Professional Documents
Culture Documents
حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان
ظل حذيفة مؤتمنا ً على أسرار المنافقين ما امتدت به الحياة ،وظل الخلفاء
يرجعون إليه في أمرهم ،استدل عمر برأيه و بصيرته في اختيار الرجال
ومعرفتهم.
عمالي أحد من المنافقين؟ قال حذيفة :نعم
وقد سأله عمر ذات مرة فقال :أفي ُ
واحد ،قال :من هو؟ قال :ال أذكره ،قال حذيفة :فعزله عمر ،كأنما دل عليه،
وكان عمر إذا مات أحد المسلمين يسأل إذا حضر حذيفة للصالة عليه ،فإن قالوا
نعم صلى عليه ،و إن قالوا ال أمسك عن الصالة عليه.
واله عمر بن الخطاب على المدائن ،كان حذيفة يكره أن يدخل عليه رجل ليثني
عليه أو ليمدحه ،بل كان يحب من يأتي إليه ويذكر له عيوبه ليصلح من نفسه،
فكان ال يكره شيئا ً أكثر من الكذب والنفاق.
شهد حذيفة فتوحات العراق كلها ،ولشدة عبقريته على أرض القتال أيده هللا بفتح
همذان ،والري ،والدينور.
كان حريص على إتباع هدي النبي صلى هللا عليه وسلم فقد كان يقول (( :والذي
نفسي بيده لتظهرن البدع حتى ال يرى من الحق إال قدر ما بين هذين الحجرين
من النور ،وهللا لتفشون البدع حتى إذا تُرك منها شيء قالوا :تُركت السنة)).
كان شديد االهتمام بالقرآن الكريم ،فكان سببا ً في جمع المسلمين على مصحف
واحد ،فقد الحظ االختالف والفرقة بين المسلمين حينما كان يغزو العراق ،فسار
إلى عثمان بن عفان رضي هللا عنه بالمدينة ،وعرض عليه كتابة المصحف حتى
ال يتطرق إلى التحريف واالختالف ،فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر فأخذ
منها المصحف فنسخوه وأرسل إلى كل أُفق بمصحف.
كثيرا ،فقيل :ما يبكيك؟
ً عا شديدًا ،وبكى بكاء
ولما نزل بحذيفة الموت جزع جز ً
علَى الدنيا بل الموت أحب إلي ،ولكني ال أدري عالم أقدم،
فقال :ما أبكي أسفا َ
علَى سخط؟ وقيل :لما حضره الموت قال :هذه آخر ساعة من علَى رضا أم َ َ
الدنيا ،اللهم إنك تعلم أني أحبك ،فبارك لي في لقائك ثم مات.
كان واحد من فرسان الحكمة النابعة واألقوال العطرة ،وبعد حياة مليئة بالزهد
والكفاح توفي صاحب النبي صلى هللا عليه وسلم في الجنة سنة ست وثالثين من
الهجرة.