Professional Documents
Culture Documents
البحث فاتح زيدان قاعة 14 بنين
البحث فاتح زيدان قاعة 14 بنين
:العنوان
الوحدة اإلسالمية
:محاضر
:جمع و إعداد
فاتح زيدان
رقم الجلوس 29193
قاعة 14بنين مستوى المتميز
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
المقدمة@
الحمد هلل الذي كان بعباده خبيرا بصيرا .تبارك الذي جعل في السماء بروجا و جعل فيها
سراجا و قمرا منيرا .اشهد ان ال اله اال هللا و اشهد ان محمدا عبده و رسوله الذي بعثه بالحق
بشيرا و نذيرا .وداعيا إلي الحق بإذنه و سراجا منيرا .اللهم صل عليه و على آله وصحبه و سلم
تسليما كثيرا.
لقد رأينا الكثير حتى اآلن ،هناك العديد من االنقسامات بين المسلمين .هناك خالفات كثيرة في
الرأي واالفتراء بين المسلمين تنتهي بالشجار والحروب .في الحقيقة ،نحن نعلم أن اإلسالم جاء
لتوحيد المسلمين .فكيف نقاتل عندما يأمرنا هللا أن نتحد؟
لذلك كتبت هذا البحث من منطلق قلقي وحزني تجاه المسلمين اليوم ,أرجو الي هللا كي يجعلنا
من المسلين الذي نوحد بيننا وال نتشجر بيننا .وهللا يرحمنا وتوفيق الينا.
وجزاكم هللا الي شيخنا ,الشيخ مصطفى الذي يساعدني في صنعا هذا البحث.
فاتح زيدان
2
الباب االول@
واصطالحا
ً مفهوم الوحدة اإلسالمية لغة
قال ابن فارس :و َّحد الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على االنفراد،ومن ذلك الوحدة .وهو:
واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله.
والواحد بني على انقطاع النظير وعوذ المثل والوحيد بني على الوحدة واالنفراد عن األصحاب
من طريق بينونته عنه،والعرب تقول أنتم حي واحد وحي واحدون،وقيل الواحد المتقدم في علم
أو بأس أو غير ذلك ،كأنه المثل له فهو وحدة ووحدة توحيدًا،جعله واحدًا وقيل الواحد هو الذي
ال يتجزأ وال يثنى وال يقبل االنقسام وال نظير له والمثل وال يجمع هذين الوصفين fإال هللا عز
وجل .
والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي الجزء له البتة ثم يطلق على كل موجود حتى إنه ما من
عدد إال ويصح أن يوصف به ويقال عشرة واحدة ومائة واحدة وألف واحد.
تعددت تعريفات الوحدة ومنها:الوحدة هي اتحاد الدول أو البالد ،واألفراد والجماعات لسائر
أمور حياتهم ومعاشهم وسيرتهم وغايتهم ،وبموجب هذه الوحدة يصبح الجميع شيء واحد أو أمة
واحدة يقال اتحاد البلدان ،اتحد البلدان أي صارا بلدًا واحدًا ،واتحدت األشياء صارت شيًئا
واحدًا ،ويقال وحَّد المتعدد أي صيَّره واحدا ،واالتحاد امتزاج الشيئين واختالطها حتى يصيرا
شيئا ً واحدًا.
3
الباب الثاني
الوحدة االسالمية في القرآن الكريم والسنة
قال تعالي" :إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" (األنبياء)92:
وقال رسول هللا" :إذا ألبست عليكم الفتن كقطع اليل المظلم ,فعليكم بالقرآن ،فإنه شافع مشتفع،
وماحل مصدق ،من جعله أمامه قاده إلي الجنة ،ومن جعله خلفه ساقه إلي النار ،وهو الدليل يدل
على خير سبيل ....وهو الفصل ليس بالهزل".
من نعم هللا سبحانه وتعالى على األمة اإلسالمية أنها أمة واحدة ،وأن مذاهبها تلتقي في
مشتركات كثيرة ومهمة ،تعبر عن وحدتها ،فهم يعتقدون باهلل الواحد الذي ال شريك له،
وبالرسول محمد ،وبالكتاب الواحد وهو القرآن الكريم ،ومودة أهل البيت ،كما أنهم يحجون بيت
هللا الحرام جميعا حجا واحدا ،ويصلون fخمس فرائض في اليوم نحو قبلة واحدة وهي الكعبة
المشرفة ،فضال عن اشتراكهم بصيام شهر رمضان ،والزكاة والخمس والجهاد وغيرها من
المسائل الرئيسة المتفق عليها بين المسلمين ،وان كانوا قد يختلفون في بعض تفاصيلها ،ومن
أجل تعزيز مبدأ (الوحدة اإلسالمية) بين المسلمين البد إبراد نقاط االلتقاء واالبتعاد عن تفاصيل
المختلف فيها.
وما أحوج األمة اإلسالمية اليوم إلي توحيد كلمتها و موقفها عمال بقول هللا تعالي" :واعتصموا
بحبل هللا جميعا وال تفرقوا" (آل عمران ،)103:وحذرمن مغبة قوله غز وجل" :وال تنازعوا
فتفشلوا وتذهب ريحكم" (األنفال. )46:ونظرا إلي خطورة األمر ،وما يترتب عليه من آثار فقد
حذرنا النبي من التفرق في أحاديث كثيرة ،منها قوله" :فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا
فيموت إال مات ميتة جاهلية".
4
الفصل االول@
تنوع مفهوم الوحدة في القرآن
تنوعت أساليب القرآن الكريم في الدعوة لهذا المفهوم فتارةً يدعو صراحة كما في قوله تعالى:
ُوا نِ ْع َمةَ ٱهَّلل ِ َعلَ ْي ُك ْم ِإ ْذ ُكنتُم َأ ْعدَاء فََألَّفَ بَ ْينَ قُلُوبِ ُك ْم وا َو ْٱذ ُكر ْ وا بِ َح ْب ِل ٱهَّلل ِ َج ِميعا ً َوالَ تَفَ َّرقُ ْ
ص ُم ْf
" َوٱ ْعتَ ِ
ار فََأنقَ َذ ُك ْم ّم ْنهَا َك ٰذلِ َ
ك يُبَي ُّن ٱهَّلل ُ لَ ُك ْم ءايَ ٰـتِ ِه فََأصْ بَحْ تُم بِنِ ْع َمتِ ِه ِإ ْخ َوانا ً َو ُكنتُ ْم َعلَ ٰى َشفَا ُح ْف َر ٍة ّمنَ ٱلنَّ ِ
لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدون".
قال القرطبي في تفسيره :فإن هللا تعالى يأمر باأللفة وينهى عن الفرقة فإن الفرقة هلكة والجماعة
نجاة.
و قال ابن المبارك :إن الجماعة حبل هللا فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دانا.
وقال السيد الطباطبائي في ميزانه :هذه اآلية تتعرض لحكم الجماعة المجتمعة والدليل عليه قوله
جميعا ً وقوله وال تفرقوا فاآليات تأمر المجتمع اإلسالمي باالعتصام بالكتاب والسنة كما تأمر
الفرد بذلك.
وتارة أخرى نجد أن القرآن الكريم يأمر بأشياء للوصول إلى الوحدة منها اإلصالح بين األخوين
وإصالح ذات البين فهي من األمور التي تخلق الوحدة بين المسلمين .قال هللا تعالىِ" :إنَّ َما
خَو ْي ُك ْم َوٱتَّقُ ْ
وا ٱهَّلل َ لَ َعلَّ ُك ْم تُرْ َح ُمونَ ". ُوا بَ ْينَ َأ َ
ْٱل ُمْؤ ِمنُونَ ِإ ْخ َوةٌ فََأصْ لِح ْ
ومن أساليب القرآن والسنة في الداللة على وجوب الوحدة بين المسلمين النهي الصريح عن
االفتراق واالختالف الذي هو ضد الوحدة واالجتماع.
ت َوُأوْ لَـِئ َ
ك لَهُ ْم وا ِمن بَ ْع ِد َما َجاءهُ ُم ْٱلبَيّنَ ٰـ ُ
ٱختَلَفُ ْ وا َكٱلَّ ِذينَ تَفَ َّرقُ ْ
وا َو ْ وكذلك قوله تعالىَ " :والَ تَ ُكونُ ْ
َع َذابٌ ع ِ
َظي ٌم".
وأيضا ً ذكر القرآن أسلوبا ً آخر للحث والتقريب واأللفة بين المسلمين وهو أن يكون المؤمنون
أولياء بعضهم للبعض اآلخر يحب احدهم اآلخر ،وعندئذ تكون الرحمة قد نزلت عليهم لتآخيهم
ومودتهم وحبهم فيما بينهم.
ُوف َويَ ْنهَوْ نَ ع َِنْض يَْأ ُمرُونَ بِ ْال َم ْعر ِ ضهُ ْم َأوْ لِيَاء بَع ٍ ون َو ْال ُمْؤ ِمن ُ
َات بَ ْع ُ قال هللا تعالىَ " :و ْال ُمْؤ ِمنُ َf
ُأ ْال ُمن َك ِر َويُقِي ُمونَ ال َّ
صالَةَ َويُْؤ تُونَ ال َّز َكاةَ َوي ُِطيعُونَ هّللا َ َو َرسُولَهُ وْ لَـِئكَ َسيَرْ َح ُمهُ ُم هّللا ُ ِإ َّن هّللا َ ع ِ
َزي ٌز
َح ِكي ٌم" إذن هذه أدلة صريحة تأمر المسلمين بشكل عام بكل ما يزيد المحبة بينهم ،والنهي عن
كل ما يولد البغضاء في صفوفهم ،وتأمرهم صراحة بأن يكونوا إخوة ،وال يمكن للمسلمين أن
يكونوا إخوة إال إذا كانوا متحدين غير متفرقين ،فإن األخوة ضد الفرقة واالختالف.
6
الفصل الثاني
القرآن هو المرجع في الوحدة اإلسالمية
ال يختلف مسلمان في أن كلمة القرآن الكريم هي الفـصل والفرقـان في كل نزاع ،وأن ما خالف
القرآن فمردود .فلنرجع إلى القرآن الكريم من أول الطريق ونريح أنفسنامـن عنـاء الخالف
والجدل.
والقرآن الكريم قد قال كلمته في تحديـد أوقـات الـصالة في آيـات كثيرة ،فالواجب علينا أن ننظر
في هـذه اآليـات مجتمعـة مـع بعـضها ،ونربط بينها وهو ما يسمى في األصول :الجمـع بـين
أطـراف األدلـة ،وحينذاك سيتبين لنا المقصود بوضوح .إال أن هذه القاعـدة غائبـة عـن أذهان
الكثيرين ،فيقتصر على آية واحدة مـن آيـات المواقيـت الكثـيرة المبثوثة في القـرآن ثـم تفـسر
تفـسيرا يخرجهـا عـن معناهـا ،ويجعلهـا متناقضة مع مثيالتها من اآليات التي تعزل عنهـا وال
تـذكرمعهـا ،مـا يسهل على السامع الساذج أو الذي لم َيتح له تـدبرالقـرآن قبـول ذلـك التفسير
بمعـزل عـن هـذه اآليـات .أمـا األسـلوب العلمـي المنـصف fفيقتضي جمع األدلة المتفرقة ذات
الموضوع الواحـد ،وإال وقعنـا في فـخ (اتباع المتشابه).
7
الباب الثالث
المنهج النبوي في بناء الوحدة االسالمية
يتقد التحدي الصعب أمام علماء األمة المستنيرين الذين يوسعون اليوم من مساحات االشتغال بما
هو خارج خط القسمة المذهبية المعهودة بين المسلمين .تح ٍد يحفر في سر الهواجس التي يمكث
المسلمون داخل دوائرها ،وفي سر األسئلة التي تتجمع مالمحها على أرض مملوءة بركام هائل
من الخالفات والنزاعات والتوترات التي تترمد الروح عند استحضارها ،خصوصا ً عندما يتم
استدراك السنوات القريبة الماضية.
حقا ً إن هؤالء العلماء اآلتين من مناشىء وبيئات متنوعة يستفحل السخط على من شذ منهم وعال
فوق رواسب الغريزة والعصبيات f،إن هؤالء العلماء يقتربون شيئا ً فشيئا ً على ما يمكن اعتباره
جوابا ً عن سؤال كبير حيّر األمة وأقعدها في وحول البله والعطالة .لماذا يشاء جعل الخالف بين
المسلمين في موقع النص القطعي الصدور fوالداللة! وجعل الوحدة في موضع االجتهاد المفتوح
على التأويل والتخريب!.
امتياز من يجتمع اليوم على اسم الوحدة أنه يُحسن التلبث على صيغة ومشروع يتبدى المقبل
اإلسالمي من خاللهما وضا ًء ومشرقا ً وبهيا ً كما كان في زمن التأسيسات النبوية األولى التي ما
زال معظم المسلمين بعيدين عن التعامل معها في كثير من أبعادها وشواهدها ،مكتفين
ومحتفظين فقط بصورة المراقب عن بعد على تاريخ نبيهم وسيرته ،من دون أن ينخرطوا في
عمق تلك التجربه الثورية لتعديل شروط وجودهم وإمكاناتهم ،في حاضر يتكاثر فيه ديانو
التفرقة ،ومن ادعى لنفسه نسبا ً قرآنيا ً وفقهيا ً وعقيديا ً وحديثيا ً وال يضطلع في أناء الليل وأطراف
واف من إنماء الصفة الخاصة المغايرة ،وما يباعد المسلمين
ٍ النهار إال بحديث فيه نصيب
بعضهم عن بعض ويُركبهم مركب التكفير والعنف .ومستقبل ينثني على حروب العدالة التي
8
تبشر بالديمقراطية على أعتاب الدم والنفط! ،و"نضال" السوق! وعولمة الظلم بأشكال جديدة
تطل على شبكة النزاعات والمصالح االستكبارية.
وبين ما أفضى ويفضي إليه هذا االستمرار في سيْريَّات العنف بين المسلمين في أكثر من منطقة
ساخنة ،تتوجه الرغبة واإلرادة إلحالة الحالة اإلسالمية بكل مكوناتها إلى مشهدها األول
ومصادرها النبوية األولى ،بغية تظهير معالم الوحدة واستدعائها من عصر األمس إلى عصر
اليوم .فنحن بحاجة في سياق بناء وتكوين واقعنا اإلسالمي الحالي للتعامل مع مجموعة من
المفردات االعتقادية والسلوكية والمعرفية في أعلى مستويات االستيعاب والتجرد.
فإن ما حل بالمسلمين من فقدان للمناعة الداخلية ،وتقهقر مستمر ،وهزيمة تتلو هزيمة ،وغيبوبة
عن المعطيات الحضارية الحديثة يؤكد أن أزمة المسلمين أزمة ثقيلة تستوجب النظر في عقليتنا
نحن المسلمين وفي ثقافتنا وفقهنا وأخالقنا وفي كل المناحي التي ترتبط بحياتنا الخاصة والعامة.
وإذا كان أمر المسلمين اليوم يتوقف على اجتذاب النهج النبوي واألخذ به كما هو معتقدنا ،فإن
هذا االجتذاب ال يعني استجرار الماضي تأويالً وتفسيراً وتصحيحا ً فقط ،بل يعني حضور هذا
النهج في إبداع الحلول وصنع الحياة الحرة الكريمة لإلنسان .ويعني أيضا ً أن االسالم سيكون
خارج التأطير الضيق ،وخارج النص البراغماتي الذي يستخدم للدفاع عن شخصية تاريخية أو
حالة تاريخية بمعزل عن ميزان الحق والعقل .وإذا كان هذا مفهوما ً فإن هذه الورقة تحاول
اإلضاءة على أهم المبادىء والمتكآت التوحيدية في مشروع النبي محمد ﷺ
9
الفصل االول@
الوحدة في العبادة
إن من أسمى الطرق لتربية االنسان وتزكيته وتخليته من سوداوية الجهل والشرك ،وتنويره
باألنوار الملكوتية والهداية اإللهية ،هي العبودية الخالصة هلل تبارك وتعالى .وقد تصدى رسولنا
األكرم محمد ﷺ من ضمن أهدافه الرسالية الكبرى لمهمة أساسية وهي توجيه الناس نحو عبادة
هللا الواحد األحد .وعمل على تخليصهم من شوائب الشرك واالنحراف في العبادة .ومن أجل أن
يعرفهم مبلغهم استثار فيهم كل المرتكزات الفطرية والدالئل العلمية والبراهين العقلية إلثبات
وحدانية هللا ومنبع الوجود والغاية من خلق البشر .وأرسى قواعد التوحيد عبر منظومة واسعة
من الشعائر العبادية التي تربط العبد بربه وتسيّره في مدارج الكمال .وعلى الرغم من تنوع
أساليب العبادة وتعدد مجاالتها وتوسع أبعادها إال أن األبرز فيها ذاك الدافع الجماعي حين
يحتشد المؤمنون في زمان واحد وفي ميدان واحد ونحو هدف واحد وباتجاه نقطة واحدة بانسجام
واتساق كما هو الحال في الصالة والصيام والحج .بتعبير موجز أن التوحيد في العبادة يُبرىء
اإلنسان من ملوثات ومؤثرات الشرك واالنحراف ،ويضعه في خط الهداية والصالح
واالطمئنان النفسي والكمال الذاتي.
وضمن هذا المنحى قدم رسولنا األعظم محمد ﷺ أطروحة متكاملة جمع فيها الفطرة والعلم
والعقل وما يتحرك في أفق الوحي والغيب ،ليجيب على أسئلة اإلنسان حول الكون والحياة
واإليمان وهللا ،بما يحقق ثبات حركة اإلنسان المسلم والمجموعة المسلمة بعيداً عن التردد
والتخبط والفراغ والحيرة.
10
الفصل الثاني
الوحدة في القيادة
تشكل مسألة القيادة في اإلسالم شأنا ً حاسما ً تتوقف عليها حياة المسلم ومصيره في النشأتين
الدنيوية واألخروية .بل حياة اإلنسان كله ،ألن القائد اإلسالمي ينظر ضمن سعة حاكميته إلى
كل األفراد مهما تنوعت أصولهم النسبية والعرقية والدينية بمقتضى مسؤوليته وواجبه الشرعي.
وقد اشتملت قيادة الرسول األكرم محمد ﷺ على حشد هائل من المرتكزات fوالمفاهيم النظرية
واالختبارات والتطبيقات العملية في شتى الحقول والمجاالت التي لم يسبق ألمة أن حصلت
عليها بمثل هذا العمق والوضوح والشمول.
فنبي الرحمة محمد ﷺ بسط على نحو الكفاية كل ما يمكنه ضمان سالمة حياة اإلنسان
واستقامته ونظافته وش ّرع كل ما يقع في طريق تكامل اإلنسان من الواجبات والمستحبات
والمحرمات والمكروهات والمباحات ،وما يطلق فكره في أسرار الفطرة ،ويحرك شعوره في
دنيا العدل والرحمة ،وما يبلغه صالحه وهدايته وسعادته من خالل منظومة المبادىء والقيم
والتكاليف والحقوق التي تتجه لعالقة اإلنسان مع ربه ونبيه وقائده وأهله ومجتمعه وكل ما له
دخالة بأبعاد الحياة اإلنسانية المادية والروحية .فلقد منحت العناية اإللهية رسولنا األكرم مرجعية
متفردة ومتوحدة ،تتطلع إليها األنظار ،وتتطاول إليها األعناق ،وتهفو إليها القلوب ،وتنش ُّد إليها
العقول ،وهي الملهمة والباعثة والمحركة وهي القدوة واألسوة الحسنة التي ترجى وتقتدى وتتبع
لسعادة وخالص اإلنسان.
على مثل هذا السياق نتنبه أن القيادة المرجعية المحورية الجاذبة العالمة التي تتجمع فيها كل
صفات الجمال والخير والخلق والشجاعة والحكمة هي المطلوبة والمبتغاة عقالً ،لتوقف مسائل
الدين والدنيا عليها ،فقيادة المجتمع البشري ليست من األمور التي يمكن إيكالها إلى أي كان.
وتخلف وتعصب وتشرذم وتنافر وتناحر يعيشه المسلمون اليوم هو
ٍ وجهل
ٍ خلل
وإذا كان من ٍ
11
بسبب تخليهم عن الشروط والمواصفات fوالمعايير األخالقية واإلدارية والسياسية التي يجب أن
يتحلى بها كل رئيس وقائد وزعيم مسلم بمعزل عن االجتهادات الفقهية التي تطال شكل نظام
الحكم وآلياته.
الفصل الثالث
الوحدة في المجتمع
دفع الرسول المصطفى محمد ﷺ المجتمع المسلم الذي ُوفق للعيش في كنفه ،دفعه للتطلع نحو
القيم وال ُمثل والكمال في أسمى مراتبه ،وأراد له التخلص من الميول والرغبات المادية الدنيوية
التي تُقعد المسلم في وحول الغريزة الحيوانية والنزعة الفردية الذاتية ،ليضمن من خالل ذلك
السعادة والعدالة والخير للمجتمع ويحقق احتياجاته ومتطلباته في أرقى وأجلى صورها.
وقد وضع الرسول جملة من المبادىء الضرورية في إطار عمله لبناء مجتمع متماسك مترابط
متواد متراحم .وهذه المبادىء ال تتحدد في بيئة معينة وبجغرافيا خاصة وإنما هي صالحة لكل
بيئة ولكل زمان ومكان.
فقد أم ّد الرسول ﷺ المجتمع باألفكار والقيم واألهداف التي تجعله دائما ً في طور النمو والتطور
والتحضر .مجتمع يتحرك بكل حماسة وحرارة وحيوية من أجل مرضاة هللا تبارك وتعالى ،وفي
سبيل أن يكون أفراده كتلة متراصة متآخية متكاتفة م ّشعة بالعلم واإليمان والنور.
12
الخاتمة
الحمد هللا الذي بنعمته تتم الصالحات ،قد صولنا الي آخر من البحث .اشكر كثيرا الي هللا تعالي،
الذي يساعدني في جمع هذا البحث ،وإلي دكتورنا الدكتور محمد مصطفي الذي يساعد ايضا و
يعطي كثير من العلوم عن البحث.
وارجو للقراء من هذا البحث يستطيع ان يجد كثير من العلوم و المعرفة من هذا البحث ،الن
اجمع هذا البحث بسبب اريد للمسلمين ان يعرف عن الوحدة االسالمية و اهمية عنها .الن كثير
من المسلمين ال يعرف عن الوحدة االسالمية و اهمية عنها والبد او واجب علينا ان يفهم عنها.
وأعتذر إذا كانت هناك أخطاء في هذا البحث .وجزاكم هللا خير جزا.
13
المراجع
القرآن الكريم
https://www.almrsal.com/
https://www.almaaref.org/
https://www.islam4u.com/
https://www.alwahabiyah.com/
14
فهرس
المقدمة2..........................................................................................................
الباب االول :مفهوم الوحدة اإلسالمية لغة واصطالحًا3.................................................
الباب الثاني :الوحدة االسالمية في القرآن الكريم والسنة4..............................................
الفصل االول :تنوع مفهوم الوحدة في القرآن5............................................................
الفصل الثاني :القرآن هو المرجع في الوحدة اإلسالمية7................................................
الباب الثالث :المنهج النبوي في بناء الوحدة االسالمية8.................................................
الفصل االول :الوحدة في العبادة..........................................................................
10
الفصل الثاني :الوحدة في القيادة11..........................................................................
الفصل الثالث :الوحدة في المجتمع12.......................................................................
الخاتمة13........................................................................................................
المراجع14.......................................................................................................
فهرس15.........................................................................................................
15