Professional Documents
Culture Documents
120 مليون دينار قيمة العجز الشهري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
120 مليون دينار قيمة العجز الشهري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
الشارع المغاربي :أكد المرصد التونسي لالقتصاد في مذكرة نشرها يوم الثالثاء 7ديسمبر 2021انه عقب نشر القائمات المالية
لصناديق الضمان االجتماعي بتونس لسنة 2020األسبوع الفارط ،هي الصندوق الوطني للضمان االجتماعي وصندوق التقاعد
والحيطة االجتماعية وصندوق التأمين على المرض ،أثارت وضعيتها المالية العديد من التحفظات والمخاوف خاصة في ما يتعلق
بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي الذي سجل عجزا في ميزانيته المالية ق ّدر بـ 1200مليون دينار لسنة 2020اي بمعدل
100.مليون دينار شهريا
وذكر المرصد ،في هذا اإلطار ،انه وفقا لتصريح األمين العام المساعد التحاد الشغل عبد الكريم جراد المسؤول عن التغطية
االجتماعية والصحة والسالمة المهنية لم يعد االعتماد على المساهمات االجتماعية وحدها كافيا لتغطية مصاريف الصندوق باعتبار
.ان الحلول التي اتخذتها الدولة على غرار الترفيع في سن التقاعد ليست كافية للخروج من األزمة
كما تطرق جراد حسب ما ورد في مذكرة المرصد التونسي لالقتصاد الى اإلجراءات التي تم اتخاذها في قانون المالية لسنة 2019
وأبرزها دخول العمل بـ “المساهمة االجتماعية التضامنية” والتي حسّنت ،حسب تقديره ،من وضعية الصندوق الوطني للتقاعد
.والحيطة االجتماعية مشي ًر ا الى ان هذا التحسن لم يقض على العجز كليا ،من جهة ولم يشمل بقية الصناديق ،من جهة أخرى
وأوضحت ورقة عمل المرصد ان منظمة األعراف ممثلة في خليل الغرياني عضو مكتبها التنفيذي ،تتابع بدورها الوضعية
الصعبة التي تعيشها صناديق الضمان االجتماعي مع تشديدها على ان العجز انطلق منذ سنة 2018وعلى ان المسالة تحمل في
طياتها تأثيرات سلبية عديدة تتعلق أهمها بتفاقم عجز صندوق التأمين على المرض وما لذلك من تداعيات على القطاع الصحي
الخاص حيث لم يعد الصندوق قادرا على اإليفاء بتعهداته نحو الصيدليات الخاصة مما دفعها لتعليق العمل باالتفاقية معه في أكثر
.من مناسبة
وفي إطار اخر ،تناول منتدى سياسة الضمان االجتماعي الشامل الذي نظمه المرصد التونسي لالقتصاد بالشراكة مع منظمة
النهضة العربية للديمقراطية والتنمية ومنظمة “مسارات التنمية” أيام 16 15و 17نوفمبر بتونس موضوعـ الضمان االجتماعي
.حيث تم تقديم دراسة تحليلية يعمل عليها المرصد تبين نقائص نظام الضمان االجتماعي في تونس وسبل تحسينه
وبينت الدراسة أن األزمة الصحية كوفيد – 19إضافة الى عديد العوامل أهمها تطور التركيبة السكانية بالبالد وارتفاع نسبة
الشيوخ واتجاه التونسيين نحو العمل في القطاعات غير المنظمة أدت الى انخفاض المساهمات االجتماعية .كما كشفت ذات الدراسة
عن العديد من نقائص نظام الحماية االجتماعي في تونس على غرار محدودية الموارد بما انعكس سلبا على المساعدات االجتماعية
الممنوحة للفقراء والفئات الضعيفة والمنح التي تعطى لألطفال والعاملين في القطاع الفالحي وكذلك االمر بالنسبة للمساعدات التي
.تم إقرارها للقطاعات التي تأثرت سلبا بالجائحة الصحية والتي اتضح انها دون المأمول وال تغطي الحاجات األساسية
ودعت الدراسة لضرورة مراجعة نظام الحماية االجتماعية في تونس ليكون أكثر شمولية اذ اتضح ان نسبة التغطية في تونس ال
تتجاوز 50,2بالمائة من السكان والى المزيد من العمل لتبني استراتيجية لتوفير الحماية االجتماعية لكافة الشرائح العمرية من
أطفال وشباب وكهول وشيوخ كل حسب حاجاته إضافة الى تبني مبدأ الشفافية والحوكمة الرشيدة في إدارة الصناديق المذكورة
لضمان حسن التصرف في الموارد المتاحة والعمل على تنويع مصادر تمويلها مستقبال بحكم ان المساهمات االجتماعية وحدها لم
.تعد كافية لتغطية مصاريفهاـ
يذكر ان معظم أجراء القطاعين العموميـ والخاص يرفضون استمرار إجراءات اقتطاع نسبة 1في المائة من رواتبهم الشهرية،
تنفيذاً لقانون أق ّر عام 2018بهدف “معالجة العجز في الصناديق االجتماعية” .ويطلق العديد من رافضي اإلجراء منذ فترة حمالت
على مواقع التواصل االجتماعي للترويج آلرائهم ،في حين يواصل آخرون نشر عرائض وتقديمها للجهات المختصة للمطالبة
بإلغاء ما يسمى “المساهمة االجتماعية الظرفية” ،والتوقف عن المسّ من أجورهم ،وفرض االقتطاعات اإلجبارية التي ال تنال
موافقة صريحة من األجراء المعنيين ،علما ً أن القانون دخل عامه الرابع دون تحديد سقف زمني اليقاف العمل به ،وترافق مع عدم
.تقديم كشوفات واضحة ودقيقة تحدد مصير األموالـ المقتطعة منذ ذلك التاريخ
كما أن الالفت أن أزمات الصناديق االجتماعية ال تزال متواصلة رغم االقتطاعات المفروضة منذ أربع سنوات على أجور العاملين
والموظفين ،سيما أن العجز في احتياطي الصناديق االجتماعية الثالث يناهز نحو 6مليارات دينار دوالر وأنه من المنتظر وفق
.تقارير دولية ان يبلغ نحو 5,3مليارات دينار بحلول 2030في ما يهم صندوق الضمان االجتماعي وحده
وترجع التقارير خلل التوازنات المالية للصناديق باألساس إلى عدم تسديد وزارات عدة مساهماتها الشهرية طوال سنوات ،بما فاقم
ديونها لدى صندوق التقاعد والحيطة االجتماعية ،وكذلك إلى تأثير األزمة االقتصادية على المؤسسات الخاصة مما جعلها غير
. قادرة على دفع مساهماتها في صندوق الضمان االجتماعي ،بسبب تراجع اإلنتاجية ،خصوصا ً بعد تفشي فيروس كورونا