Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة األولى‪:‬‬

‫(معرفة مكانة ُّ‬


‫النّقاد في هذا الفن)‬

‫وتأتي أهمية هذه القاعدة من جهة أن هؤالء النقاد بمثابة األدلة ‪ ،‬كما هو في األحكام مثالً‪ ،‬فإن‬
‫مدار الكالم في الرواة جرح وتعديالً على كالم هؤالء‪ ،‬وهؤالء النقاد ليسوا على مكانه واحدة ‪،‬‬
‫فمنهم المتشدد‪ .‬ومنهم المتساهل ‪ ،‬ومنهم المعتدل‪.‬‬

‫فمثالً‪ :‬عندما يختلف قول علي بن المديني مع الحاكم في راو ما‪ ،‬سواء أكان هذا االختالف في‬
‫التوثيق أو التضعيف ‪ ،‬فال شك أنه ال يلتفت إلى قول الحاكم ‪ ،‬وال يعارض به قول علي بن‬
‫المديني ‪ ،‬ألنه أعلم وأمكن بهذا الفن ‪.‬‬

‫وأيضا قول اإلمام أحمد مع األزدي ‪ ،‬فال شك أنه ال يلتفت إلى قول األزدي وال يعارض به قول‬
‫اإلمام أحمد‪.‬‬

‫🔻أقسام النقاد ‪:‬‬

‫والنقاد يمكن أن نقسمهم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫• الطبقة األولى ‪ :‬الذين يدور عليهم علم الجرح والتعديل ‪.‬‬

‫• الطبقة الثانية ‪ :‬الذين لهم مشاركة في الجرح والتعديل ولكنهم دون الطبقة األولى ( الوسطى )‬

‫‪1‬‬
‫• الطبقة الثالثة ‪ :‬هم الذين لهم بعض الكالم في علم الجرح والتعديل ‪ ،‬وليسوا متصدين لهذا الفن‪.‬‬

‫💎 أما الطبقة األولى فهم ‪ :‬شعبة بن الحجاج ‪ ،‬مالك بن أنس ‪ ،‬يحيى بن سعيد القطان ‪ ،‬عبد‬
‫الرحمن بن مهدي ‪ ،‬اإلمام أحمد‪ ،‬علي بن المديني ‪ ،‬ابن معين ‪ ،‬أبو حفص الفالس ‪ ،‬البخاري‬
‫‪ ،‬أبو حاتم الرازي ‪ ،‬أبو زرعة الرازي ‪ ،‬مسلم ‪ ،‬الترمذي ‪ ،‬أبو داود ‪ ،‬النسائي ‪ ،‬ابن حبان‪ ،‬والحاكم‬
‫‪ ،‬ابن خزيمة‪.‬‬

‫🔻فعندما توجد أقوال لمن في الطبقة األولى وأقوال لمن في الطبقة الثانية ‪ ،‬فاألصل أن الطبقة‬
‫األولى في المقدمة ‪ ،‬ألنهم أمكن وأعلم وأقعد بهذا الفن‪،‬‬

‫وعندما توجد أقوال لمن في الطبقة الثانية وأقوال لمن في الطبقة الثالثة فالشك أن األصل تقديم‬
‫الطبقة الثانية‪ ،‬وأيضا الطبقة األولى على درجات ‪ :‬فيحيى بن معين يقدم على أبي حفص الفالس‬
‫‪ ،‬وكذلك الطبقة الثانية فأبو زرعة ليس كالحاكم‪ ،‬وابن حبان قوله مقدم على الحاكم ‪ ،‬والترمذي‬
‫قوله مقدم على ابن حبان‪ ،‬والمقصود أن اإلنسان كلما كان أعلم بهذا الفن كلما كان قوله مقدم‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة الثانية‪:‬‬

‫💎 (معرفة المتشدد ‪ ،‬والمعتدل ‪ ،‬والمتساهل)‬

‫‪2‬‬
‫🔻فال شك أن قول المعتدل في األصل هو المقدم على قول المتشدد والمتساهل‪ ،‬والنقاد والحفاظ‬
‫ليسوا على درجة واحدة ‪ ،‬وهذه القاعدة كثي اًر‬

‫ما ترجع الخالفات إليها‪.‬‬

‫• فمثالً ‪ :‬أبو حاتم الرازي متشدد ‪ ،‬فتجده كثيره يتكلم في بعض الرواة ويخالف في قوله جماهير‬
‫الحفاظ ممن وثق هذا الراوي ‪ ،‬مثالً قال عن الشافعي ‪ :‬صدوق ‪ ،‬و قال عن مسلم ‪ :‬صدوق ‪،‬‬
‫ولم يرفعهم إلى ثقة‪ ،‬والسبب في ذلك أن هذه طريقته وهذا منهجه ‪ ،‬وهو التشدد في الحكم على‬
‫الرواة ‪ ،‬فال يكاد يوثق ر ٍاو ‪ ،‬حتى قال اإلمام ابن تيمية رحمه هللا‪( :‬وأما قول أبي حاتم يكتب‬
‫حديثه وال يحتج به ‪ ،‬فأبو حات م يقول هذا في كثير من رجال الصحيحين ‪ ،‬وذلك أن شرطة في‬
‫التعديل صعب ‪[)...‬مجموع الفتاوى]‪.‬‬

‫• ومثال المعتدلين ‪ :‬الترمذي ‪ ،‬الدارقطني ‪ ،‬ابن عدي ‪ ،‬البخاري‪.‬‬

‫• ومثال المتشددين ‪ :‬يحيى بن سعيد القطان ‪ ،‬يحيى بن معين ‪ ،‬واإلمام أحمد ‪ ،‬وأبو حاتم الرازي‬
‫‪ ،‬أبو زرعة الرازي ‪ ،‬العقيلي ‪.‬‬

‫• ومثال المتساهلين ‪ :‬الحاكم ‪ ،‬العجلي ‪ ،‬حفص بن شاهين ‪ ،‬أحمد بن صالح المصري ‪.‬‬

‫🔻فعندما نأخذ مثالً ‪ :‬ترجمة عبد هللا بن لهيعة نجد أن أحمد بن صالح المصري يوثقه مطلقاً ‪،‬‬
‫وتجد أن الحفاظ قد ضعفوه ‪ ،‬وهناك من استثنی رواية العبادلة عنه ‪ ،‬فاألقرب أنه ال يؤخذ إلى‬
‫قول أحمد بن صالح المصري هنا ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومثل عبد الرحمن بن زياد بن أنعم اإلفريقي ‪ ،‬فقد وثقه أحمد بن صالح المصري ‪ ،‬بينما جماهير‬
‫الحفاظ أجمعوا على تضعيفه ‪ ،‬فال يلتفت إلى توثيق أحمد بن صالح المصري لتساهله ‪.‬‬

‫وقد تجد مثال العكس من ذلك ؛ فعندما تأتي إلى ر ٍاو من الرواة هو صدوق أو ثقة ‪ ،‬وقد ضعفه‬
‫بعض المتشددين ‪ ،‬مثل أبي الفتح األزدي ‪ ،‬فهو يبالغ في التشدد والجرح ‪ ،‬حتى أصبح قوله ال‬
‫يعتد به ‪ ،‬وذلك لكثرة تشدده في هذا الباب ‪.‬‬

‫💎 وهذه القاعدة تُستفاد من جهتين ‪:‬‬

‫‪ - 1‬من تنصيص أهل العلم على أن فالناً معتدل أو متشدد أو متساهل ‪ ،‬ويكثر من هذا الحافظ‬
‫الذهبي وابن حجر ‪.‬‬

‫‪ - 2‬استقراء أقوال هذا الناقد على الرواة وعرضها على أقوال بقية النقاد ‪ ،‬فان ُو ِجد أنه يتفق في‬
‫الغالب مع األئمة ‪ ،‬فهذا دليل على اعتداله ‪ ،‬وإن وجدت أنه يخالف جمهور األئمة في عدد كبير‬
‫من الرواة ‪ ،‬فيعلم بهذا أنه إما متشدد أو متساهل ‪.‬‬

‫• وهاتان القاعدتان األولى والثانية‪ ،‬من أهم قواعد الجرح والتعديل‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫‪4‬‬
‫💡القاعدة الثالثة‪:‬‬

‫💎(معرفة اصطالحات النُّقاد الذين يحكمون على الرواة)‬

‫🔻 فالناظر في هذا األمر يجد أن لكل ناقد من النقاد اصطالح خاص به ‪ ،‬وهذه االصطالحات‬
‫تختلف من شخص آلخر فمثال‪ :‬مصطلح ثقة ‪ ،‬أحيانا قد يختلف من شخص ألخر ‪ ،‬فتقدم أن‬
‫هناك من يطلق الثقة بمعنى العدالة ‪ ،‬وهناك من يطلق الثقة ويريد بها العدالة ولكنه يقيد ذالك‬
‫بمعنى يريد مقصودة‪.‬‬

‫ومن ذلك تجد أن يعقوب بن شيبة السدوسي يحكم على ر ٍاو بأنه ثقة أي عدل في ذاته ‪ ،‬مستقيم‬
‫في قوله وعمله لكنه سيئ‪ ،‬وكذلك ال بأس به ‪ ،‬تختلف باختالف النقاد ‪ ،‬واألصل في ال بأس‬
‫به أنه وسط ‪ ،‬وأنه صدوق ‪ ،‬وقد قصر عن الثقة‪.‬‬

‫• ولكن هناك من يطلق ال بأس به بمعنى ا لثقة ‪ ،‬مثل‪ :‬ما نقل عن يحيى بن معين ‪ ،‬قال ابن‬
‫أبي خيثمة ‪ :‬قلت ليحيى بن معين فالن ليس به بأس ‪ ،‬وفالن ضعيف ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا قلت لك ليس‬
‫به بأس فهو ثقة ‪ ،‬وإذا قلت لك هو ضعيف فليس هو بثقة ‪ ،‬ال يكتب حديثه‪ ،‬وغيره أحياناً يستعمل‬
‫كلمة ال بأس به بمعنى ثقة ‪.‬‬

‫وهناك من يستخدم ال بأس به بمعنى أن هذا الراوي ليس بكذاب‪.‬‬

‫• ومثل ما يستعملها أحيانا ابن عدي ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أرجو أن ال بأس به ‪ ،‬وهذا يطلقه على الثقة‬
‫والصدوق والضعيف‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومثل أيضا قول البخاري فيه نظر ‪ ،‬يقصد به أن هذا الراوي له ما يستنكر ‪ ،‬وقد يكون هذا الراوي‬
‫ضعيف ليس له من الحديث إال القليل وحكم على أنه فيه نظر ‪ ،‬فهذا دليل على أنه منكر الحديث‬
‫‪ ،‬ضعيف جدا ‪ ،‬مثل ما حكم على رشدين بن سعد ‪ ،‬قال ‪ :‬منكر الحديث ‪ ،‬وقال في مكان آخر‬
‫‪ :‬فيه نظر ‪.‬‬

‫فإن كان معه أحاديث كثيرة ‪ ،‬ووجد أن هذه التي تستنكر قليلة ‪ ،‬فيكون هذا الرجل صدوق ‪ ،‬لكن‬
‫له أشياء تستن كر عليه ‪ ،‬وإن كان له أحاديث قليلة فهذا منكر الحديث ‪ ،‬وهذا باالستقراء‪.‬‬

‫وتقريبا حكم على مئة ر ٍاو بأنه (فيه نظر) ‪ ،‬وعندما ستقرئ هؤالء الرواة الذين قال فيهم فيه نظر‬
‫تجد أن الذي يجمعهم هو أن لهم أشياء تستنكر ‪ ،‬فقد تكون كثيرة فهذا يسقط الراوي ‪ ،‬وقد تكون‬
‫قليلة وله أحاديث كثيرة فهذا يخدش في الراوي ويؤثر ‪ ،‬ولكن ال يُسقط حديثه ‪.‬‬

‫• كذلك أيضا الجوزجاني كما تقدم لنا ‪ ،‬يقول عمن وصف بالتشيع فالن زائغ ومفتر ‪ ،‬فإن لم‬
‫تعرف اصطالحه وأنه قد جرى عليه ‪ ،‬فهنا ال تتأثر بهذا الحكم الذي حكم به الجوزجاني على‬
‫هذا الراوي ‪.‬‬

‫• كذلك أيضا مقارب الحديث ‪ ،‬يستخدمها اإلمام أحمد والبخاري ويقصدون بها أن حديثه مقارب‬
‫لحديث الثقات ‪.‬‬

‫• وكذلك إبراهيم الحربي يقول عن الراوي إذا أراد أن يضعفه‪ :‬غيره أوثق منه ‪ ،‬فإذا لم تعرف‬
‫مصطلح إبراهيم الحربي فقد تظن أنه ثقة ‪.‬‬

‫• كذلك الترمذي يقول ليس بحافظ وقصده من ذلك تضعيفه‪ ،‬وأحيانا تضعيفه الشديد ‪،‬‬

‫• كذلك البزار ‪ :‬قال عن معاوية بن يحيى الصدفي ‪ :‬ليس يحافظ ‪ ،‬وهو شديد الضعف ‪ ،‬فقد‬
‫ياتي شخص ويقول أن البزار قوى الصدفي ‪ ،‬ولم يضعفه تضعيفا شديداً ‪ ،‬بينما هو ضعفه تضعيفا‬
‫شديداً بهذا الذي يستعمله ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أيضا البيهقي يستخدم عبارات فيها بعض اللين ‪.‬‬

‫ومثل تصرف البخاري حيث قال ‪ :‬أرجو أن ألقى هللا عز وجل وال يحاسبني بأني اغتبت إنسان‪.‬‬

‫فكان ‪-‬رحمه هللا‪ -‬يطلق عبارات لينه ‪ ،‬وعبارات قد يظن الشخص أنه ليس فيها جرحا ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫(سكتوا عنه) ‪ ،‬هذه عبارة شديدة عند البخاري ‪ ،‬وقد يظن الشخص أن هذا ليس بشديد الضعف‬
‫‪ ،‬وإنما (سكتوا عنه) ‪ ،‬وقد يفهم البعض من كالم البخاري أنه مستور ‪ ،‬ولكن قصده تضعيف هذا‬
‫الراوي تضعيفاً شديداً‪.‬‬

‫• فالبد من معرفة هذه االصطالحات حتى تستطيع أن تحكم على الراوي بالحكم الذي يليق بحاله‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة الرابعة‪:‬‬

‫💎 ( القول الذي فيه تفصيل في الحكم على الراوي ينبغي أن يقدم على غيره من األقوال المجملة)‬

‫🔻فاألقوال المفصلة لها ميزة في التقديم على غيرها‪ ،‬فعندما يحصل خالف في الراوي ‪ ،‬ويكون‬
‫هناك أقوال فيها تفصيل بحال هذا الراوي ‪ ،‬فهذه األقوال ينبغي أن تقدم على غيرها ‪ ،‬مع مالحظة‬
‫باقي القواعد‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫• مثالً ‪ :‬سماك بن حرب ‪ ،‬تجد أن ه ناك من وثقه ‪ ،‬وهناك من تكلم فيه ‪ ،‬وهناك من فصل في‬
‫حاله كعلي بن المديني ويعقوب بن شيبة السدوسي ‪ ،‬وذلك أنهم فرقوا بين ما رواه قديماً وما رواه‬
‫أخي اًر ‪ ،‬فما رواه قديما ُمقدم على غيره ‪ ،‬وما رواه أخي ار يكون محل نظر وتأمل ‪.‬‬

‫• وعندما تتأمل هذا القول تجد أنه هو الموافق للدليل ‪ ،‬وهو الذي فيه جمع لألقوال األخرى التي‬
‫قيلت في سماك بن حرب ‪.‬‬

‫• وكذلك مثالً‪ :‬عطاء بن السائب ‪ ،‬فهناك من أثنى عليه ‪ ،‬وهناك من مسه ببعض الكالم ‪ ،‬وهناك‬
‫من فصل في حاله ‪ ،‬ففرق بين من روى عنه قديماً ‪ ،‬ومن روى عنه أخي اًر‪ ،‬ألن عطاء بن السائب‬
‫حصل له اختالط وتغير ‪ ،‬فمن روی عنه قديماً يكون مقبوالً‪ ،‬ومن روى عنه أخي اًر ينظر فيه ‪،‬‬
‫فإن استقام الخبر الذي رواه فهنا أيضاً يقبل ويلحق بالقسم األول ‪ ،‬وذلك أن عطاء بن السائب لم‬
‫يختلط اختالطأ فاحشة ‪ ،‬ولم يتغير تغي اًر كبي اًر‪ ،‬وإنما حصل له بعض التغير االختالط‪.‬‬

‫• وكذلك مح مد بن زنبور المكي ‪ ،‬هناك من وثقه كالنسائي ‪ ،‬وهناك من تكلم فيه كمحمد بن‬
‫إسحاق بن خزيمة ‪ ،‬تركه ولم يحتج به ‪ ،‬وهناك من فصل في حاله ‪ ،‬فقال ‪ :‬روى عن الحارث‬
‫بن عمير مناكير ‪ ،‬وهو ثقة ‪ ،‬كما قال ابن خلدون ‪ ،‬ففيما رواه عن الحارث بن عمير ال يقبل وال‬
‫يحتج به ‪ ،‬وفيما رواه عن غيره فمقبوالً ويحتج به ‪ ،‬وهذا القول مقدم على غيره ‪.‬‬

‫• كذلك أيضا الحارث بن عمير ‪ ،‬هناك من وثقه كحيي بن معين وأبي حاتم وأبي زرعة والنسائي‬
‫و العقيلي والدارقطني ‪ ،‬وهناك من قال يروي الموضوعات وكذبه ‪ ،‬قال ذلك الحاكم ‪ ،‬ونقل عن‬
‫ابن خزيمة أنه كذبه ‪ ،‬ولعل السبب في ذلك ‪-‬وهللا أعلم ‪-‬‬
‫‪8‬‬
‫أحد أمرين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬رواية محمد بن زنبور المكي عنه ‪ ،‬فصار في روايته المنكرات‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬قد تكون المنكرات من الحارث بن عمير ‪ ،‬ولعلها من ابن زنبور أقرب ‪.‬‬

‫• فهذا القول الذي فيه تفصيل هو األقرب ‪ ،‬وذلك أن هذه المنكرات إما بسبب رواية ابن زنبور‬
‫عنه ‪ ،‬أو بسبب رواية بعض الضعفاء عنه ‪ ،‬فعندما يروي بعض الضعفاء عنه تكون العلة فيهم‬
‫وليست فيه ‪ ،‬وفيما يتعلق برواية محمد بن زنبور عنه فال يحتج بها ‪ ،‬وإنما يحتج برواية غيره عن‬
‫الحارث بن عمير ‪.‬‬

‫• فهذه القاعدة مهمة جداً مع مالحظة باقي القواعد ‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة الخامسة‪:‬‬

‫(ينبغي الجمع بين األقوال التي قيلت في هذا الراوي قدر المستطاع)‬

‫‪9‬‬
‫🔻فمثالً ‪ :‬يونس بن يزيد األيلي‪ ،‬تجد أن هناك من تكلم فيه ‪ ،‬وتجد أن هناك من وثقه ‪ ،‬وهناك‬
‫من أثنى عليه في روايته عن الزهري‪.‬‬

‫والذي يجمع بين هذه األقوال ‪ ،‬هو أن تقسم حديثه إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫فمن وثقه وأثنى عليه فهذا هو األصل فيها‬

‫ومن قدمه على غيره في الزهري ‪ ،‬فهذا فيما رواه عن الزهري ‪،‬‬

‫ومن أثنى عليه في كتابه فهذا فيما حدث به من كتابه ‪ ،‬فهذا يكون حديثه على هذه األقسام‬
‫الثالثة ‪.‬‬

‫‪ .1‬ما حدث به من كتابه‪.‬‬

‫‪ .2‬ثم ما حدث به عن الزهري من حفظه‪.‬‬

‫‪ .3‬ثم ما حدث به من حفظه عن غير الزهري ‪.‬‬

‫• وبذلك تأتلف األقوال التي قيلت فيه ‪ ،‬فتجمع في ما بينها ‪ ،‬وإال ترد وتضطرب‪.‬‬

‫• وكذلك معمر بن راشد البصري ‪ ،‬أثنى عليه فيما رواه عن الزهري وعبد هللا بن طاووس وفيما‬
‫حدث به في اليمن ‪ ،‬وتُكلم عليه فيما حدث به في البصرة وفي روايته عن بعض شيوخه المتأخرين‬
‫‪.‬‬

‫فالجمع فيما بين هذه األقوال والتأليف بينها ‪ ،‬هو أن يقسم حديثه ‪.‬‬

‫‪ -1‬فأصح حديثه هو ما حدث به عن الزهري أو عن عبد هللا بن طاووس وفيما رواه عن أهل‬
‫اليمن ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -2‬فيما رواه عن بعض شيوخه الذين تكلم فيهم وفي روايته عنهم ‪ ،‬كاألعمش مثالً‪.‬‬

‫‪ -3‬ما حدث عنه أهل البصرة ‪ ،‬ألنه عندما كان بالبصرة حدث من غير كتاب ‪.‬‬

‫فهذه أصول أقسام حديثه ‪ ،‬وقد تقسم إلى أقسام أكثر من ذلك‪.‬‬

‫• وكذلك أيضا حسان بن إبراهيم الكرماني ‪ ،‬واألقوال التي قيلت فيه‪.‬‬

‫• وكذلك عبد هللا بن لهيعة ‪ ،‬اتفق الجمهور على تضعيفه ‪ ،‬وهناك من أثنى عليه مطلقاً كأحمد‬
‫بن صالح المصري ‪ ،‬وهناك من فصل في حاله بعض التفصيل ‪ ،‬وهم على قسمين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬من قال ‪ :‬من روى عنه قبل االختالط من العبادلة أو غيرهم ‪ ،‬يكون مقبوالً وصحيح ‪،‬‬
‫ومن روى عنه بعد االختالط واحتراق كتبه فيكون مردوداً‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬يفصل في حاله ‪ ،‬فمن روى عنه قبل االختالط من العبادلة أو غيرهم يكتب حديثه من‬
‫أجل االعتبار ‪ ،‬وال يحتج به ‪ ،‬وإنما هو أقوى ممن روى عنه بعد االختالط وتغيره واحتراق كتبه‬
‫‪ ،‬وهذا القول هو القول الصحيح ‪ ،‬وهو قول الدارقطني وغيره ‪ ،‬وأنه ال يحتج به مطلقاً ‪ ،‬ولكن ال‬
‫شك أنه قبل أن يختلط وتحترق كتبه أقوى ممن روى عنه بعد االحتراق والتغير ‪ ،‬وإن كان هو‬
‫سيئ الحفظ قبل أن تحترق كتبه‪.‬‬

‫واألمثلة على هذه القاعدة كثيرة‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫‪11‬‬
‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة السادسة‪:‬‬

‫(النظر إلى مذهب النقاد فيما يتعلق باالعتقاد)‬

‫🔻فهناك من يكون جرحه السبب فيه أن هذا الشخص الذي جرحه مخالف لهذا المجروح من‬
‫حيث االعتقاد‪ ،‬فأدى ذلك إلى أن يتكلم فيه ويجرحه ‪ ،‬وهذا وإن كان موجوداً لكنه قليل ونادر ‪،‬‬
‫ولكن هذا القليل والنادر ينبغي لإلنسان أن يتنبه له في هذه المسألة ‪ ،‬وهذه القاعدة‪.‬‬

‫• فمثالً‪ :‬الجوزجاني ‪ ،‬معروف عنه ذلك ‪ ،‬فأحيانا يجرح الراوي بسبب االعتقاد ‪ ،‬وبالذات أهل‬
‫الكوفة ‪ ،‬ومن كان منهم متصفاً بالتشيع ‪ ،‬فقد جرح جمع من الرواة بهذا السبب ‪.‬‬

‫وكما ذكرت ‪ -‬فيما سبق ‪ -‬كاد أن يُضعف كبار الحفاظ متن هو موصوف بذلك ‪ ،‬كأبي إسحاق‬
‫ٍ‬
‫ومفتر ‪ ،‬ويقصد بذلك أن‬ ‫السبيعي واألعمش ‪ ،‬فكثي اًر ما كان يقول عن أهل الكوفة ‪ :‬فالن زائغ‬
‫هذا الراوي موصوف بش يء من التشيع ‪ ،‬فينبغي االنتباه إلى جرح الجوزجاني في ذلك‪.‬‬

‫• وكذلك يوسف بن عبد الرحمن بن خراش ‪ ،‬هو بعكس الجوزجاني ‪ ،‬فابن ِخراش موصوف‬
‫بالتشيع ‪ ،‬فأحيانا قد يجرح الراوي بسبب ما عنده من اعتقاد مخالف لما عنده ‪ ،‬كما جرح أحمد‬
‫بن عبدة الضبي ‪ ،‬ألنه موصوف بشيء من النصب ‪ ،‬فقام وجرحه ‪ ،‬وهذا نادر جداً من ابن‬
‫خراش ‪ ،‬فينبغي االنتباه إلى هذا األمر ‪ ،‬حتى يكون هذا الجرح ليس مؤث اًر في هذا الراوي ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫• وكذلك أبوحاتم بن حبان ‪ ،‬فإنه يحاول أن يُضعف الراوي الموصوف بالبدعة ‪ ،‬وأحيانا ال يجعل‬
‫هذا التضعيف راجعا إلى البدعة ‪ ،‬وإنما يجعله ارجعا إلى الحفظ ‪ ،‬فينبغي االنتباه إلى هذا‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة السابعة‪:‬‬

‫(النظر إلى الناحية العملية في تعامل المصنفين في علم الحديث مع هذا الراوي)‬

‫🔻فال يخفى أن هناك من قد اشترط الصحة في روايته لألحاديث ‪ ،‬واشترط الثقة في الرواة ‪،‬‬
‫وعلى رأسهم البخاري ومسلم ‪ ،‬فينظر إلى تعامل البخاري ومسلم وغيرهم مع هذا الراوي‪.‬‬

‫• فمثالً‪ :‬فليح بن سليمان ‪ ،‬هناك جمع من الحفاظ عمن تكلم فيه ‪ ،‬لكن تجد أن البخاري ومسلم‬
‫قد خرجا له واحتجا به‪ ،‬والترمذي قد صحح له ‪ ،‬فهذا يدل على توثيقه وقوته ‪ ،‬فعندما يخرج‬
‫البخاري لر ٍاو فهذا دليل على أن األصل فيه الثقة ‪ ،‬وأن رواية هذا الراوي مقبولة‪،‬‬

‫ٍ‬
‫ألناس الراجح فيهم الضعف ‪ ،‬لكن يكون هذا ألسباب‪:‬‬ ‫وإن كان البخاري قد يُخرج‬

‫‪13‬‬
‫‪ -1‬إما أن يقرنهم بغيرهم‪.‬‬

‫‪ -2‬وإما أن يخرج لهم استشهاداً‪.‬‬

‫‪ -3‬وإما أن يخرج عن شيوخ معروفون بأنهم من أوثق الناس فيهم ‪ ،‬كما خرج لخالد بن مخلد‬
‫القطواني ‪ ،‬ففي الغالب يخرج له عن سليمان بن بالل‪ ،‬ومثل‪ :‬ما يروي أحاديث أبي إسحاق‬
‫السبيعي عن إسرائيل ‪ ،‬في الغالب ألنه من أثبت الناس في جده‪.‬‬

‫ومثل‪ :‬يونس بن يزيد األيلي ‪ ،‬وفيه بعض الكالم‪ ،‬لكنه في الغالب يروي له عن الزهري‪ ،‬ألنه من‬
‫أوثق الناس في الزهري‪،‬‬

‫ومثالً‪ :‬سفيان بن وكيع‪ ،‬كما تقدم لنا‪ .‬الراجح تضعيفه‪ ،‬بل هناك من كذبهُ‪ ،‬ومع ذلك خرج له‬
‫الترمذي ‪ -‬تقريبا ‪ -‬خمسين حديثاً‪ ،‬لكن عندما تتأمل هذه األحاديث وتستقرأها تجد أن الترمذي‬
‫انتقاها‪ ،‬وأنها كلها قد توبع عليها سفيان بن وكيع ‪ ،‬فينظر إلى تعامل الترمذي لهذا الراوي ‪،‬‬

‫• وكذالك يُنظر إلى تعامل النسائي مع هذا الراوي ‪ ،‬فالنسائي ‪ -‬في األصل ال يخرج لر ٍاو إال‬
‫وهو ثقة في الغالب أو مقبول الرواية‪.‬‬

‫• وقد قوى شيخ اإلسالم ابن تيمية أحد الرواة ألسباب ومنها‪ :‬تخريج النسائي لهذا الراوي ‪ ،‬وليس‬
‫هذا عند شيخ اإلسالم فقط ‪ ،‬بل حتى اإلمام الذهبي ‪ ،‬لذلك ال تتعجب في تضعيف النسائي لر ٍاو‬
‫وقد خرج له ‪.‬‬

‫• وكذلك ابن عدي أيضاً قال ‪ :‬روى له النسائي في صحاحه‪ ،‬فكأنه يقويه لذلك ‪ ،‬وكذلك العالئي‪،‬‬
‫وغيرهم‬

‫• ولذلك النسائي أعرض عن حديث عبد هللا ابن لهيعة‪ ،‬مع أن حديث ابن لهيعة كان عنده عالياً‬
‫‪ ,‬ألنه كان يرويه عن قتيبة عن ابن لهيعة ‪ ،‬وال شك أن هذا اإلسناد يعتبر عالياً‪ ،‬ومع ذلك لم‬

‫‪14‬‬
‫يخرج له وأعرض عنه ‪ ،‬فهذا دليل على أنه كان ينتقي ‪ ،‬وال يُخرج ألي ر ٍاو ‪ ،‬فتخريج النسائي‬
‫لرجل أيضا مهم ‪ ،‬ولذلك تجد النسائي إذا خرج ألحد الرواة وهو ضعيف يبين ضعفه ‪ ،‬أو قال‪:‬‬
‫خرجنا له هذا الحديث من أجل كذا ‪ ،‬ومن أجل بعض االختالف الذي حصل ‪ ،‬فيذكر هذا أحيانا‬
‫في ثنايا كتابه ‪ ،‬فينبغي االنتباه لهذا الشيء‪.‬‬

‫• وكذلك أيضا ابن خزيمة ‪ ،‬عندما يروي لر ٍاو‪ ،‬ففي األصل أن هذا الراوي مقبول في الرواية عنده‬
‫‪ ،‬وقد نص في مقدمة الكتاب على أن هذا الكتاب يُشترط فيه رواية العدل عن العدل ‪ .‬من غير‬
‫قطع في اإلسناد ‪ ،‬فعندما يُخرج لر ٍاو فهذا دليل على أنه مقبول في الرواية عنده ‪ ،‬ولذلك أحيانا‬
‫قد خرج ألحد الرواة حديثا ثم يقول‪ :‬ال أعرف هذا الراوي ‪ ،‬أو يخرج له حديثا ثم يقول‪ :‬فالن قد‬
‫تبرأنا من عهدته ‪ ،‬كما قال في ابن لهيعة ‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬وكما سبق لنا فيما تقدم عندما روي‬
‫عن عباد بن يعقوب الرواجني قال ‪ :‬الثقة في حديثه المتهم في رأيه ‪ ،‬فبين أن حديثه مقبول لكن‬
‫دينه كان متهماً فيه‪.‬‬

‫• وكذلك أيضا ابن حبان عندما يخرج لر ٍاو فاألصل أنه مقبول الرواية عنده ‪ ،‬وال يقول قائل أن‬
‫ابن حبان يقول أن الثقة هو الذي لم يجرح ‪ ،‬وإن كان هذا عنده مع شروط يشترطها أال يروي ما‬
‫يُستنكر ‪ ،‬فعندما يخرج لهذا الراوي فال شك أن هذا تقوية لهذا الراوي ‪.‬‬

‫• وكذلك أيضاً الحاكم ‪ ،‬وإن كان هو متساهل لكن يستفاد من تصحيحه‪.‬‬

‫• فهذه الكتب إن خرجت ألحد الرواة فهي تقوية له‪ ،‬وعلى رأس هؤالء البخاري ومسلم ‪ ،‬وعموما‬
‫؛ فدواوين اإلسالم المعروفة كـ (الصحيحي ن)‪ ،‬والكتب الستة ‪ ،‬والمسانيد المعروفة ‪ ،‬كـ (مسند‬
‫اإلمام أحمد) وغير ذلك ‪ ،‬األصل في إخراج هؤالء الرواة تقوية لهم‪ ،‬وإن كانت هذه التقوية ليست‬
‫بالقوية‪ ،‬ولكن عموماً يستفاد من هذا‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وكم من ر ٍاو ُوثق وُقِبل خبره بسبب ذلك‪ ،‬ومن ذلك ‪-‬كما تقدم‪ -‬فليح بن سليمان‪ ،‬فهذه القاعدة‬
‫مهمة‪ ،‬ينبغي النظر إليها ‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة الثامنة‪)1( :‬‬

‫( جمع أقوال الحفاظ في نقد الرجال)‬

‫وهذه مسألة مهمة‪ ،‬وذلك أن أقوال الرجال متناثرة في الكتب‪ ،‬وأحيانا قد يصعب جمعها‪ ،‬وأحيانا‬
‫ال يهتدي اإلنسان إلى معرفة هذه الكتب التي تتحدث عن الكالم الصادر عن الحفاظ في بعض‬
‫الرجال‪ ،‬وأحيانا يكون في فوات هذه األقوال تأثير على النتيجة التي يتوصل إليها في الحكم على‬
‫الراوي‪.‬‬

‫🔻 أنواع کتب نقد الرجال‪:‬‬

‫إن الكتب التي تتحدث عن نقد الرجال تنقسم على قسمين‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن تكون هذه الكتب لم تؤلف إال لتراجم الرجال‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن تكون هذه الكتب لم تؤلف في تراجم الرجال‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫• أما ما يتعلق بالكتب التي أُلفت في بيان تراجم الرواة‪ ،‬فعلى قسمين‪:‬‬

‫‪ -1‬إما أن تكون هذه الكتب أساسية وأصلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬إما أن تكون هذه الكتب مفرعة عن الكتب األساسية واألصلية‪.‬‬

‫والمقصود بالكتب األساسية واألصلية‪ :‬هي التي تنقل كالم الحفاظ باإلسناد‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫أ‪( -‬التاريخ الكبير) للبخاري‪.‬‬

‫ب ‪( -‬الضعفاء الكبير) للعقيلي‪.‬‬

‫ج ‪( -‬الكامل) البن عدي ‪.‬‬

‫د‪( -‬الجرح والتعديل) ال بن أبي حاتم‪ ،‬وغيرها‪ ،‬فهذه الكتب تعتبر أساسية وأصلية‪.‬‬

‫وإذا كان الراوي من القرون الثالثة‪ ،‬فهناك ثالث كتب تعتبر هي األساسية واألصلية للبحث عن‬
‫هذا الراوي‪:‬‬

‫‪( -1‬التاريخ الكبير) للبخاري‪.‬‬

‫‪( 2‬الجرح والتعديل) البن أبي حاتم‪.‬‬

‫‪( -3‬الثقات) البن حبان‪.‬‬

‫ففي الغالب أن هذ ه الكتب الثالثة هي الكتب األساسية في الحكم على الرواة‪ ،‬وعندما ال يوجد‬
‫ترجمة للراوي في هذه الكتب الثالثة قد ال يوجد في مصدر آخر ‪.‬‬

‫ويضاف إليها‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪( -4‬الكامل) البن عدي‪.‬‬

‫‪( -5‬الضعفاء) للعقيلي‪.‬‬

‫‪( -6‬الثقات) البن شاهين ‪.‬‬

‫‪( -7‬الثقات) للحجيري ‪.‬‬

‫‪( -8‬التاريخ األوسط) للبخاري‪ ،‬الذي طبع باسم (الصغير)‪.‬‬

‫وكل هذه الكتب تعتبر من الكتب األساسية واألصلية في الحكم على الراوي‪.‬‬

‫• أما الكتب التي ال تعتبر أساسية وال أصلية‪ :‬فهي الكتب التي تنقل كالم الحفاظ ‪ ،‬وتعتمد على‬
‫الكتب األصلية‪ ،‬وال تنقل باإلسناد‪ ،‬وهي كثيرة‪ ،‬وعلى رأسها‪:‬‬

‫‪( -1‬الكمال في أسماء الرجال) للحافظ عبد الغني المقدسي ‪.‬‬

‫‪( -2‬تهذيب الكمال) للمزي‪ ،‬ثم ما تفرع عن (تهذيب الكمال) للمزي‪:‬‬

‫‪( -3‬تذهيب التهذيب) للحافظ الذهبي‪.‬‬

‫‪( -4‬الكاشف) للحافظ الذهبي‪.‬‬

‫‪( -5‬تهذيب التهذيب) للحافظ ابن حجر ‪.‬‬

‫‪( -6‬تقريب التهذيب) للحافظ ابن حجر ‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫• الفرق ما بين كتب القسم األول والثاني‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫أوالً‪ :‬من فوائد القسم األول التأكد من صحة نسبة هذا الكالم المنقول عن هذا الحافظ‪ ،‬ألنه منقول‬
‫باإلسناد غالباً‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أنك تجد في الكتب األساسية واألصلية كالم الحفاظ منقول بلفظه‪ ،‬بخالف الكتب الفرعية‬

‫وأحياناً ينقل الكالم بالمعنى‪ ،‬وقد يختصر هذا الكالم‪ ،‬وقد تختصر كلمة تعينك في فهم باقي‬
‫الكالم‪ ،‬وبالذات كالم ابن عدي‪ ،‬كثي اًر ما يختصر الحافظ ابن حجر أو الحافظ الذهبي كالمه‪،‬‬
‫فينبغي التنبه لهذا‪.‬‬

‫وهذان األمران هما أهم الفروق‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة الثامنة‪)2( :‬‬

‫(جمع أقوال الحفاظ في نقد الرجال)‬

‫🔻 الكتب األساسية واألصلية تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫األول‪ :‬إما أن تكون خاصة ببيان الثقات‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫• (الثقات) البن حبان‪.‬‬

‫• (الثقات) للعجلي‪.‬‬

‫وإن كان يوجد في كل من (الثقات) البن حبان‪ ،‬والعجلي رجال مضعفين‪ ،‬ضعفهم ابن حبان أو‬
‫العجلي‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬إما أن تكون خاصة للضعفاء‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫• (الضعفاء الكبير) و (الصغير) للبخاري‪.‬‬

‫• (الضعفاء) ألبي زرعة‪.‬‬

‫• (المجروحين) البن حبان‪.‬‬

‫• (الضعفاء) للنسائي‪.‬‬

‫• (الضعفاء والمتروكين) للدار قطني ‪.‬‬

‫• (الكامل) البن عدي‪.‬‬

‫وأحياناً قد يكون فيهم ثقات ‪ ،‬فيذكرهم كي ي ِ‬


‫دافع عنهم‪ ،‬كما ذكر عبد هللا بن أبي ُد َؤاد‪.‬‬‫ُ‬
‫• (الضعفاء) للعقيلي ‪.‬‬

‫وقد ذكر علي بن المديني ‪ ،‬وهو من كبار الحفاظ‪ ،‬ولم يجرحه من حيث الحفظ‪ ،‬وإنما جرحه من‬
‫جهة االعتقاد‪ ،‬واعتقاده سليم ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬لكن داهن وخاف من ابن أبي ُد َؤاد‪ ،‬وخاف من الجلد‪،‬‬
‫وتابع ابن أبي ُد َؤاد في القول بخلق القرآن‪ ،‬وإال فهو يُ ْن ِكر ذلك‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إما أن تكون هذه الكتب شاملة للثقات والضعفاء‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫• (تهذيب التهذيب) للحافظ ابن حجر ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫• (الجرح والتعديل) البن أبي حاتم‪.‬‬

‫• (التاريخ الكبير) للبخاري‪.‬‬

‫وال شك أن هناك فائدة عندما يكون الكتاب خاصاً بالضعفاء‪ ،‬فيعتبر األصل في هذا الراوي أنه‬
‫ضعيف‪ ،‬وإن كان هذا يخرج عنه المؤلف بأن فالنا ثقة‪ ،‬من نص المؤلف على أنه ثقة‪ ،‬أو‬
‫العكس‪ ،‬فمثل‪( :‬الثقات) البن حبان األصل أن ما يذكره ثقة عنده‪ ،‬لذلك تجده يذكر آالف الرجال‬
‫ويسكت عنهم‪ ،‬اکتفاء پتسمية كتابه (الثقات)‪ ،‬وإن كان قد اشترط أن ال يذكر إال ثقة في الغالب‪.‬‬

‫وأما الكتب التي يوجد فيها كالم للحفاظ‪ ،‬فهناك كثير من الكتب التي تتحدث عن الرجال‪ ،‬وهذه‬
‫الكتب قد تَ ْخَفى على بعض من يهتم بعلم الحديث‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫• (سنن النسائي) تجد فيه كالم كثير في الرجال‪ ،‬إما تعديل أو تجريح‪.‬‬

‫• (جامع الترمذي) تجد فيه كالم كثير‪ ،‬وأحياناً هذا الكالم ينقله عن البخاري أو غيره‪.‬‬

‫فمثال‪ :‬عندما ذكر سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬نقل عن البخاري أنه قال‪( :‬رأيت‬
‫أحمد وإسحاق‪ ،‬وذكر غيرهما‪ ،‬يحتجون بحديث عمرو بن شعيب‪ ،‬فهذا فيه ثناء على هذه السلسلة‪،‬‬
‫وتوثيق ضمني للرجال الذين في هذه السلسلة ‪ ،‬فـ(جامع الترمذي) فيه كالم كثير‪.‬‬

‫• (سنن أبي داود ) تجد فيه بعض الكالم على الرجال‪.‬‬

‫• (صحيح ابن خزيمة) فيه بعض الكالم على الرواة‪.‬‬

‫مثل ‪ :‬ابن لهيعه‪ ،‬ذكره وتب أر منه‪ ،‬ومثل‪ :‬عباد بن يعقوب الرواجني قال‪( :‬المتهم في رأيه الثقة في‬
‫حديثه)‪.‬‬

‫• (صحيح ابن حبان) فيه بعض الكالم على الرجال‪ ،‬وبالذات في التوثيق‪.‬‬

‫• (مستدرك الحاكم) فيه كالم على الرواة‬


‫‪21‬‬
‫ومن ذلك تكلمه على سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬والثناء عليها‪.‬‬

‫• (العلل) البن أبي حاتم‪.‬‬

‫• (العلل) للدار قطني‪.‬‬

‫• (العلل الكبير) للترمذي‪.‬‬

‫• (سنن الدار قطني) فيه كالم كثير على الرواة‪ ،‬وهذا الكالم إما أن يكون عاماً‪ ،‬وإما أن يكون‬
‫خاصاً‪.‬‬

‫العام‪ :‬أن يقول هذا إسناد صحيح‪ ،‬إذ هو توثيق لهؤالء الرواة‪.‬‬

‫الخاص‪ :‬أن يقول فالن ثقة‪.‬‬

‫• (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي‪ ،‬وهو مهم جداً‪.‬‬

‫• (تاريخ دمشق) البن عساكر‪ ،‬وهو مهم جداً‪.‬‬

‫وغيرها من كتب التواريخ التي يستفاد منها في الحكم على الرواة‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة التاسعة‪)1( :‬‬

‫(استقراء حديث الرواي)‬

‫‪22‬‬
‫🔻وذلك أن الراوي ُ‬
‫المتكلم فيه ‪ ،‬أحياناً يُ ْحتَاج األمر فيه إلى استقراء حديثه ‪ ،‬حتى يُ ْنظر لحديثه‬
‫؛ هل هو مستقيم أم ال ؟‬

‫فإن كان حديثه مستقيماً‪ ،‬وموافقاً لرواية الثقات ‪ ،‬فهذا يُحكم بثقته ‪ ،‬وإن كان أحياناً قد يُخالف ‪،‬‬
‫وقد يُخطئ ؛ فهذا يكون صدوقاً ‪ ،‬وإن كان الغالب على حديثه الخطأ ‪ ،‬وروی أحاديث منكرة‬
‫واضحة النكارة ‪ ،‬فهذا يكون حديثه مردوداً‪.‬‬

‫وكلما كانت هذه األحاديث أكثر نكارة كان أشد ضعفاً ‪ ،‬وكلما كانت هذه األحاديث كثيرة من جهة‬
‫المخالفة والخطأ كلما كان هذا الراوي أشد ضعفاً ‪ ..‬وهكذا ‪.‬‬

‫والحقيقة أن استقراء حديث الراوي أمر مهم ‪ ،‬وذلك أنه أحياناً عندما يُراد الحكم على ر ٍاو من الرواة‬
‫؛ قد يُتَوقف في هذا الراوي ‪ ،‬فال يتَبيَّن له حكم هذا الراوي إال بعد تتبُّع حديثه ‪ ،‬وذلك أنه قد‬
‫ِ‬
‫يُ ْشكل على األقوال التي قْيلت في هذا الراوي ‪ ،‬فيحصل له توقف ‪ ،‬فعندما ينظر في حديثه َ‬
‫يتبين‬
‫له حكم هذا الراوي‪ ،‬هل هو مستقيم أو ال؟‬

‫تعذر ‪ ،‬وهذا غير صحيح ‪ ،‬ألن الحفاظ في الغالب ال‬‫وبعض الناس قد يظن أن هذا األمر م ِ‬
‫ُ‬
‫يتكلمون على الراوي إال بذلك ‪ ،‬كاإلمام أحمد ‪ ،‬وابن المديني ‪ ،‬ويحيى بن معين ‪ ،‬والبخاري ‪،‬‬
‫وغيرهم ِممن أتى من بعدهم‪.‬‬

‫ولذلك تجد أن ابن عدي ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬يسوق األحاديث التي يُمكن أن تُ ْس ْتنكر على هذا الراوي‬
‫تخلِص الحكم عليه ‪.‬‬
‫يس ْ‬
‫‪ ،‬ثم بعد ذلك ْ‬
‫العقيلي ‪ ،‬أحياناً قد يذكر حديثاً أو حديثين للراوي ‪.‬‬
‫ومثله ‪-‬أيضا‪ُ -‬‬

‫‪23‬‬
‫وكذلك البخاري في (التاريخ الكبير )‪ ،‬أحياناً قد يذكر بعض األحاديث التي تُ ْستنكر على هذا‬
‫الراوي‪.‬‬

‫تع ِذر ‪ ،‬وذلك أن‬


‫فهذه من أهم قواعد الجرح والتعديل ‪ ،‬والحكم على الراوي بهذه الطريقة ليس ِب ُم َ‬
‫مي ُسورة ‪ ،‬وإن كان قد يحصل فيها تعب ومشقة‪ ،‬ولكن‬ ‫وسائل جمع أحاديث هذا الراوي من الرواة ْ‬
‫باإلمكان أن تجمع أحاديث هذا الراوي‪.‬‬

‫وهناك كتب كثيرة تذكر األحاديث التي يمكن أن تُ ْس ْتنكر على هذا الراوي ‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫• (التاريخ الكبير) للبخاري‪.‬‬

‫• (الكامل) البن عدي‪.‬‬

‫• (الضعفاء) للعقيلي‪.‬‬

‫الخزاعي‪ ،‬وساق له أحاديث متعددة‪ :‬ثم قال‪ :‬هذا ما‬ ‫حماد ُ‬


‫عيم بن َّ‬
‫حتى أن ابن عدي مرةً ذكر نُ ْ‬
‫يمكن أن يستنكر عليه وما عدا ذلك فهو مستقيم ‪ ،‬وإن كان ال يُسلَّم البن عدي ‪ ،‬ألن ُهناك من‬
‫حماد ‪ ،‬و لكن يُستفاد من هذا قاعدة ُمفيدة ‪ ،‬وهي أن ابن عدي قد‬‫عيم بن َّ‬
‫ْأنكر أحاديث على نُ ْ‬
‫الخز ِ‬
‫اعي ‪ ،‬وحكم على هذه األحاديث بالنَّكارة ‪ ،‬إذاً فما عداها فهو‬ ‫حماد ُ‬
‫عيم بن َّ‬‫تتبَّع حديث نُ ْ‬
‫نص على ذلك‪.‬‬
‫مستقيم عنده ‪ ،‬كما َّ‬

‫• ُكتُب ِ‬
‫العَل ِل‪ ،‬بالذات (العلل الكبير) للترمذي ‪.‬‬

‫فمن ِخالل ِفهرس األعالم تستطيع أن تعرف األحاديث التي أ ُْن ِكرت على هذا الراوي إن كان له‬
‫ذكر األحاديث التي تُ ْس ْتنكر‬
‫أحاديث منكره‪ ،‬ألن كتب العلل عموماً هي من ُجملة الكتب التي تَ ُ‬

‫‪24‬‬
‫لل في الغالب على حسب األبواب‬ ‫تفرقة ‪ ،‬ألن ُكتب ِ‬
‫الع ِ‬ ‫على الراوي ‪ ،‬وإن كانت هذه األحاديث ُم ِ‬
‫‪ ،‬وأحياناً تكون على المسانيد ‪.‬‬

‫فمثالً‪( :‬علل الترمذي الكبير) على األبواب ‪.‬‬

‫و(علل الدار قطني) على المسانيد‪.‬‬

‫فتبين إذاً أن هناك كتب تَذكر األحاديث التي تُ ْس ْتنكر في ترجمة ذلك الراوي ‪ ،‬وهذا يكون من‬
‫خالل التَتبُّع ‪ ،‬وهذا التَتبُّع إما أن يكون من ِخالل القراءة في كتب الحديث ‪ ،‬فتنظر؛ من يخالف‬
‫ومن يوافق ‪ ،‬فإذا وجدت أن هذا الراوي له أحاديث كثيرة قد يُخالف فيها ‪.‬‬

‫مثل ‪ُ :‬ق َّرة بن عبد الرحمن ‪ ،‬له أحاديث كثيرة يخالف فيها ‪ ،‬وهناك أقوال ُمتعارضة فيه ‪ ،‬لكن‬
‫عند تتبُّع أحاديثه ‪ :‬تجد أن له أحاديث كثيرة منكرة‬

‫وصَله ُق َّرة بن عبد‬


‫مرسل ‪ ،‬وقد َ‬
‫ٌ‬ ‫ومن ذلك حديث ‪( :‬من حسن إسالم المرء تركه ماال يعنيه)‬
‫الرحمن ‪.‬‬

‫ومن ذلك أيضاً حديث‪( :‬كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه بحمد هللا فهو اقطع) الصواب أنه مرسل ‪،‬‬
‫صله ُق َّرة بن عبد الرحمن‪،‬‬
‫وقد َو َ‬
‫ومن ذلك أيضاً حديث‪( :‬أحب عبادي إلي أعجلهم فط اًر) أخطأ فيه ُق َّرة بن عبد الرحمن ‪.‬‬

‫إلى غير ذلك من األحاديث التي أخطأ فيها ُق َّرة بن عبد الرحمن‪.‬‬

‫فمن َخالل قراءتك تَتبَّع أحاديث هذا الراوي ‪ ،‬عندما تق أر قراءة عامة في كتب الحديث‪ ،‬أو تق أر في‬

‫كتب الحديث ‪ ،‬وقصدك البحث عن أحاديث هذا الراوي َ‬


‫وج ْمعها‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬
‫‪25‬‬
‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡القاعدة التاسعة‪)2( :‬‬

‫(استقراء حديث الراوي)‬

‫🔻فمن خالل قراءتك تتبع أحاديث هذا الراوي ‪ ،‬عندما تق أر قراءة عامة في كتب الحديث ‪ ،‬أو تق أر‬
‫في كتب الحديث ‪ ،‬وقصدك البحث عن أحاديث هذا الراوي وجمعها‪.‬‬

‫فمثالً ‪ :‬سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪.‬‬

‫يمكن بسهولة أن نجمعها من كتب الحديث ‪:‬‬

‫‪ -1‬إما من خالل (تحفة األشراف) ‪ ،‬فتجد أنها مرتبة على األسانيد ‪ ،‬فتتأمل وتنظر في هذه‬
‫األحاديث‪ ،‬وتعرف مدى استقامتها‪.‬‬

‫‪ -2‬أو من خالل المسانيد‪.‬‬

‫فمثالً‪ :‬اإلمام أحمد قد ساقها في مسند عبد هللا بن عمرو بن العاص‪.‬‬

‫وأنا قد تتبعت سلسلة عمرو بن ُشعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬فوجدت أن الغالب عليها االستقامة ‪،‬‬
‫وهناك أحاديث يمكن أن تُستنكر عليه‪.‬‬

‫وقد ألف اإلمام مسلم رسالة في األحاديث التي تُستنكر على عمرو بن شعيب ‪ ،‬وإن لم ِنقف‬
‫عليها ‪ ،‬لكن ُذكرت في ترجمته‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وقد وقفنا على حديث قد أنكره اإلمام مسلم على عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬وهو ما‬
‫رواه موسی بن أبي ع ائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬أن رسول هللاﷺبه توضأ‬
‫ثالثاً ثالثاً ‪ ،‬فقال ‪( :‬من زاد أو نقص فقد تعدى وأساء وظلم)‪.‬‬

‫فكلمة ‪( :‬نقص) منكرة ‪ ،‬وليست صحيحة ‪ ،‬وقد أنكرها اإلمام مسلم‪.‬‬

‫ﷺتوضیء مرتين في بعض‬


‫أما الزيادة فال تجوز‪ ،‬وأما النقصان فهو مشروع ‪ ،‬وقد ثبت أن الرسول َ‬
‫أعضاءه ‪ ،‬كما في حديث عبد هللا بن زيد ‪ ،‬وثبت في حديث ابن عباس في (صحيح البخاري)‬
‫أنه توضیء مرة مرة ‪ ,‬فكيف يقول ‪( :‬ومن نقص) ‪ ,‬فال شك أن هذه الزيادة ليست صحيحة‪.‬‬

‫ومثالً‪ :‬رواية الحسن عن سمرة‪.‬‬

‫ِ‬
‫السلسلة معرفة‬ ‫وسمرة صحابي‪ ،‬ولكن المقصود ِمن تتبُّع هذه‬
‫الحسن ثقة إمام ‪ ،‬كما هو معلوم ‪ُ ،‬‬
‫هل سمع أم لم يسمع ؟‬

‫فقد تتبعتها ‪ ،‬وذلك فيما ساقه الطبراني في (معجمه الكبير) ‪ ،‬في مسند سمرة ‪ ،‬فقد ساق أكثر‬
‫من ثمانين حديثاً ‪ ،‬فتجد أن هناك ما يُستنكر له‪.‬‬

‫ﷺقال ‪( :‬إن العرب بنو سام بن نوح وإن الروم بنو يافث بن نوح وإن‬
‫ومن ذلك ‪ :‬أن رسول هللا َ‬
‫الحبشة بنو حام بن نوح) ‪.‬‬

‫هذا القول مشهور أنه من قول النَّساِبين‪.‬‬

‫ومن ذلك أيضاً‪ :‬النهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة‪.‬‬

‫وقد جاء ما يخالف ذلك‪.‬‬

‫سمرة ‪.‬‬
‫إلى غير ذلك من األحاديث التي يُمكن أن تُستنكر على الحسن عن ُ‬

‫‪27‬‬
‫سمرة ‪ ،‬وإن كان أنه قد سمع منه بعض األحاديث في‬ ‫فدل هذا على أن الحسن لم يسمع من ُ‬
‫الجملة ‪ ،‬لكن في الغالب أنها ُمنكرة ‪ ،‬والحسن ثقة جليل من أفاضل التابعين ‪ ،‬إذاً الواسطة بينهم‬
‫هي السبب ‪ ،‬فهذا يدل على أنه لم يسمع ‪ ،‬وأن العلة من الواسطة‪.‬‬

‫ومثالً ‪ :‬حسان بن إبراهيم ِ‬


‫الكرماني‪.‬‬

‫تجد أن له أحاديث منكرة‪،‬‬

‫منها ‪ :‬ما رواه حسان بن إبراهيم ِ‬


‫الكرماني ‪ ،‬عن عبد العزيز بن أبي رواد ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن‬
‫خم ٍر أحب إليك أم من المطاهر ‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫جديد ُم َّ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬الوضوء من َج ٍر‬
‫فقال ‪ ( :‬ال ‪ ،‬بل من المطاهر ‪ :‬إن دين هللا الحنيفية السمحة) ‪ .‬قال ‪ :‬وكان رسول هللاﷺيبعث‬
‫إلى المطاهر ‪ ،‬فيؤتي بالماء ‪ ،‬فيشربه ‪ ،‬يرجو بركة أيدي المسلمين‪.‬‬

‫باطل من جميع الوجوه ‪ ،‬وعلى مختلف االتجاهات ‪ ،‬وقد اتفق أهل العلم على تضعيفه‬
‫وهذا حديث ٌ‬
‫‪ ،‬إال من شذ ‪.‬‬

‫ضعفه ابن عدي فقال بعد أن ذكر عدداً من الرواة له لم أجد له أنكر مما ذكرته من هذه األحاديث‬
‫‪ ،‬وقد ضعفه الطبراني بقوله ‪ :‬تفرد به حسان ابن إبراهيم ‪ ،‬وضعفه أبي نعيم في (الحلية) عندما‬
‫قال ‪ :‬غريب ‪ ،‬تفرد به حسان ابن إبراهيم ‪ ،‬وغيرهم ممن ضعف هذا الحديث ‪ ،‬فهو حديث باطل‬
‫سنداً ومتناً ‪ ،‬لفظاً ومعناً‪.‬‬

‫واألحاديث التي يمكن أن تُستنكر على حسان أحاديث قليلة ‪ ،‬والغالب على أحاديثه االستقامة‪.‬‬

‫فالمقصود أن تتبُّع حديث الراوي م ِ‬


‫مكن ‪ ،‬خالفاً لمن ْأنكره ‪ ،‬فعلى طالب العلم أن يبحث في كتب‬ ‫ُ‬
‫الحديث‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وممن يفعل ذلك ‪ -‬غير ما تقدم ‪ -‬الحافظ الذهبي في (الميزان) فكثي اًر ما يذكر في ترجمة الراوي‬
‫بعض ما يُستنكر عليه ‪ ،‬إما مما ذكره ابن عدي ‪ ،‬أو مما تبيَّن له‪.‬‬

‫فتتبُّع حديث الراوي ُممكن‪ ،‬وبالذات في هذا الوقت ‪ ،‬فقد وضعت فهارس لألعالم لبعض كتب‬
‫الحديث‪ ،‬فمن ِخالل هذه الفهارس يُجمع حديث هذا الراوي ‪ ،‬ثم يُنظر ‪ :‬هل هو مستقيم الحديث‬
‫أم ال؟‬

‫ومعرفة استقامته بما يوافق الثقات ‪ ،‬أو يخالفهم‪.‬‬

‫• فهذه القاعدة من أهم قواعد الجرح والتعديل‪ ،‬وينبغي لطالب العلم أن يستعملها كثي اًر وال يتركها‬
‫تزول إال من ِخالل تتبُّع أحاديث هذا الراوي‬ ‫‪ ،‬فكثي اًر من اإلشكاالت في الحكم على الراوي ال ُ‬
‫المراد الحكم عليه‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫[سلسلة قواعد في الجرح والتعديل]‬

‫💡 القاعدة الحادية عشر‪:‬‬

‫(ما يسمى بالجرح النسبي)‬

‫‪29‬‬
‫🔻وذلك عندما يجرح الرجل بالنسبة لغيره أو عندما يوثق بالنسبة لغيره‪.‬‬

‫وهذا األمر فيه تفصيل ‪ ،‬ويتعلق به قاعدة مهمة من قواعد الجرح والتعديل‪.‬‬

‫وذلك أن الراوي إما أن يُ ْسأل عنه ُسؤاالً ُمطلقاً ُمجرداً‪ ،‬وإما أن يُقيد هذا الراوي؛‬

‫بالنسبة إلى رو ٍاة آخرين ‪ ،‬وإما أن يكون بالنسبة ألحاديث‪.‬‬


‫وتَْقييد هذا الراوي‪ :‬إما أن يكون ِ‬
‫ْ‬

‫حكم النَّ ِاقد على الراوي ِ‬


‫بالنسبة لر ٍاو آخر ‪ :‬وذلك أن النَّاقد عندما َيحكم على أحد الرواة بالنسبة‬ ‫ُ‬
‫لرواة آخرين ‪ ،‬أو ِ‬
‫بالنسبة لحديث فحكمه يتغيَّر ويتأثر ‪ِ ،‬ب ِ‬
‫سبب وجود هذا الراوي من الرواة بالنسبة‬
‫لغيره ‪ ،‬أو وجود هذا الحديث؛‬

‫المسؤل عنه ثقة بالنسبة إلى ُحَّفاظ ‪ ،‬ولكنه قرن بأحفظ منه عند سؤال النَّاقد عن حاله‪،‬‬
‫فإذا كان ْ‬
‫فقد يتكلم في الثقة ويضعفه ويقصد به بالنسبة إلى الحافظ وال يقصد أنه ضعيف أو بالعكس ‪،‬‬
‫عندما يكون هناك مجموعة من الحفاظ الثقات وأدرج هذا الراوي معهم ‪ ،‬فقد يُوثق بالنسبة لغيرة‪.‬‬

‫ومرةً قال الدارقطني عن مجموعة من الرواة وفيهم َشريك بن عبد هللا القاضي‪ :‬كلهم من الحفاظ‬
‫َ‬
‫‪ ،‬وشريك فيه ضعف ‪ ،‬وعنده ُسوء حفظ ‪ ،‬لكنه حكم على الغالب ‪ ،‬وذلك أن الغالب على هؤالء‬
‫الحَّفاظ ‪ ،‬فيحكم على الغالب أو بالعكس ‪ ،‬عندما يُسأل عن شخص ضعيف بالنسبة لمن‬
‫أنهم من ُ‬

‫‪30‬‬
‫هو أضعف منه ‪ ،‬فقد يقول‪ :‬هذا ثقة ‪ ،‬أي بالنسبة لغيره من هؤالء الضعفاء‪ ،‬وأحسن ما يكون‬
‫جواب النَّ ِاقد إذا ُسِئل عن الراوي بدون أن يُقيَّد بحديث ‪ ،‬أو بر ٍاو آخر‪.‬‬

‫🔻السؤال مقيداً بأحاديث‪.‬‬

‫الن ِاقد في الحكم على هذا‬


‫تشدد َّ‬
‫بالنسبة لألحاديث ‪ ،‬فقد يكون هذا الحديث الذي رواه ُمنك اًر ‪َ ،‬ف َي َّ‬
‫الراوي ‪ ،‬وقد يكون هذا الحديث ال بأس به ‪ ،‬والرجل فيه ضعف ‪ ،‬وقد َجاء ما َي ُدل على أن هذا‬
‫الحديث محفوظ ‪ ،‬فقد يحكم على هذا الراوي بأنه ال بأس به‪ ،‬واألمثلة على هذا كثيرة‪.‬‬

‫وقد نبَّه على هذه القاعدة أبو الوليد البا ِجي في كتابه (التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في‬
‫الجامع الصحيح)‪ ،‬ونب َه عليها الحافظ ابن حجر في مقدمة (اللسان)‪.‬‬

‫‪7https://t.me/Aaalsaad‬‬

‫‪31‬‬

You might also like