Professional Documents
Culture Documents
SplitPDFFile 91 To 103
SplitPDFFile 91 To 103
SplitPDFFile 91 To 103
المحاضرة الثامنة
- ٜٕ -
حقوؽ اإلنساف يف اإلسالـ
المحاضرة الثامنة
بصفة عامة ،ومل هبعل ىناؾ استثناءات بسبب اللوف أو اعبنس أو الدين فهو تكرَل عاـ وشامل.
- ٜٖ -
حقوؽ اإلنساف يف اإلسالـ
المحاضرة الثامنة
ِ
وم َن ادلظاىر الدالة على التكرمي اإلذلي لإلنساف:
ﱡﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫﱠ خلق اإلنساف يف أحسن تقوَل ،قاؿ تعاىل:
- ٜٗ -
حقوؽ اإلنساف يف اإلسالـ
المحاضرة الثامنة
ِّ
حريَّة اًلعتقاد:
ﳗﳙﳚﳛﳜﳝ
ﳘ ﱡﳎ ﳏ ﳐ ﳑﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ قاؿ تعاىل:
ﳞ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩﱠ [البقرة ،]ٕ٘ٙ :وأ َّما إقراره
تم ٍة ،ال سيَّما إف حﱱ ال يدخل يف اإلسالـ َّإال عن ٍ
قناعة َّ غب ِّد ِّ
الرَّدة فهو أتكي ٌد على ِّ
حريَّة التديُّن؛ َّ
فكل األنظمة العاؼبية تعتب اػبروج عن نظامها ِّ
العاـ جريبةً كبى يُعاقب عليها. علم عقوبة ذلكُّ ،
حق العيش الكرمي:
ٍ
ضعيف ال يستطيع القياـ أبمر نفسو ،ففرض كفل اإلسالـ حقوؽ الفقﱶ واؼبسكﱷ و ِّ
كل
وحث على الصدقات واألوقاؼ.
الزكاة يف األمواؿَّ ،
حق ادلساواة:
ين قَػْبػلَ ُك ْم ،أَنػَّ ُه ْم َكانُوا كل مبادئ العنصريَّة قاؿ رسوؿ هللا ( :إَِّمبَا أَىلَ َّ ِ
ك الذ َ ْ َ ألغى اإلسالـ َّ
اَّللِ لَو أَ َّف فَ ِ ِ الش ِريف تػَرُكوه ،وإِذَا سر َؽ فِ ِيهم َّ ِ ِِ ِ
اط َمةَ يف أَقَ ُاموا َعلَْيو اغبَ َّدَ ،و ْاَلُ َّ ْ
الضع ُ ُ إذَا َسَر َؽ فيه ُم َّ ُ َ ُ َ َ َ
ٍ
ت يَ َد َىا) [أخرجو البخاري ومسلم].
ت لََقطَ ْع ُ بِْن َ
ت ُؿبَ َّمد َسَرقَ ْ
حق األمن:
ﱡﱫ ﱬ ﱭ توعَّد هللا تعاىل َم ْن يسعى لإلخالؿ ابألمن َّ
أشد الوعيد ،قاؿ تعاىل:
ﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻ
ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈﲉ ﲊ ﲋ ﲌ
ﲍ ﲎ ﲏﱠ [اؼبائدة.]ٖٖ :
حق صيانة العرض:
الزدا ومق ِّدماتو ،قاؿ تعاىل :ﱡﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃﱠ
حرـ ِّ
َّ
[اإلسراء.]ٖٕ :
ﱡﲷ ﲸ ﲹ ﲺ كل ما يػُ َع ُّد عدو ًادا على عرض اإلنساف وشرفو وكرامتو ،فقاؿ:
وحرـ َّ
َّ
ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌﳍ ﳎ ﳏ
ﳙ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ ﳡﱠ
ﳚ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ
[اغبجرات.]ٔٔ :
- ٜ٘ -
حقوؽ اإلنساف يف اإلسالـ
المحاضرة الثامنة
حق التملك:
ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ سخر هللا تعاىل األرض لبﱵ اإلنساف ،قاؿ تعاىل:
فقد َّ
ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒﱠ [لقماف.]ٕٓ :
ﱡﱔ ﱕ ﱖ ابلسعي طلبًا ِّ
للرزؽ ،قاؿ تعاىل: وسع ؽبم أسباب اؼبلك والرزؽ ،وأمرىم َّ
ٍبَّ َّ
ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣﱠ [اؼبلك ،]ٔ٘ :وجعل األصل
يف اؼبعامالت اإلابحة ،وما حرـ يكوف استثناءً ِم ْن ىذا األصل.
حق التعليم:
جعل طلب العلم فريضة فقاؿ( :طلب العلم فريضة على كل مسلم) [أخرجو ابن ماجو ،وضعَّفو البوصﱶي
يف مصباح الزجاجة].
ﱡﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠﳡ رفع هللا منزلة العلم والعلماء ،قاؿ تعاىل:
وحذر هللا تعاىل ِم ْن كتماف العلم فقاؿ :ﱡﲐ ﲑ
ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦﱠ [اجملادلةَّ ،]ٔٔ :
ﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡ
ﲢ ﲣ ﲤﱠ [البقرة ،]ٜٔ٘:والشاىد العملي ؼبكانة التعليم يف اإلسالـ َّ
أف النﱯ جعل
فدية األسﱶ أبسرى بد ٍر تعليم عشرةٍ ِم ْن أبناء اؼبسلمﱷ.
حق الشورى:
إذ أمر هللا نبيَّو دبشاورة اؼبسلمﱷ يف أمورىم فقاؿ تعاىل :ﱡﱝ ﱞ ﱟﱠﱠ [آؿ عمراف:
.]ٜٔ٘
حق التقاضي ووعوب العدؿ:
ﱡﲰ ضمن اإلسالـ حقوؽ األفراد يف القضاء ،وأمر اغبكاـ أف وبكموا ابلعدؿ ،قاؿ تعاىل:
ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶﲷﱠ [النِّساء.]٘ٛ :
حق الزواج:
ﱡﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ لقد َّ
رغبت الشريعة يف الزواج ودعت إليو قاؿ تعاىل:
[النُّور،]ٖٕ : ﱆ ﱇﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔﱠ
فالطريقة اؼبثلى لعفاؼ اعبنسﱷ اإلسراع يف زواجهم ،وجعل الزواج سببًا ِّ
للرزؽ.
- ٜٙ -
حقوؽ اإلنساف يف اإلسالـ
المحاضرة الثامنة
- ٜٚ -
الوسطية يف اإلسالـ
المحاضرة التاسعة
الوسطيَّة يف اإلسالـ
مفهوـ الوسطيَّة:
الشطط واالكبراؼ ،وتعﱵ أعدؿ األحواؿ ،بﱷ اإلفراط والتفريط. ىي البُعد عن َّ
تساؤؿ :ىل يصح القوؿ َّ
أبف الوسطيَّة ىي ادلوقف الوسط بُت احل ِّق والباطل؟ ٌ
ابطل،
وإما ٌ حق َّ ابطل ،فال وسطيَّة بﱷ ِّ
اغبق والباطل مطل ًقا ،فاألمور َّإما ّّ ىذا القوؿ ٌ
اغبق والباطل ،بﱷ الكفر واإليباف ،بﱷ اإلسالـ وغﱶه فالتوسط بﱷ االثنﱷ ،وؿباولة التوفيق بﱷ ِّ
ُّ
ِ
حق اإلسالـ وابطل الكفر ،ىذا أعظم ٍ
ابطل؛ م َن األدايف ،وأف يقف اإلنساف موق ًفا وسطًا بﱷ ِّ
ألف ىذا ىو حركة النِّفاؽ وموقفها الذي أشار إليو هللا يف بقولو على لساّنم :ﱡﱼ ﱽ ﱾ َّ
ﱿ ﲀ ﲁﱠ [النِّساء ]ٕٙ:أي :التوفيق بﱷ أىل اإلسالـ وأىل الكفر ،وبﱷ السنَّة
والبدعة.
مشروعيَّة الوسطيَّة يف الكتاب والسنَّة:
مشتقاتو يف القرآف الكرَل يف طبس ٍ
آايت ،تدور كلُّها حوؿ الشيء ورد لفظ "الوسط" و َّ
الواقع بﱷ طرفﱷ ،البعيد عن الغُلُِّو والتقصﱶ؛ منها:
فسرىا النﱯ
[البقرة ،]ٖٔٗ :وقد َّ ﱡﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱠ قولو تعاىل:
بقولو( :والوسط :العدؿ) [أخرجو البخاري].
الدين يسر ،ولَن يش َّاد ِّ ِ
ين أَ َح ٌد إَِّال َغلَبَوُ، الد َ وقولو ِ م ْن حديث أيب ىريرة ( :إِ َّف ّ َ ُ ْ ٌ َ ْ ُ َ
الد ْعبَِة) [أخرجو البخاري] ،قاؿ ابن الرْو َح ِة َو َش ْي ٍء ِم َن ُّ
استَعِينُوا ِابلْغَ ْد َوةِ َو َّ ِ فَس ِّد ُدوا وقَ ِ
اربُواَ ،وأَبْش ُرواَ ،و ْ َ َ
ِ ِ ِ
حج ٍر" :والْم ْع َﱴ َال يػتَػ َع َّم ُق أَح ٌد ِيف ْاأل َْعم ِاؿ ال ّدينيَّة ويػْتػرُؾ ِ ِ
الرفْ َق إَّال َع َجَز َوانْػ َقطَ َع فَػيُػ ْغلَ ُ
(ٔ)
ب" . ََ ُ ّ َ َ َ َ َ
أحواؿ الناس يف فهم اإلسالـ وتطبيقو:
افﱳؽ الناس يف فهم منهج اإلسالـ وتطبيقو يف حياهتم ،إىل ثالثة ٍ
أقساـ:
ٔ .ادلتساىل (التفريط):
يسر، حبجة َّ
أف اإلسالـ ٌ ا﵀رمات والتنازؿ عن أحكاـ الدين الواجبة َّ
ىو اؼبتساىل يف ارتكاب َّ
فال يتَّبع أوامر هللا وال أيمر ابلواجب ويﱳؾ ا﵀ظور.
- ٜٜ -
الوسطية يف اإلسالـ
المحاضرة التاسعة
صالَةِ الغَ َداةِ ِم ْن مسعود ( :أَ َّف رج ًال ،قَ َاؿ :و َّاَّللِ اي رس َ ِ ٍ
وؿ َّاَّلل إٍِِّل َألََأتَ َّخُر َع ْن َ َ َ َُ َُ ويف حديث أيب
ضبًا ِمْنوُ يَػ ْوَمًِ ٍذٍُ ،بَّ قَ َاؿ« :إِ َّف ِمْن ُك ْم ِ ٍ أَج ِل فُالَ ٍف ِفبَّا ي ِطيل بِنَا ،فَما رأَيت رس َ ِ
وؿ َّاَّلل ِ يف َم ْوعظَة أَ َش َّد َغ َ َ َْ ُ َ ُ ُ ُ ْ
اج ِة) [أخرجو البخاري]. اس فَػْليػتَج َّوْز ،فَإِ َّف فِ ِيهم َّ ِ ِ
الكبِ َﱶ َوَذا اغبَ َ
يف َو َ
الضع َ ُ صلَّى ِابلنَّ ِ َ َ ُمَنػّف ِر َ
ين ،فَأَيُّ ُك ْم َما َ
ِّ
وادلستحب، -احلث على ضرورة اًللتزاـ ابلواعبات الشرعية ،والًتغيب يف القياـ ابلنفل
احلد ادلشروع: بشرط عدـ ذباوز ِّ
فا﵁ شرع لإلنساف ما يُصلحو ،ويصلح لو ،وجعل شرائعو مناسبةً لطاقة اإلنساف ،قاؿ
منهي عنو ِ
ﲫ ﲭﱠ [البقرة ،]ٕٛٙ :والزايدة عن اغب ّد اؼبشروع ّّ ﲬ تعاىل :ﱡﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ
ﱷ،اريَػتَػ ْ ِ
ﱷ َس ِ ِ أنس قاؿ :دخل رس ُ ِ ففي اغبديث عن ٍ
ود بَػ ْ َ
وؿ هللا الْ َم ْسج َدَ ،و َحْب ٌل فبَْ ُد ٌ ََ َ َُ
ت بِِو ،فَػ َق َاؿُ « :حلُّوهُ، ِ فَػ َق َاؿ« :ما ى َذا؟» قَالُوا :لِزيػنب تُ ِ
ت أَْم َس َك ْ ت ،أَْو فَػتَػَر ْصلّي ،فَِإ َذا َكسلَ ْ َْ َ َ َ َ َ
يث ُزَى ٍْﱶ :فَػ ْليَػ ْقعُ ْد) [أخرجو مسلم]. لِيص ِل أَح ُد ُكم نَ َشاطَو ،فَِإ َذا َك ِسل ،أَو فَػتَػر قَػع َد» .وِيف ح ِد ِ
َ ْ َ َ َ َ ُ َُّ َ ْ
-التوسط بُت الصلة بُت الدنيا واآلخرة:
ط بﱷ الرىبانية اؼبنقطعة عن الدنيا والشهوانية الغافلة عن اآلخرة ،قاؿ تعاىل:
فهو وس ٌ
ﱡﲷ ﲸ ﲹ ﱡﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉﱠ [اغبديد ،]ٕٚ :وقاؿ تعاىل:
ﳈﱠ [القصص.]ٚٚ : ﳉ ﲺ ﲻ ﲼﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ
مطلوب ،لكن ال يتجاوز إىل أف يصل ٌ شك فيو َّ
أف الزىد يف الدنيا والتخفيف منها وفبَّا ال َّ
ابؼبرء إىل ربرَل بعض اؼبباحات أو ربميل النفس ما ال تُطيق ِم ْن زب ٍّل عن حاجاهتا الفطريةِ ،م ْن
ﱝﱠ
ﱞ ﱡﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ اب وكبوه ،قاؿ تعاىل: طعاـ وشر ٍ ٍ
دليل على ذلك فعن السِّر خﱶ ٍ ِ ٍ
وقصة الثالثة نفر الذين سألوا عن عبادة النﱯ يف ّ [األعراؼَّ ،]ٖٕ :
ِ ِ ِ ﱯ ،يَ ْسأَلُ َ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ٍِ
ﱯوف َع ْن عبَ َادة النَّ ِّ أَنَس بْن َمالك قاؿَ ( :جاءَ ثَالَثَةُ َرْىط إ َىل بػُيُوت أَْزَو ِاج النَّ ِّ
ﱯ ؟ قَ ْد غُ ِفَر لَوُ َما تَػ َق َّد َـ ِم ْن ذَنْبِ ِو وىا ،فَػ َقالُواَ :وأَيْ َن َْكب ُن ِم َن النَِّ ِّ
،فَػلَ َّما أُ ْخِبُوا َكأَنػَّ ُه ْم تَػ َقالُّ َ
الد ْىَر َوالَ أُفْ ِط ُرَ ،وقَ َاؿ وما َأتَ َّخر ،قَ َاؿ أَح ُدىم :أََّما أَ َدا فَِإٍِل أُ ِ
وـ َّ صُآخ ُر :أَ َدا أَ ُصلّي اللَّْي َل أَبَ ًداَ ،وقَ َاؿ َ ّ َ َ ُْ ََ َ
َّ ِ ِ ِ وؿ َِّ آخ ُر :أَ َدا أَ ْعتَ ِزُؿ النِّ َساءَ فَالَ أَتَػَزَّو ُج أَبَ ًدا ،فَ َجاءَ َر ُس ُ
اَّلل إلَْيه ْم ،فَػ َق َاؿ« :أَنْػتُ ُم الذ َ
ين قُػ ْلتُ ْم َك َذا َ
ج النِّ َساءَ، اكم لَو ،لَ ِك ِﱵ أَصوـ وأُفْ ِطر ،وأُ ِ اَّللِ إٍِِل َألَخش ُ ِ ِ
صلّي َوأَْرقُ ُدَ ،وأَتَػَزَّو ُ
اك ْم ََّّلل َوأَتْػ َق ُ ْ ُ ّ ُ ُ َ ُ َ َ َوَك َذا ،أََما َو َّ ّ ْ َ
س ِم ِّﱵ) [أخرجو البخاري ومسلم]. َ ي
َْلػف
َ ﱲ ب َع ْن ُسنَِّ
َ
فَمن ر ِ
غ َْ َ
العاـِ ،
وم ْن ذلك: -التوسط يف اذليئة والسلوؾ ِّ
oالتوسط يف ادلشي واحلديث:
فقد أمردا هللا ابالعتداؿ والتوسط ابؼبشي والكالـ على لساف لقماف البنو؛ ويف ىذا أمر
ﱡﳘ ﳙ ﳚ ﳛ إؽبي أخالقي ىاـ هبب أف ينتبو إليو صبيع اآلابء ،حيث قاؿ تعاىل:
ﳝ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤﱠ [لقماف.]ٜٔ:
ﳞ ﳜ
oالتوسط يف الطعاـ والشراب:
مثاال يف االعتداؿ والوسطيَّة يف الطعاـ والشراب ،حينما قاؿ النﱯ وقد كاف منهج اإلسالـ ً
ص ْلبَوُ ،فَِإ ْف َك َ ٍ ِ ِ ِِ ( :ما م َألَ ِ
اف َال ث أَ َك َالت يُق ْم َن ُ
آد َـ ثََال ُ آدم ّّي ِو َعاءً َشِّرا م ْن بَطْنو َح ْس ُ
ب ابْ ِن َ َ َ َ
ث لِنَػ ْف ِس ِو) [أخرجو البيهقي يف شعب اإليباف ،واغباكم يف اؼبستدرؾ على اب َوثػُلُ ٌ
ث َشَر ٌ ث طَ َع ٌاـ َوثػُلُ ٌ
َؿبَالَةَ فَػثُػلُ ٌ
الصحيحﱷ وقاؿ" :ىذا حديث صحيح اإلسناد ومل ىبرجاه"] ،كما جاء النهي يف السنَّة عن إدخاؿ الطعاـ على
الطعاـ.
oالتوسط بُت العمل والراحة والنوـ:
التوسط واالعتداؿ بﱷ حالﱲ العملوىنا أيٌب األمر اإلؽبي ِم ْن خالؿ تعاقب اللَّيل والنَّهار و ُّ
والراحة ،وحالﱲ النوـ واليقظة ،قاؿ تعاىل :ﱡﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ
ﲲﲳﱠ [النَّمل ،]ٛٙ :فاللَّيل والنَّهار ِم ْن آايت ربِّنا العظيمة ،فقد جعل اللَّيل بظلمتو ليسكنوا فيو
وتصرفاهتم(ٔ).
ويستعدوا للعمل ،والنهار بضيائو لينتشروا فيو يف معاشهم ُّ ُّ ويسﱳوبوا ِم َن التعب
oالتوسط يف اإلنفاؽ بُت اإلسراؼ والتقتَت:
حدا معينِّا يف إنفاقو على أمور دنياه ،فاإلسراؼ يف الدين مكروهٌ ،قاؿ إف اؼبسلم ال يتجاوز ِّ َّ
تعاىل :ﱡﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒﱠ [الفرقاف،]ٙٚ :
تدؿ على نقطة الوسط بﱷ طرفﱷ ،وذلك ىو ونالحظ ورود لفظ ﱡﲉﱠ يف وصف اإلنفاؽ وىي ُّ
أمرا َىيِّنًا؛ َّ
ألف َّ ِ
االعتداؿ نتعلمو م َن األوامر والنواىي الشرعية ،فلزوـ االعتداؿ يف ىذا اجملاؿ ليس ً
اؼباؿ يغري النفوس ابغب ِّدين االسراؼ والتقتﱶ.