Professional Documents
Culture Documents
AR - Alhurra 31-1-2023
AR - Alhurra 31-1-2023
AR - Alhurra 31-1-2023
Page 2 of 3
األردن ،حتى اآلن ،رفض محاوالت ّ
"جره" إلى املسار اإلبراهيمي ،قاطع مؤتمر النقب ،ولم يشارك في
اجتماعات أبوظبي ،والجميع بانتظار قراره بشأن مؤتمر الرباط مطلع الربيع القادم ،واملوقف حتى اآلن
ً
ضبابي ،فيما سيناريو املشاركة يتغلب تدريجيا وبالنقاط ،على سيناريو املقاطعة.
مرد التردد األردني ،رأي عام أردني غاضب ور افض لالنخراط في هذا املسار ،وحالة التردد واملراوحة
التي تميز املوقف الفلسطيني ،وربما غياب مشاريع مثيرة للشهية تبرر االنخراط املكلف في مسار محفوف
ً
باملجازفة ،ويشكل تخليا عن جوهرومضمون وروح "مبادرة السالم العربية" التي تحمس لها األردن ،وقامت
ً
فلسفتها على إنهاء االحتالل أوال ،قبل التطبيع ،أو تقديم السياسة على االقتصاد بلغة أخرى.
في الجدل الدائرحول هذه املسألة ،يغيب املوقف الرسمي املشتبك مع اتجاهات الرأي العام ومخاوفه
وهواجسه ،وتغيب األسئلة الجوهرية عن النقاش ،ومنها على سبيل املثال ال الحصر :هل يفض ي التطبيع
مع إسرائيل إلى تنمية قوى االعتدال فيها أم أنه يساعد قوى التطرف والغلو على تصعيد ممارساتها ورفع
ً
سقوف مطالباتها؟ ...ومنها أيضا ،ما الذي سيضغط على إسرائيل (أو يفتح شهيتها) ،إن هي اندمجت
ً
اقتصاديا بالكامل في املنطقة ،لكي تنهي احتاللها وتوقف ممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين؟
واشنطن أجابت على لسان بليكن على السؤال الثاني :اندماج إسرائيل في املنطقة ،يحفظ أمنها
وتفوقها ،بمعنى أن األولوية األميركية التزال وستبقى لسنوات عشر على أقل تقدير ،والكالم للمسؤول
األميركي الزائرالذي رفض الكشف عن هويته ،هي أمن إسرائيل وتفوقها ،ولن تكون هناك إدارة أميركية،
جمهورية أو ديمقراطية ،راغبة أو قادرة ،على ممارسة ضغط عليها ،يكفي لدفعها إلنهاء االحتالل ،والرضوخ
ملشيئة املجتمع والقانون الدوليين حول "حل الدولتين.
أما السؤال األول ،فتجيب عليه سلسلة الوقائع التي أعقبت التوقيع على االتفاقات اإلبراهيمية:
إسرائيل جنحت أكثرللتطرف والغلو ،واستشعرت أكثرمن أي وقت مض ى "فائض قوة" يمكنها من "حسم
ً
الصراع" مع الفلسطينيين بدل "إدارته" ،ودائما على حساب أرضه وحقوقه ومقدساته ...والسنوات
اإلبراهيمية الفائتة ،بما شهدته من تسريع لالستيطان وتكثيف للعدوان وزيادة في االنتهاكات ،خيردليل على
بؤس النظرية القائلة بأن التطبيع مع إسرائيل ،و"تهدئة روعها" هما الطريق األقصر لضمان اعتدالها
وجنحوها لخيارالسلم واحترام حقوق الفلسطينيين والعرب.
على األردن ،أكثرمن غيره ،أن يجيب على هذين السؤالين ،كونه بفعل "الجيوبوليتك" ،املتضررالثاني
قدم إجابته بشكل واضح من سياسات التطرف اإلسرائيلي ،بعد الفلسطينيين ...الرأي العام األردني ّ
وملموس ،بكل أشكال التعبير املمكنة ،بيد أن الكرة اليوم التزال في امللعب الرسمي األردني ،فهل من
مجيب؟!
Page 3 of 3