التنمية الثقافية والاجتماعية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 17

‫خطة االستعداد للخمسين‬

‫‪THE NEXT 50‬‬


‫‪YEARS PLAN‬‬

‫الفصل التاريخ‪11 / 12 – 11 /8 :‬‬ ‫الحادي عشر‪/‬‬ ‫المجتمع األسبوع‪:‬‬ ‫اسم المساق‪:‬‬


‫‪2020 /‬‬ ‫(الخريفي)‬ ‫اإلماراتي‬

‫التنمية الثقافية واالجتماعية في دولة اإلمارات(م‪)4.5.6‬‬


‫المحاضرة الثاني عشر– األسبوع الحادي عشر‬

‫أ‪ .‬فاطمة الدهماني‬


‫أ‪ .‬أسماء المعمري‬

‫ماض اإلمارات‪ ،‬ص ‪44-33‬‬


‫ي‬ ‫إطاللة عىل‬
‫مجتمع االمارات ‪ ،‬ص‪156‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫محاور المحاضرة‪:‬‬
‫مفهوم التنمية وأنواعها‬ ‫‪.1‬‬
‫مالمح التنمية الثقافية في دولة اإلمارات قديما وحديثا‬ ‫‪.2‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫قيمة األسبوع‪:‬‬
‫(الهوية الوطنية)‬
‫َ ُ‬ ‫ٌ‬
‫أبيعه‬ ‫وطن آليت أال‬ ‫ول‬‫ي‬
‫َ‬
‫غيي له الدهر مالكا‬ ‫وأال أرى‬
‫رر َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الشباب ونعمة ً‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ش‬ ‫به‬ ‫دت‬ ‫عه‬
‫قوم أصبحوا يف ِظاللكا‬ ‫كنعمة ِ َ ْ ٍ‬
‫ى‬ ‫النفس ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حَت كأنه‬ ‫فقد ألفته‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫غودرت هالكا‬ ‫ِ‬ ‫بان‬ ‫إن‬ ‫جسد‬ ‫لها‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫إليهم‬ ‫الرجال‬ ‫ِ‬ ‫وحبب أوطان‬
‫ُ‬ ‫ُ ى‬
‫الشباب هنالكا‬ ‫مآرب قضاها‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫إذا ذكروا أوطان ُهم ذكرته‬
‫ّ‬ ‫ُ َ‬
‫عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا‬
‫الروم‪،،‬‬
‫ي‬ ‫ابن‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫أصبحت التنمية الثقافية إحدى الركائز األساسية التي تقوم عليها‬


‫المجتمعات المدنية إذ أن الثقافة – بمفهومها الواسع – تشكل الموئل الذي‬
‫يتم من خالله تكوين الشخصية اإلنسانية بمالمحها السلوكية والفكرية‬
‫والعملية‪.‬‬
‫وفي دولة اإلمارات العربية المتحدة كان للتنمية الثقافية نصيب كبير في‬
‫خطط وبرامج التنمية الشاملة التي شهدتها الدولة منذ نشأتها ‪.‬‬
‫ويمكن التعرف على التنمية الثقافية في مجتمع اإلمارات وتطورها‬
‫انطالقا من محورين أساسين هما التعليم والحياة الثقافية ‪.‬‬
‫إن التعليم يعتبر أحد المنطلقات األساسية للتنمية الثقافية في مجتمع‬
‫اإلمارات ؛ إذ ال يمكن تصور مجتمع متميز بحركة ثقافية نشطة ومعطاء‬
‫دون أن ترتكز على التعليم الجيد الذي يسهم في تكوين الشخصية العلمية‬
‫والثقافية السوية ‪.‬‬
‫الشيخ زايد بن سلطان برفقة الشيخ حميد بن راشد‬
‫في زيارة ألحد مدارس عجمان عام ‪1972‬م(األرشيف الوطني)‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم التنمية وأنواعها‬

‫‪ -‬التنمية في اللغة من الزيادة والنماء ‪ ،‬و بصفة عامة إن مفهوم التنمية يتضمن سلسلة‬
‫من عمليات إحداث التغيير تستهدف نقل المجتمع من واقع ثقافي واجتماعي‬
‫واقتصادي معين إلى واقع آخر أفضل منه‪.‬‬

‫‪ -‬وعليه يتضح الفرق بين النمو والتنمية؛ فالنمو عبارة عن تغيير تلقائي الإرادي يتم‬
‫بفعل الطبيعة دون تدخل من قبل اإلنسان بينما التنمية عبارة عن إحداث تغيير‬
‫مقصود مخطط وهادف يتم عن طريق جهود بشرية منظمة لتحقيق أهداف معينة‬

‫‪ -‬وللتنمية أشكال وأنواع ‪ ،‬وهي التنمية الشاملة والتنمية المستدامة و التنمية المنفردة‬
‫أو المتخصصة ( ثقافية ‪ ،‬اجتماعية ‪ ،‬اقتضادية)‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مالمح التنمية الثقافية في دولة اإلمارات قديما وحديثا‬

‫أ‪ .‬التعليم قديما و حديثا‬

‫مر التعليم في مجتمع اإلمارات بمراحل ‪:‬‬

‫‪-1‬التعليم قبل االتحاد ‪:‬‬

‫التعليم التقليدي (المطاوعة )‬

‫اقتصر هذا النظام على تعليم العلوم الشرعية كالقرآن الكريم والحديث النبوي إلى جانب الفقه والسيرة‬
‫النبوية ‪ ،‬وهي المواد التي يحتاجها اإلنسان للقيام بأداء عبادته والتعرف على أمور دينه ‪ ،‬ومواد‬
‫أخرى يحتاجونها في ممارسة أدوارهم العملية كتعليم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وعلم الهيئة "‬
‫الفلك " الذي يحتاجونه في رحالتهم خاصة رحالت الغوص الستخراج اللؤلؤ‪.‬‬

‫إال أن هذا المحتوى الدراسي لم يكن مخططا له تخطيطا تربويا يحدد األهداف والمنطلقات ويضع‬
‫البرامج العليمة التي تعتمد على التحصيل التراكمي للطالب الذي تتم فيه مراعاة اإلمكانات والفروق‬
‫الفردية وتطور المعرفة الذهنية للطالب‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫التعليم الشبه نظامي‬


‫يعتبر التعليم شبه النظامي بداية مرحلة لوضع نظام تعليمي يأخذ باألساليب والخطط والبرامج التربوية ‪ ،‬وقد نشأ‬
‫هذا النظام بداية مع حركة الوعي الثقافي التي سادت الوطن العربي ‪ ،‬وكانت منطقة الخليج العربي من بينها إذ‬
‫شهدت المنطقة تطورات متالحقة سواء كان ذلك في الجانب السياسي أو االقتصادي أو االجتماعي ‪.‬‬

‫وقد تأثر كثير من أبناء اإلمارات باآلراء الثقافية التي كان ينادي بها كثير من المفكرين ‪ ،‬وحاول بعض أبناء‬
‫اإلمارات االستفادة من هذه اآلراء وتطبيقها في بالدهم من خالل إقامة المدارس التعليمية مثلما فعل ذلك التجار‬
‫علي بن محمد المحمود في الشارقة ‪ ،‬وأحمد بن دلموج في دبي ‪ ،‬وخلف العتيبة في أبوظبي ‪ .‬فمع بدايات مالمح‬
‫هذا النظام تبرز من خالل إنشاء عدد من المدارس المنتشرة في معظم اإلمارات ويمكن اعتبار الفترة من عام‬
‫(‪1900‬م) وحتى عام (‪1952‬م ) هي الفترة التي شهدت نشأة واستمرار التعليم شبه النظامي ‪ ،‬إذ تعددت المدارس‬

‫المدرسة األحمدية ‪1912‬م‬ ‫في مختلف أرجاء اإلمارات ‪.‬‬


‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬
‫أهم المدارس في مختلف أرجاء اإلمارات‬
‫مدارس أبوظبي‪:‬‬
‫‪-‬أهمها التي أنشأها التي أنشأها خلف بن عبدهللا ابن عتيبة حوالي ‪1345-1330‬ه‬
‫\‪1927-1912‬م‪.‬‬
‫وكانت هناك مدارس أخرى يقوم بالتدريس بها رجال كالشيخ أبو الخياز من بر فارس‪.‬‬
‫كما أن من المدرسين بمدارس أبوظبي ونواحيها الشيخ علي بوملحا المري وغيره من‬
‫الفضالء‪.‬‬
‫وكانت هناك أيضا مدارس يُدرس بها أيام الصيف تبعا لمواقعها في ليوا وغيرها‪.‬‬
‫مدارس دبي ‪:‬‬
‫‪-‬المدرسة األحمدية والتي كان يُدرس فيها عائلة آل المبارك بعد أن إلتقى فيهم التاجر‬
‫المعروف ناصر بين عبيد ابن لوتاه و طلب منهم أن يعرجوا على دبي ليستفيد الناس من‬
‫علمهم‪.‬‬
‫‪-‬مدرسة السعادة ‪1925‬م‪ :‬في جزء من بيت الشيخ راشد بن شيب المهيري ‪.‬‬
‫الشيخ محمد على زينل مع الشيخ راشد بن سعيد المكتوم‬ ‫‪-‬مدرسة السالمية ‪1924‬م ‪ :‬في محل يخص السيد يوسف السركال ومنشؤها هو التاجر سالم‬
‫في مدرسة الفالح‬ ‫بن مصبح بن حموده السويدي ‪.‬‬
‫‪-‬مدرسة الفالح والتي أسسها محمد بن علي زينل ( من الحجاز) وأنفق عليها من ماله وبعث‬
‫طلبه إلى الحجاز‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬
‫أهم المدارس في مختلف أرجاء اإلمارات‬
‫مدارس الشارقة ‪:‬‬
‫المدرسة التيمية نسبة إلى شيخ االسالم تقي الدين أحمد بن تيمية وأنشاها الشيخ القاضي عبدالكريم‬
‫ابن علي البكري‪1908‬م‪.‬‬
‫المدرسة النابودية ‪ :‬تأسستعام ‪1922‬م على يد عبيد بن عيسى النابودة السويدي والذي تكفل‬
‫برواتب ومأكل ومسكن مدرسيها‪.‬‬
‫مدرسة الحيرة ‪1925‬م‪ :‬أنشئت وكان بها قسم داخلي للطلبة الوافدين من خارج إمارة الشارقة وقد‬
‫تحمل نفقتها والد الشاعر سلطان بن علي العويس‬
‫مدارس عجمان‪:‬‬
‫مدرسة الفتح ‪ : 1929‬أسسها الشيخ محمد بن سالم بن خميس السويدي‬
‫مدرسة الحمرية ‪ :1910‬وكان بها من المدرسين الشيخان عبدالصمد وعبدالوهاب أبناء عبدالعزيز‬
‫بن عبدهللا الوهيبي التميمي‪.‬‬
‫مدارس رأس الخيمة ‪:‬‬
‫المدرسة األولى ‪ :‬أسسها الشيخ أحمد بن حمد الرجباني ‪1913‬م في بيته وكان آنذاك قاضيا لإلمارة‬
‫‪.‬‬
‫هيكل المدرسة التيمية المحمودية أول مدرسة تطورية‬
‫في إمارة الشارقة تأسست عام ‪ 1908 – 1907‬التي‬ ‫المدرسة الثانية ‪ :‬أنشاها الشيخ سلطان بن سالم القاسمي الحاكم األسبق وعين الشيخ مشعات بن‬
‫ناصر الزبيري مديرا لها ‪.‬‬
‫أنشأها الشيخ علي بن محمد المحمود (هيئة الشارقة للوثائق)‬
‫أما االمارات األخرى وما يتبعها لم يكن بها مدارس على هذا المستوى وقد كان بعض أبنائها يفدون‬
‫إلى تلكم المدارس لتلقي العلم بها ‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫التعليم النظامي‬
‫مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين شهدت اإلمارات تطورا واضحا في ميدان التعليم ‪،‬‬
‫فقد انتقلت اإلمارات إلى التعليم النظامي القائم على أسس منهجية وتخطيط تربوي ‪ ،‬وقد انطلقت‬
‫تلك الحركة من حرص وحماس حكام اإلمارات على النهوض بالتعليم وفتح أبوابه على‬
‫مصراعيها لطالبيه من أبناء وبنات الخليج صغارا وكبارا ‪ ،‬صباحا ومساء ‪ ،‬كما نلمس الحماس‬
‫من جانب الطالب والطالبات واآلباء الذين هاجروا بأوالدهم في كثير من األحيان إلى البلدان‬
‫العربية المجاورة الستكمال تعليمهم الذي لم يكن متيسرا في إماراتهم في تلك الفترة ‪.‬‬
‫ولقي ذلك الحماس صدى واستجابة من األشقاء العرب ‪ ،‬فأقبلت البعثات التعليمية على مناطق‬
‫مختلفة منذ عام ‪1953‬م‪ ،‬وحتى قيام االتحاد عام ‪1971‬م ‪ ،‬حيث تكفلت تلك البعثات بإدارة‬
‫شؤون التعليم واإلنفاق عليه ‪ ،‬وكانت تلك الجهود قد توجهت بتولي إمارة أبوظبي اإلنفاق على‬
‫القسط األكبر من التعليم ‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬
‫ولقد برزت مالمح التعليم النظامي في هذه الفترة من خالل ‪:‬‬
‫‪-‬النظام التعليمي ‪ ،‬فقد كان في هذه المرحلة أكثر دقة وتخطيطا ‪.‬‬
‫‪-‬المقررات الدراسية طبقت المنهاج الذي كان سائدا في األردن والبحرين في إمارة‬
‫أبوظبي ‪ ،‬أما االمارات األخرى أخذت بالمنهاج الدراسي الكويتي ‪.‬‬
‫‪-‬المراحل الدراسية كانت تنقسم إلى ثالث مراحل (ابتدائي ‪ ،‬إعدادي ‪ ،‬ثانوي )‪.‬‬
‫‪-‬النشاطات المساند ‪ :‬برامج الرياضية والفنية والعلمية والمسابقات الثقافية‪.‬‬
‫‪-‬المنشآت المدرسية ‪ :‬كان معظم المدارس النظامية عند نشأتها تستغل بعض البيوت‬
‫السكنية للمواطنين سواء كان ذلك بتطوع منهم أو بأجرة ‪.‬‬
‫‪-‬تعليم البنات ‪ :‬بدأ متأخرا قليال عن بداية التعليم النظامي ‪ ،‬إذ تم افتتاح أول مدرسة‬
‫نظامية للبنات عام ‪ 1954‬م في مبنى المدرسة القاسمية ‪.‬‬
‫‪-‬اإلشراف على التعليم النظامي كان للحكومات المحلية دور في توجيهه و تشجيعه‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫‪-2‬التعليم بعد االتحاد‪:‬‬


‫وبدت مالمح هذا التعليم من خالل عدة جوانب ‪ :‬أنواع التعليم ‪ ،‬تطور التعليم‬
‫‪ ،‬التعليم العالي‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أنواع التعليم‬
‫‪-1‬التعليم العام وهو االبتدائي واالعدادي والثانوي ‪ ،‬هذا إضافة إلى مرحلة‬
‫ما قبل المدرسة (رياض األطفال )‪.‬‬
‫‪-2‬التعليم الديني وهو من أقدم أنواع التعليم ‪ ،‬إذ أنشئ أول معهد ديني في‬
‫التعليم النظامي عام ‪ 1962‬في دبي ‪.‬‬
‫‪-3‬التعليم الفني وقد بدأ تأسيسه منذ فترة مبكرة إذ بدأ إنشاء أول مدرسة‬
‫صناعية عام ‪1958‬م وهي المدرسة الثانوية الصناعية ‪.‬‬
‫‪-4‬تعليم الكبار فلقد اهتمت الدولة بمحو األمية وتعليم الكبار وافتتح أول‬
‫مركز لتعليم الكبار في العام الدراسي ‪. 1956‬‬
‫‪-5‬التعليم الخاص ويعتبر رافدا تعليميا مساندا للتعليم العام خاصة في‬
‫استيعاب أبناء الوافدين والمقيمين في اإلمارات ‪ ،‬وقد بدأ مبكرا منذ عام‬
‫‪.1953‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تطور التعليم‬


‫لم يقف تطور التعليم في اإلمارات عند الزيادة الكمية في أعداد الطالب أو‬
‫المداراس أو المعلمين ‪ ،‬وإنما تجاوز ذلك ليشمل محتوى العملية التعليمية في‬
‫أهدافها وخططها وبرامجها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التعليم العالي‬
‫شهدت المرحلة التي تلت قيام االتحاد اهتماما بالتعليم العالي تمثل في ابتعاث‬
‫أعداد كبيرة من الطالب للدراسة في الخارج ‪ ،‬على جانب االهتمام بإنشاء‬
‫جامعة وطنية تهتم بإعداد العناصر البشرية المواطنة المؤهلة والمدربة للقيام‬
‫بدورها في البناء والتنمية ‪ .‬و قد تحقق ذلك بإنشاء جامعة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة ‪ ،‬التي صدر القانون االتحادي رقم ‪ 4‬لسنة ‪1979‬م بتنظيم شئونها‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫ب‪-‬الحياة الثقافية‬
‫‪-1‬الحياة الثقافية قبل االتحاد‬
‫على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشتها اإلمارات قبل قيام االتحاد إال أنها لم تكن منقطعة الصلة بالحياة الثقافية ‪ ،‬حيث شهدت اإلمارات‬
‫خالل تلك المرحلة حركة ثقافية نمت وترعرعت مع تطور الحياة واتصالها بالثقافات األخرى العربية منها واألجنبية ‪ ،‬إذ إن المنطقة كانت نقطة‬
‫اتصال بين الشرق والغرب وكانت محط رحال كثير من المثقفين واألدباء ‪ ،‬كما أن أبناءها كانوا على صلة بالحياة الثقافية العربية وكان للرواد‬
‫األوائل منهم الدور البارز في إحياء الثقافة حركتها في المنطقة ‪ ،‬وتبرز مظاهر هذه الحياة من خالل ‪ :‬المساجد حيث أنها ملتقى للعبادة والوعظ‬
‫واإلرشاد واللقاء االجتماعي ‪ ،‬والمجالس التي كانت تحفل باألحاديث حول الشعر واألدب‪.‬‬
‫أما الصحافة والمكاتب وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة في الساحة الثقافية آنذاك قليلة و مأخوذة من الدول العربية كمصر والكويت ‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫ب‪-‬الحياة الثقافية بعد قيام االتحاد‬


‫‪ -‬اهتمت الدولة بعد قيام االتحاد بالتوعية والتثقيف اإلسالمي من خالل المؤسسات الرسمية واألهلية ‪،‬‬
‫حيث اهتمت وزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف بالتوعية الدينية ونشر المبادئ اإلسالمية ‪ .‬وطورت دور‬
‫المساجد في أداء رسالته بتقديم برامج وأنشطة كالمحاضرات والدروس الدينية وكذلك االحتفال‬
‫بالمناسبات اإلسالمية باإلضافة إلى توجيه خطبة الجمعة توجيها يحقق األهداف السامية لإلسالم‪.‬‬
‫‪-‬أنشئت الدولة مؤسسات متنوعة تخدم التنمية الثقافية كمشروع زايد لتحفيظ القرآن الكريم ‪ ،1974‬ودار‬
‫زايد لرعاية المسلمين الجدد ‪1982‬م‪.‬وشهدت الصحافة ووسائل اإلعالم توسعا واهتماما بالغا وتصدر من‬
‫مؤسسات حكومية وأهلية أثرت الحياة الثقافية‪.‬‬
‫‪-‬كما تعتبر المعارض والمؤتمرات العلمية رافدا من روافد النشاط الثقافي في اإلمارات ‪ ،‬وللجوائز‬
‫التشجعية دور في تحفيز الرواد والمبدعين ‪ ،‬من أبرزها هذه الجوائز ‪:‬‬
‫أ‪ -‬جائزة راشد للتفوق العلمي ‪ ،‬ب‪ -‬جائزة العويس األدبية ‪ ،‬ج‪ -‬جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم ‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫تقويم التنمية الثقافية في اإلمارات‪،،‬‬

‫يمكننا أن نستخلص النتائج األتية حول الحركة الثقافية في دولة اإلمارات العربية المتحدة ‪:‬‬
‫‪ o‬إن الثقافة في اإلمارات تطورت ونمت بشكل سريع في مختلف الميادين ‪ ،‬مما يعني إمكانية التطور إلى ما هو أفضل واكتساب‬
‫كل جديد في ميدان الثقافية وقدره هذه الحركة على التكيف مع متغيرات العصر‪.‬‬
‫‪ o‬تكتنف الساحة الثقافية تيارات فكرية أيديولوجية أو تعددية ثقافية كتلك التي تكتنف الحياة الثقافية العربية ‪ ،‬إال أنه يالحظ أن‬
‫روح التعايش تغلب على العالقة بين هذه التيارات مما يوحي بإمكانية االستفادة من كل تيار بما يملك من برامج وخطط‬
‫لتنمية الحياة الثقافية ‪ ،‬وال يمنع ذلك من القول أن رياح المعارك الفكرية تهب بين فترة وأخرى ‪.‬‬
‫‪ o‬تعد الحركة الثقافية إحدى المؤثرات المهمة في التغير االجتماعي الذي تشهده الدولة ‪ ،‬فقد ساعدت هذه الحركة على تغيير‬
‫نظرة المجتمع نحو التعليم وخاصة للفتاة ‪ ،‬وكذلك عمل المرأة ومشاركتها في الحياة العامة في اإلطار الذي ينظمه الدين‬
‫والعادات والتقاليد االجتماعية ‪....‬الخ‪.‬‬
‫خطة االستعداد للخمسين‬
‫‪THE NEXT 50‬‬
‫‪YEARS PLAN‬‬

‫‪ o‬برزت التنمية الثقافية في كافة الجوانب إذ بدأنا نرى كتابات وأسماء ألبناء اإلمارات في مختلف المجاالت‬
‫و الميادين‪.‬‬
‫‪ o‬تحولت الحركة الثقافية في اإلمارات من حركة متلقية لنتاجات اآلخرين إلى حركة محلية مؤسسية تقدم‬
‫إبداعها وإنتاجها لآلخرين ‪.‬‬
‫‪ o‬هناك معوقات تقف أمام هذه الحركة ولعل أبرز هذه المعوقات هو الهجمة الثقافية الوافدة ‪ ،‬حيث تساهم‬
‫العمالة األجنبية ذات النسبة الكبيرة في تشويه صورة الحياة الثقافية العربية في اإلمارات في كثير من‬
‫الجوانب من لغة وعادات األكل واللباس والسنع ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ o‬اهتمت هذه الحركة برصد وتوثيق التاريخ والتراث للمنطقة سعيا منها للحفاظ عليه من االندثار‬
‫ولتسجليه من الجيل الذي عاصر تلك المرحلة حتى ال يكون هناك مجال للتحريف أو التغيير ‪.‬‬

You might also like