‫نماذج للتأسي‪ :‬علي كرم هللا وجهه وزينة القوة والعلم‬

‫سيرة علي بن أبي طالب ونشأته في بيت النبوة‬

 ‫نسب علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ووالدته‬

‫علي بن أبي طالب‪ :‬هو أبو الحسن والحسين علي‬

‫بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي‪،‬‬
‫ابن عم رسول هللا ﷺ‪ ،‬وأحد الشجعان األبطال‪ ،‬ومن‬
‫أكابر الخطباء والعلماء والقضاة‪ ،‬وأول الناس‬
‫إسالما بعد خديجة رضي هللا عنها‪ ،‬ولد بمكة سنة‬
‫‪ 23‬قبل الهجرة‪.‬‬
 ‫نشأة علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬

‫فتح علي بن أبي طالب‪ ،‬عينيه على أبيه أبي‬

‫طالب‪ ،‬وعاش معه مدة يسيرة‪ ،‬ثم انتقل إلى بيت ابن‬
‫عمه محمد ﷺ‪ ،‬ذلك أن رسول هللا ﷺ‪ ،‬كان قد استأذن‬
‫عمه أبا طالب منذ عهد أن يترك له عليا يعيش معه‬
‫في بيته‪ ،‬فورث علي عن أجداده وأبيه الفضائل كلها‬
‫والمكرمات جميعا‪ ،‬كما ورث الشهامة والبذل والعزم‪،‬‬
‫وزادت هذه الخصال وهو في بيت رسول هللا عليه‬
‫الصالة والسالم‪.‬‬
‫من خصائص علي رضي هللا عنه القوة والعلم‬
‫اكتسابه القوة والعلم من تربية الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫ومصاحبته‬
‫نهل علي رضي هللا عنه من علم رسول هللا‬
‫ﷺ‪ ،‬وقد أدرك أن العلم هو سر النجاح في الدنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬فتسلح بسالحه‪ ،‬واستزاد منه معرفة‬
‫وخبرة‪ ،‬فحصل العلم بكتاب هللا‪ ،‬والفهم لمعانيه‬
‫ومقاصده‪ ،‬حتى أصبح من أعلم الصحابة رضي‬
‫هللا عنهم بأسباب نزول القرآن‪ ،‬ومعرفة تأويله‪،‬‬
‫يشهد لهذا ما ُروي عن ابن عباس رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬أنه وهو ترجمان القرآن قال‪َ « :‬ما أَ َخ ْذ ُ‬
‫ت‬
‫ع ِلي ِ ْب ِن أَ ِبي َطا ِلب»‪،‬‬
‫آن فَ َع ْن َ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ير‬
‫ِ‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ِم ْن تَ‬
 ‫وقد اختلف علماء التراجم في إسناد كتاب‬
‫“نهج البالغة” لعلي رضي هللا عنه‪ ،‬في‬
‫حين تتمثل قوة علي رضي هللا عنه في حمله‬
‫للواء الكثير من الغزوات كغزوة خيبر‪،‬‬
‫وقيادته للعديد من السرايا كسريته إلى بني‬
‫سعد …‪ ،‬ودفاعه المستميت عن الدعوة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وخالفته على المدينة المنورة في‬
‫غياب النبي عليه السالم في غزوة تبوك‪ ،‬وقد‬
‫قال النبي ﷺ في حقه‪« :‬يا علي أنت مني‬
‫بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي‬
‫بعدي»‪.‬‬
‫من كمال اإليمان وتمام اإلقتداء القوة والعلم‬

‫إن االطالع على سيرة الصحابة رضوان هللا‬

‫عليهم‪ ،‬والوقوف على نماذج حية لمدرسة النبي‬
‫ﷺ‪ ،‬لتشحن اإلنسان المسلم بقوة وطاقة في بذل‬
‫عطاء أكبر لنشر الدعوة اإلسالمية‪ ،‬وجعل العلم‬
‫منارة حقيقية يحقق به اإلنسان قوة الشخصية‪،‬‬
‫ودافعا للنهوض بهمم الشباب إلى مدارج الرقي‬
‫والتأسي بحياتهم‪ ،‬واألخذ من علمهم‪ ،‬واإلقتداء‬
‫بهم في كل ما هو خير وصالح لهم ولدينهم‪ ،‬بعيدا‬
‫عن البحث على القيم في ثقافات غربية أو‬
‫مجتمعات منحرفة‪ ،‬فلنا في رسول هللا ﷺ‪،‬‬
‫وصحابته رضوان هللا عليهم‪ ،‬مجاال خصبا للعلم‬
‫وأحب إلى‬
‫ُّ‬ ‫خير‬
‫القوي ٌ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫المؤمن‬‫والقوة‪ ،‬قال ﷺ‪« :‬‬
‫عيف»‪.‬‬
‫ض ِ‬‫المؤمن ال ه‬
‫ِ‬ ‫َّللا َ‬
‫من‬ ‫هِ‬