Professional Documents
Culture Documents
سلسلة قواعد في الجرح والتعديل
سلسلة قواعد في الجرح والتعديل
💡القاعدة األولى:
وتأتي أهمية هذه القاعدة من جهة أن هؤالء النقاد بمثابة األدلة ،كما هو في األحكام مثالً ،فإن
مدار الكالم في الرواة جرح وتعديالً على كالم هؤالء ،وهؤالء النقاد ليسوا على مكانه واحدة ،
فمنهم المتشدد .ومنهم المتساهل ،ومنهم المعتدل.
فمثالً :عندما يختلف قول علي بن المديني مع الحاكم في راو ما ،سواء أكان هذا االختالف في
التوثيق أو التضعيف ،فال شك أنه ال يلتفت إلى قول الحاكم ،وال يعارض به قول علي بن
المديني ،ألنه أعلم وأمكن بهذا الفن .
وأيضا قول اإلمام أحمد مع األزدي ،فال شك أنه ال يلتفت إلى قول األزدي وال يعارض به قول
اإلمام أحمد.
• الطبقة الثانية :الذين لهم مشاركة في الجرح والتعديل ولكنهم دون الطبقة األولى ( الوسطى )
1
• الطبقة الثالثة :هم الذين لهم بعض الكالم في علم الجرح والتعديل ،وليسوا متصدين لهذا الفن.
💎 أما الطبقة األولى فهم :شعبة بن الحجاج ،مالك بن أنس ،يحيى بن سعيد القطان ،عبد
الرحمن بن مهدي ،اإلمام أحمد ،علي بن المديني ،ابن معين ،أبو حفص الفالس ،البخاري
،أبو حاتم الرازي ،أبو زرعة الرازي ،مسلم ،الترمذي ،أبو داود ،النسائي ،ابن حبان ،والحاكم
،ابن خزيمة.
🔻فعندما توجد أقوال لمن في الطبقة األولى وأقوال لمن في الطبقة الثانية ،فاألصل أن الطبقة
األولى في المقدمة ،ألنهم أمكن وأعلم وأقعد بهذا الفن،
وعندما توجد أقوال لمن في الطبقة الثانية وأقوال لمن في الطبقة الثالثة فالشك أن األصل تقديم
الطبقة الثانية ،وأيضا الطبقة األولى على درجات :فيحيى بن معين يقدم على أبي حفص الفالس
،وكذلك الطبقة الثانية فأبو زرعة ليس كالحاكم ،وابن حبان قوله مقدم على الحاكم ،والترمذي
قوله مقدم على ابن حبان ،والمقصود أن اإلنسان كلما كان أعلم بهذا الفن كلما كان قوله مقدم.
7https://t.me/Aaalsaad
💡القاعدة الثانية:
2
🔻فال شك أن قول المعتدل في األصل هو المقدم على قول المتشدد والمتساهل ،والنقاد والحفاظ
ليسوا على درجة واحدة ،وهذه القاعدة كثي اًر
• فمثالً :أبو حاتم الرازي متشدد ،فتجده كثيره يتكلم في بعض الرواة ويخالف في قوله جماهير
الحفاظ ممن وثق هذا الراوي ،مثالً قال عن الشافعي :صدوق ،و قال عن مسلم :صدوق ،
ولم يرفعهم إلى ثقة ،والسبب في ذلك أن هذه طريقته وهذا منهجه ،وهو التشدد في الحكم على
الرواة ،فال يكاد يوثق ر ٍاو ،حتى قال اإلمام ابن تيمية رحمه هللا( :وأما قول أبي حاتم يكتب
حديثه وال يحتج به ،فأبو حات م يقول هذا في كثير من رجال الصحيحين ،وذلك أن شرطة في
التعديل صعب [)...مجموع الفتاوى].
• ومثال المتشددين :يحيى بن سعيد القطان ،يحيى بن معين ،واإلمام أحمد ،وأبو حاتم الرازي
،أبو زرعة الرازي ،العقيلي .
• ومثال المتساهلين :الحاكم ،العجلي ،حفص بن شاهين ،أحمد بن صالح المصري .
🔻فعندما نأخذ مثالً :ترجمة عبد هللا بن لهيعة نجد أن أحمد بن صالح المصري يوثقه مطلقاً ،
وتجد أن الحفاظ قد ضعفوه ،وهناك من استثنی رواية العبادلة عنه ،فاألقرب أنه ال يؤخذ إلى
قول أحمد بن صالح المصري هنا .
3
ومثل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم اإلفريقي ،فقد وثقه أحمد بن صالح المصري ،بينما جماهير
الحفاظ أجمعوا على تضعيفه ،فال يلتفت إلى توثيق أحمد بن صالح المصري لتساهله .
وقد تجد مثال العكس من ذلك ؛ فعندما تأتي إلى ر ٍاو من الرواة هو صدوق أو ثقة ،وقد ضعفه
بعض المتشددين ،مثل أبي الفتح األزدي ،فهو يبالغ في التشدد والجرح ،حتى أصبح قوله ال
يعتد به ،وذلك لكثرة تشدده في هذا الباب .
- 1من تنصيص أهل العلم على أن فالناً معتدل أو متشدد أو متساهل ،ويكثر من هذا الحافظ
الذهبي وابن حجر .
- 2استقراء أقوال هذا الناقد على الرواة وعرضها على أقوال بقية النقاد ،فان ُو ِجد أنه يتفق في
الغالب مع األئمة ،فهذا دليل على اعتداله ،وإن وجدت أنه يخالف جمهور األئمة في عدد كبير
من الرواة ،فيعلم بهذا أنه إما متشدد أو متساهل .
7https://t.me/Aaalsaad
4
💡القاعدة الثالثة:
🔻 فالناظر في هذا األمر يجد أن لكل ناقد من النقاد اصطالح خاص به ،وهذه االصطالحات
تختلف من شخص آلخر فمثال :مصطلح ثقة ،أحيانا قد يختلف من شخص ألخر ،فتقدم أن
هناك من يطلق الثقة بمعنى العدالة ،وهناك من يطلق الثقة ويريد بها العدالة ولكنه يقيد ذالك
بمعنى يريد مقصودة.
ومن ذلك تجد أن يعقوب بن شيبة السدوسي يحكم على ر ٍاو بأنه ثقة أي عدل في ذاته ،مستقيم
في قوله وعمله لكنه سيئ ،وكذلك ال بأس به ،تختلف باختالف النقاد ،واألصل في ال بأس
به أنه وسط ،وأنه صدوق ،وقد قصر عن الثقة.
• ولكن هناك من يطلق ال بأس به بمعنى ا لثقة ،مثل :ما نقل عن يحيى بن معين ،قال ابن
أبي خيثمة :قلت ليحيى بن معين فالن ليس به بأس ،وفالن ضعيف ،قال :إذا قلت لك ليس
به بأس فهو ثقة ،وإذا قلت لك هو ضعيف فليس هو بثقة ،ال يكتب حديثه ،وغيره أحياناً يستعمل
كلمة ال بأس به بمعنى ثقة .
• ومثل ما يستعملها أحيانا ابن عدي ،فيقول :أرجو أن ال بأس به ،وهذا يطلقه على الثقة
والصدوق والضعيف.
5
ومثل أيضا قول البخاري فيه نظر ،يقصد به أن هذا الراوي له ما يستنكر ،وقد يكون هذا الراوي
ضعيف ليس له من الحديث إال القليل وحكم على أنه فيه نظر ،فهذا دليل على أنه منكر الحديث
،ضعيف جدا ،مثل ما حكم على رشدين بن سعد ،قال :منكر الحديث ،وقال في مكان آخر
:فيه نظر .
فإن كان معه أحاديث كثيرة ،ووجد أن هذه التي تستنكر قليلة ،فيكون هذا الرجل صدوق ،لكن
له أشياء تستن كر عليه ،وإن كان له أحاديث قليلة فهذا منكر الحديث ،وهذا باالستقراء.
وتقريبا حكم على مئة ر ٍاو بأنه (فيه نظر) ،وعندما ستقرئ هؤالء الرواة الذين قال فيهم فيه نظر
تجد أن الذي يجمعهم هو أن لهم أشياء تستنكر ،فقد تكون كثيرة فهذا يسقط الراوي ،وقد تكون
قليلة وله أحاديث كثيرة فهذا يخدش في الراوي ويؤثر ،ولكن ال يُسقط حديثه .
• كذلك أيضا الجوزجاني كما تقدم لنا ،يقول عمن وصف بالتشيع فالن زائغ ومفتر ،فإن لم
تعرف اصطالحه وأنه قد جرى عليه ،فهنا ال تتأثر بهذا الحكم الذي حكم به الجوزجاني على
هذا الراوي .
• كذلك أيضا مقارب الحديث ،يستخدمها اإلمام أحمد والبخاري ويقصدون بها أن حديثه مقارب
لحديث الثقات .
• وكذلك إبراهيم الحربي يقول عن الراوي إذا أراد أن يضعفه :غيره أوثق منه ،فإذا لم تعرف
مصطلح إبراهيم الحربي فقد تظن أنه ثقة .
• كذلك الترمذي يقول ليس بحافظ وقصده من ذلك تضعيفه ،وأحيانا تضعيفه الشديد ،
• كذلك البزار :قال عن معاوية بن يحيى الصدفي :ليس يحافظ ،وهو شديد الضعف ،فقد
ياتي شخص ويقول أن البزار قوى الصدفي ،ولم يضعفه تضعيفا شديداً ،بينما هو ضعفه تضعيفا
شديداً بهذا الذي يستعمله .
6
أيضا البيهقي يستخدم عبارات فيها بعض اللين .
ومثل تصرف البخاري حيث قال :أرجو أن ألقى هللا عز وجل وال يحاسبني بأني اغتبت إنسان.
فكان -رحمه هللا -يطلق عبارات لينه ،وعبارات قد يظن الشخص أنه ليس فيها جرحا ،مثل:
(سكتوا عنه) ،هذه عبارة شديدة عند البخاري ،وقد يظن الشخص أن هذا ليس بشديد الضعف
،وإنما (سكتوا عنه) ،وقد يفهم البعض من كالم البخاري أنه مستور ،ولكن قصده تضعيف هذا
الراوي تضعيفاً شديداً.
• فالبد من معرفة هذه االصطالحات حتى تستطيع أن تحكم على الراوي بالحكم الذي يليق بحاله.
7https://t.me/Aaalsaad
💡القاعدة الرابعة:
💎 ( القول الذي فيه تفصيل في الحكم على الراوي ينبغي أن يقدم على غيره من األقوال المجملة)
🔻فاألقوال المفصلة لها ميزة في التقديم على غيرها ،فعندما يحصل خالف في الراوي ،ويكون
هناك أقوال فيها تفصيل بحال هذا الراوي ،فهذه األقوال ينبغي أن تقدم على غيرها ،مع مالحظة
باقي القواعد،
7
• مثالً :سماك بن حرب ،تجد أن ه ناك من وثقه ،وهناك من تكلم فيه ،وهناك من فصل في
حاله كعلي بن المديني ويعقوب بن شيبة السدوسي ،وذلك أنهم فرقوا بين ما رواه قديماً وما رواه
أخي اًر ،فما رواه قديما ُمقدم على غيره ،وما رواه أخي ار يكون محل نظر وتأمل .
• وعندما تتأمل هذا القول تجد أنه هو الموافق للدليل ،وهو الذي فيه جمع لألقوال األخرى التي
قيلت في سماك بن حرب .
• وكذلك مثالً :عطاء بن السائب ،فهناك من أثنى عليه ،وهناك من مسه ببعض الكالم ،وهناك
من فصل في حاله ،ففرق بين من روى عنه قديماً ،ومن روى عنه أخي اًر ،ألن عطاء بن السائب
حصل له اختالط وتغير ،فمن روی عنه قديماً يكون مقبوالً ،ومن روى عنه أخي اًر ينظر فيه ،
فإن استقام الخبر الذي رواه فهنا أيضاً يقبل ويلحق بالقسم األول ،وذلك أن عطاء بن السائب لم
يختلط اختالطأ فاحشة ،ولم يتغير تغي اًر كبي اًر ،وإنما حصل له بعض التغير االختالط.
• وكذلك مح مد بن زنبور المكي ،هناك من وثقه كالنسائي ،وهناك من تكلم فيه كمحمد بن
إسحاق بن خزيمة ،تركه ولم يحتج به ،وهناك من فصل في حاله ،فقال :روى عن الحارث
بن عمير مناكير ،وهو ثقة ،كما قال ابن خلدون ،ففيما رواه عن الحارث بن عمير ال يقبل وال
يحتج به ،وفيما رواه عن غيره فمقبوالً ويحتج به ،وهذا القول مقدم على غيره .
• كذلك أيضا الحارث بن عمير ،هناك من وثقه كحيي بن معين وأبي حاتم وأبي زرعة والنسائي
و العقيلي والدارقطني ،وهناك من قال يروي الموضوعات وكذبه ،قال ذلك الحاكم ،ونقل عن
ابن خزيمة أنه كذبه ،ولعل السبب في ذلك -وهللا أعلم -
8
أحد أمرين :
الثاني :قد تكون المنكرات من الحارث بن عمير ،ولعلها من ابن زنبور أقرب .
• فهذا القول الذي فيه تفصيل هو األقرب ،وذلك أن هذه المنكرات إما بسبب رواية ابن زنبور
عنه ،أو بسبب رواية بعض الضعفاء عنه ،فعندما يروي بعض الضعفاء عنه تكون العلة فيهم
وليست فيه ،وفيما يتعلق برواية محمد بن زنبور عنه فال يحتج بها ،وإنما يحتج برواية غيره عن
الحارث بن عمير .
7https://t.me/Aaalsaad
💡القاعدة الخامسة:
(ينبغي الجمع بين األقوال التي قيلت في هذا الراوي قدر المستطاع)
9
🔻فمثالً :يونس بن يزيد األيلي ،تجد أن هناك من تكلم فيه ،وتجد أن هناك من وثقه ،وهناك
من أثنى عليه في روايته عن الزهري.
والذي يجمع بين هذه األقوال ،هو أن تقسم حديثه إلى ثالثة أقسام :
ومن قدمه على غيره في الزهري ،فهذا فيما رواه عن الزهري ،
ومن أثنى عليه في كتابه فهذا فيما حدث به من كتابه ،فهذا يكون حديثه على هذه األقسام
الثالثة .
• وبذلك تأتلف األقوال التي قيلت فيه ،فتجمع في ما بينها ،وإال ترد وتضطرب.
• وكذلك معمر بن راشد البصري ،أثنى عليه فيما رواه عن الزهري وعبد هللا بن طاووس وفيما
حدث به في اليمن ،وتُكلم عليه فيما حدث به في البصرة وفي روايته عن بعض شيوخه المتأخرين
.
فالجمع فيما بين هذه األقوال والتأليف بينها ،هو أن يقسم حديثه .
-1فأصح حديثه هو ما حدث به عن الزهري أو عن عبد هللا بن طاووس وفيما رواه عن أهل
اليمن .
10
-2فيما رواه عن بعض شيوخه الذين تكلم فيهم وفي روايته عنهم ،كاألعمش مثالً.
-3ما حدث عنه أهل البصرة ،ألنه عندما كان بالبصرة حدث من غير كتاب .
فهذه أصول أقسام حديثه ،وقد تقسم إلى أقسام أكثر من ذلك.
• وكذلك عبد هللا بن لهيعة ،اتفق الجمهور على تضعيفه ،وهناك من أثنى عليه مطلقاً كأحمد
بن صالح المصري ،وهناك من فصل في حاله بعض التفصيل ،وهم على قسمين :
األول :من قال :من روى عنه قبل االختالط من العبادلة أو غيرهم ،يكون مقبوالً وصحيح ،
ومن روى عنه بعد االختالط واحتراق كتبه فيكون مردوداً.
الثاني :يفصل في حاله ،فمن روى عنه قبل االختالط من العبادلة أو غيرهم يكتب حديثه من
أجل االعتبار ،وال يحتج به ،وإنما هو أقوى ممن روى عنه بعد االختالط وتغيره واحتراق كتبه
،وهذا القول هو القول الصحيح ،وهو قول الدارقطني وغيره ،وأنه ال يحتج به مطلقاً ،ولكن ال
شك أنه قبل أن يختلط وتحترق كتبه أقوى ممن روى عنه بعد االحتراق والتغير ،وإن كان هو
سيئ الحفظ قبل أن تحترق كتبه.
7https://t.me/Aaalsaad
11
[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]
💡القاعدة السادسة:
🔻فهناك من يكون جرحه السبب فيه أن هذا الشخص الذي جرحه مخالف لهذا المجروح من
حيث االعتقاد ،فأدى ذلك إلى أن يتكلم فيه ويجرحه ،وهذا وإن كان موجوداً لكنه قليل ونادر ،
ولكن هذا القليل والنادر ينبغي لإلنسان أن يتنبه له في هذه المسألة ،وهذه القاعدة.
• فمثالً :الجوزجاني ،معروف عنه ذلك ،فأحيانا يجرح الراوي بسبب االعتقاد ،وبالذات أهل
الكوفة ،ومن كان منهم متصفاً بالتشيع ،فقد جرح جمع من الرواة بهذا السبب .
وكما ذكرت -فيما سبق -كاد أن يُضعف كبار الحفاظ متن هو موصوف بذلك ،كأبي إسحاق
ٍ
ومفتر ،ويقصد بذلك أن السبيعي واألعمش ،فكثي اًر ما كان يقول عن أهل الكوفة :فالن زائغ
هذا الراوي موصوف بش يء من التشيع ،فينبغي االنتباه إلى جرح الجوزجاني في ذلك.
• وكذلك يوسف بن عبد الرحمن بن خراش ،هو بعكس الجوزجاني ،فابن ِخراش موصوف
بالتشيع ،فأحيانا قد يجرح الراوي بسبب ما عنده من اعتقاد مخالف لما عنده ،كما جرح أحمد
بن عبدة الضبي ،ألنه موصوف بشيء من النصب ،فقام وجرحه ،وهذا نادر جداً من ابن
خراش ،فينبغي االنتباه إلى هذا األمر ،حتى يكون هذا الجرح ليس مؤث اًر في هذا الراوي .
12
• وكذلك أبوحاتم بن حبان ،فإنه يحاول أن يُضعف الراوي الموصوف بالبدعة ،وأحيانا ال يجعل
هذا التضعيف راجعا إلى البدعة ،وإنما يجعله ارجعا إلى الحفظ ،فينبغي االنتباه إلى هذا.
7https://t.me/Aaalsaad
💡القاعدة السابعة:
(النظر إلى الناحية العملية في تعامل المصنفين في علم الحديث مع هذا الراوي)
🔻فال يخفى أن هناك من قد اشترط الصحة في روايته لألحاديث ،واشترط الثقة في الرواة ،
وعلى رأسهم البخاري ومسلم ،فينظر إلى تعامل البخاري ومسلم وغيرهم مع هذا الراوي.
• فمثالً :فليح بن سليمان ،هناك جمع من الحفاظ عمن تكلم فيه ،لكن تجد أن البخاري ومسلم
قد خرجا له واحتجا به ،والترمذي قد صحح له ،فهذا يدل على توثيقه وقوته ،فعندما يخرج
البخاري لر ٍاو فهذا دليل على أن األصل فيه الثقة ،وأن رواية هذا الراوي مقبولة،
ٍ
ألناس الراجح فيهم الضعف ،لكن يكون هذا ألسباب: وإن كان البخاري قد يُخرج
13
-1إما أن يقرنهم بغيرهم.
-3وإما أن يخرج عن شيوخ معروفون بأنهم من أوثق الناس فيهم ،كما خرج لخالد بن مخلد
القطواني ،ففي الغالب يخرج له عن سليمان بن بالل ،ومثل :ما يروي أحاديث أبي إسحاق
السبيعي عن إسرائيل ،في الغالب ألنه من أثبت الناس في جده.
ومثل :يونس بن يزيد األيلي ،وفيه بعض الكالم ،لكنه في الغالب يروي له عن الزهري ،ألنه من
أوثق الناس في الزهري،
ومثالً :سفيان بن وكيع ،كما تقدم لنا .الراجح تضعيفه ،بل هناك من كذبهُ ،ومع ذلك خرج له
الترمذي -تقريبا -خمسين حديثاً ،لكن عندما تتأمل هذه األحاديث وتستقرأها تجد أن الترمذي
انتقاها ،وأنها كلها قد توبع عليها سفيان بن وكيع ،فينظر إلى تعامل الترمذي لهذا الراوي ،
• وكذالك يُنظر إلى تعامل النسائي مع هذا الراوي ،فالنسائي -في األصل ال يخرج لر ٍاو إال
وهو ثقة في الغالب أو مقبول الرواية.
• وقد قوى شيخ اإلسالم ابن تيمية أحد الرواة ألسباب ومنها :تخريج النسائي لهذا الراوي ،وليس
هذا عند شيخ اإلسالم فقط ،بل حتى اإلمام الذهبي ،لذلك ال تتعجب في تضعيف النسائي لر ٍاو
وقد خرج له .
• وكذلك ابن عدي أيضاً قال :روى له النسائي في صحاحه ،فكأنه يقويه لذلك ،وكذلك العالئي،
وغيرهم
• ولذلك النسائي أعرض عن حديث عبد هللا ابن لهيعة ،مع أن حديث ابن لهيعة كان عنده عالياً
,ألنه كان يرويه عن قتيبة عن ابن لهيعة ،وال شك أن هذا اإلسناد يعتبر عالياً ،ومع ذلك لم
14
يخرج له وأعرض عنه ،فهذا دليل على أنه كان ينتقي ،وال يُخرج ألي ر ٍاو ،فتخريج النسائي
لرجل أيضا مهم ،ولذلك تجد النسائي إذا خرج ألحد الرواة وهو ضعيف يبين ضعفه ،أو قال:
خرجنا له هذا الحديث من أجل كذا ،ومن أجل بعض االختالف الذي حصل ،فيذكر هذا أحيانا
في ثنايا كتابه ،فينبغي االنتباه لهذا الشيء.
• وكذلك أيضا ابن خزيمة ،عندما يروي لر ٍاو ،ففي األصل أن هذا الراوي مقبول في الرواية عنده
،وقد نص في مقدمة الكتاب على أن هذا الكتاب يُشترط فيه رواية العدل عن العدل .من غير
قطع في اإلسناد ،فعندما يُخرج لر ٍاو فهذا دليل على أنه مقبول في الرواية عنده ،ولذلك أحيانا
قد خرج ألحد الرواة حديثا ثم يقول :ال أعرف هذا الراوي ،أو يخرج له حديثا ثم يقول :فالن قد
تبرأنا من عهدته ،كما قال في ابن لهيعة ،وهو ضعيف ،وكما سبق لنا فيما تقدم عندما روي
عن عباد بن يعقوب الرواجني قال :الثقة في حديثه المتهم في رأيه ،فبين أن حديثه مقبول لكن
دينه كان متهماً فيه.
• وكذلك أيضا ابن حبان عندما يخرج لر ٍاو فاألصل أنه مقبول الرواية عنده ،وال يقول قائل أن
ابن حبان يقول أن الثقة هو الذي لم يجرح ،وإن كان هذا عنده مع شروط يشترطها أال يروي ما
يُستنكر ،فعندما يخرج لهذا الراوي فال شك أن هذا تقوية لهذا الراوي .
• فهذه الكتب إن خرجت ألحد الرواة فهي تقوية له ،وعلى رأس هؤالء البخاري ومسلم ،وعموما
؛ فدواوين اإلسالم المعروفة كـ (الصحيحي ن) ،والكتب الستة ،والمسانيد المعروفة ،كـ (مسند
اإلمام أحمد) وغير ذلك ،األصل في إخراج هؤالء الرواة تقوية لهم ،وإن كانت هذه التقوية ليست
بالقوية ،ولكن عموماً يستفاد من هذا.
15
وكم من ر ٍاو ُوثق وُقِبل خبره بسبب ذلك ،ومن ذلك -كما تقدم -فليح بن سليمان ،فهذه القاعدة
مهمة ،ينبغي النظر إليها .
7https://t.me/Aaalsaad
وهذه مسألة مهمة ،وذلك أن أقوال الرجال متناثرة في الكتب ،وأحيانا قد يصعب جمعها ،وأحيانا
ال يهتدي اإلنسان إلى معرفة هذه الكتب التي تتحدث عن الكالم الصادر عن الحفاظ في بعض
الرجال ،وأحيانا يكون في فوات هذه األقوال تأثير على النتيجة التي يتوصل إليها في الحكم على
الراوي.
16
• أما ما يتعلق بالكتب التي أُلفت في بيان تراجم الرواة ،فعلى قسمين:
والمقصود بالكتب األساسية واألصلية :هي التي تنقل كالم الحفاظ باإلسناد ،مثل:
د( -الجرح والتعديل) ال بن أبي حاتم ،وغيرها ،فهذه الكتب تعتبر أساسية وأصلية.
وإذا كان الراوي من القرون الثالثة ،فهناك ثالث كتب تعتبر هي األساسية واألصلية للبحث عن
هذا الراوي:
ففي الغالب أن هذ ه الكتب الثالثة هي الكتب األساسية في الحكم على الرواة ،وعندما ال يوجد
ترجمة للراوي في هذه الكتب الثالثة قد ال يوجد في مصدر آخر .
ويضاف إليها:
17
( -4الكامل) البن عدي.
وكل هذه الكتب تعتبر من الكتب األساسية واألصلية في الحكم على الراوي.
• أما الكتب التي ال تعتبر أساسية وال أصلية :فهي الكتب التي تنقل كالم الحفاظ ،وتعتمد على
الكتب األصلية ،وال تنقل باإلسناد ،وهي كثيرة ،وعلى رأسها:
18
أوالً :من فوائد القسم األول التأكد من صحة نسبة هذا الكالم المنقول عن هذا الحافظ ،ألنه منقول
باإلسناد غالباً.
ثانيا :أنك تجد في الكتب األساسية واألصلية كالم الحفاظ منقول بلفظه ،بخالف الكتب الفرعية
وأحياناً ينقل الكالم بالمعنى ،وقد يختصر هذا الكالم ،وقد تختصر كلمة تعينك في فهم باقي
الكالم ،وبالذات كالم ابن عدي ،كثي اًر ما يختصر الحافظ ابن حجر أو الحافظ الذهبي كالمه،
فينبغي التنبه لهذا.
7https://t.me/Aaalsaad
19
• (الثقات) البن حبان.
• (الثقات) للعجلي.
وإن كان يوجد في كل من (الثقات) البن حبان ،والعجلي رجال مضعفين ،ضعفهم ابن حبان أو
العجلي.
• (الضعفاء) للنسائي.
وقد ذكر علي بن المديني ،وهو من كبار الحفاظ ،ولم يجرحه من حيث الحفظ ،وإنما جرحه من
جهة االعتقاد ،واعتقاده سليم -رحمه هللا -لكن داهن وخاف من ابن أبي ُد َؤاد ،وخاف من الجلد،
وتابع ابن أبي ُد َؤاد في القول بخلق القرآن ،وإال فهو يُ ْن ِكر ذلك.
20
• (الجرح والتعديل) البن أبي حاتم.
وال شك أن هناك فائدة عندما يكون الكتاب خاصاً بالضعفاء ،فيعتبر األصل في هذا الراوي أنه
ضعيف ،وإن كان هذا يخرج عنه المؤلف بأن فالنا ثقة ،من نص المؤلف على أنه ثقة ،أو
العكس ،فمثل( :الثقات) البن حبان األصل أن ما يذكره ثقة عنده ،لذلك تجده يذكر آالف الرجال
ويسكت عنهم ،اکتفاء پتسمية كتابه (الثقات) ،وإن كان قد اشترط أن ال يذكر إال ثقة في الغالب.
وأما الكتب التي يوجد فيها كالم للحفاظ ،فهناك كثير من الكتب التي تتحدث عن الرجال ،وهذه
الكتب قد تَ ْخَفى على بعض من يهتم بعلم الحديث ،مثل:
• (سنن النسائي) تجد فيه كالم كثير في الرجال ،إما تعديل أو تجريح.
• (جامع الترمذي) تجد فيه كالم كثير ،وأحياناً هذا الكالم ينقله عن البخاري أو غيره.
فمثال :عندما ذكر سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ،نقل عن البخاري أنه قال( :رأيت
أحمد وإسحاق ،وذكر غيرهما ،يحتجون بحديث عمرو بن شعيب ،فهذا فيه ثناء على هذه السلسلة،
وتوثيق ضمني للرجال الذين في هذه السلسلة ،فـ(جامع الترمذي) فيه كالم كثير.
مثل :ابن لهيعه ،ذكره وتب أر منه ،ومثل :عباد بن يعقوب الرواجني قال( :المتهم في رأيه الثقة في
حديثه).
• (صحيح ابن حبان) فيه بعض الكالم على الرجال ،وبالذات في التوثيق.
• (سنن الدار قطني) فيه كالم كثير على الرواة ،وهذا الكالم إما أن يكون عاماً ،وإما أن يكون
خاصاً.
العام :أن يقول هذا إسناد صحيح ،إذ هو توثيق لهؤالء الرواة.
7https://t.me/Aaalsaad
22
🔻وذلك أن الراوي ُ
المتكلم فيه ،أحياناً يُ ْحتَاج األمر فيه إلى استقراء حديثه ،حتى يُ ْنظر لحديثه
؛ هل هو مستقيم أم ال ؟
فإن كان حديثه مستقيماً ،وموافقاً لرواية الثقات ،فهذا يُحكم بثقته ،وإن كان أحياناً قد يُخالف ،
وقد يُخطئ ؛ فهذا يكون صدوقاً ،وإن كان الغالب على حديثه الخطأ ،وروی أحاديث منكرة
واضحة النكارة ،فهذا يكون حديثه مردوداً.
وكلما كانت هذه األحاديث أكثر نكارة كان أشد ضعفاً ،وكلما كانت هذه األحاديث كثيرة من جهة
المخالفة والخطأ كلما كان هذا الراوي أشد ضعفاً ..وهكذا .
والحقيقة أن استقراء حديث الراوي أمر مهم ،وذلك أنه أحياناً عندما يُراد الحكم على ر ٍاو من الرواة
؛ قد يُتَوقف في هذا الراوي ،فال يتَبيَّن له حكم هذا الراوي إال بعد تتبُّع حديثه ،وذلك أنه قد
ِ
يُ ْشكل على األقوال التي قْيلت في هذا الراوي ،فيحصل له توقف ،فعندما ينظر في حديثه َ
يتبين
له حكم هذا الراوي ،هل هو مستقيم أو ال؟
تعذر ،وهذا غير صحيح ،ألن الحفاظ في الغالب الوبعض الناس قد يظن أن هذا األمر م ِ
ُ
يتكلمون على الراوي إال بذلك ،كاإلمام أحمد ،وابن المديني ،ويحيى بن معين ،والبخاري ،
وغيرهم ِممن أتى من بعدهم.
ولذلك تجد أن ابن عدي -رحمه هللا -يسوق األحاديث التي يُمكن أن تُ ْس ْتنكر على هذا الراوي
تخلِص الحكم عليه .
يس ْ
،ثم بعد ذلك ْ
العقيلي ،أحياناً قد يذكر حديثاً أو حديثين للراوي .
ومثله -أيضاُ -
23
وكذلك البخاري في (التاريخ الكبير ) ،أحياناً قد يذكر بعض األحاديث التي تُ ْستنكر على هذا
الراوي.
وهناك كتب كثيرة تذكر األحاديث التي يمكن أن تُ ْس ْتنكر على هذا الراوي ،ومن ذلك:
• (الضعفاء) للعقيلي.
• ُكتُب ِ
العَل ِل ،بالذات (العلل الكبير) للترمذي .
فمن ِخالل ِفهرس األعالم تستطيع أن تعرف األحاديث التي أ ُْن ِكرت على هذا الراوي إن كان له
ذكر األحاديث التي تُ ْس ْتنكر
أحاديث منكره ،ألن كتب العلل عموماً هي من ُجملة الكتب التي تَ ُ
24
لل في الغالب على حسب األبواب تفرقة ،ألن ُكتب ِ
الع ِ على الراوي ،وإن كانت هذه األحاديث ُم ِ
،وأحياناً تكون على المسانيد .
فتبين إذاً أن هناك كتب تَذكر األحاديث التي تُ ْس ْتنكر في ترجمة ذلك الراوي ،وهذا يكون من
خالل التَتبُّع ،وهذا التَتبُّع إما أن يكون من ِخالل القراءة في كتب الحديث ،فتنظر؛ من يخالف
ومن يوافق ،فإذا وجدت أن هذا الراوي له أحاديث كثيرة قد يُخالف فيها .
مثل ُ :ق َّرة بن عبد الرحمن ،له أحاديث كثيرة يخالف فيها ،وهناك أقوال ُمتعارضة فيه ،لكن
عند تتبُّع أحاديثه :تجد أن له أحاديث كثيرة منكرة
ومن ذلك أيضاً حديث( :كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه بحمد هللا فهو اقطع) الصواب أنه مرسل ،
صله ُق َّرة بن عبد الرحمن،
وقد َو َ
ومن ذلك أيضاً حديث( :أحب عبادي إلي أعجلهم فط اًر) أخطأ فيه ُق َّرة بن عبد الرحمن .
إلى غير ذلك من األحاديث التي أخطأ فيها ُق َّرة بن عبد الرحمن.
فمن َخالل قراءتك تَتبَّع أحاديث هذا الراوي ،عندما تق أر قراءة عامة في كتب الحديث ،أو تق أر في
7https://t.me/Aaalsaad
25
[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]
🔻فمن خالل قراءتك تتبع أحاديث هذا الراوي ،عندما تق أر قراءة عامة في كتب الحديث ،أو تق أر
في كتب الحديث ،وقصدك البحث عن أحاديث هذا الراوي وجمعها.
-1إما من خالل (تحفة األشراف) ،فتجد أنها مرتبة على األسانيد ،فتتأمل وتنظر في هذه
األحاديث ،وتعرف مدى استقامتها.
وأنا قد تتبعت سلسلة عمرو بن ُشعيب عن أبيه عن جده ،فوجدت أن الغالب عليها االستقامة ،
وهناك أحاديث يمكن أن تُستنكر عليه.
وقد ألف اإلمام مسلم رسالة في األحاديث التي تُستنكر على عمرو بن شعيب ،وإن لم ِنقف
عليها ،لكن ُذكرت في ترجمته.
26
وقد وقفنا على حديث قد أنكره اإلمام مسلم على عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ،وهو ما
رواه موسی بن أبي ع ائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ،أن رسول هللاﷺبه توضأ
ثالثاً ثالثاً ،فقال ( :من زاد أو نقص فقد تعدى وأساء وظلم).
ِ
السلسلة معرفة وسمرة صحابي ،ولكن المقصود ِمن تتبُّع هذه
الحسن ثقة إمام ،كما هو معلوم ُ ،
هل سمع أم لم يسمع ؟
فقد تتبعتها ،وذلك فيما ساقه الطبراني في (معجمه الكبير) ،في مسند سمرة ،فقد ساق أكثر
من ثمانين حديثاً ،فتجد أن هناك ما يُستنكر له.
ﷺقال ( :إن العرب بنو سام بن نوح وإن الروم بنو يافث بن نوح وإن
ومن ذلك :أن رسول هللا َ
الحبشة بنو حام بن نوح) .
سمرة .
إلى غير ذلك من األحاديث التي يُمكن أن تُستنكر على الحسن عن ُ
27
سمرة ،وإن كان أنه قد سمع منه بعض األحاديث في فدل هذا على أن الحسن لم يسمع من ُ
الجملة ،لكن في الغالب أنها ُمنكرة ،والحسن ثقة جليل من أفاضل التابعين ،إذاً الواسطة بينهم
هي السبب ،فهذا يدل على أنه لم يسمع ،وأن العلة من الواسطة.
باطل من جميع الوجوه ،وعلى مختلف االتجاهات ،وقد اتفق أهل العلم على تضعيفه
وهذا حديث ٌ
،إال من شذ .
ضعفه ابن عدي فقال بعد أن ذكر عدداً من الرواة له لم أجد له أنكر مما ذكرته من هذه األحاديث
،وقد ضعفه الطبراني بقوله :تفرد به حسان ابن إبراهيم ،وضعفه أبي نعيم في (الحلية) عندما
قال :غريب ،تفرد به حسان ابن إبراهيم ،وغيرهم ممن ضعف هذا الحديث ،فهو حديث باطل
سنداً ومتناً ،لفظاً ومعناً.
واألحاديث التي يمكن أن تُستنكر على حسان أحاديث قليلة ،والغالب على أحاديثه االستقامة.
28
وممن يفعل ذلك -غير ما تقدم -الحافظ الذهبي في (الميزان) فكثي اًر ما يذكر في ترجمة الراوي
بعض ما يُستنكر عليه ،إما مما ذكره ابن عدي ،أو مما تبيَّن له.
فتتبُّع حديث الراوي ُممكن ،وبالذات في هذا الوقت ،فقد وضعت فهارس لألعالم لبعض كتب
الحديث ،فمن ِخالل هذه الفهارس يُجمع حديث هذا الراوي ،ثم يُنظر :هل هو مستقيم الحديث
أم ال؟
• فهذه القاعدة من أهم قواعد الجرح والتعديل ،وينبغي لطالب العلم أن يستعملها كثي اًر وال يتركها
تزول إال من ِخالل تتبُّع أحاديث هذا الراوي ،فكثي اًر من اإلشكاالت في الحكم على الراوي ال ُ
المراد الحكم عليه.
7https://t.me/Aaalsaad
29
🔻وذلك عندما يجرح الرجل بالنسبة لغيره أو عندما يوثق بالنسبة لغيره.
وهذا األمر فيه تفصيل ،ويتعلق به قاعدة مهمة من قواعد الجرح والتعديل.
وذلك أن الراوي إما أن يُ ْسأل عنه ُسؤاالً ُمطلقاً ُمجرداً ،وإما أن يُقيد هذا الراوي؛
المسؤل عنه ثقة بالنسبة إلى ُحَّفاظ ،ولكنه قرن بأحفظ منه عند سؤال النَّاقد عن حاله،
فإذا كان ْ
فقد يتكلم في الثقة ويضعفه ويقصد به بالنسبة إلى الحافظ وال يقصد أنه ضعيف أو بالعكس ،
عندما يكون هناك مجموعة من الحفاظ الثقات وأدرج هذا الراوي معهم ،فقد يُوثق بالنسبة لغيرة.
ومرةً قال الدارقطني عن مجموعة من الرواة وفيهم َشريك بن عبد هللا القاضي :كلهم من الحفاظ
َ
،وشريك فيه ضعف ،وعنده ُسوء حفظ ،لكنه حكم على الغالب ،وذلك أن الغالب على هؤالء
الحَّفاظ ،فيحكم على الغالب أو بالعكس ،عندما يُسأل عن شخص ضعيف بالنسبة لمن
أنهم من ُ
30
هو أضعف منه ،فقد يقول :هذا ثقة ،أي بالنسبة لغيره من هؤالء الضعفاء ،وأحسن ما يكون
جواب النَّ ِاقد إذا ُسِئل عن الراوي بدون أن يُقيَّد بحديث ،أو بر ٍاو آخر.
وقد نبَّه على هذه القاعدة أبو الوليد البا ِجي في كتابه (التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في
الجامع الصحيح) ،ونب َه عليها الحافظ ابن حجر في مقدمة (اللسان).
7https://t.me/Aaalsaad
31