عبادة بن الصامت

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫عبادة بن الصامت‬

‫عقَ ِبي بدري‪ ،‬اسمه رفعة وفَخَار في الدنيا‪ ،‬ورضى وقربى‬ ‫هو صحابي أنصاري َ‬
‫عند هللا في اآلخرة‪ .‬أحد األبرار األطهار الذين آووا ونصروا‪ ،‬أحد رجال بيعة‬
‫العقبة‪ ،‬وهو أحد البدريين الذين قال لهم هللا عز وجل اعملوا ما شئتم فقد غفرت‬
‫لكم‪ ،‬كان في ساحات القتال أسد مغواراً ‪ ،‬وفي سكون الليل متبتالً أواها‪ً،‬‬
‫ً‬
‫طويال‬ ‫هو عبادة بْن الصامت بْن قيس األنصاري الخزرجي‪ ،‬أَبُو ْال َو ِليد‪ ،‬وكان‬
‫جميال كثير الشعر شديد الهبية‪ ،‬يمأل عين من رآه رهبة وروعة وكان مثالً‬ ‫ً‬ ‫جسي ًما‬
‫أعلى في اإليمان واإلخالص والعقيدة الراسخة‪ ،‬شهد بيعة العقبة األولى والثانية‪،‬‬
‫علَى قوافل بني عوف بْن الخزرج‪ ،‬ولما هاجر النبي صلى هللا عليه‬ ‫وكان نقيبًا َ‬
‫سله َم‬‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬‫سول ه ِ‬ ‫وسلم إلى يثرب فرح عبادة فرحا ً عظيما ً‪ ،‬وآخى َر ُ‬
‫صلهى ه‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللا َ‬‫سول ه ِ‬ ‫بدرا والمشاهد كلها مع َر ُ‬ ‫بينه وبين أَبِي مرثد الغنوي‪ ،‬وشهد ً‬
‫سله َم وأبلى فيها بالء حسنا ً فكان يبحث عن الشهادة ويشتاق إليها‪ ،‬واستعمله‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫َ‬
‫َّللا‪ ،‬ال تأتي يَ ْوم‬ ‫علَى بعض الصدقات‪ ،‬وقال له‪ " :‬اتق ه‬ ‫سله َم َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫النهبِ ّ‬
‫القيامة ببعير تحمله له رغاء‪ ،‬أو بقرة لها خوار‪ ،‬أو شاة لها ثؤاج! "‪ ،‬قال‪ :‬فوالذي‬
‫علَى اثنين‪.‬‬ ‫بعثك بالحق ال أعمل َ‬
‫س هل َم خمسة من األنصار وكان عباد بْن‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ص هلى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬‫جمع القرآن في زمن النه ِب ّ‬
‫الصامت أحدهم‪ ،‬وكان عبادة يُعلم أهل الصفة القرآن‪،‬‬
‫سله َم على السمع والطاعة‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلهى ه‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سول ه ِ‬ ‫كان أحد نقباء األنصار‪ ،‬بايع َر ُ‬
‫َّللا لومة الئم‪ ،‬وكان دائما يصدع بكلمة الحق‪.‬‬ ‫و أن ال يخاف في ه‬
‫و في خالفة عمر بن الخطاب لما فتح المسلمون الشام أرسله عمر ومعه معاذ بْن‬
‫جبل‪ ،‬وأبا الدرداء‪ ،‬ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم في الدين‪ ، ،‬وسكن بالد‬
‫الشام‪ ،‬وتولى عبادة إمارة حمص ‪ ،‬ثم سار عبادة ِإلَى فلسطين وكان أول من ولي‬
‫القضاء على أهلها‪ ،‬وكان معاوية خالفه في شيء أنكره عبادة‪ ،‬فأغلظ له معاوية في‬
‫القول‪ :‬فقال عبادة‪ :‬ال أساكنك بأرض واحدة أبدًا‪ ،‬ورحل ِإلَى المدينة‪ ،‬فقال عمر‪:‬‬
‫ضا لست فيها أنت وال‬ ‫ما أقدمك؟ فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬ارجع إِلَى مكانك‪ ،‬فقبح ه‬
‫َّللا أر ً‬
‫أمثالك‪ ،‬وكتب ِإلَى معاوية‪ :‬ال إمرة لك عليه‪.‬‬
‫وعاش ( عبادة ) ـ رضى هللا عنه ـ مع كل آية في كتاب هللا ومع كل سنة من سنن‬
‫الحبيب حتى توفي عبادة سنة أربع وثالثين بالرملة‪ ،‬وهو ابن اثنتين وسبعين سنة‪،‬‬
‫بعد أن شهد المشاهد كلها مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬و شارك في الفتح‬
‫اإلسالمي لمصر‪.‬‬

You might also like