Professional Documents
Culture Documents
صناعة التمويل الإسلامي و دورها في تعزيز الشمول المالي - دراسة حالة الدول العربية
صناعة التمويل الإسلامي و دورها في تعزيز الشمول المالي - دراسة حالة الدول العربية
46
Mots-clés: banque islamique, finance islamique, inclusion financière,
pays arabes.
مقدمة :
في أعقاب األزمة المالية العالمية لسنة 2008ازداد االهتمام الدولي في تحقيق الشمول
المالي من خالل إيجاد التزام واسع لدى الجهات الرسمية (الحكومية) لتحقيق الشمول المالي
وتنفيذ سياسات يتم من خاللها تعزيز وتسهيل وصول واستخدام كافة فئات المجتمع للخدمات
وا لمنتجات المالية وتمكينهم من استخدامها بالشكل الصحيح باإلضافة إلى توفير خدمات مالية
متنوعة ومبتكرة بتكاليف منخفضة من خالل مزودي هذه الخدمات.
و رغم جهود دول العالم فيما يخص زيادة الشمول المالي إال أن اإلحصاءات المتوفرة
لسنة 2014للبنك الدولي تشير ن أن هناك 2مليار نسمة من سكان العالم البالغين ال
يحصلون على الخدمات المالية ،وأن نسبة 70في المئة من هؤالء السكان في الدول النامية،
باإلضافة إلى أن هناك نسبة 82في المئة من سكان الدول العربية البالغين ال يتوافر لديهم
فرص الوصول للخدمات المالية والتمويلية الرسمية وبما يمثل 184مليون مواطن عربي،
أما بخصوص المنشآت فهناك حوالي ما يتراوح بين 16إلى 17مليوناً من الشركات
والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في المنطقة العربية ال يتاح لها فرص
الوصول للتمويل والخدمات المالية الرسمية.
كما تشير بيانات البنك الدولي أن نحو 5في المئة من سكان العالم ال يتعاملون مع
المصارف ألسباب دينية و ثقافية ،مع اإلشارة أن 7في المئة من مواطني الدول اإلسالمية
بما فيهم ا لدول العربية قد قاموا بإقصاء أنفسهم طوعا من الخدمات المالية ألسباب دينية و
ثقافية ،ونتيجة لهذا الوضع وجدت قطاعات التمويل اإلسالمي الفرصة من اجل زيادة
انتشارها في العالم من خالل تعزيز الشمول المالي ،و فعال و خالل السنوات األخيرة ،تطور
نظام التمويل اإلسالمي ليصبح نظاما ماليا شامال انطالقا من الخدمات المصرفية وأسواق
رأس المال بما في ذلك الصكوك اإلسالمية إلى التأمين التكافلي ،و في سنة 2016قدر
مجموع األصول المالية العالمية في صناعة التمويل اإلسالمي ما يقارب 2.2تريليون دوالر
أمريكي على أن تتجاوز 3.7تريليون دوالر بحلول عام .2022
ولكن على الرغم من هذه التطورات الهامة التي أحرزتها صناعة التمويل اإلسالمي في
العالم خاصة في مجاالت التنافسية والربحية ،إال أن هناك بعض المخاوف من عدم قدرة
الخدمات التي تقدمها قطاعات التمويل اإلسالمي على احتواء وإدراج كل شرائح السكان
الذين لم تشملهم الخدمات المالية التقليدية ،خاصة الشرائح الفقيرة وغير القادرة على الوصول
واالندراج في الخدمات المصرفية األساسية.
و لذلك جاءت هذه الدراسة للبحث في واقع الشمول المالي و كذا واقع قطاعات التمويل
اإلسالمي و هذا على مستوى العالم و الوطن العربي ،مع بيان الدور الذي يمكن أن تؤديه
قطاعات التمويل اإلسالمي باعتبارها أحد أهم مصادر التمويل للشرائح المهمشة ماليا في
الدول العربية .
و من اجل اإلحاطة بكل جوانب الموضوع نتساءل:هل صناعة التمويل اإلسالمي تمثل
فرصة من أجل تعزيز الشمول المالى في الدول العربية ؟
و سنعالج الموضوع من حالل التطرق :
أوال :الشمول المالي ،المفهوم و األهمية ،
ثانيا :واقع التمويل اإلسالمي عالميا ،ومختلف قطاعاته،
ثالثا :تعزيز الشمول المالي من خالل التمويل اإلسالمي .
أوال :الشمول المالي ،المفهوم و األهمية :
47
قد تطور مفهوم الشمول المالي إلى أربعة أبعاد ،األول هو سهولة الوصول إلى التمويل
لجميع األسر والشركات والثاني مؤسسات سليمة تقودها قواعد تنظيمية ورقابية واعية
والثالث االستدامة المالية والمؤسسية للمؤسسات المالية باإلضافة إلى تنافس مقدمي الخدمات
نحو تقديم وإتاحة البدائل أمام العمالء.
.1تعريف الشمول المالي :
ع ّرفت مجموعة العشرين G20ومؤسسة التحالف العالمي للشمول المالي ((AFI
الشمول المالي بأنه "تعزيز وصول واستخدام كافة فئات المجتمع وبما يشمل الفئات المهمشة
و الميسورة للخدمات والمنتجات المالية التي تتناسب مع احتياجاتهم بحيث تقدم لهم بشكل
عادل وشفاف وبتكاليف معقولة".
كما عرفت كل من منظمة ( )OECDوالشبكة الدولية للتثقيف المالي( )INFEالمنبثقة
عنها الشمول المالي بأنه" :العملية التي يتم من خاللها تعزيز الوصول إلى مجموعة واسعة
من الخدمات والمنتجات المالية الرسمية والخاضعة للرقابة بالوقت والسعر المعقولين
وبالشكل الكاف ،وتوسيع نطاق استخدام هذه الخدمات والمنتجات من قبل شرائح المجتمع
المختلفة وذلك من خالل تطبيق مناهج مبتكرة والتي تضم التوعية والتثقيف المالي وذلك
بهدف تعزيز الرفاه المالي واالندماج االجتماعي واالقتصادي" .
أما المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء ( )CGAPفتعرف الشمول المالي بأنه:
"وصول األسر والشركات إلى الخدمات المالية المناسبة واستخدامها بشكل فعال .ووجوب
1
تقديم تلك الخدمات بمسؤولية وبشكل مستدام في بيئة منظمة تنظيماً جيداً ".
و بصفة عامة الشمول المالي هو وضع يسمح لكل األفراد والمؤسسات بالتمتع بالخدمات
المالية التي تتناسب مع احتياجاتهم :االدخار ،طرق الدفع بما فيها تحويل األموال ،و كذا
القروض و التأمين .
.2تطور مفهوم الشمول المالي :
ظهر مصطلح الشمول (عكس اإلقصاء) المالي ألول مرة في العام 1993في دراسة
ليشون " "Leyshonوثرفت " " Thriftعن الخدمات المالية في جنوب شرق إنجلترا،
وفي العام 1990استخدم مصطلح الشمول المالي ألول مرة بشكل أوسع لوصف محددات
وصول األفراد إلى الخدمات المالية المتوفرة.
ومن الجدير ذكره أن من أوائل الدول التي قامت بتطوير وتنفيذ استراتيجيات وطنية
للشمول المالي في العالم هي لمملكة المتحدة وماليزيا في العام ، 2003وتسعى حاليا العديد
من دول العالم لتطوير استراتيجيات وطنية للشمول المالي ،حيث برزت أهميتها بعد انتهاء
األزمة المالية العالمية عام ،2008ووفقا لبيانات منظمة الـ ) (OECDفإن هناك 23دولة
قامت بتطوير استراتيجيات وطنية أو قامت بتطبيق استراتيجيات وطنية ،وهناك 24دولة
قامت في السنتين األخيرتين بتطوير استراتيجيات وطنية وفقا لمبادئ تحقيق الشمول المالي
2
التسعة الصادرة عن مجموعة الـ . G20
.3أهمية وضع إستراتيجية وطنية للشمول المالي:
إن أهمية تعزيز مستويات الشمول المالي والوصول للخدمات المالية سينعكس إيجابيا
على البيئة االقتصادية والسياسية على حد سواء ،وسوف تساهم في تخفيف مستويات مخاطر
: 1صندوق النقد العربي ،متطلبات تبني إستراتيجية وطنية شاملة لتعزيز الشمول المالي في الدول العربية ،أمانة مجلس
محافظي المصارف المركزية و مؤسسات النقد العربية ،ابوظبي ،2015 ،ص 2
:2المرجع السابق ،ص 3
48
المؤسسات المالية والنظام المالي بشكل عام ،يمكن تلخيص آثار زيادة مستويات الشمول
1
المالي بالمحاور الرئيسية التالية:
-تعزيز جهود التنمية االقتصادية :يوجد عالقة طردية بين مستويات الشمول المالي
ومستويات النمو االقتصادي ،كما يرتبط عمق انتشار واستخدام الخدمات المالية بمستويات
العدالة االجتماعية في المجتمعات ،باإلضافة لألثر اإليجابي على أسواق العمل كما يسهم
توسيع انتشار استخدام الخدمات المالية والوصول إليها في انتقال المزيد من المنشآت
الصغيرة من القطاع الغير الرسمي إلى القطاع الرسمي.
-تعزيز استقرار النظام المالي :إن زيادة استخدام السكان للخدمات المالية سيسهم بالتأكيد
في تعزيز استقرار النظام المالي ،وللتوضيح فإن مزيدا من االستخدام للنظام المالي الرسمي
سينوع من محفظة الودائع لدى المصارف والمؤسسات المالية مع تخفيف مستويات التركيز
فيها وبما يقلل من مخاطر هذه المؤسسات كما يعزز هذا التنويع من استقرار النظام
االقتصادي للدول ،حيث أظهرت دراسة للبنك الدولي أن الدول ذات مستويات الشمول المالي
األكبر أقل عرضة لحدوث التقلبات السياسية.
-تعزيز قدرة األفراد على االندماج والمساهمة في بناء مجتمعاتهم :أظهرت الدراسات أن
تحسين قدرة األفراد على استخدام النظام المالي ستعزز قدرتهم على بدء أعمالهم الخاصة،
واالستثمار في التعليم ،باإلضافة لتحسين قدرتهم على إدارة مخاطرهم المالية وامتصاص
الصدم المرتبطة بالتغيرات المالية.
-أتمتة النظام المالي (المكننة أو التشغيل اآللي (باإلنجليزية:)Automation :يتطلب
توسيع انتشار الخدمات المالية وزيادة معدالت استخدامها المزيد من أتمتة هذه الخدمات وبما
يجذب المزيد من المستخدمين مع الثورة التكنولوجية في مجال االتصاالت وااللكترونيات
التي يشهدها العالم خالل القرن الواحد والعشرين ،إن زيادة االعتماد على الخدمات المالية
اإللكترونية خاصة فيما يتعلق بالمدفوعات سيفيد كل من المرسل والمستقبل والمؤسسات
المالية التي تقدم هذه الخدمات ،بحيث تصل المدفوعات بسرعة أكبر ،وبتكلفة أقل ،كما ستفيد
النظام المالي من خالل تحسين القدرة على متابعة حركة األموال ومراقبتها لتقليل مستويات
الجرائم المالية والعمليات المتعلقة بغسيل األموال وتمويل اإلرهاب ،كما أن أتمتة المدفوعات
المختلفة ستخلق فرصة لدخول المزيد من األفراد في عداد مستخدمي النظام المالي الرسمي.
.4معوقات الشمول المالي:
يترتب على االستبعاد المالي العديد من اآلثار السلبية المتمثلة في مخاطر عدم
االستقرار المالي ومخاطر المعامالت النقدية وغسل األموال وتمويل اإلرهاب ،باإلضافة إلى
استمرار ُمعضلة صعوبة حصول المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر على التمويل وعدم
اندماج القطاع غير الرسمي ضمن القطاع الرسمي ،باإلضافة إلى صعوبة وصول البنوك
لشرائح جديدة من العمالء واستهدافها ،مما يلقي بظالله على تحقيق أهداف التنمية
االقتصادية واالجتماعية ،2وقد تنتج حالة االستبعاد المالي لوجود عدة عوامل تعيق عملية
الشمول المالي و التي نذكر منها :
-عدم توافر البنية التحتية الالزمة للتوسع نحو الشمول المالي.
-عدم تهيئة البيئة التنظيمية والقانونية والرقابية المواتية.
:1معهد الدراسات المصرفية ،الشمول المالي ،إضااءات :نشارة توعوياة يصادرها معهاد الدراساات المصارفية ،السلسالة
الثامنة -العدد ،7الكويت ،فبراير ، 2016ص .2
:2احمد فؤاد خليل ،آليات الشمول المالي نحو الوصول للخدمات المالية ،إتحاد المصارف العربية ،العدد ،422 :يناير
.2016
49
-هناك عوامل خاصة بالبنوك تتمثل في احتمالية اختالف خصائص «العمالء ال ُمستبعدين»
من الخدمات المالية عن العمالء الحاليين ،وكذلك إمكانية تخلي البعض منها عن بعض
معايير منح االئتمان وما يترتب عليه من زيادة المخاطر االئتمانية.
ثانيا :واقع التمويل اإلسالمي عالميا ،ومختلف قطاعاته:
يعرف التمويل المباح أو اإلسالمي على انه" تقديم ثروة ،عينية أو نقدية ،بقصد
االسترباح من مالكها إلى شخص أخر يديرها و يتصرف فيها لقاء عائد تبيحه األحكام
الشرعية " ،1وبذلك فالتمويل اإلسالمي هو تقديم خدمات مالية وفقا للمبادئ األخالقية
والشريعة اإلسالمية ،وتقتضي الشريعة اإلسالمية توجيه جميع المعامالت المالية نحو دعم
األنشطة االقتصادية اإلنتاجية وأن يتقاسم مقدمو التمويل كال من المخاطر واألرباح في
االستثمارات التي يمولونها.
والحجم اإلجمالي للتمويل اإلسالمي على النطاق العالمي زاد بصورة كبيرة على مدى
الـ 15سنة الماضية و ربما كانت في عام 2003حازت على أقصى تقدير" 200مليار
دوالر أمريكي" ،2ولكن إجمالي قيمتها اآلن يقدر بـ 2.202تريليون دوالر ،وقد زاد عدد
المؤسسات المالية اإلسالمية ليصل سنة 2016إلى 1407حول العالم ،3مقابل 993مؤسسة
سنة ،42013والشكل الموالي يبن التطور الكمي لحجم التمويل اإلسالمي في الفترة ما بين
2012و ، 2016و كذا توقعات نموها إلى غاية . 2022
الشكل رقم :1تطور حجم التمويل اإلسالمي في العالم
الوحدة :تريليون دوالر أمريكي
2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022
:1منااذر قحااف ،مفهوووم التمويوول فووي االقتصوواد اإلسووالمي ،تحليوول فقهووي و اقتصوواد ،البنااك اإلسااالمي لتنميااة ،المعهااد
اإلسالمي للبحوث و التدريب ،جدة ، 2004 ،ص.12
:2صندوق النقد الدولي :التمويل اإلسالمي و دور صندوق النقد الدولي ،تاريخ االطالع ، 2018-02-28 :على الرابط
http://www.imf.org/external/arabic/themes/islamicfinance/index.htm :
3 :ICD Thomson Reuters, Islamic Finance Development Report 2017. Towards
Sustainability. 2017, p 29.
4
: ICD Thomson Reuters, Islamic Finance Development Report 2014, HARMONY ON
THE HORIZON .,2014 ,p34.
50
.1قطاعات التمويل اإلسالمية:
تطور نظام التمويل اإلسالمي خالل العقود األربعة الماضية ليصبح نظاما ماليا شامال
انطالقا من الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال بما في ذلك الصكوك اإلسالمية ،إلى
قطاعات التكافل ،و حاليا تتوزع حصص قطاعات التمويل اإلسالمي وفقا للجدول الموالي :
الجدول رقم :1توزيع األصول اإلسالمية العالمية بحسب القطاعات لسنة . 2016
النسبة ()% القيمة ( مليار دوالر أمريكي) القطاع
72.62 1598.881 الخدمات المصرفية اإلسالمية
15.66 344.770 الصكوك
4.14 91.233 أصول الصناديق اإلسالمية
1.93 42.536 مساهمات التكافل
5.65 124.414 المؤسسات اإلسالمية األخرى
100 2201.834 مجموع أصول التمويل اإلسالمي
المصدر :من إعداد الباحثة اعتمادا على ) ICD Thomson Reuters,2017, p 29):
وفقا للجدول أعاله تتوزع أصول التمويل اإلسالمي وفقا لما يلي :
-الخدمات المصرفية اإلسالمية :تمثل خدمات المصارف اإلسالمية الجزء األهم واألكبر
من النظام المالي اإلسالمي ،وتحتل أصول هذه المصارف حوالي %72.62من إجمالي
أصول التمويل اإلسالمي و هذا لسنة ،2016و تشمل الخدمات المصرفية اإلسالمية
مجموعة الخدمات التي يقوم البنك بتقديمها لعمالئه سواء كان هذا البنك إسالميا أو تقليديا
شريطة أن تكون هذه الخدمة تتوافق مع الشريعة اإلسالمية.
-الصكوك اإلسالمية :تمثل الصكوك اإلسالمية ما نسبته %15.66من إجمالي األصول
اإلسالمية العالمية،و تعرف هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية الصكوك
اإلسالمية والتي أطلقت عليها اسم (صكوك االستثمار) تمييزاً لها عن األسهم والسندات
التقليدية ،بأنها " :وثائق متساوية القيمة تمثل حصصا ً شائعة في ملكية أعيان أو منافع أو
خدمات أو في موجودات مشروع معين ،أو نشاط استثماري خاص ،وذلك بعد تحصيل قيمة
الصكوك وقفل باب االكتتاب وبدء استخدامها فيما أصدرت من أجله ". 1
-قطاعات التكافل :يمثل قطاع التأمين اإلسالمي أو التكافل ما نسبته %1.93من الحجم
اإلجمالي لقطاع التمويل اإلسالمي في العالم ،ويتمثل التامين اإلسالمي في كونه " اتفاق
أشخاص يتعرضون ألخطار معينة على تالفي األضرار الناشئة عن هذه األخطار ،وذلك
بدفع اشتراكات على أساس االلتزام بالتبرع ،ويتكون من ذلك صندوق تامين له حكم
الشخصية االعتبارية ،وله ذمة مالية مستقلة( ،صندوق) يتم منه التعويض عن األضرار التي
الحق احد المشتركين من جراء وقوع األخطار المؤمن منها ،وذلك طبقا للوائح و الوثائق ،و
يتولى إدارة الصندوق هيئة مختارة من حملة الوثائق ،أو تديره شركة مساهمة باجر تقوم
بإدارة أعمال التامين و استثمار موجودات الصندوق .2
-صناديق االستثمار اإلسالمية :مثلت الصناديق االستثمارية اإلسالمية ما نسبته %4.14
سنة ،2016وهذه الصناديق هي أسلوب حديث نسبيا ظهر بعد نشأة المصارف اإلسالمية
ذاتها ،وتعرف هذه الصناديق على أنها" :وعاء استثماري يقوم على تجميع أموال
المستثمرين في صورة وحدات أو صكوك استثمارية ،ويعهد بإدارتها إلى جهة من أهل
:1أسامة عبد الحليم الجورية ،صكوك االستثمار ودورها التنمو في االقتصاد .رسالة ماجستير في الدراسات اإلسالمية،
معهد الدعوة الجامعي ،الرياض ،2009ص 25
:2هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية ،المعايير الشرعية ( ، . )48-1الطبعة األولى،.البحرين،
،2014ص 438
51
الخبرة واالختصاص ،لتوظيفها وفقا لصيغ االستثمار اإلسالمية المناسبة ،على أن يتم توزيع
صافى العائد فيما بينهم حسب اإلنفاق ،ويحكم كافة معامالتها أحكام ومبادئ الشريعة
اإلسالمية والقوانين السارية " . 1
-المؤسسات اإلسالمية األخرى :تمثل المؤسسات اإلسالمية بخالف ما تم ذكره سابقا ما
نسبته % 5.65من إجمالي أصول التمويل اإلسالمي في العالم ،وفي هذه الفئة ،تشير
"المؤسسات المالية اإلسالمية األخرى" إلى المؤسسات المرخصة لتقديم الخدمات المالية
غير األنشطة المصرفية ،وتعد مؤسسات المحاسبة الدولية روابط هامة ضمن النظام
اإليكولوجي للتمويل اإلسالمي .وتشمل هذه الفئة مؤسسات االستثمار ،والتأجير ،وإدارة
األصول والشركات االستشارية ومؤسسات التمويل األخرى". 2
.2االنتشار الجغرافي للتمويل اإلسالمي عالميا:
مع تنامي أهمية التمويل اإلسالمي على مستوى العالم ،ارتفع عدد المؤسسات المالية
اإلسالمية واتسع انتشارها الجغرافي بشكل ملحوظ تجاوز األسواق التقليدية لهذه الصناعة،
وحاليا تتوزع هذه الصناعة وفقا لما يلي :
الجدول رقم : 2توزيع أصول التمويل اإلسالمي بحسب األقاليم .2016
النسبة)(% حجم األصول (مليار دوالر أمريكي) المنطقة
44.8 986.431 مجلس التعاون الخليجي
26.98 594.1 الشرق األوسط وشمال أفريقيا
22.06 485.652 جنوب شرق آسيا
3.01 66.237 أوروبا
2.67 58.850 جنوب آسيا
0.24 5.215 أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
0.14 3.129 أمريكا الشمالية
0.1 2.220 دول آسيا األخرى
100 2201.834 المجموع
المصدر :من إعداد الباحثات اعتمادا على ) ICD Thomson Reuters,2017, p 29):
تعتبر دول مجلس التعاون الخليجي المحور األساسي و األبرز في صناعة التمويل
اإلسالمي .ففي هذه األقطار سجل التمويل اإلسالمي سنة 2016النسبة األكبر بـ % 44.8
من أصول المؤسسات اإلسالمية حول العالم ،في حين أن باقي منطقة الشرق األوسط
وشمال أفريقيا تستحوذ على نسبة % 26.98من األصول المالية اإلسالمية ،في المقابل
تستحوذ دول جنوب شرق أسيا على % 22.06من أصول المؤسسات المالية اإلسالمية
حول العالم ،وعلى غرار هذه الدول التي تعتبر أسواق تقليدية للتمويل اإلسالمي يتواجد هذا
النوع من التمويل في مناطق أخرى من العالم ،فمنطقة أفريقيا وجنوب الصحراء مثال بلغ
فيها حجم التمويل اإلسالمي 5.215مليار دوالر أمريكي أي ما نسبته % 0.24من األصول
المالية اإلسالمية حول العالم حيث قامت دول هذه المنطقة بزيادة حجم الصكوك التي
أصدرتها سنة 2016لتبلغ 1.9مليار دوالر أمريكي 3مقابل 0.1مليار دوالر أمريكي سنة
،4 2012أي بنسبة نمو بلغت ، %180باإلضافة إلى ذلك يتواجد التمويل اإلسالمي في
:1عمر مصطفى الشريف ،الصناديق االستثمارية اإلسالمية في األردن .التقنين والرقابة ،ورقة عمل مقدمة للمؤتمر
الدولي األول للمالية والمصرفية اإلسالمية ،الجامعة األردنية ،2014 ،ص 3
2 : ICD Thomson Reuters,2014, Op-Cit ,p 52
3 : Islamic Financial Services Board (IFSB) Islamic Financial Services Industry Stability
52
أوروبا إذ بلغت قيمة األصول في هذه المنطقة 66.237مليار دوالر أي %3.01من
األصول المصرفية اإلسالمية العالمية.
وتجدر اإلشارة أن صناعة التمويل اإلسالمي تتواجد في 131دولة ،وهذا االنتشار
1
يعود لتزايد الطلب العالمي على التمويل المتوافق مع الشريعة اإلسالمية ،و يتركز التمويل
اإلسالمي العالمي بشكل كبير في عشر دول حيث تدير ما نسبته % 94.65من إجمالي
أصول التمويل اإلسالمي في العالم ،وتتصدر إيران الترتيب العالمي بحجم أصولها اإلسالمية
التي بلغت 545.377مليار دوالر أمريكي سنة 2016أي ما نسبته %.24.76من إجمالي
أصول التمويل اإلسالمي العالمي ،وتليها السعودية في المرتبة الثانية عالميا بـ472.654.
مليار دوالر أميركي ،ثم ماليزيا بـ 405.985مليار دوالر أميركي.2
ثالثا :تعزيز الشمول المالي من خالل التمويل اإلسالمي :
من اجل دراسة دور التمويل اإلسالمي في عملية الدمج أو الشمول المالي لإلفراد ،سوف
نقوم أوال بمعرفة أسباب اإلقصاء أو الحرمان المالي في الدول اإلسالمية بصفة عامة و
الدول العربية بصفة خاصة ،و يجب اإلشارة لكون مصطلحا اإلدراج أو الشمول المالي
والحرمان المالي يستخدمان بالتبادل لتعريف مدي قدرة السكان على الوصول والتمتع
بالخدمات المالية ،فبينما يشير الحرمان المالي إلي العملية التي بموجبها يواجه أفراد المجتمع
المصاعب والعوائق فيما يتعلق بالوصول إلى مصادر منتجات الخدمات المالية األساسية
والتمكن من استخدامها بصوره تالئم احتياجاتهم والتمكن– في ذات الوقت -من ممارسة
حياة (اقتصادية واجتماعية) طبيعية في المجتمع الذي يعيشون فيه.
.1عوامل اإلقصاء المالي في الدول اإلسالمية :
الحرمان المالي أو اإلقصاء المالي" "financial exclusionهو عملية ديناميكية ومعقدة،
حيث إن بعض الناس يعانون من هذه الظاهرة لفترات محدودة خالل حياتهم ،والبعض
اآلخر قد يعاني منه مدى الحياة ،ومعظمهم قد يعانون منه بسبب التسعير أو السوق أو عدم
مناسبة المنتج أو تعقيد إجراءات الحصول عليه .كما قد يتم اإلقصاء بشكل طوعي ألسباب
عدة كأن يتم ذلك لعدم الحاجة أصال لهذه الخدمات أو ألسباب ثقافية أو دينية ،و الشكل
الموالي يشرح أسباب اإلقصاء المالي لألشخاص.
الشكل رقم : 2عوامل اإلقصاء المالي
1
: ICD Thomson Reuters,2017, Op-Cit , p 4
2 : ICD Thomson Reuters,2017, Op-Cit , p 2
53
و فيما يخص أسباب اإلقصاء المالي في الدول اإلسالمية فهي عديدة ،و التي يمكننا
معرفتها من خالل دراسة أسباب عدم تملك حساب في مؤسسة مالية رسمية ،و هذا لكون أنه
إذا ما توفرت إمكانية الحصول على حسابات اإليداع لدي أفراد المجتمع وتوفرت لهم إمكانية
استخدام هذه الحسابات ،فإن ذلك يعتبر بمثابة المدخل السليم للخروج من دائرة الحرمان
المالي فالحصول على حساب اإليداع هو الشرط الضروري للحصول على سائر الخدمات
والمنتجات المالية األخرى .فإنني سوف أركز فيما يلي على أسباب الحرمان المالي (اإلقصاء
المالي) في الوطن العربي من خالل دراسة أسباب عدم تملك حساب في مؤسسة مالية
رسمية.
الجدول رقم :3أسباب اإلقصاء المالي في الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي
نسب المستجوبين الجميع البلدان األعضاء في من غير الدول األعضاء
منظمة التعاون اإلسالمي في المنظمة
لديك حساب في مؤسسة مالية 50 25 57
رسمية
سبب عدم وجود حساب
أسباب دينية 5 7 4
المسافة 20 23 19
التكلفة المرتفعة للحساب 25 29 23
نقص الوثائق 18 22 16
عدم الثقة 13 13 13
نقص المال 65 75 61
تملك فرد من العائلة لديه حساب 23 11 28
) Source: )World Bank, 2014, p36
وفقاً لدراسة التي قام بها البنك الدولي حول الشمول المالي في العالم و هذا سنة ، 2014
يوجد % 25فقط من البالغين في الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي لديهم حساب
في المؤسسات المالية الرسمية ،وهو ما يقل عن المتوسط العالمي البالغ %50تقريبًا ،حيث
تبلغ نسبة البالغين غير المسلمين في العالم و الذين لديهم حسابات ادخار رسمية ،% 18في
1
حين نسبة البالغين المسلمين و الذين لديهم هذا النوع من الحساب هي .% 9
أما فيما يخص أسباب عدم وجود حساب ،فنسبة المستجوبين من الدول غير األعضاء في
منظمة التعاون اإلسالمي و الذين ليس لديهم حساب رسمي ألسباب دينية بلغت ،% 4في
المقابل بلغت نسبتها % 7من المستجوبين المنتمين لدول منظمة التعاون اإلسالمي و
%12بالنسبة للمستجوبين من الشرق األوسط وشمال أفريقيا.
مع اإلشارة أن نسب األشخاص الذين ال يمتلكون حساب بنكي ألسباب دينية تختلف من
دولة إلى أخرى ،فعلى سبيل المثال بلغت نسبة األفغان المستجوبين و الذين يبررون عدم
امتالكهم لحساب بنكي بأسباب دينية ، % 34في حين نسبتها % 0.1فقط من الماليزيين ،و
هذا على الرغم من أن الدولتين لديهما مستويات عالية جدا في مؤشرات التدين ( 97في
المائة و 96في المائة على التوالي) ،و يمكن تفسير هذا التباين في نتائج االستبيان فيما
يخص الدولتين لمدى تواجد المؤسسات المالية اإلسالمية في الدولتين .
.2التدين في الوطن العربي و ضرورة اإلدماج المالي من خالل صيغ التمويل اإلسالمي :
و بناءاً على ما سبق تظهر أهمية قطاعات التمويل اإلسالمي في توفيرها للخدمات المالية
اإلسالمية للشريحة التي قد تقصي نفسها عمدا من االستفادة من الخدمات المالية التقليدية
1
: World Bank, Global Financial Development Report 2014: Financial Inclusion,
Washington, DC: World Bank, 2014, p36 .
54
ألسباب دينية ،حيث يحقق التمويل اإلسالمي قيمة مضافة إلى قضية الشمول المالي من عدة
طرق ،من أهمها :
-اإلدماج من خالل تقاسم المخاطر :أن استخدام عقود مشاركة وتقاسم المخاطر يعد بديال
عمليا وذا فاعلية للتمويل القائم على الديون التقليدية ،ويمكن لهذه األدوات التمويلية التي
يجري فيها مشاركة المخاطر أن تقدم التمويل األصغر المتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية
وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والتأمين األصغر لتعزيز فرص الحصول على
التمويل.
-اإلدماج من خالل أدوات إعادة التوزيع في اإلسالم :من خالل األدوات التي تسهل إعادة
توزيع الثروة .يحتوي النظام المالي اإلسالمي على أدوات فريدة إلعادة توزيع الثروات مثل
الزكاة والصدق ة والوقف والقرض الحسن ،ومن شأن هذه األدوات أن تحدث تكامال مع
أدوات تقاسم المخاطر الستهداف أصحاب الدخل المنخفض من المجتمع في سبيل تقديم نهج
شامل للقضاء على الفقر ودعم نمو أكثر اعتداال .وتتمتع األدوات المالية اإلسالمية وأدوات
توزيع الثروات بكونها ذات جذور تاريخية قوية حيث طبقت على مر التاريخ في الكثير من
المجتمعات اإلسالمية المختلفة.
-إدماج الشرائح المقصية ألسباب دينية أو ثقافية :تقليديا ،يتم قياس االندماج المالي
لالقتصاد من خالل نسبة السكان التي تغطيها فروع البنوك التجارية وأجهزة الصراف اآللي،
وأحجام الودائع والقروض التي تقدمها األسر ذات الدخل المنخفض والشركات الصغيرة
والمتوسطة .ومع ذلك ،قد ال يتساوى توفر الخدمات المالية مع الشمول المالي ،ألن الناس
قد يستبعدون أنفسهم طواعية من الخدمات المالية ألسباب دينية أو ثقافية ،على الرغم من
توفر هذه الخدمات ،كما لديهم اإلمكانية لتحمل تكاليفها.
و هنا تظهر أهمية التمويل اإلسالمي كبديل لألفراد الذين أحجموا عن استخدام الخدمات
المالية التقليدية الرسمية ألسباب شرعية أو أخالقية و حتى مالية.
وفيما يخص مستويات الشمول المالي في الدول العربية ،فيشير الجدول رقم ( )4إن نسب
البالغين الذين يملكون حساب في الوطن العربي تبلغ في المتوسط حولي ، %29حيث تزداد
هذه النسبة في البلدان التي يزيد فيها عدد المؤسسات المالية اإلسالمية ،ويظهر الجدول أن
نسب البالغين ( 15 +سنة ) اللذين ال يتوفر لديهم حسابات في مؤسسات مالية و مصرفية
ألسباب د ينية تتفاوت بشكل كبير فيما بين الدول العربية وتحديدا بين دول مجلس التعاون
الخليجي – اكبر عدد من المؤسسات المالية اإلسالمية -وبقية الدول العربية ،حيث تتراوح
نسبتها في كل من تونس و المغرب ( % 26.8األعلى من بين الدول العربية) ،أما الدولة
التي حازت على ادني نسبة فهي البحرين بـ ، % 0.00ومن هذا الوضع تظهر أهمية
التمويل اإلسالمي في عملية اإلدماج المالي بالنسبة للدول التي تتوافر على نسب عالية من
المستبعدين اختياريا ألسباب دينية .
كذلك تظهر البيان ات أن هناك تفاوتا في نسبة عدد البنوك التي تقدم خدمات مالية متوافقة
مع الشريعة لكل 10ماليين من البالغين لدى الدول العربية ،و إجماال هي منخفضة في الدول
العربية ما عدا في عدد قليل من الدول مثل البحرين و الكويت و قطر ،كما أن مدى التغطية
الجغرافية محدودة بالنسبة للبنوك التي تقدم خدمات مالية متوافقة مع الشريعة ( وفقا لقياس
عدد البنوك لكل 10.000كيلومتر مربع ) .
و بناءا على هذا الوضع فان الجهود الرامية إلى زيادة الشمول المالي في الدول العربية
من خالل صيغ التمويل اإلسالمي تتطلب وجود آليات مستدامة إضافية لكي تتمكن دول
المنطقة من تقديم خدمات مالية متوافقة مع جميع المواطنين خاصة الطبقة الفقيرة .
الجدول رقم :4معدالت انتشار الحسابات ،والمؤسسات المالية اإلسالمية في الدول العربية
لسنة :2011
55
التدين و الشمول المالي المؤسسات المالية اإلسالمية
الدولة تدين الحساب البالغين البالغين عدد األصول عدد عدد
()٪ في بدون بدون مؤسسات اإلسالمية مؤسسات مؤسسات
مؤسسة حساب حساب التمويل لكل بالغ التمويل التمويل
مالية ألسباب ألسباب اإلسالمي (دوالر) اإلسالمية اإلسالمية
رسمية دينية (٪ دينية لكل 10 لكل
(15 ، ٪ 15 ،سنة (باآلالف مليون 10.000
سنة فما فما فوق) 15 ،سنة بالغ كم 2
فوق) فأكثر)
الجزائر 95 33.3 7.6 1.330 2 - 0.8 0.8
البحرين 94 64.5 0.0 0 32 29.194 301.6 421.05
جيبوتي 98 12.3 22.8 117 0 0 0.0 0.00
مصر 97 9.7 2.9 1.480 11 146 1.9 0.11
العراق 84 10.6 25.6 4.310 14 98 7.4 0.32
األردن - 25.5 11.3 329 6 1.583 15.4 0.68
الكويت 91 86.8 2.6 7 18 28.102 87.2 10.10
لبنان 87 37.0 7.6 155 4 - 12.4 3.91
موريتانيا 98 17.5 17.7 312 1 76 4.7 0.01
المغرب 97 39.1 26.8 3.810 0 0 0.0 0.00
عمان - 73.6 14.2 78 3 - 14.4 0.10
قطر 95 65.9 11.6 64 14 13.851 86.5 12.08
السعودية 93 46.4 24.1 2.540 18 1.685 9.2 0.08
الصومال - 31.0 8.9 325 0 0 0.0 0.00
السودان 93 6.9 4.5 871 29 103 14.0 0.12
سوريا 89 23.3 15.3 1.560 4 18 3.0 0.22
تونس 93 32.2 26.8 1.490 3 72 3.7 0.19
اإلمارات 91 59.7 3.2 84 22 9.298 33.5 2.63
فلسطين 93 19.4 26.7 502 9 0 38.5 14.95
اليمن 99 3.7 8.9 1.190 8 179 5.8 0.15
Source: (World Bank, 2014, p p 174-175).
.3مؤشر الشمول المالي في الوطن العربي :
يقيس مؤشر الشمول المالي للبنك الدولي ،كيفية وصول واستخدام البالغين للخدمات المالية ،
و وفقا لدراسة قام بها كل من " "Cyn-Young Parkو " " Rogelio V. Mercado Jr
و هذا في سنة 2015و الصادرة عن بنك التنمية اآلسيوي التي طورت مؤشرا قياس الشمول
المالي على ترتيب دول العالم بواسطة حساب مؤشر جديد لدرجة الشمول المالي باستخدام 5
1
مؤشرات هي:
-عدد أجهزة الصراف اآللي لكل 100.000بالغ،
-عدد فروع البنوك التجارية لكل 100.000بالغ،
-عدد المقترضين من كل 1000شخص بالغ ،
-عدد المودعين لدى البنوك من كل 1000بالغ،
-نسبة االئتمان المحلي إلى الناتج المحلي اإلجمالي.
مع اإلشارة لكون المؤشرين األولين يشيران لتوافر الخدمات المصرفية كأحد أبعاد الشمول
المالي ،بينما تشير المؤشرات الثالثة األخيرة إلى بُعد االستخدام في الشمول المالي.
1: Cyn-Young Park and Rogelio V. Mercado, Jr , Financial Inclusion, Poverty, and Income
Inequality in Developing Asia, ASIAN DEVELOPMENT BANK, No. 426, Metro Manila,
Philippine,2015, p 4
56
أما فيما يخص مستويات مؤشر الشمول المالي في الوطن العربي بناءا على هذه الدراسة
فكانت كمايلي:
الجدول رقم :5مؤشر الشمول المالي في بعض البلدان العربية
الدولة درجة مؤشر الشمول الرتبة العربية الرتبة العالمية
المالي )(FII
الجزائر 9.62 13 141
مصر 18.77 11 122
األردن 37.11 5 68
الكويت 42.01 3 55
لبنان 50.83 1 36
المغرب 30.86 7 82
عمان 46.42 2 42
قطر 40.60 4 57
السعودية 24.34 9 103
السودان 5.74 14 157
سوريا 11.08 12 138
تونس 29.29 8 88
اإلمارات 32.6 6 77
فلسطين 19.50 10 121
اليمن 3.93 15 170
)Source: (Cyn-Young Park and Rogelio V. Mercado, Jr ,2014, p p 6,7.
57
% 26.98من األصول المالية اإلسالمية ) ،وهذا ما يثبت أهمية قطاعات التمويل اإلسالمي
في عملية الدمج المالي لألفراد.
الخاتمة :
وفاي الختااام ،تظهاار الدراسااة أن مساتويات الشاامول المااالي تتفاااوت بدرجاة كبياارة فيمااا بااين
الاادول العربيااة ،فاابعض هااذه الاادول فااي وضااع أفضاال نساابيا علااى صااعيد مؤشاارات الشاامول
المالي ،إال أن الحاجة تبرز لتحسين الوصول للخدمات المالية لدى جمياع الادول العربياة دون
اسااتثناء ،وال شااك أن قطاعااات التموياال اإلسااالمي كااان لهااا دور كبياار فااي تحسااين مسااتويات
الشمول المالي لادى الكثيار مان الادول العربياة و علاى وجاه الخصاوص دول مجلاس التعااون
الخليجي ،و من المرجح أن يكون للتمويال اإلساالمي دور اكبار فاي هاذا النطااق فيماا يخاص
باقي الدول العربية خاصة و أن هناك شريحة كبيرة من مواطني هذه الدول ال يزلون يقصون
أنفسهم عمدا ًمن االستفادة من الخدمات المالية المتوفرة ألسباب دينية .
و بناءا على ذلك نوصي المؤسسات المالية اإلسالمية باالستفادة من هذا الوضع و هذا من
خالل االعتماد على التكنولوجيا ،واستخدام وسائل التمويل القائمة على األسهم ،وتركيز
االهتمام على التمويل األصغر و هذا من اجل احتواء اكبر عدد من المستبعدين ماليا ألسباب
طوعية و كذا قسرية .
المراجع :
أ .المراجع العربية :
الجورية ،أسامة عبد الحليم .)2009 ( .صكوك االستثمار ودورها التنموي في االقتصاد .رسالة .1
ماجستير في الدراسات اإلسالمية .معهد الدعوة الجامعي .الرياض .
خليل ،احمد فؤاد . )2016( .آليات الشمول المالي نحو الوصول للخدمات المالية ،إتحاد المصارف .2
العربية ،العدد ،422 :يناير .2016
الشريف ،عمر مصطفى .)2014(.الصناديق االستثمارية اإلسالمية في األردن .التقنين .3
والرقابة.عمان :ورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي األول للمالية والمصرفية اإلسالمية .الجامعة
األردنية.
صندوق النقد الدولي :التمويل اإلسالمي و دور صندوق النقد الدولي ،تاريخ االطالع -02-28 : .4
) http://www.imf.org/external/arabic/themes/islamicfinance/index.htm )، 2018
صندوق النقد العربي . )2015( .متطلبات تبني إستراتيجية وطنية شاملة لتعزيز الشمول المالي في
الدول العربية ،أمانة مجلس محافظي المصارف المركزية و مؤسسات النقد العربية ،ابوظبي .
معهد الدراسات المصرفية . )2016( .الشمول المالي ،إضاءات :نشرة توعوية يصدرها معهد .5
الدراسات المصرفية ،الكويت ،فبراير ،السلسلة الثامنة -العدد .7
قحف ،منذر )2004(.مفهوم التمويل في االقتصاد اإلسالمي ،تحليل فقهي و اقتصادي .جدة :البنك .6
اإلسالمي لتنمية ،المعهد اإلسالمي للبحوث و التدريب .
هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية .)2014( .المعايير الشرعية( . )48-1 .7
البحرين :الطبعة األولى.
ب .المراجع االنجليزية:
1. Cyn-Young Park and Rogelio V. Mercado, Jr. (January 2015) .Financial Inclusion,
Poverty, and Income Inequality in Developing Asia, ASIAN DEVELOPMENT
BANK, No. 426, Metro Manila, Philippines..
2. ICD Thomson Reuters.(2017). Islamic Finance Development Report 2017.
Towards Sustainability.
3. ICD Thomson Reuters .(2014). Islamic Finance Development Report 2014,
HARMONY ON THE HORIZON .
4. Islamic Financial Services Board (IFSB) .( May 2017). Islamic Financial Services
Industry Stability Report 2017.
58
5. Islamic Financial Services Board (IFSB) .( May 2016) .Islamic Financial Services
Industry Stability Report 2016 .
6. World Bank : Global Financial Development Report 2014: Financial Inclusion,
Washington, DC: World Bank, 2014.
59