Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

‫سلحا المؤمنة‬

‫لفضيلة الشيخ خالد الراشد‬

‫ين ‪،‬‬‫معْتَدإ َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل َ يُ إ‬ ‫ة إإن ّ ُ‬ ‫خفْي َ ً‬ ‫ض ّرعا ً َو ُ‬ ‫م تَ َ‬ ‫} ادْع ُوا ْ َربّك ُ ْ‬


‫حهَا َوادْعُوه ُ خَوْفا ً‬ ‫صل َ إ‬ ‫سدُوا ْ فإي ال َ‬ ‫وَل َ ت ُ ْف إ‬
‫ض بَعْد َ إ إ ْ‬ ‫إ‬ ‫ر‬‫ْ‬
‫ين {‬‫سن إ ََ‬‫ح إ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫يب ّ‬ ‫ت اللّهإ قَرإ ٌ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬‫ن َر ْ‬ ‫معا ً إ إ ّ‬‫َوط َ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ل ربكُم ادعُونإي أ َ‬
‫ستَكْب إ ُرو َ‬
‫ن‬ ‫ين ي َ ْ‬‫َ‬ ‫إ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫إ‬ ‫إ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ج‬
‫إ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫} وَقَا َ َ ّ ُ ْ‬
‫ين {‬ ‫خرإ َ‬ ‫م دَا إ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سيَدْخُلُو َ‬ ‫عبَادَتإي َ‬ ‫َن إ‬ ‫ع ْ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على‬ ‫الحمد لله ّ‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪..‬‬
‫أخواتي المسلمات ‪..‬‬
‫السلما عليكم ورحمة الله وبركاته ‪..‬‬
‫وموضوع الدرس هذه الليلة عن الدعاء وآثره ‪..‬‬
‫وسيتكون الموضوع من عدة نقاط ‪:‬‬
‫‪ -‬النقطة الولى ‪ :‬البداية ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم قبل الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم مقدمة للموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم من أقوال السلف ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم من شروط الدعاء ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم فن الثناء ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم مسألة في البطاء في إجابة الدعاء ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم أدب الدعاء ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم الفتقار إلى الله ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم ل تيأسي من روح الله ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم وقفة أخيرة ‪.‬‬

‫البداية ‪:‬‬
‫الحمد لله ‪..‬‬
‫الحمد لله على جزيل إنعامه وإفضاله ‪..‬‬
‫والشكر له على جليل إحسانه ونواله ‪..‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له تعالى في‬
‫إلهيته وربوبيته ‪..‬‬
‫وتقدّس في أحديته وصمديته ‪..‬‬
‫وتن ّزه في صفات كماله عن الكفء والنظير‪..‬‬
‫وع ّز في سلطان قهره وكمال قدرته عن المنازع‬
‫والمغالب والمعين والمشير ‪..‬‬
‫ل في بقائه وديموتيته وغناه وقيّوميتهَ عن المطعم‬‫وج ّ‬
‫والمجير‪..‬‬
‫وصلى الله وسلم على البشير النذير والسراج ‪ ،‬المنير‬
‫وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوما الدين ‪..‬‬

‫يا من له كل‬ ‫رب حمدا ً ليس‬ ‫يا ّ‬


‫الخلئق تصمد ُ‬ ‫غيرك يحمد ُ‬
‫ورأيت بابك واسعا ً‬ ‫أبواب غيرك يا ربنا‬
‫ل يوصد ُ‬ ‫قد أوصدت‬
‫عبَادإي ع َنّي فَإإنّي‬
‫ك إ‬‫سأَل َ َ‬
‫ل جلله ‪َ } :‬وإإذ َا َ‬ ‫هو القائل ج ّ‬
‫َان{ ‪..‬‬ ‫قَريب أ ُ‬
‫اع إإذ َا دَع إ‬‫إ‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ْو‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫د‬ ‫يب‬
‫ُ‬ ‫ج‬‫إ‬ ‫إ ٌ‬
‫اسمعي ‪..‬كيف سماهم ) عبادي ( أشرف السماء ‪..‬‬
‫أضاف العباد إليه ‪..‬‬
‫ورد ّ عليه مباشرة ‪ ..‬لم يقل ‪ :‬فقل لهم ‪..‬‬
‫إنما تولى الجواب بنفسه ليبين لهم ‪..‬‬
‫أنه ل واسطة بينهم وبينه‪..‬‬
‫ن بابه مفتوح ‪..‬‬ ‫وأ ّ‬
‫وأنه قريب ممن دعاه ‪..‬‬
‫حليم على من عصاه ‪..‬‬
‫غني عمن تناساه ‪..‬‬
‫قال صاحب الظلل ‪ :‬إنها آية عجيبةَ ‪..‬‬
‫آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوه ‪ ،‬والود ّ‬
‫المؤنس ‪ ،‬والرضا المطمئن ‪ ،‬والثقة ‪ ،‬واليقين ‪..‬‬
‫يب‬ ‫ُ‬
‫ج ُ‬‫جل بإجابة الدعاء } أ إ‬
‫لم يقل ‪ :‬أسمع الدعاء إنما ع ّ‬
‫َان {‪..‬‬
‫اع إإذ َا دَع إ‬
‫دَع ْوَة َ الد ّ إ‬

‫قبل الموضوع ‪:‬‬


‫عن النعمان بن البشير رضي الله عنه عن النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫م ادْعُونإي‬ ‫ل َربّك ُ ُ‬ ‫) الدعاء هو العبادة ( ‪ ،‬وقرأ } وَقَا َ‬
‫َ‬
‫سيَدْخُلُو َ‬
‫ن‬ ‫عبَادَتإي َ‬ ‫َن إ‬ ‫نع ْ‬ ‫ستَكْب إ ُرو َ‬‫ين ي َ ْ‬‫ن الّذإ َ‬‫م إإ ّ‬ ‫ب لَك ُ ْ‬ ‫ج ْ‬ ‫ست َ إ‬ ‫أ ْ‬
‫ين { ‪..‬‬ ‫خرإ َ‬ ‫م دَا إ‬ ‫جهَن ّ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫ن إ‬ ‫ما تَدْعُو َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫وقال سبحانه عن إبراهيم ‪َ } :‬وأع ْتَزإلُك ُ ْ‬
‫ن بإدُعَاء َربّي شَ إقيّا ً ‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫سى أ ّل أكُو َ‬ ‫ون اللّهإ وَأدْعُو َربّي ع َ َ‬ ‫دُ إ‬
‫ون اللّهإ { ‪..‬‬ ‫من د ُ إ‬ ‫ن إ‬ ‫ما يَعْبُدُو َ‬‫م وَ َ‬ ‫ما اعْت َ َزلَهُ ْ‬ ‫فَل َ ّ‬
‫مى الدعاء عبادة ‪..‬‬ ‫فس ّ‬
‫السؤال ‪ :‬ما هي العبادة ؟‪..‬‬
‫ل والخضوع ‪..‬‬ ‫قال ابن القيم ‪ :‬هي غاية الحب بغاية الذ ّ‬
‫والعرب تقول طريق معبّد ‪ :‬أي مذلل‪..‬‬
‫والتعبد ‪ :‬التذلل والخضوع ‪..‬‬
‫فمن أحببته ‪ ،‬ولم تكن خاضعا ً له لم تكن عابدا ً له ‪..‬‬
‫ومن خضعت له بل محبة ‪ ،‬لم تكن عابدا ً له حتى تكون‬
‫محبا ً خاضعا ً ‪..‬‬
‫وسر الخلق ‪ ،‬والمر ‪ ،‬والكتبَ ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وقال رحمه الله ‪:‬‬
‫ك نَعْبُد ُ‬‫والشرائع ‪ ،‬والثواب ‪ ،‬والعقاب في قوله ‪ } :‬إإيّا َ‬
‫ين { ‪..‬‬ ‫ستَعإ َُ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫وإإيّا َ‬
‫الرب وبين عبده‬ ‫ّ‬ ‫وهما الكلمتان المقسومتانَ بين‬
‫نصفين ‪..‬‬
‫فقوله تعالى ‪:‬‬
‫ك نَعْبُد ُ { ‪ :‬هي لله ‪..‬‬ ‫} إإيّا َ‬
‫ين { ‪ :‬هي للعبد ‪..‬‬ ‫ستَعإ َُ‬ ‫ك نَ ْ‬ ‫} وإإيّا َ‬
‫ذكرنا معنى العبادة ‪..‬‬
‫أما معنى الستعانة ‪ :‬فهي الثقة بالله ‪ ،‬والعتماد عليه ‪..‬‬
‫وقد تثق ‪ ،‬وقد تثقين بالواحد من الناس ولكنك ل‬
‫تعتمدين عليه ‪..‬‬
‫وقد تعتمدي على واحد من الناس ‪ ،‬ولكنك ل تثقين فيه‬
‫‪ ..‬إنما اعتمدت عليه للحاجة إليه ‪..‬‬
‫ات‬
‫ماوَ إ‬ ‫س َ‬‫ب ال ّ‬ ‫قال سبحانه في هذا المعنى ‪َ } :‬ولإلّهإ غَي ْ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل عَلَيْهإ َو َ‬
‫ما‬ ‫ه فَاع ْبُدْهُ َوتَوَك ّ ْ‬ ‫م ُر كُل ّ ُ‬
‫جعُ ال ْ‬ ‫ض وَإإلَيْهإ ي ُ ْر َ‬‫َوال ْر إ‬
‫ن { ‪..‬‬ ‫ملُو َ‬‫ما تَعْ َ‬ ‫ل عَ ّ‬ ‫ك بإغَافإ ٍ‬‫َرب ّ َ‬
‫ين { دليل على أننا‬ ‫ستَعإ ُ‬ ‫ك نَ ْ‬‫ك نَعْبُد ُ وإإيّا َ‬ ‫وفي قوله } إإيّا َ‬
‫نستعين بالله على عبادته ‪..‬‬
‫فوالله لول الله ما اهتدينا ول تصدقنا ول صلينا ‪..‬‬
‫والناس أختي الحبيبهَ في هذين الصلين على أقساما ‪..‬‬
‫وأقصد بالصلين العبادة والستعانه ‪..‬‬
‫أجلّها وأفضلها أهل العبادة والستعانة بالله عليها ‪..‬‬
‫فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه أن يعينهم عليها‬
‫ويوفقهم للقياما بها ‪..‬‬
‫الرب تبارك وتعالى ‪ :‬العانه‬ ‫ّ‬ ‫وهذا أجل وأفضل ما يُسأل‬
‫على مرضاته ‪..‬‬
‫وهذا الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لحبه معاذ‬
‫بن جبل رضي الله عنه فقال ‪:‬‬
‫) يا معاذ والله إني لحبك فل تنسى أن تقول دبر كل‬
‫صله ‪ :‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‬
‫( والحديث صحيح ‪.‬‬
‫فأنفع الدعاء أختي الحبيبه طلب العون على مرضاة‬
‫الله ‪..‬‬
‫وأفضل المواهب وأفضل العطايا إسعاف الطالب بهذا‬
‫المطلوب ‪..‬‬
‫وجميع الدعية المأثورة مدارها على هذا ‪. .‬‬
‫وعلى دفع ما يضادها ‪..‬‬
‫فتأملي في كل الدعية التي جاءت عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪..‬‬
‫قال شيخ السلما ابن تيميه رحمة الله ‪ :‬تأملت أنفع‬
‫الدعاء فإذا هو سؤال العبد على مرضاته ‪ ،‬ثم رأيته في‬
‫ين { ‪..‬‬
‫ستَعإ ُ‬ ‫ك نَعْبُد ُ وإإيّا َ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫الفاتحه في قوله ‪ } :‬إإيّا َ‬
‫تأملي قوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) اللهم أصلح لي ديني ( ‪..‬‬
‫تأملي قوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) ول تجعل مصيبتي في ديني ( ‪..‬‬
‫تأملي هذا الدعاء ‪ ،‬واستشعري يا رعاك الله ‪..‬‬
‫القسم الثاني من الناس ‪..‬‬
‫معرضون عن عبادة الله ‪..‬‬
‫معرضون عن الستعانه بالله ‪..‬‬
‫فل عباده ‪ ،‬ول استعانه ‪..‬‬
‫وإن سأل وإن سألت فاستعانت على حظوظ وشهوات‬
‫الدنيا ل على مرضاة ربها وحقوقه ‪..‬‬
‫تأملي أن الله يسأله أولياؤه ‪ ،‬وأعداؤه ‪ ..‬ويمد هؤلء‬
‫وهؤلء ‪..‬‬
‫إبليس أبغض أعداء الله سأل حاجة فأعطاه إياها ومتعه‬
‫ما لم تكن عونا ً على مرضاته كانت زياده له‬ ‫بها ‪ ،‬ولكن ل ّ‬
‫في شقوته ‪ ،‬وبعده عن الله ‪ ،‬وطرده عنه ‪..‬‬
‫وهكذا من استعانت بالله على أمر وسألته إياه ولم يكن‬
‫عونا ً على طاعة الله ‪..‬كان مبعدا ً لها عن مرضاته‬
‫قاطعا ً لها عنه ول بد ‪..‬‬
‫تأملي ‪..‬‬
‫ن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه ‪..‬‬ ‫أ ّ‬
‫بل يسأله العبد حاجته فيقضيها له وفيها هلكه وشقوته ‪،‬‬
‫ويكون قضاؤها له من هوانه عليه وسقوطه وسقوطها‬
‫من عينهَ ‪..‬‬
‫مه حاجة فيمنعها الله ول يجيبها‬ ‫َ‬
‫ويسأل العبد وال َ‬
‫لكرامتها ومحبته لها فيمنعها حماية وصيانة وحفظا ً ل‬
‫بخل ً ‪..‬‬
‫وهذا إنما يفعله بعبده وعبدته الذي يريد كرامتها‬
‫ومحبتها ‪..‬‬
‫ن الله ل يحبهم ‪ ،‬ول‬ ‫َ‬
‫مه بجهله وجهلها أ ّ‬ ‫فيظن العبد وال َ‬
‫يكرمهم ‪ ،‬وتراه يقضي حوائج غيرها فتسيء الظن بربها‬
‫والمعصوما من عصمه الله ‪..‬‬
‫احذري كل الحذر ‪..‬‬
‫أن تسألي شيئا ً معيناًَ خيرته وعاقبته مغيبة عنك ‪..‬‬
‫فإن كان ل بد ّ من سؤاله فعلقي ذلك على شرط علمه‬
‫تعالى فيه الخيرة وقدمي بين يدي سؤالك الستخاره ‪..‬‬
‫ولكن ‪..‬‬
‫ل تكن استخاره باللسان بل معرفه بل ‪..‬‬
‫استخاره من ل علم له بمصالحه ‪..‬‬
‫استخارة من ل علم لها بمصالحها ‪ ،‬ول قدرة لها عليها ‪..‬‬
‫استخارة من ل تملك لنفسها ضرا ً ول نفعا ً ‪..‬‬
‫بل إن وُكلت إلى نفسها هلكتَ كل الهلك ‪..‬‬
‫تأملي قوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي‬
‫شأني كله ول تكلني إلى نفسي طرفة عين (‪..‬‬
‫تأملي قوله ‪:‬‬
‫) اللهم رحمتك أرجو فل تكلني إلى نفسي‬
‫طرفة عين ( ‪.‬‬

‫ما هو الدعاء ‪:‬‬


‫الدعاء " لغة " ‪:‬‬
‫مأخوذ من مادة " دَعوا " والتي تدل في الصل على‬
‫إمالة الشيء إليك بصوت وكلما يكون منك ‪..‬‬
‫ومن هذا هو الصل ‪:‬‬
‫الدعاء في معنى الرغبة إلى الله عز وجل ‪..‬‬
‫وهو واحد الدعيه ‪..‬‬
‫والفعل من ذلك دعا يدعو ‪..‬‬
‫والمصدر الدعاء والدعوه ‪..‬‬
‫الدعاء " اصطلحا ً " ‪:‬‬
‫قال الطيبي ‪:‬‬
‫هو إظهار غاية التذلل ‪..‬‬
‫والفتقار إلى الله ‪..‬‬
‫والستكانه له ‪..‬‬
‫وهذا تعريف يتناول دعاء العبادة كماجاء في فتح الباري‬
‫‪..‬‬
‫وقال المناوي ‪:‬‬
‫هو لسان الفتقار لشرح الضطرار ‪..‬‬
‫وهذا التعريف يتناول دعاء المسألة المتضمن لدعاء‬
‫الثناء والعبادة ‪..‬‬
‫أقساما الدعاء في القرآن ‪:‬‬
‫جاء لفظ الدعاء في القرآن هو يتناول معنيين ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬العبادة ‪..‬‬
‫والثاني ‪ :‬دعاء المسألة ‪..‬‬
‫فدعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي ‪ ،‬وطلب كشف‬
‫ما يضره ودفعه ‪..‬‬
‫وكل من يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود بحق ‪..‬قاله‬
‫شيخ السلما ابن تيمية ‪..‬‬
‫أما دعاء العبادة ‪:‬‬
‫فهو الذي يتضمن الثناء على الله بما هو أهله ‪ ،‬ويكون‬
‫مصحوبا ً بالخوف والرجاء ‪..‬‬
‫والدعاء في القرآن يراد به هذا تاره وهذا تاره ‪ ،‬ويراد به‬
‫مجموعهما وهما متلزمان ‪..‬‬
‫فالعبد يدعو للنفع ‪ ،‬أو لدفع الضر ‪..‬دعاء المسألة ‪..‬‬
‫ويدعو خوفا ً ‪ ،‬ورجاءً ‪..‬دعاء العباده ‪..‬‬
‫ض ّرعا ً‬ ‫وقد ورد المعنيان بقوله تعالى } ادْعُوا ْ َربّك ُ ْ‬
‫م تَ َ‬
‫سدُوا ْ إفي ال َ‬
‫ض‬
‫إ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ين ‪ ،‬وَل َ ت ُ ْف إ‬ ‫معْتَد إ َ‬‫ب ال ْ ُ‬
‫ح ّ‬‫ه ل َ يُ إ‬ ‫ة إإن ّ ُ‬ ‫خفْي َ ً‬‫َو ُ‬
‫ت اللّهإ قَرإ ٌ‬
‫يب‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬ ‫معا ً إ إ ّ‬‫حهَا وَادْع ُوه ُ خَوْفا ً َوط َ َ‬ ‫صل َ إ‬ ‫بَعْد َ إ إ ْ‬
‫ين{‪.‬‬‫َ‬ ‫سن إ‬
‫ح إ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬‫ّ‬
‫َ‬
‫سأل َ َ‬
‫عبَادإي عَنّي { ‪..‬‬ ‫ك إ‬ ‫وفُسر قوله تعالى ‪ } :‬وَإإذ َا َ‬
‫قيل المعنى أعطيه إذا سألني ‪..‬‬
‫وقيل أثيبه إذا عبدني ‪..‬‬
‫قال صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫ن أعجز الناس من عجز عن الدعاء ‪ ،‬وأبخل الناس‬ ‫)إ ّ‬
‫من بخل بالسلما ( ‪ .‬وإسناده حسن ‪.‬‬
‫وقال صلى الله علييهَ وسلم في حديث سلمان ‪:‬‬
‫ن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه‬ ‫)إ ّ‬
‫إليه بدعوه أن يردهما صفرا ً ليس فيهما شيء ( صححه‬
‫اللباني رحمه الله ‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريره ‪:‬‬
‫ن الله ل‬
‫) ادعوا الله وأنتم موقنون بالجابه ‪ ،‬واعلموا أ ّ‬
‫يستجيب من قلب غافل له ( ذكره اللباني في سلسلة‬
‫الحاديث الصحيحة ‪..‬‬

‫من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬


‫عن شهر بن حوشب قال قلت لما سلمه رضي الله‬
‫عنها ‪ :‬يا أما المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك ‪ ،‬قالت كان أكثر‬
‫دعاءه ‪:‬‬
‫) اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (‬
‫‪..‬‬
‫وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ‪ :‬كان‬
‫أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫وقنا عذاب النار ( رواه البخاري ومسلم ‪..‬‬
‫وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‪ :‬كان رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يدعو‬
‫رب ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫)‬
‫أعني ول تُعن علي ‪..‬‬
‫وانصرني ول تنصر علي ‪..‬‬
‫وامكر لي ول تمكر علي ‪..‬‬
‫واهدني ويسر هداي إلي ‪..‬‬
‫وانصرني على من بغى علي ‪..‬‬
‫اللهم اجعلني لك شاكرا ً ‪..‬‬
‫لك ذاكرا ً ‪..‬‬
‫لك راهبا ً ‪..‬‬
‫لك مطواعا ً ‪..‬‬
‫إليك مخبتا ً أو منيبا ً ‪..‬‬
‫ربي تقبل توبتي ‪..‬‬
‫واغسل حوبتي ‪..‬‬
‫وأجب دعوتي ‪..‬‬
‫وثبّت حجتي ‪..‬‬
‫واهدي قلبي ‪..‬‬
‫وسدد لساني ‪..‬‬
‫واسلل سخيمة قلبي ( رواه أبو داود ‪ ،‬والترمذي‬
‫والحديث صحيح ‪..‬‬

‫من علمات إجابة الدعاء أختي الحبيبةَ ‪..‬‬


‫ما يحصل لنفس الداعيه من انشراح في صدرها ‪..‬‬
‫وبهجة في فؤادها لمتثالها لمر ربها تبارك وتعالى ‪،‬‬
‫ولشتغالها بذكره ودعائه ‪..‬‬
‫م الجابة ‪ ،‬ولكني أحمل‬ ‫قال عمر ‪ :‬والله إني ل أحمل ه ّ‬
‫م الدعاء ‪..‬‬
‫ه ّ‬
‫قال الطحاوي في شرح الطحاويه ‪:‬‬
‫والله يستجيبَ الدعوات ‪..‬‬
‫ويقضي الحاجات ‪..‬‬
‫ويملك كل شيء ‪..‬‬
‫ول يملكه شيء ‪..‬‬
‫ول غنى عن الله طرفة عين ‪..‬‬
‫ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر وصارمن‬
‫حيْن ‪ :‬الهلك ‪. -‬‬‫حيْن ‪ .‬انتهى كلمه ‪ -‬وال َ‬ ‫أهل ال َ‬
‫وإن الداعي والداعيه تقصد بدعائها ‪..‬‬
‫تعظيم ربها تبارك وتعالى ‪ ،‬وتمجيده ‪ ،‬ورجاء الجر‬
‫والمثوبه ‪ ،‬مع الطمع بتحقيق ما وعد الله من الستجابه‬
‫كلها‪..‬‬
‫ودعوة العبد والعبدة المؤمنه ل تُرد ‪..‬‬
‫والخير فيما يختاره الله ‪..‬‬
‫من تعجيل الجابة ‪..‬‬
‫أو يعوضها الله بما هو أولى ‪..‬‬
‫أو يدخر الله لها في الخره خيرا ً مما سألت ‪..‬‬
‫والدعاء أحبتي وأختي الحبيبه‪..‬‬
‫هو أقوى السباب لدفع المكروه ‪ ،‬ودفع البليا ‪،‬‬
‫والمصائب ‪..‬‬
‫وللدعاء مع البلء ثلثا مقامات كما ذكر ابن القيم في‬
‫الفوائد ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬أن يكون الدعاء أقوى من البلء فيدفعه ‪..‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أن يكون أضعف من البلء فيقوى عليه البلء‬
‫فيُصاب به العبد ولكنه يخففه و إن كان ضعيفا ً ‪..‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه ‪..‬‬
‫قال صلى الله عليه وسلم في حديث سلمان ‪:‬‬
‫) ل يرد القضاء إل الدعاء ‪ ،‬ول يزيد في العمر إل ّ البر (‬
‫حسنه اللباني ‪.‬‬

‫من فوائد الدعاء ‪..‬‬


‫وفوائده كثيره أختي الحبيبهَ ‪..‬‬
‫أول ً ‪ :‬سرعة الفرج ‪ ..‬وتفريج الكرب ‪..‬‬
‫الرب بحسن الظن بالقرب ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫م على‬ ‫ثانيا ً ‪ :‬إلقاء اله ّ‬
‫ثالثا ً ‪ :‬الدعاء سلح يتقى به العدو ‪ ،‬وسوء القضاء ‪..‬‬
‫من فوائد الدعاء ‪..‬‬
‫يجلب المصالح ‪ ،‬ويدفع المفاسد ‪..‬‬
‫من فوائد الدعاء ‪..‬‬
‫مه بذنبها وعيبها عن عيب غيرها ‪..‬‬ ‫َ‬
‫يشغل ال َ‬
‫من فوائد الدعاء ‪..‬‬
‫مه تدعو‬ ‫َ‬
‫مداومه الشعور بالضعف والحاجه ‪ ،‬فل تزال ال َ‬
‫حتى تنال حاجتها ‪..‬‬
‫من فوائد الدعاء ‪..‬‬
‫جل أنواع العباده فيُقصد لذاته ‪،‬كما يقصد‬ ‫يعد ّ من أ ّ‬
‫لقضاء الحاجه ‪،‬أو دفع المضره‪..‬‬
‫من فوائد الدعاء ‪..‬‬
‫مه إلى التعرف على الداب الشرعيه‪.‬‬ ‫َ‬
‫يدعو العبد وال َ‬
‫من وفوائد الدعاء ‪..‬‬
‫ن الله معهم دائما ً أينما كانوا ‪..‬‬ ‫َ‬
‫مه بأ ّ‬‫يشعر العبد وال َ‬
‫والناظم يقول ‪:‬‬

‫تدري بما صنع‬ ‫أتهزأ بالدعاء‬


‫الدعاء‬ ‫وتزدريه وما‬
‫لها أمد ٌ وللمد‬ ‫سهاما الليل ل‬
‫انقضاء‬ ‫تخطي ولكن‬
‫من شروط الدعاء ‪:‬‬
‫قال سهل التستري شروط الدعاء سبعه‪:‬‬
‫أولها التضرعَ ‪..‬‬
‫والخوف ‪..‬‬
‫والرجاء ‪..‬‬
‫والمداومه ‪..‬‬
‫والخشوع ‪..‬‬
‫والعموما ‪..‬‬
‫وأكل الحلل ‪..‬‬
‫وهذه من أقوال السلف رحمهم الله‪..‬‬
‫قال ابن عطاء ‪:‬‬
‫إن للدعاء أركانا ً ‪ ،‬وأجنحه ‪ ،‬وأسبابا ً ‪ ،‬وأوقاتا ً ‪..‬‬
‫فإن وافق أركانه قوي ‪..‬‬
‫وإن وافق أجنحته طار في السماء ‪..‬‬
‫وإن وافق مواقيته فاز ‪..‬‬
‫وإن وافق أسبابه نجح ‪..‬‬
‫فأركانه‪ :‬حضور القلب ‪ ،‬والرأفه ‪ ،‬والستكانه ‪،‬‬
‫علما الغيوب‪..‬‬ ‫والخشوع بين يدي ّ‬
‫وأجنحة الدعاء ‪ :‬الصدق مع الله ‪..‬‬
‫ومواقيته ‪ :‬السحار ‪.‬‬
‫وأسبابه ‪ :‬الصلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪..‬‬
‫قيل لبراهيم بن أدهم ‪:‬‬
‫ما بالنا ندعو فل يستجاب لنا؟! ‪..‬‬
‫قال لنكم ‪:‬‬
‫عرفتم الله ‪ ،‬فلم تطيعوه ‪..‬‬
‫ل { ‪..‬‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أما قال الله ‪ } :‬وأ َ‬
‫الر ُ‬ ‫ّ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫إ‬ ‫ط‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫و‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫الل‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ي‬‫إ‬ ‫ط‬ ‫َ‬
‫وعرفتم الرسول ‪ ،‬فلم تتبعوا سنته ‪..‬‬
‫ه فَاتّبإعُونإي‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫حبّو َ‬ ‫م تُ إ‬ ‫ل إإن كُنت ُ ْ‬ ‫أما قال سبحانه ‪ } :‬قُ ْ‬
‫ه { ‪..‬‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫حبإبْك ُ َُ‬
‫يُ ْ‬
‫وعرفتم القرآن ‪ ،‬فلم تعملوا به ‪..‬‬
‫ك لّيَدّب ّ ُروا‬ ‫ار ٌ‬ ‫مب َ َ‬‫ك ُ‬ ‫اب أَن َزلْنَاهُ إإلَي ْ َ‬ ‫أما قال جل وعل ‪ } :‬كإت َ ٌ‬
‫آيَاتإهإ { ‪..‬‬
‫أكلتم نعمة الله ‪ ،‬فلم تؤدوا شكرها ‪..‬‬
‫م يُنك إ ُرونَهَا‬ ‫ت اللّهإ ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن نإعْ َ‬ ‫أما قال جل وعل ‪ } :‬يَعْرإفُو َ‬
‫{ ‪..‬‬
‫وعرفتم الجنه ‪ ،‬فلم تطلبوها ‪..‬‬
‫ة الّتإي‬ ‫جن ّ ُ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫أما قال الله تبارك وتعالى ‪ } :‬وَتإل ْ َ‬
‫ُ‬
‫ن { ‪..‬‬ ‫ملُو َ‬ ‫م تَعْ َ‬‫ما كُنت ُ ْ‬ ‫موهَا ب إ َ‬ ‫أورإثْت ُ ُ‬
‫وعرفتم النار ‪ ،‬فلم تهربوا منها ‪..‬‬
‫ف‬
‫صرإ ْ‬ ‫ن َربّنَا ا ْ‬ ‫ين يَقُولُو َ‬ ‫أما قال جل من قائل ‪ } :‬وَالّذإ َ‬
‫ن غَ َراما ً { ‪..‬‬ ‫ن عَذ َابَهَا كَا َ‬ ‫م إإ ّ‬ ‫جهَن ّ َ‬‫َاب َ‬ ‫عَنّا عَذ َ‬
‫وعرفتم الشيطان ‪ ،‬فلم تحاربوه ووافقتموه ‪..‬‬
‫خذ ُوهُ‬ ‫م عَدُوّ فَات ّ إ‬ ‫ن لَك ُ ْ‬ ‫ن الشّ يْطَا َ‬ ‫أما قال سبحانه ‪ } :‬إ إ ّ‬
‫حزبه لإيكُونوا م َ‬
‫سعإيرإ {‪..‬‬ ‫اب ال ّ‬ ‫ح إ‬ ‫ص َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما يَدْعُو إ ْ َ ُ َ ُ إ ْ‬ ‫عَدُوّا ً إإن ّ َ‬
‫وعرفتم الموت ‪ ،‬فلم تستعدوا له ‪..‬‬
‫ه‬
‫من ْ ُ‬ ‫ن إ‬ ‫ت الّذإي ت َ إف ّرو َ‬ ‫موْ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ل إإ ّ‬ ‫أما قال سبحانه ‪ } :‬قُ ْ‬
‫م {‪..‬‬ ‫م َلقإيك ُ ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫فَإإن ّ ُ‬
‫ودفنتم الموات ‪ ،‬فلم تعتبروا ‪..‬‬
‫صارإ { ‪..‬‬ ‫أما قال سبحانه ‪ } :‬فَاع ْتَبروا يَا أُولإي ْ َ‬
‫الب ْ َ‬ ‫إُ‬
‫وتركتم عيوبكم ‪ ،‬واشتغلتم بعيوب الناس‪..‬‬
‫َ‬
‫سى أن‬ ‫من قَوْما ٍ عَ َ‬ ‫ما ّ‬ ‫َر قَو ٌ‬ ‫سخ ْ‬ ‫أما قال سبحانه ‪َ } :‬ل ي َ ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫يكُونوا خَيرا ً منهم و َل نإساءٌ من نساءٍ عَسى أ َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ن { ‪..‬‬ ‫منْهُ ّ‬ ‫خَيْرا ً ّ‬

‫الثناء على الله ‪:‬‬


‫فن من الفنون ‪..‬ول يُثني على الله إل بما أثنى على‬
‫نفسه ‪ ،‬في كتابه ‪ ،‬وفي سنته صلى الله عليه وسلم ‪..‬‬
‫نثني عليه تبارك وتعالى بأسمائه ‪ ،‬وصفاته ‪ ،‬وآياته ‪..‬‬
‫وعم‬
‫ّ‬ ‫وادلهم الخطب‬
‫ّ‬ ‫حل المر الصعب ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا‬
‫الجدب ‪..‬‬
‫الله المستعان ‪..‬‬
‫إذا أظلم الفق ‪ ،‬وضاقت الطرق ‪ ،‬و انشق‬
‫بالمصائب الفق ‪..‬‬
‫الله المستعان ‪..‬‬
‫إذا جاعت البطون ‪ ،‬وأخطأت الظنون ‪ ،‬وحلت‬
‫المنون ‪..‬‬
‫فالله المستعان ‪..‬‬
‫إذا قست القلوب ‪ ،‬وظهرت العيوب ‪ ،‬وكثرت‬
‫الذنوب ‪..‬‬
‫فالله المستعان ‪..‬‬
‫فقد الولد ‪ ،‬وقحط البلد ‪ ،‬وضعف السند ‪..‬‬ ‫إذا ُ‬
‫الله المستعان ‪..‬‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫جا نوحا ً من‬ ‫انتشل ذا النون من الظلمات ‪ ،‬ون ّ‬
‫الكربات ‪..‬‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫أطفأ النار لبراهيم ‪ ،‬وجمد الماء للكليم ‪..‬‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫على العرش استوى ‪..‬‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫يسمع ويرى ‪..‬‬
‫سبحان الله العظيم ‪..‬‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫ل يموت ‪..‬‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫تكفل بالقوت ‪..‬‬ ‫ّ‬
‫سبحان من ‪..‬‬
‫صر بالموت‬ ‫وهب النور في البصار ‪ ،‬وق ّ‬
‫العمار ‪..‬‬
‫ل إله إل الله ول نعبد سواه ‪..‬‬
‫غالب فل يُقهر ‪..‬‬
‫أغنى وأقنى ‪..‬‬
‫أضحك وأبكى ‪..‬‬
‫ل إله إل الله ‪..‬‬
‫عدد ما خطت القلم ‪..‬‬
‫وسجع الحمام ‪..‬‬
‫وهطل الغمام ‪..‬‬
‫وضت من منى الخيام ‪..‬‬ ‫ق ّ‬ ‫و ُ‬
‫ل إله إل الله ‪..‬‬
‫كلما برق الصباحا ‪..‬‬
‫وهبت الرياحا ‪..‬‬
‫وكلما تعاقبت الحزان والفراحا ‪..‬‬
‫عز فارتفع ‪..‬‬ ‫ّ‬
‫خضع له كل شيء وركع ‪..‬‬
‫أعطى ومنع ‪..‬‬
‫خفض ورفع ‪..‬‬
‫أعز وأذل ‪..‬‬
‫م‬ ‫و‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫ْ‬
‫ال أ‬
‫و ْ‬‫أ‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫او‬
‫أ‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫الس‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫أ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫سأأل ُ‬
‫} يأ ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫في أ ْ‬
‫ن {‪..‬‬ ‫شأ ٍ‬ ‫و ِ‬ ‫ه أ‬ ‫ُ‬
‫يهدي ضال ً ‪..‬‬
‫ويغني فقيرا ً ‪..‬‬
‫ويغفر ذنبا ً ‪..‬‬
‫ويستر عيبا ً ‪..‬‬
‫وينصر مظلوما ً ‪..‬‬
‫ويقصم جبارا ً ‪..‬‬
‫ول يعجزه شيء في الرض ول في السماء ‪..‬‬
‫أ‬ ‫م ُرهُ إِذأا أ أ أرادأ أ‬ ‫أ‬
‫ن‬ ‫ول ل أ ُ‬
‫ه كُ ْ‬ ‫ق أ‬ ‫شيْئا ً أ ْ‬
‫ن يأ ُ‬ ‫ما أ ْ‬
‫} إِن ّ أ‬
‫ون {‪..‬‬‫فيأك ُ ُ‬ ‫أ‬

‫أنت المعد لكل ما‬ ‫يا من يرى ما في‬


‫يتوقع‬ ‫الضمير ويسمع‬
‫يا من إليه‬ ‫جى‬‫يا من ير ّ‬
‫المشتكى‬ ‫للشدائد كلها‬
‫والمفزع‬ ‫يا من خزائن رزقه‬
‫فيكون والخير كله‬ ‫في قول كن‬
‫عندك أجمع‬ ‫مالي سوى فقرى‬
‫فبالفتقار إليك‬ ‫إليك وسيله‬
‫فقري أرفع‬ ‫مالي سوى قرعي‬
‫فلئن رددت أي‬ ‫لبابك حيلة‬
‫باب أقرع!‬ ‫ومن ذا الذي أدعوه‬
‫إن كان فضلك عن‬ ‫وأهتف باسمه‬
‫فقيرك يمنع‬ ‫حاشاك أن تقنط‬
‫الفضل أجزل‬ ‫من فضلك عاصيا ً‬
‫والمواهب أوسع‬

‫أختي الحبيبه ‪:‬‬


‫الله قد يبتلي العبد فيبطئ عليه في الجابه ‪..‬‬
‫مه فيبطئ عليها في الجابه ‪..‬‬ ‫َ‬
‫يبتلي ال َ‬
‫وقد تدعو المؤمنهَ ‪..‬فل يُستجاب ‪..‬‬
‫فتكرر الدعاء وتطول المده ‪..‬‬
‫ول ترى أثرا ً للجابه ‪..‬‬
‫فينبغي لها أن تعلم أن هذا من البلء الذي يحتاج إلى‬
‫صبر ‪..‬‬
‫ول بد ّ من معرفة أمور حتى تقطعي وسوسة الشيطان‬
‫‪..‬‬
‫ن الله عز وجل مالك ‪ ..‬وللمالك‬ ‫أولً‪ :‬ثبت بالبرهان أ ّ‬
‫التصرفَ بالمنع والعطاء فل وجه للعتراض عليه ‪..‬‬
‫إن أعطى فبرحمته ‪..‬‬
‫وإن منع فبعدله تبارك وتعالى ‪..‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أنه قد ثبتت حكمته بالدله القاطعه ‪..‬‬
‫فربما رأيت الشيء مصلحه والحق أن الحكمه ل‬
‫تقتضيه ‪..‬‬
‫وقد يخفى وجه الحكمه فيما يفعله الطبيب من أشياء‬
‫تؤدي في الظاهر‪ ..‬يقصد بها المصلحه ‪..‬‬
‫رجل ماتت زوجته وهي في حالة ولده ‪ ،‬فأنجبت له بنيه‬
‫صغيره ماتت وتركتها ‪ ،‬فأشار إليه أحد المشايخ أن‬
‫يتزوج في الحال حتى يجد من يرعى بنيته الصغيره ‪..‬‬
‫وكان يأمل بالزواج زيادة النسلَ وزيادة الذريه ‪ ..‬تزوج‬
‫وقامت المؤمنهَ برعاية ابنته كما ينبغي ‪ ،‬لكنها مرت‬
‫عليها السنة والسنتين ‪ ،‬ولم تنجب فاشتكى إلى شيخه ‪،‬‬
‫ن لله حكمه ‪ ..‬ومرت أربع وخمس‬ ‫فقال له ‪ :‬اصبر فإ ّ‬
‫ن لله‬
‫وهو يشتكي إلى شيخه ‪ ..‬وشيخه يقول ‪ :‬اصبر فإ ّ‬
‫حكمه ‪..‬حتى مرت سبع سنوات ‪ ،‬فإذا بها قد حملت ثم‬
‫ذهب إلى شيخه يبشره بذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن لله حكمه إذا‬
‫أعطى ولله حكمه إذا منع ‪ ..‬منع منك الولد حتى تربي‬
‫بنيتك الصغيره ‪ ،‬لنها لو أنجبت لتشاغلت عن تربية تلك‬
‫الصغيرهَ ‪..‬‬
‫ولكنها حكمه أختي الحبيبهَ ل يعلمها إل الله تبارك‬
‫وتعالى ‪..‬‬
‫من المور التي يجب أن تُعرف أنه قد يكون ‪..‬‬
‫التاخير مصلحه ‪..‬‬
‫والستعجال مضره ‪..‬‬
‫وقد قال صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) ل يزال العبد بخير ما لم يستعجلَ ‪ ،‬يقول ‪ :‬دعوت فلم‬
‫يُستجبَ لي ( ‪..‬‬
‫فيك‪..‬‬
‫إ‬ ‫رابعا ً ‪ :‬قد يكون امتناع الجابه لفة‬
‫فابحثي عن هذه السباب لعلك توقنين بالمقصود‪..‬‬
‫عن إبراهيم الخوّاص رحمة الله عليه أنه خرج لنكار‬
‫منكر فنبحه كلب له ‪ ،‬فمنعه أن يمضي ‪ ،‬فعاد ودخل‬
‫المسجد وصلى ثم خرج ‪ ،‬فبصبص الكلب له فمضى‬
‫سئل عن تلك الحال فقال ‪ :‬كان‬ ‫وأنكر المنكرَ وزال ‪ ،‬ف ُ‬
‫عندي منكرَ ‪ ،‬وكان عندي ذنب فمنعني الكلب ‪ ،‬فلما‬
‫عدت تبت واستغفرت فكان ما رأيتم ‪..‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬ينبغي أن تبحثي عن مقصودك بهذا الطلب !!‪.‬‬
‫ماذا تريدين عندما تسألين ‪ ،‬عندما تطلبين طلبا ً ‪ ،‬أو‬
‫تسألين سؤال ً فما المقصود ؟!‪.‬‬
‫وما الذي تريدينه عندما تسألي هذا ؟!‪.‬‬
‫إن سألت مال ً ‪ ،‬أو سألت جاها ً ‪ ،‬أو سألت سلطانا ً ‪ ،‬أو‬
‫أي سؤال سألتيه ‪ ،‬فما هي نيتك وما هو مقصدك من‬
‫هذا السؤال ؟!‪.‬‬
‫أسألت المال للزدياد في طاعة الله ؟!‬
‫هل أردت الجاه ‪ ،‬حتى تتقربي به إلى الله ؟!‬
‫أما ماذا المراد من السؤال ؟!‪.‬‬
‫أما كان النبي صلى صلى الله عليه وسلم يستعيذ‬
‫ويقول ‪:‬‬
‫) أعوذ بك من صحة تلهيني ‪ ،‬أو غنى يطغيني‬
‫(‪..‬‬
‫أما قال نوح عليه السلما ‪:‬‬
‫عل ْ ٌ‬
‫م‬ ‫ه ِ‬ ‫س لِي ب ِ ِ‬ ‫ما لأي ْ أ‬ ‫ك أ‬ ‫سأأل أ أ‬‫نأ ْ‬
‫ك أأ أ‬ ‫أ‬
‫} إِنّي أعُوذُ ب ِ أ ْ‬
‫{‪..‬‬
‫من المور أيضا ً ‪..‬‬
‫أنه ربما كان فقد ما فقديه سببا ً للوقوف على باب‬
‫الرحيم ‪ ،‬واللجوء إليه ‪..‬‬
‫وربما كان حصول المراد سببا ً للشتغال به عن‬
‫المسؤول ‪..‬‬
‫قد تكون هذه الحاجة التي أردتيها سببا ً لوقوفك بين‬
‫يدي الله متضرعة ‪ ،‬خاشعة ‪ ،‬منيبةَ ‪..‬‬
‫لو قضيت هذه الحاجة كثيرَ من الناس إذا قضى الله‬
‫منَا‬ ‫َ‬
‫حوائجهم أعرضوا ‪ ،‬و نكصوا على أعقابهم } وَإإذ َا أنْعَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه الشّ ّر كَا َ‬
‫ن‬ ‫س ُ‬‫م ّ‬
‫جانإبإهإ َوإإذ َا َ‬‫ض َونَأى ب إ َ‬ ‫ان أع َْر َ‬ ‫س إ‬ ‫عَلَى الإن َ‬
‫ل عَلَى شَ اكلَتإه فَربك ُ َ‬
‫ن هُوَ‬ ‫م ْ‬ ‫م أعْل َ ُ‬
‫م بإ َ‬ ‫إ إ َ ّ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫ل يَعْ َ‬ ‫يَؤ ُوسا ً ‪ ،‬قُ ْ‬
‫سبإيل ً { ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أهْدَى َ‬
‫الحق عز وجل علم من اشتغال الخلق بالبر عنه فأنزل‬
‫عليهم عوارض تدفعهم إلى بابه يستغيثونَ به ‪..‬‬
‫فهذي من النعم في طي البلء ‪..‬‬
‫أما البلء المحض ‪..‬‬
‫اشتغالك عن الله تبارك وتعالى ‪..‬‬ ‫إ‬ ‫فهو‬
‫فأما ما يقيمك بين يديه ففيه عزك وجمالك ‪..‬‬
‫حكي عن يحيى البكّاء أنه رأى ربه عز وجل في المناما‬ ‫ُ‬
‫فقال ‪:‬‬
‫يا رب كم أدعوك ول تجبني ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬يا يحيى إني أحب أن أسمع صوتك ‪..‬‬
‫وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪:‬‬
‫) ما من مسلم دعا الله تعالى إل ّ أجابه ‪..‬‬
‫فإما أن يعجلها ‪..‬‬
‫وإما أن يؤخرها ‪..‬‬
‫وإما أن يدخرها له في الخرة ( صححه الحاكم وإسناده‬
‫جيد ‪..‬‬
‫ن ما أجيبت فيه قد ذهب ‪،‬‬ ‫َ‬
‫مه يوما القيامة أ ّ‬ ‫فإذا رأت ال َ‬
‫وما لم تجب فيه قد بقي ثوابه ‪ ،‬قالت ‪ :‬ليتك لم تجب‬
‫لي دعوة قط ‪..‬‬
‫فافهمي هذه الشياء ‪..‬‬
‫وسلمي قلبك من أن يختلج فيه ريب ‪ ،‬أو استعجال ‪..‬‬
‫فالمنع لمرين ‪..‬‬
‫إما لمصلحة ‪..‬‬
‫وإما لذنب ‪..‬‬
‫ل أدرى بحاله ‪..‬‬ ‫وك ٌ‬

‫من آداب الدعاء ‪:‬‬


‫إذا وقعت في محنة يصعب الخلص منها ‪..‬‬
‫فليس لك إل الدعاء ‪..‬‬
‫واللجوء إلى الله ‪..‬‬
‫بعد أن تقدمي التوبة من الذنوب ‪..‬‬
‫فإن الزلل يوجب العقوبة ‪..‬‬
‫فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب ‪..‬‬
‫فإذا تبت ‪ ،‬ودعوت ‪ ،‬ولم تري للجابة أثرا ً ‪..‬‬
‫فتفقدي أمرك فربما كانت التوبة ما صحت ‪..‬‬
‫لماذا ؟!‬
‫شروط التوبة أختي الحبيبةَ ‪..‬‬
‫بعض الناس يقوما بأحدها ‪ ،‬ول يأتي بالركان الباقية ‪..‬‬
‫من شروط التوبة ‪:‬‬
‫الندما ‪..‬‬
‫القلع ‪..‬‬
‫العزما ‪..‬‬
‫قد تعزمينَ ‪..‬قد تقلعين ‪..‬ولكنك ل تندمين فالتوبة‬
‫ناقصة ‪..‬‬
‫قد تندمين ‪..‬قد تعزمينَ ‪..‬ول تقلعين ‪..‬التوبة ناقصة ‪..‬ما‬
‫صحت ‪..‬‬
‫ل بد ّ ‪ ..‬لبد من اكتمال شروط التوبة ‪..‬‬
‫صححي التوبة ثم ادعي ‪ ،‬ول تملي ‪..‬‬
‫فربما كانت المصلحة في تأخير الجابة ‪..‬‬
‫وربما لم تكن المصلحة في الجابة ‪..‬‬
‫فإذا جاء إبليس وقال ‪:‬‬
‫كم تدعين ول ترين إجابة !!‪..‬‬
‫ن الجواب‬ ‫فقولي ‪ :‬أنا أتعبد الله بالدعاء ‪ ،‬وأنا موقنة أ ّ‬
‫حاصل ‪..‬‬
‫غيرأنه ربما كان في تأخيره بعض المصالح ‪..‬‬
‫س‬ ‫َ‬
‫ستَيْأ َ‬ ‫حتّى إإذ َا ا ْ‬ ‫فهو يجيء في وقته المناسب } َ‬
‫َ‬
‫من‬ ‫ي َ‬ ‫ص ُرنَا فَن ُ ّ‬
‫ج َ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫جاءهُ ْ‬ ‫م قَد ْ كُذإبُوا ْ َ‬
‫ل َوظَنّوا ْ أنّهُ ْ‬ ‫س ُ‬
‫الر ُ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫ين { ‪..‬‬ ‫م ََ‬ ‫جرإ إ‬ ‫م ْ‬‫َن الْقَوْما إ ال ْ ُ‬
‫سنَا ع إ‬‫نّشَ اء َول َ ي ُ َرد ّ بَأ ُ‬
‫ولو لم تحصل الجابة ‪..‬‬
‫حصل التعبد ‪ ،‬والذل ‪ ،‬والخضوعَ لله ‪..‬‬
‫إياك ‪..‬ثم إياك أن تسألي شيئا ً إل وتقرنيه بسؤال‬
‫الخيرة ‪..‬‬
‫ب مطلوب من الدنيا كان حصوله سببا ً للهلك ‪..‬‬ ‫ور ّ‬
‫ُ‬
‫فإن كنا أمرنا بالمشاورة في أمور الدنيا ‪ ،‬فكيف ل‬ ‫ُ‬
‫نسأل الله الخير في جميع أمورنا ‪ ،‬وهو أعلم بما ينفعنا‬
‫ويضرنا ‪..‬‬
‫توسلي إلى الله بالله ‪..‬‬
‫قولي ‪..‬‬
‫إلي قبل أن أطلبه ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫يا محسنا ً‬
‫ل تخيب أملي فيك وأنا أطلبك ‪..‬‬
‫فبإنعامك المتقدم أتوسل إليك ‪..‬‬
‫من المور المهمة التي ينبغي أن تعرفيها ‪ ،‬وتفهميها ‪،‬‬
‫وتستشعريها عند الدعاء ‪..‬‬
‫الفتقار إلى الله ‪..‬‬
‫إعلن الحاجة ‪..‬‬
‫وبيان الذل والخضوعَ لله ‪..‬‬
‫قولي ‪..‬‬
‫رب ‪..‬‬‫ّ‬ ‫يا‬
‫رب‪..‬‬‫ّ‬ ‫يا‬
‫من ل راحم له ارحم من ل راحم له سواك ‪..‬‬
‫ول ناصر له سواك ‪..‬‬
‫ول مؤوي له سواك ‪..‬‬
‫ول مغيث له سواك ‪..‬‬
‫متُك ‪ ،‬وسائلتك ‪ ،‬ومؤملتك ‪..‬‬ ‫أ ّ‬
‫ل ملجأ لها ‪ ،‬ول ملجا لها منك إل إليك ‪...‬‬
‫أنت معاذها ‪ ،‬وأنت ملذها ‪..‬‬
‫ومن أععععوذ به مما‬ ‫يا من ألوذ به فيمن‬
‫أحععععععععععععععععاذره‬ ‫أؤمله‬
‫ول يهيضعععععععععون‬ ‫ليجبر الناس‬
‫عظما ً أنت جابره‬ ‫عظما ً أنت كاسره‬

‫يا من هو أرحم من الوالد بولده ‪ ،‬ومن الوالدة‬


‫بولدها ‪..‬‬
‫من ذا دعاك فرددته ‪..‬‬
‫من ذا الذي أتاك فطردته ‪..‬‬
‫يا قريبا ً ممن دعاه ‪..‬‬
‫يا حليما ً على من عصاه ‪..‬‬
‫يا غنيا ً عمن تناساه ‪..‬‬
‫أنت القائل في الحديث القدسي على لسان‬
‫نبيك صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) يا ابن آدم ‪..‬‬
‫إنك ما دعوتني ول رجوتني ‪..‬‬
‫إل غفرت لك على ما كان منك ول أبالي ‪..‬‬
‫يا ابن آدم ‪..‬‬
‫لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني ‪..‬‬
‫غفرت لك على ما كان منك ول أبالي ‪..‬‬
‫يا ابن آدم ‪..‬‬
‫لو أتيتني بقراب الرض خطايا ثم لقيتني ل‬
‫تشرك بي شيئا ً ‪..‬‬
‫أتيتك بقرابها مغفرة ول أبالي (‪..‬‬

‫في ظلمة الليل‬ ‫يا من يرى مدّ‬


‫البهيم الليل‬ ‫البعوض جناحها‬
‫والمخ من تلك‬ ‫ويرى نياط‬
‫حل‬‫العظام الن ّ‬ ‫عروقها في‬
‫ما كان منه في‬ ‫جيدها‬
‫الزمان الول‬ ‫اغفر لعبد تاب من‬
‫زلته‬

‫اسمعي ‪..‬‬
‫افتقار محمد صلى الله عليه وسلم إلى موله ‪:‬‬
‫) إليك أشكو ضعف قوتي ‪..‬‬
‫وقلة حيلتي ‪..‬‬
‫وهواني على الناس ‪..‬‬
‫رب المستضعفين ‪ ،‬وأنت ربي ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫أنت‬
‫إلى من تكلني ‪..‬‬
‫إلى بعيد يتجهمني ‪..‬‬
‫أم إلى عدو ملّكته أمري ‪..‬‬
‫علي غضب ل أبالي ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫إن لم يكن بك‬
‫ولكن رحمتك أوسع لي ‪..‬‬
‫أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ‪..‬‬
‫وصلح عليه أمر الدنيا والخرة أن يحل بي‬
‫سخطك ‪..‬‬
‫علي غضبك ‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يحل‬ ‫أو‬
‫لك العتبى حتى ترضى ‪..‬‬
‫ول حول ول قوة إل بك (‬
‫اسمعي ‪..‬‬
‫نبي الله موسى عليه السلما وهو يقول ‪:‬‬
‫أ‬
‫ير {‪.‬‬
‫ق ٌ‬ ‫ر أ‬
‫ف ِ‬ ‫خي ْ ٍ‬
‫ن أ‬
‫م ْ‬‫ي ِ‬‫ت إِل أ ّ‬‫نزل ْ أ‬
‫ما أ أ‬ ‫ب إِنّي ل ِ أ‬ ‫} أر ّ‬
‫اسمعي ‪..‬‬
‫نبي الله يعقوب عليه السلما وهو يقول ‪:‬‬
‫ه{ ‪.‬‬ ‫ح ْزنِي إِلأى الل ّ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫شكُو بأثّي أ‬ ‫ما أ أ ْ‬ ‫} إِن ّ أ‬
‫اسمعي ‪..‬‬
‫نبي الله يوسف عليه السلما ‪ ،‬وهو يقول ‪:‬‬
‫هن أأصب إلأيهن أ‬
‫ن‬
‫م أ‬ ‫وأكُن ّ‬ ‫ْ ُ ِ ْ ِ ّ أ‬ ‫عنّي كأيْدأ ُ ّ‬ ‫ف أ‬ ‫ر ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫} إِل ّ ت أ ْ‬
‫ين { ‪.‬‬ ‫هل ِ أ‬ ‫جا ِ‬ ‫ال ْ أ‬
‫أما دعاه زكريا ‪ ..‬أما ناداه زكريا‬
‫منّي‬ ‫م ِ‬ ‫عظ ْ ُ‬ ‫ن ال ْ أ‬ ‫ه أ‬ ‫و أ‬ ‫ب إِنّي أ‬ ‫ل أر ّ‬ ‫فيّا ً ‪ ،‬قَا َ‬ ‫خ إ‬ ‫} نإدَاء َ‬
‫أ‬ ‫ْ‬
‫ب‬‫ك أر ّ‬ ‫م أكُن بِدُعأائ ِ أ‬ ‫ول أ ْ‬ ‫شيْبا ً أ‬ ‫س أ‬ ‫الرأ ُ‬ ‫ل ّ‬ ‫ع أ‬ ‫اشت أ أ‬ ‫و ْ‬ ‫أ‬
‫ت‬ ‫وكأان أ ِ‬ ‫و أرائِي أ‬ ‫من أ‬ ‫ي ِ‬ ‫وال ِ أ‬ ‫م أ‬ ‫ْ‬
‫ت ال أ‬ ‫ف ُ‬ ‫خ ْ‬ ‫وإِنّي ِ‬ ‫قيّا ‪ ،‬أ‬ ‫ً‬ ‫ش ِ‬ ‫أ‬
‫رثُنِي‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫أ‬
‫نك‬ ‫د‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫أ‬
‫ف‬ ‫ً‬ ‫را‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫أا‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫امرأ أ‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ْ أ‬
‫ضيّا ً {‪.‬‬ ‫ب أر ِ‬ ‫ه أر ّ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫ج أ‬ ‫وا ْ‬ ‫وب أ‬ ‫ق أ‬ ‫ع ُ‬ ‫آل ي أ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫وي أ ِ‬ ‫أ‬
‫ريّا إِنّا‬ ‫ك { } يأا أزك أ ِ‬ ‫فيأتيه الجواب ‪ } :‬يَا َزكَرإيّا إإنّا نُبَشّ ُر َ‬
‫ميّا ً‬ ‫س إ‬
‫ل َ‬ ‫من قَب ْ ُ‬ ‫ه إ‬ ‫جعَلَ ل ّ ُ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫حيَى ل َ ْ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ك بإغ َُلما ٍ ا ْ‬ ‫ش ُر أ‬ ‫نُب أ ّ‬
‫{ ‪..‬‬
‫اسمعي ‪..‬‬
‫يا رعاك الله عندما دعاه أيوب وناداه ‪:‬‬
‫ين‬ ‫أ‬ ‫ضر أ‬ ‫أ‬
‫م أ‬ ‫ح ِ‬ ‫الرا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ح ُ‬ ‫نت أ ْر أ‬ ‫وأ أ‬ ‫ي ال ّ ّ أ‬ ‫سن ِ أ‬ ‫م ّ‬ ‫ربي} أنّي أ‬
‫{‪..‬‬
‫فقال له سبحانه ‪:‬‬
‫َ‬
‫ض ّر وَآتَيْنَاهُ أهْل َ ُ‬
‫ه‬ ‫من ُ‬ ‫ما بإهإ إ‬ ‫ه فَكَشَ فْنَاَ َ‬ ‫جبْنَا ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫} فَا ْ‬
‫ين {‪..‬‬ ‫عندإنَا وَذإك ْ َرى لإلْعَابإدإ َ‬ ‫ن إ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ّ‬ ‫م ً‬ ‫ح َ‬ ‫م َر ْ‬ ‫معَهُ ْ‬ ‫مثْلَهُم ّ‬ ‫َو إ‬
‫ناداه ذا النون في ظلمات ثلثا ‪:‬‬
‫ظلمة الليل ‪ ،‬وظلمة البحر ‪ ،‬ظلمة بطن الحوت ‪،‬‬
‫فسمع نداءه من فوق سبع سماوات فقال سبحانه ‪:‬‬
‫} وذ َا النون إذ ذّهَب مغَاضبا ً فَظ َ َ‬
‫ن أن لّن ن ّ ْقدإ َر ع َلَيْهإ‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ إ إ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ك‬‫حان أ أ‬‫سب ْ أ‬ ‫نت ُ‬ ‫ه إ ِ ّل أ أ‬ ‫ات أن ّل إِل أ أ‬ ‫م ِ‬ ‫في الظّل ُ أ‬ ‫فنأادأى ِ‬ ‫أ‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫جيْنَاهُ إ‬ ‫ه وَن َ ّ‬ ‫جبْنَا ل َ ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ين ‪ ،‬فَا ْ‬ ‫م أ‬ ‫ن الظّال ِ ِ‬ ‫م أ‬‫نت ِ‬ ‫إِنّي ك ُ ُ‬
‫نجي‬ ‫ك نُ ِ‬ ‫وكأذأل ِ أ‬ ‫ين { ‪ } ..‬أ‬ ‫من إ ََ‬ ‫مؤ ْ إ‬ ‫جي ال ْ ُ‬ ‫ك نُن إ‬‫م َوكَذَل إ َ‬ ‫الْغَ ّ‬
‫ين { ‪..‬‬ ‫من ِ أ‬ ‫ؤ ِ‬‫م ْ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ُرمي الخليل في النار ‪ ،‬فجاءه جبريل فقال ‪ :‬هل لك‬
‫من حاجة ؟‬
‫فقال ‪ :‬أما لك فل ‪..‬‬
‫أما لله فنعم ‪ :‬فحسبي الله ونعم الوكيل ‪ ،‬فقال‬
‫الله ‪:‬‬
‫َ‬
‫م ‪ ،‬وَأ َرادُوا‬ ‫س َلما ً ع َلَى إإب ْ َراهإي َ‬ ‫ار كُونإي ب َ ْردا ً وَ َ‬ ‫} قُلْنَا يَا ن َ ُ‬
‫ين {‪..‬‬ ‫سرإ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ال َ ْ‬‫م ْ‬ ‫جعَلْنَاهُ َُ‬ ‫بإهإ كَيْدا ً فَ َ‬
‫دخل موسى وهارون عليهما السلما على فرعون‬
‫ط ع َلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى‪،‬قَا َ‬
‫ل‬ ‫ف أَن يَف ُْر َ‬ ‫ال َربّنَا إإنّنَا نَخَا ُ‬ ‫ف}قَ َ‬
‫معُ وَأ َ َرى {‪.‬‬ ‫س َ‬ ‫ما أ ْ‬
‫َل تخَافَا إننإي معك ُ َ‬
‫َ َ َ‬ ‫إّ‬ ‫َ‬
‫فليس أحب إلى الله‬
‫من الدعاء ‪..‬‬
‫والنكسار ‪..‬‬
‫والخضوع ‪..‬‬
‫والتذلل ‪..‬‬
‫والخبات ‪..‬‬
‫والنطراح بين يديه ‪..‬‬
‫والستسلما له ‪..‬‬
‫مه‪:‬‬ ‫َ‬
‫فلله ما أحلى أن يقول العبد وتقول ال َ‬
‫أسألك بعزك وذلي إل رحمتني ‪..‬‬
‫أسألك بقوتك وضعفي ‪..‬‬
‫وغناك وفقري إليك ‪..‬‬
‫هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ‪..‬‬
‫عبيدك سواي ‪ ،‬وإماؤك سواي كثير وليس لي‬
‫سيد سواك ‪..‬‬
‫ل ملجأ ولمنجى منك إل إليك ‪..‬‬
‫أسألك مسألة المسكين ‪..‬‬
‫وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل ‪..‬‬
‫وأدعوك دعاء الخائف الضرير ‪..‬‬
‫سؤال من خضعت لك رقبته ‪..‬‬
‫ورغم لك أنفه ‪..‬‬
‫وفاضت لك دمعه وعينه ‪..‬‬
‫وذل لك قلبه ‪..‬‬ ‫ّ‬
‫تأملي ‪..‬‬
‫ول تيأسي من روح الله ‪..‬‬
‫وإنما يظهر اليمان عند البتلء ‪..‬‬
‫مه تبالغ في الدعاء ‪ ،‬ول ترى أثرا ً للجابة‬ ‫َ‬
‫فهو يبالغ ‪..‬وال َ‬
‫‪..‬‬
‫ول يتغير أملها ‪..‬‬
‫ول رجاؤها ‪..‬‬
‫ولو ‪..‬‬
‫قويت أسباب اليأس ‪..‬‬
‫ن الحق أعلم بالمصالح أول ً ‪..‬‬ ‫لعلمها أ ّ‬
‫ن المراد منها الصبر واليمان ‪..‬‬ ‫أو ل ّ‬
‫فإنه لم يحكم عليها بذلك إل‪..‬‬
‫وهو يريد من القلب التسليمَ لينظر كيف تصبرين ‪..‬‬
‫أو يريد ‪..‬‬
‫كثرة اللجوء ‪..‬‬
‫والدعاء ‪..‬‬
‫واللحاح عليه ‪..‬‬
‫فأما من يريد وتريد تعجيل الجابة ‪ ،‬وتتذمر إن لم‬
‫يُستجبَ لها ‪..‬‬
‫فتلك ضعيفة اليمان ‪..‬‬
‫ن لها حقا ً في الجابة ‪ ،‬وكأنها تتقاضى أجرة‬ ‫ترى أ ّ‬
‫العمل ‪..‬‬
‫سمعت قصة يعقوب عليه السلما ‪..‬‬ ‫إ‬ ‫أما‬
‫بقي ثمانين سنة في البلء ورجاؤه لم يتغير ‪ ،‬فلما زيد‬
‫في بلءه ‪ ،‬وضم إلى فقد يوسف فقد بنيامين لم يتغير‬
‫ميعا ً { ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫أمله وقال ‪ } :‬عَسى الل ّ َ‬
‫ج إ‬‫م َ‬ ‫ه أن يَأتإيَنإي بإهإ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م أن‬ ‫سبْت ُ َْ‬ ‫َ‬
‫ح إ‬ ‫ما َ‬ ‫وقد كشف الله هذا المعنى في قوله ‪ }:‬أ ْ‬
‫ْ‬
‫من قَبْلإكُم‬ ‫ين خَلَوْا ْ إ‬ ‫ل الّذ إ َ‬
‫مث َ ُ‬ ‫ما يَأتإكُم ّ‬ ‫ة وَل َ ّ‬‫جن ّ َ‬ ‫تَدْخُلُوا ْ ال ْ َ‬
‫ْ‬
‫ل‬‫سو ُ‬ ‫الر ُ‬‫ل ّ‬ ‫حتّى يَقُو َ‬ ‫ض ّراء َو ُزلْزإلُوا ْ َ‬ ‫ساء وَال ّ‬ ‫م الْبَأ َ‬ ‫ستْهُ ُ‬ ‫م ّ‬ ‫ّ‬
‫ص ُر الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫متأى ن أ ْ‬ ‫ص ُر اللّهإ { } أ‬ ‫متَى ن َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫معَ ُ‬ ‫منُوا ْ َ‬ ‫ين آ َ‬ ‫َوالّذ إ َ‬
‫َ‬
‫يب {‪..‬‬‫ص َر اللّهإ قَرإ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ن نَ‬‫أل إ إ ّ‬
‫م قَد ْ كُذإبُوا ْ‬ ‫َ‬ ‫} حتى إذ َا استيأ َ‬
‫ل َوظَنّوا ْ أنّهُ ْ‬ ‫س ُ‬ ‫الر ُ‬
‫ْ َْ َ ّ‬‫س‬ ‫َ ّ إ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َن القَوْما إ‬ ‫سنَا ع إ‬ ‫من نّشَ اء وَل َ ي ُ َرد ّ بَأ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ج َ‬ ‫ص ُرنَا فَن ُ ّ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫جاءهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ين { ‪..‬‬ ‫م َ‬ ‫جرإ إ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ن هذا ل يصدر من الرسل والمؤمنين إل ّ بعد‬ ‫ومعلوما أ ّ‬
‫طول البلء ‪ ،‬وقرب اليأس من الفرج ‪..‬‬
‫ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫) ل يزال العبد بخير ما لم يستعجلَ ‪ ،‬قيل له ‪ :‬وما‬
‫يستعجل ؟ قال يقول ‪ :‬دعوت فم يستجب لي ( ‪.‬‬
‫إياك ‪ ..‬إياك ‪..‬‬
‫أن تستطيلي زمن البلء ‪..‬‬
‫وتضجري من كثرة الدعاء ‪..‬‬
‫لنك مبتلة بالبلء ‪..‬‬
‫متعبّدة لله بالصبر والدعاء ‪..‬‬
‫ول تيأسي من روح الله ‪ ،‬وإن طال البلء ‪..‬‬

‫آخر الكلما ‪:‬‬


‫ن‬
‫سارإعُو َ‬ ‫م كَانُوا ي ُ َ‬ ‫تأملي في قوله تبارك وتعالى ‪ } :‬إإنّهُ ْ‬
‫ين‬
‫شعإ ََ‬ ‫ات وَيَدْع ُونَنَا َرغَبا ً َو َرهَبا ً َوكَانُوا لَنَا خَا إ‬
‫إفي الْخَي ْ َر إ‬
‫{ ‪..‬‬
‫لما ذكر تفريج هموما النبياء ‪ ،‬وإجابة الدعوات ‪ ،‬وقضاء‬
‫الحاجات ‪..‬ذكر الله عنهم هذه الية العظيمة وبيّن‬
‫حالهم ‪..‬‬
‫ات َويَدْع ُونَنَا َرغَبا ً‬ ‫ن فإي الْخَي ْ َر إ‬ ‫سارإع ُو َ‬ ‫إأنهم } كَانُوا ي ُ َ‬
‫ين { ‪..‬‬‫شعإ ََ‬‫َو َرهَبا ً َوكَانُوا لَنَا خَا إ‬
‫الرغبة ‪ :‬هي ثمرة الرجاء ‪..‬‬
‫والفرق بين الرجاء ‪ ،‬والرغبة ‪..‬‬
‫ن الرجاء ‪ :‬طمع ‪..‬‬ ‫أ ّ‬
‫والرغبة ‪ :‬طلب ‪..‬‬
‫ن العبد إذا رجا الشيء طلبه ‪..‬‬ ‫فإ ّ‬
‫الرجاء طمع يحتاج إلى تحقيق ‪..‬‬
‫والراغب سريع ‪..‬والراغبة سريعة في فعل الخيرات ‪..‬‬
‫مجدّة مجتهدة ‪..‬ل وهن ‪ ..‬ول كسل ‪..‬‬
‫مثال ذلك الكل يرجو ويطمع أن يدخل الجنة ‪..‬‬
‫لكن ما نيل المطالب بالتمني ‪..‬‬
‫هذا يرجو ‪ ،‬ول يعمل ‪..‬‬
‫فهو غير راغب ‪..‬‬
‫وهذا يرجو ويعمل ‪..‬‬
‫لنه راغب ‪..‬‬
‫وكما قيل الرغبة مفتاح الطلب‪..‬‬
‫الرهبةَ ‪ :‬هي الخوف ‪ ،‬والوجل ‪ ،‬والخشية ‪..‬كلها ألفاظ‬
‫متقاربة ‪..‬‬
‫لكن الرهبة ‪ :‬هي المعان في الهرب من المكروه‪..‬‬ ‫ّ‬
‫لما كانت الرغبه ‪ :‬هي العمل للحصول على ما يُطمع به‬
‫‪..‬‬
‫كانت الرهبة ‪ :‬هي الهرب من المكروه الذي يُخاف منه‬
‫‪..‬‬
‫ين { ‪..‬‬ ‫قال سبحانه } َوكَانُوا لَنَا خَا إ‬
‫شعإ ََ‬
‫الرب بالخضوع ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والخشوع ‪ :‬قياما القلب بين يدي‬
‫والذل ‪ ،‬وجمع القلب بين يديه‪..‬‬
‫قال الجنيد ‪:‬‬
‫الخشوع ‪ :‬تذلل القلوب ّ‬
‫لعلما الغيوب ‪..‬‬
‫الخشوع ‪ :‬غاية الفتقار ‪ ،‬والتذلل لله تبارك وتعالى ‪..‬‬
‫تأملي كلما شيخ السلما ابن تيمية في هذه البيات‬
‫الجميلة وهو يقول ‪:‬‬

‫أنا المسيكين في‬ ‫رب‬


‫أنا الفقير إلى ّ‬
‫مجموع حالتي‬ ‫البريات‬
‫والخير إن يأتي من‬ ‫أنا الظلوما لنفسي‬
‫عنده ياتي‬ ‫وهي ظالمتي‬
‫عن النفس لي دفع‬ ‫ل أستطيع جلب‬
‫المضرات‬ ‫منفعةَ ول‬
‫فما الغنى وصف له‬ ‫والفقر لي وصف‬
‫ذاتي‬ ‫لكن لزما أبدا ً‬
‫وكلهم عنده عبد له‬ ‫وهذي الحال حال‬
‫آتي‬ ‫الخلق أجمعهم‬
‫قال سهل ‪ :‬من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان ‪..‬‬
‫وجماع الخشوع ‪..‬‬
‫التذلل للمر ‪..‬‬
‫والستسلما لله تبارك وتعالى‪..‬‬
‫ل بد ّ أن تُحضري القلب وأنت بين يدي الله ‪..‬‬
‫الله ل يستجيب من القلب اللهي‪..‬‬
‫ن الحجاج رأى رجل ً أعمى عند الكعبة يدعو ربه‬ ‫قيل أ ّ‬
‫ويقول ‪:‬‬
‫اللهم رد ّ لي بصري ‪ ..‬اللهم رد ّ لي بصري ‪..‬‬
‫فجاء الحجاج من اليوما الثاني ‪ ،‬فوجده في نفس‬
‫المكان يدعو بنفس الدعاء ‪ ،‬فقال له الحجاج ‪ :‬إن لم‬
‫يرد لك بصرك غدا ً قسأقطع رقبتك ‪ ،‬فجاءه في اليوما‬
‫الثالث مبصرا ً ‪ ،‬فقيل للحجاج ‪ :‬لم فعلت هذا ؟!‪ ،‬قال‬
‫وجدته يدعو بقلب لهي ‪..‬‬
‫جه إلى الله‬‫لكن لما كانت القضية حاجة ‪ ،‬واضطرار تو ّ‬
‫‪..‬قلبا ً وقالبا ً ‪..‬‬
‫الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه بشرط‬
‫ن{‪..‬‬ ‫منُوا ْ بإي لَعَلّهُ ْ‬
‫م ي َ ْرشُ دُو َ‬ ‫جيبُوا ْ لإي وَلْيُؤ ْ إ‬
‫ست َ إ‬‫}فَلْي َ ْ‬
‫إنه السلح الذي تملكينهَ ‪..‬‬
‫إنه السلح الذي ل يُرد بشرط أن تحسني استعمال‬
‫السلح ‪..‬‬
‫تدربي على استعماله ‪..‬‬
‫اختاري الوقات المناسبة ‪..‬‬
‫تجردي من كل شيء وقفي ‪..‬‬
‫خاضعة ‪..‬‬
‫ذليلة ‪..‬‬
‫مخبتة إلى الله تبارك وتعالى ‪..‬‬
‫أظهري الحاجة والفتقار ‪..‬‬
‫وتأدبي بالدب الذي علمه لنا نبي الهدى والرحمة‬
‫صلوات ربي وسلمه عليه ‪..‬‬
‫ن المفلس الذي ل يعرف كيف يستفيد من هذا‬ ‫فإ ّ‬
‫السلح العظيم ‪..‬‬
‫والمفلسة هي التي ل تعرف كيف تستخدما سلح الدعاء‬
‫‪..‬‬

‫أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع إلى‬


‫ما يحب ويرضى‪..‬ع‬
‫أن يجعل نساءنا‬
‫مؤمنات ‪..‬‬
‫تقيات ‪..‬‬
‫نقيات ‪..‬‬
‫خفيات ‪..‬‬
‫اللهم ‪..‬‬
‫‪..‬واحفظهن‬
‫ّ‬ ‫استر عوراتهن ‪..‬وآمن روعاتهن‬
‫من بين أيديهن ‪..‬ومن خلفهن ‪..‬‬
‫وعن أيمانهن ‪..‬وشمائلهن ‪..‬‬
‫اللهم من أرادهن بسوء فاجعل تدبيره تدميره ‪،‬‬
‫وكيده في نحره ‪..‬‬
‫احفظهن من كل سوء ومكروه ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اللهم‬
‫واجعلهن هاديات‬
‫ّ‬ ‫ووفقهن لما تحب وترضىع ‪،‬‬
‫ّ‬
‫مهديات برحمتك يا أرحم الراحمين‪..‬‬

‫هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه‬


‫أجمعين ‪..‬‬

You might also like