‫مدخل إىل علم‬

‫مصطــلح احلـديث‬
‫(المستوى األول)‬

‫بقلم‬

‫د‪ .‬شادي بن محمد سالم آل نعمان‬

‫‪1‬‬
 ‫تعريفات‬

‫ما هو علم مصطلح الحديث؟‬

‫هو العلم بالقواعد التي تؤهلنا للحكم على األحاديث واألقوال المسندة‬

‫بالقبول أو الرد (الصحة والضعف) من خالل النظر في أسانيدها ومتونها‪.‬‬

‫****‬

‫ما هو المتن واإلسناد‪:‬‬

‫المتن‪ :‬هو الكالم المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم أو من هو دونه‪.‬‬

‫اإلسناد‪ :‬هو سلسلة الرواة التي تنتهي إلى المتن‪.‬‬

‫****‬

‫‪2‬‬
 ‫تدريب للطالب‪:‬‬

‫أين اإلسناد وأين المتن في الحديث التالي‪:‬‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا يحيى بن سعيد األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن إبراهيم التيممي أنه سمع علقمة‬
‫بن وقاص الليثي يقول‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال‪ :‬سمعت‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يقول‪( :‬إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى‬
‫رسول الله َ‬
‫فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما جاهر إليه)‬

‫‪...........................................................................‬‬

‫‪...........................................................................‬‬

‫‪...........................................................................‬‬

‫****‬

‫‪3‬‬
 ‫احلديث واألثر واخلرب والقول‬

‫ما الفرق بين الحديث واألثر والخبر والقول؟‬

‫الحديث‪ :‬يطلق غالبا على ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم من أقوال‬

‫أو أفعال أو تقريرات‪ ،‬فنقول جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫كذا وكذا‪.‬‬

‫األثر‪ :‬يطلق غالبا على أقوال الصحابة والتابعين‪ ،‬فنقول جاء في األثر عن‬

‫أبي بكر الصديق‪.‬‬

‫الخبر‪ :‬يطلق غالبا على المرويات والقصص التاريخية‪ ،‬فنقول‪ :‬ورد في‬

‫األخبار أن معركة القادسية وقع فيها كذا وكذا‪.‬‬

‫القول‪ :‬يطلق غالبا على كالم العلماء ‪ ،‬فنقول‪ :‬هذا قول الشافعي‪ ،‬وهذا‬

‫قول أحمد‪.‬‬

‫****‬

‫‪4‬‬
 ‫تمرين للطالب‪:‬‬

‫ب ّين أي األقوال التالية حديث وأيها أثر وأيها خبر وأيها قول؟‬

‫العلم ُم ْستَ ْحي وال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬

‫قال مجاهد بن جبر التابعي الجليل ‪َ -‬رح َمهُ اللهُ‪" :-‬ال يَتَ َعل ُم َ‬
‫ُم ْستَ ْكبِ ٌر"‪.‬‬
‫‪............................................‬‬

‫قال النبي صلى الله عليه وسلم‪( :‬خيركم من تعلم القرآن وعلمه)‪.‬‬

‫‪............................................‬‬

‫قال عبد الله بن مسعود – وهو صحابي مشهور‪" :-‬من َّ‬

‫سرهُ أن يلقى الله‬

‫بهن‪"...‬‬
‫حيث ينادى َّ‬
‫ات ُ‬‫غ ًدا مسلِما فليحافظ على هؤالء الصلو ِ‬
‫ُْ ً‬
‫‪............................‬‬

‫‪5‬‬
 ‫اإلسناد املرفوع واملوقوف واملقطوع‬

‫اإلسناد المرفوع ‪ :‬هو اإلسناد الذي ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫اإلسناد الموقوف‪ :‬هو اإلسناد الذي ينتهي إلى صحابي‪.‬‬

‫اإلسناد المقطوع‪ :‬هو اإلسناد الذي ينتهي إلى تابعي‪.‬‬

‫***‬

‫‪6‬‬
 ‫تمرين للطالب‪:‬‬

‫بين أين اإلسناد المرفوع وأين الموقوف والمقطوع في التالي‪:‬‬

‫عن الفضل بن موسى‪ ،‬ثنا الحسين بن واقد‪ ،‬عن أوفى بن دلهم‪ ،‬عن نافع‪ ،‬نظر ابن عمر‬
‫ِ‬
‫حرمتك؛ والمؤمن أعظم‬ ‫–وهو صحابي‪ -‬يوما إلى الكعبة‪ ،‬فقال‪" :‬ما أعظَم ِ‬
‫ك وأعظَ َم‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫حرمةَ عند ِ‬
‫الله ِ‬
‫منك"‪.‬‬ ‫َُْ‬
‫‪...............................‬‬

‫ين أُوتُوا الْعِل َْم الَّ ِذي أُنْ ِز َل‬ ‫ِ‬

‫{ويَ َرى الَّذ َ‬
‫عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ‪ -‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أصحاب‬
‫ُ‬ ‫ْحقَّ} [سبأ‪ ،]6 :‬قال قتادة –وهو تابعي جليل‪" :-‬هم‬ ‫ك ِم ْن َربِ َ‬
‫ك ُه َو ال َ‬ ‫إِلَْي َ‬
‫ٍ‬
‫محمد ‪ -‬صلى الله عليه وآله وسلم ‪."-‬‬

‫‪.............................‬‬

‫ال‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ض َي اللَّهُ َعنْ ُه َما قَ َ‬ ‫عن حنْظَلَةُ بْن أَبِي س ْفيا َن‪َ ،‬عن ِع ْك ِرمةَ بْ ِن َخالِ ٍد‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن عُمر‪ ،‬ر ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ادةِ أَ ْن الَ إِلَ َه إَِّال اللَّهُ َوأ َّ‬
‫َن‬ ‫س‪َ :‬ش َه َ‬‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم " بُنِ َي ا ِإل ْسالَ ُم َعلَى َخ ْم ٍ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬
‫الزَكاةِ‪ ،‬والح ِج‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول اللَّ ِه‪ ،‬وإِقَ ِام َّ ِ‬
‫ضا َن "‬ ‫الصالَة‪َ ،‬وإِيتَاء َّ َ َ َ َ‬
‫ص ْوم َرَم َ‬ ‫َ‬ ‫ُم َح َّم ًدا َر ُس ُ‬

‫‪................................‬‬

‫‪7‬‬
 ‫أقسام احلديث من جهة تعدد طرقه‬

‫‪-2‬اآلحاد‬ ‫‪-1‬المتواتر‬

‫المتواتر‪ :‬هو الحديث الذي ورد بطرق كثيرة يتعذر حصرها‪ ،‬فرواه عن‬

‫النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة صحابي مثال‪ ،‬ورواه عن كل‬

‫صحابي أكثر من مئة من التابعين ‪ ،‬فتكاثرت أسانيده جدا ‪.‬‬

‫علي متعمدا) فقد رواه أكثر من مائة صحابي‬

‫مثاله‪( :‬حديث من كذب ّ‬
‫وانتشر عن كل منهم‪.‬‬

‫** والمتواتر كله صحيح مقبول لكثرة أسانيده‪.‬‬

‫اآلحاد‪ :‬هو ما لم يبلغ حد التواتر‪ ،‬فأسانيده ليست كثيرة بل هي قليلة‬

‫نستطيع حصرها‪ ،‬فنعرف كم صحابي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم‪،‬‬

‫ثم كم تابعي عن كل صحابي وهكذا‪.‬‬

‫***‬

‫‪8‬‬
 ‫تمرين للطالب‪:‬‬

‫ب ّين حديث اآلحاد والحديث المتواتر مما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬حديث إنما األعمال بالنيات لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إال‬

‫عمر بن الخطاب ولم يروه عن عمر إال علقمة بن وقاص‪ ،‬فيكون من قسم‪:‬‬

‫‪............................‬‬

‫حديث صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ‪ ،‬ذكر بعض العلماء أنه رواه عدد‬

‫كبير من الصحابة وعن كل صحابي عدد كبير من التابعين ‪ ،‬فيكون من‬

‫قسم‪:‬‬

‫‪..........................‬‬

‫‪9‬‬
 ‫أقسام حديث اآلحاد‬

‫‪ -3‬الغريب‬ ‫‪ -2‬العزيز‬ ‫‪-1‬المشهور‬

‫المشهور‪ :‬هو الحديث الذي له أكثر من طريقين ولم يبلغ حد التواتر‪،‬‬

‫فيرويه مثال عن النبي صلى الله عليه وسلم ثالثة من الصحابة ثم عن كل‬

‫صحابي بعض التابعين‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫***‬

‫العزيز‪ :‬هو ما له طريقان عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فيرويه عن النبي‬

‫صلى الله عليه وسلم صحابيان فقط ثم يرويه عن كل صحابي تابعيان‬

‫وهكذا‪.‬‬

‫***‬

‫الغريب نوعان‪:‬‬

‫‪10‬‬
 ‫‪ -2‬الفرد النسبي‬ ‫‪-1‬الفرد المطلق‬

‫الفرد المطلق‪ :‬هو ما له طريق واحد فقط عن النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫فيرويه صحابي واحد فقط‪ ،‬ثم تابعي واحد عن هذا الصحابي وقد يستمر‬

‫هكذا‪.‬‬

‫***‬

‫الفرد النسبي‪ :‬هو حديث له طرق كثيرة ولكن تفرد بالحديث راو واحد في‬

‫طبقة من طبقات اإلسناد ‪ ،‬كأن يرويه عدد كبير من الصحابة وعن كل‬

‫صحابي عدد كبير من التابعين إال صحابي واحد فرواه عنه تابعي واحد‪،‬‬

‫هنا يقول العلماء هذا حديث غريب من حديث (فالن من الصحابة) فقد‬

‫تفرد عنه (فالن) من التابعين‪.‬‬

‫** وأحاديث اآلحاد هي التي يبحث فيها العلماء عن المقبول والمردود‪.‬‬

‫***‬

‫‪11‬‬
 ‫تمرين للطالب‪:‬‬

‫ب ّين أي األحاديث التالية من قسم المشهور وأيها من قسم العزيز وأيها من‬

‫قسم الغريب‪:‬‬

‫*حديث‪( :‬ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)‬

‫هذا الحديث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صحابيان‪ :‬أنس وأبو‬

‫هريرة‪.‬‬

‫ورواه عن أنس اثنان‪ :‬قتادة وعبد العزيز بن صهيب‪.‬‬

‫وعن قتادة اثنان‪ :‬شعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة‪.‬‬

‫وعن عبد العزيز بن صهيب اثنان‪ :‬إسماعيل بن علية وعبد الوارث بن‬

‫سعيد‪.‬‬

‫‪..............................‬‬

‫‪12‬‬
 ‫* حديث‪ " :‬طلب العلم فريضة على كل مسلم " هذا الحديث رواه عدد‬

‫كبير من الصحابة ولكنه لم يبلغ حد التواتر وانتشر في طبقة التابعين ومن‬

‫بعدها‪.‬‬

‫‪...................................‬‬

‫*حديث إنما األعمال بالنيات‪ ،‬لم يروه عن عمر إال صحابي واحد وال عن‬

‫الصحابي إال تابعي واحد واستمر اإلسناد هكذا‪.‬‬

‫‪.............................‬‬

‫***‬

‫‪13‬‬
 ‫أقسام األحاديث باعتبار القبول والرد‬

‫أوال ‪ :‬احلديث املقبول‬

‫الحديث المقبول أربعة أنواع‪:‬‬

‫‪-1‬الصحيح لذاته ‪-2‬الصحيح لغيره ‪-3‬الحسن لذاته ‪ -4‬الحسن لغيره‬

‫أوال‪ :‬الصحيح لذاته‬

‫تعريفه‪ :‬هو ما (اتصل إسناده) برواية (عدل) (ضابط) عن مثله (إلى منتهاه) من غير‬
‫(شذوذ) وال ِ‬
‫(علة)‪.‬‬

‫واتصال اإلسناد‪ :‬هو أن يكون كل راو سمعه ممن فوقه‪.‬‬

‫والعدل هو ‪ :‬المعروف بالصالح والخير المجتنب للفواحش والمنكرات‪.‬‬

‫والضابط‪ :‬هو الحافظ الذي يتقن حفظه‪.‬‬

‫والضبط نوعان‪ :‬ضبط صدر وضبط كتاب‪.‬‬

‫فضبط الصدر أن يتقن حفظه في صدره‪.‬‬

‫وضبط الكتاب أن يقيد ما يسمعه في كتاب يعتني به ويحفظه من العبث به‪.‬‬

‫*والراوي الذي جمع بين (العدالة) و(الضبط) يسمى (ثقة)‪.‬‬

‫‪14‬‬
 ‫وإلى منتهاه‪ :‬معناه أنه ينبغي أن تتوفر هذه الشروط من أول اإلسناد إلى‬

‫آخره‪.‬‬

‫والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه‪.‬‬

‫والعلة هي‪ :‬سبب خفي يؤثر على حكمنا على الحديث ال يظهر من أول‬

‫وهلة بل يظهر مع التوسع في جمع طرق الحديث‪.‬‬

‫‪ -‬وسنتكلم في هذه الدورة عن الشروط الثالثة األولى أما الكالم عن الشاذ‬

‫والمعلل فسيأتي الحقا‪.‬‬

‫*فائدة‪:‬الكتب التي اعتنت بجمع الصحيح لذاته؟‬

‫صحيح البخاري وصحيح مسلم‪.‬‬

‫****‬

‫تمرين للطالب‪:‬‬

‫اختر الجواب الصحيح‪:‬‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬

‫سفيان‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن‬

‫‪15‬‬
 ‫إبراهيم التيممي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول‪ :‬سمعت عمر بن‬

‫الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال‪ :‬سمعت رسول الله َص َّلى الل ُه َع َل ْي ِه‬

‫َو َس َّل َم يقول‪( :‬إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت‬

‫هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما جاهر إليه)‬

‫هذا الحديث كل راو فيه سمعه من شيخ اشتهر بالتتلمذ عليه‪ ،‬وكل راوته‬

‫مشهورون بالعدالة والضبط‪ ،‬فهذا اإلسناد إسناد (صحيح‪-‬ضعيف‪-‬‬

‫موضوع)‪.‬‬

‫***‬

‫‪16‬‬
 ‫ثانيا‪ :‬الحسن لذاته‬

‫الحسن لذاته‪ :‬والحسن لذاته هو ما جمع الشروط السابقة إال شرط تمام‬

‫الضبط فيكون في إسناد راو خفيف الضبط أو أكثر من راو‪.‬‬

‫‪ -‬والراوي الذي يخف ضبطه هو الراوي الذي يخطيء في الحفظ ولكن‬

‫خطؤه قليل‪ ،‬فليس كالثقات الحفاظ الذين يقل خطؤهم جدا‪.‬‬

‫وكثيرا ما يطلق العلماء على من خف ضبطه (صدوق)‪.‬‬

‫تمرين للطالب‪:‬‬
‫عن زيد بن يحيى‪ ،‬حدثنا محمد بن راشد‪ ،‬عن أبي وهب الكالعي‪ ،‬عن‬
‫القاسم بن محمد‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬سمعت رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يقول عن الخمر في آخر الزمان‪( :‬يسمونها بغير اسمها)‬
‫هذا اإلسناد رواته كلهم ثقات إال محمد بن راشد المكحولي فهو دونهم‬
‫في الرتبة فقد وصفه العلماء بأنه صدوق‪ ،‬فيكون إسناد هذا الحديث‬
‫(صحيح‪-‬حسن‪-‬ضعيف)‪.‬‬

‫***‬

‫‪17‬‬
 ‫الشواهد والمتابعات‬

‫بقي نوعان من أنواع الحديث المقبول هما الصحيح لغيره والحسن لغيره‬

‫ولكن الكالم عليهما ال يستقيم إال بعد الكالم عن باب (الشواهد‬

‫والمتابعات)‬

‫أوال‪ :‬الشاهد‬

‫والشاهد‪ :‬هو أن يكون الحديث مروي عن صحابيين أو أكثر وله نفس‬

‫المعنى‪.‬‬

‫مثاله‪:‬‬

‫عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا‪( :‬إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق)‬
‫وعن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا‪( :‬إنما بعثت ألتمم مكارم‬
‫األخالق)‬
‫هذا الحديث مروي بنفس اللفظ والمعنى من حديث الصحابي أبي هريرة‬
‫ومن حديث الصحابي زيد بن أسلم‪ ،‬فهنا يقول العلماء حديث زيد بن‬
‫أسلم شاهد لحديث أبي هريرة‪.‬‬

‫‪18‬‬
 ‫المتابعة‬
‫والمتابعة نوعان‪:‬‬
‫ب‪:‬متابعة قاصرة‪.‬‬ ‫أ‪:‬متابعة تامة‬
‫والمتابعة التامة أن يشارك أحد التالمذة قرينه في الرواية عن نفس الشيخ‪.‬‬
‫والمتابعة القاصرة أن يتفق اإلسنادان في أي موضع من اإلسناد بعد طبقة‬
‫الشيخ‪.‬‬
‫تمرين للطالب‪:‬‬
‫بين المتابعة التامة والمتابعة القاصرة فيما يلي‪:‬‬
‫المثال األول‪:‬‬
‫‪-‬عن سفيان الثوري عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعا‪.‬‬
‫" ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله فيه إال حفتهم المالئكة وتغشتهم‬
‫الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده "‪.‬‬
‫‪ -‬وروي الحديث عن األعمش عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬متابعة أبي صالح السمان لصالح مولى التوأمة (قاصرة‪-‬تامة)‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫المثال الثاني‪:‬‬

‫يد‪َ ،‬حدَّ َثنَا َأ ُبو َع َوا َن َة‪َ ،‬ع ْن َأبِي بِ ْش ٍر‪َ ،‬ع ْن ُح َم ْي ِد ْب ِن َع ْب ِد‬‫‪-‬عن ُق َتيب ُة بن س ِع ٍ‬
‫َْ ْ ُ َ‬
‫ول ِ‬
‫الله‬ ‫ح ْم َي ِر ِّي‪َ ،‬ع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة َر ِض َي الل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬ ‫الرحم ِن ا ْل ِ‬
‫َّ ْ َ‬
‫ان‪َ ،‬شهر ِ‬ ‫ِ‬
‫الله ا ْل ُم َح َّر ُم‪،‬‬ ‫الص َيا ِم‪َ ،‬ب ْعدَ َر َم َض َ ْ ُ‬ ‫َص َّلى الل ُه َع َل ْيه َو َس َّل َم‪" :‬أَ ْف َض ُل ِّ‬
‫يض ِة‪َ ،‬ص َال ُة ال َّل ْي ِل" ‪.‬‬ ‫الص َال ِة‪َ ،‬ب ْعدَ ا ْل َف ِر َ‬
‫َو َأ ْف َض ُل َّ‬

‫ب‪َ ،‬حدَّ َثنَا َج ِر ٌير‪َ ،‬ع ْن َعبْ ِد ا ْل َملِ ِك‬

‫‪-‬روي الحديث عن َحدَّ َثني ُز َهيْ ُر ْب ُن َح ْر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب ِن ُع َم ْي ٍر‪َ ،‬ع ْن ُم َح َّمد ْب ِن ا ْل ُمنْتَش ِر‪َ ،‬ع ْن ُح َم ْيد ْب ِن َعبْد َّ‬
‫الر ْح َم ِن الحميري‪َ ،‬ع ْن‬
‫الص َيا ِم َب ْعدَ َش ْه ِر َر َم َض َ‬ ‫ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫َأبِي ُه َر ْي َر َة َرض َي الل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ي ْر َف ُع ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬أ ْف َض ُل ِّ‬
‫ِصيام َشه ِر ِ‬
‫الله ا ْل ُم َح َّر ِم" ‪.‬‬ ‫َ ُ ْ‬

‫هل قتيبة بن سعيد توبع في هذا المثال متابعة تامة أو قاصرة؟ مع البيان؟‬

‫‪..............................................................‬‬

‫‪.......................................‬‬

‫‪20‬‬
 ‫ثالثا الصحيح لغيره‬

‫والصحيح لغيره‪ :‬هو الحسن لذاته إذا وجدنا له شواهد ومتابعات‪.‬‬

‫تمرين للطالب‪:‬‬
‫اختر اإلجابة الصحيحة‪:‬‬
‫عن الحسن بن عرفة‪ ،‬أنبأنا المحاربي‪ ،‬عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن أبي سلمة عن أبي هريرة‬
‫مرفوعا‪ " :‬أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك "‪ .‬حكم العلماء‬
‫على هذا اإلسناد بأنه حسن لذاته‪.‬‬

‫و الحديث روي بإسناد آخر عن أبي هريرة وهو‪:‬‬

‫عن محمد بن ربيعة عن كامل أبي العالء عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ‪ " :‬عمر أمتي‬
‫ما بين الستين سنة إلى السبعين "‪ .‬وهذا اإلسناد أيضا حكم عليه العلماء بأنه حسن لذاته‪.‬‬
‫فيكون هذا الحديث بمجموع اإلسنادين (حسن لذاته‪ -‬صحيح لذاته – صحيح لغيره)‬

‫***‬

‫‪21‬‬
 ‫رابعا الحسن لغيره‬

‫والحسن لغيره هو الحديث الذي فيه ضعف محتمل (ضعف يسير) إذا‬

‫وجدنا له شواهد ومتابعات من درجته‪[.‬وسيأتي الحديث عنه بعد قسم‬

‫الضعيف]‪.‬‬

‫تمرين للطالب‪:‬‬
‫اختر الجواب الصحيح‪:‬‬
‫عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪":‬‬
‫ثالث دعوات مستجابات ال شك فيهن‪ :‬دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم "‪.‬‬
‫هذا اإلسناد حكم عليه العلماء بأن فيه ضعفاً يسيرا‪.‬‬
‫وروي بإسناد آخر‪.‬‬
‫عن زيد بن سالم عن عبد الله بن زيد األزرق عن عقبه بن عامر الجهني مرفوعا بلفظ‪" :‬‬
‫ثالثة تستجاب دعوتهم‪ :‬الوالد والمسافر والمظلوم‪.‬‬
‫وهذا اإلسناد أيضا حكم عليه العلماء بأن فيه ضعفا يسيرا‪.‬‬
‫فيكون الحكم على الحديث بمجموع هذين اإلسنادين (حسن لغيره‪ -‬ضعيف‪-‬صحيح‬
‫لغيره)‬

‫***‬

‫‪22‬‬
 ‫الحديث المردود‬

‫الحديث المردود هو الحديث الضعيف وله أقسام كثيرة‪ ،‬و درجات‬

‫متفاوتة يأتي بيانها‪.‬‬

‫تعريفه‪:‬‬

‫والحديث الضعيف‪ :‬هو الحديث الذي افتقد شرطا من شروط صحة‬

‫الحديث أو أكثر‪.‬‬

‫وقد درسنا أن أول شروط صحة الحديث هو اتصال اإلسناد‪ ،‬فإذا لم يتوفر‬

‫هذا الشرط في إسناد الحديث كان الحديث ضعيفا ألنه وقع فيه سقط‪.‬‬

‫أنواع (السقط) في اإلسناد‬

‫واألحاديث التي توصف بالضعف بسبب السقط الواقع في إسنادها أنواع‬

‫سندرس منها‪:‬‬

‫المعلق ‪ :‬وهو ما وقع فيه سقط لراو واحد أو أكثر في أول إسناده من جهة‬

‫المصنف‪ ،‬حتى ولو حذف جميع اإلسناد‪.‬‬

‫‪23‬‬
 ‫المرسل‪ :‬وهو ما وقع فيه سقط في آخر اإلسناد –يعني جهة المتن‪ -‬بعد‬

‫التابعي‪ ،‬وصورته أن يقول التابعي ‪ :‬قال رسول الله كذا‪ ،‬فال يذكر سمعه‬

‫ممن‪.‬‬

‫المعضل‪ :‬هو ما سقط منه اثنان فأكثر من وسط اإلسناد‪ ،‬وقد يتعدد موضع‬

‫اإلعضال‪ ،‬فنقول ‪ :‬هذا حديث معضل في موضعين أو ثالثة‪.‬‬

‫المنقطع‪ :‬هو ما سقط منه واحد في وسط السند‪ ،‬وقد يتعدد موضع السقط‪،‬‬

‫فنقول هذا حديث منقطع في موضعين أو ثالثة‪.‬‬

‫تمرين للطالب‪:‬‬

‫بيّن نوع كل إسناد من األسانيد التالية‪:‬‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا يحيى بن سعيد األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن إبراهيم التيممي أنه سمع علقمة‬
‫بن وقاص الليثي يقول‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال‪ :‬سمعت‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يقول‪( :‬إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى‬
‫رسول الله َ‬
‫فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما جاهر إليه)‬

‫هذا إسناد متصل مرفوع (حديث مسند)‬

‫‪24‬‬
 ‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر‪ :‬سمعت‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يقول‪( :‬إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى‬
‫رسول الله َ‬
‫فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما جاهر إليه)‬

‫‪..........................................‬‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا يحيى بن سعيد األنصاري‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يقول‪( :‬إنما األعمال بالنيات‬
‫بن وقاص الليثي يقول‪ :‬قال رسول الله َ‬
‫وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته‬
‫إلى ما جاهر إليه)‬

‫‪........................................‬‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني محمد بن‬
‫إبراهيم ال تيممي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول‪ :‬سمعت عمر بن الخطاب رضي‬
‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يقول‪( :‬إنما األعمال‬
‫الله عنه على المنبر قال‪ :‬سمعت رسول الله َ‬
‫بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها‬
‫فهجرته إلى ما جاهر إليه)‬

‫‪.............................‬‬

‫قال البخاري في صحيحه‪ :‬حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا يحيى بن سعيد األنصاري‪ ،‬أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول‪ :‬سمعت عمر بن‬

‫‪25‬‬
 ‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم يقول‪:‬‬
‫الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال‪ :‬سمعت رسول الله َ‬
‫(إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى‬
‫امرأة ينكحها فهجرته إلى ما جاهر إليه)‬

‫‪.................................‬‬

‫***‬

‫‪26‬‬
 ‫الطعن في عدالة الراوي‬

‫درسنا في شروط الصحة اشتراط عدالة الراوي‪ ،‬فإذا كان هناك طعنا في‬

‫عدالة الراوي للحديث كان الحديث ضعيفا‪.‬‬

‫أوال التهمة بالكذب والوضع‬

‫أنواع الطعن في عدالة الراوي‪:‬‬

‫أ‪ :‬التهمة بالكذب والوضع‪ .‬ويسمى حديثه‪( :‬مكذوب) أو (موضوع)‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬عن محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا‪:‬‬
‫" صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس‪ :‬األمراء والفقهاء‪[ ،‬وفي رواية‪ :‬العلماء] "‪.‬‬
‫حديث موضوع‪.‬‬
‫وهذا سند موضوع محمد بن زياد هذا قال أحمد‪ :‬كذاب أعور يضع الحديث وقال ابن‬
‫معين والدارقطني‪ :‬كذاب‪..‬‬

‫مثال آخر‪:‬‬

‫عن العالء بن مسلمة عن إسماعيل ابن مغراء الكرماني عن ابن عياش عن برد عن مكحول‬
‫عن أبي أمامة مرفوعا‪ ":‬زينوا موائدكم بالبقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية "‪.‬‬
‫موضوع‪.‬‬

‫‪27‬‬
 ‫وآفته العالء هذا‪ ،‬قال الذهبي في " الميزان "‪ :‬قال األزدي‪ :‬ال تحل الرواية عنه كان ال‬
‫يبالي ما روى‪ ،‬وقال ابن طاهر‪ :‬كان يضع الحديث‪ ،‬وقال ابن حبان‪ :‬يروي الموضوعات‬
‫عن الثقات‪.‬‬

‫أصناف الوضاعين‬

‫ين‪:‬‬‫ِِ‬
‫اف ال َْواضع َ‬
‫َصنَ ُ‬
‫أْ‬
‫للوضاعين أصناف كثيرة وأسباب متعددة تحملهم على الوضع أهمها‪:‬‬
‫ين َال يَتَ َديَّنُو َن بِ ِدي ٍن‪ ،‬يَ ْف َعلُو َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أ‪ِ ِ َّ :‬‬
‫الزنَادقَة‪َ ،‬و ُه ُم ال ُْم ْبطنُو َن للْ ُك ْف ِر ال ُْمظْ ِه ُرو َن ل ِْْل ْس َالِم‪ ،‬أَ ِو الَّذ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك ِْ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫است ْخ َفافًا بالدي ِن ; ليُضلُّوا به الن َ‬
‫َّاس‪.‬‬
‫يث‪.‬‬‫ْف ح ِد ٍ‬
‫ضعُوا أ َْربَ َعةَ َع َش َر أَل َ َ‬ ‫يما أَ ْخ َر َجهُ الْعُ َق ْيلِ ُّي‪ :‬إِنَّ ُه ْم َو َ‬ ‫ٍِ‬
‫اد بْ ُن َزيْد ف َ‬ ‫ال َح َّم ُ‬‫فَ َق ْد قَ َ‬
‫يث‪ ،‬فَ ِه َي تَ ُج ُ‬
‫ول‬ ‫ض ِع ِمائَ ِة ح ِد ٍ‬ ‫ادقَ ِة بَِو ْ‬ ‫يما ُر ِو َيناهُ َع ْنهُ‪ :‬أَقَ َّر ِع ْن ِدي َر ُج ٌل ِم َن َّ‬
‫الزنَ ِ‬ ‫ال الْم ْه ِد ُّ ِ‬
‫َ‬ ‫يفَ‬ ‫َوقَ َ َ‬
‫فِي أَيْ ِدي الن ِ‬
‫َّاس‪.‬‬
‫وب‪َ ،‬وال ُْمغِ َيرةُ بْ ُن‬ ‫َّعى النُّب َّوةَ‪ ،‬ومح َّم ُد بن سعِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلُ ُ‬ ‫يد ال َْم ْ‬ ‫اب الَّذي اد َ ُ َ ُ َ ْ ُ َ‬ ‫ث الْ َك َّذ ُ‬ ‫ْحا ِر ُ‬
‫َومنْ ُه ُم‪ :‬ال َ‬
‫يد الْ ُكوفِ ُّي‪َ ،‬وغَْي ُرُه ْم ‪.‬‬ ‫سعِ ٍ‬
‫َ‬
‫ب‪ :‬أهل البدع لتقوية بدعتهم‪.‬‬
‫الشيع ِة الْم َشايِعِين َعلًِّيا ‪ -‬ر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َكال َ ِ ِ ٍ ِ‬
‫ض َي اللَّهُ َع ْنهُ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْخطَّابِيَّة‪ ،‬ف ْرقَة م ْن غُ َالة َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ج‪ :‬التقرب لألمراء‪ .‬فيقومون بَِو ْ‬
‫اء ُه ْم ; ليَ ُكو َن َكالْعُ ْذ ِر لَ ُه ْم ف َ‬
‫يما‬ ‫آر َ‬
‫ض ِع َما يُ َواف ُق ف ْعلَ ُه ْم َو َ‬
‫صوِر َع ْب ِد‬ ‫ِ‬ ‫ثوَ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ض َع لل َْم ْهد ِي ُم َح َّمد بْ ِن ال َْم ْن ُ‬ ‫يم النَّ َخع ِي ; َح ْي ُ َ‬ ‫ادوهُ ; َكغَيَّاث بْ ِن إبْ َراه َ‬ ‫أَتَ ْوهُ َوأ ََر ُ‬
‫اد فِ ِيه‪" :‬‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫يث‪َ « :‬ال َس ْب َق إَِّال فِي نَ ْ‬ ‫يد فِي ح ِد ِ‬
‫ص ٍل أ َْو ُخ ٍ‬ ‫الر ِش ِ‬
‫ف» ‪ ،‬فَ َز َ‬ ‫َ‬ ‫ارو َن َّ‬‫اللَّه ال َْعبَّاس ِي َوالد َه ُ‬
‫اح "‪.‬‬ ‫أ َْو َجنَ ٍ‬
‫ب بِال َ‬
‫ْح َم ِام‪.‬‬ ‫اك يَل َْع ُ‬‫ي إِ ْذ ذَ َ‬‫َوَكا َن ال َْم ْه ِد ُّ‬

‫‪28‬‬
 ‫اإلس َك ِ‬ ‫ف يضع الحديث ليذم َم ْن يُ ِري ُدو َن َذ َّمهُ‪َ ،‬كما روي َع ْن َس ْع ِد بْ ِن طَ ِر ٍ‬ ‫د‪ :‬و ِ‬
‫اف‬ ‫يف ِْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ص ْن ٌ‬ ‫َ‬
‫ض َربَنِي‬ ‫اج ْه أَنَّهُ َرأَى ابْ نَهُ يَ ْبكِي فَ َق َ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ال‪َ :‬‬
‫ك؟ قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬ما لَ َ‬ ‫ال ُْم َخ َّر ِج لَهُ في الت ْرمذ ِي‪َ ،‬وابْ ِن َم َ‬
‫صلَّى‬ ‫اس‪َ ،‬عن رس ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال ُْم َعلِ ُم‪ ،‬فَ َق َ‬
‫ول اللَّه ‪َ -‬‬ ‫َّه ْم‪َ ،‬ح َّدثَني ع ْك ِرَمةُ‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ ْ َ ُ‬ ‫ال‪ :‬أ ََما َواللَّه ألُ ْخ ِزيَن ُ‬
‫ارُك ْم‪.‬‬ ‫اللَّهُ َعلَ ْي ِه وسلَّم ‪ -‬قَ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ال‪ُ :‬م َعل ُمو ص ْب يَان ُك ْم ش َر ُ‬ ‫ََ َ‬
‫اع ِظ ِه ْم‪.‬‬
‫ص ِهم ومو ِ‬
‫ص ْ َََ‬
‫ك‪ ،‬وي رتَ ِزقُو َن بِ ِه فِي قِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ف َكانُوا يَتَ َك َّسبُو َن بِ َذل َ َ َ ْ‬
‫ه‪ :‬و ِ‬
‫ص ْن ٌ‬ ‫َ‬
‫ضعُونَهُ‪.‬‬‫آرائِ ِه ْم فَ يَ َ‬ ‫ِِ‬
‫يل َعلَى َما أَفْ تَ ْوا فيه بِ َ‬ ‫ْجئُو َن إِلَى إِقَ َام ِة َدلِ ٍ‬
‫ف يَل َ‬‫صنْ ٌ‬‫و‪ :‬و ِ‬
‫َ‬
‫ز‪ :‬صنف يضعون الحديث ظنا منهم أنه يشجع على العمل الصالح‪ ،‬كحديث موضوع‬
‫يروي عن أبي بن كعب فيه فضائل القرآن سورة سورة‪.‬‬
‫ثانيا (من أنواع الطعن في عدالة الراوي)‪ :‬التهمة بالفسق والكذب في‬

‫حديث الناس‪ ،‬ويسمى حديثه (متروك)‪.‬‬

‫ثالثا (من أنواع الطعن في عدالة الراوي)‪ :‬التهمة بالبدعة‪ ،‬والراجح أنه إن‬

‫كان داعية لبدعته فإنه يترك حديثه السيما إذا كان حديثه يقوي بدعته ككثير‬

‫من األحاديث التي وضعتها الرافضة في فضائل علي والتنقص من أبي بكر‬

‫وعمر رضي الله عنهم جميعا‪.‬‬

‫أما إن لم يكن داعية وكان حديثه ليس له عالقة ببدعته وكان معرو ًفا‬

‫بالحفظ والعدالة فيقبل حديثه مع التنبيه على بدعته‪.‬‬

‫***‬

‫‪29‬‬
 ‫الطعن يف ضبط الراوي‬

‫درسنا في شروط الصحة اشتراط ضبط الراوي‪ ،‬فإذا كان هناك طعنا في‬

‫ضبط الراوي للحديث كان الحديث ضعيفا‪.‬‬

‫أنواع الطعن في ضبط الراوي‬

‫أ‪-:‬ضعف الحفظ ويعرف هذا بكثرة أخطائه وأوهامه وغفلته‪.‬‬

‫*وللضعف درجات متفاوتة‪:‬‬

‫‪ -‬ف إذا كان الراوي أخطاؤه قليلة أطلق العلماء على حديثه‪( :‬ضعيف)‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫‪-‬فإن كثرت أخطاؤه‪ :‬قالوا (ضعيف جدا)‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عن زياد بن أبي زياد الجصاص‪ ،‬حدثنا أنس بن مالك مرفوعا " يأتي على الناس‬
‫زمان هم فيه ذئاب‪ ،‬فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب "‪.‬‬
‫ضعيف جدا‪.‬‬
‫قال العلماء في زياد الجصاص‪ :‬هو مجمع على تضعيفه‪.‬‬

‫‪30‬‬
 ‫‪ -‬فإن كثرت أخطاؤه جدا وكانت أخطاء كبيرة وظاهرة سمى العلماء‬

‫أحاديثه (منكرة)‪ ،‬و يصفون هذا الراوي بـ(المتروك) لفحش أخطائه‪.‬‬

‫مثاله‪ :‬عن سالم الطويل عن الفضل بن عطية عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا‪ " :‬الحدة‬
‫تعتري خيار أمتي "‪.‬‬
‫قال البغوي‪ :‬هذا حديث منكر‪ ،‬وسالم الطويل ضعيف الحديث جدا‬

‫ب‪ :‬االختالط‪ :‬وهو أن يكون الراوي حافظا ضابطا ولكن يضعف حفظه‬

‫بعد ذلك إما لكبر في السن أو لمصيبة نزلت به‪ ،‬فهذا نقبل أحاديثه التي‬

‫رواها قبل االختالط وترد أحاديثه التي رواها بعد االختالط‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عن عبيد بن محمد‪ :‬حدثنا صباح المزني هو ابن يحيى عن عطاء بن السائب عن‬
‫سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا‪:‬‬
‫(إذا عطس أحدكم فقال‪ :‬الحمد لله‪ ،‬قالت المالئكة‪ :‬رب العالمين‪ ،‬فإذا قال‪ :‬رب‬
‫العالمين‪ ،‬قالت المالئكة‪ :‬رحمك الله) ‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬هذا إسناد ضعيف جدا‪ ،‬ومن أسباب تضعيفهم له أن عطاء بن السائب‬
‫اختلط في آخر جياته‪.‬‬

‫***‬

‫‪31‬‬
 ‫الجهالة‬

‫وقد يضعف العلماء الحديث ليس ألن في رواته طعن بل ألنهم ال يعرفون‬

‫أحد رواة اإلسناد أو بعضهم أو يعرفون شخصه وال يعرفون حاله‪ ،‬فيصفونه‬

‫بالراوي (المجهول) ويقولون عن الحديث‪ :‬إسناده ضعيف ألن فيه‬

‫مجهول أو مجاهيل‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عن أبي مالك بشر بن غالب بن بشر بن غالب عن الزهري عن مجمع بن جارية عن‬
‫عمه مرفوعا (الدين هو العقل‪ ،‬ومن ال دين له ال عقل له) ‪.‬‬
‫ضعف العلماء هذا الحديث وقالوا ألن بشر بن غالب مجهول‬

‫******‬

‫‪32‬‬
33