Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫الثانية ‪ :‬أن النيب صىل هللا عليه و سمل مل يأمر بصيام عاشوراء اال بعد أن قدم املدينة و‬

‫وجد الَيود تصومه‪.‬‬


‫أدةل التقومي النبوي ‪:‬‬
‫الثالثة ‪ :‬أن المر بصيام عاشوراء حدث قبل فرض رمضان ‪ ..‬و عليه فالمر بصيام‬ ‫عاشوراء الس نة ‪ 2‬للهجرة ‪:‬‬
‫عاشوراء حدث ملا رأى الَيود تصومه قبل فرض رمضان و هو عاشوراء ‪ 10‬حمرم‬
‫الس نة ‪ 2‬للهجرة عىل سبيل التحديد‬
‫روى البخاري يف حصيحه ‪:‬‬
‫الرابعة ‪ :‬عدم توقع النيب صىل هللا عليه و سمل أن الَيود تصوم عاشوراء قبل رؤيهتم‬
‫يصومونه يدل عىل أهنم يصومونه وفق تقوميهم اخلاص هبم‪.‬‬ ‫‪-‬ابب صيام يوم عاشوراء‪-‬‬
‫اخلامسة ‪ :‬تواطؤ عاشوراء املسلمني مع عاشوراء الَيود س نة ‪ 2‬هـ‪.‬‬ ‫اَّلل بن َس ِعي ِد بن‬ ‫وب حدثنا عبد ه ِ‬ ‫‪ - 2004‬حدثنا أبو َم ْع َم ٍر حدثنا عبد الْ َوا ِر ِث حدثنا َأي ُّ ُ‬
‫السادسة ‪ :‬المر بصيام عاشوراء قبل فرض رمضان اكن وجوبيا و صار أمرا للندب‬ ‫ُج َب ْ ٍْي عن أبيه عن بن َع هب ٍاس ريض هللا عهنام قال * قَ ِد َم النيب صىل هللا عليه وسمل‬
‫بعده‪.‬‬ ‫الْ َم ِدي َن َة فَ َر َأى الَْيَ ُو َد ت َُصو ُم يوم عَ ُاش َورا َء فقال ما هذا قالوا هذا ي َ ْو ٌم َصا ِل ٌح هذا ي َ ْو ٌم َ هَنى‬
‫السابعة ‪ :‬أن النيب صىل هللا عليه و سمل قبل من الَيود ما أخربوا عن أنفسهم ملا سأهلم‬ ‫وَس ِمنْ ُ ُْك فَ َصا َم ُه َو َأ َم َر‬
‫وَس قال فَأََنَ َأ َح ُّق ِب ُم َ‬ ‫ْسائِي َل من عَدُ ِو ِ ِْه فَ َصا َم ُه ُم َ‬
‫هللا ب َ ِِن ا ْ َ‬
‫ِ‬
‫يف شأن تقوميهم و ال دالةل يف النص أن القبول مرشوط بنبوة السائل‪.‬‬ ‫ب ِِص َيا ِم ِه – متفق عليه‬
‫عاشوراء الس نة ‪ 11‬ه ‪:‬‬ ‫اِل عن ِهشَ ا ِم بن ع ُْر َو َة عن أبيه عن عَائِشَ َة‬ ‫اَّلل بن َم ْسلَ َم َة عن َم ِ ٍ‬ ‫‪ - 2002‬حدثنا عبد ه ِ‬
‫ريض هللا عهنا قالت * اكن ي َ ْو ُم عَ ُاش َورا َء ت َُصو ُم ُه قُ َري ٌْش يف الْ َجا ِه ِل هي ِة واكن رسول ه ِ‬
‫اَّلل‬
‫يف حصيح مسمل ‪ - :‬ابب أي يوم يصام يف عاشوراء ‪1134 -‬‬
‫عن ابن عباس ريض هللا عهنام أنه قال ‪-‬حني صام رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‬ ‫صىل هللا عليه وسمل ي َ ُصو ُم ُه فلام قَ ِد َم الْ َم ِدي َن َة َصا َم ُه َو َأ َم َر ب ِِص َيا ِم ِه فلام فُ ِر َض َر َمضَ ُان تَ َركَ‬
‫تعظمه الَيود والنصارى‪ ،‬فقال‬ ‫عاشوراء وأمر بصيامه‪ -‬قالوا‪ :‬اي رسول هللا! انه يوم ِ‬ ‫يوم عَ ُاش َورا َء فَ َم ْن َشا َء َصا َم ُه َو َم ْن َشا َء تَ َر َك ُه – حصيح البخاري‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ‪( :‬فاذا اكن العام املقبل ‪-‬ان شاء هللا‪ْ -‬مصنا اليو َم‬ ‫فيه مسائل ‪:‬‬
‫التاسع) قال‪ :‬فمل يأت العا ُم املقبل حىت تويف رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪ .‬حصيح‪.‬‬
‫الول ‪ :‬أن قريش اكنت تصوم عاشوراء يف اجلاهلية و اكن رسول هللا صىل هللا عليه و‬
‫سمل يصومه‬
‫السادسة ‪ :‬أن حساب هيود املدينة مقري لتواطؤ اليوم اذلي يصومونه مع عاشوراء‬ ‫يف رواية هل أيض ًا عن ابن عباس ريض هللا عهنام قال‪ :‬قال رسول هللا صىل هللا عليه‬
‫املسلمني و هو المر اذلي اس تدعى خمالفهتم بصوم التاسع مع العارش و اجراء الس نة‬ ‫صومن التاس َع مع العارش )يعِن‪ :‬عاشوراء)‬ ‫وسمل(( ‪:‬لنئ ُ‬
‫بقيت ال قابِل ل ه‬
‫عىل ذاِل النحو‪.‬‬ ‫يف مصنف عبد الرزاق رصحي عن فهم الصحابة يف صيام التاسع مع العارش بقصد خمالفة‬
‫السابعة ‪ :‬أن حساب هيود املدينة مشيس فهو يشرتك مع حساب النصارى لتواطؤ اليوم‬ ‫الَيود‪.‬‬
‫اذلي يعظامنه معا و لكون حساب النصارى مشيس عىل القول بأن العبارة للجميع‪.‬‬ ‫روى عبد الرزاق عن ابن جرجي قال ‪ :‬أخربين عطاء أنه َ َِسع ابن عباس يقول يف يوم‬
‫و عىل هاذا حفساب الَيود من جنس التقومي القمري الشميس (يف أن واحد) و هو‬ ‫عاشوراء ‪" :‬خالفوا الَيود ‪ ،‬وصوموا التاسع والعارش" وهذا اس ناد حصيح‬
‫التقومي العربي احلال و املعمول به عند الَيود منذ ‪ 358‬م كام يقولون ِه عن أنفسهم و‬
‫مبقتىض س نة النيب صىل هللا عليه و سمل يف قبول ما خيرب الَيود عن أنفسهم يف شأن‬ ‫فيه مسائل ‪:‬‬
‫تقوميهم و هو كذاِل ابتفاق أهل احلساب و الفكل و التارخي و قد ذكره أبو الرحيان‬
‫الول ‪ :‬قول ابن عباس ريض هللا عنه ‪" :‬حني صام" و قوهلم ‪ " :‬اي رسول هللا! انه‬
‫البْيوين عهنم يف كتابه "الاثر الباقية عن القرون اخلالية" ص ‪ ... 14‬و هو من مجةل‬ ‫تعظمه الَيود والنصارى" فيه أن اليوم املعني اذلي صامه رسول هللا صىل هللا عليه‬ ‫يوم ِ‬
‫التقاومي القمرية‪-‬الشمس ية الراجعة ال التقومي البابيل و قد جرى عليه أهل املرشق و‬ ‫وسمل هو يوم معظم عند (الَيود و النصارى) و قد س بق أن النيب صىل هللا عليه و‬
‫من ذِل التقومي الصيِن و التقومي الياابين و التقومي البنغال و من ذاِل التقومي العربي‬ ‫سمل حني قدم املدينة وجد الَيود تصوم عاشوراء فصامه و أمر بصيامه‪.‬‬
‫و من خصائص هاذا التقومي أنه ال تأيت عاشوراء وفقه اال يف أول الش تاء‪.‬‬ ‫الثانية ‪ :‬أن عدم المتكن من صيام التاسع خملالفة (الَيود و النصارى) اال العام املقبل ال‬
‫الثامنة ‪ :‬أن حساب املسلمني يطابق حساب الَيود عىل القل يف الفرتة بني ‪ 2‬هـ و ‪11‬‬ ‫يسقط مرشوعية صيام العارش عند المتكن منه‪.‬‬
‫هـ دل عليه تواطؤ عاشوراء املسلمني مع عاشوراء الَيود يف الس نتني ‪ 2‬للهجرة و ‪11‬‬ ‫تعظمه (الَيود والنصارى) ملا‬ ‫الثالثة ‪ :‬أنه لو مل يكن نفس اليوم اذلي صامه هو اذلي ِ‬
‫للهجرة‪.‬‬ ‫احتيج لزايدة يوم حتصل خمالفهتم به‪.‬‬
‫التاسعة ‪ :‬أن تقومي املسلمني يطابق تقومي هيود املدينة يف سائر الس نني و وهجه أن‬ ‫الرابعة ‪ :‬أن احلادثة جرت يف الس نة ‪ 11‬هـ يوم عاشوراء لقوهل ‪ " :‬فمل يأت العا ُم املقبل‬
‫خمالفة الَيود يف عاشوراء بصيام يوم معه س نة نبوية يدل أن ترك صيام يوم معه يزيل‬ ‫حىت تويف رسول هللا صىل هللا عليه وسمل"‬
‫للمسلمني جنس خمالفة الَيود يف عاشوراء فعمل منه مطابقة التقوميني تقومي النيب صىل‬ ‫اخلامسة ‪ :‬أن النصارى تعظم عاشوراء اذلي يعظمه الَيود و املسلمون و ال مينع أن‬
‫هللا عليه و سمل و تقومي هيود املدينة ‪ ...‬و لو اكنت أشهر املسلمني تتحرك للزم خمالفة‬ ‫ختتلف معهم يف كيفية التعظمي ‪ ...‬و قد يقال ان قوهلم (الَيود و النصارى) حيمل عىل‬
‫اجملموع ال امجليع و يراد به الَيود عل سبيل اخلصوص‪.‬‬
‫و ان مل نأخذ مبا شاهدَنه من النصارى اليوم فال يوجد ما يدعو جلعل العبارة للمجموع‬ ‫موضع عاشوراء املسلمني موضع عاشوراء الَيود بعد مرور ‪ 9‬س نني ‪ ...‬و مل حيدث ‪...‬‬
‫فالنص حامك و تناوهل للجميع (أي الَيود و النصارى معا) يف تعظمي عاشوراء أول ‪...‬‬ ‫فعمل أن تقومي املسلمني يطابق تقومي الَيود‪.‬‬
‫فدل عىل أن حساب هيود املدينة مشيس يتوازى مع حساب النصارى‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أنه يف لكتا احلالتني فان حساب هيود املدينة يف عهد النبوة ابلنص السابق ال‬ ‫ش هبة ‪:‬‬
‫ميكنه أن خيرج عن أحد احلسابني ‪:‬‬ ‫قد يقال ‪ :‬ان عبارة (الَيود و النصارى) يف احلديث السابق جعلت للمجموع اذ مل يعهد‬
‫‪ -‬اما أن يكون تقوميا مقراي‪-‬مشس يا (اذا محلت العبارة عىل امجليع)‪.‬‬ ‫أن النصارى تعظم عاشوراء القمري فال جيوز القول بأن حساب هيود املدينة اكن‬
‫‪ -‬اما أن يكون حسااب مقراي حمضا (اذا محلنا العبارة عىل اجملموع) و قد يكون‬ ‫مشس يا ‪...‬‬
‫حساهبم مع هاذه احلاةل أيضا تقوميا مقراي‪-‬مشس يا اذا أريد هبا اجملموع بناءا عىل‬ ‫فْيد عليه من أوجه ‪:‬‬
‫كون الَيود وحدِه من يعظمون عاشوراء‪.‬‬ ‫أوال ‪:‬‬
‫و ادلليل اليت يقطع احامتل كونه حساب هيود املدينة املطايق حلساب املسلمني مقراي‬ ‫جيب قبول ما خيرب الَيود عن تقوميهم كام يه س نة النيب صىل هللا عليه و سمل يف قبول‬
‫حمضا‪.‬‬ ‫ما أخربوا به عن صيام عاشوراء و لن الَيود أدرى بتقوميهم و النصارى أدرى أيضا‬
‫رمضان ما بني ‪ 2‬هـ و ‪ 7‬هـ ‪:‬‬ ‫بتقوميهم فأهل مكة أدرى بشعاهبا و الس نة جارية عىل هاذا مفن خالف يف هذا فقد‬
‫خالف س نة نيب هللا صىل هللا عليه و سمل‪.‬‬
‫روى مسمل يف حصيحه ‪:‬‬ ‫الثاين ‪:‬‬
‫كتاب الصيام – ابب التخيْي يف الصوم و الفطر يف السفر‪-‬‬ ‫أنه اذا أخذَن مبا شاهدَنه من النصارى اليوم يف أن تقوميهم مشيس معمول به منذ أكرث‬
‫‪ - 1122‬حدثنا د َُاو ُد بن ُر َش ْي ٍد حدثنا الْ َو ِليدُ بن ُم ْس ِ ٍمل عن َس ِعي ِد بن عبد الْ َع ِزي ِز عن‬ ‫من ‪ 2000‬س نة و أهنم ال يعظمون عاشوراء فكذاِل جيب أن َنعل لَيود املدينة يف‬
‫ادلهردَا ِء ريض هللا عنه قال * خ ََر ْجنَا مع‬ ‫ادلهردَا ِء عن أيب ْ‬ ‫اَّلل عن ُأ ِم ْ‬ ‫اسامعيل بن ُع َب ْي ِد ه ِ‬
‫عهد النبوة ما نعهد عليه الَيود اليوم بأن تقوميهم مقري‪-‬مشيس و ِه يعظمون عاشوراء و‬
‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل يف َشهْ ِر َر َمضَ َان يف َح ٍر َش ِدي ٍد حىت ان اكن َأ َحدُ َنَ لَ َيضَ ُع‬ ‫رسول ه ِ‬
‫توقيهتا عندِه اثبت يف الس نة الشمس ية فيلزم منه أن تقومي املسلمني مقري‪-‬مشيس حيث‬
‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل َو َع ْبدُ‬ ‫اِئ اال رسول ه ِ‬ ‫يَدَ ُه عىل َر ْأ ِس ِه من ِش هد ِة الْ َح ِر وما ِفي َنا َص ِ ٌ‬
‫هِ‬ ‫يطابق تقومي الَيود يف نوعه ‪...‬‬
‫اَّلل بن َر َوا َح َة – متفق عليه‪.‬‬
‫و رواه البخاري يف حصيحه ‪ :‬كتاب الصوم – ابب اذا صام أايما من رمضان مث سافر‪-‬‬
‫‪1945‬‬
‫و أبو داوود بس ند حصيح ‪ :‬كتاب الصوم ‪ -‬ابب من اختار الصيام – ‪2409‬‬
‫و ابن ماجه يف سننه بس ند حصيح ‪ :‬كتاب الصيام – ابب ما جاء يف الصوم يف السفر‪-‬‬
‫‪1663‬‬
‫بلفظ ‪" :‬لقد رأيتنا مع رسول هللا صىل هللا عليه و سمل يف بعض أسفاره يف اليوم احلار‬
‫الشديد احلر و ان الرجل ليضع يده عىل رأسه من شدة احلر و ما يف القوم أحد صاِئ‬
‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل َو َع ْبدُ ه ِ‬
‫اَّلل بن َر َوا َح َة"‬ ‫اال رسول ه ِ‬
‫و رواه أمحد يف مس نده بأسانيد حصيحة ‪27504 – 21698 – 21696 :‬‬

‫و يف حصيح ابن خزمية – كتاب الصيام ‪ -‬ما يؤكد وقوع رمضان يف العهد املدين صيفا ‪:‬‬ ‫فيه مسائل ‪:‬‬
‫‪ - 1966‬أن أمحد بن عبدة حدثنا قال ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد اجلريري عن أيب نرضة‬ ‫ال ميكن محهل عىل بدر لن أاب ادلرداء مل يكن حينئذ أسمل (قاهل ابن جحر يف الفتح)‬
‫عن أيب سعيد اخلدري * أن رسول هللا صىل هللا عليه وسمل أىت عىل هنر من ماء‬ ‫و عبد هللا بن رواحة استشهد يف مؤتة ‪8‬ه قبل غزوة الفتح (رمضان) بال خالف (قاهل‬
‫السامء يف يوم صائف واملشاة كثْي والناس صيام فوقف عليه فاذا فئام من الناس فقال‬ ‫ابن جحر يف الفتح)‪...‬‬
‫"اي أهيا الناس ارشبوا" جفعلوا ينظرون اليه قال "اين لست مثلُك اين راكب وأنمت مشاة‬ ‫الول ‪ :‬وقوع رمضان يف شدة احلر بني ‪2‬ه و ‪7‬ه صيفا‪.‬‬
‫واين أيرسمك ارشبوا" جفعلوا ينظرون اليه ما يصنع فلام أبوا حول وركه فزنل ورشب‬
‫و قوهل ‪" :‬يف بعض أسفاره يف اليوم احلار الشديد احلر و ان الرجل ليضع يده عىل رأسه‬
‫ورشب الناس‪ – .‬رواه ابن خزمية يف حصيحه و ابن حبان يف حصيحه و أمحد يف‬
‫من شدة احلر" يدل عىل أهنا من مضن السفار الواقعة يف الايم احلارة و يه أايم‬
‫مس نده‪.‬‬
‫الصيف حرصا دون الش تاء فاحلرارة يف جزيرة العرب يف الش تاء ال تتعدى ‪ 25‬درجة‬
‫مئوية و ال تقل عن ‪ 45‬درجة مئوية من بدء الصيف ال أخره‪.‬‬
‫الفوائد ‪:‬‬
‫هاذا المر يس تلزم ما ييل ‪:‬‬
‫‪ -‬كون الصحابة امتنعوا عن الرشب حىت رشب النيب صىل هللا عليه و سمل يدل أنه‬
‫صيام رمضان و ليس صيام نفل‪.‬‬
‫‪ -‬اما أن يكون رمضان الس نوات ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬للهجرة واقع صيفا فيعِن وقوع رمضان‬
‫هاذا اجلدول يبني مواضع أشهر املسلمني يف الفرتة ‪ 11 – 2‬هـ ابلنس بة للتقومي‬ ‫‪ 2‬للهجرة صيفا ‪ ...‬و يالزمه وقوع عاشوراء ‪ 2‬للهجرة ش تاءا أو يف أخر اخلريف‪.‬‬
‫الشميس امليالدي حسب التحويل املس متد من احلساب القمري احملض املس تخدم‬ ‫‪ -‬اما أن يكون رمضان الس نوات ‪ 5‬و ‪ 6‬و ‪ 7‬للهجرة واقع صيفا فيعِن وقوع رمضان‬
‫اليوم و يظهر فيه كيف انتقل رمضان من أواخر الش تاء ال أواخر اخلريف و كذا يبني‬ ‫‪ 2‬للهجرة اما صيفا أو يف بداية اخلريف ‪ ...‬و يالزمه وقوع عاشوراء ‪ 2‬هـ خريفا أو‬
‫الشهر حسب احلساب املوازي للتقومي العربي الشميس القمري‪.‬‬ ‫أول الش تاء‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫اكنون‬
‫‪11‬‬
‫ترشين‬
‫‪10‬‬
‫ترشين‬
‫‪9‬‬
‫أيلول‬
‫‪8‬‬
‫أب‬
‫‪7‬‬
‫متوز‬
‫‪6‬‬
‫حزيران‬
‫‪5‬‬
‫أاير‬
‫‪4‬‬
‫نيسان‬
‫‪3‬‬
‫أذار‬
‫‪2‬‬
‫ش باط‬
‫‪1‬‬
‫اكنون‬
‫الشهر‬
‫الشمس ية‬
‫‪ -‬و ميتنع هباذا وقوع عاشوراء من ‪2‬هـ ال ‪ 11‬هـ صيفا كام ميتنع وقوع رمضان هاذه‬
‫الول‬ ‫الثاين‬ ‫الول‬ ‫الثاين‬
‫الفرتة ش تاءا‪.‬‬
‫ذو‬
‫اخلريف‬
‫ذو‬ ‫شوال‬ ‫رمضان‬
‫الصيف‬
‫شعبان‬ ‫رجب‬ ‫جامدى‬
‫الربيع‬
‫جامدى‬ ‫ربيع‬ ‫ربيع‬
‫الش تاء‬
‫صفر‬ ‫حمرم‬
‫الفصول‬ ‫‪ -‬و يقتيض مما س بق امتناع أن يكون عاشوراء الَيود س نة ‪ 2‬هـ صيفا‪.‬‬
‫احلجة‬ ‫القعدة‬ ‫ذو‬ ‫شوال‬ ‫رمضان‬ ‫شعبان‬ ‫الثانية‬ ‫الول‬ ‫الثاين‬ ‫الول‬ ‫ربيع‬ ‫صفر‬ ‫حسب موازاة‬
‫حمرم‬ ‫ذو‬ ‫القعدة‬ ‫رجب‬ ‫جامدى‬ ‫جامدى‬ ‫ربيع‬ ‫الول‬ ‫التقومي العربي‬
‫احلجة‬
‫ربيع‬ ‫ربيع‬ ‫صفر‬
‫الثانية‬ ‫الول‬ ‫الثاين‬ ‫و من التحويل حسب حساب املسلمني املتحركة أشهره َند أن عاشوراء املسلمني يف‬
‫جامدى‬ ‫ذو‬ ‫شوال‬
‫جامدى‬
‫الول‬
‫الثاين‬ ‫الول‬ ‫ربيع‬ ‫حمرم‬ ‫ذو‬
‫القعدة‬ ‫ذو‬
‫رمضان‬
‫شعبان‬ ‫رجب‬ ‫حسب‬ ‫الفرتة ‪ 11 – 2‬للهجرة وقع بني وسط الربيع و أول الصيف (بني ‪ 7‬نيسان و ‪ 14‬متوز) و‬
‫الثانية‬ ‫جامدى‬ ‫ربيع‬ ‫الول‬ ‫صفر‬ ‫احلجة‬ ‫شوال‬
‫جامدى‬ ‫ذو‬ ‫القعدة‬ ‫رمضان‬ ‫شعبان‬ ‫احلساب‬
‫رجب‬
‫الثانية‬
‫الول‬ ‫الثاين‬ ‫ربيع‬ ‫ربيع‬ ‫حمرم‬
‫احلجة‬ ‫ذو‬
‫ذو‬
‫شوال‬ ‫رمضان‬ ‫احلال‬ ‫هاذا خالف ما دلت عليه أحاديث الصيام السابقة اليت تقتيض وقوع عاشوراء بني‬
‫شعبان‬ ‫جامدى‬ ‫جامدى‬ ‫الثاين‬ ‫الول‬ ‫صفر‬ ‫القعدة‬
‫رجب‬ ‫حمرم‬ ‫احلجة‬
‫الثانية‬ ‫الول‬ ‫أواخر اخلريف و بداية الش تاء (اكنون الول – اكنون الثاين) ‪ ...‬و مبا أن اخلطأ يف‬
‫التحويل ال يتعدى اليوم أو اليومني عمل بطالن احلساب ذو الشهر املتحركة و انتفى‬
‫و هباذا تعني وقوع رمضان ‪2‬هـ أخر الصيف ‪...‬‬ ‫الوِه بأن أشهر الَيود و املسلمني اكنتا تتحرك و أهنا اكنت مقرية حمضة و تعني أهنا اكنت‬
‫و تبني أيضا قوة القول بأن غزوة بدر الكربى وقعت يف رمضان صيفا‪.‬‬ ‫اثبتة و أن عاشوراء اكن أول الش تاء كام يف التقومي العربي‪.‬‬
‫يقبل؟ " انهتىى‪.‬‬ ‫و عىل هاذا فان أشهر املسلمني يف ‪ 11-2‬هـ تطابقت مع أشهر الَيود وفق تقومي يف أن‬
‫وكذا حس نه املال عيل القاري يف "رشح مس ند أيب حنيفة" (‪.)399 /1‬‬ ‫واحد مقري‪-‬مشيس يكون فيه حمرم أول الش تاء و رجب أول الصيف و رمضان أخر‬
‫وجزم احلافظ ابن رجب احلنبيل رمحه هللا به ‪ ،‬فقال‪" :‬فرض عليه صىل هللا عليه وسمل‬ ‫الصيف و ذو احلجة أخر اخلريف‪.‬‬
‫رمضان يف اثين س نة من الهجرة ‪ ،‬فهو أول رمضان صامه وصامه املسلمون معه ‪ ،‬مث‬
‫خرج النيب صىل هللا عليه وسمل لطلب عْي من قريش قدمت من الشام ال املدينة ‪،‬‬ ‫َادل حدثنا ُزه ْ ٌَْي حدثنا أبو ا ْْس ََاق عن َ َْع ِرو بن‬ ‫و قد روى البخاري ‪ :‬حدثِن َ َْع ُرو بن خ ِ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ون عن عبد ه ِ‬
‫يف يوم السبت الثنيت عرشة ليةل خلت من رمضان ‪ ،‬وأفطر يف خروجه الَيا‪ ،‬قال ابن‬ ‫*اس تَ ْق َب َل النيب صىل هللا عليه وسمل‬ ‫اَّلل بن َم ْس ُعو ٍد ريض هللا عنه قال ْ‬ ‫َم ْي ُم ٍ‬
‫املسيب‪ :‬قال َعر‪( :‬غزوَن مع رسول هللا صىل هللا عليه وسمل غزوتني يف رمضان‪ :‬يوم‬ ‫الْ َك ْع َب َة فَدَ عَا عىل ن َ َف ٍر من قُ َري ٍْش عىل َش ْي َب َة بن َربِي َع َة َو ُع ْت َب َة بن َربِي َع َة َوالْ َو ِلي ِد بن ُع ْت َب َة‬
‫بدر ويوم الفتح‪ ،‬وأفطرَن فَيام) " انهتىى من "لطائف املعارف" (ص ‪.)177‬‬ ‫الش ْم ُس واكن ي َ ْو ًما َح ًّارا*‬ ‫رص َعى قد غَ ه َْيْتْ ُ ْم ه‬ ‫َو َأ ِيب َ ْهجلِ بن ِهشَ ا ٍم فَأَ ْشهَدُ ِاب ه َِّلل لقد َر َأ ْيهتُ ُ ْم َ ْ‬
‫‪ ...‬حصيح البخاري‬
‫و تبني حسب ما س بق أيضا أهنام – أي غزويت بدر و الفتح‪ -‬وقعتا صيفا ‪...‬‬
‫و هاذا يؤكد أيضا أن مجيع رمضاَنت الس نني من ‪ 2‬ال ‪ 8‬للهجرة وقعت صيفا‬ ‫ففيه أن يوم الغزوة اكن يوما صيفيا فال مينع أن يكون يف رمضان كام هو مشهور‪...‬‬
‫و يتالزم مع وقوع حمرم هاذه الس نني يف أول الش تاء‪.‬‬
‫و يؤيده ما رواه الرتمذي (‪ ، )714‬وأمحد (‪ )140‬من طريق ا ْبن لَهِي َع َة‪َ ،‬ع ْن يَ ِزيدَ ْب ِن‬
‫رمضان ‪8‬هـ ‪:‬‬ ‫الس َف ِر‪،‬‬
‫الص ْو ِم ِيف ه‬ ‫ِيب‪َ ،‬ع ْن َم ْع َم ِر ْب ِن َأ ِيب َحبِي َب َة َع ْن ا ْب ِن امل ُ َس ِي ِب ‪َ ،‬أن ه ُه َسأَ َ ُهل َع ِن ه‬
‫َأ ِيب َحب ٍ‬
‫اَّلل عَلَ ْي ِه َو َس ه َمل غَ ْز َوت ْ َِني ِيف‬
‫فَ َحد َهث َأ هن ُ ََع َر ْب َن اخل هَط ِاب قَا َل‪ " :‬غَ َز ْوَنَ َم َع النه ِ ِيب َص هىل ه ُ‬
‫و ثبت أن فتح مكة اكن برمضان يف العام الثامن للهجرة ‪:‬‬ ‫َر َمضَ َان‪ :‬ي َ ْو َم بَدْ ٍر‪َ ،‬وال َف ْت ِح‪ ،‬فَأَفْ َط ْرَنَ ِف َِي َما‪ " .‬وضعفه اللباين يف "ضعيف الرتمذي‪" .‬‬
‫جاء يف سنن أيب داوود بس ند حصيح‬ ‫ولكن جود اس ناده احلافظ ابن كثْي رمحه هللا يف "مس ند الفاروق" (‪ ، )279/1‬وقال‬
‫اِل عن ُ ََس ٍي مول أيب بَ ْك ِر بن عبد‬ ‫اَّلل بن َم ْسلَ َم َة الْقَ ْع َن ِ ُّيب عن َم ِ ٍ‬
‫‪ - 2365‬حدثنا عبيد ه ِ‬ ‫حمققو املس ند‪:‬‬
‫َاب النيب صىل هللا عليه وسمل قال *‬ ‫الرمحن عن أيب بَ ْك ِر بن عبد الرمحن عن ب َ ْع ِض َأ ْحص ِ‬ ‫"حديث قوي‪ ،‬عبد هللا بن لهيعة س ئي احلفظ ‪ ،‬لكن رواه عنه قُتيبة ُبن سعيد ‪،‬‬
‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل َأ َم َر الناس يف َس َف ِر ِه عَا َم الْ َف ْت ِح ِابلْ ِف ْط ِر وقال تَقَ هو ْوا‬ ‫رأيت َر ُسو َل ه ِ‬ ‫ورواي ُة قتيبة عنه صاحلة معتربٌ هبا‪ ،‬وسعيد بن املسيب َسع من َعر‪ ،‬وعىل قول من‬
‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل قال أبو بَ ْك ٍر قال اذلي حدثِن لقد رأيت‬ ‫ِل َعدُ ِو ُ ْمك َو َصا َم رسول ه ِ‬ ‫قال ‪ :‬مل يسمع‪ ،‬فان مرسهل حصيح ‪ ،‬قال أبو طالب ‪ :‬قلت لمحد بن حنبل‪ :‬سعيد عن‬
‫َعر جحة؟ قال‪ :‬هو عندَن جحة‪ ،‬قد رأى َعر وَسع منه‪ ،‬اذا مل يقبل سعيد عن َعر مفن‬
‫فال َذنب ل قدْ قلت اذا أهْلنا ‪ ...‬م ًعا أثييب ُبود قب َل احدَى الصفائق‬ ‫اِئ من الْ َع َط ِش أو‬ ‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل ِابلْ َع ْر ِج ي َ ُص ُّب عىل َر ْأ ِس ِه الْ َما َء وهو َص ِ ٌ‬ ‫َر ُسو َل ه ِ‬
‫(الصفائق‪ :‬أراد هبا النوائب)‬ ‫من الْ َح ِر ‪ -‬حصيح‬
‫أثييب ُبود قبل أن ْتشحط النهوى ‪ ...‬وي َ ْنأى المْي ابحلبيب املفارق‬ ‫و روى البخاري‬
‫(تشحط ‪ :‬تبعد ‪ ،‬ينأى ‪ :‬يبعد)‬ ‫‪ - 4276‬حدثِن َم ْح ُمو ٌد أخربَن عبد هالر هز ِاق أخربَن َم ْع َم ٌر قال أخربين ُّالز ْه ِر ُّي عن ُع َب ْي ِد‬
‫مث قال‪ :‬قالت‪ :‬نعم فديتك‪ ،‬قال‪ :‬فقدموه‪ ،‬فرضبوا عنقه‪ ،‬جفاءت املرأة‪ ،‬فوقعت عليه‪،‬‬ ‫اَّلل عن بن َع هب ٍاس ريض هللا عهنام * َأ هن النيب صىل هللا عليه وسمل خ ََر َج‬ ‫اَّلل بن عبد ه ِ‬ ‫هِ‬
‫فشهقت شهقة‪ ،‬أو شهقتني‪ ،‬مث ماتت‪ ،‬فلام قدموا عىل رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه‬ ‫َرش ُة أ َال ٍف َو َذ ِ َِل عىل َر ْأ ِس ثَ َم ِان ِس نِ َني َوِن ْص ٍف من‬ ‫يف َر َمضَ َان من الْ َم ِدينَ ِة َو َم َع ُه ع َ َ‬
‫وسمل ‪ -‬أخربوه اخلرب‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ -‬صىل هللا عليه وسمل ‪( :-‬أما اكن فيُك رجل‬ ‫ون حىت بَلَ َغ‬ ‫َم ْقدَ ِم ِه الْ َم ِدي َن َة فَ َس َار هو َو َم ْن معه من الْ ُم ْس ِل ِم َني ال َمكه َة ي َ ُصو ُم َوي َ ُصو ُم َ‬
‫رحمي)‬ ‫الْ َك ِديدَ وهو َما ٌء بني ع ُْس َف َان َوقُدَ يْ ٍد َأفْ َط َر َو َأفْ َط ُروا قال ُّالز ْه ِر ُّي َوان ه َما يُ ْؤخ َُذ من َأ ْم ِر‬
‫(أخرجه النسايئ يف الكربى كام أشار ال ذِل صاحب حتفة الرشاف حديث رمق‪ ،6273 :‬ابن سعد يف الطبقات‪،149 /2 :‬‬ ‫اَّلل صىل هللا عليه وسمل ْال ِخر فَ ْال ِخر – حصيح البخاري ِ‬ ‫رسول ه ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والطربي يف التارخي‪ ،125 /3 :‬والبَيقي يف ادلالئل‪ ،118 /5 :‬وحصح اس نادها احلافظ ابن جحر يف الفتح)‪ ... .‬فهو حصيح‬
‫اثبت‪.‬‬ ‫ففيه تأكيد أن رمضان الس نة ‪ 8‬للهجرة وقع صيفا‬
‫و الشاهد يف الثر أن فتح مكة اكن يف رمضان و عقبه يف أوائل شوال ارسال‬ ‫و تبعه ارسال ْسية خادل ال بِن جذمية ‪:‬‬
‫ْسية خادل ابن الوليد ريض هللا عنه ال بِن جذمية فغمنوا و فَيم رجل (أي يف الْسى)‬ ‫و فيه أن النيب ‪ -‬صىل هللا عليه وسمل ‪ -‬بعث ْسية قال‪ :‬فغمنوا‪ ،‬وفَيم رجل فقال هلم‪:‬‬
‫عاشق حلق معشوقته و أراد النظر الَيا و تلكميها فلام لكمها قال ‪:‬‬ ‫اين لست مهنم اين عشقت فلحقهتا فدعوين أنظر الَيا نظرة‪ ،‬مث اصنعوا ل ما بدا لُك‪،‬‬
‫أ َريتَك اذا طالب ُت ُُك َفوجدَ تُ ُُك ‪َ ...‬حبل َية أو ألف ُي ُتُك ابخلوائق ‪...‬‬ ‫فهذا امرأة أدماء طويةل‪ ،‬فقال لها‪ :‬اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش مث قال‪:‬‬
‫فذكر أنه وجدها حبلية و اخلوائق و هام موضعني بهتامة ‪ ...‬و حلية واد بهتامة أعاله‬ ‫أ َريتَك اذا طالب ُت ُُك َفوجدَ تُ ُُك ‪َ ...‬حبل َية أو ألف ُي ُتُك ابخلوائق (حلية و اخلوائق ‪ :‬موضعان‬
‫لهذيل وأسفهل لكنانة ‪ ...‬واخلوانق بدل يف داير ‪...‬‬ ‫بهتامة‪ ،‬حلية‪.‬‬
‫مث قال ‪:‬‬ ‫واد بهتامة أعاله لهذيل وأسفهل لكنانة‪.‬‬
‫الرسى والودائق ‪...‬‬ ‫أمل يك أ ًهال أن يُنول عاشقٌ ‪ ...‬تلكف ادالج ُّ‬ ‫واخلوانق بدل يف داير فهم معجم البدلان ‪ -‬معجم ما اس تعجم)‬
‫ففيه أنه قد تلكف السْي يف الليل ويف شدة احلر حىت حلقها يف أوائل شوال ال بِن‬ ‫الرسى والودائق‬‫أمل يك أ ًهال أن يُنول عاشقٌ ‪ ...‬تلكف ادالج ُّ‬
‫جذمية ‪...‬‬ ‫(االدالج‪ :‬السْي أول الليل‪ ،‬الودائق‪ :‬مجع وديقة وهو شدة احلر‪ ،‬ومعىن ذِل تلكف‬
‫فلام لكمها رضبوا هو عنقه و ماتت يه شهقة عليه ‪...‬‬ ‫السْي يف الليل ويف شدة احلر‪).‬‬
‫يناقض مهنج الخذ نفسه املعمول به و متساك متكررا بصدفة حدوث حر الصيف يف‬ ‫و هاذا دليل عىل أن شوال الس نة الثامنة للهجرة اكن مس بوقا بأايم شديدة احلر و يه‬
‫قلب الش تاء بصفة مس هترتة بدالةل النصوص حمرفة ملعانَيا و رصحي ألفاظها جاعةل‬ ‫أايم الصيف ‪...‬‬
‫للنصوص ترضب بعضها بعضا ‪...‬‬ ‫ففيه أن أايم رمضان للس نة الثامنة للهجرة اكنت حارة صيفا‪.‬‬

‫فتعني وقوع الشهر القمرية بني ‪ 2‬هـ و ‪ 11‬هـ عىل النحو اليت ‪:‬‬ ‫و أيضا غزوة تبوك ‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الشهر‬
‫اكنون‬ ‫ترشين ترشين‬ ‫أيلول‬ ‫أب‬ ‫متوز‬ ‫حزيران‬ ‫أاير‬ ‫نيسان‬ ‫أذار‬ ‫ش باط‬ ‫اكنون‬ ‫الشمس ية‬
‫الول‬ ‫الول الثاين‬ ‫الثاين‬ ‫و يه اكنت صيفا يف حر شديد قطعا حيث قال املنافقون بعضهم لبعض ‪" :‬ال تنفروا يف‬
‫اخلريف‬ ‫الصيف‬ ‫الربيع‬ ‫الش تاء‬ ‫الفصول‬ ‫احلر" [التوبة ‪ ]81-‬و كذا حديث كعب بن ماِل يدل عىل أن الامثر اكنت قد طابت‬
‫ذو‬ ‫ربيع جامدى‬ ‫ربيع‬
‫ذو‬
‫القعدة‬
‫شوال‬
‫رجب شعبان رمضان‬
‫جامدى‬
‫الثاين الول‬ ‫الول‬
‫صفر‬
‫حمرم‬ ‫الشهر‬
‫فقد جاء يف الصحيحني عن كعب بن ماِل أنه قال ‪:‬‬
‫احلجة‬ ‫ذو‬ ‫الثانية‬ ‫ربيع‬
‫حمرم‬
‫ذو‬
‫القعدة‬
‫شعبان رمضان شوال‬
‫رجب‬
‫جامدى جامدى‬ ‫ربيع‬
‫الول‬
‫صفر‬ ‫القمرية‬ ‫" وغزا رسول هللا صىل هللا عليه وسمل تكل الغزوة حني طابت الامثر والظالل" أي‬
‫احلجة‬ ‫الول الثانية‬ ‫الثاين‬
‫نضجت الامثر و طابت الظالل أي صارت مطلوبة لشدة احلر ‪ ...‬و هاذا ال حيدث اال‬
‫يف بداية الصيف‪ ... .‬متفق عليه‬
‫فليس ابلضعيف أن يقال أهنا اكنت يف رجب حيث يقع أول الصيف بل هو مؤكد مبا‬
‫وقوع رمضان صيفا أخر الصيف‬
‫بيناه من قرائن‪.‬‬
‫و عاشوراء أول الش تاء‬ ‫قال احلافظ ابن جحر يف الفتح‪" :‬اكنت غزوة تبوك يف شهر رجب من س نة تسع قبل‬
‫جحة الوداع بال خالف‪ ،‬وعند ابن عائذ من حديث ابن عباس أهنا اكنت بعد الطائف‬
‫بس تة أشهر‪ ،‬وليس خمالفًا لقول من قال يف رجب اذا حذفنا الكسور لنه ‪ -‬صىل هللا‬
‫عليه وسمل ‪ -‬قد دخل املدينة من رجوعه من الطائف يف ذي احلجة"‪.‬‬
‫فتأكد دلينا أن رمضان ‪ 9‬هـ اكن أخر الصيف أيضا و أن رجب ‪ 9‬هـ اكن أوهل‪.‬‬

‫حدث جاء النص بذكره عينا‬ ‫__ ‪ :‬ثبت بدالةل النص‬ ‫اذ يعد اعتبار احامتل أن يكون حساب املسلمني مقراي حمضا يف العهد املدين خروج عن‬
‫حدث جاء النص بذكره تبعا‬ ‫__ ‪ :‬ثبت مبا يالزم دالةل النص‬ ‫أولوية النصوص و أخذا مبا ال يقوم عليه دليل عن التقومي العربي عهد النبوة بل مبا‬
‫حسن‪ ،‬و جوده ابن جحر يف الفتح‪.‬‬‫وس ند ُه ٌ‬
‫قال ش يخنا الهيمثي يف "زوائد املسانيد"‪ :‬ال أدري ما معىن هذا" اهـ‪.‬‬ ‫و عىل هاذا فان الشهر و الس نني تغْي حالها و مل تعد وفق ما اكنت عليه يف عهد النبوة‬
‫اذ صارت الشهر تزدلف (أي تتقدم) بعد أن اكنت تكبس يف فصولها ‪ ...‬فصار هناك‬
‫ففيه أن عاشوراء يف ذاِل العهد تغْي حيث اكن يدور و صار اثبتا و معناه أنه اكن‬ ‫نوعني من الشهر ‪ :‬أشهر الكبس و أشهر االزدالف ‪:‬‬
‫يدور يف س نني االزدالف و صار اثبتا فَيا ‪...‬‬ ‫‪ -‬أما أشهر الكبس فهىي املعمتدة يف العهد النبوي اذ يمت كبسها فال تزحف عرب‬
‫و هاذه يه النكتة اليت مل يفهمها الهيمثي و هو أيضا اللغز اذلي أشلك عىل ابن جحر رمحه‬ ‫الفصول‪.‬‬
‫هللا حني ذكره يف فتح الباري‪.‬‬ ‫‪ -‬أما أشهر االزدالف فهىي املعمتدة اليوم و يه تزحف و ال تثبت عرب الفصول‪.‬‬
‫‪ o‬و لك نوع يدور ابلنس بة للخر فأشهر االزدالف تدور ابلنس بة للتقومي ذو‬
‫قال احلافظ بن جحر يف الفتح يف رشح قول ابن عباس ريض هللا عهنام‪( :‬ملا قدم النيب‬ ‫أشهر الكبس و أشهر الكبس تدور ابلنس بة حلساب أشهر االزدالف‪.‬‬
‫صىل هللا عليه وسمل املدينة وجد الَيود يصومون عاشوراء)‪" :‬استشلك هذا لن قدومه‬
‫ففي العهد النبوي اكنت الشهور القمرية مكبوسة ال تدور و يه ابلنس بة للحساب احلال‬
‫صىل هللا عليه وسمل امنا اكن يف ربيع الول‪ ،‬وأجيب ابحامتل أن يكون علمه بذِل تأخر‬
‫القمري احملض تدور و اكن عاشوراء و رمضان يدوران يف س نني االزدالف اثبتان يف‬
‫ال أن دخلت الس نة الثانية‪ ،‬قال بعض املتأخرين‪ :‬حيمتل أن يكون صياهمم اكن عىل‬
‫س نني الكبس و صارا اليوم اثبتان ويه عاشوراء و حمرم و رمضان االزدالف و يدوران‬
‫حساب الشهر الشمس ية‪ ،‬فال ميتنع أن يقع عاشوراء يف ربيع الول‪ ،‬ويرتفع االشاكل‬ ‫عرب س نني الكبس‪.‬‬
‫ابللكية (قلت ‪ :‬و فيه نظر لن عاشوراء الَيود ال يكون اال يف بداية الش تاء لكون‬
‫حساهبم مشيس يف الس نني مقري يف الشهور و يسمون شهره بشهر طبت و عارشه‬ ‫و يشهد لهاذا ما جاء يف "املعجم الكبْي" للطرباين ‪:‬‬
‫يسمونه أسارات و اذلي عندَن عاشوراء )‪ ،‬هكذا قرره ابن القمي يف الهدي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وصيام أهل الكتاب امنا هو حبساب سْي الشمس‪ ،‬قلت‪ :‬وما ادعاه من رفع االشاكل‬ ‫"وهو ما َأ َ‬
‫خر َج ُه يف ترمجة زيد بن اثبت من طريق أيب هالزَنَ د‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خَا ِر َجة بن‬
‫زيد بن اثبت‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫جعيب؛ لنه يلزم منه اشاكل أخر وهو أن النيب صىل هللا عليه وسمل أمر املسلمني أن‬
‫يصوموا عاشوراء ابحلساب (الشميس) (قلت ‪:‬بل اكن كذاِل حساب املسلمني س نيهنم‬ ‫"ليس يو ُم عَ ُاش َوراء ابليوم اذلي يقوهل الناس‪ ،‬امنا اكن يو ٌم تُ َ ُ‬
‫سرت فيه الكعبة‪ .‬واكن يدور‬
‫مقرية مشس ية و شهورِه اثبتة عرب الفصول فال جعب حينئذ ) واملعروف من حال‬ ‫ُون فالَنً الَيودي ‪-‬يعِن ل َي ْح ُس َب هلم‪ -‬فل هما مات أتوا زيد بن اثبت‬
‫يف الس نة‪ .‬واكنوا يَأت َ‬
‫املسلمني يف لك عرص يف صيام عاشوراء أنه يف احملرم ال يف غْيه من الشهور‪ ،‬نعم‬ ‫فسألوه"‪.‬‬
‫وجدت يف الطرباين ابس ناد جيد عن زيد بن اثبت قال‪ :‬ليس يوم عاشوراء ابليوم اذلي‬
‫فعىل ما ذكر تبني أن الك من ابن جحر و ابن القمي رمحهام هللا تعال أصااب يف تقومي الَيود‬ ‫يقول الناس‪ ،‬امنا اكن يوم تسرت فيه الكعبة وتقلس فيه احلبشة عند رسول هللا صىل هللا‬
‫فابن القمي ذكر اعتبار تقوميهم الشميس حرصا و ابن جحر مل يعمل عهنم اال كون صياهمم‬ ‫عليه و سمل‪ ،‬واكن يدور يف الس نة‪ ،‬واكن الناس يأتون فالَن الَيودي يسألونه‪ ،‬فلام مات‬
‫يعتربونه ابلهةل خففي عهنام كونه معترب ابلشمس و القمر معا لعدم املاهمام حبساب الَيود‬ ‫أتوا زيد بن اثبت فسألوه ( قلت ‪ :‬و اذلي يظهر أن الثر ليس لزيد بل خلارجة بن زيد‬
‫فاحلقيقة الثابتة أن تقوميهم مقري مشيس مقوم ابلشهر الكبيس (أذار‪ )2‬يضيفونه لك‬ ‫ابنه حييك عن أبيه زيد بن اثبت ريض هللا عهنام و الكمه يدل عىل ثبوت الشهر عىل‬
‫س نتني أو ثالث س نوات لتثبت أشهرِه القمرية عرب الفصول الشمس ية و هو تقوميهم‬ ‫فصول الشمس يف عهد أبيه و عهد رسول هللا صىل هللا عليه و سمل و هاذا يلزم منه‬
‫من قبل بعثة النيب صىل هللا عليه و سمل ال اليوم‪.‬‬ ‫دوران عاشوراء القدمي عاشوراء الكبس عرب مجيع أشهر عهد قوهل و يه أشهر‬
‫االزدالف لن موضعه مبوضع شهره و موضع شهره اثبت يف بداية الش تاء عند الَيود‬
‫فان قيل ‪ :‬لو اكنت الشهر تكبس و الس نة النبوية مقرية مشس ية فهاذا يعِن أنه ال زايدة‬ ‫فيدور عىل الشهر القمرية الغْي اثبتة فصليا و يه اليت صارت معمتدة يف عهده )‪ .‬فعىل‬
‫لس نة مقرية لك ‪ 33‬س نة مشس ية حيث من املعلوم أن االزدالف يعيد الشهر ملواضعه‬
‫هذا فطريق امجلع أن تقول‪ :‬اكن الصل فيه ذِل‪ ،‬فلام أمر النيب صىل هللا عليه وسمل‬
‫لك ‪ 33‬س نة بزايدة س نة فيجعل لك ‪ 33‬س نة مشس ية مساوية لـ ‪ 34‬س نة ازدالف و‬
‫بصيام عاشوراء رده ال حُك رشعه‪ ،‬وهو الاعتبار ابلهةل (قلت ‪ :‬حصيح أن اعتبار‬
‫لو اكنت الس نني مقرية مشس ية يف أن واحد فهاذا يعِن أن لك ‪ 33‬س نة مشس ية تساوي‬
‫‪ 33‬س نة مقرية بال فارق ؟‬ ‫الشهر ابلهةل و لكن ال يلزم من ذاِل دوران الشهر عرب الفصول )‪ ،‬فأخذ أهل‬
‫قيل ‪ :‬هو كذاِل اذ ‪ 33‬س نة مشس ية يعادل ‪ 34‬س نة ازدالف و يعِن أن ‪ 68‬س نة‬ ‫االسالم بذِل‪ ،‬لكن يف اذلي ادعاه أن أهل الكتاب يبنون صوهمم عىل حساب‬
‫مشس ية تعادل ‪ 70‬س نة ازدالف ‪...‬‬ ‫الشمس نظر‪ ،‬فان الَيود ال يعتربون يف صوهمم اال ابلهةل (قلت ‪ :‬هاذ لن تقوميهم‬
‫لكن قد أمجع العاملون وفق س نني االزدالف أن ‪ 70‬س نة مقرية تعادل ‪ 70‬س نة مشس ية‬ ‫مشيس مقري فيكون ابعتبار دخول الشهور ابلهةل فيصومون ابلهةل و ابعتبار الس نني‬
‫بال خمالف ‪...‬‬ ‫و مواضع الشهور ابلشمس و عىل هاذا يبنون صوهمم فال يقع حمرهمم اال يف بداية الش تاء‬
‫روى البخاري يف حصيحه أن النيب صىل هللا عليه وسمل قال ‪" :‬من صام يوما يف سبيل‬ ‫و هو شهر مقري و هاذا معلوم عهنم و نشاهده اليوم فَيم )‪ ،‬هذا اذلي شاهدَنه مهنم‪،‬‬
‫هللا بعد هللا وهجه عن النار س بعني خريفا"‪ – .‬حصيح البخاري‪.‬‬ ‫فيحمتل أن يكون فَيم من اكن يعترب الشهور حبساب الشمس (قلت ‪ :‬بل ِه يعتربون‬
‫ابلشمس و القمر قدميا و حديثا و مل يتغْي تقوميهم ال اليوم )‪ ،‬لكن ال وجود هل الن‪،‬‬
‫فأمجع السلف عىل أن ‪ 70‬س نة مقرية عند النيب صىل هللا عليه و سمل تساوي ‪70‬‬ ‫كام انقرض اذلين أخرب هللا عهنم أهنم يقولون‪ ،‬عزير ابن هللا تعال هللا عن ذِل" اهـ‪.‬‬
‫خريفا بال زايدة أو نقص ‪ ...‬و ال نزاع أن ‪ 70‬خريفا يه ‪ 70‬س نة مشس ية ‪ ...‬و هاذا‬
‫ات َأ هن لَه ُْم‬ ‫الصا ِل َح ِ‬ ‫ون ه‬ ‫رش الْ ُم ْؤ ِم ِن َني ه ِاذل َين ي َ ْع َملُ َ‬ ‫{ ِا هن ه ََذا الْ ُق ْرأ َن هيَ ْ ِدي لِل ه ِيت ِ َ‬
‫يه َأ ْق َو ُم َويُبَ ِ ُ‬ ‫يقتيض أن الس نة النبوية س نة مقرية مشس ية و ليس فَيا ازدالف و لو وقع االزدالف‬
‫ون ِاب ْل ِخ َر ِة َأ ْع َتدْ َنَ لَه ُْم عَ َذ ًااب َأ ِلميًا (‪َ )10‬ويَدْ ُع ْاالن ْ َس ُان‬ ‫َأ ْج ًرا َكب ًِْيا (‪َ )9‬و َأ هن ه ِاذل َين َال يُ ْؤ ِمنُ َ‬ ‫حلصل نقص س نتني عن ‪ 70‬خريفا و احلديث يأابه فعمل بطالنه و يالزمه بطالن سنية‬
‫ِ‬
‫لرش ُدعَا َء ُه ِابلْخ ْ َِْي َو َاك َن ْاالن ْ َس ُان َ ُجع ًوال (‪َ )11‬و َج َعلْ َنا الل ه ْي َل َوالهنه َ َار أي َ َت ْ ِني فَ َم َح ْوَنَ أي َ َة‬ ‫ِاب ه ِ‬ ‫الس نة القمرية احملضة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َرش َشه ًْرا ِيف ِك َت ِاب ه ِ‬
‫اَّلل ي َ ْو َم‬ ‫فان قيل ‪ :‬قول هللا تعال ‪" :‬ا هن ِع هد َة الشُّ ه ُِور ِع ْندَ ه ِ‬
‫اَّلل اثْ َنا ع َ َ‬
‫اب‬ ‫الس نِ َني َوالْ ِح َس َ‬ ‫رص ًة ِلتَبْتَ ُغوا فَضْ ًال ِم ْن َ ِرب ُ ُْك َو ِلتَ ْعلَ ُموا عَدَ َد ِ‬ ‫الل ه ْيلِ َو َج َعلْنَا أي َ َة الهنه َ ِار ُم ْب ِ َ‬ ‫ِ‬
‫لك ان ْ َس ٍان َألْ َز ْمنَا ُه َطائِ َر ُه ِيف ُعنُ ِق ِه َو ُ ُْن ِر ُج َ ُهل ي َ ْو َم الْ ِق َيا َم ِة‬‫َش ٍء فَ هصلْنَا ُه تَ ْف ِص ًيال (‪َ )12‬و ُ ه‬ ‫ْ‬ ‫لك َ‬‫َو ُ ه‬ ‫الس َم َاو ِات َو ْ َال ْر َض ِمهنْ َا َأ ْرب َ َع ٌة ُح ُر ٌم َذ ِ َِل ِادل ُين الْقَ ِ ُمي " [التوبة ‪ ]36 -‬يقتيض أن‬
‫َخلَ َق ه‬
‫ِ‬ ‫تكون الس نة مقرية حمضة ‪...‬‬
‫ِكتَ ًااب يَلْقَا ُه َمنْشُ ًورا (‪ )13‬ا ْق َر ْأ ِكتَاب َ َك َك َفى ِبنَ ْف ِس َك الْ َي ْو َم عَلَ ْي َك َح ِسي ًبا (‪[ })14‬االْساء ‪:‬‬
‫قيل ‪ :‬ال يلزم منه ذاِل فان الس نة الشمس ية ذات ‪ 365‬يوما حتتوي ‪ 12‬شهرا مقراي‬
‫‪]14-9‬‬
‫دون زايدة أي شهر و ال اشاكل ‪...‬‬
‫الس نِ َني‬ ‫و قال ‪{ :‬ه َُو ه ِاذلي َج َع َل الشه ْم َس ِض َياء َوالْقَ َم َر ن ًُورا َوقَد َهر ُه َمنَ ِاز َل ِل َت ْعلَ ُمو ْا عَدَ َد ِ‬ ‫فان قيل ‪ :‬قول النيب صىل هللا عليه و سمل يف جحة الوداع ‪ " :‬الس نة اثنا عرش شهر ًا ‪،‬‬
‫اَّلل َذ ِ َِل االه ِابلْ َح ِق يُ َف ِص ُل ال َاي ِت ِلقَ ْو ٍم ي َ ْعلَ ُمون} [يونس‪]5:‬‬ ‫اب َما َخلَ َق ُ‬ ‫َوالْ ِح َس َ‬ ‫مهنا أربع ٌة حر ٌم ‪ ،‬ثالث متواليات ‪ :‬ذو القعدة وذو احلجة واحملرم ‪ ،‬ورجب مرض اذلي‬
‫ِ‬
‫و قال ‪{ :‬فَا ِل ُق اال ْص َبا ِح َو َج َع َل الل ه ْي َل َس َكنا َوالشه ْم َس َوالْقَ َم َر ُح ْس َباَنً َذ ِ َِل تَ ْق ِد ُير الْ َع ِزي ِز‬ ‫بني جامدى وشعبان" يقتيض أن الس نة تساوي ‪ 12‬شهرا دون زايدة ‪...‬‬
‫ِ‬ ‫قيل ‪ :‬هاذا حيمل عىل معىن التضمن ال املطابقة و يعِن أن الس نة تتضمن ‪ 12‬شهرا بال‬
‫الْ َع ِل ِمي} [النعام‪]96‬‬
‫زايدة من جنس الشهر مفعىن احلديث أن عدد الشهر يف الس نة هو ‪ 12‬شهرا و مل‬
‫جفعل الشمس والقمر م ًعا حس باَن يقتيض أهنام معا اكَن الزمني للعمل ابحلساب ‪ ...‬و هاذا‬ ‫يتحدث عن عدد الايم فبيهنام فرق ‪ ...‬فالس نة الشمس ية ذات ‪ 365,2425‬يوما يقال‬
‫مبوجب أن هللا قدرهام ابحاكم و حساب دقيق ‪ ...‬فالكهام متالزمان‪.‬‬ ‫أهنا س نة ذات ‪ 12‬شهرا مقراي و ال يزيد عدد شهورها عن ذاِل حيث تقدر مدة ‪12‬‬
‫قال الواحدي ‪ :‬وقوهل تعال‪{َ :‬والشه ْم َس َوالْقَ َم َر ُح ْس َباَنً } قال ابن عباس‪( :‬يريد‪:‬‬ ‫شهرا مقراي بـ ‪ 354,3629‬اذ الفارق بيهنام هو ‪ 11‬يوما كعىل حد و هو ال يبلغ شهرا‬
‫اكمال ‪ ...‬فاملقصود عدم الزايدة املطلقة اليت جتعل عدد الشهر أكرث من ‪ 12‬شهرا و‬
‫اب} [يونس‪... ]5 :‬‬ ‫الس نِ َني َوالْ ِح َس َ‬
‫حبساب) مثل ما قال يف سورة يونس { ِلتَ ْعلَ ُموا عَدَ َد ِ‬
‫ليس املقصود نفي مطلق الزايدة‪.‬‬
‫ففرسها هباذه ملالزمة المرين بعضهام البعض‪.‬‬
‫و لك ما س بق يبني ما ذكره هللا س بحانه و تعال يف كتابه ‪:‬‬
‫الس نِ َني َوالْ ِح َس َ‬
‫اب" َج َع َل ُ‬
‫هللا‬ ‫فالايت تقول بلك وضوح أنه جلعل الناس يعلمون "عَدَ َد ِ‬
‫الشه ْم َس ِض َياء َوالْقَ َم َر ن ًُورا َوقَد َهر ُه َمنَ ِاز َل‪ُّ ،‬‬ ‫قال تعال‪:‬‬
‫فتعمل االنسان عدد الس نني واحلساب من‬
‫جعل الشمس ضياء ‪ -‬جعل القمر نورا ‪ -‬قدهر القمر منازل‬ ‫مقاصد خلق الشمس و جعلها ضياءا و خلق القمر و جعهل نورا و تقديره منازل ولك ما‬
‫فال جيوز حذف أول َشء مذكور‪ ،‬واخلطاب موجه للبرشية مجعاء‪ ،‬وليس للعرب فقط‬ ‫يتعلق هبام من حركة‪ ،‬هذا هو املعىن اذلي دلت عليه الية و هو نفسه اذلي ثبت عىل‬
‫ليك حيتجوا بفعل نس بوه هلم دون عمل مهنم‪.‬‬ ‫مدى التارخي‪ ،‬فلك احلضارات الكربى تعلمت عدد الس نني واحلساب من الشمس‬
‫والقمر وما يتعلق هبام من حراكت‪ ،‬وليس من حراكت القمر فقط‪.‬‬
‫و الالم يف " ِلتَ ْعلَ ُمو ْا" حنواي يه الم التعليل و يه لبيان القصد و احلمكة من جعل‬
‫الشمس ضياء و القمر نورا و تقديره منازل‪...‬‬ ‫وامس االشارة َذ ِِل املذكور بعد "لتعلموا" يشْي ال لك ما هو مذكور يف مطلع الية؛ أي‬
‫َجعل الشه ْم َس ِض َياء َوالْقَ َم َر ن ًُورا َوتقديره َمنَ ِاز َل‪ ،‬فلك ذِل خملوق ابحلق‪ ،‬وليس‬
‫ومل حيدث أبدً ا أن اكن القمر ومنازهل فقط سبب العمل ابحلساب‪ ،‬ومن حياولون قرص‬ ‫اع ً‬
‫تباطا أو جزافا‪.‬‬
‫سبب العمل بعدد الس نني واحلساب عىل القمر ومنازهل ليس دلهيم أي مربر ذلكر‬
‫الشمس يف الية‪ ،‬هذا فضال عن جتاهلهم ملا حدث عىل مدى التارخي البرشي ابلفعل‪،‬‬ ‫والضمْي يف "قَد َهر ُه" يعود عىل القمر‪ ،‬فهو اذلي قدره هللا منازل‪ ،‬أما ما يلزم لعمل "عَدَ َد‬
‫وجتاهلهم أيضً ا لكون حركة الشمس يه أساس حتديد مواقيت الصالة‪ ،‬و جتاهلهم لعدم‬ ‫الس نِ َني َوالْ ِح َس َ‬
‫اب" فهو ما هو مذكور يف الية‪" :‬ه َُو ه ِاذلي َج َع َل الشه ْم َس ِض َياء َوالْقَ َم َر‬ ‫ِ‬
‫اس تغناء أهل امللل عن الس نة الشمس ية و اجامع أهل امللل قاطبة عىل رضورة التعامل‬ ‫ن ًُورا َوقَد َهر ُه َمنَ ِاز َل"‪،‬‬
‫مع الس نة الشمس ية حلصول لك من املصاحل التجارية و الزراعية و الصيد الربي و‬ ‫حفرف الالم املذكور يف " ِلتَ ْعلَ ُمو ْا" هو لبيان القصد و احلمكة من لك ما هو مذكور قبلها‬
‫البحري حفىت أهل االسالم ملا أدركوا أن الشهر القمرية تدور يف حساهبم القمري و أنه‬
‫وليس جلزء منه فقط‪ ،‬فال يوجد أي مربر لقرصه عىل جزء دون جزء‪ ،‬وهذا ما ثبت‬
‫ال ينفعهم اال يف العبادات اس تخدموا التقومي الشميس للمم اجملاورة و بعضهم اس تخدم‬
‫عىل مدى التارخي البرشي اذلي اكن مصدقا للية‪ ،‬واليت ختاطب لك البرش و ليست‬
‫التقومي الهجري الشميس مقارَن لالتقومي القمري املس تعمل اليوم‪.‬‬
‫خاصة ابلعرب فقط ابلطبع‪ ،‬ولك الشعوب العريقة يف احلضارة تعلمت عدد الس نني‬
‫أما قوهل تعال ‪" :‬ان ه َما الن ه ِيس ُء ِز َاي َد ٌة ِيف الْ ُك ْف ِر يُضَ ُّل ِب ِه ه ِاذل َين َك َف ُروا ُ ِحيلُّون َ ُه عَا ًما َو ُ َحي ِر ُمون َ ُه‬ ‫واحلساب من حراكت الشمس والقمر اليت قدهرها العزيز العلمي حبس بان كام ذكر يف‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫القرءان‪.‬‬
‫اَّلل ال هيَ ْدي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل ُزي َن له ُْم ُسو ُء أَعاله ِْم َو ه ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اَّلل ف ُيحلوا َما َح هر َم ه ُ‬ ‫عَا ًما ل ُي َواطئُوا ع هد َة َما َح هر َم ه ُ‬
‫الْقَ ْو َم الْ َاك ِف ِر َين (‪ ")37‬ال يعِن أن النيسء هو الشهر الكبيس ‪ ...‬بل دلت الية أنه تأخْي‬ ‫وبعض املفرسين يقرص العمل بعدد الس نني عىل تقدير منازل القمر ‪ ...‬فهل تقدير منازل‬
‫حرمة شهر من الشهر احلرم حيلونه عاما و حيرمونه عاما ملواطأة عدة الشهر احلرم و‬ ‫الس نِ َني َوالْ ِح َس َ‬
‫اب‬ ‫القمر اكن هو وحده سبب العمل ابحلساب؟ الك ابلطبع‪ ،‬فللعمل بعدد ِ‬
‫دلت الية أن قوهل "زايدة يف الكفر" امنا تعلقت بعملهم لكوهنم حيلون ما حرم هللا و‬ ‫ذكر هللا تعال أنه فعل ما ييل ‪:‬‬
‫و هباذا حصل للفظة النيسء معنيني ‪ :‬فباضافته ال كونه كفر حيمل عىل كونه مصدر و‬ ‫حيرمون ما أحل ‪ ...‬و النيسء هو التأخْي فقد اكنوا يؤخرون حرمة الشهر احملرم فيحلونه‬
‫هو تأخْي حرمة الشهر و ابضافته ال كونه حيلونه عاما و حيرمونه عاما حيمل عىل كونه‬ ‫الس نة مع اذلي بعده و هو صفر و حيرمونه يف الس نة املقبةل مع اذلي بعده ملواطأة عدة‬
‫امس مفعول و هو الشهر املؤ هخر حترميه و ال تعارض بني هاذين احململني‪.‬‬ ‫الشهر احلرم عىل مرار س نتني فيحلوا ما حرم هللا أو حيلون حمرم عاما و حيرمون صفر‬
‫و قد يقال هو محل لفظة النيسء عىل كونه امس مصدر مبعىن التأخْي ‪ ...‬اكلنكْي و النفْي‬ ‫ملواطأة عدة ما حرم هللا مث يقلبون بيهنام يف الس نة املوالية كذاِل‪.‬‬
‫‪ ...‬و يصْي معىن ‪" :‬حيلونه عاما و حيرمونه عاما" أي حيلون التأخْي عاما و حيرمونه عاما‬ ‫و ذكر الشواكين يف تفسْيه ما أخرجه ابن أيب حامت و أبو الش يخ عن عبد هللا بن َعر‬
‫‪ ...‬و هو أقرب‪.‬‬ ‫قال وقف رسول هللا صىل هللا عليه و سمل ابلعقبة فقال ‪" :‬امنا النيسء من الش يطان‬
‫و قوهل "زايدة يف الكفر" يعِن امعان يف الكفر فهم كرهوا أن متر علَيم الشهر احلرم‬ ‫زايدة يف الكفر يضل به اذلين كفروا حيلونه عاما و حيرمونه عاما‪ .‬فاكنوا حيرمون احملرم‬
‫متواليات من دون قتال و تعرض لقوافل العرب َعوما و التعرض للنيب صىل هللا عليه‬ ‫عاما و يس تحلون صفر‪ ،‬و حيرمون صفر عاما و يس تحلون احملرم و يه النيسء"‬
‫و سمل خصوصا فيحلون احملرم و ينس ئون حرمته للشهر املوال أو للس نة املوالية ملواطأة‬ ‫جاء يف البس يط للواحدي ‪ :‬قال أبو عيل‪" :‬النيسء‪ :‬مصدر اكلنذير والنكْي‪ ،‬وال جيوز‬
‫عدة الشهر احلرم ‪ ...‬يفعلون ذاِل لجل المتكن من مقاتةل النيب صىل هللا عليه و سمل‬ ‫أن يكون (فعيال) مبعىن (مفعول)؛ لنه ان محل عىل ذِل اكن معناه ‪ :‬امنا املؤخهر زايدة‬
‫و هاذا زايدة يف كفرِه فتحليل الشهر احلرام لجل اس تحالل قتاهل هو زايدة يف الكفر‬ ‫يف الكفر‪ ،‬واملؤخر (أي اذلي أخر حترميه) هو الشهر؛ وليس الشهر نفسه زايدة يف‬
‫وامعان فيه‪.‬‬ ‫الكفر امنا الزايدة يف الكفر تأخْي حرمة الشهر ال شهر أخر ليست هل تكل احلرمة‪ ،‬فأما‬
‫و أية النيسء تدل عىل ثبوت الشهر الكبيس فلو أن الكبس اكن حراما لاكن اضافته‬ ‫نفس الشهر فال"‪.‬‬
‫اصطحاب حتليل الشهر‬
‫َ‬ ‫مغْية مجليع الشهر احلرم و غْيها و للزم من ذاِل رضور ًة‬ ‫ذلا من اخلطأ الظن بأن ما وصف بأنه زايدة يف الكفر يكون مبعىن املفعول عىل وزن‬
‫احلرم و حترمي ما أحل هللا ملا ييل من الس نني و لاكن اناكره َمث أول من اناكر جمرد‬ ‫(فعيل) كقتيل بل هو مصدر عىل وزن (فعيل) مثل النكْي و النفْي فانتبه‪.‬‬
‫تأخْي احلرمة و أدخل يف معىن اناكر حتليل ما حرم هللا فلام مل ينسب الكفر اال للنيسء‬ ‫و قد يقال أيضا ‪ :‬هو ابضافته ال التحليل و التحرمي حيمل عىل كونه امس مفعول كام يف‬
‫(ابمس الفعل) دل عىل ثبوت الكبس و دل عىل التفريق بني النيسء و الكبس كام دل‬ ‫قوهل بعدها ‪" :‬حيلونه عاما و حيرمونه عاما"‪.‬‬
‫عليه الفرق يف املبىن فال جحة ملن سوى بيهنام‪.‬‬

You might also like