫‪ -2‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪-Duveyrier, Henri : les touaregs du nord, Paris, 1864 , T1 , P P 381 – 382.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-Ferme Albert : le touags, Paris, 1900, P 5 – 6.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪ -5‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪28‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ا ظروف على ا حفاظ با عادات وا تقا يد ا طارقية‪ ،‬وهم محاربون أقوياء حيث يتخذ م هم‬
‫ا سالطين معظم جيوشهم‪ ،1‬وهم ا ذين يدفعون ا جزية‪ ،‬وأصحاب هذ ا طبقة يعتبرون أ ثر‬
‫ثراءا من ا بالء وذ ك المتال هم لحيوا ات ا مختلفة‪.2‬‬

‫طبقة ا فقهاء( اإلنيسليمن)‪ Ineslemen :‬ومفردها أ سليم ‪ Anslem‬ويع ي هذا االسم‬


‫ا متدي ون أو ا مسلمون‪ ،‬يطلق هذا االسم باألخص على فئة من ال تاماشاغ سخرت فسها‬
‫دراسة ا دين‪ ،3‬وتو وا تحفيظ ا قرآن ا ريم ألب اء ا طبقات و شر ا ثقافة اإلسالمية بين‬
‫ا طوارق‪ ،‬وأفراد هذ ا طبقة ال يحملون ا سالح وال يقومون با حروب وال دخل هم بها‪ ،‬إ ما‬
‫يخدمون ا دين فقط‪ ،‬وهم تحت حماية طبقة ا بالء ا تي تتو ى ا دفاع ع هم وحمايتهم‪،‬‬
‫وتسمى هذ ا طبقة إيماجيرن‪.4‬‬

‫طبقة ا حدادين(اإلينادن ‪ :( Inadan‬مفردها إي اد ا مؤ ث ت ات ‪ ،5Tenat‬أي ا ص اع‬


‫ا تقليديون( إي ضن‪ -‬إي وان‪ -‬إي دمان)‪ ،‬وهم مجموعة من ا حرفيون موزعون في ل ا قبائل‬
‫يص عون ا سالح وا سيوف‪ ،‬وا س ا ين وا درق ويص عون رواحل اإلبل‪ ،‬وأغلب حلية‬
‫حداد تص ع ا وسائد وا جلود‪ ،‬ما تزين ا عروس يلة‬
‫ا صحراء ا فضية وا ذهبية‪ ،‬وزوجة ا ّ‬
‫عرسها‪.6‬‬

‫فهي‬ ‫‪7‬‬
‫طبقة ا عبيد ( اإلي لن ‪ :) Iklan‬مفردها أ لي ‪ Akli‬ا مؤ ث تا ليت ‪Taklit‬‬
‫تع ي طبقة ا خدم ا ذين تم استعبادهم بواسطة األسر في ا حروب‪ ،8‬وهؤالء ا قبائل مقسمون‬

‫‪ -1‬فسه‪ ،‬ص ‪.67-66‬‬


‫‪ -2‬محمد علي ا خطيب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -3‬ابراهيم بتقة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -4‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -5‬ابراهيم بتقة‪ :‬فس ا مرجع ‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -6‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬صحراء ا عرب‪ ، ...‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -7‬ابراهيم بتقة‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -8‬ا ت ب تي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬

‫‪29‬‬
‫قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‬ ‫ا فصل األول‪:‬‬

‫ل خيمة أو أسرة عبيدا‪ ،‬ا ذين يرعون اإلبل وا بقر ويقومون بأعمال ثيرة وشاقة‬ ‫حيث‬
‫يجلبون ا حطب وي صبون ا خيم‪ ،‬ويخدمون ا ضيوف ا ذين ي زون بخيمة سيدهم‪ ،‬وأث اء‬
‫ا رحيل هم ا ذين يحملون اإلبل ويهتمون بخيول ا سادة‪.1‬‬

‫يتضح ا مما سبق أن قبائل ا طوارق ي حدرون من أصول ص هاجية ويلقبون با ملثمين‬
‫أل هم يضعون ا لثام على وجوههم‪ ،‬ويت لمون هجة بربرية قديمة‪ ،‬ويعيش هؤالء ا قبائل على‬
‫تربية ا حيوا ات‪ ،‬وجزء بسيط من ا زراعة وهم قوم شرفاء يتصفون با شهامة وا شجاعة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬صحراء ا عرب‪ ،...‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫توسع اإلستعمار الفرنسي في‬
‫الصحراء الجزائرية‬
‫المبحث األول‪ :‬دوافع اإلهتمام الفرنسي بالصحراء‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عوامل السيطرة الفرنسية على الصحراء‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التوغل الفرنسي في الجنوب الجزائري‪.‬‬


‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪32‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‬ ‫تلقددبا تلمى ددع ة و ددا ي وو ددو بري سددو لح د‬ ‫د‬ ‫لقددا تدددلا تلل ددورو ت بيب د‬
‫لحس وية حع أهد تل دوو‬ ‫تلوير‬ ‫تل جول تل بي ر قويل إري ق و بآس و‪ ،‬بةتا تلصيتع‬
‫ىب لم ددو توس ددلم وي ا‪ ،‬بتل ل ثح ددا رد د‬ ‫ددا‬ ‫رد د تلم ددول ‪ ،‬س ددل ا ا رد د بلد د أس ددحب و ح ددو‬
‫د دداألمو ي وو د ددو أبو ث د د ري سد ددو ر د ددو مد ددا‪ ،‬برد ددو د د‬ ‫تل مثد ددوس توسليدد ددور ا بتل غد ددو ية تلل د د‬
‫تس ددلديتاهو ددول بتق توس ددليتل ج ا رد د تلق ددوية تلسد د يتل ب وص ددا رد د تلصد د يتل تلي دديا‪ ،‬بق ددا ةتا‬
‫لمبه تليدبروس ما جو مو إ لالل تلج تةئدي ب ولضد و مدا صدابي تل يسدب‬ ‫وو تلدي س‬
‫تل حي س ا ‪ ϭϴϯϰ‬تلدبي جمدل د تلج تةئدي قومدا ري سد ا‪ ،‬ب مدا ىمدبي تلحج دا تفري ق دا رد‬
‫سددو دددببه حددع تل ددوو تلسددو ح ا أبو ثد أ ددب‬ ‫تلج تةئددي‪ ،‬ب مددبت تسددلووع توسددلم وي تلدي سد‬
‫ددب تل ددوو تللح ددا‪ ،‬بىحددس وقددا تلصد يتل ددالل تلممددبا ت بلددع د تلقددي تللوسد‬ ‫لبسد‬
‫دي جمبلا بصم ا تل ول ول س ا لم ‪.‬‬

‫تفاتية تلدي س د ا أ ددبس‬ ‫بلمددا ييددا تليدددبروس أبلددع تي ددل تللبس د توسددلم ويي‪،‬‬
‫حد دع إ يو ددوس تلصد د يتل‬ ‫ددب تلج ددبع تلج تةئ دديي لحلم ددي‬ ‫رد د إيس ددول تل مث ددوس توسليد ددور ا‬
‫تل ى د ددوهي تلو م د ددا بتلجغيتر د ددا‬ ‫توقلص د ددوا ا بتل د د ددي ا وس د ددلغاللمو بتس د ددلث ويهو‪ ،‬بتسليد د ددو‬
‫رد تلصد يتل دب ي حدا هيب د يو د‬ ‫تل وصدا ول وقدا‪ ،‬بقدا يو دس أبلدع غدو يتس تلدي سد‬
‫دي د‬ ‫‪Renie Caillié‬ه (‪ ،)ϭϴϮϴ-ϭϴϮϰ‬للةاتا هبه تل مثوس أيثي ردكيثي دالل تلي د ت‬
‫اللم د ب مثددولم تلمسدديي ا إلددع هجب ددوس‬ ‫د لمدديا تليث ددي د‬ ‫تلقددي ‪ ، ϭϵ‬ب حددع تل ديغ‬
‫لح د د‬ ‫إل ددع‬ ‫د د و ددي س دديو تلصد د يتل‪ ،‬إو أ تفاتية تس ددل يس رد د إيس ددول تل سليد ددد‬
‫أص ددقوع تلصد د يتل لل ص ددل ح ددع تل محب ددوس تلاق ق ددا وس ددلي ول لبس ددممو بسد د ويلمو ح م ددو‪،‬‬
‫لمدو تل وقدا بللصداا ل قوب دا تلسيو ‪،‬ب دضدل دو قا لد هدبه‬ ‫و وس سديي ا لد‬ ‫ببض‬
‫ايتسوس وب بغيتر ا ب و ا بتجل و ا لح وو تللد لد تلبصدبل إل مدو د ق دل‬ ‫تل مثوس‬
‫حددع‬ ‫ددب تلج ددبع يرددس لوددب تي ي د تي وصددا مددا تللمددي‬ ‫ح ددا تللبسد‬ ‫تل سليدددد ‪ ،‬رددإ‬
‫سول تلص يتل بويقمو تللجوي ا بد تلويقوس‪ ،‬ب ا تلسيا تل ا ا دا إضدورا إلدع توسدلث وي‬
‫ر تلة تي وس تلص يتب ا تلل لدلقي إل مو ري سو بتلابل ت بيب ا‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ا مبحث األول‪ :‬دوافع اإلهتمام ا فرنسي با صحراء‪:‬‬

‫ي د لح صددمو‬ ‫ولجددوه تلج ددبع ج ب ددا د تلددابتر تلل د‬ ‫لقددا يددو بيتل هددبت تللبس د‬
‫ر و ح ‪:‬‬

‫‪-ϭ‬ا دوافع االقتصادية‪:‬‬

‫د‬ ‫ولصد يتل‪،‬‬ ‫مل دب‬ ‫أه تلابتر تللد جمحدس تلدي سد‬ ‫مل ي هبت تلاتر‬
‫ر د تل دبتا ت بل ددا صبصددو مددا‬ ‫قد‬ ‫د‬ ‫يو ددس ري سددو يغ يهددو د تلددابل ت بيب ددا لمددو‬
‫تلمة ددا تللد د ل ق ددس م ددو أ ددو أل و ددو رد د تل دديع تلسد د م ا‪ ،‬ب س ددويلمو ل وقلد د ت لد دةتو‬
‫قددبل تلس د ا ه ددبل ‪ Paul‬ه د هددبه تلبضددم ا‪ :‬ه‪ ...‬تل ددب تللجددوية بتلص د و ا‬ ‫د‬ ‫بتلحددبي ‪،‬‬
‫ب ددا لح سددلق ل‪ ،‬بأ أس دبت تلمددول‬ ‫وجددا وسددا ف جددوا جددووس‬ ‫به د ر د‬ ‫تلدي س د ا لمددو‬
‫قدع رد تليدية‬ ‫تلقدبل أ د لد‬ ‫لبجول و تلو م ا بتلصد و ا‪ ،‬سدلو‬ ‫تلقا لغح يل ب أ و‬
‫ر مددو ري سددو تل ددب تلق ددو ووسددلم وي ر د تل سددلق ل ر م ددو ه ددو‪:‬‬ ‫لسددلو‬ ‫ت يض د ا إو وقل د‬
‫ضد سددو وس د‬ ‫ددو رد‬ ‫بت ددا ددول إري ق ددو‪ ،‬بل‬ ‫تلم ددا تلصد ا‪ ،‬بتري ق ددو‪...‬تلج تةئي لقد رد‬
‫و لوحدع د ت دي إو دا أ دا و لل ق د‬ ‫د‬ ‫تل ي قو اة صح ا لم ح ل و تلسدمحا بتل ى دا‬
‫ول ات ل إري ق ا بتلسبات ‪...‬ه‪.1‬‬ ‫ولل و ر‬ ‫إ يتوبي ل و تلل لم ي‬

‫د دديا تلل د د ارمد ددس دي سد ددو و د ددلالل تلص د د يتل‪ ،‬تسد ددلغالل تلود ددي‬ ‫ب د د ت س د د وع ت‬
‫ددويتس إري ق ددو د د جم ددا‪ ،‬بتس ددلغالل تلصد د يتل يس ددب‬ ‫تللجوي ددا تلصد د يتب ا لحسد د وية ح ددع‬
‫جمدا أ ديا‪ ،‬ر دو لالل تلج دبع تلج تةئديي سدلل ي تلسدحووس تلدي سد ا‬ ‫تسلمالي ا ل لجولمو‬
‫جد دووس بتس ددما بت ج ددوا و ددي جا دداة لحلج ددوية‪ ،2‬بلل ق د د بلد د لج ددكبت إل ددع تس ددل ات‬ ‫د د ر ددل‬

‫قوب ا توسلم وي تلدي س أث ول تل يع تلمول ا ت بلعه‪ ،‬مجلة‬ ‫وقا أةجي ب تلمقوي ر‬ ‫ا هقويي‪:‬هابي سيو‬ ‫‪-1‬‬
‫ا علوم االنسانية و االجتماعية‪ ،‬تلجةتئي‪ ،‬ع‪ .26 ،2016 ،24 .‬قال ‪:‬‬
‫‪Philebert (G) et Gerafes Rolland :La France en afrique et le transsaharien ,P10‬‬
‫‪.333-332‬‬ ‫‪ -2‬ع ب ة ة‪ :‬ثورات ا جزائر في ا قرنين‪ 19‬و‪20‬م‪ ،‬اتي تل صوئي‪ ،‬تلجةتئي‪ ،2009 ،‬ج‪ ،1‬و‪،2‬‬

‫‪34‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لة د ددوية تلج تةئد ددي‬ ‫‪1‬‬


‫ث د ددو‬ ‫تلد د د‬ ‫تلبسد ددوئل أه مد ددو‪ ،‬تسد ددلا ول ة د د تلو د دبتي تلد ددا‬ ‫لح د د‬
‫إ تي تلدوق دا ‪ Ϯϲ‬دبر ي ‪ϭϴϲϮ‬‬ ‫‪2‬‬
‫ب‬ ‫إ‬ ‫تلموص ا‪ ،‬بقس و ا بتثيبت ر ‪ ،‬رق ل هب بتلد‬
‫تل مثا تلدي س ا تلل لبجمس إلع ه و ‪.3‬‬ ‫غات و‬

‫ري سدو بتلج دبع تلج تةئديي‬ ‫ح وس تلل دوال تللجدويي د‬ ‫ب ل جا لمبه تولدوق ا ل لبس‬
‫بتلص د يتل تفري ق ددا‪ ،‬برددل تل جددول أ ددو توسددلث وي بتسددلغالل هددبه تل ددوو لح صددبل حددع‬
‫تل لجوس تلل لدلقي إل مو ري سو وصا بأبيب و و ا‪ ،‬بقدا سدوه س تل مثدوس توسليددور ا رد‬
‫د د تلثد دديبتس تل ما ددا تلض د د ا تلل د د لة ددي مد ددو ري س ددو ل ا د ددا تقلصد ددواهو‬ ‫ح ددا تليد د د‬
‫بتةاهويهو‪.4‬‬

‫حس ري سو حع ت جدوة دد يا لح بتصدالس‪ ،‬د أ يةهدو تلسديا‬ ‫هبه ت هات‬ ‫بلل ق‬


‫تلج تةئددي‬ ‫ددي تلصد يتل لددي و د‬ ‫ددا سدديا ا ا ددا‬ ‫تل ا ا ددا بتل ي ددا بأسددال تلمددول ‪ ،5‬ببلد‬
‫ا ا ددا أ دديا‬ ‫تلموصد ا بتل ددا تلصد يتب ا وسددلغالل ثيبتلمددو‪ ،6‬ثد تو لقددول إلددع ت جددوة وددي‬
‫و ية لحص يتل لي و تل سلم يتس تلدي س ا مضمو تل ما‪.7‬‬ ‫ليب‬

‫م وس لمااة ويج سحو ا أةجي حع سلبا تلص يتل تلي يا‪،‬‬ ‫ث و ‪ :‬هب ثو ا بة ي ويج ا بقا ثل ر‬ ‫‪ -1‬تلد‬
‫م ا لم تلسحو ا بسمع لبصبل ري سو إلع غوس بغات و‪ ،‬ب قا‬ ‫اة س بتس ر‬ ‫ب قول أ سوري إلع وي و‪ ،‬ب ق‬
‫‪.240‬‬ ‫ا سم ا تلقدوو‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء ‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫موهاة غات و ‪ ،1962‬أ ىي‪:‬‬ ‫تلدي س‬
‫ييةهو غوس‪ ،‬بصل تلي ولا تلدي س ب‬ ‫وويق ‪ ،‬لبلع سحو ا تآلةجي ر تلقي ‪ ، 19‬بيو‬ ‫ب ‪ :‬هب ة‬ ‫إ‬ ‫‪ -2‬تلد‬
‫ا سم ا تلقدوو‪ :‬أعالم من ا صحراء‪ ،‬اتي تل حلقع‪،‬‬ ‫وي ق ‪ ،‬ب قا م تلدوق وس أ ىي‪:‬‬ ‫بتو جح ة إلع غوس بغات و‬
‫‪.94‬‬ ‫يبس‪ ،1997،‬و‪،1‬‬
‫‪..151‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪83.-82 ،‬‬ ‫وس ‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫‪.319‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وقا تل ما‬ ‫‪،1962-1873‬‬ ‫تلج بع تلجةتئيي و‬ ‫بتصي‪ :‬هتلس وسا توسلم وي ا تلدي س ا ر‬ ‫ا تلي و‬ ‫‪-6‬‬
‫‪.113‬‬ ‫ببجوه‪ ،‬مجلة روافد لبحوث وا دراسات‪ ،‬ع‪،2016 ،1.‬‬
‫‪.94‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪35‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-Ϯ‬ا دوافع ا سياسية وا عس رية‪:‬‬

‫إ تلس د د ع تليئ س د د لحلقد ددا تلدي س د د ر د د تلص د د يتل إ د ددو يج د د إلد ددع لمة د ددة تلبجد ددبا‬
‫توسددلم ويي ول وقددا بيددبل ف مددوا وددي تل ورسددا تل ي وو ددا‪ ،1‬تلل د يو ددس لسددمع لحلبغددل‬
‫إ يتوبي لم ددو توس ددلم وي ا رد د تلق ددوية تفري ق ددا‪ ،2‬ل ددبل لج ددكس‬ ‫لي ددب‬ ‫ات ددل تلصد د يتل م ددا‬
‫أ لي ددب‬ ‫ي وو ددو رد د ‪ 05‬أبس ‪ ، 1890‬لضد د‬ ‫دد‬ ‫تلس ددحووس تلدي سد د ا إل ددع إ د د تي تلد ددو‬
‫دبب ري س ا‪.3‬‬ ‫أيتض تلج بع وو‬

‫لمددو ت ددلالل يو ددل لح د الا‪،‬‬ ‫ي ددو أاييددس ري سددو أ ت لاللمددو لحج ددبع تلج تةئدديي ض د‬
‫دديا أصد س لجددا رد‬ ‫تلثددبيتس تلدددم ا تللد يو ددس ل ددال رد تلج تةئددي د رلدية‬ ‫ببلد‬
‫حع قدبتس تو دلالل‬ ‫مقال دي إل تل جوهاب ل ل بت ر ب سلمابت لحمجب‬ ‫تلج بع ببت ول‬
‫يلد ددو بت ب لد ددةبابت ول ب د ددا بتلسد ددال ب لحق د دبت تل سد ددو اتس د د تل حد ددات‬ ‫د دية أ د دديا‪ ،‬مد ددا أ‬
‫تل جوبية‪.4‬‬

‫‪ GERHARD ROHLFES‬ه ددو‬ ‫هج دديتيا يبل د‬ ‫لق دا و ددى بل د تلي ولددا ت ل ددو‬
‫قدول‬ ‫د‬ ‫دا و ةتي إقحد لدبتس‪ 5‬سد ا ‪1864‬‬ ‫هدل تلج دبع لحدد ول‬ ‫اا تل دوييا بتلدا‬
‫قحد دبت دداباه إل ددع مو ددا بتاي‬ ‫أ‬ ‫‪ :‬ه ‪...‬ق ددل ي ددل دد د ل ح ددع تلدي سد د‬ ‫م ددبت تل ص ددب‬

‫أسسبت ر س ا ‪ 1788‬تلج م ا تلجغيتر ا تفري ق ا‪ ،‬بقو بت ج‬ ‫‪ -1‬يو تهل و تو جح ة ولص يتل ق ل تلدي س‬
‫أه‬ ‫تل ب و ‪ ،‬بتليب و ‪ ،‬بتلميع‪ ،‬ماهو اأس تلي الس توسليدور ا‪،‬‬ ‫الل ويل‬ ‫تل وقا‬ ‫يل تل محب وس‬
‫اة‬ ‫تلص يتل ب غب وي ‪ ،‬جب ل ا وي‪ ،...‬أ ىي‪ :‬أ‬ ‫ي وو و ويلدو‬ ‫وي‬ ‫أيسحبت‬ ‫تلب‬ ‫تلي ولا بتل غو ي‬
‫‪.31-30 ،‬‬ ‫يتبي ب آ يب ‪ :‬يج سو ‪،‬‬
‫‪.114‬‬ ‫‪ -2‬أ ا ي بش‪ :‬يج سو ‪،‬‬
‫‪.116‬‬ ‫‪ -3‬دس ‪،‬‬
‫‪.76‬‬ ‫وس ‪ :‬توسع االستعمار ‪ ،....‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫ر ‪،‬‬ ‫لح‬ ‫ق ر ج بع غيع تلص يتل تلجةتئي ا‪ ،‬بأصل يح ا لبتس‬ ‫تقح جغيتر دوس‬ ‫وية‬ ‫‪ -5‬إقح لبتس‪:‬‬
‫ر بياهو تل ما إلع تلحغا تللييبي ا‪ ،‬ب قصا مو ت ل بتلبج تلبي ص ع يجل تف سو ‪ ،‬بهبت و جول ر يلوع تلسماي‬
‫أي سيو‬ ‫ق حا تل حث‬ ‫اية‬ ‫بياهو تل ما تآل ي تس أ ا تل وب بتلديبع تل‬ ‫تلسبات ‪ ،‬ر‬ ‫لوي‬ ‫ر‬
‫وو‪" :‬ا دور ا حضاري إلقليم توات وتأثيراته في بالد ا سودان ا غربي من ا قرنين ‪ 15‬و‪16‬م"‬ ‫ا تهلل‬ ‫تلص يتل‪ ،‬أ ىي‪:‬‬
‫‪.13‬‬ ‫رسا ة ماجستير ر تللوي تلبس و‪ ،‬جو ما تلجةتئي‪ ،‬بس ‪،2001 -2000‬‬

‫‪36‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ل د سددلبلبت‬ ‫ولض د و ل دداأ يددل تل صددو ع بيددل تلدبضددع ددو ات تلدي س د‬ ‫تلسددوبية ر د ه ددو‬
‫يب ه و أي هابل اتئ ر ج بع قووما به تي ه‪.1‬‬ ‫حع هبه تل ابا تلو م ا‪ ،‬بل‬

‫تل ددابتر تللد د جمح ددس ري س ددو لسد د وي ح ددع تلصد د يتل هد د إ واه ددو لحث ددبيتس‬ ‫دد‬ ‫ب دد‬
‫تلد ددم ا تللد د قوب ددس س وس ددا تللبسد د توس ددلم وي ا‪ ،‬بتللد د ي ددو أبلم ددو ث ددبية تلة وود ددا سد د ا‬
‫لس مو‪ ،3‬ب حع تلديغ‬ ‫أل وع تلوي قا تلي و ا‪ 2‬ب‬ ‫بة و بهب‬ ‫‪ 1849‬ة و ا تلد‬
‫تلقضول حع هبه تل قوب دا لدا ي يدل تلبت دا بقلدل ة مدو‬ ‫ل ي توسلم وي تلدي س‬
‫وي قا د ما في وع تلسيو بت دبتيه ‪ ،‬إو أ تلثدبيتس تسدل يس داة ددمبي أ ديا‪ ،‬بىمديس‬
‫‪ 1869‬بغ يهددو‪ ،‬بهيددبت تلسددمس‬ ‫ددوو تلص د يتل يثددبية أبوا س د اي تلد د‬ ‫ر د تلما ددا د‬
‫اتئد دية تل قوب ددا تلد ددم ا رد د تلصد د يتل‪ ،‬إو أ تفاتية تلدي سد د ا تس ددلوو س لوب قم ددو بتلقض ددول‬
‫و ددو تلصد يتل ب ب ددا لضوي سددمو ب و مددو‬ ‫ح مددو رد ج د أقددول تلصد يتل‪ ،‬ببلد لج ممددو‬
‫بو ما دمب مو‪.4‬‬

‫دديا و ددلالل تلص د يتل‪ ،‬سددم مو للدي د تل جل د تلج تةئدديي‬ ‫ب د تلددابتر تلدي س د ا ت‬
‫ابلددا سددلقحا ر مددو لضد يددل سدديو‬ ‫د وي د رصددل تلصد يتل د تلدد ول بليددب‬ ‫بلقسد‬
‫تللبسد رد إري ق دو ج ب دو ب ورسدا‬ ‫إلع ىو إاتيي سييي ل ة ما‬ ‫تلص يتل بت ضو‬
‫دبب لمو‪.5‬‬ ‫وو‬ ‫تلابل ت بي ا ليب‬

‫‪.77‬‬ ‫وس ‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬إ يته‬


‫ا تلي‬ ‫ا‬ ‫حع ا د مو ب سسمو‬ ‫‪ -2‬تلوي قا تلي و ا‪ :‬ه وي قا صبر ا لكسسس ر أبت ي تلقي ‪18‬‬
‫ح ‪،‬‬ ‫الاه غ ي لد‬ ‫ق حا آ س إس و ل‪ ،‬بلوي‬ ‫أ ضو س إلع تلةبتبة بتلع ت ةهي‬ ‫ت ةهيي تلجيجيي تل ميب‬
‫سع‬ ‫ح‬ ‫حد تلد‬ ‫ا تلي‬ ‫تلد‬ ‫هبه تلوي قا توسلغدوي بتللدما ب ما ت ا ا‪ ،‬بل و لبر‬ ‫لمول‬ ‫ب‬
‫تل غي ‪ ،‬أ ىي‪ :‬سما تهلل أ ب تلقوس ‪ :‬تاريخ ا جزائر ا ثقافي‪1830- 1500‬م‪ ،‬اتي تلغيع تفسال ‪ ،‬يبس‪،1998 ،‬‬
‫‪.509-506 ،‬‬ ‫ج ‪ ،1‬و ‪، 1‬‬
‫‪.120‬‬ ‫‪ -3‬أ ا ي بش‪ :‬يج سو ‪،‬‬
‫‪.123-122 ،‬‬ ‫‪ -4‬دس ‪،‬‬
‫‪.27‬‬ ‫‪،‬‬ ‫يتبي بآ يب ‪ :‬يج سو‬ ‫اة‬ ‫‪ -5‬أ‬

‫‪37‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج دل تلدابتر تللد‬ ‫صدول سد ا ‪1899‬‬ ‫ي و ل صس مثدا رال دب تل يسدحا إلدع د‬


‫جمحس ري سدو لسدمع لحسد وية حدع تلصد يتل تلجةتئي دا‪ ،1‬بتللد وول دو سدمس لضد مو إلدع ق دا‬
‫ح ددوس تللبس د ر د تلج ددبع‪ ،‬بت ددلالل إقح د‬ ‫سددلم يتلمو تلص د يتب ا‪ ،‬ى د تي ه لمددو ر د‬
‫هلبتس بتلمقويه‪.2‬‬

‫‪-3‬ا دوافع ا دينية‪:‬‬

‫ا ل هبت تلاتر ر إووي إل و إسدليتلج ا تلل صد ي تللد بضدمس تلي سدا تليوثبل ي دا‬
‫تل سسدوس مدو ج م دا تآل دول تل د ا‪ ،‬بج م دا‬ ‫دالل ليدب‬ ‫قو الد ت بلدع رد تلج تةئدي د‬
‫د يجددول ب سددول‬ ‫دبتس تل د ا‪ ،‬تلددبي بضد أسسددم تليويا ددول ور جدديي‪ ،3‬به ددو ل ى ددو‬ ‫ت‬
‫ا‬ ‫يس ددولا الاهد د توس ددلم وي ا‪ ،‬لج ددابت ل د ددي تل سد د‬ ‫لمق ددالم تلا ددا بتل د د‬ ‫حصد د‬
‫‪ ،‬بتل سددول‬ ‫بجحددع تلسدديو إلددع أ ضددو ري سددو‪ ،‬بيددو تليجددول ح سددب ل ددوو تليجددول تل سددح‬
‫مدا تلددبتي تل سد وا‪ ،‬بيدو ور جديي ملقدا أ د ليدب‬ ‫ح س ل وو تل سول تل سح وس‪ ،‬د‬
‫حا صح ا ق ق ا حع تلوي قا تليالس ي ا‪.4‬‬ ‫هبه تلج م وس إ و قب‬

‫تلبسدو ق دل ل سد‬ ‫لقدا سدمع تل صديب أث ددول تو دلالل تلدي سد لح وقدا إلددع ل سد‬
‫وي تل ب تليحد أب تلجةئد لح ىدوهي تلا دا رد تل جل د ‪ ،‬إضدورا‬ ‫تليب ‪ ،‬بقا ل بل‬
‫ا بللجحددع أ ددولم رد‬ ‫حددس حددع دددي تللمددول تل سد‬ ‫إلددع ددول تلي ددوئو بت سددقد وس تللد‬
‫تل سس ددوس تلا ددا ث ددل‪ :‬تلةبت ددو بتل س ددوجا أب ح ددع ل ددا يهو بل ب حم ددو إل ددع أغد ديتا‬ ‫ل سد د‬
‫صي ىوهي تلل ص ي ر هبت تل جول ر و ح ‪:‬‬ ‫أ يا‪ ،‬ب ي‬

‫‪.458‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي ‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬إ يته‬


‫‪.466‬‬ ‫‪ -2‬دس ‪،‬‬
‫ري س ‪ ،‬يئ و أسوقدا تلجةتئي‪ ،‬ب سو ج م ا تآل ول تل ا ر س ا ‪ ، 1868‬بتلل‬ ‫‪ -3‬تليويا ول ور جيي‪ :‬يجل ا‬
‫ابي ي تي‬
‫تلمول ‪ ،‬بلقا لمع ت‬ ‫لحدا‬ ‫اة أيجول‬ ‫تل موها بتل يتية تلمح ا تلل ص ي ا ر‬ ‫تسلوو س أ ل سو تلما ا‬
‫يتبي بآ يب ‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫ر رلية تلسل وس‪ ،‬أ ىي‪ :‬أ‬ ‫ت ودول بتلد بخ بتل سول تلجةتئي‬ ‫ر ل ص ي تلما ا‬
‫‪.81‬‬
‫‪.407‬‬ ‫‪ -4‬سما تهلل أ ب تلقوس ‪ :‬ا حر ة ا وطنية ا جزائرية‪ ،‬اتي تل صوئي‪ ،‬تلجةتئي‪ ،2007،‬ج‪،1‬‬

‫‪38‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إلع تلقضول تلدي س‬ ‫‪ -‬إ ضوع تلقضول تفسال‬


‫بت وول دي ا تل بتس تفسال ا‬ ‫ح ول تلا‬ ‫‪ -‬د‬
‫‪ -‬إيغو ت ئ ا حع إلقول وع ب تلج ما وس ري سو‪.‬‬
‫‪ -‬ت لم ددوج تلس وس ددا تلدي سد د ا ب وبل ددا تلقض ددول ح ددع تلثقور ددا تفس ددال ا ددو ر م ددو تلحغ ددا‬
‫تفسددال ‪ ،‬بتلم ددل حددع دددي لغددا تل سددلم ي با د بلوي د بلغب ددا‬ ‫تلمي ددا بتلل د تي‬
‫تلحغ ددوس أب تلحمج ددوس تل ح ددا بتلم ددل ح ددع د دديهو ب م ددو تل ي ي ددا‪ ،‬إض ددورا إل ددع ه ددا‬
‫تل سوجا بل ب ل مضمو إلع ي وئو‪.1‬‬

‫تلد ول ا رقو ل لجوبةهو إلع‬ ‫تل وو‬ ‫ر‬ ‫قلصي دوو ه ول تل صي‬ ‫بل‬
‫تلص يتل ث إلع إري ق و‪ ،‬بيأا ور جيي أ أي ي وئ لدي سو ر تلسبات هب تفسال لبل‬
‫تلص يتل‪ ،‬بت دول تفيسول وس ب ثمو بسو تلسيو‬ ‫لكس و ج م ا تف بة تل ا ر‬ ‫قو‬
‫تلدوسما لدي سو‪ ،2‬بتلض س‬ ‫حع هبه تل وو‬ ‫توسل الل‬ ‫‪ ،‬بيو س م لمو ه‬ ‫تل سح‬
‫أيثي‬ ‫تلص يتب ا بر‬ ‫يل تل ا‬ ‫تلي وئو ر‬ ‫إقو ا ج ب ا‬ ‫س وسل تلل ص ي ا ر‬
‫هبه ت بضوع للقا‬ ‫ول تلدم ا يثورا ولسيو ‪ ،‬بأيثيهو رق تي إب سلغل تل ديب‬ ‫ت‬
‫بيجول تلوي تلصبر ا ر‬ ‫لكث ي تل تي و‬ ‫ل تللقح ل‬ ‫تل سو اتس لحسيو ‪ ،‬ب بل‬
‫جساب س وسلم تلل ص ي ا ب لج ب تلا بتس تلات ا ل وي لم ‪ ،‬بقا‬ ‫أبتسوم ‪ ،‬ب بل‬
‫تلقي تل وض ‪ ،‬إب لبلع تلج يتل جب ل د ب‬ ‫قا تل س وس‬ ‫ت وحقس والئ تل دي ر‬
‫ت يا تلجةتئي ا‬ ‫جمل‬ ‫قبل ‪:‬ه‪ ...‬ح و أ‬ ‫ااهو ر‬ ‫س وسا تلل ص ي بتسما تل وو‬
‫تف ج ل‪ ...‬لح ه يسولل و‪...‬ه‪.3‬‬ ‫ا لضول أيجو هو بي‬ ‫مات ر ابلا س‬

‫ي د ددو أغد دديس رضد ددبل هد ددبت تل ود ددو تلل د د د يي تل مد ددا ص صد ددو لحص د د يتل‪ ،‬ت ع ي لدد ددوي‬
‫حددع ور جدديي ولس د و ل د ولددبهوع إلددع وقددا أةج ددي لحق ددو م ح ددا‬ ‫‪ Ritchard‬تلددبي أل د‬

‫‪.105‬‬ ‫يتبي ب آ يب ‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -1‬أ‬


‫‪.408‬‬ ‫‪ -2‬سما تهلل أ ب تلقوس ‪ :‬ا حر ة ا وطنية‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬
‫‪.27‬‬ ‫ا هقويي‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪39‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ىمددي أ تل وددو تلل دد يي رد‬ ‫م ددا ت ع يي ددب ‪ ،karmabon‬ب ددبل‬ ‫تلودبتي‬ ‫ل سد‬
‫دا ل‬ ‫تلص يتل تلدبي أدديرس ح د تلي سدا تليوثبل ي دا م دا تل يب دا تلمو دا دولجةتئي‪ ،‬يدو‬
‫توسد ددلم ويي ر د د تلد د د ول‬ ‫إسد ددليتل ج ا س د د ي تلي سد ددا ر د د تل قا د ددا ب د دبتةتة تلة د د‬ ‫ض دد‬
‫هب إ ول تلي سا تفري ق ا تليب و ا حع يو ل تلليتع تلبو ‪.1‬‬ ‫بتلص يتل أ ضو‪ ،‬بتلما‬

‫ددالل‬ ‫بقددا دددوس تل مثددوس تلا ددا ر د تلص د يتل إيسددول ج ب ددا د تل سليدددد‬
‫ددب تللسددم وس لبغددل‬ ‫تلس د م وس‪ ،‬بلي مددو لبقدددس ددالل قددا يو ددل (‪ ،)ϭϴϵϭ-ϭϴϴϭ‬بلي د‬
‫لحددا‪ ،‬ريثديس تل مثدوس تلمح دا بتوسليددور ا بل يد تآل دول‬ ‫تلدي س ب ر تلصد يتل م دوب‬
‫د ه دو إلدع دوو أ ديا‪،‬‬ ‫ددووم‬ ‫إيسول ييدةه رد غيات دا ببيقحدا‪ ،‬بلبسد‬ ‫تل ا‬
‫ييد ددوس تلقبترد ددل بتلث د دبتي بتللجد ددوية ريد ددو بت د ددبل يبتات‬ ‫د ددوي ب ايسد ددب‬ ‫إب يد ددو بت ج مد ددب ت‬
‫لالسلم وي بوالئ لحم ا تلدي س ا حع تلص يتل‪.2‬‬

‫‪.27‬‬ ‫ا هقويي‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.409‬‬ ‫‪ -2‬سما تهلل أ ب تلقوس ‪ :‬ا حر ة ا وطنية‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬عوامل ا سيطرة ا فرنسية على ا صحراء‪.‬‬

‫‪-1‬أطماع فرنسا صوب ا تجارة ا صحراوية‪:‬‬

‫ح مددو ب حددع تلوددي تلصد يتب ا‬ ‫لقددا أبلددع تلدي سد ب تهل و دو ي د تي ولصد يتل لحلمددي‬
‫و ‪ 1855‬قا س تلج م ا تلجغيتر ا وي و حغدو ق دا‬ ‫ب سول تلقبترل إلع تلسبات ‪ ،‬رد‬
‫دي‬ ‫تلجةتئي إلع تلس غول‪ ،‬أب وولجوه تل مويو ديو أ‬ ‫لحبي قب ي حا‬ ‫ري‬ ‫‪ 6‬أو‬
‫ا ددا ل يلددب‪ ،1‬ب صددل حددع محب ددوس اق قددا بجا دداة ددبل تلقبترددل تلل د لم ددي د ه ددو ‪،‬‬
‫د أجددل تلس د وية حددع تل دددوو تللجددويي‬ ‫ب ميرددا تلجوهولمددو بأه لمددو ب بت ددا سددديهو‪ ،‬ببل د‬
‫ح وس ل قل قبتلم تلمسيي ا تلغوة ا‪ ،‬بل س ي ىديب‬ ‫تلبتس بتل ةاهي ولص يتل‪ ،2‬بللسم ل‬
‫تسد ددلقيتيهو ر د د تل تييد ددة تلمسد دديي ا تل لحدد ددا تلل د د أ دد ددئبهو أب تلل د د س دد ددئب مو سد ددلق ال ر د د‬
‫تلبت وس بتل وو تفسليتلج ا تل م ا‪ ،‬بيبل ل ا ا أغيتا تللجوية تلدي س ا‪ ،‬بردل ت دبتع‬
‫بتلس ل لمو ر يل أسبت تلقوية تفري ق ا‪.3‬‬

‫تل د ي‬ ‫الل تل الس تلمسيي ا بتل مثدوس توسليددور ا با تيسدا يلدع تلي دول‬ ‫ب‬
‫د ايو هددبه‬ ‫حداب ‪ ،‬تل سد تلددب تة ‪ ،‬بتل يديي‪ ،‬بغ دديه ‪ ،4‬ب د ضد‬ ‫أ ثددول‪ :‬ت د‬ ‫تل سدح‬
‫‪Edouard‬‬ ‫تلوي بلميرمو يبايتي ‪ ،Coudrayi‬بتليتهع ويج و ‪ ، Barges‬بتابتيا ال‬
‫د تفدددوية إلددع‬ ‫د تلغدديع إلددع تلدددي‬ ‫ي ول د‬ ‫‪ Blanc‬تلددبي بصدددمو سددع ددو بياس ر د‬
‫سحيبهو‪ ،‬بلبصحبت إلع ميرا وي تلقبترل تلص يتب ا تللول ا‪:5‬‬ ‫تلب‬

‫يتسا ئي يو س لبجا ر بل تل يو ‪ ،‬تلبي‬ ‫ئي يلب‪ ،‬ب يلب تس ت يأة يو قا ما إل مو تلوبتي‬ ‫‪ -1‬ل يلب ‪ :‬بلم‬
‫ئ تي‬ ‫الاي‪ ،‬بقا ديبت ر‬ ‫ات ا تلقي تللوس‬ ‫بتل‬ ‫ولسبات‬ ‫يي تة لال لجوع بتد م ر رصل تلجدو‬ ‫تل به تلوبتي‬
‫ا تلقواي ة وا ا‪ :‬ممل ة سنغاي في عهد‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .60‬قال‬ ‫لقا‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫ث ليوثيس تآل وي‪ ،‬أ ىي‪ :‬إ يته‬
‫‪.100 ،‬‬ ‫األسيقيين‪ .‬تلدييا تلبو ا لح دي بتللبة ‪ ،‬تلجةتئي‪ ،‬ا‪.‬س‪.‬‬
‫‪.50‬‬ ‫وس ‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -2‬إ يته‬
‫‪.136‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.35‬‬ ‫وس ‪ :‬مقاربات في تاريخ ا جزائر‪ ،‬اتي هب ا‪ ،‬تلجةتئي‪،2012 ،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫‪.136‬‬ ‫ب ة ة ‪ :‬مع تاريخ ا جزائر ‪ ، ...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪41‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتيش إلع ل يلب‪ ،‬وي ردوو ب ي دوو إلدع ل يلدب‪ ،‬وي د بهد تي بأية دب إلدع‬ ‫وي‬
‫ل يلددب‪ ،‬وي د سددي ياة بقس د و ا إلددع أ ق ددا بتلمقددوي بل يلددب‪ ،‬وي د و د تي حو إلددع ل يلددب‪،1‬‬
‫ددوو‬ ‫بأه د ت س دبت تلل د للج د إل مددو هددبه تلوددي ر د أ ددو تلص د يتل‪ ،‬للج د ر د ثددال‬
‫م ددا بيئ سد ا هد ‪ :‬سددب ل يلددب تلددبي يو ددس لد أه ددا وصددا رد تلسددبات تلغي د بأسدبت‬
‫تللدوا ر تلسبات ت بسو بأسبت تلسبات تلديق ‪.2‬‬

‫أيثدي د أجدل ي دو‬ ‫ددي تددلا تهل دو تلدي سد‬ ‫دي د تلقدي تللوسد‬ ‫برد تلي د ت‬
‫يثدبت دووم توسليددور‬ ‫مضمو تل ما ر تلد ول‪ ،‬بتلغيع‪ ،‬بتلبسو‪،3‬‬ ‫سلم يتلم‬
‫‪De Colomb‬ه ي حددا‬ ‫حددع لدداتئية تل د ا هابيبلب ددع‬ ‫ر د تلص د يتل‪ ،‬رقددا قددو تلقوئددا ت‬
‫د‬ ‫ددو ‪1857‬‬ ‫تسليدددور ا إلددع قصددبي تلج ددبع تلغي د تلج تةئدديي‪ ،‬بددديع رد توسليدددو‬
‫و د‬ ‫ةتي قصبي ل قبيتي بلبتس‪ ،‬بل ا يحس‪ ،4‬تلل بصدمو يب مو هجةي ضيتل بسو‬
‫‪5‬‬
‫تل وله‬

‫‪.138-137‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.94‬‬ ‫‪ -2‬دس ‪،‬‬
‫‪.97‬‬ ‫‪ -3‬دس ‪،‬‬
‫و ‪ 30°-25°‬د وو ب و وبل ‪ 1°‬غي و ب‪6°‬‬ ‫‪ -4‬تلل ا يحس‪ :‬لق هبه تل وقا ر أقصع تلج بع تلجةتئيي‬
‫تل اه به أ ا‬ ‫هي‬ ‫تلج بع‪ ،‬بل ا يحس يح ا أ وة غ ا لم‬ ‫تلد ول ب وقا تلمقوي‬ ‫ديقو ل اهو هض ا لوا س‬
‫‪.453‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫تل يب ا فقح لبتس‪ ،‬ت ىي‪ :‬إ يته‬ ‫تل قووموس تلثال‬
‫‪.410‬‬ ‫‪ -5‬دس ‪،‬‬

‫‪42‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬بعثة هنري دوفيرييه ‪1860-1858 Henry Duveyrier‬م‪:‬‬

‫مددا ي حددا هابيبلب ددعه بق د تو ل ددوي حددع ه دديي ابر ي د ‪ ،1‬تلددبي يد د لمددبه تل م ددا‬
‫ددديع ر د‬ ‫ل مددا لسدديع تل دددبب تلدي س د لحج دبع ي وقددا تلووس د ح بتقح د ل دبتس‪ ،2‬بق ددل أ‬
‫د أ د ودديا بلمدديا‬ ‫ي الل د تليس د ا قددو ي حددا تسددلوال ا إلددع ا ددا تلقح مددا‪ ،‬ب ددوليغ‬
‫لحلما ا‪ ،‬إو أ ت ل ي ي حل وج ا‪.3‬‬

‫ا ددا سددي ياة ‪ 1858‬ولجددوه ا ددا سدديية‪ ،‬ثد لبجد إلددع غيات ددا‬ ‫د‬ ‫رقددا دداأ ي حلد‬
‫حدع مضدم ل سدو ابه رد‬ ‫ل لقل إلع لح ح أ د تللقدع ولما دا د سديو تلودبتي ‪ ،‬بلمدي‬
‫لمدي ر مدو حدع تلما دا‬ ‫د‬ ‫ة وية الاه ب مو لبج إلع تل ما‪ ،‬ث مداهو إلدع ت غدبتو‪،4‬‬
‫قصدبي لدبتس ب دالا تلودبتي ‪ ،‬برد سد ا‬ ‫تلمواتس بتللقول ا تلص يتب ا‪ ،‬ي و دوبل تيلددو‬
‫وو ص يتب ا أ يا‪.5‬‬ ‫‪ 1859‬غواي ت غبتو ل لبج ويلدو‬

‫م ا يس ا إلع الا ودبتي ت ةجدي يرقدا تلدد‬ ‫بر ‪ 10‬أري ل ‪ 1860‬ت وح ر‬


‫ددو ‪ ،‬بةتي وقددا غددات و‪ 6‬تللد د لمددي ر مددو حددع لضددوي و تل وق ددا‪،‬‬ ‫ث ددو ب مددا ت‬
‫بتسلميا ق وئحم تل لحدا‪ ،‬بيبت واتلم بلقول اه ‪ ،7‬ث غواي غدات و لجمدو إلدع غدوس‪ ،‬ثد‬
‫تلص د ا‬ ‫وقددا ر د تة ث د صددما إلددع و د تي حو ب مددو إلددع تلج تةئددي‪ ،‬لي د تلىدديب‬ ‫لجددبل ر د‬

‫لبل‬ ‫و لح غو ية بتوسليدو‬ ‫‪ -1‬ه يي ابر ي ‪ :‬بلا س ا ‪ ، 1840‬ايو تللجوية ر أل و و‪ ،‬لمح تلحغا تلمي ا‪ ،‬يو‬
‫وا إلع حاه ل مبا ر ي حا ثو ا إلع تلص يتل ر‬ ‫ة وية لحجةتئي س ا ‪ ، 1857‬بصل لع ا ا ت غبتو‪ ،‬ث‬ ‫ص‬
‫تلج بع‬ ‫بتصي‪ :‬هتلس وسا توسلم وي ا تلدي س ا ر‬ ‫ا تلي‬ ‫ا ا سي ياة‪ ،‬أ ىي‪:‬‬ ‫‪ 08‬وي ‪ ، 1859‬ت والقو‬
‫‪ ، 1962-1873‬وقا تل ما ببجوه‪ ،‬مجلة روافد لبحوث وا دراسات‪ ،‬جو ما غيات ا‪ ،‬ع‪، 2016 ،1‬‬ ‫تلجةتئيي و‬
‫‪.126‬‬
‫‪.82‬‬ ‫وس ‪ :‬قبسات‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -2‬إ يته‬
‫‪.66‬‬ ‫يتبي بآ يب ‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -3‬أ‬
‫‪.410‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫‪.67‬‬ ‫‪ -5‬أ اة يتبي ب آ يب ‪ :‬دو تل يج ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Capitaine Aymard : Les Touaregs, Ed. Hachette, Paris, 1911, p. 24.‬‬
‫الل و يل به"‪ ،‬مجلة األصا ة‪ ،‬ع‪ ،72 .‬أبس‬ ‫ولوبتي ب وقا تلمقوي‬ ‫‪ -7‬ع ب ة ة‪ :‬هتهل و وس تلدي س‬
‫‪.54‬‬ ‫‪،1979‬‬

‫‪43‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫محب دوس‬ ‫بتصدحا ي حلد توسليددور ا‪ ،‬بيغد بلد رقدا قدا‬ ‫لد‬ ‫بتل ول ا تلل بتجملد لد لسد‬
‫هو دا دبل هدبه تل دوو رد يلو د هودبتي تلدد ول ‪ Les Touareg du Nord‬ه ي دو ه دك‬
‫ري سو بتلوبتي ‪.1‬‬ ‫ت يض ا تل وس ا و جوة موهاة غات و‬

‫‪ -‬إبرام معاهدة غدامس ‪ 26‬نوفمبر ‪1862‬م‪:‬‬

‫بة د تلودبتي تلدد‬ ‫تلدي سد‬ ‫موهداة غدات و د‬ ‫لقا لبجس هبه تل وبوس إ تي‬
‫قو دس تلسدحووس تلدي سد ا وسدلا ول ة دول هدبه تل دوو بي دو صداتقا ممد‬ ‫ب ‪،‬‬ ‫إ‬
‫بق ددل ي س ددول تلود دبتي ددإ تي ه ددبه تل موه دداة رد د ‪ 26‬ددبر ي ‪ 1862‬غ ددات و‪ ،2‬ب د د أهد د‬
‫ضيبت تلبرا ه ‪ :‬يددوي‪ Mircher،‬دويل يتي ‪ ،Martimray‬ب تل م داو‬ ‫ضول تلب‬ ‫ت‬
‫رولب ‪ ،Vatone‬بتل ليج تلمسدييي إسد و ل بضدي ا‪ 3‬بغ ديه ‪ ،‬ل ييدس تل مثدا د تلج تةئدي‬
‫تلموص ا ر ‪ 28‬س ل ي ‪ 1862‬ببصحس إلع غات و ب ‪ 21‬أيلب ي‪.4‬‬

‫تل مثددا بتلبرددا تلوددويق بقمددس‬ ‫ب مددا توجل ددوع تلددبي قددا رد ‪ 28‬ددبر ي ‪ 1862‬د‬
‫صس حع تل با تللول ا‪:‬‬ ‫ر ‪ 26‬بر ي ‪ 1862‬بتلل‬ ‫تلوير‬ ‫تل موهاة‬

‫ردديبع‬ ‫تلسددحووس تلدي س د ا ب لح د‬ ‫‪ -)1‬إق ديتي تلصدداتقا بتلل ددوال تل دددلي ل س د تل بت ددو د‬
‫ق وئل تلوبتي ‪.‬‬

‫ويس د دبت لجد ددويلم يد ددل ي د ددا ل ضد ددوئمم ب ضد ددوئ تلسد ددبات ات د ددل‬ ‫‪ -)2‬ي د د لحو د دبتي أ‬
‫ولجةتئي اب أي ديو و ات أاتل تل يبو تلموا ا‪.‬‬ ‫ت سبت‬

‫‪.413‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -1‬إس و ل تلمي ‪ :‬ا صحراء ا برى ‪ ،...‬يج سو‬


‫‪.142‬‬ ‫لح جوها‪،1994 ،‬‬ ‫تلبو‬ ‫‪ -2‬ج ول ق و ‪ :‬قضايا ودراسات في تاريخ ا جزائر ا حديث وا معاصر‪ ،‬تل ل‬
‫ل تلسحوا تلدي س ا أبل يئ و ل حا ا تلجةتئي تلموص ا‪ ،‬بهب‬ ‫أ ا بضي ا تلبي‬ ‫‪ -3‬إس و ل بضي ا‪ :‬هب ت‬
‫يتبي‪ :‬قضايا مختصرة في تاريخ ا جزائر ا حديث‪ ،‬اتي‬ ‫اة‬ ‫وئحا لج و أغحع أريتاهو تلج س ا تلدي س ا‪ ،‬أ ىي‪ :‬أ‬
‫‪.53‬‬ ‫ح حا‪،2005 ،‬‬ ‫تلماا‪،‬‬
‫‪.41‬‬ ‫وس ‪ :‬مقاربات‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬

‫‪44‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تل دوي‬ ‫بت هدول تلج تةئدي‬ ‫تلدي سد‬ ‫‪ -)3‬حلة تلوبتي لسم ل ب و ا تللجوي تل دوبض‬
‫و ددا ضددوئمم تللجوي ددا حددع أ‬ ‫ددي دبتو م ‪ ،‬بتلددع ددالا تلسددبات بهو ددو بت و ددو‪ ،‬بيددبل‬
‫ارمبت قب تليسب ‪.‬‬

‫إلددع تلسددبات‬ ‫‪ -)4‬لحلددة تلسددحووس تلدي س د ا بة ددول تلو دبتي دددل وددي تللجددوية لحدي س د‬
‫بتصدال مو بلجا داهو بلجا دا تل يددبو بضد ومو‪ ،‬بتصدال بت تةلدا يددل تلميتق دل رد بجد دددوو‬
‫تللجوي‪.1‬‬

‫لد إضددورا ددبا أ دديا‬ ‫ب مددا تل بترقددا حددع هددبه تل موهدداة‪ ،‬بت ضددوئمو د ق ددل تلوددير‬
‫حع و ح ‪:‬‬ ‫وصا ق وئل أةجي ل‬

‫دي‬ ‫تللجوي دا‬ ‫يحدا ض و تل يبي لقبترل تلدي سد‬ ‫ب‬ ‫تل وج إ‬ ‫‪ -)1‬ل قع وئحا تلد‬
‫الا أةجي‪.2‬‬

‫حدع أ ل داا‬ ‫أب بيالئد‬ ‫دب‬ ‫ت‬ ‫دااة لحدد‬ ‫‪ -)2‬لار تلقبترل تللجوي ا تلدي سد ا ضدي ا‬
‫ق لمو ر و ما‪.‬‬

‫ثح د‬ ‫أب‬ ‫د ودي تلدد‬ ‫دولبا بتف صدو‬ ‫تلودير‬ ‫‪ -)3‬لسدبا تل الردوس تللد ل ددع د‬
‫قلضع تلمواتس تل ميبرا ر تل حا‪.‬‬

‫بتلة ددول تلس وس د ب تآل دديب لو دبتي آجددي ددي و القددوس ج دداة‬ ‫ددب‬ ‫إ‬ ‫‪ -)4‬حلددة تلد د‬
‫دديبت سددال‬ ‫ليد‬ ‫تلدي سد‬ ‫تل سد ا لح دوبضد‬ ‫د ودبتي ق حددا يددول بتي‪ ،‬بلم ئددا تلىدديب‬
‫ي الا تآل ي‪.3‬‬ ‫قبترحم‬

‫‪.106‬‬ ‫ح حا‪،2004 ،‬‬ ‫يتبي‪ :‬موضوعات من تاريخ ا جزائر ا سياسي‪ ،‬اتي تلماا‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -1‬أ‬
‫‪.106‬‬ ‫‪ -2‬دس ‪،‬‬
‫‪.152‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪45‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬بعثة قا يفييه ‪1873-1872 Gallifiet‬م‪:‬‬

‫ح ددع هد ددبه‬ ‫س دديية ب تل م ددا لحلم ددي‬ ‫تلج د ديتل قول د د د تل س ددورا تلدوص ددحا د د‬ ‫تق ددل‬
‫صدول‬ ‫تل وقا ث ت لاللمدو‪ ،1‬ردد أبت دي ‪ 1872‬غدواي يسد ح و ولجدوه تلج تةئدي ثد إلدع د‬
‫تل ق ق د‬ ‫ددب ‪ 04‬ر ددديي ‪ 1873‬دداأ توسليدددو‬ ‫لح ح د ‪ ،‬بر د‬ ‫ددب تي ددو غبتو بغيات ددا ث د‬
‫ألبتجددا رد أصددقوع ل سددس‬ ‫د‬ ‫لمددبت تلي ولددا قبل ‪:‬ه داأس أ د تي تلي حددا توسليدددور ا تل ق ق ددا‬
‫محب دوس‬ ‫صدول ه‪ ،‬لد سدلق ل د ودي تلسديو لي د قدا‬ ‫تل ما إلع د‬ ‫ميبرا يث تي‬
‫هو ا بق ا لحسحووس تلدي س ا‪.2‬‬

‫‪ -‬بعثةةةة ا ثالثةةةي دونةةةو ‪ ،Dounaux‬وديبةةةار ‪ ،Dupere‬و جوبةةةار ‪-1873 Joubert‬‬


‫‪:1874‬‬

‫وبلددا تسليدددور ا أ دديا قددو مددو تلثالث د‬ ‫ل ددس‬ ‫د‬ ‫حددع تللبس د ‪،‬‬ ‫ددة تلدي س د ب‬
‫تلص يتل رولج إلع سيية ب مو إلدع لقديس‪،‬‬ ‫ابي ب ب اب ية ب جب وي‪،‬تسلما ابي ب ويلدو‬
‫به ددو تللقددع جب ددوي‪ ،‬ب تلددبي ت ضد إلددع ابي ددب ب اب دية ‪ ،‬ب يددو لددوج تي لقدديس‪ ،‬ب يو ددس لد‬
‫د‬ ‫تل مثدا‬ ‫غات و ب غوس‪ ،3‬ب ما توسلماتاتس تلالة ا ت وحقس‬ ‫القوس لجوي ا‬ ‫يغ ا ر‬
‫ب غات و‪ ،‬إو أ أ ضدول تل مثدا لميضدبت لحمجدب د‬ ‫لقيس ر ‪ 01‬ر ديي ‪ 1874‬لجما‬
‫غوس ب غات و‪.4‬‬ ‫ت ةهوي‬ ‫وي سيو تلبت وس تلص يتب ا قيع‬

‫‪ -2‬ا بعثات االست شافية في ا صحراء ا جزائرية‪:‬‬

‫ت ل ديبت د أ ددو تلي ولدا ب هد تآل دول‬ ‫دو تل ق دا ىمدي غدو ي ب سليددد‬ ‫بر‬
‫ا دا غدات و لح دا ل داتل تليويا دول ور جديي‬ ‫تسدلقيبت رد‬ ‫تلدب‬ ‫تل ا تل دي تلل صي‬

‫‪.418‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬ت يته‬


‫‪.112‬‬ ‫بتصي‪ :‬يج سو ‪،‬‬ ‫ا تلي‬ ‫‪-2‬‬
‫‪71‬‬ ‫يتبي ب آ يب ‪ :‬ا سياسة ا فرنسية‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -3‬أ‬
‫‪.82‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪46‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ،‬ب ق ددا لم دديا تليث ددي د د م لالغل ددول د د و ددي‬ ‫‪ Lavigerie‬د د أج ددل ل صد د ي تل س ددح‬
‫د د ددو ‪ 1879‬قد د ددو تلث د د ددوئ ت ع ي لدد د ددويا‬ ‫(‪ ،1) 1885-1876‬بر د د د‬ ‫تلو د د دبتي ر د د ددو د د د‬
‫‪ Ritchard‬ب ي ي و ب ‪ Kermabon‬جبلدا تسليددور ا لالودالع حدع أسديتي دالا ت ةج دي‪،‬‬
‫اللمدو محب دوس‬ ‫غات و إلع بتاي ل يو حس د ول غيع غوس‪ ،‬سجل‬ ‫ل ييس تل مثا‬
‫ق وئل ت ةج ي‪.2‬‬ ‫جغيتر ا م ا‪ ،‬بي و القوس با ا‬

‫ب ى تي ل جو ي الل تللجسس ا ر تل وقا قو ي الس أ يا لع بصدل إلدع غدوس‪،‬‬


‫ت وح د د ت ع ي لدد ددويا يرقد ددا ت ع د ددبيتس ‪ ،Morat‬د ددب الي ‪ pouplard‬إلد ددع غد ددات و‬ ‫دد‬
‫ص د ب و د ما تلدددمو ا ب أاول د و دبتي ت غوسددل ‪ ،3‬لي د م قلح دبت د وددي تلو دبتي‬
‫قيع غات و ‪.41881‬‬

‫‪.61‬‬ ‫وس ‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬إ يته‬


‫‪.422‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -2‬إ يته‬
‫‪.84‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.409‬‬ ‫‪ -4‬سما تهلل أ ب تلقوس ‪ :‬ا حر ة ا وطنية‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬

‫‪47‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬ا توغل ا فرنسي في ا جنوب ا جزائري‬

‫‪-ϭ‬ا مشاريع ا خاصة بخطوط ا س ة ا حديدية‪:‬‬

‫د تلقددي تللوس د‬ ‫تلثددو‬ ‫ىمدديس ري دية تلل و د و ل ددديبع تلسدديا تل ا ا ددا ر د تل ص د‬


‫دب بسدمواة‬ ‫ا دو ا داي لدا د تلج تةئدي‬ ‫‪ kapani‬تلبي تقلي‬ ‫وي يو و‬ ‫دي‬
‫و ددبو ثو ب ددا ل ددي و ا ددا‬ ‫دد‬ ‫ل ددع صد دل إل ددع ل تيس ددس‪ ،‬بل د دديع‬ ‫ص ددول‬ ‫ببيقح ددا ب د د‬
‫وحد ‪،ϭϴϱϯ‬‬ ‫ود تي حو ب ل لددا لددع ا ددا لددب و‪ ،1‬ب أ ددي ددك ل دداأ ت دددغول مددبت تل ددو رد‬
‫لمدو ل د دبه‪،‬‬ ‫ديبع تلقدي ‪ ،2‬لد لسد‬ ‫تللد ددمالمو ري سدو آ دبت ب تل ل ثحدا رد‬ ‫لي تلىديب‬
‫ب هدب اي ب دد ل ‪ 3de duponchel‬تلدبي يأا‬ ‫ات ا و ‪ ϭϴϱϲ‬ىمي أ ا تل م اس‬ ‫بر‬
‫ضدديبية ي ددو تل سددلم يتس تلدي س د ا مضددمو تل د ما د د يا د تل وددبو تل ا ا ددا‪ ،4‬ب قددل‬
‫تلد ول ب تلج بع‪.5‬‬ ‫تلقبتس‬

‫ددو ا دداي ددو ي‬ ‫ب ر د س د ا ‪ ϭϴϳϰ‬قددا اي ب د د ل ا تيسددوس أبلددع أدددوي ر مددو إلددع رددل‬
‫لدي سو وللبغل ات ل ت بوو تلسبات ا ب توسل بتب حدع لجويلمدو‪ ،‬ثد ت لقدل‬ ‫لحص يتل س‬
‫محب ددوس هو ددا ددبل تلصد د يتل ب تلس ددبات ب د دديهو رد د يل ددوع سد د ا‬ ‫إل ددع تلج تةئ ددي ل ج د د‬

‫‪.422‬‬ ‫‪ -1‬أ ا ي بش‪ :‬يج سو ‪،‬‬


‫‪،1856- 1854‬‬ ‫هبه تل يع ر و‬ ‫ات‬ ‫جة ية لق ر د ول تل ي ت سبا يو س سي و‬ ‫‪ -2‬يبع تلقي ‪ :‬د‬
‫جما ثو ا‪ ،‬س ع تلل ورو حع تل وو تل دبب ر‬ ‫جما ب تلابلا تلمث و ا ري سو ب ت جحل تي‬ ‫يبس و‬ ‫يع د س‬
‫يتبي ب آ يب ‪ :‬ا سياسة‬ ‫اة‬ ‫تل وقا ت لمس مة ا يبس و ب لبق ممو حع موهاة وي و س ا ‪ ،1856‬أ ىي‪ :‬أ‬
‫‪.79‬‬ ‫ا فرنسية ‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬
‫‪ -3‬اي ب د ل‪ :‬بلا ر رحب تي ر ‪ ، 1821‬م او أبل لحجسبي ب تلويقوس دي اة أ ول هو ا ل لبي حع أريوي‬
‫بل ديبع تلسيا تل ا ا ا تلمو ية‬ ‫ول يلو‬ ‫هبه ت‬ ‫تي ا ي ية‪ ،‬ب‬ ‫لوةة‪ ،‬أىمي ر مو تل ل‬ ‫أص حا ب‬
‫‪.499‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ ،‬أ ىي‪ :‬إ يته‬ ‫ت ل وه تلج‬ ‫لحص يتل‪ ،‬تلبي ألدس‬
‫‪.80-79‬‬ ‫يتبي ب آ يب ‪ :‬ا سياسة ا فرنسية‪ ،...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -4‬أ‬
‫‪.119‬‬ ‫‪ -5‬أ ا ي بش‪ ،‬دو تل يج ‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ، ϭϴϳϴ‬ب لمد ددبت تهل د ددس تل يب د ددا تلدي س د د ا ل د د ددب تل دد دديبع ب د دداأس ر د د لجم د ددة ي د ددو‬
‫ديب ‪.1‬‬ ‫لألدغول تلم ب ا للاق‬

‫‪De freycinet‬‬ ‫برد ‪ ϭϮ‬جب ح دا ‪ ϭϴϳϵ‬قدو بة دي ت ددغول تلم ب دا اي ر تي سد‬


‫مثددوس ح ددا‬ ‫‪ ϯ‬ح ددب ر تي د به د لددثال‬ ‫لكس د و تل وددبو تل ا ا ددا تلص د يتب ا‪ ،‬ب د‬
‫تل مثوس تلل ل ت ل واهدو يسد و رد ا سد ي ‪ ϭϴϳϵ‬تللد‬ ‫ل ميرا قحع تلص يتل‪ ،‬ب‬
‫حع يأسمو تلضو و تلمسييي يل ا تليبلب ل ب تل دا بت هراللديو ‪ Flatters‬ه‪ ،2‬ب تلدبي‬ ‫يو‬
‫بيقحا إلع ت غبتو ب لض هبه تلي حا ‪ ϭϬ‬أ ضدول‪ ،‬ب لد لم د م رد‬ ‫ت بلع‬ ‫قو ي حل‬
‫ددب وقددا دةتع‪،‬‬ ‫لبجمددا‬ ‫ا س د ي ‪ ، ϭϴϳϵ‬ب ت وحقددس هددبه تل مثددا ر د ‪ Ϯϭ‬ددوي ‪ϭϴϴϬ‬‬
‫غيات ا‪ ،‬ي و ‪ ،‬إلع أ ا حبت إلع توغبتو‪.3‬‬

‫دالا تلودبتي ب ا تيسددا‬ ‫ثد ضد ي حلد تلثو دا تلدع أقصددع تلج دبع تلج تةئديي ويلددو‬
‫ددب‬ ‫لبجمددا‬ ‫ددول‪ ،‬ت وحقددس تل مثددا د بيقحددا ‪ϭϴϴϬ‬‬ ‫ددي هددبه ت‬ ‫ددديبع ددا ددو ا دداي‬
‫دداة ص ددمب وس ب يتق ددل‪ ،‬أاس إل ددع لديد د ص دددبرم ليد د م بتص ددحب‬ ‫تلس ددبات ‪ ،‬بق ددا بتجم ددلم‬
‫م ‪.4‬‬ ‫سيو تل وقا‪ ،‬ب تللقبت ولوبتي تلبي اأبت ل يدب‬ ‫س يلم ب اأبت لصحب‬

‫ص د بت لم د ي ددو جو ددع ئددي تلغ تي ددا ب بقمددس‬ ‫ب لقو ددل راللدديو د تلو دبتي تلددب‬
‫ج دبت تو تلقح ددل تلددب‬ ‫تلوددير ‪ ،‬قلددل ر مددو راللدديو ب مددا أ بت د ‪ ،‬ب ل د‬ ‫دددا د‬ ‫مييددا‬
‫يجمبت إلع بيقحا‪ ،5‬ب ما تلقضول حدع مثدا تآل دول تل د ا لددج تليويا دول ور جديي للدا‬

‫‪.438-437‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬إ يته‬


‫ق واة تلدي‬ ‫ب س ا ‪ ،1880‬بل‬ ‫تلجةتئي‬ ‫ر‬ ‫يو‬ ‫(‪ ،)1881-1832‬ضو و ري س‬ ‫وش و‬ ‫‪ -2‬رالليو‪:‬‬
‫لق تلحغا تلمي ا ب تلوويق ا‪،‬أ ىي‪ :‬ت يته تلم ا د ‪ :‬هابي سيو تلج بع‬ ‫ل ديبع تلسيا تل ا ا ا‪ ،‬يو‬ ‫توسليدور‬
‫قوب ا توسلم وي تلدي س ه‪ ،‬مجلة ا علوم االنسانية و االجتماعية‪ ،‬ع‪ ،11‬تلجةتئي‪، 2013،‬‬ ‫تلجةتئيي ر‬ ‫تلديق‬
‫‪.44‬‬
‫‪.125‬‬ ‫‪ -3‬أ ا ي بش‪ :‬يج سو ‪،‬‬
‫‪.63‬‬ ‫وس ‪ :‬توسع االستعمار‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫‪.127‬‬ ‫‪ -5‬أ ا ي بش‪ :‬دو تل يج ‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تلدب‬ ‫دول ت بيب د‬ ‫إق وع يجدول ت‬ ‫إ دول ديبع تلسيا تل ا ا ا‪ ،‬ب قا ل ي إلع ا‬
‫لجددولم إلددع‬ ‫ققب مددو د يلسددب‬ ‫جددو هددبت تل ددديبع ب ت ي ددو تلل د‬ ‫يددو لم د د د ر د‬
‫د ددي تلص د د يتل‬ ‫تلدد ددمبع تفري ق د ددا ب يد ددل هد ددبت و د ددل إو بتسد ددوا تلقد ددووية تل ا ا د ددا تل د ددوية‬
‫دددوي تلسدديا تل ا ا ددا‪ 1‬قددا ىمدديس مددا بل د‬ ‫جددا تلما ددا د‬ ‫ددب أبيب ددو‪ ،‬لددبل‬ ‫تفري ق ددا‬
‫أه مو‪:2‬‬

‫د سدم اة‬ ‫ل ويس تلدع تل ا دا‪ ،‬ب تلثدو‬ ‫وبو ا ا ا‪ ،‬ت بل‬ ‫‪ -‬ديبع ب و ل ا ثال‬
‫دي ا إلع تل قيتي ب تلبل ا‪.‬‬ ‫إلع يأو تل ول ب دي ا‪ ،‬ب تل و تلثول‬

‫إلددع إجديتل ا تيسددا وصددا ل ا ددا‬ ‫‪ -‬ددديبع تلثالثد ابر ي د ب يبسددالي ب ددوج تلددبي مددا‬
‫تلجةتئي ب تلس غول بتسوا تلقوويتس تل ا ا ا‪.3‬‬ ‫دوي تولصووس‬

‫ت بل د تلقددي تلمدددي ‪ ،‬حد ثددال‬ ‫ب ل جددا هددبه تل دددوي يحمددو يو ددس رد تل صد‬
‫لدي‬ ‫تل و تليئ سد تلدبي‬ ‫وبو ا ا ا إلع تلج بع ب أ و تلص يتل‪ ،‬لديغس يحمو‬
‫ا ددا ل ددب و د دديقو إل ددع تل دداتي تل ض ددول غي ددو ح ددع تلسد دبت ل تل د د و‬ ‫دد‬ ‫تلدد د ول تفري قد د‬
‫دي سديية ب لقديس‪ ،‬تل دو‬ ‫ا دا قسد و ا إلدع بيقحدا‬ ‫ت وحس ب ه ‪ :‬تل و ت بل لا‬
‫ا ا إلع د‬ ‫تل‬ ‫لا‬ ‫ي تل ا ا‪ ،‬تل و تلثول‬ ‫ا ا تل ح اة إلع تلجحدا‬ ‫لا‬ ‫تلثو‬
‫ي تلسم اة ب دوي‪.4‬‬ ‫وو‬

‫ددي حددع بي‬ ‫دديبع إ دددول دد يا تل ودبو تلسدديا تل ا ا ددا لد دديا تل ددبي دل قد‬ ‫إ‬
‫ولد ددس اب ل د د ددبه‪ ،‬ب أه د د هد ددبه تلميتق د ددل‪ :‬ب د ددبية و مد ددا تلص د د يتل‬ ‫ى د د تي لحصد ددمب وس تلل د د‬
‫تل وا ا‪.5‬‬ ‫تلجةتئي ا‪ ،‬ب موضا تلليول‬

‫‪. 84‬‬ ‫يق ‪،04‬‬ ‫‪ -1‬أ ىي تل ح‬


‫‪.81‬‬ ‫يتبي آ يب ‪ :‬ا سياسة ا فرنسية‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -2‬أ‬
‫‪.335 -344‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.98‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪.87-86‬‬ ‫يتبي ب آ يب ‪ :‬ا سياسة ا فرنسية‪ ،...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫اة‬ ‫‪ -5‬أ‬

‫‪50‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -Ϯ‬االستغالل ا فرنسي لتجارة ا صحراوية‪:‬‬

‫ري سددو ب‬ ‫د‬ ‫دددي د الاي‪ ،‬تدددلا تلل ددورو ت بي د‬ ‫ددي د تلقددي تللوس د‬ ‫ددالل تلمقددا ت‬
‫أسي س تفاتية تلدي س ا إيسدول غدو ي آ دي رد سد ا ‪ ،ϭϴϵϲ‬ب هدب ه تل يي دة‬ ‫ت جحليت‪،‬‬
‫اي دبي و ‪Le marquis de mores‬ه‪ ،1‬د أجدل غددةب لجدوية تلصد يتل‪ ،‬ليد تلسددحووس‬
‫وبية تل غو ية‪ ،‬لدبل سدوري‬ ‫مو لاي‬ ‫ل وللبغل ر تلص يتل‬ ‫تلمسيي ا ولجةتئي ل لس‬
‫د تل دددوو‬ ‫ددي ة دداي‪ 2‬ب أغدداتو ل لمددي‬ ‫ددب تلسددبات‬ ‫إلددع لددب و رد سد ا ‪ ϭϴϵϴ‬ل لبجد‬
‫إري ق ددو تل ضددول ب‬ ‫ق د أهاتر د تل ل ثحددا ر د ي ددو القددوس لجوي ددا ددو د‬ ‫تللجددويي ه ددو ب‬
‫إري ق و تلسباتل‪ ،‬ق ل أ لس وي ح مو تف جح ة‪.3‬‬

‫وي تلمقا تلدي سد‬ ‫وضية م بت ه تللبغل ر تلسبات تلدي س‬ ‫ألقع تل يي ة‬


‫تفس ددال ه‪ ،‬د ددي ض ددد مو ي و جد د ب تل ل ث ددل رد د تل ددا بل إل ددع إري ق ددو تلس ددباتل د د وي د د‬
‫‪.4‬‬ ‫ري سو ب تل سح‬ ‫ل‬ ‫تلوبتي ‪ ،‬ب قا ل ول‬ ‫تلص يتل بتسوا تللدوه‬

‫ث ددو‬ ‫ددا ت د‬ ‫دم‬ ‫دددبو تل ددوو د‬ ‫د رد‬ ‫ب قددا يددو لمددبه تل وض دية أثددي‬
‫تفس ددال‬ ‫م ددا تلل ددول‬ ‫تل ددبي بج ددا رد د تل يي ددة تلد صد د ا تل وسد د ا لحق ددو‬ ‫‪5‬‬
‫تل دوئدد د‬
‫ددل ل د يسددولا وس د‬ ‫يددب يسددبل إلددع تل مدداي تلس بس د ب‬ ‫حددع أ‬ ‫مد‬ ‫تلدي س د ‪ ،‬رددولد‬

‫أ اب‪ -‬ويي رو سليب و يو يي ة اي بي و ‪ ،‬ه ‪ANTONIO‬‬ ‫تليو ل ت وب‬ ‫‪ -1‬تل يي ة اي بي و‪ :‬تس‬


‫تل اي وس‪،‬‬ ‫س ا ‪ ،1858‬تدلغل ر‬ ‫‪ "vincenze, marquis de morés‬بلا وي و ر‬ ‫‪AMEDEO-maria‬‬
‫ديبع ا سيا ا ا ا ر تلص ‪ ،‬ةتي ا ا تلجةتئي ل بتصل غو يل ر‬ ‫ب ماهو تل ولا‪ ،‬لي تلج ش ر ‪ ،1882‬تهل‬
‫‪.448‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫إري ق و‪ ،‬أ ىي‪ :‬إ يته‬
‫ا سم ا تلقدوو‪ :‬صحراء ا عرب‪ ،...‬يج‬ ‫‪ -2‬ة اي‪ :‬إ اا تل ا تل م ا ر تل جي‪ ،‬قو مو ق وئل تلوبتي ‪ ،‬ت ىي‪:‬‬
‫‪.88‬‬ ‫سو ‪،‬‬
‫‪.429‬‬ ‫وس ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫‪ -3‬إ يته‬
‫‪.88‬‬ ‫وس ‪ :‬قبسات‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫تللب س ‪ ،‬بلا لب و ر جب ح ا ‪ ،1855‬لسع إلع تفد تي‬ ‫ث و تل دوئد تلدي‬ ‫ا ت‬ ‫‪ -5‬تل دوئد ‪ :‬هب‬
‫حع تيلسوع ثقورا ي ا أص حا ر تلمحب تلا ا ب ت ا ا‪ ،‬تدلمي و سجح ر تلي حا‬ ‫بيوئ ب رو ل سو اه بل‬ ‫ي‬
‫‪.97‬‬ ‫ي أيتض و تي حو ب الا تلوبتي ‪ ،‬أ ىي‪ :‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫توسلوال ا تلص يتب ا‬

‫‪51‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د د رضد د تس ددلغالل تل م ددبا ب تو جح ددة ل د ديتس تلم ددول ‪ ،‬ب ل ددبل ةتاس د ددميل رد د‬ ‫تل يي ددة‬
‫دبي تلصد يتل ب توسددل بتب‬ ‫ت بسدوو توسدلم وي ا رد تلج تةئدي ب د ه ددو داأس غو يلد رد‬
‫ولقوسد تلث د ‪ ،‬أ ددا لجددوي غددات و‬ ‫د‬ ‫حددع لجويلمددو‪ ،‬ب لقددا بقد تو ل ددوي حددع تل ددوج حد‬
‫يي ة ر ي حل ‪.1‬‬ ‫يدا ب ير‬ ‫يب‬ ‫حع أ‬

‫ما و أ اس ديبو تل مثا‪ ،‬تل ب تل يي ة ب تل وج حد وي د غدوس ج دبع تلج تةئدي‪،‬‬


‫ت وحقد دبت ددب ‪ ϲ‬ددوي ‪ ϭϴϵϲ‬ب أ دديبت إل ددع ق ددو و‪ ،‬ب رد د ‪ ϭϬ‬ددوي ‪ ϭϴϵϲ‬يل ددع تل دوئدد د‬
‫أ ددبيه ل قددب ي حددا إلددع بت ددا تليد دية‪ 2‬ص د يتل ل ددو ب قصددا مدداهو تلةتب ددا تلس بس د ا‪ 3‬ل مددا‬
‫تل ماي تلس بس ‪.4‬‬ ‫قو حا لح يي ة‬

‫د‬ ‫داة أ دبت‬ ‫لب و إلدع قدو و‪ ،‬ب مدو إلدع دةتبة‪،‬به دو ت ضد إل د‬ ‫ت وح تل يي ة‬
‫ح د تلس د وبي‪ ،‬ب مددا و لبغددل تل يي ددة ر د تلص د يتل دداأ لمدديا لحل يدددوس ب تا ددع‬ ‫دم‬
‫تل يدددا ح د تلس د وبي أ د أضددل تلوي د ‪ ،‬ب هددب قددبا تلقورحددا ربجددابت أ دسددم ر د ل ددويس ث د‬
‫ج ب ددا د‬ ‫بصددحبت إلددع تلبو ددا‪ ،‬ب تا دبت أ مد رد ل دددق ‪ ،‬ب رد ‪ Ϭϱ‬جدبت ب صددل إلد م‬
‫لددع‬ ‫بضددمبت قددورحلم ل ددس لصددير‬ ‫د‬ ‫تلو دبتي ق ددواة تلدددوبي ب أىمدديبت لح يي ددة برددوله‬
‫صل إلع غوس‪.5‬‬

‫‪.96‬‬ ‫وس ‪ :‬قبسات‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬إ يته‬


‫بت ا لس ع وليدية‪ ،‬ب يو س‬ ‫وية‬ ‫ل و ل لض ي ول تلص يتل‪ ،‬ب ه‬ ‫تلديق‬ ‫‪ -2‬تليدية‪ :‬لق ر تلجةل تلج ب‬
‫ل ل تس لوةي‪ ،‬ت ىي‪ :‬ري أ اة‪ :‬ه ا فرة‪ ...‬مدينة يبية تتغذى من ا حرب في دارفوره‪،‬ع ‪.2017-04-05،1444‬‬
‫بق ‪www.alriyadh.com:‬‬ ‫قبل‬
‫أجل دي تلوي قا تلس بس ا‪ ،‬تسلقو س‬ ‫ا ح تلس بس تل ماي‬ ‫ا‬ ‫‪ -3‬تلةتب ا تلس بس ا‪ :‬ه ةتب ا أسسمو‬
‫تل وو ر تلجةتئي ب لب و ب غ يهو‬ ‫أغ بت هبه تلةتب ا‪ ،‬قا ت لديس ر تلما ا‬ ‫تلب‬ ‫تلمح ول تل سلقح‬ ‫تلما ا‬
‫تل ا تفري ق ا‪ ،‬أ ىي‪ :‬سما تهلل أ ب تلقوس ‪" :‬تاريخ ا جزائر ا ثقافي ‪ ،1954 -1830‬اتي تلغيع تفسال ‪ ،‬يبس‪،‬‬
‫‪.252-251‬‬ ‫‪،1998‬ج‪ ،4‬و‪،1‬‬
‫‪.90‬‬ ‫وس ‪ :‬قبسات‪ ،...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫‪ -4‬إ يته‬
‫‪.91‬‬ ‫‪ -5‬دس ‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب مددا ددب د د بل د ج ددولس ج و ددا د تلد ددمو ا ب يضد دبت يترقل د إل ددع غ ددوس ددال‬
‫سدلماب لبضد ج دولم ل دس إ يلد ليد تل يي دة يردا بلد رغضدع د‬ ‫تلوبتي ‪ ،‬ب أ م‬
‫حددع قلحد ‪ ،‬ب دداأبت‬ ‫مد ‪ ،‬رددولدقبت د تلودبتي‬ ‫ددول‬ ‫تلدددمو ا‪ ،‬ب ددو ةتا غضد م أ تل يي ددة لد‬
‫لددر يب ضدداه‪ ،‬لي د إص د تييه حددع تل جددو جمح د ي ددل م ل د يغ د يددل تلمق ددوس اب تلددليم‬
‫سبل ا تلوبتي ضاه‪.1‬‬

‫مديه‪ ،‬رقددا لد قوئددا تلودبتي وقددا ثق حددا تل ييددا‪،‬‬ ‫د‬ ‫سددي‬ ‫د‬ ‫بقمددس واثددا لح يي ددة‬
‫قددب دس د ‪،‬‬ ‫م ل د آلددس إلددع تلددددل‪ ،‬ب ح د أ‬ ‫ددكة ب أ‬ ‫به ددو أاي تل يي ددة أ د بتق د ر د‬
‫تلدددمو ا‪ ،‬ربقمددس تدددل ويوس‬ ‫يدددا د د وو يتي ددو وقل د ‪ ،‬لددع ت ليض د يصددو‬ ‫د‬ ‫رلبج د‬
‫ت لمددس ب ددا قلددل حددع إثيهددو تلما ددا د تلو دبتي ب تلدددمو ا ب قلددل‬ ‫تلوددير‬ ‫دددا د‬
‫ج ددع د د م ر ددي إل ددع تل تيي ددة تلمس دديي ا ب يبا ددو ددا ‪،‬‬ ‫تل يي ددة ب م ددا يرقوئد د ‪ ،‬ب د د‬
‫تللب سد ا لدع يدواس‬ ‫رو لديس أ دوي هدبه تل ب دا رد ت بسدو تلمول دا د وي د تلصد‬
‫ح ا‪.2‬‬ ‫ديحا ا حب وس ا‪ ،‬لي س وسا تللمقل جمحلمو جيا جي ا‬ ‫أ لص‬

‫‪ -ϯ‬تجنيد ا حمالت ا عس رية‪:‬‬

‫ر د تلص د يتل د‬ ‫مددا سحسددحا د تفغل ددووس لألبيب د‬ ‫قلددل راللدديو ب يرقوئ د‬ ‫إ‬
‫وي تلوبتي ‪ ،‬ب م تليه دو تلثالثدا ي لددوي ‪ ، Ritchard‬ب دب الي ‪ ،Pouplard‬ب دب تي‬
‫‪ Morat‬رد د سد د ا ‪ ،ϭϴϴϭ‬ب تلض ددو و ددوو ‪ palat‬ددو ‪ ϭϴϴϲ‬بتلض ددو و يو ددل ابل‬
‫‪ camille douls‬ر ‪ ،ϭϴϴϵ‬إضورا إلع تل يي ة اي بي و قيع غات و س ا‪.3 ϭϴϵϲ‬‬

‫إ دددول تييددة سدديي ا أ و ددا ر د أ ددو‬ ‫ب ىد تي ليددل هددبه ت س د وع تهددل تلدي س د ب‬


‫ح دوس تللبسد‬ ‫ودوي ب لل ىد‬ ‫(‪ ϭϴϵϯ‬ب ‪ ) ϭϴϵϰ‬لحلصاي لمبه ت‬ ‫تلص يتل الل و‬

‫‪.91‬‬ ‫وس ‪ :‬قبسات‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ -1‬ت يته‬


‫‪.93 -92‬‬ ‫‪ -2‬دس ‪،‬‬
‫‪.84‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪53‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د ددالس ب مثد ددوس أ د دديا إلد ددع تلص د د يتل تلمي د ددا‪ ،‬ب‬ ‫ح د دبت حد ددع ل ى د د‬ ‫توسد ددلم ويي‪ ،‬ي د ددو‬
‫تلبسوع‪ ،‬ب تلسبات ت بسو ب تللدوا‪.1‬‬

‫دالس إلدع تلج دبع‬ ‫لسد‬ ‫‪2‬‬


‫ب ر هبت تلصداا قدو ري و دا ردبيب ‪Fernand fourou‬‬
‫(‪)ϭϴϵϳ،ϭϴϴϮ‬‬ ‫ت لددي ر مددو تلصد يتل تلي دديا وددبو ب يضددو‪ ،‬ب ددالل تلدلدية تل لدداة ددو‬
‫ر ددبيب د د و ددي ب تةية ت د ددغول تلمو ددا م ددا تلبص ددبل إل ددع تآل ددي ولمق ددوي‪ ،‬ب بلد د‬ ‫يحد د‬
‫رددبيب لحق ددو‬ ‫قددع قلددل راللدديو‪ .3‬رد د س د ا ‪ ϭϴϵϴ‬د‬ ‫فث ددوس قددبة ري سددو أ ددو تلو دبتي‬
‫بيقحا إلع أغاتو‪ ،‬ببضمس تل حا ق دواة ردبيب ب‬ ‫ج بع تلجةتئي‬ ‫حا هو ا ل وح‬
‫دديس تل مث ددا ح ددع ددالا آج ددي تللد د ير ددا ي س ددو هو لق ددا‬ ‫قوئ ددات لح دديو‬ ‫‪4‬‬
‫تلض ددو و و د د‬
‫ددو ‪ ϭϴϵϵ‬ب تجلددوةس صددمب ا‬ ‫ددب تلج ددبع رد‬ ‫ددالا تآل ددي‪ ،‬تلجمددس تل مثددا‬ ‫محب ددوس د‬
‫ص يتل لو ةيبرس‪.5‬‬

‫رد د ‪ Ϯϰ‬ر د دديي بص ددحس تل مث ددا إل ددع إ غد دةتي‪ Ighezzar‬أبل ا ددا لأل ددي أ د د د ددي س‬
‫تلوبتي يول بتي لح صدبل حدع تل ب دا‪ ،‬ب مدا تلج دول ل لو مدا‬ ‫واثوس سيو تل حا‬
‫دي‬ ‫دبتل ‪ ϮϬϬϬ‬يحد‬ ‫ب ة اي‪ ،6‬تلل بصحلمو ر ‪ ϬϮ‬بر ي ‪ ϭϴϵϵ‬قووما بل‬ ‫تلي حا‬

‫‪.85‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الس‬ ‫‪ ،‬ب قو ماة‬ ‫وي و س ‪ ، saint barbant‬تسلقي ر تلج بع تلقس و‬ ‫‪ -2‬ر ي و اب ربيب‪ :‬بلا ر ‪ 1850‬سو‬
‫الس للو ما ر تلج بع تلجةتئيي‪ ،‬ت ض إلع مثل جب ل ل‪ ،‬ب ما‬ ‫س بتس ‪1888‬ب ‪ 1896‬ر ‪9‬‬ ‫جو لب اه‬
‫حس تل مثا بثوئ هو ا بل تلص يتل تلبسوع‪ ،‬لبر‬ ‫سو ل إري ق و توسلبتئ ا ‪ ،‬ب‬ ‫ت لصويه يبسيي حع تي ‪ ،‬إلل‬
‫‪.186‬‬ ‫لقا‪ ،‬يج سو ‪،‬‬ ‫وي و س ا ‪ ، 1914‬ت ىي‪ :‬ت يته‬
‫‪.326‬‬ ‫ع ب ة ة‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بج و ‪ ،Mougins‬ا ل تل ايسا‬ ‫‪ -4‬أ اي و ‪ Amedde lamy :‬ضو و ب سليد ‪،‬بلا ر س ا ‪ 1858‬ر‬
‫قب ي حا تلمو ية لحص يتل يرقا ربيب‪ ،‬قو ماة مثوس ب قلل يبسيي ر ج بع لدوا‪،‬‬ ‫سو س ي ‪ ، saint cyr‬ب ق ل أ‬
‫‪.186‬‬ ‫لقا‪ :‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫س ا ‪ ،1900‬ت ىي‪ :‬ت يته‬ ‫وي تلسحوو تي‬
‫‪.189-188‬‬ ‫‪ -5‬دس ‪،‬‬
‫‪.190‬‬ ‫‪ -6‬دس ‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫توسع االستعمار الفرنسي في الصحراء الجزائرية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ص د د يتل قو حد ددا ب ب دد ددا‪ ،‬رقد دداس حد ددع إثيهد ددو تليث د ددي د د تلج د ددول س د د ع تللمد ددع ب ود ددبل‬
‫تلوي ‪.1‬‬

‫بر أبت ي ا سد ي ددي س تل مثدا رد تلمدباة‪ ،‬ب دوا تلودبتي ضداهو مييدا ي دية‬
‫حددس تليث دي د تلقلحدع‬ ‫مييا أةج ي ‪ ،‬ب تلل‬ ‫ر أةج ي الل دمي جو د ‪ ،ϭϵϬϬ‬ب ه‬
‫حل د جب ل ددل ب جبو ددا‪،2‬ب‬ ‫ددب تللدددوا‪ ،‬ب تللقددس‬ ‫مددو بتصددل س د يه‬ ‫قد‬ ‫ب ت سدديا ب د‬
‫قدبتس تي د ت د رضدل تهلل‪ ،3‬ب قلدل و د ي دو قلدل‬ ‫ر ‪ ϮϮ‬أري ل ‪ ϭϵϬϬ‬تصوا س تل مثا‬
‫تف جح ة للقس تلقدوية ر دو د م ب‬ ‫لوئ هبه تل حا إ تي إلدوق ا و ‪ϭϴϵϵ‬‬ ‫تي ‪ ،‬ب‬
‫لج ع تلصيتع‪.4‬‬

‫وقددا تلصد يتل تلجةتئي ددا و ددا‬ ‫يددو بت دددا اي توهل ددو‬ ‫ب هيددبت لضد أ تلدي سد‬
‫ددوبوس يث د دية ب وب ح ددا لحسد د وية ح ددع ي ددل‬ ‫ب ولمق ددوي ب ق وئ ددل تلصد د يتل وص ددا‪ ،‬ب ددبلبت‬
‫ددالس تسليد ددور ا لحلبسد د رد د أ ددو‬ ‫مث ددوس ب‬ ‫تلبت ددوس تلصد د يتب ا‪ ،‬د د وي د د ل ىد د‬
‫وي تل بتصالس تل ا ا ا للسدم ل سد ل تلل قدل رد قحدع تلقدوية‪،‬‬ ‫تلص يتل‪ ،‬ب بض د يا‬
‫حددا‬ ‫يتلمددو ي ددو مدداس‬ ‫ب رددل تل جددول للوددب ي تللجددوية تلدي س د ا ات حمددو ب توسددل الل حددع‬
‫وحد د تلق ددي‬ ‫ص ددول ب غ يه ددو د د تلبت ددوس رد د‬ ‫د د ت ددلالل د د‬ ‫ر ددبيب ب و د د لحدي سد د‬
‫تلمدي ‪.‬‬

‫‪.327‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪.166‬‬ ‫‪ -2‬ي وا ةتهي‪ :‬شف إفريقيا‪ ،‬اتي تل ميرا‪ ،‬تلقوهية‪،1961 ،‬‬
‫ولج ش تل ا بي‬ ‫رضل تهلل‪ :‬بلا و ‪ 1945‬ر قي ا حدو ا‪ ،‬ايو تلقيآ تليي ‪ ،‬سوري إلع تلقوهية تلل‬ ‫‪ -3‬تي‬
‫م ر‬ ‫تصوا‬ ‫تللدوا تلب‬ ‫ر‬ ‫أ وول تلجموا ضا تلدي س‬ ‫ل تلسال ‪ ،‬ب ما‬ ‫لايع حع‬ ‫إس و ل ‪،‬‬
‫‪. 77-75‬‬ ‫ا سم ا تلقدوو‪ :‬أعالم من ا صحراء‪ ،‬يج سو ‪،‬‬ ‫‪ ،1899‬ب لبر س ا ‪ ،1900‬أ ىي‪:‬‬
‫‪.327‬‬ ‫ب ة ة‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬دو تل يج ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫رد فعل قبائل الطوارق على التوغل الفرنسي في‬
‫الصحراء‬
‫المبحث األول‪ :‬مقاومة قبائل الهقار‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مقاومة قبائل الطاسلي ( جانت)‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ردود فعل األهالي‪.‬‬


‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫على ا رغم من محاو ة ا سلطات ا فرسية إرسال ا عديد من ا حمالت االست شافية‬
‫لتوسع في أعماق ا صحراء‪ ،‬إال أن س ان ا م طقة وقفوا وقفة صلبة في وجه ا مستعمر‬
‫ا فرسي واستطاعوا أن يفشلوا محاوالت ثيرة‪ ،‬مما جعل ا عدو يف ر في طرق ومشاريع أخرى‬
‫هم‬ ‫تحقق هم أطماعهم االستعمارية من خالل إ شاء م ار ز متقدمة في أعماق ا م طقة‪،‬‬
‫وجدوا صعوبة أمامهم بتصدي ومقاومة قبائل ا هقار وا طاسلي هم‪.‬‬

‫ا مبحث األول‪ :‬مقاومة قبائل ا هقار‬

‫‪ -1‬إخضاع قبائل ا هقار‪:‬‬

‫شهدت هذ ا م طقة احتالل ا فرسيين لتيدي لت وا م اطق ا مجاورة ها مثل‪ :‬قو اررة‬
‫واقليم توات س ة ‪ ،1900‬وهذا االحتالل م ها من االقتراب من ا هقار‪ ،‬و م يبق ها سوى‬
‫إيجاد ذريعة لتوغل فيها‪ ،‬وقد اتخذوا من تعرض إحدى ا ساء ا طارقيات ا بيالت فاطمة‬
‫ب ت بسيس وأخوها محمد إلساءة من طرف بابا و د تمخالص‪ ،‬ا ذي استو ى على أمتعتهم‬
‫وهددهم با قتل ذريعة مالحقته ومحاو ة ا قبض عليه بعد فرار إ ى داخل ا هقار‪ ،‬و ل هذ‬
‫ّ‬
‫ا حوادث ا ت فرصة سا حة لقائد ا فرسي وت يس ‪ Cottenest‬الحتالل ا هقار‪ ،‬وتحضير‬
‫ا وا يسلبو هم قوافلهم ا تجارية‪.1‬‬ ‫أها ي شرق ا تيدي لت ال تقام من ا طوارق ا ذين‬
‫وب اء على هذ األسباب جهز ا مقدم وت يس فرقة عس رية بحجة مالحقة بابا و د‬
‫تمخالص‪ ،‬تضم مجموعة من ا شعا بة وبعض ا محاربين من س ان ا تيدي لت‪ ،‬وفي ا يوم‬
‫ا ثا ي من عيد األضحى ا طلقت ا حملة مقسمة إ ى قسمين‪ ،‬ا قسم األول من عين صا ح‬
‫"حاسي أس سام" من‪ 23‬مارس حتى ‪ 9‬أفريل‪ ،‬ان هدف هذ ا حملة هو إظهار قوة فر سا‬
‫لطوارق حتى تخضع الحتالل ومعاقبة ا مخا فين حسب وجهة ظرهم‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.33 -32‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.518 -517‬‬

‫‪57‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫وفي يوم ‪ 26‬مارس ‪1902‬م علمت ا بعثة ا فرسية أن قبائل ال مويدير تجمعوا‬
‫مواجهتهم وأن قسم م هم ذهب طلب ا مساعدة من جي ار هم‪ ،‬مما جعل ا فرقة ا عس رية‬
‫تظهر واياها ا طيبة لمصا حة معهم‪ ،‬وعلى إثر ذ ك تظاهروا با سلم‪ ،‬وغيروا سيرهم‬
‫وتر وا ا طريق ا مستقيم من عين صا ح إ ى مويدير في إ تظار رد فعلهم اتجهوا إ ى "واد‬
‫بوثا" حتى حاسي ا غريس‪ ،‬وخالل هذ ا مسيرة تم ت ا فرقة ا عس رية من مراقبة تحر ات‬
‫ال مويدير‪ ،‬وعدم ا سماح هم با فرار أو تلقي أي مساعدة‪.1‬‬

‫وفي ‪ 08‬أفريل علمت ا فرقة ا عس رية ا فرسية أن ال مويدير عازمون على م عهم‬
‫من ا تزود با ماء من بئر ا غريس ا بئر ا وحيد ع د أمقيد‪ ،‬هذا تخلو عن زيارة أمقيد وتوجهوا‬
‫إ ى حاسي أس سام لتزود با ماء ا تي وصلوها يوم ‪ 09‬أفريل وبذ ك اقتربوا من أعدائهم‪ ،‬فقام‬
‫قائد ا بعثة بتوزيع فرقته تفتيش ا م طقة‪ ،‬وقد احتجزوا عددا من ا ماعز وا حمير‪ ،‬ما تم‬
‫سجن أحد أعيان ا طوارق‪.2‬‬

‫أما ا قسم ا ثا ي ف ان من حاسي أس سام " تيت " من ‪ 19‬إ ى ‪ 07‬ماي ‪ 1902‬وهذ‬
‫األيام ا تي قضتها ا بعثة بحاسي أس سام سمحت لفرقة من تصفية ا وضع واال طالق إ ى‬
‫تيت‪ ،‬و م تترك وراءها أي عدو محتمل وبهذا ت ون ا بعثة قد اقتربت من هدفها وهو إخضاع‬
‫طوارق ا هقار‪ ،‬بعد ذ ك وصلت ا بعثة إ ى غارات ا ج ون يوم ‪ 20‬أفريل وخيمت بها‪ ،‬وفي‬
‫‪ 23‬أفريل خيمت بأريم دهين وبعد رحلة شاقة وصلوا إ ى أديالس ا تي فتشت م ازها من‬
‫طرف ا فرقة ا عس رية‪ ،‬وا تي وجدت بها بعض بقايا بعثة فالترس ذ ك تم هدم ا م زل وأقيم‬
‫م ا ه صب تذ اري تخليدا ه‪ ،3‬وواصلت ا بعثة مسيرتها إ ى أن دخلت إ ى م طقة تين‬

‫‪ -1‬ابراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.519 -518‬‬


‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪ -3‬فسه‪ ،‬ص ص ‪.520 -519‬‬

‫‪58‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ترابين وخيمت بها‪ ،‬وفي يلة ‪ 02‬إ ى ‪ 03‬ماي تعرضت لهجوم من طرف مجموعة من‬
‫ا طوارق‪ ،‬ف ان ا رد عليهم هو مالحقتهم وقد غ موا م هم بعض ا جمال‪.1‬‬

‫وفي ا صباح ‪ 03‬ماي ا طلقت فرقة من أحسن ا مهاري بسرعة تلحق با طوارق وما‬
‫بقي م ها من ا سرايا فقد سارت سي ار عاديا من ورائهم‪ ،‬وعثروا في طريقهم على بعض‬
‫األشياء من بي ها خيمة خضراء تحمل ختم ا مص ع ‪London Benjamin Edington,‬‬
‫‪ ،Dukert Boro‬وقد أ دوا أ ها لمر يز دي موريس‪ ،‬وفي ‪ 04‬ماي وصلوا إ ى تارهاوهوات‬
‫‪ Tarhahaouat‬فخيموا فيها حتى وصلتهم أخبار عن تعرض ا فرقة األخرى من ا جيش‬
‫ا فرسي لهجوم من طرف ا طوارق‪ ،‬فاستمرت ا بعثة في سيرها عبر طريق ا عودة إ ى‬
‫ا تيدي لت في يومي ‪ 05‬و ‪ 06‬ماي وهي تعرف أ ها محاطة با رقابة ا طوارقية‪ ،‬وفي ‪06‬‬
‫ماي دخلت ا بعثة إ ى تم راست وعلمت أن قوة ا طوارق تجتمع في حوا ي مائتي وتسع‬
‫وتسعين تحت قيادة و د عثمان وبعض األفراد‪ ،‬و ا ت هذ ا تحر ات مقدمات معر ة تيت‪.2‬‬

‫‪ -2‬معر ة تيت‪:‬‬

‫غادرت ا فرقة ا عس رية مدي ة تم راست يوم ‪ 07‬ماي باتجا قرية تيت غرب تم راست‬
‫بحثا عن ا طوارق‪ ،3‬ومن أجل ذ ك قام ا قائد ا فرسي وت يس بتوزيع ا سرايا على ا مواقع‬
‫اإلستراتيجية تفتيش ا م طقة ووجدوا عددا من ا طوارق ا مجاهدين مسلحين بب ادق سيوف‪،‬‬
‫وبذ ك شهدت ا حملة ا عس رية صعوبة أمامها بعد أن تصدى ها فرسان ا طوارق‪.4‬‬

‫بعدما ظم مجاهدي ا طوارق أ فسهم على ش ل فرق تقدموا حو ا عدو رافعين‬


‫أصواتهم با ت بير إلرهابهم‪ ،‬وبدأوا بإطالق ا ار إذا ا با طالق ا معر ة واشتد ا صراع بين‬

‫‪ -1‬أحمد مريوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق‪.522 -521 ،‬‬
‫‪ -3‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -4‬أحمد مريوش‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪59‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا طرفين‪ ،‬وتحو ت ا معر ة با سالح األبيض مما اضطر وت يس إلعطاء أوامر لفرقة‬
‫با تراجع وا صعود إ ى ا قرى ا مجاورة وتهيئة أ فسهم لتصدي هؤالء ا فرسان‪ ،‬ثم بدأ تبادل‬
‫ن بدقة‪ ،‬ألن‬ ‫إطالق ا ار بي هما وقتل بعض أعيان ا طوارق وواصلوا إطالق ا رصاص‬
‫ا فرقة ا فرسية قد أفرغت صف ذخيرتها من ا رصاص هذا طلب م ها وت يس أن تخفف‬
‫من إطالق ا ار‪.1‬‬

‫استمرت ا معر ة بين ا طرفين في ظروف صعبة مما أدى إ ى تعطيل ا طوارق على‬
‫ا قتال وا تراجع‪ ،‬حيث اعترضت طريقهم من طرف ا عدو ا ذي استغل ا وضع ب ل وحشية‬
‫على ا مجاهدين بب ادقهم ضربا على ا رؤوس بمؤخرة ا ب دقية فسقط ا عديد من ا طوارق‪،‬‬
‫فر ا باقي من شدة تهاطل األمطار‪ ،‬و ن رغم ذ ك الحقتهم ا فرقة ا فرسية وقتل م هم‬
‫وّ‬
‫اث ان وعشرين وغ م ب ادقهم واث ان وعشرين مهري‪ ،2‬وفي هذ األجواء ا تهت ا معر ة بعد أن‬
‫دامت ما يزيد عن ا ساعتين وا تهت با تصار وت يس ومجموعته على قبائل طوارق ا هقار‬
‫رغم ا مقاومة وا صمود ا ذي أبداها ا مقاومون في ا معر ة‪.3‬‬

‫وا ظاهر أن هزيمة قبائل ا طوارق في ا معر ة ان تيجة ضعف في ا قيادة غير‬
‫ا موحدة‪ ،‬ما أ ها م ترسم فسها خطا دفاعيا‪ ،4‬ويضاف إ ى ذ ك ا م ان ا ذي أجريت فيه‬
‫ا معر ة في ميدان م شوف وأغلب ا مقاومون ا وا يمتطون ا جمال مما سمح لقوات‬
‫ا فرسية باال تصار‪ ،‬وحسب ا تقارير ا فرسية قدرت خسائر معر ة تيت بمقتل أ ثر من‬
‫‪ 100‬شهيد من قبيلة دق أغا ي وحدها‪ ،‬باإلضافة إ ى أعداد بيرة من ا قتلى وا جرحى من‬
‫ا قبائل األخرى وتعود هزيمة ا مجاهدين با خصوص بعد هاية ح م ا قائد األمي و ال‬

‫‪ -‬إبراهيم مياسي‪ :‬االحتال ل ا فرنسي‪ ،...‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.532‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬فسه‪ ،‬ص ‪.524‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -4‬أحمد مريوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪60‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫أهيتاغل‪ 1‬ا ذي وافته ا م ية س ة ‪1900‬م قبيل احتالل م طقة ا هقار‪ ،‬و ل هذ األسباب أدت‬
‫إ ى تسهيل مهمة االستعمار ا فرسي في اختراق صف س ان ا هقار‪.2‬‬

‫‪ -3‬عزم فرنسا على ا توغل في ا صحراء‪:‬‬

‫بعد محاو ة ا فرسيين إلخضاع طوارق ا هقار وبعد ا مقاومة ا تي ش ها ا مجاهدون‬


‫من ا طوارق ضد ا سلطات ا عس رية في معر ة تيت تأ دت فرسا أن ا توسع في صحراء‬
‫ا هقار شبه مستحيل‪ ،3‬هذا جأت إ ى استما ة بعض األعيان في ا م طقة الستخدامهم ع د‬
‫ا حاجة‪ ،‬و عل ذ ك ما فعلته مع األمي و ال ا مدعو موسى آق أمستان‪ 4‬ا ذي تو ى قيادة‬
‫ا طوارق بعد األمي و ال األهيتاغل‪.5‬‬

‫قام ا قيب وفي ‪ Cauvet‬قائد ملحقة عين صا ح في ا بداية بإرسال ا مالزم قيو‬
‫ه فشل في هذ‬ ‫هان ‪ 6،Guillo Lohan‬من أجل ربط عالقات مع موسى آق أمستان‬
‫ا مهمة ألن األمي و ال ان مترددا وايا ا فرسيين‪ ،‬وه ا تخوفت ا سلطات ا جزائرية وم عت‬

‫‪ -1‬أهيتاغل‪ :‬ان زعيم ا هقار في أواخر ا قرن ا تاسع عشر خاض حروبا طويلة ضد سلط ة ازجر يضم أراضيها سلط ته‬
‫يل أغال‪ ،‬أ ظر ‪ :‬محمد سعيد ا قشاط ‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -2‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -3‬أحميدة عميراوي و آخرون‪ :‬ا سياسة ا فرنسية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -4‬موسى آق أمستان‪ :‬عاش ما بين (‪1921 -1867‬م) ي تسب إ ى قبيلة يل أغال‪ ،‬حفيد األمي و ال سيدي آق محمد‬
‫ا خير‪ ،‬شأ يتيم األب و ما بلغ من عمر ‪ 18‬س ة ان يقوم با عديد من عمليات ا سلب وا هب ضد ا قبائل ا غ ية‪ ،‬وع دما‬
‫ودع‬
‫بلغ ‪ 25‬س ة ان يتح م في ل ا حمالت وا ل يخضع ألوامر‪ ،‬و ان األمي و ال أهيتاغل يرى فيه شرف ا طوارق‪ّ ،‬‬
‫حياة ا غزو وتفرغ إ ى تحقيق ا سلم بين ا قبائل‪ ،‬أ ظر‪ :‬عزوز ا مدريدي‪ :‬تاريخ وآثار ا هقار‪ ،‬تم راست‪2017-04-11 ،‬‬
‫م قول من موقع ‪www.khbarbladi.com‬‬
‫‪ -5‬أحمد مريوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -6‬ما اعت ى قيو هان با عمليات ا عس رية ا تي قادها ضد ا طوارق أواخر عام ‪ 1902‬وبداية ‪ ،1903‬فشرح أسباب سير‬
‫ضدهم من أول أ توبر إ ى ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،1902‬وأوضح ا تائج ا سياسية وا عس رية وا جغرافية ا تي توصل إ يها‪ ،‬أ ظر‪:‬‬
‫يحيى بوعزيز‪ :‬مع تاريخ ا جزائر‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.124-123‬‬

‫‪61‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫أي تحرك ضد ا طوارق ما عدا عمليات ا رائد البرين ‪ Laperrine‬ا تي تعتبر ضرورية وأن‬
‫ت ون تحت قيادته‪ ،‬وقد أسفرت عن ق اعة موسى آق أمستان باالتصال مع ا قيب وفي‪.1‬‬

‫ما قامت ا سلطات ا عس رية ا فرسية بت ثيف ا حمالت االست شافية إ ى بالد‬
‫ا طوارق‪ ،‬فقد قام ا قيب بان ‪ Pein‬قائد ملحقة ورقلة برحلة استعالمية إ ى بالد طوارق‬
‫اآلزجر في ‪1903‬م يتعرف على أسرار ا م طقة‪ ،‬فا طلقت ا بعثة من ورقلة في ‪ 14‬جوان‬
‫من فس ا تاريخ وأخذت معها مؤو ة شهرين‪ ،‬وبعد أن قامت بمهمتها ا تجسسية إلعداد‬
‫األرضية ا م اسبة الحتالل رجعت إ ى ورقلة‪ ،‬وه ا اعتقد ا قائد بان‪":‬أن هذ ا بعثة بره ت‬
‫لطوارق بأن صحراءهم ا تي اعتقدوا أ ها بعيدة ع ا أصبحت في مت او ا بسهو ة"‪ ،‬وقد قام‬
‫ا مالزم بيسي ‪ Besset‬بدورة تفقدية من عين صا ح إ ى أمقيد‪ ،‬ما أعطا ا قيب وفي‬
‫األوامر با ت قل مع ا سرية األو ى تيبة ا تيدي لت ا تي قامت بجو ة تفقدية في بالد اآلزجر‬
‫من عين صا ح إ ى تي امار مرو ار بأمقيد‪ ،‬حيث ا طلقت يوم ‪ 06‬جوان ‪1903‬م‪.2‬‬

‫إذن أرادت ا سلطات ا فرسية إحضار قائد ا طوارق موسى آق أمستان إ ى عين‬
‫صا ح من أجل ا تفاوض معه حول إخضاع ا هقار سيطرتها‪ ،‬وبعد فشل ل هذ ا محاوالت‬
‫اضطرت فرسا إ ى االستعا ة بشخصية قريبة من األمي و ال موسى وهو من ب ي بلدته ان‬
‫يثق فيه ويطمئن ه‪ ،‬وهو ا قائد ا حاج أحمد بيلو (مرابط قبيلة أهل عزي) قائد عين صا ح‬
‫طلب ا صلح مع األمي و ال‪ ،‬و ذ ك قام ا حاج أحمد بيلو با مهمة على أحسن وجه وطيلة‬
‫رحلته ان ا اس يسأ و ه عن سبب مجيئه إ يهم ف ان يرد بأ ه جاء من أجل عقد ا سالم بين‬
‫ا طوارق وا فرسيين‪ ،‬فا تقى موسى آق أمستان وأق عه بهذا ا موقف فما ان هذا األخير إال‬

‫‪ -1‬ابراهيم مياسي‪ :‬قبسات‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.120 -159‬‬


‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪62‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫أن يقبل مصاحبته إ ى عين صا ح‪ 1،‬وعقد فيها وثيقة االستسالم مع ا فرسيين في ‪1904‬‬
‫شريطة أن ال تتدخل فرسا في شؤون قبائل ا هقار‪.2‬‬

‫قد ان توقيع معاهدة االستسالم أثر واضح على شاط ا فرسيين وزادت من ق اعة‬
‫قائد ا م طقة ا صحراوية ا رائد البرين بضرورة اال تشار في هذا اإلقليم‪ ،3‬هذا قام بجو ة‬
‫ج وب ملحقة تيدي لت من ‪ 14‬مارس إ ى ‪ 03‬جويلية ‪1904‬م يتفقد ا قبائل ا تي خضعت‬
‫ل فوذ ا فرسي‪ ،4‬هذا أخذت هذ ا جو ة طابع علمي حيث ضمت ا باحث فياتي ‪Villatté‬‬
‫ا مهتم بعلم ا فلك و ا مواقع ا جغرافية و صاحب معه ا مالزم بيسي ‪ Besset‬يهتم با جا ب‬
‫ا جيو وجي لم اطق ا مست شفة‪ ،‬و ذ ك ا مالزم بري و يو ‪ Bricogne‬ا ذي ان يسجل ل‬
‫تابة تقرير حول مسار ا رحلة‪ ،‬ما أخذ معه ا مالزم يجار ‪Nigger‬‬ ‫ا معلومات ا الزمة‬
‫ا م لف برسم األما ن ووصف حا تها ا طبيعية‪5،‬و تحقيق هذ اإلستراتيجية تطلب على‬
‫البرين إحضار األب دي فو و‪ ،De Foucould 6‬لم طقة أوال إلتمام مهمة ا ت صير وثا يا‬

‫‪ -1‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬ا هقار أمجاد و أنجاد‪ ،‬ا متحف ا وط ي لمجاهد‪ ،‬ا جزائر‪،1995 ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -2‬أحمد مريوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -3‬فسه‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -4‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -5‬يحيى بوعزيز‪ :‬اهتمامات ا فرنسيين‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -6‬دي فو و‪ :‬و د بمدي ة سترامبورغ في فرسا في س ة ‪1858‬م وهو من رواد االستعمار ا فرسي في ا صحراء‪ ،‬دخل لية‬
‫سان سير ا عس رية تخرج م ها س ة ‪ 1878‬فاشتغل ضابط في ا جيش ا فرسي با جزائر‪ ،‬عرف بغرابة أطوار فطرد من‬
‫ا جيش وبا ت سيق مع ا شر ة ا فرسية لجغرافيا سافر إ ى ا مغرب األقصى‪ ،‬ثم ا تقل إ ى فلسطين وسوريا يمارس ا تبشير‪،‬‬
‫يسة بم طقة األس رام شمال تم راست في س ة ‪،1905‬‬ ‫ثم عاد إ ى ا جزائر يستقر بصحرائها‪ ،‬حيث دخل ا هقار وب ى‬
‫وجعلها واة شر مبادئه ا مسيحية ا دمج مع س ان ا م طقة وقضى معظم أوقاته في ا تقرب من ا طوارق يتعلم م هم‬
‫ا لهجة ا طارقية‪ ،‬فأ جز معجما من ا فرسية إ ى ا طارقية ومن ا طارقية إ ى ا فرسية‪ ،‬وأشهر أعما ه ا تبشيرية‪ ،‬ا تمر ز‬
‫بين فصائل ا قبائل ا طرقية‪ ،‬و تحبيب في فوسهم مبادئ ا مسيحية‪ ،‬ما أ ه استغل ا مجاعة ا تي حلت بتم راست‪ ،‬حيث‬
‫عمل على سب ود ا س ان بتوزيع ا قمح وا شعير على ا ساء واألطفال‪ ،‬أ ظر‪ :‬أحميدة عميراوي وآخرون‪ :‬ا سياسة‬
‫ا فرنسية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.125 -111‬‬

‫‪63‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫خدمة مخططه ا عس ري ا ذي أعد م طقة ا هقار‪ ،‬وا ذي احتاج فيه إ ى رجل يثق فيه‬
‫فاختار دي فو و بح م ا صداقة ا تي ا ت تربطهما‪.1‬‬

‫أما ا قوات ا عس رية ا تي رافقته ف ا ت م و ة من عدة تائب م ها تيبة توات و تيبة‬


‫تيدي لت و ا ت تحتوي قافلتهم على ‪ 150‬دابة (جمال‪ ،‬أحص ة‪ ،‬بغال‪ ،‬حمير) تحمل رجال‬
‫ا قافلة وبضائعهم‪ ،‬ا طلقت ا بعثة يوم ‪ 14‬مارس تتوجه حو ا ج وب ا شرقي من تيدي لت‬
‫تتعرف على م اطق ا طوارق‪ ،‬وتبين هم اهتمام ا فرسيين بهم و هذا حاول البرين االتصال‬
‫ن م تسمح ه ا فرصة بمالقاته ألن موسى غادر‬ ‫بزعيم ا طوارق موسى آق أمستان‪،‬‬
‫ا م ان م ذ شهر‪ ،‬ومع ذ ك واصلت ا قافلة رحلتها االستطالعية إ ى أن رجعت إ ى عين‬
‫صا ح في ‪ 03‬جويلية ‪ ،1904‬ومن خالل ا جو ة االست شافية ا تي قام بها البرين م ته من‬
‫تسجيل عدة تائج أهمها‪ :‬حا ة ا س ان وموقفهم من ا وجود ا فرسي بي هم‪ ،‬وتأ د من أمن‬
‫ا طرق ا صحراوية وام ا ية إ شاء بعض ا م ار ز ا عس رية با هقار‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪ -2‬إبراهيم مياسي‪ :‬قبسات‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪64‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬مقاومة قبائل ا طاسلي (جانت)‬

‫‪ -1‬إخضاع قبائل ا طاسلي (جانت)‪:‬‬

‫قامت ا سلطات ا عس رية ا فرسية باست شاف أرجاء م طقة جا ت قبل ا هجوم عليها‬
‫عن طريق ت ظيم بعثات است شافية من طرف فرق عس رية تحت قيادة ا ضابط توشار‬
‫‪ Touchard‬قائد دائرة تقرت‪ ،‬ا ذي قام بجو ة ع د قبائل إيفوغاس ‪ Ifoghas‬فتعرف عليهم‬
‫ادعى أن مهمته هي تسوية ا صراع ا قائم بي هم وبين ا شعا بة حول مش لة‬
‫وتقرب م هم‪ ،‬و ّ‬
‫اختطاف ا جمال ا تي حصلت بي هما‪،1‬وبعد أن بسطت ا سلطة ا فرسية فوذها بم طقة‬
‫ا هقار حاو ت ا قوات ا عس رية ا تغلغل في م طقة جا ت في أول مسعى ها س ة ‪1908‬م‪،‬‬
‫غير أن ا دفاع وا مقاومة من طرف أهل ا طاسلي بقيادة ا شيخ آمود بن مختار‪2‬خيبت آما هم‬
‫أل ه أصر ع لى رفض معاهدة ا صلح ا تي عقدها موسى آق أمستان مع ا سلطات ا فرسية‬
‫‪ 21‬جا في ‪ ،1904‬وأعلن إصرار على مواصلة ا جهاد ضد ا محتل وقال مقو ته‬
‫ا شهيرة‪ ...":‬ن أضع يدي في يد ا فار أل ي أقسمت باهلل أال أ ظر إ يهم إال با قتال‪.3"...‬‬

‫وفي س ة ‪1909‬م رجعت ا قوات ا فرسية بعتاد وعدة بيرة وتم ت من ا دخول إ ى‬
‫جا ت‪ ،‬وعلى إثر ذ ك جأ ا شيخ آمود ومن معه من ا محاربين إ ى قمم جبال ا طاسلي‪ ،‬ثم‬
‫ظهر بعد ذ ك في األراضي ا ليبية مقاتال ومحاربا مع أتباع ا طريقة ا س وسية في جهادهم‬
‫ضد االستعمار االيطا ي‪ ،‬ض ا م ه أن تضام ه ومساعدته لمجاهدين في يبيا قد يساعد‬

‫‪ -1‬إبراهيم مياسي‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪543‬‬


‫‪ -2‬ا شيخ آمود بن مختار‪ :‬ي تسب إ ى قبيلة إيم ان ا تي استوط ت م طقة جا ت آتية من ا ساقية ا حمراء ووادي ا ذهب‬
‫استطاع أن يتزود با علم وا معرفة‪ ،‬فقام بعدة رحالت علمية م ها رحلته إ ى مدي ة تم راست وعين صا ح‪ ،‬وهذا ما جعله‬
‫محط أ ظار س ان قبائل ا طوارق ا ذين ا تفوا حو ه حين اداهم إ ى ا جهاد ضد اإلستعمار ا فرسي في ا م طقة‪ ،‬وقد أ حق‬
‫عدة هزائم با جيش ا فرسي في ا جزء ا شرقي من ا صحراء ا جزائرية‪ ،‬ومن أهم معار ه‪ :‬معر ة جا ت ‪1909‬م‪ ،‬إضافة إ ى‬
‫معارك أخرى في عين صا ح وتم راست وعين إيمجن‪1916‬م‪ ،‬وسا د في هذ ا معارك ا طريقة ا س وسية‪ ،‬أ ظر‪ :‬بشير‬
‫بالح‪ :‬تاريخ ا جزائر ا معاصر(‪1989 -1830‬م)‪ ،‬دار ا معرفة‪ ،‬ا جزائر‪ ،2006 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.208‬‬
‫‪ -3‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.104 -103‬‬

‫‪65‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫في زيادة تعاو هم معه في ا مستقبل محاربة ا قوات ا فرسية وا تخلص من استعمارها‬
‫ألراضي ا ج وب ا جزائري‪.1‬‬

‫قام ا شيخ آمود بدعم من أتباع ا طريقة ا س وسية بمحاصرة ا قوات ا فرسية في واحة‬
‫جا ت س ة ‪1911‬م‪ ،‬فوقعت معر ة ضارية في ا م ان ا مسمى إيسوالن ألن ا مقاومين شددوا‬
‫ا حصار على م طقة جا ت و م تدم مقاومة ا فرسيين طويال‪ ،‬فا هزمت أمام قوة ا ثوار مما‬
‫أدى با قوات ا فرسية إ ى ا خروج من جا ت بعد ت بيدهم خسائر فادحة‪ ،‬وبعد ذ ك دخل‬
‫ا شيخ آمود واحة جا ت م تصرا‪ ،‬وفي س ة ‪1912‬م اتجه حو غات إ ى األراضي ا ليبية‬
‫واستقر ه اك‪.2‬‬

‫‪ -3‬معر ة إيسين‪:‬‬

‫خالل س ة ‪1913‬م رجع ا شيخ آمود من األراضي ا ليبية إ ى م طقة إيسين بعد‬
‫سماعه عن ا ظلم وا تعسف ا ذي مارسته ا قوات ا عس رية ا فرسية ضد قبائل ا طاسلي‪ ،3‬في‬
‫‪ 23‬مارس تلقى ا مالزم قاردل ‪ Gardel‬من ا تيبة ا صحراوية بتيدي لت األمر با قيام بجو ة‬
‫است شافية مع أربعين ج دي صحراوي‪ ،‬وفي هذ ا مهمة ا تقى قاردل مع ا قيب شارييه‬
‫‪ Charlier‬بجا ت‪ ،‬ما وصلته أخبار أن حر ة ا مجاهدين تجتمع في غات تحت قيادة‬
‫ا شيخ آمود وتستعد لهجوم على جا ت‪ ،‬وفي ‪ 07‬أفريل وصل إ ى ج وب إيسين "تين‬
‫أ وم" حيث وصلته برقية من ا قيب شارييه يحذر من ا وقوع في معر ة ضد ا مجاهدين‬
‫ن قاردل أصر على مواصلة سير إ ى إيسين معرفة األخبار ا صحيحة‪،‬‬ ‫وآمر با رجوع‪،‬‬
‫وفعال استطاع هذا ا مالزم ا حصول على بعض ا معلومات عن تحر اتهم‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم ا عيد بشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬فسه‪.‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم مياسي‪ :‬االحتال ل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.537‬‬

‫‪66‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫عزمت ا بعثة على ا رجوع من إيسين إ ى تين أ وم أين تلقى قاردل برقية أخرى من‬
‫ا قيب شارييه يؤيد فيها على مواصلة رحلته‪ ،‬وسمح ه بإرسال دوريات جمع ا معلومات‬
‫واألخبار من إيسين وا م اطق ا مجاورة ها من أجل معرفة تحر ات ا ثوار مع أخذ ا حيطة‬
‫خيم ا مالزم قاردل في تين أ وم تم ن‬
‫وا حذر وتج ب ا وقوع في معر ة مع ا عدو‪ ،‬وبعد أن ّ‬
‫من ا وصول إ ى إيسين ودخل في اشتباك مع ا مجاهدين ووقعت معر ة شرسة في إيسين‬
‫استمرت حوا ي ‪ 14‬ساعة أين فقدت ا قوات ا فرسية ا عديد من ج ودها‪ ،‬وحسب ا تقرير‬
‫ا فرسي فإن حر ة ا ثوار دخلت ا معر ة بقوة تتراوح ما بين ‪ 200‬و ‪ 250‬رجل‪ ،‬فا سحبت‬
‫ا قوات ا عس رية ا فرسية بصعوبة حو تين أ وم‪.1‬‬

‫وبا دالع ا حرب ا علمية األو ى عام ‪1914‬م أوجد ا طوارق أل فسهم فرصة ت ثيف‬
‫مقاومتهم ا سياسية وا عس رية‪ ،‬حيث تم ن ا س وسيون من طرد االيطا يين من إقليم فزان‬
‫ا ليبي‪ ،‬واضطرت قواتها في غات وغدامس إ ى ا هروب حو األراضي ا جزائرية‪ ،‬وقد قام‬
‫ا فرسيون بتسهيل ا تزود با مؤو ة واألغذية اليطا يين وا عودة بعد ذ ك إ ى األراضي ا ليبية‬
‫على أمل أن ي و وا حاج از ضد األخطار ا تي تتعرض ها ا قوات ا فرسية من واحات‬
‫ا صحراء ا جزائرية وا ج وب ا تو سي‪.2‬‬

‫وقد قام ا طوارق با تعاون مع ا مقاومين ا س وسيين‪ ،‬وا ضموا إ يهم مقاومة ا فوذ‬
‫ا مسيحي في ا م طقة وتزعمهم خليفة بن عس ر مقدم ا سيد عابد ا س وسي‪ 3‬ا ذي قام بت وين‬
‫خلية من ا مجاهدين مع مجموعة من أصدقائه ا مخلصين واتفق معهم على ا ثورة‪ ،‬ثم‬
‫تمر زوا في ا م طقة ا ممتدة بين ا ذهيبات‪ ،‬زواوة‪ ،‬وطرابلس‪ ،‬وتعاون معهم ا شيخ صوف‬

‫‪ -1‬ابراهيم مياسي‪ :‬قبسات‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪ -2‬يحيى بوعزيز‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -3‬محمد عابد ا س وسي‪ :‬ان دور في ا ج وب متذبذبا بين محاربة االيطا يين ومهاد تهم حاول تسليم ا فرة‪ ،‬و ن‬
‫ا مجاهدين رفضوا اقتراحاته فارتحل إ ى بور و ‪1930‬م حيث توفي ه اك‪ ،‬أ ظر‪ :‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا صحراء تشتعل‬
‫(‪1931 -1899‬م)‪ ،‬دار ا ملتقى‪،1998 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.80‬‬

‫‪67‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا محمودي رفقة ا زعيم سليمان ا بارو ي‪ ،‬وبدأوا يش ون هجومات على ا م ار ز ا عس رية‬


‫ا فرسية في م طقة ا حدود ا تو سية خاصة مر ز ا ذهيبات قرب طاطوين ومر ز بئر‬
‫غمتشة وعلى قوافل فزان وذ ك طوال عام ‪1914‬م وأوائل ‪1915‬م‪ ،‬و ان ا فرسيون قد‬
‫حشدوا معظم قواتهم ع د ا حدود ا جزائرية ا ليبية م ذ أواخر س ة ‪1914‬م حتى يتصدوا ما‬
‫ا وا يتوقعو ه من أحداث‪.1‬‬

‫وفيما بين ‪ 18‬و ‪ 22‬سبتمبر ‪1915‬م قام هؤالء ا مقاومون با هجوم على ا م ار ز‬
‫ا فرسية وقطعوا خطوط ا هاتف‪ ،‬وتعرضوا قوافل ا تموين ا فرسية‪ ،‬وهاجموا مر ز بئر‬
‫غمتشة‪ ،‬واستو وا على ما فيه من مؤو ة وأغذية وبعض األسلحة وا ذخائر‪ ،‬وفي ‪ 02‬أ توبر‬
‫هاجم حوا ي ‪ 2000‬مجاهد مر ز أم سويقة شمال ا ذهيبات‪ ،‬واصطدموا با قوات ا عس رية‬
‫ا ذين ا وا تحت قيادة ا ضابط مي ار دا ‪ ،Mirand‬ما اصطدم ا ثوار بقوات ا رماة في‬
‫معر ة حامية وقتل هم ‪ 40‬ج دي‪ ،‬وقتل م هم ‪ 120‬رجال‪ ،2‬وفي يوم ‪ 15‬أ توبر وقعت‬
‫معر ة أخرى في وزان ج وب معس ر ا ذهيبات ا ذي ا سحبت إ يه ا قوات ا فرسية‬
‫واعتصمت به‪ ،‬وقد قتل عدد بير من ا طرفين بي هم ‪ 150‬من ا مجاهدين‪ ،‬واضطر‬
‫ا فرسيون أن ير زوا قوات احتياطية في ل من ا وادي‪ ،‬تقرت‪ ،‬وعين صا ح‪ ،‬تهيئا لطوارئ‬
‫وا حوادث واستعدادا مواجهة ا تمردات ا مختلفة‪.3‬‬

‫‪ -3‬ا تحا فات ا طارقية في مقاومة ا مستعمرين‪:‬‬

‫قد استفادة ا طوارق من م اوئة ا س وسيين الستعمار ا فرسي ذا تحا فوا مع ا حر ة‬


‫في دعوتها لجهاد‪ ،‬وحققوا ا تصارات بيرة في ا م طقة و سبت من خال ها غ ائم ثيرة‪ ،‬و ل‬
‫هذا م ها من مواجهة ا م ار ز ا فرسية با صحراء ا ج ازئرية من أجل ا حصول على ا صر‪،‬‬

‫‪ -1‬يحيى بوعزيز‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ -2‬ابراهيم مياسي ‪ :‬االحتالل ا فرنسي‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.540‬‬
‫‪ -3‬يحيى بوعزيز‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬فس ا مرجع ‪ ،‬ص ‪.57‬‬

‫‪68‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫وفي بداية خريف ‪1915‬م قامت ا سلطات ا فرسية بتوزيع قواتها على إقليم ا واحات في‬
‫ا حدود ا ج وبية ا شرقية وفي ا شمال‪ ،‬ما عملت على ت وين فرقة متحر ة على ا حدود‬
‫ا طرابلسية‪.1‬‬

‫وقد أ شأت ا سلطة ا عس رية ا فرسية تيبة صحراوية جديدة في ورقلة معا جة‬
‫ا وضع ا خطير على ا قوات ا فرسية ا متواجدة على طول ا حدود ا شرقية من ا وادي إ ى‬
‫غدامس ثم جا ت‪ ،‬حيث أرسلت ا سلطة ا فرسية جواسيسها إ ى غدامس من أجل مراقبة‬
‫ا وضع ومعرفة تحر ات ا س وسيين‪ ،‬ما أرسلت أيضا بعثة أخرى إ ى غات ومرزق مقابلة‬
‫قيادة ا س وسي ا تابعين سي محمد ا عابد‪ ،2‬وأمام هذ ا تجهيزات علم ا شيخ آمود با تحر ات‬
‫ا فرسية فقام بجمع عدة تائب في غات‪ ،‬وأشرف على توفير ل ما يحتاجه من أسلحة‬
‫ورشاشات ومدافع وأعداد معتبرة من ا ذخيرة‪ ،‬وتوجه بها حو مدي ة جا ت استعدادا ضرب‬
‫ا قوات ا فرسية‪ ،‬وفي هذ األث اء تجهز ا ضابط البرين قائد مر ز جا ت وتحصن با برج‬
‫ا عا ي بسفح ا جبل‪.3‬‬

‫ومن أجل حصار جا ت قامت فرقة ا مجاهدين با تمر ز عبر ا واحات يوم ‪ 04‬مارس‬
‫ه رفض‪،‬‬ ‫‪1916‬م‪ ،‬وحاصروا ا معس ر ا فرسي وطلبوا من ا قائد البرين االستسالم‬
‫فاضطر ا ثوار إ ى قذف ا حصن واستمرت عدة أيام وبعد فاذ قوة ا فرسيين اضطر قائدهم‬
‫ها م تصل في ا وقت ا م اسب‪ ،‬فالذ‬ ‫إ ى طلب ا مساعدة من ا حاميات ا فرسية ا مجاورة‬
‫ا قائد البرين با فرار مع من بقي من ج ود ‪ ،4‬وفي هذ ا ليلة وصل دي لو ‪ Duclo‬إ ى‬
‫ه تفاجئ بوجود مدفعين‬ ‫ا مدي ة وأمر بمواجهة ا س وسيين من ا جهة ا غربية جا ت‪،‬‬
‫فر هو وأتباعه‪،‬‬
‫لمجاهدين في هذ ا جهة‪ ،‬فأطلقوا ا ار على مجموعته فسقط ا عديد بي ما ّ‬

‫‪ -1‬إبراهيم مياسي‪ :‬قبسات‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -3‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -4‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬

‫‪69‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫وبذ ك تم تحرير جا ت واستعادتها من طرف ا س وسيين‪ ،‬وبعد مالحقة ا طوارق لقائد البرين‬
‫تم إ قاء ا قبض عليه‪.1‬‬

‫وبعد ل األحداث ا تي حصلت قررت ا سلطة ا فرسية وضع مخطط آخر السترجاع‬
‫واحة جا ت‪ ،‬وفي شهر أفريل تمت محاصرة مدي ة جا ت من ا جهة ا غربية وا شرقية‬
‫وا شما ية‪ ،‬وا طلقت ا معر ة بين ا ثوار وا فرسيين استطاعت خال ها ا قوات ا فرسية ا تغلب‬
‫عليهم‪ ،‬وا تهت ا معر ة با سحاب ا مجاهدين حو غات واسترجاع جا ت من طرف‬
‫ن ا سحاب ا ثوار م ي ن غرضه االستسالم و ن ت ظيم‬ ‫ا فرسيين في ماي ‪1916‬م‪،‬‬
‫صفوفهم من أجل قيام بعدة عمليات الستهداف برج بو ي ياك‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫أما في ج وب ا هقار فقد قام ا سي ا عابد ا س وسي بإرسال ا ثائر ا طارقي اوسن‬
‫إ ى ا زعيم ا طارقي موسى آق أمستان يطلب م ه اال ضمام إ ى ا مقاومة ا شعبية وا تخلي‬
‫ه رفض طلب ا س وسي‪ ،‬وهذا ما دفع با قائد اوسن لهجوم‬ ‫عن والئه لفرسيين‪،‬‬
‫ومحاصرة ا معس ر ا فرسي برفقة عدد من ا ثوار‪ ،‬أسفر هذا ا هجوم على إخالء جا ت‬
‫وجميع األجزاء ا ج وبية لطاسلي‪ ،‬ومن خالل هذ ا عمليات خسر ا فرسيون ا عديد من‬
‫األسلحة وا رجال‪ ،‬وأصبح ا طريق مفتوحا أمام ا س وسيين حو ا هقار‪.4‬‬

‫وقد امتدت ا عمليات ا عس رية لمجاهدين ضمن ا حر ة ا س وسية إ ى ا هقار‪ ،‬وهذا‬


‫رغم اعتماد االستعمار ا فرسي على موسى آق أمستان في تمثيل فوذها باإلقليم‪ ،‬فقد أقدمت‬
‫مجموعة من ا ثوار بأمر من ا قائد اوسن على ت فيذ عملية تاريخية هي قتل ا راهب‬

‫‪ -1‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬فسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬اوسن‪ :‬يسمو ه اوسين وه اك من يسميه وش‪ ،‬و د بقرية دمرقو حوا ي عام ‪1880‬م‪ ،‬ي تسب إ ى قبيلة إيوا ليمدن‪،‬‬
‫تعلم على يد فقهاء ا دين وحفظ ا قرآن‪ ،‬ا تقل إ ى ا شرق وتلقى ورود ا طريقة ا س وسية‪ ،‬قاتل ضد ا فرسيين واجتمع مع‬
‫ا مجاهدين ا ليبيين وخاض ا حروب تحت قيادتها‪ ،‬توفي في واحة أم ا عضام شرقي مرزق س ة ‪1919‬م‪ ،‬أ ظر‪ :‬محمد سعيد‬
‫ا قشاط‪ :‬أعالم من ا صحراء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪192-191‬‬
‫‪ -4‬أحمد مريوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪70‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا جاسوس "شارل دي فو و" بتم راست أمام باب قلعته ا تي يقيم ويتحصن بها‪ ،‬واستعا وا‬
‫مد يد يت اول ا بريد فجذبه من يد إ ى خارج‬
‫بموزع ا بريد ا ذي ا خدع به وفتح ا باب و ّ‬
‫ّ‬
‫ا قلعة‪ ،‬وه ا ا قض عليه ا ثوار في ‪ 01‬ديسمبر ‪1916‬م‪ ،1‬و ه اك من يقول أن ا ثوار‬
‫اقتحموا ا برج لبحث عن ا سالح‪ ،‬فوجدو في ا برج يتعبد فلم ي تبه وجودهم ف بلو و لفوا‬
‫ا شاب ا ذي معهم بحراصته‪ ،‬وأمام مقاومة دي فو و فك وثاقه أطلق عليه ا حارس ا ار‬
‫فأردا قتيال وال تزال أثار ا رصاص ظاهرة على جدار ا برج‪.2‬‬

‫‪ -1‬يحيى بوعزيز‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ -2‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪71‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬ردود فعل األها ي‬

‫‪ -1‬إستمرار ا مقاومة أثناء ا حرب ا عا مية األو ى‪:‬‬

‫قد تم ن قبائل ا طوارق من ا تساب خبرة ومعرفة في إيجاد ا خطط ا تي تعرقل‬


‫ا توسع وا توغل ا فرسي‪ ،‬وذ ك من خالل تعاملهم مع ا قوات االستعمارية وتوسيع ا رقعة‬
‫ا جغرافية ا تي تدور عليها ا معارك واعتماد زعيمهم ا شيخ آمود على أسلوب ا ر وا فر‬
‫وتج ب ا دخول في مواجهات مباشرة مع ا عدو‪ ،‬و تيجة هذ االستراتيجية في ا مقاومة ت بد‬
‫ا جيش ا فرسي خسائر فادحة‪ ،‬ما قسم ا مهام ا عس رية وأعوا ه‪ ،‬فعلى م طقة عمر إدريس‬
‫عين ل من ا قائدين ا شيخ ا عايب من قبيلة ايفوغاس بمساعدة أخيه "حبه تول"‪.1‬‬
‫ّ‬

‫ومن أهم ا معارك ا تي قادها هذان ا قائدان‪ :‬معر ة تازروفت ‪1917‬م وتاب ورت‬
‫ووادي أوال‪ ،‬أما على م طقة إ يزي وضواحيها فقد عين ل من ابراهيم أق أب دة‪ 2‬وا شيخ‬
‫ا تومي‪ ،‬وأو ى معارك هم وادي إيميهرو وتين هضان ا تي سقط فيها ا عديد من ا ثوار وا قاء‬
‫ا قبض على سبعة من أعيان مدي ة إ يزي واعدامهم ودف هم في قبر جماعي‪ ،3‬ما وقعت‬
‫معارك أخرى بين م طقة جا ت وسلسلة جبال ا هقار بقيادة أبة غابلي أشهرها وادي تهران‬
‫ا تي ا تهت با دحار ا قوة ا فرسية ومعر ة تي هاوهاو بقيادة متي ة شب ي ا تي ا سحب فيها‬

‫‪ -1‬غربي ا غا ي‪" :‬مالمح من مقاومة ا طوارق لتوسع ا فرسي في ا صحراء ا جزائرية"‪ ،‬مجلة ا رؤية‪ ،‬ع‪،1996 ،1 .‬‬
‫ص‪.111‬‬
‫‪ -2‬ابراهيم أق أب دة‪ :‬من ا قادة ا بارزين ا ذين عرفوا بمقاومتهم ا شديدة لمستعمر في م طقة ا طاسلي‪ ،‬وقد استطاع بفضل‬
‫شجاعته وذ ائه أن ي تسب فوذا قويا دى قبائل ا م طقة‪ ،‬وهذا ما جعله يمثل أ بر معارض مقاوم الستعمار ا فرسي ومن‬
‫أشهر ا معارك ا تي خاضها وحقق فيها ا تصارات ذ ر معر ة عين ا حجاج ومعر ة ت دوف‪ ،‬أ ظر‪ :‬عبد ا سالم بوشارب‪:‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪ -3‬غربي ا غا ي‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪72‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا ضابط ا فرسي ي يتو‪ ،Le Quito‬وا تجأ إ ى برج فالتيرس بعد أن ترك وراء ‪20‬‬
‫قتيال‪.1‬‬

‫ومن بين ا معارك ا بارزة ا تي جسدت رد فعل س ان ا هقار ضد ا فرسيين وسياستهم‬


‫في ا م طقة معر ة إيالمان ‪ Ilaman‬في س ة ‪1917‬م‪ ،2‬ا تي وقعت في م طقة إيالمان‬
‫وهي عبارة عن واد ضيق يقع بين مرتفعات جبلية بيرة وهو ال يبعد عن مدي ة تم راست‪،‬‬
‫ومن أهم األسباب ا تي دفعت بأها ي ا هقار لثورة وا قيام بهذ ا معر ة ذ ر‪:‬‬

‫‪ -‬استجابة قبائل ا هقار لدعوة ا س وسية ا هادفة طرد ا فار من بالد ا مسلمين‪.‬‬

‫‪ -‬تبيان قدرة ا طوارق على فك ا حصار ا ذي فرضته ا سلطات ا فرسي على م طقتهم تبقى‬
‫بعيدة عن مجريات ا حرب ا عا مية األو ى‪.‬‬
‫– بغية اال تقام من ا فرسيين ا ذين فرضوا سلطتهم على ا قبائل وقطعوا ع هم ا تموين بغلقهم‬
‫ألسواق مثل‪ :‬سوق تيدي لت‪.3‬‬

‫ومن أجل خوض هذ ا معر ة تم ت ا قبائل ا متمردة من تعبئة ا عديد من‬


‫ا مجا هدين‪ ،‬استطاعت بفضلهم اال تصار وا قضاء على ا قوات ا فرسية وت بيدهم خسائر‬
‫ثيرة‪ ،‬وهذا اال تصار ّبين مدى قوة قبائل ا هقار وقدرتهم على مقاومة ا فرسيين في م طقة‬
‫األزجر‪ ،4‬و قد شهدت م طقة عين ا حجاج معر ة ضارية سميت بمعر ة بئر تبلبا ت في‬
‫س ة ‪1917‬م بين ا فرسيين وا ثوار ا طوارق بقيادة إبراهيم أق أب دة‪ ،‬حيث ا هزمت فيها‬

‫‪ -1‬أحميدة عميراوي وآخرون‪ :‬ا سياسة ا فرنسية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -2‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ -3‬محمد هقاري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -4‬فسه‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫ا قوات ا فرسية وقتل ا عديد من ا مج دين في ا جيش ا فرسي‪ ،‬ما استشهد بعض ا مقاومين‬
‫وأسر ا مجاهدون ا عديد من ا فرسيين وتحصلوا على ا ثير من األسلحة وا جمال‪.1‬‬

‫وه ذا م تتوقف ردود فعل س ان ا هقار من ا تواجد ا فرسي‪ ،‬حيث استمرت هذ‬
‫ا هجومات على ش ل حرب ا عصابات ضد قوافل ا تموين ا فرسية با م طقة وذ ك خالل‬
‫س ة ‪1918‬م‪ ،2‬وفي فس هذ ا س ة رجعت ا جيوش ا فرسية ب ل قواتها وأس دت ا مقاومة‬
‫في م طقة ا هقار إ ى ا مالزمين" قارديل" و" شاري"‪ ،‬فا هزم األول في معر ة جا ت ا تي‬
‫تضرر فيها ا عديد من ا مد يين‪ ،‬وه ا طلب ا شيخ آمود من األها ي ا خروج من ا واحة‪،3‬‬
‫وبحلول عام ‪1919‬م قامت ا سلطات ا فر سية بعقد قاءات ثيرة مع ا متمردين عليها من‬
‫ا طوارق حيث تضم ت هذ ا لقاءات احتفاظ ا طوارق بسالحهم وعدم مالحقتهم‪ ،‬ما ا تزم‬
‫ار في م طقتهم‪.4‬‬
‫ا فرسيون بترك ا طوارق أحر ا‬

‫وفي س ة ‪1920‬م حاو ت ا قوات ا فرسية صب مين لشيخ آمود بم طقة أس او‪،‬‬
‫إال أ ها م تفلح واشتب ت معه في معر ة ا ت من أشد ا معارك ضراوة إذ دامت أ ثر من‬
‫‪ 15‬يوما ‪ ،‬ان من تائجها تشرد ا ثير من األها ي مما اضطر ا شيخ آمود إ ى ا تف ير‬
‫بإيجاد مخرج هذا ا زيف ا هائل‪ ،‬فعمد إ ى استشارة أحد مساعديه إبراهيم أق أب دة وبعض‬
‫أعوا ه‪ ،‬ثم عرض على إبراهيم أن يعقد صلحا مع ا عدو ا فرسي‪ ،5‬وقال ه‪" :‬إن فرسا‬
‫إضافة إ ى قوة سالحها‪ ،‬معها إخوان ا متمرسون على تسلق ا جبال وا قتال بها‪ ،‬و حن قل‬
‫عدد ا وضعفت شو ت ا"‪ ،‬ما أمر من أحد أعوا ه ا عودة باألها ي إ ى جا ت وخاطبه قائال‪:‬‬
‫"عد إ ى جا ت فإن فرسا إذا رأتك مع هؤالء األها ي سوف ت صبك قائدا على ا م طقة‬

‫‪ -1‬إبراهيم ا عيد بشي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪ -2‬يحيى بوعزيز‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -3‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم ا عيد بشي‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -5‬فسه‪.35،‬‬

‫‪74‬‬
‫رد فعل قبائل الطوار على التوغل ال رنسي في الصحراء‬ ‫ال صل الثالث‪:‬‬

‫وست ون فيها رحمة على هؤالء ا مسا ين"‪ ،‬وم ذ هذا ا تاريخ بقيت فرسا مسيطرة على م طقة‬
‫جا ت إ ى غاية ‪1962‬م‪.1‬‬

‫‪ -2‬نتائج ردود فعل س ان ا هقار‪:‬‬

‫قد أسفر عن ردود فعل ا قبائل ا متمردة جملة من ا تائج يم ن حصرها فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تضامن قبائل ا طوارق مع بعضها ا بعض مقاومة ا توسع ا فرسي ا ذي ان هدفه‬


‫ا هيم ة على امل ا تراب ا وط ي من ا شمال إ ى ا ج وب‪.‬‬

‫‪ -2‬ترسيخ ا تالحم ا وط ي في أوساط س ان ا هقار و رفض مشروع ا تقسيم اإلقليمي ا ذي‬


‫قامت به فرسا‪.2‬‬

‫‪ -3‬تصدي ا طوارق سياسة اإل حاق ا دي ي و ا ثقافي‪ ،‬و رفضهم ها‪.3‬‬

‫‪ -4‬تعاون ا هقاريين مع حر ة ا جهاد اإلسالمي ا ذي قادته ا حر ة ا س وسية ا رافضة‬


‫لسيطرة االستعمارية‪ ،‬في األراضي ا ليبية و ا جزائرية‪.4‬‬

‫‪ – 5‬تثبيت ا طوارق لحدود ا جزائرية عبر ا ج وب ا بير و تمس هم بأرضهم و استقرارهم‬


‫‪5‬‬
‫بها‪ ،‬و ل ذ ك ساعد فيما بعد على ترسيم ا حدود اإلقليمية مع ا بلدان ا مجاورة‪.‬‬

‫و ه ذا اشتهر قبائل ا طوارق بمقاومة ا غزو و ا توسع ا فرسي األوربي لصحراء‪،‬‬


‫وواجهوا با ع ف ل ا مغامرين و ا مخبرين ا فرسيين ا ذين حاو وا ا تغلغل في بالدهم‬
‫ا صحراوية ا واسعة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد ا سالم بوشارب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.105 -104‬‬


‫‪ -2‬أحمد مريوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬غربي ا غا ي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪105‬‬
‫‪ -4‬يحيى بوعزيز‪ :‬ثورات ا جزائر‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -5‬أحمد مريوش‪ :‬فس ا مرجع‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪75‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل هذ ا دراسة ا تي قم ا بها توصل ا إ ى بعض اإلست تاجات ذ رها في ا قاط‬
‫ا تا ية‪:‬‬

‫‪ -1‬تعتبر ا صحراء ا جزائرية قلب ا عا م ما تحتله من موقع إستراتيجي هام‪ ،‬فهي بمثابة‬
‫ا جسر ا طبيعي ا ذي يربط األجزاء ا شما ية مع ا ج وبية‪ ،‬وا شرقية مع ا غربية‪ ،‬هذا اهتم بها‬
‫ا فر سيون ودعموا ا شوفات ا جغرافية‪ ،‬تمهيدا لتوسع اإلستعماري فيها‪.‬‬

‫‪ -2‬إن إدراك ا سلطات اإلستعمارية ا فرسية ألهمية ا صحراء با سبة باقي مستعمراتها‪ ،‬هو‬
‫ما جعلها تسعى م ذ بداية إحتال ها لجزائر إ ى ا توسع بإتجا ا ج وب‪ ،‬فحتى قبل إ تشاف‬
‫ثروات ا صحراء أو ى ا فرسيين وخاصة ا مست شفين أهمية بيرة إل تشافها بإعتبارها معب ار‬
‫تجاريا يربط بين عدد من ا حواضر وا مدن اإلفريقية ذات األهمية اإلقتصادية‪.‬‬

‫إن ا هدف األساسي ا ذي دفع با فر سيين إلحتالل ا صحراء هو ا غزو وا توسع‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلستعماري ا ذي بدأ باإلست شاف لتعرف على هذا ا محيط ا واسع‪ ،‬باإلضافة إ ى محاو ة‬
‫وضع شب ة من طرق ا مواصالت ا حديدية وا برية‪ ،‬وأسالك ا هاتف تسهيل سبل ا ت قل في‬
‫ظروف آم ة لقوات ا عس رية وا مغامرين بين مختلف ا م اطق ا صحراوية‪.‬‬

‫‪ -4‬ومن ا دوافع ا فرسية األخرى إلحتالل ا صحراء سعيها لقضاء على ا ثقافة اإلسالمية‬
‫من خالل شر ا تعا يم ا مسيحية وتمسيح ا مؤسسات ا دي ية‪.‬‬

‫‪ -5‬إهتم ا فرسيون بدراسة م طقة ا هقار وقبائل ا طوارق من واحي عديدة عن طريق ت ظيم‬
‫حمالت عس رية وبعثات إست شافية لتوسع في أعماق ا صحراء‪ ،‬حيث بذ وا محاوالت ثيرة‬
‫لسيطرة على ل ا واحات ا صحراوية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -6‬إن حاجة ا قوات ا فرسية في ا غزو وا توسع إ ى ج وب ا صحراء جعلتها تهتم بموضوع‬
‫إ جاز مشاريع خطوط ا س ة ا حديدية من أجل ربط مستعمراتها ا مختلفة ببعضها ا بعض‪،‬‬
‫وخدمة تجارتها وفتح األبواب ها في ل أسواق إفريقيا‪.‬‬

‫‪ -7‬قد تعرض اإلستعمار ا فرسي خالل مرحلته ا توسعية إ ى هجومات من طرف قبائل‬
‫ا طوارق‪ ،‬أدت إ ى إفشال ل ا حمالت ا عس رية وا بعثات اإلست شافية وا وقوف دون‬
‫ا وصول إ ى أهدافها‪.‬‬

‫‪ -8‬بعد ا ثورات واإل تفاضات ا شعبية ا تي ش ها ا مجاهدون ا طوارق ضد ا قوات ا فرسية‪،‬‬


‫جعلها تتأ د أن سيطرتها على ا م طقة شبه مستحيل‪ ،‬ذا أسرعت إ ى إتباع خطط جديدة‬
‫تساعدها على ا تغلغل في ا ج وب ا جزائري‪.‬‬

‫‪ -9‬إن عزم فر سا على ا توغل في م طقة ا هقار وا طاسلي‪ ،‬أدى إ ى شوب عدة معارك‬
‫ضارية بين ا طرفين ت بدت خال ها فرسا عدة خسائر حا ت دون تحقيق هدفها بسرعة‪.‬‬

‫‪ -10‬ان تج د ل قبائل ا طوارق في مقاومة ا فرسيين‪ ،‬وتدعيمهم لجهاد ا مقدس ا ذي‬


‫دعت إ يه ا حر ة ا س وسية أث اء ا حرب ا عا مية األو ى‪ّ ،‬بين أن ا فرسيين واجهوا من خالل‬
‫هذ ا مقاومة خصما ع يدا خلق هم صعوبات ثيرة عرقلت حر تهم ا توسعية‪.‬‬

‫‪ -11‬عامل إتساع ا حدود ا جغرافية‪ ،‬و ذ ك قلة وسائل اإلتصال‪ ،‬ان هما األثر ا مباشر‬
‫على ضعف ا ت سيق بين أج حة ا مقاومة (اآلجر وا هقار)‪ ،‬وعلى وعية وفعا ية ا معارك‬
‫فر‪ ،‬إضافة قلة ا عدد وا عتاد‪ ،‬واالّ ان لمقاومة ا طارقية لمتها‬
‫ا تي اتخذت طابع ا ّر وا ّ‬
‫ا تي ت لّف ا فرسيين من ا معا ات وا خسائر أضعاف ما ت بدو ‪.‬‬

‫‪ -12‬با رغم من ذ ك تبقى مالحم ا مقاومة في ا هقار وا طاسيلي من أهم مالمح فاح‬
‫عبر من خال ها عن رفضه إلستعمار ا فرسي وتمسك س ان ا م طقة‬
‫ا شعب ا جزائري ا تي ّ‬

‫‪78‬‬
‫خاتمة‬

‫بإ تمائهم هذا ا وطن واستعدادهم لدفاع ع ه ب ل ما يمل ون ومهما لفهم ذ ك من‬
‫تضحيات‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫المالحق‬
‫الملحق رقم ‪01‬‬

‫المصدر‪ :‬أحميدة عميراوي و آخرون‪ :‬السياسة الفرنسية في الصحراء الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.153‬‬

‫‪81‬‬
‫ا ملحق رقم ‪02‬‬

‫ا مصدر‪ :‬محمد سعيد ا قشاط‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء ا برى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪82‬‬
‫الملحق رقم ‪03‬‬

‫المصدر‪ :‬محمد سعيد القشاط‪ :‬الطوارق عرب الصحراء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪83‬‬
‫الملحق رقم ‪04‬‬

‫المصدر‪ :‬أحميدة عميراوي و آخرون‪ :‬السياسة الفرنسية في الصحراء الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.156‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة‬
‫البیبلیوغرافیا‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫قائمة ا مصادر وا مراجع‬

‫‪ -‬ا مصادر با لغة ا عربية‪:‬‬

‫‪ -1‬ابن خلدون عبد ا رحمن‪ :‬تاب ا عبر وديوان ا مبتدأ وا خبر في أيام ا عرب وا عجم‬
‫وا بربر ومن عاصرهم ذوي ا سلطان األ بر‪ 7 ،‬أجزاء‪ ،‬دار ا تب ا علمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪.3‬‬

‫‪ -3‬ا سعدي عبد ا رحمن‪ :‬تاريخ ا سودان‪ ،‬تح‪ :‬هوداس ‪،‬ا مدرسة ا باريسية أل س ة‬
‫ا شرقية‪ ،‬باريس‪1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬وزان حسن‪ :‬وصف إفريقيا‪ ،‬تر‪:‬محمد ا حجي ومحمد األخضر‪ ،‬دار ا غرب االسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪.2‬‬

‫‪ -‬ا مصادر با لغة ا فرنسية‪:‬‬

‫‪1- Duveyrier Henri , Les Touaregs du Nord, Challamel Ainé,‬‬


‫‪Libraire- Editeur , Paris, 1864.‬‬

‫‪ -‬ا مراجع با لغة ا عربية‪:‬‬

‫‪ -1‬بتقة ابراهيم‪ :‬قبائل ا طوارق‪ -‬تاريخ‪ ...‬حلقات مضيئة‪ ،‬مرايا ل شر وا توزيع‪2011 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬بالح بشير‪ :‬تاريخ ا جزائر ا معاصر(‪ ،)1989 -1830‬دار ا معرفة‪ ،‬ا جزائر‪،‬‬
‫‪2006‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -3‬بوشارب عبد ا سالم‪ :‬ا هقار أمجاد وأنجاد‪ ،‬ا متحف ا وط ي لمجاهد‪ ،‬ا جزائر‪،‬‬
‫‪1995‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -4‬بوعزيز يحيى‪ :‬مع تاريخ ا جزائر في ا ملتقيات ا وطنية و ا دو ية‪ ،‬دار ا بصائر‪،‬‬
‫ا جزائر‪2009 ،‬م‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -5‬بوعزيز يحيى‪ :‬ثورات ا جزائر في ا قرنين ا تاسع عشر و ا عشرين‪ ،‬دار ا بصائر‪،‬‬
‫ا جزائر‪2009 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪.2‬‬

‫‪ -6‬بوفيل‪ :‬تجارة ا ذهب وس ان ا مغرب ا بير‪ ،‬تر‪ :‬ا هادي أبو قمة‪ ،‬محمد عزيز‪،‬‬
‫م شورات جامعة قاريو س‪ ،‬ب غاري‪1988 ،‬م‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫‪ -7‬ا تي ب تي‪ :‬ا طوارق عائدون لنثور‪ ،‬م شورات م ظمة تامي وت‪ ،‬د‪.‬س‪.‬‬

‫‪ -8‬حامد محمد خليفة‪ :‬يوسف ابن تاشفين‪ ،‬موحد ا مغرب و قائد ا مرابطين و منقذ‬
‫األند س من ا صلبيين (‪ ،)1106 -1009‬دار ا قلم‪ ،‬دمشق‪2003 ،‬م‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ -9‬ا دراجي بوزيا ي‪ :‬ا قبائل األمازيغية أدوارها ومواطنها وأعيانها‪ ،‬دار ا تاب ا عربي‪،‬‬
‫ا جزائر‪2007 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -10‬ا دراجي بوزيا ي‪ :‬ا قبائل األمازيغية أدوارها ومواطنها و أعيانها‪ ،‬دار ا تاب ا عربي‪،‬‬
‫ا جزائر‪ ،‬م‪ ،2010‬ج‪ ،2‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -11‬د دش عصمت عبد ا لطيف‪ :‬دور ا مرابطين في نشر اإلسالم في غرب إفريقيا‬
‫(‪ ، )1121 -1038‬تح‪ :‬رسائل أبي ب ر ابن ا عربي‪ ،‬دار ا غرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ -12‬زاهر رياض‪ :‬شف إفريقيا‪ ،‬دار ا معرفة‪ ،‬ا قاهرة‪1961 ،‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -13‬شا ر محمود‪ :‬ما ي‪ ،‬ا م تب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1976.‬م‪،‬ط‪.2‬‬

‫‪ -14‬ا عربي اسماعيل‪ :‬ا صحراء ا برى و شواطئها‪ ،‬ا مؤسسة ا وط ية ل تاب‪ ،‬ا جزائر‪،‬‬
‫‪1983‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -15‬عميراوي أحميدة و آخرون‪ :‬ا سياسة ا فرنسية في ا صحراء ا جزائرية (‪-1844‬‬


‫‪ ،)1916‬دار هومة‪ ،‬ا جزائر‪2009 ،‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -16‬عميراوي أحميدة‪ :‬موضوعات من تاريخ ا جزائر ا سياسي‪ ،‬دار ا هدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬

‫‪ -17‬عميراوي أحميدة‪ :‬قضايا مختصرة في تاريخ ا جزائر ا حديث‪ ،‬دار ا هدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -18‬أبو ا قاسم سعد اهلل‪:‬ا حر ة ا وطنية ا جزائرية(‪ ،)1900-1830‬دا ار غرب اإلسالمي‪،‬‬


‫ا جزائر‪1992،‬م‪ ،‬ج‪،1‬ط‪.1‬‬

‫‪ -19‬أبو ا قاسم سعد اهلل‪ :‬تاريخ ا جزائر ا ثقافي( ‪ ،)1830-1500‬دار ا غرب االسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪1998 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪.1‬‬

‫‪ -20‬أبو ا قاسم سعد اهلل‪ :‬تاريخ ا جزائر ا ثقافي(‪ ،)1954-1830‬دار ا غرب االسالمي‪،‬‬
‫بيرروت‪1998 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ط‪.1‬‬

‫‪ -21‬ا قشاط محمد سعيد‪ :‬صحراء ا عرب ا برى‪ ،‬دار ا رواد‪ ،‬يبيا‪1994 ،‬م‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫‪ -22‬ا قشاط محمد سعيد‪ :‬أعالم من ا صحراء‪ ،‬دار ا ملتقى‪ ،‬بيروت‪1997 ،‬م‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ -23‬ا قشاط محمد سعيد‪ :‬ا صحراء تشتعل( ‪ ،)1931-1899‬دار ا ملتقى‪1998 ،‬م‪،‬‬
‫ط‪. 1‬‬

‫‪ -24‬ا قشاط محمد سعيد‪ :‬ا طوارق عرب ا صحراء ا برى‪ ،‬مر ز دراسات و أبحاث شؤون‬
‫ا صحراء‪ ،1998 ،‬ط‪.2‬‬

‫‪ -25‬ق ان جمال‪ :‬قضايا و دراسات في تاريخ ا جزائر ا حديث و ا معاصر‪ ،‬ا متحف‬
‫ا وط ي لمجاهد‪ ،‬ا جزائر‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -26‬ا مر ز ا وط ي لدراسات و ا بحث في ا حر ة ا وط ية و ثورة أول وفمبر‪1954‬م‪،‬‬


‫فصل ا صحراء في ا سياسة االستعمارية ا فرنسية‪ ،‬سلسلة ا ملتقيات‪ ،‬ا جزائر‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -27‬مياسي ابراهيم‪ :‬توسع االستعمار ا فرنسي في ا جنوب ا غربي ا جزائري (‪-1881‬‬


‫‪ ،)1912‬م شورات ا متحف ا وط ي لمجاهد‪ ،‬ا جزائر‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -28‬مياسي ابراهيم‪ :‬االحتالل ا فرنسي لصحراء ا جزائرية (‪ ،)1934-1837‬دار هومة‪،‬‬


‫ا جزائر‪ 2005،‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -29‬مياسي ابراهيم‪ :‬قبسات من تاريخ ا جزائر‪،‬دار هومة‪ ،‬ا جزائر‪2010 ،‬م‪ ،‬د‪ .‬ط‪.‬‬

‫‪ -30‬مياسي ابراهيم‪ :‬مقاربات في تاريخ ا جزائر‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ا جزائر‪2012 ،‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬‬

‫‪ -‬ا مراجع با فرنسية‪:‬‬

‫‪1- Ferme Albert : Les Touaregs, Edition, Littéraires et Artistiques,‬‬


‫‪Paris, 1900.‬‬
‫‪2- Capitaine Aymard : Les Touareg, Hachette, Paris, 1911.‬‬

‫‪ -‬ا موسوعات‪:‬‬

‫‪ -1‬ا عفيفي عبد ا ح يم‪ :‬ا موسوعة ‪ 1000‬مدينة إسالمية‪ ،‬م تبة اإلس درية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ -‬ا مقاالت‪:‬‬

‫‪ -1‬بوعزيز يحيى‪ ":‬إهتمامات ا فرسيين با طوارق وم طقة ا هقار من خالل ما تبو "‪ ،‬مجلة‬
‫األصا ة ‪ ،‬ع ‪1979 ،72‬م‪ .‬ص ص ‪.68 -51‬‬

‫‪ -2‬ا جيال ي عبد ا رحمن‪ ":‬هؤالء ا توارك ا ملثمين"‪ ،‬مجلة األصا ة‪ ،‬ع ‪1979 ،72‬م‪.‬‬
‫ص ص ‪.34 -18‬‬

‫‪ -3‬ا خطيب محمد علي‪ ":‬بدو ا طوارق"‪ ،‬دراسة أ تروبو وجية‪ ،‬مجلة ا دراسات و ا بحوث‪،‬‬
‫ع ‪2015 ،626‬م‪ .‬ص ص ‪.156 -145‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -4‬ا عربي إسماعيل‪" :‬ا حياة االقتصادية و االجتماعية ع د طوارق ا هقار"‪ ،‬مجلة األصا ة‪،‬‬
‫ع‪1979 ،72‬م‪ .‬ص ص ‪.50 -36‬‬

‫‪ -5‬ا عيد بشي إبراهيم‪ " :‬دور س ان ا ج وب ا شرقي ا جزائري في مقاومة االستعمار‬
‫ا فرسي"‪ ،‬مجلة ا علوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬ع ‪ ،11‬ا جزائر‪2013 ،‬م‪ .‬ص ص‬
‫‪. 44-31‬‬

‫‪ -6‬ا غا ي غربي‪ ":‬مالمح من مقاومة ا طوارق لتوسع ا فرسي في ا صحراء ا جزائرية"‪،‬‬


‫مجلة ا رؤية‪ ،‬ع‪1996 ،1‬م‪ .‬ص ص ‪.105 -97‬‬

‫‪ -7‬ا قب دي ع ود‪ ":‬ا طوارق أسطورة تحا ي ا صحراء ا برى"‪ ،‬مجلة بيئتنا‪ ،‬ا هيئة ا عامة‬
‫لبيئة‪ ،‬ع ‪2011 ،139‬م‪ .‬ص ص ‪.47 -44‬‬

‫‪ -8‬مريوش أحمد‪":‬ا توسع ا فرسي في ا ج وب ا جزائري و ردود فعل س ان ا هقار‪،"1916‬‬


‫مجلة ا مصادر ‪ ،‬ا مر ز ا وط ي لدراسات و ا بحث في ا حر ة ا وط ية و ثورة أول وفمبر‬
‫‪1954‬م‪،‬ع ‪ ،11‬ا جزائر‪2005 ،‬م‪ .‬ص ص ‪.147 -113‬‬

‫‪ -9‬مالخ عبد ا جليل‪ ":‬قبائل ا ملثمين ا صحراوية و دورها في ا تمهيد قيام ا دو ة‬


‫ا مرابطية"‪ ،‬مجلة ا واحات لبحوث و ا دراسات‪ ،‬ع‪2011 ،15‬م‪ .‬ص ص ‪.88 -75‬‬

‫‪ -10‬واصر عبد ا رحمن‪ ":‬ا سياسة االستعمارية ا فرسية في ا ج وب ا جزائري ما‬


‫بين(‪ )1962 -1873‬م طقة ا م يعة موذجا"‪ ،‬مجلة روافد لبحوث و ا دراسات‪ ،‬ع‪،1‬‬
‫‪2016‬م‪ .‬ص ص ‪.128 -111‬‬

‫‪ -11‬هقاري محمد‪ ":‬دور س ان م طقة أزجر ا هقار في مقاومة االستعمار ا فرسي أث اء‬
‫ا حرب ا عا مية األو ى"‪ ،‬مجلة ا علوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬ع ‪ ،24‬ا جزائر‪.2016 ،‬‬
‫ص ص ‪.39 -25‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -‬ا مقاالت اال ترونية‪:‬‬

‫‪ -1‬دحو ا عربي‪ ":‬ا طوارق‪ ،‬ا جذور وا تموقع ونظام ا ح م"‪ ،2017 -02 -21 ،‬ا موقع‬
‫ا رسمي لد تور ا عربي دحو‪ .‬م قول من موقع‪www.larbidahou.com:‬‬

‫‪ -2‬ا مدريدي عزوز‪ ":‬تاريخ وآثار ا هقار"‪ ،‬تم راست‪ ،2017 -04-27 ،‬م قول من موقع‪:‬‬

‫‪www.khbarbladi.com‬‬

‫‪ -‬ا جرائد‪:‬‬

‫‪ -1‬أمبدة فرح‪ ":‬ا فرة‪ ...‬مدي ة يبية تتغذى من ا حرب في دارفور"‪،‬جريدة ا رياض‪،‬ع‬
‫‪ ،1444‬ا خرطوم‪ 6 ،‬ي اير ‪2008‬م‪.‬م قول من موقع‪www.alriyadh.com :‬‬

‫‪ -2‬هيئة ا تحرير‪":‬ا صحراء ا برى"‪ ،‬جريدة ا مجاهد‪ ،‬ا لسان ا مر زي جبهة ا تحرير‬
‫ا وط ي‪،‬ع ‪1959-01-21 ،13‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬يوسف عبد ا رحمن‪ ":‬ا طوارق ا ملثمون ا زرق"‪ ،‬جريدة األنباء‪ ،‬ع‪2017 ،14736‬م‪.‬‬
‫م قول من موقع‪www.alanba.com :‬‬

‫‪ -‬ا رسائل ا جامعية‪:‬‬

‫‪ -1‬دواس أحسن‪ ":‬صورة ا مجتمع ا صحراوي في ا قرن ‪19‬م من خالل تابات ا رحا ة‬
‫ا فرنسيين "‪ ،‬مقاربة سسيو ثقافية‪ ،‬مذ رة يل شهادة ا ماجستير في األدب ا مقارن‪ ،‬جامعة‬
‫قس طي ة‪ ،‬موسم ‪2008 -2007‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬عباس عبد اهلل‪ ":‬ا دور ا حضاري إلقليم توات و تأثيراته في بالد ا سودان ا غربي من‬
‫ا قرنين ‪ 15‬و‪16‬م‪ ،‬مذ رة يل شهادة ا ماجستير في ا تاريخ ا وسيط‪ ،‬لية ا عوم اال سا ية‪،‬‬
‫جامعة ا جزائر‪ ،‬موسم ‪2001 -2000‬م‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫‪ -3‬عريق صفاء‪ ":‬ا مشاريع ا فرنسية في ا صحراء ا جزائرية خالل ا ثورة ا تحريرية‬
‫(‪ ،)1962 -1954‬مذ رة يل شهادة ا ماستر في ا تاريخ ا حديث و ا معاصر‪ ،‬جامعة‬
‫بس رة‪ ،‬موسم ‪2014-2013‬م‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫بسملة‬
‫ش ر و تقدير‬
‫إهداء‬
‫ا ملخص‬
‫قائمة ا مختصرات‬
‫مقدمة‪1................................................................................‬‬
‫ا فصل األول‪ :‬قبائل ا طوارق موطنهم و نمط عيشهم‪6..................................‬‬
‫ا مبحث األول ‪ :‬جغرافية ا صحراء ا جزائرية و مميزاتها ا طبيعية و ا بشرية‪7..............‬‬
‫‪ -1‬ا تضاريس‪8........................................................................‬‬
‫‪ -2‬ا مناخ‪9............................................................................‬‬
‫‪ -3‬ا س ان‪11..........................................................................‬‬
‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬أصل قبائل ا طوارق‪14..................................................‬‬
‫‪ -1‬موطنهم و نسبهم‪14.................................................................‬‬
‫‪ -2‬تسميتهم با طوارق و سر ا لثام‪19....................................................‬‬
‫‪ –3‬غتهم و تابتهم‪21..................................................................‬‬
‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬ا مظاهر ا حضارية عند قبائل ا طوارق‪22...............................‬‬
‫‪ -1‬نظام ا ح م ا خاص بهم‪22..........................................................‬‬
‫‪ -2‬ا حياة اإلقتصادية عند ا طوارق‪25...................................................‬‬
‫‪ -3‬ا جانب اإلجتماعي في ا قبيلة ا طارقية‪27............................................‬‬
‫ا فصل ا ثاني‪ :‬توسع اإلستعمار ا فرنسي في ا صحراء ا جزائرية‪32.......................‬‬
‫ا مبحث األول‪ :‬دوافع اإلهتمام ا فرنسي با صحراء‪34.....................................‬‬
‫‪ -1‬ا دوافع اإلقتصادية‪34...............................................................‬‬
‫‪ -2‬ا دوافع ا سياسية و ا عس رية‪36......................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -3‬ا دوافع ا دينية ‪38....................................................................‬‬


‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬عوامل ا سيطرة ا فرنسية على ا صحراء‪41...............................‬‬
‫‪ -1‬أطماع فرنسا صوب ا تجارة ا صحراوية‪41...........................................‬‬
‫‪ -2‬ا بعثات اإلست شافية في ا صحراء ا جزائرية‪46.......................................‬‬
‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬ا توغل ا فرنسي في ا جنوب ا جزائري‪48.................................‬‬

‫‪ -1‬ا مشاريع ا خاصة بخطوط ا س ة ا حديدية‪48....................................‬‬

‫‪ -2‬االستغالل ا فرنسي لتجارة ا صحراوية‪51............................................‬‬


‫‪ -3‬تجنيد ا حمالت ا عس رية‪53........................................................‬‬
‫ا فصل ا ثا ث‪ :‬رد فعل قبائل ا طوارق على ا توغل ا فرنسي في ا صحراء‪56..............‬‬
‫ا مبحث األول‪ :‬مقاومة قبائل ا هقار‪ϱϳ..................................................‬‬
‫‪ -ϭ‬إخضاع قبائل ا هقار‪ϱϳ.............................................................‬‬
‫‪ -Ϯ‬معر ة تي ت‪ϱϵ......................................................................‬‬
‫‪ -ϯ‬عزم فرنسا على ا توغل في ا صحراء‪ϲϭ..............................................‬‬
‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬مقاومة قبائل ا طاسلي (جانت)‪ϲϱ.......................................‬‬

‫‪ -ϭ‬إخضاع قبائل ا طاسلي (جانت)‪ϲϱ..................................................‬‬

‫‪ -Ϯ‬معر ة إيسين ‪ϲϲ....................................................................‬‬


‫‪ -ϯ‬ا تحا فات ا طارقية في مقاومة ا مستعمرين‪ϲϴ........................................‬‬
‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬ردود فعل األها ي‪ϳϮ....................................................‬‬
‫‪ -ϭ‬استمرار ا مقاومة أثناء ا حرب ا عا مية األو ى‪ϳϮ......................................‬‬
‫‪ -Ϯ‬نتائج ردود فعل س ان ا هقار‪ϳϱ......................................................‬‬
‫خاتمة ‪ϳϲ...............................................................................‬‬
‫قائمة ا مالحق ‪ϴϬ.......................................................................‬‬
‫قائمة ا ببليوغرافيا ‪ϴϱ....................................................................‬‬

You might also like