Professional Documents
Culture Documents
الشيخ خالد الراشد - سلاح المؤمنة
الشيخ خالد الراشد - سلاح المؤمنة
البداية :
الحمد لله ..
الحمد لله على جزيل إنعامه وإفضاله ..
والشكر له على جليل إحسانه ونواله ..
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له تعالى في
إلهيته وربوبيته ..
وتقدّس في أحديته وصمديته ..
وتن ّزه في صفات كماله عن الكفء والنظير..
وع ّز في سلطان قهره وكمال قدرته عن المنازع
والمغالب والمعين والمشير ..
ل في بقائه وديموتيته وغناه وقيّوميتهَ عن المطعموج ّ
والمجير..
وصلى الله وسلم على البشير النذير والسراج ،المنير
وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوما الدين ..
اسمعي ..
افتقار محمد صلى الله عليه وسلم إلى موله :
) إليك أشكو ضعف قوتي ..
وقلة حيلتي ..
وهواني على الناس ..
رب المستضعفين ،وأنت ربي .. ّ أنت
إلى من تكلني ..
إلى بعيد يتجهمني ..
أم إلى عدو ملّكته أمري ..
علي غضب ل أبالي .. ّ إن لم يكن بك
ولكن رحمتك أوسع لي ..
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ..
وصلح عليه أمر الدنيا والخرة أن يحل بي
سخطك ..
علي غضبك ... ّ ّ
يحل أو
لك العتبى حتى ترضى ..
ول حول ول قوة إل بك (
اسمعي ..
نبي الله موسى عليه السلما وهو يقول :
أ
ير {.
ق ٌ ر أ
ف ِ خي ْ ٍ
ن أ
م ْي ِت إِل أ ّنزل ْ أ
ما أ أ ب إِنّي ل ِ أ } أر ّ
اسمعي ..
نبي الله يعقوب عليه السلما وهو يقول :
ه{ . ح ْزنِي إِلأى الل ّ ِ و ُ شكُو بأثّي أ ما أ أ ْ } إِن ّ أ
اسمعي ..
نبي الله يوسف عليه السلما ،وهو يقول :
هن أأصب إلأيهن أ
ن
م أ وأكُن ّ ْ ُ ِ ْ ِ ّ أ عنّي كأيْدأ ُ ّ ف أ ر ْ ص ِ } إِل ّ ت أ ْ
ين { . هل ِ أ جا ِ ال ْ أ
أما دعاه زكريا ..أما ناداه زكريا
منّي م ِ عظ ْ ُ ن ال ْ أ ه أ و أ ب إِنّي أ ل أر ّ فيّا ً ،قَا َ خ إ } نإدَاء َ
أ ْ
بك أر ّ م أكُن بِدُعأائ ِ أ ول أ ْ شيْبا ً أ س أ الرأ ُ ل ّ ع أ اشت أ أ و ْ أ
ت وكأان أ ِ و أرائِي أ من أ ي ِ وال ِ أ م أ ْ
ت ال أ ف ُ خ ْ وإِنّي ِ قيّا ،أ ً ش ِ أ
رثُنِي ي ، ً ا ي ِ ل و أ
نك د ّ ل ن م ي ِ ل ب ه أ
ف ً را قِ أا ع ي ِ تامرأ أ
ِ أ ّ أ ُ ِ ْ أ ْ أ
ضيّا ً {. ب أر ِ ه أر ّ عل ْ ُ ج أ وا ْ وب أ ق أ ع ُ آل ي أ ْ ن ِ م ْ ث ِ ر ُ وي أ ِ أ
ريّا إِنّا ك { } يأا أزك أ ِ فيأتيه الجواب } :يَا َزكَرإيّا إإنّا نُبَشّ ُر َ
ميّا ً س إ
ل َ من قَب ْ ُ ه إ جعَلَ ل ّ ُ م نَ ْ حيَى ل َ ْ ه يَ ْ م ُ س ُ ك بإغ َُلما ٍ ا ْ ش ُر أ نُب أ ّ
{ ..
اسمعي ..
يا رعاك الله عندما دعاه أيوب وناداه :
ين أ ضر أ أ
م أ ح ِ الرا ِ م ّ ح ُ نت أ ْر أ وأ أ ي ال ّ ّ أ سن ِ أ م ّ ربي} أنّي أ
{..
فقال له سبحانه :
َ
ض ّر وَآتَيْنَاهُ أهْل َ ُ
ه من ُ ما بإهإ إ ه فَكَشَ فْنَاَ َ جبْنَا ل َ ُ ست َ َ } فَا ْ
ين {.. عندإنَا وَذإك ْ َرى لإلْعَابإدإ َ ن إ م ْ ة ّ م ً ح َ م َر ْ معَهُ ْ مثْلَهُم ّ َو إ
ناداه ذا النون في ظلمات ثلثا :
ظلمة الليل ،وظلمة البحر ،ظلمة بطن الحوت ،
فسمع نداءه من فوق سبع سماوات فقال سبحانه :
} وذ َا النون إذ ذّهَب مغَاضبا ً فَظ َ َ
ن أن لّن ن ّ ْقدإ َر ع َلَيْهإ ّ إ َ ُ ّ إ إ َ
أ أ
كحان أ أسب ْ أ نت ُ ه إ ِ ّل أ أ ات أن ّل إِل أ أ م ِ في الظّل ُ أ فنأادأى ِ أ
ن
م َ جيْنَاهُ إ ه وَن َ ّ جبْنَا ل َ ُ ست َ َ ين ،فَا ْ م أ ن الظّال ِ ِ م أنت ِ إِنّي ك ُ ُ
نجي ك نُ ِ وكأذأل ِ أ ين { } ..أ من إ ََ مؤ ْ إ جي ال ْ ُ ك نُن إم َوكَذَل إ َ الْغَ ّ
ين { .. من ِ أ ؤ ِم ْ ال ْ ُ
ُرمي الخليل في النار ،فجاءه جبريل فقال :هل لك
من حاجة ؟
فقال :أما لك فل ..
أما لله فنعم :فحسبي الله ونعم الوكيل ،فقال
الله :
َ
م ،وَأ َرادُوا س َلما ً ع َلَى إإب ْ َراهإي َ ار كُونإي ب َ ْردا ً وَ َ } قُلْنَا يَا ن َ ُ
ين {.. سرإ َ خ َ ال َ ْم ْ جعَلْنَاهُ َُ بإهإ كَيْدا ً فَ َ
دخل موسى وهارون عليهما السلما على فرعون
ط ع َلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى،قَا َ
ل ف أَن يَف ُْر َ ال َربّنَا إإنّنَا نَخَا ُ ف}قَ َ
معُ وَأ َ َرى {. س َ ما أ ْ
َل تخَافَا إننإي معك ُ َ
َ َ َ إّ َ
فليس أحب إلى الله
من الدعاء ..
والنكسار ..
والخضوع ..
والتذلل ..
والخبات ..
والنطراح بين يديه ..
والستسلما له ..
مه: َ
فلله ما أحلى أن يقول العبد وتقول ال َ
أسألك بعزك وذلي إل رحمتني ..
أسألك بقوتك وضعفي ..
وغناك وفقري إليك ..
هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ..
عبيدك سواي ،وإماؤك سواي كثير وليس لي
سيد سواك ..
ل ملجأ ولمنجى منك إل إليك ..
أسألك مسألة المسكين ..
وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل ..
وأدعوك دعاء الخائف الضرير ..
سؤال من خضعت لك رقبته ..
ورغم لك أنفه ..
وفاضت لك دمعه وعينه ..
وذل لك قلبه .. ّ
تأملي ..
ول تيأسي من روح الله ..
وإنما يظهر اليمان عند البتلء ..
مه تبالغ في الدعاء ،ول ترى أثرا ً للجابة َ
فهو يبالغ ..وال َ
..
ول يتغير أملها ..
ول رجاؤها ..
ولو ..
قويت أسباب اليأس ..
ن الحق أعلم بالمصالح أول ً .. لعلمها أ ّ
ن المراد منها الصبر واليمان .. أو ل ّ
فإنه لم يحكم عليها بذلك إل..
وهو يريد من القلب التسليمَ لينظر كيف تصبرين ..
أو يريد ..
كثرة اللجوء ..
والدعاء ..
واللحاح عليه ..
فأما من يريد وتريد تعجيل الجابة ،وتتذمر إن لم
يُستجبَ لها ..
فتلك ضعيفة اليمان ..
ن لها حقا ً في الجابة ،وكأنها تتقاضى أجرة ترى أ ّ
العمل ..
سمعت قصة يعقوب عليه السلما .. إ أما
بقي ثمانين سنة في البلء ورجاؤه لم يتغير ،فلما زيد
في بلءه ،وضم إلى فقد يوسف فقد بنيامين لم يتغير
ميعا ً { . ْ أمله وقال } :عَسى الل ّ َ
ج إم َ ه أن يَأتإيَنإي بإهإ ْ ُ َ
َ
م أن سبْت ُ َْ َ
ح إ ما َ وقد كشف الله هذا المعنى في قوله }:أ ْ
ْ
من قَبْلإكُم ين خَلَوْا ْ إ ل الّذ إ َ
مث َ ُ ما يَأتإكُم ّ ة وَل َ ّجن ّ َ تَدْخُلُوا ْ ال ْ َ
ْ
لسو ُ الر ُل ّ حتّى يَقُو َ ض ّراء َو ُزلْزإلُوا ْ َ ساء وَال ّ م الْبَأ َ ستْهُ ُ م ّ ّ
ص ُر الل ّ ِ
ه متأى ن أ ْ ص ُر اللّهإ { } أ متَى ن َ ْ ه َ معَ ُ منُوا ْ َ ين آ َ َوالّذ إ َ
َ
يب {..ص َر اللّهإ قَرإ ٌ ْ ن نَأل إ إ ّ
م قَد ْ كُذإبُوا ْ َ } حتى إذ َا استيأ َ
ل َوظَنّوا ْ أنّهُ ْ س ُ الر ُ
ْ َْ َ ّس َ ّ إ
ْ ْ
َن القَوْما إ سنَا ع إ من نّشَ اء وَل َ ي ُ َرد ّ بَأ ُ ي َ ج َ ص ُرنَا فَن ُ ّ م نَ ْ جاءهُ ْ َ
ين { .. م َ جرإ إ م ْال ْ ُ
ن هذا ل يصدر من الرسل والمؤمنين إل ّ بعد ومعلوما أ ّ
طول البلء ،وقرب اليأس من الفرج ..
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم :
) ل يزال العبد بخير ما لم يستعجلَ ،قيل له :وما
يستعجل ؟ قال يقول :دعوت فم يستجب لي ( .
إياك ..إياك ..
أن تستطيلي زمن البلء ..
وتضجري من كثرة الدعاء ..
لنك مبتلة بالبلء ..
متعبّدة لله بالصبر والدعاء ..
ول تيأسي من روح الله ،وإن طال البلء ..