Professional Documents
Culture Documents
علي قيد الأحلام
علي قيد الأحلام
قيد
األحالم
تأليف
أحمد اإلمام
إهداء لكل :
لكل من أراد أن تتشبع نفسه و أراد
أن يكتمل و هو يعلم أن الكمال هلل
وحده
المقدمة
منذ أن وجد الزمان و المكان وجد الصراع المتواصل بين اإلنسان الذي
أنعم عليه هللا بالذكاء الفائق و الجن الذي أنعم عليه هللا بالقدرة الخارقة ,
منذ والدة أدم و قد كان هذا الصراع موجودا ,منذ أن أمر هللا عز و جل
المالئكة بالسجود له تكريما ألدم و عصيان الشيطان الذي أعماه الكبرياء و
التعالي و طلبه من هللا الحياة األبدية لكي يصبح مصدر العصيان األبدي
لكل إنسان خلق علي وجه األرض و قد بدأ هذا مع أول الخلق من البشر
أدم عليه السالم و ثاني خلق هللا من البشر و التي خلقت من ضلع أدم حواء
بعدما دخلوا إلي الجنة فأمرهم هللا بعدم لمس شجرة التفاح أو األكل منها
فأتي إليهم الشيطان و أغواهم علي تناولها فعصوا أمر هللا هم أيضا فأنزلهم
هللا جميعهم إلي األرض ليكونوا أعداء لبعضهم البعض و قد نزل أدم
ليعمر األرض و يفرق بين الصواب و الخطأ و يعلم أبناءه اآلخرين هذا
الصواب و يبعدهم عن المعصية ,و بعد ذلك ينجب أدم و حواء قابيل و
أخته التوأم و قد كان قابيل صاحب بنيان قوي يتحمل رفع األوزان الثقيلة ,
ثم ينجب هابيل و أخته التوأم و حين كبروا أمر هللا عز جل أدم بأن يجعل
قابيل يتزوج بأخت هابيل التوأم و أن يتزوج هابيل بأخت قابيل التوأم ,و
هنا جاء دور الشيطان ليضرب ضربته األخرى فقد وافق هابيل باألمر
لكن قابيل رفض و أراد أن يتزوج أخته التوأم و طلب بأن يكون هناك حل
أخر ,فأمر هللا أدم بأن يأتي كل واحد منهم بقربان هلل و يضعه علي
صخره و من يسحب قربانه إلي السموات يصبح هو زوج أخت قابيل
التوأم ,كان قابيل يعمل في الزراعة فأتي ببعض النباتات التي توشك علي
الموت من جفافها كقربان و كان يعمل هابيل كمربي للخراف فأتي بأكثر
خرافه سمانة لكي يقدمه كقربان ,ثم وضع كل واحد منهم قربانه ,فأمر
هللا بسحب قربان هابيل لكي يكون هو زوج أخت قابيل التوأم ,و في يوم
من األيام كان قابيل قد بني مكان يؤوى إليه في الشدائد و كان هابيل لم
يكتمل من بناء مأواه و كانت السماء ممطرة و كان قابيل في الخارج و
حين عاد وجد أخاه نائم في مأواه فأغواه الشيطان علي قتل أخيه فقال له
هابيل " إذا مددت يدك لتقتلني ما أنا بماد يدي ألقتلك " فقتله قابيل بدماء
باردة و تكون هذه أول جريمة قتل في األرض بل جريمة من األساس ,
خاف قابيل من أن يعرف أباه باألمر و فجاءه يأتي غراب يعلمه أن يدفن
أخاه في التراب ,و تمر األيام و السنين و يزداد الصراع الذي لم و لن
ينتهي سوي بانتهاء الحياة ,صراع بين الخير و الشر ,طوائف تنشئ و
تخرج خارج مسار معرفه الخالق فيأتي منها من يرشدها إلي الطريق
السليم و يكون رسول مأمور برسالة من عند هللا ,إن البشر و الجان
مصارعان أحد منهم يجب أن ينجو و الدنيا هي الحلبة التي تجمعهم .
الماضي
الفصل األول
( البداية )
يوم جديد و ملل جديد هذه كلمات امجد في كل يوم يستيقظ فيه و يتسأل :
هو انهارده التالت و إال األربع ,فيجيبه عقله الباطن :مش هتفرق كتير يا
دودو كل أيام ربنا واحد ,ويفيق امجد علي صوت األم العالي فالست هدي
لم تتخطي سن الخامسة و األربعون ومع ذلك تجعل من نفسها جدتك
العجوز ,و أخته نانيس التي تري من جمالها جمال سندريال و هي في
الحقيقة نفيسة أخت سندريال و أخواه التؤام الشيطاني أصحاب األفكار
الجهنامية القادمة من الجحيم سالم و سليم ,و يصحو امجد في معظم
األوقات عند الساعة الثانيه بعد الظهر يغسل وجهه فقط و يتوضأ و يصلي
الظهر و لكنه ليس مواظبا علي الصاله ,انتهي امجد من الصاله و فتح
جهازه الحاسوب يتصفح علي مواقع التواصل االجتماعي و يسمع ضجيج
األم المؤلم و المعتاد " ارحم يبني الالب بالشكل دا مش هياخد في ايدك
شهر "
صدقت يا هدي و لو مره في حياتك مما يجعل كالم األم امجد يتذكر
األشياء التي قام بتخريبها التي تصل إلي مئات األجهزة أما األب الحاج
عبد المعين الذي ال يأتي المنزل سوي ساعه الغداء فهو يعمل مفتش تموين
,و ال يجلس مع أوالده و زوجته سوي في العطالت الرسميه ,دعونا
نعود ألمجد بعدما تعرفنا علي العائله الكريمه ,قد أرسل ألمجد رساله عبر
الفيس بوك من قبل عمر صديق الطفوله نظر امجد إليها و وجدها تقول :
" بقولك يا امجد في كافيه جديد هيفتح هبعتلك لوكيشن و نروح تقعد سوا
مع شويه صحابنا هنتقابل الساعه تمانيه "
رد امجد بالموافقه فهو لم يجد حال سوي هذا ليخرجه من الملل ; خرج
امجد قبل الموعد بعشر دقائق لكي يصل في الوقت المحدد لكي يقابل
بعض األصدقاء الذين هم تكنيكيا أصدقاء لكن في الحقيقه هو ال يعرف
طباعهم وهم أيضا كذلك ,و هو ال يعرف سوي صديقه عمر الذي ال يراه
سوي مرتين من كل شهر ,تقابلوا جميعا في المقهى ,مقهى يدعي
صاحب السعاده تكلموا في أمور عديده و مواضيع منها الممل و منها التافه
و منها المفيد و الهادف ,عندما انتهوا من الكالم أراد امجد أن يتناول شيئا
فوجد متجر يسمي متجر (في األحالم) ,دخل و وجد المتجر غريبا و
يوجد به أشياء عجيبه فمثال عند فتح الثالجه وجد المشروبات بأطعمه
غريبه مثل :مياه غازيه بطعم السعاده و عصير الذاكره و مشروب بطعم
التوت و الحب و عندما قابل العامل لم يتكلم سوي في شيء واحد
" عينيك بتقولي انك محتاج تعرف معادن الناس و محتاج يبقي عندك
مميزات مش موجوده في غيرك "
فرد امجد متسائال " :علي كدا بقي حضرتك دجال و بتاجر بعقول الناس "
"مسكين يا امجد بتمتلك ذكاء حاد بس الذكاء خامل لو مفيش خبره ,و أنا
عندي اللي يساعدك " ( العامل )
أعطاه علبه من الحبوب عليها رسومات من الحيوانات مرسومه بأشكال
غريبه و اخبره
" بص يا امجد دي علبه حبوب فيها 12حبايه تقدر تاخد حبايه كل يوم
و في اثناء ابتالعك للحبايه غمض عينك واتمني أمنيه و تكون األمنية
عباره عن قوه خارقه هتميزك عن غيرك األمنيه صالحه لمده يوم وبعد
كدا مفعولها هيزول "
" ال وهلل مش قولتلك بتاجر بعقول الناس و الدليل انك عرفت اسمي من
غير ما اقولك و علي كدا عايز كام مليون عشان اخدها " (امجد)
" اعتبرها هديه أول زبون و مش خسران حاجه عشان تاخدها " (العامل)
أخذها امجد مندهشا من هذه الصفقه الغريبة و التف متجها إلي الباب فنداه
العامل قبل أن يلمس الباب " ,بالحق أوعي تحاول تاخدها مرتين ورا
بعض في يوم واحد عشان هتدخل في دوامه مش هتقدر تطلع منها ابدا "
خرج امجد من المتجر و هو في غايه التعجب و ال يعرف هل هذه العلبة
أمرها حقيقي أم خيال و كيف عرف هذا الشخص اسمه .
ركب امجد الحافله جالسا علي كرسي كان الوقت في منتصف الليل ينظر
إلي سيده تحمل طفال و تحاول أن تداعبه " ,خلينا نشوف مفعول الحبايه "
قام بتناول حبه و ردد في ذهنه ":أتمني إني اعرف اقرأ أفكار الناس بكل
سهوله ,و من أول أن وضعها في فمه أصبح ذهنه شاردا و كأنه فاقدا
لوعيه لفتره عشر ثوان و فتح عينيه علي صوت طفل
" نفسي خالتي تفهم إن الحركات اللي بتعملها مش بتضحك دا شكلها أهبل
,و إيه معني كلمه اغاا إيه اللي هيضحكني لما اسمعها " (عقل الطفل)
سمع امجد هذه الكلمات و نظر حوليه ثم نظر إلي الطفل قائال " :ال
مستحيل يكون بيتكلم أكيد في حاجه غلط إيه نوع المخدر اللي أنا أخدته
دا "
ثم سمع صوت السيده " دا انت عيل بارد طالع ألمك " (عقل السيده)
ما لبث امجد كثيرا حتي ضحك ضحكه ذات صوت نظرت إليه السيده في
تعجب " ,أسف ,افتكرت نكته " (امجد)
عاد امجد إلي المنزل يفكر فيما حدث معه في الحافله ,كان الجميع نيام
ولكنه مازال يسمع هذه األصوات كصوت صراخ األم و صوت األب و
هو يصيح في العمال و صوت سالم و هو يتشاجر مع سليم و كأنهم
يحلمون بأحالم أو كوابيس ,استيقظ امجد علي صوت األم المعتاد و لكنها
كانت تيقظه من اجل أن يشتري بعض الطلبات من محل البقاله ,قام امجد
بغسل وجهه ببعض الماء و اخذ المال و نزل فورا و هو كان ينزل علي
الساللم وجد جاره العم علي و هو يبتسم له و كأنه يحبه و لكنه العكس
" إيه الناس دول مش مبطلين زعيق طول اليوم و ال الست الشرحوحه
اللي صوتها واصل للصين " (عقل الجار)
بمجرد ان سمع امجد هذا الكالم لم يبادله االبتسامه او يلقي عليه السالم بل
مضي في طريقه إلي المحل و في اثناء ذهابه وجد متسوال يريد المال
اخرج امجد من جيبه بعض الجنيهات و حين ذهب ليعطيه المال
" ايوه يا غبي هات الفلوس اللي في ايدك ما انت متعرفش أنا غني قد ايه
من ورا الشحاته " (عقل المتسول)
نظر امجد إليه بكل دقه فبدأ المتسول يرتعش ويقلق " يا ربي هو عارف
قصه الحاجه شريفه اللي كنت شغال عندها و سرقتها " (عقل المتسول)
" بقولك ايه فاكر الحاجه شريفه و اال افكرك " (امجد)
" ابوس ايدك هعملك اللي انت عاوزه بس متبلغش عني " (المتسول)
" هات اللي معاك ومشوفش وشك هنا تاني " (امجد)
الرجل أعطاه المال و فر جاريا ,امجد أصبح معه المال و هو ال يعرف
حتي من هي شريفه و وصل امجد إلي محل الحاج حسني
" السالم عليكم ,بكام كيلو الطماطم يا عم حسني " (امجد)
" الكيلو بعشره جنيه عشانك انت بس "(عم حسني)
" ليه يا عم دي كانت بسبعه امبارح " (امجد)
" تصدق و تأمن باهلل ان جايبها انهارده بسبعه يعني لو بعتها بسبعه هتقف
عليا بخساره " " ,طماطم ايه اللي بسبعه محشيه دهب دا أنا جايبها
بخمسه بس بحب اكسب " (عقل حسني)
"بقولك ايه يا عم حسني أنا هاخدها بسبعه عشان في تجار تانيه بتبعها
بخمسه بس انت عشان راجل غلبان بشتري منك ,قولي بقي بكام الكوسه"
" الكيلو و ربع ب 15جنيه " (عم حسني)
" ال يا عم حسني دا كدا كتير" (امجد)
" يا امجد أنا راجل علي قدي بربي والدي و والد اختي اليتامه "
(عم حسني)
" والد اختي ايه أنا وحيد ابويا و امي مغفل هيصدق بسهوله "
(عقل حسني)
" ازاي يا عم حسني مش انت ملكش اخوات " (امجد)
(عم " ايه ,الكيلو و ربع بعشره يا امجد بيه هتشتري حاجه تانيه "
حسني)
" ال مفيش حاجه تانيه خد فلوسك اهي " (امجد)
خرج امجد و كأنه منتصر من معركه و لكن هل ستظل هذه القوه تساعده
دائما
الفصل الثاني
( ممنوع اللمس )
مر ثلثي اليوم و مازال هناك ثمان ساعات علي انتهاء هذا اليوم ,أصعب
ساعات في حياه امجد فقد كان يسمع أفكار كثيره متضاربه مع بعضها
البعض كتراكم السحب ,شعر بألم شديد في رأسه لم يستطع التغلب عليه
لم يقدر علي النوم و لم يقدر علي البقاء مستيقظا ثمان ساعات من العذاب
المتواصل الذي لم يجد له نظير ,جاء منتصف الليل و اختفت األصوات
بشكل سريع و عجيب ,أغمض امجد عينيه و أراد شكر هللا علي انه
خرج من هذا الكابوس أخيرا .
األمنية الثانية :
استيقظ امجد وهو ينوي علي شيء واحد أن يرجع هذه العلبة إلي المتجر
الذي أخذها منه و فكر مع نفسه بعقالنيه " :أكيد العلبة دي فيها نوع مخدر
قوي بيغوي الناس أو أناها علبه مسحوره ,أنا حاسس إن حياتي قلبت علي
فيلم الفيل االزرق " ,قام امجد بالذهاب إلي المتجر ومعه العلبة و لكن
المتجر لم يكن الذي ذهب إليه من قبل هو فعال مازال اسمه كلك نظر و
لكن كان محل للمأكوالت الشعبية و لم يكن حتي عجيبا بل كان كـأي متجر
عادي ,أصبح امجد في حيره من امره ال يعرف ماذا يفعل سوي أن يذهب
إلي منزله و هو مستسلم لألمر الواقع وهو عائد إلي المنزل و قد كان
راكبا الحافله رأي رجال جالس يحاول سرقه المال الذي كان في جيب
الرجل الذي كان بجانبه ,حاول امجد أن يفكر ماذا يفعل لكن قد نفذ الوقت
حيث خرج الرجل من الحافله و معه المال ,لم يجد امجد أمامه سوي
العلبة اخرج حبه كان مترددا وضع حبه في فمه و أغمض عينيه " اتمني
إني اقدر أحرك األشياء من علي بعد " ,فتح عينيه و لم تكن الحافله بعيده
عن الرجل ,فمازال امجد يستطيع رؤيته قام امجد بالنظر إلي جيب الرجل
و حرك يده كأنه يقوم بأخذها فخرجت من جيب الرجل و حركه ناحيه
جيب الرجل صاحب المال و كأن أحدا لم يري و كأن شيئا لم يحدث ,عاد
امجد إلي المنزل و لم يجد إجابات ألسئلته التي كادت تفجر دماغه من
كثره التفكير ,ما هذا المتجر و أين ذهب و السؤال األهم ما قصه هذه
العلبة ,و بينما امجد كان جالس كان مالحظا إن أخته نانيس ممسكه بدفتر
و كانت تكتب عليه و هي في غايه الحماس و السعاده كان يفكر ماذا لو
أخذ الدفتر من غرفتها و عرف ماذا بداخله ,كان امجد معتقدا انه مجرد
دفتر للدراسة لكن كان هناك شيئا أخر في انتظاره ,انتظر امجد أخته حتى
تركز في المذاكرة قام بتحريك يده ناحية سريرها و قام برفع يده فإرتفع
الكتاب ثم حركه في اتجاهه ,فتح امجد الكتاب
" مذكراتي العزيزه لقد سئمت من هذه العائلة محطمه األمال و كاره
النجاح "
" نجاح إيه يا نانيس انت لسه مكملتيش 15سنه " (امجد)
" فهذه األم التي كلما رأتني ال تناديني سوي بالسب و األب الذي اقتربت
من نسيانه و أخي امجد عديم الشعور محب لنفسه يطلب ما لذ و طاب له ,
أما األخوة األعداء الذين لطالما يفكرون ما الذي يغضبك و يخططون في
القيام به "
" يا حبيبتي يا نانيس كل ده ساكته و مستحمله " (امجد)
" لكن كل هذا يهون مقابل النظر في وجه حبيبي سراج فتي األحالم
بمجرد رؤيته في درس الفيزياء او درس اللغه العربيه "
" سراج ,دا انت يوم ابوكي اسود " (امجد)
قام امجد بالتحرك ناحية غرفه نانيس و لكن تذكر فجاءه انه هو المخطئ
ألنه اخذ كتاب أخته وتدخل في خصوصيتها و بالطبع ستسأله كيف اخذ
الكتاب ,قام امجد بإرجاع الكتاب من علي بعد ثم فكر طويال ماذا يفعل
فوجد حال في غايه الخباثه .
" نانيس ,انت عندك دروس ايه انهارده " (امجد)
" درس رياضه و درس فيزياء و درس انجليزي ,كنت عايز تعرف مهتم
أوي يعني " (نانيس)
" بصراحه كدا يا نانيس أنا شايفك اكتر واحده مظلومه فينا برغم طيبتك و
قلبك األبيض فقولت اهتم بيكي شويه " (امجد)
" ماشي يا سيدي شكرا مش محتاجه إلشفاقك " (نانيس)
" و علي كدا الدروس دي الساعه كام " (امجد)
" أف ,الرياضه الساعه 2و الفيزيا الساعه 3و , .......امجد انت رايح
فين " (نانيس)
ذهب امجد إلي غرفته و لم ينتظر حتي نانيس تكمل كالمها " ,قدامي
دلوقتي تلت ساعات عشان استعد لل هيحصل لسراج بيه " (عقل امجد)
جاءت الساعه الثالثه اال الربع ,قام امجد باالستعداد لبس قناعا غريب
المنظر و مالبس حمراء كأنه لباس مغطي بالدماء و نزل من المنزل و قام
باالختباء في احدي الشوارع الجانبية القريبة من مكان الدرس ,كان سراج
يمشي في اتجاه الدرس و إذ فجاءه سمع صوت شخص يناديه " سراج يا
ابن أم سراج تعالي دلوقتي و إال هتندم ندم عمرك " تجاهل سراج األمر و
أكمل طريقه فضربت صخره صغيره في رأسه ,دخل سراج الشارع
الجانبي " مين هنا و عايز مني ايه " ,خرج عليه امجد
" اعمل اللي بقولك عليه واال هشيلك و ارزعك في األرض " ,تجاهله
سراج و التف ليخرج من الشارع ,فقام امجد بتحريك يداه و رفعهما
فإرتفع سراج و ظل يصرخ " خالص هعملك اللي انت عاوزه مش
هسرق أمي تاني "
تعجب امجد من هذا الصبي الفاسد
" و حاجه تانيه اهم من انك متسرقش مامتك حاول تكره نانيس فيك و
تنساها ومتحبهاش " (امجد)
" نانيس ,بس أنا مبحبهاش دي مدلوقه عليا " (سراج)
" متقولش مدلوقه " (امجد بصوت مخيف)
" ماشي ,ماشي هكرهها فيا بس ارجوك متموتنيش أنا لسا صغير و في
حاجات كتيره معملتهاش أنا لسا مشفتش الدنيا " (سراج)
انزله امجد و بمجرد ان نزل سراج ظل يجري حتي وصل إلي مكان
الدرس خائفا يرتعش و بمجرد ان رأي نانيس
" بقولك ايه ,انت أخر واحده في الدنيا أفكر أحبها انت مبتبصيش لنفسك
في المرايه وال ايه " (سراج)
رجعت نانيس إلي المنزل و لم تذهب إلي بقيه الدروس ,ظلت تبكي في
غرفتها و لم تفرغ األم حتى تري ما بابنتها ,دخل عليها امجد
" انت ليه مروحتيش باقي دروسك ,إيه دا انت بتعيطي ليه في حاجه "
" تخيل يا امجد انك تكون بتحب حد وهو مبيحبكش لمجرد منظرك مش
شخصيتك " (نانيس)
" نانيس ,انت لسا صغيره موضوع الحب دا لسا بدري عليه الزم تعرفي
انك في فتره تحديد مستقبلك وبس مش اكتر و اإلنسان الزم يغير من نفسه
عشان نفسه مش عشان حد تاني اللي بيحب حد بيحبه علي عماه " (امجد)
اقتنعت نانيس بكالم امجد و اكتشف امجد أن نانيس تحتاج إلي الكالم إلي
النقاش إلي احد يهتم ال يتجاهل .
أصبحت الساعة الثامنة مساءا و مازال امجد يشعر بالضجر و القلق كان
ينتابه الخوف ال يعرف ماذا يفعل قام و اخذ مفتاح المنزل و نزل و معه
العلبة يتمني لو يري المتجر مجددا وصل إلي المكان و لكن هذه المره
أصبح المتجر عباره عن جدار مرسوم عليه نفس الرسومات الموجوده
علي العلبة ذهب ناحية الجدار و ضربه بقدمه صارخا " انتوا مين ,انتوا
بتعملوا ايه ,سحره و إال تجار مخدرات " اسند امجد ظهره علي الجدار
خرجت يد من الجدار و قامت بسحبه أصبح امجد داخل الجدار التف و
وجد طفل يقوم بمسك يده و يجري بأقصي سرعه لم يجد امجد سرعه فائقه
مثلها و إذ يجد نفسه بداخل غرفه يوجد بها رسمه كبيره لظبي أو غزال ذو
وجه غريب و أمامها منضدة عليها صندوقان من البرونز و بجوارهما
مفتاح من الذهب ,قام امجد بالنظر إلي تلك الصناديق في تعجب و خوف
و فجاءه وجد أمامه مخلوق ضخم وجهه اسود و يرتدي وشاح اسود من
سواد الليل و نظر إليه " قدامك صندوقين واحد منهم يخلي السنين الجايه
اسعد سنين حياتك و التاني صندوق يدخلك في بحر من العذاب و مابينهم
مفتاح يقدر يفتح االتنين بس الزم تفتح صندوق واحد و األمر بيكون
قرارك انت و مصيرك ومش هيبقي معاك حد هتبقي صاحب القرار
الوحيد "
قام امجد باالقتراب من المفتاح " مش أنا في ايدي االتنين وبمتلكهم و
بمتلك المفتاح "(امجد)
" أكيد طبعا " ( صاحب الوشاح )
" مادام في ايدي االتنين اقدر افتح واحد لو حلو يبقي خالص و لو طلع مر
افتح التاني ما أنا في ايدي المفتاح " (عقل امجد )
" منصحكش ,عشان بالطريقه دي هتدخل في دوامه مش هتقدر تخرج
منها ,اسيبك بقي دلوقتي ,فلتخرج جميع االرواح من القلوب بأمر سيد
الظالم " (صاحب الوشاح)
اختفي الرجل فجاءه و بشكل غامض بعدها قام امجد باالمساك بالمفتاح و
اغمض عينيه " لو كان معايا العلبة دلوقتي كان زماني اتمنيت إني اختار
الصواب دايما بس اعمل ايه " قام بفتح عينيه وجد نفسه علي السرير و
كانت الساعة الثامنه صباحا " مش معقول يكون كل دا حلم " (امجد)
و الغريب أن امجد حلم بهذا الحلم عندما كان مفعول الحبه في جسده
الفصل الثالث
( حب ما تعمل )
ظل امجد يفكر ما معني هذا الحلم و لماذا حلم به األن ,فدائما ال يحلم و
حين يحلم ال يحلم سوي بكالب تجري ورائه ,قام امجد بفتح جهازه
الحاسوب ليعرف شيئا يفيده ,قام بالبحث عن اشخاص يقومون بتفسير
األحالم ,و اكتشف انه يحتاج لشخص موثوق فيه يساعده و يخبره بسره ,
اتصل امجد بعمر " ,الو ,الو اذيك يا عمر " (امجد)
" امجد ,اذيك هي الساعه كام دلوقتي " (عمر)
" الساعه 9معلش إن أنا اتصلت عليك دلوقتي بس أنا محتاجك ضروري
ينفع تقابلني " (امجد)
" حاضر ,هلبس و اقابلك في الكافيه " (عمر) " في البيت الموضوع مهم
جدا " (امجد)
جهز عمر نفسه و ذهب ليقابل امجد في المنزل " ,ها بقي يا سيدي إيه هو
الحاجه المهمه اللي انت عاوز تقولهالي " (عمر)
" عاوز اتأكد " (امجد)
" تتأكد من ايه " (عمر)
" من إن أنا مش مجنون " (امجد) ,ثم قام امجد محاوال أن يحرك كوب
الماء الذي كان علي المنضدة و تحرك الكوب ناحية امجد ,وقف عمر من
علي الكرسي ثم تراجع للوراء مبهورا بالذي حدث أمامه " مستحيل "
(عمر)
" يبقي الموضوع طلع فيه سحر مش مخدرات " (امجد)
" سحر إيه ,أنا مش فاهم حاجه " (عمر)
" أنا هفهمك كل حاجه ,فاكر يوم ما كنا في قهوه صاحب السعاده أنا لقيت
( " ........امجد) ,و حكي امجد كل شيء بالتفصيل من أول المتجر و
حتى الحلم " ,إيه المطلوب مني دلوقتي " (عمر)
" انك تساعدني اننا نالقي حل ,دايما كنت معايا في حل مشاكلي ,ارجوك
يا عمر أنا محتجلك " (امجد)
" تمام ,أنا معاك بس األول إحنا محتاجين نعرف إيه تفسير الحلم اللي انت
حلمته و من حسن حظك إن جدتي بتعرف تفسر األحالم "
" عمر ,مفيش حد يعرف الموضوع دا سر بنا " (امجد)
" متقلقش سرك في بير " (عمر)
قام امجد و عمر مسرعين ليعرفوا خفايا العلبة و لكن مازال مفعول العلبة
موجود في امجد ,مازال هناك ثالث ساعات لينتهي المفعول ,فيا تري
ماذا سيحدث في ذلك الوقت
ركبا الحافله ,و هم في طريقهم وجد امجد نفس الطفل الذي كان يجري به
,اوقف امجد الحافله و ظل يجري وراء الطفل و ال يعرف أين هو ذاهب
" استني أنا شوفتك قبل كده ,ارجوك اقف أنا عندي اسئله كتير " ,توقف
امجد وسط األشجار و ها قد اختفي الطفل مجددا و لكن وجد اثنان يغطي
وجههم بغطاء عازل و يداهم مربوطه و يرتدان قميص عليه صوره هذا
الظبي و مكتوب عليه ( سر العلبة لواحد بس ) و يمسكهم الرجل صاحب
الوشاح ثم قام هذا الكائن بإزاله هذا الغطاء من احدهم و اتضح انه عمر
قام صاحب الوشاح بإخراج خنجر و قام بذبح عمر ,حاول امجد الكالم او
الحركه لكنه لم يستطع ,ثم قام صاحب الوشاح و وضع بعض دماء عمر
في كأس ذهبي اللون و أزال الغطاء من الشخص األخر و اتضح أنها اخته
نانيس ثم قام برمي الدماء علي وجه و قميص نانيس ثم تغير الكالم الذي
كان علي القميص إلي ( سرك في بير ) ثم صوت يناديه " امجد ,امجد
اصحي احنا وصلنا خالص " (عمر)
" إيه دا ,هو إحنا فين " (امجد)
" رايحين لجدتي يا امجد انت نسيت وإال إيه " (عمر)
" اه ,صح يعني دا طلع حلم برضوا " (امجد)
" إيه ,هو انت حلمت تاني و احنا راكبين " (عمر)
" ايوه بس يستحسن يكون ليا لوحدي علي العموم أنا فمهمته لسا بس الحلم
اللي قبله عايز افهمه " (امجد)
وصال امجد و عمر إلي منزل جده عمر و حين دخال قام امجد بإلقاء
" السالم ,كانت الجده تعطيه ظهرها حين التفت و نظرت إلي وجهه
شكلك بيقولي إنك عايز تعرف اسرار كتير وتفسير لحاجه غامضه زي
حلم مثال بالمناسبه أنا اسمي تيتا سندس " (الجده سندس)
" أنا امجد صديق عمر ,حضرتك عرفت ازاي إن أنا عايز افسر حلم "
(امجد)
" لغه الجسد يا حبيبي بتوضح خفايا كتير قولي إيه قصه حلمك " ( الجده
سندس)
" أنا حلمت إن أنا كنت ساند علي جدار و فجاءه ( "........امجد)
ظل امجد يخبرها بالذي حلم به بالتفصيل " ,و بعد ما اختفي صاحب
الوشاح دا لقيت مرسوم علي الحيطه ظبي او غزال شكله مخيف أوي "
(امجد)
" ظبي ,احفظنا يا حفيظ ,بص يا امجد يا ابني انت في ايدك حاجه بتملك
القدره انك تخليها تسعدك او تحزنك يعني مثال السكينه بتبقي موجوده في
كل بيت بتساعدنا علي تقطيع حاجات تفيدنا و لكن ممكن نرتكب بيها
جريمه قتل انت أكيد فاهم " (الجده سندس)
" أيوه أنا كد ا فهمت " (امجد)
" بس ايه هي الحاج دي يا ابني " (الجده سندس)
" أه ,هتعوزي حاجه يا تيتا أصل إحنا ورأنا مشواير كتير تانيه " (عمر)
" ماشي يا حبيبي ,علي العموم يا امجد يا ابني مش مهم تعرفني إيه هي
الحاجه دي بس الزم تسيطر عليها قبل ما تسيطر عليك " (الجده سندس)
" اسيطر عليها و اسيطر عليها ازاي " (امجد)
" عندي الكتاب اللي يساعدك " (الجده سندس)
ثم اخرجت كتاب لون غالفه أسود و مكتوب عليه (اسرار خلفاء سيد
الظالم ) ,امسك امجد الكتاب أغمض عينيه لجزء من الثانيه فرأي أن
أمامه الطفل الذي كان يراه دائما في أحالمه " إدي حاجتك لصاحب
سرك " ,بعدها فتح عينيه و أعطي عمر الكتاب و قال له " :انت اللي
هتشوف اللي فيه و تعرفني أسف مش هعرف أشوف حاجه " ,أعطاه
امجد الكتاب " عادي وإال يهمك " أخذ عمر الكتاب حين نظر إليه شعر
بشيء من المسئولية اتجاه هذا األمر و كأنه شيء مهم ليس باألمر السهل و
تذكر حين دخل مسابقه عبارة عن قرأه 35كتاب في أسبوعان فتأكد أنه
صاحب المهمه المناسبة
عاد امجد إلي منزله يتسأل " ازاي اسيطر علي حاجه زي دي ,دا سم
بيدخل في عقل الواحد مبيخرجش " ثم فتح حاسوبه و قام بالبحث عن عبدة
الشيطان و قد اكتشف العديد من األمور و لكن لم يجد ما يساعده " ,قوم
شفلك شغالنه بدل ما انت قاعد طول اليوم علي الالب " (الست هدي)
" أقوم اشتغل ,اشتغل إيه أنا مش عارف حاجه " (عقل امجد)
ثم وجد شيء يخبره في عقله " إيه يا امجد هو دا سؤال معاك الفانوس
السحري و تبقي مش عارف تعمل إيه " ,و بمجرد أن أنزل شاشه
الحاسوب وجد العلبة أمامه و كأن يده تتحرك بدون إرادته اتجاه العلبة و
امسك حبه وضعها في فمه أغمض عينيه " اتمني إني اقدر اشتغل كل
حاجه " ,ال يعرف امجد ما فائده هذه األمنيه و لماذا تمناها و لكنه عرف
حقا ما معني أن يسيطر عليها قبل أن تسيطر عليه ,قام امجد و نزل من
منزله كان بجوارهم محل حالقه صاحبه رجل يتميز ببرود األعصاب و
الثبات االنفعالي يسمي عم عادل ,دخل امجد عليه " السالم عليكم ,ينفع
اكلم حضرتك علي انفراد " ,قام الرجل بالرد علي امجد بعد خمس دقائق
" اقعد هنا لحد ما اخلص للزبون اللي معايا "
و بعدما انتهي " اؤمر يا نجم ايه هو الطلب اللي عاوزني فيه "
" أنا كنت عايز اشتغل معاك قصدي عندك ,حالق " (امجد)
" انت ,بس انت تنفع حالق " (عم عادل)
" اومال دا أنا ايدي تتلف في حرير و بعدين أنا محتاج فلوس ضروري
فياريت ابدء من النهارده " (امجد)
" طيب ,معنديش مانع و أول زبون عندك هيكون أنا " (عم عادل)
شعر امجد بالخوف ألنه يتذكر أن أخر شخص أغضب هذا الرجل ذهب و
لم يعد ,قام امجد بإمساك المقص و بطريقه ال إرادية " حضرتك عايز
يتعمل إيه في شعرك "
" سؤال جميل جدا ,أنا عايز حاجه بسيطه ( " .......عم عادل)
قام امجد بالذي طلبه منه الرجل و ال يعرف كيف حدث هذا و ما الذي كان
يسيطر عليه وقتها
" حلو يا امجد انت ذكي جدا ,خالص انت معايا " (عم عادل)
قام امجد بالعمل لمده ثالث ساعات متواصلين ثم أحب أن يكمل في شيء
أخر
" بقولك يا عم عادل كفايه عليا انهارده ينفع اروح " و هز الرجل رأسه
بالموافقة ثم اخرج مائه جنيه من جيبه و أعطاها ألمجد ,خرج امجد من
المحل ثم ذهب للذي بجواره متجر لبيع الهواتف صاحبه رجل في قمه
الذكاء يدعي خالد " السالم عليكم ,أنا كنت حابب اشتغل عند حضرتك في
المحل أبيع موبيالت و أساعد في التصليح "
" تمام ,أنا موافق بس األول عايزك تفرمط الموبايل دا هو مقفول بكلمه
سر " (خالد)
أخذ امجد الهاتف و قام بتشغيل الحاسوب و أوصل الهاتف به ثم قام بفتح
برنامج ثم عمل العديد من األمور و هو في غايه الذهول ألنه ال يستطيع
فعل شيء علي الحاسوب سوي أن يحمل البرامج و األلعاب
" كدا كويس أوي ,مرحب بيك بالشغالنه " (خالد)
ظل امجد ساعه و نصف يقوم بالعمل المتواصل ,قام بتصليح عشره
هواتف و بيع خمسه ,كان خالد ينظر إلي األمر في غايه التعجب
" كدا تمام تقدر تروح خد دول ,تقدر تجيلي األسبوع اللي جاي " (خالد)
" إيه دول 200جنيه دا أنا اشتغلت شغل انت متقدرش تعمله "
(عقل امجد)
الفصل الرابع
( القربان )
ذهب امجد بعدها إلي عشر متاجر أخري ,كان يعمل ساعه أو نصف
ساعه ,حتى جاءت الساعه 12منتصف الليل
" إيه دا ,مين اللي بيتصل دلوقتي دا عمر ,ألو يا عمر اذيك في حاجه و
إال إيه " (امجد)
" امجد أنا محتاجك ضروري عندي في البيت ,أنا عارف إن الوقت مش
محتاج يتأخر " (عمر)
" تمام أنا جايلك دلوقتي" (امجد)
ركب امجد الحافله و هو في الطريق وجد الجميع ينظرون إليه و
يضحكون و الغريب أن جميعهم يرتدون نفس الملبس ,زى غريب
المظهر و مريب اسود اللون و يوجد عليه لون أحمر لكنه متفرق في
أماكن مختلفه و مكتوب خلف الزى ( نهاية مأسويه ) ,ثم نظروا إليه في
وقت واحد و في نفس واحد " مفكر نفسك ذكي و بتقدر تعمل كل حاجه و
انت في الحقيقه عروسه في ايدنا و مفكر انك هتحل اللغز اللي انت فيه و
انت الحقيقه في متاهة الخروج منها حياتك "
" علي جنب هنا يسطا " ( أحد الركاب )
فتح امجد عينيه و وجد نفسه مازال في الحافله و هي واقفه أمام منزله و
أن مالمح الناس في الحافله مختلفه و يرتدون مالبس مختلفه ليس لها
عالقه بالذي رآه ,رأي امجد انه من األفضل أن ينزل وغدا يذهب لعمر و
لكنه ال يعرف ماذا ينتظره
دخل امجد غرفته لكنه وجد نفسه في مكان حوله كورق نبات مقصوص
" ال متقولش دا أكيد حلم و أنا في متاهة "
وجد امجد أمامه أثار اقدام لحذاء قد رآه من قبل ظل يمشي وراء هذه
األثار حتي وجد أمامه المخرج ظل يجري ناحيته من دون تفكير و فجاءه
تقطع إلي أجزاء كأن هناك خيوط رفيعة حادة علي باب المخرج و قد
أحس بروحه و هي ترتفع كأنه يطير كأن هذا إسقاط نجمي و نظر إلي
المتاهة من بعد وجدها علي شكل الظبي ,و ها قد سمع صوت هاتفه و
كانت الساعه التاسعه صباحا و كأنه كان نائما
" ألو يا امجد أنا جايلك دلوقتي أنا عايزك ضروري " (عمر)
" ماشي يا عمر منتظرك " (امجد)
بعد مرور ربع ساعه من المكالمة جرس الباب يرن ,فتح امجد الباب
" أنا عايز اقولك حاجه قبل ما يعرفوا إن أنا جتلك ,الزم تختار امانيك
بحرص و األماني اللي تخليك تغلبهم مش اللي تغلبك علي فكره الموضوع
سهل بس سهل ممتنع ,انت هتحاول متستخدمش العلبة بس هتستخدمها و
مهما حصل متسمعش غير كالم نفسك و عمر بس و حرص من ..........
" (الطفل)
ثم سمع امجد صوت جرس بابه لكن بصوت أعلي من المعروف ثم بدأت
صوره الطفل تتالشي ,فتح أمجد عينيه و ذهب ليفتح الباب وجده عمر و
كأن شيء بداخله يخبره بأن ينظر لألسفل نظر فوجد أن عمر يرتدي نفس
الحذاء الذي كان موجود في أثار األقدام ثم سأله امجد " انت جبت
الكوتشي دا امتي أنا اول مره أشوفك البسه "
" أه ,اشتريته أول امبارح ب .....دا مش موضوع مهم اللي مهم اللي أنا
جايلك علشانه و أنا بقرأ في الكتاب اكتشفت حاجات كتير مهمه ممكن
تساعدك " (عمر)
ثم اخرج عمر مذكره صغيره " ,بص الكتاب بيبدء يتكلم عن الشيطان و
بيقول إن الشيطان مذكور في كل الكتب السماوية كاإلنجيل قال إنه كان
مالك في الجنه عصي ربنا فنزل األرض عقابا ليه و في القرآن إنه عصي
ربنا بإنه رفض يسجد لسيدنا أدم فلما كان سيدنا أدم في الجنه حاول يقنعه
بإنه ياكل من الشجرة هو والسيدة حواء ,فأنزلهم هللا عز و جل األرض
ليجعل البشر خلفاء فيها و يجعل الشيطان عايش إلي يوم القيامه عشان
يغويهم لفعل المعاصي و بالفعل استطاع فقد بدء األمر من أول جريمه قتل
في العالم قبيل و هابيل لحد ما جعل من البشر عبده له مقابل إيه ال شيء و
بدءوا يجعلوا من اسمه سيد الظالم و إغوائهم إلي فعل السحر و الشعوذة و
بيحكي الكتاب كل العادات السحريه الغريبه لحد ما لقيت ( " .........عمر)
قام هاتف عمر بالرن " ,ألو ,إيه امتي دا حصل " (عمر)
" إيه يا عمر في إيه " (امجد)
" جدتي سندس تعيش انت ,أنا مش فاهم أنا لما كنت سايبها كانت كويسه
جدا ,أنا الزم امشي " (عمر)
" استني أنا جاي معاك " (امجد)
ذهب امجد و عمر إلي بيتها و في اثناء دخولهم وجدوا عائله عمر والده
األستاذ طارق و زوجته والدة عمر السيدة سميرة وأخوه سامي كان والد
عمر وحيد فلم يكن هناك أعمام لعمر ,أحس امجد بأحد يتنفس في وجهة
نظر امجد إلي يمينه وجد امرأة جميله تشبه الجده سندس لكن علي سن
أصغر " ,هو اللي قاتلني " (الجده سندس)
" مين دا " (امجد)
" اللي مش مسهرك الليإلي ,سيد الظالم " (الجده سندس)
ثم اختفت فجاءه ,لم يفهم امجد ما السبب الذي يجعله يقتل الجده سندس و
ما العالقه التي تجعلها تعرفه
قام امجد و عمر بالقيام بمراسم العزاء في بقيه اليوم و لم يستخدم امجد
العلبة في هذا اليوم ,مما جعله يشعر بالتغيير
عاد امجد إلي منزله يريد أن يفهم كل شيء لذا كان يخطط ألمر يساعده ,
لكن يجب أن ينتظر لليوم التالي باكرا ,نام امجد جيدا لم يحلم بأي شيء
استيقظ ثم قرر أن يذهب إلي منزل الجده سندس حيث ليس أحد هناك ,
ركب امجد الحافله ثم نزل لمنزل جده عمر حاول إيجاد مفتاح و تذكر أنها
دائما ما تضع المفتاح مدفونا في تربه أحد النباتات التي تسقيها ,قام
بالمحاولة حتى وجده أخيرا ,دخل امجد و قد كان شاعرا بشيء غريب في
هذا المنزل إحساس غير مطمئن بالرغم من وجود الكثير من األلواح
المكتوب عليها اآليات من القرآن الكريم المعلقة علي الحائط و بمجرد أن
نظر إليها امجد أحس باالطمئنان و الحظ أنه يوجد الكثير منها كأن
واضعها يكره التعامل مع األمور السحرية السيئة أو تعامل معها و يعرف
مدي ضررها ,و لفت انتباهه المكتبة التي كانت أمامه كان يوجد كتب
كثيرة و غريبة و منها كتاب شمس المعارف الذي كان موضوع في حقيبة
سوداء " ,إيه اللي هيخلي حد زيها يمسك كتاب زي دا و إزاي جابته
أصال " (امجد)
خاف امجد في مجرد التفكير في فتح الكتاب أعاده إلي مكانه ثم الحظ أن
الكتب التي في المكتبة تعطي شكل سهم يتجه إلي اليمين ,نظر امجد وجد
الفته مكتوب عليها ( البداية و النهاية ) ,أزال امجد الالفتة وجد خزنه
لكنها بدون كلمه سر قام بفتحها وجد ورقه " ,اللي هيقرأ الكالم دا دلوقتي
هيكون محتاج للمساعده ,أنا سندس مدحت عادل حصل معايا حاجه
خلتني اقسم إني أكرس حياتي في الخير و التقرب إلي عباده هللا و البعد
عن عباده من سواها و إرشاد الناس إلي الصواب و المساعده ,أنا لما كان
عندي خمس سنين كنت ساكنه مع أهلي في شقه محترمه جدا و جميله و
كانت بسعر رخيص ,كان والدي في شغله و والدتي بتشتري الطلبات
المعتاده كل يوم و أنا كنت بلعب في غرفه الضيوف و فجاءه القيت ظل
لواحده جميله روحت ندهت عليها طلعت تجري جريت وراها لقيتها وقفت
مره واحده و قامت بصلي كانت جميله في األول و لبسه فستان اسود في
أحمر و قعدت تقولي تعالي قربي مني متخافيش قربت منها و بمجرد ما
لمستني حسيت بقشعره في جسمي عمري ما حسيت زيها و بمجرد ما
حسيت بكده مالمحها اتغيرت من حسن حظي وقتها كنت حافظه سوره
اإلخالص و المعوذتين قلتهم و فجاءه قامت مختفيه ,حاولت أعرف
والدتي بس محدش صدقني و كنت دايما بشوفها في أحالمي اللي كانت
أكيد كوابيس ,بدءت حاجات غريبة تحصلي بحس بروح ناس ميتة بشوف
الواحد أعرف هو نيته إيه مش عارفه دا كان إيه بس كنت مخططه أتعلم
تجويد و تفسير القرآن الكريم و أقرأ كتب تبع الجن و السحر بس معملوش
اتعلمت حاجات كتيره و ساعدت ناس كتير بدون أجر بدون دجل بالدين
لحد ما في يوم كان عندي وقتها حوالي 40سنه جاتلي واحده شابه في سن
حوالي 16سنه و ادتلي علبه و قالتلي حاولي تخفيها بأي طريقه و
متفتحيهاش عشان نهايتها موتك ,كنت متردده مش عارفه أعمل إيه
روحت و خفيتها في مكان يخلي الجن األزرق ميعرفهاش و بعد حوالي
اسبوعين سمعت إنها ماتت و محدش يعرف إزاي ,روحت أجيب العلبة
من مكانها ملقتهاش و من وقتها معرفتش هي فين و قصتها إيه ,فضلت
فتره ابحث في قصه العلبة بس ملقتش أي إجابة مسبتش كتاب إال و جبته
حتى شمس المعارف و فجاءه لقيت كتاب غريب كدا كان أمريكي و اترجم
اسمه خلفاء سيد الظالم ,و بعد ما جبته في نفس اليوم حلمت بالبنت دي
جايالي و جايبه في ايدها كفن لولد ,سئلت نفسي الولد يبقي مين لحد ما
طلع " ..........
شخص ما قام برن جرس الباب ,قام امجد محاوال أن يختبئ
" أنا عارفه انك هنا مش انت برضوا اسمك ا م ج د يا ريت تخرج عشان
المكان دا بيحسسني بإني بتحرق "
" انت مين و عايزه مني إيه " (امجد)
" بالنسبه السمي الزم تموت بعد ما اقولك عليه الزم اقتلك إنما عايزه إيه
فا متخافش أنا جايه أساعدك "
فتح امجد الباب ,وجدها نفس السيده التي وصفتها الجده سندس
" تساعديني في إيه بالظبط " (امجد)
" العلبة عشان تخلص منها الزم تقدم قربان لسيد الظالم قصادها "
" قصدك إيه اقتل واحد و سيد الظالم دا يبقي الشيطان " (امجد)
" ايوه صح االتنين صح و لو معملتش كدا صدقني انت اللي هتبقي القربان
,قدامك العمر بطوله خد راحتك "
ثم اختفت هذه السيده فجاءه لم يفهم امجد ماذا يفعل و ماذا فعل لكي يحدث
له كل هذا ,و لكن السؤل األهم من الشخص المناسب الذي يجب أخذه
كقربان لكي ينقذ امجد نفسه
الفصل الخامس
( مشاعر و أحالم )
عاد امجد إلي منزله يفكر في الورطة التي أصبح فيها بينما كانت أمه التي
هي في المطبخ و بصوت عالي " يا بنتي مينفعش اللي انتي بتعمليه دا
بطلي الغباء اللي انت فيه دا "
" ال يا امجد ال مستحيل تموت أمك يعني "
" و ليه ال يا امجد ما هي دايما عايشه في زعيق و شايفه نفسها هي
الصح" (عقل امجد)
ثم وجدها تحتضن نانيس و تعتذر لها ,قام امجد بالنزول ليتمشي و ليصفي
ذهنه ,نظر إلي بائع الخضروات عم حسني قائال " عم حسني راجل
طماع و يستحق يموت عشان جشعه بس برضوا دا رزقه و األرزاق علي
هللا كفايه إنه بيشتغل باليوميه و في ناس عايشه علي فلوسه" ثم نظر إلي
" دا كمان عم عادل الحالق المتمتع بالبرود
" لسا ال ,التفكير في الموضوع وحده حاسه مينفعش "
" مأخدتش القرار ,متقلقش هتاخده قريب "
انت ,انت إيه إلي جابك دلوقتي مش قولتي قدامك العمر بحاله " (امجد) "
بتكلم مين يبني مفيش حد هنا " ,نظر امجد خلفه وجد رجل عجوز يكاد
يستطيع المشي مالبسه ممزقه و مغمور باألتربة ففهم امجد أنه رجل
مسكين يحتاج للمال الذي ال يستطيع أن يوفره لنفسه " ,حاجه هلل يا ابني
أنا راجل غلبان محتاج فلوس "
" حاضر ,بس تعالي األول ريح بس " أجلسه امجد علي مكان استراحة
أمام النهر نظر إليه وجده في غاية البساطة شعر امجد بالذنب و الخوف ثم
سأله " هو انت دلوقتي قدامك حاجه الزم تعملها و لو معملتهاش هتقع في
ورطة انت مش عايز تعمل الحاجه دي ,هتعمل إيه " (امجد)
" وهلل يا ابني كل حاجه و بيبقي ليها حل تاني مش الزم يبقي حل واحد
بس انت هاته من نفسك متخليش حد يقولك معتش في حد له أمان دلوقتي "
" تعرف يا حج انت ,انت عبقري ازاي تاهت مني دي ,الطفل اللي قابلته
في الحلم كان قالي إني مسمعش كالم حد غير عمر " (امجد)
" طفل مين و عمر إيه أنا إيه اللي دخلني في الحورات دي "
" خد يا حج خد اتكل علي هللا و إال أقولك هللا يحنن عليك خساره فيك "
(امجد)
جري امجد في اتجاه منزله لكي يكلم عمر تليفونيا ,لكي ينتهوا من هذا
الكابوس الذي لم يعد يحتاج االنتظار
" ألو يا عمر اذيك عامل إيه دلوقتي " (امجد)
" الحمد هلل أحسن دلوقتي ,كنت لسا هقولك إني بعد بكره جايلك عشان
الموضوع بتاعك الزم يتحل معلش مش هعرف أجي بكره ألن لسا قرايب
جدتي موجودين " (عمر)
" طيب يا عمر في انتظارك تيجي بالسالمه " (امجد)
" هللا يسلمك بقولك حاول تتقص علي موضوع العلبة و اتجنبها ,سالم "
(عمر)
" سالم يا عمر " (امجد)
حين انتهي امجد من الحديث مع عمر ,سمع امجد صراخ أباه الذي كان
صوته يجعلك تشعر بالقلق من أجله " ,إيه يا عم امجد منفسكش تشوف
الناس بتحلم بإيه "
" أيوه ,نفسي " (امجد) ثم قام امجد و امسك بالعلبة و أخرج حبه من
العلبة ثم أغمض عينيه " ,أتمني إني اقدر أشوف أحالم الناس اللي حواليا
" فتحهما ,وجد نفسه في قصر كبير و قد كان يطل علي البحر و كأنه
حلم أو هو بالفعل حلم ,دخل امجد القصر وجد حراسه يرتدون مالبس
كمالبس فيلم عالء الدين ,امسك به الحرس و وضعوه أمام كرسي مرصع
بالماس و الجالس عليه هو نانيس مرتديه فستان رائع ملون باللون الزهري
اللون المفضل لها و تبدو و كأن أنفها اعرض بكثير عن المعتاد ثم نظرت
إليه قائله " :انت جيت ,عايزاك تضحكني أنا حاسة بتعاسة كبيره جدا
مش انت المهرج عايزه أشوف الكوميديا عايزه أضحك "
نظر امجد إليها في تعجب " انت بتكلميني أنا "
ثم تذكر أن كل ما في األمر مجرد حلم و علية أن يساير األمور ثم نظر
إليها مره أخري و قال لها في ذكاء " :أمرك يا موالتي ,بس أنا شايف
إن موالتي في حاله حزن شديدة و الهزار مش هيساعد ,الفضفضه هتكون
" بص أحسن "
يا اسمك إيه أنا هتواضع و هعرفك إيه اللي المحزن ,أنا دلوقتي بقيت
ملكه للدوله اللي قدامك دي و لكن المشكله أنا عشان مش جميله أوي مش
حبيني ,باصين لقشره السوداني البني البهتانه و ناسين إنها مسكره
معندهمش نظر " (نانيس)
" مش يمكن الغلط موجود في الشخص نفسه مش في اللي قدامه " (امجد)
" انت ازاي تجرؤ ,بس ممكن تكون صح المفروض اعمل إيه دلوقتي "
(نانيس)
" االهتمام بالنفس يولد االهتمام من األخرين " (امجد)
" أه فهمتك خالص ,تمام باي " (نانيس)
بمجرد ما نانيس أنهت كالمها اختفي امجد و أصبح في مكان أخر ,أنه
منزله لكن بشكل مختلف أنه الطالء التي علي الجدار أصبح متقشر و كأنه
قديم ثم وجد سيده عجوز تمسك بسبحه وحيده ليس حولها أحد تذكر هللا ,
ثم ينظر فيجدها أمه و لكن مالمحها أكبر سنا ,نظرت إليه قائله " :امجد
,انت جيت ياه عدي اد إيه " ثم قامت بتقبيله و بعض من قطرات الدموع
علي عينيها حزينه من الوحدة القاتلة " ,مستحيل يكون حلم أمي هو دا
اللي شايفاه ,إن إحنا يوم من األيام هنسيبها " (عقل امجد)
نظر امجد إليه ثم قام بتقبيل يدها " ,متسبنيش تاني يا امجد وسامحني يا
ابني بس أنا مش عايزاكوا تهجروني مش نهايتي تبقي كدا " (الست هدي)
" أنا عمري ما هسيبك مهما كنت أسيا فاألم مهما تعمل هي أم ,بس الزم
تقربينا منك تحسسينا بالحب ده مش تخفيه جواكي " (الست هدي)
" دلوقتي فهمتك ,ربنا يجعلك سندي في الدنيا و األخره " (الست هدي)
ثم يأتي الحلم التالي الذي أكثر لطافه سالم و سليم و لكن هل كان الحلم
لسالم أم لسليم
وجد امجد نفسه في حديقه مدرسه سالم و سليم ثم نظر إلي شرفه المدرسه
وجدهم جالسين علي الكراسي هم و الطالب ثم وجدهم قاموا بالنزول تحت
المنضدة عندما استدارت المعلمه و نظرت إلي السبورة و قاموا بربط
رباط فردتي حذاء الطالب الذي أمامهم ثم نظرت المعلمه إلي الساعة التي
أمامها " يال يا أوالد فسحه " ,ثم قاموا بالذهاب إلي الحديقه فوقع أحد
الطالب و تأذي فعندما خرجوا سالم و سليم وجدوا امجد أمامهم
" اعترفوا انتوا السبب في إن الولد دا يقع " (امجد)
قالوا في صوت واحد " احنا معملناش حاجه " ثم أخذ أنفهم يطول عن
المعتاد بشكل غريب ثم قرر امجد السؤال فأجابوا بنفس اإلجابه فحدث لهم
نفس األمر فقرر امجد السؤال للمره األخيره فأجابوا بالحقيقه فنصحهم
امجد بعدم اإلساءة ألحد و عدم الكذب فأجابوا بصوت واحد " خالص
دلوقتي احنا فهمنا يال سالم "
ثم وجد امجد نفسه في بيت جده القديم و لكنه لم يبدو قديم ثم وجد والده
عندما كان في مثل سنه قادما من الجامعه ينتظره جد امجد " انت مش
ناوي تشتغل بقي و تسيبك من الدراسه اللي مش هتأكلك عيش " (جد
امجد)
" بس التعليم مهم عشان حياتنا المستقبلية و مهنه أفضل " (عبد المعين)
" انت بترد عليا باين عليا اني معرفتش أربيك " (جد امجد)
ثم أخد يصفعه علي وجهه أمام أمه و إخوته حتي احمر و تورم وجهه من
كثره الضرب ثم دخل غرفته التي كان امجد فيها ثم نظر إليه " أنا مش
عارف أنا عملت إيه كل دا عشان عايز أحقق اللي نفسي فيه أوقات كتير
بيخليني أحلف إني مجوزش أو أخلف لما أكبر عشان مش هبقي عارف
أفهم ابني أو أتعامل معاها و أخاف أعامله بنفس اللي اتعمل فيا " (عبد
المعين) " بص ,انت الزم تفهم حاجه إن اللي بيفكر في الماضي بيعيش
طول حياته حزين و اللي بيفكر في المستقبل بيعيش حياته خايف إنما اللي
بيفكر في الحاضر بيبتكر و يبدع و الزم كمان تعرف إنك عشان تربي
بطريقه مختلفه الزم تقتنع إن مش عيب إن ابنك يعلمك حاجه غلط انت
عملتها دا مش هيخليه يبصلك بنظره إنك مش قد المسئولية ال بالعكس انت
هتبقي في نظره شخص متفهم " (امجد)
" تمام ,فهمتك شكرا جدا بس انت مين " (عبد المعين)
" فاعل خير" (امجد)
وجد امجد نفسه بعد ذلك في مسرح جالس علي كرسي المشاهدين و
بجواره نفس األشخاص الذي رآهم في حلم الحافله و علي عتبه المسرح
نفسه يتحرك و يرقص كدميه لديها خيوط و الذي يحرك هذه الخيوط هو
الظبي الذي كان موجودا في كل أحالم امجد ثم نظر إلي امجد و ظل يقول
"ال مفر" ثم تم إغالق الستائر و كان مكتوب عليها اختصار لشيء غير
معروف و هي " غ و إ ح " لم يفهم امجد معني هذا ثم وجد نور قوي
متوجه ناحيه عينيه فاضطر أن يغمضهما و حين فتحهما وجد نفسه علي
سريره
خرج من غرفته فوجد أمامه أربعه أبواب ,الباب األول خرج منه أخته
نانيس و الثاني خرجت أمه و الثالث سالم وسليم و الرابع أبوه و كانت
مالمحهم و مالبسهم بنفس التي كانت في األحالم
" ال مستحيل أنا لسا بحلم " (امجد)
نظروا إليه ثم قالوا " إحنا أحاسيسك اللي مش معترف بيها "
ثم تقدمت نانيس خطوه " أنا غرورك اللي دايما عايش فيه "
ثم تقدمت أمه " أنا الوحده اللي قاتالك و قاتله أفكارك "
ثم سالم و سليم " إحنا إهمالك و أخطائك المزمنة "
و في النهايه والده " أنا الحزن اللي باين في عينيك و األلم اللي جواك "
ثم تراجعوا للخلف و دخل كل واحد منهم إلي حيث كان ثم وضع علي كل
باب اختصار للكل احساس " (غ و إ ح) هو دا معناها أحاسيسي بس أنا
مش فاهم الزمته إيه كل دا "
الفصل السادس
( بعيد عن األنظار )
استيقظ امجد علي صوت أمه و هي تناديه " اصحي يا امجد عمر برا
مستنيك ,قام امجد بتجهيز نفسه للخروج مع عمر ثم وجد أمه تناديه
" امجد ,هو انت لما تكبر و أنا اكبر و اعجز هتيجي تشوفني "
" هو دا وقته يا ماما ,أكيد طبعا هفضل علي طول دايما جمبكوا كلكوا "
(امجد)
" الزم تعرف يا امجد إن إحنا اهلك يعني مرايتك نعرفك األحاسيس
المخفيه جواك " (هدي)
خرج امجد مع عمر و ذهبوا إلي المقهي المعروف صاحب السعادة ,
جلسوا " امجد في حاجات كتير مهمه جدا قرأتها في الكتاب من ضمنها إن
طوائف عبدة الشيطان السحره منهم قبل ما يموتوا من البشر العاديين
اخترعوا صندوق فيه قطع من الحبوب ممكن تتغير علي حسب اللي
بيستعملها و قدموا قرابين مقابل امتالك العلبة دي قوه سحريه يعني العلبة
اللي ورتهالي فيها صوره لحيوانات مرسومه بشكل غريب دول كانوا
القرابين و كمان قدموا روح بريئة كقربان هتكون إيه الروح البريئه دي يا
تري ( "......عمر)
" طفل ,الطفل اللي كان بيظهرلي دايما في أحالمي هو دا أكيد كان
قربان " (امجد)
" و الكتاب قال كمان إن اللي هيقدر يتحكم هي العلبة مش مالك العلبة "
(عمر)
" ايوه أنا أعمل إيه أنا عايز حل يخرجني من الموضوع دا " (امجد)
ثم نظر إلي يمينه وجد الطفل " ,انت بتمشي في مسار قصير ممل و
معتاد بينما انت قدامك مسار مختلف تمشي فيه يديك وقت أطول تفكر فيه
عشان تالقي حل للشوك اللي انت ماشي عليه "
ثم اختفي الطفل فجاءه ,لم يفهم امجد كالم الطفل كأنه لغز يحتاج إلي
التفكير و التعمق
" امجد ,امجد انت معايا و إال روحت فين " (عمر)
" ام ,ايوه معاك كمل انت كنت بتقول إيه " (امجد)
" كنت بقول إن أنا ملقتش أي حاجه تساعد في هزيمه العلبة دي " (عمر)
" بس أنا لقيت بس علي شكل لغز " (امجد)
ثم حاول امجد أن يمسك يد عمر " بص دلوقتي انت في طريق قصير
عشان تروح مكان معين و المكان دا مش عايز تروحه أصال و في طريق
تاني طويل ممكن تمشي فيه عشان تعرف تفكر في الحل و الطريقين كلهم
شوك تقدر تفهمني دا معناه إيه " (امجد)
" يمكن معناه إنك تعمل حاجه خطر بس مش في وقتها أنا مش عارف إيه
بس انت أكيد عارف صح " (عمر)
و إذ هو ممسكا بيد عمر اوقع كوب السكر علي المنضده فوجد السكر كأنه
مكتوب (نانيس ,العلبة) ,قام امجد مفزوعا " أنا الزم أروح البيت دلوقتي
عشان في حاجه الزم متحصلش عشان لو حصلت في حد عزيز عليا
هيموت و انت هتيجي معايا " (امجد)
" استني يا امجد أنا مش فاهم حاجه " (عمر)
و بينما امجد كان يمشي في الطريق و كان عمر خلفه جاءت سيارة
بأقصي سرعتها ضربت بعمر فطار في السماء واقعا علي األرض و
الجميع يجري ناحيته و يصرخ و إذ امجد ينظر خلفه وجد ما حدث جري
عليه لم يعرف ماذا يقول و لم يتكلم سوي كلمه واحده " أسف ,أسف"
ذهبوا به إلي المستشفي و أخبرهم الطبيب بأنه يجب أن يكون في العناية
المركزة و أنه بين الحياة و الموت و قد كان هناك والد و والدة عمر و
والدة امجد و أخته التي كانت واقفه بجواره " امجد هي إيه العلبة اللي كان
في اوضتك دي أنا حاولت أفتحها معرفتش " (نانيس)
" انت إيه اللي دخلك اوضتي بدون استئذان " (امجد)
" إيه يا امجد أنا معملتش جريمه " (نانيس)
" في حاجات كتير الواحد ممكن يعملها يعرض بيها حياة شخص تاني
للخطر و هو مش مدرك " (امجد)
" إيه قصدك علي مين امجد أنا مش فاهمه حاجه وضحلي اكتر " (نانيس)
" مش هينفع مش هقدر الوقت مش مناسب دلوقتي " (امجد)
ثم خرج الطبيب موضحا أن الحاله أصبحت مستقره و لكنه في غيبوبة
غير معروف متى ستنتهي
اضطر امجد أن يعود مع عائلته إلي منزله ,كانت الساعة 10مساءا ثم
سمع صراخ األم في شجار و جدال مع األب ,األمر الذي منه الجميع مل
و يأس و لكن لألسف هذه سنه الحياة و لكن هذه المرة األمر يختلف فهناك
العلبة و هناك عقل امجد " اختفاء عن األنظار يا امجد هو أحسن حل
دلوقتي مش كدا و إال إيه " (عقل امجد)
امسك امجد بالعلبة أخرج قطعه أغمض عينيه " أتمني إني أكون مخفي
عن األنظار محدش يقدر يشوفني "
فتح عينيه وجد الجميع ترك الجدال و ظلوا يبحثون عنه فقام و إذ هو
يمشي كانت أخته تمر من عليه كأنه شبح فقد أصبح غير مرئي و غير
ملموس و كأنه في عالم أخر عالم موازي " يعني دلوقتي أنا بقيت شبه
أحمد حلمي في فيلم علي جثتي بس أحمد حلمي كان بروحه إنما أنا
بجسدي و روحي " ذهب امجد في مستشفي التي فيها عمر صديقه دخل
غرفته وجد امجد عمر جالسا علي سريره بروحه نظر إلي امجد " إيه دا
انت عملت إيه ,اتمنيت أمنية غلط المرة دي مقدرتش تمسك نفسك شويه ,
دي بقت إدمان في جسمك مش كدا "
" صح ,ببقي إنسان طبيعي و فجاءه بيحصل موقف و يجي صوت في
دماغي كدا يناديني عشان استخدم العلبة " (امجد)
" العيب مش من العلبة يا امجد العيب من نفسك اللي غير متشبعه و
محتاج تحقق رغبتها "
ثم سمع امجد صوت شخص يتحرك من بعيد ثم نظر ورائه و يكون عمر
" ازاي ,أمال اللي كان قاعد دا مين " ,نظر إلي السرير وجد رأس الذي
أمامه تتحرك 360درجه و إذ يتحول الوجه إلي وجه ظبي و يصرخ
كصراخ طفل و لكن الصوت كان مألوفا و يناديه " امجد ,امجد "
فتح امجد عينيه وجد الطفل يقظة " كويس إنك اتمنيت األمنية دي عشان
أعرف أتكلم معاك شويه ,بالمناسبة أنا عبد الرحمن "
" أهال ,هو انت عملت إيه عشان يموتوك " (امجد)
" نصيب كل شيء بيبقي نصيب و لو مكنتش مت منهم كنت هموت من
حاجه تانيه " (عبد الرحمن)
" طب إيه القصه إيه اللي وداك ليهم " (امجد)
" أبويا ,تحب تشوف " (عبد الرحمن)
أمسك الطفل بيده ثم طلب منه أن يغمض عينيه ثم فتحهما فوجد امجد نفسه
في مستشفي و باألخص في غرفه لطفالن و لكن تكن األم موجوده في
الغرفه
" الموضوع من أوله إن أنا اتولدت مع أخ تاني توأم كانت حالة أبويا
الماديه صعبه فإضطر يبيعني ليهم من و أنا رضيع " (عبد الرحمن)
ثم وجد امجد رجل متخفي مالمحه غير واضحه يضع رضيع أمام معبد و
فجاءه يخرج من فتحه من الباب ظرف من المال
" ربوني كويس أوي تربيه محترمه حاولوا يمنعوني علي قد ما يقدروا
إنهم ميخلونيش أعمل أي نوع من األخطاء عشان تيجي لحظه نهايتي "
(عبد الرحمن)
ثم أمسك بيد امجد و أخذه ليري ما حدث للطفل وجدهم كما وصفهم عمر و
كما حدث من قتل للحيوانات و في النهايه موت الطفل و كانوا يرتدون كما
رآهم في حلم الحافله
" صدفه غريبه ,أنا اتقالي برضوا إني كان عندي أخ توأم و مات و هو
بيتولد " (امجد)
" مش صدفه غريبة وال حاجه يا امجد " (عبد الرحمن)
" قصدك إيه " (امجد)
ثم اختفي الطفل و وجد امجد أمامه باب فتح امجد الباب وجد امجد والده و
والدته و هم يتكلمون ,كانت األم تحمل رضيع و هي تقول " ها عملت إيه
يا عبد المعين "
" خالص جبت الفلوس سامحني يا رب علي اللي أنا عملته بس انت أعلم
احنا محتاجين للفلوس قد إيه و انت عالم يا رب إن ولد واحد كفايه علينا
كان كتير أوي اتنين " (عبد المعين)
امجد ينظر إليهم في زهول ال يعرف ما هذا كيف يحدث هذا هل تخادعه
هذه العلبة أم هذه هي الحقيقة المريرة و لكن ما ذنبه و إذ هذا كان ذنبهم هم
و لكن هناك جاء في عقل امجد " الغلط اللي بيعمله الكبار بيقع فيه
الصغيرين "
ثم سمع صوت شخص يقظة و إذ هي أمه أراد أن يبتعد عنها و ينفر منها
لكن لكن نظر إلي الطفل وجده يضع فمه ناحية فمه كإشارة بالصمت ,
سكت امجد لم يستطع التكلم " أه يا امجد انت متبعدش عنا تاني أنا ممكن
أموت " ثم قالت بصوت خافض و هي تحتضنه " أنا مت مره قبل كدا
بسبب ذنب شيطاني مش عايزه اقع فيه تاني أنا اللي قدامك يا ابني جسد
بال روح "
" هي الساعة كام دلوقتي " (امجد)
" الساعة 8الصبح " (هدي)
" ازاي ,يعني إيه ( " 8امجد)
ثم اختفت فجاءه ثم قال له الطفل " مامتك كانت في إسقاط نجمي يا امجد
الموضوع دا بيحصلها كتير و هي بتفكره حلم ,يال نكمل رحلتنا "
(عبد الرحمن)
" هو انت منعتني ليه من إني أواجهها " (امجد)
" دا تصرف غير صحيح يا امجد هما أه غلطوا بس البني أدم خطاء و
خير الخطاءين التوابين فالزم دايما ندي فرصه تانيه مهما كانت الفرصه
األولي نهايتها وحشه قد إيه و عشان اثبتلك إنهم عرفوا غلطهم غمض
عينك " (عبد الرحمن)
حين فتح امجد عينيه وجد نفسه أمام المعبد مجددا ثم وجد أباه يتجه ناحيه
الباب يخبط عليه و هو في حاله حزن و غضب كأمه يريد أخذ ثم عقب
الطفل عبد الرحمن علي األمر قائال " باباك حاول كل يوم يرجعني حلف
إنه يدفع أضعاف اللي اخده عشان يشوف وشي بس عشان يكفر عن ذنبه
و قراره الغلط ,ألن لما حد يحاول يشيل قطعه من لحمه أكيد هيحس بألم
القطعه " (عبد الرحمن)
" قصدك إيه ,إني أفضل ساكت طب قولي أطفي النار اللي جوايا ازاي "
(امجد)
" بالصبر يا امجد المركب بتمشي خلينا دلوقتي نركز في اللي انت فيه و
ننسي الماضي عشان اللي بيفكر في الماضي بيعيش طول حياته حزين "
(عبد الرحمن)
" عندك حق ,أنا محتاج حل لمشكلتي " (امجد)
" زي ما قولتلك حاول تعمل حاجه تديك وقت أطول فرصه تساعدك علي
مسح السموم اللي جواك بس الزم تعرف حاجه مهمه إن العلبة بتيجي كل
تالتين سنه لشخص جديد و الكتب السحريه بتقول إن محدش قدر يهرب
من أمر العلبة دي بس انت عارف إن الشيطان خادع و أكيد لكل مشكله
حل ,الزم تعرف إنهم مش هيسيبوك غير لما تعمل اللي هما عايزينه "
(عبد الرحمن)
الفصل السابع
( بعد ) 30
ثم سمعوا صوت حركه قويه لشيء غامض قادم " انت الوقت بتاعك
بيخلص و اليوم بيعدي و األمنية بتروح الزم ترجع دلوقتي " (عبد
الرحمن)
" هل هشوفك تاني أنا محتاجك و في اسأله كتير في دماغي " (امجد)
" أكيد هتشوفني ,بس الزم تعرف إن كل واحد بيبقي له دور الزم يعمله
و لما بينتهي دوره بينتهي معاه " (عبد الرحمن)
ثم ظهر لهم باب ذهب امجد إليه فتحه وجد نفسه في منزله دخل علي
غرفته وجد أمه جالسه تحتضن مالبسه تكاد تكون منهكة و تحتاج إلي
النوم و بمجرد أن دخل فتحت عينيها " ,امجد ,كنت فين يا ابني لفينا
عليك الدنيا متبعدش عننا تاني أبوك من كتر الخوف و احتياجه للف عشان
يالقيك مراحش الشغل أرجوك متبعدش عني مش هيبقي اتنين " (هدي)
" اتنين ,قصدك إيه " (امجد)
" أه ,ال مفيش متشغلش بالك " (هدي)
" ماما ,لو في حاجه مخبياها عني عرفيني بيها ألني بدئت أحس إننا
منعرفش بعض إن كل واحد في الشقه دي ضيف مأجر له قوضه هيقعد له
فيها كام يوم و يمشي أو جيران دا حتي الجيران بيبقوا عارفين بعض اكتر
من معرفتنا إحنا لبعض و بعدين يهمكوا إيه كنت فين أو مكنتش فين ما أنا
علي طول بخرج و مبتسئلوش و ال بتعبروا إيه المهم ثم انت عايزاني
أصبر لحد امتي كل واحد فيكوا سواء انت أو هو شايف نفسه صح كل
واحد فيكوا كرمته نائحه عليه و بيدور التاني ظلمه ازاي إنما هو ظلم
التاني ازاي طظ مش فارقه " (امجد)
" انت عارف حاجه عندك حق إحنا اللي غلطانين إن إحنا دلعناك زياده
عن اللزوم جايبين لك كل حاجه عايزها مميزينك عن اخواتك اللي منالوش
نص اللي انت نولته " (هدي)
" خدوا كل حاجه خدوا كل حاجه هدومي حاجتي مش عايزهم بس اظهروا
شويه حب إخالص صدق اهتمام و مراعيه " (امجد)
جري امجد ناحيه الباب تاركا المنزل و معه العلبة ذاهبا ناحية المستشفي
لعمر دخل الغرفه التي هو فيها جلس إلي جواره و نظر إليه
" ارجوك ارجع لي يا صحبي أنا بقيت في متاهه بقيت في طريق الضلمه
و بعدت عن طريق النور و منتظرك تجيلي تجيلي و في ايدك المصباح
عشان تساعدني " (امجد)
أغمض امجد عينيه ثم ذهب في ثبات عميق و إذ فتح عينيه و وجد نفسه
في سفينة وسط الماء و كاد تغرق و لكن هناك ممران للنجاة الممر األيمن
يقف أمامه نانيس أخته و الممر األيسر صديقه المخلص عمر و أمامه هذا
الظبي الذي نفس الكالم "ال مفر" نداه امجد قائال " انت مفكر إنك كدا
كسبان ال وهلل ممكن خطتك تبوظ بسبب قرار مختلف "
ثم قفز امجد في الماء كأنه قرر الغرق ثم خرج قائال " بس الحل هو إني
بعرف أعوم "
ثم قام شيء ما بسحبه من تحت الماء كوسيلة إلغراقه ثم أغمض عينيه
فتحهما و هو يشعر باالختناق بينما كان امجد استيقظ من هذا الحلم كان
عمر يحلم بأنه في ظالم حالك ثم وجد فجاءه أمامه نور ساطع من بعيد ظل
يجري ورائه حتى وجد نفسه يقع كأنه كان واقف علي مبني عالي و وقع
منه و لكن الحظ أن حامل المصباح هو امجد و أصبحت نبضات قلب
عمر تزداد فأغمض عينيه من الخوف فتحهما وجد نفسه في المستشفي و
أول من وجد أمامه هو امجد لكن لم يبدو وجهه مألوف بل كان كوجه
سوداوي مخيف صرخ عمر خائفا منه مشيرا إليه دخل عليه الممرضات
طالبين من امجد أن يخرج لسالمه عمر ,خرج امجد و هو في حاله حزن
شديدة لكنه لم ييأس و ظل يفكر مع نفسه ما هو الحل قائال مذكره عمر ,
جري متجها إلي منزل عمر الذي لم يكن بعيدا عن المستشفي ,قام امجد
برن جرس الباب فتح له والد عمر
" السالم عليكم ,ازاي حضرتك يا عمو هو حضرتك هنا ليه مش في
المستشفي " (امجد)
" و عليكم السالم اذيك يا امجد تعالي ادخل ,أنا كنت بجيب حاجات ليا من
البيت بس اقعد نروح المستشفي سوا ,قولي انت كنت جاي ليه " (طارق)
" الصراحه كنت جاي عشان أمرين األمر األوالني إني نسيت حاجه ليا
كنت مديها لعمر عايزها مذكره كدا و األمر التاني و األهم أعرف
حضرتك إن عمر صحي " (امجد)
" إيه كويس طب يال ادخل األوضه هات الحاجه اللي انت عايزها و يال
نروح المستشفي نشوفه " (طارق)
" تمام ,هشوف الحاجه اهو " (امجد)
دخل امجد الغرفه أخذ المذكرة ثم خرج مع والد امجد لكي يقوموا بالذهاب
إلي المستشفي و في اثناء ذهابهم ظل امجد يقلب في الورق وجد أن كل ما
فيها قد اخبره بها عمر عدا صفحه واحده مكتوب فيها " حسب اعتقادي و
تفكيري أنا شايف إن العلبة فيها حاجه سحريه بتخلي مستخدمها ينجذب
ليها و بيكون األمر دا بالتدريج مش مره واحدة لحد ما ياخد ال 12حبايه
أو ممكن يعمل في األخر حاجه الحاجه دي تعيشه في دوامه طويله ممكن
يكون أخد حبيتين مع بعض فياتري إيه هو الحل "
وهو بجانب والد عمر طلب منه أن ينزل ألنه نسي أمر مهم في منزله ,
نزل امجد من السيارة ثم ظل راكضا ناحية منزله يفكر للحل الذي قد
يصيب أو يخيب ,وصل المنزل دخل غرفته و امسك بالعلبة ثم فتحها
" دول 1234.....أنا معايا دلوقتي سبعه يعني اخدت خمسه كويس لسا
في أمل "
خرج امجد من منزله و معه العلبة ومعه أيضا ورقه و قلم ,ثم ظل يتذكر
جميع األمور التي خاضها منذ أن أخذ العلبة و حتي تركه لعمر ثم ظهرت
له شخصيات يعرفها في خياله و كأنه يراهم
و هو جالس أمام الجدار و في يده زجاجه يأخذ منها رشفه كلما نظر إلي
الجدار " ,بقالك تالتين سنه بتجري ورا سراب مش ناوي تهدي بقي "
(عمر)
" لغز و الزم أحله ,متاهة أصعب من متاهة رفعت إسماعيل " (امجد)
" أبوس ايدك بطل تتكلم بلغه الروايات و األفالم ألن دا بيخنقني ,بطل
هبل و يال انهارده يوم مهم " (عمر)
" ليه هو انهارده إيه " (امجد)
" هو انت متعرفش ,انهارده عيد ميالدك ,أول واحد ينسي عيد ميالده "
(عمر)
" انت عارف بالنسبالي كل أيام ربنا واحد " (امجد)
" صحيح ,نسيت إن أنا مصاحب واحد يأس من الحياة و اللي فيها يال يا
اخويا يال " (عمر)
" بالحق ,هو انت مش ناوي تعمل غالف الرواية بقي " (امجد)
" لما افضي " (عمر)
" شهر و نص يا عمر " (امجد)
" أيوه فيها إيه شهر و نص " (عمر)
" الناس زهقت يا عمر و منتظره بفارغ الصبر " (امجد)
" يصبروا تاني عشان ياخدوا حاجه نضيفه " (عمر)
" اومال مهندس إيه بقي اللي قرفنا بيها " (امجد)
ثم نظر عمر إليه و هو يكاد يشيط غضبا و امجد يكاد يموت من الضحك
" ميه مره قولتلك إن أنا مهندس مدني و واخد كورس جرافيك دزاين هو
اللي هنقوله هنعيده " (عمر)
ضحك امجد ضحكه عاليه " أنا بهزر معاك متبقاش قفيل كدا " (امجد)
وصال امجد و عمر إلي منزل امجد و كان هناك زوجته زينب و أمه هدي
و أخته نانيس و زوجها مازن و ابنها جمال و األطفال كارما و زياد أبناء
امجد و ياسمين ابنه نانيس و رامي ابن عمر قاموا باالحتفال من عيد
ميالده كان امجد يبتسم غادر الجميع ,جلس امجد و زينب أمام الهدايا
" إيه مش ناوي تفتح الهدايا و إال إيه " (زينب)
هز امجد رأسه ناظرا إليها ثم أخذ يفتح العلب ,فتح امجد الهدية األولي
" جرافته ,أكيد نانيس " (امجد)
" عرفت ازاي " (زينب)
ثم نظر في الورقه " كل سنه و انت معايا " (نانيس) " ,مش قولتلك "
(امجد)
فتح الهدية الثانيه " ساعة ,شكلها حلو اوي " ثم نظر إلي الورقة التي
كانت معها " كل سنه و انت طيب و عقبال 25سنه كمان يا يأس "
(عمر)
ضحك امجد بعدما قرأها " ,أنا هحاول اقعد مع زياد لحد ما ينام و بعدين
هاجي كمل فتح متستناش " (زينب)
بعدما ذهبت قام امجد باإلمساك بالهدية التاليه " شكلها حاجة كبيره "
(امجد)
قام امجد برؤية الورقة أوال " مبروك عليك ,الوقت خلص " (سيد الظالم)
قام امجد بالسعال و كأنه يشعر باالختناق ,ذهب و شرب كوب من الماء
ثم حاول فتح الهدية و وجدها العلبة " ,ازاي جت من بيتنا القديم لحد هنا
ازاي ,تالتين سنه عدوا تالتين دقيقه ,سعات بنشوف التالتين دقيقه تالتين
سنه و سعات بنشوفها العكس بس علي حسب مزاجنا إحنا " (امجد)
قام امجد محاوال أن يخفيها و إذ هو يضعها داخل خزنته و إذ هو يغلقها
أحس بأحد يتنفس خلفه و وجدها زينب و في يدها هديه
" نسيت هديتي ,يا رب تعجبك " (زينب)
قام بفتحها " الحمد هلل ,وفرتي عليا تمن البرفان كنت عايز أجيبه من
زمان " (امجد)
" طب مفيش شكرا حتى " (زينب)
" شكرا علي أجمل هدية جاتلي " (امجد)
" العفو يا حبيبي و يا رب تعيش لي العمر كله " (زينب)
كان الوقت منتصف الليل فذهبوا للنوم بعد مرور يوم طويل ,و إذ كانت
الساعة الثالثة فجرا ,يقوم امجد من النوم مفزوعا صارخا بسبب كابوس
مرير " ,إيه نفس الحلم برضوا " (زينب)
" أيوه " (امجد)
" و بعدين بقي الحلم جالك تلت مرات في األسبوع دا ,انت بتاخد عالجك
بانتظام " (زينب)
هز امجد رأسه بنعم " ,امجد ,انت لسا بتشرب " (زينب)
نظر إليها في صمت " ,يووه ,أنا زهقت يا سيدي لو إحنا مش فارقين
معاك بص لنفسك ,دا سم يا بابا سم بطيء " (زينب)
" ما أنا بشربه بانتظام زي العالج و بعدين مين اللي قالك إنه سم أنا شايفه
مطهر " (امجد)
" أيوه استظرف ,أنا دكتورة و فاهمه اكتر منك " (زينب)
" دكتورة أطفال " (امجد)
" بس في األول و األخر دكتورة و انت عارف كويس إن أنا درست حاجه
زى دي في الكلية و درست أضرارها و بعدين دي حرام " (زينب)
" ماشي خالص أنا أسف يا ستي ارتحتي " (امجد)
" تبطلها و كمان ترجع لجلسات الدكتورة رانيا تاني من بكرا عشان
موضوع الكوابيس دا " (زينب)
" ماشي ربنا يسهل " (امجد)
جاء اليوم التالي ,ركب امجد سيارته متجها إلي عيادة رانيا صديقه زينب
و التي كانت زميلته بالجامعة ,طبيبه نفسيه أرادت أن تتخصص في القسم
هذا بسبب موت أخاها الذي كان مصابا بمرض نفسي ,دخل امجد العيادة
و سجل اسمه
" أستاذ امجد اتفضل " (السكرتيرة)
" أستاذ امجد أخيرا فكرت تيجي تشوفنا ,أكيد بسبب زينب " (رانيا)
" مشاغل يا رانيا انتي عارفه " (امجد)
" جلستين في األسبوع و الجلسة ساعة واحدة ,مش صعبه خالص وهلل "
" ما أنتوا الكشف عندكوا غالي حرام يعني 300جنيه في الجلسة "
(امجد)
" ما أنت شايل علي قلبك فلوس قد كدا " (رانيا)
نظر إليه بابتسامه عكرة " عسل يا رانيا واحشني كالمك الشربات "
(امجد)
" طب قولي بقا لسا بتحلم بالكابوس دا " (رانيا)
" أيوه ,أخر مرة كانت إمبارح " (امجد)
" تقدر توصفهولي" (رانيا)
حرك عينيه من فوق إلي تحت " بحلم إني في سفينة بتغرق و قدامي
ممرين الممر اليمين في أخره عمر صحبي و الممر الشمال فيه نانيس
أختي " (امجد)
" و بعدين " (رانيا)
أخد نفسا عميقا " و بعدين بشوف قدامي الظبي دا و هو عمال يقولي ال
مفر و بعدين بنط في المايه علي أساس إني بعرف أعوم و لكن في حاجة
غريبة بتشدني كأنها عايزاني أنزلها بتشدني بكل قوة مبأدرش أطلع بحس
بخنقه ,بغرق ,بموت بالبطيء و ببدء أحس إن بغمض عيني كأني هموت
خالص لحد ما أفتح عيني و أالقي نفسي في البيت و علي سريري "
(امجد)
" من الواضح إنك عندك فوبيا قادمة من الماية هو في حاجه حصلت لك
زمان ,موقف يعني خالك تحلم بحاجه زي دي " (رانيا)
بعد سماع هذا بدء يتذكر ما حدث له من أمور من هذه العلبة اللعينة ثم
ابتسم لها قائال " ال مفيش "
" غريبة ,علي العموم أنا هكتب لك شوية عالجات علي اللي أنت بتاخدهم
و هتبقي كويس بإذن هللا و أرجوك ابقي تعالي و لو جلسة واحدة كل
أسبوع حتي " (رانيا)
ركب امجد سيارته ثم اتصل بعمر لكي يعلمه بالذي حدث له أمس في
منزله ,وصل امجد منزل عمر
" ازاي ,امجد أنا ممكن اقولك تقدر تشرب طول حياتك براحتك بس دي
ال ,افتكر اللي عملته فيك " (عمر)
" أنا عارف يا عمر عارف و متخفش مش هاخد منها أنا مش مجنون "
(امجد)
" ال مادام جاتلك أنت يبقي عايزاك أنت و هتحاول تغويك و تجيبك لعندها
أنا مش عارف مش كنا خلصنا من اللعنة دي" (عمر)
" أنا مش عارف ,كنت مفكر إني كدا هزمته ,عبد الرحمن قالي إن
الشيطان خادع " (امجد)
" و قالك برضوا مش هيسيبوك غير لما تعمل اللي هما عايزينه " (عمر)
" صح ,بس متقلقش مفيش خطر مادام الحبايه مش في بوقي " (امجد)
" تمام بس برضوا الزم تحلم بالطفل أو بتيتا سندس حتى " (عمر)
" أنت لسا بتحلم بيها " (امجد)
" تيتا سندس محدش كان بيحلم بيها غيرك ,أنا حفيدها و محلمتش بيها "
(عمر)
" عمر ,أنت عارف أنا قصدي علي مين كويس ,فريدة " (امجد)
" عادي الموضوع بقي بالنسبالي طبيعي أخر حلم فاكره إن هي كانت
واقفة قدامي و فجاءه قالت رامي ,قولتلها بس أنا مش رامي قالتلي عارفة
,الوجوه تختلف و لكن المسيرة واحدة " (عمر)
ثم أزال نظارته و أخذ يدعك عينيه كأنه يكبت حزن عميق " قولتلها إني
مش عاوز أوالد أنا عايزها هي ,قدينا 15سنه أجمل 15سنه من حياتي
لحد ما جه اليوم المشئوم لما عرفتني ,عرفت وقتها إن فاضل من عمرها
أقل من سنه 9 ,شهور " (عمر)
" استهدي باهلل يا عمر كلها أعمار " (امجد)
ثم نظر إلي أبنه رامي " سعات ببصله بحس إنه سبب تعاستي " (عمر)
" أو ممكن يكون هو اللي بيكمل المسيرة ,مسيرة سعادتك " (امجد)
عاد امجد إلي منزله ,دخل مكتبه أخرج النسخة األصلية من روايته بدء
يقرأ فيها تضيعا للملل الذي هو فيه
" نفسي أعرف هيكون شكل الشخصيات دي في الحقيقة ازاي " (امجد)
" إيه ما انت عندك الفانوس السحري صحيح ما هو تالتين سنه كتير
برضوا " (عقل امجد)
" ال .......ال ال ال ,افتكر يا امجد افتكر عمر قالك ايه افتكر اللي عملته
فيك افتكر األحالم ,أحالم ما أنت عمرك دلوقتي بقي عباره عن حلم "
(امجد)
ثم بدئت خزنته تفتح من نفسها ثم تتطاير العلبة ناحية المكتب و إذ هو
واقف يتحرك كرسي لكي يكن أمامه كأنه أمر بالجلوس عليه جلس امجد
عليه فتح امجد العلبة وجد الحبوب و معها ورقه مكتوب عليها " عرض
مغري أمنياتك دلوقتي بقت تشتمل كل حاجه مش بس قوه خاصه أو
ميزه " ,أمسك امجد بحبه أغمض عينيه يتكرر نفس السيناريو مرة أخري
" بتمني تتحول كل حاجه كتبتها أو هكتبها لحقيقة بنفس رتم اللي بكتبه "
(امجد)
فتح عينيه بعد سماع صوت ورق يتطاير نظر وجد الورق صاحب الرواية
يخرج ألوان غريبة بسبب العلبة و لكن ليس الورق فقط بل كانت العلبة
أيضا تخرج ضباب أسود يتجه ناحية معصمي امجد كأنها قيود ,ثم
أغمض عينيه و فتحهما وجد نفسه أمام مقبرة قام بدخولها و لقي أمامه قبر
مكتوب أمامه سندس مدحت عادل و إلي جوارها قبر مكتوب عليه عمر
طارق صالح و أمامهم قبر هدي إسماعيل عبد العليم و إلي جوارها امجد
عبد المعين ,نظر إلي هذا في ذهول خوفا من القادم و لكن وجد أمامه فتاة
تحمل في يدها شيئا كأنه جثه هامدة و كانت الفتاه مبلله بشدة و كأنها كانت
تسبح في بحر و لم يعرف من هي ثم وجدها بدئت تدفن هذه الجثة التي
معها و أمسكت بالصخرة التي معها و كتبت عليه لم يعرف امجد ماذا
كانت تكتب ألنه كان بعيدا عنها حاول التقرب لكي يسألها من هي و
يعرف ماذا تفعل لكن حاولت زينب تيقظه حتى فتح عينيه وجد نفسه علي
سريره
" اصحي يله عشان هروح العيادة بتاعتي و عمر اتصل و قال هيجيلك "
(زينب)
" ماشي ,مقلكيش هو عايز إيه بالظبط " (امجد)
" ال بس أكيد عايز يقعد معاك الوحدة صعبه برضوا يا امجد " (زينب)
جرس الباب يرن " ,أديه وصل من غير حتى ما تغسل وشك ,هروح
أفتح له أنا لحد ما تخلص " (زينب)
هز امجد رأسه بالموافقة ,ذهبت زينب و فتحت الباب وجدته عمر طلبت
منه الدخول ,دخل و سألها عن امجد فأخبرته بأنه خمس دقائق و سيكون
معه ,نزل امجد داخال مكتبه مشي ورائه عمر و دخل معه
" ها عملت إيه ,أوعي تقول إنك لمست العلبة " (عمر)
" رامي عامل إيه واحشني أوي ,وديته عند مين عمه سامي " (امجد)
ثم قام و نظر من الشباك وجد شخص قادم ناحية منزله يشعر و كأنه قد
رآه من قبل " ,عمر ,فكرني كدا روايتي بتتكلم عن إيه " (امجد)
" عن واحد الحاجات اللي بيحلم بيها بتحصله في الحقيقة و بي" ......
(عمر)
" و مالمحه إيه " (امجد)
" واحد رفيع و طويل وشه نحيف شعره أبيض ناعم و مناخيره طويله و
نزله و عينيه واسعة بنيه بس دا عالقته ( " .......عمر)
" زى دا كدا " (امجد)
قام عمر و نظر من الشباك ثم نظر إليه " ,ال مستحيل امجد ,أنت اتمنيت
إيه " (عمر)
جاء هذا الرجل إلي منزل امجد ثم قام بخبط الباب " ,أستاذ امجد أنا
عارف إن حضرتك جوا أنا محتاج لحضرتك جدا بالمناسبة أنا اسمي
ضياء " (ضياء)
بعدما قال اسمه نظر عمر إلي امجد نظره غضب أكثر منها نظره ذهول
" هتعمل إيه دلوقتي يا جالب المشاكل ها " (عمر)
" هنكلمه و نفهم إيه هي مشكلته مش يمكن مش اللي في بالنا و بعدين
العلبة غصبت عليا المرة دي " ,ثم حكي له ما حدث له مع العلبة
" خالص هنشوف الراجل و نحاول نتصرف ,روح يال افتح له " (عمر)
فتح امجد الباب " ,أؤمر حضرتك عايز مني إيه " (امجد)
" هنتكلم علي الباب كدا مش هتدخلني " (ضياء)
ثم تذكر امجد أنه شخصيته في الرواية شخصيه فظة محرجه ,أدخله امجد
و دخل هذا الرجل مكتب امجد جلس و كان أمامه عمر
" مين دا " (ضياء)
" دا ( " ..........امجد)
مد عمر يده لكي يسلم عليه " إيه ,عمر طارق مدير أعماله " (عمر)
نظر إليه الرجل بدون تسليم " أهال و سهال " (ضياء)
" تقدر تقولي مشكلتك إيه بقي " (امجد)
" حضرتك كاتب رواية اسمها في األحالم و كانت معمولة و نزله علي كل
المواقع مكانتش لسا اتعملت ورق ملموس ( ".......ضياء)
" أيوه ,إيه هي مشكلتك أنا لسا معرفتش " (عمر)
نظر إلي عمر من فوق إلي تحت و رجع و نظر إلي امجد لكي يكمل
حديثة " ,أنا اشتريتها و حملتها و بدأت أقرأها و اكتشفت إن أنا نفس
شخصيه بطل الرواية دا حتى اللي بحلم بيه بحس بيه في الواقع يعني
امبارح حلمت إن دراعي الشمال اتحرق و شوف حضرتك " (ضياء)
ثم قام بتشمير يده و أراه الحرق " ,الفصل السادس "
(امجد و عمر في نفس واحد)
" نعم " (ضياء)
" ال مفيش اتفضل حضرتك و أنا هبقي أكلمك " (امجد)
" و هتجيب رقمي ازاي " (ضياء)
" هعرف اتصرف " (امجد)
قام امجد محاوال إخراجه " يا أستاذ امجد يا أستاذ( " .......ضياء)
عاد إلي مكتبه " ,هتعمل إيه يا امجد دلوقتي " (عمر)
" وال حاجه هحاول اتجنب اكتب أي حاجه لحد ما اليوم دا يخلص بس "
(امجد)
" زي ما حاولت تتجنب العلبة كدا " (عمر)
" عمر روح شوف ابنك بيعمل إيه دلوقتي عشان أنا ورايا مواضيع كتير "
(امجد)
" ماشي ,أنا ماشي بس خليك فاكر دا سم و بيموت بالبطيء " (عمر)
بعدما ذهب عمر ,جلس امجد يفكر فيما قام به و يريد أن يعرف ما هو
الحل ,هل هو اإلنتظار أم ماذا و إذ هو يفكر فجاءه تحركت ستائر المنزل
و تقفل الشبابيك و ينقطع النور كأنه الظالم ,وجد أمامه شموع كبيرة علي
األرض تحرك وراء هذه الشموع فأدخلته غرفة نومه و وضعته أمام
المرأة فنظر إليه وجد نفسه ليس امجد بل عبد الرحمن حاول لمس أنفه
فلمس عبد الرحمن أنفه ثم حاول غمز عينيه فغمز عبد الرحمن عينيه ثم
حاول وضع يده علي المرأة فوضع عبد الرحمن يده هو أيضا فقال امجد
مبتسما " عبد الرحمن " ثم شبك عبد الرحمن يده بيد امجد ثم قام بسحبه
دخل امجد فوجد نفسه يسقط في ظالم حالك حاول الصراخ حتى وقع علي
رمال أمام شاطئ نظر يمينه وجد عبد الرحمن جالس
" تالتين سنة يا عبد الرحمن مش عارف تجيلي في أي حلم دول أربع
ثواني " (امجد)
" قولت لك لكل واحد عنده مهمة لما تنتهي بتنتهي معاه " (عبد الرحمن)
" بس مهمتك لسا مخلصتش " (امجد)
" تقدر تقول فترة غيابي دي تدبير للمساعدة و أديني جيت في الوقت
المناسب ,أمنية لطيفه هي ملهاش الزمه أه بس حاجه مش هتتعبك أوي "
(عبد الرحمن)
" كل حاجه معدتش سهلة ,كل حاجه عايزينها بنفضل ندعي و نتمني إننا
ناخدها و بعد ما ناخدها شويه دقايق متعه و بعد كدا إيه خالص " (امجد)
" إشباع رغبة " ,ثم سكت قليال و قال " امجد أنا لقيت الحل اللي يخلصك
من العلبة و شرها " (عبد الرحمن)
" طب إيه هو قولي عليه بسرعة " (امجد)
" في حاجه الزم تدفنها تحت ( " .......عبد الرحمن)
" حاجه ,طب تحت إيه مثال تربه " (امجد)
" مش اي تربه و خالص بص أنا هقولها لك علي شكل لغز أنت الزم
تدفنها تحت حاجه ال هي قريبه زي الهوا و ال هي بعيدة زي الصخر ما
بين البنين " (عبد الرحمن)
" ما بين البنين ,أنا مش فاهم ,ال ال دا مش وقته " (امجد)
بدئت مالمح الطفل تختفي و بدء امجد يسمع صوت أحد
" امجد ,امجد اصحي الغدا جاهز و عمر اتصل و عايزك تجيلوه
ضروري " (زينب)
تناول امجد غدائه ثم غير مالبسه و ذهب راكبا سيارته ليذهب إلي منزل
عمر و إذ هو يركب قام هاتفه بالرن
" ألو ,اذيك يا امجد أنا في موضوع مهم عايز أكلمك فيه حاجه مهمة
عرفتها " (عمر)
" و أنا في حاجه كنت عايز أقولها لك " (امجد)
" تمام في انتظارك ,سالم " (عمر)
رد عليه امجد بالسالم ثم انطلق في طريقه راكبا سيارته و إذ هو منطلقا
وجد أمامه الفته مكتوب عليها " غ و إ ح "
" تاني " (امجد)
و إذ هو مركزا مع الالفتة وجد أمامه جزع شجرة كبير ساقطا فقام
بالتحرك يمينا ملتفا متفاديا الشجرة فتحركت السيارة في اتجاه جبال هاويا
فوقعت السيارة فقفز من السيارة محاوال إنقاذ نفسه و إذ هو يقفز وجد
أمامه بابا في وسط الغيوم نزل في اتجاهه دخل غرفه فيها أربعه أبواب ال
لم يكونوا أربعه هناك باب جديد لم يكن عليه اختصار بل عالمة استفهام
قام بفتح هذا الباب و دخله فوجد نفسه في السفينة و قد كانت تغرق حاول
أن يفعل شيء لكي ينقذ نفسه لم يستطع و وقع في الماء غاطسا و إذ بأحد
يسحبه ككل مرة لكنه تفاده هذه المرة و حين حاول االرتفاع إلي سطح
الماء وجد عمر يسحبه محاوال إنقاذه و لكن كان إلي جواره شخص غريب
لم يراه امجد من قبل و كيف يري شخص ما في الحلم دون أن يراه في
الحقيقة حيث انه من الواجب أن يخزنه العقل في الذاكرة لكي يأتي به في
الحلم و لكن هذا المعتاد في أحالم امجد عبد المعين فمن المستحيل أن تري
وحش في الحقيقة كالذي يراه امجد و هو الظبي الذي يأتي في كل أحالمه
و لكنه لم يكن موجودا هذه المرة و إذ كان هذا الرجل الغريب يمسك بيد
عمر نظر إليه و حرك رأسه كأنه يقول ال ثم نظر إلي امجد قائال "(ال
مفر)"
ثم أزال يد امجد عن يد عمر فسقط امجد و سحب مرة أخري و أحس
باالختناق و بشدة و بدء يسمع صوت جرس عالي فتح عينيه وجد سيارة
من خلفه تناديه بأن يتحرك لكي تستطيع التحرك
وصل امجد منزل عمر " ,أخيرا ,اتأخرت كدا ليه " (عمر)
" معلش زحمه مرور ,إيه هي الحاجة المهمة اللي كنت عاوزني فيها "
(امجد)
" و أنا بقرأ الكتاب انهارده الحظت إنه بيقول إن لو حد تاني عرف بالسر
اللي عرف قبله هيموت ,إنت كنت عارف الموضوع دا " (عمر)
" أنا ,ال خالص " (امجد)
" ماشي ,إيه هي ال( " ......عمر)
قام جرس الباب بالرن ذهب عمر ثم عاد قائال و هو ممسكا بيد شخص
" دا لو .....لؤي زميل عمل و صديق جديد " (عمر)
ثم نظر إلي هذا الرجل قائال
" و دا امجد دا بقا صديق الطفوله " (عمر)
قام امجد وسلم عليه " أنت بقا كاتب الرواية اللي اسمها في األحالم "
(لؤي)
" أيوة " (امجد)
ثم قام يرشف من كوب الماء " ,و علي كدا أحالمك معقدة و إال زينا "
(لؤي)
أحس امجد باالختناق و قام بالسعال " قصدك إيه " (امجد)
" ال و إال حاجه مجرد سؤال و فضول مش أكتر أصل الكتاب و باألخص
الروائيين بيكون خيالهم واسع فعقلهم الالواعي بيكون قادر يديهم قدرة
فائقة علي رؤية األحالم بمنظور أخر يعني باختصار ممكن يشوفوا
حاجات في أحالمهم مش شرط عقلهم يكون شافها في الواقع زي بقيت
البشر " (لؤي)
أخذ امجد نفسا عميقا كأنه يشعر بارتياح شديد ثم قال " تمام فهمتك بس
غالبا أنا مبحلمش " (امجد)
" أه بالحق نسيت أقولك يا امجد أنا هسافر مع لؤي يومين سفاريه شغل "
(عمر)
" بس ( " .........امجد)
" الشغل شغل يا أستاذ امجد و إال إيه " (لؤي)
فنظر إليه عمر مبتسما " صح الصح " (عمر)
" و هتسافر امتي علي كدا " (امجد)
" بعد بكرة " (عمر)
" تمام " (امجد)
عاد امجد إلي منزله و قد كان مفعول الحبة انتهي ,كان يفكر ماذا سيفعل
و قد تخلي عمر عنه ,أخرج جهازه الحاسوب و كتب عليه ما حدث له من
أول اليوم حتى أخره كالمعتاد ,مفكرا باألمنية القادمة ماذا يا تري ستكون
و قد علق في منتصف الكتابة كاتبا " لوح مفاتيحي هو البيانو الذي أعزف
عليه كلماتي "
" مش ناوي تخش تنام الوقت اتأخر " (زينب)
نظر إليها " ال متشغليش بالك بيا " (امجد)
" في حاجات غريبه حصلت ليا انهارده في الشغل " (زينب)
" إيه هيا " (امجد)
" واحده جاتلي انهارده و قالت لي إن ابنها تعبان و حاسة إن عنده تايفود
سألتها عرفت ازاي قالت لي أخوها قالها إنه حلم بكده و فحصته و طلع
فعال عنده تايفود " (زينب)
قام امجد بالسعال ثم قال " طب و إيه المشكلة حاجة ممكن يكون حلم
مصادف عادي يعني ,بتحصل " (امجد)
" ال ما هي قالت لي إن دي مش أول مرة دايما بيحلم بحاجات و بتحصل
سواء لغيره أو له و بتقولي ممكن يكون مسحور " (زينب)
" زينب ,انتي دكتورة مستحيل تصدقي الخرافات دي " (امجد)
" عادي ما الحلم بتاعك ممكن يكون بيجي بسبب إنك مسحور " (زينب)
" مش مالحظه إنك بقيتي لكاكه بزياده ,و بعدين أنا قابلت واحد و قالي "
" إن معظم الروائيين بيحلموا بكده بسببب عقلهم الالواعي " (امجد)
" عقلهم إيه " (زينب)
نظر إليها " الالواعي ,حاجة كدا في علم النفس و التنمية البشرية "
(امجد)
" ماشي اسيبك بقا " (زينب)
" ماشي " (امجد)
ثم كتب علي الحاسوب في النهاية :
سجلي أيتها المدونة التالي
الغرور
الوحدة
اإلهمال
الحزن
صفات مخفية
صفة جديدة
صفة مجهولة
أحالم واقعيه
مرحبا بالعودة
ثالثون عاما كأنهم ثالثون دقيقة
أمنيات مميتة
حياة عبارة عن حلم مشوه
دائما ما ينهي اليوم بهذه الكلمات و لكنه أضاف شيئان جديدان صفه جديدة
و صفه مجهولة و لكنه نسي أن هذه الصفة مشتقة من صفاته األولي
الفصل التاسع
( في عالم ثاني )
استيقظ امجد من نومه علي صوت هاتفه يرن فقد كان عمر و أراد أن يأتي
إلي منزله لكي يتكلم معه بأمر العلبة ,مرت ساعة و قد وصل عمر دخل
مكتب امجد دخل امجد ورائه
" احنا مكناش كملنا كالمنا عن الكتاب و إن لو حد عرف غيري بموضوع
العلبة حياتي كانت هتبقي في خطر و بسألك تاني انت كنت عارف "
(عمر)
" أيوه كنت عارف ارتحت كدا خالص و عارف كمان اليوم اللي عملت
فيه حدثه و دخلت في غيبوبة كان سببها إن نانيس حاولت تفتح العلبة "
(امجد)
" يعني كنت بتخدعني طول الوقت دا كنت بساعدك و انت بتخدعني كل دا
عشان مصلحتك الشخصية عشان كنت أكيد مفكر إنك لو قولتلي ,هتجنبك
و هستسلم " (عمر)
" صدقني مش زى ما انت مفكر الموضوع كله إن أنا ( " .......امجد)
" كان إيه قولي ها كان إيه ,انت عارف حاجه إحنا عمرنا ما كنا شبه
بعض كنا دايما مختلفين انت عمرك ما احتاجتني عشان نخرج سوا أو
حاجه عشاني كانت دايما عشانك كنت دايما عايزني في وقت المشاكل و
المصايب بتاعتك عشان إيه بقا عشان إيه عارف " (عمر)
" عشان ثقتي فيك " (امجد)
" عشان مصلحتك " (عمر)
" مادام انت مفكر كدا خالص يا سيدي أنا مش محتجلك ال انت مالك جاي
من السما و ال أنا شيطان قادم من تحت األرض كل واحد فينا علي كتفه
ذنب مأنبه و عايش عليه علي طول " (امجد)
" أنا شايف إن من األحسن أمشي " (عمر)
" يا ريت " (امجد)
خرج عمر من منزل امجد غاضبا ليس في ذهنه شيئا سوي أن يذهب إلي
مكان بعيد عن امجد يعطيه االسترخاء و الراحة بينما امجد الذي يستشيط
غضبا جاءت زينب لكي تلطف عنه
" أنا مش الزم أعرف إيه المشكلة اللي بينكوا بس عمر طيب و شخص
صالح فنصيحه مني ليك متحاولش تخسره " (زينب)
" قصدك إيه يعني يا زينب إن أنا فاسد " (امجد)
" ال أنا مش قصدي كدا أنا قصدي أقول إنكوا بتكملوا بعض كإخوات بس
هو أخ روحي ليك فمش الزم عشان مشكلة مهما كانت عقدتها تخسروا
بعض " (زينب)
" يا أدي كورس التنمية البشرية اللي انتي عايشه لنا فيه " (امجد)
" امجد ,ارجوك خليك جاد و لو مرة في حياتك الجد وقت الجد و الهزار
وقت الهزار ادي لكل حاجه حقها " (زينب)
هز رأسه بالموفقة " ,المفروض أعمل إيه دلوقتي " (امجد)
" المسألة مسألة وقت و األمور هتعدي إن شاء هللا " (زينب)
الجميع نيام و إذ امجد أحس بالعطش قام ليشرب خرج له زياد
" بابا أنا مش عارف أنام " (زياد)
" ليه في حاجة مديقاك مخلياك مش عارف أو حاجة تعباك " (امجد)
" أنا و واحد صاحبي اتخاصمنا بسبب واحد تاني حاول يوقع ما بينا أو
حاول يسحبه له و يمنعه من صداقتي زي ما لؤي عمل كدا ما بينك و بين
عمو عمر " (زياد)
" تصدق ممكن يكون معاك حق إنه هو السبب بس انت عرفت لؤي
منين " (امجد)
" ألني مش زياد "
ثم بدأت جدران المنزل تقع و بدء يهتز حتي وجد نفسه وسط المحيط و إذ
يقوم هذا الكائن الذي يشبه زياد بدفعه في الماء فوقع و لكن و هو يقع
تشقلب 360درجه و وقف مره أخري و لكن كان في جزيرة و كان أمامه
المحيط و جريان الماء علي الجزيرة حتي جاءت إليه ورقة مكتوب فيها ما
قد كتبه منذ ثالثين عاما حين قام بتناول حبتان نظر أليها مبتسما ط المد و
الجزر " ثم أكمل قائال " مرحبا بالعودة " ثم صرخ " أنا زهقت أنا مش
عايز مش عايز أرجع وحيد الوحدة قتاله "
" امجد ,انت بتعمل إيه " (زينب)
" نظر امجد وجد نفسه يهز زياد و زياد يبكي خوفا و إلي جواره زينب
نظرت إلي الزجاجة ثم نظرت له " انت لسا بتشرب " (زينب)
أشار إلي الزجاجة " بشرب إيه دي ميه " ثم نظر إلي الزجاجة و وجدها
لم تكن زجاجة ماء و في يده الورقة ,قد كان زياد قد تبول علي نفسه
" انت هتقعد مع نفسك شويه تفهم غلطك شوفه تتكلم اتكلم مع الحيطان "
(زينب)
" أرجوك يا زينب متسبينيش وحدي هموت " (امجد)
" انت اللي اخترت الكل يبعد عنك و اخترت الوحدة ,الوحدة مش هي اللي
فتحت لك بابها انت اللي كان معاك المفتاح " (زينب)
" و لو قولت لك إن مفيش باب قدامي غيره و لو قولت لك إن المفتاح دا
مش بإيدي إني أرميه مجبور " (امجد)
" محدش يقدر يجبرك علي حاجه انت مش عاوزها " (زينب)
خرجت من المنزل و معها األطفال ,أصبح امجد وحيدا تحول جزء من
األحالم التي رآها ألسرته من ثالثين عاما و التي تعبر عن أحاسيسه إلي
واقع صعب االعتياد عليه ,تحققا الغرور و الوحدة و مازال اإلهمال و
الحزن ,كان جالس وحيدا يريد أن يقضي علي ما هو ممل مرددا في ذهنه
" عندما سأكون في قبري حتما لن أشعر بالملل ألني شعرت به عندما كنت
حيا "
فكر في أمر واحد هو تدخين لفافة من السجائر التي لم يعد هناك أحد
سواها و أمه التي يكاد يكون قد نسيها ,لم يكن معه شيء يشعلها و يحرقها
سوي أن يشغل البوتاجاز شغل الغاز و نظر خلفه وجد علي المنضدة العلبة
و كأنها تناديه نظر إليها " عايزة إيه مني مش كفاية سبتيني وحيد أو يمكن
أنا كنت وحيد دايما و أنا معاهم مفيش حد فيهم حسسني باللمه " (امجد)
فتح العلبة لم يجد فيها سوي اثنان من الحبوب أخذ واحدة
" اتمني اشوف نفسي و حياتي عاملة ازاي من بعد أخر "
و ما لبث أن فتح عينيه وجد نفسه أمام منزله و كان في وضح النهار ,
دخل امجد المنزل قام بنقر الجرس فتح الباب و وجد أمامه عمر
" امجد أخيرا وصلت أنا حلمت برضوا امبارح و أنا تحت تأثير العلبة انت
القيت حاجه من الكتاب " (عمر)
" حلمت ازاي و كتاب إيه " (امجد)
" نعم قصدك إيه " (عمر)
دخل شخص ما و قد كان الباب مفتوحا " ,عمر أوعي تقولي إنك اتمنيت
أمنية تاني " (امجد من البعد األخر)
نظر عمر " امجد هو أنا ليه شايفكوا اتنين " (عمر)
" عشان إحنا اتنين " (امجد)
نظر إليه امجد الذي من البعد األخر " انت مين و جيت ازاي أنا مش فاهم
حاجه " (امجد من البعد األخر)
" و ال أنا " (عمر)
" أنا امجد عبد المعين و ( ".....امجد)
" ال أنا امجد عبد المعين انت كداب " (امجد من البعد األخر)
" أنا عارف ,هو أه الموضوع معقد بس أنا هفهمكوا ,أنا امجد عبد
المعين و هو انت امجد عبد المعين بس أنا امجد من بعد تاني يعني مكان
تاني و جيت البعد دا " (امجد)
" ميكانيكا الكم و النظرية النسبية " (عمر)
" بالظبط " (امجد)
" هو أنا ليه حاسس إن أنا حمار وسط عباقرة " (امجد من البعد األخر)
" بص أنا هفهمك انت عارف العجينة طبعا ممكن تقسمها نصين النصين
شبه بعض جدا ممكن يكون االختالف موجود بنسبة عشرة في الميه بس ,
هو دا برضوا البعد األخر مكان تاني فيه ناس شبهك و شبه عمر اسما و
شكال و سعات بتبقي شبهها في المهنه و السن و سعات ال و سعات
شخصيه معينه تكون موجودة في البعد دا ماتت في البعد التاني أو مش
موجودة خالص " (امجد)
" أه فهمتك ,بس إيه الفرق بين عالمك و عالمي و ازاي جيت هنا "
" جيت هنا ألني أنا اللي كان معايا العلبة و بتمني منها مش عمر و دا
الفرق و لكن أوجه التشابه كتير منها إن عمر لسا زكي " (امجد)
" تمام ,أنا كدا هسميكوا امجد 1لصاحبي امجد اللي في البعد دا و امجد 2
للي جاي من عالم تاني " (عمر)
نظر امجد 1ألمجد " 2ثانيه هو انت كان قصدك لما قولت إن عمر لسا
ذكي " (امجد )1
نظر له مبتسما " قصدي كل خير " (امجد )2
" هو انت بتكتب روايات و إال عمر " (امجد )1
" ال أنا " (امجد )2
" شوفت بقي أهو في وجه تشابه برضوا أنا كمان بكتب روايات و منها
رواية شبيهه باللي بيحصلنا دلوقتي هو انت اسم روايتك إيه " (امجد )1
" اسمها في األحالم و انت " (امجد )2
" متفرقش كتير بينها و بين روايتي ,روايتي اسمها علي قيد األحالم "
(امجد )1
" حلو االسم دا مميز " (امجد )2
" قولتله يسميها كلك نظر بس هو رفض " (عمر)
" ال علي قيد األحالم أوضح من كلك نظر كلك نظر فيها إبهام و مش أي
حد هيفهمها " (امجد )2
" أنا قولت كدا برضوا " (امجد )1
كان امجد مرتديا قميص و كان القميص أزراره العلويه مفتوحه تكشف
جزءا من صدره " بس في اختالف برضوا بينا اختالف جسدي انت
عندك وحمه في صدرك باينه " (امجد )1
" أه عندك قوة مالحظة أنا الوحمة دي عندي من يوم ما اتولدت "
(امجد )2
" امجد 1ينفع تنزل تجيب كتاب خلفاء الشيطان في األرض " (عمر)
نظر إلي عمر " عندكوا اسمه ألطف شوية من عندنا " (امجد )2
" ليه هو عندكوا اسمه إيه " (امجد )1
" خلفاء سيد الظالم " (امجد )2
ضحك عمر قائال " سيد الظالم ,بس هو لونه أحمر مش أسود " (عمر)
" هو إيه دا " (امجد )1
" الشيطان يا امجد انت دماغك راحت فين " (عمر)
" اسمه ظالم اكيد عشان السودويه اللي هو فيها " (امجد )1
" و أعماله اللي بتثبت كدا " (امجد )2
خرج امجد 1ليجلب الكتاب و حين خرج
" نفسي أعرف يا تري زينب مراتي هيبقي شكلها عامل ازاي " (امجد )2
" زينب مراتك ,غريبه زينب تبقي مراتي في البعد دا " (عمر)
" ال يا راجل علي كدا بقي امجد مراته تبقي فريدة " (امجد )2
" فريدة مين امجد مش متجوز " (عمر)
" أسف الدنيا متلخبطه في بعدنا عن بعدكم تماما " (امجد )2
" أرجوك متنسينيش اللي كنت عاوز أقوله ,الوحمة دي فاهم بتشير إليه "
(عمر)
" معناها إيه " (امجد )2
" معناها إن حاجه بتمني متحصلش بتمني لو كانت ليا أنا " (عمر)
" معناها إيه أرجوك قولي " (امجد )2
تنهد قليال ثم قال " في حاجة في علم التنجيم و األبراج بتقول إن اللي عنده
وحمه في مكان معين ,الشخص اللي شبهه في بعد تاني هيموت بالطعن
في نفس مكان الوحمة اللي عند الشخص األول " (عمر)
" قصدك إن امجد هيموت بس انت إيه عرفك إن دا اللي هيحصله كدا ما
في مليون من األبعاد التانيه ممكن يحصل لواحد من اللي فيها كدا مش
شرط امجد دا " (امجد )2
" ال مادام انت اتمنيت إنك تروح بعد تاني و جيت البعد دا بالذات يبقي هو
اللي هيحصله كدا " (عمر)
" بس يمكن يموت بعدك ممكن يموت في وقت متأخر و في سن كبير مش
شرط دلوقتي " (امجد)2
" أو يمكن يكون وجودك إشارة علي إنه هيموت قريب " (عمر)
نظر امجد إلي األرض قائال " يمكن " (امجد)2
" انت أكيد عارف الوحدة صعبه قد إيه و خسارة أغلي ما عندك وحشة قد
إيه و حرقه قلبك هتبقي عاملة ازاي والحزن جواك هيبقي عامل ازاي
قولي انت لو ال قدر هللا لو خسرت عمر اللي في بعدك هتعمل إيه "
(عمر)
" أنا فعال خسرته ,خسرته بتهوري بغروري خسرته و هو موجود قدامي
خسرته و بقيت ........بقيت وحيد " (امجد)2
" لو كان سمعك دلوقتي كان زمانه سامحك بسهوله " (عمر)
" إيه اللي عرفك " (امجد)2
" االعتراف بالحق فضيلة و بعدين دي نفسي و أنا عارفها " (عمر)
" المهم دلوقتي مفيش أي إشارة جاتلك تعرفك تعمل إيه أو تنقذ نفسك
إزاي " (امجد)
" تيتا سندس بتيجي ليا في األحالم علي طول " (عمر)
" بتساعدك ازاي و اشمعنا هي " (امجد)2
" أصل العلبة فيها 15حبايه هي استخدمت 10و فاضل 5و هي ماتت بعد
العشرة حبايات دول ( " ........عمر)
" ثانيه بس عشان أنا مش فاهم ,هي جاتلها العلبة و كمان استخدمتها و
ماتت طب و مادام ماتت انت بتستخدمها ليه " (امجد)2
" انت مشوفتش في الكتاب إن اللي مات من غير ما يخلص الحبوب كلها
حد من صلبه هيكمل الحبوب ألنها لعنه لما بتصيب بتصيب الكل "
(عمر)
" غريبة أول مرة أعرف الموضوع دا " (امجد)
علي النظير األخر بينما كان عمر و امجد 2يتكلمان في حوار مهم كان
امجد 1يبحث عن الكتاب و حين وجده قد اكتشف أمر في غاية الخطورة
أنه حين يجتمع شخصان يمتلكان نفس اللعنة في وقت واحد أحدهم يجب أن
يموت قبل األخر لكي ال يموتوا في وقت واحد و الحل الوحيد هو تسليم
قربان لنفس بريئة لتطفئ نار الظالم .
" لقيت الكتاب " (امجد)1
" قريت فيه حاجه و إال " (عمر)
هز رأسه ثم نظر إلي امجد نظرة ريب شعر بها هو األخر ,و لكن امجد
2كان جاهال سبب هذه النظرة المقلقة .
" امجد ,ممكن ثانية علي انفراد " (امجد )1
هز رأسه بالموافقة ثم اتجهوا ناحية الغرفة " ,بص أنا عارف إن كل
حاجه قضاء و قدر بس أنا مكنتش عايز أعرف كنت عايز أبقي علي عمايا
يا ريتني كنت أنا ,وجودك هنا مكانش له الزمه يا ريتك ما كنت جيت "
(امجد)1
رد امجد و كأنه شاعرا بأنه سمع هذا من قبل " أنا مش فاهم حاجه هو في
إيه " (امجد)2
قام امجد 1بتفهيمه كل شيء مخالطا المالمة عليه بشكل غير مباشر ,و
اآلن يا امجد ماذا ماذا بعد لم يعد مرحب بك هنا و ال حتى هناك ماذا هل
ستتمني أن تنشق األرض و تبتلعك أم ماذا هل تريد الموت أم تريد أن
تكمل أعرف أنك محب لروح التحدي و لكن هل ستكمل أم توافق علي
الموت البعض يتمني فهذه األيام الموت و لكن طبعا بشكل محلل األمر
معقد هل هذا ما أردت و لكن حتى و لو لم يمت عمر هل ستموت في
مجلس غير مجلسك ماذا يا امجد ما هو الحل و لكن أيضا بدء يشعر بأن
السيناريو أصبح مفهوما أصبح يعرف ماذا سيحدث و اآلن هو ينتظر
المشهد و بينما تتضارب األفكار في دماغه شعر بهزه خفيفة ثم نظر إلي
امجد 1قائال :هو إحنا في سنه كام
"( "1992امجد)1
قام امجد بالجري ناحيه عمرو هو ممسك بيد امجد 1قائال بأعلي صوت
" زلزال " ,من الواضح أنه لم يكن في الحسبان أمر الزمان
نظر إلي عمر متسائال :عندكم أي تربيزات أو سراير ننزل تحتها بسرعة
" ال لألسف كل التربيزات و السراير اللي عندنا مقفوله من األجناب "
(عمر)
" هو دا الدور الكام " (امجد )2
" الدور التالت " (عمر)
" احنا الزم ننزل " (امجد )1
" ال مينفعش كدا هتبقي نسبه الخطر أكبر " (امجد)2
أمسك أمجد 1بعمر متجها ناحيه الباب للخروج فأمسك امجد 2بيده
األخرى ,قام امجد 1بفتح الباب و خرج منه بينما امجد األخر كان
ممسكا باليد األخرى قام الباب منغلقا وحده فأفلت امجد 1يده و كان
خارج الباب بينما قامت قوه مجهولة بسحب امجد األخر إلي داخل
غرفة من الغرف ,لك أن تتخيل امجد 1بالخارج أمام الساللم و
عمر في الصالة و امجد 2في غرفة من الغرف و قد كان الباب
منغلقا عليه قام و كان أمامه سرير قام و أزال المرتبة التي هي عليه
و أخرج األلواح جلس في داخله ثم وضع بعض األلواح و فوقها
السرير لكي يتجنب وقوع أي من الصخور علي رأسه و بعدما
أنتهي أغمض عينيه فتحهما وجد نفسه واقفا و أمامه عمر كان ينظر
من العين السحرية التي في الباب صارخا قائال " :ال مستحيل أنا
مش هخلي دا يحصل " ,قام محاوال كسر الباب انكسر و كان
أمامه امجد صديقه قد انكسرت طبقه الخرسانة التي تحته و كان
سيقع علي قضيب من الحديد الذي كان مثبتا كان امجد يحاول إنقاذ
نفسه من أن يقع من الفتحة ممسكا بإحدى أطرافها قام عمر محاوال
أن يمسك به لكنه ال يقدر علي حمله نظر إليه امجد قائال " :خالص
يا عمر سيبني أنا عايز أبقي القربان أتمني أكون بريء " ثم أفلت
يده واقعا ناحية القضيب وجهه له و ظهره لصديقه دخل القضيب
من صدره خارجا من ظهره كان مشهدا كأنك تشاهد فيلما و لكنه
واقعي و هذا ما يجعله أليما .
الفصل العاشر
( علي قيد األحالم )
أغمض امجد عينيه ثم فتحهما وجد نفسه في سيارته و أمام مقبرة للموتى
لم يفكر ماذا كانت هذه المقبرة لم يفكر في شيء سوي أن يعود إلي منزله
و يأخذ حماما ساخنا و يستريح من الذي رآه منذ قليل و لكن لألسف هو ال
يعرف ماذا ينتظره .
حين وصل المنزل وجد أمامه أناس كثيرون و يبدو علي وجوههم الحزن ,
ال يعرف ماذا حدث و ال يفهم أي شيء حتى جاءت مروة جارتهم و
نظرت إليه " والدتك تعيش انت يا أستاذ امجد ,البقية في حياتك "
ثم جاءت إليه زينب ناظرا إليه بغضب يخالطه الحزن و في صوتها نبرة
عتاب " الجيران شموا ريحه غاز قويه في البيت راحوا يطمنوا فضلوا
يخبطوا مالقوش حد بيفتح قاموا كاسرين الباب و فضلوا يدوروا علي ماما
لحد ما القوها ميتة مخنوقة ,كنت فين قولي ها كنت فين " ثم أكملت و
هي باكية " ماما ماتت بسببك انت بسبب إهمالك شوفت اإلهمال بيعمل إيه
شوفت اإلهمال بيودي لفين ,إدعي ربنا يسامحك علي اللي انت عملته "
نظر إليها و هو قمة الذهول و اإلبهام ثم اتجه ناحية السيارة متسائال :كيف
ماتت هل أنا السبب فعال أم إنه هو السبب ,ناظرا إلي العلبة .
علي النظير األخر قد عرف عمر ما حدث و قد جاء مسرعا متسائال عن
امجد أين هو و كيف حاله عندما عرف الخبر فأجابوا بعدم معرفتهم مكانه
و بأنه كان في قمة الحزن و أنهم في الخوف عما قد يحدث له فأجبهم عمر
" أنا عارف هو فين "
ركب عمر سيارته متجها إلي المكان الذي تسبب في كل هذه المشاكل علي
أمل أن يكون امجد هناك .
" انت شايف إن دا الحل الهروب و إال المواجهة " (عمر)
نظر إليه باكيا حزينا " أنا مخنوق يا عمر مخنوق و كلي عقد نفسيه إنك
تبقي مجهول وسط ناس عارفاك و انت عارفها ....متعبه ,إن الكل مش
واخدك جمبه و مطنشك .....متعبه إنك تموت كل يوم من الوجع
الداخلي حاجه .....متعبه ,إنك تكون مهمل في حق نفسك و في حق
غيرك .....متعبه ,أنا فعال عايز أهرب عايز أهرب بعيد عايز أكون في
مكان لوحدي منعزل عن الناس ألنك تبقي وحيد بعيد عن الناس أرحم
بكتير من إنك تبقي وحيد و انت وسطهم " (امجد)
" أنا معاك و نفسي أبقي كمان زيك بس أحسن حاجه دلوقتي إنك تمثل
تحسسهم إنهم فاهمينك ألنك لو فضلت طول حياتك تعمل كدا هتحس بإن
العمر ملوش طعم " (عمر)
" أنا شايف إني أعيش كدا أحسن من إني أخسر سنين من عمري و أنا
بدور علي رضا الناس " (امجد)
" ما انت لو سبت رضا الناس و بصيت علي رضا نفسك هتفضل طول
عمرك بتجري ورا حاجة مش موجودة ,النفس يا امجد غير مكتملة شايفه
أي حاجه قدامها بترضيها و بعد لما تاخدها بتشبع منها و بتبص لحاجه
تانيه تشبعها ,واحد أعرفه مرة قالي إننا بشر مفيش حد مالك جاي من
السما و مفيش حد شيطان قادم من تحت األرض " (عمر)
نظر امجد إلي كالم عمر نظرة رضا و قبول و اقتناع ثم قال :
" طب دلوقتي إحنا محتاجين نعرف هنعمل إيه مع العلبة أنا جالي عبد
الرحمن في الحلم و عرفني هنعمل إيه عشان نخلص من اللعنة دي بس
علي شكل لغز " (امجد)
" طب كويس ,قولي إيه هو اللغز يمكن أساعدك " (عمر)
" ندفن حاجه تحت تربة " (امجد)
" حاجه ,إيه هي الحاجة دي " (عمر)
" معرفش مقاليش و كمان قالي كمان إن التربة اللي هيدفن فيها الحاجة
يكون فوقيها حاجه ال هي قريبه زي الصخر و ال هي بعيده زي الهوا ,
ما بين البنين " (عمر)
" ال هي بعيده زي الصخر و ال هي .......الجزيئات " (عمر)
" نعم " (امجد)
" الجزيئات كنا بناخدها في الكيميا إن أي مجسم في الدنيا بيتكون من
جزيئات صغيره بينها روابط فلما تكون الجزيئات دي قريبه بتكون صلب
زي الصخر و لما تكون الجزيئات متباعدة بتكون غاز ( ".....عمر)
" زي الهوا ,ما بين البنين دا يعني سائل اللي هو ( "......امجد)
" ميا " (عمر)
" بحر " (امجد)
" عرفت منين إنه بحر " (عمر)
" عبد الرحمن كان بيجيلي قدام البحر دايما " (امجد)
" تمام ,بس المهم دلوقتي إنك ترجع البيت و تريح لك شويه و تاني يوم
الصبح أعرف عملت إيه في الفترة اللي مكنتش فيها معاك " (عمر)
هز امجد رأسه بالموافقة متمنيا االنتهاء من هذا العناء و هذه اللعنة التي
حلت به
إنه منتصف الليل ,كان امجد نائما وحده في المنزل و قد حلم مجددا بذلك
الحلم حلم الغرق في البحر ,استيقظ و هو يشعر باالختناق مجددا قام
ليشرب و إذا الحظ ظل لشخص في مكتبه ذهب ناحية المكتب فتح بابه ثم
وجد أمامه أربعه أبواب و باب خامس في المنتصف و كان علي كل باب
من األبواب حرف كاختصار لصفة من صفات امجد ,الباب الذي كان في
المنتصف عليه الفته مكتوب عليها " :هديه من سيد الظالم الصفة
الخامسة هي ملتقي الصفات األربع "
" إيه هي الصفة اللي هتجمع عليها الصفات األربعة إيه اإلحساس اللي
جوا الشخص بيخليه يتغر و يبقي وحيد و مهمل و كمان حزين .........
الخوف "
بعدما قال ذلك اختفت عالمة االستفهام و أصبح مكانها حرف (خ) ,و بعد
ذلك فجاءه انشقت األرض من تحته فوقع غارقا في الماء و فجاءه امتدت
يد له فأمسك بها امجد و حين خرج و أصبح علي سطح الماء وجد من مد
يده له هو عمر قائال :و أنا خوفك اللي كاتمه جواك و الزم تعترف بيه
و لكن كان إلي جوار عمر نفس الشخص الذي رآه من قبل و اتضح أنه
وجه لؤي صديق عمر ,أمسك بيد عمر و أزالها عن يد امجد فوقع امجد
غارقا في الماء شاعرا باالختناق و كأنه يتنفس أنفاسه األخيرة حتى
أغمض عينيه ثم فتحهما فوجد نفسه علي مكتبه و قد كانت الساعة الثامنة
صباحا
" إيه دلوقتي بقيت بمشي و أنا نايم كمان " (امجد)
صوت الباب يرن كان عمر فتح له امجد و قد سأله عمر عن عما قد فعله
طول فتره غيابه ,و قد أخبره بما فعله بالتفصيل الممل و أخبره بما حلم به
البارحة عدا مشهد رؤيته للؤي
" حلمت امبارح ,هو انت أخدت الحباية " (عمر)
" ال " (امجد)
" دا معناه إنك اتخدعت و أنا اتخدعت انت كنت ممكن تحلم من غير
العلبة " (عمر)
" علي كدا يا عمر إحنا الزم نخلص من العلبة دي و ضروري " (امجد)
" تمام إحنا في إيدنا الحل بس لسا منعرفش إيه اللي المفروض يدفن "
(عمر)
" الحاجة دي أكيد العلبة مادام العلبة هي سبب اللعنة يبقي لما ندفن العلبة
اللعنة هتدفن " (امجد)
" بالظبط كدا بس ما تحاولش تعمل حاجة غير لما أبقي معاك ماشي "
(عمر)
هز امجد رأسه بالموافقة ثم رحل عمر عندما كان امجد جالسا وحده فكر
في إرجاع زينب و األطفال .
فتحت الباب وجدته امجد تركت الباب و دخلت " ,زينب ,أنا عارف إني
بغلط بس اإلنسان مش معصوم من األخطاء " (امجد)
" بس اإلنسان لما بيغلط بيعتذر " (زينب)
" امجد ثانيه من وقتك لو سمحت " (والد زينب)
" روح انت دلوقتي و أنا هحاول أقنعها ترجع بكرا " (والد زينب)
هز امجد رأسه بالموافقة متأمال أن يجد حال لما هو فيه .
الساعة الثامنة مساءا و امجد كان جالسا وحيدا في منزله كالعادة ,الملل
معه و ال شيء أخر أمامه العلبة و كأنها إنسان يكلمه يريد منه أن يلمسه
كان امجد يحاول المقاومة و لكن حين نظر إلي العلبة قرر أن يفعلها و ال
يهم ماذا سيحدث بعد ذلك سيتحدى الخوف الذي هو بداخله ,أخذ العلبة
وضعها إلي جواره ,أخرج ورقه و قلم كتب ما أراد أن يكتبه وضع
الورقة علي المنضدة التي أمامه أمسك بالعلبة و خرج من منزله تاركا
بابها مفتوح ,ركب سيارته متجها إلي المكان الذي كما يعتقد سينهي ما هو
فيه ,علي النظير األخر كان عمر في منزل لؤي صديقه كان جالسا إلي
جواره
" امجد عامل إيه " (لؤي)
" الحمد هلل قرب يبقي كويس " (عمر)
" و أحواله إيه بعد ما هدي مامته ماتت " (لؤي)
" تمام بيحاول يقتنع بعدم وجودها في .......ثانيه واحدة انت عرفت منين
إنها ماتت " (عمر)
" انت كنت قولت لي " (عمر)
" ازاي هو أنا شوفتك فين عشان أقول لك إنها ماتت هي ماتت بعد أخر
مرة قابلتك فيها ,طب حتى عرفت منين إن اسمها هدي ,انت مين "
(عمر)
حاول عمر االتجاه ناحية الباب ليخرج فلوح هذا الرجل بيده ناحية عمر
فتم رمية ناحية الجدار واقعا مغشيا عليه فاتجه لؤي ناحيته فأمسك عمر
بزجاجه من الزجاج كانت إلي جواره ضرب بها لؤي فوقع لؤي و الدم
يتساقط من رأسه ,خرج عمر راكبا سيارته محاوال االتصال بصديقه
امجد فرد عليه و أخبره بأنه ذاهب إلي البحيرة القريبة من منزله
بينما كان عمر ذاهبا إلي امجد ,كانت نانيس أمام منزل امجد تناديه
لتطمئن عليه و لكن لم تجد أحد يرد و الحظت أن الباب مفتوح فدخلت
وجدت أمامه الورقة التي كتبها امجد و التي كانت تقول :
" يا من تقرأ رسالتي اآلن أنا ذاهب إلي بحيرة ......ألنتهي من اللعنة التي
جعلت مني مسخ و من أهلي مجهولين و من حياتي سواد فإن لم أعد فأخبر
أهلي أحبهم "
بعدما قرأت نانيس هذا الكالم ذهبت مسرعه إلي البحيرة التي هو امجد
ذاهبا و أما عمر و إذ هو ذاهب كان متجها بأقصى سرعة و قد ظهر
فجاءه أمامه فتي صغير يرتدي معطف و كأنه الشتاء حين رآه عمر لم
يعرف ماذا يفعل خاف من أن يدهسه فتحيد عن الطريق حتى ارتطم
بشجرة .
أما امجد ذهب ناحية البحيرة و أمامه العلبة نظر إلي الماء قائال " :يا
صابت يا خابت " ,ثم قفز في الماء غطس حتى القاع قام بالحفر وضع
العلبة ثم قام بالردم ,و حين حاول الصعود أغمض عينيه و حين فتحهما
وجد نفسه في المقبرة الذي رآها من قبل و نفس الفتاة الذي رآها اقترب
منها نظر إليها و نظرت إليه ثم قالت " :بابا "
ثم فجاءه اختفت و بدأت األرض التي تحته تسحبه إليها كأنها رمال
متحركة حاول التصدي لكنه لم يستطع و لكن اتضح أنها ليست رمال بل
إنه في الماء ثم وجد يد تمد له من فوق فأمسك بها و يد أخري مختلفة عن
التي قبلها فأمسك بها قاما بسحبه حتي صعد فوجد أمامه عمر و نانيس ,
جذبه عمر إليه ثم بدء بالضغط علي صدره
" أرجوك قولي إنك لسا عايش " (عمر)
" ال أنا مش عايش خالص أنا لسا بحلم " (امجد)
ثم أغمض عينيه و لم يشعر بنفسه حتى فتحهما و وجد نفسه علي سرير و
في المستشفي و أمامه أخته نانيس نظرت إليه قائله " :دخلت عليك القيتك
وقع علي األرض فقومت واخداك المستشفي اتضح إنها قله نوم "
ثم اقتربت منه قائله بهمس " :متخافش سرك في بير "
" فين زينب هي مجتش صح " (امجد)
نظرت إليه مبتسمة " ال هي جت بس أغني عليها من القلق فخدوها
الغرفة اللي جمبك و اكتشفوا ( " ......نانيس)
" اكتشفوا إيه " (امجد)
" في مولود جديد جاي في الطريق " (عمر)
كان عمر بجواره و قد كان نائما ثم استيقظ " ,واضح إننا خلصنا من
المشكلة دي خالص " (امجد)
الغرور
الوحدة
اإلهمال
الحزن
الخوف
صفات مخفية
صفة جديدة
صفة لم تعد مجهولة
أحالم واقعيه
مرحبا بالعودة
ثالثون عاما كأنهم ثالثون دقيقة
أمنيات مميتة
حياة عبارة عن حلم جميل
نهاية سعيدة
" إحنا هننزل البحر " (زينب)
" ماشي أنا جاي وراكوا " (امجد)
خرج و جلس أمام الشاطئ " ,دهب بلد جميله " (امجد)
نظرت إليه في ابتسام " إحنا هنجيب بنت " (زينب)
و بينما هو جالس هاتفه يرن و إذ هو عمر
" اذيك يا عمر عامل إيه في كندا " (امجد)
" امجد ,أنا كنت بقلب في الكتاب و اكتشفت إنهم 15حباية انت متأكد إن
جالك 12بس " (عمر)
و بينما عمر يتكلم في الهاتف وجد أمامه علي الشاطئ علبة قادمه ناحيته
عليها الفته مكتوب عليها " المد و الجزر "
و إذ زوجته زينب تقول " :هنسميها إيه "
تعرق ثم نظر إليها قائال " :هنسميها , .......هنسميها .........بنين "
الخاتمة