Professional Documents
Culture Documents
�� - - القضية الفلسطينية ذوقان عبيدات - �
�� - - القضية الفلسطينية ذوقان عبيدات - �
�� - - القضية الفلسطينية ذوقان عبيدات - �
األردن
نموذجاً :د .ذوقان عبيدات
أصاب التراجع الذي تعيشه القضية الفلسطينية كل مجاالتها وعناصرها ومفاهيمها ،واختلطت
العدو الصديق واالحتالل الحر ،والوطن المنفى،
ّ المفاهيم بعضها ببعض ،وصرنا نتحدّث عن
والمقاوم اإلرهابي والمواطن المقيم ،والالجئ المواطن واألراضي المتنازع عليها ،والقدس أو في
القدس ،والمستوطنات الشرعية والمستوطنات غير الشرعية ،وغير ذلك .إضافة إلى ما حققته
إسرائيل من تقدم على المستوى الدولي ،وإلغاء قرار أممي يسمها بالعنصرية .وتسابقت دول كثيرة
إلى إقامة عالقات اقتصادية وثقافية معها ،وعدم شعور أي دولة ،أفريقية أو آسيوية ،بحرج من إقامة
العالقات الدبلوماسية والسياسية معها ،بدعوى أن دولة فلسطين ودوالا عربية أخرى تقيم عالقات
سرية مع الكيان الغاصب.
“شرعية علنية” أو ّ
حققت إسرائيل إنجازات كبرى ،مثل االعتراف األميركي بالقدس عاصمة لها ،والضغوط المتواصلة
لمحاصرة حق عودة الالجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم ،وتضاؤل فرص حل الدولتين.
أثرت كل هذه األوضاع وغيرها سلبا ا على مفاهيم األجيال الجديدة ،عربية وغير عربية ،إلى درجة
خطرا على الوعي الثقافي واألخالقي العالمي ،مثل تبدل األدوار واعتبار إسرائيل دولة معتدىا تشكل
عليها ،والعرب (ال دولهم) معتدين ،فالدول العربية تتسابق في حماية نفسها من أن تصنف عدو
إسرائيل بطرق وأشكال شتى .ويمكن مقاومة هذه المترتبات الخطيرة على تزييف الوعي العربي
والعالمي بالمناهج التعليمية ،لسببين:
األول :ال تستطيع الدول العربية الرسمية ،لو رغبت ،أن تمنع وصول أي منهج تربوي إلى األجيال،
صا أننا قد نتحدّث عن منهاج إلكتروني يتحدث عن بناء الشخصية القادرة على توضيح وخصو ا
مفاهيم القضية الفلسطينية وبنائها في عقول الشباب .واقتباساا من ميثاق منظمة األمم المتحدة للتربية
والثقافة والعلوم (يونسكو) ،كما تبدأ الحرب في عقول الرجال ،فإن بناء السالم يجب أن يتم في
سا أقول ،كما هزمنا نفسياا في القضية الفلسطينية ففي أنفسنا يجب أن نبني حصون عقولهم .واقتبا ا
النصر.
المطلوب بناء منهاج مزدوج ،عادي وإلكتروني ،أو كما يسميه التربويون بناء منهاج مدمج:
إلكتروني وورقي .وقبل التحدث عن نتائج هذا المنهاج ،من المهم اإلشارة إلى واقع القضية
الفلسطينية ومفاهيمها التي توجد في مناهج التعليم ،متخذاا من المنهاج األردني نموذ اجا .والكاتب يدعو
هنا إلى تسجيل القضية الفلسطينية في خبرة الطلبة ووعيهم ،كي ال تضيع مع انتهاء أجيال النكبة
والنكسة والمقاومة ،وحتى الهزيمة .والقصد بالتسجيل البدء بإعداد مناهج بمفاهيم الوعي العربي،
لتسجيل أحداث القضية قبل تزييف وعي األجيال .وأسباب اختيار واقع القضية الفلسطينية في مناهج
التعليم األردنية:
ا
أوال :األردن بلد عايش القضية الفلسطينية تاريخياا وجغرافياا وإنسانياا وسيكولوجياا واجتماعياا
واقتصادياا.
ثانياا :األردن بلد العيش األردني الفلسطيني المشترك ،مهما اختلفت النسب المئوية لمكوناته.
ثالثاا :األردن بلد يدّعي أن سياسته ثابتة في دعم القضية الفلسطينية ،عل اما أنه ال يعرف أحد ما هي
هذه السياسة ،وما مدى ثباتها.
رابعاا :األردن بلد يقيم عالقات تطبيعية مع إسرائيل ،ويمارس كالسلطة الوطنية الفلسطينية سلوكات
تنسيقية في مجاالت مختلفة.
ينص قانون التربية والتعليم األردني رقم 16لعام 1964على “عروبة فلسطين وجميع األجزاء
المغتصبة من الوطن العربي ،والعمل على استردادها (فقرة 4من المادة .)3وبنا اء عليه ،كان طلبة
األردن يدرسون مادة مستقلة هي القضية الفلسطينية ،وبقيت حتى تم إلغاؤها في .1992
وفي قانون التربية والتعليم األردني رقم 3لعام ،1994ورد نص في الفقرة ب 6 /من المادة الثالثة
صا
مطابق تما اما ما ورد في القانون السابق .وأضاف هذا القانون الذي صدر بعد معاهدة السالم ن ا
آخر في الفقرة ب 7/من المادة الثالثة :القضية الفلسطينية قضية مصيرية للشعب األردني ،والعدوان
الصهيوني على فلسطين هو تح ّد سياسي وعسكري وحضاري لألمة العربية واإلسالمية بعامة،
واألردن بخاصة .وهذا نص جريء وملفت في بلد يقيم عالقات طبية أو طبيعية مع إسرائيل التي هي
سياسياا دولة طبيعية ،لها حق العيش ويقيم األردن معها عالقات ،وفيما لكل منهما سفارة .أما تعليمياا
أو تربوياا فإنها دولة صهيونية معتدية تتحدّى األردن عسكرياا وسياسياا وحضارياا (!) .وقد زالت بعد
معاهدة وادي عربة المادة عن عروبة فلسطين والعمل على استردادها.
وخلت السياسات التربوية واألهداف العامة والنتاجات ،تما اما ،من أي تركيز أو إشارة إلى فلسطين
تفوق الجانب السياسي على الجوانب التربوية ،وهذا يمكن أن يقود إلى وغيرها .وهذا يعني ّ
االستنتاجات اآلتية:
وفي األردن حركة لتطوير المناهج ،حيث تم إعداد إطار جديد للمنهاج األردني .وردت فيه عبارة
“الوقوف مع القضايا العربية ،وفي مقدمتها تحرير فلسطين” .وسواء كان هذا الوضع القانوني قوياا
أو ضعيفاا ،ال نستطيع أن نقيمه ّإال بمقدار انعكاسه على محتويات الكتب المدرسية.
تضمنت المناهج والكتب المدرسية األردنية مقاالت وقصائد وإشارات إلى هذا الموضوع،
صا كتب التربية الوطنية واللغة العربية ،بينما بدا االهتمام في كتب التاريخ بدور األردن في
وخصو ا
فلسطين محدوداا ،وغاب تما اما في مجاالت مهمة ،مثل كتب التربية اإلسالمية والفن والجغرافيا
والعلوم والرياضيات ،كما كان توزيع الموضوعات عبر الكتب وعبر الصفوف المختلفة مفقوداا ،أو
غير مقصود في معظم الحاالت.
تم االهتمام في كتب التربية الوطنية بدور الجيش األردني في معركتي اللطرون والكرامة في
الصفوف ،الرابع األساسي والخامس والعاشر ،وغاب في بقية الصفوف .وكان االهتمام أردنياا بحتاا،
وليس فلسطينياا بنائياا ،فلم تركز االهتمامات بمفاهيم فلسطينية أساسية ،مثل االحتالل والمقاومة والحل
العادل وغيرها ،ما يس ّهل الحكم بأن هذه االهتمامات ال تساعد على بناء وعي بالقضية الفلسطينية،
وال تن ّمي لدى الطلبة مهارات الدفاع ضد حجج األعداء ،وال مهارات البحث عن أساليب لمقاومة
االحتالل.
وفي كتب التاريخ ،تم ذكر معلومات تاريخية عن فتح بيت المقدس ،ومكانة القدس كما أكدها الخليفة
عمر بن الخطاب في صفحة واحدة ،ليتحدّث كتاب الصف السابع عن صورة المسجد األقصى وقصر
هشام في أريحا ،وعن بعض المدن الفلسطينية .وتناول كتاب الثامن بإشارة بسيطة معركة عين
جالوت ،ثم وردت الحروب الصليبية في الصف العاشر .أما بقية الكتب فأبدت اهتما اما في دعم
الموقف األردني وتضامنه مع فلسطين في ثورتي 1936والبراق ،1929وأوردت أسماء شهداء
أردنيين في فلسطين ،مثل كايد مفلح عبيدات ،مع شروح عن وعد بلفور ومؤتمر أريحا ومعارك باب
الواد واهتمام الهاشميين بصيانة األماكن المقدسة .وقد لوحظ عدم ذكر معاهدة السالم األردنية
اإلسرائيلية المس ّماة معاهدة وادي عربية (هل هذا خجل أو نأي بالنفس؟) .وبذلك يمكن القول إن في
حد يمكن استنتاج أن هذهكتب التاريخ اهتما اما بالدور األردني :جيشاا وشعباا ونظا اما بفلسطين .إلى ّ
الكتب لم تكن تمتلك خطة لشرح القضية الفلسطينية ،بل إلقناع الطلبة بالدور األردني ،تبرئة للذمة
من دم يعقوب.
مدرسوها
تأثيرا في بناء الطلبة ،ويتمتع ّ
ا المقررة للتربية اإلسالمية ،وهي األكثر
ّ ونأت بنفسها الكتب
بمهارات الخطابة والصوت المؤثر ،داخل المدارس وخارجها ،عن متاعب الصراعات ،فمناهج
التربية اإلسالمية لم تذكر كلمة فلسطين ،أما كتبها ،فكانت محيّرة! ،إذ خلت كتب صفوف عديدة من
انتظارا لكتاب الصف الحادي عشر الذي أورد عبارات مهمة مثل؛ لألقصى مكانة ا أي ذكر لفلسطين،
تعرض األقصى لالحتالل ،وحرره صالح الدين .الرعاية الهاشمية .دافعنا عن في نفوس المسلمينّ .
حقوق المسلمين في الصالة في األقصى .دافعنا عن فلسطين في المحافل الدولية.
وفي هذا الصدد ،يمكن إثارة أسئلة بشأن الجهاد ،ولماذا غابت فلسطين عن درس الجهاد؟ هل يريدون
أن نجاهد في أوروبا لنقلها من الظلمات إلى النور؟ كيف لكتب تربية إسالمية تناولت األدعية
ونواقض الوضوء وآداب السفر أن ال تشير إلى فلسطين؟ نعم ،اهتم كتاب الحادي عشر (أدبي)
بمكانة المسجد األقصى والفتح العمري وانتهاكات اليهود األقصى ودور الهاشميين في اإلعمار.
ولكن ذلك لم يرتبط بقضية فلسطين .وبذلك أقول ،بضمير مرتاح جداا ،إن كتب التربية اإلسالمية لم
تخطط ألي دور توعوي بقضية “األردن األولى”! وقد ربطت بين الدين والرياضيات وبين الدين
والعلوم ،لكنها لم تجرؤ (أو لم تفطن) على الربط بين الدين وفلسطين! وفي كتب العلوم ،تم الربط
القوي بين العلم والدين في كل درس ،ولكن لم يتم ربط العلوم وفلسطين ،عل اما أن العلوم ميدان واسع
للحديث عن فلسطين ومواردها وعلمائها .وفي كتب الرياضيات ،تم الربط بين الرياضيات والصالة،
وبعد المسجد عن المنزل ..إلخ ،ولكن ليس ثمة مسألة واحدة عن أعداد الشهداء ،أو المسافات بين
مدن فلسطين ..إلخ .وغابت القضية الفلسطينية عن كتب اللغة العربية التي تحتل الحجم األكبر من
وقت الطلبة وبرامجهم وحفظهم ،بينما وردت نصوص عن فلسطين في الصفوف من الرابع إلى
السابع ،ثم في الصفين الحادي عشر والثاني عشر .بينما غاب أي اهتمام بفلسطين في الصفوف
الثالثة األولى ،وفي الصفوف الثامن والتاسع والعاشر .تحدثت كتب اللغة العربية عن مسرى النبي
وصالح الدين ،واإلعمار الهاشمي ،وحريق المسجد األقصى ،ورحيل اليهود ،وعز الدين القسام،
وثورة ،1936وشهداء األردن ،والجهاد ،وأريحا المحتلة ،والالجئين ،وعودة الالجئين ،وفلسطين
عربية والعدوان الصهيوني ،وزهرة المدائن وفتح بيت المقدس وعالقة الهاشميين في القدس ،وحب
الملك القدس .وردت بعض هذه المفاهيم في قصائد أو نصوص ،ولكن معظمها ورد في جمل ضمن
نصوص .ولكن التدقيق في هذه النصوص يشير إلى غياب أي اهتمام بالعمل الفدائي الحالي
والمقاومة والتطبيع والتهويد والمحكمة الجنائية ،واتفاقية السالم وحل الدولتين واألسرى ،والفن
الفلسطيني ،والتراث الفلسطيني وفلسطين في قائمة التراث العالمي ،والهوية الفلسطينية ،والشعب
الفلسطيني والدولة الفلسطينية ،وأدب المقاومة ،والحدود ،والمستوطنات .وهذه مفاهيم أساسية
لفلسطين قضية .وبذلك ،تتناغم مناهج وكتب اللغة العربية مع سائر الكتب في تقديم فلسطين بعيداا عن
القضية الفلسطينية ،من دون وجود خطة لتوزيع مفاهيم فلسطينية عبر كل الصفوف أو لندرة وجودها
سا.
أسا ا
ليس هناك من تهم .قد ال يكون غياب القضية الفلسطينية مقصوداا ،إذا افترضنا حسن النية .ولكن
بالتأكيد يعكس هذا الغياب ضعف اهتمام واضح ،ففلسطين ليست في ذهن المؤلفين ،مع أنها في ذهن
القانون.
وملخص القول :كان االهتمام بقضية فلسطين باعتبارها قضية صراع واحتالل معدو اما .فالمناهج لم
صا
تقدم هذا المفهوم .كان تناثر الحديث عن فلسطين متباعداا وغير مخطط له ،فقد تجد قصيدة أو ن ا
عن فلسطين ،كما تجد أي قصيدة في أي موضوع .لم يترجم المؤلفون ما طلب منهم القانون .وبذلك
سرية للمؤلفين ،كي يمكن توجيه تهمة بأنهم أصدروا كتباا لم تلتزم بالقانون .ال أعتقد بوجود تعليمات ّ
يبتعدوا عن فلسطين .وقد يكونون خضعوا لرقابة ذاتية تدرك الجو العام ومتطلباته .قضية فلسطين
تقزمت إلى قضية القدس ،بينما تحولت قضية القدس إلى إعمار هاشمي. ّ
تشير هذه الوقائع إلى عدم وجود منهج للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية ،وعدم وجود خطة
للتوعية بأبعادها ،فالمفاهيم المتناثرة غير المنظمة ال تبني مهارات ،وال اتجاهات .المطلوب بناء
منهاج يحقق ما يصبو إليه الشباب العربي واألمة العربية ،منهاج منظم عابر لألنظمة وعابر للدول
وعابر للصفوف وعابر للمواد الدراسية.
منهاج مقترح
على ضوء ما سبق ،ومن دراسة واقع القضية الفلسطينية في المناهج والكتب المدرسية ،يقترح كاتب
هذه المطالعة المنهاج اآلتي:
ا
أوال :الخطوط العريضة أو اإلطار العام :يتحدد منهاج القضية الفلسطينية بالخطوط العريضة اآلتية:
ـ المنهاج قضية ،وليس مادة دراسية عادية ،وهذا يعني أن المنهاج المدرسي ليس مجموعة معلومات
وحقائق عن التاريخ والجغرافيا والماضي والمستقبل ،بل قضية الشعب الفلسطيني ،واقعه وما
تعرض له ،وتفسير ذلك الواقع وانعكاسه على الحياة الجمعية للشعب ،وعلى الحياة الخاصة لكل ّ
فلسطيني .وعلى حق الفلسطيني في السعي ،بكل الوسائل ،إلى الحصول على تطلعاته ،وفق القانون
الدولي وحقوق اإلنسان .ويتطلب مفهوم القضية إجراء حوارات بين الفلسطيني والفلسطيني ،وبين
الفلسطيني واآلخر غير الفلسطيني ،فالمنهاج الفلسطيني يعالج التحديات الحياتية والمستقبلية للشعب
الفلسطيني .والقول إنها قضية ،وليست مادة دراسية ،يعني أن تدريس هذه القضية يتطلب استخدام
استراتيجيات تفاعلية ،وليست تلقينية .وتكون المهارات واالتجاهات والقيم هي أساس الوعي
بالقضية.
ـ القضية الفلسطينية قضية إنسانية ،بمعنى أنها ليست قضية صراع بين طرفين متناقضين ،محتل
ومظلوم ،بل قضية العدالة والمساواة والكرامة ،وأن تطور حياة الفلسطيني سيسهم في بناء اإلنسانية،
ويقلل من القيم السلبية والحروب والتوترات في العالم .وحين نطالب بحق الفلسطيني ،فإننا نقف
موقفاا إنسانياا مع جميع الشعوب التي تعاني أو التي تبحث عن كرامتها .وهذا يتضمن أن ال يكون حل
قضية سبباا في إيجاد مشكالت ،ويجب أال يكون إنصاف شعب على حساب القيم اإلنسانية.
ـ حق الشعب الفلسطيني في استخدام الوسائل المتنوعة للوصول إلى حقوقه ،فال نقيده بوسيلة ونحرمه
يقرر نوع الوسائل التي يمكن أن يستخدمها عبر تطور من أخرى .والشعب الفلسطيني هو من ّ
العدو المحتل ،والسعي
ّ نضاله .ومهما كانت الوسائل ،فإنها يجب أن تستند إلى حتمية الصراع مع
ليقرر بعدها الشعب الفلسطيني وحده نوعية الحياة التي يريدها،
المتواصل إلى تحرير فلسطينّ ،
ونوعية العالقات التي يقيمها مع العالم .ومهما تعدّدت وسائل النضال ،فإنها يجب أن تستند إلى مبادئ
حقوق اإلنسان ،وفي مقدمتها حقوق العيش بسالم وكرامة في بيئة آمنة.
ـ الديموقراطية وسيلة بناء الشعب الفلسطيني حول قضيته ،والمقصود بالديموقراطية هنا ليس
عا فلسطينياا ،وإذا تعذّر ،فإن التوافق على حلول
التصويت واألغلبية ،فقضية فلسطين تتطلب إجما ا
مكون وال يتحدث أحد باسم الشعب ّ أو فكر وسياسات يقبلها كل الفلسطينيين ،فال إقصاء ألي
الفلسطيني ،إال من يمثل اإلجماع أو التوافق .كما أن الديموقراطية والتوافق ال يعنيان أن يمنع أي
فلسطيني ،فرداا كان أو فئة ،من الدعوة إلى أفكار إبداعية جديدة.
ـ نموذج الشخصية الفلسطينية التي يهدف لها المنهاج هو شخصية واثقة ،ال تشعر بالنقص ،قوية ال
تتراجع ،حوارية منفتحة ،تستمع لكل رأي ،تمتلك مهارات :الوعي بالذات ،والثقة بالذات ،واحترام
اآلخر .التفكير الناقد ،وقراءة األفكار ،وتحليل المواقف .الصمود النفسي وعدم اليأس أمام
الصعوبات .المبادرة والمبادأة وتقديم أفكار جديدة .االنخراط في العملين ،الجمعي والمدني التطوعي.
التمسّك بالفكر المقاوم المتفائلّ .
بث روح األمل والممكن أمام التحديات .البحث المستمر عن األسئلة
الفلسطينية الكبرى وعن إجابات لها.
أهداف ومحتوى
يهدف المنهاج الى بناء الوعي بالقضية الفلسطينية لدى أبناء الشعب العربي ،من خالل تحقيق
األهداف اآلتية :الوعي بالمفاهيم األساسية للقضية الفلسطينية ،مثل التحرير واالحتالل والوطن
والعودة والمقاومة .إكساب المتعلمين مهارات البحث ،وبناء المعرفة في القضية الفلسطينية .الوعي
بإبعاد القضية الفلسطينية :محلياا وعالمياا .ممارسة مهارات التواصل الناجح والتأثير في اآلخرين.
بناء رأي عام محلي وعالمي حول الحقوق الفلسطينية.
-1مفاهيم تتعلق بالحقوق الفلسطينية ،وتشمل :حق تقرير المصير ،العيش في وطن ،الهوية
الفلسطينية ،الدولة الفلسطينية ،الحق التاريخي.
-2مفاهيم تتعلق بالتحرير ،وتشمل :المقاومة ،الحوار والمفاوضات ،بناء تحالفات عربية وإسالمية،
الشهادة ،حق العودة ،رفض االحتالل ،دعم األسرى ،الصراع الوجودي ،الحرب.
-3مفاهيم ثقافية فلسطينية ،وتشمل :التراث الفلسطيني ،األدب والشعر والفن .المنتجات الفكرية،
التراث الثقافي العالمي ،أدب المقاومة ،التراث المادي والمعنوي ،المالبس الشعبية ،األغاني
واالحتفاالت.
-4مفاهيم حضارية دينية ،وتشمل :القدس ،البعد اإلسالمي والمسيحي ،مسجد األقصى وكنيسة المهد
والقيامة ..إلخ.
-5مفاهيم ذات صلة بالتأثيرات السلبية ،وتشمل :وعد بلفور ،سايكس بيكو ،المفاوضات غير
المتكافئة .اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة ،الصلح والتطبيع ،االعتراف المجاني بإسرائيل.
-6مفاهيم دولية ،وتشمل :مجلس األمن وقراراته ،المنظمات الدولية ،المحكمة الجنائية الدولية،
وكالة غوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين (أونروا) ،القانون الدولي ،اليونسكو ،حقوق اإلنسان.
-7المبادئ الثابتة ،وتشمل :حق الشعب ،حق الفلسطيني ،حق العودة ،االستقالل والسيادة ،القدس
العاصمة ،المساهمة في الحضارة اإلنسانية.
-8نتاجات سلبية ،وتشمل :المخيمات ،اللجوء ،الصراع أو النزاعات الفلسطينية العربية ،غياب
الهوية الفلسطينية ،حقوق الفلسطيني المنقوصة.
هذه هي المفاهيم األساسية ،التي يجب أن تستند إلى القيم :العدالة ،الكرامة ،حقوق المرأة ،حق
المقاومة ،الديمقراطية ،احترام الذات واآلخر ،العمل في فريق ،الحوار والتواصل.
سيناريوهات التنفيذ
ا
أوال :بناء مصفوفة فلسطينية :والمقصود حصر المفاهيم األساسية للقضية الفلسطينية وتوزيعها حسب
أعمار األطفال ،وتحديد ما يناسب كل عمر ،بحيث تنمو المفاهيم مع تطور نمو الطفل .ويمكن أن
يبنى مجمع تعليمي “موديول” ،حسب كل مفهوم ،يقدّم إلكرتونياا أو ورقياا ،حسب الحاجة واإلمكانات
المتوفرة .وفي حال قبول بعض األنظمة العربية هذا المنهاج ،يمكن توزيع المفاهيم الفلسطينية عبر
جميع المواد الدراسية ،وعبر جميع الصفوف ال مادة مستقلة ،ففي الرياضيات ا
مثال يمكن ربط بعض
المسائل بجغرافية فلسطين أو عدد األسرى أو الشهداء… إلخ.
“في العلوم ،يمكن إبراز دور العلماء الفلسطينيين ،والثروات الطبيعية الفلسطينية من معادن
وغيرها” وفي العلوم ،يمكن إبراز دور العلماء الفلسطينيين ،والثروات الطبيعية الفلسطينية من
معادن وغيرها .وهكذا في بقية الدروس.
ا
متكامال بالقضية الفلسطينية ،من ا
مقبوال (أعتقد غير ذلك) أن يبني وعياا ميزة هذا السيناريو ،إن كان
دون إضافة أي عبء على الطالب أو برنامج الدراسة .أما في حالة رفض األنظمة العربية (وهذا هو
المرجح) يمكن تقديم “موديوالت” المفاهيم اإللكترونية واالنتقال بالطلبة من مستوى إلى آخر.
ثانياا :بناء كتب عادية ،وتحقيق األهداف المطلوبة ،بحيث تراعي مستويات الطلبة .ويمكن أن ينجح
هذا السيناريو شعبياا بتداول هذه الكتب خارج النظام التعليمي ،ويزداد نجاح هذا السيناريو بنجاح
تأليف كتب لألطفال ،ترسّخ الوعي بالقضية وفق مستويات مختلفة.
ثالثاا :بناء منهاج إلكتروني يتضمن ما نريد أن نوصله من مفاهيم عابرة للحكومات واألنظمة.
ويمكن تطبيق السيناريوهات الثالثة مجتمعة ،بإصدار منهاج إلكتروني ،أو إصدار كتب أو موديوالت
ضا ،حسب الظروف ،فالدول العربية قد ال تقبل إدخال القضية
المفاهيم .كما يمكن تطبيق أحدها أي ا
الفلسطينية مادة مستقلة على مناهجها .ولكن يمكن إقناعها من خالل المنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم (ألكسو) ،بتضمين الكتب الحالية مفاهيم أساسية عن فلسطين وقضيتها .كما أن سيناريو
عابرا للحكومات ،وال سيطرة عليه .ولذلك يبدو ا
حال عملياا أكثر. ا الكتب والموديوالت يمكن أن يكون
وستشجع منظمات عديدة في المجتمع المدني فكرة المنهاج ،كما أن المواطن العربي حريص على
توعية بمنهاج على القضية الفلسطينية.