علي قيد الأحلام

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 82

‫علي‬

‫قيد‬
‫األحالم‬
‫تأليف‬
‫أحمد اإلمام‬
‫إهداء لكل ‪:‬‬
‫لكل من أراد أن تتشبع نفسه و أراد‬
‫أن يكتمل و هو يعلم أن الكمال هلل‬
‫وحده‬
‫المقدمة‬

‫منذ أن وجد الزمان و المكان وجد الصراع المتواصل بين اإلنسان الذي‬
‫أنعم عليه هللا بالذكاء الفائق و الجن الذي أنعم عليه هللا بالقدرة الخارقة ‪,‬‬
‫منذ والدة أدم و قد كان هذا الصراع موجودا ‪ ,‬منذ أن أمر هللا عز و جل‬
‫المالئكة بالسجود له تكريما ألدم و عصيان الشيطان الذي أعماه الكبرياء و‬
‫التعالي و طلبه من هللا الحياة األبدية لكي يصبح مصدر العصيان األبدي‬
‫لكل إنسان خلق علي وجه األرض و قد بدأ هذا مع أول الخلق من البشر‬
‫أدم عليه السالم و ثاني خلق هللا من البشر و التي خلقت من ضلع أدم حواء‬
‫بعدما دخلوا إلي الجنة فأمرهم هللا بعدم لمس شجرة التفاح أو األكل منها‬
‫فأتي إليهم الشيطان و أغواهم علي تناولها فعصوا أمر هللا هم أيضا فأنزلهم‬
‫هللا جميعهم إلي األرض ليكونوا أعداء لبعضهم البعض و قد نزل أدم‬
‫ليعمر األرض و يفرق بين الصواب و الخطأ و يعلم أبناءه اآلخرين هذا‬
‫الصواب و يبعدهم عن المعصية ‪ ,‬و بعد ذلك ينجب أدم و حواء قابيل و‬
‫أخته التوأم و قد كان قابيل صاحب بنيان قوي يتحمل رفع األوزان الثقيلة ‪,‬‬
‫ثم ينجب هابيل و أخته التوأم و حين كبروا أمر هللا عز جل أدم بأن يجعل‬
‫قابيل يتزوج بأخت هابيل التوأم و أن يتزوج هابيل بأخت قابيل التوأم ‪ ,‬و‬
‫هنا جاء دور الشيطان ليضرب ضربته األخرى فقد وافق هابيل باألمر‬
‫لكن قابيل رفض و أراد أن يتزوج أخته التوأم و طلب بأن يكون هناك حل‬
‫أخر ‪ ,‬فأمر هللا أدم بأن يأتي كل واحد منهم بقربان هلل و يضعه علي‬
‫صخره و من يسحب قربانه إلي السموات يصبح هو زوج أخت قابيل‬
‫التوأم ‪ ,‬كان قابيل يعمل في الزراعة فأتي ببعض النباتات التي توشك علي‬
‫الموت من جفافها كقربان و كان يعمل هابيل كمربي للخراف فأتي بأكثر‬
‫خرافه سمانة لكي يقدمه كقربان ‪ ,‬ثم وضع كل واحد منهم قربانه ‪ ,‬فأمر‬
‫هللا بسحب قربان هابيل لكي يكون هو زوج أخت قابيل التوأم ‪ ,‬و في يوم‬
‫من األيام كان قابيل قد بني مكان يؤوى إليه في الشدائد و كان هابيل لم‬
‫يكتمل من بناء مأواه و كانت السماء ممطرة و كان قابيل في الخارج و‬
‫حين عاد وجد أخاه نائم في مأواه فأغواه الشيطان علي قتل أخيه فقال له‬
‫هابيل " إذا مددت يدك لتقتلني ما أنا بماد يدي ألقتلك " فقتله قابيل بدماء‬
‫باردة و تكون هذه أول جريمة قتل في األرض بل جريمة من األساس ‪,‬‬
‫خاف قابيل من أن يعرف أباه باألمر و فجاءه يأتي غراب يعلمه أن يدفن‬
‫أخاه في التراب ‪ ,‬و تمر األيام و السنين و يزداد الصراع الذي لم و لن‬
‫ينتهي سوي بانتهاء الحياة ‪ ,‬صراع بين الخير و الشر ‪ ,‬طوائف تنشئ و‬
‫تخرج خارج مسار معرفه الخالق فيأتي منها من يرشدها إلي الطريق‬
‫السليم و يكون رسول مأمور برسالة من عند هللا ‪ ,‬إن البشر و الجان‬
‫مصارعان أحد منهم يجب أن ينجو و الدنيا هي الحلبة التي تجمعهم ‪.‬‬
‫الماضي‬
‫الفصل األول‬
‫( البداية )‬

‫يوم جديد و ملل جديد هذه كلمات امجد في كل يوم يستيقظ فيه و يتسأل ‪:‬‬
‫هو انهارده التالت و إال األربع ‪ ,‬فيجيبه عقله الباطن ‪ :‬مش هتفرق كتير يا‬
‫دودو كل أيام ربنا واحد ‪ ,‬ويفيق امجد علي صوت األم العالي فالست هدي‬
‫لم تتخطي سن الخامسة و األربعون ومع ذلك تجعل من نفسها جدتك‬
‫العجوز ‪ ,‬و أخته نانيس التي تري من جمالها جمال سندريال و هي في‬
‫الحقيقة نفيسة أخت سندريال و أخواه التؤام الشيطاني أصحاب األفكار‬
‫الجهنامية القادمة من الجحيم سالم و سليم ‪ ,‬و يصحو امجد في معظم‬
‫األوقات عند الساعة الثانيه بعد الظهر يغسل وجهه فقط و يتوضأ و يصلي‬
‫الظهر و لكنه ليس مواظبا علي الصاله ‪ ,‬انتهي امجد من الصاله و فتح‬
‫جهازه الحاسوب يتصفح علي مواقع التواصل االجتماعي و يسمع ضجيج‬
‫األم المؤلم و المعتاد " ارحم يبني الالب بالشكل دا مش هياخد في ايدك‬
‫شهر "‬
‫صدقت يا هدي و لو مره في حياتك مما يجعل كالم األم امجد يتذكر‬
‫األشياء التي قام بتخريبها التي تصل إلي مئات األجهزة أما األب الحاج‬
‫عبد المعين الذي ال يأتي المنزل سوي ساعه الغداء فهو يعمل مفتش تموين‬
‫‪ ,‬و ال يجلس مع أوالده و زوجته سوي في العطالت الرسميه ‪ ,‬دعونا‬
‫نعود ألمجد بعدما تعرفنا علي العائله الكريمه ‪ ,‬قد أرسل ألمجد رساله عبر‬
‫الفيس بوك من قبل عمر صديق الطفوله نظر امجد إليها و وجدها تقول ‪:‬‬
‫" بقولك يا امجد في كافيه جديد هيفتح هبعتلك لوكيشن و نروح تقعد سوا‬
‫مع شويه صحابنا هنتقابل الساعه تمانيه "‬
‫رد امجد بالموافقه فهو لم يجد حال سوي هذا ليخرجه من الملل ; خرج‬
‫امجد قبل الموعد بعشر دقائق لكي يصل في الوقت المحدد لكي يقابل‬
‫بعض األصدقاء الذين هم تكنيكيا أصدقاء لكن في الحقيقه هو ال يعرف‬
‫طباعهم وهم أيضا كذلك ‪ ,‬و هو ال يعرف سوي صديقه عمر الذي ال يراه‬
‫سوي مرتين من كل شهر ‪ ,‬تقابلوا جميعا في المقهى ‪ ,‬مقهى يدعي‬
‫صاحب السعاده تكلموا في أمور عديده و مواضيع منها الممل و منها التافه‬
‫و منها المفيد و الهادف ‪ ,‬عندما انتهوا من الكالم أراد امجد أن يتناول شيئا‬
‫فوجد متجر يسمي متجر (في األحالم) ‪ ,‬دخل و وجد المتجر غريبا و‬
‫يوجد به أشياء عجيبه فمثال عند فتح الثالجه وجد المشروبات بأطعمه‬
‫غريبه مثل ‪ :‬مياه غازيه بطعم السعاده و عصير الذاكره و مشروب بطعم‬
‫التوت و الحب و عندما قابل العامل لم يتكلم سوي في شيء واحد‬
‫" عينيك بتقولي انك محتاج تعرف معادن الناس و محتاج يبقي عندك‬
‫مميزات مش موجوده في غيرك "‬
‫فرد امجد متسائال ‪" :‬علي كدا بقي حضرتك دجال و بتاجر بعقول الناس "‬
‫"مسكين يا امجد بتمتلك ذكاء حاد بس الذكاء خامل لو مفيش خبره ‪ ,‬و أنا‬
‫عندي اللي يساعدك " ( العامل )‬
‫أعطاه علبه من الحبوب عليها رسومات من الحيوانات مرسومه بأشكال‬
‫غريبه و اخبره‬
‫" بص يا امجد دي علبه حبوب فيها ‪ 12‬حبايه تقدر تاخد حبايه كل يوم‬
‫و في اثناء ابتالعك للحبايه غمض عينك واتمني أمنيه و تكون األمنية‬
‫عباره عن قوه خارقه هتميزك عن غيرك األمنيه صالحه لمده يوم وبعد‬
‫كدا مفعولها هيزول "‬
‫" ال وهلل مش قولتلك بتاجر بعقول الناس و الدليل انك عرفت اسمي من‬
‫غير ما اقولك و علي كدا عايز كام مليون عشان اخدها " (امجد)‬
‫" اعتبرها هديه أول زبون و مش خسران حاجه عشان تاخدها " (العامل)‬
‫أخذها امجد مندهشا من هذه الصفقه الغريبة و التف متجها إلي الباب فنداه‬
‫العامل قبل أن يلمس الباب ‪ " ,‬بالحق أوعي تحاول تاخدها مرتين ورا‬
‫بعض في يوم واحد عشان هتدخل في دوامه مش هتقدر تطلع منها ابدا "‬
‫خرج امجد من المتجر و هو في غايه التعجب و ال يعرف هل هذه العلبة‬
‫أمرها حقيقي أم خيال و كيف عرف هذا الشخص اسمه ‪.‬‬

‫األمنية األولي ‪:‬‬

‫ركب امجد الحافله جالسا علي كرسي كان الوقت في منتصف الليل ينظر‬
‫إلي سيده تحمل طفال و تحاول أن تداعبه ‪ " ,‬خلينا نشوف مفعول الحبايه "‬
‫قام بتناول حبه و ردد في ذهنه ‪ ":‬أتمني إني اعرف اقرأ أفكار الناس بكل‬
‫سهوله ‪ ,‬و من أول أن وضعها في فمه أصبح ذهنه شاردا و كأنه فاقدا‬
‫لوعيه لفتره عشر ثوان و فتح عينيه علي صوت طفل‬
‫" نفسي خالتي تفهم إن الحركات اللي بتعملها مش بتضحك دا شكلها أهبل‬
‫‪ ,‬و إيه معني كلمه اغاا إيه اللي هيضحكني لما اسمعها " (عقل الطفل)‬
‫سمع امجد هذه الكلمات و نظر حوليه ثم نظر إلي الطفل قائال ‪ " :‬ال‬
‫مستحيل يكون بيتكلم أكيد في حاجه غلط إيه نوع المخدر اللي أنا أخدته‬
‫دا "‬
‫ثم سمع صوت السيده " دا انت عيل بارد طالع ألمك " (عقل السيده)‬
‫ما لبث امجد كثيرا حتي ضحك ضحكه ذات صوت نظرت إليه السيده في‬
‫تعجب ‪ " ,‬أسف ‪ ,‬افتكرت نكته " (امجد)‬
‫عاد امجد إلي المنزل يفكر فيما حدث معه في الحافله ‪ ,‬كان الجميع نيام‬
‫ولكنه مازال يسمع هذه األصوات كصوت صراخ األم و صوت األب و‬
‫هو يصيح في العمال و صوت سالم و هو يتشاجر مع سليم و كأنهم‬
‫يحلمون بأحالم أو كوابيس ‪ ,‬استيقظ امجد علي صوت األم المعتاد و لكنها‬
‫كانت تيقظه من اجل أن يشتري بعض الطلبات من محل البقاله ‪ ,‬قام امجد‬
‫بغسل وجهه ببعض الماء و اخذ المال و نزل فورا و هو كان ينزل علي‬
‫الساللم وجد جاره العم علي و هو يبتسم له و كأنه يحبه و لكنه العكس‬
‫" إيه الناس دول مش مبطلين زعيق طول اليوم و ال الست الشرحوحه‬
‫اللي صوتها واصل للصين " (عقل الجار)‬
‫بمجرد ان سمع امجد هذا الكالم لم يبادله االبتسامه او يلقي عليه السالم بل‬
‫مضي في طريقه إلي المحل و في اثناء ذهابه وجد متسوال يريد المال‬
‫اخرج امجد من جيبه بعض الجنيهات و حين ذهب ليعطيه المال‬
‫" ايوه يا غبي هات الفلوس اللي في ايدك ما انت متعرفش أنا غني قد ايه‬
‫من ورا الشحاته " (عقل المتسول)‬
‫نظر امجد إليه بكل دقه فبدأ المتسول يرتعش ويقلق " يا ربي هو عارف‬
‫قصه الحاجه شريفه اللي كنت شغال عندها و سرقتها " (عقل المتسول)‬
‫" بقولك ايه فاكر الحاجه شريفه و اال افكرك " (امجد)‬
‫" ابوس ايدك هعملك اللي انت عاوزه بس متبلغش عني " (المتسول)‬
‫" هات اللي معاك ومشوفش وشك هنا تاني " (امجد)‬
‫الرجل أعطاه المال و فر جاريا ‪ ,‬امجد أصبح معه المال و هو ال يعرف‬
‫حتي من هي شريفه و وصل امجد إلي محل الحاج حسني‬
‫" السالم عليكم ‪ ,‬بكام كيلو الطماطم يا عم حسني " (امجد)‬
‫" الكيلو بعشره جنيه عشانك انت بس "(عم حسني)‬
‫" ليه يا عم دي كانت بسبعه امبارح " (امجد)‬
‫" تصدق و تأمن باهلل ان جايبها انهارده بسبعه يعني لو بعتها بسبعه هتقف‬
‫عليا بخساره " ‪ " ,‬طماطم ايه اللي بسبعه محشيه دهب دا أنا جايبها‬
‫بخمسه بس بحب اكسب " (عقل حسني)‬
‫"بقولك ايه يا عم حسني أنا هاخدها بسبعه عشان في تجار تانيه بتبعها‬
‫بخمسه بس انت عشان راجل غلبان بشتري منك ‪ ,‬قولي بقي بكام الكوسه"‬
‫" الكيلو و ربع ب ‪ 15‬جنيه " (عم حسني)‬
‫" ال يا عم حسني دا كدا كتير" (امجد)‬
‫" يا امجد أنا راجل علي قدي بربي والدي و والد اختي اليتامه "‬
‫(عم حسني)‬
‫" والد اختي ايه أنا وحيد ابويا و امي مغفل هيصدق بسهوله "‬
‫(عقل حسني)‬
‫" ازاي يا عم حسني مش انت ملكش اخوات " (امجد)‬
‫(عم‬ ‫" ايه ‪ ,‬الكيلو و ربع بعشره يا امجد بيه هتشتري حاجه تانيه "‬
‫حسني)‬
‫" ال مفيش حاجه تانيه خد فلوسك اهي " (امجد)‬
‫خرج امجد و كأنه منتصر من معركه و لكن هل ستظل هذه القوه تساعده‬
‫دائما‬
‫الفصل الثاني‬
‫( ممنوع اللمس )‬

‫مر ثلثي اليوم و مازال هناك ثمان ساعات علي انتهاء هذا اليوم ‪ ,‬أصعب‬
‫ساعات في حياه امجد فقد كان يسمع أفكار كثيره متضاربه مع بعضها‬
‫البعض كتراكم السحب ‪ ,‬شعر بألم شديد في رأسه لم يستطع التغلب عليه‬
‫لم يقدر علي النوم و لم يقدر علي البقاء مستيقظا ثمان ساعات من العذاب‬
‫المتواصل الذي لم يجد له نظير ‪ ,‬جاء منتصف الليل و اختفت األصوات‬
‫بشكل سريع و عجيب ‪ ,‬أغمض امجد عينيه و أراد شكر هللا علي انه‬
‫خرج من هذا الكابوس أخيرا ‪.‬‬
‫األمنية الثانية ‪:‬‬

‫استيقظ امجد وهو ينوي علي شيء واحد أن يرجع هذه العلبة إلي المتجر‬
‫الذي أخذها منه و فكر مع نفسه بعقالنيه ‪ " :‬أكيد العلبة دي فيها نوع مخدر‬
‫قوي بيغوي الناس أو أناها علبه مسحوره ‪ ,‬أنا حاسس إن حياتي قلبت علي‬
‫فيلم الفيل االزرق " ‪ ,‬قام امجد بالذهاب إلي المتجر ومعه العلبة و لكن‬
‫المتجر لم يكن الذي ذهب إليه من قبل هو فعال مازال اسمه كلك نظر و‬
‫لكن كان محل للمأكوالت الشعبية و لم يكن حتي عجيبا بل كان كـأي متجر‬
‫عادي ‪ ,‬أصبح امجد في حيره من امره ال يعرف ماذا يفعل سوي أن يذهب‬
‫إلي منزله و هو مستسلم لألمر الواقع وهو عائد إلي المنزل و قد كان‬
‫راكبا الحافله رأي رجال جالس يحاول سرقه المال الذي كان في جيب‬
‫الرجل الذي كان بجانبه ‪ ,‬حاول امجد أن يفكر ماذا يفعل لكن قد نفذ الوقت‬
‫حيث خرج الرجل من الحافله و معه المال ‪ ,‬لم يجد امجد أمامه سوي‬
‫العلبة اخرج حبه كان مترددا وضع حبه في فمه و أغمض عينيه " اتمني‬
‫إني اقدر أحرك األشياء من علي بعد " ‪ ,‬فتح عينيه و لم تكن الحافله بعيده‬
‫عن الرجل ‪ ,‬فمازال امجد يستطيع رؤيته قام امجد بالنظر إلي جيب الرجل‬
‫و حرك يده كأنه يقوم بأخذها فخرجت من جيب الرجل و حركه ناحيه‬
‫جيب الرجل صاحب المال و كأن أحدا لم يري و كأن شيئا لم يحدث ‪ ,‬عاد‬
‫امجد إلي المنزل و لم يجد إجابات ألسئلته التي كادت تفجر دماغه من‬
‫كثره التفكير ‪ ,‬ما هذا المتجر و أين ذهب و السؤال األهم ما قصه هذه‬
‫العلبة ‪ ,‬و بينما امجد كان جالس كان مالحظا إن أخته نانيس ممسكه بدفتر‬
‫و كانت تكتب عليه و هي في غايه الحماس و السعاده كان يفكر ماذا لو‬
‫أخذ الدفتر من غرفتها و عرف ماذا بداخله ‪ ,‬كان امجد معتقدا انه مجرد‬
‫دفتر للدراسة لكن كان هناك شيئا أخر في انتظاره ‪ ,‬انتظر امجد أخته حتى‬
‫تركز في المذاكرة قام بتحريك يده ناحية سريرها و قام برفع يده فإرتفع‬
‫الكتاب ثم حركه في اتجاهه ‪ ,‬فتح امجد الكتاب‬

‫" مذكراتي العزيزه لقد سئمت من هذه العائلة محطمه األمال و كاره‬
‫النجاح "‬
‫" نجاح إيه يا نانيس انت لسه مكملتيش ‪ 15‬سنه " (امجد)‬
‫" فهذه األم التي كلما رأتني ال تناديني سوي بالسب و األب الذي اقتربت‬
‫من نسيانه و أخي امجد عديم الشعور محب لنفسه يطلب ما لذ و طاب له ‪,‬‬
‫أما األخوة األعداء الذين لطالما يفكرون ما الذي يغضبك و يخططون في‬
‫القيام به "‬
‫" يا حبيبتي يا نانيس كل ده ساكته و مستحمله " (امجد)‬
‫" لكن كل هذا يهون مقابل النظر في وجه حبيبي سراج فتي األحالم‬
‫بمجرد رؤيته في درس الفيزياء او درس اللغه العربيه "‬
‫" سراج ‪ ,‬دا انت يوم ابوكي اسود " (امجد)‬
‫قام امجد بالتحرك ناحية غرفه نانيس و لكن تذكر فجاءه انه هو المخطئ‬
‫ألنه اخذ كتاب أخته وتدخل في خصوصيتها و بالطبع ستسأله كيف اخذ‬
‫الكتاب ‪ ,‬قام امجد بإرجاع الكتاب من علي بعد ثم فكر طويال ماذا يفعل‬
‫فوجد حال في غايه الخباثه ‪.‬‬
‫" نانيس ‪ ,‬انت عندك دروس ايه انهارده " (امجد)‬
‫" درس رياضه و درس فيزياء و درس انجليزي ‪ ,‬كنت عايز تعرف مهتم‬
‫أوي يعني " (نانيس)‬
‫" بصراحه كدا يا نانيس أنا شايفك اكتر واحده مظلومه فينا برغم طيبتك و‬
‫قلبك األبيض فقولت اهتم بيكي شويه " (امجد)‬
‫" ماشي يا سيدي شكرا مش محتاجه إلشفاقك " (نانيس)‬
‫" و علي كدا الدروس دي الساعه كام " (امجد)‬
‫" أف ‪ ,‬الرياضه الساعه ‪ 2‬و الفيزيا الساعه ‪ 3‬و ‪ , .......‬امجد انت رايح‬
‫فين " (نانيس)‬
‫ذهب امجد إلي غرفته و لم ينتظر حتي نانيس تكمل كالمها ‪ " ,‬قدامي‬
‫دلوقتي تلت ساعات عشان استعد لل هيحصل لسراج بيه " (عقل امجد)‬
‫جاءت الساعه الثالثه اال الربع ‪ ,‬قام امجد باالستعداد لبس قناعا غريب‬
‫المنظر و مالبس حمراء كأنه لباس مغطي بالدماء و نزل من المنزل و قام‬
‫باالختباء في احدي الشوارع الجانبية القريبة من مكان الدرس ‪ ,‬كان سراج‬
‫يمشي في اتجاه الدرس و إذ فجاءه سمع صوت شخص يناديه " سراج يا‬
‫ابن أم سراج تعالي دلوقتي و إال هتندم ندم عمرك " تجاهل سراج األمر و‬
‫أكمل طريقه فضربت صخره صغيره في رأسه ‪ ,‬دخل سراج الشارع‬
‫الجانبي " مين هنا و عايز مني ايه " ‪ ,‬خرج عليه امجد‬
‫" اعمل اللي بقولك عليه واال هشيلك و ارزعك في األرض " ‪ ,‬تجاهله‬
‫سراج و التف ليخرج من الشارع ‪ ,‬فقام امجد بتحريك يداه و رفعهما‬
‫فإرتفع سراج و ظل يصرخ " خالص هعملك اللي انت عاوزه مش‬
‫هسرق أمي تاني "‬
‫تعجب امجد من هذا الصبي الفاسد‬
‫" و حاجه تانيه اهم من انك متسرقش مامتك حاول تكره نانيس فيك و‬
‫تنساها ومتحبهاش " (امجد)‬
‫" نانيس ‪ ,‬بس أنا مبحبهاش دي مدلوقه عليا " (سراج)‬
‫" متقولش مدلوقه " (امجد بصوت مخيف)‬
‫" ماشي ‪ ,‬ماشي هكرهها فيا بس ارجوك متموتنيش أنا لسا صغير و في‬
‫حاجات كتيره معملتهاش أنا لسا مشفتش الدنيا " (سراج)‬
‫انزله امجد و بمجرد ان نزل سراج ظل يجري حتي وصل إلي مكان‬
‫الدرس خائفا يرتعش و بمجرد ان رأي نانيس‬
‫" بقولك ايه ‪ ,‬انت أخر واحده في الدنيا أفكر أحبها انت مبتبصيش لنفسك‬
‫في المرايه وال ايه " (سراج)‬
‫رجعت نانيس إلي المنزل و لم تذهب إلي بقيه الدروس ‪ ,‬ظلت تبكي في‬
‫غرفتها و لم تفرغ األم حتى تري ما بابنتها ‪ ,‬دخل عليها امجد‬
‫" انت ليه مروحتيش باقي دروسك ‪ ,‬إيه دا انت بتعيطي ليه في حاجه "‬
‫" تخيل يا امجد انك تكون بتحب حد وهو مبيحبكش لمجرد منظرك مش‬
‫شخصيتك " (نانيس)‬
‫" نانيس ‪ ,‬انت لسا صغيره موضوع الحب دا لسا بدري عليه الزم تعرفي‬
‫انك في فتره تحديد مستقبلك وبس مش اكتر و اإلنسان الزم يغير من نفسه‬
‫عشان نفسه مش عشان حد تاني اللي بيحب حد بيحبه علي عماه " (امجد)‬
‫اقتنعت نانيس بكالم امجد و اكتشف امجد أن نانيس تحتاج إلي الكالم إلي‬
‫النقاش إلي احد يهتم ال يتجاهل ‪.‬‬
‫أصبحت الساعة الثامنة مساءا و مازال امجد يشعر بالضجر و القلق كان‬
‫ينتابه الخوف ال يعرف ماذا يفعل قام و اخذ مفتاح المنزل و نزل و معه‬
‫العلبة يتمني لو يري المتجر مجددا وصل إلي المكان و لكن هذه المره‬
‫أصبح المتجر عباره عن جدار مرسوم عليه نفس الرسومات الموجوده‬
‫علي العلبة ذهب ناحية الجدار و ضربه بقدمه صارخا " انتوا مين ‪ ,‬انتوا‬
‫بتعملوا ايه ‪ ,‬سحره و إال تجار مخدرات " اسند امجد ظهره علي الجدار‬
‫خرجت يد من الجدار و قامت بسحبه أصبح امجد داخل الجدار التف و‬
‫وجد طفل يقوم بمسك يده و يجري بأقصي سرعه لم يجد امجد سرعه فائقه‬
‫مثلها و إذ يجد نفسه بداخل غرفه يوجد بها رسمه كبيره لظبي أو غزال ذو‬
‫وجه غريب و أمامها منضدة عليها صندوقان من البرونز و بجوارهما‬
‫مفتاح من الذهب ‪ ,‬قام امجد بالنظر إلي تلك الصناديق في تعجب و خوف‬
‫و فجاءه وجد أمامه مخلوق ضخم وجهه اسود و يرتدي وشاح اسود من‬
‫سواد الليل و نظر إليه " قدامك صندوقين واحد منهم يخلي السنين الجايه‬
‫اسعد سنين حياتك و التاني صندوق يدخلك في بحر من العذاب و مابينهم‬
‫مفتاح يقدر يفتح االتنين بس الزم تفتح صندوق واحد و األمر بيكون‬
‫قرارك انت و مصيرك ومش هيبقي معاك حد هتبقي صاحب القرار‬
‫الوحيد "‬
‫قام امجد باالقتراب من المفتاح " مش أنا في ايدي االتنين وبمتلكهم و‬
‫بمتلك المفتاح "(امجد)‬
‫" أكيد طبعا " ( صاحب الوشاح )‬
‫" مادام في ايدي االتنين اقدر افتح واحد لو حلو يبقي خالص و لو طلع مر‬
‫افتح التاني ما أنا في ايدي المفتاح " (عقل امجد )‬
‫" منصحكش ‪ ,‬عشان بالطريقه دي هتدخل في دوامه مش هتقدر تخرج‬
‫منها ‪ ,‬اسيبك بقي دلوقتي ‪ ,‬فلتخرج جميع االرواح من القلوب بأمر سيد‬
‫الظالم " (صاحب الوشاح)‬
‫اختفي الرجل فجاءه و بشكل غامض بعدها قام امجد باالمساك بالمفتاح و‬
‫اغمض عينيه " لو كان معايا العلبة دلوقتي كان زماني اتمنيت إني اختار‬
‫الصواب دايما بس اعمل ايه " قام بفتح عينيه وجد نفسه علي السرير و‬
‫كانت الساعة الثامنه صباحا " مش معقول يكون كل دا حلم " (امجد)‬
‫و الغريب أن امجد حلم بهذا الحلم عندما كان مفعول الحبه في جسده‬
‫الفصل الثالث‬
‫( حب ما تعمل )‬

‫ظل امجد يفكر ما معني هذا الحلم و لماذا حلم به األن ‪ ,‬فدائما ال يحلم و‬
‫حين يحلم ال يحلم سوي بكالب تجري ورائه ‪ ,‬قام امجد بفتح جهازه‬
‫الحاسوب ليعرف شيئا يفيده ‪ ,‬قام بالبحث عن اشخاص يقومون بتفسير‬
‫األحالم ‪ ,‬و اكتشف انه يحتاج لشخص موثوق فيه يساعده و يخبره بسره ‪,‬‬
‫اتصل امجد بعمر ‪ " ,‬الو ‪ ,‬الو اذيك يا عمر " (امجد)‬
‫" امجد ‪ ,‬اذيك هي الساعه كام دلوقتي " (عمر)‬
‫" الساعه ‪ 9‬معلش إن أنا اتصلت عليك دلوقتي بس أنا محتاجك ضروري‬
‫ينفع تقابلني " (امجد)‬
‫" حاضر ‪ ,‬هلبس و اقابلك في الكافيه " (عمر) " في البيت الموضوع مهم‬
‫جدا " (امجد)‬
‫جهز عمر نفسه و ذهب ليقابل امجد في المنزل ‪ " ,‬ها بقي يا سيدي إيه هو‬
‫الحاجه المهمه اللي انت عاوز تقولهالي " (عمر)‬
‫" عاوز اتأكد " (امجد)‬
‫" تتأكد من ايه " (عمر)‬
‫" من إن أنا مش مجنون " (امجد) ‪ ,‬ثم قام امجد محاوال أن يحرك كوب‬
‫الماء الذي كان علي المنضدة و تحرك الكوب ناحية امجد ‪ ,‬وقف عمر من‬
‫علي الكرسي ثم تراجع للوراء مبهورا بالذي حدث أمامه " مستحيل "‬
‫(عمر)‬
‫" يبقي الموضوع طلع فيه سحر مش مخدرات " (امجد)‬
‫" سحر إيه ‪ ,‬أنا مش فاهم حاجه " (عمر)‬
‫" أنا هفهمك كل حاجه ‪ ,‬فاكر يوم ما كنا في قهوه صاحب السعاده أنا لقيت‬
‫‪( " ........‬امجد) ‪ ,‬و حكي امجد كل شيء بالتفصيل من أول المتجر و‬
‫حتى الحلم ‪ " ,‬إيه المطلوب مني دلوقتي " (عمر)‬
‫" انك تساعدني اننا نالقي حل ‪ ,‬دايما كنت معايا في حل مشاكلي ‪ ,‬ارجوك‬
‫يا عمر أنا محتجلك " (امجد)‬
‫" تمام ‪ ,‬أنا معاك بس األول إحنا محتاجين نعرف إيه تفسير الحلم اللي انت‬
‫حلمته و من حسن حظك إن جدتي بتعرف تفسر األحالم "‬
‫" عمر ‪ ,‬مفيش حد يعرف الموضوع دا سر بنا " (امجد)‬
‫" متقلقش سرك في بير " (عمر)‬
‫قام امجد و عمر مسرعين ليعرفوا خفايا العلبة و لكن مازال مفعول العلبة‬
‫موجود في امجد ‪ ,‬مازال هناك ثالث ساعات لينتهي المفعول ‪ ,‬فيا تري‬
‫ماذا سيحدث في ذلك الوقت‬
‫ركبا الحافله ‪ ,‬و هم في طريقهم وجد امجد نفس الطفل الذي كان يجري به‬
‫‪ ,‬اوقف امجد الحافله و ظل يجري وراء الطفل و ال يعرف أين هو ذاهب‬
‫" استني أنا شوفتك قبل كده ‪ ,‬ارجوك اقف أنا عندي اسئله كتير " ‪ ,‬توقف‬
‫امجد وسط األشجار و ها قد اختفي الطفل مجددا و لكن وجد اثنان يغطي‬
‫وجههم بغطاء عازل و يداهم مربوطه و يرتدان قميص عليه صوره هذا‬
‫الظبي و مكتوب عليه ( سر العلبة لواحد بس ) و يمسكهم الرجل صاحب‬
‫الوشاح ثم قام هذا الكائن بإزاله هذا الغطاء من احدهم و اتضح انه عمر‬
‫قام صاحب الوشاح بإخراج خنجر و قام بذبح عمر ‪ ,‬حاول امجد الكالم او‬
‫الحركه لكنه لم يستطع ‪ ,‬ثم قام صاحب الوشاح و وضع بعض دماء عمر‬
‫في كأس ذهبي اللون و أزال الغطاء من الشخص األخر و اتضح أنها اخته‬
‫نانيس ثم قام برمي الدماء علي وجه و قميص نانيس ثم تغير الكالم الذي‬
‫كان علي القميص إلي ( سرك في بير ) ثم صوت يناديه " امجد ‪ ,‬امجد‬
‫اصحي احنا وصلنا خالص " (عمر)‬
‫" إيه دا ‪ ,‬هو إحنا فين " (امجد)‬
‫" رايحين لجدتي يا امجد انت نسيت وإال إيه " (عمر)‬
‫" اه ‪ ,‬صح يعني دا طلع حلم برضوا " (امجد)‬
‫" إيه ‪ ,‬هو انت حلمت تاني و احنا راكبين " (عمر)‬
‫" ايوه بس يستحسن يكون ليا لوحدي علي العموم أنا فمهمته لسا بس الحلم‬
‫اللي قبله عايز افهمه " (امجد)‬
‫وصال امجد و عمر إلي منزل جده عمر و حين دخال قام امجد بإلقاء‬
‫"‬ ‫السالم ‪ ,‬كانت الجده تعطيه ظهرها حين التفت و نظرت إلي وجهه‬
‫شكلك بيقولي إنك عايز تعرف اسرار كتير وتفسير لحاجه غامضه زي‬
‫حلم مثال بالمناسبه أنا اسمي تيتا سندس " (الجده سندس)‬
‫" أنا امجد صديق عمر ‪ ,‬حضرتك عرفت ازاي إن أنا عايز افسر حلم "‬
‫(امجد)‬
‫" لغه الجسد يا حبيبي بتوضح خفايا كتير قولي إيه قصه حلمك " ( الجده‬
‫سندس)‬
‫" أنا حلمت إن أنا كنت ساند علي جدار و فجاءه ‪( "........‬امجد)‬
‫ظل امجد يخبرها بالذي حلم به بالتفصيل ‪ " ,‬و بعد ما اختفي صاحب‬
‫الوشاح دا لقيت مرسوم علي الحيطه ظبي او غزال شكله مخيف أوي "‬
‫(امجد)‬
‫" ظبي ‪ ,‬احفظنا يا حفيظ ‪ ,‬بص يا امجد يا ابني انت في ايدك حاجه بتملك‬
‫القدره انك تخليها تسعدك او تحزنك يعني مثال السكينه بتبقي موجوده في‬
‫كل بيت بتساعدنا علي تقطيع حاجات تفيدنا و لكن ممكن نرتكب بيها‬
‫جريمه قتل انت أكيد فاهم " (الجده سندس)‬
‫" أيوه أنا كد ا فهمت " (امجد)‬
‫" بس ايه هي الحاج دي يا ابني " (الجده سندس)‬
‫" أه ‪ ,‬هتعوزي حاجه يا تيتا أصل إحنا ورأنا مشواير كتير تانيه " (عمر)‬
‫" ماشي يا حبيبي ‪ ,‬علي العموم يا امجد يا ابني مش مهم تعرفني إيه هي‬
‫الحاجه دي بس الزم تسيطر عليها قبل ما تسيطر عليك " (الجده سندس)‬
‫" اسيطر عليها و اسيطر عليها ازاي " (امجد)‬
‫" عندي الكتاب اللي يساعدك " (الجده سندس)‬
‫ثم اخرجت كتاب لون غالفه أسود و مكتوب عليه (اسرار خلفاء سيد‬
‫الظالم ) ‪ ,‬امسك امجد الكتاب أغمض عينيه لجزء من الثانيه فرأي أن‬
‫أمامه الطفل الذي كان يراه دائما في أحالمه " إدي حاجتك لصاحب‬
‫سرك " ‪ ,‬بعدها فتح عينيه و أعطي عمر الكتاب و قال له ‪ " :‬انت اللي‬
‫هتشوف اللي فيه و تعرفني أسف مش هعرف أشوف حاجه " ‪ ,‬أعطاه‬
‫امجد الكتاب " عادي وإال يهمك " أخذ عمر الكتاب حين نظر إليه شعر‬
‫بشيء من المسئولية اتجاه هذا األمر و كأنه شيء مهم ليس باألمر السهل و‬
‫تذكر حين دخل مسابقه عبارة عن قرأه ‪ 35‬كتاب في أسبوعان فتأكد أنه‬
‫صاحب المهمه المناسبة‬

‫األمنية الثالثة ‪:‬‬

‫عاد امجد إلي منزله يتسأل " ازاي اسيطر علي حاجه زي دي ‪ ,‬دا سم‬
‫بيدخل في عقل الواحد مبيخرجش " ثم فتح حاسوبه و قام بالبحث عن عبدة‬
‫الشيطان و قد اكتشف العديد من األمور و لكن لم يجد ما يساعده ‪ " ,‬قوم‬
‫شفلك شغالنه بدل ما انت قاعد طول اليوم علي الالب " (الست هدي)‬
‫" أقوم اشتغل ‪ ,‬اشتغل إيه أنا مش عارف حاجه " (عقل امجد)‬
‫ثم وجد شيء يخبره في عقله " إيه يا امجد هو دا سؤال معاك الفانوس‬
‫السحري و تبقي مش عارف تعمل إيه " ‪ ,‬و بمجرد أن أنزل شاشه‬
‫الحاسوب وجد العلبة أمامه و كأن يده تتحرك بدون إرادته اتجاه العلبة و‬
‫امسك حبه وضعها في فمه أغمض عينيه " اتمني إني اقدر اشتغل كل‬
‫حاجه " ‪ ,‬ال يعرف امجد ما فائده هذه األمنيه و لماذا تمناها و لكنه عرف‬
‫حقا ما معني أن يسيطر عليها قبل أن تسيطر عليه ‪ ,‬قام امجد و نزل من‬
‫منزله كان بجوارهم محل حالقه صاحبه رجل يتميز ببرود األعصاب و‬
‫الثبات االنفعالي يسمي عم عادل ‪ ,‬دخل امجد عليه " السالم عليكم ‪ ,‬ينفع‬
‫اكلم حضرتك علي انفراد " ‪ ,‬قام الرجل بالرد علي امجد بعد خمس دقائق‬
‫" اقعد هنا لحد ما اخلص للزبون اللي معايا "‬
‫و بعدما انتهي " اؤمر يا نجم ايه هو الطلب اللي عاوزني فيه "‬
‫" أنا كنت عايز اشتغل معاك قصدي عندك ‪ ,‬حالق " (امجد)‬
‫" انت ‪ ,‬بس انت تنفع حالق " (عم عادل)‬
‫" اومال دا أنا ايدي تتلف في حرير و بعدين أنا محتاج فلوس ضروري‬
‫فياريت ابدء من النهارده " (امجد)‬
‫" طيب ‪ ,‬معنديش مانع و أول زبون عندك هيكون أنا " (عم عادل)‬
‫شعر امجد بالخوف ألنه يتذكر أن أخر شخص أغضب هذا الرجل ذهب و‬
‫لم يعد ‪ ,‬قام امجد بإمساك المقص و بطريقه ال إرادية " حضرتك عايز‬
‫يتعمل إيه في شعرك "‬
‫" سؤال جميل جدا ‪ ,‬أنا عايز حاجه بسيطه ‪( " .......‬عم عادل)‬
‫قام امجد بالذي طلبه منه الرجل و ال يعرف كيف حدث هذا و ما الذي كان‬
‫يسيطر عليه وقتها‬
‫" حلو يا امجد انت ذكي جدا ‪ ,‬خالص انت معايا " (عم عادل)‬
‫قام امجد بالعمل لمده ثالث ساعات متواصلين ثم أحب أن يكمل في شيء‬
‫أخر‬
‫" بقولك يا عم عادل كفايه عليا انهارده ينفع اروح " و هز الرجل رأسه‬
‫بالموافقة ثم اخرج مائه جنيه من جيبه و أعطاها ألمجد ‪ ,‬خرج امجد من‬
‫المحل ثم ذهب للذي بجواره متجر لبيع الهواتف صاحبه رجل في قمه‬
‫الذكاء يدعي خالد " السالم عليكم ‪ ,‬أنا كنت حابب اشتغل عند حضرتك في‬
‫المحل أبيع موبيالت و أساعد في التصليح "‬
‫" تمام ‪ ,‬أنا موافق بس األول عايزك تفرمط الموبايل دا هو مقفول بكلمه‬
‫سر " (خالد)‬
‫أخذ امجد الهاتف و قام بتشغيل الحاسوب و أوصل الهاتف به ثم قام بفتح‬
‫برنامج ثم عمل العديد من األمور و هو في غايه الذهول ألنه ال يستطيع‬
‫فعل شيء علي الحاسوب سوي أن يحمل البرامج و األلعاب‬
‫" كدا كويس أوي ‪ ,‬مرحب بيك بالشغالنه " (خالد)‬
‫ظل امجد ساعه و نصف يقوم بالعمل المتواصل ‪ ,‬قام بتصليح عشره‬
‫هواتف و بيع خمسه ‪ ,‬كان خالد ينظر إلي األمر في غايه التعجب‬
‫" كدا تمام تقدر تروح خد دول ‪ ,‬تقدر تجيلي األسبوع اللي جاي " (خالد)‬
‫" إيه دول ‪ 200‬جنيه دا أنا اشتغلت شغل انت متقدرش تعمله "‬
‫(عقل امجد)‬
‫الفصل الرابع‬
‫( القربان )‬

‫ذهب امجد بعدها إلي عشر متاجر أخري ‪ ,‬كان يعمل ساعه أو نصف‬
‫ساعه ‪ ,‬حتى جاءت الساعه ‪ 12‬منتصف الليل‬
‫" إيه دا ‪ ,‬مين اللي بيتصل دلوقتي دا عمر ‪ ,‬ألو يا عمر اذيك في حاجه و‬
‫إال إيه " (امجد)‬
‫" امجد أنا محتاجك ضروري عندي في البيت ‪ ,‬أنا عارف إن الوقت مش‬
‫محتاج يتأخر " (عمر)‬
‫" تمام أنا جايلك دلوقتي" (امجد)‬
‫ركب امجد الحافله و هو في الطريق وجد الجميع ينظرون إليه و‬
‫يضحكون و الغريب أن جميعهم يرتدون نفس الملبس ‪ ,‬زى غريب‬
‫المظهر و مريب اسود اللون و يوجد عليه لون أحمر لكنه متفرق في‬
‫أماكن مختلفه و مكتوب خلف الزى ( نهاية مأسويه ) ‪ ,‬ثم نظروا إليه في‬
‫وقت واحد و في نفس واحد " مفكر نفسك ذكي و بتقدر تعمل كل حاجه و‬
‫انت في الحقيقه عروسه في ايدنا و مفكر انك هتحل اللغز اللي انت فيه و‬
‫انت الحقيقه في متاهة الخروج منها حياتك "‬
‫" علي جنب هنا يسطا " ( أحد الركاب )‬
‫فتح امجد عينيه و وجد نفسه مازال في الحافله و هي واقفه أمام منزله و‬
‫أن مالمح الناس في الحافله مختلفه و يرتدون مالبس مختلفه ليس لها‬
‫عالقه بالذي رآه ‪ ,‬رأي امجد انه من األفضل أن ينزل وغدا يذهب لعمر و‬
‫لكنه ال يعرف ماذا ينتظره‬
‫دخل امجد غرفته لكنه وجد نفسه في مكان حوله كورق نبات مقصوص‬
‫" ال متقولش دا أكيد حلم و أنا في متاهة "‬
‫وجد امجد أمامه أثار اقدام لحذاء قد رآه من قبل ظل يمشي وراء هذه‬
‫األثار حتي وجد أمامه المخرج ظل يجري ناحيته من دون تفكير و فجاءه‬
‫تقطع إلي أجزاء كأن هناك خيوط رفيعة حادة علي باب المخرج و قد‬
‫أحس بروحه و هي ترتفع كأنه يطير كأن هذا إسقاط نجمي و نظر إلي‬
‫المتاهة من بعد وجدها علي شكل الظبي ‪ ,‬و ها قد سمع صوت هاتفه و‬
‫كانت الساعه التاسعه صباحا و كأنه كان نائما‬
‫" ألو يا امجد أنا جايلك دلوقتي أنا عايزك ضروري " (عمر)‬
‫" ماشي يا عمر منتظرك " (امجد)‬
‫بعد مرور ربع ساعه من المكالمة جرس الباب يرن ‪ ,‬فتح امجد الباب‬
‫" أنا عايز اقولك حاجه قبل ما يعرفوا إن أنا جتلك ‪ ,‬الزم تختار امانيك‬
‫بحرص و األماني اللي تخليك تغلبهم مش اللي تغلبك علي فكره الموضوع‬
‫سهل بس سهل ممتنع ‪ ,‬انت هتحاول متستخدمش العلبة بس هتستخدمها و‬
‫مهما حصل متسمعش غير كالم نفسك و عمر بس و حرص من ‪..........‬‬
‫" (الطفل)‬
‫ثم سمع امجد صوت جرس بابه لكن بصوت أعلي من المعروف ثم بدأت‬
‫صوره الطفل تتالشي ‪ ,‬فتح أمجد عينيه و ذهب ليفتح الباب وجده عمر و‬
‫كأن شيء بداخله يخبره بأن ينظر لألسفل نظر فوجد أن عمر يرتدي نفس‬
‫الحذاء الذي كان موجود في أثار األقدام ثم سأله امجد " انت جبت‬
‫الكوتشي دا امتي أنا اول مره أشوفك البسه "‬
‫" أه ‪ ,‬اشتريته أول امبارح ب‪ .....‬دا مش موضوع مهم اللي مهم اللي أنا‬
‫جايلك علشانه و أنا بقرأ في الكتاب اكتشفت حاجات كتير مهمه ممكن‬
‫تساعدك " (عمر)‬
‫ثم اخرج عمر مذكره صغيره ‪ " ,‬بص الكتاب بيبدء يتكلم عن الشيطان و‬
‫بيقول إن الشيطان مذكور في كل الكتب السماوية كاإلنجيل قال إنه كان‬
‫مالك في الجنه عصي ربنا فنزل األرض عقابا ليه و في القرآن إنه عصي‬
‫ربنا بإنه رفض يسجد لسيدنا أدم فلما كان سيدنا أدم في الجنه حاول يقنعه‬
‫بإنه ياكل من الشجرة هو والسيدة حواء ‪ ,‬فأنزلهم هللا عز و جل األرض‬
‫ليجعل البشر خلفاء فيها و يجعل الشيطان عايش إلي يوم القيامه عشان‬
‫يغويهم لفعل المعاصي و بالفعل استطاع فقد بدء األمر من أول جريمه قتل‬
‫في العالم قبيل و هابيل لحد ما جعل من البشر عبده له مقابل إيه ال شيء و‬
‫بدءوا يجعلوا من اسمه سيد الظالم و إغوائهم إلي فعل السحر و الشعوذة و‬
‫بيحكي الكتاب كل العادات السحريه الغريبه لحد ما لقيت ‪( " .........‬عمر)‬
‫قام هاتف عمر بالرن ‪ " ,‬ألو ‪ ,‬إيه امتي دا حصل " (عمر)‬
‫" إيه يا عمر في إيه " (امجد)‬
‫" جدتي سندس تعيش انت ‪ ,‬أنا مش فاهم أنا لما كنت سايبها كانت كويسه‬
‫جدا ‪ ,‬أنا الزم امشي " (عمر)‬
‫" استني أنا جاي معاك " (امجد)‬
‫ذهب امجد و عمر إلي بيتها و في اثناء دخولهم وجدوا عائله عمر والده‬
‫األستاذ طارق و زوجته والدة عمر السيدة سميرة وأخوه سامي كان والد‬
‫عمر وحيد فلم يكن هناك أعمام لعمر ‪ ,‬أحس امجد بأحد يتنفس في وجهة‬
‫نظر امجد إلي يمينه وجد امرأة جميله تشبه الجده سندس لكن علي سن‬
‫أصغر ‪ " ,‬هو اللي قاتلني " (الجده سندس)‬
‫" مين دا " (امجد)‬
‫" اللي مش مسهرك الليإلي ‪ ,‬سيد الظالم " (الجده سندس)‬
‫ثم اختفت فجاءه ‪ ,‬لم يفهم امجد ما السبب الذي يجعله يقتل الجده سندس و‬
‫ما العالقه التي تجعلها تعرفه‬
‫قام امجد و عمر بالقيام بمراسم العزاء في بقيه اليوم و لم يستخدم امجد‬
‫العلبة في هذا اليوم ‪ ,‬مما جعله يشعر بالتغيير‬
‫عاد امجد إلي منزله يريد أن يفهم كل شيء لذا كان يخطط ألمر يساعده ‪,‬‬
‫لكن يجب أن ينتظر لليوم التالي باكرا ‪ ,‬نام امجد جيدا لم يحلم بأي شيء‬
‫استيقظ ثم قرر أن يذهب إلي منزل الجده سندس حيث ليس أحد هناك ‪,‬‬
‫ركب امجد الحافله ثم نزل لمنزل جده عمر حاول إيجاد مفتاح و تذكر أنها‬
‫دائما ما تضع المفتاح مدفونا في تربه أحد النباتات التي تسقيها ‪ ,‬قام‬
‫بالمحاولة حتى وجده أخيرا ‪ ,‬دخل امجد و قد كان شاعرا بشيء غريب في‬
‫هذا المنزل إحساس غير مطمئن بالرغم من وجود الكثير من األلواح‬
‫المكتوب عليها اآليات من القرآن الكريم المعلقة علي الحائط و بمجرد أن‬
‫نظر إليها امجد أحس باالطمئنان و الحظ أنه يوجد الكثير منها كأن‬
‫واضعها يكره التعامل مع األمور السحرية السيئة أو تعامل معها و يعرف‬
‫مدي ضررها ‪ ,‬و لفت انتباهه المكتبة التي كانت أمامه كان يوجد كتب‬
‫كثيرة و غريبة و منها كتاب شمس المعارف الذي كان موضوع في حقيبة‬
‫سوداء ‪ " ,‬إيه اللي هيخلي حد زيها يمسك كتاب زي دا و إزاي جابته‬
‫أصال " (امجد)‬
‫خاف امجد في مجرد التفكير في فتح الكتاب أعاده إلي مكانه ثم الحظ أن‬
‫الكتب التي في المكتبة تعطي شكل سهم يتجه إلي اليمين ‪ ,‬نظر امجد وجد‬
‫الفته مكتوب عليها ( البداية و النهاية ) ‪ ,‬أزال امجد الالفتة وجد خزنه‬
‫لكنها بدون كلمه سر قام بفتحها وجد ورقه ‪ " ,‬اللي هيقرأ الكالم دا دلوقتي‬
‫هيكون محتاج للمساعده ‪ ,‬أنا سندس مدحت عادل حصل معايا حاجه‬
‫خلتني اقسم إني أكرس حياتي في الخير و التقرب إلي عباده هللا و البعد‬
‫عن عباده من سواها و إرشاد الناس إلي الصواب و المساعده ‪ ,‬أنا لما كان‬
‫عندي خمس سنين كنت ساكنه مع أهلي في شقه محترمه جدا و جميله و‬
‫كانت بسعر رخيص ‪ ,‬كان والدي في شغله و والدتي بتشتري الطلبات‬
‫المعتاده كل يوم و أنا كنت بلعب في غرفه الضيوف و فجاءه القيت ظل‬
‫لواحده جميله روحت ندهت عليها طلعت تجري جريت وراها لقيتها وقفت‬
‫مره واحده و قامت بصلي كانت جميله في األول و لبسه فستان اسود في‬
‫أحمر و قعدت تقولي تعالي قربي مني متخافيش قربت منها و بمجرد ما‬
‫لمستني حسيت بقشعره في جسمي عمري ما حسيت زيها و بمجرد ما‬
‫حسيت بكده مالمحها اتغيرت من حسن حظي وقتها كنت حافظه سوره‬
‫اإلخالص و المعوذتين قلتهم و فجاءه قامت مختفيه ‪ ,‬حاولت أعرف‬
‫والدتي بس محدش صدقني و كنت دايما بشوفها في أحالمي اللي كانت‬
‫أكيد كوابيس ‪ ,‬بدءت حاجات غريبة تحصلي بحس بروح ناس ميتة بشوف‬
‫الواحد أعرف هو نيته إيه مش عارفه دا كان إيه بس كنت مخططه أتعلم‬
‫تجويد و تفسير القرآن الكريم و أقرأ كتب تبع الجن و السحر بس معملوش‬
‫اتعلمت حاجات كتيره و ساعدت ناس كتير بدون أجر بدون دجل بالدين‬
‫لحد ما في يوم كان عندي وقتها حوالي ‪ 40‬سنه جاتلي واحده شابه في سن‬
‫حوالي ‪ 16‬سنه و ادتلي علبه و قالتلي حاولي تخفيها بأي طريقه و‬
‫متفتحيهاش عشان نهايتها موتك ‪ ,‬كنت متردده مش عارفه أعمل إيه‬
‫روحت و خفيتها في مكان يخلي الجن األزرق ميعرفهاش و بعد حوالي‬
‫اسبوعين سمعت إنها ماتت و محدش يعرف إزاي ‪ ,‬روحت أجيب العلبة‬
‫من مكانها ملقتهاش و من وقتها معرفتش هي فين و قصتها إيه ‪ ,‬فضلت‬
‫فتره ابحث في قصه العلبة بس ملقتش أي إجابة مسبتش كتاب إال و جبته‬
‫حتى شمس المعارف و فجاءه لقيت كتاب غريب كدا كان أمريكي و اترجم‬
‫اسمه خلفاء سيد الظالم ‪ ,‬و بعد ما جبته في نفس اليوم حلمت بالبنت دي‬
‫جايالي و جايبه في ايدها كفن لولد ‪ ,‬سئلت نفسي الولد يبقي مين لحد ما‬
‫طلع ‪" ..........‬‬
‫شخص ما قام برن جرس الباب ‪ ,‬قام امجد محاوال أن يختبئ‬
‫" أنا عارفه انك هنا مش انت برضوا اسمك ا م ج د يا ريت تخرج عشان‬
‫المكان دا بيحسسني بإني بتحرق "‬
‫" انت مين و عايزه مني إيه " (امجد)‬
‫" بالنسبه السمي الزم تموت بعد ما اقولك عليه الزم اقتلك إنما عايزه إيه‬
‫فا متخافش أنا جايه أساعدك "‬
‫فتح امجد الباب ‪ ,‬وجدها نفس السيده التي وصفتها الجده سندس‬
‫" تساعديني في إيه بالظبط " (امجد)‬
‫" العلبة عشان تخلص منها الزم تقدم قربان لسيد الظالم قصادها "‬
‫" قصدك إيه اقتل واحد و سيد الظالم دا يبقي الشيطان " (امجد)‬
‫" ايوه صح االتنين صح و لو معملتش كدا صدقني انت اللي هتبقي القربان‬
‫‪ ,‬قدامك العمر بطوله خد راحتك "‬
‫ثم اختفت هذه السيده فجاءه لم يفهم امجد ماذا يفعل و ماذا فعل لكي يحدث‬
‫له كل هذا ‪ ,‬و لكن السؤل األهم من الشخص المناسب الذي يجب أخذه‬
‫كقربان لكي ينقذ امجد نفسه‬
‫الفصل الخامس‬
‫( مشاعر و أحالم )‬

‫عاد امجد إلي منزله يفكر في الورطة التي أصبح فيها بينما كانت أمه التي‬
‫هي في المطبخ و بصوت عالي " يا بنتي مينفعش اللي انتي بتعمليه دا‬
‫بطلي الغباء اللي انت فيه دا "‬
‫" ال يا امجد ال مستحيل تموت أمك يعني "‬
‫" و ليه ال يا امجد ما هي دايما عايشه في زعيق و شايفه نفسها هي‬
‫الصح" (عقل امجد)‬
‫ثم وجدها تحتضن نانيس و تعتذر لها ‪ ,‬قام امجد بالنزول ليتمشي و ليصفي‬
‫ذهنه ‪ ,‬نظر إلي بائع الخضروات عم حسني قائال " عم حسني راجل‬
‫طماع و يستحق يموت عشان جشعه بس برضوا دا رزقه و األرزاق علي‬
‫هللا كفايه إنه بيشتغل باليوميه و في ناس عايشه علي فلوسه" ثم نظر إلي‬
‫" دا كمان‬ ‫عم عادل الحالق المتمتع بالبرود‬
‫" لسا‬ ‫ال ‪ ,‬التفكير في الموضوع وحده حاسه مينفعش "‬
‫"‬ ‫مأخدتش القرار ‪ ,‬متقلقش هتاخده قريب "‬
‫انت ‪ ,‬انت إيه إلي جابك دلوقتي مش قولتي قدامك العمر بحاله " (امجد) "‬
‫بتكلم مين يبني مفيش حد هنا " ‪ ,‬نظر امجد خلفه وجد رجل عجوز يكاد‬
‫يستطيع المشي مالبسه ممزقه و مغمور باألتربة ففهم امجد أنه رجل‬
‫مسكين يحتاج للمال الذي ال يستطيع أن يوفره لنفسه ‪ " ,‬حاجه هلل يا ابني‬
‫أنا راجل غلبان محتاج فلوس "‬
‫" حاضر ‪ ,‬بس تعالي األول ريح بس " أجلسه امجد علي مكان استراحة‬
‫أمام النهر نظر إليه وجده في غاية البساطة شعر امجد بالذنب و الخوف ثم‬
‫سأله " هو انت دلوقتي قدامك حاجه الزم تعملها و لو معملتهاش هتقع في‬
‫ورطة انت مش عايز تعمل الحاجه دي ‪ ,‬هتعمل إيه " (امجد)‬
‫" وهلل يا ابني كل حاجه و بيبقي ليها حل تاني مش الزم يبقي حل واحد‬
‫بس انت هاته من نفسك متخليش حد يقولك معتش في حد له أمان دلوقتي "‬
‫" تعرف يا حج انت ‪ ,‬انت عبقري ازاي تاهت مني دي ‪ ,‬الطفل اللي قابلته‬
‫في الحلم كان قالي إني مسمعش كالم حد غير عمر " (امجد)‬
‫" طفل مين و عمر إيه أنا إيه اللي دخلني في الحورات دي "‬
‫" خد يا حج خد اتكل علي هللا و إال أقولك هللا يحنن عليك خساره فيك "‬
‫(امجد)‬
‫جري امجد في اتجاه منزله لكي يكلم عمر تليفونيا ‪ ,‬لكي ينتهوا من هذا‬
‫الكابوس الذي لم يعد يحتاج االنتظار‬
‫" ألو يا عمر اذيك عامل إيه دلوقتي " (امجد)‬
‫" الحمد هلل أحسن دلوقتي ‪ ,‬كنت لسا هقولك إني بعد بكره جايلك عشان‬
‫الموضوع بتاعك الزم يتحل معلش مش هعرف أجي بكره ألن لسا قرايب‬
‫جدتي موجودين " (عمر)‬
‫" طيب يا عمر في انتظارك تيجي بالسالمه " (امجد)‬
‫" هللا يسلمك بقولك حاول تتقص علي موضوع العلبة و اتجنبها ‪ ,‬سالم "‬
‫(عمر)‬
‫" سالم يا عمر " (امجد)‬

‫األمنية الرابعة ‪:‬‬

‫حين انتهي امجد من الحديث مع عمر ‪ ,‬سمع امجد صراخ أباه الذي كان‬
‫صوته يجعلك تشعر بالقلق من أجله ‪ " ,‬إيه يا عم امجد منفسكش تشوف‬
‫الناس بتحلم بإيه "‬
‫" أيوه ‪ ,‬نفسي " (امجد) ثم قام امجد و امسك بالعلبة و أخرج حبه من‬
‫العلبة ثم أغمض عينيه ‪ " ,‬أتمني إني اقدر أشوف أحالم الناس اللي حواليا‬
‫" فتحهما ‪ ,‬وجد نفسه في قصر كبير و قد كان يطل علي البحر و كأنه‬
‫حلم أو هو بالفعل حلم ‪ ,‬دخل امجد القصر وجد حراسه يرتدون مالبس‬
‫كمالبس فيلم عالء الدين ‪ ,‬امسك به الحرس و وضعوه أمام كرسي مرصع‬
‫بالماس و الجالس عليه هو نانيس مرتديه فستان رائع ملون باللون الزهري‬
‫اللون المفضل لها و تبدو و كأن أنفها اعرض بكثير عن المعتاد ثم نظرت‬
‫إليه قائله ‪ " :‬انت جيت ‪ ,‬عايزاك تضحكني أنا حاسة بتعاسة كبيره جدا‬
‫مش انت المهرج عايزه أشوف الكوميديا عايزه أضحك "‬
‫نظر امجد إليها في تعجب " انت بتكلميني أنا "‬
‫ثم تذكر أن كل ما في األمر مجرد حلم و علية أن يساير األمور ثم نظر‬
‫إليها مره أخري و قال لها في ذكاء ‪ " :‬أمرك يا موالتي ‪ ,‬بس أنا شايف‬
‫إن موالتي في حاله حزن شديدة و الهزار مش هيساعد ‪ ,‬الفضفضه هتكون‬
‫" بص‬ ‫أحسن "‬
‫يا اسمك إيه أنا هتواضع و هعرفك إيه اللي المحزن ‪ ,‬أنا دلوقتي بقيت‬
‫ملكه للدوله اللي قدامك دي و لكن المشكله أنا عشان مش جميله أوي مش‬
‫حبيني ‪ ,‬باصين لقشره السوداني البني البهتانه و ناسين إنها مسكره‬
‫معندهمش نظر " (نانيس)‬
‫" مش يمكن الغلط موجود في الشخص نفسه مش في اللي قدامه " (امجد)‬
‫" انت ازاي تجرؤ ‪ ,‬بس ممكن تكون صح المفروض اعمل إيه دلوقتي "‬
‫(نانيس)‬
‫" االهتمام بالنفس يولد االهتمام من األخرين " (امجد)‬
‫" أه فهمتك خالص ‪ ,‬تمام باي " (نانيس)‬
‫بمجرد ما نانيس أنهت كالمها اختفي امجد و أصبح في مكان أخر ‪ ,‬أنه‬
‫منزله لكن بشكل مختلف أنه الطالء التي علي الجدار أصبح متقشر و كأنه‬
‫قديم ثم وجد سيده عجوز تمسك بسبحه وحيده ليس حولها أحد تذكر هللا ‪,‬‬
‫ثم ينظر فيجدها أمه و لكن مالمحها أكبر سنا ‪ ,‬نظرت إليه قائله ‪ " :‬امجد‬
‫‪ ,‬انت جيت ياه عدي اد إيه " ثم قامت بتقبيله و بعض من قطرات الدموع‬
‫علي عينيها حزينه من الوحدة القاتلة ‪ " ,‬مستحيل يكون حلم أمي هو دا‬
‫اللي شايفاه ‪ ,‬إن إحنا يوم من األيام هنسيبها " (عقل امجد)‬
‫نظر امجد إليه ثم قام بتقبيل يدها ‪ " ,‬متسبنيش تاني يا امجد وسامحني يا‬
‫ابني بس أنا مش عايزاكوا تهجروني مش نهايتي تبقي كدا " (الست هدي)‬
‫" أنا عمري ما هسيبك مهما كنت أسيا فاألم مهما تعمل هي أم ‪ ,‬بس الزم‬
‫تقربينا منك تحسسينا بالحب ده مش تخفيه جواكي " (الست هدي)‬
‫" دلوقتي فهمتك ‪ ,‬ربنا يجعلك سندي في الدنيا و األخره " (الست هدي)‬
‫ثم يأتي الحلم التالي الذي أكثر لطافه سالم و سليم و لكن هل كان الحلم‬
‫لسالم أم لسليم‬
‫وجد امجد نفسه في حديقه مدرسه سالم و سليم ثم نظر إلي شرفه المدرسه‬
‫وجدهم جالسين علي الكراسي هم و الطالب ثم وجدهم قاموا بالنزول تحت‬
‫المنضدة عندما استدارت المعلمه و نظرت إلي السبورة و قاموا بربط‬
‫رباط فردتي حذاء الطالب الذي أمامهم ثم نظرت المعلمه إلي الساعة التي‬
‫أمامها " يال يا أوالد فسحه " ‪ ,‬ثم قاموا بالذهاب إلي الحديقه فوقع أحد‬
‫الطالب و تأذي فعندما خرجوا سالم و سليم وجدوا امجد أمامهم‬
‫" اعترفوا انتوا السبب في إن الولد دا يقع " (امجد)‬
‫قالوا في صوت واحد " احنا معملناش حاجه " ثم أخذ أنفهم يطول عن‬
‫المعتاد بشكل غريب ثم قرر امجد السؤال فأجابوا بنفس اإلجابه فحدث لهم‬
‫نفس األمر فقرر امجد السؤال للمره األخيره فأجابوا بالحقيقه فنصحهم‬
‫امجد بعدم اإلساءة ألحد و عدم الكذب فأجابوا بصوت واحد " خالص‬
‫دلوقتي احنا فهمنا يال سالم "‬
‫ثم وجد امجد نفسه في بيت جده القديم و لكنه لم يبدو قديم ثم وجد والده‬
‫عندما كان في مثل سنه قادما من الجامعه ينتظره جد امجد " انت مش‬
‫ناوي تشتغل بقي و تسيبك من الدراسه اللي مش هتأكلك عيش " (جد‬
‫امجد)‬
‫" بس التعليم مهم عشان حياتنا المستقبلية و مهنه أفضل " (عبد المعين)‬
‫" انت بترد عليا باين عليا اني معرفتش أربيك " (جد امجد)‬
‫ثم أخد يصفعه علي وجهه أمام أمه و إخوته حتي احمر و تورم وجهه من‬
‫كثره الضرب ثم دخل غرفته التي كان امجد فيها ثم نظر إليه " أنا مش‬
‫عارف أنا عملت إيه كل دا عشان عايز أحقق اللي نفسي فيه أوقات كتير‬
‫بيخليني أحلف إني مجوزش أو أخلف لما أكبر عشان مش هبقي عارف‬
‫أفهم ابني أو أتعامل معاها و أخاف أعامله بنفس اللي اتعمل فيا " (عبد‬
‫المعين) " بص ‪ ,‬انت الزم تفهم حاجه إن اللي بيفكر في الماضي بيعيش‬
‫طول حياته حزين و اللي بيفكر في المستقبل بيعيش حياته خايف إنما اللي‬
‫بيفكر في الحاضر بيبتكر و يبدع و الزم كمان تعرف إنك عشان تربي‬
‫بطريقه مختلفه الزم تقتنع إن مش عيب إن ابنك يعلمك حاجه غلط انت‬
‫عملتها دا مش هيخليه يبصلك بنظره إنك مش قد المسئولية ال بالعكس انت‬
‫هتبقي في نظره شخص متفهم " (امجد)‬
‫" تمام ‪ ,‬فهمتك شكرا جدا بس انت مين " (عبد المعين)‬
‫" فاعل خير" (امجد)‬
‫وجد امجد نفسه بعد ذلك في مسرح جالس علي كرسي المشاهدين و‬
‫بجواره نفس األشخاص الذي رآهم في حلم الحافله و علي عتبه المسرح‬
‫نفسه يتحرك و يرقص كدميه لديها خيوط و الذي يحرك هذه الخيوط هو‬
‫الظبي الذي كان موجودا في كل أحالم امجد ثم نظر إلي امجد و ظل يقول‬
‫"ال مفر" ثم تم إغالق الستائر و كان مكتوب عليها اختصار لشيء غير‬
‫معروف و هي " غ و إ ح " لم يفهم امجد معني هذا ثم وجد نور قوي‬
‫متوجه ناحيه عينيه فاضطر أن يغمضهما و حين فتحهما وجد نفسه علي‬
‫سريره‬
‫خرج من غرفته فوجد أمامه أربعه أبواب ‪ ,‬الباب األول خرج منه أخته‬
‫نانيس و الثاني خرجت أمه و الثالث سالم وسليم و الرابع أبوه و كانت‬
‫مالمحهم و مالبسهم بنفس التي كانت في األحالم‬
‫" ال مستحيل أنا لسا بحلم " (امجد)‬
‫نظروا إليه ثم قالوا " إحنا أحاسيسك اللي مش معترف بيها "‬
‫ثم تقدمت نانيس خطوه " أنا غرورك اللي دايما عايش فيه "‬
‫ثم تقدمت أمه " أنا الوحده اللي قاتالك و قاتله أفكارك "‬
‫ثم سالم و سليم " إحنا إهمالك و أخطائك المزمنة "‬
‫و في النهايه والده " أنا الحزن اللي باين في عينيك و األلم اللي جواك "‬
‫ثم تراجعوا للخلف و دخل كل واحد منهم إلي حيث كان ثم وضع علي كل‬
‫باب اختصار للكل احساس " (غ و إ ح) هو دا معناها أحاسيسي بس أنا‬
‫مش فاهم الزمته إيه كل دا "‬
‫الفصل السادس‬
‫( بعيد عن األنظار )‬

‫استيقظ امجد علي صوت أمه و هي تناديه " اصحي يا امجد عمر برا‬
‫مستنيك ‪ ,‬قام امجد بتجهيز نفسه للخروج مع عمر ثم وجد أمه تناديه‬
‫" امجد ‪ ,‬هو انت لما تكبر و أنا اكبر و اعجز هتيجي تشوفني "‬
‫" هو دا وقته يا ماما ‪ ,‬أكيد طبعا هفضل علي طول دايما جمبكوا كلكوا "‬
‫(امجد)‬
‫" الزم تعرف يا امجد إن إحنا اهلك يعني مرايتك نعرفك األحاسيس‬
‫المخفيه جواك " (هدي)‬
‫خرج امجد مع عمر و ذهبوا إلي المقهي المعروف صاحب السعادة ‪,‬‬
‫جلسوا " امجد في حاجات كتير مهمه جدا قرأتها في الكتاب من ضمنها إن‬
‫طوائف عبدة الشيطان السحره منهم قبل ما يموتوا من البشر العاديين‬
‫اخترعوا صندوق فيه قطع من الحبوب ممكن تتغير علي حسب اللي‬
‫بيستعملها و قدموا قرابين مقابل امتالك العلبة دي قوه سحريه يعني العلبة‬
‫اللي ورتهالي فيها صوره لحيوانات مرسومه بشكل غريب دول كانوا‬
‫القرابين و كمان قدموا روح بريئة كقربان هتكون إيه الروح البريئه دي يا‬
‫تري ‪( "......‬عمر)‬
‫" طفل ‪ ,‬الطفل اللي كان بيظهرلي دايما في أحالمي هو دا أكيد كان‬
‫قربان " (امجد)‬
‫" و الكتاب قال كمان إن اللي هيقدر يتحكم هي العلبة مش مالك العلبة "‬
‫(عمر)‬
‫" ايوه أنا أعمل إيه أنا عايز حل يخرجني من الموضوع دا " (امجد)‬
‫ثم نظر إلي يمينه وجد الطفل ‪ " ,‬انت بتمشي في مسار قصير ممل و‬
‫معتاد بينما انت قدامك مسار مختلف تمشي فيه يديك وقت أطول تفكر فيه‬
‫عشان تالقي حل للشوك اللي انت ماشي عليه "‬
‫ثم اختفي الطفل فجاءه ‪ ,‬لم يفهم امجد كالم الطفل كأنه لغز يحتاج إلي‬
‫التفكير و التعمق‬
‫" امجد ‪ ,‬امجد انت معايا و إال روحت فين " (عمر)‬
‫" ام ‪ ,‬ايوه معاك كمل انت كنت بتقول إيه " (امجد)‬
‫" كنت بقول إن أنا ملقتش أي حاجه تساعد في هزيمه العلبة دي " (عمر)‬
‫" بس أنا لقيت بس علي شكل لغز " (امجد)‬
‫ثم حاول امجد أن يمسك يد عمر " بص دلوقتي انت في طريق قصير‬
‫عشان تروح مكان معين و المكان دا مش عايز تروحه أصال و في طريق‬
‫تاني طويل ممكن تمشي فيه عشان تعرف تفكر في الحل و الطريقين كلهم‬
‫شوك تقدر تفهمني دا معناه إيه " (امجد)‬
‫" يمكن معناه إنك تعمل حاجه خطر بس مش في وقتها أنا مش عارف إيه‬
‫بس انت أكيد عارف صح " (عمر)‬
‫و إذ هو ممسكا بيد عمر اوقع كوب السكر علي المنضده فوجد السكر كأنه‬
‫مكتوب (نانيس ‪ ,‬العلبة) ‪ ,‬قام امجد مفزوعا " أنا الزم أروح البيت دلوقتي‬
‫عشان في حاجه الزم متحصلش عشان لو حصلت في حد عزيز عليا‬
‫هيموت و انت هتيجي معايا " (امجد)‬
‫" استني يا امجد أنا مش فاهم حاجه " (عمر)‬
‫و بينما امجد كان يمشي في الطريق و كان عمر خلفه جاءت سيارة‬
‫بأقصي سرعتها ضربت بعمر فطار في السماء واقعا علي األرض و‬
‫الجميع يجري ناحيته و يصرخ و إذ امجد ينظر خلفه وجد ما حدث جري‬
‫عليه لم يعرف ماذا يقول و لم يتكلم سوي كلمه واحده " أسف ‪ ,‬أسف"‬
‫ذهبوا به إلي المستشفي و أخبرهم الطبيب بأنه يجب أن يكون في العناية‬
‫المركزة و أنه بين الحياة و الموت و قد كان هناك والد و والدة عمر و‬
‫والدة امجد و أخته التي كانت واقفه بجواره " امجد هي إيه العلبة اللي كان‬
‫في اوضتك دي أنا حاولت أفتحها معرفتش " (نانيس)‬
‫" انت إيه اللي دخلك اوضتي بدون استئذان " (امجد)‬
‫" إيه يا امجد أنا معملتش جريمه " (نانيس)‬
‫" في حاجات كتير الواحد ممكن يعملها يعرض بيها حياة شخص تاني‬
‫للخطر و هو مش مدرك " (امجد)‬
‫" إيه قصدك علي مين امجد أنا مش فاهمه حاجه وضحلي اكتر " (نانيس)‬
‫" مش هينفع مش هقدر الوقت مش مناسب دلوقتي " (امجد)‬
‫ثم خرج الطبيب موضحا أن الحاله أصبحت مستقره و لكنه في غيبوبة‬
‫غير معروف متى ستنتهي‬

‫األمنية الخامسة ‪:‬‬

‫اضطر امجد أن يعود مع عائلته إلي منزله ‪ ,‬كانت الساعة ‪ 10‬مساءا ثم‬
‫سمع صراخ األم في شجار و جدال مع األب ‪ ,‬األمر الذي منه الجميع مل‬
‫و يأس و لكن لألسف هذه سنه الحياة و لكن هذه المرة األمر يختلف فهناك‬
‫العلبة و هناك عقل امجد " اختفاء عن األنظار يا امجد هو أحسن حل‬
‫دلوقتي مش كدا و إال إيه " (عقل امجد)‬
‫امسك امجد بالعلبة أخرج قطعه أغمض عينيه " أتمني إني أكون مخفي‬
‫عن األنظار محدش يقدر يشوفني "‬
‫فتح عينيه وجد الجميع ترك الجدال و ظلوا يبحثون عنه فقام و إذ هو‬
‫يمشي كانت أخته تمر من عليه كأنه شبح فقد أصبح غير مرئي و غير‬
‫ملموس و كأنه في عالم أخر عالم موازي " يعني دلوقتي أنا بقيت شبه‬
‫أحمد حلمي في فيلم علي جثتي بس أحمد حلمي كان بروحه إنما أنا‬
‫بجسدي و روحي " ذهب امجد في مستشفي التي فيها عمر صديقه دخل‬
‫غرفته وجد امجد عمر جالسا علي سريره بروحه نظر إلي امجد " إيه دا‬
‫انت عملت إيه ‪ ,‬اتمنيت أمنية غلط المرة دي مقدرتش تمسك نفسك شويه ‪,‬‬
‫دي بقت إدمان في جسمك مش كدا "‬
‫" صح ‪ ,‬ببقي إنسان طبيعي و فجاءه بيحصل موقف و يجي صوت في‬
‫دماغي كدا يناديني عشان استخدم العلبة " (امجد)‬
‫" العيب مش من العلبة يا امجد العيب من نفسك اللي غير متشبعه و‬
‫محتاج تحقق رغبتها "‬
‫ثم سمع امجد صوت شخص يتحرك من بعيد ثم نظر ورائه و يكون عمر‬
‫" ازاي ‪ ,‬أمال اللي كان قاعد دا مين " ‪ ,‬نظر إلي السرير وجد رأس الذي‬
‫أمامه تتحرك ‪ 360‬درجه و إذ يتحول الوجه إلي وجه ظبي و يصرخ‬
‫كصراخ طفل و لكن الصوت كان مألوفا و يناديه " امجد ‪ ,‬امجد "‬
‫فتح امجد عينيه وجد الطفل يقظة " كويس إنك اتمنيت األمنية دي عشان‬
‫أعرف أتكلم معاك شويه ‪ ,‬بالمناسبة أنا عبد الرحمن "‬
‫" أهال ‪ ,‬هو انت عملت إيه عشان يموتوك " (امجد)‬
‫" نصيب كل شيء بيبقي نصيب و لو مكنتش مت منهم كنت هموت من‬
‫حاجه تانيه " (عبد الرحمن)‬
‫" طب إيه القصه إيه اللي وداك ليهم " (امجد)‬
‫" أبويا ‪ ,‬تحب تشوف " (عبد الرحمن)‬
‫أمسك الطفل بيده ثم طلب منه أن يغمض عينيه ثم فتحهما فوجد امجد نفسه‬
‫في مستشفي و باألخص في غرفه لطفالن و لكن تكن األم موجوده في‬
‫الغرفه‬
‫" الموضوع من أوله إن أنا اتولدت مع أخ تاني توأم كانت حالة أبويا‬
‫الماديه صعبه فإضطر يبيعني ليهم من و أنا رضيع " (عبد الرحمن)‬
‫ثم وجد امجد رجل متخفي مالمحه غير واضحه يضع رضيع أمام معبد و‬
‫فجاءه يخرج من فتحه من الباب ظرف من المال‬
‫" ربوني كويس أوي تربيه محترمه حاولوا يمنعوني علي قد ما يقدروا‬
‫إنهم ميخلونيش أعمل أي نوع من األخطاء عشان تيجي لحظه نهايتي "‬
‫(عبد الرحمن)‬
‫ثم أمسك بيد امجد و أخذه ليري ما حدث للطفل وجدهم كما وصفهم عمر و‬
‫كما حدث من قتل للحيوانات و في النهايه موت الطفل و كانوا يرتدون كما‬
‫رآهم في حلم الحافله‬
‫" صدفه غريبه ‪ ,‬أنا اتقالي برضوا إني كان عندي أخ توأم و مات و هو‬
‫بيتولد " (امجد)‬
‫" مش صدفه غريبة وال حاجه يا امجد " (عبد الرحمن)‬
‫" قصدك إيه " (امجد)‬
‫ثم اختفي الطفل و وجد امجد أمامه باب فتح امجد الباب وجد امجد والده و‬
‫والدته و هم يتكلمون ‪ ,‬كانت األم تحمل رضيع و هي تقول " ها عملت إيه‬
‫يا عبد المعين "‬
‫" خالص جبت الفلوس سامحني يا رب علي اللي أنا عملته بس انت أعلم‬
‫احنا محتاجين للفلوس قد إيه و انت عالم يا رب إن ولد واحد كفايه علينا‬
‫كان‬ ‫كتير أوي اتنين " (عبد المعين)‬
‫امجد ينظر إليهم في زهول ال يعرف ما هذا كيف يحدث هذا هل تخادعه‬
‫هذه العلبة أم هذه هي الحقيقة المريرة و لكن ما ذنبه و إذ هذا كان ذنبهم هم‬
‫و لكن هناك جاء في عقل امجد " الغلط اللي بيعمله الكبار بيقع فيه‬
‫الصغيرين "‬
‫ثم سمع صوت شخص يقظة و إذ هي أمه أراد أن يبتعد عنها و ينفر منها‬
‫لكن لكن نظر إلي الطفل وجده يضع فمه ناحية فمه كإشارة بالصمت ‪,‬‬
‫سكت امجد لم يستطع التكلم " أه يا امجد انت متبعدش عنا تاني أنا ممكن‬
‫أموت " ثم قالت بصوت خافض و هي تحتضنه " أنا مت مره قبل كدا‬
‫بسبب ذنب شيطاني مش عايزه اقع فيه تاني أنا اللي قدامك يا ابني جسد‬
‫بال روح "‬
‫" هي الساعة كام دلوقتي " (امجد)‬
‫" الساعة ‪ 8‬الصبح " (هدي)‬
‫" ازاي ‪ ,‬يعني إيه ‪( " 8‬امجد)‬
‫ثم اختفت فجاءه ثم قال له الطفل " مامتك كانت في إسقاط نجمي يا امجد‬
‫الموضوع دا بيحصلها كتير و هي بتفكره حلم ‪ ,‬يال نكمل رحلتنا "‬
‫(عبد الرحمن)‬
‫" هو انت منعتني ليه من إني أواجهها " (امجد)‬
‫" دا تصرف غير صحيح يا امجد هما أه غلطوا بس البني أدم خطاء و‬
‫خير الخطاءين التوابين فالزم دايما ندي فرصه تانيه مهما كانت الفرصه‬
‫األولي نهايتها وحشه قد إيه و عشان اثبتلك إنهم عرفوا غلطهم غمض‬
‫عينك " (عبد الرحمن)‬
‫حين فتح امجد عينيه وجد نفسه أمام المعبد مجددا ثم وجد أباه يتجه ناحيه‬
‫الباب يخبط عليه و هو في حاله حزن و غضب كأمه يريد أخذ ثم عقب‬
‫الطفل عبد الرحمن علي األمر قائال " باباك حاول كل يوم يرجعني حلف‬
‫إنه يدفع أضعاف اللي اخده عشان يشوف وشي بس عشان يكفر عن ذنبه‬
‫و قراره الغلط ‪ ,‬ألن لما حد يحاول يشيل قطعه من لحمه أكيد هيحس بألم‬
‫القطعه " (عبد الرحمن)‬
‫" قصدك إيه ‪ ,‬إني أفضل ساكت طب قولي أطفي النار اللي جوايا ازاي "‬
‫(امجد)‬
‫" بالصبر يا امجد المركب بتمشي خلينا دلوقتي نركز في اللي انت فيه و‬
‫ننسي الماضي عشان اللي بيفكر في الماضي بيعيش طول حياته حزين "‬
‫(عبد الرحمن)‬
‫" عندك حق ‪ ,‬أنا محتاج حل لمشكلتي " (امجد)‬
‫" زي ما قولتلك حاول تعمل حاجه تديك وقت أطول فرصه تساعدك علي‬
‫مسح السموم اللي جواك بس الزم تعرف حاجه مهمه إن العلبة بتيجي كل‬
‫تالتين سنه لشخص جديد و الكتب السحريه بتقول إن محدش قدر يهرب‬
‫من أمر العلبة دي بس انت عارف إن الشيطان خادع و أكيد لكل مشكله‬
‫حل ‪ ,‬الزم تعرف إنهم مش هيسيبوك غير لما تعمل اللي هما عايزينه "‬
‫(عبد الرحمن)‬
‫الفصل السابع‬
‫( بعد ‪) 30‬‬

‫ثم سمعوا صوت حركه قويه لشيء غامض قادم " انت الوقت بتاعك‬
‫بيخلص و اليوم بيعدي و األمنية بتروح الزم ترجع دلوقتي " (عبد‬
‫الرحمن)‬
‫" هل هشوفك تاني أنا محتاجك و في اسأله كتير في دماغي " (امجد)‬
‫" أكيد هتشوفني ‪ ,‬بس الزم تعرف إن كل واحد بيبقي له دور الزم يعمله‬
‫و لما بينتهي دوره بينتهي معاه " (عبد الرحمن)‬
‫ثم ظهر لهم باب ذهب امجد إليه فتحه وجد نفسه في منزله دخل علي‬
‫غرفته وجد أمه جالسه تحتضن مالبسه تكاد تكون منهكة و تحتاج إلي‬
‫النوم و بمجرد أن دخل فتحت عينيها ‪ " ,‬امجد ‪ ,‬كنت فين يا ابني لفينا‬
‫عليك الدنيا متبعدش عننا تاني أبوك من كتر الخوف و احتياجه للف عشان‬
‫يالقيك مراحش الشغل أرجوك متبعدش عني مش هيبقي اتنين " (هدي)‬
‫" اتنين ‪ ,‬قصدك إيه " (امجد)‬
‫" أه ‪ ,‬ال مفيش متشغلش بالك " (هدي)‬
‫" ماما ‪ ,‬لو في حاجه مخبياها عني عرفيني بيها ألني بدئت أحس إننا‬
‫منعرفش بعض إن كل واحد في الشقه دي ضيف مأجر له قوضه هيقعد له‬
‫فيها كام يوم و يمشي أو جيران دا حتي الجيران بيبقوا عارفين بعض اكتر‬
‫من معرفتنا إحنا لبعض و بعدين يهمكوا إيه كنت فين أو مكنتش فين ما أنا‬
‫علي طول بخرج و مبتسئلوش و ال بتعبروا إيه المهم ثم انت عايزاني‬
‫أصبر لحد امتي كل واحد فيكوا سواء انت أو هو شايف نفسه صح كل‬
‫واحد فيكوا كرمته نائحه عليه و بيدور التاني ظلمه ازاي إنما هو ظلم‬
‫التاني ازاي طظ مش فارقه " (امجد)‬
‫" انت عارف حاجه عندك حق إحنا اللي غلطانين إن إحنا دلعناك زياده‬
‫عن اللزوم جايبين لك كل حاجه عايزها مميزينك عن اخواتك اللي منالوش‬
‫نص اللي انت نولته " (هدي)‬
‫" خدوا كل حاجه خدوا كل حاجه هدومي حاجتي مش عايزهم بس اظهروا‬
‫شويه حب إخالص صدق اهتمام و مراعيه " (امجد)‬
‫جري امجد ناحيه الباب تاركا المنزل و معه العلبة ذاهبا ناحية المستشفي‬
‫لعمر دخل الغرفه التي هو فيها جلس إلي جواره و نظر إليه‬
‫" ارجوك ارجع لي يا صحبي أنا بقيت في متاهه بقيت في طريق الضلمه‬
‫و بعدت عن طريق النور و منتظرك تجيلي تجيلي و في ايدك المصباح‬
‫عشان تساعدني " (امجد)‬
‫أغمض امجد عينيه ثم ذهب في ثبات عميق و إذ فتح عينيه و وجد نفسه‬
‫في سفينة وسط الماء و كاد تغرق و لكن هناك ممران للنجاة الممر األيمن‬
‫يقف أمامه نانيس أخته و الممر األيسر صديقه المخلص عمر و أمامه هذا‬
‫الظبي الذي نفس الكالم "ال مفر" نداه امجد قائال " انت مفكر إنك كدا‬
‫كسبان ال وهلل ممكن خطتك تبوظ بسبب قرار مختلف "‬
‫ثم قفز امجد في الماء كأنه قرر الغرق ثم خرج قائال " بس الحل هو إني‬
‫بعرف أعوم "‬
‫ثم قام شيء ما بسحبه من تحت الماء كوسيلة إلغراقه ثم أغمض عينيه‬
‫فتحهما و هو يشعر باالختناق بينما كان امجد استيقظ من هذا الحلم كان‬
‫عمر يحلم بأنه في ظالم حالك ثم وجد فجاءه أمامه نور ساطع من بعيد ظل‬
‫يجري ورائه حتى وجد نفسه يقع كأنه كان واقف علي مبني عالي و وقع‬
‫منه و لكن الحظ أن حامل المصباح هو امجد و أصبحت نبضات قلب‬
‫عمر تزداد فأغمض عينيه من الخوف فتحهما وجد نفسه في المستشفي و‬
‫أول من وجد أمامه هو امجد لكن لم يبدو وجهه مألوف بل كان كوجه‬
‫سوداوي مخيف صرخ عمر خائفا منه مشيرا إليه دخل عليه الممرضات‬
‫طالبين من امجد أن يخرج لسالمه عمر ‪ ,‬خرج امجد و هو في حاله حزن‬
‫شديدة لكنه لم ييأس و ظل يفكر مع نفسه ما هو الحل قائال مذكره عمر ‪,‬‬
‫جري متجها إلي منزل عمر الذي لم يكن بعيدا عن المستشفي ‪ ,‬قام امجد‬
‫برن جرس الباب فتح له والد عمر‬
‫" السالم عليكم ‪ ,‬ازاي حضرتك يا عمو هو حضرتك هنا ليه مش في‬
‫المستشفي " (امجد)‬
‫" و عليكم السالم اذيك يا امجد تعالي ادخل ‪ ,‬أنا كنت بجيب حاجات ليا من‬
‫البيت بس اقعد نروح المستشفي سوا ‪ ,‬قولي انت كنت جاي ليه " (طارق)‬
‫" الصراحه كنت جاي عشان أمرين األمر األوالني إني نسيت حاجه ليا‬
‫كنت مديها لعمر عايزها مذكره كدا و األمر التاني و األهم أعرف‬
‫حضرتك إن عمر صحي " (امجد)‬
‫" إيه كويس طب يال ادخل األوضه هات الحاجه اللي انت عايزها و يال‬
‫نروح المستشفي نشوفه " (طارق)‬
‫" تمام ‪ ,‬هشوف الحاجه اهو " (امجد)‬
‫دخل امجد الغرفه أخذ المذكرة ثم خرج مع والد امجد لكي يقوموا بالذهاب‬
‫إلي المستشفي و في اثناء ذهابهم ظل امجد يقلب في الورق وجد أن كل ما‬
‫فيها قد اخبره بها عمر عدا صفحه واحده مكتوب فيها " حسب اعتقادي و‬
‫تفكيري أنا شايف إن العلبة فيها حاجه سحريه بتخلي مستخدمها ينجذب‬
‫ليها و بيكون األمر دا بالتدريج مش مره واحدة لحد ما ياخد ال‪ 12‬حبايه‬
‫أو ممكن يعمل في األخر حاجه الحاجه دي تعيشه في دوامه طويله ممكن‬
‫يكون أخد حبيتين مع بعض فياتري إيه هو الحل "‬
‫وهو بجانب والد عمر طلب منه أن ينزل ألنه نسي أمر مهم في منزله ‪,‬‬
‫نزل امجد من السيارة ثم ظل راكضا ناحية منزله يفكر للحل الذي قد‬
‫يصيب أو يخيب ‪ ,‬وصل المنزل دخل غرفته و امسك بالعلبة ثم فتحها‬
‫" دول ‪ 1234.....‬أنا معايا دلوقتي سبعه يعني اخدت خمسه كويس لسا‬
‫في أمل "‬
‫خرج امجد من منزله و معه العلبة ومعه أيضا ورقه و قلم ‪ ,‬ثم ظل يتذكر‬
‫جميع األمور التي خاضها منذ أن أخذ العلبة و حتي تركه لعمر ثم ظهرت‬
‫له شخصيات يعرفها في خياله و كأنه يراهم‬

‫" لو اخدت اتنين هتدخل في دوامه مش هتعرف تطلع منها "‬


‫(عامل المحل)‬
‫" قدامك حاجه تعملها تخليك تمشي في طريق طويل يساعدك تفكر في حل‬
‫‪ ,‬الشيطان خداع ‪ ,‬مش هيسيبوك غير لما تعمل اللي هما عاوزينه "‬
‫(الطفل)‬
‫" يا تري إيه هو الحل " (عمر)‬
‫ثم جلس علي االستراحة التي هي أمام البحر و أمسك بالعلبة و أخرج‬
‫حبيتان و لكن لم يغمض عينيه هذه المرة‬
‫" إيه يا امجد ‪ ,‬انت عايز تموت " (عقل امجد)‬
‫" ال مش عليا المرة دي " (امجد)‬
‫ثم وضعهما في فمه و أمسك بالقلم كاتبا " البعض يراني بارد ‪ ,‬و البعض‬
‫يراني طائش و البعض يراني ال مثيل لي و جميعهم يروني مختلف و لكن‬
‫هل سئلت نفسي يوما كيف أري أنا نفسي ‪ ,‬أم حتى سألتها لما يا نفسي انت‬
‫غير مكتملة ‪ ,‬لم تذهبيني إلي طريق الظالم أم ليس انت بل الشيطان أو قد‬
‫يكون الشيطان هو الحجة القوية التي نتخذها لتبرير أخطائنا أم أنني مجرد‬
‫أحمق يتعاطف معه ‪ .......‬أم ‪" ........‬‬
‫ثم شعر بدوار شديد في رأسه كأنه تضارب لألفكار من كثرتها و فجاءه‬
‫وقف أمام البحر و ها هو يغمض عينيه يرمي بنفسه ثم فتحهما وجد نفسه‬
‫يطير حول ظالم حالك ال ليس بظالم بل هو الفراغ و ها هو يتساقط و‬
‫يكاد يقع و ألنه يرهب المرتفعات أغمض عينيه لكي ال يري لكنه سمع‬
‫صوتا قادما من بعيد " امجد امجد ‪ ,‬أكيد مش هتروح أول يوم ليك في‬
‫الكلية متأخر " (هدي)‬
‫فتح عينيه ثم نظر إلي أمه في تعجب و كأنه كان في غيبوبة طويلة‬
‫" إيه دا هو أنا فين " (امجد)‬
‫" انت في البيت يا ابني هتكون فين يعني "‬
‫" إيه دا هو دا كله كان حلم " (امجد)‬
‫و لكن امجد وجد إجابة عكس ما تمناه حين نظر إلي مكتبه و وجد العلبة و‬
‫عليها ورقه و كأنها رسالة ثم ذهب إليها و فتحها " (فاضل ‪ ")5‬ثم قلب‬
‫الورقة " (بس بعد ‪" )30‬‬
‫الحاضر‬
‫الفصل الثامن‬
‫( مرحبا بالعودة )‬

‫و هو جالس أمام الجدار و في يده زجاجه يأخذ منها رشفه كلما نظر إلي‬
‫الجدار ‪ " ,‬بقالك تالتين سنه بتجري ورا سراب مش ناوي تهدي بقي "‬
‫(عمر)‬
‫" لغز و الزم أحله ‪ ,‬متاهة أصعب من متاهة رفعت إسماعيل " (امجد)‬
‫" أبوس ايدك بطل تتكلم بلغه الروايات و األفالم ألن دا بيخنقني ‪ ,‬بطل‬
‫هبل و يال انهارده يوم مهم " (عمر)‬
‫" ليه هو انهارده إيه " (امجد)‬
‫" هو انت متعرفش ‪ ,‬انهارده عيد ميالدك ‪ ,‬أول واحد ينسي عيد ميالده "‬
‫(عمر)‬
‫" انت عارف بالنسبالي كل أيام ربنا واحد " (امجد)‬
‫" صحيح ‪ ,‬نسيت إن أنا مصاحب واحد يأس من الحياة و اللي فيها يال يا‬
‫اخويا يال " (عمر)‬
‫" بالحق ‪ ,‬هو انت مش ناوي تعمل غالف الرواية بقي " (امجد)‬
‫" لما افضي " (عمر)‬
‫" شهر و نص يا عمر " (امجد)‬
‫" أيوه فيها إيه شهر و نص " (عمر)‬
‫" الناس زهقت يا عمر و منتظره بفارغ الصبر " (امجد)‬
‫" يصبروا تاني عشان ياخدوا حاجه نضيفه " (عمر)‬
‫" اومال مهندس إيه بقي اللي قرفنا بيها " (امجد)‬
‫ثم نظر عمر إليه و هو يكاد يشيط غضبا و امجد يكاد يموت من الضحك‬
‫" ميه مره قولتلك إن أنا مهندس مدني و واخد كورس جرافيك دزاين هو‬
‫اللي هنقوله هنعيده " (عمر)‬
‫ضحك امجد ضحكه عاليه " أنا بهزر معاك متبقاش قفيل كدا " (امجد)‬
‫وصال امجد و عمر إلي منزل امجد و كان هناك زوجته زينب و أمه هدي‬
‫و أخته نانيس و زوجها مازن و ابنها جمال و األطفال كارما و زياد أبناء‬
‫امجد و ياسمين ابنه نانيس و رامي ابن عمر قاموا باالحتفال من عيد‬
‫ميالده كان امجد يبتسم غادر الجميع ‪ ,‬جلس امجد و زينب أمام الهدايا‬
‫" إيه مش ناوي تفتح الهدايا و إال إيه " (زينب)‬
‫هز امجد رأسه ناظرا إليها ثم أخذ يفتح العلب ‪ ,‬فتح امجد الهدية األولي‬
‫" جرافته ‪ ,‬أكيد نانيس " (امجد)‬
‫" عرفت ازاي " (زينب)‬
‫ثم نظر في الورقه " كل سنه و انت معايا " (نانيس) ‪ " ,‬مش قولتلك "‬
‫(امجد)‬
‫فتح الهدية الثانيه " ساعة ‪ ,‬شكلها حلو اوي " ثم نظر إلي الورقة التي‬
‫كانت معها " كل سنه و انت طيب و عقبال ‪ 25‬سنه كمان يا يأس "‬
‫(عمر)‬
‫ضحك امجد بعدما قرأها ‪ " ,‬أنا هحاول اقعد مع زياد لحد ما ينام و بعدين‬
‫هاجي كمل فتح متستناش " (زينب)‬
‫بعدما ذهبت قام امجد باإلمساك بالهدية التاليه " شكلها حاجة كبيره "‬
‫(امجد)‬
‫قام امجد برؤية الورقة أوال " مبروك عليك ‪ ,‬الوقت خلص " (سيد الظالم)‬
‫قام امجد بالسعال و كأنه يشعر باالختناق ‪ ,‬ذهب و شرب كوب من الماء‬
‫ثم حاول فتح الهدية و وجدها العلبة ‪ " ,‬ازاي جت من بيتنا القديم لحد هنا‬
‫ازاي ‪ ,‬تالتين سنه عدوا تالتين دقيقه ‪ ,‬سعات بنشوف التالتين دقيقه تالتين‬
‫سنه و سعات بنشوفها العكس بس علي حسب مزاجنا إحنا " (امجد)‬
‫قام امجد محاوال أن يخفيها و إذ هو يضعها داخل خزنته و إذ هو يغلقها‬
‫أحس بأحد يتنفس خلفه و وجدها زينب و في يدها هديه‬
‫" نسيت هديتي ‪ ,‬يا رب تعجبك " (زينب)‬
‫قام بفتحها " الحمد هلل ‪ ,‬وفرتي عليا تمن البرفان كنت عايز أجيبه من‬
‫زمان " (امجد)‬
‫" طب مفيش شكرا حتى " (زينب)‬
‫" شكرا علي أجمل هدية جاتلي " (امجد)‬
‫" العفو يا حبيبي و يا رب تعيش لي العمر كله " (زينب)‬
‫كان الوقت منتصف الليل فذهبوا للنوم بعد مرور يوم طويل ‪ ,‬و إذ كانت‬
‫الساعة الثالثة فجرا ‪ ,‬يقوم امجد من النوم مفزوعا صارخا بسبب كابوس‬
‫مرير ‪ " ,‬إيه نفس الحلم برضوا " (زينب)‬
‫" أيوه " (امجد)‬
‫" و بعدين بقي الحلم جالك تلت مرات في األسبوع دا ‪ ,‬انت بتاخد عالجك‬
‫بانتظام " (زينب)‬
‫هز امجد رأسه بنعم ‪ " ,‬امجد ‪ ,‬انت لسا بتشرب " (زينب)‬
‫نظر إليها في صمت ‪ " ,‬يووه ‪ ,‬أنا زهقت يا سيدي لو إحنا مش فارقين‬
‫معاك بص لنفسك ‪ ,‬دا سم يا بابا سم بطيء " (زينب)‬
‫" ما أنا بشربه بانتظام زي العالج و بعدين مين اللي قالك إنه سم أنا شايفه‬
‫مطهر " (امجد)‬
‫" أيوه استظرف ‪ ,‬أنا دكتورة و فاهمه اكتر منك " (زينب)‬
‫" دكتورة أطفال " (امجد)‬
‫" بس في األول و األخر دكتورة و انت عارف كويس إن أنا درست حاجه‬
‫زى دي في الكلية و درست أضرارها و بعدين دي حرام " (زينب)‬
‫" ماشي خالص أنا أسف يا ستي ارتحتي " (امجد)‬
‫" تبطلها و كمان ترجع لجلسات الدكتورة رانيا تاني من بكرا عشان‬
‫موضوع الكوابيس دا " (زينب)‬
‫" ماشي ربنا يسهل " (امجد)‬
‫جاء اليوم التالي ‪ ,‬ركب امجد سيارته متجها إلي عيادة رانيا صديقه زينب‬
‫و التي كانت زميلته بالجامعة ‪ ,‬طبيبه نفسيه أرادت أن تتخصص في القسم‬
‫هذا بسبب موت أخاها الذي كان مصابا بمرض نفسي ‪ ,‬دخل امجد العيادة‬
‫و سجل اسمه‬
‫" أستاذ امجد اتفضل " (السكرتيرة)‬
‫" أستاذ امجد أخيرا فكرت تيجي تشوفنا ‪ ,‬أكيد بسبب زينب " (رانيا)‬
‫" مشاغل يا رانيا انتي عارفه " (امجد)‬
‫" جلستين في األسبوع و الجلسة ساعة واحدة ‪ ,‬مش صعبه خالص وهلل "‬
‫" ما أنتوا الكشف عندكوا غالي حرام يعني ‪ 300‬جنيه في الجلسة "‬
‫(امجد)‬
‫" ما أنت شايل علي قلبك فلوس قد كدا " (رانيا)‬
‫نظر إليه بابتسامه عكرة " عسل يا رانيا واحشني كالمك الشربات "‬
‫(امجد)‬
‫" طب قولي بقا لسا بتحلم بالكابوس دا " (رانيا)‬
‫" أيوه ‪ ,‬أخر مرة كانت إمبارح " (امجد)‬
‫" تقدر توصفهولي" (رانيا)‬
‫حرك عينيه من فوق إلي تحت " بحلم إني في سفينة بتغرق و قدامي‬
‫ممرين الممر اليمين في أخره عمر صحبي و الممر الشمال فيه نانيس‬
‫أختي " (امجد)‬
‫" و بعدين " (رانيا)‬
‫أخد نفسا عميقا " و بعدين بشوف قدامي الظبي دا و هو عمال يقولي ال‬
‫مفر و بعدين بنط في المايه علي أساس إني بعرف أعوم و لكن في حاجة‬
‫غريبة بتشدني كأنها عايزاني أنزلها بتشدني بكل قوة مبأدرش أطلع بحس‬
‫بخنقه ‪ ,‬بغرق ‪ ,‬بموت بالبطيء و ببدء أحس إن بغمض عيني كأني هموت‬
‫خالص لحد ما أفتح عيني و أالقي نفسي في البيت و علي سريري "‬
‫(امجد)‬
‫" من الواضح إنك عندك فوبيا قادمة من الماية هو في حاجه حصلت لك‬
‫زمان ‪ ,‬موقف يعني خالك تحلم بحاجه زي دي " (رانيا)‬
‫بعد سماع هذا بدء يتذكر ما حدث له من أمور من هذه العلبة اللعينة ثم‬
‫ابتسم لها قائال " ال مفيش "‬
‫" غريبة ‪ ,‬علي العموم أنا هكتب لك شوية عالجات علي اللي أنت بتاخدهم‬
‫و هتبقي كويس بإذن هللا و أرجوك ابقي تعالي و لو جلسة واحدة كل‬
‫أسبوع حتي " (رانيا)‬
‫ركب امجد سيارته ثم اتصل بعمر لكي يعلمه بالذي حدث له أمس في‬
‫منزله ‪ ,‬وصل امجد منزل عمر‬
‫" ازاي ‪ ,‬امجد أنا ممكن اقولك تقدر تشرب طول حياتك براحتك بس دي‬
‫ال ‪ ,‬افتكر اللي عملته فيك " (عمر)‬
‫" أنا عارف يا عمر عارف و متخفش مش هاخد منها أنا مش مجنون "‬
‫(امجد)‬
‫" ال مادام جاتلك أنت يبقي عايزاك أنت و هتحاول تغويك و تجيبك لعندها‬
‫أنا مش عارف مش كنا خلصنا من اللعنة دي" (عمر)‬
‫" أنا مش عارف ‪ ,‬كنت مفكر إني كدا هزمته ‪ ,‬عبد الرحمن قالي إن‬
‫الشيطان خادع " (امجد)‬
‫" و قالك برضوا مش هيسيبوك غير لما تعمل اللي هما عايزينه " (عمر)‬
‫" صح ‪ ,‬بس متقلقش مفيش خطر مادام الحبايه مش في بوقي " (امجد)‬
‫" تمام بس برضوا الزم تحلم بالطفل أو بتيتا سندس حتى " (عمر)‬
‫" أنت لسا بتحلم بيها " (امجد)‬
‫" تيتا سندس محدش كان بيحلم بيها غيرك‪ ,‬أنا حفيدها و محلمتش بيها "‬
‫(عمر)‬
‫" عمر ‪ ,‬أنت عارف أنا قصدي علي مين كويس ‪ ,‬فريدة " (امجد)‬
‫" عادي الموضوع بقي بالنسبالي طبيعي أخر حلم فاكره إن هي كانت‬
‫واقفة قدامي و فجاءه قالت رامي ‪ ,‬قولتلها بس أنا مش رامي قالتلي عارفة‬
‫‪ ,‬الوجوه تختلف و لكن المسيرة واحدة " (عمر)‬
‫ثم أزال نظارته و أخذ يدعك عينيه كأنه يكبت حزن عميق " قولتلها إني‬
‫مش عاوز أوالد أنا عايزها هي ‪ ,‬قدينا ‪ 15‬سنه أجمل ‪ 15‬سنه من حياتي‬
‫لحد ما جه اليوم المشئوم لما عرفتني ‪ ,‬عرفت وقتها إن فاضل من عمرها‬
‫أقل من سنه ‪ 9 ,‬شهور " (عمر)‬
‫" استهدي باهلل يا عمر كلها أعمار " (امجد)‬
‫ثم نظر إلي أبنه رامي " سعات ببصله بحس إنه سبب تعاستي " (عمر)‬
‫" أو ممكن يكون هو اللي بيكمل المسيرة ‪ ,‬مسيرة سعادتك " (امجد)‬

‫األمنية السادسة ‪:‬‬

‫عاد امجد إلي منزله ‪ ,‬دخل مكتبه أخرج النسخة األصلية من روايته بدء‬
‫يقرأ فيها تضيعا للملل الذي هو فيه‬
‫" نفسي أعرف هيكون شكل الشخصيات دي في الحقيقة ازاي " (امجد)‬
‫" إيه ما انت عندك الفانوس السحري صحيح ما هو تالتين سنه كتير‬
‫برضوا " (عقل امجد)‬
‫" ال ‪.......‬ال ال ال ‪ ,‬افتكر يا امجد افتكر عمر قالك ايه افتكر اللي عملته‬
‫فيك افتكر األحالم ‪ ,‬أحالم ما أنت عمرك دلوقتي بقي عباره عن حلم "‬
‫(امجد)‬
‫ثم بدئت خزنته تفتح من نفسها ثم تتطاير العلبة ناحية المكتب و إذ هو‬
‫واقف يتحرك كرسي لكي يكن أمامه كأنه أمر بالجلوس عليه جلس امجد‬
‫عليه فتح امجد العلبة وجد الحبوب و معها ورقه مكتوب عليها " عرض‬
‫مغري أمنياتك دلوقتي بقت تشتمل كل حاجه مش بس قوه خاصه أو‬
‫ميزه " ‪ ,‬أمسك امجد بحبه أغمض عينيه يتكرر نفس السيناريو مرة أخري‬
‫" بتمني تتحول كل حاجه كتبتها أو هكتبها لحقيقة بنفس رتم اللي بكتبه "‬
‫(امجد)‬
‫فتح عينيه بعد سماع صوت ورق يتطاير نظر وجد الورق صاحب الرواية‬
‫يخرج ألوان غريبة بسبب العلبة و لكن ليس الورق فقط بل كانت العلبة‬
‫أيضا تخرج ضباب أسود يتجه ناحية معصمي امجد كأنها قيود ‪ ,‬ثم‬
‫أغمض عينيه و فتحهما وجد نفسه أمام مقبرة قام بدخولها و لقي أمامه قبر‬
‫مكتوب أمامه سندس مدحت عادل و إلي جوارها قبر مكتوب عليه عمر‬
‫طارق صالح و أمامهم قبر هدي إسماعيل عبد العليم و إلي جوارها امجد‬
‫عبد المعين ‪ ,‬نظر إلي هذا في ذهول خوفا من القادم و لكن وجد أمامه فتاة‬
‫تحمل في يدها شيئا كأنه جثه هامدة و كانت الفتاه مبلله بشدة و كأنها كانت‬
‫تسبح في بحر و لم يعرف من هي ثم وجدها بدئت تدفن هذه الجثة التي‬
‫معها و أمسكت بالصخرة التي معها و كتبت عليه لم يعرف امجد ماذا‬
‫كانت تكتب ألنه كان بعيدا عنها حاول التقرب لكي يسألها من هي و‬
‫يعرف ماذا تفعل لكن حاولت زينب تيقظه حتى فتح عينيه وجد نفسه علي‬
‫سريره‬
‫" اصحي يله عشان هروح العيادة بتاعتي و عمر اتصل و قال هيجيلك "‬
‫(زينب)‬
‫" ماشي ‪ ,‬مقلكيش هو عايز إيه بالظبط " (امجد)‬
‫" ال بس أكيد عايز يقعد معاك الوحدة صعبه برضوا يا امجد " (زينب)‬
‫جرس الباب يرن ‪ " ,‬أديه وصل من غير حتى ما تغسل وشك ‪ ,‬هروح‬
‫أفتح له أنا لحد ما تخلص " (زينب)‬
‫هز امجد رأسه بالموافقة ‪ ,‬ذهبت زينب و فتحت الباب وجدته عمر طلبت‬
‫منه الدخول ‪ ,‬دخل و سألها عن امجد فأخبرته بأنه خمس دقائق و سيكون‬
‫معه ‪ ,‬نزل امجد داخال مكتبه مشي ورائه عمر و دخل معه‬
‫" ها عملت إيه ‪ ,‬أوعي تقول إنك لمست العلبة " (عمر)‬
‫" رامي عامل إيه واحشني أوي ‪ ,‬وديته عند مين عمه سامي " (امجد)‬
‫ثم قام و نظر من الشباك وجد شخص قادم ناحية منزله يشعر و كأنه قد‬
‫رآه من قبل ‪ " ,‬عمر ‪ ,‬فكرني كدا روايتي بتتكلم عن إيه " (امجد)‬
‫" عن واحد الحاجات اللي بيحلم بيها بتحصله في الحقيقة و بي‪" ......‬‬
‫(عمر)‬
‫" و مالمحه إيه " (امجد)‬
‫" واحد رفيع و طويل وشه نحيف شعره أبيض ناعم و مناخيره طويله و‬
‫نزله و عينيه واسعة بنيه بس دا عالقته ‪( " .......‬عمر)‬
‫" زى دا كدا " (امجد)‬
‫قام عمر و نظر من الشباك ثم نظر إليه ‪ " ,‬ال مستحيل امجد ‪ ,‬أنت اتمنيت‬
‫إيه " (عمر)‬
‫جاء هذا الرجل إلي منزل امجد ثم قام بخبط الباب ‪ " ,‬أستاذ امجد أنا‬
‫عارف إن حضرتك جوا أنا محتاج لحضرتك جدا بالمناسبة أنا اسمي‬
‫ضياء " (ضياء)‬
‫بعدما قال اسمه نظر عمر إلي امجد نظره غضب أكثر منها نظره ذهول‬
‫" هتعمل إيه دلوقتي يا جالب المشاكل ها " (عمر)‬
‫" هنكلمه و نفهم إيه هي مشكلته مش يمكن مش اللي في بالنا و بعدين‬
‫العلبة غصبت عليا المرة دي " ‪ ,‬ثم حكي له ما حدث له مع العلبة‬
‫" خالص هنشوف الراجل و نحاول نتصرف ‪ ,‬روح يال افتح له " (عمر)‬
‫فتح امجد الباب ‪ " ,‬أؤمر حضرتك عايز مني إيه " (امجد)‬
‫" هنتكلم علي الباب كدا مش هتدخلني " (ضياء)‬
‫ثم تذكر امجد أنه شخصيته في الرواية شخصيه فظة محرجه ‪ ,‬أدخله امجد‬
‫و دخل هذا الرجل مكتب امجد جلس و كان أمامه عمر‬
‫" مين دا " (ضياء)‬
‫" دا ‪( " ..........‬امجد)‬
‫مد عمر يده لكي يسلم عليه " إيه ‪ ,‬عمر طارق مدير أعماله " (عمر)‬
‫نظر إليه الرجل بدون تسليم " أهال و سهال " (ضياء)‬
‫" تقدر تقولي مشكلتك إيه بقي " (امجد)‬
‫" حضرتك كاتب رواية اسمها في األحالم و كانت معمولة و نزله علي كل‬
‫المواقع مكانتش لسا اتعملت ورق ملموس ‪( ".......‬ضياء)‬
‫" أيوه ‪ ,‬إيه هي مشكلتك أنا لسا معرفتش " (عمر)‬
‫نظر إلي عمر من فوق إلي تحت و رجع و نظر إلي امجد لكي يكمل‬
‫حديثة ‪ " ,‬أنا اشتريتها و حملتها و بدأت أقرأها و اكتشفت إن أنا نفس‬
‫شخصيه بطل الرواية دا حتى اللي بحلم بيه بحس بيه في الواقع يعني‬
‫امبارح حلمت إن دراعي الشمال اتحرق و شوف حضرتك " (ضياء)‬
‫ثم قام بتشمير يده و أراه الحرق ‪ " ,‬الفصل السادس "‬
‫(امجد و عمر في نفس واحد)‬
‫" نعم " (ضياء)‬
‫" ال مفيش اتفضل حضرتك و أنا هبقي أكلمك " (امجد)‬
‫" و هتجيب رقمي ازاي " (ضياء)‬
‫" هعرف اتصرف " (امجد)‬
‫قام امجد محاوال إخراجه " يا أستاذ امجد يا أستاذ‪( " .......‬ضياء)‬
‫عاد إلي مكتبه ‪ " ,‬هتعمل إيه يا امجد دلوقتي " (عمر)‬
‫" وال حاجه هحاول اتجنب اكتب أي حاجه لحد ما اليوم دا يخلص بس "‬
‫(امجد)‬
‫" زي ما حاولت تتجنب العلبة كدا " (عمر)‬
‫" عمر روح شوف ابنك بيعمل إيه دلوقتي عشان أنا ورايا مواضيع كتير "‬
‫(امجد)‬
‫" ماشي ‪ ,‬أنا ماشي بس خليك فاكر دا سم و بيموت بالبطيء " (عمر)‬
‫بعدما ذهب عمر ‪ ,‬جلس امجد يفكر فيما قام به و يريد أن يعرف ما هو‬
‫الحل ‪ ,‬هل هو اإلنتظار أم ماذا و إذ هو يفكر فجاءه تحركت ستائر المنزل‬
‫و تقفل الشبابيك و ينقطع النور كأنه الظالم ‪ ,‬وجد أمامه شموع كبيرة علي‬
‫األرض تحرك وراء هذه الشموع فأدخلته غرفة نومه و وضعته أمام‬
‫المرأة فنظر إليه وجد نفسه ليس امجد بل عبد الرحمن حاول لمس أنفه‬
‫فلمس عبد الرحمن أنفه ثم حاول غمز عينيه فغمز عبد الرحمن عينيه ثم‬
‫حاول وضع يده علي المرأة فوضع عبد الرحمن يده هو أيضا فقال امجد‬
‫مبتسما " عبد الرحمن " ثم شبك عبد الرحمن يده بيد امجد ثم قام بسحبه‬
‫دخل امجد فوجد نفسه يسقط في ظالم حالك حاول الصراخ حتى وقع علي‬
‫رمال أمام شاطئ نظر يمينه وجد عبد الرحمن جالس‬
‫" تالتين سنة يا عبد الرحمن مش عارف تجيلي في أي حلم دول أربع‬
‫ثواني " (امجد)‬
‫" قولت لك لكل واحد عنده مهمة لما تنتهي بتنتهي معاه " (عبد الرحمن)‬
‫" بس مهمتك لسا مخلصتش " (امجد)‬
‫" تقدر تقول فترة غيابي دي تدبير للمساعدة و أديني جيت في الوقت‬
‫المناسب ‪ ,‬أمنية لطيفه هي ملهاش الزمه أه بس حاجه مش هتتعبك أوي "‬
‫(عبد الرحمن)‬
‫" كل حاجه معدتش سهلة ‪ ,‬كل حاجه عايزينها بنفضل ندعي و نتمني إننا‬
‫ناخدها و بعد ما ناخدها شويه دقايق متعه و بعد كدا إيه خالص " (امجد)‬
‫" إشباع رغبة " ‪ ,‬ثم سكت قليال و قال " امجد أنا لقيت الحل اللي يخلصك‬
‫من العلبة و شرها " (عبد الرحمن)‬
‫" طب إيه هو قولي عليه بسرعة " (امجد)‬
‫" في حاجه الزم تدفنها تحت ‪( " .......‬عبد الرحمن)‬
‫" حاجه ‪ ,‬طب تحت إيه مثال تربه " (امجد)‬
‫" مش اي تربه و خالص بص أنا هقولها لك علي شكل لغز أنت الزم‬
‫تدفنها تحت حاجه ال هي قريبه زي الهوا و ال هي بعيدة زي الصخر ما‬
‫بين البنين " (عبد الرحمن)‬
‫" ما بين البنين ‪ ,‬أنا مش فاهم ‪ ,‬ال ال دا مش وقته " (امجد)‬
‫بدئت مالمح الطفل تختفي و بدء امجد يسمع صوت أحد‬
‫" امجد ‪ ,‬امجد اصحي الغدا جاهز و عمر اتصل و عايزك تجيلوه‬
‫ضروري " (زينب)‬
‫تناول امجد غدائه ثم غير مالبسه و ذهب راكبا سيارته ليذهب إلي منزل‬
‫عمر و إذ هو يركب قام هاتفه بالرن‬
‫" ألو ‪ ,‬اذيك يا امجد أنا في موضوع مهم عايز أكلمك فيه حاجه مهمة‬
‫عرفتها " (عمر)‬
‫" و أنا في حاجه كنت عايز أقولها لك " (امجد)‬
‫" تمام في انتظارك ‪ ,‬سالم " (عمر)‬
‫رد عليه امجد بالسالم ثم انطلق في طريقه راكبا سيارته و إذ هو منطلقا‬
‫وجد أمامه الفته مكتوب عليها " غ و إ ح "‬
‫" تاني " (امجد)‬
‫و إذ هو مركزا مع الالفتة وجد أمامه جزع شجرة كبير ساقطا فقام‬
‫بالتحرك يمينا ملتفا متفاديا الشجرة فتحركت السيارة في اتجاه جبال هاويا‬
‫فوقعت السيارة فقفز من السيارة محاوال إنقاذ نفسه و إذ هو يقفز وجد‬
‫أمامه بابا في وسط الغيوم نزل في اتجاهه دخل غرفه فيها أربعه أبواب ال‬
‫لم يكونوا أربعه هناك باب جديد لم يكن عليه اختصار بل عالمة استفهام‬
‫قام بفتح هذا الباب و دخله فوجد نفسه في السفينة و قد كانت تغرق حاول‬
‫أن يفعل شيء لكي ينقذ نفسه لم يستطع و وقع في الماء غاطسا و إذ بأحد‬
‫يسحبه ككل مرة لكنه تفاده هذه المرة و حين حاول االرتفاع إلي سطح‬
‫الماء وجد عمر يسحبه محاوال إنقاذه و لكن كان إلي جواره شخص غريب‬
‫لم يراه امجد من قبل و كيف يري شخص ما في الحلم دون أن يراه في‬
‫الحقيقة حيث انه من الواجب أن يخزنه العقل في الذاكرة لكي يأتي به في‬
‫الحلم و لكن هذا المعتاد في أحالم امجد عبد المعين فمن المستحيل أن تري‬
‫وحش في الحقيقة كالذي يراه امجد و هو الظبي الذي يأتي في كل أحالمه‬
‫و لكنه لم يكن موجودا هذه المرة و إذ كان هذا الرجل الغريب يمسك بيد‬
‫عمر نظر إليه و حرك رأسه كأنه يقول ال ثم نظر إلي امجد قائال "(ال‬
‫مفر)"‬
‫ثم أزال يد امجد عن يد عمر فسقط امجد و سحب مرة أخري و أحس‬
‫باالختناق و بشدة و بدء يسمع صوت جرس عالي فتح عينيه وجد سيارة‬
‫من خلفه تناديه بأن يتحرك لكي تستطيع التحرك‬
‫وصل امجد منزل عمر ‪ " ,‬أخيرا ‪ ,‬اتأخرت كدا ليه " (عمر)‬
‫" معلش زحمه مرور ‪ ,‬إيه هي الحاجة المهمة اللي كنت عاوزني فيها "‬
‫(امجد)‬
‫" و أنا بقرأ الكتاب انهارده الحظت إنه بيقول إن لو حد تاني عرف بالسر‬
‫اللي عرف قبله هيموت ‪ ,‬إنت كنت عارف الموضوع دا " (عمر)‬
‫" أنا ‪ ,‬ال خالص " (امجد)‬
‫" ماشي ‪ ,‬إيه هي ال‪( " ......‬عمر)‬
‫قام جرس الباب بالرن ذهب عمر ثم عاد قائال و هو ممسكا بيد شخص‬
‫" دا لو‪ .....‬لؤي زميل عمل و صديق جديد " (عمر)‬
‫ثم نظر إلي هذا الرجل قائال‬
‫" و دا امجد دا بقا صديق الطفوله " (عمر)‬
‫قام امجد وسلم عليه " أنت بقا كاتب الرواية اللي اسمها في األحالم "‬
‫(لؤي)‬
‫" أيوة " (امجد)‬
‫ثم قام يرشف من كوب الماء ‪ " ,‬و علي كدا أحالمك معقدة و إال زينا "‬
‫(لؤي)‬
‫أحس امجد باالختناق و قام بالسعال " قصدك إيه " (امجد)‬
‫" ال و إال حاجه مجرد سؤال و فضول مش أكتر أصل الكتاب و باألخص‬
‫الروائيين بيكون خيالهم واسع فعقلهم الالواعي بيكون قادر يديهم قدرة‬
‫فائقة علي رؤية األحالم بمنظور أخر يعني باختصار ممكن يشوفوا‬
‫حاجات في أحالمهم مش شرط عقلهم يكون شافها في الواقع زي بقيت‬
‫البشر " (لؤي)‬
‫أخذ امجد نفسا عميقا كأنه يشعر بارتياح شديد ثم قال " تمام فهمتك بس‬
‫غالبا أنا مبحلمش " (امجد)‬
‫" أه بالحق نسيت أقولك يا امجد أنا هسافر مع لؤي يومين سفاريه شغل "‬
‫(عمر)‬
‫" بس ‪( " .........‬امجد)‬
‫" الشغل شغل يا أستاذ امجد و إال إيه " (لؤي)‬
‫فنظر إليه عمر مبتسما " صح الصح " (عمر)‬
‫" و هتسافر امتي علي كدا " (امجد)‬
‫" بعد بكرة " (عمر)‬
‫" تمام " (امجد)‬
‫عاد امجد إلي منزله و قد كان مفعول الحبة انتهي ‪ ,‬كان يفكر ماذا سيفعل‬
‫و قد تخلي عمر عنه ‪ ,‬أخرج جهازه الحاسوب و كتب عليه ما حدث له من‬
‫أول اليوم حتى أخره كالمعتاد ‪ ,‬مفكرا باألمنية القادمة ماذا يا تري ستكون‬
‫و قد علق في منتصف الكتابة كاتبا " لوح مفاتيحي هو البيانو الذي أعزف‬
‫عليه كلماتي "‬
‫" مش ناوي تخش تنام الوقت اتأخر " (زينب)‬
‫نظر إليها " ال متشغليش بالك بيا " (امجد)‬
‫" في حاجات غريبه حصلت ليا انهارده في الشغل " (زينب)‬
‫" إيه هيا " (امجد)‬
‫" واحده جاتلي انهارده و قالت لي إن ابنها تعبان و حاسة إن عنده تايفود‬
‫سألتها عرفت ازاي قالت لي أخوها قالها إنه حلم بكده و فحصته و طلع‬
‫فعال عنده تايفود " (زينب)‬
‫قام امجد بالسعال ثم قال " طب و إيه المشكلة حاجة ممكن يكون حلم‬
‫مصادف عادي يعني ‪ ,‬بتحصل " (امجد)‬
‫" ال ما هي قالت لي إن دي مش أول مرة دايما بيحلم بحاجات و بتحصل‬
‫سواء لغيره أو له و بتقولي ممكن يكون مسحور " (زينب)‬
‫" زينب ‪ ,‬انتي دكتورة مستحيل تصدقي الخرافات دي " (امجد)‬
‫" عادي ما الحلم بتاعك ممكن يكون بيجي بسبب إنك مسحور " (زينب)‬
‫" مش مالحظه إنك بقيتي لكاكه بزياده ‪ ,‬و بعدين أنا قابلت واحد و قالي "‬
‫" إن معظم الروائيين بيحلموا بكده بسببب عقلهم الالواعي " (امجد)‬
‫" عقلهم إيه " (زينب)‬
‫نظر إليها " الالواعي ‪ ,‬حاجة كدا في علم النفس و التنمية البشرية "‬
‫(امجد)‬
‫" ماشي اسيبك بقا " (زينب)‬
‫" ماشي " (امجد)‬
‫ثم كتب علي الحاسوب في النهاية ‪:‬‬
‫سجلي أيتها المدونة التالي‬

‫الغرور‬
‫الوحدة‬
‫اإلهمال‬
‫الحزن‬
‫صفات مخفية‬
‫صفة جديدة‬
‫صفة مجهولة‬
‫أحالم واقعيه‬
‫مرحبا بالعودة‬
‫ثالثون عاما كأنهم ثالثون دقيقة‬
‫أمنيات مميتة‬
‫حياة عبارة عن حلم مشوه‬
‫دائما ما ينهي اليوم بهذه الكلمات و لكنه أضاف شيئان جديدان صفه جديدة‬
‫و صفه مجهولة و لكنه نسي أن هذه الصفة مشتقة من صفاته األولي‬
‫الفصل التاسع‬
‫( في عالم ثاني )‬

‫استيقظ امجد من نومه علي صوت هاتفه يرن فقد كان عمر و أراد أن يأتي‬
‫إلي منزله لكي يتكلم معه بأمر العلبة ‪ ,‬مرت ساعة و قد وصل عمر دخل‬
‫مكتب امجد دخل امجد ورائه‬
‫" احنا مكناش كملنا كالمنا عن الكتاب و إن لو حد عرف غيري بموضوع‬
‫العلبة حياتي كانت هتبقي في خطر و بسألك تاني انت كنت عارف "‬
‫(عمر)‬
‫" أيوه كنت عارف ارتحت كدا خالص و عارف كمان اليوم اللي عملت‬
‫فيه حدثه و دخلت في غيبوبة كان سببها إن نانيس حاولت تفتح العلبة "‬
‫(امجد)‬
‫" يعني كنت بتخدعني طول الوقت دا كنت بساعدك و انت بتخدعني كل دا‬
‫عشان مصلحتك الشخصية عشان كنت أكيد مفكر إنك لو قولتلي ‪ ,‬هتجنبك‬
‫و هستسلم " (عمر)‬
‫" صدقني مش زى ما انت مفكر الموضوع كله إن أنا ‪( " .......‬امجد)‬
‫" كان إيه قولي ها كان إيه ‪ ,‬انت عارف حاجه إحنا عمرنا ما كنا شبه‬
‫بعض كنا دايما مختلفين انت عمرك ما احتاجتني عشان نخرج سوا أو‬
‫حاجه عشاني كانت دايما عشانك كنت دايما عايزني في وقت المشاكل و‬
‫المصايب بتاعتك عشان إيه بقا عشان إيه عارف " (عمر)‬
‫" عشان ثقتي فيك " (امجد)‬
‫" عشان مصلحتك " (عمر)‬
‫" مادام انت مفكر كدا خالص يا سيدي أنا مش محتجلك ال انت مالك جاي‬
‫من السما و ال أنا شيطان قادم من تحت األرض كل واحد فينا علي كتفه‬
‫ذنب مأنبه و عايش عليه علي طول " (امجد)‬
‫" أنا شايف إن من األحسن أمشي " (عمر)‬
‫" يا ريت " (امجد)‬
‫خرج عمر من منزل امجد غاضبا ليس في ذهنه شيئا سوي أن يذهب إلي‬
‫مكان بعيد عن امجد يعطيه االسترخاء و الراحة بينما امجد الذي يستشيط‬
‫غضبا جاءت زينب لكي تلطف عنه‬
‫" أنا مش الزم أعرف إيه المشكلة اللي بينكوا بس عمر طيب و شخص‬
‫صالح فنصيحه مني ليك متحاولش تخسره " (زينب)‬
‫" قصدك إيه يعني يا زينب إن أنا فاسد " (امجد)‬
‫" ال أنا مش قصدي كدا أنا قصدي أقول إنكوا بتكملوا بعض كإخوات بس‬
‫هو أخ روحي ليك فمش الزم عشان مشكلة مهما كانت عقدتها تخسروا‬
‫بعض " (زينب)‬
‫" يا أدي كورس التنمية البشرية اللي انتي عايشه لنا فيه " (امجد)‬
‫" امجد ‪ ,‬ارجوك خليك جاد و لو مرة في حياتك الجد وقت الجد و الهزار‬
‫وقت الهزار ادي لكل حاجه حقها " (زينب)‬
‫هز رأسه بالموفقة ‪ " ,‬المفروض أعمل إيه دلوقتي " (امجد)‬
‫" المسألة مسألة وقت و األمور هتعدي إن شاء هللا " (زينب)‬
‫الجميع نيام و إذ امجد أحس بالعطش قام ليشرب خرج له زياد‬
‫" بابا أنا مش عارف أنام " (زياد)‬
‫" ليه في حاجة مديقاك مخلياك مش عارف أو حاجة تعباك " (امجد)‬
‫" أنا و واحد صاحبي اتخاصمنا بسبب واحد تاني حاول يوقع ما بينا أو‬
‫حاول يسحبه له و يمنعه من صداقتي زي ما لؤي عمل كدا ما بينك و بين‬
‫عمو عمر " (زياد)‬
‫" تصدق ممكن يكون معاك حق إنه هو السبب بس انت عرفت لؤي‬
‫منين " (امجد)‬
‫" ألني مش زياد "‬
‫ثم بدأت جدران المنزل تقع و بدء يهتز حتي وجد نفسه وسط المحيط و إذ‬
‫يقوم هذا الكائن الذي يشبه زياد بدفعه في الماء فوقع و لكن و هو يقع‬
‫تشقلب ‪ 360‬درجه و وقف مره أخري و لكن كان في جزيرة و كان أمامه‬
‫المحيط و جريان الماء علي الجزيرة حتي جاءت إليه ورقة مكتوب فيها ما‬
‫قد كتبه منذ ثالثين عاما حين قام بتناول حبتان نظر أليها مبتسما ط المد و‬
‫الجزر " ثم أكمل قائال " مرحبا بالعودة " ثم صرخ " أنا زهقت أنا مش‬
‫عايز مش عايز أرجع وحيد الوحدة قتاله "‬
‫" امجد ‪ ,‬انت بتعمل إيه " (زينب)‬
‫" نظر امجد وجد نفسه يهز زياد و زياد يبكي خوفا و إلي جواره زينب‬
‫نظرت إلي الزجاجة ثم نظرت له " انت لسا بتشرب " (زينب)‬
‫أشار إلي الزجاجة " بشرب إيه دي ميه " ثم نظر إلي الزجاجة و وجدها‬
‫لم تكن زجاجة ماء و في يده الورقة ‪ ,‬قد كان زياد قد تبول علي نفسه‬
‫" انت هتقعد مع نفسك شويه تفهم غلطك شوفه تتكلم اتكلم مع الحيطان "‬
‫(زينب)‬
‫" أرجوك يا زينب متسبينيش وحدي هموت " (امجد)‬
‫" انت اللي اخترت الكل يبعد عنك و اخترت الوحدة ‪ ,‬الوحدة مش هي اللي‬
‫فتحت لك بابها انت اللي كان معاك المفتاح " (زينب)‬
‫" و لو قولت لك إن مفيش باب قدامي غيره و لو قولت لك إن المفتاح دا‬
‫مش بإيدي إني أرميه مجبور " (امجد)‬
‫" محدش يقدر يجبرك علي حاجه انت مش عاوزها " (زينب)‬
‫خرجت من المنزل و معها األطفال ‪ ,‬أصبح امجد وحيدا تحول جزء من‬
‫األحالم التي رآها ألسرته من ثالثين عاما و التي تعبر عن أحاسيسه إلي‬
‫واقع صعب االعتياد عليه ‪ ,‬تحققا الغرور و الوحدة و مازال اإلهمال و‬
‫الحزن ‪ ,‬كان جالس وحيدا يريد أن يقضي علي ما هو ممل مرددا في ذهنه‬
‫" عندما سأكون في قبري حتما لن أشعر بالملل ألني شعرت به عندما كنت‬
‫حيا "‬

‫األمنية السابعة ‪:‬‬

‫فكر في أمر واحد هو تدخين لفافة من السجائر التي لم يعد هناك أحد‬
‫سواها و أمه التي يكاد يكون قد نسيها ‪ ,‬لم يكن معه شيء يشعلها و يحرقها‬
‫سوي أن يشغل البوتاجاز شغل الغاز و نظر خلفه وجد علي المنضدة العلبة‬
‫و كأنها تناديه نظر إليها " عايزة إيه مني مش كفاية سبتيني وحيد أو يمكن‬
‫أنا كنت وحيد دايما و أنا معاهم مفيش حد فيهم حسسني باللمه " (امجد)‬
‫فتح العلبة لم يجد فيها سوي اثنان من الحبوب أخذ واحدة‬
‫" اتمني اشوف نفسي و حياتي عاملة ازاي من بعد أخر "‬
‫و ما لبث أن فتح عينيه وجد نفسه أمام منزله و كان في وضح النهار ‪,‬‬
‫دخل امجد المنزل قام بنقر الجرس فتح الباب و وجد أمامه عمر‬
‫" امجد أخيرا وصلت أنا حلمت برضوا امبارح و أنا تحت تأثير العلبة انت‬
‫القيت حاجه من الكتاب " (عمر)‬
‫" حلمت ازاي و كتاب إيه " (امجد)‬
‫" نعم قصدك إيه " (عمر)‬
‫دخل شخص ما و قد كان الباب مفتوحا ‪ " ,‬عمر أوعي تقولي إنك اتمنيت‬
‫أمنية تاني " (امجد من البعد األخر)‬
‫نظر عمر " امجد هو أنا ليه شايفكوا اتنين " (عمر)‬
‫" عشان إحنا اتنين " (امجد)‬
‫نظر إليه امجد الذي من البعد األخر " انت مين و جيت ازاي أنا مش فاهم‬
‫حاجه " (امجد من البعد األخر)‬
‫" و ال أنا " (عمر)‬
‫" أنا امجد عبد المعين و ‪( ".....‬امجد)‬
‫" ال أنا امجد عبد المعين انت كداب " (امجد من البعد األخر)‬
‫" أنا عارف ‪ ,‬هو أه الموضوع معقد بس أنا هفهمكوا ‪ ,‬أنا امجد عبد‬
‫المعين و هو انت امجد عبد المعين بس أنا امجد من بعد تاني يعني مكان‬
‫تاني و جيت البعد دا " (امجد)‬
‫" ميكانيكا الكم و النظرية النسبية " (عمر)‬
‫" بالظبط " (امجد)‬
‫" هو أنا ليه حاسس إن أنا حمار وسط عباقرة " (امجد من البعد األخر)‬
‫" بص أنا هفهمك انت عارف العجينة طبعا ممكن تقسمها نصين النصين‬
‫شبه بعض جدا ممكن يكون االختالف موجود بنسبة عشرة في الميه بس ‪,‬‬
‫هو دا برضوا البعد األخر مكان تاني فيه ناس شبهك و شبه عمر اسما و‬
‫شكال و سعات بتبقي شبهها في المهنه و السن و سعات ال و سعات‬
‫شخصيه معينه تكون موجودة في البعد دا ماتت في البعد التاني أو مش‬
‫موجودة خالص " (امجد)‬
‫" أه فهمتك ‪ ,‬بس إيه الفرق بين عالمك و عالمي و ازاي جيت هنا "‬
‫" جيت هنا ألني أنا اللي كان معايا العلبة و بتمني منها مش عمر و دا‬
‫الفرق و لكن أوجه التشابه كتير منها إن عمر لسا زكي " (امجد)‬
‫" تمام ‪ ,‬أنا كدا هسميكوا امجد ‪ 1‬لصاحبي امجد اللي في البعد دا و امجد ‪2‬‬
‫للي جاي من عالم تاني " (عمر)‬
‫نظر امجد ‪ 1‬ألمجد ‪ " 2‬ثانيه هو انت كان قصدك لما قولت إن عمر لسا‬
‫ذكي " (امجد ‪)1‬‬
‫نظر له مبتسما " قصدي كل خير " (امجد ‪)2‬‬
‫" هو انت بتكتب روايات و إال عمر " (امجد ‪)1‬‬
‫" ال أنا " (امجد ‪)2‬‬
‫" شوفت بقي أهو في وجه تشابه برضوا أنا كمان بكتب روايات و منها‬
‫رواية شبيهه باللي بيحصلنا دلوقتي هو انت اسم روايتك إيه " (امجد ‪)1‬‬
‫" اسمها في األحالم و انت " (امجد ‪)2‬‬
‫" متفرقش كتير بينها و بين روايتي ‪ ,‬روايتي اسمها علي قيد األحالم "‬
‫(امجد ‪)1‬‬
‫" حلو االسم دا مميز " (امجد ‪)2‬‬
‫" قولتله يسميها كلك نظر بس هو رفض " (عمر)‬
‫" ال علي قيد األحالم أوضح من كلك نظر كلك نظر فيها إبهام و مش أي‬
‫حد هيفهمها " (امجد ‪)2‬‬
‫" أنا قولت كدا برضوا " (امجد ‪)1‬‬
‫كان امجد مرتديا قميص و كان القميص أزراره العلويه مفتوحه تكشف‬
‫جزءا من صدره " بس في اختالف برضوا بينا اختالف جسدي انت‬
‫عندك وحمه في صدرك باينه " (امجد ‪)1‬‬
‫" أه عندك قوة مالحظة أنا الوحمة دي عندي من يوم ما اتولدت "‬
‫(امجد ‪)2‬‬
‫" امجد ‪ 1‬ينفع تنزل تجيب كتاب خلفاء الشيطان في األرض " (عمر)‬
‫نظر إلي عمر " عندكوا اسمه ألطف شوية من عندنا " (امجد ‪)2‬‬
‫" ليه هو عندكوا اسمه إيه " (امجد ‪)1‬‬
‫" خلفاء سيد الظالم " (امجد ‪)2‬‬
‫ضحك عمر قائال " سيد الظالم ‪ ,‬بس هو لونه أحمر مش أسود " (عمر)‬
‫" هو إيه دا " (امجد ‪)1‬‬
‫" الشيطان يا امجد انت دماغك راحت فين " (عمر)‬
‫" اسمه ظالم اكيد عشان السودويه اللي هو فيها " (امجد ‪)1‬‬
‫" و أعماله اللي بتثبت كدا " (امجد ‪)2‬‬
‫خرج امجد ‪ 1‬ليجلب الكتاب و حين خرج‬
‫" نفسي أعرف يا تري زينب مراتي هيبقي شكلها عامل ازاي " (امجد ‪)2‬‬
‫" زينب مراتك ‪ ,‬غريبه زينب تبقي مراتي في البعد دا " (عمر)‬
‫" ال يا راجل علي كدا بقي امجد مراته تبقي فريدة " (امجد ‪)2‬‬
‫" فريدة مين امجد مش متجوز " (عمر)‬
‫" أسف الدنيا متلخبطه في بعدنا عن بعدكم تماما " (امجد ‪)2‬‬
‫" أرجوك متنسينيش اللي كنت عاوز أقوله ‪ ,‬الوحمة دي فاهم بتشير إليه "‬
‫(عمر)‬
‫" معناها إيه " (امجد ‪)2‬‬
‫" معناها إن حاجه بتمني متحصلش بتمني لو كانت ليا أنا " (عمر)‬
‫" معناها إيه أرجوك قولي " (امجد ‪)2‬‬
‫تنهد قليال ثم قال " في حاجة في علم التنجيم و األبراج بتقول إن اللي عنده‬
‫وحمه في مكان معين ‪ ,‬الشخص اللي شبهه في بعد تاني هيموت بالطعن‬
‫في نفس مكان الوحمة اللي عند الشخص األول " (عمر)‬
‫" قصدك إن امجد هيموت بس انت إيه عرفك إن دا اللي هيحصله كدا ما‬
‫في مليون من األبعاد التانيه ممكن يحصل لواحد من اللي فيها كدا مش‬
‫شرط امجد دا " (امجد ‪)2‬‬
‫" ال مادام انت اتمنيت إنك تروح بعد تاني و جيت البعد دا بالذات يبقي هو‬
‫اللي هيحصله كدا " (عمر)‬
‫" بس يمكن يموت بعدك ممكن يموت في وقت متأخر و في سن كبير مش‬
‫شرط دلوقتي " (امجد‪)2‬‬
‫" أو يمكن يكون وجودك إشارة علي إنه هيموت قريب " (عمر)‬
‫نظر امجد إلي األرض قائال " يمكن " (امجد‪)2‬‬
‫" انت أكيد عارف الوحدة صعبه قد إيه و خسارة أغلي ما عندك وحشة قد‬
‫إيه و حرقه قلبك هتبقي عاملة ازاي والحزن جواك هيبقي عامل ازاي‬
‫قولي انت لو ال قدر هللا لو خسرت عمر اللي في بعدك هتعمل إيه "‬
‫(عمر)‬
‫" أنا فعال خسرته ‪ ,‬خسرته بتهوري بغروري خسرته و هو موجود قدامي‬
‫خسرته و بقيت ‪ ........‬بقيت وحيد " (امجد‪)2‬‬
‫" لو كان سمعك دلوقتي كان زمانه سامحك بسهوله " (عمر)‬
‫" إيه اللي عرفك " (امجد‪)2‬‬
‫" االعتراف بالحق فضيلة و بعدين دي نفسي و أنا عارفها " (عمر)‬
‫" المهم دلوقتي مفيش أي إشارة جاتلك تعرفك تعمل إيه أو تنقذ نفسك‬
‫إزاي " (امجد)‬
‫" تيتا سندس بتيجي ليا في األحالم علي طول " (عمر)‬
‫" بتساعدك ازاي و اشمعنا هي " (امجد‪)2‬‬
‫" أصل العلبة فيها ‪ 15‬حبايه هي استخدمت ‪10‬و فاضل ‪ 5‬و هي ماتت بعد‬
‫العشرة حبايات دول ‪( " ........‬عمر)‬
‫" ثانيه بس عشان أنا مش فاهم ‪ ,‬هي جاتلها العلبة و كمان استخدمتها و‬
‫ماتت طب و مادام ماتت انت بتستخدمها ليه " (امجد‪)2‬‬
‫" انت مشوفتش في الكتاب إن اللي مات من غير ما يخلص الحبوب كلها‬
‫حد من صلبه هيكمل الحبوب ألنها لعنه لما بتصيب بتصيب الكل "‬
‫(عمر)‬
‫" غريبة أول مرة أعرف الموضوع دا " (امجد)‬
‫علي النظير األخر بينما كان عمر و امجد ‪ 2‬يتكلمان في حوار مهم كان‬
‫امجد‪ 1‬يبحث عن الكتاب و حين وجده قد اكتشف أمر في غاية الخطورة‬
‫أنه حين يجتمع شخصان يمتلكان نفس اللعنة في وقت واحد أحدهم يجب أن‬
‫يموت قبل األخر لكي ال يموتوا في وقت واحد و الحل الوحيد هو تسليم‬
‫قربان لنفس بريئة لتطفئ نار الظالم ‪.‬‬
‫" لقيت الكتاب " (امجد‪)1‬‬
‫" قريت فيه حاجه و إال " (عمر)‬
‫هز رأسه ثم نظر إلي امجد نظرة ريب شعر بها هو األخر ‪ ,‬و لكن امجد‬
‫‪ 2‬كان جاهال سبب هذه النظرة المقلقة ‪.‬‬
‫" امجد ‪ ,‬ممكن ثانية علي انفراد " (امجد ‪)1‬‬
‫هز رأسه بالموافقة ثم اتجهوا ناحية الغرفة ‪ " ,‬بص أنا عارف إن كل‬
‫حاجه قضاء و قدر بس أنا مكنتش عايز أعرف كنت عايز أبقي علي عمايا‬
‫يا ريتني كنت أنا ‪ ,‬وجودك هنا مكانش له الزمه يا ريتك ما كنت جيت "‬
‫(امجد‪)1‬‬
‫رد امجد و كأنه شاعرا بأنه سمع هذا من قبل " أنا مش فاهم حاجه هو في‬
‫إيه " (امجد‪)2‬‬
‫قام امجد‪ 1‬بتفهيمه كل شيء مخالطا المالمة عليه بشكل غير مباشر ‪ ,‬و‬
‫اآلن يا امجد ماذا ماذا بعد لم يعد مرحب بك هنا و ال حتى هناك ماذا هل‬
‫ستتمني أن تنشق األرض و تبتلعك أم ماذا هل تريد الموت أم تريد أن‬
‫تكمل أعرف أنك محب لروح التحدي و لكن هل ستكمل أم توافق علي‬
‫الموت البعض يتمني فهذه األيام الموت و لكن طبعا بشكل محلل األمر‬
‫معقد هل هذا ما أردت و لكن حتى و لو لم يمت عمر هل ستموت في‬
‫مجلس غير مجلسك ماذا يا امجد ما هو الحل و لكن أيضا بدء يشعر بأن‬
‫السيناريو أصبح مفهوما أصبح يعرف ماذا سيحدث و اآلن هو ينتظر‬
‫المشهد و بينما تتضارب األفكار في دماغه شعر بهزه خفيفة ثم نظر إلي‬
‫امجد‪ 1‬قائال ‪ :‬هو إحنا في سنه كام‬
‫"‪( "1992‬امجد‪)1‬‬
‫قام امجد بالجري ناحيه عمرو هو ممسك بيد امجد‪ 1‬قائال بأعلي صوت‬
‫" زلزال " ‪ ,‬من الواضح أنه لم يكن في الحسبان أمر الزمان‬
‫نظر إلي عمر متسائال ‪ :‬عندكم أي تربيزات أو سراير ننزل تحتها بسرعة‬
‫" ال لألسف كل التربيزات و السراير اللي عندنا مقفوله من األجناب "‬
‫(عمر)‬
‫" هو دا الدور الكام " (امجد ‪)2‬‬
‫" الدور التالت " (عمر)‬
‫" احنا الزم ننزل " (امجد ‪)1‬‬
‫" ال مينفعش كدا هتبقي نسبه الخطر أكبر " (امجد‪)2‬‬
‫أمسك أمجد ‪ 1‬بعمر متجها ناحيه الباب للخروج فأمسك امجد ‪ 2‬بيده‬
‫األخرى ‪ ,‬قام امجد ‪ 1‬بفتح الباب و خرج منه بينما امجد األخر كان‬
‫ممسكا باليد األخرى قام الباب منغلقا وحده فأفلت امجد ‪ 1‬يده و كان‬
‫خارج الباب بينما قامت قوه مجهولة بسحب امجد األخر إلي داخل‬
‫غرفة من الغرف ‪ ,‬لك أن تتخيل امجد‪ 1‬بالخارج أمام الساللم و‬
‫عمر في الصالة و امجد ‪ 2‬في غرفة من الغرف و قد كان الباب‬
‫منغلقا عليه قام و كان أمامه سرير قام و أزال المرتبة التي هي عليه‬
‫و أخرج األلواح جلس في داخله ثم وضع بعض األلواح و فوقها‬
‫السرير لكي يتجنب وقوع أي من الصخور علي رأسه و بعدما‬
‫أنتهي أغمض عينيه فتحهما وجد نفسه واقفا و أمامه عمر كان ينظر‬
‫من العين السحرية التي في الباب صارخا قائال ‪ " :‬ال مستحيل أنا‬
‫مش هخلي دا يحصل " ‪ ,‬قام محاوال كسر الباب انكسر و كان‬
‫أمامه امجد صديقه قد انكسرت طبقه الخرسانة التي تحته و كان‬
‫سيقع علي قضيب من الحديد الذي كان مثبتا كان امجد يحاول إنقاذ‬
‫نفسه من أن يقع من الفتحة ممسكا بإحدى أطرافها قام عمر محاوال‬
‫أن يمسك به لكنه ال يقدر علي حمله نظر إليه امجد قائال ‪ " :‬خالص‬
‫يا عمر سيبني أنا عايز أبقي القربان أتمني أكون بريء " ثم أفلت‬
‫يده واقعا ناحية القضيب وجهه له و ظهره لصديقه دخل القضيب‬
‫من صدره خارجا من ظهره كان مشهدا كأنك تشاهد فيلما و لكنه‬
‫واقعي و هذا ما يجعله أليما ‪.‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫( علي قيد األحالم )‬

‫أغمض امجد عينيه ثم فتحهما وجد نفسه في سيارته و أمام مقبرة للموتى‬
‫لم يفكر ماذا كانت هذه المقبرة لم يفكر في شيء سوي أن يعود إلي منزله‬
‫و يأخذ حماما ساخنا و يستريح من الذي رآه منذ قليل و لكن لألسف هو ال‬
‫يعرف ماذا ينتظره ‪.‬‬
‫حين وصل المنزل وجد أمامه أناس كثيرون و يبدو علي وجوههم الحزن ‪,‬‬
‫ال يعرف ماذا حدث و ال يفهم أي شيء حتى جاءت مروة جارتهم و‬
‫نظرت إليه " والدتك تعيش انت يا أستاذ امجد ‪ ,‬البقية في حياتك "‬
‫ثم جاءت إليه زينب ناظرا إليه بغضب يخالطه الحزن و في صوتها نبرة‬
‫عتاب " الجيران شموا ريحه غاز قويه في البيت راحوا يطمنوا فضلوا‬
‫يخبطوا مالقوش حد بيفتح قاموا كاسرين الباب و فضلوا يدوروا علي ماما‬
‫لحد ما القوها ميتة مخنوقة ‪ ,‬كنت فين قولي ها كنت فين " ثم أكملت و‬
‫هي باكية " ماما ماتت بسببك انت بسبب إهمالك شوفت اإلهمال بيعمل إيه‬
‫شوفت اإلهمال بيودي لفين ‪ ,‬إدعي ربنا يسامحك علي اللي انت عملته "‬
‫نظر إليها و هو قمة الذهول و اإلبهام ثم اتجه ناحية السيارة متسائال ‪ :‬كيف‬
‫ماتت هل أنا السبب فعال أم إنه هو السبب ‪ ,‬ناظرا إلي العلبة ‪.‬‬
‫علي النظير األخر قد عرف عمر ما حدث و قد جاء مسرعا متسائال عن‬
‫امجد أين هو و كيف حاله عندما عرف الخبر فأجابوا بعدم معرفتهم مكانه‬
‫و بأنه كان في قمة الحزن و أنهم في الخوف عما قد يحدث له فأجبهم عمر‬
‫" أنا عارف هو فين "‬
‫ركب عمر سيارته متجها إلي المكان الذي تسبب في كل هذه المشاكل علي‬
‫أمل أن يكون امجد هناك ‪.‬‬
‫" انت شايف إن دا الحل الهروب و إال المواجهة " (عمر)‬
‫نظر إليه باكيا حزينا " أنا مخنوق يا عمر مخنوق و كلي عقد نفسيه إنك‬
‫تبقي مجهول وسط ناس عارفاك و انت عارفها ‪ ....‬متعبه ‪ ,‬إن الكل مش‬
‫واخدك جمبه و مطنشك ‪ .....‬متعبه إنك تموت كل يوم من الوجع‬
‫الداخلي حاجه ‪ .....‬متعبه ‪ ,‬إنك تكون مهمل في حق نفسك و في حق‬
‫غيرك ‪ .....‬متعبه ‪ ,‬أنا فعال عايز أهرب عايز أهرب بعيد عايز أكون في‬
‫مكان لوحدي منعزل عن الناس ألنك تبقي وحيد بعيد عن الناس أرحم‬
‫بكتير من إنك تبقي وحيد و انت وسطهم " (امجد)‬
‫" أنا معاك و نفسي أبقي كمان زيك بس أحسن حاجه دلوقتي إنك تمثل‬
‫تحسسهم إنهم فاهمينك ألنك لو فضلت طول حياتك تعمل كدا هتحس بإن‬
‫العمر ملوش طعم " (عمر)‬
‫" أنا شايف إني أعيش كدا أحسن من إني أخسر سنين من عمري و أنا‬
‫بدور علي رضا الناس " (امجد)‬
‫" ما انت لو سبت رضا الناس و بصيت علي رضا نفسك هتفضل طول‬
‫عمرك بتجري ورا حاجة مش موجودة ‪ ,‬النفس يا امجد غير مكتملة شايفه‬
‫أي حاجه قدامها بترضيها و بعد لما تاخدها بتشبع منها و بتبص لحاجه‬
‫تانيه تشبعها ‪ ,‬واحد أعرفه مرة قالي إننا بشر مفيش حد مالك جاي من‬
‫السما و مفيش حد شيطان قادم من تحت األرض " (عمر)‬
‫نظر امجد إلي كالم عمر نظرة رضا و قبول و اقتناع ثم قال ‪:‬‬
‫" طب دلوقتي إحنا محتاجين نعرف هنعمل إيه مع العلبة أنا جالي عبد‬
‫الرحمن في الحلم و عرفني هنعمل إيه عشان نخلص من اللعنة دي بس‬
‫علي شكل لغز " (امجد)‬
‫" طب كويس ‪ ,‬قولي إيه هو اللغز يمكن أساعدك " (عمر)‬
‫" ندفن حاجه تحت تربة " (امجد)‬
‫" حاجه ‪ ,‬إيه هي الحاجة دي " (عمر)‬
‫" معرفش مقاليش و كمان قالي كمان إن التربة اللي هيدفن فيها الحاجة‬
‫يكون فوقيها حاجه ال هي قريبه زي الصخر و ال هي بعيده زي الهوا ‪,‬‬
‫ما بين البنين " (عمر)‬
‫" ال هي بعيده زي الصخر و ال هي ‪ .......‬الجزيئات " (عمر)‬
‫" نعم " (امجد)‬
‫" الجزيئات كنا بناخدها في الكيميا إن أي مجسم في الدنيا بيتكون من‬
‫جزيئات صغيره بينها روابط فلما تكون الجزيئات دي قريبه بتكون صلب‬
‫زي الصخر و لما تكون الجزيئات متباعدة بتكون غاز ‪( ".....‬عمر)‬
‫" زي الهوا ‪ ,‬ما بين البنين دا يعني سائل اللي هو ‪( "......‬امجد)‬
‫" ميا " (عمر)‬
‫" بحر " (امجد)‬
‫" عرفت منين إنه بحر " (عمر)‬
‫" عبد الرحمن كان بيجيلي قدام البحر دايما " (امجد)‬
‫" تمام ‪ ,‬بس المهم دلوقتي إنك ترجع البيت و تريح لك شويه و تاني يوم‬
‫الصبح أعرف عملت إيه في الفترة اللي مكنتش فيها معاك " (عمر)‬
‫هز امجد رأسه بالموافقة متمنيا االنتهاء من هذا العناء و هذه اللعنة التي‬
‫حلت به‬
‫إنه منتصف الليل ‪ ,‬كان امجد نائما وحده في المنزل و قد حلم مجددا بذلك‬
‫الحلم حلم الغرق في البحر ‪ ,‬استيقظ و هو يشعر باالختناق مجددا قام‬
‫ليشرب و إذا الحظ ظل لشخص في مكتبه ذهب ناحية المكتب فتح بابه ثم‬
‫وجد أمامه أربعه أبواب و باب خامس في المنتصف و كان علي كل باب‬
‫من األبواب حرف كاختصار لصفة من صفات امجد ‪ ,‬الباب الذي كان في‬
‫المنتصف عليه الفته مكتوب عليها ‪ " :‬هديه من سيد الظالم الصفة‬
‫الخامسة هي ملتقي الصفات األربع "‬
‫" إيه هي الصفة اللي هتجمع عليها الصفات األربعة إيه اإلحساس اللي‬
‫جوا الشخص بيخليه يتغر و يبقي وحيد و مهمل و كمان حزين ‪.........‬‬
‫الخوف "‬
‫بعدما قال ذلك اختفت عالمة االستفهام و أصبح مكانها حرف (خ) ‪ ,‬و بعد‬
‫ذلك فجاءه انشقت األرض من تحته فوقع غارقا في الماء و فجاءه امتدت‬
‫يد له فأمسك بها امجد و حين خرج و أصبح علي سطح الماء وجد من مد‬
‫يده له هو عمر قائال ‪ :‬و أنا خوفك اللي كاتمه جواك و الزم تعترف بيه‬
‫و لكن كان إلي جوار عمر نفس الشخص الذي رآه من قبل و اتضح أنه‬
‫وجه لؤي صديق عمر ‪ ,‬أمسك بيد عمر و أزالها عن يد امجد فوقع امجد‬
‫غارقا في الماء شاعرا باالختناق و كأنه يتنفس أنفاسه األخيرة حتى‬
‫أغمض عينيه ثم فتحهما فوجد نفسه علي مكتبه و قد كانت الساعة الثامنة‬
‫صباحا‬
‫" إيه دلوقتي بقيت بمشي و أنا نايم كمان " (امجد)‬
‫صوت الباب يرن كان عمر فتح له امجد و قد سأله عمر عن عما قد فعله‬
‫طول فتره غيابه ‪ ,‬و قد أخبره بما فعله بالتفصيل الممل و أخبره بما حلم به‬
‫البارحة عدا مشهد رؤيته للؤي‬
‫" حلمت امبارح ‪ ,‬هو انت أخدت الحباية " (عمر)‬
‫" ال " (امجد)‬
‫" دا معناه إنك اتخدعت و أنا اتخدعت انت كنت ممكن تحلم من غير‬
‫العلبة " (عمر)‬
‫" علي كدا يا عمر إحنا الزم نخلص من العلبة دي و ضروري " (امجد)‬
‫" تمام إحنا في إيدنا الحل بس لسا منعرفش إيه اللي المفروض يدفن "‬
‫(عمر)‬
‫" الحاجة دي أكيد العلبة مادام العلبة هي سبب اللعنة يبقي لما ندفن العلبة‬
‫اللعنة هتدفن " (امجد)‬
‫" بالظبط كدا بس ما تحاولش تعمل حاجة غير لما أبقي معاك ماشي "‬
‫(عمر)‬
‫هز امجد رأسه بالموافقة ثم رحل عمر عندما كان امجد جالسا وحده فكر‬
‫في إرجاع زينب و األطفال ‪.‬‬
‫فتحت الباب وجدته امجد تركت الباب و دخلت ‪ " ,‬زينب ‪ ,‬أنا عارف إني‬
‫بغلط بس اإلنسان مش معصوم من األخطاء " (امجد)‬
‫" بس اإلنسان لما بيغلط بيعتذر " (زينب)‬
‫" امجد ثانيه من وقتك لو سمحت " (والد زينب)‬
‫" روح انت دلوقتي و أنا هحاول أقنعها ترجع بكرا " (والد زينب)‬
‫هز امجد رأسه بالموافقة متأمال أن يجد حال لما هو فيه ‪.‬‬
‫الساعة الثامنة مساءا و امجد كان جالسا وحيدا في منزله كالعادة ‪ ,‬الملل‬
‫معه و ال شيء أخر أمامه العلبة و كأنها إنسان يكلمه يريد منه أن يلمسه‬
‫كان امجد يحاول المقاومة و لكن حين نظر إلي العلبة قرر أن يفعلها و ال‬
‫يهم ماذا سيحدث بعد ذلك سيتحدى الخوف الذي هو بداخله ‪ ,‬أخذ العلبة‬
‫وضعها إلي جواره ‪ ,‬أخرج ورقه و قلم كتب ما أراد أن يكتبه وضع‬
‫الورقة علي المنضدة التي أمامه أمسك بالعلبة و خرج من منزله تاركا‬
‫بابها مفتوح ‪ ,‬ركب سيارته متجها إلي المكان الذي كما يعتقد سينهي ما هو‬
‫فيه ‪ ,‬علي النظير األخر كان عمر في منزل لؤي صديقه كان جالسا إلي‬
‫جواره‬
‫" امجد عامل إيه " (لؤي)‬
‫" الحمد هلل قرب يبقي كويس " (عمر)‬
‫" و أحواله إيه بعد ما هدي مامته ماتت " (لؤي)‬
‫" تمام بيحاول يقتنع بعدم وجودها في ‪ .......‬ثانيه واحدة انت عرفت منين‬
‫إنها ماتت " (عمر)‬
‫" انت كنت قولت لي " (عمر)‬
‫" ازاي هو أنا شوفتك فين عشان أقول لك إنها ماتت هي ماتت بعد أخر‬
‫مرة قابلتك فيها ‪ ,‬طب حتى عرفت منين إن اسمها هدي ‪ ,‬انت مين "‬
‫(عمر)‬
‫حاول عمر االتجاه ناحية الباب ليخرج فلوح هذا الرجل بيده ناحية عمر‬
‫فتم رمية ناحية الجدار واقعا مغشيا عليه فاتجه لؤي ناحيته فأمسك عمر‬
‫بزجاجه من الزجاج كانت إلي جواره ضرب بها لؤي فوقع لؤي و الدم‬
‫يتساقط من رأسه ‪ ,‬خرج عمر راكبا سيارته محاوال االتصال بصديقه‬
‫امجد فرد عليه و أخبره بأنه ذاهب إلي البحيرة القريبة من منزله‬
‫بينما كان عمر ذاهبا إلي امجد ‪ ,‬كانت نانيس أمام منزل امجد تناديه‬
‫لتطمئن عليه و لكن لم تجد أحد يرد و الحظت أن الباب مفتوح فدخلت‬
‫وجدت أمامه الورقة التي كتبها امجد و التي كانت تقول ‪:‬‬
‫" يا من تقرأ رسالتي اآلن أنا ذاهب إلي بحيرة ‪ ......‬ألنتهي من اللعنة التي‬
‫جعلت مني مسخ و من أهلي مجهولين و من حياتي سواد فإن لم أعد فأخبر‬
‫أهلي أحبهم "‬
‫بعدما قرأت نانيس هذا الكالم ذهبت مسرعه إلي البحيرة التي هو امجد‬
‫ذاهبا و أما عمر و إذ هو ذاهب كان متجها بأقصى سرعة و قد ظهر‬
‫فجاءه أمامه فتي صغير يرتدي معطف و كأنه الشتاء حين رآه عمر لم‬
‫يعرف ماذا يفعل خاف من أن يدهسه فتحيد عن الطريق حتى ارتطم‬
‫بشجرة ‪.‬‬
‫أما امجد ذهب ناحية البحيرة و أمامه العلبة نظر إلي الماء قائال ‪ " :‬يا‬
‫صابت يا خابت " ‪ ,‬ثم قفز في الماء غطس حتى القاع قام بالحفر وضع‬
‫العلبة ثم قام بالردم ‪ ,‬و حين حاول الصعود أغمض عينيه و حين فتحهما‬
‫وجد نفسه في المقبرة الذي رآها من قبل و نفس الفتاة الذي رآها اقترب‬
‫منها نظر إليها و نظرت إليه ثم قالت ‪ " :‬بابا "‬
‫ثم فجاءه اختفت و بدأت األرض التي تحته تسحبه إليها كأنها رمال‬
‫متحركة حاول التصدي لكنه لم يستطع و لكن اتضح أنها ليست رمال بل‬
‫إنه في الماء ثم وجد يد تمد له من فوق فأمسك بها و يد أخري مختلفة عن‬
‫التي قبلها فأمسك بها قاما بسحبه حتي صعد فوجد أمامه عمر و نانيس ‪,‬‬
‫جذبه عمر إليه ثم بدء بالضغط علي صدره‬
‫" أرجوك قولي إنك لسا عايش " (عمر)‬
‫" ال أنا مش عايش خالص أنا لسا بحلم " (امجد)‬
‫ثم أغمض عينيه و لم يشعر بنفسه حتى فتحهما و وجد نفسه علي سرير و‬
‫في المستشفي و أمامه أخته نانيس نظرت إليه قائله ‪ " :‬دخلت عليك القيتك‬
‫وقع علي األرض فقومت واخداك المستشفي اتضح إنها قله نوم "‬
‫ثم اقتربت منه قائله بهمس ‪ " :‬متخافش سرك في بير "‬
‫" فين زينب هي مجتش صح " (امجد)‬
‫نظرت إليه مبتسمة " ال هي جت بس أغني عليها من القلق فخدوها‬
‫الغرفة اللي جمبك و اكتشفوا ‪( " ......‬نانيس)‬
‫" اكتشفوا إيه " (امجد)‬
‫" في مولود جديد جاي في الطريق " (عمر)‬
‫كان عمر بجواره و قد كان نائما ثم استيقظ ‪ " ,‬واضح إننا خلصنا من‬
‫المشكلة دي خالص " (امجد)‬

‫بعد مرور ثالثة أشهر ‪:‬‬

‫و قد سألني " أ أنت علي قيد الحياة "‬


‫فأجبته ‪ " :‬ال لست كذلك فأن لم تعد لدي حياة و لكن لدي أحالم لذا فأنا‬
‫علي قيد األحالم "‬
‫سجلي أيتها المدونة التالي ‪:‬‬

‫الغرور‬
‫الوحدة‬
‫اإلهمال‬
‫الحزن‬
‫الخوف‬
‫صفات مخفية‬
‫صفة جديدة‬
‫صفة لم تعد مجهولة‬
‫أحالم واقعيه‬
‫مرحبا بالعودة‬
‫ثالثون عاما كأنهم ثالثون دقيقة‬
‫أمنيات مميتة‬
‫حياة عبارة عن حلم جميل‬
‫نهاية سعيدة‬
‫" إحنا هننزل البحر " (زينب)‬
‫" ماشي أنا جاي وراكوا " (امجد)‬
‫خرج و جلس أمام الشاطئ ‪ " ,‬دهب بلد جميله " (امجد)‬
‫نظرت إليه في ابتسام " إحنا هنجيب بنت " (زينب)‬
‫و بينما هو جالس هاتفه يرن و إذ هو عمر‬
‫" اذيك يا عمر عامل إيه في كندا " (امجد)‬
‫" امجد ‪ ,‬أنا كنت بقلب في الكتاب و اكتشفت إنهم ‪ 15‬حباية انت متأكد إن‬
‫جالك ‪ 12‬بس " (عمر)‬
‫و بينما عمر يتكلم في الهاتف وجد أمامه علي الشاطئ علبة قادمه ناحيته‬
‫عليها الفته مكتوب عليها " المد و الجزر "‬
‫و إذ زوجته زينب تقول ‪ " :‬هنسميها إيه "‬
‫تعرق ثم نظر إليها قائال ‪ " :‬هنسميها ‪ , .......‬هنسميها ‪ .........‬بنين "‬
‫الخاتمة‬

‫شخصية امجد ليست بشخصيه واحده و إنما هي شخصية تمثل البشرية‬


‫بأكملها يمثل اإلنسان الذي لديه أحاسيس و مشاعر منها الظاهر و الواضح‬
‫و منها الخفي و المبهم ‪ ,‬يمثل اإلنسان الذي يتجه إلي طريق ‪ ,‬طريق‬
‫االكتمال و التشبع و لكنه ال يعرف أن نهاية هذا الطريق نهاية مسدودة و‬
‫قد تكون في بعض األحيان نهايته حفره عميقة يصعب الهروب منها ‪,‬‬
‫يمثل اإلنسان الذي يحب إشباع رغبته ‪ ,‬يمثل اإلنسان الذي خلق في كبد‬
‫أي في سرعه و رغبة في اإلنجاز ‪ ,‬يمثل اإلنسان الذي يصارع عدة‬
‫عوامل تريد إذهابه في طريق الظالم و ال تقتصر هذه العوامل علي شيء‬
‫واحد فقط كما في اعتقادنا ال لكنها تقتصر علي عدة أمور كما في الرواية‬
‫و منها المعروف وهو الشيطان المتمثل في العلبة الذي يضع في اعتقادك‬
‫تدريجيا أنه معه ما تريده و بالفعل يعطيك ما تريده و لكن في النهاية‬
‫تكتشف أن ما أخذته هذا هو مصيرك المؤلم المحتوم أما فالعوامل األخرى‬
‫هي النفس و المتمثلة في دماغ امجد و التي تفرض عليه أمور لكي يقم‬
‫بفعلها لتكتمل ذاتها و لكن في الحقيقة هي تنقص و ال تكتمل و الهوى الذي‬
‫هو الهرمون الذي تفرزه النفس إلغواء امجد بفعل ما تريده و في النهاية‬
‫الشيء الذي نحن فيه و خلقنا من تربته و هي الدنيا و المتمثلة في المواقف‬
‫التي تأتي ألمجد لكي يتخذ هذه القرارات المنتهية بالخسارة ليس بالمكسب‬
‫كما يعتقد ‪ ,‬و إذا استطعت الوصول لهذا الجزء العميق من الرواية فأحييك‬
‫يا صاحب العقل البارع و النفس غير المكتملة ‪.‬‬

You might also like