Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 504

‫ّتم إعداد وطباعة هذه التقارير بالتعاون مع‪:‬‬

‫بتمويل من‪:‬‬

‫أكتوبر ‪2022‬‬
‫البداعي –‬
‫مؤسسة المشاع إ‬
‫المص َّنف‪ ،‬غير تجاري ‪ 0 .4‬رخصة عمومية دولية‬
‫نَ ْس ُب ُ‬
‫فهرس المواد‬
‫‪3‬‬ ‫فهرس المواد‬

‫‪6‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪9‬‬ ‫تفصيل‬
‫ي‬ ‫مخطط‬

‫‪11‬‬ ‫جزء أول يتضمن دراسة تحليلية لقرارات الهيئة ف ي� مجال الصفقات العمومية والنفاذ إىل المعلومة‬

‫‪12‬‬ ‫المبحث أ‬
‫ال ّول‪ :‬خصوصيات النفاذ إىل المعلومة ف ي� ما ّدة الصفقات العمومية‬

‫‪13‬‬ ‫الول ‪ -‬خصوصية عىل مستوى أ‬


‫الطراف المعنية‬ ‫أ‬
‫الفرع ّ‬

‫‪13‬‬ ‫تنوع الجهة الطالبة للمعلومة‬ ‫أ‬


‫الفقرة الوىل ‪ّ -‬‬

‫‪14‬‬ ‫تعدد الجهة المطلوبة‬


‫الفقرة الثانية – ّ‬

‫‪15‬‬ ‫الدخال ف ي� فقه قضاء الهيئة‬


‫الفقرة الثالثة ‪ -‬إ‬

‫‪17‬‬ ‫ن‬
‫الثا� – خصوصية عىل مستوى محتوى النفاذ‬
‫الفرع ي‬

‫‪22‬‬ ‫الثا�‪ :‬تحقيق أهداف القانون ف ي� ما ّدة الصفقات العمومية‬


‫ن‬
‫المبحث ي‬

‫‪22‬‬ ‫الول – لمحة عن أهداف القانون مثلما وردت بالفصل أ‬


‫الول منه‬ ‫أ‬
‫الفرع ّ‬

‫‪24‬‬ ‫ك� عليها ف ي� ما ّدة الصفقات‬ ‫ال� ّتم ت‬


‫ال� ي ز‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫ن‬
‫الثا� – الهداف ي‬
‫الفرع ي‬

‫‪27‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬استثناءات الحق ف ي� النفاذ إىل المعلومة ف ي� ما ّدة الصفقات العمومية‬

‫‪28‬‬ ‫الفرع أ‬
‫ال ّول – عدم توفر المعلومة‬

‫‪28‬‬ ‫الفقرة أ‬
‫الوىل – وثيقة يغ� موجودة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪4‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفقرة الثانية – وثيقة بحوزة القضاء‬

‫‪30‬‬ ‫ن‬
‫الثا� ‪ -‬حماية المعطيات الشخصية‬
‫الفرع ي‬

‫‪31‬‬ ‫الفرع الثالث – النفاذ للمعلومة ف� مادة الصفقات العمومية أ‬


‫والرسار التجارية‬ ‫ي‬

‫‪32‬‬ ‫الوىل – توسع ف� مفهوم الملكية الفكرية بغرض استيعاب أ‬


‫الرسار التجارية‬ ‫الفقرة أ‬
‫ّ ي‬

‫‪32‬‬ ‫أ‪ -‬تطور فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة بخصوص أ‬


‫الرسار التجارية‬ ‫ّ‬

‫‪35‬‬ ‫ب‪ -‬تبعات إدراج أ‬


‫الرسار التجارية ضمن مفهوم الملكية الفكرية‬

‫الغ� ف ي� حماية أرساره التجارية ف ي� مادة‬


‫الستثناء المتعلق بحق ي‬
‫الفقرة الثانية – قواعد تأويل إ‬
‫‪39‬‬ ‫الصفقات العمومية‬

‫‪39‬‬ ‫أ‪ -‬الوثائق المعنية بالحماية باالستناد إىل الرس التجاري ف ي� مادة الصفقات‬

‫‪41‬‬ ‫ب‪ -‬ض�ورة حماية الرس التجاري خاصة بالنسبة للصفقات القابلة للتجدد‬

‫‪44‬‬ ‫الستثناء‬
‫الستثناء أو استثناء إ‬
‫ج‪ -‬آليات التضييق من إ‬

‫‪ - 1‬آلية الفصل ‪ 26‬من القانون المتعلق بالنفاذ إىل المعلومة‪ :‬تغليب المصلحة العامة عىل حماية‬
‫‪44‬‬ ‫الغ� ف ي� حماية أرساره التجارية‬
‫حق ي‬

‫‪45‬‬ ‫‪ - 2‬آلية الفصل ‪ 27‬من القانون المتعلق بالنفاذ إىل المعلومة‪ :‬حجب المعلومات الرسية‬

‫‪47‬‬ ‫ملحق ‪ :‬أهم مبادئ النفاذ إىل المعلومة ف ي� مادة الصفقات العمومية من خالل فقه القضاء‬

‫‪85‬‬ ‫التحليل‬
‫ي‬ ‫الفهرس‬

‫‪87‬‬ ‫جزء ثان يتضمن قرارات الهيئة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫يعتبــر النفــاذ إلــى الوثائــق المتعلقــة بالصفقــات العموميــة مدخــا أساســيا لتحقيــق أهــداف القانــون أ‬
‫الساســي عــدد‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة والمتمثلــة فــي « تعزيــز مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي‬
‫وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا»‪ .1‬كمــا يشـكّل آليــة ناجعــة للدفــع نحــو إحــكام التصــرف فــي أ‬
‫المــوال‬
‫العموميــة وتفعيــل متطلبــات الحوكمــة الرشــيدة ومكافحــة الفســاد‪.‬‬
‫ويم ّثــل مبــدأ الشــفافية نقطــة تقاطــع بيــن الصفقــات العموميــة والنفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬ففــي حيــن تقــوم الصفقــات‬
‫العموميــة علــى احت ـرام مبــدأ الشــفافية‪ ،‬يهــدف النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تعزيــز هــذا المبــدأ ومــن خاللــه إلــى تفعيــل‬
‫المســاءلة‪.‬‬
‫وقــد فــرض الفصــل الســادس مــن القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات المتعلقــة بــــ «‬ ‫القانــون أن تنشــر ّ‬
‫(‪ )...‬الصفقــات العموميــة المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي يعتــزم الهيــكل إبرامهــا ونتائــج تنفيذهــا»‪.‬‬
‫يكتســي البحــث فــي موضــوع النفــاذ إلــى المعلومــة فــي مجــال العقــود العامــة وخاصــة الصفقــات العموميــة أهميــة‬
‫كبــرى خاصــة بعــد االتهامــات الكثيــرة بوجــود اخــاالت وتجــاوزات متعـ ّـددة عنــد ابـرام وتنفيــذ الصفقــات العموميــة ترتقــي‬
‫إلــى جرائــم الفســاد بمــا مــن شــأنه أن يزعــزع ثقــة المســتثمر ومســتعمل المرفــق العــام فــي المشــتري العمومــي‪ .‬ولعـ ّـل إتاحــة‬
‫المعلومــة المرتبطــة بالصفقــات وتســهيل النفــاذ إليهــا يم ّثــل أداة لتكريــس الشــفافية ودعمــا لمشــاركة العمــوم فــي تنفيــذ‬
‫السياســات العموميــة ووســيلة للتوقــي مــن الفســاد‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فقــد حــاول دســتور ‪ 2014‬التصــدي لجملــة التجــاوزات التــي يمكــن أن تترتــب عــن غيــاب الشــفافية وعــن عــدم‬
‫ـص علــى ضمــان‬ ‫أ‬
‫إتاحــة المعلومــة بمــا فــي ذلــك فــي مجــال التصــرف فــي المــوال العموميــة‪ .‬ففضــا عــن الفصــل ‪ 32‬الــذي نـ ّ‬
‫الدولــة الحــق فــي النفــاذ للمعلومــة‪ ،‬أكــد الفصــل ‪ 10‬علــى أن «الدولــة تحــرص علــى حســن التصــرف فــي المــال العمومــي‬
‫الدارة العموميــة فــي خدمــة المواطــن والصالــح العــام‪ ،‬تن ّظــم‬ ‫وتعمــل علــى منــع الفســاد»‪ .‬أمــا الفصــل ‪ 15‬فقــد اقتضــى أن إ‬
‫وتعمــل وفــق مبــادئ الحيــاد والمســاواة واســتمرارية المرفــق العــام‪ ،‬ووفــق قواعــد الشــفافية والنزاهــة والنجاعــة والمســاءلة‪.‬‬
‫الدارة العموميــة وســائر مرافــق الدولــة فــي خدمــة المواطــن علــى‬ ‫ومــن جهتــه اقتضــى الفصــل ‪ 19‬مــن دســتور ‪ 2022‬أن « إ‬
‫أســاس الحيــاد والمســاواة‪ .‬وكل تمييــز بيــن المواطنيــن علــى أســاس أي انتمــاء جريمــة يعاقــب عليهــا القانــون»‪ .‬كمــا جــاء‬
‫بالفصــل ‪ 38‬مــن ذات الدســتور أن الدولــة تضمــن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الول من القانون القانون أ‬


‫الساسي عدد ‪ 22‬لسنة ‪ 2016‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ 2016‬والمتعلق بالحق في النفاذ إلى المعلومة‬ ‫‪ - 1‬براجع الفصل أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪6‬‬
‫أهداف الدراسة‬

‫تفحــص وتجميــع‬ ‫الدراســة إلــى المســاهمة فــي نشــر ثقافــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال ّ‬ ‫تهــدف هــذه ّ‬
‫كرســتها هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي قراراتهــا المرتبطــة بمــا ّدة الصفقــات والتــي مــن شــأن‬
‫وتحليــل أهـ ّـم المبــادئ التــي ّ‬
‫التعريــف بهــا وإتاحتهــا للمهتميــن بالشــأن القانونــي أن يســاهم فــي التعريــف بالهيئــة مــن جهــة وبالحلــول الفقــه قضائيــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫التــي تــم اعتمادهــا والتــي تعكــس قـراءة الهيئــة ألحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫الساســية لتجســيد حــق النفــاذ للمعلومــة فــي مجــال الصفقــات‬ ‫كمــا ترمــي هــذه الدراســة إلــى الوقــوف علــى الدعائــم أ‬
‫العموميــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال واجــب نشــر المعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي علــى معنــى الفصــل الســادس مــن قانــون‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ .2016‬وتتنــاول هــذه الدراســة أيضــا تحليــل النصــوص الدســتورية والتشــريعية الترتيبيــة ذات الصلــة‪ ،‬والوقــوف‬
‫قدمــه النــص القانونــي والهيئــة والقضــاء عمومــا مــن ضمانــات تكفــل احتـرام هــذا الحــق‪.‬‬
‫علــى مــا ّ‬
‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ســتتيح هــذه الدراســة إمكانيــة تقييــم مجمــل قـرارات الهيئــة فــي هــذا المجــال‪ ،‬قصــد رصــد الثغـرات‬
‫ومحاولــة اقتـراح الحلول المناســبة‪.‬‬

‫نطاق الدراسة‬

‫ألجــل إضفــاء الدقــة المطلوبــة فــي معالجــة موضــوع هــذه الدراســة وجــب تحديــد نطاقهــا ضمــن الحــدود الزمانيــة‬
‫والموضوعيــة‪ .‬ولئــن كانــت الحــدود الزمانيــة محــددة بالنطــاق الزمانــي النطــاق هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي العمــل‬
‫وشــروعها فــي تطبيــق أحــكام دســتور ‪ 27‬جانفــي ‪ 2014‬والقانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫والمــر عــدد ‪ 1039‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬والمتعلــق بتنظيــم الصفقــات العموميــة بمختلــف تعديالتــه‪ ،‬فــإن‬ ‫المعلومــة أ‬
‫الحــدود الموضوعيــة للدراســة قــد تــم ضبــط نطاقهــا بدراســة الحــق فــي النفــاذ للمعلومــة فــي إطــار البــاب الثانــي مــن قانــون‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬وخاصــة الفصــل الســادس منــه والمتعلــق بواجــب نشــر المعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي‪ ،‬وكذلــك‬
‫الحــق فــي الحصــول علــى المعلومــة المرتبطــة بالصفقــات العموميــة بطلــب مــن ّكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪.‬‬

‫المنهجية المتبعة‬

‫ستعتمد هذه الدراسة على منهجين اثنين‪:‬‬

‫–منهــج تحليــل المضمــون‪ :‬نظ ـرا العتمــاد الدراســة علــى نصــوص قانونيــة مختلفــة ومتفاونــة القيمــة القانونيــة‪ ،‬مــن‬ ‫ ‬
‫المفيــد اعتمــاد منهــج تحليــل المضمــون الــذي نقــوم مــن خاللــه بعــرض وتحليــل النصــوص الدســتورية والقانونيــة‬
‫توســعا‪ ،‬اجتهــادا أو‬
‫والترتيبيــة المنظمــة للمســألة موضــوع الدراســة وكذلــك موقــف الهيئــة منهــا تأويــا‪ ،‬تضييقــا أو ّ‬
‫تطبيقــا حرفيــا‪ ،‬وذلــك مــن خــال التعــرض لفقــه قضائهــا فــي مجــال الصفقــات العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪7‬‬
‫–المنهــج المقــارن‪ :‬الــذي نجــري مــن خاللــه مقارنــة بيــن مختلــف مواقــف الهيئــة منــذ بدايــة عملهــا ومالحظــة مــدى‬ ‫ ‬
‫وجــود تطـ ّـور فــي التعاطــي مــع حــق النفــاذ للمعلومــة فــي مجــال العقــود العامــة ومحاولــة معرفــة موقــف المحكمــة‬
‫الداريــة المختصــة اســتئنافيا بالطعــن فــي ق ـرارات الهيئــة‪.‬‬
‫إ‬

‫إشكالية الدراسة‬

‫الطــار القانونــي المنظــم للصفقــات العموميــة حــق النفــاذ للمعلومــة فــي‬ ‫لئــن كـ ّـرس المؤســس الدســتوري وكذلــك إ‬
‫مجــال الصفقــات العموميــة‪ ،‬فإلــى أي مــدى وفّقــت هيئــة النفــاذ للمعلومــة فــي تنزيــل المقتضيــات الدســتورية وفــي مالءمــة‬
‫أحــكام القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬مــع مــا ّدة الصفقــات العموميــة‪ ،‬مــن خــال مختلــف الق ـرارات الصــادرة عنهــا منــذ‬
‫الســنوات أ‬
‫الولــى لبدايــة عملهــا؟‬
‫الشــكالية تقتضــي التعــرض فــي مرحلــة أولــى لدراســة تحليليــة لتعاطــي الهيئــة مــع واجــب نشــر‬ ‫الجابــة عــن هــذه إ‬
‫إن إ‬
‫المعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي علــى معنــى الفصــل الســادس مــن قانــون ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬ومــع مطالــب النفــاذ‪ ،‬قبــل‬
‫اســتعراض مختلــف القـرارات الصــادرة علــى الهيئــة فــي مرحلــة ثانيــة‪.‬‬
‫وستكون هندسة هذه الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫ ‪1.‬مقدمة‬
‫ ‪2.‬فهرس المواد‬
‫ ‪3.‬مخطط تفصيلي‬
‫ ‪4.‬جزء أول يتضمن دراسة تحليلية لقرارات الهيئة في مجال «الصفقات العمومية والنفاذ إلى المعلومة»‪.‬‬
‫ ‪5.‬جزء ثان يتضمن قرارات الهيئة‬
‫ ‪6.‬فهرس تحليلي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪8‬‬
‫مخطط تفصيلي‬
‫للجزء التحليلي‬

‫ال ّول‪ :‬خصوصيات النفاذ إلى المعلومة في ما ّدة الصفقات العمومية‬‫المبحث أ‬

‫الفرع ال أ ّول – خصوصية على مستوى الأطراف المعنية‬


‫تنوع الجهة الطالبة للمعلومة‬ ‫أ‬
‫ •الفقرة الولى – ّ‬
‫تعدد الجهة المطلوبة‬
‫ •الفقرة الثانية – ّ‬
‫الخال في فقه قضاء الهيئة‬
‫ •الفقرة الثالثة – إ‬
‫الفرع الثاني – خصوصية على مستوى محتوى النفاذ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحقيق أهداف القانون في ما ّدة الصفقات العمومية‬


‫الفرع ال أ ّول – لمحة عن أهداف القانون مثلما وردت بالفصل الأول منه‬
‫الفرع الثاني – الأهداف التي ّتم التركيز عليها في ما ّدة الصفقات‬

‫المبحث الثالث‪ :‬استثناءات الحق في النفاذ إلى المعلومة في ما ّدة الصفقات العمومية‬
‫الفرع ال أ ّول – عدم توفر المعلومة‬
‫ •الفقرة أ‬
‫الولى – وثيقة غير موجودة‬
‫ •الفقرة الثانية – وثيقة بحوزة القضاء‬
‫الفرع الثاني – حماية المعطيات الشخصية‬
‫الفرع الثالث – النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية والأسرار التجارية‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪9‬‬
‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪10‬‬
‫الجزء األول‬

‫دراسة تحليلية لقرارات الهيئة‬


‫في مجال الصفقات العمومية‬
‫والنفاذ إلى المعلومة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪11‬‬
‫ّ‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫خصوصيات النفاذ إلى المعلومة‬
‫ّ‬
‫في مادة الصفقات العمومية‬

‫تكتســي مســألة النفــاذ للمعلومــة فــي مــادة الصفقــات العموميــة أهميــة كبــرى بحكــم تع ّلــق هــذا المجــال بالمــال‬
‫العــام الــذي يخضــع لضوابــط وقيــود صارمــة‪ .‬وفضــا عــن ذلــك‪ ،‬تعتبــر الصفقــة إحــدى الوســائل أ‬
‫الساســية التــي تســتعملها‬
‫الدارة ومــن ورائهــا الســلطة القائمــة لتجســيم توجهاتهــا وتنفيــذ برامجهــا التنمويــة‪ .‬لذلــك‪ ،‬فــإن مراقبــة ســامة كامــل المســار‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫التعاقــدي‪ ،‬إبرامــا وتنفيــذا وفســخا هــو واجــب محمــول علــى كل الجهــزة الرقابيــة بمختلــف تشــكيالتها‪ ،‬بحيــث أن وجــود‬
‫إخــاالت تشــوب إحــدى مراحــل العمليــة التعاقديــة ينجـ ّـر عنــه إهــدار للمــال العــام الــذي تســتنزف الصفقــات العموميــة‬
‫جانبــا هامــا منــه‪.‬‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬المتعلــق‬ ‫وفــي هــذا الطــار‪ ،‬إقتضــت أحــكام الفصــل الســادس مــن أ‬
‫إ‬
‫بتنظيــم الصفقــات العموميــة أنــه‪ :‬تخضــع الصفقــات العموميــة إلــى المبــادئ التاليــة‪:‬‬

‫–المنافسة‪،‬‬‫ ‬
‫ –حرية المشاركة في الطلب العمومي‪،‬‬

‫ –المساواة أمام الطلب العمومي‪،‬‬

‫ –شفافية إ‬
‫الجراءات ونزاهتها‪.‬‬
‫كما تخضع الصفقات العمومية إلى قواعد الحوكمة الرشيدة وتأخذ بعين االعتبار مقتضيات التنمية المستدامة‪.‬‬
‫يتــم تجســيم هــذه المبــادئ والقواعــد باتبــاع إجـراءات واضحــة تضمــن نجاعــة الطلــب العمومــي وحســن التصــرف فــي‬
‫المــوال العموميــة‪ .‬وتطبــق هــذه المبــادئ وفقــا للقواعــد المحــددة بهــذا أ‬
‫المــر وخاصــة‪:‬‬ ‫أ‬
‫ّ‬
‫–عدم التمييز بين المترشحين‪،‬‬
‫ ‬
‫ومفصلة خالل كافة مراحل إبرام الصفقة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ –اعتماد إجراءات واضحة‬

‫ –إعــام المشــاركين فــي آجــال معقولــة وتعميــم إ‬


‫الجابــات والتوضيحــات المتصلــة بالمالحظــات واالستفســارات التــي‬
‫يطلبهــا المترشــحون فــي أجــل أدنــاه عشــرة (‪ )10‬أيــام قبــل انتهــاء أجــل تقديــم العــروض‪.‬‬
‫يجــب أن ال تــؤدي االســتثناءات والجـراءات االســتثنائية المنصــوص عليهــا بهــذا أ‬
‫المر والمترتبــة عن الطبيعــة الخصوصية‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫لبعــض الصفقــات إلــى اســتبعاد تطبيــق المبادئ الساســية وقواعــد الصفقــات العمومية‪.‬‬
‫والمطلــع علــى فقــه قضــاء الهيئــة يالحــظ أنهــا حاولــت قــدر المســتطاع إنفــاذ جملــة هــذه المبــادئ فــي أحكامهــا‪ .‬كمــا‬
‫الطـراف المعنيــة بالنفــاذ (فــرع أول) ومــن مجــال محتــوى النفــاذ (فــرع ثــان)‪.‬‬‫وســعت مــن نطــاق أ‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪12‬‬
‫ّ‬
‫الفرع األول – خصوصية على مستوى األطراف المعنية‬

‫نــص الفصــل الثانــي مــن القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫ّ‬
‫للمعلومــة علــى أنــه ينطبــق هــذا القانــون علــى الهيــاكل التاليــة‪:‬‬

‫–رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬


‫–رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–البنك المركزي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات القضائية‪ ،‬المجلس أ‬
‫العلى للقضاء‪ ،‬المحكمة الدستورية‪ ،‬محكمة المحاسبات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات الدستورية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات التعديلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي ّ‬
‫تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪.‬‬ ‫ ‬
‫ويشار إليها ضمن هذا القانون بـ»الهياكل الخاضعة ألحكام هذا القانون»‪.‬‬
‫يتبيــن لنــا أن هــذه الخصوصيــة تظهــر مــن خــال‬
‫وبالرجــوع لفقــه قضــاء الهيئــة فــي مجــال الصفقــات العموميــة‪ ،‬فإنــه ّ‬
‫تنـ ّـوع الجهــات الطالبــة للمعلومــة مــن جهــة (فقــرة أولــى) وتعـ ّـدد الجهــات المطلوبــة مــن جهــة أخــرى (فقــرة ثانيــة)‪ ،‬فضــا‬
‫الدخــال فــي هــذا المجــال (فقــرة ثالثــة)‪.‬‬
‫عــن خصوصيــة إ‬

‫تنوع الجهة الطالبة للمعلومة‬ ‫أ‬


‫الفقرة الولى ‪ّ :‬‬
‫اعتمــادا علــى قاعــدة بيانيــة شــملت ‪ 63‬قـرارا صــادر عــن هيئــة النفــاذ للمعلومــة فــي مــادة الصفقــات العموميــة‪ ،‬فإننــا‬
‫الغلبيــة الســاحقة للجهــات الطالبــة للمعلومــة تم ّثــل المشــاركين فــي طلــب العــروض ( ‪ 44‬قـرارا)‪ .‬لكــن ذلــك لــم‬‫الحظنــا أن أ‬
‫يحــول دون لجــوء أطرافــا أخــرى للهيئــة لطلــب معلومــات فــي مجــال الصفقــات كمنظمــات المجتمــع المدنــي ( ‪ 9‬قـرارات) أو‬
‫الصحافــة (قـرار وحيــد) أو مواطنيــن ( تســع قـرارات)‪.‬‬
‫القل‪:‬‬ ‫وتفرز قراءة قرارات الهيئة في هذا المجال مالحظتين على أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪13‬‬
‫الولــى‪ :‬أن الهيئــة لــم تتعــرض فــي مختلــف قراراتهــا لمســألة تو ّفــر الصفــة والمصلحــة فــي طالــب المعلومــة‪،‬‬ ‫ • أ‬
‫الول مــن قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة علــى‬‫وهــو تمشــي فرضــه قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬فقــد نــص الفصــل أ‬
‫ّ‬
‫أن هــذا القانــون يهــدف‪  ‬إلــى ضمــان حـ ّـق كل شــخص طبيعــي أو معنــوي فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فيمــا شـ ّـدد‬
‫الســباب أو المصلحــة مــن الحصــول علــى‬ ‫الفصــل ‪ 11‬مــن ذات القانــون علــى أن طالــب النفــاذ ال يلــزم بذكــر أ‬
‫المعلومــة ضمــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫ •الثانيــة‪ :‬لئــن كانــت الغالبيــة الســاحقة لطالبــي المعلومــة مــن الشـركات المنافســة (‪ 44‬قـرار مــن جملــة ‪ ،)63‬فــإن‬
‫شــركة واحــدة رفعــت للهيئــة ‪ 40‬قـرار مــن ضمــن ‪ 44‬قـرار المتعلقيــن بالمشــاركين فــي طلــب العــروض‪.‬‬

‫تعدد الجهة المطلوبة‬


‫الفقرة الثانية ‪ّ :‬‬
‫ بالرجــوع لنفــس القاعــدة البيانيــة التــي شــملت ‪ 63‬ق ـرارا صــادر عــن هيئــة النفــاذ للمعلومــة فــي مــادة الصفقــات‬
‫يتبيــن تعـ ّـدد الجهــات المطلوبــة مــن أشــخاص قانــون عــام بمختلــف أصنافهــا ( ســلط مركزيــة‪ ،‬ســلط جهويــة‪،‬‬
‫العموميــة‪ ،‬فإنــه ّ‬
‫تســير مرافــق عامــة وكذلــك منظمــات وجمعيــات تنتفــع‬‫جماعــات محليــة ومنشــآت عموميــة‪ )...‬وأشــخاص قانــون خــاص ّ‬
‫بتمويــل عمومــي‪.‬‬
‫ ومن المفيد إبراز جملة من المالحظات‪:‬‬
‫الولــى‪ :‬بالرغــم مــن تعـ ّـدد الجهــات المطلوبــة‪ ،‬فإننــا نسـ ّـجل أن أغلــب الدعــاوى رفعــت ضــد الــوالة ( ‪ 24‬قـرار)‬ ‫ • أ‬
‫الداريــة وجودهــا بصفــة‬ ‫والبلديــات (‪ 20‬قـرار) ووزيــر الشــباب والرياضــة (‪ 18‬قـرار) فيمــا سـ ّـجلت بقيــة الجهــات إ‬
‫معقولــة‪.‬‬
‫بالصنــاف‬‫ •الثانيــة‪ :‬نســجل نفــس تمشــي الهيئــة فيمــا يخــص اجتهــاد الهيئــة فــي تأويــل المعاييــر الماديــة المتعلقــة أ‬
‫ّ‬
‫الــواردة بقائمــة الفصــل الثانــي مــن قانــون ‪ 2016‬وخاصــة فيمــا يتعلــق «بالمنظمــات والجمعيــات وكل الهيــاكل التــي‬
‫تنتفــع يتمويــل عمومــي»‪ .‬وفــي هــذا الصــدد قضــت الهيئــة فــي القضيــة عــدد ‪ 350‬بتاريــخ ‪ 25‬أفريــل ‪( 2019‬ح ع ‪/‬‬
‫المدعــى‬
‫المؤسســات المواطنــة التونســية والمتداخــل رئيــس الحكومــة) أنــه «حيــث دفعــت نائبــة الجهــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫كنفدراليــة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المؤسســات المواطنــة التونســية لحــكام القانــون الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫عليهــا بعــدم خضــوع كنفدراليــة‬
‫ّ‬
‫وللمــر المن ّظــم للصفقــات العموميــة باعتبارهــا مــن أشــخاص القانــون الخــاص‪ ،‬وطلبــت‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة أ‬
‫الســاس‪ .‬وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور أن الدولــة تضمــن الحــق فــي النفــاذ‬ ‫رفــض الدعــوى علــى هــذا أ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫وإج ـراءات ممارســته كبيــان مجــال انطباقــه بموجــب القانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة للقانــون‪.‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق‬ ‫أ‬
‫ـص الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــي معــرض تحديــده للهيــاكل الخاضعــة لحكامــه‪ ،‬علــى أن «ينطبــق هــذا القانــون علــى الهيــاكل‬
‫التاليــة ‪... :‬‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪14‬‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي»‪.‬‬ ‫ ‬
‫أن المنظمــات والجمعيــات وغيرهــا مــن الهيــاكل غيــر العموميــة تكــون خاضعة‬‫وحيــث يخلــص مــن أحــكام هــذا الفصــل ّ‬
‫ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة فــي صــورة انتفاعهــا بتمويــل عمومي‪.‬‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة‪ ،‬مــن خــال مظروفــات الملــف وخاصــة منهــا تقاريــر مراقــب الحســابات ومكتــوب رئيــس الحكومــة‬
‫الموجــه إلــى الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي بتاريــخ ‪ 20‬ســبتمبر ‪ 2017‬والمتع ّلــق برصــد دعــم‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫أن هــذه الخيــرة‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬قــدره ثمانمائــة ألــف دينــار (‪ 800.000،000‬د)‪ّ ،‬‬ ‫مالــي بعنــوان ســنة ‪ 2017‬لفائــدة المنظمــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫انتفعــت بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫ممــا يجعلهــا بالتالــي خاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬
‫‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫ •الثالثــة‪ :‬لقــد طرحــت فــي القضيــة عــدد ‪ 374-375‬بتــارخ ‪ 28‬مــارس ‪( 2019‬المنظمــة التونســية للتنميــة المركزيــة‬
‫‪ /‬الرئيــس المديــر العــام لشــركة القطــب التنمــوي بقفصــة) مســألة خضــوع الجهــة المطلوبــة لقانــون النفــاذ‬
‫ـأن هــذه الشــركة ليســت منشــأة‬ ‫للمعلومــة‪ .‬فقــد دفــع الرئيــس المديــر العــام لشــركة القطــب التنمــوي بقفصــة بـ ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 9‬لســنة ‪ 1989‬المــؤرخ فــي غــرة فيفــري ‪ 1989‬والمتع ّلق‬ ‫عموميــة علــى معنــى الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون أ‬
‫تصرفهــا ألحــكام مجلــة الش ـركات‬‫بالمســاهمات والمنشــآت العموميــة والمؤسســات العموميــة وهــي تخضــع فــي ّ‬
‫للصفقــات العموميــة‪ .‬لكــن الهيئــة لــم تجــب عــن هــذا‬ ‫بالطــار القانونــي المن ّظــم ّ‬
‫التجاريــة‪ ،‬وغيــر مشــمولة بالتالــي إ‬
‫النســب علــى الهيئــة التأكيــد علــى أن شــركة‪ ‬القطب التنمــوي بقفصــة أحدثــت‪  ‬بمقتضــى‬ ‫المطعــن‪ .‬ولع ّلــه كان مــن أ‬
‫الســم‪ .‬وتســتأثر شــركة فســفاط قفصــة بحوالــي‬ ‫خفيــة إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 29‬أفريــل ‪ 2008‬فــي شــكل شــركة ّ‬ ‫عقــد تأسيســي مـ ّ‬
‫أ‬
‫عموميــة ويخضــع إلش ـراف الــوزارة المك ّلفــة ّ‬
‫بالصناعــة‬ ‫ّ‬ ‫أغلبيــة‬
‫‪ % 98,8‬مــن الســهم‪ .‬ويُعتبــر القطــب شــركة ذات ّ‬
‫كنولوجيــة‪ .‬وعليــه‪ ،‬فإنــه وبالرغــم‬ ‫طبــق مقتضيــات القانــون عــدد ‪ 50‬لســنة ‪ 2001‬المتع ّلــق بمؤسســات أ‬
‫القطــاب ال ّت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مــن أنهــا شــخص قانــون خــاص‪ ،‬فإتهــا تخضــع لقانــون النفــاذ للمعلومــة علــى معنــى أحــكام الفصــل الثانــي مــن‬
‫هــذا القانــون‪.‬‬

‫الدخال في فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة‬


‫الفقرة الثالثة‪ :‬إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫لــم ينــص القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـت فــي النزاعــات‪ ،‬واكتفــى بالتنصيــص صلــب الفصــل‬ ‫الدخــال أو التداخــل عنــد تناولــه مســألة البـ ّ‬ ‫المعلومــة صراحــة علــى إ‬
‫ـت فــي الدعــاوى المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬وللغــرض‬ ‫‪ 38‬علــى أنــه‪ « :‬تتولــى الهيئــة بالخصــوص‪ - :‬البـ ّ‬
‫بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إجـراءات التحقيــق‬‫ّ‬ ‫يمكنهــا عنــد االقتضــاء القيــام‬
‫أن عبــارة « مباشــرة إج ـراءات التحقيــق وســماع ّكل‬ ‫وســماع ّكل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه»‪ .‬إال ّ أنــه غنــي عــن البيــان ّ‬
‫الدخــال‪.‬‬‫مؤسســة إ‬‫شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه»‪ ،‬تحيــل بالضــرورة إلــى ّ‬
‫والدخــال‬ ‫أ‬
‫بالدخــال‪ ،‬دعــوة شــخص مــن غيــر أط ـراف الدعــوى الصلييــن إلــى االلتحــاق بالن ـزاع‪ .‬إ‬ ‫نذ ّكــر بأنّــه يقصــد إ‬
‫الداريــة الــذي اقتضــى أنّــه «للمحكمــة بمبــادرة منهــا أو‬
‫منصــوص عليــه بالفقــرة الثانيــة مــن الفصــل ‪ 47‬مــن قانــون المحكمــة إ‬
‫خولــت مج ّلــة‬
‫بطلــب مــن أحــد الخصــوم أن تأمــر بإدخــال الغيــر فــي القضيــة إذا رأت ذلــك مفيــدا للفصــل فــي النـزاع»‪ .‬كمــا ّ‬
‫المرافعــات المدنيــة والتجاريــة بفصلهــا ‪ 225‬للمحاكــم العدليــة «أصالــة منهــا وفــي ّكل حيــن أن تأمــر بإدخــال الغيــر فــي‬
‫الدعــوى إذا رأت حضــوره ضروريــا لتقديــر الن ـزاع»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪15‬‬
‫الطـراف أو بمبــادرة منهــا مــن أجــل‬ ‫ويخضــع إدخــال الغيــر إلــى تقديــر المحكمــة التــي تــأذن بــه إمــا بطلــب مــن أحــد أ‬
‫ّ‬
‫االســتنارة برأيــه فــي التحقيــق فــي القضيــة أو لتمكيــن شــخص خــارج عــن الخصومــة مــن إظهــار مركــزه القانونــي والدفــاع عنــه‬
‫كلمــا كان مــن شــأن مــآل المنازعــة أن يمــس بــه‪.2‬‬
‫الدخــال هــو تحديــد الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬حيــث يجــوز للقاضــي طبقــا لمــا يتمتــع‬ ‫كمــا يمكــن أن يكــون الدافــع إلــى إ‬
‫بــه مــن ســلطات اســتقصائية واســعة‪ ،‬تحديــد الجهــة المدعــى عليهــا والتحقيــق معهــا‪ ،‬ويمكنــه بالتالــي أثنــاء التحقيــق إدخــال‬
‫الجهــة المصــدرة للقـرار مثــا ومطالبتهــا بتقديــم ملحوظاتهــا بخصــوص مــا ورد بتقاريــر المدعــي‪.3‬‬
‫بالساس‪:‬‬‫وبالرجوع إلى فقه قضاء هيئة لنفاذ إلى المعلومة‪ ،‬يتبين أنها تقوم بالدخال في ثالث صور أ‬
‫إ‬ ‫ّ ّ‬
‫تمس من حقوق المتداخل‪.‬‬ ‫ •الوثائق موضوع مطلب النفاذ ّ‬
‫تخص المتداخل أو تتضمن معطيات يمكن أن ّ‬
‫ •الوثائق موضوع مطلب النفاذ بحوزة المتداخل‪.‬‬
‫ •إدخال للحصول على بيانات‬

‫تمس من حقوق المتداخل‪.‬‬


‫تخص المتداخل أو تتضمن معطيات يمكن أن ّ‬
‫‪ - 1‬الوثائق موضوع مطلب النفاذ ّ‬
‫تقدمــت بــه جامعــة‬ ‫فــي القضيــة عـــدد ‪ 121/2018‬بتاريــخ ‪ 20‬ســبتمبر ‪ ،2018‬وبمناســبة طلــب نفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫الخاصــة إلــى وزيــر التجــارة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة وإلكترونيــة مــن الملــف المــودع لــدى‬ ‫ّ‬ ‫محمــود الماطــري‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مؤسســات تعليــم عالــي خــاص‪،‬‬ ‫الــوزارة مــن قبــل مجمــع الجامعــة المركزيــة والمتع ّلــق بصفقــة اقتنــاء هــذه الخيــرة لســهم ّ‬
‫مجمــع الجامعــة المركزيــة بمصالــح الــوزارة بخصــوص‬ ‫وعلــى نســخة مــن رأي وزيــر التجــارة بخصــوص الملــف ا ّلــذي أودعــه ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 15‬ســبتمبر‬ ‫الصفقــة المذكــورة باعتبارهــا تم ّثــل تركيـ ًزا اقتصاديًــا علــى معنــى أحــكام القانــون عــدد ‪ 36‬لســنة ‪ 2015‬المـ ّ‬
‫والســعار‪ ،‬تولــت الهيئــة إدخــال الجامعــة المركزيــة فــي شــخص مم ّثلهــا القانونــي‬ ‫‪ 2015‬والمتع ّلــق بإعــادة تنظيــم المنافســة أ‬
‫الدخــال فــي هــذه الحالــة إلــى تمكيــن المتداخلــة مــن الدفــاع عــن‬‫ودعتهــا إلــى تقديــم ملحوظاتهــا بشــأن المطلــب‪ .‬ويرمــي إ‬
‫مصالحهــا‪.‬‬

‫‪ - 2‬الوثائق موضوع مطلب النفاذ بحوزة المتداخل‪.‬‬


‫أن مطلــب النفــاذ‬
‫والطــاع عليهــا‪ ،‬ورغــم ّ‬
‫فــي إطــار حــرص الهيئــة علــى الحصــول علــى الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إ‬
‫ـإن الهيئــة تولــت فــي القضيــة عــدد ‪770‬‬
‫وأن الصفقــة مبرمــة مــن قبــل بلديــة الروحيــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫تـ ّـم توجيهــه إلــى والــي ســليانة ّ‬
‫الدالء بنســخة مــن ملــف الصفقــة المعنيــة‪.‬‬
‫بتاريــخ ‪ 21‬نوفمبــر ‪ 2019‬إدخــال وزيــرة شــؤون الشــباب والرياضــة وطلبــت منهــا إ‬

‫الدخال قصد الحصول على بيانات‬


‫‪ -3‬إ‬
‫ أثيــرت أمــام هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي القضيــة عــدد ‪ 350‬بتاريــخ ‪ 25‬أفريــل ‪ 2019‬مســألة خضــوع كنفدراليــة‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أ‬
‫وللمــر المن ّظــم‬ ‫المؤسســات المواطنــة التونســية ألحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫الشــكال بمــدى انتفاعهــا بتمويالت‬
‫الجابــة عــن هــذا إ‬
‫للصفقــات العموميــة باعتبارهــا مــن أشــخاص القانــون الخــاص‪ ،‬وارتبطــت إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫أن الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬‫عموميــة مــن عدمــه‪ ،‬باعتبــار ّ‬

‫الدارية في القضية عدد ‪ 1/13849‬بتاريخ ‪ 7‬جوان ‪2010‬‬


‫‪ - 2‬الحكم الصادر عن المحكمة إ‬
‫الدارية في القضية عدد ‪ 1/19340‬بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر ‪2011‬‬
‫‪ - 3‬الحكم الصادر عن المحكمة إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪16‬‬
‫تضمــن فــي معــرض تحديــده للهيــاكل الخاضعــة ألحكامــه‪ ،‬أنــه «ينطبــق هــذا القانــون علــى‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫الهيــاكل التاليــة ‪... :‬‬

‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬


‫ ‬
‫ –المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي»‪.‬‬
‫ـالدالء بملحوظاتهــا بخصــوص التقريريــن ا ّلذيــن أدلــى بهمــا‬‫لذلــك‪ ،‬تولــت الهيئــة إدخــال رئاســة الحكومــة وطالبتهــا بـ إ‬
‫وجهــت لهــا تذكي ـرا تبعــا‬‫المدعــى عليهــا بتمويــات عموميــة مــن عدمــه‪ ،‬كمــا ّ‬
‫العــارض للهيئــة وخاصــة حــول انتفــاع الجهــة ّ‬
‫إلحجامهــا عــن الــر ّد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصوصية على مستوى محتوى النفاذ‬

‫الســاس الصلــب والموضــوع الجوهــري لمنظومــة الحــق فــي النفــاذ للمعلومــة‪ .‬وقــد اقتضــت‬ ‫ تعتبــر المعلومــة أ‬
‫أحــكام الفصــل الثالــث مــن قانــون ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬أنــه «يقصــد بالمعلومــة كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها‬
‫تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها»‪.‬‬
‫أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو ّ‬
‫ ولئــن اســتندت هيئــة النفــاذ للمعلومــة‪ ،‬بمناســبة النظــر فــي الدعــاوى المرفوعــة أماهــا‪ ،‬علــى هــذا التعريــف‬
‫التشــريعي‪ ،‬فإنهــا حاولــت تحديــد معالــم هــذا المصطلــح وتبنــي تأويــا واســعا مــن شــأنه أن يعــزز مــن الحــق فــي النفــاذ‬
‫للمعلومــة‪.‬‬
‫ وفــي الواقــع ال يمكــن ق ـراءة الفصــل الثالــث مــن قانــون ‪ 2016‬دون ربطــه بأحــكام الفصــل الســادس مــن ذات‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة‬ ‫أ‬
‫يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة لحــكام هــذا القانــون أن تنشــر ّ‬
‫ـص علــى أنــه ّ‬ ‫القانــون والــذي ينـ ّ‬
‫العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات التاليــة‪:‬‬

‫–السياسات والبرامج التي تهم العموم‪،‬‬


‫ ‬
‫ –قائمــة مفصلــة فــي الخدمــات التــي يســديها للعمــوم والشــهادات التــي يسـ ّلمها للمواطنيــن والوثائــق الضروريــة للحصول‬
‫والجــال والجـراءات أ‬
‫والطـراف والمراحــل المتع ّلقة بإســدائها‪،‬‬ ‫عليهــا والشــروط آ‬
‫إ‬
‫–النصوص القانونية والترتيبية والتفسيرية المن ّظمة لنشاطه‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –المهــام الموكولــة إليــه وتنظيمــه الهيكلــي وعنــوان مقــره الرئيســي ومقراتــه الفرعيــة وكيفيــة الوصــول إليهــا واالتصــال بهــا‬
‫والميزانيــة المرصــودة لــه مفصلــة‪.‬‬

‫–المعلومات المتعلقة ببرامجه وخاصة إنجازاته ذات الصلة بنشاطه‪،‬‬ ‫ ‬


‫ –قائمــة اســمية فــي المك ّلفيــن بالنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬تتضمــن البيانــات المنصــوص عليهــا بالفقــرة أ‬
‫الولــى مــن الفصــل ‪32‬‬
‫اللكترونــي المهنــي‪،‬‬
‫مــن هــذا القانــون إضافــة إلــى عناويــن بريدهــم إ‬
‫–قائمة الوثائق المتوفرة لديه إلكترونيا أو ورقيا والمرتبطة بالخدمات التي يسديها والموارد المرصودة لها‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –شروط منح التراخيص التي يسديها الهيكل‪،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪17‬‬
‫–الصفقات العمومية المبرمجة والمصادق على ميزانيتها والتي يعتزم الهيكل إبرامها ونتائج تنفيذها‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –تقارير هيئات الرقابة طبقا للمعايير المهنية الدولية‪،‬‬

‫ –االتفاقيات التي تعتزم الدولة االنضمام إليها أو المصادقة عليها‪،‬‬

‫الحصائيــة التفصيليــة طبــق‬ ‫ –المعلومــات إ‬


‫الحصائيــة واالقتصاديــة واالجتماعيــة بمــا فــي ذلــك نتائــج وتقاريــر المســوحات إ‬
‫الحصــاء‪،‬‬
‫مقتضيــات قانــون إ‬
‫–كل معلومــة تتعلــق بالماليــة العموميــة بمــا فــي ذلــك المعطيــات التفصيليــة المتعلقــة بالميزانيــة علــى المســتوى المركــزي‬ ‫ ‬
‫والجهــوي والمحلــي والمعطيــات المتعلقــة بالمديونيــة العموميــة والحســابات الوطنيــة وكيفيــة توزيــع النفقــات العمومية‬
‫وأهــم مؤشـرات الماليــة العمومية‪،‬‬

‫–المعلومات المتوفرة لديه حول البرامج والخدمات االجتماعية‪.‬‬ ‫ ‬


‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫ وقــد قضــت الهيئــة فــي القضيــة عــدد ‪ 2018/ 47‬بــأن الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ألــزم الهيــاكل الخاضعــة ألحكامــه بــأن تنشــر وتضــع علــى ذمــة العمــوم علــى‬
‫مواقــع الــواب الخاصــة بهــا‪ ،‬الصفقــات العموميــة المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي تعتــزم الهيــاكل المعنيــة إبرامهــا‬
‫ونتائــج تنفيذهــا‪ ،‬وذلــك حتــى فــي صــورة عــدم وجــود مطالــب نفــاذ إليهــا‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــإن الصفقــات العموميــة المبرمجــة‬
‫يتعيــن علــى المشــتري‬‫والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي يعتــزم الهيــكل إبرامهــا ونتائــج تنفيذهــا تعـ ّـد مــن المعلومــات التــي ّ‬
‫العمومــي وســائر الجهــات المتداخلــة نشــرها بمبــادرة منهــم‪ .‬فقــد قضــت الهيئــة فــي القضيــة عــدد ‪ 47/2018‬بتاريــخ ‪ 3‬مــاي‬
‫‪ 2018‬بمناســبة الطعــن فــي رفــض والــي جندوبــة المطلــب الــذي تقدمــت بــه منظمــة «مجلــس الشــباب التونســي» قصــد‬
‫النفــاذ إلــى مجموعــة مــن الوثائــق مــن ضمنهــا «ملــف إعــان طلــب العــروض المتع ّلــق بمحـ ّـول وجســر «الملجــة الكحلــة»‪،‬‬
‫ـأن‪ »:‬النفــاذ إلــى طلبــات العــروض المتع ّلقــة بالصفقــات العموميــة يعتبــر مــن الضمانــات الهامــة التــي تخـ ّـول للعمــوم‬ ‫بـ ّ‬
‫متابعــة شــفافية إجـراءات إســناد هــذه الصفقــات وتنفيذهــا» وأضافــت الهيئــة أنــه‪ »:‬عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬ألــزم الفصــل ‪ 6‬مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬الهيــاكل الخاضعــة ألحكامــه بــأن تنشــر‬ ‫القانــون أ‬
‫وتضــع علــى ذمــة العمــوم علــى مواقــع الــواب الخاصــة بهــا‪ ،‬الصفقــات العموميــة المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي‬
‫تعتــزم الهيــاكل المعنيــة إبرامهــا ونتائــج تنفيذهــا‪ ،‬وذلــك حتــى فــي صــورة عــدم وجــود مطالــب نفــاذ إليهــا»‪.4‬‬
‫ كمــا ال يمكــن التعـ ّـرض لمحتــوى النفــاذ دون التعـ ّـرض لم ّلــف الصفقــة والبيانــات الضروريــة التــي يجــب أن تتو ّفــر‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬المــؤرخ فــي ‪ 14‬مــارس ‪ 2014‬المتع ّلــق بالصفقــات العموميــة علــى أنــه‬ ‫فيهــا‪ .‬ولقــد نــص الفصــل ‪ 30‬مــن أ‬
‫ّ‬
‫تبــرم الصفقــات كتابيــا فــي وثيقــة ماديــة أو ال ماديــة وتكــون الصفقــة ملفــا وحيــدا يتضمــن كراســات الشــروط والعــرض‪.‬‬
‫يجب أن تنص الصفقة على أ‬
‫القل على البيانات التالية‪:‬‬
‫ ‪1.‬حديد أ‬
‫الطراف المتعاقدة‪،‬‬
‫ ‪2.‬موضوع الصفقة‪،‬‬
‫ ‪3.‬بند تحفيز المناولة الوطنية‪،‬‬
‫ ‪4.‬تعداد الوثائق المدرجة بالصفقة مع ترتيبها حسب أ‬
‫الولوية‪،‬‬

‫‪ - 4‬القضية عدد ‪ 47/2018‬بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪18‬‬
‫ ‪5.‬مبلغ الصفقة مع بيان ما إذا كان الثمن ثابتا أو قابال للمراجعة‪،‬‬
‫ ‪6.‬أجل التنفيذ وكذلك غرامات الـتأخير‪،‬‬
‫ ‪7.‬شروط تسليم الطلبات موضوع الصفقة وقبولها‪،‬‬
‫ ‪8.‬شروط الخالص وآجال الدفع‪،‬‬
‫ ‪9.‬حاالت وشروط الفسخ‪،‬‬
‫ ‪10.‬إجراءات تسوية النزاعات‪،‬‬
‫ ‪11.‬تعيين المحاسب العمومي المكـلف بالدفع أو العون المؤهـل لذلك‪،‬‬
‫ ‪12.‬تاريخ إبرام الصفقة‪.‬‬
‫أ‬
‫ميــز بيــن النشــر التلقائــي للمعلومــة‬‫وجديــر بالبيــان أن القانــون الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي وف ًقــا ألحــكام الفصــول ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬منــه وبيــن النفــاذ إلــى المعلومــة بطلــب‪ .‬ولقــد أكــدت الهيئــة‬
‫المدعــى عليهــا االســتناد إلــى أحــكام الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون والمتع ّلقــة بنشــر المعلومــة بمبــادرة‬
‫أنــه ال يمكــن بالتالــي للجهــة ّ‬
‫أ‬
‫قدمــت بشــأنها مطالــب نفــاذ وا ّلتــي تظـ ّـل خاضعــة للحــكام المن ّظمــة‬ ‫مــن الهيــكل المعنــي لرفــض إتاحــة المعلومــات ا ّلتــي ّ‬
‫أ‬
‫للنفــاذ إلــى المعلومــة بطلــب وخاصــة منهــا الفصــول مــن ‪ 24‬إلــى ‪ 28‬مــن القانــون الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة‪.5‬‬
‫الطــراف المتنافســة أو‬ ‫ والمتأمــل فــي فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ للمعلومــة يســتنتج تنــوع الوثائــق التــي يطلــب أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالبـرام وبالتنفيــذ بمختلــف مراحلــه‪ .‬ومــن بيــن هــذه الوثائــق يمكــن‬‫مكونــات المجتمــع المدنــي الحصــول عليهــا والتــي تتع ّلــق إ‬‫ّ‬
‫ذكــر النســخ المتعلقــة ب‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫ • إ‬
‫اللتزام‬
‫‪7‬‬ ‫ •جدول أ‬
‫السعار‬
‫‪8‬‬
‫ •كراسي الشروط إ‬
‫الدارية والفنية‬
‫‪9‬‬
‫ •تقرير فرز العروض المصادق عليه من قبل لجنة الصفقات‬
‫‪10‬‬
‫ •ملف طلب العروض‬
‫‪11‬‬
‫ •جداول المبالغ التي وقع سدادها للمقاول‬

‫‪ - 5‬أنظر قضية عدد ‪ 567‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪.2019‬‬


‫‪ - 6‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /02‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ - 7‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /03‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ - 8‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /04‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ - 9‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /06‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ - 10‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /47‬بتاريخ ‪ 03‬ماي ‪.2018‬‬
‫‪ - 11‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /72‬بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪.2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪19‬‬
‫‪12‬‬
‫ • القيمة المالية للصفقة‬
‫‪13‬‬
‫ •كراس الشروط الخاصة بالصفقة‬
‫‪14‬‬
‫ •العرض الفني والمالي الذي ّ‬
‫تقدمت به الشركة التي آلت لها الصفقة‬
‫‪15‬‬
‫ •تقرير التفقّد المتعلق بانجاز القسط الرابع من مشروع الطريق السيارة صفاقس‪ -‬قابس‬
‫‪16‬‬
‫ •كراس الشروط المعتمدة في خصوص طلبات العروض الدولية المتعلقة بإصالح محركات الطائرات‬
‫ •طلــب عــروض متعلــق بتنفيــذ برنامــج وزارة الرياضــة لمواكبــة مشــاركة المنتخــب الوطنــي التونســي فــي كأس العالــم‬
‫‪.201817‬‬
‫‪18‬‬
‫ •عقد الصفقة‬
‫‪19‬‬
‫ •الوثائق التي ّ‬
‫تقدمت بها الجهة التي آلت إليها طلب العرض‬
‫‪20‬‬
‫ •جميع الوثائق المتصلة بإجراءات وتنفيذ طلب العروض الخاص بتنظيم منتدى دولي‬
‫‪21‬‬
‫ •محضر لجنة فتح العروض‬
‫‪22‬‬
‫ •محضر لجنة الصفقات‬
‫‪23‬‬
‫ •تقرير تقييم العروض المتعلقة بصفقة‬
‫‪24‬‬
‫ •تقرير فرز العروض‬
‫ •عقــود الصفقــات العموميــة للمشــاريع التــي هــي فــي طــور إ‬
‫النجــاز وكذلــك المتعلقــة بالســنوات ‪2017-2019‬‬
‫‪25‬‬
‫بالنســبة لبلديــة الســبيخة‬
‫‪26‬‬
‫ •وثائق متعلقة بصفقة تهيئة مسرح الهواء الطلق بمدينة إريانة‬

‫‪ - 12‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /72‬بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪2018‬‬


‫‪ - 13‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /72‬بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪2018‬‬
‫‪ - 14‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /72‬بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪2018‬‬
‫‪ - 15‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /73‬بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫‪ - 16‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2019 /263‬بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪2019‬‬
‫‪ - 17‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /265‬بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2019‬‬
‫‪ - 18‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /265‬بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2019‬‬
‫‪ - 19‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /265‬بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2019‬‬
‫‪ - 20‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2019 /350‬بتاريخ ‪ 25‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ - 21‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /523-499‬بتاريخ ‪ 27‬جوان ‪2019‬‬
‫‪ - 22‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2018 /523-499‬بتاريخ ‪ 27‬جوان ‪2019‬‬
‫‪ - 23‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2019 /511‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪2019‬‬
‫‪ - 24‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2020 /1192‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪2020‬‬
‫‪ - 25‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2019 /1393‬بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر ‪2019‬‬
‫‪ - 26‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2020 /1676‬بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪20‬‬
‫ •طلب العروض الدولي لشراء تحاليل سريعة لفيروس كوفيد‪-1927‬‬
‫ •محاضر التسليم‬
‫القل‪:‬‬‫ ومن المفيد في هذا المجال إبراز مالحظتين على أ‬

‫الســعار والتــي ينــدرج ضمــن الوثائــق القابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الش ـركات‬ ‫أ‬
‫الولــى‪ :‬يتعيــن التمييــز بيــن جــدول أ‬
‫ّ‬
‫المشــاركة فــي طلــب العــروض وجــداول اســعار التفصيليــة التــي يمكــن اعتبارهــا ضمــن زمــرة الوثائــق غيــر القابلــة للنفــاذ إليهــا‬
‫بحكــم تعلقهــا أ‬
‫بالس ـرار الصناعيــة واالســتراتيجيات التجاريــة‪.28‬‬
‫الثانيــة‪ :‬فــي القضيــة عــدد ‪ 265/2018‬بتاريــخ ‪ 17‬جانفــي ‪ ،2019‬حيــث طلبــت منظمــة « أنــا يقــظ» مــن وزيــر الشــباب‬
‫والرياضــة الحصــول علــى جميــع الوثائــق المتعلقــة بطلــب العــروض عــدد ‪ 10/2018‬المتعلــق بتنفيــذ برنامــج الــوزارة لمواكبــة‬
‫الســفار التــي تحصلــت علــى‬ ‫مشــاركة المنتخــب الوطنــي التونســي فــي كأس العالــم روســيا ‪ 2018‬والمتمثلــة فــي‪ :‬وكالــة أ‬
‫صفقــة تنظيــم الرحــات إلــى روســيا مــن طــرف وزارة الشــباب والرياضــة‪ ،‬نســخة مــن جميــع الوثائــق التــي تقدمــت بهــا وكالــة‬
‫السفارونســخة مــن طلــب العــروض أو‬ ‫الســفار للمشــاركة والفــوز بالصفقــة ونســخة مــن العقــد المبــرم بيــن الــوزارة ووكالــة أ‬ ‫أ‬
‫الســفار قصــد تنظيــم الرحــات إلــى روســيا‪ .‬وقــد اعتبــرت الهيئــة أنّــه‪»:‬‬ ‫االستشــارة التــي قامــت بهــا الــوزارة الختيــار وكالــة أ‬
‫يتبيــن باالطــاع علــى الوثائــق المدلــى بهــا مــن قبــل الــوزارة المدعــى عليهــا أن المعلومــات المضمنــة بالوثائــق المطلوبــة ال‬
‫أن «‬‫تنــدرج ضمــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة»‪ .‬وأضافــت ّ‬
‫حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون فــي تكريــس مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ومــن شــأنه أن يدعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة»‪.29‬‬
‫الســفار‬ ‫السـرار التجاريــة لوكالــة أ‬
‫لئــن يعتبــر موقــف الهيئــة إيجابيــا بالنســبة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنــه يهــدد أ‬
‫ّ‬
‫المدعيــة تع ّلــق بمجموعــة مــن الوثائــق التــي مــن ضمنهــا « نســخة مــن جميــع الوثائــق‬ ‫أن طلــب ّ‬ ‫الفائــزة بالصفقــة‪ ،‬باعتبــار ّ‬
‫أ‬
‫أن مــن ضمــن هــذه الوثائــق توجــد الثمــان‬ ‫أ‬
‫التــي تقدمــت بهــا وكالــة الســفار للمشــاركة والفــوز بالصفقــة «‪ ،‬وغنـ ّـي عــن البيــان ّ‬
‫التفصيليــة و الملــف الفنـ ّـي‪...‬‬

‫‪ - 27‬أنظر مثال‪ :‬قضية عدد ‪ 2021 /2055-2054‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪2021‬‬


‫‪ - 28‬أنظــر مثــا‪ :‬قضيــة عــدد ‪ 2018 /02‬بتاريــخ ‪ 07‬مــارس ‪ .2018‬أنظــر أيضــا‪ :‬قضيــة عــدد ‪ 2018 /03‬بتاريــخ ‪ 07‬مــارس ‪ .2018‬قضيــة عــدد ‪ 2020 /1676‬بتاريــخ‬
‫‪ 22‬أكتوبــر ‪.2020‬‬
‫‪ - 29‬القضية عدد ‪ 2018/265‬بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪21‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫تحقيق أهداف القانون‬
‫ّ‬
‫في مادة الصفقات العمومية‬

‫يهــدف قانــون النفــاذ للمعلومــة حســب صريــح أحــكام الفصــل أ‬


‫ال ّول منــه إلــى ضمــان حـ ّـق كل شــخص طبيعــي أو‬
‫معنــوي فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بغــرض‪:‬‬

‫–الحصول على المعلومة‪،‬‬ ‫ ‬


‫–تعزيز مبدأي الشفافية والمساءلة‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بالتصرف في المرفق العام‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تحسين جودة المرفق العمومي ودعم ال ّثقة في الهياكل الخاضعة ألحكام هذا القانون‪،‬‬ ‫ ‬
‫–دعم مشاركة العموم في وضع السياسات العمومية ومتابعة تنفيذها وتقييمها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–دعم البحث العلمي‪.‬‬ ‫ ‬
‫وال تبتعد أهداف قانون النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية عن أهداف هذا القانون بصفة عامة‪.‬‬

‫ّ‬
‫الف ــرع األول – لمح ــة ع ــن أه ــداف القان ــون مثلم ــا وردت بالفص ــل‬
‫األول من ــه‬

‫الهــداف وفقــا لفقــه قضــاء الهيئــة فــي مــادة الصفقــات العموميــة بتعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة‪،‬‬ ‫تع ّلقــت أهــم أ‬
‫وخاصــة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‪ ،‬تحســين جــودة المرفــق العمومــي ودعــم ال ّثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام هــذا القانــون ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪ .‬فغالبــا مــا تكــون‬
‫الصياغــة المعتمــدة علــى النحــو التالــي‪ « :‬وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أو معنــوي‪ ،‬تــم تنظيــم طــرق وإجـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫ّ‬
‫‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع‬
‫السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا»‪.30‬‬

‫‪ - 30‬أنظر مثال‪:‬‬
‫ – قضية عدد ‪ 2018 /02‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 2018 /03‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 2018 /04‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 2018 /06‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪.2018‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 2018 /31‬بتاريخ ‪ 05‬جويلية ‪2018‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 2018 /211‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪.2018‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 2019 /627‬بتاريخ ‪ 12‬سبنمبر ‪2019‬‬
‫ –قضية عدد ‪ 1282‬بتاريخ ‪ 16‬جوان ‪2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪22‬‬
‫لكــن الهيئــة اعتمــدت بعــض الصياغــات المختلفــة نســبيا ولــو أنهــا تتعلــق بنفــس الهــدف‪ .‬ففي القضيــة عــدد ‪194/2018‬‬
‫بتاريــخ ‪ 4‬أكتوبــر ‪ 2018‬قضــت الهيئــة بــأن تمكيــن العارضــة مــن نســخة مــن تقريــر لجنــة فــرز العــروض الخــاص بمشــروع‬
‫إعــادة تهيئــة مضمــار ألعــاب القــوى والملعــب المعشــب بالمعهــد العالــي للرياضــة والتربيــة البدنيــة بقصــر الســعيد‪ ،‬ينصهــر‬
‫الهــداف أ‬
‫الساســية ا ّلتــي يســعى الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها والمتم ّثلــة خاصــةً فــي تكريــس‬ ‫ضمــن تحقيــق أ‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بإســناد الصفقــات العموميــة‪.‬‬
‫وفــي القضيــة عــدد ‪ 2018/ 265‬بتاريــخ ‪ 17‬جانفــي ‪ 2019‬جــاء فــي ق ـرار الهيئــة مــا يلــي « حيــث تهــدف الدعــوى إلــى‬
‫المكونــة للملــف‬
‫ّ‬ ‫إل ـزام وزيــرة الشــباب والرياضــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة مــن الوثائــق‬
‫الخــاص بطلــب العــروض عــدد‪ 10/2018‬المتعلــق بتنفيــذ برنامــج الــوزارة لمواكبــة مشــاركة المنتخــب الوطنــي التونســي فــي‬
‫الســفار التــي تحصلــت علــى صفقــة تنظيــم الرحــات إلــى روســيا ونســخة مــن‬ ‫كأس العالــم روســيا ‪ 2018‬والمتمثلــة فــي‪ :‬وكالــة أ‬
‫الســفار للمشــاركة والفــوز بالصفقــة ونســخة مــن العقــد المبــرم بيــن الــوزارة ووكالــة‬ ‫جميــع الوثائــق التــي تقدمــت بهــا وكالــة أ‬
‫الســفار قصــد تنظيــم الرحــات‬ ‫الســفار ونســخة مــن طلــب العــروض أو االستشــارة التــي قامــت بهــا الــوزارة الختيــار وكالــة أ‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫إلــى روســيا‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وحيــث يتبيــن باالطــاع علــى الوثائــق المدلــى بهــا مــن قبــل الــوزارة المدعــى عليهــا أن المعلومــات المضمنــة بالوثائــق‬
‫المطلوبــة ال تنــدرج ضمــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون‬
‫فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ومــن شــأنه أن يدعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫العمومية‪.‬‬
‫وحيث يتجه تأسيسا على ذلك‪ ،‬االستجابة إلى طلب العارضة في الحصول على نسخة من الوثائق المطلوبة»‪.‬‬
‫ولقــد أضافــت الهيئــة هــدف آخــر يتمثــل فــي حســن التصــرف فــي أ‬
‫المــوال العموميــة‪ .‬ففــي القضيــة عــدد ‪2018/ 350‬‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫بتاريــخ ‪ 25‬أفريــل ‪ 2019‬اعتبــرت الهيئــة أن إتاحــة الوثائــق للعــارض ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الساســي المتعلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل‬
‫الخاضعــة ألحــكام القانــون وضمــان حســن التصــرف فــي أ‬
‫المــوال العموميــة‪ .‬كمــا قضــت فــي القضيــة عــدد ‪ 2018/ 377‬بتاريــخ‬
‫‪ 18‬أفريــل ‪ 2019‬أن تمكيــن العارضــة مــن االطــاع علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة‬
‫إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة‪ ،‬ويســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي‬
‫متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪23‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الف ــرع الثان ــي – األه ــداف الت ــي ت ــم التركي ــز عليه ــا ف ــي م ــادة‬
‫الصفقــات‬
‫من أ‬
‫الهداف التي ّتم التركيز عليها يمكن ذكر‪:‬‬
‫أن النفــاذ إلــى طلبــات‬ ‫ ‪1.‬متابعــة شــفافية اجـراءات إســناد الصفقــة وتنفيذهــا‪ .‬فقــد ّ‬
‫صرحــت الهيئــة بمــا يلــي‪« :‬وحيــث ّ‬
‫العــروض المتع ّلقــة بالصفقــات العموميــة يعتبــر مــن الضمانــات الهامــة التــي تخـ ّـول للعمــوم متابعــة شــفافية‬
‫إجـراءات إســناد هــذه الصفقــات وتنفيذهــا‪ .‬وحيــث يغــدو تأسيســا علــى مــا ســبق‪ ،‬رفــض تمكيــن المن ّظمــة ّ‬
‫المدعيــة‬
‫واقعــا وقانونًا‪،‬‬
‫مــن نســخة مــن ملــف طلــب العــروض الخــاص بمحـ ّـول وجســر «الملجــة الكحلــة» مفتقـ ًـدا لمــا يبـ ّـرره ً‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة مــن هــذا‬ ‫أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه االســتجابة إلــى الدعــوى وإل ـزام الجهــة ّ‬
‫الملــف وختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا بخصــوص مطالــب النفــاذ إلــى بقيــة الوثائــق ا ّلتــي تـ ّـم‬
‫تمكيــن المن ّظمــة ّ‬
‫المدعيــة مــن الحصــول علــى نســخ منهــا‪.31‬‬
‫ ‪2.‬دعــم مشــاركة المواطنيــن ومنظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة عمليــات تنفيــذ الصفقــة وتقييمهــا‪ .‬فقــد جــاء‬
‫والســكان والتهيئــة الترابيــة بتمكيــن‬
‫فــي ق ـرار الهيئــة مــا يلــي «حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام وزيــر التجهيــز إ‬
‫الســيارة‬
‫ّ‬ ‫العارضــة مــن نســخ ورقيــة مــن تقريــر التفقّــد المتع ّلــق بإنجــاز القســط الرابــع مــن مشــروع الطريــق‬
‫المســداة لمجمــع ‪ ....‬مقابــل تنفيــذه لهــذا القســط مــن المشــروع‬ ‫صفاقــس‪ -‬قابــس ومــن جــدول المبالــغ الماليــة ُ‬
‫تقدمــت بــه الشــركة ونســخة مــن تقريــر‬ ‫وكـراس شــروط الصفقــة وقيمتهــا الماليــة والعــرض الف ّنــي والمالــي ا ّلــذي ّ‬
‫التف ّقــد المتعلــق بالمشــروع‪ ،‬وكذلــك نســخة ورقيــة تحــدد عــدد القضايــا المرفوعــة مــن قبــل الشــركة بوصفهــا‬
‫الخــاالت ا ّلتــي شــابت الصفقــات المنجــزة خــال الفتــرة الممتــدة مــن ســنة ‪ 2011‬إلــى موفــى‬ ‫مدعيــة فــي شــأن إ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫ســنة ‪ ،2017‬اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانونــن الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــإن تمكيــن العارضــة مــن مثــل هــذه الوثائــق ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون‬ ‫وحيــث خالفــا لذلــك‪ّ ،‬‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بمختلــف مراحــل انجــاز الطلــب العمومــي انطالقــا‬
‫مــن إج ـراءات إب ـرام الصفقــة مــرورا بمراحــل تنفيذهــا إلــى حيــن إنجازهــا النهائــي‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة‬
‫المواطنيــن ومنظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة عمليــات التنفيــذ وتقييمهــا‪.32‬‬
‫نصــت‬‫والواقــع أن موقــف هيئــة النفــاذ للمعلومــة ينســجم مــع مــا ذهبــت إليــه مجلــة الجماعــات المحليــة عندمــا ّ‬
‫الجراءات‪ ‬والوســائل التــي‬
‫علــى أنــه « تلتــزم الجماعــات المحليــة بضمــان شــفافية التصــرف والتســيير وتتخــذ كل إ‬
‫بالطــاع علــى المعلومــات المتعلقــة خاصــة بـــ ‪:‬‬
‫تســمح إ‬
‫–مشاريع القرارات الترتيبية للجماعة المحلية‬ ‫ ‬
‫–التسيير المالي‬ ‫ ‬
‫–التصرف في أ‬
‫المالك‬ ‫ ‬
‫–العقود المبرمة من طرف الجماعة المحلية‬ ‫ ‬
‫– أ‬
‫الشغال واالستثمارات المزمع انجازها من طرف الجماعة المحلية»‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ - 31‬قضية عدد ‪ 2018 /47‬بتاريخ ‪ 03‬ماي ‪.2018‬‬
‫‪ - 32‬قضية عدد ‪ 2018 /73‬بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪.2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪24‬‬
‫ ‪3.‬دعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪ .‬فقــد قضــت الهيئــة بمــا يلــي‪ :‬حيــث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام بلديــة‬
‫النجــاز‪ ،‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي‬
‫الســبيخة بتمكيــن العــارض مــن نســخة مــن الصفقــات العموميــة التــي فــي طــور إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬أن تبــدي آراء بخصــوص هــذه المطالــب ثــم تتولــى الحقــا البـ ّ‬
‫ـت فــي‬
‫القضايــا المتع ّلقــة بهــا‪.‬‬
‫أن تســليم العــارض نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مــن شــأنه أن يســاهم بصفــة مباشــرة فــي تكريــس‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العموميــة‪ ،‬كمــا مــن شــأنه أن يد ّعــم ال ّثقــة فــي‬
‫مبــدأي ّ‬
‫الهيــاكل العموميــة علــى المســتوى المح ّلــي‪.33‬‬
‫ ‪4.‬مشــاركة العمــوم فــي مراقبــة مــدى احتـرام الهيــاكل العموميــة للنصــوص والتراتيــب المتعلقــة بالطلــب العمومــي‪.‬‬
‫فبالنظــر لتع ّلــق المســألة بالمنافســة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي وتكافــؤ الفــرض فقــد أكــدت الهيئــة أن «‬
‫الهــداف أ‬
‫الساســية لقانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫حصــول العارضــة علــى نســخة مــن هــذا الملــف يســمح بتحقيــق أ‬
‫الراميــة أساســا إلــى تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي مرفــق تنافســي يرجــع إلــى‬
‫الــوزارة المدعــى عليهــا ضمــان ظــروف المنافســة المقبولــة فيــه‪ ،‬كمــا يســمح بمشــاركة العمــوم فــي مراقبــة مــدى‬
‫احتـرام الهيــاكل العموميــة للنصــوص والتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪.34‬‬
‫ ‪5.‬تكريــس مبــادئ المســاءلة والحوكمــة الرشــيدة فــي مجــال إبـرام الصفقــات العموميــة‪ .‬وفــي هــذا المجــال ذهبــت‬
‫المدعيــة علــى الوثيقــة الم ّتصلــة بإج ـراءات إب ـرام الصفقــة والمتمثلــة فــي تقريــر فــرز‬
‫الهيئــة إلــى أن «حصــول ّ‬
‫العــروض المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة الصفقــات والتــي تســمح بمتابعــة مــدى إحت ـرام‬
‫الساســية المتصلــة‬ ‫المشــتري العمومــي لشــفافية الج ـراءات فــي مجــال إب ـرام الصفقــات العموميــة وللمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫بالمنافســة وحريــة المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي علــى ذلــك الســاس تُعـ ّـد وثيقــة قابلــة‬
‫للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الش ـركات المشــاركة فــي طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل‬
‫العمــوم‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــادئ الشــفافية والمســاءلة والحوكمــة‬
‫الرشــيدة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحديــدا فــي مجــال إب ـرام الصفقــات العموميــة‪.‬‬
‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة بهــذا الخصــوص وإلـزام والــي‬
‫منوبــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة مــن تقريــر فــرز العــروض المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة‬
‫الصفقــات المتعلــق بإعــادة تعشــيب ملعــب كــرة القــدم بالمركــب الرياضــي بمنوبــة»‪.35‬‬
‫ ‪6.‬دعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام ومــن متابعــة مــدى احت ـرام المشــتري‬
‫الطــار قضــت الهيئــة فــي‬ ‫أ‬
‫الج ـراءات وللمبــادئ الساســية المتصلــة بالمنافســة‪ .‬وفــي هــذا إ‬ ‫العمومــي لشــفافية إ‬
‫قضيــة تتعلــق بصفقــة اقتنــاء تحاليــل ســريعة لتقصــي فيــروس كوفيــد ‪ -19‬أنــه «وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال‬
‫التحقيــق فــي الدعــوى وبالرجــوع إلــى أحــكام أ‬
‫المــر المذكــور‪ ،‬أن الهيئــة العليــا للطلــب العمومــي بوصفهــا جهــاز‬
‫والجـراءات المنظمــة للصفقــات العموميــة‪ ،‬تتوفــر بالضــرورة‬ ‫رقابــي ومرجــع أساســي فــي ّكل مــا يتعلــق بالتراتيــب إ‬
‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة ال‬‫علــى الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة و ّ‬

‫‪ - 33‬قضية عدد ‪ 1393‬بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر ‪.2020‬‬


‫‪ - 34‬قضية عدد ‪ 121‬بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫‪ - 35‬قضية ‪ 1192‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪.2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪25‬‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى‬
‫ينــدرج ضمــن ّ‬
‫المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فــإن حصولهــا عليهــا إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى‬
‫تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون كمــا يســمح‬
‫بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام ومــن متابعــة مــدى احت ـرام المشــتري‬
‫الساســية المتصلــة بالمنافســة»‪.36‬‬‫العمومــي لشــفافية الج ـراءات وللمبــادئ أ‬
‫إ‬

‫‪ - 36‬قضية عدد ‪ 2055-2045‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪26‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫استثناءات الحق في النفاذ إلى المعلومة‬
‫ّ‬
‫في مادة الصفقات العمومية‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫ اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر‬
‫المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد‬
‫حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪ .‬وفــي صــورة الرفــض يتـ ّـم إعــام طالــب النفــاذ بذلــك بجــواب مع ّلــل‪ ،‬وينتهــي مفعــول‬
‫الرفــض بــزوال أســبابه المبينــة فــي الجــواب علــى مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫شدد على أنه ال تنطبق االستثناءات المنصوص عليها بالفصل ‪ 24‬من هذا القانون‪:‬‬
‫ لكن الفصل ‪ّ 26‬‬

‫–علــى المعلومــات الضروريــة بغايــة الكشــف عــن االنتهــاكات الفادحــة لحقــوق إ‬


‫النســان أو جرائــم الحــرب أو البحــث فيهــا‬ ‫ ‬
‫تتبــع مرتكبيهــا‪ ،‬مــا لــم يكــن فــي ذلــك مســاس بالمصلحــة العليــا للدولــة‪.‬‬
‫أو ّ‬
‫–عنــد وجــوب تغليــب المصلحــة العامــة علــى الضــرر الــذي يمكــن أن يلحــق المصلحــة المزمــع حمايتهــا لوجــود تهديــد‬ ‫ ‬
‫خطيـــر للصحة أو السالمـــة أو المحيط أو جــراء حدوث فعـــل إجرامـــي‪.‬‬
‫أمــا إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جز ّئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و ‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا‬
‫يمكــن النفــاذ إليهــا‪ ،‬وفقــا ألحــكام الفصــل ‪ ،27‬إال ّ بعــد حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا‪.‬‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬المتعلــق بتنظيــم الصفقــات‬ ‫ومــن جهتــه‪ ،‬نــص الفصــل ‪ 174‬مــن أ‬
‫تحصــل بســبب وظائفــه أو المهــام المســندة إليــه علــى‬
‫العموميــة علــى أنــه يجــب علــى المشــتري العمومــي وعلــى أي شــخص ّ‬
‫معلومــات أو معطيــات سريـــــة تتعلــق بصفقــة أو بإبرامهــا أو تنفيذهــا ســواء قدمهــا المترشــحون أو المتعهــدون أو المقاولــون‬
‫بالس ـرار الفنيــة أو التجاريــة والجوانــب الســرية للعــروض أن ال يفشــي أي مــن هــذه‬ ‫أو مســدو الخدمــات تتعلــق خاصــة أ‬
‫المعلومــات والمعطيــات‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فــإن حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يمــارس فــي إطــار ضوابــط واســتثناءات محــددة بالنــص وتتعلــق إمــا بشــكل‬
‫المعلومــة أو طبيعتهــا أو حــدود النفــاذ إليهــا مــن حيــث مساســها بحقــوق أخــرى محميــة‪ .37‬فــا بــد مــن التمييــز بيــن الوثائــق‬
‫والمعلومــات القابلــة للنفــاذ وتلــك غيــر القابلــة للنفــاذ أو القابلــة للنفــاذ المحــدود‪.‬‬

‫أ‬
‫‪ - 37‬أنظــر دليــل النفــاذ للمعلومــة الخــاص بالهيــاكل الخاضعــة للقانــون الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ للمعلومــة‪ ،‬إعــداد هيئــة النفــاذ للمعلومــة بدعــم‬
‫القتصاديــة‪.2019 ،‬‬ ‫مــن منظمــة التعــاون والتنميــة إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪27‬‬
‫ّ‬
‫الفرع األول – عدم توفر المعلومة‬

‫يعــود عــدم تو ّفــر المعلومــات حســب مــا ورد فــي ق ـرارات الهيئــة فــي مــادة الصفقــات إلــى عــدم الوجــود المــادي‬
‫للوثيقــة مــن جهــة أو أنهــا بحــوزة القضــاء مــن جهــة أخــرى‪.‬‬

‫الفقرة أ‬
‫الولى – وثيقة غير موجودة‬
‫اســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ للمعلومــة علــى اشــتراط الوجــود المــادي والفعلــي للمعلومــة أو الوثيقــة المطلوبــة‪ .‬ففــي‬
‫القضيــة عــدد ‪ 72/2018‬بتاريــخ ‪ 02‬أوت ‪ 2018‬أكــدت الهيئــة مــا يلــي « حيــث طلبــت العارضــة بالحصــول علــى نســخة مــن‬
‫المتضمنــة لعــدد القضايــا المرفوعــة مــن‬
‫ّ‬ ‫تقريــر التف ّقــد المتع ّلــق بمشــروع الطريــق الســيارة صفاقــس‪ -‬قابــس وعلــى الوثيقــة‬
‫الخــاالت ا ّلتــي شــابت الصفقــات المنجــزة خــال الفتــرة الممتـ ّـدة مــن ســنة ‪2011‬‬ ‫مدعيــة بخصــوص إ‬ ‫قبــل الشــركة بوصفهــا ّ‬
‫إلــى موفــى ســنة ‪.2017‬‬
‫أن التصـ ّـرف فــي الصفقــات ال يســمح‬ ‫المدعــى عليهــا بعــدم تو ّفــر هــذه الوثائــق لديهــا‪ّ ،‬‬
‫مبينــة ّ‬ ‫وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫تتضمــن خلـاً‪ ،‬وأضافــت أنّــه‬
‫بوجــود إخــاالت ف ّنيــة وأنّــه ال يمكــن المــرور إلــى المرحلــة المواليــة إذا كانــت المرحلــة الســابقة ّ‬
‫الدارة أو مكتــب الدراســات أو مكتــب المراقبــة أو‬ ‫فــي مثــل هــذه الحــاالت يتــم رفــع الخلــل حــال مالحظتــه مــن قبــل مم ّثــل إ‬
‫مكتــب التحاليــل المخبريــة وفــي أقصــى الحــاالت يتـ ّـم فســخ الصفقــة طب ًقــا للتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪ ،‬وبالتالــي فإنّــه ال‬
‫الخــاالت الف ّنيــة‪.‬‬
‫وجــود لقضايــا مرفوعــة مــن الشــركة بخصــوص إ‬
‫ـإن ممارســة هــذا‬
‫وحيــث ولئــن يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فـ ّ‬
‫الحــق واالنتفــاع بــه يظـ ّـل مرتب ًطــا بمــدى ثبــوت الوجــود المــادي والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا‪،‬‬
‫وحيــث لــم يثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي القضيــة الوجــود المــادي لهــذه الوثائــق لــدى الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫وبالتالــي فإنّــه ال يمكــن االســتجابة لطلــب العارضــة فــي الحصــول علــى نســخ منهــا‪ ،‬المــر ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن معــه رفــض هــذا‬
‫الطلــب»‪.‬‬
‫غيــر أن الهيئــة لــم تتــر ّدد فــي طلــب نفــس الوثيقــة المتعلقــة بنفــس الصفقــة متــى تـ ّـم توجيــه الطلــب للجهــة التــي‬
‫تتحـ ّـوز فعــا بالوثيقــة‪ .‬فقــد قضــت الهيئــة فــي القضيــة عــدد ‪ 073/2018‬بتاريــخ ‪ 20‬ديســمبر ‪ 2018‬بمــا يلــي‪« :‬حيــث تهــدف‬
‫والســكان والتهيئــة الترابيــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخ ورقيــة مــن تقريــر التف ّقــد المتع ّلــق‬
‫الدعــوى إلــى إلـزام وزيــر التجهيــز إ‬
‫بإنجــاز القســط الرابــع مــن مشــروع الطريــق السـ ّـيارة صفاقــس‪ -‬قابــس‪.‬‬
‫والســكان والتهيئــة الترابيــة‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق مهــام التحقيــق الموكولــة إليهــا مراســلة وزيــر التجهيــز إ‬
‫ـول احت ـرام‬‫كالدالء بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة غيــر أنــه لــم يتـ ّ‬
‫إلبــداء ملحوظاتــه بخصــوص الدعــوى الموجهــة إليــه إ‬
‫إج ـراءات التحقيــق رغــم التنبيــه عليــه فــي الغــرض‬
‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تتـ ّـم ممارســته طب ًقــا‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫للج ـراءات والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫إ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن أ‬
‫الهــداف أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪28‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المذكــور آنفــا أنّــه‬
‫بالمــن العــام‬ ‫ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حقوقــه الخاصــة ومعطياتــه‬
‫الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وحيــث أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ـإن تمكيــن العارضــة مــن مثــل هــذه الوثائــق ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة‬
‫وحيــث خالفــا لذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بمختلــف مراحــل انجــاز الطلــب العمومــي انطالقــا مــن إجـراءات إبـرام‬
‫الصفقــة مــرورا بمراحــل تنفيذهــا إلــى حيــن إنجازهــا النهائــي‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة المواطنيــن ومنظمــات المجتمــع‬
‫المدنــي فــي متابعــة عمليــات التنفيــذ وتقييمهــا‪.‬‬
‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلبــات العارضــة بهــذا الخصــوص وإلـزام الجهــة المدعــى‬
‫عليهــا بتمكينهــا مــن نســخ ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫ولقــد تب ّنــت الهيئــة نفــس موقفهــا المشــترط ضــرورة الوجــود المــادي للوثيقــة‪ .‬ففــي القضيــة عــدد ‪ 2507‬بتاريــخ ‪26‬‬
‫فيفــري ‪ 2020‬قضــت الهيئــة بمــا يلــي‪« :‬عــن الطلــب المتعلــق بعــدد االختبــارات الســريعة لجائحــة «كوفيــد‪ »-19‬التــي تحصلت‬
‫المدعــى عليهــا بعــدم تو ّفــر هــذه المعلومــات لديهــا‪،‬‬
‫عليهــا الدولــة التونســية فــي شــكل هبــات‪ .‬وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫بالش ـراف عليــه وزارة الصحــة‪.‬‬‫أن ملــف الهبــات المتعلــق بمجابهــة جائحــة «كوفيــد‪ »-19‬تكفلــت إ‬ ‫موضحــة ّ‬
‫ّ‬
‫أن ممارســة حــق النفــاذ إلــى المعلومــة واالنتفــاع بــه مرتبــط وثيــق االرتبــاط بمــدى ثبــوت الوجــود المــا ّدي‬
‫وحيــث ّ‬
‫والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬
‫وحيــث لــم يثبــت لــدى الهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي القضيــة الوجــود المــادي لهــذه المعلومــات لــدى الجهــة‬
‫ممــا ي ّتجــه معــه بالتالــي التصريــح برفــض هــذا الطلــب‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫الفقرة الثانية – وثيقة بحوزة القضاء‪.‬‬


‫تعتبــر الوثيقــة المحجــوزة لــدى قاضــي التحقيــق مــن الوثائــق غيــر القابلــة للنفــاذ إليهــا‪ .‬ففــي للقضيــة عــدد ‪374-‬‬
‫‪ 375/2018‬بتاريــخ ‪ 28‬مــارس ‪ 2019‬أكــدت الهيئــة مــا يلــي‪ « :‬حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام لشــركة‬
‫المكونــة لملــف الصفقــة عــدد ‪ 19/2016‬والصفقــة‬ ‫القطــب التنمــوي بقفصــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق ّ‬
‫عــدد ‪ 23/2016‬ال ّلذيــن تـ ّـم إبرامهمــا مــن قبــل الشــركة بعنــوان ســنة ‪ ،2016‬اســتنادا إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬
‫ـإن ممارســة هــذا الحـ ّـق‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فـ ّ‬ ‫وحيــث لئــن يعـ ّـد حـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة ح ّقــا أساسـ ّـيا لـ ّ‬
‫واالنتفــاع بــه يظـ ّـل مرتبطــا بمــدى ثبــوت الوجــود المــادي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪29‬‬
‫أن‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 12‬مــاي ‪ّ ،2017‬‬
‫وحيــث تبيــن مــن خــال مظروفــات الملــف‪ ،‬وخاصــة منهــا محضــر البحــث عــدد ‪ 588‬المـ ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة تـ ّـم حجزهــا فــي إطــار التحقيــق فــي القضيــة عــدد ‪ 20886/02‬والزالــت موجــودة لــدى قاضــي التحقيــق‬
‫المتع ّهــد بالبحــث فيهــا‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فإنّــه يتعــذّ ر بالتالــي إلزامهــا بتمكيــن‬
‫أن الوثائــق المطلوبــة غيــر متوفــرة لــدى الجهــة ّ‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت ّ‬
‫الدعــوى أصــا»‪.‬‬
‫يتعيــن معــه التصريــح برفــض ّ‬
‫ممــا ّ‬ ‫المن ّظمــة ّ‬
‫المدعيــة مــن نســخة منهــا‪ّ ،‬‬
‫وقــد انتهــت الهيئــة إلــى نفــس النتيجــة فيمــا يخــص الوثائــق التــي تكــون مشــمولة بقضايــا محـ ّـل نظــر مــن قبــل القضــاء‪.‬‬
‫ففــي القضيــة عــدد ‪ 1662‬بتاريــخ ‪ 16‬أكتوبــر ‪ 2020‬أكــدت الهيئــة مــا يلــي « وحيــث ولئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعــد‬
‫أن ممارســة هــذا‬ ‫حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي و هــو حــق دســتوري بمقتضــى الفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور‪ّ ،‬إل ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫الحــق واالنتفــاع بــه يبقــى خاضعــا لجملــة مــن الضوابــط و الشــروط التــي نــص عليهــا القانــون أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إضافــة إلــى عــدد مــن القواعــد الخــرى التــي اســتقر عليهــا فقــه القضــاء مجلــس‬
‫أن الوثائــق التــي‬
‫هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة مــن خــال القـرارات الصــادرة عنــه و منهــا القاعــدة الفقــه قضائيــة التــي تقتضــي ّ‬
‫تكــون مشــمولة بقضايــا محـ ّـل نظــر مــن قبــل القضــاء تكــون مســتثناة مــن حــق النفــاذ إليهــا و ذلــك حفا ًظــا علــى حســن ســير‬
‫القضاء‪.‬‬
‫أن الوثيقــة التــي تفيــد تســديد المتســوغ لمحطــة حمــام بنــت الجديــدي‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫المتجــه والحالــة تلــك‬ ‫أ‬
‫مكونــات ملــف قضيــة منشــورة أمــام القضــاء فإنــه يكــون مــن غيــر ّ‬ ‫للقســاط المطلوبــة منــه هــي مــن ّ‬
‫االســتجابة إلــى طلــب العــارض بخصــوص تمكينــه مــن النفــاذ إليهــا بمــا يتعيــن معــه ر ّد طلبــه مــن هــذا الجانــب‪.‬‬
‫أن وجــود قضيــة جاريــة لــدى المحكمــة االبتدائيــة بتونــس بيــن طرفــي الدعــوى بخصــوص‬ ‫لكــن الهيئــة ّنبهــت إلــى ّ‬
‫إجـراءات إســناد الصفقــة المعنيــة‪ ،‬ال يحــول فــي تقديــر الهيئــة‪ ،‬دون حــق العــارض فــي النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة تحقي ًقــا‬
‫لمقتضيــات الشــفافية والمســاءلة وذلــك بصــرف النظــر عــن مبــررات إقصائــه مــن الصفقــة المعنيــة وشــرعية مثــل هــذا‬
‫الج ـراء‪.38‬‬
‫إ‬

‫الفرع الثاني ‪ -‬حماية المعطيات الشخصية‬

‫تعتبــر حمايــة المعطيــات الشــخصية مــن االســتثناءات الــواردة علــى حــق النفــاذ فــي المعلومــة‪ .‬لكــن هــذه االســتثناءات‬
‫يجــب أن تــؤول تأويــا ضيقــا‪ ،‬وهــو مــا ذهبــت إليــه هيئــة النفــاذ للمعلومــة‪ .‬ففــي القضيــة عــدد ‪ 121/2018‬بتاريــخ ‪20‬‬
‫ديســمبر ‪ 20148‬قضــت الهيئــة بمــا يلــي « حيــث خالفــا لمــا دفــع بــه وزيــر التجــارة‪ ،‬فــإن المعلومــات المضمنــة بالملــف ال‬
‫تعـ ّـد مــن قبيــل المعطيــات الشــخصية ضــرورة أنهــا معلومــات متع ّلقــة بــذوات معنويــة وتـ ّـم إدراج أغلبهــا بالرائــد الرســمي‬
‫للجمهوريــة التونســية‪.‬‬
‫الهــداف أ‬
‫الساســية لقانــون النفــاذ إلــى‬ ‫وحيــث أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن هــذا الملــف يســمح بتحقيــق أ‬
‫ّ‬
‫المعلومــة الراميــة أساســا إلــى تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي مرفــق تنافســي يرجــع إلــى‬
‫الــوزارة المدعــى عليهــا ضمــان ظــروف المنافســة المقبولــة فيــه‪ ،‬كمــا يســمح بمشــاركة العمــوم فــي مراقبــة مــدى احت ـرام‬
‫الهيــاكل العموميــة للنصــوص والتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪.‬‬

‫‪ - 38‬قضية عدد ‪ / 523-499‬بتاريخ ‪ 27‬جوان ‪20192018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪30‬‬
‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة وتمكينهــا مــن نســخة مــن هــذا‬
‫الملــف‪.‬‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس‬ ‫لكــن فــي القضيــة عــدد ‪ 1676‬بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر ‪ 2022‬قضــت الهيئــة بقبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫بلديــة أريانــة بتســليم العــارض نُســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــــة‪ ...‬تقاريــر فــرز العــروض المصــادق عليهــا مــن قبــل ال ّلجنــة‬
‫الذن بحجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بجميــع تلــك الوثائــق والمتمثلــة فــي‬ ‫البلديــة لمراقبــة الصفقــات العموميــة مــع إ‬
‫الســكنى والحالــة المدنيــة وأرقــام الهواتــف الشــخصية‬ ‫أرقــام بطاقــة التعريــف وتواريــخ الــوالدة وعناويــن ّ‬

‫الفرع الثالث – النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬


‫واألسرار التجارية‬

‫خصوصيــة الصفقــات العموميــة تكمــن فــي طبيعــة المعلومــات التــي تكــون بحــوزة الهيــكل الخاضــع ألحــكام القانــون‬
‫ّ‬ ‫إن‬
‫والتــي تتضمــن معطيــات أو بيانــات أو أسـرار متعلقــة بالمشــاركين فــي الصفقــة ومرتبطــة مثــا بنشــاطهم أ‬
‫والثمــان التفصيليــة‬
‫مزوديهــم واالمتيــازات التــي يتمتعــون بهــا واســتراتيجياتهم التجاريــة‪ ،...‬وهــي أسـرار قــد يؤ ّدي كشــفها‬
‫التــي يعرضونهــا وقائمــة ّ‬
‫إلــى الضـرار بهــم أو إلــى إربــاك قواعــد المنافســة فــي المســتقبل بينهــم‪ .‬كمــا أن التهــور فــي كشــف هــذه أ‬
‫السـرار مــن شــأنه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫أن يزعــزع الثقــة بيــن المشــارك فــي الصفقــة والمشــتري العمومــي ويدفــع ال ّول إلــى إخفــاء معلومــات عــن الثانــي‪.‬‬
‫عبــرت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة عــن ذلــك بالقــول‪ »:‬لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة‬
‫وقــد ّ‬
‫أ‬
‫يعـ ّـد مــن الضمانــات الساســية لتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة‬
‫تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى‬
‫الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها‬
‫الهــداف التــي يســعى القانــون‬ ‫التجاريــة» وأضافــت أن‪ »:‬القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫ّ‬
‫إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة‬
‫للتجـ ّـدد»‪.39‬‬
‫تضمنــه الفصــل ‪ 32‬مــن دســتور ‪2014‬‬ ‫ـتوري ّ‬
‫أن حــق النفــاذ إلــى المعلومــة هــو حــق دسـ ّ‬‫وغنــي عــن البيــان أنــه طالمــا ّ‬
‫العــام والحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫وكذلــك الفصــل ‪ 38‬مــن دســتور ‪ 2022‬والــذي اقتضــى أنــه‪ »:‬تضمــن الدولــة الحــق فــي إ‬
‫ـإن الحـ ّـد مــن هــذا الحــق ال يكــون إال ّ‬
‫المعلومــة‪ .‬تســعى الدولــة إلــى ضمــان الحــق فــي النفــاذ إلــى شــبكات االتصــال»‪ ،‬فـ ّ‬
‫تضمــن أنــه‪ »:‬ال‬
‫بمقتضــى قانــون علــى معنــى الفصــل ‪ 49‬مــن دســتور ‪ 2014‬وكذلــك الفصــل ‪ 55‬مــن دســتور ‪ 2022‬الــذي ّ‬
‫توضــع قيــود علــى الحقــوق والحريــات المضمونــة بهــذا الدســتور إال بمقتضــى قانــون ولضــرورة يقتضيهــا نظــام ديمقراطــي‬
‫المــن العــام أو الدفــاع الوطنــي أو الصحــة العموميــة‪.».‬‬‫وبهــدف حمايــة حقــوق الغيــر أو لمقتضيــات أ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫وقــد جــاء القانــون أ‬
‫متضمنــا فــي بابــه الرابــع مجموعــة مــن االســتثناءات لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬بعضهــا مطلــق ويتمثــل فــي «‬
‫ّ‬ ‫المعلومــة‬
‫البــاغ عــن تجــاوزات أو حــاالت فســاد» والمنصــوص‬ ‫أ‬
‫البيانــات المتعلقــة بهويــة الشــخاص الذيــن قدمــوا معلومــات بهــدف إ‬
‫ـص عليهــا الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الــذي اقتضــى أنــه‪ »:‬ال يُمكــن‬
‫عليهــا بالفصــل ‪ 25‬مــن القانــون‪ ،‬و بعضهــا نســبي‪ ،‬وقــد نـ ّ‬

‫‪ - 39‬يراجــع مثــا القضيــة عــدد ‪ 06/2018‬بتاريــخ ‪ 7‬مــارس ‪ 2018‬وكذلــك جميــع الق ـرارات الصــادرة عــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي مــا ّدة الصفقــات‬
‫العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪31‬‬
‫للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫ّ‬ ‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫ّ‬ ‫الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫الفكريّــة‪.‬‬
‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا‪ ،‬كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬
‫الســرار التجاريــة والصناعيــة للشــركات أو المؤسســات‬ ‫وبال ّطــاع علــى هــذه االســتثناءات يتبيــن أنهــا لــم تتضمــن أ‬
‫ّ ّ‬ ‫إ‬
‫أن المشــتري العمومــي مطالــب باالســتجابة لمطالــب‬ ‫أ‬
‫المشــاركة فــي الصفقــات العموميــة‪ ،‬وهــو مــا يعنــي للوهلــة الولــى ّ‬
‫النفــاذ المتعلقــة بجميــع وثائــق الصفقــة دون اســتثناء‪.‬‬
‫أن هــذا الحــل ينســجم مــع قواعــد التأويــل التــي تقتضــي عــدم التوســع فــي تأويــل اســتثناءات‪ ،‬فإنــه يصطــدم‬‫ورغــم ّ‬
‫أن المشــارك فــي الصفقــة قــد ائتمــن‬
‫مــع قواعــد المنافســة ومــع مبــدأ الثقــة المشــروعة فــي المؤسســات الــذي يفتــرض ّ‬
‫المشــتري العمومــي علــى أسـراره التجاريــة واســتراتيجيات مؤسســته‪ ،‬ومــن غيــر المقبــول منطقــا وقانونــا أن يجــد هــذه أ‬
‫السـرار‬
‫علــى قارعــة الطريــق‪.‬‬
‫فكيــف تجــاوزت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة هــذا المــأزق‪40‬؟ هــل توصلــت الهيئــة إلــى إيجــاد حــل يراعــي مبــدأ‬
‫السـرار التجاريــة للمؤسســات المشــاركة فــي الصفقــات‬ ‫الشــفافية والحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ويحمــي فــي نفــس الوقــت أ‬
‫العموميــة؟‬
‫الخيــرة وجــدت الحــل فــي مفهــوم الملكيــة الفكريــة‬ ‫تكشــف مراجعــة فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة أن هــذه أ‬
‫ّ‬
‫أن تأويلهــا لالســتثناء كان ملتزمــا بقواعــد الضــرورة‬ ‫أ‬
‫واعتبــرت أنــه يســتوعب الســرار الصناعيــة والتجاريــة (فقــرة أولــى) إال ّ ّ‬
‫والتناســب وخاضعــا لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ ولتقديــر المصلحــة العامــة (فقــرة ثانيــة)‪.‬‬

‫الولى ‪ -‬توسع في مفهوم الملكية الفكرية بغرض استيعاب أ‬


‫السرار التجارية‬ ‫الفقرة أ‬
‫ّ‬
‫النشــائي للقاضــي الــذي يتجــاوز ســكوت النــص ليجــد‬ ‫يمثــل موقــف هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة نموذجــا للــدور إ‬
‫أ‬
‫الحلــول التــي تتــاءم مــع إرادة المشـ ّـرع وأهــداف القانــون‪ .‬وقــد عــرف موقــف هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي عالقــة بالسـرار‬
‫التجاريــة فــي مــا ّدة الصفقــات العموميــة تطـ ّـورا بخصــوص تأســيس االســتثناء لحــق النفــاذ (أ)‪ ،‬ورغــم إيجابيــات خيارهــا‬
‫ـإن هــذا التوجــه يطــرح بعــض التســاؤالت (ب)‪.‬‬ ‫أ‬
‫التوســع فــي مفهــوم الملكيــة الفكريــة الســتيعاب « الس ـرار التجاريــة»‪ ،‬فـ ّ‬

‫السرار التجارية‬ ‫أ – تطور فقه قضاء هيئة النفاذ إلى المعلومة بخصوص أ‬
‫ّ‬
‫أثيــرت مســألة أ‬
‫السـرار التجاريــة فــي عــدد هــام مــن الملفــات المتعلقــة بالنفــاذ إلــى الصفقــات العموميــة التــي عرضــت‬
‫علــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫‪ - 40‬حول دور القاضي في حماية الملكية الفكرية‪ ،‬أنظر‪:‬‬


‫‪M. KETATA, Le juge et la protection des droits de propriété intellectuelle, in Mél Nébila MEZGHANI CHAABOUNI, Maison du Livre, 2019,‬‬
‫‪.pp.251 et s‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪32‬‬
‫ولئــن كان موقــف الهيئــة مســتقرا فــي اتجــاه ضــرورة الحفــاظ علــى أ‬
‫الس ـرار التجاريــة واعتبارهــا مــن ضمــن اســتثناءات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫هامــا‪.‬‬
‫ـإن تعليــل الق ـرارات عــرف تطـ ّـورا ّ‬
‫حــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫ففــي القضيــة عــدد ‪ 2/2018‬بتاريــخ ‪ 7‬مــارس ‪ ،2018‬طلبــت المدعيــة‪ ،‬وهــي مؤسســة تنشــط فــي مجــال اســتيراد‬
‫وتوريــد المــواد والبضائــع الرياضيــة‪ ،‬بصفتهــا مشــاركة فــي طلــب عــروض متعلــق بإنجــاز أشــغال التعشــيب االصطناعــي‬
‫تقدمــت بــه إليــه قصــد الحصــول‬ ‫للملعــب البلــدي بتســتور‪ ،‬الطعــن فــي قـرار والــي باجــة برفــض مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫الســعار والجــدول التفصيلــي لهــا وكراســي‬ ‫علــى جميــع الوثائــق المتعلقــة بهــذه الصفقــة والمتمثلــة فــي‪ :‬االلت ـزام وجــدول أ‬
‫الداريــة والفنيــة‪ ،‬والملــف الفنــي لطلــب العــروض المقــدم مــن قبــل الشــركة التــي آلــت إليهــا الصفقــة و تقريــر‬ ‫الشــروط إ‬
‫فــرز العــروض الــذي تمــت المصادقــة عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة الصفقــات وشــهادتي المنشــأ المتعلقتيــن‬
‫بالحبيبــات المطاطيــة والعشــب االصطناعــي وتقريــر التحاليــل المخبريــة علــى العشــب االصطناعــي والحبيبــات المطاطيــة‬
‫التــي وقــع تزويــد الحظيــرة بهــا‪ .‬وقــد اعتبــرت الهيئــة أنــه‪ »:‬لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة يعـ ّـد‬
‫الساســية لتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإج ـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة‬ ‫مــن الضمانــات أ‬
‫تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى‬
‫الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها‬
‫الهــداف التــي يســعى‬ ‫التجاريــة»‪ .‬وأضافــت الهيئــة أن‪ »:‬القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫ّ‬
‫القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات‬
‫القابلــة للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي قضيــة الحــال»‪.41‬‬
‫أن الهيئــة أقـ ّـرت وجــود االســتثناء بالرجــوع إلــى الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬وهــو موقــف قابــل‬
‫يتبيــن مــن هــذه القضيــة ّ‬
‫ّ‬
‫أن االســتثناءات التــي تــرد علــى الحقــوق والحريــات يجــب أن يكــون منصوصــا عليهــا بنــص قانونــي صريــح لــه‬ ‫للنقــد باعتبــار ّ‬
‫وأن الرجــوع إلــى فقــه القضــاء المقــارن يكــون فــي إطــار التأويــل والتفســير واالســتئناس فــي قـراءة الفصــول‬
‫مرتبــة تشــريعية‪ّ ،‬‬
‫وال يمكــن أن يشـكّل مصــدرا مــن مصــادر االســتثناءات‪.‬‬
‫‪ - 41‬يراجع كذلك‪:‬‬
‫‪ 03/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 04/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 06/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 07/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 08/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 169/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 211/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 212/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 272/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 318/2018 -‬بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪2019‬‬
‫‪ 2018/ 319 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 359/2018 -‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ 428/2018 -‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ 626/2019 -‬بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪2019‬‬
‫‪ 627/2019 -‬بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪2019‬‬
‫‪ 768 -‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 770-‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 771 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 1192 -‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪2020‬‬
‫‪ 1570 -‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫‪ 1723 -‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪33‬‬
‫وقــد توجهــت الهيئــة فــي هــذا القـرار مباشــرة إلــى الحــل الــذي يفرضــه الواقــع والمنطــق الســليم‪ ،‬دون أن تبحــث عــن‬
‫ـأن البــاب الرابــع مــن القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتضمــن اســتثناءات حــق‬
‫التأســيس‪ ،‬وهــو إق ـرار ضمنـ ّـي مــن جانبهــا بـ ّ‬
‫«السـرار الصناعيــة واالســتراتيجيات التجاريــة»‪.‬‬‫النفــاذ إلــى المعلومــة لــم ينــص علــى أ‬
‫ّ‬
‫أن‪»:‬‬‫أن الهيئــة تداركــت هــذا الموقــف الحقــا‪ ،‬واعتبــرت فــي القضيــة عــدد ‪ 31/2018‬بتاريــخ ‪ 5‬جويليــة ‪ّ 201842‬‬ ‫إال ّ ّ‬
‫أ‬
‫مراعــاة حقــوق الغيــر فــي حمايــة ملكيتهــم الفكريــة ال يقتصــر فقــط علــى حمايــة حقوقهــم المتصلــة بالملكيــة الدبيــة والفنيــة‬
‫أو بالملكيــة الصناعيــة‪ ،‬وإنمــا يشــمل أيضــا حمايــة أس ـرارهم التجاريــة والمعلومــات التــي تســاهم فــي منحهــم امتيــازات‬
‫تنافســية وقــدرة علــى االســتباق مقارنــة بغيرهــم مــن العامليــن فــي ذات النشــاط الصناعــي أو التجــاري»‪ .‬وأضافــت الهيئــة‬
‫الشــفافية‬
‫الضمانــات الهامة لتكريــس مبدأي ّ‬ ‫للصفقــات العموميــة يعـ ّـد مــن ّ‬
‫أنـــــه‪ »:‬لئــن كان حــق النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة ّ‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن استعمـــــال هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‬
‫طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلـــــى الولــوج إلــى الوثائــق الخــــاصة بالش ـركات المشــاركة فــــي طلبــات‬
‫أن « القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى‬‫العــروض والتـــــي تتضمــن أسـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة»‪ ،‬و ّ‬
‫إفشــاء أس ـرار هــذه الش ـركات واالخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن المؤسســات االقتصاديــة المتنافســة‪ ،‬سـ ّـيما بالنســبة‬
‫للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد»‪.43‬‬
‫أن الهيئــة اســتندت إلــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى‬ ‫أهميــة بالغــة باعتبــار ّ‬
‫ويكتســي هــذا الموقــف ّ‬
‫بالس ـرار التجاريــة‪ .‬فقــد اقتضــى هــذا الفصــل أنــه‪ »:‬ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن‬ ‫المعلومــة لتأســيس االســتثناء المتعلــق أ‬
‫يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫ّ‬
‫وبمــا أن هــذا الفصــل لــم ينــص علــى « أ‬
‫السـرار التجاريــة»‪ ،‬فإنــه كان البـ ّـد للهيئــة مــن تبنــي تعريــف موســع للملكيــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفكريــة‪.‬‬

‫‪ - 42‬المدعيــة شــاركت بصفتهــا مؤسســة تنشــط فــي مجــال اســتيراد وتوريــد المــواد والبضائــع الرياضيــة‪ ،‬فــي طلــب عــروض متعلــق بإنجــاز أشــغال التعشــيب‬
‫قدمــت مطلبــا‬ ‫أ‬
‫االصطناعــي للملعــب البلــدي بالفحــص‪ ،‬وقــد أرســت الصفقــة علــى شــركة منافســة لهــا بالنظــر إلــى الثمــان المنخفضــة التــي تقدمــت بهــا‪ .‬وقــد ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة الفحــص وذلــك قصــد الحصــول علــى جميــع الوثائــق المتعلقــة بهــذه الصفقــة والمتمثلــة فــي‪ :‬االلتـزام وجــدول‬
‫الداريــة والفنيــة والملــف الفنــي لطلــب العــروض المقــدم مــن قبــل الشــركة التــي آلــت إليهــا الصفقــة‬ ‫أ‬
‫الســعار والجــدول التفصيلــي لهــا وكراســي الشــروط إ‬
‫وتقريــر فــرز العــروض الــذي تمــت المصادقــة عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة الصفقــات‪ ،‬شــهادتي المنشــأ المتعلقتيــن بالحبيبــات المطاطيــة والعشــب‬
‫االصطناعــي وتقريــر التحاليــل المخبريــة علــى العشــب االصطناعــي والحبيبــات المطاطيــة التــي وقــع تزويــد الحضيــرة بهــا‪ ،‬غيــر أن رئيــس البلديــة الزم الصمــت ‪.‬‬
‫‪ - 43‬يراجع كذلك‪:‬‬
‫‪ 39/2018 -‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬
‫‪ 40/2018 -‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪34‬‬
‫وقــد تأيّــد هــذا الموقــف فــي ق ـرارات الحقــة‪ ،44‬لكــن بأقـ ّـل ج ـرأة‪ ،‬ففــي القضيــة عــدد القضيــة عـــدد ‪ 630‬بتاريــخ‬
‫المدعيــة فــي ق ـرار الرفــض الضمنــي المتولــد عــن صمــت وزيــرة الشــباب والرياضــة االســتجابة‬ ‫‪ 18‬أفريــل ‪ ،2019‬طعنــت ّ‬
‫بخصــوص طلبهــا الرامــي إلــى الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن شــهادة االمتيــازات الجبائيــة المســندة إلــى الشــركة الفائــزة‬
‫اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى‬
‫ّ‬ ‫صرحــت الهيئــة بأنّــه‪»:‬‬‫بصفقــة التعشــيب االصطناعــي للملعــب البلــدي بالزريبــة‪ ،‬وقــد ّ‬
‫السـرار الصناعيــة للمؤسســات االقتصاديــة وكذلــك اســتراتيجياتها التجاريــة والمعلومــات التــي تســاهم فــي منحهــم‬ ‫اعتبــار أن أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫امتيــازات تنافســية‪ ،‬تنــدرج ضمــن مفهــوم الملكيــة الفكريــة المنصــوص عليــه بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪22‬‬
‫لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة»‪ .‬وأنــه‪ »:‬لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة‬
‫الساســية لتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة‬ ‫يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫ـتقر عليــه فقــه قضــاء الهيئــة‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق‬
‫أن اســتعمال هــذا الحـ ّـق ال يمكــن أن يــؤ ّدي‪ ،‬طبقــا لمــا اسـ ّ‬
‫تنفيذهــا‪ ،‬إال ّ‬
‫الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أسـرارها الصناعيــة أو اســتراتيجياتها ال ّتجاريــة‬
‫مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة أو ملفاتهــا الفنيــة أو شــهادات االمتيــازات الجبائيــة المســندة لهــا بعنــوان هــذه الصفقــات»‪.‬‬
‫الساســي المتعلــق‬ ‫الهــداف التــي يســعى القانــون أ‬ ‫وأن «القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫ّ‬
‫الخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات‬ ‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى إ‬
‫سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي قضيــة الحــال»‪.45‬‬
‫والواضــح أن هيئــة النفــاذ للمعلومــة لــم تعــد تؤســس موقفهــا علــى مــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬وإنمــا‬
‫علــى فقــه قضائهــا المســتقر الــذي تبلــور عبــر مختلــف القـرارات الصــادرة عنهــا فــي مجــال الصفقــات العموميــة‪.‬‬

‫ب – تبعات إدراج أ‬
‫السرار التجارية ضمن مفهوم الملكية الفكرية‬
‫النســان مــن إبداعــات مثــل‬
‫عرفــت المنظمــة العالميــة للملكيــة الفكريــة (ويبــو) الملكيــة الفكريــة بأنّهــا «نتــاج لفكــر إ‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫االختراعــات والنمــاذج الصناعيــة والعالمــات التجاريــة والغانــي والكتــب والرمــوز والســماء‪ ،‬وال تختلــف حقــوق الملكيــة‬
‫الخــرى‪ ،‬فهــي تم ّكــن مالــك الحــق مــن االســتفادة بشــتى الطــرق مــن عملــه الــذى كان مجــرد‬ ‫الفكريــة عــن حقــوق الملكيــة أ‬
‫فكــرة ثــم تبلــور إلــى أن أصبــح فــي صــورة منتــج‪ ،‬ويحــق للمالــك منــع االَخريــن مــن التعامــل فــي ملكــه دون الحصــول علــى‬
‫إذن مســبق منــه‪ ،‬كمــا يحــق لــه مقاضاتهــم فــي حالــة التعــدي علــى حقوقــه والمطالبــة بوقــف التعــدي أو وقــف اســتمراره‬
‫والتعويــض عمــا أصابــه مــن ضــرر»‪.46‬‬

‫‪ - 44‬يراجع كذلك‪:‬‬
‫‪ 698 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 700 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 701 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 702 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 703 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 704 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 705 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 706 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 708 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 769 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 1707 -‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1724 -‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1790 -‬بتاريخ ‪ 3‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1791 -‬بتاريخ ‪ 3‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪ - 45‬القضية عـدد ‪ 630‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬
‫أ‬
‫‪ - 46‬الملكية الدبية والفكرية في تونس” حبر على ورق”‪ ،‬مقال نشر على الصحيفة إاللكترونية ‪ Journal du dimanche Tunisie‬بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪35‬‬
‫أن‪ »:‬الملكيــة‬
‫ـص الفصــل ‪ 41‬مــن دســتور ‪ 2014‬فــي فقرتــه الثانيــة وكذلــك الفصــل ‪ 29‬مــن دســتور ‪ 2022‬علــى ّ‬ ‫وقــد نـ ّ‬
‫خاصــة وذلــك بغــرض‬‫الفكريــة مضمونــة» وهــو مــا يم ّثــل إقـرارا مــن الســلطة التأسيســية بــأن الملكيــة الفكريــة تحتــاج لحمايــة ّ‬
‫والبــداع وبالتالــي مكافــأة المبــدع‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬نشــر‬‫الموازنــة بيــن هدفيــن متضاربيــن‪ :‬خلــق منــاخ مالئــم لالخت ـراع إ‬
‫الدبــي أو الفنــي وذلــك بغــرض توســيع نطــاق االســتفادة منــه‪.‬‬ ‫االختـراع أو المنتــج أ‬
‫وتشــمل الملكيــة الفكريــة فرعيــن رئيســيين وهمــا‪ :‬الملكيــة أ‬
‫الدبيــة والفنيــة مــن جهــة‪ ،‬والملكيــة الصناعيــة‪ 47‬مــن جهــة‬
‫الولــى‪ ،‬فتتعلــق بملكيــة البرمجيــات وحقــوق المؤلــف (المصنفــات الفنيــة أ‬
‫والدبيــة) والحقــوق المجــاورة (حمايــة‬ ‫أخــرى‪ .‬فأمــا أ‬
‫ّ‬
‫وأمــا الثانيــة فتشــمل ب ـراءات االخت ـراع والرســوم والنمــاذج‬ ‫أ‬
‫الذاعــة)‪ّ .‬‬‫فنانــي الداء ومنتجــي التســجيالت الصوتيــة وهيئــات إ‬
‫والعالمــة التجاريــة‪.‬‬
‫وتـم تنظيـم الملكيـة الفكريـة فـي تونـس بمقتضـى مجموعـة مـن النصـوص ّ‬
‫لعـل أبرزهـا القانـون عـدد ‪ 36‬لسـنة ‪1994‬‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫المـؤرخ فـي ‪ 24‬فيفـري ‪ 1994‬والمتعلـق بالملكيـة الدبيـة والفنيـة والقانـون عـدد ‪ 84‬لسـنة ‪ 2000‬المـؤرخ فـي ‪ 24‬أوت ‪2000‬‬
‫والمتعلـق ببـراءات االختـراع‪ ،‬والقانـون عدد ‪ 20‬لسـنة ‪ 2001‬المؤرخ فـي ‪ 6‬فيفـري ‪ 2001‬والمتعلق بحماية التصميمات الشـكلية‬
‫للدوائـر المتكاملـة‪ ،‬والقانـون عـدد ‪ 21‬لسـنة ‪ 2001‬المؤرخ فـي ‪ 6‬فيفري ‪ 2001‬والمتعلق بحماية الرسـوم والنمـاذج الصناعية‪،48‬‬
‫والقانـون عـدد ‪ 36‬لسـنة ‪ 2001‬المـؤرخ فـي ‪ 17‬أفريـل ‪ 2001‬والمتعلـق بحمايـة عالمـات الصنـع والتجـارة والخدمات‪.49‬‬
‫الدوليــة المتع ّلقــة بحمايــة الملكيــة الفكريــة‪ّ 50‬‬
‫لعــل أبرزهــا االتفاقيــة‬ ‫ّ‬ ‫فاقيــات‬
‫كمــا صادقــت تونــس علــى عديــد االتّ ّ‬
‫أ‬
‫العالميــة لحــق المؤلــف لســنة ‪ ،1963‬واتفاقيــة بــارن لحمايــة المصنفــات الدبيــة والفنيــة المؤرخــة ســنة ‪ 1986‬والمصادقــة‬
‫الساســي للمنظمــة أ‬
‫الفريقيــة للملكيــة الفكريــة فــي مــارس ‪ .2020‬كمــا انضمــت تونــس إلــى المنظمــة العالميــة‬ ‫علــى القانــون أ‬
‫للملكيــة الفكريــة ســنة ‪.1975‬‬
‫مهمــة حمايــة الملكيــة الفكريــة إلــى مؤسســتين وهمــا المؤسســة التونســية لحمايــة حقــوق‬
‫وأوكلــت الدولــة التونســية ّ‬
‫المؤلــف والمعهــد الوطنــي للمواصفــات والملكيــة الصناعيــة‪.‬‬
‫وتســمح النصــوص المن ّظمــة لحــق الملكيــة الفكريــة لصاحــب الحــق بالحصــول علــى ســند مثبــت لملكيتــه‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يخولــه «االســتئثار بتلــك الملكيــة واحتكارهــا وحــق التصــرف فيهــا وذلــك بإمكانيــة التنــازل عنهــا أو بيعهــا أو الحــق فــي رهنهــا‬
‫ّ‬
‫أو عقلتهــا أو الحــق فــي الترخيــص للغيــر باســتعمالها»‪.51‬‬
‫الس ـرار التجاريــة‪ ،‬فيقصــد بهــا « كل المعلومــات التجاريــة الســرية التــي تعطــي للشــركة ميــزة تنافســية‪ ...‬وتشــمل‬ ‫أمــا أ‬
‫ّ‬
‫والشــهار وقوائــم الموردين‬ ‫أ‬
‫العالن إ‬ ‫السـرار التجاريــة أســاليب البيــع وأســاليب التوزيــع وخاصيــات المســتهلكين واســتراتيجيات إ‬
‫والزبائــن وطرائــق الصنــع‪.52»...‬‬

‫‪47 - Voir : S. FRIKHA, Le droit des sociétés commerciales au contact des propriétés intellectuelles, in Mél Nébila MEZGHANI CHAABOUNI,‬‬
‫‪Maison du Livre, 2019, pp.113 et s.‬‬
‫‪48 - F. AOUACHRIA, La protection des dessins et modèles industrielles en droit tunisien, in Mél Nébila MEZGHANI CHAABOUNI, Maison du‬‬
‫‪Livre, 2019, pp.13 et s.‬‬
‫والبحار في االبتكار‪ .‬تونس ‪.2005‬‬
‫‪ - 49‬يراجع صالح الضاوي‪ ،‬الملكية الفكرية‪ ،‬إالمتاع في إالبداع إ‬
‫أ‬
‫‪ - 50‬أنظر محمد حسام محمود لطفي‪ ،‬التنوع الثقافي والملكية الفكرية‪ ،‬مجموعة أعمال مهداة للستاذة نبيلة مزغني شعبوني‪ ،‬دار الكتاب‪ ،2019 ،‬ص ‪ 135‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ - 51‬قراءة في قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة لسنتي ‪ 2018‬و‪ ،2019‬المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية‪ ،‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ - 52‬تم إالطّالع عليه بتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪https://www.aspip.org/page.aspx?page_key=trade_secrets&lang=ar 2022‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪36‬‬
‫العمــال التجاريــة أو غيرهــا مــن أعمــال المؤسســات‪،‬‬ ‫ويعرفهــا الفقــه بأنهـــــا « ّكل معلومــة يمكــن اســتعمالها فــــــي أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولهــا قيمــة تجاريــة نابعــة مــن ســريتها وتتمتــع المؤسســـة المالكــة لهــا بفضلهــا بقــدرة تنافســية فـــــي الســوق وامتيــازات‬
‫اقتصاديــة»‪ ،53‬وبأنهــا « المعلومــات الســرية المتعلقــة بســلعة مــــا أو بمنتجــات معينة بمــــا تشــمله مــن ابتــكارات أو تركيبات أو‬
‫مكونــات أو عناصــر أو أســاليب أو طــرق أو وســائل صناعيــــة‪ ،‬وبصفــة إجماليــة هــــي مجموعــة المعــارف الفنيــة والتكنولوجيــة‬
‫أ‬
‫والسـرار التجاريــة المتعلقــة بالســلع والمنتجــات التـــــي يحتفــظ بهــا المنتــج أو الصانــع‪ ،‬ولــم يفصــح عنهــــا»‪.54‬‬
‫المقومات التالية‪:‬‬ ‫السرار التجارية‪ ،‬يجب أن تتوفر فيها‬ ‫ولتعتبر معلومة ما من ضمن أ‬
‫ّ‬
‫تستمد قيمتها من حصريتها‪.‬‬ ‫الشخاص‪ .‬أ‬
‫فالسرار التجارية‬ ‫ –أن تكون سرية أي معلومة من عدد محدود من أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫–أن تكــون لهــا قيمــة تجاريــة‪ ،‬أي أن يكــون مــن شــأنها تحقيــق فوائــد اقتصاديــة ومنــح امتيــاز تنافسـ ّـي للشــركة التــي‬ ‫ ‬
‫تملكهــا‪.‬‬

‫–أن يتخذ مالكها خطوات معقولة واحتياطات ضرورية للحفاظ على سريّتها‪.‬‬ ‫ ‬
‫الداريــة فــي فرنســا‪ 55‬بيــن ثالثــة أصنــاف مــن المعلومــات التــي تتعيــن حمايتهــا‬
‫وتميــز هيئــة النفــاذ إلــى الوثائــق إ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫باالســتناد إلــى مفهــوم الســرار التجاريــة والصناعيــة ‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫‪56‬‬

‫الجرائــي علــى غـرار أســاليب الصنــع وقائمــة المــواد والبرمجيــات المســتعملة‬ ‫ •المعطيــات المحميــة بمقتضــى الســر إ‬
‫وأعمــال البحــث والتجديــد وقائمــة للعملــة والمهــام الموكولــة لـ ّ‬
‫ـكل منهــم ‪...‬‬
‫ •المعطيــات المحميــة بســرية المعلومــات االقتصاديــة والماليــة‪ ،‬مثــل رقــم المعامــات والوثائــق المحاســبية‬
‫بالعــوان والتنظيــم الهيكلــي للشــركة‪ ،‬ووضعيــة تداينهــا وقائمــة اســتثماراتها‪...‬‬‫والمعطيــات المتعلقــة أ‬

‫للســعار والممارســات التجاريــة‬ ‫ •المعطيــات المحميــة بســر االســتراتيجيات التجاريــة علــى غـرار الجــداول التفصيليــة أ‬
‫ّ‬
‫والترويجيــة وقائمــة المزوديــن أو الحرفــاء وقيمــة التخفيضــات التــي تمنحهــا الشــركة لهــم أو التــي تتمتــع بهــا‬
‫الشــركة عنــد الش ـراء‪...‬‬
‫السـرار التجاريــة‬ ‫وقــد جعلــت «محدوديــة الحمايــة بموجــب نظــام بـراءة االختـراع فــي بعــض القطاعــات مــن نظــام أ‬
‫وجهــة بديلــة للعديــد مــن أصحــاب الحقــوق فــي ســعي منهــم إلــى إيجــاد وســيلة فعالــة وكفيلــة بحمايــة المعلومــات والبيانات‬
‫الســرية علــى اختــاف أنواعهــا»‪.57‬‬
‫فــإن التشــريع التونســي ال‬ ‫أ‬
‫إال ّ أنــه ورغــم أهميتهــا المتزايــدة بالنســبة للمؤسســات الناشــطة فــي مجــال العمــال‪ّ ،‬‬
‫السـرار التجاريــة بوصفهــا مفهومــا قانونيــا قائمــا بذاتــه وال يوفــر حمايــة خاصــة أ‬
‫للسـرار التجاريــة‪ ،‬باســتثناء بعــض‬ ‫يتنــاول « أ‬

‫‪53 - Saint Alary, « Le secret des affaires » , Edition information en droit privé, 1978 ; P36‬‬
‫‪ - 54‬مرتضــى عبــد هللا خيــري‪ « ،‬القواعــد الخاصــة لحمايــة المعلومــات غيــر المفصــح عنهــا وعالقتهــا بالصناعــة الدوائيــة»‪ ،‬مجلة البحــوث القانونيــة واالقتصادية‪،‬‬
‫المجلــد ‪ ،2‬العــدد ‪ ،1‬جانفي ‪ ،2020‬ص ‪.92‬‬
‫‪ - 55‬يراجــع مقــال « ‪ « La communication des documents administratifs en matière de commande publique‬المنشــور علــى موقــع ( تـ ّـم إال ّطــاع‬
‫عليــه بتاريــخ ‪ 18‬جويليــة ‪:) 2022‬‬
‫‪https://www.economie.gouv.fr/files/files/directions_services/daj/marches_publics/conseil_acheteurs/fiches-techniques/execution-marches/‬‬
‫‪communication-docus-adm-2019.pdf‬‬
‫‪56 -CADA, avis n° 20062458 du 15 juin 2006.‬‬
‫أ‬
‫‪ - 57‬حواس فتحية‪« ،‬النظام القانوني للسرار التجارية «‪ ،‬مجلة الفكر القانوني والسياسي‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬العدد الثاني ‪.2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪37‬‬
‫تضمــن أنــه‪ »:‬يعاقــب بالســجن مــدة عاميــن وبخطيــة‬ ‫المتفرقــة علــى غـرار الفصــل ‪ 138‬مــن المجلــة الجزائيــة الــذي ّ‬
‫ّ‬ ‫النصــوص‬
‫قدرهــا أربعمائــة وثمانــون دينــارا مديــر المصنــع أو النائــب أو المســتخدم الــذي يفشــي أس ـرار الصنــع بــه أو يطلــع الغيــر‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬لســنة ‪ 2014‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬والمتعلــق بتنظيــم‬ ‫عليهــا‪ .‬والمحاولــة موجبــة للعقــاب»‪ .‬وكذلــك أ‬
‫تضمــن أنــه‪ »:‬يجــب علــى المشــتري العمومــي وعلــى أي شــخص‬ ‫الصفقــات العموميــة وبالتحديــد الفصــل ‪ 174‬منــه الــذي ّ‬
‫تحصــل بســبب وظائفــه أو المهــام المســندة إليــه علــى معلومــات أو معطيــات سريـــــة تتعلــق بصفقــة أو بإبرامهـــــا أو‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫تنفيذهــا ســواء قدمهــا المترشحــــون أو المتعهــدون أو المقاولــون أو مســدو الخدمــات تتعلــق خاصــة بالس ـرار الفنيــة أو‬
‫التجاريــة والجوانــب الســرية للعــروض أن ال يفشــي أيــا مــن هــذه المعلومــات والمعطيــات‪ .‬فــي كل الحــاالت‪ ،‬ال يمكــن‬
‫للمترشــحين وللعارضيــن وكذلــك الغيــر النفــاذ إلــى الوثائــق الخاصــة بإجـراءات إبـرام الصفقــات بمــا مــن شــأنه أن يلحــق ضــررا‬
‫بنزاهــة إج ـراءات إســناد الصفقــة»‪.‬‬
‫الس ـرار التجاريــة « صلــب القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك علــى عكــس‬ ‫وال وجــود بالتالــي لمفهــوم « أ‬
‫الدارة والمواطــن‬ ‫أ‬
‫المشــرع الفرنســي الــذي أدرج مفهــوم «ســر العمــــال» صلــب الفصــل ‪ L311.4‬مــن مجلــة العالقــة بيــن إ‬
‫مثلمــا تـ ّـم تنقيحــه بمقتضــى الفصــل ‪ 4‬مــن القانــون عــدد ‪ 670‬لســنة ‪ 2018‬المــؤرخ فــي ‪ 30‬جويليــة ‪ 2018‬والمتعلــق بحمايــة‬
‫أ‬
‫الداريــة التــي مــن شــأن تســليمها‬‫تضمــن هــذا الفصــل أنــه ال تس ـ ّلم إال ّ إلــى الطــرف المعنــي الوثائــق إ‬
‫ســر العمــال‪ .‬وقــد ّ‬
‫الجرائــي وســرية المعلومــات االقتصاديــــة‬ ‫أ‬
‫الخاصــة أو الســر الطبـ ّـي أو سـ ّـر العمــــال‪ ،‬والــذي يشــمل الســر إ‬
‫ّ‬ ‫انتهــاك الحيــاة‬
‫أ‬
‫والماليــة واالســتراتيجيات التجاريــــة أو الصناعيــــة‪ .‬ويتــم تقديــر الســرية مــع الخــذ بعيــن االعتبــــار مــدى خضــوع المرفــق‬
‫الدارة المعنيــة إلـــــى قاعــدة المنافســة‪.58‬‬
‫العــام الــذي تســيره إ‬
‫السـرار التجاريــة مفهــوم الملكيــة الفكريــة‪ ،‬باعتبــار أنّهــا تشــمل إضافــة إلــى المعلومــات‬ ‫وبنــاء علــى مــا ســبق‪ ،‬تتجــاوز أ‬
‫التــي تســتفيد مــن التســجيل وبالتالــي مــن حــق الملكيــة الفكريــة وتحظــى تبعــا لذلــك بحمايــة قانونيــة علــى غ ـرار ب ـراءات‬
‫السـرار والمعلومــات غيــر العلنيــة والتــي‬ ‫االختـراع والعالمــات التجاريــة والرســوم والنمــاذج وحقــوق المؤ ّلــف‪ ،‬مجموعــة مــن أ‬
‫مــن شــأنها أن تمنــح امتيــازات تنافســية لحائزهــا‪ ،‬غيــر أنّهــا تصبــح متاحــة للعمــوم بمجـ ّـرد إفشــائها أو الكشــف عنهــا‪.‬‬
‫ـأن‪ »:‬مراعــاة‬
‫لذلــك‪ ،‬يعتبــر تســليم هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي القضيــة عــدد ‪ 31/2018‬بتاريــخ ‪ 5‬جويليــة ‪ 2018‬بـ ّ‬
‫حقــوق الغيــر فــي حمايــة ملكيتهــم الفكريــة ال يقتصــر فقــط علــى حمايــة حقوقهــم المتصلــة بالملكيــة أ‬
‫الدبيــة والفنيــة أو‬
‫بالملكيــة الصناعيــة‪ ،‬وإنمــا يشــمل أيضــا حمايــة أسـرارهم التجاريــة والمعلومــات التــي تســاهم فــي منحهــم امتيــازات تنافســية‬
‫وقــدرة علــى االســتباق مقارنــة بغيرهــم مــن العامليــن فــي ذات النشــاط الصناعــي أو التجــاري»‪ ،59‬منطويــا علــى نــوع مــن‬
‫الج ـرأة والبراغماتيــة‪.‬‬
‫فأمــا الجـرأة فمأتاهــا التوسيـــع فــي مجـــــال «حــق الغيــر فــــي حمايــة ملكيتــه الفكريــة» إذ أصبــح يشــمل فــي منظــور‬ ‫ّ‬
‫الهيئــة ال فقــط حقــه فــي حمايــة ملكيتــه المسـ ّـجلة‪ ،‬وإنّمــا كذلــك حقــه فـــــي حمايــة ملكيتــــه غيــر المســجلة‪ .‬فالملكيــة الفكرية‬
‫أن إحالــة المعلومــــات المسـ ّـجلة كملكيــة فكريــــة إلــــى طالبــي‬
‫تفــرض أن يكــون صاحبهــا محميــا بالتســجيل وهــو مــــا يعنــي ّ‬
‫النفــاذ ال يطــرح أي إشكـــــال بالنظــر إلــى أنهــا تتمتــع بمقتضــــى ذلــك التســجيل بالحمايــة القانونيــة فــي حيــن أن أ‬
‫الس ـرار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪58 - Article L311.4 - Ne sont communicables qu’à l’intéressé les documents administratifs :‬‬
‫‪1° Dont la communication porterait atteinte à la protection de la vie privée, au secret médical et au secret des affaires, lequel comprend le‬‬
‫‪secret des procédés, des informations économiques et financières et des stratégies commerciales ou industrielles et est apprécié en tenant‬‬
‫‪compte, le cas échéant, du fait que la mission de service public de l’administration mentionnée au premier alinéa de l’article L. 300-2 est‬‬
‫…; ‪soumise à la concurrence‬‬
‫‪ - 59‬القضية عدد ‪ 2018/31‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪38‬‬
‫أ‬
‫أن السـرار التجاريـــة تختلف‬ ‫التجاريــــة ال تخضــع للتســجيل وال يمكــن أن تكــون مشــمولة بالحــق فــي الملكيــة الفكريــة»‪ .60‬كمــا ّ‬
‫عــن حقــوق الملكيــة الفرديــة باعتبــار أنّهــا غيــر محـ ّـددة المـ ّـدة وغيــر علنيــة‪ ،‬علــى عكــس حقــوق الملكيــة الفكريــة التــي تكــون‬
‫علنيــة ومحـ ّـددة المـ ّـدة‪.‬‬
‫أ‬
‫أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لــم تســتطع‬‫وأمــا البراغماتيــة‪ ،‬فتبــرز مــن خــال إخضــاع القانــون للمــر الواقــع‪ ،‬ذلــك ّ‬ ‫ّ‬
‫تجاهــل طبيعــة المعلومــات التــي تتحــوز بهــا الهيــاكل العموميــة فــي مجــال الصفقــات‪ ،‬كمــا لــم تغــض النظــر عــن المنــاخ‬
‫أن «القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن‬ ‫التنافســي الــذي تنشــط فيــه المؤسســات المشــاركة فــي طلبــات العــروض واعتبــرت ّ‬
‫الهــداف التــي يســعى القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد المنافســة‬ ‫يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد»‪.61‬‬

‫الفقــرة الثانيــة – قواعــد تأويــل االســتثناء المتعلــق بحــق الغيــر فــي حمايــة أســراره‬
‫التجاريــة فــي مــا ّدة الصفقــات العموميــة‬
‫كرســت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة مجموعــة مــن القواعــد بخصــوص تأويــل االســتثناء المســلط علــى حــق النفــاذ إلــى‬ ‫ّ‬
‫المعلومــة فــي مــا ّدة الصفقــات العموميــة والمتعلــق بحــق الغيــر فــي حمايــة أسـراره التجاريــة‪.‬‬
‫وقــد ســعت الهيئــة إلــى الموازنــة بيــن حــق الحمايــة وحــق النفــاذ‪ ،‬وتعاملــت مــع الوضعيــات المطروحــة مــن منطلــق‬
‫أن أ‬
‫الصــل والمبــدأ هــو الشــفافية وحريــة المعلومــة واالســتثناء هــو الحمايــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الطــار أرســت الهيئــة تمييـزا بيــن الوثـــــائق المتصلــة بإجـراءات إبـرام الصفقــة والتــي يمكــن النفــاذ لهــا دون‬
‫وفـــي هــذا إ‬
‫قيــود‪ ،‬والوثائــق المتصلــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي الصفقــة والتــــي ال يمكــن مــن حيــث المبــدأ النفــاذ إليهــا (أ)‬
‫وأسســت الحمايــة علــــى احتـرام قواعــد المنافســة الشــريفة بين المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقـــــات القابلة للتجـ ّـدد (ب)‪،‬‬ ‫ّ‬
‫طبقــت الهيئــة الفصليــن ‪ 25‬و‪ 26‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك للتضييــق مــن مجــال االســتثناء مــن‬ ‫كمــا ّ‬
‫حــق النفــاذ (ج)‪.‬‬

‫أ – الوثائق المعنية بالحماية باالستناد إلى السر التجاري في ما ّدة الصفقات‬


‫المكونــة للصفقــة موضــوع‬‫ّ‬ ‫ اعتبــرت هيئــة النفــاذ إلــــى المعلومــة أنّــــه‪ « :‬البـ ّـد مــن التمييــز فيمــا يتعلــق بالوثائــق‬
‫الداريـــة والفنيــة للصفقة‬ ‫طلــب النفــاذ‪ ،‬بيــن الوثائــق الم ّتصلـــة بإجـراءات ابـرام الصفقــة مثل االلتـــزام أو كراســـات الشــروط إ‬
‫أو الثمــن الجملـــي للعــرض أو كذلــك تقاريــر فــرز العــروض والتــي تســمح بمتابعـــة مــدى احتـرام المشــتري العمومي لشــفافية‬
‫الساسيـــة المتصلــة بالمنافســة وحريــة المشاركـــة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة‬ ‫الجـراءات وللمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الشـركات المشــاركة فــي طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم تكريســا‬
‫لمبــدأي الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬وبيــن الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات مثــل جــداول‬
‫أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن الوثائــق التــي تعكــس اسـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها التجاريــة‪ ،‬والتــي ال‬
‫يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل الوثائــق العموميــة الم ّتصلــة بتســيير المرافــق العامــة والقابلــة للنفــاذ إليهــا»‪.62‬‬

‫‪ - 60‬قراءة في قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة لسنتي ‪ 2018‬و‪ ، 2019‬المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية‪ ،‬مارس ‪.2020‬‬
‫‪ - 61‬القضية عدد ‪ 2/2018‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ - 62‬القضية عدد ‪ 2/2018‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪.2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪39‬‬
‫ـص‬ ‫يتبيــن مــن فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه تتـ ّـم االســتجابة لطلبــات النفــاذ الم ّتصلــة بوثائــق تخـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ ‬
‫إجـراءات إبـرام الصفقــة‪ ،‬علــى غـرار االلتـزام الممضــى مــن قبــل المشــارك الــذي فــاز بالصفقــة والثمــن الجملــي للعــرض الذي‬
‫الداريــة‬
‫قدمــه وتقريــر فــرز العــروض الــذي تمــت المصادقــة عليــه مــن قبــل لجــان الصفقــات المختصــة وك ـراس الشــروط إ‬ ‫ّ‬
‫ويفســر ذلــك بارتبــاط هــذه الوثائــق بحـ ّـق المترشــحين والمجتمــع المدنــي فــي االطــاع والتثبــت فــي‬ ‫وكـراس الشــروط الفنيــة‪ّ .‬‬
‫الجـراءات وحســن تطبيــق القانــون مــن قبــل المشــتري العمومــي وهــو مــا ينــدرج فــي صميــم تحقيــق أهــداف القانــون‬ ‫ســامة إ‬
‫وخاصــة تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬ ‫ّ‬ ‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫أن قســما كبيـرا مــن هــذه الوثائــق يخضــع لواجــب النشــر التلقائــي بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي‪ ،‬وبالتالــي‪،‬‬ ‫العــام‪ ،‬فضــا عــن ّ‬
‫أ‬
‫قصــر هــذا الخيــر فــي واجــب النشــر‪ ،‬فإنــه مــن بــاب أولــى وأحــرى أن تتـ ّـم االســتجابة لطلبــات النفــاذ‪.‬‬ ‫فإنــه إذا ّ‬
‫تــم‬
‫المترشــح الــذي ّ‬
‫ّ‬ ‫ مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ال يــؤ ّدي النفــاذ إلــى هــذا الصنــف مــن الوثائــق إلــى المســاس بحقــوق‬
‫اختيــاره‪ ،‬ضــرورة أن الثمــن الجملــي مثــا‪ ،‬ليــس مــن قبيــل أ‬
‫السـرار‪ ،‬وال هــو مــن المعلومــات التــي يــؤ ّدي الكشــف عنهــا إلــى‬ ‫ّ‬
‫مزوديــه أو حرفائــه أو المتعامليــن معــه‪...‬‬
‫المســاس مــن القــدرة التنافســية للمترشــح أو كشــف ّ‬
‫ال ّطــاع‬
‫ وفــي المقابــل‪ ،‬دأبــت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة مــن حيــث المبــدأ إلــى رفــض الطلبــات التــي ترمــي إلــى إ‬
‫للســعار الــذي‬‫علــى الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي الصفقــات علــى غ ـرار الجــدول التفصيلــي أ‬
‫يفضــح أحــد أهـ ّـم أس ـرار الشــركة المشــاركة فــي طلــب العــروض وهــو اســتراتيجيتها التجاريــة والتخفيضــات التــي تمنحهــا‬
‫لحرفائهــا‪ ،...‬وكذلــك الملــف الفنــي لطلــب العــروض المقــدم مــن قبــل الشــركة التــي آلــت إليهــا الصفقــة وشــهادة االمتيــازات‬
‫الجبائيــة المســندة بعنــوان صفقــة‪...‬‬
‫ ولعـ ّـل مــا يحســب لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة هــو تعاملهــا مــع طلبــات النفــاذ حالــة بحالــة بحســب الوثيقــة‬
‫المطلوبــة وظــروف طلبهــا‪ ،‬وســعيها إلــى تغليــب مبــدأ الشــفافية علــى مبــدأ حمايــة أ‬
‫الســرار التجاريــة‪.‬‬
‫الخاصــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة‪ ،‬وهــي جامعــة محمــود الماطــري‬ ‫ففــي القضيــة عــدد ‪ 121/2018‬بتاريــخ ‪ 20‬ســبتمبر ‪ ،2018‬طلبــت ّ‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة وإلكترونيــة مــن الملــف المــودع لــدى وزارة التجــارة مــن قبــل مجمــع الجامعــة المركزيــة والمتع ّلق‬
‫مؤسســات تعليــم عالــي خــاص وهــي المعهــد العالــي الخــاص لعلــوم الصحــة بسوســة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بصفقــة اقتنــاء هــذه الخيــرة لســهم ّ‬
‫والجامعــة الخاصــة لعلــوم الصحــة بتونــس والجامعــة الخاصــة لعلــوم الصحــة بصفاقــس‪ .‬وقــد دفــع وزيــر التجــارة بتعــذّ ر‬
‫االســتجابة لطلــب العارضــة بخصــوص تمكينهــا مــن نســخة مــن الملــف المذكــور الحتوائــه علــى معطيــات تتعلــق بأســماء‬
‫بالضافــة إلــى قســط كل‬ ‫المســاهمين والمؤسســين وموازنــات الثــاث الســنوات الماليــة أ‬
‫المؤسســات المعنيــة إ‬
‫ّ‬ ‫الخيــرة لــكل‬ ‫ّ‬
‫واحــدة منهــا فــي الســوق وتقاريــر مراجــع الحســابات ومبلــغ المســاهمات الماليــة وهــو مــا مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى إلحــاق‬
‫للمؤسســات الثــاث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مؤسســة منافســة‬
‫وأن العارضــة هــي ّ‬ ‫ضــرر بحقــوق الغيــر فــي حمايــة معطياتــه الشــخصية سـ ّـيما ّ‬
‫المضمنــة بهــا ال تنــدرج ضمــن االســتثناءات‬
‫ّ‬ ‫أن المعلومــات‬‫أن الهيئــة أكــدت‪ ،‬بعــد ا ّطالعهــا علــى وثائــق المطلوبــة‪ّ ،‬‬‫إال ّ ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وال تعـ ّـد مــن قبيــل المعطيــات الشــخصية ضــرورة أنهــا معلومــات متع ّلقــة بــذوات معنويــة وتـ ّـم‬
‫أن « حصــول العارضــة علــى نســخة مــن هــذا الملــف يســمح‬ ‫إدراج أغلبهــا بالرائــد الرســمي للجمهوريــة التونســية‪ .‬كمــا اعتبــرت ّ‬
‫الهــداف أ‬
‫الساســية لقانــون النفــاذ إلــى المعلومــة الراميــة أساســا إلــى تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬ ‫بتحقيــق أ‬
‫يتع ّلــق بالتصــرف فــي مرفــق تنافســي يرجــع إلــى الــوزارة المدعــى عليهــا ضمــان ظــروف المنافســة المقبولــة فيــه‪ ،‬كمــا يســمح‬
‫بمشاركة العموم في مراقبة مدى احترام الهياكل العمومية للنصوص والتراتيب الجاري بها العمل»‪ .63‬‬
‫‪ - 63‬القضية عدد ‪ 2018/121‬بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪40‬‬
‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬وفــي القضيــة عــدد ‪ 567‬بتاريــخ ‪ 31‬أكتوبــر ‪ ،2019‬طلبــت منظمــة « أنــا يقــظ» الحصــول علــى نســخة‬
‫ورقيــة مــن تقاريــر التفقــد لشــركة اتّصــاالت تونــس عــن الفتــرة الممتـ ّـدة بيــن ســنتي ‪ 2011‬و‪ ،2018‬والعقــود المبرمــة مــع‬
‫شـركات التنشــيط والبيــع والموزعيــن الممتـ ّـدة مــن ســنة ‪ 2012‬إلــى غايــة أكتوبــر ‪ ،2018‬والصفقــات واالستشــارات ا ّلتــي قامــت‬
‫بهــا الشــركة علــى المســتوى المركــزي والجهــوي مــع شـركات التنشــيط والبيــع ومــع الموزعيــن وكراســات الشــروط التابعــة لهــا‬
‫مــن ســنة ‪ 2012‬إلــى غايــة أكتوبــر ‪ 2018‬ومــا يفيــد خــاص ش ـركات التنشــيط والبيــع والمزوديــن مــن ســنة ‪ 2012‬إلــى غايــة‬
‫أكتوبــر ‪ ،2018‬والقيمــة الماليــة القتنــاء ‪ carte SIM‬واحــدة والقيمــة الماليــة ‪ carte SIM‬المعــدة للبيــع باحتســاب نفقــات‬
‫التنشــيط والبيــع الموكولــة إلــى شـركات خاصــة والتقريــر التجــاري لجميــع المبيعــات منــذ ســنة ‪ 2012‬إلــى غايــة أكتوبــر ‪2018‬‬
‫وتقريــر مراقــب الحســابات لشــركة اتصــاالت تونــس منــذ ســنة ‪ 2012‬الــى ســنة ‪.2018‬‬
‫ـص حرفــاء الشــركة ومصالحهــم الماليــة‬ ‫تتضمــن عـ ّـدة معطيــات حساســة تخـ ّ‬
‫أن تقاريــر التف ّقــد « ّ‬
‫وقــد اعتبــرت الهيئــة ّ‬
‫«تتضمــن عديــد‬ ‫ّ‬ ‫ومزوديهــا‬
‫المدعــى عليهــا مــع حرفائهــا ّ‬ ‫وأن العقــود التجاريــة المبرمــة مــن طــرف الشــركة ّ‬‫واالقتصاديــة»‪ّ .‬‬
‫المعطيــات الم ّتصلــة بمعامالتهــا الماليــة والتجاريــة معهــم وهــي معطيــات حساســة تتع ّلــق بسياســتها االســتراتيجية وأسـرارها‬
‫التجاريــة مــن شــأن الكشــف عنهــا وإتاحتهــا للعمــوم إلحــاق ضــرر جســيم بمصالــح الشــركة وباســتقرارها المالــي‪ ،‬سـ ّـيما وأنّهــا‬
‫ـزودي الخدمــات فــي قطــاع االتّصــاالت»‪.64‬‬
‫تعمــل فــي محيــط ي ّتســم بالتنافــس الشــديد بيــن مـ ّ‬
‫المــر الحكومــي عــدد‪ 375‬لســنة ‪ 2020‬المــؤرخ فــي ‪ 29‬جــوان‬ ‫وينســجم موقــف الهيئــة فــي هــذا المجــال مــع أحــكام أ‬
‫‪ 2020‬والمتعلــق بتنظيــم عمليــة نشــر تقاريــر هيئــات الرقابــة وتقاريــر المتابعــة الصــادرة عنهــا‪ ،‬و الــذي ينطبــق مثــا علــى‬
‫الهيئــة العليــا للطلــب العمومــي‪ ،‬الــذي اقتضــى فــي فصلــه الثالــث أنــه‪ :‬تراعــى عنــد نشــر التقاريــر المذكــورة بالفصليــن أ‬
‫الول‬
‫الســتراتيجية الخاصــة بالهيــاكل‬ ‫أ‬
‫والثانــي مــن هــذا المــر الحكومــي المبــادئ والمقتضيــات التاليــة‪ – )...( :‬حمايــة المعطيــات إ‬
‫والمنشــآت التــي شــملتها الرقابــة والمتابعــة»‬
‫وفــي المقابــل‪ ،‬انتهــت الهيئــة فــي نفــس القضيــة بخصــوص «تقاريــر مراقبــي الحســابات بخصــوص القوائــم الماليــة‬
‫تتضمــن وص ًفــا للوضعيــة الماليــة للشــركة ولمكاســبها ولممتلكاتهــا الماديــة‬ ‫أن هــذه التقاريــر ّ‬‫لشــركة اتّصــاالت تونــس‪ ،‬إلــى ّ‬
‫تضمنــت التقاريــر المطلوبــة‬‫التصرف‪...‬و»لئــن ّ‬‫ّ‬ ‫وغيــر الماديــة وللنتائــج ا ّلتــي حقّقتهــا واالقتراحــات الكفيلــة بتحســين طــرق‬
‫أ‬
‫ـإن ذلــك ال يحــول‬‫بعــض المعطيــات ا ّلتــي يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل السـرار الصناعيــة واالســتراتيجيات التجاريــة للشــركة‪ ،‬فـ ّ‬
‫دون النفــاذ إلــى هــذه التقاريــر طالمــا أنّــه مــن الممكــن حجــب هــذه المعطيــات وف ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون‬
‫والمضمنــة بتلــك التقاريــر»‪.65‬‬
‫ّ‬ ‫المشــار إليــه أعــاه دون المســاس ببقيــة المعلومــات الم ـراد النفــاذ إليهــا‬

‫للتجدد‬
‫ّ‬ ‫خاصة بالنسبة للصفقات القابلة‬
‫ب – ضرورة حماية السر التجاري ّ‬
‫والمتضمنــة أسـرارا تجاريّــة‬
‫ّ‬ ‫ع ّللــت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة رفضهــا النفــاذ إلــى بعــض الوثائــق المتعلقــة بالصفقــات‬
‫خاصــة بالنســبة إلــى الصفقــات‬ ‫بالحفــاظ علــى قواعــد المنافســة الشــريفة بيــن الش ـركات المشــاركة فــي طلبــات العــروض‪ّ ،‬‬
‫الضمانــات الهامــة‬
‫للصفقــات العموميــة يعـ ّـد مــن ّ‬
‫القابلــة للتجـ ّـدد‪ .‬واعتبــرت أنــه‪ »:‬لئــن كان حــق النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإج ـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال‬ ‫لتكريــس مبــدأي ّ‬
‫هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق الخاصــة بالشـركات‬
‫أن‪ »:‬القــول بخــاف‬ ‫المشــاركة فــي طلبــات العــروض والتــي تتضمــن أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة» وأضافــت ّ‬

‫‪ - 64‬القضية عدد ‪ 567‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪2019‬‬


‫‪ - 65‬القضية عدد ‪ 567‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪41‬‬
‫ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إفشــاء أسـرار هــذه الشـركات واالخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن المؤسســات االقتصاديــة‬
‫المتنافســة‪ ،‬سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد»‪.66‬‬
‫يقصــد بالصفقــة القابلــة للتجــدد‪ ،‬الوضعيــة التــي تكــون فيهــا فرضيــة إبـرام صفقــة جديــدة بخصــوص نفــس الســلع‬
‫أو الخدمــات أو أ‬
‫الشــغال خــال فتــرة زمنيــة قصيــرة قائمــة‪ .‬ويمكــن أن تتعلــق هــذه الوضعيــة ّإمــا بنفــس المشــتري العمومــي‬
‫الــذي يبــرم صفقــة لمـ ّـدة قصيــرة ثـ ّـم مــن المحتمــل أن يفتــح بــاب المنافســة مــن جديــد بخصــوص نفــس الطلبــات خــال‬
‫الشــغال موضــوع طلبــات‬‫فتــرة زمنيــة قريبــة‪ .‬أو كذلــك بالصــورة التــي يمكــن أن يكــون فيهــا نفــس المنتــوج أو الخدمــة أو أ‬
‫عموميــة مختلفــة مــن هيــاكل تتقــارب مــن جهــة مهامهــا أو شـراءاتها وخــال نفــس الحيــز الزمنــي‪.67‬‬
‫ويتـ ّـم تقديــر الطبيعــة المتكـ ّـررة للصفقــة أو قابليتهــا للتجـ ّـدد حالــــة بحالــــة‪ ،‬ويراعــى فــي ذلــك مثــا مـ ّـدة العقــد‬
‫المــر بنفــس المشــتري العمومــي‪.‬‬‫الصلــي‪ ،‬أي المــدة التــي علــى إثرهــا يتــم فتــح بــاب المنافســة مــن جديــد وذلــك إذا تع ّلــق أ‬
‫أ‬
‫ّ‬
‫كمــا تأخــذ هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة بعيــن االعتبــار تاريــخ طلــب النفــاذ وبالتحديــد مــدى وجــود طلــب عــروض‬
‫بخصــوص نفــس الموضــوع خــال تلــك الفتــرة‪.‬‬
‫إضافــة إلــى مــا ســبق‪ ،‬تؤخــذ بعيــن االعتبــار عنــد تقديــر قابليــة العقــد للتجـ ّـدد طبيعــة الخدمــات أو المــواد موضــوع‬
‫المترشــح للصفقــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصفقــة‪ ،‬ومــدى وجــود منافســة كبيــرة فــي القطــاع الــذي ينشــط فيــه‬

‫‪ - 66‬للقضية عدد ‪ 31/2018‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬


‫‪67 - CADA, conseil n° 20132294 du 25 juillet 2013.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪42‬‬
‫قدمتهــا شــركة تنشــط فــي مجــال توريــد المــواد والبضائــع الرياضيــة بخصــوص‬‫ففــي مجموعــة مــن القضايــا ‪68‬التــي ّ‬
‫الخاصــة بمجموعــة مــن الصفقــات المتعلقــة بإنجــاز أشــغال التعشــيب االصطناعــي للمالعــب‬ ‫ّ‬ ‫طلبــات نفــاذ إلــى الوثائــق‬
‫البلديــة‪ ،‬أخــذت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة بعيــن االعتبــار طبيعــة الصفقــة وخصوصيــة المشــاركين فــي طلبــات العــروض‬
‫المدعيــة بخصــوص نفــس الموضــوع خــال فت ـرات زمنيــة متقاربــة‪،‬‬ ‫وخاصــة تعـ ّـدد الصفقــات التــي شــاركت وتُشــارك فيهــا ّ‬ ‫ّ‬
‫أن الصفقــة قابلــة للتجــدد‪.‬‬
‫وانتهــت إلــى أنّــه ال يمكــن النفــاذ إلــى الوثائــق طالمــا ّ‬
‫أن إمضــاء‬
‫الطاريــة‪ّ ،‬‬‫الداريــة بخصــوص االتفاقــات إ‬ ‫نشــير إلــى أنــه فــي فرنســا‪ ،‬اعتبــرت هيئــة النفــاذ إلــى الوثائــق إ‬
‫المزوديــن ال يعنــي إســناد الصفقــة‪ ،‬وال يضــع حـ ّـدا للمنافســة التــي تتواصــل‬
‫اتفاقيــة إطاريــة تتضمــن اختيــار مجموعــة مــن ّ‬

‫‪ - 68‬يراجع مثال‪:‬‬
‫‪ 02/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 03/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 04/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 06/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 07/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 08/2018 -‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪2018‬‬
‫‪ 31/2018 -‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬
‫‪ 39/2018 -‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬
‫‪ 40/2018 -‬بتاريخ ‪ 5‬جويلية ‪2018‬‬
‫‪ 169/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 211/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 212/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 272/2018 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 318/2018 -‬بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪2019‬‬
‫‪ 2018/ 319 -‬بتاريخ ‪ 15‬نوفمبر ‪2018‬‬
‫‪ 359/2018 -‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ 428/2018 -‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ 626/2019 -‬بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪2019‬‬
‫‪ 627/2019 -‬بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪2019‬‬
‫‪ 768 -‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 770 -‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 771 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 630 -‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬
‫‪ 698 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 700 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 701 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 702 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 703 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 704 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 705 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 706 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 708 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 769 -‬بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ 1192 -‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪2020‬‬
‫‪ 1570 -‬بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫‪ 1707 -‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1723 -‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1724 -‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1790 -‬بتاريخ ‪ 3‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫‪ 1791 -‬بتاريخ ‪ 3‬ديسمبر ‪2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪43‬‬
‫ـإن حــق النفــاذ إلــى المعلومــة بخصــوص وثائــق مرتبطــة‬ ‫الطــاري‪ .‬لذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫بيــن الش ـركات المقبولــة طيلــة تنفيــذ االتفــاق إ‬
‫الطاريــة يجــب أن يراعــي عــدم المســاس بقواعــد المنافســة‪ ،‬وهــو مــا يــؤول إلــى التقييــد منــه مقارنــة بالعقــود‬ ‫باالتفاقيــة إ‬
‫الطاريــة‪ّ ،‬أمــا المعلومــات‬‫العامــة لالتفاقيــة إ‬
‫والصفقــات العاديــة‪ .‬وال يمكــن تبعــا لذلــك الســماح بالنفــاذ إال ّ إلــى الشــروط ّ‬
‫المتعلقــة بالعــروض المقدمــة‪ ،‬وســواء تــم قبولهــا أم رفضهــا‪ ،‬محميــة بالســرية التجاريــة والصناعيــة ‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫الثمان متشـابهة‪ ،‬اعتبرت هيئـة النفاذ‬ ‫بالنسـبة للعديـد مـن الصفقـات المتعلقـة بطلبـات عمومية متشـابهة وتكـون فيهـا أ‬
‫الثمـان التفصيليـة الخاصـة بالمرشـحين‬ ‫إلـى الوثائـق الداريـة أن «هاجـس ضمـان المنافسـة الحـرة يحتـم رفـض النفـاذ إلـى أ‬
‫ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫المختاريـن»‪ .70‬كمـا ال يمكـن النفـاذ بالتبعيـة إلـى العـدد المسـند بعنـوان الثمـان المقترحـة وال إلـى طريقة حسـابه‪.‬‬

‫ج ‪ -‬آليات التضييق من مجال االستثناء أو استثناء االستثناء‬


‫ينــدرج الفصــل ‪ 26‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة فــي إطــار اســتثناء االســتثناء‪ ،‬أي اســتثناء حــق الغيــر‬
‫طبقتــه الهيئــة وغ ّلبــت المصلحــة العامــة علــى‬ ‫أ‬
‫فــي حمايــة أسـراره التجاريــة وبالتالــي إمكانيــة النفــاذ إلــى هــذه السـرار‪ ،‬وقــد ّ‬
‫حــق الغيــر فــي حمايــة أسـراره التجاريــة‪.‬‬
‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬ولئــن ال يم ّثــل الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة والمتضمــن ضــرورة‬
‫حجــب الجــزء المعنــي باســتثناء النفــاذ وتمكيــن طالــب النفــاذ مــن بقيــة المعلومــات‪ ،‬اســتثناء لالســتثناء بأتـ ّـم معنــى الكلمــة‪،‬‬
‫ـإن تطبيقــه فــي مــا ّدة الصفقــات ســمح بالنفــاذ إلــى وثائــق رغــم تضمنهــا أسـرارا تجاريــة وذلــك بعــد حجبهــا‪.‬‬ ‫فـ ّ‬

‫‪ - 1‬آليــة الفصــل ‪ 26‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة‪ :‬تغليــب المصلحــة العامــة علــى حمايــة حــق‬
‫الغيــر فــي حمايــة أس ـراره التجاريــة‬
‫تضمــن الفصــل ‪ 26‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة اســتثناء االســتثناء واقتضى أنــه‪ »:‬ال تنطبق االســتثناءات‬
‫ّ‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن هــذا القانون‪:‬‬
‫(‪ )...‬عنــد وجــوب تغليــب المصلحــة العامــة علــى الضــرر الــذي يمكــن أن يلحــق المصلحــة المزمــع حمايتهــا لوجــود‬
‫تهديــد خطيـــر للصحــة أو السالمـــة أو المحيــط أو جــراء حــدوث فعـــل إجرامـــي»‪.‬‬
‫وقــد أثيــر أمــام هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إشــكال يتعلــق بطلــب النفــاذ إلــى تقريــر تحاليــل مخبريــة علــى العشــب‬
‫الس ـرار التجاريــة‪،‬‬‫االصطناعــي والحبيبــات المطاطيــة التــي وقــع تزويــد الحضيــرة بهــا‪ ،‬ورغــم أن هــذا التقريــر يعتبــر مــن أ‬
‫ّ‬
‫أن الهيئــة ســمحت بالنفــاذ إليــه‪ ،‬معتبــرة أنــه‪« :‬لئــن كانــت تقاريــر التحاليــل المخبريــة تنتمــي إلــى هــذه الفئــة الثانيــة مــن‬
‫إال ّ ّ‬
‫الوثائــق الخاصــة بالش ـركات المتنافســة‪ ،‬إال أنــه يتجــه اســتثناء التقريــر السـ ّـمي المجــرى علــى العشــب االصطناعــي وعلــى‬
‫الحبيبــات المطاطيــة التــي وقــع تزويــد الحظيــرة بهــا‪ ،‬مــن دائــرة التمييــز الســالف بيانــه‪ ،‬وذلــك بالنظــر إلــى خطــورة هــذه‬
‫أ‬
‫الوثيقــة وارتباطهــا بمقتضيــات الحفــاظ علــى الصحــة العامــة»‪ .71‬لقــد شـكّل هاجــس المحافظــة علــى الصحــة العامــة الســاس‬
‫لللـزام المشــتري العمومــي بتســليم المدعــي نســخة مــن التقريــر السـ ّـمي المجــرى علــى العشــب‬ ‫الــذي اعتمــدت عليــه الهيئــة إ‬
‫االصطناعــي وعلــى الحبيبــات المطاطيــة التــي وقــع تزويــد الحظيــرة بهــا‪.‬‬

‫‪69 - CADA, avis n° 20111096 du 14 avril 2011 ; conseils n° 20073774 du 25 octobre 2007 et n° 20074583 du 22 novembre 2007.‬‬
‫‪70 - CADA, conseil n° 20114251 du 3 novembre 2011.‬‬
‫‪ - 71‬يراجع مثال القضية عدد ‪ 2018/02‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪ 2018‬وكذلك جميع القضايا التي رفعتها شركة‪ ‬ويتكو سبور‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪44‬‬
‫‪ - 2‬آلية الفصل ‪ 27‬من القانون المتعلق بالنفاذ إلى المعلومة‪ :‬حجب المعلومات السرية‬
‫اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة أنــه‪ »:‬إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جزئيــا‬
‫باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال ّ بعــد حجــب الجــزء المعنــي‬
‫باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا»‪.‬‬
‫ال يــؤدي تفعيــل الفصــل ‪ 27‬المشــار إليــه أعــاه إلــى النفــاذ إلــى أ‬
‫السـرار التجاريــة‪ ،‬وبالتالــي ال يعتبــر اســتثناء لالســتثناء‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أن تطبيقــه يــؤ ّدي إلــى النفــاذ إلــى وثائــق أو معلومــات مــن ضمــن مضمونهــا أسـرار تجاريــة‪.‬‬ ‫إال ّ ّ‬
‫ورقيــة مــن‬
‫ففــي القضيــة عــدد ‪ 263/2018‬بتاريــخ ‪ 28‬فيفــري ‪ ،2019‬طلبــت منظمــة « أنــا يقــظ» الحصــول علــى نســخة ّ‬
‫محاضــر الجلســات العاديّــة واالســتثنائية لمجلــس إدارة شــركة الخطــوط التونســية منــذ ديســمبر‪ 2016‬إلــى جويليــة ‪ 2018‬ومــن‬
‫إعــان طلــب العــروض المتعلــق الدولــي المتعلــق بإصــاح محـ ّـركات الطائـرات منــذ ســنة ‪ 2015‬إلــى ســنة ‪ .2018‬وقــد دفعــت‬
‫المدعيــة منهــا‬
‫معطيــات ال يمكــن نشــرها أو تمكيــن ّ‬ ‫ّ‬ ‫تتضمــن‬
‫ـأن محاضــر جلســات مجلــس إدارة الشــركة ّ‬ ‫الشــركة المعنيــة بـ ّ‬
‫المتصلــة بالصفقــات ا ّلتــي أبرمتهــا الشــركة إلصــاح‬ ‫ّ‬ ‫تج ّنبــا الســتغاللها مــن الش ـركات المنافســة‪ ،‬وبأنــه وبخصــوص الوثائــق‬
‫الطائـرات‪ ،‬فإنهــا طلبــت مــن المن ّظمــة العارضــة تحديــد الوثائــق المطلــوب النفــاذ إليهــا‪.‬‬
‫تضمنــت محاضــر جلســات شــركة الخطــوط التونســية بعــض المعطيــات الحساســة‬ ‫وقــد انتهــت الهيئــة إلــى أنّــه «لئــن ّ‬
‫الضــرار بمصالحهــا التجاريــة فــي منــاخ ي ّتســم‬ ‫المتصلــة بأســرارها التجاريــة وا ّلتــي يمكــن أن يــؤدي الكشــف عنهــا إلــى إ‬
‫أن ذلــك ال يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه المحاضــر طالمــا أنّــه يمكــن للشــركة‬ ‫بالمنافســة الحــادة بيــن ش ـركات الطي ـران‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫المدعيــة وذلــك تطبيقــا ألحــكام الفصــل‬‫المعنيــة حجــب مثــل هــذه المعطيــات عنــد تســليم نســخة مــن المحاضــر للمن ّظمــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة»‪.‬‬ ‫‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫أن‪ »:‬المعطيــات‬ ‫ّأمــا بالنســبة للوثائــق الم ّتصلــة بصفقــات الشــركة المتعلقــة بإصــاح محـ ّـركات الطائـرات‪ ،‬فقــد اعتبــرت الهيئــة ّ‬
‫المضمنــة بك ـراس طلــب العــروض الدولــي عــدد ‪ 21‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلقــة بإصــاح محـ ّـركات الطائ ـرات ال تنــدرج ضمــن‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫االســتثناءات الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬
‫ممــا يتجــه معــه بالتالــي االســتجابة إلــى طلــب المنظمــة المدعيــة فــي النفــاذ إلــى الوثيقــة المطلوبــة»‪.72‬‬
‫ّ‬
‫وهــو نفــس الموقــف الــذي تكـ ّـرر فــي القضيــة عــدد ‪ 567‬بتاريــخ ‪ 31‬أكتوبــر ‪ ،2019‬بخصــوص طلــب النفــاذ إلــى تقاريــر‬
‫تتضمــن وص ًفــا‬
‫ـأن هــذه التقاريــر ّ‬ ‫مراقبــي الحســابات بخصــوص القوائــم الماليــة لشــركة اتّصــاالت تونــس‪ ،‬وقــد أقـ ّـرت الهيئــة بـ ّ‬
‫للوضعيــة الماليــة للشــركة ولمكاســبها ولممتلكاتهــا الماديــة وغيــر الماديــة وللنتائــج ا ّلتــي حقّقتهــا واالقتراحــات الكفيلــة بتحســين‬
‫طــرق التصرف‪...‬وقضــت بأنــه «لئــن تضمنــت التقاريــر المطلوبــة بعــض المعطيــات ا ّلتــي يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل أ‬
‫الس ـرار‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـإن ذلــك ال يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه التقاريــر طالمــا أنّــه مــن الممكــن‬ ‫الصناعيــة واالســتراتيجيات التجاريــة للشــركة‪ ،‬فـ ّ‬
‫حجــب هــذه المعطيــات وف ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه دون المســاس ببقيــة المعلومــات المـراد‬
‫والمضمنــة بتلــك التقاريــر»‪.73‬‬
‫ّ‬ ‫النفــاذ إليهــا‬

‫‪ - 72‬القضية عدد ‪ 263/2018‬بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪2019‬‬


‫‪ - 73‬القضية عدد ‪ 567‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪45‬‬
‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪46‬‬
‫ملحق‬

‫أهم مبادئ النفاذ إلى المعلومة‬


‫في مادة الصفقات العمومية‬
‫من خالل فقه القضاء‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪47‬‬
‫القضية عـدد ‪ 02/2018‬بتاريخ ‪ 07‬مارس ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬شركة «ويتكو سبور» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬والي باجة‪.‬‬
‫ •المتداخالن‪ :‬رئيس بلدية تستور والمدير الجهوي للتجهيز إ‬
‫والسكان‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫الصحــة‬
‫ّ‬ ‫ •الحــق فــي النفــاذ – صفقــات – أسـرار صناعيــة ‪ -‬اســتراتيجيات تجاريــة – إجـراءات إبـرام الصفقــة –‬
‫العامــة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حــق أساسـ ّـي لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق‬
‫عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام‬
‫وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬ ‫‪ -‬لئــن يعــد النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإج ـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال‬
‫هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق‬
‫الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أســرارها الصناعيــة‬
‫الهــداف‬ ‫واســتراتيجياتها التجاريــة‪ .‬والقــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫التــي يســعى القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة سـ ّـيما بالنســبة‬
‫للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪48‬‬
‫‪ -‬البـ ّـد مــن التمييــز بيــن الوثائــق الم ّتصلــة بإج ـراءات اب ـرام الصفقــة مثــل االلت ـزام أو كراســات الشــروط‬
‫الداريــة والفنيــة للصفقــة أو الثمــن الجملــي للعــرض أو كذلــك تقاريــر فــرز العــروض والتــي تســمح بمتابعــة‬ ‫إ‬
‫الساســية المتصلــة بالمنافســة وحريــة‬ ‫مــدى احت ـرام المشــتري العمومــي لشــفافية الج ـراءات وللمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الشـركات المشــاركة‬
‫فــي طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم تكريســا لمبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة‪ ،‬وبيــن الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات مثــل جــداول‬
‫أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن الوثائــق التــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها‬
‫التجاريــة‪ ،‬والتــي ال يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل الوثائــق العموميــة الم ّتصلــة بتســيير المرافــق العامــة والقابلــة‬
‫للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫‪ -‬لئــن تنتمــي تقاريــر التحاليــل المخبريــة إلــى الفئــة الثانيــة مــن الوثائــق الخاصــة بالش ـركات المتنافســة‪،‬‬
‫إال انــه يتجــه اســتثناء التقريــر السـ ّـمي المجــرى علــى العشــب االصطناعــي وعلــى الحبيبــات المطاطيــة التــي‬
‫وقــع تزويــد الحظيــرة بهــا‪ ،‬مــن التمييــز الســالف بيانــه‪ ،‬وذلــك بالنظــر إلــى ارتبــاط هــذه الوثيقــة بالصحــة‬
‫العامــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪49‬‬
‫القضية عـدد ‪ 31/2018‬بتاريخ ‪ 05‬جويلية ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬شركة «ويتكو سبور» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬بلدية الفحص في شخص ممثلها القانوني‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحــق فــي النفــاذ – صفقــات – أســرار صناعيــة ‪ -‬اســتراتيجيات تجاريــة – ملكيــة فكريــة ‪ -‬إجــراءات إبــرام‬
‫الصحــة العامــة‬
‫ّ‬ ‫الصفقــة –‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حــق أساسـ ّـي لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق‬
‫عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام‬
‫وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا‪.‬‬

‫‪ -‬مراعــاة حقــوق الغيــر فــي حمايــة ملكيتهــم الفكريــة ال يقتصــر فقــط علــى حمايــة حقوقهــم المتصلــة‬
‫بالملكيــة أ‬
‫الدبيــة والفنيــة أو بالملكيــة الصناعيــة‪ ،‬وإنمــا يشــمل أيضــا حمايــة أسـرارهم التجاريــة والمعلومات‬
‫التــي تســاهم فــي منحهــم امتيــازات تنافســية وقــدرة علــى االســتباق مقارنــة بغيرهــم مــن العامليــن فــي‬
‫ذات النشــاط الصناعــي أو التجــاري‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي الشــفافية‬ ‫‪ -‬لئــن يعــد النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال هــذا الحــق‬
‫ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق الخاصــة‬
‫بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها‬
‫الهــداف التــي يســعى‬ ‫التجاريــة‪ .‬والقــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات‬
‫القابلــة للتجـ ّـدد‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬البـ ّـد مــن التمييــز بيــن الوثائــق الم ّتصلــة بإج ـراءات اب ـرام الصفقــة مثــل االلت ـزام أو كراســات الشــروط‬
‫الداريــة والفنيــة للصفقــة أو الثمــن الجملــي للعــرض أو كذلــك تقاريــر فــرز العــروض والتــي تســمح بمتابعــة‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫الج ـراءات وللمبــادئ الساســية المتصلــة بالمنافســة وحريــة‬ ‫مــدى احت ـرام المشــتري العمومــي لشــفافية إ‬
‫المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الشـركات المشــاركة‬
‫فــي طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم تكريســا لمبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة‪ ،‬وبيــن الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات مثــل جــداول‬
‫أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن الوثائــق التــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها‬
‫التجاريــة‪ ،‬والتــي ال يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل الوثائــق العموميــة الم ّتصلــة بتســيير المرافــق العامــة والقابلــة‬
‫للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫‪ -‬لئــن تنتمــي تقاريــر التحاليــل المخبريــة إلــى الفئــة الثانيــة مــن الوثائــق الخاصــة بالش ـركات المتنافســة‪،‬‬
‫إال أنــه يتجــه اســتثناء التقريــر السـ ّـمي المجــرى علــى العشــب االصطناعــي وعلــى الحبيبــات المطاطيــة التــي‬
‫تـ ّـم تزويــد الحظيــرة بهــا‪ ،‬مــن التمييــز الســالف بيانــه‪ ،‬وذلــك بالنظــر إلــى ارتبــاط هــذه الوثيقــة بالصحــة‬
‫العامــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪51‬‬
‫القضية عـدد ‪ 47/2018‬بتاريخ ‪ 03‬ماي ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬منظمة «مجلس الشباب التونسي» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬والي جندوبة‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – صفقات – مبدأ الشفافية – واجب النشر‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬


‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور التونسي على ّ‬

‫‪ -‬الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حــق أساسـ ّـي لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق‬
‫عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام‬
‫وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبــر النفــاذ إلــى طلبــات العــروض المتع ّلقــة بالصفقــات العموميــة مــن الضمانــات الهامــة التــي تخـ ّـول‬
‫للعمــوم متابعــة شــفافية إجـراءات إســناد هــذه الصفقــات وتنفيذهــا‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬ ‫‪ -‬ألــزم الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫الهيــاكل الخاضعــة ألحكامــه بــأن تنشــر وتضــع علــى ذمــة العمــوم علــى مواقــع الــواب الخاصــة بهــا‪،‬‬
‫الصفقــات العموميــة المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي تعتــزم الهيــاكل المعنيــة إبرامهــا ونتائــج‬
‫تنفيذهــا‪ ،‬وذلــك حتــى فــي صــورة عــدم وجــود مطالــب نفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪52‬‬
‫القضية عـدد ‪ 72/2018‬بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬منظّمة «أنا يقظ» في شخص ممثّلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬الرئيس المدير العام لشركة تونس للطرقات الس ّيارة‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحــق فــي النفــاذ – الفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور ‪ -‬الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومــة ‪-‬‬
‫ـادي للمعلومــة‬
‫وجــود مـ ّ‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬


‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طب ًقــا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫للج ـراءات والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف أبرزهــا تعزيــز‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‪.‬‬

‫‪ -‬لئــن يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن ممارســة‬
‫هــذا الحــق واالنتفــاع بــه يظـ ّـل مرتب ًطــا بمــدى ثبــوت الوجــود المــادي والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪53‬‬
‫القضية عـدد ‪ 73/2018‬بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثّلها القانوني‬
‫والسكان والتهيئة الترابية‪.‬‬ ‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬وزير التجهيز إ‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحــق فــي النفــاذ – مجتمــع مدنــي – الفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور – الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬


‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪..‬‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تتـ ّـم ممارســته طب ًقــا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫للج ـراءات والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف أبرزهــا تعزيــز‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬

‫‪ -‬حصــول العارضــة علــى نســخ ورقيــة مــن تقريــر التف ّقــد المتع ّلــق بإنجــاز القســط الرابــع مــن مشــروع‬
‫المســداة لمجمــع «تكنيــس بريــدرو‬ ‫الســيارة صفاقــس‪ -‬قابــس ومــن جــدول المبالــغ الماليــة ُ‬ ‫ّ‬ ‫الطريــق‬
‫‪ »TecnisBredero‬مقابــل تنفيــذه لهــذا القســط مــن المشــروع وك ـراس شــروط الصفقــة وقيمتهــا الماليــة‬
‫تقدمــت بــه الشــركة ونســخة مــن تقريــر التف ّقــد المتعلــق بالمشــروع‪ ،‬وكذلك‬ ‫والعــرض الف ّنــي والمالــي ا ّلــذي ّ‬
‫الخــاالت ا ّلتــي‬
‫مدعيــة فــي شــأن إ‬
‫نســخة ورقيــة تحــدد عــدد القضايــا المرفوعــة مــن قبــل الشــركة بوصفهــا ّ‬
‫شــابت الصفقــات المنجــزة خــال الفتــرة الممتــدة مــن ســنة ‪ 2011‬إلــى موفــى ســنة ‪ ،2017‬ليــس مــن شــأنه‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن حــاالت االســتثناء‬ ‫أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪54‬‬
‫‪ -‬تمكيــن العارضــة مــن الوثائــق ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بمختلــف مراحــل انجــاز الطلــب العمومــي انطالقــا مــن إجـراءات إبـرام‬
‫الصفقــة مــرورا بمراحــل تنفيذهــا إلــى حيــن إنجازهــا النهائــي‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة المواطنيــن‬
‫ومنظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة عمليــات التنفيــذ وتقييمهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪55‬‬
‫القضية عـدد ‪ 121/2018‬بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬جامعة «محمود الماطري» في شخص ممثّلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬وزير التجارة‬
‫ •المتداخلة ‪ :‬الجامعة المركزية في شخص ممثّلها القانوني‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – اقتناء أسهم – استثناء حق النفاذ‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيم ممارســته‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق‬
‫العامة‪.‬‬

‫المضمنــة بمراســلة وزيــر التجــارة التــي أعلــم بمقتضاهــا الجامعــة المركزيــة‪ ،‬باعتبارهــا الطرف‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬المعطيــات‬
‫أ‬
‫المعنــي بعمليــة اقتنــاء الســهم‪ ،‬بعــدم خضــوع العمليــة المذكــورة للترخيــص المســتوجب فــي عمليــات‬
‫التركيــز االقتصــادي اســتنا ًدا إلــى قراءتــه ألحــكام الفقرتيــن الثانيــة والثالثــة مــن الفصــل ‪ 7‬مــن القانــون‬
‫عــدد ‪ 36‬لســنة ‪ 2015‬والمتع ّلــق بإعــادة تنظيــم المنافســة أ‬
‫والســعار‪ ،‬ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت‬
‫االســتثناء لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ ،2016‬لذلــك‪ ،‬فإنّــه‬
‫ي ّتجــه‪ ،‬تحقي ًقــا لمقتضيــات الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬قبــول طلــب الحصــول علــى نســخة منهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬المعلومــات المضمنــة بالملــف الخــاص بعمليــة اقتنــاء ّ‬
‫بمؤسســات‬ ‫أ‬
‫مجمــع الجامعــة المركزيــة لســهم ّ‬
‫تعليــم عالــي خــاص ال تعـ ّـد مــن قبيــل المعطيــات الشــخصية ضــرورة أنهــا معلومــات متع ّلقــة بــذوات‬
‫أن الحصــول علــى نســخة مــن‬ ‫وتــم إدراج أغلبهــا بالرائــد الرســمي للجمهوريــة التونســية‪ .‬كمــا ّ‬
‫معنويــة ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫هــذا الملــف يســمح بتحقيــق الهــداف الساســية لقانــون النفــاذ إلــى المعلومــة الراميــة أساســا إلــى تعزيــز‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي مرفــق تنافســي يرجــع إلــى الــوزارة المدعــى عليهــا‬
‫ضمــان ظــروف المنافســة المقبولــة فيــه‪ ،‬كمــا يســمح بمشــاركة العمــوم فــي مراقبــة مــدى احتـرام الهيــاكل‬
‫العموميــة للنصــوص والتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪57‬‬
‫القضية عـدد ‪ 194/2018‬بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬شركة «أكونات» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬والي منوبة‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – تقرير لجنة الفرز – استثناء حق النفاذ‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫تــم تنظيــم‬
‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّ‬
‫ً‬ ‫‪ّ -‬‬
‫يعــد الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة حقًــا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫طــرق وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫أ‬
‫والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق جملــة مــن الهــداف ّ‬
‫أهمهــا تعزيــز‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‪.‬‬

‫المدعيــة دون‬
‫قدمتــه الشــركة ّ‬ ‫‪ -‬طالمــا تتع ّلــق الوثيقــة المطلوبــة بتقييــم العــرض الف ّنــي والمالــي ا ّلــذي ّ‬
‫وأن المعلومــات الموجــودة بهــذه الوثيقــة ال تنــدرج‬ ‫ســواها فــي إطــار مشــاركتها فــي طلــب عــروض ّ‬
‫ضمــن أيــة حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬
‫ـإن تمكيــن العارضــة مــن نســخة مــن تقريــر لجنــة فــرز العــروض ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫إلــى المعلومــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫الساســية ا ّلتــي يســعى الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها والمتم ّثلــة خاصــةً فــي‬ ‫الهــداف أ‬ ‫أ‬
‫تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بإســناد الصفقــات العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪58‬‬
‫القضية عـدد ‪ 163/2018‬بتاريخ ‪ 28‬فيفري ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية التونسية‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحــق فــي النفــاذ – اســتثناء حــق النفــاذ – حجــب جــزء مــن المعلومــة – الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ‪ -‬الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة –‬
‫أس ـرار تجاريــة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫يعــد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم‬ ‫‪ّ -‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫طــرق وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‪.‬‬

‫‪ -‬االســتجابة إلــى طلــب الحصــول علــى نســخة مــن محاضــر الجلســات العاديّــة واالسـ ّ‬
‫ـتثنائية لمجلــس إدارة‬
‫الشــركة ومــن طلبــات العــروض ا ّلتــي أعلنتهــا بخصــوص إصــاح محـركات الطائـرات‪ ،‬ينصهــر ضمــن تحقيــق‬
‫أهــداف القانــون الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بتســيير المرافــق العامــة‬
‫ويدعــم ثقــة العمــوم فــي شــركة الخطــوط التونســية‪.‬‬

‫تضمنــت محاضــر جلســات شــركة الخطــوط التونســية بعــض المعطيــات الحساســة المتصلــة‬ ‫‪ -‬لئــن ّ‬
‫بأسـرارها التجاريــة وا ّلتــي يمكــن أن يــؤدي الكشــف عنهــا إلــى إ‬
‫الضـرار بمصالحهــا التجاريــة فــي منــاخ ي ّتســم‬
‫أن ذلــك ال يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه المحاضــر طالمــا‬ ‫بالمنافســة الحــادة بيــن ش ـركات الطي ـران‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫أنّــه يمكــن للشــركة المعنيــة حجــب مثــل هــذه المعطيــات عنــد تســليم نســخة مــن المحاضــر للمن ّظمــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫المدعيــة وذلــك تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪59‬‬
‫القضية عـدد ‪ 265/2018‬بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬وزيرة الشباب والرياضة‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – ملف طلب عروض – أهداف القانون‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلق‬ ‫وإجـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيز مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات‬
‫العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫المكونــة للملــف الخــاص بطلــب العــروض عــدد‪10/2018‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ينصهــر الحصــول علــى نســخة مــن الوثائــق‬
‫المتعلــق بتنفيــذ برنامــج الــوزارة لمواكبــة مشــاركة المنتخــب الوطنــي التونســي فــي كأس العالــم روســيا‬
‫الســفار التــي تحصلــت علــى صفقــة تنظيــم الرحــات إلــى روســيا ونســخة مــن‬ ‫‪ 2018‬والمتمثلــة فــي‪ :‬وكالــة أ‬
‫الســفار للمشــاركة والفــوز بالصفقــة ونســخة مــن العقــد المبــرم‬ ‫جميــع الوثائــق التــي تقدمــت بهــا وكالــة أ‬
‫الســفار ونســخة مــن طلــب العــروض أو االستشــارة التــي قامــت بهــا الــوزارة الختيــار‬ ‫بيــن الــوزارة ووكالــة أ‬
‫الســفار قصــد تنظيــم الرحــات إلــى روســيا‪ ،‬ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون فــي تكريــس مبــدأي‬ ‫وكالــة أ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ومــن شــأنه أن يدعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪60‬‬
‫القضية عـدد ‪ 350/2018‬بتاريخ ‪ 25‬أفريل ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعي‪ :‬ح‪.‬ع‬
‫المؤسسات المواطنة التونسية في شخص ممثّلها القانوني‬
‫ّ‬ ‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬كنفدرالية‬
‫ •المتداخل‪ :‬رئيس الحكومة‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – هياكل خاضعة للقانون – تمويل عمومي ‪ -‬استشارة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي‬ ‫وإج ـراءات ممارســته كبيــان مجــال انطباقــه بموجــب القانــون أ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تحقيــق عــدة أهــداف لعــل‬
‫أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام ودعــم الثقــة فــي‬
‫الهيــاكل الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫‪ -‬تكــون المنظمــات والجمعيــات وغيرهــا مــن الهيــاكل غيــر العموميــة خاضعــة ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة فــي صــورة انتفاعهــا بتمويــل عمومــي‪.‬‬

‫‪ -‬لجــوء المنظمــة المدعــى عليهــا إلــى إجـراء استشــارة بخصــوص تنظيــم منتــدى «فيتراليــا ‪ »2018‬ال يحــول‬
‫دون تمكيــن العــارض مــن نســخة مــن الوثائــق المتصلــة بتنظيــم هــذه االستشــارة‪ ،‬سـ ّـيما وأن إتاحــة مثــل‬
‫هــذه المعلومــات ال يمكــن أن ينجــر عنــه إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو كذلــك بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية‬
‫وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬إتاحــة هــذه المعلومــات للعــارض ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل‬
‫الخاضعــة ألحــكام القانــون وضمــان حســن التصــرف فــي أ‬
‫المــوال العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪62‬‬
‫القضية عـدد ‪ 2018/ 374-375‬بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬المنظمة التونسية للتنمية المركزية في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬الرئيس المدير العام لشركة القطب التنموي بقفصة‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – ضم الدعاوى – وجود مادي للمعلومة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫موجهــة ضـ ّـد هيــكل عمومــي واحــد‬‫الدعــاوى ‪ 374‬و‪ 375‬أنّهــا ّ‬ ‫‪ -‬طالمــا ثبــت للهيئــة بالرجــوع إلــى عرائــض ّ‬
‫ـت فــي‬
‫مم ّثــا فــي شــركة القطــب التنمــوي بقفصــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنّهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫المكونــة لملــف صفقتيــن‪ ،‬وطالمــا اتحــدت هــذه‬ ‫ّ‬ ‫موضــوع مشــترك بينهــا م ّتصــل بحـ ّـق ال ّنفــاذ إلــى الوثائــق‬
‫الدعــوى عــدد ‪374‬‬ ‫أ‬
‫الدعــوى عــدد ‪ 375‬إلــى ّ‬ ‫يتعيــن ضـ ّـم ّ‬
‫الدعــاوى فــي الط ـراف وفــي الموضــوع‪ ،‬فإنّــه ّ‬ ‫ّ‬
‫ـت فيهمــا بق ـرار واحــد‪.‬‬
‫والبـ ّ‬

‫فــإن ممارســة‬
‫لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ّ ،‬‬ ‫أساســيا ّ‬
‫ّ‬ ‫حــق النفــاذ إلــى المعلومــة حقّــا‬ ‫‪ -‬لئــن ّ‬
‫يعــد ّ‬
‫هــذا الحـ ّـق واالنتفــاع بــه يظـ ّـل مرتبطــا بمــدى ثبــوت الوجــود المــادي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪63‬‬
‫القضية عـدد ‪ 2018/ 377‬بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬المنظمة التونسية للتنمية المركزية في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬شركة فسفاط قفصة في شخص ممثلها القانوني‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – مبدأ الشفافية – حسن التصرف في المال العام‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫يعــد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫أ‬
‫ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬
‫عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق ّ‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‪.‬‬

‫الشــركة‬
‫المدعيــة مــن نســخة ورقيــة مــن وثائــق ومعلومــات تخــص عقــد الصفقــة المبرمــة بيــن ّ‬ ‫‪ -‬تمكيــن ّ‬
‫للســيارات والمتعلقــة بش ـراء ســيارة نــوع «أودي»‪ ،‬ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫المدعــى عليهــا وشــركة ال ّنقــل ّ‬
‫ّ‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق‬
‫العامــة‪ ،‬ويســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪64‬‬
‫القضية عـدد ‪ 499-523/2018‬بتاريخ ‪ 27‬جوان ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـي‪ :‬ع‪.‬ب‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليهما‪ :‬المدير العام لشركة عقارية الشارع والرئيس المدير العام للشركة التونس ّية للبنك‪،‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – ضم الدعاوى‪ -‬قضية عدلية جارية‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫ـإن حســن ســير القضــاء يقتضــي فــي‬‫الجرائيــة‪ ،‬فـ ّ‬‫‪ -‬لئــن تســتقل كل دعــوى مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫أ‬
‫القضيــة إذا مــا كانــت تتع ّلــق بنفــس الطـراف وكان‬ ‫ـت فــي أكثــر مــن دعــوى صلــب نفــس‬ ‫أ‬
‫ّ‬ ‫بعــض الحيــان البـ ّ‬
‫موضوعهــا مشــتركا‪.‬‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ًّقــا أساسـ ّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيم ممارســته‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة بغــرض تحقيــق عـ ّـدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬
‫العموميــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬

‫‪ -‬حصــول العــارض علــى نســخة مــن الوثائــق المتع ّلقــة بإج ـراءات تنظيــم المناظــرة الوطنيــة للهندســة‬
‫والعــان عــن نتائجهــا‪ ،‬مــن شــأنه أن يســاهم فــي تحقيــق أهــداف القانون‬
‫مجمــع ســكني إ‬ ‫المعماريــة إلقامــة ّ‬
‫أ‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المتم ّثلــة فــي تكريــس مبــدأي الشـ ّ‬
‫ـفافية والمســاءلة‬
‫فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة وبإبـرام الصفقــات والشـراءات العموميــة‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم‬
‫مشــاركة العمــوم فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة فــي هــذا المجــال‪.‬‬

‫‪ -‬وجــود قضيــة جاريــة لــدى المحكمــة االبتدائيــة بتونــس بيــن طرفــي الدعــوى بخصــوص إجـراءات إســناد‬
‫الصفقــة المعنيــة‪ ،‬ال يحــول‪ ،‬دون حــق العــارض فــي النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة تحقي ًقــا لمقتضيــات‬
‫الشــفافية والمســاءلة وذلــك بصــرف النظــر عــن مبــررات إقصائــه مــن الصفقــة المعنيــة وشــرعية مثــل هــذا‬
‫الجـراء‪.‬‬
‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪65‬‬
‫القضية عـدد ‪ 511‬بتاريخ ‪ 09‬ماي ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـي‪ :‬ع‪.‬ق‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬رئيس بلدية بنزرت‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – صفقات – أسرار صناعية ‪ -‬استراتيجيات تجارية – إجراءات إبرام الصفقة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫تــم تنظيــم‬
‫يعــد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أ‬
‫طــرق وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم‬
‫مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس‬ ‫‪ -‬لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجــراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال ّ‬
‫اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى‬
‫بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أسـرارها الصناعيــة‬ ‫ّ‬ ‫الوثائــق الخاصــة‬
‫الهــداف التــي‬‫واســتراتيجياتها التجاريــة‪ .‬والقــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫يســعى القانــون المتعلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها‪ ،‬وإنّمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعد‬
‫المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي‬
‫قضيــة الحــال‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪66‬‬
‫المكونــة للصفقــة‪ ،‬بيــن الوثائــق الم ّتصلــة بإجـراءات إبـرام الصفقــة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ي ّتجــه التمييــز فيمــا يتع ّلــق بالوثائــق‬
‫الداريــة والفنيــة للصفقــة أو الثمــن الجملــي للعــرض أو كذلــك تقاريــر‬ ‫كراســات الشــروط إ‬ ‫مثــل االلتـزام أو ّ‬
‫الج ـراءات وللمبــادئ‬ ‫فــرز العــروض والتــي تســمح بمتابعــة مــدى احت ـرام المشــتري العمومــي لشــفافية إ‬
‫الساســية المتصلــة بالمنافســة وحريــة المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة‬ ‫أ‬
‫للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الش ـركات المشــاركة فــي طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن‬
‫قبــل العمــوم تكريســا لمبــدأي الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬وبيــن الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة‬
‫المشــاركة فــي هــذه الصفقــات مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن الوثائــق التــي‬
‫تعكــس أسـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها التجاريــة‪ ،‬والتــي ال يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل الوثائــق العموميــة‬
‫الم ّتصلــة بتســيير المرافــق العامــة والقابلــة للنفــاذ إليــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪67‬‬
‫القضية عـدد ‪ 567‬بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعية‪ :‬منظّمة «أنا يقظ» في شخص ممثّلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬الرئيس المدير العام لشركة اتصاالت تونس‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحــق فــي النفــاذ –نشــر تلقائــي ‪ -‬تقاريــر تفقــد – عقــود تجاريــة – تقريــر مراقــب حســابات – أسـرار صناعيــة ‪-‬‬
‫اســتراتيجيات تجاريــة –مصلحــة عامــة – حجــب معطيــات‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬ميــز القانــون أ‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بيــن النشــر التلقائــي للمعلومــة بمبادرة‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫مــن الهيــكل المعنــي وف ًقــا لحــكام الفصــول ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬منــه وبيــن النفــاذ إلــى المعلومــة بطلب‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكــن االســتناد إلــى أحــكام الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون والمتع ّلقــة بنشــر المعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل‬
‫تظــل خاضعــة أ‬ ‫قدمــت بشــأنها مطالــب نفــاذ وا ّلتــي ّ‬
‫للحــكام‬ ‫المعنــي لرفــض إتاحــة المعلومــات ا ّلتــي ّ‬
‫المن ّظمــة للنفــاذ إلــى المعلومــة بطلــب وخاصــة منهــا الفصــول مــن ‪ 24‬إلــى ‪ 28‬مــن القانــون‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا عـ ّـدة معطيــات حساســة‬‫‪ -‬طالمــا تضمنــت تقاريــر التفقــد المدلــى بهــا مــن قبــل الشــركة ّ‬
‫تخــص حرفــاء الشــركة ومصالحهــم الماليــة واالقتصاديــة‪ ،‬وبمــا أنــه لــم يثبــت للهيئــة‪ ،‬فــي المقابــل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫المصلحــة العامــة ا ّلتــي يمكــن أن تتح ّقــق مــن خــال الكشــف عــن مثــل هــذه المعلومــات علــى معنــى‬
‫أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنــه ي ّتجــه رفــض‬
‫طلــب النفــاذ إلــى هــذه التقاريــر‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪68‬‬
‫ومزوديهــا عديد‬ ‫‪ -‬طالمــا تضمنــت العقــود التجاريــة المبرمــة مــن طــرف الشــركة ّ‬
‫المدعــى عليهــا مــع حرفائهــا ّ‬
‫المعطيــات الم ّتصلــة بمعامالتهــا الماليــة والتجاريــة معهــم وهــي معطيــات حساســة تتع ّلــق بسياســتها‬
‫االســتراتيجية وأسـرارها التجاريــة مــن شــأن الكشــف عنهــا وإتاحتهــا للعمــوم إلحــاق ضــرر جســيم بمصالــح‬
‫مــزودي‬
‫ســيما وأنّهــا تعمــل فــي محيــط ي ّتســم بالتنافــس الشــديد بيــن ّ‬ ‫الشــركة وباســتقرارها المالــي‪ّ ،‬‬
‫الخدمــات فــي قطــاع االتّصــاالت‪ ،‬وبمــا أنــه لــم يثبــت للهيئــة‪ ،‬فــي المقابــل‪ ،‬المصلحــة العامــة ا ّلتــي يمكــن‬
‫أن تتح ّقــق مــن خــال الكشــف عــن مثــل هــذه المعلومــات علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنــه ي ّتجــه رفــض طلــب النفــاذ إلــى هــذه العقــود‪.‬‬‫أ‬

‫‪ -‬تتضمــن تقاريــر مراقبــي الحســابات بخصــوص القوائــم الماليــة للشــركة ّ‬


‫المدعــى عليهــا وص ًفــا للوضعيــة‬
‫الماليــة للشــركة ولمكاســبها ولممتلكاتهــا الماديــة وغيــر الماديــة وللنتائــج ا ّلتــي حقّقتهــا واالقتراحــات الكفيلــة‬
‫تتضمــن أيّــة معطيــات مــن شــأن الكشــف عنهــا إلحــاق ضــرر بمصالــح الشــركة‬ ‫بتحســين طــرق التصـ ّـرف‪ ،‬وال ّ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي‬ ‫أو أ‬
‫ـإن الكشــف عــن مضمــون هــذه‬ ‫حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬
‫أ‬
‫التقاريــر وإتاحتهــا للعمــوم مــن شــأنه المســاهمة بصفــة مباشــرة فــي تحقيــق أهــداف القانــون الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة‬
‫علــى مســتوى تســيير شــركة اتّصــاالت تونــس وتعزيــز ثقــة العمــوم فــي هــذه الشــركة‪.‬‬

‫الس ـرار الصناعيــة‬‫‪ -‬لئــن تضمنــت التقاريــر المطلوبــة بعــض المعطيــات ا ّلتــي يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل أ‬
‫ّ‬
‫ـإن ذلــك ال يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه التقاريــر طالمــا أنّــه مــن‬‫واالســتراتيجيات التجاريــة للشــركة‪ ،‬فـ ّ‬
‫أ‬
‫الممكــن حجــب هــذه المعطيــات وف ًقــا لحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون دون المســاس ببقيــة المعلومــات‬
‫والمضمنــة بتلــك التقاريــر‬
‫ّ‬ ‫الم ـراد النفــاذ إليهــا‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪69‬‬
‫القضية عـدد ‪ 630‬بتاريخ ‪ 18‬أفريل ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬شركة «ويتكو سبور» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬وزيرة شؤون الشباب والرياضة‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحــق فــي النفــاذ – شــهادة امتيــازات جبائيــة – أســرار صناعيــة ‪ -‬اســتراتيجيات تجاريــة – ملكيــة فكريــة –‬
‫صفقــات قابلــة للتجــدد‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬لئــن يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫أن االنتفــاع‬
‫بهــذا الحــق وممارســته يخضــع إلــى جملــة مــن الضوابــط التــي تـ ّـم التنصيــص عليهــا بموجــب القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫‪ -‬اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة على اعتبــار أن أ‬


‫السـرار الصناعية للمؤسســات االقتصاديــة وكذلك اســتراتيجياتها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التجاريــة والمعلومــات التــي تســاهم فــي منحهــم امتيــازات تنافســية‪ ،‬تنــدرج ضمــن مفهــوم الملكيــة‬
‫الفكريــة المنصــوص عليــه بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬ ‫‪ -‬لئــن يعــد النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫أن اســتعمال‬ ‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإج ـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال ّ‬
‫ـتقر عليــه فقــه قضــاء الهيئــة‪ ،‬إلــى الولوج إلــى الوثائــق الخاصة‬
‫هــذا الحـ ّـق ال يمكــن أن يــؤ ّدي‪ ،‬طبقــا لمــا اسـ ّ‬
‫بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أسـرارها الصناعيــة أو اســتراتيجياتها‬
‫ال ّتجاريــة مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة أو ملفاتهــا الفنيــة أو شــهادات االمتيــازات الجبائيــة المســندة‬
‫الهــداف التــي يســعى‬ ‫لهــا بعنــوان هــذه الصفقــات‪ .‬ويــؤدي القــول بخــاف ذلــك‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫ّ‬
‫الخــال‬ ‫أ‬
‫القانــون الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى إ‬
‫بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكن اعتبار شهادة االمتيازات الجبائية من قبيل الوثائق العمومية القابلة للنفاذ إليها‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪70‬‬
‫القضية عـدد ‪ 770‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬شركة «ويتكو سبور» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬رئيس بلدية الروحية‬
‫ •المتداخلـــــون‪ :‬وزيــرة شــؤون الشــباب والرياضــة و والــي ســليانة‪ ،‬و شــركة “ ‪”Tunigol‬فــي شــخص ممثلهــا‬
‫القانونــي‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫الصحــة‬
‫ّ‬ ‫ •الحــق فــي النفــاذ – صفقــات – أسـرار صناعيــة ‪ -‬اســتراتيجيات تجاريــة – إجـراءات إبـرام الصفقــة –‬
‫العامــة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق‬
‫عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام‬
‫وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬ ‫‪ -‬لئــن يعــد النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإج ـراءات اســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال‬
‫هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق‬
‫الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أســرارها الصناعيــة‬
‫الهــداف التــي‬‫واســتراتيجياتها التجاريــة‪ .‬والقــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫يســعى القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات‬
‫سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬البـ ّـد مــن التمييــز بيــن الوثائــق الم ّتصلــة بإج ـراءات اب ـرام الصفقــة مثــل االلت ـزام أو كراســات الشــروط‬
‫الداريــة والفنيــة أو الثمــن الجملــي للعــرض أو تقاريــر فــرز العــروض والتــي تســمح بمتابعــة مــدى احتـرام‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫الجــراءات وللمبــادئ الساســية المتصلــة بالمنافســة وحريــة المشــاركة‬ ‫المشــتري العمومــي لشــفافية إ‬
‫والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة للنفــاذ إليهــا من قبل الشـركات المشــاركة فــي طلبات‬
‫العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم تكريســا لمبــدأي الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬وبين‬
‫الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات مثــل جــداول أســعارها التفصيلية‬
‫وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن الوثائــق التــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها التجاريــة‪ ،‬والتــي ال‬
‫يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل الوثائــق العموميــة الم ّتصلــة بتســيير المرافــق العامــة والقابلــة للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫‪ -‬لئــن تنتمــي تقاريــر التحاليــل المخبريــة إلــى الفئــة الثانيــة مــن الوثائــق الخاصــة بالش ـركات المتنافســة‪،‬‬
‫إال انــه يتجــه اســتثناء التقريــر السـ ّـمي المجــرى علــى العشــب االصطناعــي وعلــى الحبيبــات المطاطيــة التــي‬
‫وقــع تزويــد الحظيــرة بهــا‪ ،‬مــن التمييــز الســالف بيانــه‪ ،‬وذلــك بالنظــر إلــى ارتبــاط هــذه الوثيقــة بالصحــة‬
‫العامــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪72‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1192‬بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬شركة «ويتكو سبور» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬والي منوبة ‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫الصحــة‬
‫ّ‬ ‫ •الحــق فــي النفــاذ – صفقــات – أسـرار صناعيــة ‪ -‬اســتراتيجيات تجاريــة – إجـراءات إبـرام الصفقــة –‬
‫العامــة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حــق أساسـ ّـي لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق‬
‫عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام‬
‫وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى إلحــاق ضــرر‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫‪ -‬حصــول العارضــة علــى تقريــر فــرز العــروض الــذي تمــت المصادقــة عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة‬
‫لمراقبــة الصفقــات‪ ،‬ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬حصــول ّ‬
‫المدعيــة علــى الوثيقــة الم ّتصلــة بإجـراءات إبـرام الصفقــة والمتمثلــة فــي تقريــر فــرز العــروض‬
‫المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة الصفقــات والتــي تســمح بمتابعــة مــدى احتــرام‬
‫الساســية‬ ‫المشــتري العمومــي لشــفافية الجــراءات فــي مجــال إبــرام الصفقــات العموميــة وللمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫المتصلــة بالمنافســة وحريــة المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬وهــي علــى ذلــك الســاس تُعـ ّـد‬
‫وثيقــة قابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الش ـركات المشــاركة فــي طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات‬
‫وكذلــك مــن قبــل العمــوم‪ ،‬وينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــادئ الشــفافية‬
‫والمســاءلة والحوكمــة الرشــيدة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحديــدا فــي مجــال إب ـرام‬
‫الصفقــات العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪74‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1217 - 1216‬بتاريخ ‪ 18‬جوان ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬شركة «سيبال» في شخص ممثلها القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬المدير العام للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – صفقات – أسرار صناعية ‪ -‬استراتيجيات تجارية – صفقة قابلة للتجدد ‪ -‬شفافية‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫أن االنتفــاع‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬إال ّ ّ‬ ‫‪ -‬لئــن يعـ ّـد الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح ّقــا أساســيا لـ ّ‬
‫بهــذا الحــق وممارســته تخضــع إلــى جملــة مــن الضوابــط التــي تـ ّـم التنصيــص عليهــا بموجــب القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫الســرار الصناعيــة للمؤسســات االقتصاديــة وكذلــك‬ ‫‪ -‬اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى اعتبــار أن أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اســتراتيجياتها التجاريــة والمعطيــات التــي تســاهم فــي منحهــم امتيــازات تنافســية‪ ،‬تنــدرج ضمــن مفهــوم‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحق‬ ‫الملكيــة الفكريــة المنصــوص عليــه بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة والتــي تعتبــر اســتثناء مــن حــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬ ‫‪ -‬لئــن يعــد النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫أن اســتعمال‬ ‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإج ـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال ّ‬
‫ـتقر عليــه فقــه قضــاء الهيئــة‪ ،‬إلــى الولوج إلــى الوثائــق الخاصة‬
‫هــذا الحـ ّـق ال يمكــن أن يــؤ ّدي‪ ،‬طبقــا لمــا اسـ ّ‬
‫أ‬
‫بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والمتضم ّنــة لس ـرارها الصناعيــة أو اســتراتيجياتها‬
‫ال ّتجاريــة مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة أو ملفاتهــا الفنيــة أو شــهادات االمتيــازات الجبائيــة المســندة‬
‫الهــداف‬ ‫لهــا بعنــوان هــذه الصفقــات‪ .‬والقــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى‬ ‫التــي يســعى القانــون أ‬
‫الخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد‪.‬‬ ‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪75‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1282‬بتاريخ ‪ 16‬جويلية ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعي‪ :‬ر‪.‬س‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬وزير المالية‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – استثناء النفاذ ‪ -‬شفافية‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طب ًقــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعــل أبرزهــا‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام ودعــم مشــاركة العمــوم‬
‫تعزيــز مبـ ْ‬
‫فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫‪ -‬الحصــول علــى نســخة مــن وثيقــة التعاقــد مــع الشــركة المالكــة لنــزل «اليكــو تونــس» ووثيقــة تســديد‬
‫مســتحقاتها والوثيقــة المثبتــة لمصــدر تمويــل تظاهرتيــن‪ ،‬ليــس مــن شــأنه المســاس بــأي شــكل مــن أ‬
‫الشــكال‬ ‫ُ ِْ‬
‫باالســتثناءات المذكــورة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‪ ،‬وإنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بأوجــه التصــرف فــي المرفــق العــام للديوانــة الراجع‬‫إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫بالنظــر إداريــا وترتيبيــا إلــى وزارة الماليــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪76‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1326‬بتاريخ ‪ 03‬سبتمبر ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـي‪« :‬مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة» في شخص ممثله القانوني‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬وزارة الشؤون الثقافية‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – أهداف القانون‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم بيــان طــرق‬
‫وإج ـراءات ممارســته‪ ،‬كبيــان ضوابطــه‪ ،‬بموجــب القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫‪ -‬حصــول العــارض علــى المعطيــات المتصلــة بطريقــة التعاقــد بيــن الــوزارة وبيــن أحــد المحاميــن ونســخة‬
‫الســتاذ المذكــور‬‫ورقيــة مــن االتفاقيــات المبرمــة معــه ونســخة مــن قائمــة فــي الخدمــات المقدمــة مــن أ‬
‫ّ‬
‫أي‬
‫وقيمــة المبالــغ المقبوضــة فــي إطــار تنفيــذ هــذه االتفاقيــات‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬إلــى إلحــاق ّ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينطــوي علــى أي‬‫ضــرر أ‬
‫مســاس بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬كمــا أنــه ينصهــر‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالمســاواة‬
‫وتكافــؤ الفــرص بيــن المحاميــن فــي نيابــة الهيــاكل العموميــة‪ ،‬بمــا مــن شــأنه أن يد ّعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪77‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1393‬بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر ‪2019‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـي‪ :‬م‪.‬ص‪.‬م‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬رئيس بلدية السبيخة‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – أهداف القانون – آراء – ّ‬


‫بت في القضايا‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫للج ـراءات ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا‬
‫تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بال ّتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫العموميــة‪.‬‬

‫‪ -‬ال تبــدي هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة آراء بخصــوص مطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫المقدمــة إلــى الهيــاكل‬
‫الخاضعــة ألحــكام القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬وعلــى الهيــاكل أن تــر ّد علــى مطالــب النفــاذ الــواردة‬
‫ـت فــي القضايــا المرفوعــة أمامهــا فــي‬ ‫أ‬
‫عليهــا طبقــا لحــكام القانــون المذكــور باعتبــار أن الهيئــة تتولــى البـ ّ‬
‫حالــة رفــض االســتجابة إلــى مطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة وتصــدر ق ـرارات ملزمــة فــي الغــرض طبقــا‬
‫الساســي المذكــور وبالتالــي ال يمكــن للهيئــة أن تبــدي آراء بخصــوص هــذه‬ ‫ألحــكام الفصــل ‪ 30‬مــن القانــون أ‬
‫ـت فــي القضايــا المتع ّلقــة بهــا‪.‬‬
‫المطالــب ثــم تتولــى الحقــا البـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪78‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1662‬بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـي‪ :‬ر‪.‬س‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬والي نابل‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – أهداف القانون – وثائق مشمولة بقضية – استثناء حق النفاذ‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫يعــد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أ‬
‫ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫المدعــي علــى نســخة مــن كـراس شــروط صفقــة تســويغ محطــة حمــام بنــت الجديــدي ووثيقــة‬ ‫‪ -‬حصــول ّ‬
‫أ‬
‫تفيــد تســديد المتسـ ّـوغ الســابق للقســاط المطلوبــة منــه‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى إلحــاق أي ضــرر‬
‫أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة الم ّتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬كمــا أنــه ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬لئــن يعـ ّـد حــق النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي و هــو حــق دســتوري‬
‫أن ممارســة هــذا الحــق واالنتفــاع بــه يبقــى خاضعــا لجملــة مــن‬ ‫بمقتضــى الفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور‪ّ ،‬إل ّ‬
‫أ‬
‫ـص عليهــا القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫الضوابــط و الشــروط التــي نـ ّ‬
‫ـتقر عليهــا فقــه القضــاء مجلــس هيئــة‬ ‫أ‬
‫إلــى المعلومــة إضافــة إلــى عــدد مــن القواعــد الخــرى التــي اسـ ّ‬
‫أن‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة مــن خــال القـرارات الصــادرة عنــه و منهــا القاعــدة الفقــه قضائيــة التــي تقتضــي ّ‬
‫الوثائــق التــي تكــون مشــمولة بقضايــا محـ ّـل نظــر مــن قبــل القضــاء تكــون مســتثناة مــن حــق النفــاذ إليهــا‬
‫وذلــك حفا ًظــا علــى حســن ســير القضــاء‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪80‬‬
‫القضية عـدد ‪ 1676‬بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعي‪ :‬ع‪.‬م‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬رئيس بلدية أريانة‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – أهداف القانون‪ -‬ملكية فكرية – استثناء النفاذ – أسرار صناعية ‪ -‬استراتيجيات تجارية‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫‪ -‬يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طب ًقــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫إ‬
‫‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي‬
‫مبـ ْ‬
‫وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫‪ -‬عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‪ ،‬ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن ير ُفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ي ّتصـ ُـل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايـ ِـة حياتـ ِـه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫‪ -‬مراعــاة حقــوق الغيــر فــي حمايــة ملكيتهــم الفكريــة ال يقتصــر فقــط علــى حماية حقوقهــم أ‬
‫الدبيــة والف ّنية‬ ‫ُ‬
‫أيضــا حمايــة أس ـرارهم التجاريــة والمعلومــات‬‫ـمل ً‬‫أو حقوقهــم الم ّتصلــة بالملكيــة الصناعيــة‪ ،‬وإنّمــا يشـ ُ‬
‫التــي تُســاهم فــي منحهــم امتيــازات تنافســية وقــدرة علــى االســتباق مقارنــة بغيرهــم مــن العامليــن فــي‬
‫ذات النشــاط الصناعــي أو التجــاري‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪81‬‬
‫الساســية لتكريــس‬ ‫‪ -‬لئــن يعــد حــق النفــاذ إلــى الوثائــق المكونــة للصفقــات العموميــة مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بإجــراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال ّ‬
‫أن‬ ‫ْ‬
‫ـتقر عليــه الفقــه وفقــه قضــاء الهيئــة والقضــاء‬ ‫اســتعمال هــذا الحــق ال يُمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طب ًقــا لمــا اسـ ّ‬
‫الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي‬ ‫ّ‬ ‫المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق‬
‫ـن تفصيـا ً ألسـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة‪ .‬والقــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪،‬‬ ‫تتضمـ ُ‬
‫ّ‬
‫الخــال بقواعــد‬‫أيضــا إلــى إ‬
‫ال فقــط إلــى الزيــغ عــن االهــداف التــي يســعى القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنّمــا ً‬
‫المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات ســيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي‬
‫القضيــة الحــال‪.‬‬

‫كونــة للصفقــات موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬بيــن الوثائــق الم ّتصلــة‬ ‫‪ -‬لي ّتجــه التمييــز فيمــا يتع ّلـ ُـق بالوثائــق ُ‬
‫الم ّ‬
‫الجملــي‬‫الداريــة والفنيــة للصفقــة أو الثمــن ُ‬ ‫بإج ـراءات إب ـرام الصفقــة مثــل االلت ـزام أو ك ـراس الشــروط إ‬
‫المشــتري العمومــي‬ ‫تســمح بمتابعــة مــدى احتــرام ُ‬ ‫ُ‬ ‫للعــرض أو كذلــك تقاريــر فــرز العــروض والتــي‬
‫الساســية الم ّتصلــة بالمنافســة وحريــة المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب‬ ‫لشــفافية الج ـراءات والمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫العمومــي‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الش ـركات المشــاركة فــي طلبــات العــروض الخاصــة‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬وبيــن الوثائــق الخاصــة‬ ‫تكريســا لمبـ ْ‬
‫ً‬ ‫بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم‬
‫بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة‬
‫ـن اعتبارهــا مــن‬
‫ـس أسـرارها الصناعيــة وإســتراتيجياتها التجاريــة‪ ،‬والتــي ال يُمكـ ُ‬ ‫وغيرهــا مــن الوثائــق التــي تعكـ ُ‬
‫قبيــل الوثائــق العموميــة الم ّتصلــة بتســيير المرافــق العامــة والقابلــة للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪82‬‬
‫القضية عـدد ‪ 2055 - 2054‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪2021‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعـيـة‪ :‬خ‪.‬ب‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليها‪ :‬رئاسة الحكومة في شخص ممثلها القانوني (الهيئة العليا للطلب العمومي)‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – ضم القضايا – المعلومة – أهداف القانون – استثناء حق النفاذ‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد يقتضــي فــي‬


‫ـتقل كل دعــوى مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬‫‪ -‬لئــن تسـ ّ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس الق ـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة‬ ‫بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫وكان موضوعهــا مشــتركا‪.‬‬

‫يعــد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم‬ ‫‪ّ -‬‬
‫أ‬
‫ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام‪.‬‬

‫‪ -‬يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام القانــون كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤها‬
‫والتــي تنتجهــا أو تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى إلحــاق ضــرر‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة‬
‫لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما‬
‫ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم‬
‫تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪83‬‬
‫القضية عـدد ‪ 2507‬بتاريخ ‪ 26‬فيفري ‪2020‬‬

‫األطراف‪:‬‬

‫ • ّ‬
‫المدعي‪ :‬ع‪.‬ز‬
‫ • ّ‬
‫المدعى عليه‪ :‬الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية‪.‬‬

‫الكلمات المفاتيح‪:‬‬

‫ •الحق في النفاذ – أهداف القانون – وجود مادي للمعلومة‬

‫المبــــــــــادئ‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا‬ ‫‪ -‬يعـ ّـد الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ح ًّقــا أساسـ ًّـيا لـ ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫للج ـراءات ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بال ّتصـ ّـرف فــي المرافــق ّ‬
‫العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬ ‫تعزيــز مبــدأي ّ‬
‫العموميــة‪.‬‬
‫ّ‬

‫المدعــى عليهــا لطلبــات العــارض ومكنتــه مــن الحصــول علــى المعلومــات‬ ‫‪ -‬طالمــا اســتجابت الجهــة ّ‬
‫المطلوبــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وســاهمت فــي تعزيــز مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف وإدارة المرفــق العــام الراجــع لهــا بالنظــر‪.‬‬

‫‪ -‬ممارســة حــق النفــاذ إلــى المعلومــة واالنتفــاع بــه مرتبــط وثيــق االرتبــاط بمــدى ثبــوت الوجــود المــا ّدي‬
‫والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪84‬‬
‫الفهـرس التحليلــي‬

‫–محضر لجنة الصفقات‬ ‫ ‬ ‫ ◄د‬ ‫ ◄ أ‬


‫–ملكية فكرية‬ ‫ ‬ ‫–دعم القة في الهياكل العمومية‬ ‫ ‬ ‫–التزام‬ ‫ ‬
‫–ملفات فنية‬ ‫ ‬ ‫ ◄س‬ ‫–أسرار صناعية‬ ‫ ‬
‫–ملكية أدبية‬ ‫ ‬ ‫–سر أ‬
‫العمال‬ ‫ ‬ ‫–أسرار تجارية‬ ‫ ‬
‫ّ‬
‫–ملكية صناعية‬ ‫ ‬ ‫–استراتيجية تجارية‬ ‫ ‬
‫ ◄ش‬
‫–مساءلة‬ ‫ ‬ ‫–استثناءات حق النفاذ للمعلومة‬ ‫ ‬
‫–شفافية‬
‫ ‬
‫–مشاركة العموم في وضع‬ ‫ ‬ ‫–اتفاقيات إطارية‬ ‫ ‬
‫ –شهادة امتيازات جبائية‬
‫السياسات العامة‬
‫ ◄ص‬ ‫ ◄ت‬
‫–مكافحة الفساد‬‫ ‬
‫–صفقة عمومية‬
‫ ‬ ‫– تقرير تفقّد‬ ‫ ‬
‫ –مستعمل مرفق عام‬
‫للتجدد‬ ‫ –صفقات قابلة‬ ‫–تقرير تقييم العروض‬ ‫ ‬
‫ –المساواة أمام الطلب العمومي‬
‫ّ‬
‫ –الصفة في طالب المعلومة‬ ‫–تقرير فرز العروض‬ ‫ ‬
‫ –منشأة عمومية‬ ‫–تصرف في أ‬
‫ –الصحة العامة‬ ‫الموال العمومية‬ ‫ّ‬ ‫ ‬
‫ ◄ن‬ ‫–ال ّتوقّي من الفساد‬ ‫ ‬
‫–نفاذ للمعلومة‬ ‫ ‬ ‫ ◄ط‬
‫–تغليب المصلحة العامة‬ ‫ ‬
‫–طلب عروض‬ ‫ ‬
‫ – حق النفاذ للمعلومة‬
‫ ◄ع‬ ‫ ◄ج‬
‫ –ثقافة النفاذ للمعلومة‬
‫–جدول أسعار‬ ‫ ‬
‫ –القانون المتعلق بالنفاذ للمعلومة‬ ‫–عدم توفّر معلومة‬ ‫ ‬
‫ –جداول أسعار تفصيلية‬
‫ –عرض فني ومالي‬
‫ ◄هـ‬ ‫ –جداول مبالغ‬
‫ –عقد صفقة‬
‫–الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‬ ‫ ‬ ‫ –جودة المرافق العامة‬
‫ –عقود عامة‬
‫ ◄و‬ ‫ ◄ح‬
‫–وثيقة غير موجودة‬ ‫ ‬ ‫ ◄ق‬
‫–حوكمة رشيدة‬ ‫ ‬
‫–قواعد منافسة شريفة‬ ‫ ‬
‫–وثيقة بحوزة القضاء‬ ‫ ‬ ‫–حماية معطيات شخصية‬ ‫ ‬
‫–وجود مادي للمعلومة‬ ‫ ‬ ‫ ◄ك‬
‫–حق في النفاذ للمعلومة‬ ‫ ‬
‫–وثائق قابلة للنفاذ‬ ‫ ‬ ‫–كراسي الشروط إ‬
‫الدارية والفنية‬ ‫ ‬
‫–حجب معلومات سرية‬ ‫ ‬
‫–واجب نشر المعلومة بمبادرة من‬ ‫ ‬ ‫ ◄م‬ ‫–حماية حقوق الغير‬ ‫ ‬
‫الهيكل المعني‬ ‫–محضر لجنة فتح العروض‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪85‬‬
‫الجزء الثاني‬

‫قرارات الهيئة‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل أ‬
‫الول‪:‬‬
‫يهــدف هــذا القانــون إلــى ضمــان حــق ّكل شــخص طبيعــي أو معنــوي فــي النفــاذ‬
‫إلــى المعلومــة بغرض‪:‬‬
‫ •الحصول على المعلومة‬
‫ •تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة وخاصــة فــي مــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬
‫المرفــق العــام‬
‫ •تحسين جودة المرفق العمومي ودعم الثقة في الهياكل العمومية‬
‫ •دعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا‬
‫القرار عدد ‪ 1702‬بتاريخ ‪ 3‬جوان ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ع ‪ /‬وزير الدفاع الوطني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬مؤسسة عسكرية‪ ،‬مجلس تأديب‪ ،‬تقرير مجلس التأديب‪ ،‬مسار مهني‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة‬‫وحيــث ّ‬
‫المؤسســة العســكرية وإلــى دعــم‬‫ّ‬ ‫إلــى تكريــس مبــدأي الشــفاف ّية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بســير عمــل‬
‫الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة إلــى أحــكام هــذا القانــون عمومــا‪.‬‬

‫والمرســمة تحــت‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 30‬ديســمبر‪2019‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬ ‫الدعـــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الدفــاع الوطنــي قصــد الحصــول علــى نســخة‬
‫ّ‬ ‫عــدد ‪1702‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ورقيــة أو الكترونيــة مــن الوثائــق المتعلقــة بالعمــال التحضيريــة لمجلــس التأديــب والمتعلقــة بالعمــال التــي أنجــزت خاللــه‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫دون حجــب لهويــة الشــخاص المذكــورة فيهــا والمتمثلــة فــي‪:‬‬
‫–بطاقة الرشادات التي قام بتعميرها بمقر إدارة أ‬
‫المن العسكري (بالمثلث) يوم ‪.04/1991/ 27‬‬ ‫ ‬
‫إ‬
‫ –قائمتيــن فــي التعليمــات العســكرية المقصــودة وفــي أ‬
‫العمــال أو االخــاالت أو المخالفــات المنســوبة إليــه والتــي‬
‫اســتوجبت عرضــه علــى مجلــس التأديــب‪ ،‬طبقــا للق ـرار المــؤرخ فــي ‪ 16/09/1991‬وتوضيــح كيفيــة معاينــة تلــك الوقائــع‪.‬‬

‫–مــا يفيــد دعوتــه رســميا وحضــوره فعليــا إلــى إدارة التربيــة البدنيــة العســكرية ببــاردو يــوم ‪ 19/10/1991‬ومــا يفيــد‬ ‫ ‬
‫مقابلتــه لمقـ ّـرر اللجنــة‪.‬‬

‫–نسخة من التقرير الذي أعده ّ‬


‫مقرر اللجنة إثر مقابلته يوم ‪.10/09/1991‬‬ ‫ ‬
‫ –مــا يفيــد دعوتــه رســميا وحضــوره الفعلــي إلــى إدارة التربيــة البدنيــة والعســكرية ببــاردو يــوم ‪ 26/10/1991‬ومــا يفيــد‬
‫مقابلتــه لمجلــس التأديــب‪.‬‬
‫–نســخة مــن تقريــر مقــرر مجلــس التأديــب بخصــوص أ‬
‫الســئلة التــي طرحــت عليــه خــال مقابلتــه للمجلــس وأجوبتــه‬ ‫ ‬
‫عليــه‪،‬‬

‫–نسخة من محضر جلسة مجلس التأديب‪،‬‬ ‫ ‬


‫ –نسخة من القرار الوزاري بتاريخ ‪،16/09/1991‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪89‬‬
‫–نسخة من التقرير الذي سلمه إلى إدارة أ‬
‫المن العسكري بدار الباهي أ‬
‫الدغم يوم ‪.26/07/1991‬‬ ‫ ‬
‫النابة العدلية من المحكمة العسكرية إلى إدارة أمن الدولة للتحقيق معه‪.‬‬ ‫ –نسخة ورقية من إ‬
‫ –نســخة مــن تقريــر إدارة أ‬
‫المــن العســكري المقــدم لرئيــس الدولــة بخصــوص نســبة الجــرم إلــى العســكريين باالجتمــاع‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إل ـزام الجهــة‬ ‫ببراكــة الســاحل‪ ،‬غيــر أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الدفــاع الوطنــي بتاريــخ ‪ 22‬جانفــي ‪ 2019‬و المتضمــن‬
‫بالخصــوص أنّــه فيمــا يتعلــق بالمعطيــات الخاصــة بعرضــه علــى مجلــس التأديــب فإنــه تعــذرت االســتجابة لطلبــه وتمكينــه‬
‫ـإن الفصــل ‪ 194‬مــن مجلــة‬ ‫مــن هــذه الوثائــق لعــدم توفرهــا بملفــه‪ ،‬كمــا أضــاف بخصــوص نســخة مــن االنابــة العدليــة فـ ّ‬
‫الج ـراءات الجزائيــة فــي فقرتــه الثانيــة ينــص علــى إمكانيــة تســلم الخصــوم علــى نفقتهــم الخاصــة لنســخة مــن مــن بقيــة‬
‫إ‬
‫يتعيــن عليــه تقديــم طلــب فــي‬
‫الج ـراءات وذلــك بعــد الحصــول علــى رخصــة مــن وكيــل الجمهوريــة ولذلــك فإنــه ّ‬ ‫أوراق إ‬
‫الغــرض إلــى المحكمــة العســكرية لتمكينــه مــن هــذه الوثيقــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل المدعــي بتاريــخ ‪ 31‬جانفــي ‪ 2020‬المتضمــن بالخصــوص تناقــض‬
‫وزارة الدفــاع فــي ردهــا علــى طلباتــه ألنهــا عللــت رفضهــا فــي إطــار ر ّدهــا علــى مطلبــه بتاريــخ ‪ 26‬ديســمبر ‪ 2019‬بأنــه يتعــذر‬
‫ـؤرخ فــي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تمكينــه مــن الوثائــق لســباب أمنيــة علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ثــم عللــت رفضهــا فــي نطــاق ر ّدهــا علــى الدعــوى بأنــه يتعــذر‬
‫االســتجابة لطلبــه لعــدم توفــر الوثائــق المطلوبــة بملفــه‪ ،‬وقــد أكــد العــارض أن كل موظــف بــوزارة الدفــاع لــه عــدة ملفــات‬
‫المــن العســكري طالبــا‬ ‫تتــوزع علــى الدارات الكبــرى‪ ،‬مضيفــا فــي خصــوص قضيتــه بــأن أكثــر إدارة تعامــل معهــا هــي إدارة أ‬
‫ّ‬ ‫إ‬
‫مزيــدا مــن التحــري مــن قبــل الــوزارة خاصــة وأنهــا قــد ســلمته فــي وقــت ســابق نســخة مــن محضــر مجلــس التأديــب بتاريــخ‬
‫‪ 30‬أكتوبــر ‪ 1991‬ونســخة مــن قـرار وزيــر الدفــاع المــؤرخ فــي ‪ 16‬ســبتمبر ‪ 1991‬المتعلــق بإحالــة جملــة مــن العســكريين علــى‬
‫الســماء منهــا‪ .‬كمــا أضــاف بخصــوص رفــض الــوزارة تمكينــه مــن نســخة مــن االنابــة العدليــة‬ ‫مجلــس التأديــب مــع حجــب أ‬
‫مســتندا علــى أحــكام الفصــل ‪ 194‬مــن المجلــة الجزائيــة معتب ـرا أن هــذا الفصــل ينطبــق علــى القضايــا الجاريــة وليســت‬
‫القضايــا المحكومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى تقريــر العــارض المدلــى بــه بتاريــخ ‪ 11‬جــوان ‪ 2020‬والمتضمــن أنــه بخصــوص طلــب تمكينــه مــن‬
‫نســخة مــن االنابــة العدليــة مــن المحكمــة العســكرية إلــى إدارة أمــن الدولــة للتحقيــق معــه فقــد تبيــن بعــد رد المحكمــة‬
‫النابــة‬
‫ـأن إ‬
‫العســكرية بتاريــخ ‪ 28‬مــاي ‪ 2020‬علــى مطلــب نفــاذ كان قدمــه بتاريــخ ‪ 10‬مــارس‪ 2020‬والمتعلــق بهــذه الوثيقــة بـ ّ‬
‫العدليــة موضــوع مطلــب ال ّنفــاذ ال تشــمله ويتعــذر تمكينــه منهــا الحتوائهــا علــى معطيــات شــخصية تتعلــق بأطـراف أخــرى‬
‫لــذا فهــو يتخلــى عــن مطلبــه بخصــوص هــذه الوثيقــة‪.‬‬

‫القضية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في‬
‫وبعد االطالع على ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪90‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا ي ّتجــه معــه‬


‫ـكلية ّ‬
‫وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫القانونيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي آجالهــا‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعــي مــن نســخة‬


‫الدعــوى إلــى إل ـزام وزارة الدفــاع الوطنــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن ّ‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫بالعمــال التحضيريــة لمجلــس التأديــب أ‬
‫والعمــال التــي أنجــزت خاللــه دون‬ ‫ورقيــة أو إلكترونيــة مــن كل المعطيــات المتعلقــة أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫حجــب لهويــة الشــخاص المذكــورة فيهــا والمتمثلــة فــي الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–بطاقة الرشادات التي قام بتعميرها بمقر إدارة أ‬
‫المن العسكري (بالمثلث) يوم ‪27/04/1991‬‬ ‫ ‬
‫إ‬
‫ –قائمتيــن فــي التعليمــات العســكرية المقصــودة وفــي أ‬
‫العمــال أو االخــاالت أو المخالفــات المنســوبة إليــه والتــي‬
‫اســتوجبت عرضــه علــى مجلــس التأديــب‪ ،‬طبقــا للق ـرار المــؤرخ فــي ‪ 16/09/1991‬وتوضيــح كيفيــة معاينــة تلــك الوقائــع‪.‬‬

‫–مــا يفيــد دعوتــه رســميا وحضــوره فعليــا إلــى إدارة التربيــة البدنيــة العســكرية ببــاردو يــوم ‪ 19/10/1991‬ومــا يفيــد‬ ‫ ‬
‫مقابلتــه لمقـ ّـرر اللجنــة‪،‬‬

‫–نسخة من التقرير الذي أعده ّ‬


‫مقرر اللجنة إثر مقابلته يوم ‪.10/09/1991‬‬ ‫ ‬
‫ –مــا يفيــد دعوتــه رســميا وحضــوره الفعلــي إلــى إدارة التربيــة البدنيــة والعســكرية ببــاردو يــوم ‪ 26/10/1991‬ومــا يفيــد‬
‫مقابلتــه لمجلــس التأديــب‪،‬‬
‫–نســخة مــن تقريــر مقــرر مجلــس التأديــب بخصــوص أ‬
‫الســئلة التــي طرحــت عليــه خــال مقابلتــه للمجلــس وأجوبتــه‬ ‫ ‬
‫عليــه‪،‬‬

‫–نسخة من محضر جلسة مجلس التأديب‪،‬‬ ‫ ‬


‫–نسخة من القرار الوزاري بتاريخ ‪،16/09/1991‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من التقرير الذي سلمته إلى إدارة أ‬
‫المن العسكري بدار الباهي أ‬
‫الدغم يوم ‪.26/07/1991‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة ورقية من إ‬
‫النابة العدلية من المحكمة العسكرية إلى إدارة أمن الدولة للتحقيق معه‪.‬‬ ‫ ‬
‫المــن العســكري المقــدم لرئيــس الدولــة بخصــوص نســبة الجــرم إلــى العســكريين باالجتمــاع‬ ‫–نســخة مــن تقريــر إدارة أ‬ ‫ ‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬‫ببراكــة الســاحل‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى‪ ،‬أنّــه بخصــوص المعطيــات الخاصــة بعــرض المدعــي‬ ‫وحيــث أفــاد وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬فــي نطــاق ر ّده عــن ّ‬
‫علــى مجلــس التأديــب فإنّــه تتعــذّ ر االســتجابة لطلبــه لعــدم توفرهــا بملفــه‪ ،‬مضيفــا أنّــه بخصــوص نســخة مــن االنابــة‬
‫الج ـراءات الجزائيــة فــي فقرتــه الثانيــة ينــص علــى إمكانيــة تســلم الخصــوم علــى‬
‫ـإن الفصــل ‪ 194‬مــن مجلــة إ‬ ‫العدليــة فـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪91‬‬
‫يتعيــن‬
‫الج ـراءات وذلــك بعــد الحصــول علــى رخصــة مــن وكيــل الجمهوريــة‪ ،‬لذلــك ّ‬ ‫نفقتهــم الخاصــة لنســخة مــن وثائــق إ‬
‫عليــه تقديــم طلــب فــي الغــرض إلــى المحكمــة العســكرية لتمكينــه مــن هــذه الوثيقــة‪.‬‬

‫عن الطلبات المتعلقة بـ‪:‬‬


‫–مــا يفيــد دعوتــه رســميا وحضــوره فعليــا إلــى إدارة التربيــة البدنيــة العســكرية ببــاردو يــوم ‪ 19/10/1991‬ومــا يفيــد‬ ‫ ‬
‫مقابلتــه لمقـ ّـرر اللجنــة‪،‬‬

‫–نسخة من التقرير الذي أعده ّ‬


‫مقرر اللجنة إثر مقابلته يوم ‪.10/09/1991‬‬ ‫ ‬
‫ –مــا يفيــد دعوتــه رســميا وحضــوره الفعلــي إلــى إدارة التربيــة البدنيــة والعســكرية ببــاردو يــوم ‪ 26/10/1991‬ومــا‬
‫يفيــد مقابلتــه لمجلــس التأديــب‪:‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫تضمن ّ‬
‫أن الدولة ّ‬
‫حيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬ ‫وذلــك بغــرض تحقيــق عـ ّـدة أهــداف لعـ ّـل ّ‬
‫أهمهــا تعزيــز مبــدأي الشـ ّ‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أعــاه أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن ال ّنفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس‬ ‫وحيــث ّ‬
‫المؤسســة العســكرية وإلــى دعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة إلــى‬
‫ّ‬ ‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بســير عمــل‬
‫مبــدأي الشـ ّ‬
‫أحــكام هــذا القانــون عمومــا‪.‬‬

‫المدعــي وإلـزام وزيــر الدفــاع الوطنــي بتمكينــه مــن‬


‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب ّ‬
‫نســخة مــن الوثائــق المذكــورة‪.‬‬

‫عن الطلبين المتعلقين بـ‪:‬‬


‫–نسخة من محضر جلسة مجلس التأديب المؤ ّرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪،1991‬‬ ‫ ‬
‫ –نسخة من القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪:1991‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫تضمن ّ‬
‫أن الدولة ّ‬
‫حيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪92‬‬
‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬ ‫وذلــك بغــرض تحقيــق عـ ّـدة أهــداف لعـ ّـل ّ‬
‫أهمهــا تعزيــز مبــدأي الشـ ّ‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫المدعــي ســبق وأن تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة لــوزارة الدفــاع الوطنــي يتع ّلــق بنفــس‬
‫أن ّ‬‫وحيــث ثبــت للهيئــة ّ‬
‫ـت فيهــا لصالحــه صلــب قرارهــا عــدد ‪600‬‬ ‫هذيــن الطلبيــن كمــا ســبق وأن تعهــدت الهيئــة بالقضيــة المرفوعــة بشــأنهما والبـ ّ‬
‫الدعــوى فــي خصوصهمــا‪.‬‬ ‫يتعيــن معــه والحالــة تلــك التصريــح برفــض ّ‬ ‫ممــا ّ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 19‬ســبتمبر ‪ّ ،2019‬‬
‫عن الطلب المتع ّلق بنسخة من االنابة العدلية الصادرة عن المحكمة العسكرية‪:‬‬

‫حيــث تخلــى المدعــي عــن هــذا الطلــب صراحــة صلــب تقريــره الــوارد علــى الهيئــة بتاريــخ ‪ 11‬جــوان ‪ 2020‬لحصولــه‬
‫أن االنابــة العدليــة موضــوع الطلــب ال تشــمله‪.‬‬ ‫علــى معلومــة مؤ ّكــدة مــن طــرف المحكمــة العســكرية مفادهــا ّ‬
‫وحيث طالما كان طلب الرجوع عن هذا المطلب صريحا‪ ،‬فإنّه ي ّتجه قبول مطلب الطرح في خصوصه‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام وزيــر الدفــاع الوطنــي بتســليم العــارض نســخة ورقيــة مــن الوثائــق‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التاليــة‪:‬‬

‫–وثيقــة تفيــد دعــوة العــارض رســميا وحضــوره الفعلــي بــإدارة التربيــة البدنيــة والعســكرية ببــاردو يــوم ‪19/10/1991‬‬ ‫ ‬
‫ومقابلتــه لمقـ ّـرر لجنــة مجلــس التأديــب‪،‬‬

‫–نسخة من التقرير الذي أعده ّ‬


‫مقرر لجنة مجلس التأديب إثر مثول العارض أمامها بتاريخ ‪،19/10/1991‬‬ ‫ ‬
‫ –وثيقــة تفيــد دعــوة العــارض رســميا للمثــول أمــام مجلــس التأديــب بــإدارة التربيــة البدنيــة والعســكرية ببــاردو بتاريــخ‬
‫‪،26/10/1991‬‬

‫ثانيــا‪ :‬طــرح الدعــوى بخصــوص فرعهــا المتعلــق بطلــب الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن االنابــة العدليــة الصــادرة‬
‫الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬
‫عــن المحكمــة العســكرية إلــى إدارة أمــن الدولــة للتحقيــق مــع العــارض ورفــض ّ‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 3‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الطرابلســي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪93‬‬
‫القرار عدد ‪ 1893‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪2021‬‬

‫م‪.‬ش‪ /‬وزارة االقتصاد والمالية ودعم االستثمار في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • الشفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬قانون جبائي‪ ،‬مرفق عمومي‪ ،‬مساواة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــي مــن المعلومــات والوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر‬


‫ـإن تمكيــن ّ‬‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فــي المرفــق العــام‬
‫الراجــع لهــا بالنظــر وضمــان مبــدأ المســاواة بيــن المواطنيــن أمــام القانــون الجبائــي وأمــام المرافــق‬
‫للدولــة‪ ،‬كمــا مــن شــأنه تدعيــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام هــذا‬‫العامــة ّ‬
‫القانــون‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 03‬مــارس ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة االقتصــاد والماليــة ودعــم االســتثمار‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1893‬‬
‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة أو الكترونيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–عــدد الموافقــات االيجابيــة مــن جملــة المطالــب المتعلقــة بالتمديــد فــي روزنامــة الدفــع للمنخرطيــن فــي إج ـراءات‬ ‫ ‬
‫العفــو الجبائــي لســنة ‪،2019‬‬

‫–المعايير المعتمدة للتمديد في رزنامات الخالص‪،‬‬ ‫ ‬


‫ –الطــرف المســؤول عــن عمليــة التمديــد‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء أ‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ ً‬ ‫ّ‬
‫مؤسســا دعــواه‬
‫ً‬ ‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة‬
‫طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫دفعـ ُـه للقيــام بدعــوى الحــال ً‬
‫علــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬


‫المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر االقتصــاد والماليــة ودعــم االســتثمار بتاريــخ ‪ 09‬جانفــي ‪2020‬‬
‫أن طلــب النفــاذ يرمــي إلــى الحصــول علــى عــدد الموافقــات االيجابيــة مــن جملــة المطالــب المتعلقــة‬
‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫ّ‬
‫بالتمديــد فــي روزنامــة الدفــع للمنخرطيــن فــي إج ـراءات العفــو الجبائــي لســنة ‪ ،2019‬وهــي فضــا علــى أنّهــا معلومــات ال‬
‫الساســي للنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنهــا تتعلــق بالمدينيــن العمومييــن ووضعيتهــم‬‫تتوفــر فيهــا شــروط الفصـــل‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫الجبائيــة فــي إطــار تطبيــق إجـراءات العفــو الجبائــي‪ ،‬والتــي يحجــر التشــريع الجبائــي الجــاري بــه العمــل إفشــائها‪ ،‬والقــول‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪94‬‬
‫بخــاف ذلــك ســيؤدي إلــى خــرق واجــب المحافظــة علــى الســر المهنــي الجبائــي المحمــول علــى مصالــح وزارة الماليــة بحكــم‬
‫وظائفهــا أي بمناســبة ممارســة المهــام الموكولــة إليهــا بموجــب التشــريع الجــاري بــه العمــل‪ ،‬ومــن أهمهــا مــا يقتضيــه الفصــل‬
‫والج ـراءات الجبائيــة‪ .‬مضيفــا وبصفــة احتياطيــة أنــه وفــي خصــوص تعبئــة مــوارد ميزانيــة الدولــة‬ ‫‪ 15‬مــن مجلــة الحقــوق إ‬
‫والتيســير علــى المدينيــن العمومييــن دفــع الديــون العموميــة المســتحقة عليهــم‪ ،‬فقــد تـ ّـم بمقتضــى الفصــل ‪ 73‬مــن قانــون‬
‫ـالداء وفقــا للشــروط والصيــغ الــواردة بــه‪ ،‬وقــد أحــال‬‫الماليــة لســنة ‪ 2019‬ســن إج ـراءات عفــو جبائــي لفائــدة المطالبيــن بـ أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫فــي ســبيل ضبــط رزنامــة الخــاص المنصــوص عليهــا بالفقــرة الولــى مــن الفصــل إلــى ق ـرار وزيــر الماليــة الصــادر بتاريــخ‬
‫‪ 25‬جانفــي ‪ ،2015‬وأنــه وجوابــا علــى تســاؤل العــارض فــي هــذه الدعــوى والمتعلــق بإج ـراءات وشــروط االنتفــاع بالتمديــد‬
‫الشــارة إلــى أن الفقــرة عــدد ‪ 3‬مــن الفصــل ‪ 73‬المتقــدم نــص علــى أن التمديــد باعتبــاره‪ ،‬إج ـراء‬ ‫فــي رزنامــة الدفــع‪ ،‬تتجــه إ‬
‫أ‬
‫اســتثنائي‪ ،‬يتــم بنــاء علــى طلــب معلــل يقدمــه المطالــب بــالداء إلــى قابــض الماليــة المختــص علــى أن ال تتعــدى الفتــرة‬
‫القصــوى المحــددة بخمــس ســنوات‪ ،‬وهــو مــا تــم التأكيــد عليــه ضمــن تعليمــات العمــل ‪ 23‬بتاريــخ ‪ 21‬مــارس ‪ 2019‬الصــادرة‬
‫الدارة العامــة للمحاســبة العموميــة واالســتخالص جوابــا علــى التســاؤالت المتعلقــة بتطبيــق إج ـراءات العفــو الجبائــي‬ ‫عــن إ‬
‫أن التمديــد ال يمكــن منحــة إال فــي حــاالت اســتثنائية مــع إخضاعــه للســلطة التقديريــة قابــض الماليــة وموافقــة أميــن المــال‬
‫المدعــي فــي قضيــة الحــال‪ ،‬مديــن للقباضــة الماليــة بقليبيــة وأنّــه انخــرط بطلــب‬
‫أن ّ‬ ‫الجهــوي الراجــع لــه بالنظــر‪ .‬كمــا أضــاف ّ‬
‫منــه خــال شــهر مــارس ‪ 2019‬فــي إج ـراءات العفــو الجبائــي الــذي س ـ ّنه الفصــل ‪ 73‬مــن قانــون الماليــة لســنة ‪ 2019‬وقــام‬
‫القســاط التــي حــل أجــل خالصهــا‪ ،‬هــذا وبعــد مــرور أكثــر مــن ســنة علــى تطبيــق إجـراءات العفــو الجبائــي والتمديــد‬ ‫بتســديد أ‬
‫المدعــى بمطلــب إلــى المحاســب العمومــي المثقلــة بحســاباته الديــون العموميــة المتخلــدة بذمتــه‪ ،‬للتمديــد فــي‬ ‫فيهــا تقـ ّـدم ّ‬
‫العالميــة لهــذا‬ ‫آ‬
‫رزنامــة الخــاص‪ ،‬غيــر أنــه تعــذرت االســتجابة لطلبــة النقضــاء الجــال القانونيــة واســتحالة تحييــن المنظومــة إ‬
‫الغــرض‪ ،‬طالبــا علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫الجــال القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إل ـزام وزيــر الماليــة بتمكيــن العــارض مــن الحصــول علــى نســخة ورقيــة أو إلكترونيــة مــن‬ ‫ـث تهـ ُ‬
‫ـدف ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–عــدد الموافقــات االيجابيــة مــن جملــة المطالــب المتعلقــة بالتمديــد فــي روزنامــة الدفــع للمنخرطيــن فــي إج ـراءات‬ ‫ ‬
‫العفــو الجبائــي لســنة ‪،2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪95‬‬
‫–المعايير المعتمدة للتمديد في رزنامة الخالص‪،‬‬‫ ‬
‫ –الطــرف المســؤول عــن عمليــة التمديــد‪ ،‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانون أ‬
‫الساســي‬ ‫ّ‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومة‪.‬‬

‫أن طلــب النفــاذ يرمــي إلــى الحصــول علــى عــدد الموافقــات‬‫الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫ـث أفــاد وزيــر الماليــة‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫االيجابيــة مــن جملــة المطالــب المتعلقــة بالتمديــد فــي روزنامــة الدفــع للمنخرطيــن فــي إج ـراءات العفــو الجبائــي لســنة‬
‫‪ ،2019‬وهــي فضــا علــى أنهــا معلومــات ال تتوفــر فيهــا شــروط الفصـــل‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي للنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنهــا‬ ‫ّ‬
‫تتعلــق بالمدينيــن العمومييــن ووضعيتهــم الجبائيــة فــي إطــار تطبيــق إج ـراءات العفــو الجبائــي‪ ،‬والتــي يحجــر التشــريع‬
‫الجبائــي الجــاري بــه العمــل إفشــائها‪ ،‬والقــول بخــاف ذلــك ســيؤدي إلــى خــرق واجــب المحافظــة علــى الســر المهنــي الجبائــي‬
‫المحمــول علــى مصالــح وزارة الماليــة بحكــم وظائفهــا أي بمناســبة ممارســة المهــام الموكولــة إليهــا بموجــب التشــريع الجــاري‬
‫والج ـراءات الجبائيــة‪ .‬مضيفــا وبصفــة احتياطيــة أنــه‬
‫بــه العمــل‪ ،‬ومــن أهمهــا مــا يقتضيــه الفصــل ‪ 15‬مــن مجلــة الحقــوق إ‬
‫وفــي خصــوص تعبئــة مــوارد ميزانيــة الدولــة والتيســير علــى المدينيــن العمومييــن دفــع الديــون العموميــة المســتحقة عليهــم‪،‬‬
‫فقــد تــم بمقتضــى الفصــل ‪ 73‬مــن قانــون الماليــة لســنة ‪ 2019‬ســن إج ـراءات عفــو جبائــي لفائــدة المطالبيــن بـ أ‬
‫ـالداء وفقــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الولــى مــن الفصــل‬‫للشــروط والصيــغ الــواردة بــه‪ ،‬وقــد أحــال فــي ســبيل ضبــط رزنامــة الخــاص المنصــوص عليهــا بالفقــرة أ‬
‫إلــى قـرار وزيــر الماليــة الصــادر بتاريــخ ‪ 25‬جانفــي ‪ ،2015‬وأنــه وجوابــا علــى تســاؤل العــارض فــي هــذه الدعــوى والمتعلــق‬
‫الشــارة إلــى أن الفقــرة عــدد ‪ 3‬مــن الفصــل ‪ 73‬المتقــدم‬ ‫بإج ـراءات وشــروط االنتفــاع بالتمديــد فــي رزنامــة الدفــع‪ ،‬تتجــه إ‬
‫أ‬
‫نــص علــى أن التمديــد باعتبــاره‪ ،‬إجـراء اســتثنائي‪ ،‬يتــم بنــاء علــى طلــب معلــل يقدمــه المطالــب بــالداء إلــى قابــض الماليــة‬
‫المختــص علــى أن ال تتعــدى الفتــرة القصــوى المحــددة بخمــس ســنوات‪ ،‬وهــو مــا تــم التأكيــد عليــه ضمــن تعليمــات العمــل‬
‫الدارة العامــة للمحاســبة العموميــة واالســتخالص جوابــا علــى التســاؤالت المتعلقــة‬ ‫‪ 23‬بتاريــخ ‪ 21‬مــارس ‪ 2019‬الصــادرة عــن إ‬
‫بتطبيــق إج ـراءات العفــو الجبائــي أن التمديــد ال يمكــن منحــة إال فــي حــاالت اســتثنائية مــع إخضاعــه للســلطة التقديريــة‬
‫المدعــي فــي قضيــة الحــال‪ ،‬مديــن للقباضــة‬
‫أن ّ‬ ‫قابــض الماليــة وموافقــة أميــن المــال الجهــوي الراجــع لــه بالنظــر‪ .‬كمــا أضــاف ّ‬
‫الماليــة بقليبيــة وأنّــه انخــرط بطلــب منــه خــال شــهر مــارس ‪ 2019‬فــي إج ـراءات العفــو الجبائــي الــذي س ـ ّنه الفصــل ‪73‬‬
‫القســاط التــي حــل أجــل خالصهــا‪ ،‬هــذا وبعــد مــرور أكثــر مــن ســنة علــى‬ ‫مــن قانــون الماليــة لســنة ‪ 2019‬وقــام بتســديد أ‬
‫المدعــى بمطلــب إلــى المحاســب العمومــي المثقلــة بحســاباته الديــون‬‫تطبيــق إجـراءات العفــو الجبائــي والتمديــد فيهــا تقـ ّـدم ّ‬
‫آ‬
‫العموميــة المتخلــدة بذمتــه‪ ،‬للتمديــد فــي رزنامــة الخــاص‪ ،‬غيــر أنــه تعــذرت االســتجابة لطلبــة النقضــاء الجــال القانونيــة‬
‫العالميــة لهــذا الغــرض‪ ،‬طالبــا علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬ ‫واســتحالة تحييــن المنظومــة إ‬

‫المدعــي بتاريــخ ‪ 14‬جويليــة ‪ ،2020‬والــذّ ي ّ‬


‫تمســك فيــه بحقّــه فــي‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن ّ‬
‫الحصــول علــى المعلومــات المطلوبــة‪ ،‬مفيــدا أن مطلبــه لــم يتأســس علــى معرفــة أســماء المتمتعيــن بالتمديــد وإنمــا اختصــر‬
‫علــى معرفــة عــدد المنتفعيــن‪.‬‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬
‫للجراءات‬‫ـث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يُمــارس طب ًقــا إ‬
‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪96‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أنّــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكــري‪.‬‬

‫أن طلــب العــارض يتع ّلــق بطلــب‬


‫الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫إحصائيــات ولــم يتع ّلــق بقائمــة إســمية فــي المتمتعيــن بالتمديــد فــي روزنامــة الدفــع للمنخرطيــن فــي إجــراءات العفــو‬
‫الجبائــي لســنة ‪.2019‬‬

‫المدعــي علــى نســخة ورقيــة مــن المعلومــات المطلوبــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق‬ ‫وحيــث أن حصــول ّ‬
‫أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫القانــون أ‬

‫المدعــي مــن المعلومــات والوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬‫ـإن تمكيــن ّ‬ ‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فــي المرفــق العــام الراجــع لهــا بالنظــر وضمــان مبــدأ‬
‫للدولــة‪ ،‬كمــا مــن شــأنه تدعيــم ثقــة العمــوم فــي‬
‫المســاواة بيــن المواطنيــن أمــام القانــون الجبائــي وأمــام المرافــق العامــة ّ‬
‫الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة مــن الوثائــق‬
‫ً‬ ‫وحيــث ي ّتجــه‬
‫والمعلومــات المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزارة االقتصــاد الماليــة ودعــم االســتثمار بتمكيــن العــارض مــن نســخة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ورقيــة أو الكترونيــة مــن عــدد الموافقــات االيجابيــة مــن جملــة المطالــب المتعلقــة بالتمديــد فــي رزنامــة الدفــع للمنخرطيــن‬
‫فــي إجـراءات العفــو الجبائــي لســنة ‪ 2019‬إضافــة إلــى المعاييــر المعتمــدة للتمديــد فــي رزنامــة الخــاص‪ ،‬والطــرف المســؤول‬
‫عــن عمليــة التمديــد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 07‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫أ‬
‫والســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪97‬‬
‫القرار عدد ‪ 1910‬بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ج ‪ /‬الرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بالقيروان‬


‫المفاتيـــــح‪:‬‬

‫ •شفافية‪ ،‬مسائلة‪ ،‬مساهمة في رأس مال‪ ،‬شركة وطنية‪ ،‬نقل عمومي‪.‬‬

‫المبـــــــــدأ‬

‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول العــارض علــى نســخة مــن قائمــة المســاهمين فــي رأس مــال‬
‫الشــركة الجهويــة للنقــل بالقيــروان واطالعــه عليهــا‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون فــي‬
‫تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام للنقــل وحســن ســير‬
‫الشــركات الوطنيــة‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة‬
‫المدعــى عليهــا‪.‬‬
‫وتنفيذهــا وتقييمهــا فــي المجــال الراجــع بالنظــر للجهــة ّ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 04‬مــارس ‪2019‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّـ ُـه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام للشــركة الجهويــة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1910‬‬
‫للنقــل بالقيــروان قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن قائمــة المســاهمين فــي رأس مــال الشــركة الجهويــة للنقــل بالقيروان‪،‬‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه‬
‫طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬ ‫غيــر أنّــه لــم ت ّلــق ردا علــى مطلبــه‪ ،‬المــر الــذي دفعـ ُـه للقيــام ّ‬
‫بالدعــوى الماثلــة ً‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬ ‫مــن الوثيقــة المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬


‫المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام للشــركة الجهويــة للنقــل بالقيــروان بتاريــخ‬
‫الســتثناءات المنصــوص عليهــا صلــب الفصــل‬ ‫‪30‬جويليــة ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص أن القائمــة المطلوبــة تنــدرج ضمــن إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلقــة بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية‪،‬‬ ‫‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫مدليــا بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫بشأنه‪.‬‬
‫للدالء بملحوظاته ِ‬
‫الرد على العارض إ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة ّ‬
‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬
‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪98‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ـن‬ ‫أ‬
‫يتعيـ ُ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫وممــن لـ ُـه ّ‬
‫الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬
‫ـث ق ُّدمــت ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة االصل‪:‬‬

‫الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الجهويــة للنقــل بالقيــروان بتمكيــن العــارض‬ ‫ـدف ّ‬ ‫ـث تهـ ُ‬
‫حيـ ُ‬
‫مــن نســخة ورقيــة مــن قائمــة المســاهمين فــي رأس مــال الشــركة الجهويــة للنقــل بالقيــروان‪ ،‬اســتنا ًدا إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الســتثناءات‬ ‫ـث أفــاد الرئيــس المديــر العــام للشــركة الجهويــة للنقــل القيــروان‪ ،‬أن القائمــة المطلوبــة تنــدرج ضمن إ‬
‫وحيـ ُ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلقــة بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬‫المنصــوص عليهــا صلــب الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبة‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة خاصــة فيمــا‬
‫يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪« :‬أنّــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات‬
‫مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا‬
‫أو الحقــا‪ ،‬كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب‬
‫ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬

‫المدعــي علــى نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه أن‬‫الطــاع علــى القائمــة المطلوبــة‪ ،‬أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد إ‬
‫يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول العــارض على نســخة مــن قائمة المســاهمين فــي رأس مــال الشــركة الجهوية‬
‫للنقــل بالقيــروان واطالعــه عليهــا‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام للنقــل وحســن ســير الشـركات الوطنيــة‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة‬
‫المدعــى عليها‪.‬‬
‫تنفيــذ السياســات العموميــة وتنفيذهــا وتقييمهــا فــي المجــال الراجــع بالنظــر للجهــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪99‬‬
‫وحيــث يتجــه فــي ضــوء مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب المدعــي وذلــك بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة‬
‫الجهويــة للنقــل القيــروان بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن قائمــة المســاهمين فــي رأس مــال الشــركة الجهويــة للنقــل‬
‫بالقيــروان‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الجهويــة للنقــل القيــروان بتمكيــن‬ ‫ّ‬
‫العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن قائمــة المســاهمين فــي رأس مــال الشــركة الجهويــة للنقــل بالقيــروان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 17‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي وريــم‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬‫ّ‬
‫الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬‫العبيــدي وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪100‬‬
‫القرار عدد ‪ 1930‬بتاريخ ‪ 26‬فيفري ‪2021‬‬

‫س‪.‬ص ‪ /‬بلدية سيدي ثابت في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيـــــح‪:‬‬

‫ • شفافية‪ ،‬مسائلة‪ ،‬ملك عمومي للطرقات شأن محلي‪ ،‬إسناد رخص‪.‬‬

‫المبـــــــــدأ‬

‫ـإن تمكيــن العــارض مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق‬
‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫أ‬
‫العمومــي للطرقــات ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام هــذا القانــون ويضمــن حســن التصرف‬
‫المــوال العموميــة‪.‬‬‫فــي أ‬

‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة‬


‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه ‪ 11‬مــارس ‪2020‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تحــت عــدد ‪ 1930‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى بلديــة ســيدي ثابــت قصــد الحصــول علــى‬
‫نســخة مــن ملــف تعبيــد نهــج الزهــور بحــي الحدائــق ســيدي ثابــت تضــم نســخة مــن العقــد وك ـراس الشــروط ومداولــة‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام‬ ‫أ‬
‫المجلــس‪ ،‬إال أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫المـ ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس بلديــة ســيدي ثابــت بتاريــخ ‪ 10‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمتضمــن‬
‫أن مشــروع تعبيــد نهــج الزهــور بحــي الحدائــق ال ينتمــي إلــى المخطــط االســتثماري البلــدي لبلديّــة ســيدي ثابــت‬
‫بالخصــوص ّ‬
‫وهــو مــن مشــموالت وكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام لوكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي بتاريــخ‬
‫أن تدخــل الوكالــة بحــي الحدائــق مــن بلديــة ســيدي ثابــت يتمثــل فــي تعبيــد نهــج‬‫‪ 21‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫الزهــور فــي إطــار برنامــج تعصيــر الطرقــات وذلــك بطلــب مــن بلديــة المــكان‪ ،‬وقــد انتهــت أشــغال تعبيــد الطريــق المذكــور‬
‫بتاريــخ ‪ 25‬فيفــري ‪ 2020‬طبقــا للمواصفــات والتراتيــب المعمــول بهــا‪ ،‬مرفقــا تقريــره بنســخة مــن مثــال فــي الغــرض‪.‬‬

‫بالدالء بمالحظاته‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ما يفيد إحالة تقرير الجهة ّ‬
‫المدعى عليها إلى العارض ومطالبته إ‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪101‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديــة ســيدي ثابــت بتمكيــن العــارض مــن نســخة مــن نســخة مــن ملــف تعبيــد‬
‫نهــج الزهــور بحــي الحدائــق ســيدي ثابــت تضــم نســخة مــن العقــد وك ـراس الشــروط ومداولــة المجلــس‪ ،‬وذلــك باالســتناد‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن مشــروع تعبيــد نهــج الزهــور بحــي الحدائــق ال ينتمــي الــى المخطــط‬
‫وحيــث أفــاد رئيــس بلديــة ســيدي ثابــت ّ‬
‫االســتثماري البلــدي وهــو مــن مشــموالت وكالــة التهذيــب التجديــد العمرانــي‪.‬‬

‫أن تدخــل‬
‫وحيــث أفــاد الرئيــس المديــر العــام لوكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي‪ ،‬فــي نطــاق ر ّده عــن الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫الوكالــة بحــي الحدائــق مــن بلديــة ســيدي ثابــت يتمثــل فــي تعبيــد نهــج الزهــور فــي إطــار برنامــج تعصيــر الطرقــات وذلــك‬
‫بطلــب مــن بلديــة المــكان‪ ،‬وقــد انتهــت أشــغال تعبيد الطريــق المذكــور بتاريــخ ‪ 25‬فيفــري ‪ 2020‬طبقــا للمواصفــات والتراتيب‬
‫المعمــول بهــا‪ ،‬مرفقــا تقريــره بنســخة مــن مثــال فــي الغــرض‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪102‬‬
‫ان ُحصــول العــارض علــى نُســخة‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة باالطــاع علــى الوثائــق المدلــى بهــا مــن قبــل الجهــة المتداخلــة‪ّ ،‬‬
‫المتصلــة‬ ‫أ‬
‫منهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة ُ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫بهمــا‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت الســتثناء أ‬
‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـإن تمكيــن العــارض مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون‬
‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي للطرقــات ويدعــم الثقــة فــي‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون ويضمــن حســن التصــرف فــي المــوال العموميــة‪.‬‬
‫أ‬

‫أن وكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي هــي مــن تولــت تعبيــد نهــج الزهــور الكائــن‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات ّ‬
‫بحــي الحدائــق بســيدي ثابــت‪ ،‬فإنّــه ي ّتجــه والحالــة تلــك إلزامهــا بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن ملــف تعبيــد النهــج‬
‫المذكــور‪ ،‬وإخـراج بلديــة ســيدي ثابــت مــن نطــاق التداعــي‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام لوكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي بتمكيــن‬ ‫ً‬
‫الداري المتع ّلــق بتعبيــد نهــج الزهــور الكائــن بحــي الحدائــق ببلديــة ســيدي ثابــت‬
‫العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن الملــف إ‬
‫وبإخ ـراج رئيــس بلديــة ســيدي ثابــت مــن نطــاق الدعــوى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 26‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وخالــد الســامي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫يراجع أيضا القرار عدد ‪ 1685‬بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪103‬‬
‫القرار عدد ‪ 1940‬بتاريخ ‪ 1‬جانفي ‪2021‬‬

‫جمعية أصوات النساء في شخص ممثّلها القانوني ‪ /‬وزارة شؤون الشباب والرياضة‬
‫والدماج المهني في شخص ممثلها القانوني‬
‫إ‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •الشفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬منظمات المجتمع‪ ،‬ميزانية مرصودة‪ ،‬رقابة التصرف في المال العام‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعيــة علــى الوثائــق المطلوبــة إنمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬


‫ـإن حصــول ّ‬‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق‬
‫العموميــة‪ ،‬ويســمح بدعــم مشــاركة منظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة تنفيــذ وتقييــم السياســات‬
‫العموميــة ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 13‬مــارس ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة الشــباب والرياضــة بتاريــخ ‪14‬‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1940‬‬
‫فيفــري ‪ 2020‬وذلــك قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن الميزانيــات المرصــودة مــن قبــل الــوزارة لتطبيــق االلتزامــات‬
‫الساســي عــدد ‪ 58‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 11‬أوت ‪ 2017‬والمتعلــق بالقضــاء علــى العنــف‬ ‫المحمولــة عليهــا طبقــا للقانــون أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى‬ ‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬ ‫ضــد الم ـرأة‪ ،‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نصــت‬ ‫الماثلــة قصــد الحصــول علــى الوثيقــة المطلوبــة مســتندة فــي ذلــك إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طب ًقــا لمــا ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫كالدالء‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إعــام الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بالدعــوى ودعوتهــا إلبــداء ملحوظاتهــا بخصوصهــا إ‬
‫بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد امتنــاع وزارة شــؤون الشــباب والرياضــة عــن االدالء بالوثائــق المطلوبــة بالرغــم مــن التنبيــه‬
‫عليهــا فــي الغــرض بمقتضــى المراســلة عــدد ‪ 1855/2020‬بتاريــخ ‪ 9‬جــوان ‪2020‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬


‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪104‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من حيث الشكل‪:‬‬

‫ممــا يتعيــن معــه‬


‫وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ّ ،‬‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلــزام وزيــر شــؤون الشــباب والرياضــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة تتضمــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 58‬لســنة ‪2017‬‬ ‫الميزانيــات المرصــودة مــن قبــل الــوزارة لتطبيــق االلتزامــات المحمولــة عليهــا طبقــا للقانــون أ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 11‬أوت ‪ 2017‬والمتعلــق بالقضــاء علــى العنــف ضـ ّـد الم ـرأة‪ ،‬مســتندة فــي ذلــك إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث لــم تــدل الجهــة المدعــى عليهــا بملحوظاتهــا بخصــوص الدعــوى الماثلــة بالرغــم مــن مطالبتهــا بذلــك ثــم‬
‫التنبيــه عليهــا فــي الغــرض‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور على ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أ‬
‫الهــداف مــن بينهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬ ‫ّ‬
‫بالتصــرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬

‫النــف الذكــر أنّــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون آ‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا‬ ‫ّ‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫ـإن ذلــك ال يحــول دون ممارســة الهيئــة‬


‫وحيــث لئــن لــم تــدل الجهــة المدعــى عليهــا بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫لصالحياتهــا فــي البــت فــي الدعــوى علــى ضــوء المعطيــات المتو ّفــرة بالملــف‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 58‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 11‬أوت ‪ 2017‬والمتعلــق بالقضــاء‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 7‬مــن القانــون أ‬
‫ضــد المــرأة أنــه‪« :‬علــى الــوزارات المكلفــة بالتربيــة والتعليــم العالــي والتكويــن المهنــي والثقافــة والصحــة‬‫علــى العنــف ّ‬
‫والشــباب والرياضــة والطفولــة والمـرأة والشــؤون الدينيــة اتخــاذ كل التدابيــر الكفيلــة بوقايــة المـرأة مــن العنــف ومكافحتــه فــي‬
‫المؤسســات الراجعــة إليهــا بالنظــر‪ ،‬وذلــك مــن خــال‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪105‬‬
‫–وضــع برامــج تعليميــة وتربويــة وثقافيــة تهــدف إلــى نبــذ ومكافحــة العنــف والتمييــز ضــد المـرأة وترســيخ مبــادئ حقــوق‬ ‫ ‬
‫النســان والمســاواة بيــن الجنســين والتثقيــف الصحــي‪ ،‬والجنســي‪.‬‬ ‫إ‬
‫–تكويــن المربيــن والســاهرين علــى المجــال التربــوي حــول المســاواة وعــدم التمييــز ومكافحــة العنــف لمســاعدتهم علــى‬ ‫ ‬
‫معالجــة قضايــا العنــف فــي الفضــاء التربــوي‬

‫–تنظيــم دورات تدريبيــة خاصــة فــي مجــاالت حقــوق االنســان وحقــوق المـرأة وحمايتهــا مــن العنــف ومكافحتــه لفائــدة‬ ‫ ‬
‫الموظفيــن العامليــن فــي هــذه المجــاالت‪.‬‬

‫–اتخاذ كل التدابير الالزمة لمكافحة االنقطاع المدرسي المبكر خاصة لدى الفتيات في جميع المناطق‪.‬‬
‫ ‬
‫ –إحداث خاليا إصغاء ومكاتب عمل اجتماعي ونوادي صحية بالتعاون مع أ‬
‫الطراف المعنية‪.‬‬

‫ –نشر ثقافة التربية على حقوق إ‬


‫النسان وترسيخها لدى الناشئة‪».‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن حصــول العارضــة على نســخة ورقيــة مــن الميزانيــات المرصودة‬
‫مــن قبــل الــوزارة لتطبيــق االلتزامــات القانونيــة المحمولــة عليهــا والمتعلقــة بالقضــاء علــى العنــف ضـ ّـد المـرأة ليــس مــن شــأنه‬
‫أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر‬ ‫ّ‬
‫فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫المدعيــة علــى الوثائــق المطلوبــة إنمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف‬‫ـإن حصــول ّ‬ ‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العموميــة‪ ،‬ويســمح بدعــم‬
‫مشــاركة منظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة تنفيــذ وتقييــم السياســات العموميــة ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة لطلــب العارضــة وتمكينهــا مــن نســخة ورقيــة تتضمــن الميزانيــات‬
‫الساســي عــدد ‪ 58‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي‬ ‫المرصــودة مــن قبــل الــوزارة لتطبيــق االلتزامــات المحمولــة عليهــا طبقــا للقانــون أ‬
‫‪ 11‬أوت ‪ 2017‬والمتعلــق بالقضــاء علــى العنــف ضـ ّـد المـرأة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أ‬
‫والدمــاج المهنــي بتســليم العارضــة‬‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي الصــل بإلـزام وزيــر شــؤون الشــباب والرياضــة إ‬ ‫ّ‬
‫فــي شــخص ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة تتضمــن الميزانيــات المرصــودة مــن قبــل الــوزارة لتطبيــق االلتزامــات المحمولــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 58‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 11‬أوت ‪ 2017‬والمتعلــق بالقضــاء علــى العنــف ضـ ّـد المـرأة‪.‬‬ ‫عليهــا طبقــا للقانــون أ‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 1‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس وعضويــة السـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس هاجــر الطرابلســي ومنــى الدهــان وريــم‬‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي ورقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪106‬‬
‫القرار عدد ‪ 2054-2055‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪2021‬‬

‫خ‪.‬ب ‪ /‬رئاسة الحكومة في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • الشفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬مال عام‪ ،‬مشتري عمومي‪ ،‬منافسة مشروعة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى وبالرجــوع إلــى أحــكام أ‬
‫المــر المذكــور‪ ،‬أن الهيئــة‬
‫والجـراءات‬‫العليــا للطلــب العمومــي بوصفهــا جهــاز رقابــي ومرجــع أساســي فــي ّكل مــا يتعلــق بالتراتيــب إ‬
‫المنظمــة للصفقــات العموميــة‪ ،‬تتوفــر بالضــرورة علــى الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة و‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء‬
‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة ال ينــدرج ضمــن ّ‬ ‫ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك‬ ‫الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫فــإن حصولهــا عليهــا إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون كمــا يســمح بدعــم مشــاركة‬
‫العمــوم فــي متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام ومــن متابعــة مــدى احتـرام المشــتري العمومــي‬
‫الساســية المتصلــة بالمنافســة‪.‬‬ ‫لشــفافية الج ـراءات وللمبــادئ أ‬
‫إ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 22‬جــوان ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس الهيئــة‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا بوصفهــا صحفيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2054‬‬
‫العليــا للطلــب العمومــي‪ ،‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–محضــر جلســة فتــح الظــروف الخاصــة باالستشــارة التــي نش ـرتها الصيدليــة المركزيــة لش ـراء تحاليــل ســريعة لفيــروس‬ ‫ ‬
‫«كوفيــد ‪ »19‬مــن ‪ 28‬إلــى ‪ 31‬مــارس ‪2020‬‬

‫–نتيجة طلب العروض لالستشارة المذكورة‪.‬‬ ‫ ‬


‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة‬ ‫الجــال القانونيــة أ‬
‫غيــر أنهــا لــم تتلــق أي رد علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪107‬‬
‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 22‬جــوان ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس الهيئــة‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا بوصفهــا صحفيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2055‬‬
‫العليــا للطلــب العمومــي‪ ،‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–كـراس الشــروط الخاصــة بشـراء تحاليــل ســريعة ل»كوفيــد ‪ »19‬طبقــا لطلــب العــروض الدولــي الصــادر عــن الصيدليــة‬ ‫ ‬
‫المركزيــة فــي شــهر مــاي ‪2020‬‬

‫–نتيجــة طلــب العــروض الدولــي لشـراء تحاليــل ســريعة لفيروس»كوفيــد ‪ »19‬الــذي أعلنــت عنــه الصيدليــة المركزيــة منــم‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬إلــى ‪ 15‬مــاي ‪2020‬‬

‫–محضر جلسة فتح الظروف الخاصة بطلب العروض الدولي لشراء تحاليل سريعة لفيروس»كوفيد ‪.»19‬‬ ‫ ‬
‫ – غيــر أنهــا لــم تتلــق أي رد علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء آ‬
‫الجــال القانونيــة أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى‬
‫طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى الــر ّد المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس الهيئــة العليــا لطلــب العمومــي بتاريــخ ‪ 10‬أوت ‪ 2020‬والــذي‬
‫أفــاد مــن خاللــه بالخصــوص أنــه فيمــا يتعلــق بكـراس الشــروط فــإن المشــتري العمومــي يتولــى إعــان طلــب العــروض علــى‬
‫منظومــة الش ـراء العمومــي علــى الخــط مرفقــا بجميــع وثائــق الدعــوة إلــى المنافســة ّإل أنــه تقنيــا ال يمكــن تحميــل ك ـراس‬
‫الشــروط الخاصــة بطلــب العــروض المعنــي ّإل مــن قبــل مســتعملي المنظومــة الحامليــن للبطاقــات االلكترونيــة وبالتالــي‬
‫فإنــه بإمــكان العارضــة االتصــال بالصيدليــة المركزيــة قصــد موفاتهــا بكراســات الشــروط باعتبارهــا الجهــة التــي قامــت بنشــرها‬
‫علــى منظومــة الشـراء العمومــي علــى الخــط وتتوفــر بالضــرورة علــى الوثيقــة المطلوبــة‪ .‬مضيفــا أنــه فيمــا يتعلــق بنتائــج فتــح‬
‫الظــروف ونتائــج طلبــات العــروض فــإن المشــتري العمومــي يتولــى القيــام بعمليــة فتــح الظــروف ويتـ ّـم إعــداد محضــر جلســة‬
‫الفتــح فــي الغــرض آليــا مــن قبــل منظومــة الشـراء العمومــي علــى الخــط ثــم يقــوم المشــتري العمومــي بنشــر جــدول للعموم‬
‫يتضمــن نتائــج عمليــة فتــح الظــروف وبذلــك يمكــن لــكل زائــر للمنظومــة أن ي ّطلــع عليــه دون الحاجــة إلــى تقديــم مطلــب فــي‬
‫الغــرض‪ّ .‬أمــا فيمــا يتعلــق بطلــب الحصــول علــى نســخة مــن محضــر جلســة الفتــح فإنــه بإمــكان العارضــة االتصــال بالصيدليــة‬
‫المركزيــة قصــد موافاتهــا بالوثيقــة المطلوبــة كمــا أضــاف أنــه بخصــوص نتائــج طلــب العــروض فــإن المشــتري العمومــي يتولــى‬
‫والعــان عــن العــارض المزمــع إســناده الصفقــة وبذلــك يمكن‬ ‫القيــام بعمليــة تقييــم العــروض نشــر النتائــج النهائيــة للعمــوم إ‬
‫ـكل زائــر للمنظومــة أن يطلــع عليــه دون حاجــة لتقديــم مطلــب فــي الغــرض‪.‬‬ ‫لـ ّ‬

‫تمســكت‬
‫المدعــى عليهــا المدلــى بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر ‪ 2020‬والــذي ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى ر ّد العارضــة علــى تقريــر الجهــة ّ‬
‫مــن خاللــه بحقهــا فــي الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة باعتبــار أن الهيئــة العليــا للطلــب العمومــي تتحــوز علــى الوثائــق‬
‫موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫إلــى المعلومــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪108‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد يقتضــي‬
‫حيــث أنــه لئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس القـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة وكان موضوعهــا‬ ‫فــي بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫مشــتركا‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪ 2054‬و‪ 2055‬أنهــا موجهــة ضـ ّـد هيــكل واحــد ممثــا فــي رئاســة‬
‫ـت فــي موضــوع متصــل فيمــا‬‫الحكومــة (الهيئــة العليــا للطلــب العمومــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي)‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫بينهــا يتعلــق بالحصــول علــى وثائــق خاصــة بش ـراء تحاليــل ســريعة ل «كوفيــد ‪ ،»19‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هاتيــن‬
‫الدعوييــن إلــى بعضهمــا والبــت فيهمــا بقـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعيــة نســخة ورقيــة‬


‫الدعــوى إلــى إلـزام رئاســة الحكومــة (الهيئــة العليــا للطلــب العمومــي) بتســليم ّ‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–محضــر جلســة فتــح الظــروف الخاصــة باالستشــارة التــي نش ـرتها الصيدليــة المركزيــة لش ـراء تحاليــل ســريعة لفيــروس‬ ‫ ‬
‫«كوفيــد ‪ »19‬مــن ‪ 28‬إلــى ‪ 31‬مــارس ‪2020‬‬

‫–نتيجة طلب العروض لالستشارة المذكورة‪.‬‬


‫ ‬
‫ –نتيجــة طلــب العــروض الدولــي لش ـراء تحاليــل ســريعة لفيــروس «كوفيــد ‪ »19‬الــذي أعلنــت عنــه الصيدليــة المركزيــة‬
‫منــم ‪ 1‬إلــى ‪ 15‬مــاي ‪2020‬‬

‫–محضر جلسة فتح الظروف الخاصة بطلب العروض الدولي لشراء تحاليل سريعة لفيروس «كوفيد ‪.»19‬‬ ‫ ‬
‫وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫ّ‬
‫بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬
‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا علــى الدعــوى أنــه فيمــا يتعلــق بكـراس الشــروط فــإن المشــتري‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫العمومــي يتولــى إعــان طلــب العــروض علــى منظومــة الش ـراء العمومــي علــى الخــط مرفقــا بجميــع وثائــق الدعــوة إلــى‬
‫المنافســة ّإل أنــه تقنيــا ال يمكــن تحميــل كـراس الشــروط الخاصــة بطلــب العــروض المعنــي ّإل مــن قبــل مســتعملي المنظومــة‬
‫الحامليــن للبطاقــات االلكترونيــة وبالتالــي فإنــه بإمــكان العارضــة االتصــال بالصيدليــة المركزيــة قصــد موافاتهــا بكراســات‬
‫الشــروط باعتبارهــا الجهــة التــي قامــت بنشــرها علــى منظومــة الشـراء العمومــي علــى الخــط وتتوفــر بالضــرورة علــى الوثيقــة‬
‫المطلوبــة‪ .‬مضيفــا أنــه فيمــا يتعلــق بنتائــج فتــح الظــروف ونتائــج طلبــات العــروض فــإن المشــتري العمومــي يتولــى القيــام‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪109‬‬
‫ويتــم إعــداد محضــر جلســة الفتــح فــي الغــرض آليــا مــن قبــل منظومــة الشــراء العمومــي علــى‬ ‫ّ‬ ‫بعمليــة فتــح الظــروف‬
‫الخــط ثــم يقــوم المشــتري العمومــي بنشــر جــدول للعمــوم يتضمــن نتائــج عمليــة فتــح الظــروف وبذلــك يمكــن لــكل زائــر‬
‫للمنظومــة أن ي ّطلــع عليــه دون الحاجــة إلــى تقديــم مطلــب فــي الغــرض‪ّ .‬أمــا فيمــا يتعلــق بطلــب الحصــول علــى نســخة مــن‬
‫محضــر جلســة الفتــح فإنــه بإمــكان العارضــة االتصــال بالصيدليــة المركزيــة قصــد موافاتهــا بالوثيقــة المطلوبــة كمــا أضــاف‬
‫أنــه بخصــوص نتائــج طلــب العــروض فــإن المشــتري العمومــي يتولــى القيــام بعمليــة تقييــم العــروض نشــر النتائــج النهائيــة‬
‫ـكل زائــر للمنظومــة أن يطلــع عليــه دون حاجــة‬ ‫والعــان عــن العــارض المزمــع إســناده الصفقــة وبذلــك يمكــن لـ ّ‬ ‫للعمــوم إ‬
‫لتقديــم مطلــب فــي الغــرض‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون ســابق الذكــر أنــه يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام هــذا القانــون‬
‫كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا‬
‫القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬

‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى فقــد اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن‬
‫يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫ّ‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫المــر عــدد ‪ 5096‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪22‬‬ ‫وحيــث تســهر الهيئــة العليــا للطلــب العمومــي المحدثــة بمقتضــى أ‬
‫نوفمبــر ‪ 2013‬علــى حســن تنظيــم وســير العمــل بالهيــاكل الراجعــة لهــا بالنظــر كمــا تشــرف علــى ســلك مراقبــي ومراجعــي‬
‫الطلــب العمومــي‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 4‬مــن أ‬
‫المــر المشــار إليــه أعــاه أن» ســلك مراقبــي ومراجعــي الطلــب العمومــي برئاســة‬
‫الحكومــة يعـ ّـد ســلكا خصوصيــا يضـ ّـم أعــوان الكتابــات القــارة للجنــة العليــا للصفقــات وهيئــة متابعــة ومراجعــة الصفقــات‬
‫العموميــة ويك ّلــف بممارســة الرقابــة علــى الصفقــات العموميــة وذلــك مــن خــال‪:‬‬

‫والخــاالت‬‫والشــكاليات إ‬ ‫العموميــة وإعــداد تقاريــر رقابيــة تتضمــن دراســة الملفــات وكافــة المالحظــات إ‬
‫ّ‬ ‫–مراقبــة الصفقــات‬ ‫ ‬
‫أ‬
‫التــي تثيرهــا هــذه الملفــات (تقاريــر فــرز العــروض الفنيــة والماليــة والعــروض المصاحبــة وتقاريــر االنتقــاء الولــي‬
‫الجراءات‬ ‫وتقاريــر لجــان المناظـرات وملفــات الصفقــات بالتفــاوض المباشــر وكراســات الشــروط) بالنظر إلــى شــرعية إ‬
‫الساســية للطلــب العمومــي والمتعلقــة خاصــة باللجــوء إلــى المنافســة‬ ‫وشــفافية الســناد ومــدى احتــرام المبــادئ أ‬
‫إ‬
‫والمســاواة بيــن المشــاركين وتكافــؤ الفــرص‪ .‬وتتولــى اللجنــة والهيئــة إبــداء رأيهمــا بنــاء علــى هــذه التقاريــر‪.»)...( ،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪110‬‬
‫المــر المذكــور‪ ،‬أن الهيئــة العليــا للطلــب‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى وبالرجــوع إلــى أحــكام أ‬
‫والج ـراءات المنظمــة للصفقــات العموميــة‪،‬‬ ‫العمومــي بوصفهــا جهــاز رقابــي ومرجــع أساســي فــي ّكل مــا يتعلــق بالتراتيــب إ‬
‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثائــق‬ ‫تتوفــر بالضــرورة علــى الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة و ّ‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى‬‫المطلوبــة ال ينــدرج ضمــن ّ‬
‫المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فــإن حصولهــا عليهــا إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي‬
‫الج ـراءات وللمبــادئ‬ ‫متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام ومــن متابعــة مــدى احت ـرام المشــتري العمومــي لشــفافية إ‬
‫أ‬
‫الساســية المتصلــة بالمنافســة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‬
‫وحيــث يتجــه فــي ضــوء مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة بهــذا الخصــوص وإلـزام الجهــة ّ‬
‫بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 2055‬إلى القضية عدد ‪ 2054‬والبت فيهما بقرار واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الصــل بإلـزام رئاســة الحكومــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي (الهيئــة العليــا للطلــب‬ ‫ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫المدعيــة نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫العمومــي) بتســليم ّ‬
‫–محضــر جلســة فتــح الظــروف الخاصــة باالستشــارة التــي نش ـرتها الصيدليــة المركزيــة للبــاد التونســية لش ـراء تحاليــل‬ ‫ ‬
‫ســريعة لفيــروس «كوفيــد ‪ »19‬مــن ‪ 28‬إلــى ‪ 31‬مــارس ‪،2020‬‬

‫–نتيجة طلب العروض لالستشارة المذكورة‪،‬‬


‫ ‬
‫ –نتيجــة طلــب العــروض الدولــي لشـراء تحاليــل ســريعة لفيــروس «كوفيــد ‪ »19‬المعلــن عنــه مــن قبــل الصيدليــة المركزيــة‬
‫للبــاد التونســية مــن ‪ 01‬إلــى ‪ 15‬مــاي ‪،2020‬‬

‫–محضر جلسة فتح الظروف الخاصة بطلب العروض الدولي لشراء تحاليل سريعة لفيروس «كوفيد ‪.»19‬‬ ‫ ‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫ورقيــة الخماســي ومنــى الدهــان‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والسـ ّـيدات ّ‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪111‬‬
‫القرار عدد ‪ 2079-2080‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪2021‬‬

‫الجمعية الوطنية لحماية قطاع النقل «التاكسي» بجميع أنواعه في شخص ممثلها‬
‫القانوني ‪ /‬والي جندوبة‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • الشفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬سحب رخص النقل الفردي‪ ،‬نقل جماعي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعيــة علــى نســخة ورقيــة مــن القائمة‬


‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي القضيــة ّ‬
‫الســمية ألصحــاب رخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم للشــخاص الملغــاة كحصولهــا علــى نســخة‬
‫أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫أي ضــرر بالمــن‬ ‫واللغــاء للفتــرة المطلوبــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق ّ‬
‫ق ـرارات االحتفــاظ إ‬
‫أ‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الخــرى الــواردة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬

‫المدعيــة علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنمــا ينصهــر ضمــن‬ ‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول ّ‬
‫تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬
‫الجــرة وتنظيمــه‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي‬ ‫المرفــق العمومــي للنقــل بواســطة ســيارات أ‬
‫ّ‬
‫متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة فــي هــذا المجــال وتقييمهــا‪ ،‬ممــا يتعيــن معــه االســتجابة إلــى طلــب‬
‫المدعيــة وتمكينهــا مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫ّ‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريخ ‪ 1‬جويليــة ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن الجمعيــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى والــي جندوبــة قصــد الحصــول‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪2079‬‬
‫للشــخاص والتــي تـ ّـم إلغاؤهــا فــي‬‫علــى نســخة ورقيــة تتضمــن قائمــة إســمية فــي رخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫للشــخاص بالجهــة غيــر أنّهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء‬ ‫إطــار تطهيــر قطــاع النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذّ ي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة‬ ‫المذكــورة مؤسســة دعواهــا علــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 1‬جويليــة ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن الجمعيــة ّ‬
‫الدعــوى ّ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى والــي جندوبــة قصــد‬
‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪2080‬‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪112‬‬
‫للشــخاص منــذ ‪14‬‬ ‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن ق ـرارات االحتفــاظ واللغــاء لرخــص النقــل العمومــي الغيــر المنتظــم أ‬
‫إ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫جانفــي ‪ 2011‬إلــى حـ ّـد هــذا التاريــخ‪ ،‬غيــر أنّهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر ا ّلــذي دفعهــا‬
‫مؤسســة دعواهــا علــى حقّهــا‬‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المذكــورة ّ‬ ‫بالدعــوى الماثلــة طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬ ‫للقيــام ّ‬
‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫كالدالء‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إعــام والــي جندوبــة بالقضيــة عــدد ‪ 2079‬ومطالبتــه بـ إ‬
‫ـالدالء بمالحظاتــه بشــأنها إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 14‬جويليــة ‪ ،2020‬وعلــى مــا‬
‫بنســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة وذلــك بمقتضــى المكتــوب عــدد ‪ 2401/2020‬المـ ّ‬
‫يفيــد تذكيــره بموجــب المكتــوب عــدد ‪ /2554‬بتاريــخ ‪ 30‬جويليــة ‪2020‬‬

‫كالدالء‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إعــام والــي جندوبــة بالقضيــة عــدد ‪ 2080‬ومطالبتــه بـ إ‬
‫ـالدالء بمالحظاتــه بشــأنها إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 14‬جويليــة ‪ ،2020‬وعلــى مــا‬
‫بنســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة وذلــك بمقتضــى المكتــوب عــدد ‪ 2400/2020‬المـ ّ‬
‫يفيــد تذكيــره بموجــب المكتــوب عــدد ‪ /2555‬بتاريــخ ‪ 30‬جويليــة ‪2020‬‬

‫كالدالء‬
‫الدالء بملحوظاتهــا بخصــوص الدعوتيــن إ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد امتنــاع الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا عــن إ‬
‫بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد االطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضيتين‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫حيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى ‪ 2079‬و‪ 2080‬أنّهــا موجهــة ضـ ّـد هيــكل عمومــي واحــد مم ّثــا فــي واليــة‬
‫ـت فــي موضــوع مشــترك بينهــا ي ّتصــل بحـ ّـق ال ّنفــاذ إلــى معطيــات تتعلــق بالوثائــق الخاصــة‬
‫جندوبــة‪ ،‬وأنّهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫للشــخاص‪.‬‬‫بقطــاع النقــل الغيــر المنتظــم أ‬

‫الدعــوى‬ ‫أ‬
‫يتعيــن ضـ ّـم الدعــوى ‪ 2080‬إلــى ّ‬
‫الدعــاوى فــي الطـراف وفــي الموضــوع‪ ،‬فإنّــه ّ‬ ‫وحيــث طالمــا اتحــدت هــذه ّ‬
‫ـت فيهمــا صلــب قـرار واحــد‪.‬‬ ‫‪ 2079‬والبـ ّ‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬


‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي ي ّتجــه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام والــي جندوبــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪113‬‬
‫ ‪1.‬قائمــة إســمية فــي رخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫للشــخاص والتــي تـ ّـم إلغاؤهــا فــي إطــار أعمــال اللجنــة‬
‫الجهويــة لتطهيــر قطــاع النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫للشــخاص‪،‬‬

‫للشــخاص منــذ ‪ 14‬جانفــي ‪ 2011‬إلــى حـ ّـد‬ ‫ ‪2.‬ق ـرارات االحتفــاظ واللغــاء لرخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫هــذا التاريــخ‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪22‬‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها عن الر ّد على الدعوى بالرغم من التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬


‫وحيث امتنعت الجهة ّ‬
‫كالدالء بالوثائــق المطلوبــة ال يمنــع‬
‫المدعــى عليهــا عــن االدالء بملحوظاتهــا بخصــوص الدعــوى إ‬
‫وحيــث أن امتنــاع الجهــة ّ‬
‫الهيئــة مــن البــت فــي القضيــة طبــق أوراقهــا‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫الدولة تضمن ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور على أن ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫الســمية‬ ‫المدعيــة علــى نســخة ورقيــة مــن القائمــة إ‬


‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي القضيــة ّ‬
‫واللغــاء‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫لصحــاب رخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم للشــخاص الملغــاة كحصولهــا علــى نســخة ق ـرارات االحتفــاظ إ‬
‫للفتــرة المطلوبــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينــدرج ضمــن‬ ‫ّ‬
‫أ‬ ‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعيــة علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف‬‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول ّ‬
‫القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي لل ّنقــل بواســطة‬
‫الجــرة وتنظيمــه‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة فــي هــذا المجــال‬‫ســيارات أ‬
‫المدعيــة وتمكينهــا مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫وتقييمهــا‪ ،‬ممــا يتعيــن معــه االســتجابة إلــى طلــب ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪114‬‬
‫والبت فيهما بقرار واحد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 2080‬إلى القضية عدد ‪2079‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال‪ ،‬وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام والــي جندوبــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫ ‪1.‬قائمــة إســمية فــي رخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫للشــخاص والتــي تـ ّـم إلغاؤهــا فــي إطــار أعمــال اللجنــة‬
‫الجهويــة لتطهيــر قطــاع النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫للشــخاص‪،‬‬
‫ ‪2.‬ق ـرارات االحتفــاظ واللغــاء لرخــص النقــل العمومــي غيــر المنتظــم أ‬
‫للشــخاص منــذ ‪ 14‬جانفــي ‪ 2011‬إلــى حـ ّـد‬ ‫إ‬
‫هــذا التاريــخ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 7‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الطرابلســي وريــم العبيــدي ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫يراجع أيضا القرار عدد ‪ 2081‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪115‬‬
‫القرار عدد ‪ 2116‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪2021‬‬

‫ل‪.‬ل‪.‬م‪ /‬رئيس المجلس أ‬


‫العلى للقضاء‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • الشفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬مرفق عام العدالة‪ ،‬محاضر جلسات‪ ،‬جلسة عامة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـإن إطــاع العارضــة علــى محاضــر الجلســات المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق‬ ‫تحقيــق أهــداف القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ الــى المعلومــة الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير مرفــق‬
‫القضــاء ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 9‬جويليــة ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫العلــى‬‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2116‬والمتضمنــة أنهــا تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بوصفهــا عضــوة بالمجلــس أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫للقضــاء المالــي إلــى رئيــس المجلــس العلــى للقضــاء قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات الجلســة‬
‫العلــى للقضــاء المنعقــدة خــال شــهر مــاي ‪ 2017‬وأفريــل ‪ 2018‬ونوفمبــر ‪ 2019‬وجانفــي وفيفــري وأفريــل‬ ‫العامــة للمجلــس أ‬
‫الجــال القانونيــة أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة‬ ‫‪ ،2020‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫طالبــة إلـزام رئيــس المجلــس العلــى للقضــاء بتمكينهــا مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إعــام رئيــس المجلــس العلــى للقضــاء بالدعــوى الماثلــة ومطالبتــه بـ إ‬
‫ـالدالء بمالحظاتــه‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 16‬جويليــة‬
‫كالدالء بنســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة وذلــك بمقتضــى المكتــوب عــدد ‪ 2439/2020‬المـ ّ‬ ‫بشــأنها إ‬
‫‪ ،2020‬وعلــى مــا يفيــد تذكيــره بموجــب المكتــوب عــدد ‪2549/2020‬‬

‫كالدالء بالوثائــق‬
‫الدالء بملحوظاتهــا بخصــوص الدعــوى إ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد امتنــاع الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا عــن إ‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫إلــى المعلومــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪116‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعيــة نســخة ورقية مــن محاضر جلســات‬ ‫أ‬


‫الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس المجلــس العلــى للقضــاء بتســليم ّ‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫العلــى للقضــاء المنعقــدة خــال شــهر مــاي ‪ 2017‬وأفريــل ‪ 2018‬ونوفمبــر ‪ 2019‬وجانفــي وفيفــري‬ ‫الجلســة العامــة للمجلــس أ‬
‫وأفريــل ‪ 2020‬وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعى عليها عن الر ّد على الدعوى بالرغم من التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬
‫وحيث امتنعت الجهة ّ‬

‫كالدالء بالوثائــق المطلوبــة ال يمنــع‬


‫المدعــى عليهــا عــن االدالء بملحوظاتهــا بخصــوص الدعــوى إ‬
‫وحيــث أن امتنــاع الجهــة ّ‬
‫الهيئــة مــن البــت فــي القضيــة طبــق أوراقهــا‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬ ‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ّـيا لـ ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته كبيــان مجــال انطباقــه بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫أ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تكريــس جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشـ ّ‬
‫ـفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة للقانــون‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه‬
‫«ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫ّ‬ ‫بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫وملكيتــه الفكريّــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫أن تمكيــن العارضــة مــن الوثائــق المطلوبــة مــن قبلهــا‪ ،‬ليــس‬‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬
‫مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو الدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينــدرج ضمــن حــاالت االســتثناءات‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪117‬‬
‫ـإن إطــاع العارضــة علــى محاضــر الجلســات المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫أهــداف القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير مرفــق القضــاء ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬
‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬التصريــح بقبــول الدعــوى وإلـزام رئيــس المجلــس أ‬
‫العلــى للقضــاء‬ ‫ّ‬
‫المدعيــة نســخة ورقيــة مــن محاضــر الجلســات المطلوبــة‪.‬‬‫بتســليم ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المدعيــة نســخة ورقيــة مــن‬ ‫أوال‪ :‬قبــول ّ‬
‫الدعــوى شــكال ً وفــي الصــل بإلـزام رئيــس المجلــس العلــى للقضــاء بتســليم ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫محاضــر جلســات الجلســة العامــة للمجلــس العلــى للقضــاء المنعقــدة خــال أشــهر مــاي ‪ 2017‬وأفريــل ‪ 2018‬ونوفمبــر ‪2019‬‬
‫وجانفــي وفيفــري وأفريــل ‪2020‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 7‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫ورقيــة الخماســي ومنــى الدهــان‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والسـ ّـيدات ّ‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪118‬‬
‫القرار عدد ‪ 2120‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫س‪.‬ع ‪ /‬وزارة الفالحة والموارد المائية والصيد البحري في شخص ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شــفافية مســاءلة‪ ،‬مشــاريع فالحيــة‪ ،‬شــأن جهــوي مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة‬
‫الفالحيــة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحري إســتجابت‬ ‫ـث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫وحيـ ُ‬
‫الدعــوى لطلــب العــارض ومكّ نتــهُ مــن المطلــوب‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد إحترمــت‬ ‫أثنــاء التحقيــق فــي ّ‬
‫أ‬
‫ح ّقــهُ فــي الحصــول علــى المعلومــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور وبالقانــون الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فــي الهيــكل الراجــع لهــا بالنظــر بمــا مــن شــأنه‬
‫وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبـ ْ‬
‫الش ـراف علــى إدارة وتســيير مشــاريع التنميــة الفالحيــة التــي تهــم‬ ‫أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي أوجــه إ‬
‫الشــأن العــام الجهــوي ويدعــم بالتالــي مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة‬
‫تنفيذهــا وتقييمهــا مــن قبــل الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫رســمة بكتابــة‬
‫والم ّ‬
‫الم ّدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 14‬جويليــة ‪ُ 2020‬‬ ‫قدمــة مــن ُ‬‫الم ّ‬
‫الدعــوى ُ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد‬
‫والم ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ُ 2120‬‬
‫البحــري قصــد الحصــول علــى نُســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–دراســة مشــروع التصــرف المندمــج بالمشــاهد الغابيــة بواليــة بنــزرت وواليــة ســيدي بوزيــد وواليــة جندوبــة ومخططــات‬ ‫ ‬
‫التنميــة المندمجــة لــكل مشــهد‪،‬‬

‫–إتفاقيــة التصــرف التشــاركي فــي المشــاهد الغابيــة الممضــاة بيــن وزارة الفالحــة ومجامــع التنميــة الفالحيــة بــكل مــن والية‬ ‫ ‬
‫للتفاقيــة‪،‬‬
‫بنــزرت‪ ،‬باجــة‪ ،‬جندوبــة‪ ،‬القصريــن‪ ،‬ســيدي بوزيــد وجميــع المالحــق المكملــة إ‬
‫المنجــزة‬ ‫–قائمــة تفصيليــة فــي المشــاريع ُ‬
‫المنجــزة ضمــن هــذا المشــروع ونســبة تقــدم المشــاريع والقيمــة الماليــة ُ‬ ‫ ‬
‫والتقديريــة فــي ‪ 08‬واليــات‪،‬‬
‫–تركيبة الوحدة المركزية حسب أ‬
‫الهداف للمشروع وتركيبة الوحدة الجهوية للمشروع بوالية بنزرت‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪119‬‬
‫–قائمــة فــي الخبــراء المنتدبيــن علــى ذمــة المشــروع ونســخة مــن عقــود النتــداب وقائمــة فــي أ‬
‫العــوان والمنشــطين‬ ‫ ‬
‫إ‬ ‫ُ‬
‫المتعاديــن المنتدبيــن علــى ذمــة المشــروع بواليــة القصريــن‪،‬‬

‫طالبــا‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫بالدعــوى الماثلــة ً‬
‫غيــر أنّـ ُـه لــم يتلـ ّـق ر ًّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام ّ‬
‫إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المذكــورة اســتنادا إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬
‫المتع ّلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ُ 2016‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬


‫المدلــى بــه مــن قبــل وزيــرة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري بتاريــخ ‪ 08‬أكتوبــر‬
‫بالســاس أنّــه تـ ّـم تمكيــن العــارض بقرصيــن مضغوطيــن حــول مشــروع التصــرف المندمــج فــي المناطــق‬ ‫‪ 2020‬والمتضمــن أ‬
‫ُ‬
‫القـ ّـل نمـ ًـوا‪ .‬كمــا أرفقــت تقريرهــا بقرصيــن مضغوطيــن ونُســخة مــن المراســلة الموجهــة إلــى العــارض فــي الغــرض بتاريــخ ‪05‬‬ ‫أ‬
‫أكتوبــر ‪2020‬‬

‫المدلــى بــه قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 22‬ديســمبر ‪ 2020‬والــذي أقـ ّـر فيــه صراحــةً بتس ـ ّلمه‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫تحولــه إلــى مقــر البلديــة يــوم ‪ 17‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫الوثيقــة المطلوبــة علــى إثــر ّ‬
‫للدالء بملحوظاته بشانه‪.‬‬ ‫ال ّطالع على ما يُفيد إحالة تقرير الجهة ُ‬
‫الم ّدعى عليها إلى العارض إ‬ ‫وبعد إ‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يُفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬


‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ـن‬ ‫أ‬
‫يتعيـ ُ‬
‫وممــن لـ ُـه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬
‫ـث ق ُّدمــت ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬
‫ـدف ّ‬ ‫ـث تهـ ُ‬
‫حيـ ُ‬
‫بتمكيــن العــارض مــن نُســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–دراســة مشــروع التصــرف المندمــج بالمشــاهد الغابيــة بواليــة بنــزرت وواليــة ســيدي بوزيــد وواليــة جندوبــة ومخططــات‬ ‫ ‬
‫التنميــة المندمجــة لــكل مشــهد‪،‬‬

‫–إتفاقيــة التصــرف التشــاركي فــي المشــاهد الغابيــة الممضــاة بيــن وزارة الفالحــة ومجامــع التنميــة الفالحيــة بــكل مــن والية‬ ‫ ‬
‫للتفاقيــة‪،‬‬
‫بنــزرت‪ ،‬باجــة‪ ،‬جندوبــة‪ ،‬القصريــن‪ ،‬ســيدي بوزيــد وجميــع المالحــق المكملــة إ‬
‫المنجــزة‬ ‫–قائمــة تفصيليــة فــي المشــاريع ُ‬
‫المنجــزة ضمــن هــذا المشــروع ونســبة تقــدم المشــاريع والقيمــة الماليــة ُ‬ ‫ ‬
‫والتقديريــة فــي ‪ 08‬واليــات‪،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪120‬‬
‫–تركيبة الوحدة المركزية حسب أ‬
‫الهداف للمشروع وتركيبة الوحدة الجهوية للمشروع بوالية بنزرت‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –قائمــة فــي الخبــراء المنتدبيــن علــى ذمــة المشــروع ونســخة مــن عقــود النتــداب وقائمــة فــي أ‬
‫العــوان والمنشــطين‬ ‫إ‬ ‫ُ‬
‫المتعاديــن المنتدبيــن علــى ذمــة المشــروع بواليــة القصريــن‪ ،‬إســتنا ًدا إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫عليــه بالقانــون أ‬

‫ـث أفــادت وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدعــوى‪ ،‬أنّـ ُـه تــم تمكيــن العــارض مــن المطلــوب‪ُ .‬مدليــةً بمــا يُفيـ ُـد ذلــك‪.‬‬
‫ّ‬
‫المحال إليه‪.‬‬
‫وحيث لم يدل العارض بملحوظاته بشأن التقرير ُ‬
‫ُ‬
‫أن وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري إســتجابت أثنــاء‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬‫ُ‬
‫الدعــوى لطلــب العــارض ومكّ نتـ ُـه مــن المطلــوب‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد إحترمــت ح ّقـ ُـه فــي الحصــول علــى‬
‫التحقيــق فــي ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫المعلومــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور وبالقانــون أ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فــي الهيــكل‬
‫‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبـ ْ‬
‫الشـراف علــى إدارة وتســيير مشــاريع التنميــة الفالحيــة‬ ‫الراجــع لهــا بالنظــر بمــا مــن شــأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي أوجــه إ‬
‫التــي تهــم الشــأن العــام الجهــوي ويدعــم بالتالــي مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا‬
‫وتقييمهــا مــن قبــل الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫بيانه‪ ،‬ختم القضية النعدام ما يستوجب النظر فيها‪.‬‬


‫تقدم ُ‬‫تأسيسا على جميع ما ّ‬
‫ً‬ ‫يتجه‬
‫وحيث ُ‬
‫ُ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬

‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ختم القضية النعدام ما يستوجب النظر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 07‬أكتوبــر‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان وهاجــر‬ ‫أ‬
‫رقيــة الخماســي ومنــى ّ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الطرابلســي وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪121‬‬
‫القرار عدد ‪ 2229-2230-2231‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫ط‪.‬م‪ /‬ديوان الطيران المدني والمطارات في شخص ممثله القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •الشفافية‪ ،‬مال عام‪ ،‬أذون بمهمة‪ ،‬وصوالت بنزين‪ ،‬سيارات إدارية‪ ،‬دعم الثقة في الهياكل العمومية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء‬


‫أن حصــول العــارض علــى الوثيقــة المذكــورة ال ينــدرج ضمــن ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك‬
‫فــإن حصولــه عليهــا إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون كمــا يســمح بدعــم مشــاركة‬
‫العمــوم فــي متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬أوت ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى ديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2229‬‬
‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن‪:‬‬

‫–أذون المأموريــات والمســافة الكيلومتريــة الخاصــة بالســيارة إ‬


‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬والتابعــة‬ ‫ ‬
‫لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات للســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫–نســخة مــن وصــوالت المحروقــات الخاصــة بالســيارة إ‬


‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬والتابعــة‬ ‫ ‬
‫لديــوان الطيــران المدنــي والمطــارات للســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة‬ ‫الجــال القانونيــة أ‬


‫غيــر أنــه لــم يتلــق أي رد علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصوص‬
‫طالبــا الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬أوت ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى ديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2230‬‬
‫أ‬
‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن العــدد الجملــي للعــوان الذيــن إنتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي‬
‫للديــوان ومــن قبــل وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪ % 40‬للســنتين ‪ 2019‬و‪ 2020‬غيــر أنّــه لــم يتلــق‬
‫أ‬ ‫أي رد علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫القانونيــة المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫ّ‬ ‫الجــال‬ ‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪122‬‬
‫بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬أوت ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى ديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2231‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن النظــام الساســي لعــوان ديــوان الطي ـران المدنــي والمطــارات وكذلــك نســخة مــن‬
‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام‬ ‫الجــال القانونيــة أ‬‫النظــام الداخلــي للديــوان‪ .‬غيــر أنــه لــم يتلــق أي رد علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى‬
‫بالدعــوى الماثلــة طالبــا الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬أوت ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫الدعــوى ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى ديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2232‬‬
‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫الداريــة لعــدد مــن أعــوان‬


‫المقــرر عــدد ‪ 12/19455/02‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬مــاي ‪ 2012‬والمتعلــق بمراجعــة الوضعيــة إ‬
‫ّ‬ ‫–‬ ‫ ‬
‫الديــوان المتحصليــن علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى‪.‬‬
‫–معطيــات بخصــوص أ‬
‫العــوان المتحصليــن علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى تـ ّـم تمريــر ملفاتهــم علــى‬ ‫ ‬
‫الداريــة المتناصفــة بالديــوان حســب التشــريع الجــاري بــه العمــل‪.‬‬
‫أنظــار اللجــان إ‬
‫–العــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن تمــت ترقيتهــم مــن طــرف مديــر المــوارد البشــرية (س‪.‬م) بنــاء علــى المقــرر عــدد‬ ‫ ‬
‫الداريــة لعــدد مــن أعــوان الديــوان المتحصلين‬
‫‪ 12/19455/02‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬مــاي ‪ 2012‬والمتعلــق بمراجعــة الوضعيــة إ‬
‫علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى‪.‬‬

‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة‬ ‫الجــال القانونيــة أ‬


‫غيــر أنــه لــم يتلــق أي رد علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصوص‬
‫طالبــا الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 15‬ســبتمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى الــر ّد المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫وتعددهــا‬ ‫آ‬
‫أنــه تعــذر علــى مصالــح الديــوان االســتجابة لطلبــات العــارض فــي الجــال القانونيــة بالنظــر لتشــعب طلباتــه ّ‬
‫مضيفــة بــأن الجهــة المدعــى عليهــا مكنــت العــارض مــن جميــع طلباتــه باســتثناء تلــك المتعلقــة بالعــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان‬ ‫ّ‬
‫الذيــن انتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي للديــوان ومــن وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪40‬‬
‫‪ %‬للســنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬والتــي ســتحرص مصالــح الديــوان علــى توفيرهــا للعــارض فــي أقــرب آ‬
‫الجــال‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى الــر ّد المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 2‬نوفمبــر ‪ 2020‬والــذي أفــاد مــن خاللــه بالخصــوص‬
‫الداريــة «بيجــو»‬‫المدعــى عليهــا لمطالبــه كانــت منقوصــة باعتبــار أن أذون المأموريــة الخاصــة بالســيارة إ‬
‫بــأن اســتجابة الجهــة ّ‬
‫الّذن بمأموريــة‬‫ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬ال تتوفــر فيهــا جميــع المعطيــات والبيانــات التــي يجــب أن ينــص عليهــا إ‬
‫الدارة لــم تغطــي كامــل الفتــرة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫بالضافــة إلــى أن الذون التــي أدلــت بهــا إ‬
‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪123‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى الــر ّد المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 23‬أكتوبــر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص‬
‫أنــه تــم تمكيــن العــارض مــن الوثيقــة المتضمنــة للعــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن انتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي‬ ‫ّ‬
‫للديــوان ومــن وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪ % 40‬للســنوات ‪2019‬و‪ 2020‬مدليــا بمــا يفيــد ذلــك‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى الــر ّد المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 17‬نوفمبــر ‪ 2020‬والــذي أفــاد مــن خاللــه بالخصــوص‬
‫للعــوان الذيــن انتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي‬‫بــأن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تمكنــه مــن العــدد الجملــي أ‬
‫ّ‬
‫للديــوان ومــن وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن‪ % 40‬للســنوات ‪2019‬و‪ 2020‬بــل اقتصــرت فــي إجابتهــا‬
‫علــى إعالمــه بــأن مصالــح الصنــدوق تعمــل علــى تطبيــق مــا ورد بالنظــام الداخلــي والــذي ينــص علــى عــدم تجــاوز نســبة‬
‫الجــر الشــهري الخــام وتوجــد لجنــة لجدولــة الديــون تعالــج ملفــات أ‬
‫العــوان الذيــن تجــاوزت نســبة تداينهــم ‪40%‬‬ ‫‪ 40%‬مــن أ‬
‫وتعمــل ضمــن مقــرر وشــروط مضبوطــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى تقريــر الجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا‪ ،‬المدلــى بــه بتاريــخ ‪ 27‬نوفمبــر ‪ 2020‬والــذي أكــدت مــن خاللــه علــى‬
‫الداريــة «بيجــو» ذات‬ ‫أ‬
‫أن مصالــح الديــوان مكنــت العــارض مــن المعطيــات المتعلقــة بــالذون بالمأموريــة الخاصــة بالســيارة إ‬
‫الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬كمــا تـ ّـم إنتاجهــا دون زيــادة أو نقصــان مــع حجــب لرقــم بطاقــة التعريــف الشــخصية باعتبارهــا‬
‫تدخــل فــي مجــال االســتثناءات وأنــه وال يمكــن لمصالــح الديــوان أن يعيــد إنتــاج المعلومــات الخاصــة بـ أ‬
‫ـالذون طبقــا لطلبــات‬
‫العارض‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد يقتضــي‬
‫حيــث أنــه لئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس القـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة وكان موضوعهــا‬ ‫فــي بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫مشــتركا‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪2229‬و ‪ 2230‬و‪ 2231‬و‪ 2232‬أنهــا موجهــة ضـ ّـد هيــكل واحــد ممثــا‬
‫ـت فــي مواضيــع متصلــة فيمــا‬ ‫فــي ديــوان الطي ـران المدنــي والمطــارات فــي شــخص ممثلــه القانونــي‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هــذه الدعــاوى إلــى بعضهــا والبــت فيهــا‬ ‫بينهــا تتعلــق بوثائــق خاصــة بتســيير هــذا الهيــكل‪ ،‬أ‬
‫بقـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫المدعــى عليهــا برفــض الدعــاوى شــكال باعتبــار أن العــارض تقـ ّـدم بمطالبــه فــي النفــاذ إلــى‬ ‫حيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫الجابــة عــن مطالبــه‪ ،‬تقـ ّـدم بقضايــاه أمــام هيئــة النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة بتاريــخ ‪ 29‬جويليــة ‪ 2020‬وأمــام صمــت الديــوان عــن إ‬
‫الساســي‬ ‫المعلومــة بتاريــخ ‪ 18‬أوت ‪ 2020‬أي دون أن ينتظــر مــرور أجــل ‪ 20‬يومــا المنصــوص عليــه بالفصــل ‪ 14‬مــن القانــون أ‬
‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪124‬‬
‫المدعــى عليهــا فــي طريقــه قانونــا ّإل أنــه ثبــت مــن خــال‬
‫المقــدم مــن الجهــة ّ‬
‫ّ‬ ‫وحيــث ولئــن كان الدفــع الشــكلي‬
‫أ‬
‫التحقيــق فــي الدعــاوى أن ديــوان الطي ـران المدنــي والمطــارات قــد تجــاوز هــذا الدفــع الشــكلي وخــاض فــي الصــل وم ّكــن‬
‫العــارض أثنــاء التحقيــق فــي الدعــاوى مــن جملــة مــن طلباتــه‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه تجــاوز الدفــع الشــكلي المثــار مــن‬
‫المدعــى عليهــا‪.‬‬
‫قبــل الجهــة ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعــي نســخة‬
‫الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات بتســليم ّ‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–أذون المأموريــات والمســافة الكيلومتريــة الخاصــة بالســيارة إ‬


‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬والتابعــة‬ ‫ ‬
‫لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات للســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫–نســخة مــن وصــوالت المحروقــات الخاصــة بالســيارة إ‬


‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬والتابعــة‬ ‫ ‬
‫لديــوان الطيــران المدنــي والمطــارات للســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬
‫– العــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن إنتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي للديــوان ومــن قبــل وداديــة أعــوان الديــوان‬ ‫ ‬
‫والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪ % 40‬للســنتين ‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫ ‬‫–النظام أ‬
‫الساسي ألعوان ديوان الطيران المدني والمطارات‪.‬‬

‫ – النظام الداخلي لديوان الطيران المدني والمطارات‪.‬‬

‫الداريــة لعــدد مــن أعــوان‬


‫المقــرر عــدد ‪ 12/19455/02‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬مــاي ‪ 2012‬والمتعلــق بمراجعــة الوضعيــة إ‬
‫ّ‬ ‫ –‬
‫الديــوان المتحصليــن علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى‪.‬‬
‫–معطيــات بخصــوص أ‬
‫العــوان المتحصليــن علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى تـ ّـم تمريــر ملفاتهــم علــى‬ ‫ ‬
‫الداريــة المتناصفــة بالديــوان حســب التشــريع الجــاري بــه العمــل‪.‬‬
‫أنظــار اللجــان إ‬
‫للعــوان الذيــن تمــت ترقيتهــم مــن طــرف مديــر المــوارد البشــرية (س‪.‬م) بنــاء علــى المقــرر عــدد‬ ‫–العــدد الجملــي أ‬ ‫ ‬
‫الداريــة لعــدد مــن أعــوان الديــوان المتحصلين‬ ‫‪ 12/19455/02‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬مــاي ‪ 2012‬والمتعلــق بمراجعــة الوضعيــة إ‬
‫علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا علــى الدعــوى‪ ،‬بــأن مصالــح الديــوان ســعت إلــى تجميــع‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫المعلومــات المطلوبــة ومكنــت العــارض مــن جميــع طلباتــه‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا لمطالبــه كانــت منقوصــة‬


‫وحيــث أفــاد العــارض فــي تقاريــره الــواردة علــى الهيئــة بــأن اســتجابة الجهــة ّ‬
‫باعتبــار أنهــا لــم تمكّ نــه مــن الوثيقــة المتضمنــة للعــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن انتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي‬
‫للديــوان ومــن وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪ % 40‬للســنوات ‪ 2019‬و‪ 2020‬بــل اقتصــرت فــي إجابتهــا‬
‫علــى إعالمــه بــأن مصالــح الصنــدوق تعمــل علــى تطبيــق مــا ورد بالنظــام الداخلــي والــذي ينــص علــى عــدم تجــاوز نســبة‬
‫الجــر الشــهري الخــام وتوجــد لجنــة لجدولــة الديــون تعالــج ملفــات أ‬
‫العــوان الذيــن تجــاوزوا نســبة تداينهــم‬ ‫‪ 40%‬مــن أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪125‬‬
‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم‬
‫‪ 40%‬وتعمــل ضمــن مقــرر وشــروط مضبوطــة مضيفــا بــأن أذون المأموريــة الخاصــة بالســيارة إ‬
‫بالضافــة إلــى‬
‫الّذن بمأموريــة إ‬‫المنجمــي ‪ 15-359211‬ال تتوفــر فيهــا جميــع المعطيــات والبيانــات التــي يجــب أن ينــص عليهــا إ‬
‫الدارة لــم تغـ ّط كامــل الفتــرة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أن الذون التــي أدلــت بهــا إ‬
‫المدعــى عليهــا بــأن مصالــح الديــوان مكنــت العــارض مــن المعطيــات المتعلقــة‬
‫وحيــث جوابــا علــى ذلــك أفــادت الجهــة ّ‬
‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬كمــا تـ ّـم إنتاجهــا دون زيــادة أو‬ ‫أ‬
‫بــالذون بالمأموريــة الخاصــة بالســيارة إ‬
‫نقصــان مــع حجــب لرقــم بطاقــة التعريــف الشــخصية باعتبارهــا تدخــل فــي مجــال االســتثناءات وأنــه وال يمكــن لمصالــح‬
‫ـالذون طبقــا لطلبــات العــارض‪.‬‬‫الديــوان أن يعيــد إنتــاج المعلومــات الخاصــة بـ أ‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون ســابق الذكــر أنــه يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام هــذا القانــون‬
‫كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو تتحــص ل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا‬
‫القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا قــد مكّ نــت العــارض مــن الوثائــق‬
‫ـأن الجهــة ّ‬
‫الدعــوى بـ ّ‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي ّ‬
‫المتوفــرة لديهــا والمتصلــة بالوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫– أذون المأموريــات والمســافة الكيلومتريــة الخاصــة بالســيارة إ‬


‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬والتابعة‬ ‫ ‬
‫لديــوان الطيـران المدني والمطــارات للســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫–نســخة مــن وصــوالت المحروقــات الخاصــة بالســيارة إ‬


‫الداريــة «بيجــو» ذات الرقــم المنجمــي ‪ 15-359211‬والتابعــة‬ ‫ ‬
‫لديــوان الطيــران المدنــي والمطــارات للســنوات ‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫ ‬ ‫–النظام أ‬
‫الساسي ألعوان ديوان الطيران المدني والمطارات‪.‬‬

‫ – نسخة من النظام الداخلي لديوان الطيران المدني والمطارات‪.‬‬

‫الداريــة لعــدد مــن أعــوان‬


‫المقــرر عــدد ‪ 12/19455/02‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬مــاي ‪ 2012‬والمتعلــق بمراجعــة الوضعيــة إ‬
‫ّ‬ ‫ –‬
‫الديــوان المتحصليــن علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى‪.‬‬
‫–معطيــات بخصــوص أ‬
‫العــوان المتحصليــن علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى تـ ّـم تمريــر ملفاتهــم علــى‬ ‫ ‬
‫الداريــة المتناصفــة بالديــوان حســب التشــريع الجــاري بــه العمــل‪.‬‬
‫أنظــار اللجــان إ‬
‫–العــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن تمــت ترقيتهــم مــن طــرف مديــر المــوارد البشــرية (س‪.‬م) بنــاء علــى المقــرر عــدد‬ ‫ ‬
‫الداريــة لعــدد مــن أعــوان الديــوان المتحصلين‬
‫‪ 12/19455/02‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬مــاي ‪ 2012‬والمتعلــق بمراجعــة الوضعيــة إ‬
‫علــى شــهائد علميــة مطابقــة لمســالك مهنيــة أعلــى‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب بخصــوص‬
‫هــذه الطلبــات‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪126‬‬
‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى فلقــد اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن‬
‫يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫ّ‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ «‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا لــم تم ّكــن العــارض مــن الوثيقــة‬


‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن الجهــة ّ‬
‫المتضمنــة للعــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن إنتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي للديــوان ومــن قبــل وداديــة أعــوان‬ ‫ّ‬
‫الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪ % 40‬للســنتين ‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل‬


‫أن حصــول العــارض علــى الوثيقــة المذكــورة ال ينــدرج ضمــن ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فــإن حصولــه عليهــا إنّمــا ينــدرج ضمــن‬
‫تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام‬
‫هــذا القانــون كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‬
‫وحيــث يتجــه فــي ضــوء مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض بهــذا الخصــوص وإلـزام الجهــة ّ‬
‫بتمكينــه مــن الوثيقــة المتضمنــة للعــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن إنتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي للديــوان ومــن‬ ‫ّ‬
‫قبــل وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة التدايــن ‪ % 40‬للســنتين ‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضايا أعداد ‪ 2230‬و‪ 2231‬و‪ 2232‬إلى القضية عدد ‪ 2229‬والبت فيهم بقرار واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات بتســليم‬
‫المدعــي نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن العــدد الجملــي أ‬
‫للعــوان الذيــن إنتفعــوا بقــروض مــن الصنــدوق االجتماعــي للديوان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومــن قبــل وداديــة أعــوان الديــوان والذيــن تجــاوزوا نســبة تداينهــم ‪ % 40‬للســنتين ‪ 2019‬و‪،2020‬‬

‫ثالثا‪ :‬التصريح بانعدام مما يستوجب النظر بخصوص بقية الطلبات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫والســيدات ّ‬
‫ّ‬ ‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الطرابلســي وريــم العبيــدي ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪127‬‬
‫القرار عدد ‪ 2364‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫ر‪.‬ن‪ /‬والي جندوبة‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • الشفافية‪ ،‬ملك مجلس جهوي‪ ،‬توزيع محالت‪ ،‬منطقة حرفية‪ ،‬دعم الثقة في الهياكل العمومية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول المدعــي علــى نســخة مــن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة الــذي تقـ ّـدم‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينــدرج‬
‫بــه‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق ّ‬
‫أ‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫ضمــن ّ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثيقــة المطلوبــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫أهـــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة والحوكمــة الرشــيدة فيمــا يتع ّلــق‬
‫بالتصــرف فــي أمــاك المجلــس الجهــوي لواليــة جندوبــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬ ‫القانــون أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 16‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2364‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى معتمديــة بلطــة بوعــوان قصــد الحصــول‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن إجابــة الواليــة عــن المراســلة المســجلة بمكتــب ضبــط المعتمديــة تحــت عــدد ‪83‬‬
‫الجــل‬‫المتع ّلقــة بالحصــول علــى محــل بالمنطقــة الحرفيــة بوعــوان‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪،‬‬ ‫أ‬
‫القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص‬ ‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن معتمــد بلطــة بوعــوان بتاريــخ ‪ 11‬نوفمبــر ‪2020‬‬
‫أن موضــوع الوثيقــة المطلوبــة يرجــع بالنظــر إلــى المجلــس الجهــوي باعتبــاره صاحــب المحــات‪ ،‬مضيفــا أنّــه تـ ّـم إحالــة‬ ‫ّ‬
‫المراســلة الــواردة عليــه مــن الهيئــة إلــى المجلــس الجهــوي بتاريــخ ‪ 6‬أكتوبــر ‪ 2020‬إلج ـراء مــا يتعيــن فــي الغــرض‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪128‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫الدعــوى إلــى إلـزام والــي جندوبــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن إجابــة الواليــة عــن المراســلة‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫المســجلة بمكتــب ضبــط المعتمديــة تحــت عــدد ‪ 83‬المتع ّلقــة بالحصــول علــى محــل بالمنطقــة الحرفيــة بوعــوان‪.‬‬
‫أن موضــوع الوثيقــة المطلوبــة يرجــع بالنظــر إلــى‬ ‫وحيــث أفــاد معتمــد بلطــة بوعــوان فــي نطــاق ر ّده عــن الدعــوى ّ‬
‫المجلــس الجهــوي باعتبــاره صاحــب المحــات‪ ،‬مضيفــا أنّــه تـ ّـم إحالــة المراســلة الــواردة عليــه مــن الهيئــة إلــى المجلــس‬
‫الجهــوي بتاريــخ ‪ 6‬أكتوبــر ‪ 2020‬إلج ـراء مــا يتعيــن فــي الغــرض‪.‬‬
‫وحيث الزمت والية جندوبة الصمت رغم التنبيه عليها في الغرض بتاريخ ‪ 28‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫الدعوى‪ ،‬ال يمنع الهيئة من مواصلة النظر في القضية طبق أوراقها‪.‬‬
‫المدعى عليها على ّ‬
‫أن عدم إجابة الجهة ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬
‫أن حصــول المدعــي علــى نســخة مــن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة الــذي تقـ ّـدم بــه‪ ،‬ليــس‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أي حالــة مــن حــاالت‬ ‫أ‬
‫أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينــدرج ضمــن ّ‬
‫مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق ّ‬
‫أ‬
‫االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثيقــة المطلوبــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة والحوكمــة الرشــيدة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي أمــاك المجلــس الجهــوي‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬ ‫لواليــة جندوبــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون أ‬

‫الستجابة إلى طلب العارض‪.‬‬


‫وحيث ي ّتجه بناء على ما سبق بيانه إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪129‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام والــي جندوبــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫الجابــة الكتابيــة لواليــة جندوبــة علــى المراســلة المســجلة بمكتــب ضبــط معتمديــة بلطــة بوعــوان تحــت عــدد ‪ 83‬بتاريــخ ‪26‬‬
‫إ‬
‫جــوان ‪ 2020‬والمتع ّلقــة بطلــب العــارض الحصــول علــى محــل بالمنطقــة الحرفيــة ببوعــوان‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 1‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫العبيــدي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪130‬‬
‫القرار عدد ‪ 2377‬بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪2021‬‬

‫ر‪.‬ق ‪ /‬وزارة التربية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •الشفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬أوراق امتحان‪ ،‬مناظرة وطنية‪ ،‬المرفق العام للتربية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعيــة علــى نســخة مــن الوثيقتيــن موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن‬ ‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫يــؤ ّدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أن هــذه المعطيــات ال تنــدرج ضمــن‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬المشــار إليــه أعــاه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن إطــاع العارضــة علــى الوثيقتيــن ينصهــر صلــب المبــادئ أ‬
‫الساســية لحــق‬ ‫ِّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬
‫العمومــي للتربيــة وضمــان مبــدأ المســاواة وتكافــؤ الفــرص فيمــا يتعلــق بســير وإدارة المناظـرات‪.‬‬

‫المدعيــة المذكــورة أعــاه فــي حــق ابنهــا القاصــر مؤمــن البوعزيــزي‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت فــي ‪ 26‬أوت ‪ 2020‬بمطلــب‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2377‬وا ّلتــي تفيــد أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫بتاريــخ ‪ 23‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة التربيــة قصــد الحصــول علــى نســخة مــن أوراق امتحــان ابنهــا مؤمــن بوعزيــزي فــي مادتــي‬
‫العداديــة النموذجيــة دورة ‪ ،2020‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا‬ ‫العربيــة والرياضيــات بمناظــرة الدخــول إلــى المــدارس إ‬
‫المــر الــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلـزام الجهــة المدعــي عليهــا بتمكينهــا‬ ‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬ ‫رغــم انقضــاء آ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫مــن المعلومــات المطلوبــة مســتندة فــي ذلــك الــى أحــكام القانــون أ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫ال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬


‫المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 06‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمرفــق بنســخة‬ ‫وبعــد إ‬
‫مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫الطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق ال ّنفــاذ‬ ‫إ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪131‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لهــا ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلــزام وزارة التربيــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة مــن نســخة مــن‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫العداديــة‬
‫أوراق امتحــان ابنهــا مؤمــن بوعزيــزي فــي مادتــي العربيــة والرياضيــات المتعلقــة بمناظــرة الدخــول إلــى المــدارس إ‬
‫النموذجيــة دورة ‪ ،2020‬إســتنادا إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعي عليها في نطاق الر ّد على الدعوى‪ ،‬بنسخة من الوثيقتين المطلوبتين‪.‬‬
‫وحيث أدلت الجهة ّ‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫ّ‬
‫وملكيتــه الفكريّــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـخصية‬
‫الشـ ّ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه ّ‬
‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫الضــرر مــن ال ّنفــاذ‬


‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ الــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر ّ‬
‫العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة ّ‬ ‫علــى أن يكــون ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى ال ّتناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬

‫المدعيــة علــى نســخة مــن الوثيقتيــن موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى إلحــاق‬
‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أن هــذه المعطيــات ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الخــرى‬ ‫أي ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫الــواردة بالفصــل ‪ 24‬المشــار إليــه أعــاه‪.‬‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن إطــاع العارضــة علــى الوثيقتيــن ينصهــر صلــب المبــادئ أ‬
‫الساســية لحــق النفــاذ إلــى‬ ‫ِّ‬
‫المعلومــة وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي للتربيــة وضمــان مبــدأ‬
‫المســاواة وتكافــؤ الفــرص فيمــا يتعلــق بســير وإدارة المناظ ـرات‪.‬‬

‫وحيث ي ّتجه تأسيسا على ما سبق بيانه االستجابة الى طلب العارضة وتمكينها من نسخة من الوثائق المطلوبة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪132‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزيــر التربيــة بتمكيــن العارضــة فــي حق ابنهــا القاصــر مؤمــن البوعزيزي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫مــن نســخة ورقيــة مــن ورقتــي امتحــان الخاصتيــن بمنظورهــا المذكــور فــي مادتــي العربيــة والرياضيــات المتعلقــة بمناظــرة‬
‫العداديــة النموذجيــة دورة ‪.2020‬‬
‫الدخــول إلــى المــدارس إ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار للطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان ومحمــد‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫يراجع أيضا القرار ‪ 1151‬بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ 2021‬و القرار عدد ‪ 2104‬بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪133‬‬
‫القرار عدد ‪ 2392‬بتاريخ ‪ 1‬جوان ‪2021‬‬

‫م‪.‬م ‪ /‬البنك الوطني الفالحي في شخص ممثله القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية مساءلة‪ ،‬قطاع بنكي‪ ،‬حجز حواالت استخالص‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫أهـــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق العــام‬
‫فــي المجــال المصرفــي‪ ،‬كمــا مــن شــأنه تدعيــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 29‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى البنــك الوطنــي الفالحــي قصــد‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2392‬‬
‫الحصــول علــى الســند القانونــي لحجــز حــواالت اســتخالص القمــح لبعــض الفالحيــن بــدون حكــم أو إذن قضائــي‪ ،‬إال أنّــه لــم‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مسـ ً‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن البنــك الوطنــي الفالحــي بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫أن البنــك قــد قــام بتطبيــق الفصــل ‪ 314‬مــن مجلــة االلتزامــات والعقــود ثــم قــام باســتصدار إذن قضائــي قصــد القيــام‬ ‫ّ‬
‫بإجـراءات العقلــة التوقيفيــة علــى المبالــغ الراجعــة للمديــن ثــم العمــل علــى تصحيحهــا حســب مقتضيــات الفصــل ‪ 335‬مــن‬
‫مجلــة المرافعــات المدنيــة والتجاريــة‪ ،‬مضيفــا أنــه كان علــى العــارض العمــل علــى تســوية ديــون مورثــه والمحمولــة عليــه‬
‫الجــل بموجــب الوفــاة عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 441‬مــن مجلــة االلتزامــات والعقــود‪ ،‬مرفقــا تقريــره‬ ‫حســب منابــه بعــد حلــول أ‬
‫بنخســة مــن إذن علــى العريضــة فــي إج ـراء عقلــة توقيفيــة ومحضــر العقلــة ومحضــر اســتدعاء للجلســة المتع ّلــق بتصحيــح‬
‫إج ـراءات العقلــة التوقيفيــة‪.‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص تمســكه‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 27‬نوفمبــر ‪2020‬‬
‫بالحصــول علــى المعلومــة المطلوبــة‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪134‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام البنــك الوطنــي الفالحــي فــي شــخص ممثلــه القانونــي بتمكيــن العــارض مــن نســخة‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫ورقيــة مــن الســند القانونــي لحجــز حــواالت اســتخالص القمــح لبعــض الفالحيــن بــدون حكــم أو إذن قضائــي‪ ،‬وذلك باالســتناد‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن البنــك قــد قــام بتطبيــق الفصــل ‪ 314‬مــن مجلة‬ ‫الدعــوى ّ‬


‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا عــن ّ‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫االلتزامــات والعقــود ثــم قــام باســتصدار إذن قضائــي قصــد القيــام بإج ـراءات العقلــة التوقيفيــة علــى المبالــغ الراجعــة‬
‫للمديــن ثــم العمــل علــى تصحيحهــا حســب مقتضيــات الفصــل ‪ 335‬مــن مجلــة المرافعــات المدنيــة والتجاريــة‪ ،‬مضيفــا أنــه‬
‫الجــل بموجــب الوفــاة عمــا‬ ‫كان علــى العــارض العمــل علــى تســوية ديــون مورثــه والمحمولــة عليــه حســب منابــه بعــد حلــول أ‬
‫بأحــكام الفصــل ‪ 441‬مــن مجلــة االلتزامــات والعقــود‪ ،‬مرفقــا تقريــره بنســخة مــن إذن علــى عريضــة فــي إجـراء عقلــة توقيفيــة‬
‫ومحضــر العقلــة ومحضــر اســتدعاء للجلســة المتع ّلــق بتصحيــح إجـراءات العقلــة التوقيفيــة‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد اال ّطــاع علــى الوثائــق ا ّلتــي أدلــت بهــا الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا ّ‬
‫الدعــوى أن حصــول المدعــي علــى نســخة مــن الوثائــق مــن المطلوبــة ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪135‬‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة المتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الخــرى‬ ‫ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬

‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانون‬ ‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق العــام فــي المجــال المصرفــي‪ ،‬كمــا مــن شــأنه‬
‫تدعيــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫الستجابة إلى طلب العارض‪.‬‬


‫وحيث ي ّتجه بناء على ما سبق بيانه إ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للبنــك الوطنــي الفالحــي بتمكيــن العــارض مــن‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫ ‬ ‫– إ‬
‫الذن على العريضة بإجراء عقلة توقيفية عدد ‪ 99186‬بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪،2019‬‬

‫ –محضر تنفيذ إذن على العريضة في إجراء عقلة توقيفية عدد ‪ 7331‬بتاريخ ‪ 6‬نوفمبر ‪،2019‬‬

‫ –محضر إدخال وإستدعاء للجلسة لدى المحكمة االبتدائية بجندوبة عدد ‪ 36307‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪.2019‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 01‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫العبيــدي ومنــى الدهــان ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪136‬‬
‫القرار عدد ‪ 2395‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫ح‪.‬ز ‪ /‬رئيس بلدية توزر‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية مساءلة‪ ،‬رصيد عقاري للدولة‪ ،‬الملك البلدي الخاص‪ ،‬الشأن المحلي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫و حيــث تقــدر الهيئــة أن الكشــف عــن المعلومــات المتعلقــة بوضعيــة أ‬


‫الرض الكائنــة بطريــق نفطــة والتــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تـ ّـم االتفــاق فــي شــأنها مــع وزارة أمــاك الدولــة موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى‬
‫ـإن‬ ‫أ‬
‫إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫حصــول العــارض علــى هــذه المعلومــات إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الرامية إلــى تكريس‬
‫مبــدأي الشــفافية و المســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي الرصيــد العقــاري للدولــة عمومــا والملــك‬
‫البلــدي علــى المســتوى المحلــي ويدعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة‬
‫تنفيذهــا وتقييمهــا ومراقبــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 2‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة تــوزر قصــد الحصــول علــى‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2395‬‬
‫نســخة ورقيــة مــن المعلومــات المضمنــة صلــب المراســلة التــي تـ ّـم بموجبهــا االتفــاق بيــن البلديــة ووزارة أمــاك الدولــة‬
‫الجتماعيــة‪ ،‬غيــر أنّــه‬ ‫أ‬
‫والشــؤون العقاريــة بخصــوص وضعيــة الرض الكائنــة بطريــق نفطــة تــوزر والمحاذيــة إلدارة الشــؤون إ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إل ـزام الجهــة‬ ‫الجــل القانونــي أ‬‫لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم مــرور أ‬
‫ّ ّ‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬
‫مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدالء بملحوظاتهــا‬ ‫ال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا قصــد إ‬ ‫وبعــد إ‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬‫بخصوصهــا إ‬
‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد ال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪137‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫وممن له الصفة ّ‬
‫الدعوى في آجالها القانونية ّ‬
‫قدمت ّ‬
‫حيث ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديــة تــوزر بتســليم العــارض نســخة ورقيــة مــن المعلومــات المضمنــة صلــب‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫المراســلة التــي تــم بموجبهــا االتفــاق بيــن البلديــة ووزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة بخصــوص وضعيــة أ‬
‫الرض الكائنــة‬ ‫ّ‬
‫بطريــق نفطــة تــوزر والمحاذيــة إلدارة الشــؤون االجتماعيــة‪ ،‬وذلــك اســتنادا إلــى حقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫عليــه بالقانــون أ‬

‫الدعوى بالرغم من التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬


‫المدعى عليها عن الر ّد على ّ‬
‫وحيث إمتنعت الجهة ّ‬
‫المدعــى عليهــا ال يمنــع الهيئــة مــن مواصلــة النظــر فــي القضيــة طبــق أوراقهــا وطبــق مــا‬
‫أن صمــت الجهــة ّ‬‫وحيــث ّ‬
‫يخولــه لهــا القانــون‪.‬‬
‫ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫و حيــث تقــدر الهيئــة أن الكشــف عــن المعلومــات المتعلقــة بوضعيــة أ‬
‫الرض الكائنــة بطريــق نفطــة والتــي تـ ّـم االتفــاق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫فــي شــأنها مــع وزارة أمــاك الدولــة موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى هــذه المعلومــات إنّمــا ينصهــر‬ ‫الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية و المســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصرف فــي الرصيــد العقاري‬
‫للدولــة عمومــا والملــك البلــدي علــى المســتوى المحلــي ويدعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة‬
‫تنفيذهــا وتقييمهــا ومراقبــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪138‬‬
‫وحيــث يتجــه‪ ،‬تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة لطلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة ورقيــة تتضمــن‬
‫الجتماعيــة والتــي تـ ّـم االتفــاق‬ ‫أ‬
‫المعلومــات المتعلقــة بوضعيــة الرض الكائنــة بطريــق نفطــة تــوزر والمحاذيــة إلدارة الشــؤون إ‬
‫بشــأنها مــع وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة موضــوع مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫ولهــذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس بلديــة تــوزر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن المراســلة‬ ‫ّ‬
‫الجتماعيــة والتــي تـ ّـم االتفــاق‬ ‫أ‬
‫الداريــة المتعلقــة بوضعيــة الرض الكائنــة بطريــق نفطــة تــوزر والمحاذيــة إلدارة الشــؤون إ‬ ‫إ‬
‫بشــأنها مــع وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 30‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس هاجــر الطرابلســي ورقيــة الخماســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫وريــم العبيــدي ومنــى الدهــان وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪139‬‬
‫القرار عدد ‪ 2434‬بتاريخ ‪ 9‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫شركة «بروسيس» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬مدير عام صندوق القروض‬


‫ومساعدة الجماعات المحلية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية مساءلة‪ ،‬صفقات عمومية‪ ،‬أسرار تجاريه‪ ،‬منافسة مشروعة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســية‬‫وحيــث لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫لتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪،‬‬
‫إال أن اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى‬
‫الولــوج إلــى الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس‬
‫أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة‪.‬‬
‫وحيــث أن القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫الهــداف التــي يســعى‬
‫الخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات‬‫القانــون إلــى تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى إ‬
‫س ـ ّيما بالنســبة للصفقــات القابلــة للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي قضيــة الحــال‪.‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المشــار إليهــا أعــاه بتاريــخ ‪ 16‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2434‬والتــي تفيــد بأنهــا شــاركت فــي طلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪ 12/2019‬المعلــن عنــه مــن‬
‫قبــل صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز منظومــة لعقــد‬
‫المؤتم ـرات عبــر الفيديــو‪ ،‬غيــر أن عرضهــا لــم يحــض بالقبــول بالرغــم مــن مطابقتــه التقنيــة لك ـراس الشــروط و أنــه كان‬
‫القــل ثمنــا غيــر أن هــذه الصفقــة أرســت علــى شــركة منافســة ممــا دفعهــا إلــى تقديــم مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫العــرض أ‬
‫إلــى صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة وذلــك قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الملــف الــذي تقـ ّـدم‬
‫بــه المــزود الــذي أرســت عليــه الصفقــة وبقيــة الملفــات المشــاركة فــي العــرض والوثائــق المتعلقــة بطلــب العــروض‪ ،‬غيــر أن‬
‫ممــا جعلهــا تقــوم بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلـزام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات‬ ‫الجهــة المذكــورة رفضــت مطلبهــا ّ‬
‫المحليــة فــي شــخص ممثلــه القانونــي بتســليمها نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة مؤسســة دعواهــا علــى حقهــا فــي النفــاذ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪140‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل مديــر عــام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة بتاريــخ‬
‫‪ 16‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص أن المعطيــات المطلوبــة ال ينتجهــا الصنــدوق وهــي معطيــات تتعلــق بأســرار‬
‫وتفاصيــل فنيــة لمعــدات وتجهي ـزات ومنتجــات علــى ملــك ش ـركات منافســة وال يمكــن للصنــدوق التصــرف فيهــا باعتبارهــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫ليســت علــى ملكــه عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫المعلومــة مضيفــا بــأن التراتيــب المعمــول بهــا فــي مجــال الصفقــات العموميــة ال تســمح أل ّي مؤسســة عموميــة إفشــاء‬
‫ـص الشـركات التــي تقـ ّـدم عروضــا فــي إطــار طلبــات العــروض التــي تعلــن عنهــا‪ ،‬كمــا أدلــت الجهــة‬
‫معلومــات ومعطيــات تخـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا للهيئــة بنســخة مــن جميــع الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام مديــر عــام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة بتمكيــن العارضــة فــي‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن الملــف المكـ ّـون لطلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪ 12/2019‬المعلــن عنــه مــن‬
‫قبــل صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز منظومــة لعقــد‬
‫المؤتمـرات عبــر الفيديــو والمتمثلــة فــي الملــف الــذي تقـ ّـدم بــه المــزود الــذي أرســت عليــه الصفقــة وبقيــة الملفــات المشــاركة‬
‫فــي العــرض والوثائــق المتعلقــة بطلــب العــروض وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫بالقانــون أ‬

‫المدعــى عليهــا بــأن المعطيــات المطلوبــة ال ينتجهــا الصنــدوق وهــي معطيــات تتعلــق بأس ـرار‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫وتفاصيــل فنيــة لمعــدات وتجهي ـزات ومنتجــات علــى ملــك ش ـركات منافســة وال يمكــن للصنــدوق التصــرف فيهــا باعتبارهــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫ليســت علــى ملكــه عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة مضيفــا بــأن التراتيــب المعمــول بهــا فــي مجــال الصفقــات العموميــة ال تســمح أل ّي مؤسســة عموميــة إفشــاء‬
‫ـص الشـركات التــي تقـ ّـدم عروضــا فــي إطــار طلبــات العــروض التــي تعلــن عنهــا‪ ،‬مدليــة بنســخة مــن‬
‫معلومــات ومعطيــات تخـ ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪141‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة‬
‫تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون ســابق الذكــر أنــه يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام هــذا القانــون‬
‫كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام‬
‫هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬
‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى فقــد اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن‬
‫يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫ّ‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬ ‫وحيــث لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن‬
‫أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة‬
‫المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة‪.‬‬
‫الهــداف التــي يســعى القانــون إلــى‬ ‫وحيــث أن القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫الخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة‬
‫تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى إ‬
‫للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي قضيــة الحــال‪.‬‬
‫وحيــث أن مــا ســبق بيانــه‪ ،‬يقتضــي التمييــز فيمــا يتعلــق بالوثائــق موضوع طلــب النفاذ‪ ،‬بيــن الوثائــق الم ّتصلــة بإجراءات‬
‫الساســية المتصلــة‬‫إب ـرام الصفقــة والتــي تســمح بمتابعــة مــدى احت ـرام المشــتري العمومــي لشــفافية الج ـراءات وللمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫الداريــة والفنيــة للصفقــة‬‫بالمنافســة وحريــة المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬مثــل االلتـزام أو كراســات الشــروط إ‬
‫أو الثمــن الجملــي للعــرض أو كذلــك تقاريــر فــرز العــروض‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الشـركات المشــاركة فــي‬
‫طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم تكريســا لمبــدأي الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬وبيــن بقيــة‬
‫الوثائــق الخاصــة بالش ـركات المشــاركة فــي طلــب العــروض مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن‬
‫الوثائــق التــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها التجاريــة‪ ،‬والتــي ال يمكــن اعتبارهــا ضمــن زمــرة الوثائــق العموميــة‬
‫القابلــة للنفــاذ إليهــا‪.‬‬
‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة جزئيــا إلــى طلبــات المدعــي وذلــك بإلـزام الجهــة المدعى‬
‫المكونــة لملــف طلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪ 12/2019‬المعلــن عنــه مــن قبــل صنــدوق‬ ‫ّ‬ ‫عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق التاليــة‬
‫القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز منظومــة لعقــد المؤتمـرات عبــر‬
‫الداريــة‬ ‫أ‬
‫الفيديــو‪ :‬االلتـزام ومحضــر االســتالم الوقتــي ومحضــر االســتالم النهائــي وجــدول الســعار الجملــي وكراســي الشــروط إ‬
‫والفنيــة وتقريــر فــرز العــروض المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة الصفقــات العموميــة‪ ،‬ورفــض الدعــوى‬
‫فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪142‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام مديــر عــام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة بتمكيــن‬ ‫ّ‬
‫المكونــة لملــف طلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪12/2019‬‬‫ّ‬ ‫الممثــل القانونــي لشــركة «بروســيس» مــن نســخ مــن الوثائــق التاليــة‬
‫المعلــن عنــه مــن قبــل صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز‬
‫منظومــة لعقــد المؤتمــرات عبــر الفيديو‪ ‬وهــي‪ :‬االلتــزام ومحضــر االســتالم الوقتــي ومحضــر االســتالم النهائــي وجــدول‬
‫الداريــة والفنيــة وتقريــر فــرز العــروض المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة‬ ‫أ‬
‫الســعار الجملــي وكراســي الشــروط إ‬
‫لمراقبــة الصفقــات العموميــة ورفــض الدعــوى فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ومحمــد القســنطيني وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي ورقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‪.‬‬

‫يراجــع أيضــا القـرار عــدد ‪ 2330-2335‬بتاريــخ ‪ 1‬جويليــة ‪ 2021‬والقـرار عــدد ‪ 2430‬وعــدد ‪ 2431‬وعــدد ‪ 2432‬بتاريــخ ‪ 11‬مــارس ‪ 2021‬والقـرار عــدد ‪ 2870‬بتاريــخ‬
‫‪ 23‬جويليــة ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪143‬‬
‫القرار عدد ‪ 2436‬بتاريخ‬

‫ح‪.‬ق ‪ /‬وزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية مساءلة‪ ،‬الملك العمومي‪ ،‬التفويت في ملك الدولة الخاص‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فقــد ثبــت للهيئــة باالطــاع علــى الوثائــق المطلوبة‬


‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫أن حصــول العــارض عليهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع‬ ‫ّ‬
‫الوطنــي أو بالعالقــات الديبلوماســية المتعلقــة بهــا‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي ‪24‬‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫االســتثناء أ‬
‫مــارس ‪ 2016‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصولــه علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف‬
‫المــاك العموميــة ويدعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة فــي هــذا المجــال‬ ‫فــي أ‬
‫ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 19‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫الدعــوى المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2436‬‬
‫فــي شــخص ممثلهــا القانونــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محضــر جلســة التفويــت فــي العقــار موضــوع الرســم‬
‫العقــاري ‪ 123476‬تونــس ونســخة مــن جــدول أعمــال لجنــة التفويــت ومقــرر التفويــت ووثائــق ومؤيــدات المدعــوة ســهام‬
‫الداريــة التــي قامــت‬ ‫بــن زايــد والتــي علــى أساســها قامــت اللجنــة بالتفويــت فــي العقــار المذكــور لفائدتهــا والمعاينــات إ‬
‫الجــل‬‫بهــا الشــركة الوطنيــة العقاريــة للبــاد التونســية للمحــل المذكــور‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫طالبــا إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‬ ‫أ‬
‫القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعـ ُـه للقيــام بدعــوى الحــال ً‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫مســتندا فــي دعــواه علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل نائــب المك ّلــف بالنفــاذ إلــى المعلومــة بــوزارة أمــاك الدولــة والشــؤون‬
‫الشــارة إلــى وجــود نـزاع قضائــي قائــم بيــن طالــب النفــاذ والمدعــوة‬ ‫أ‬
‫والمتضمــن بالســاس إ‬
‫ّ‬ ‫العقاريــة بتاريــخ ‪ 7‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫(س‪.‬ز) لــم يقــع الفصــل فيــه بصــورة نهائيــة إذ توجــد قضيــة إســتئنافية منشــورة لــدى المحكمــة العقاريــة بتونــس‪ ،‬مضيفــا‬
‫أن الوثائــق المطلوبــة ال تخــص العــارض بــل متعلقــة بخصمــه فــي القضيــة المذكــورة وهــي وثائــق مشــمولة باالســتثناءات‬ ‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪144‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫المنصــوص عليهــا صلــب الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫حجــة لفائدتــه أمــام القضــاء ســيترتب‬
‫ـإن العــارض يرغــب فــي الحصــول علــى الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ ليكـ ّـون ّ‬
‫وبالتالــي فـ ّ‬
‫أ‬
‫الدارة لمبــدأ الحيــاد تجــاه جميــع الطـراف وتكــون بذلــك قــد ســاندت طــرف علــى حســاب طــرف آخــر‪،‬‬ ‫عنهــا حتمــا فقــدان إ‬
‫طالبــا علــى أســاس ذلــك التريــث فــي إحالــة الوثائــق إلــى طالبهــا إلــى حيــن اســتيفاء مراحــل التقاضــي‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن‬
‫الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن العــارض بتاريــخ ‪31‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص تمســكه‬
‫بالحصــول علــى الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪.‬‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬


‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن‬ ‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫قدمــت ّ‬ ‫ـث ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫معــه قبولهــا شــكالً‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ُالدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن‬
‫ـث تهــدف ّ‬
‫حيـ ُ‬
‫المدعــي مــن نســخة ورقيــة مــن محضــر جلســة التفويــت فــي العقــار موضــوع الرســم العقــاري ‪ 123476‬تونــس ونســخة مــن‬ ‫ّ‬
‫جــدول أعمــال لجنــة التفويــت ومقــرر التفويــت ووثائــق ومؤيــدات المدعــوة ســهام بــن زايــد والتــي علــى أساســها قامــت‬
‫الداريــة التــي قامــت بهــا الشــركة الوطنيــة العقاريــة للبــاد‬‫اللجنــة بالتفويــت فــي العقــار المذكــور لفائدتهــا والمعاينــات إ‬
‫الساســي عــدد‬‫التونســية للمحــل المذكــور‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـث أفــاد نائــب المك ّلــف بالنفــاذ إلــى المعلومــة بــوزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن‬‫وحيـ ُ‬
‫الدعــوى‪ ،‬أنّــه يوجــد نـزاع قضائــي قائــم بيــن طالــب النفــاذ والمدعــوة (س‪.‬ز) لــم يقــع الفصــل فيــه بصــورة نهائيــة إذ توجــد‬ ‫ّ‬
‫أن الوثائــق المطلوبــة ال تخــص العــارض بــل متعلقــة‬ ‫قضيــة إســتئنافية منشــورة لــدى المحكمــة العقاريــة بتونــس‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫بخصمــه فــي القضيــة المذكــورة وهــي وثائــق مشــمولة باالســتثناءات المنصــوص عليهــا صلــب الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫ـإن العــارض يرغــب فــي الحصــول علــى‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وبالتالــي فـ ّ‬
‫الدارة لمبــدأ الحيــاد تجــاه‬‫حجــة لفائدتــه أمــام القضــاء ســيترتب عنهــا حتمــا فقــدان إ‬ ‫الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ ليكـ ّـون ّ‬
‫الط ـراف وتكــون بذلــك قــد ســاندت طــرف علــى حســاب طــرف آخــر‪ ،‬طالبــا علــى أســاس ذلــك التريــث فــي إحالــة‬ ‫جميــع أ‬
‫الوثائــق إلــى طالبهــا إلــى حيــن اســتيفاء مراحــل التقاضــي‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫ُ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪145‬‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يُعـ ُّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إلجـراءات‬
‫ـث ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫وشــروط القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬
‫وذلــك مــن أجــل تحقيــق أهــداف أهمهــا تكريــس مبــدأي الشـ ّ‬
‫أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬‫ـث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المع ّنــي ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫أ‬
‫إال ّ إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى إلحــاق ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة‪ ،‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات‬‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة و تكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا‬
‫أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب‬
‫ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.« .‬‬

‫الساســي للحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة علــى أنّــه «إذا كانــت المعلومــة‬ ‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫المطلوبــة مشــمولة جز ّئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا ّ يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد‬
‫حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا»‪.‬‬

‫أن حصــول‬ ‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فقــد ثبــت للهيئــة باالطــاع علــى الوثائــق المطلوبــة ّ‬
‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫العــارض عليهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الديبلوماســية‬
‫الساســي‬‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫المتعلقــة بهــا‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصولــه علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪،‬‬ ‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬
‫المــاك العموميــة ويدعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة فــي هــذا المجــال ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬ ‫أ‬

‫وحيــث ولئــن تضمنــت الوثائــق المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية فإنــه يمكــن للهيــكل المعنــي حجــب هــذه‬
‫المعطيــات عنــد تســليم الوثائــق تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه‪ ،‬تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم‪ ،‬االســتجابة لطلبــات العــارض و تمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة مــع‬
‫حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتســليم العــارض نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫– محضر جلسة اللجنة الوطنية للتفويت عدد ‪ 117‬المنعقدة بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪،2019‬‬
‫ ‬
‫ – ّ‬
‫مقرر يتعلق بالتفويت في منابات على ملك الدولة عدد ‪ 116‬مؤرخ في ‪ 8‬جويلية ‪،2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪146‬‬
‫الرســم العقــاري عــدد ‪ 123476‬تونــس‬ ‫المكونــة لملــف التفويــت فــي العقــار ذي معـ ّـرف ّ‬
‫ّ‬ ‫–جميــع الوثائــق والمؤيــدات‬ ‫ ‬
‫الذن بحجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بشــهادة الملكيــة (معــرف الرســم‬ ‫لفائــدة المســماة ســهام بــن زايــد مــع إ‬
‫العقــاري ‪ 123476‬تونــس) والم ّتصلــة بعــدد بطاقــة التعريــف الوطنيــة وعنــوان محــل الســكنى والحالــة المدنيــة للمدعــو‬
‫عمــر بــن حســين بــن علــي مــع إســم ولقــب قرينتــه ورفــض الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 4‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫والســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب رئيــس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الســامي‪.‬‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪147‬‬
‫القرار عدد ‪ 2454‬بتاريخ ‪ 8‬جويلية ‪2021‬‬

‫إ‪.‬ط ‪ /‬جامعة سوسة في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية مساءلة‪ ،‬التعليم العالي‪ ،‬مناظرات وطنية‪ ،‬مقاييس التقييم‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة ورقيــة مــن‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫أوراق االمتحــان الخاصــة بهــا والمتعلقــة باختبــارات إعــادة التوجيــه الجامعــي دورة ‪ 2020‬مــع بيــان‬
‫ـب‬ ‫أ‬
‫ـب وطـ ّ‬‫المعيــار المعتمــد فــي إصــاح وإســناد العــداد وبيــان أدنــى مجمــوع للقبــول فــي شــعب الطـ ّ‬
‫الســنان والصيدلــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪،‬‬ ‫أ‬
‫ّ‬
‫الخــرى‬‫كمــا أن المعطيــات المضمنــة بالوثائــق المطلوبــة ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬
‫الــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعيــة علــى هــذه الوثائــق إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬


‫ـإن حصــول ّ‬ ‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫أهــداف القانــون الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬
‫العمومــي للتعليــم العالــي ويســاهم بالتالــي فــي دعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة المشــرفة علــى‬
‫تنظيــم وســير المناظ ـرات الوطنيــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 21‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس جامعــة سوســة قصــد الحصــول‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2454‬‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫ –أوراق االمتحــان الخاصــة بمــادة العلــوم الفيزيائيــة ومــادة علــوم الحيــاة أ‬
‫والرض وبمــادة تحريــر باللغــة الفرنســية فــي‬
‫اختبــارات إعــادة التوجيــه الجامعــي دورة ‪،2020‬‬
‫الصالح في المواد المذكورة‪،‬‬ ‫الصالح المعتمد وبيان مقاييس إ‬ ‫–أنموذج إ‬ ‫ ‬
‫الســنان والصيدلــة‪ ،‬غيــر أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي‬ ‫–بيــان أدنــى مجمــوع للقبــول فــي شــعب الطــب وطــب أ‬ ‫ ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤسســة دعواهــا‬‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة ّ‬
‫دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫علــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪148‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا قصــد االدالء بملحوظاتهــا‬
‫بخصوصهــا كاالدالء بنســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيث تهدف الدعوى إلى إلزام رئيس جامعة سوسة بتمكين العارضة من نسخة ورقية من الوثائق التالية‪:‬‬
‫–أوراق االمتحــان الخاصــة بمــادة العلــوم الفيزيائيــة ومــادة علــوم الحيــاة أ‬
‫والرض وبمــادة تحريــر باللغــة الفرنســية فــي‬ ‫ ‬
‫اختبــارات إعــادة التوجيــه الجامعــي دورة ‪،2020‬‬
‫الصالح في المواد المذكورة‪،‬‬
‫الصالح المعتمد وبيان مقاييس إ‬ ‫ –أنموذج إ‬
‫بيــان أدنــى مجمــوع للقبــول فــي شــعب الطــب وطــب أ‬
‫الســنان والصيدلــة‪ ،‬اســتنادا إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومة‪.‬‬
‫المدعى عليها الصمت رغم التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬
‫وحيث إلتزمت الجهة ّ‬
‫المدعى عليها على الدعوى ال يمنع الهيئة من مواصلة النظر في القضية طبق أوراقها‪.‬‬
‫أن عدم ر ّد الجهة ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في إ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة»‪.‬‬

‫أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق ومــدى مســاس المعلومــات المضمنــة بهــا بالمعطيــات الشــخصية‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أو أ‬
‫المــن الوطنــي‪ ،‬إنّمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك بعــد تثبتهــا فــي مضمــون تلــك‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪149‬‬
‫الوثائــق ومــدى خضوعهــا لالســتثناءات الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وليــس للهيــاكل‬
‫وتقــدم للهيئــة كل التســهيالت‬
‫ّ‬ ‫تحــل مح ّلهــا فــي ذلــك‪ ،‬بــل عليهــا فقــط أن تســتجيب إلجــراءات التحقيــق‬ ‫العموميــة أن ّ‬
‫الممكنــة والضروريــة للبــت فــي الدعــاوى‪.‬‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة ورقيــة مــن أوراق االمتحــان‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫الخاصــة بهــا والمتعلقــة باختبــارات إعــادة التوجيــه الجامعــي دورة ‪ 2020‬مــع بيــان المعيــار المعتمــد فــي إصــاح وإســناد‬
‫العــداد وبيــان أدنــى مجمــوع للقبــول فــي شــعب الطــب وطــب أ‬
‫الســنان والصيدلــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى إلحــاق‬ ‫أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أي حالــة مــن‬ ‫أ‬
‫المضمنــة بالوثائــق المطلوبــة ال تنــدرج ضمــن ّ‬
‫ّ‬ ‫أن المعطيــات‬
‫أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫الخــرى المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫حــاالت االســتثناء أ‬
‫النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعيــة علــى هــذه الوثائــق إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون‬
‫ـإن حصــول ّ‬ ‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي للتعليــم العالــي ويســاهم‬
‫بالتالــي فــي دعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة المشــرفة علــى تنظيــم وســير المناظـرات الوطنيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي يتجــه معــه‬
‫بالتالــي االســتجابة إلــى طلــب العارضــة فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس جامعــة سوســة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن أوراق‬ ‫ّ‬
‫االختبــارات التاليــة الخاصــة بمناظــرة إعــادة التوجيــه الجامعــي دورة ‪:2020‬‬

‫–علوم فيزيائية للمجموعة ‪،1‬‬ ‫ ‬


‫–تحرير باللغة الفرنسية للمجموعة ‪،1‬‬ ‫ ‬
‫–علوم الحياة أ‬
‫والرض للمجموعة ‪،1‬‬ ‫ ‬
‫الصالح(‪،)Barème‬‬ ‫–أنموذج إ‬
‫الصالح المعتمد ومقاييس إ‬ ‫ ‬
‫–‪ ‬وثيقة تتضمن أدنى مجموع للقبول (‪ )score‬في شعب الطب وطب أ‬
‫السنان والصيدلية‪.‬‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 08‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الطرابلســي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪150‬‬
‫القرار عدد ‪ 2545‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬شركة فسفاط قفصة في شخص‬
‫ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافيةـ مال عام‪ ،،‬استخراج الفسفاط‪ ،‬مرفق عام الطاقة‪ ،‬مجتمع مدني‪ ،‬السياسة العامة للطاقة‪.‬‬

‫المبـــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى ومــن خــال االطّــاع علــى بيــان االتحــاد الجهــوي‬
‫أن تمكيــن العارضــة فــي‬ ‫للشــغل بقفصــة الســتئناف العمــل بالشــركة الصــادر بتاريــخ ‪ 18‬جانفــي ‪ّ ،2021‬‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي مــن الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق‬
‫أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق النفــاذ إلــى‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫أ‬
‫المعلومــة‪ ،‬بــل ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة‬
‫فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق الطاقــي وبالتصــرف فــي المــال العــام‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة منظّمــات‬
‫المجتمــع المدنــي فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة وتقييمهــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 27‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫ـفافية ومكافحــة الفســاد‪،‬‬
‫جمعيــة تنشــط فــي مجــال دعــم الشـ ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2486‬وال ّتــي تفيــد بأنّهــا تقدمــت بصفتهــا‬
‫ورقيــة تتضمــن المعطيــات والوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫بمطلــب إلــى شــركة فســفاط قفصــة طالبــة الحصــول علــى نســخة ّ‬
‫–جميع المساهمات العينية والمالية للشركة لمعاضدة مؤسسات الدولة في مجابهة «فيروس كورونا»‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –عقود كميات الفسفاط التجاري التي ّتم تصديرها وتوريدها‪،‬‬

‫ –العقد الممضى مع المقاول الستئناف استخراج الفسفاط بالمكناسي‪،‬‬

‫ –عقود صفقات نقل الفسفاط للسنتي ‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬


‫أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلــزام الجهــة ّ‬ ‫غيــر ّ‬
‫بتمكينهــا مــن الوثائــق والمعطيــات المطلوبــة اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تخولــه أحــكام القانــون‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪151‬‬
‫تضمــن‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 3‬ديســمبر ‪ 2020‬والــذي ّ‬ ‫المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫بالخصــوص بأنّــه تعــذّ ر علــى مصالــح الشــركة االســتجابة لطلــب العارضــة بالنظــر إلــى مــا تشــهده مصالحهــا مــن تعطيــل‬
‫واعتصامــات مبينــة بــأن مختلــف الملفــات موجــودة بــإدارة الشـراءات بالمتلــوي وهــي تشــهد تعطيــا وغلقــا ومنعــا مــن دخــول‬
‫المنيــة مرجــع النظــر وموضــوع‬‫إطاراتهــا وأعوانهــا منــذ ‪ 15‬نوفمبــر ‪ 2020‬وهــي موضــوع عــدة شــكايات مقدمــة لــدى المصالــح أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـيتم مـ ّـد الهيئــة بالمعطيــات المطلوبــة حــال رجــوع الشــركة إلــى ســالف‬
‫مراســات موجهــة للســلط الجهويــة‪ ،‬مضيفــة بأنــه سـ ّ‬
‫نشــاطها مــا لــم يكــن لهــذه المعطيــات مســاس بالقــدرة التنافســية للشــركة‪.‬‬

‫للبــداء‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة ر ّد الجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا علــى العارضــة بتاريــخ ‪ 15‬ديســمبر ‪ 2020‬إ‬
‫ملحوظاتهــا بخصوصــه‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة التــي وجهتهــا الهيئــة للجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 29‬مــارس ‪ 2021‬والتــي تحثهــا مــن‬
‫الدعــوى طبــق مقتضيــات الفصــل ‪ 38‬مــن‬ ‫ـت فــي ّ‬ ‫الدالء بالوثائــق المطلوبــة للهيئــة لتتم ّكــن مــن البـ ّ‬
‫خاللهــا علــى ضــرورة إ‬
‫القانــون‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا يتعيــن معــه‬


‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ّ ،‬‬‫حيــث ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ورقيــة تتضمــن‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام مديــر عــام شــركة فســفاط قفصــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ّ‬
‫المعطيــات والوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–جميع المساهمات العينية والمالية للشركة لمعاضدة مؤسسات الدولة في مجابهة «فيروس كورونا»‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –عقود كميات الفسفاط التجاري التي ّتم تصديرها وتوريدها‪،‬‬

‫ –العقد الممضى مع المقاول الستئناف استخراج الفسفاط بالمكناسي‪،‬‬

‫ –عقود صفقات نقل الفسفاط للسنتي ‪ 2019‬و‪2020‬‬


‫وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪152‬‬
‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا علــى الدعــوى بأنّــه تعــذّ ر علــى مصالــح الشــركة االســتجابة‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫لطلــب العارضــة بالنظــر إلــى مــا تشــهده مصالحهــا مــن تعطيــل واعتصامــات مبينــة بــأن مختلــف الملفــات موجــودة بــإدارة‬
‫الشـراءات بالمتلــوي وهــي تشــهد تعطيــا وغلقــا ومنعــا مــن دخــول إطاراتهــا وأعوانهــا منــذ ‪ 15‬نوفمبــر ‪ 2020‬وهــي موضــوع‬
‫المنيــة مرجــع النظــر وموضــوع مراســات موجهــة للســلط الجهويــة‪ ،‬مضيفــة بأنــه‬ ‫عــدة شــكايات مقدمــة لــدى المصالــح أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـيتم مـ ّـد الهيئــة بالمعطيــات المطلوبــة حــال رجــوع الشــركة إلــى ســالف نشــاطها مــا لــم يكــن لهــذه المعطيــات مســاس‬ ‫سـ ّ‬
‫بالقــدرة التنافســية للشــركة‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫وإجـراءات ممارســته كبيــان حــدوده وضوابطــه بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم مشــاركة العمــوم‬
‫فــي تنفيــذ السياســات العموميــة وتقييمهــا كدعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت فــي الدعاوى‬
‫المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪39‬‬
‫مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬
‫لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬

‫ـالدالء بنســخة ورقيــة مــن‬


‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مطالبــة شــركة فســفاط قفصــة بـ إ‬
‫أن‬
‫الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك حتــى يتسـ ّنى لهــا تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المعنيــة مــن عدمــه‪ ،‬غيــر ّ‬
‫المدعــى عليهــا امتنعــت عــن ذلــك‪.‬‬
‫الجهــة ّ‬

‫ـت‬
‫المدعــى عليهــا عــن االدالء بالوثائــق المطلوبــة ال يحــول دون ممارســة الهيئــة لصالحيتهــا والبـ ّ‬
‫وحيــث أن امتنــاع الجهــة ّ‬
‫الدعــوى علــى ضــوء المعطيــات المتوفـ ّـرة بالملف‪.‬‬
‫فــي ّ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جز ّئيــا باســتثناء منصوص‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال ّ بعــد حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك‬
‫ممكنا»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪153‬‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى ومــن خــال اال ّطــاع علــى بيــان االتحــاد الجهــوي للشــغل بقفصــة‬
‫أن تمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن الوثائــق‬ ‫الســتئناف العمــل بالشــركة الصــادر بتاريــخ ‪ 18‬جانفــي ‪ّ ،2021‬‬
‫أ‬
‫موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬‫ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬بــل ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتعلــق بتســيير المرفــق الطاقــي وبالتصــرف فــي المــال العــام‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة من ّظمــات المجتمــع المدنــي فــي‬
‫متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة وتقييمهــا‪.‬‬

‫تضمنــت العقــود المطلوبة(عقــود نقــل الفســفاط) بعــض البيانــات الشــخصية كأرقــام بطاقــات التعريــف‬ ‫وحيــث لئــن ّ‬
‫بالشــخاص العامليــن بالشـركات وأرقــام بطاقــات التعريــف الوطنيــة وتواريــخ الــوالدة والعناويــن الشــخصية‬ ‫الوطنيــة الخاصــة أ‬
‫أن ذلــك ال يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه الوثائــق طالمــا أنّــه‬
‫المضمنــة بالوثائــق المكونــة للعقــود المطلــوب النفــاذ إليهــا إال ّ ّ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫يمكــن للشــركة المعنيــة حجــب مثــل هــذه المعطيــات عنــد تســليم هــذه الوثائــق وذلــك تطبيقــا لحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬ ‫القانــون أ‬

‫وحيث يتجه بناء على ما سبق بيانه‪ ،‬االستجابة لطلب العارضة في هذا الخصوص‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام المديــر العــام لشــركة فســفاط قفصــة بتســليم العارضــة فــي شــخص‬ ‫ّ‬
‫ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪: ‬‬

‫–جميع المساهمات العينية والمالية للشركة لمعاضدة مؤسسات الدولة في مجابهة «فيروس كورونا»‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –عقود كميات الفسفاط التجاري التي ّتم تصديرها وتوريدها‪،‬‬

‫ –العقد الممضى مع المقاول الستئناف استخراج الفسفاط بالمكناسي‪،‬‬

‫ –عقود صفقات نقل الفسفاط لسنتي ‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫المضمنــة‬
‫ّ‬ ‫مــع حجــب المعطيــات الشــخصية كأرقــام بطاقــات التعريــف الوطنيــة وتواريــخ الــوالدة والعناويــن الشــخصية‬
‫بالعقــود المطلــوب النفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 17‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ومنــى الدهــان ورفيــق‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪154‬‬
‫القرار عدد ‪ 2545‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫س‪.‬م ‪ /‬وزارة الشؤون االجتماعية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • طالب شغل‪ ،‬وظيفة عمومية‪ ،‬انتداب‪ ،‬تكافؤ الفرص‪ ،‬مساواة‪.‬‬

‫المبـــــــــدأ‬

‫فـإن تمكيـن العـارض مـن هـذه الوثائـق‪ ،‬إنّمـا ينصهـر ضمـن تحقيـق أهـداف‬
‫وحيـث وعلـى خلاف ذلـك‪ّ ،‬‬
‫القانـون الراميـة إلـى تكريـس مبـدأي الشـفافية والمسـاءلة فيمـا يتع ّلـق بالتصـرف فـي المرفـق العـام‬
‫الجتماعـي وإعمـال مبـدأ المسـاواة فـي االنتـداب فـي الوظيفـة العموميـة‪ ،‬كمـا يسـمح بدعـم مشـاركة‬ ‫إ‬
‫العمـوم فـي متابعـة مـدى تنفيـذ واحتـرام مبـدأي المسـاواة وتكافـؤ الفـرص أمـام طالبـي الشـغل فـي‬
‫الساسـي آ‬
‫النـف الذكـر‪.‬‬ ‫الوظيفـة العموميـة مـن قبـل الهيـاكل العموميـة المعنيـة الخاضعـة ألحـكام القانـون أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 10‬نوفمبــر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الجتماعيــة قصــد الحصــول‬ ‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الشــؤون إ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2545‬‬
‫علــى نســخة إلكترونيــه مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫بالليــة ‪ 16‬المباشــرين صلــب الجمعيــات والمنظمــات التــي قامــت‬ ‫للشــخاص المنتفعيــن آ‬ ‫–نســخة مــن القائمــة الســمية أ‬ ‫ ‬
‫إ‬
‫مصالــح وزارة الشــؤون االجتماعيــة بإرســالها إلــى رئاســة الحكومــة وإلــى وزارة التكويــن المهنــي والتشــغيل قصــد إعــادة‬
‫توزيعهــم فــي الهيــاكل العموميــة وتســوية وضعيتهــم فــي الوظيفــة العموميــة‪،‬‬
‫–نسخة من ملفه الشخصي الخاص بالمنتفعين آ‬
‫باللية ‪،16‬‬ ‫ ‬
‫ –ما يثبت اقتراح وزارة الشؤون االجتماعية لسم العارض في إطار تسوية وضعية أعوان آ‬
‫اللية ‪،16‬‬ ‫إ‬
‫ –نســخة مــن مراســات رئاســة الحكومــة إلــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة قصــد تســوية وضعيتــه فــي الدفعــة الرابعــة‬
‫والخامســة ألعــوان آ‬
‫الليــة ‪،16‬‬

‫–نســخة مــن مراســلة رئاســة الحكومــة إلــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة قصــد إعــادة قبــول انتــداب وتســوية وضعيتــه‬ ‫ ‬
‫بعــد أن تـ ّـم رفــض قبولــه مــن الوكالــة التونســية للتكويــن المهنــي‪ ،‬غيــر أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم مــرور‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إلـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق‬ ‫الجــل القانونــي أ‬
‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق‬ ‫المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪155‬‬
‫الدالء بملحوظاتهــا‬ ‫ال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا قصــد إ‬ ‫وبعــد إ‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬‫بخصوصهــا إ‬
‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد ال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫حيث قدمت الدعوى في آجالها القانونية وممن له الصفة ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعوى إلى إلزام وزير الشؤون االجتماعية بتسليم العارض نسخة إلكترونيه من الوثائق التالية‪:‬‬
‫حيث تهدف ّ‬
‫بالليــة ‪ 16‬المباشــرين صلــب الجمعيــات والمنظمــات التــي قامــت‬ ‫للشــخاص المنتفعيــن آ‬ ‫–نســخة مــن القائمــة الســمية أ‬ ‫ ‬
‫إ‬
‫مصالــح وزارة الشــؤون االجتماعيــة بإرســالها إلــى رئاســة الحكومــة وإلــى وزارة التكويــن المهنــي والتشــغيل قصــد إعــادة‬
‫توزيعهــم فــي الهيــاكل العموميــة وتســوية وضعيتهــم فــي الوظيفــة العموميــة‪،‬‬
‫–نسخة من ملفه الشخصي الخاص بالمنتفعين آ‬
‫باللية ‪،16‬‬ ‫ ‬
‫ –ما يثبت اقتراح وزارة الشؤون االجتماعية لسم العارض في إطار تسوية وضعية أعوان آ‬
‫اللية ‪،16‬‬ ‫إ‬
‫ –نســخة مــن مراســات رئاســة الحكومــة إلــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة قصــد تســوية وضعيتــه فــي الدفعــة الرابعــة‬
‫والخامســة ألعــوان آ‬
‫الليــة ‪،16‬‬

‫–نســخة مــن مراســلة رئاســة الحكومــة إلــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة قصــد إعــادة قبــول انتــداب وتســوية وضعيتــه‬ ‫ ‬
‫بعــد أن تـ ّـم رفــض قبولــه مــن الوكالــة التونســية للتكويــن المهنــي‪ ،‬وذلــك اســتنادا إلــى حقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها عن الر ّد على الدعوى بالرغم من التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬


‫وحيث إمتنعت الجهة ّ‬
‫أ‬
‫طبقالوراقهــا وطبقــا لمــا‬ ‫المدعــى عليهــا ال يمنــع الهيئــة مــن مواصلــة النظــر فــي القضيــة‬
‫أن صمــت الجهــة ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫يخولــه لهــا القانــون فــي هــذه الحالــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪156‬‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض علــى الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناءات الخــرى‬ ‫أ‬
‫بالمــن العــام أو الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينــدرج ضمــن ّ‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬‫المنصــوص عليهــا صلــب الفصــل ‪ 24‬مــن أ‬

‫ـإن تمكيــن العــارض مــن هــذه الوثائــق‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمن تحقيــق أهــداف القانــون الرامية‬
‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام إ‬
‫الجتماعــي وإعمــال مبــدأ المســاواة‬
‫فــي االنتــداب فــي الوظيفــة العموميــة‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة مــدى تنفيــذ واحتــرام مبــدأي‬
‫المســاواة وتكافــؤ الفــرص أمــام طالبــي الشــغل فــي الوظيفــة العموميــة مــن قبــل الهيــاكل العموميــة المعنيــة الخاضعــة‬
‫الساســي آ‬
‫النــف الذكــر‪.‬‬ ‫ألحــكام القانــون أ‬

‫وحيــث يتجــه‪ ،‬تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة لطلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة إلكترونيــة مــن‬
‫الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة الــذي تقـ ّـدم بــه إلــى الجهــة المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهــذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلــزام وزارة الشــؤون االجتماعيــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن‬ ‫ّ‬
‫العــارض مــن نســخة إلكترونيــه مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫بالليــة ‪ 16‬والمباشــرين صلــب الجمعيــات والمنظمــات التــي تو ّلــت المصالــح‬‫للشــخاص المنتفعيــن آ‬ ‫–القائمــة الســمية أ‬ ‫ ‬
‫إ‬
‫المعنيــة بــوزارة الشــؤون االجتماعيــة إرســالها إلــى رئاســة الحكومــة (مصالــح الوظيفــة العموميــة) وإلــى وزارة التكويــن‬
‫المهنــي والتشــغيل بغــرض إعــادة توزيعهــم علــى الهيــاكل العموميــة مــع تســوية وضعيتهــم طبقــا لقانــون الوظيفــة‬
‫العموميــة‪،‬‬
‫–ملف العارض سامي بن المنجي ميساوي الخاص بالمنتفعين آ‬
‫باللية ‪،16‬‬ ‫ ‬
‫ –وثيقــة متضمنــة مــا يثبــت اقتـراح وزارة الشــؤون االجتماعيــة إلســم العــارض مــن بيــن الذيــن سـ ّ‬
‫ـتتم تســوية وضعيتهــم‬
‫كأعــوان آ‬
‫الليــة ‪،16‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪157‬‬
‫–المراســات الصــادرة مــن رئاســة الحكومــة إلــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة حــول تســوية وضعيــة العــارض فــي الدفعــة‬ ‫ ‬
‫الرابعــة والخامســة ألعــوان آ‬
‫الليــة ‪،16‬‬

‫–المراســلة الصــادرة مــن رئاســة الحكومــة (مصالــح الوظيفــة العموميــة) إلــى وزارة الشــؤون االجتماعيــة حــول إعــادة قبــول‬ ‫ ‬
‫انتــداب وتســوية وضعيــة العــارض ســامي بــن المنجــي ميســاوي علــى إثــر رفــض قبولــه مــن الوكالــة التونســية للتكويــن‬
‫المهنــي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 30‬ســبتمبر‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس هاجــر الطرابلســي وريــم العبيــدي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومنــى الدهــان وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫يراجع أيضا القرار عدد ‪ 1807‬بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪158‬‬
‫القرار عدد ‪ 2565‬بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ب ‪ /‬وزير الداخلية‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شفافية‪ ،‬المرفق العام أ‬


‫المني‪.‬‬

‫المبـــــــــدأ‬

‫المنــي المحرريــن بتاريــخ ‪ 01‬أفريــل ‪ 2015‬تحــت‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بالطّــاع علــى محضــري البحــث أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫عــدد ‪ 314/02‬و‪ 314/04‬والمتعلقيــن بســماع العارضــة بمقــر المــن الوطنــي بالمكنيــن مــن أجــل شــبهة‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬ال يندرجــان‬
‫تعاطــي الســحر والشــعوذة داخــل مقـ ّـر عملهــا المدلــى بهمــا مــن الجهــة ّ‬
‫ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه‪،‬‬
‫بــل علــى خــاف ذلــك فــإن تمكيــن العارضــة مــن نســخة منهــا ينصهــر ضمــن تحقيــق المبــادئ أ‬
‫الساســية‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية‬ ‫للقانــون أ‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام أ‬
‫المنــي ويدعــم الثقــة فــي عمــل وزارة الداخليــة‬
‫بمختلــف مراكزهــا وأقاليمهــا أ‬
‫المنيــة الراجعــة لهــا بالنظــر‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬نوفمبــر‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الداخليــة (رئيــس منطقــة الشــرطة‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2556‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بالمكنيــن) قصــد الحصــول علــى نســخة مــن محضــر البحــث المنــي المجــرى بشــأنها بمقـ ّـر منطقــة المــن الوطنــي بالمكنيــن‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعهــا للقيــام‬ ‫بتاريــخ غــرة أفريــل ‪ ،2015‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم مــرور أ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬باالســتناد إلــى أحــكام القانون الساســي‬
‫بالدعــوى الماثلــة قصــد إلـزام الجهــة ّ‬
‫ّ‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 11‬جانفــي ‪ 2021‬والمرفــق بنســخة‬ ‫وبعــد إ‬
‫أ‬
‫ورقيــة مــن محضــري البحــث المنــي المحرريــن بتاريــخ ‪ 01‬أفريــل ‪ 2015‬تحــت عــدد ‪ 02/314‬و‪ 04/314‬والمتعلقيــن بســماع‬
‫العارضــة بمقــر أ‬
‫المــن الوطنــي بالمكنيــن مــن أجــل شــبهة تعاطــي الســحر والشــعوذة داخــل مقـ ّـر عملهــا‪.‬‬
‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬ ‫وبعد إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد ال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪159‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫حيث قدمت الدعوى في آجالها القانونية وممن لها الصفة ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إل ـزام وزيــر الداخليــة (رئيــس منطقــة الشــرطة بالمكنيــن) بتمكيــن العارضــة مــن نســخة‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫المنــي المجــرى بشــأنها بمقــر منطقــة أ‬
‫المــن الوطنــي بالمكنيــن بتاريــخ غـ ّـرة أفريــل ‪ ،2015‬اســتنادا‬ ‫ورقيــة مــن محضــر البحــث أ‬
‫ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها بنسخة ورقية من الوثيقة المطلوبة‪.‬‬


‫وحيث أدلت الجهة ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫المنــي المحرريــن بتاريــخ ‪ 01‬أفريــل ‪ 2015‬تحــت عــدد ‪02/314‬‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بال ّطــاع علــى محضــري البحــث أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫و‪ 04/314‬والمتعلقيــن بســماع العارضــة بمقــر المــن الوطنــي بالمكنيــن مــن أجــل شــبهة تعاطــي الســحر والشــعوذة داخــل‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬ال يندرجــان ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء المنصــوص عليهــا‬ ‫مقـ ّـر عملهــا المدلــى بهمــا مــن الجهــة ّ‬
‫بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك فــإن تمكيــن العارضــة مــن نســخة منهــا ينصهــر ضمــن‬
‫الساســية للقانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية‬ ‫تحقيــق المبــادئ أ‬
‫المنــي ويدعــم الثقــة فــي عمــل وزارة الداخليــة بمختلــف مراكزهــا‬ ‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام أ‬
‫وأقاليمهــا أ‬
‫المنيــة الراجعــة لهــا بالنظــر‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن الوثيقــة‬


‫وحيــث يتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬إلـزام الجهــة ّ‬
‫موضــوع طلــب النفــاذ‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪160‬‬
‫ولهــذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام وزيــر الداخليــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن محضــري‬ ‫ّ‬
‫المحرريــن بمنطقــة الشــرطة بالمكنيــن بتاريــخ ‪ 01‬أفريــل ‪ 2015‬تحــت عــدد ‪ 02/314‬و‪ 04/314‬والمتعلقيــن‬ ‫أ‬
‫البحــث المنــي‬
‫ّ‬
‫بســماع العارضــة مــن أجــل شــبهة تعاطــي الســحر والشــعوذة داخــل مقـ ّـر عملهــا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 17‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس وريــم العبيــدي ومنــى الدهــان وخالــد‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪161‬‬
‫القرار عدد ‪ 2966‬بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫م‪.‬ص‪.‬ع ‪ /‬رئيس بلدية مكثر‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • رخص البناء‪ ،‬شرعية الرخص‪ ،‬إحترام أ‬


‫المثلة الهندسية‪ ،‬رخصة بناء جار‪ ،‬تراتيب عمرانية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن‬
‫وممــا رشــح مــن أعمــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة مــن خــال مظروفــات الملــف ّ‬
‫حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة مــن رخصــة البنــاء المســلمة إلــى جــاره (ش‪.‬ع)‪ ،‬ليــس مــن شــأنه‬
‫أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الديبلوماســية المتعلقــة‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫بهــا‪ ،‬كمــا أنّــه ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬

‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول العــارض علــى نســخة مــن رخصــة البنــاء موضــوع مطلــب‬
‫النفــاذ‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة‬
‫علــى مســتوى التصـ ّـرف فــي الشــأن المحلــي وتطبيــق التراتيــب العمرانيــة ومتابعتهــا وتقييمهــا‪ ،‬ويســاهم‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬‫فــي تعزيــز الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام القانــون أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 02‬فيفــري ‪2021‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫الدعــوى ّ‬‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2966‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه تقـ َّـدم فــي ‪ 06‬جانفــي ‪ 2021‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة مكثــر‬
‫الشــغال‬‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن رخصــة البنــاء الممنوحــة لجــاره (ش‪.‬ع) للتثبــت مــن شــرعيتها ومــدى احتـرام أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى‬ ‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬ ‫المنجــزة للرخصــة‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫المدعــي عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك الــى أحــكام القانــون الساســي‬
‫الماثلــة طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمتضمــن بالخصــوص‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس بلديــة مكثــر بتاريــخ ‪2 3‬مــارس ‪2021‬‬
‫أنّــه إجابــةً علــى طلــب العــارض المتمثــل فــي الحصــول علــى وثيقــة تبيــن مــدى احتـرام جــاره (ش‪.‬ع) الســتواء الطريــق‪ ،‬فــإن‬
‫ـأن‬
‫الطريــق المــارة أمــام منــزل العــارض والســيد «ش‪.‬ع» هــي طريــق بعــرض ‪20‬م حســب مثــال التهيئــة العمرانيــة‪ .‬مضيفــا بـ ّ‬
‫ـت فيــه‪.‬‬
‫تحديــد مــدى احتـرام جــاره للطريــق يبقــى مــن أنظــار القضــاء وال يمكــن للبلديــة أن تبـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪162‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة الموجهــة مــن الهيئــة إلــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 08‬أفريــل ‪ 2021‬والمتضمنــة‬
‫أن ر ّد البلديــة الواصــل لكتابــة الهيئــة بتاريــخ ‪ 23‬مــارس ‪ 2021‬يتعلــق بالقضيــة عــدد ‪ 2836‬وليــس بقضيــة الحــال‬
‫بالخصــوص ّ‬
‫ومدنــا بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬
‫ـالدالء بملحوظاتهــا فــي القضيــة الماثلــة ّ‬‫مــع مطالبتهــا بـ إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر التكميلــي ّ‬


‫المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 06‬مــاي ‪ 2021‬والمتضمــن‬
‫أن بلديــة مكثــر لــم تتوصــل بمحتــوى قضيــة الحــال طالبــة نســخة مــن ملــف القضيــة‪.‬‬ ‫بالخصــوص ّ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إعــادة أعــام الجهــة المدعــي عليهــا مــن عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا بتاريــخ ‪ 21‬مــاي‬
‫‪.2021‬‬

‫الطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق ال ّنفــاذ‬ ‫إ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديــة كثــر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن رخصــة البنــاء الممنوحــة‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫أ‬
‫لجــاره (ش‪.‬ع) للتثبــت مــن شــرعيتها ومــدى احتـرام الشــغال المنجــزة للرخصــة‪ ،‬إســتنادا إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها بر ّدها على الدعوى رغم تذكيرها في الغرض‪.‬‬


‫وحيث لم تدل الجهة ّ‬

‫الدعــوى رغــم إعــادة تمكينهــا مــن ملــف القضيــة بطلــب منهــا‪ ،‬ال يمنـ ُـع‬
‫المدعــى عليهــا علــى ّ‬
‫أن عــدم ر ّد الجهــة ّ‬‫وحيــث ّ‬
‫الهيئــة مــن ال ّنظــر فــي القضيــة طبــق أوراقهــا‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪163‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المشــار اليــه أعــاه‪ ،‬أنّــه «إذا كانــت المعلومــة‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن ال ّنفــاذ اليهــا اال بعــد‬
‫حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا‪».‬‬

‫أن تقديــر مــدى قابليــة الن ّفــاذ إلــى الوثائــق ومــدى مســاس المعلومــات المضمنــة بهــا بالمعطيــات الشــخصية‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أو االمــن العــام والدفــاع الوطنــي‪ ،‬إنّمــا يرجــع بالنظــر الــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك بعــد تثبتهــا فــي‬
‫مضمــون تلــك الوثائــق ومــدى خضوعهــا لالســتثناءات الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬
‫وليــس للهيــاكل العموميــة أن تحــل مح ّلهــا فــي ذلــك بــل عليهــا فقــط أن تســتجيب إلج ـراءات التحقيــق وتقــدم للهيئــة كل‬
‫الدعــاوي‪.‬‬
‫التســهيالت الممكنــة والضروريــة للبــت فــي ّ‬
‫أن رخــص البنــاء هــي وثائــق إداريــة تنشــؤها البلديــة‬
‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى اعتبــار ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫فــي إطــار ممارســة نشــاطها طبقــا للفصــل الثالــث مــن القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وهــي قابلــة للنفــاذ بطبيعتهــا تلــك‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض‬ ‫وممــا رشــح مــن أعمــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة مــن خــال مظروفــات الملــف ّ‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن رخصــة البنــاء المســلمة إلــى جــاره (ش‪.‬ع)‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن‬ ‫ّ‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الديبلوماســية المتعلقــة بهــا‪ ،‬كمــا أنّــه ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول العــارض علــى نســخة مــن رخصــة البنــاء موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬إنّمــا ينصهــر‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى التصـ ّـرف فــي الشــأن المحلــي‬
‫وتطبيــق التراتيــب العمرانيــة ومتابعتهــا وتقييمهــا‪ ،‬ويســاهم فــي تعزيــز الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬‫القانــون أ‬

‫ـخصية والمتمثلــة فــي عــدد بطاقــة التعريــف الوطنيــة‪،‬‬


‫الشـ ّ‬‫وحيــث ولئــن تضمنــت رخصــة البنــاء بعــض المعطيــات ّ‬
‫خاصــة وأنّــه يمكــن حجــب هــذا المعطــى عنــد تســليم الرخصــة‬
‫فإنّهــا ال تحــول دون إمكانيــة تســليم العــارض نســخة منهــا ّ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬‫طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه االســتجابة الــى طلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‬
‫بعــد حجــب االمعطــى الشــخصي الــوارد بهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪164‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس بلديــة مكثــر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن رخصــة بنــاء‬ ‫ً‬
‫جــاره (ش‪.‬ع) مــع حجــب المعطــى الشــخصي الــوارد بهــا والمتمثــل فــي عــدد بطاقــة التعريــف الوطنية‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 16‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومنــى الدهــان وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪165‬‬
‫القرار عدد ‪ 2795-2796‬بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫مرصد رقابة في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬رئاسة الحكومة في شخص‬


‫ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية‪ ،‬مساءلة‪ ،‬إعالم عمومي‪ ،‬عطلة لبعث مؤسسة‪ ،‬منشط إعالمي‪ ،‬إذاعة وطنية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن تمكيــن‬
‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال مظروفــات الملــف ّ‬
‫أ‬
‫العــارض مــن المعطيــات موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الخــرى الــواردة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬بــل‬ ‫بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫العالمــي‪ ،‬ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬
‫بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي إ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 30‬ديســمبر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2795‬وال ّتــي تفيــد بأنّــه تقــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الوزيــرة المكلفــة لــدى رئاســة الحكومــة‬
‫الجـراءات التــي تـ ّـم اتخاذهــا بخصــوص المراســلة الموجهــة‬ ‫ورقيــة تتضمــن إ‬
‫بالوظيفــة العموميــة طالبــا الحصــول علــى نســخة ّ‬
‫للذاعــة التونســية إلــى رئاســة الحكومــة بتاريــخ ‪ 28‬ســبتمبر ‪ 2020‬والمتعلقــة بمتابعــة نشــاط‬ ‫مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام إ‬
‫بالذاعــة الوطنيــة المنتفــع بعطلــة لبعــث مؤسســة إال أنّــه لــم يتلــق‬ ‫العــون محمــد بوغــاب منشــط ومقــدم برامــج صنــف ‪ 7‬إ‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ردا علــى مطلبــه رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫الساســي‬ ‫بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة اســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تخولــه أحــكام القانــون أ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 30‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2796‬وال ّتــي تفيــد بأنّــه تقــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئاســة الحكومــة طالبــا الحصــول علــى‬
‫للذاعــة‬
‫الجـراءات التــي تــم اتخاذهــا بخصــوص المراســلة الموجهــة مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام إ‬ ‫ورقيــة تتضمــن إ‬
‫نســخة ّ‬
‫التونســية إلــى رئاســة الحكومــة بتاريــخ ‪ 28‬ســبتمبر ‪ 2020‬والمتعلقــة بمتابعــة نشــاط العــون محمــد بوغــاب منشــط ومقــدم‬
‫ممــا دفعــه للقيــام‬
‫بالذاعــة الوطنيــة المنتفــع بعطلــة لبعــث مؤسســة إال أنّــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه‪ّ ،‬‬‫برامــج صنــف ‪ 7‬إ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة اســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى‬
‫بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪166‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫المعلومــة طبقــا لمــا تخولــه أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 13‬جانفــي ‪2021‬‬
‫كالدالء بالمعطيــات المطلوبــة‪.‬‬
‫الدالء بمالحظاتهــا بخصوصهــا إ‬ ‫قصــد إ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد امتنــاع الجهــة المدعــى عليهــا عــن الــرد علــى الدعــوى بالرغــم مــن التنبيــه عليهــا فــي‬
‫الغــرض‪.‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى الــرد المدلــى بــه مــن قبــل الوزيــرة لــدى رئيــس الحكومــة المكلفــة بالوظيفــة العموميــة والــذي‬
‫أفــادت مــن خاللــه بالخصــوص بــأن العــون محمــد بوغــاب يعتبــر غي ـرا بالنســبة للعــارض وأن مســاره المهنــي ووضعيتــه‬
‫الداريــة مــن معطياتــه الشــخصية التــي تعالجهــا اللجنــة المكلفــة بالنظــر فــي مطالــب العطــل لبعــث مؤسســة بإحالــة مــن‬ ‫إ‬
‫الدارة المكلفــة بمســاره المهنــي مضيفــة بــأن اللجنــة المعنيــة والتــي‬
‫المؤسســات المعنيــة وتبــدي فيهــا رأيــا تقنيــا تحيلــه علــى إ‬
‫تكلــف مصالــح الوظيفــة العموميــة كتابتهــا النظــر فــي الملــف بنــاء علــى التقريــر المشــار إليــه فــي المطلــب وعلــى المراســات‬
‫الالحقــة الــواردة عليهــا مضيفــة بأنــه ال يمكــن تمكيــن العــارض مــن هــذه المعطيــات بالنظــر إلــى ارتباطهــا بالمعطيــات‬
‫الشــخصية للغيــر‪.‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة الموجهــة مــن الهيئــة إلــى الوزيــرة المكلفــة لــدى رئيــس الحكومــة المكلفــة‬
‫الدالء بالوثائــق المطلوبــة للهيئــة‪.‬‬
‫بالوظيفــة العموميــة بتاريــخ ‪ 5‬مــارس ‪ 2021‬وذلــك قصــد حثهــا علــى إ‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 16‬مــارس ‪ 2021‬والــذي تمســك مــن خاللــه بالحصول‬
‫علــى الوثائــق المطلوبــة مبينــا بأنهــا ال تدخــل فــي بــاب اســتثناءات الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه بإمــكان الجهــة‬
‫الساســي المتعلــق‬ ‫المدعــى عليهــا حجــب البيانــات الشــخصية للعــارض وفــق مــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫للذاعــة التونســية علــى مطلــب كان‬‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مضيفــا بــأن طلبــه جــاء بنــاء علــى رد المديــر العــام إ‬
‫تقــدم بــه العــارض والــذي أكــد مــن خاللــه بــأن الشــركة التــي تــم بموجبهــا اســناد الســيد محمــد بوغــاب العطلــة لبعــث‬
‫مؤسســة لــم تلتــزم بالشــروط والمقاييــس التــي تــم علــى أساســها تقييــم جــدوى المشــروع مــن طــرف اللجنــة المنصــوص‬
‫المــر عــدد ‪ 1617‬لســنة ‪ 2003‬المتعلــق بضبــط إج ـراءات وصيــغ إســناد عطلــة بعــث مؤسســة‪.‬‬ ‫عليهــا صلــب أ‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيـة‪ ،‬إال ّ أن حسـن سـير القضـاء قـد يقتضي في‬
‫حيـث أنـه لئـن كانـت كل دعـوى تسـتقل مبدئيـا بذاتهـا مـن الناحيـة إ‬
‫البـت فـي دعـاوى مختلفـة صلـب نفـس القـرار إذا ما كانـت موجهة ضـد نفـس الجهـة وكان موضوعها مشـتركا‪.‬‬ ‫بعـض الحـاالت ّ‬
‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪ 2795‬و‪ 2796‬أنهــا موجهــة ضـ ّـد هيــكل واحــد ممثــا فــي رئاســة‬
‫ـت فــي موضــوع متصــل فيمــا بينهــا يتعلــق بالحصــول علــى‬‫الحكومــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪167‬‬
‫وثائــق تتعلــق بمتابعــة نشــاط عــون عمومــي ومقــدم برامــج منتفــع بعطلــة لبعــث مؤسســة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم‬
‫هاتيــن الدعوييــن إلــى بعضهمــا والبــت فيهمــا بق ـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا يتعيــن معــه‬


‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ّ ،‬‬‫حيــث ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس الحكومــة والوزيــرة لــدى رئيــس الحكومــة المكلفــة بالوظيفــة العموميــة بتمكيــن‬
‫الجـراءات التــي تــم اتخاذهــا بخصــوص المراســلة الموجهــة‬ ‫ورقيــة تتضمــن إ‬‫العــارض فــي شــخص ممثلــه القانونــي مــن نســخة ّ‬
‫للذاعــة التونســية بتاريــخ ‪ 28‬ســبتمبر ‪ 2020‬إلــى رئاســة الحكومــة والمتعلقــة بمتابعــة نشــاط‬
‫مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام إ‬
‫بالذاعــة الوطنيــة المنتفــع بعطلــة لبعــث مؤسســة وذلــك باالســتناد‬‫العــون محمــد بوغــاب منشــط ومقــدم برامــج صنــف ‪ 7‬إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫كالدالء بالوثائــق المطلوبــة بالرغــم مــن‬


‫وحيــث امتنعــت رئاســة الحكومــة عــن ابــداء ملحوظاتهــا بخصــوص الدعــوى إ‬
‫التنبيــه عليهــا فــي الغــرض‪.‬‬

‫وحيــث أفــادت الوزيــرة لــدى رئيــس الحكومــة المكلفــة بالوظيفــة العموميــة بــأن العــون محمــد بوغــاب يعتبــر غي ـرا‬
‫الداريــة مــن معطياتــه الشــخصية التــي تعالجهــا اللجنــة المكلفــة بالنظــر‬ ‫بالنســبة للعــارض وأن مســاره المهنــي ووضعيتــه إ‬
‫الدارة المكلفــة‬
‫فــي مطالــب العطــل لبعــث مؤسســة بإحالــة مــن المؤسســات المعنيــة وتبــدي فيهــا رأيــا تقنيــا تحيلــه علــى إ‬
‫بمســاره المهنــي مضيفــة بــأن اللجنــة المعنيــة والتــي تكلــف مصالــح الوظيفــة العموميــة كتابتهــا النظــر فــي الملــف بنــاء علــى‬
‫التقريــر المشــار إليــه فــي المطلــب وعلــى المراســات الالحقــة الــواردة عليهــا مضيفــة بأنــه ال يمكــن تمكيــن العــارض مــن هــذه‬
‫المعطيــات بالنظــر إلــى ارتباطهــا بالمعطيــات الشــخصية للغيــر‪.‬‬

‫وحيــث تمســك العــارض بحقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة نافيــا تعلقهــا بالمعطيــات الشــخصية للعــارض مبينــا بأنــه‬
‫بإمــكان الجهــة المدعــى عليهــا حجــب المعطيــات الشــخصية للعــارض أثنــاء تســليمها للوثائــق المطلوبــة وفقــا ألحــكام الفصــل‬
‫‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫وإجـراءات ممارســته كبيــان حــدوده وضوابطــه بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬
‫المرفــق العمومــي وضمــان حســن التصــرف فــي المــال العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت‬
‫فــي الدعــاوى المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة ويمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪168‬‬
‫المــكان لــدى الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه كمــا اقتضــى‬
‫الفصــل ‪ 39‬مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة‬
‫والضروريــة لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬

‫ـالدالء بالوثائــق‬
‫وحيــث تولــت هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة مطالبــة رئاســة الحكومــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بـ إ‬
‫موضــوع الدعــوى وذلــك حتــى يتســنى لهــا تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ للوثائــق مــن عدمــه غيــر أنــه رفــض االســتجابة لطلــب‬
‫الهيئــة‪.‬‬

‫الدالء بالوثائــق المطلوبــة ال يحــول دون ممارســة الهيئــة لصالحياتهــا‬


‫وحيــث أن امتنــاع الجهــة المدعــى عليهــا عــن إ‬
‫القضائيــة وتقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه والبــت فــي الدعــوى‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن تمكيــن العــارض مــن‬ ‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال مظروفــات الملــف ّ‬
‫أ‬
‫المعطيــات موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫المتع ّلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬بــل ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية‬
‫العالمــي‪ ،‬ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا‬ ‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي إ‬
‫القانــون‪.‬‬

‫وحيث يتجه بناء على ما سبق بيانه‪ ،‬االستجابة لطلبات العارض موضوع مطلبه في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬ضم القضية عدد ‪ 2796‬للقضية عدد ‪ 2795‬والبت فيهما بقرار واحد‪.‬‬
‫ّ‬
‫الصــل بإلـزام رئاســة الحكومــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض فــي‬‫ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الجـراءات التــي تــم اتخاذهــا بخصــوص المراســلة الموجهــة‬ ‫شــخص ممثلــه القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن إ‬
‫للذاعــة التونســية إلــى رئاســة الحكومــة بتاريــخ ‪ 28‬ســبتمبر ‪ 2020‬والمتعلقــة بمتابعــة نشــاط‬
‫مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام إ‬
‫أ‬
‫بالذاعــة الوطنيــة المنتفــع بعطلــة لبعــث مؤسســة بمقتضــى المــر‬‫العــون محمــد بوغــاب منشــط ومقــدم برامــج صنــف ‪ 7‬إ‬
‫الحكومــي عــدد ‪ 1175‬لســنة ‪ 2019‬المــؤرخ فــي ‪ 23‬ديســمبر ‪.2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪169‬‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 27‬أكتوبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان ورفيــق‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪170‬‬
‫القرار عدد ‪ 3973‬بتاريخ ‪ 25‬نوفمبر ‪2021‬‬

‫الشركة الصناعية والمعدنية بالجنوب في شخص ممثلها القانوني ‪/‬‬


‫البنك الوطني الفالحي في شخص ممثله القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شفافية االنتدابات بالوظيفة العمومية‪ ،‬تكافؤ الفرص‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن تمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬
‫أ‬
‫مــن الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪24‬‬‫بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك‬ ‫مــن القانــون أ‬
‫ـإن تمكينهــا منهــا إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية‬
‫فـ ّ‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام المصرفــي العمومــي‪ ،‬ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 9‬أوت ‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى المديــر الجهــوي للبنــك الوطنــي‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3973‬والمتضمنــة أنهــا ّ‬
‫الفالحــي بصفاقــس وذلــك قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التــي تخــص الشــركة والتــي توصــل بهــا الفــرع‬
‫الجهــوي للبنــك الوطنــي الفالحــي بســاقية الدايــر مــن قبــل «مجمــع دوالنــو» الشــركة البلجيكيــة‪ ،‬غيــر أنــه لــم تقــع االســتجابة‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعطيــات االحصائية‬ ‫لمطلبهــا‪ ،‬المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بدعـــوى الحــال طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 6‬ســبتمبر ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫بــأن «مجمــع دونالــو» الشــركة البلجيكيــة أرســل بتاريــخ ‪ 10‬أكتوبــر ‪ 2013‬وثائــق توريــد معــدات باســم الشــركة الصناعيــة‬
‫والمعدنيــة بالجنــوب عــن طريــق ‪ CBC Banque‬إلــى الفــرع الجهــوي للبنــك الوطنــي الفالحــي بســاقية الدايربالررغــم مــن أن‬
‫الع ـراف والممارســات الموحــدة فــي‬ ‫الشــركة المذكــورة ليســت حريفــة بالبنــك الوطنــي الفالحــي مضيفــة بأنــه عمــا بقواعــد أ‬
‫مــادة االعتمــادات المســتندية قامــت مصالــح البنــك الوطنــي الفالحــي بمراســلة البنــك المرســل ‪ CBC Banque‬مــن أجــل إتمــام‬
‫عمليــة إرجــاع وثائــق التوريــد غيــر أن البنــك المذكــور لــم يحــرك ســاكنا وهــو مــا دفــع بمصالــح البنــك الوطنــي الفالحــي إلــى‬
‫القيــام بإرجــاع وثائــق التوريــد إلــى البنــك المذكــور‪ .‬مدليــا بنســخة مــن المراســات الموجهــة فــي الغــرض‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪171‬‬
‫ال ّطــاع علــى المراســلة الموجهــة مــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 30‬ســبتمبر‬ ‫وبعــد إ‬
‫الدالء بنســخة مــن الوثائــق موضــوع الدعــوى للهيئــة‪.‬‬‫‪ 2021‬والتــي تدعوهــا مــن خاللهــا إلــى إ‬

‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 7‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمــن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر إ‬
‫الضافــي المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫للوثائــق المذكــورة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على مطلب التسريع في ّ‬


‫بت القضية الوارد بتاريخ ‪ 9‬نوفمبر ‪.2021‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام المديــرة العامــة للوكالــة التونســية للتصــرف فــي النفايــات بتمكيــن العارضــة فــي‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي مــن الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التــي تخــص الشــركة والتــي توصــل بهــا الفــرع‬
‫الجهــوي للبنــك الوطنــي الفالحــي بســاقية الدايــر مــن قبــل «مجمــع دوالنــو» الشــركة البلجيكيــة وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بــأن «مجمــع دونالــو» الشــركة البلجيكيــة أرســل بتاريــخ‬ ‫وحيــث جوابــا علــى الدعــوى‪ ،‬أفــادت الجهــة ّ‬
‫‪ 10‬أكتوبــر ‪ 2013‬وثائــق توريــد معــدات باســم الشــركة الصناعيــة والمعدنيــة بالجنــوب عــن طريــق ‪ CBC Banque‬إلــى الفــرع‬
‫الجهــوي للبنــك الوطنــي الفالحــي بســاقية الدايــر بالرغــم مــن أن الشــركة المذكــورة ليســت حريفــة بالبنــك الوطنــي الفالحــي‬
‫العـراف والممارســات الموحــدة فــي مــادة االعتمــادات المســتندية قامــت مصالــح البنــك الوطنــي‬ ‫مضيفــة بأنــه عمــا بقواعــد أ‬
‫الفالحــي بمراســلة البنــك المرســل ‪ CBC Banque‬مــن أجــل إتمــام عمليــة إرجــاع وثائــق التوريــد غيــر أن البنــك المذكــور لــم‬
‫يحــرك ســاكنا وهــو مــا دفــع بمصالــح البنــك الوطنــي الفالحــي إلــى القيــام بإرجــاع وثائــق التوريــد إلــى البنــك المذكــور‪ .‬مدليــة‬
‫بنســخة مــن المراســات الموجهــة فــي الغــرض‪.‬‬

‫المدعى عليها ضمنته نسخة من الوثائق المطلوبة‪.‬‬


‫وحيث توصلت الهيئة بتقرير إضافي من قبل الجهة ّ‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪172‬‬
‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي طبقــا لمــا اقتضتــه‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عـ ّـدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرافــق العامــة‬
‫ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون وضمــان حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن تمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن الوثائــق‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬
‫أ‬
‫موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬‫ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫ـإن تمكينهــا منهــا إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة‬
‫بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام المصرفــي العمومــي‪ ،‬ويدعــم الثقــة فــي‬
‫الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫وحيث يتجه بناء على ما سبق بيانه‪ ،‬االستجابة لطلبات العارضة وتمكينها من الوثائق المطلوبة من قبله‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام البنــك الوطنــي الفالحــي فــي شــخص ممثلــه القانونــي بتســليم العارضة‬ ‫ّ‬
‫فــي شــخص ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة مــن جملــة الوثائــق التــي تخــص الشــركة الصناعيــة والمعدنيــة بالجنــوب والمتعلقة‬
‫بتوريــد معــدات باســمها والتــي توصــل بهــا الفــرع الجهــوي للبنــك الوطنــي الفالحــي بســاقية الدايــر بصفاقــس بتاريــخ ‪10‬‬
‫أكتوبــر ‪ 2013‬مــن طــرف «مجمــع دوالنــو» الشــركة البلجيكيــة ‪.Groupe Delaunoit SA‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 25‬نوفمبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورفيــق بــن عبــد‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى ّ‬
‫اللــه وخالــد الســامي وهاجــر الطرابلســي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪173‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:2‬‬
‫ينطبق هذا القانون على الهياكل التالية‪:‬‬
‫ •رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬
‫ •رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬
‫ •مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬
‫ •الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫ •البنك المركزي‪،‬‬
‫ •المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬
‫ •الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬
‫ •الجماعات المحلية‪،‬‬
‫ •الهيئــات القضائيــة‪ ،‬المجلــس أ‬
‫العلــى للقضــاء‪ ،‬المحكمــة الدســتورية‪،‬‬
‫محكمــة المحاســبات‪،‬‬
‫ •الهيئات الدستورية‪،‬‬
‫ •الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬
‫ •الهيئات التعديلية‪،‬‬
‫ •أشخاص القانون الخاص التي تس ّير مرفقا عاما‪،‬‬
‫ •المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪174‬‬
‫القرار عدد ‪ 1747‬بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪2021‬‬

‫س‪.‬ب‪.‬ر ‪ /‬البنك التونسي السعودي في شخص ممثله القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •بنوك‪ ،‬مساهمة عمومية في رأس المال‪ ،‬تمويل عمومي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن رأس مــال البنــك التونســي الســعودي يتكــون مــن‬
‫مســاهمات عموميــة ومســاهمة دولــة المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وتتــوزع المســاهمات العموميــة‬
‫كالتــي‪ :‬تســاهم الدولــة التونســية بنســبة ‪ 49.2499‬بالمئــة‪ ،‬يســاهم صنــدوق التقاعــد والحيطــة‬ ‫آ‬
‫االجتماعيــة بنســبة ‪ 0.375‬بالمائــة‪ ،‬يســاهم الديــوان الوطنــي للســياحة التونســية بنســبة ‪ 0.125‬بالمائــة‪،‬‬
‫للنشــطة الجويــة البتروليــة بنســبة ‪ 0.125‬بالمائــة‪ ،‬تســاهم تونــس الجويــة‬ ‫تســاهم الشــركة التونســية أ‬
‫بنســبة ‪ 0.125‬بالمائــة وأخيــرا تســاهم الخزينــة العامــة للدولــة التونســية بنســبة ‪ 0.0001‬بالمائــة‪،‬‬
‫وبذلــك يكــون مجمــوع المســاهمات العموميــة فــي رأس مــال البنــك بنســبة ‪ 50‬بالمائــة وهــو مــا يجعــل‬
‫منــه منشــأة عموميــة عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون المتعلــق بالمســاهمات والمنشــآت العموميــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي‬ ‫المشــار إليــه أعــاه ويكــون بالتالــي خاضعــا ألحــكام القانــون أ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 13‬جانفــي‪2020‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الســيد المديــر العــام للبنــك التونســي‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1747‬‬
‫الســعودي قصــد الحصــول علــى نســخة إلكترونيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–إعالم بالعقلة التحفظية أو التوقيفية الصادرة ضد شركة سباق الخيل‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –جــداول التحويــات البنكيــة التــي تمــت مــن وإلــى الحســاب الجــاري لشــركة ســباق الخيــل لســنتي ‪ 2018‬و‪ ،2019‬إال أن‬
‫مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إلـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬ ‫الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وبعــد ال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 07‬فيفــري ‪ 2020‬والمتضمــن أ‬
‫بالســاس‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫أن الوثائــق المطلوبــة تتضمــن معطيــات بنكيــة ســرية خاصــة بشــركة ســباق الخيــل‪ ،‬مضيفــا أن قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫ال ينطبــق علــى البنــك التونســي الســعودي باعتبــار أنــه ال يصنــف ضمــن المؤسســات والمنشــآت العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪175‬‬
‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد ال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫حيث قدمت الدعوى في آجالها القانونية وممن لها الصفة ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إل ـزام البنــك التونســي الســعودي بتمكيــن العــارض مــن نســخة إلكترونيــة مــن الوثائــق‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫التاليــة‪:‬‬

‫–إعالم بالعقلة التحفظية أو التوقيفية الصادرة ضد شركة سباق الخيل‪،‬‬ ‫ ‬


‫ –جــداول التحويــات البنكيــة التــي تمــت مــن وإلــى الحســاب الجــاري لشــركة ســباق الخيــل لســنتي ‪ 2018‬و‪ ،2019‬اســتنادا‬
‫إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫ّ‬
‫‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الســتجابة لطلبــات العــارض‬‫الدعــوى‪ ،‬أنّــه ال يمكــن إ‬


‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد علــى ّ‬
‫وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫أن قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة ال ينطبــق علــى البنــك التونســي الســعودي بالنظــر‬
‫لتعلقهــا بمعطيــات بنكيــة سـ ّـرية‪ ،‬مضيفــة ّ‬
‫إلــى أنــه ال يصنــف ضمــن المؤسســات والمنشــآت العموميــة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫وحيــث حـ ّـدد الفصــل الثانــي مــن القانــون المذكــور أعــاه بصفــة حصريــة الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحكامــه بــأن‬
‫ـص صراحــة علــى مــا يلــي‪« :‬ينطبــق هــذا القانــون علــى الهيــاكل التاليــة‪:‬‬
‫نـ ّ‬
‫–رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–البنك المركزي‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪176‬‬
‫–المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات القضائية‪ ،‬المجلس أ‬
‫العلى للقضاء‪ ،‬المحكمة لدستورية‪ ،‬محكمة المحاسبات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات الدستورية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات التعديلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪».‬‬ ‫ ‬
‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون عــدد ‪ 9‬لســنة ‪ 1989‬المــؤرخ فــي غــرة فيفــري ‪ 1989‬والمتعلــق بالمســاهمات‬
‫والمنشــآت والمؤسســات العموميــة أنــه‪« :‬تعتبــر منشــآت عموميــة‪:‬‬

‫–الشـركات التــي تملــك الدولــة أو الجماعــات العموميــة المحليــة أو المؤسســات العموميــة أو الشـركات التــي تمتلــك الدولــة‬ ‫ ‬
‫رأس مالهــا كليــا أكثــر مــن ‪ % 50‬مــن رأس مالهــا كل بمفــرده أو باالشــتراك»‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن رأس مــال البنــك التونســي الســعودي يتكــون مــن مســاهمات‬
‫كالتــي‪ :‬تســاهم الدولــة التونســية‬‫عموميــة ومســاهمة دولــة المملكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬وتتــوزع المســاهمات العموميــة آ‬
‫بنســبة ‪ 49.2499‬بالمئــة‪ ،‬يســاهم صنــدوق التقاعــد والحيطــة االجتماعيــة بنســبة ‪ 0.375‬بالمائــة‪ ،‬يســاهم الديــوان الوطنــي‬
‫للنشــطة الجويــة البتروليــة بنســبة ‪ 0.125‬بالمائــة‪،‬‬ ‫للســياحة التونســية بنســبة ‪ 0.125‬بالمائــة‪ ،‬تســاهم الشــركة التونســية أ‬
‫تســاهم تونــس الجويــة بنســبة ‪ 0.125‬بالمائــة وأخي ـرا تســاهم الخزينــة العامــة للدولــة التونســية بنســبة ‪ 0.0001‬بالمائــة‪،‬‬
‫وبذلــك يكــون مجمــوع المســاهمات العموميــة فــي رأس مــال البنــك بنســبة ‪ 50‬بالمائــة وهــو مــا يجعــل منــه منشــأة عموميــة‬
‫عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون المتعلــق بالمســاهمات والمنشــآت العموميــة المشــار إليــه أعــاه ويكــون بالتالــي خاضعــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫ألحــكام القانــون أ‬

‫المؤرخ فــي ‪ 24‬مارس‬ ‫أ‬


‫وحيــث مــن جهــة أخــرى اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ّ 2016‬‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال‬
‫إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق‬
‫الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل‬
‫طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ ،2016‬أنّــه «إذا‬ ‫وحيــث اقتضــى كذلــك الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ‬
‫إليهــا إال ّ بعــد حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪177‬‬
‫وحيــث أن حصــول العــارض علــى نســخة إلكترونيــة مــن إعــام بالعقلــة التحفظيــة أو التوقيفيــة الصــادرة ضــد شــركة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬إضافــة إلــى أن المعطيــات‬ ‫ســباق الخيــل‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫المضمنــة بالوثيقــة المطلوبــة ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬كمــا أنــه طالمــا أنّــه مــن الممكــن‬
‫حجــب المعطيــات الشــخصية وفقــا ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه دون المســاس ببقيــة المعلومــات‪،‬‬
‫فــإن ذلــك يجعــل مــن النفــاذ إليهــا أمـرا متاحــا طبــق مــا يقتضيــه صراحــة القانــون‪.‬‬

‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فــإن تمكيــن العــارض مــن الوثيقــة المطلوبــة يســاهم بصفــة مباشــرة وصريحــة فــي تحقيــق‬
‫أهــداف القانــون المتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المنشــآت العموميــة ويدعــم‬
‫مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫وحيــث مــن جهــة أخــرى تبيــن للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن جــداول التحويــات البنكيــة التــي ّتمــت مــن‬
‫وإلــى الحســاب الجــاري لشــركة ســباق الخيــل لســنتي ‪ 2018‬و‪ 2019‬تتعلــق بمعطيــات بنكيــة ســرية‪.‬‬

‫أن الضــرر المترتــب عــن الكشــف عــن المعلومــات المطلوبــة بمــا ينطــوي عليــه مــن مســاس بالمعطيــات‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الشــخصية والتجاريــة للشــركة المعنيــة وعمالئهــا يعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة ضــررا جســيما مقارنــة بالمصلحــة العامــة التــي يمكــن‬
‫أن تترتــب عــن تقديــم المعلومــة المطلوبــة والمتم ّثلــة فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬
‫المنشــآت العموميــة عامــة وفــي المرفــق البنكــي علــى وجــه الخصــوص‪ ،‬فإنــه يكــون مــن المتجــه والحالــة مــا ذكــر رفــض طلــب‬
‫العــارض فــي هــذا الجانــب مــن القضيــة‪.‬‬

‫الســتجابة لطلــب العــارض فيمــا يتعلــق بالحصــول علــى إعــام‬


‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا تقــدم بيانــه‪ ،‬إ‬
‫المضمنة بــه والتصريح‬
‫ّ‬ ‫بالعقلــة التحفظيــة أو التوقيفيــة الصــادرة ضــد شــركة ســباق الخيــل مــع حجــب المعطيــات الشــخصية‬
‫بالرفــض أصــا فيمــا زاد عــن ذلــك مــن طلبــات‪.‬‬

‫ولهــذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام المديــر العــام للبنــك التونســي الســعودي بتمكيــن العــارض مــن نســخة‬ ‫ّ‬
‫إلكترونيــة مــن إعــام بالعقلــة التحفظيــة أو التوقيفيــة الصــادرة ضــد شــركة ســباق الخيــل بتونــس مــع حجــب المعطيــات‬
‫الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬
‫الشــخصية المضمنــة بــه ورفــض ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 17‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ومنــى الدهــان وخالــد‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪178‬‬
‫القرار عدد ‪ 2007‬بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪2021‬‬

‫ج‪.‬ح ‪ /‬جمعية «كالم» في شخص ممثلها القانوني ورئاسة الحكومة‬


‫الول لمحكمة المحاسبات‬ ‫في شخص ممثلها القانوني والرئيس أ‬

‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • جمعية خاصة‪ ،‬منح مالية‪ ،‬تمويل عمومي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى عليهــا لــم تتحصــل علــى‬


‫أن الجمعيــة ّ‬
‫وحيــث يتب ّيــن بالرجــوع إلــى مراســلة رئاســة الحكومــة ّ‬
‫تمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام المرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬ســبتمبر ‪2011‬‬
‫المتعلــق بتنظيــم الجمعيــات‪.‬‬

‫للح ـزاب السياســية والجمعيــات والهيئــات المســتقلة بمحكمــة‬ ‫وحيــث أ ّكــدت رئيســة الدائــرة االبتدائيــة أ‬
‫المحاســبات ضمــن تقريرهــا عــدم توصــل المحكمــة بتقريــر محاســبي مــن الجمعيــة المدعــى عليهــا‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا تتمتــع بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام‬


‫أن الجمعيــة ّ‬ ‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت للهيئــة‪ّ ،‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون والحالــة تلــك خارجــة عــن مجــال انطبــاق هــذا القانــون‪ ،‬أ‬
‫المــر‬
‫الــذي يتعيــن معــه رفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 4‬حــوان ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقــدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس جمعيــة «كالم‬ ‫منوبــه ّ‬ ‫بــأن ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2007‬والتــي تفيــد ّ‬
‫أ‬
‫«قصــد الحصــول علــى معلومــات بخصــوص مصــادر تمويــل الجمعيــة إال أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعلومــات المذكــورة‬ ‫أ‬
‫ألقانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي‬ ‫أ‬
‫تخولــه أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طب ًقــا لمــا ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد ادخــال ّكل مــن رئاســة الحكومــة ودائــرة المحاســبات فــي القضيــة الماثلــة قصــد مطالبتهمــا‬
‫المدعــى عليهــا بتمويــات عموميــة‪.‬‬
‫ـالدالء بتوضيحــات حــول مــدى انتفــاع الجمعيــة ّ‬ ‫بـ إ‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر الصــادر عــن رئاســة الحكومــة بتاريــخ ‪ 2‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص أنّــه بالتثبــت‬
‫تبيــن ّ‬
‫أن الجمعيــة المعنيــة لــم توافــي مصالــح رئاســة الحكومــة بمــا يفيــد تمتعهــا بتمويــل عمومــي‪.‬‬ ‫فــي الموضــوع ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪179‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيســة الدائــرة االبتدائيــة أ‬
‫للحـزاب السياســية والجمعيــات والهيئــات‬
‫أن محكمــة المحاســبات لــم تتلـ ّـق أي‬
‫تضمــن بالخصــوص ّ‬ ‫المســتقلة بمحكمــة المحاســبات بتاريــخ ‪ 16‬فيفــري ‪ 2021‬والــذي ّ‬
‫تقريــر محاســبي مــن الجمعيــة المدعــى عليهــا‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام جمعيــة «كالم» فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض مــن معلومــات حــول‬ ‫حيـ ُ‬
‫مصــادر تمويلهــا‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫أن الدولة تضمن الحق في إ‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بال ّتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث حــدد الفصــل الثانــي مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـص صراحــة علــى أنّــه «ينطبــق هــذا‬ ‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بصفــة حصريــة الهيــاكل العموميــة الخاضعــة لحكامــه‪ ،‬بــأن نـ ّ‬
‫القانــون علــى الهيــاكل التاليــة‪:‬‬
‫–رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–البنك المركزي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪180‬‬
‫–الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات القضائية‪ ،‬المجلس أ‬
‫العلى للقضاء‪ ،‬المحكمة الدستورية‪ ،‬محكمة المحاسبات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات الدستورية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات التعديلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪».‬‬ ‫ ‬
‫أن الجمعيــات تعتبــر مــن الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى‬
‫يتبيــن بق ـراءة أحــكام هــذا الفصــل ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫المعلومــة إذا ثبــت انتفاعهــا بتمويــل عمومــي‪.‬‬

‫الدعــوى‪ ،‬مراســلة ّكل مــن رئاســة الحكومــة ودائــرة المحاســبات وذلــك‬


‫وحيــث تو ّلــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمويــل عمومــي‪.‬‬
‫قصــد التحقــق مــن مــدى انتفــاع الجمعيــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا لــم تتحصــل علــى تمويــل عمومــي‬
‫أن الجمعيــة ّ‬
‫يتبيــن بالرجــوع إلــى مراســلة رئاســة الحكومــة ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫علــى معنــى أحــكام المرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬ســبتمبر ‪ 2011‬المتعلــق بتنظيــم الجمعيــات‪.‬‬
‫وحيــث أ ّكــدت رئيســة الدائــرة االبتدائيــة أ‬
‫للح ـزاب السياســية والجمعيــات والهيئــات المســتقلة بمحكمــة المحاســبات‬
‫ضمــن تقريرهــا عــدم توصــل المحكمــة بتقريــر محاســبي مــن الجمعيــة المدعــى عليهــا‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا تتمتــع بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪2‬‬ ‫أن الجمعيــة ّ‬ ‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت للهيئــة‪ّ ،‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنّهــا‬ ‫مــن القانــون أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه رفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬‫تكــون والحالــة تلــك خارجــة عــن مجــال انطبــاق هــذا القانــون‪ ،‬أ‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 4‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫العبيــدي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪181‬‬
‫القرار عدد ‪ 2076‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪2021‬‬

‫ص‪.‬ب ‪ /‬الجمعية التونسية للمراقبين العموميين في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • جمعية مهنية‪ ،‬تمويل عمومي‪ ،‬عقود إ‬


‫العداد لحياة مهنية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن الجمعيــة التونســية للمراقبيــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬ ‫العمومييــن تمتــع بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنــه تكــون والحالــة‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه رفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬ ‫تلــك خارجــة عــن مجــال انطبــاق هــذا القانــون‪ ،‬أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 30‬جــوان ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2076‬والتــي تفيــد بأنــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس الجمعيــة التونســية للمراقبيــن‬
‫العمومييــن بتاريــخ ‪ 3‬جــوان ‪ 2020‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن نتائــج الدعــوة للترشــح للقيــام بدراســة حــول‬
‫«الرقابــة المواطنيــة علــى البرامــج العموميــة» والتــي قامــت بإصدارهــا الجمعيــة المذكــورة فــي بدايــة شــهر نوفمبــر ‪ ،2019‬غيــر‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة وذلــك قصــد‬ ‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬ ‫أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه بالرغــم مــن مــرور أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫الحصــول علــى الوثيقــة المطلوبــة باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بأحــكام القانــون الساســي‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 22‬جويليــة ‪ 2020‬والــذي دفعــت‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫مــن خاللــه بالخصــوص بأحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مؤكــدة عــدم‬
‫الساســي المذكــور باعتبارهــا لــم تتحصــل علــى أي تمويــل عمومــي لنجــاز المشــاريع أو أ‬
‫النشــطة‬ ‫خضوعهــا ألحــكام القانــون أ‬
‫إ‬
‫التــي قامــت بهــا وذلــك منــذ إحداثهــا ســنة ‪ 2011‬مضيفــة بأنهــا تعتمــد فــي تســيير شــؤونها قواعــد حســن التصــرف وهــي‬
‫ملتزمــة بمبــدأ الشــفافية إزاء أعضائهــا والغيــر‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى تقريــر العــارض الــوارد فــي ‪ 12‬أوت ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص أن الجمعيــة تقــوم بتشــغيل‬
‫ممــا يعـ ّـد‬
‫العــداد للحيــاة المهنيــة ّ‬
‫عونيــن بمقرهــا االجتماعــي ويبــدو أن ذلــك التشــغيل يتـ ّـم مــن خــال انتفاعهــا بآليــات عقــود إ‬
‫تقدمــه الدولــة لمســاعدة الجمعيــة المذكــورة علــى القيــام بنشــاطها‪.‬‬ ‫تمويــل عمومــي ّ‬
‫المدعــى عليهــا المدلــى بــه بتاريــخ ‪ 8‬ســبتمبر ‪ 2020‬والــذي أفــادت مــن خاللــه بــأن‬
‫وبعــد االطــاع علــى ر ّد الجهــة ّ‬
‫الدارييــن الذيــن يشــتغلون بالجمعيــة وعددهــم ‪ 3‬أعــوان إضافــة إلــى متربــص فــي إطــار برمجــة الزمالــة ‪ LAZORD‬ال‬ ‫أ‬
‫العــوان إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪182‬‬
‫العــداد للحيــاة المهنيــة إضافــة إلــى كونهــم منخرطيــن فــي منظومــة الضمــان االجتماعــي‪ .‬كمــا أرفقــت‬
‫يتمتعــون بآليــة عقــود إ‬
‫تقريرهــا بمــا يفيــد ذلــك‪.‬‬
‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫الصل‪:‬‬ ‫من جهة أ‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام الجمعيــة التونســية للمراقبيــن العمومييــن فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتســليم‬ ‫حيـ ُ‬
‫العــارض نســخة ورقيــة مــن نتائــج الدعــوة للترشــح للقيــام بدراســة حــول «الرقابــة المواطنيــة علــى البرامــج العموميــة» والتــي‬
‫قامــت بإصدارهــا الجمعيــة المذكــورة فــي بدايــة شــهر نوفمبــر ‪2019‬اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بــأن الجمعيــة التونســية للمراقبيــن العمومييــن ال تدخــل تحــت طائلــة الهيــاكل‬‫وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫مبينــا بأنهــا لــم تتحصــل علــى أي تمويــل‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫النشــطة التــي قامــت بهــا وذلــك منــذ إحداثهــا ســنة ‪ 2011‬مضيفــة بأنهــا تعتمــد فــي تســيير‬ ‫عمومــي لنجــاز المشــاريع أو أ‬
‫إ‬
‫شــؤونها قواعــد حســن التصــرف وهــي ملتزمــة بمبــدأ الشــفافية إزاء أعضائهــا والغيــر‪.‬‬
‫تمســك العــارض بحصولــه علــى الوثيقــة المطلوبــة معتبـرا أن الجمعيــة تقوم بتشــغيل عونيــن بمقرهــا االجتماعي‬ ‫وحيــث ّ‬
‫تقدمــه الدولــة لمســاعدة‬
‫ممــا يعـ ّـد تمويــل عمومــي ّ‬ ‫العــداد للحيــاة المهنيــة ّ‬
‫ويتـ ّـم ذلــك مــن خــال انتفاعهــا بآليــات عقــود إ‬
‫الجمعيــة المذكــورة علــى القيــام بنشــاطها‪.‬‬
‫الدارييــن الذيــن يشــتغلون بالجمعيــة وعددهــم‬ ‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بــأن العــوان إ‬
‫وحيــث جوابــا علــى ذلــك‪ ،‬أفــادت الجهــة ّ‬
‫العــداد للحيــاة المهنيــة إضافــة‬
‫‪ 3‬أعــوان إضافــة إلــى متربــص فــي إطــار برمجــة الزمالــة ‪ LAZORD‬ال يتمتعــون بآليــة عقــود إ‬
‫إلــى كونهــم منخرطيــن فــي منظومــة الضمــان االجتماعــي‪ .‬كمــا أرفقــت تقريرهــا بمــا يفيــد ذلــك‪.‬‬
‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في إ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫وإج ـراءات ممارســته كبيــان مجــال تطبيقــه بموجــب القانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث حــدد الفصــل الثانــي مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـص صرحــة علــى مــا يلــي‪« :‬ينطبــق هــذا القانــون‬ ‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة الهيــاكل العموميــة الخاضعــة لحكامــه‪ ،‬بــأن نـ ّ‬
‫علــى الهيــاكل التاليــة‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪183‬‬
‫–رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–البنك المركزي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات القضائية‪ ،‬المجلس أ‬
‫العلى للقضاء‪ ،‬المحكمة لدستورية‪ ،‬محكمة المحاسبات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات الدستورية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات التعديلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪».‬‬ ‫ ‬
‫وحيــث يتبيــن بق ـراءة أحــكام هــذا الفصــل‪ ،‬أن الجمعيــات غيــر مشــمولة بقائمــة الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام قانــون‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّإل إذا ثبــت انتفاعهــا بتمويــل عمومــي‪.‬‬
‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن الجمعيــة التونســية للمراقبيــن العمومييــن تمتــع‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنــه تكــون والحالــة تلــك خارجــة عــن مجــال انطبــاق هــذا القانــون‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬
‫يتعيــن معــه رفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬
‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 7‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويّــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الخماســي وهاجــر الطرابلســي وخالــد السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪184‬‬
‫القرار عدد ‪ 2203‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫س‪.‬ب‪ /‬مصحة المنار في شخص ممثلها القانوني ووزير الشؤون االجتماعية‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • مصحات خاصة‪ ،‬أشخاص قانون خاص‪ ،‬تسيير مرفق عام‪ ،‬شركات تجارية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن المصحــات الخاصــة تُعتبــر مــن الهيــاكل التــي تُســاهم فــي تســيير المرفــق العــام‬
‫ـث ال جــدال فــي ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫نصــت عليــه صراحــة أحــكام القانــون عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 1991‬المــؤرخ فــي ‪ 29‬جويليــة‬ ‫للصحــة طب ًقــا لمــا ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ 1991‬والمتعلــق بالتنظيــم الصحــي‪ ،‬المــر الــذي يجع ُلهــا بالتالــي خاضعــة لحــكام القانــون الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة عمــا‬
‫بأحــكام المطّــة ‪ 13‬مــن الفصــل ‪ 2‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 11‬أوت ‪2020‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2203‬والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مصحــة المنــار قصــد الحصــول علــى‬
‫الطفــال المولوديــن خــارج إطــار الــزواج مــن تاريــخ إحــداث قســم الــوالدات الــى غايــة تقديــم مطلــب النفــاذ‪ ،‬إال‬ ‫إحصائيــات أ‬
‫المدعــى‬ ‫أ‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الممثــل القانونــي لمصحــة المنــار بتاريــخ ‪ 20‬أكتوبــر ‪ 2020‬والمتضمــن‬
‫أن إعــام ضابــط الحالــة المدنيــة‬ ‫أن المصحــات والمستشــفيات غيــر ملزمــة بمتابعــة هــذه الوضعيــات ضــرورة ّ‬ ‫بالخصــوص ّ‬
‫أن طلــب العــارض يتعــارض مــع أحــكام‬ ‫يتــم إعالمــه مــن طــرف والــدي المولــود الجديــد أو أحــد أف ـراد عائلتــه‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫أ‬
‫أن المصحــة شــركة خفيــة االســم ال تنضــوي تحــت أحــكام القانــون الساســي‬ ‫الفصــل ‪ 254‬مــن المجلــة الجزائيــة‪ ،‬كمــا أفــاد ّ‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬كمــا تـ ّـم إعــام طالــب النفــاذ بتعــذّ ر االســتجابة لطلبــه‬
‫الس ـرار اؤتمنــوا عليهــا بموجــب وظيفتهــم‪.‬‬ ‫باعتبــار أن تلــك أ‬
‫ّ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 27‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص تمســكه‬
‫بالحصــول علــى االحصائيــات المطلوبة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪185‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزارة الشــؤون االجتماعيــة بتاريــخ ‪ 08‬فيفــري ‪ 2020‬المتضمــن‬
‫أن العــارض تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ فــي الغــرض بتاريــخ ‪ 4‬نوفمبــر ‪ 2020‬وقــد تمــت االســتجابة لمطلبــه حســب مــا‬
‫بالخصــوص ّ‬
‫توفــر لديهــا مــن إحصائيــات‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد إستيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق ّ‬
‫بالحــق فــي ال ّنفــاذ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما ي ّتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫وممن له الصفة ّ‬
‫قدمت الدعوى في آجالها القانونية ّ‬
‫حيث ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى الراهنــة إلــى إلـزام مصحــة المنــار فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض مــن إحصائيات‬
‫الطفــال المولوديــن خــارج إطــار الــزواج منــذ تاريــخ إحــداث قســم الــوالدات إلــى تاريــخ تقديــم مطلــب النفــاذ‪ ،‬باالســتناد‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن المصحــات والمستشــفيات غيــر ملزمــة بمتابعــة‬ ‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا عــن الدعــوى ّ‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫أن إعــام ضابــط الحالــة المدنيــة يتــم إعالمــه مــن طــرف والــدي المولــود الجديــد أو أحــد أف ـراد‬ ‫هــذه الوضعيــات ضــرورة ّ‬
‫أن المصحــة شــركة‬ ‫أن طلــب العــارض يتعــارض مــع أحــكام الفصــل ‪ 254‬مــن المجلــة الجزائيــة‪ ،‬كمــا أفــاد ّ‬ ‫عائلتــه‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬ ‫خفيــة االســم ال تنضــوي تحــت أحــكام القانــون أ‬
‫السـرار أؤتمنــوا عليهــا بموجــب وظيفتهــم‪.‬‬ ‫كمــا تــم إعــام طالــب النفــاذ بتعــذّ ر االســتجابة لطلبــه باعتبــار أن تلــك أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيث تمسك العارض بالحصول على االحصائيات المطلوبة‪.‬‬

‫أن العــارض تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ فــي الغــرض بتاريــخ‬


‫وحيــث أفــادت وزارة الشــؤون االجتماعيــة بتاريــخ ‪ 10‬فيفــري ‪ّ 2020‬‬
‫‪ 4‬نوفمبــر ‪ 2020‬وقــد تمــت االســتجابة لمطلبــه حســب مــا توفــر لديهــا مــن إحصائيــات‪.‬‬

‫الحصائية المطلوبة رغم تذكيرها بذلك بتاريخ ‪ 24‬ماي ‪.2021‬‬


‫المدعى عليها بالمعطيات إ‬
‫وحيث لم تدل الجهة ّ‬
‫أن المصحــات الخاصــة تُعتبــر مــن الهيــاكل التــي تُســاهم فــي تســيير المرفــق العــام للصحــة‬ ‫ـث ال جــدال فــي ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫نصــت عليــه صراحــة أحــكام القانــون عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 1991‬المــؤرخ فــي ‪ 29‬جويليــة ‪ 1991‬والمتعلــق بالتنظيــم‬ ‫طب ًقــا لمــا ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المــر الــذي يجع ُلهــا بالتالــي خاضعــة لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫الصحــي‪ ،‬أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة عمــا بأحــكام الم ّطــة ‪ 13‬مــن الفصــل ‪ 2‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪186‬‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارستـــه‬ ‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يُعــ ّـد ح ًّقــا أساسيـــا لـ ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى المعطيــات المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك المعطيــات وفــي مــدى شــمول المعطيــات‬
‫المضمنــة بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬

‫الحصائيــة المطلوبــة للعــارض حســب تقديــر الهيئــة ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى‬ ‫أن إتاحــة المعطيــات إ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة الم ّتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫حــاالت االســتثناء أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫تتضمــن‬
‫الســتجابة إلــى طلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة مــن وثيقــة ّ‬ ‫وحيــث ي ّتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه إ‬
‫الدعــوى‪.‬‬
‫الحصائيــة المطلوبــة مــع التنصيــص علــى إخــراج الهيئــة العامــة للنهــوض االجتماعــي مــن نطــاق ّ‬ ‫المعطيــات إ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة ال ّنفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام مصحــة المنــار فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتســليم العــارض نســخة‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن إحصائيــات الطفــال المولوديــن خــارج إطــار الــزواج مــن تاريــخ إحــداث قســم الــوالدات بالمصحــة‬
‫إلــى تاريــخ تقديــم مطلــب النفــاذ وإخـراج الهيئــة العامــة للنهــوض االجتماعــي مــن نطــاق التداعــي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 1‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى الدهــان‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 2204‬بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪ 2021‬وعدد ‪ 2205‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪ 2021‬وعدد ‪ 2206‬بتاريخ ‪ 28‬جانفي ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪187‬‬
‫القرار عدد ‪ 2418‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫ي‪.‬ح ‪ /‬جمعية النادي الرياضي الصفاقسي في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • جمعية رياضية‪ ،‬تمويل عمومي‪.،‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســي عــدد ‪ 11‬لســنة ‪ 1995‬المــؤرخ فــي ‪ 6‬فيفــري ‪1995‬‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫والمتعلــق بالهيــاكل الرياضيــة أن تمــول الجمعيــة أساســا مــن مداخيلهــا الذاتيــة المتأتيــة مــن نشــاطاتها‬
‫المرتبطــة بصفــة مباشــرة أو غيــر مباشــرة بموضوعهــا ومــن مســاهمات الدولــة والجماعــات المحليــة‬
‫والمؤسســات العموميــة أو المؤسســات الخاصــة ومــن االستشــهار ومــن الهبــات ومــن مســاهمات أعضائها‬
‫واشــتراكاتهم‪.‬‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مراســلة كل مــن وزارة شــؤون الشــباب والرياضــة‬
‫ـالدالء بتوضيحــات حــول مــدى انتفــاع‬
‫والدمــاج المهنــي وواليــة صفاقــس وذلــك قصــد مطالبتهــم بـ إ‬ ‫إ‬
‫الجمعيــة المذكــورة بتمويــل عمومــي إن كان ماليــا أو عينيــا‪.‬‬
‫والدمــاج المهنــي بــأن جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي‬ ‫وحيــث أفــادت وزارة الشــباب والرياضــة إ‬
‫تمتعــت بمنحــة قدرهــا ‪ 175‬ألــف دينــار بتاريــخ ‪ 11‬نوفمبــر ‪ 2019‬ومنحــة تقـ ّـدر قيمتهــا ‪ 100‬ألــف دينــار‬
‫بتاريــخ ‪ 20‬أفريــل ‪.2021‬‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي فــي‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي قــد انتفعــت بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام الفصــل الثانــي مــن القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫فإنهــا تكــون والحالــة تلــك خاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنهــا تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس جمعيــة النــادي الرياضــي‬ ‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2418‬‬
‫الصفاقســي طالبــا الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن القائمــة النهائيــة للمنخرطين فــي جمعية النــادي الرياضي الصفاقســي‬
‫للموســم الرياضــي ‪ ،2019-2020‬إال ّ أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم مــرور أجــل العشــرين يومــا المنصــوص عليــه قانونــا‪،‬‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك إلــى‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪188‬‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 11‬ديســمبر ‪ 2020‬والــذي أفــادت‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫مــن خاللــه بالخصــوص بأنــه يتعــذر عليهــا االدالء بالقائمــة المطلوبــة لمساســها بالمعطيــات الشــخصية للمنخرطيــن‪ ،‬مضيفــة‬
‫بــأن الهيئــة المديــرة للنــادي حريصــة علــى ضمــان كل آليــات نجــاح عمليــة االنتخابــات بالجلســة االنتخابيــة للنــادي الرياضــي‬
‫الصفاقســي فــي ظــل إطــار قانونــي ونزيــه مثلمــا تقتضيــه أحــكام المرســوم المتعلــق بالجمعيــات والقانــون أ‬
‫الساســي للنــادي‬
‫الرياضــي الصفاقســي وذلــك مــن خــال إرســاء لجنــة مســتقلة تشــرف علــى العمليــة االنتخابية ضمــن الجلســة العامــة االنتخابية‬
‫وقعــت تســميتها حســب القانــون أ‬
‫الساســي للنــادي بطريقــة تضمــن نزاهتهــا وحرفيتهــا واســتقالليتها وتقــوم اللجنــة المســتقلة‬
‫والجـراءات الســابقة للجلســة العامــة كمــا تــدور العمليــة االنتخابيــة بصــورة علنيــة وبحضــور‬
‫بالعالمــات الالزمــة إ‬
‫لالنتخابــات إ‬
‫الصحافــة والمنخرطيــن والمراقبيــن وكل المعطيــات تبقــى موضوعــة علــى ذمــة المنخرطيــن والناخبيــن يــوم الجلســة العامــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا علــى العــارض بتاريــخ ‪ 27‬جانفــي ‪ 2021‬إلبــداء‬


‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة تقريــر الجهــة ّ‬
‫ملحوظاتــه بخصوصــه‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد توجيــه مراســلة توضيحيــة مــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى جمعيــة النــادي الرياضــي‬
‫ـ�دالء بالقائمــة المطلوبــة‪.‬‬
‫الصفاقســي قصــد دعوتــه لـ إ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 3‬مــار س ‪ 2021‬والــذي‬ ‫الضافــي المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر إ‬
‫طالبــت مــن خاللــه برفــض الدعــوى معتبــرة أن قائمــة المنخرطيــن بجمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي وقــع تعليقهــا علــى‬
‫أي منخــرط اال ّطــاع عليهــا‬
‫ذمــة العمــوم بمركــب الجمعيــة بصفاقــس وذلــك منــذ تاريــخ ‪ 20‬فيفــري ‪2021‬وبالتالــي فإنــه بإمــكان ّ‬
‫متــى أراد ذلــك‪ ،‬مضيفــة بــأن تعليــق قائمــة المنخرطيــن وقعــت معاينتــه بواســطة عــدل تنفيــذ أ‬
‫الســتاذ شــفيق العجيلــي وذلــك‬
‫حســب رقيمــه عــدد‪ ،77928‬مدليــة بنســخة مــن محضــر المعاينــة‪.‬‬

‫والدمــاج المهنــي وواليــة صفاقــس وذلــك‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إدخــال كل مــن وزارة شــؤون الشــباب والرياضــة إ‬
‫ـالدالء بتوضيحــات حــول مــدى انتفــاع الجمعيــة المذكــورة بتمويــل عمومــي إن كان ماليــا أو عينيــا‪.‬‬
‫قصــد مطالبتهــم بـ إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزارة الشــباب والرياضــة إ‬
‫والدمــاج المهنــي المدلــى بــه بتاريــخ ‪3‬‬
‫جــوان ‪ ،2021‬والــذي أفــادت مــن خاللــه بــأن جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي تمتعــت بمنحــة قدرهــا ‪ 175‬ألــف دينــار‬
‫بتاريــخ ‪ 11‬نوفمبــر ‪ 2019‬ومنحــة تقـ ّـدر قيمتهــا ‪ 100‬ألــف دينــار بتاريــخ ‪ 20‬أفريــل ‪.2021‬‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪189‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي بتســليم العــارض نســخة ورقيــة تتضمــن‬ ‫حيـ ُ‬
‫القائمــة النهائيــة للمنخرطيــن فــي جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي للموســم الرياضــي ‪ ،2019-2020‬وذلــك باالســتناد‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬ ‫أ‬
‫إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا صلــب تقريرهــا‪ ،‬بأنّــه يتعــذر عليهــا االدالء بالقائمــة المطلوبــة لمساســها‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫بالمعطيــات الشــخصية للمنخرطيــن مضيفــة بــأن الهيئــة المديــرة للنــادي حريصــة علــى ضمــان كل آليــات نجــاح عمليــة‬
‫االنتخابــات بالجلســة االنتخابيــة للنــادي الرياضــي الصفاقســي فــي ظــل إطــار قانونــي ونزيــه مثلمــا تقتضيــه أحــكام المرســوم‬
‫الساســي للنــادي الرياضــي الصفاقســي وذلــك مــن خــال إرســاء لجنــة مســتقلة تشــرف علــى‬ ‫المتعلــق بالجمعيــات والقانــون أ‬
‫الساســي للنــادي بطريقــة تضمــن‬ ‫العمليــة االنتخابيــة ضمــن الجلســة العامــة االنتخابيــة وقعــت تســميتها حســب القانــون أ‬
‫والجـراءات الســابقة للجلســة العامة‬
‫بالعالمــات الالزمــة إ‬‫نزاهتهــا وحرفيتهــا واســتقالليتها وتقــوم اللجنــة المســتقلة لالنتخابــات إ‬
‫كمــا تــدور العمليــة االنتخابيــة بصــورة علنيــة وبحضــور الصحافــة والمنخرطيــن والمراقبيــن وكل المعطيــات تبقــى موضوعــة‬
‫علــى ذمــة المنخرطيــن والناخبيــن يــوم الجلســة العامــة‪.‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيــث تو ّلــى القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة‪ ،‬بيــان مجــال انطبــاق هــذا الحــق وطــرق وإجـراءات ممارســته‪.‬‬

‫وإنمــا‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون المشــار إليــه‪ ،‬أن مجــال انطباقــه ال يقتصــر فقــط علــى الهيــاكل العموميــة‪ّ ،‬‬
‫يمتـ ّـد أيضــا إلــى المنظمــات والجمعيــات وكل الهيــاكل التــي تنتفــع بتمويــل عمومــي‪.‬‬
‫وحيــث يستشــف مــن خــال قـراءة أحــكام هــذا الفصــل بــأن خضــوع الجمعيــات الرياضيــة ألحــكام القانــون أ‬
‫الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مشــروط بانتفاعهــا بتمويــل عمومــي‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 11‬لســنة ‪ 1995‬المــؤرخ فــي ‪ 6‬فيفــري ‪ 1995‬والمتعلــق بالهيــاكل‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫الرياضيــة أن تمــول الجمعيــة أساســا مــن مداخيلهــا الذاتيــة المتأتيــة مــن نشــاطاتها المرتبطــة بصفــة مباشــرة أو غيــر مباشــرة‬
‫بموضوعهــا ومــن مســاهمات الدولــة والجماعــات المحليــة والمؤسســات العموميــة أو المؤسســات الخاصــة ومــن االستشــهار‬
‫ومــن الهبــات ومــن مســاهمات أعضائهــا واشــتراكاتهم‪.‬‬

‫والدمــاج المهني‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعوى مراســلة كل مــن وزارة شــؤون الشــباب والرياضــة إ‬
‫ـالدالء بتوضيحــات حــول مــدى انتفــاع الجمعيــة المذكــورة بتمويــل عمومــي إن‬
‫وواليــة صفاقــس وذلــك قصــد مطالبتهــم بـ إ‬
‫كان ماليــا أو عينيــا‪.‬‬

‫والدمــاج المهنــي بــأن جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي تمتعــت بمنحــة‬ ‫وحيــث أفــادت وزارة الشــباب والرياضــة إ‬
‫قدرهــا ‪ 175‬ألــف دينــار بتاريــخ ‪ 11‬نوفمبــر ‪ 2019‬ومنحــة تقـ ّـدر قيمتهــا ‪ 100‬ألــف دينــار بتاريــخ ‪ 20‬أفريــل ‪.2021‬‬

‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي فــي شــخص ممثلهــا‬
‫القانونــي قــد انتفعــت بتمويــل عمومــي علــى معنــى أحــكام الفصــل الثانــي مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪190‬‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فإنهــا تكــون والحالــة تلــك خاضعــة ألحــكام هــذا‬
‫القانــون‪.‬‬

‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬فلقــد اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى‬
‫بالخصــوص البــت فــي الدعــاوى المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات‬
‫الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي‬
‫ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 39‬مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة‬
‫التســهيالت الممكنــة والضروريــة لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬

‫ـالدالء بنســخة‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مطالبــة جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي بـ إ‬
‫ورقيــة مــن القائمــة موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك حتــى يتس ـ ّنى لهــا تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثيقــة المعنيــة مــن‬
‫عدمــه‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬بــأن قائمــة المنخرطيــن بجمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي‬


‫وحيــث جوابــا علــى ذلــك أفــادت الجهــة ّ‬
‫أي‬
‫وقــع تعليقهــا علــى ذمــة العمــوم بمركــب الجمعيــة بصفاقــس وذلــك منــذ تاريــخ ‪ 20‬فيفــري ‪2021‬وبالتالــي فإنــه بإمــكان ّ‬
‫منخــرط اال ّطــاع عليهــا متــى أراد ذلــك مضيفــة بــأن تعليــق قائمــة المنخرطيــن وقعــت معاينتــه بواســطة عــدل تنفيــذ أ‬
‫الســتاذ‬
‫الســاس‬‫شــفيق العجيلــي وذلــك حســب رقيمــه عــدد ‪ 77928‬مدليــة للهيئــة بنســخة مــن محضــر المعاينــة وطالبــة علــى هــذا أ‬
‫التصريــح برفــض الدعــوى‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪ ‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة تتضمــن القائمــة النهائية‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫أي‬
‫للمنخرطيــن فــي جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي للموســم الرياضــي ‪ 2019-2020‬ال ينــدرج فــي تقديــر الهيئــة ضمــن ّ‬
‫حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة خاصــة وأن القائمــة‬
‫المطلوبــة قــد وقــع تعليقهــا للعمــوم مــن قبــل جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي بــل علــى خــاف ذلــك فــإن تمكينــه مــن‬
‫ذلــك إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف‬
‫فــي المرفــق العــام الرياضــي ويدعــم الثقــة فــي عمــل الجمعيــات الرياضيــة‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬التصريــح بإلـزام رئيــس جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي بتســليم العــارض‬
‫نســخة ورقيــة مــن القائمــة المطلوبة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪191‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي بتســليم العــارض نســخة‬ ‫ّ‬
‫ورقيــة تتضمــن القائمــة النهائيــة للمنخرطيــن فــي جمعيــة النــادي الرياضــي الصفاقســي للموســم الرياضــي ‪ 2019/2020‬كإلزامه‬
‫بنشــر القائمــة المذكــورة بموقــع الــواب الرســمي للجمعيــة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتـــاريخ‪ 1‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الطرابلســي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪192‬‬
‫القرار عدد ‪ 2497‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫ط‪.‬م ‪ /‬الشركة المالية الستخالص الديون في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • شركة تجارية‪ ،‬أشخاص القانون الخاص‪ ،‬مساهمات عمومية‪ ،‬بنك وطني‪ ،‬تمويل عمومي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون عــدد ‪ 9‬لســنة ‪ 1989‬المــؤرخ فــي غــرة فيفــري ‪ 1989‬والمتعلــق‬
‫بالمســاهمات والمنشــآت والمؤسســات العموميــة أنــه‪:‬‬
‫«تعتبــر منشــآت عموميــة ‪-‬الشــركات التــي تملــك الدولــة أو الجماعــات العموميــة المحليــة أو المؤسســات‬
‫العموميــة أو الشــركات التــي تمتلــك الدولــة راس مالهــا كليــا أكثــر مــن ‪ % 50‬مــن رأس مالهــا كل بمفــرده‬
‫أو باالشــتراك»‪.‬‬
‫متفرعــة عــن البنــك‬
‫أن الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون هــي شــركة ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد التحقيــق ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الوطنــي الفالحــي وهــو منشــأة عموميــة‪ ،‬المــر الــذي يجعلهــا بالتالــي خاضعــة لحــكام القانون الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 28‬أكتوبــر ‪2020‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2497‬‬
‫قصــد الحصــول علــى الوثائــق التــي توضــح البيانــات المتع ّلقــة بمكونــات القــرض الــذي ّ‬
‫تحصــل عليــه مــن البنــك الوطنــي‬
‫الفالحــي والمتمثلــة فــي‪:‬‬
‫–جدول ّ‬
‫مفصل يبين كيفية استهالك القرض (‪،)tableau d’amortissement‬‬ ‫ ‬
‫ –المبالغ المتع ّلقة بمنح الدعم التي ّتم طرحها من جملة الدين المطالب به‪،‬‬
‫ –نســخ مــن الســندات والمؤيــدات التــي وقــع اعتمادهــا لتحديــد الديــن المتخ ّلــد بذمتــه‪ ،‬إال أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن‬ ‫أ‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مسـ ً‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمتضمــن‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون بتاريــخ ‪ 15‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫بالخصــوص أن العــارض تحصــل علــى قــرض مــن البنــك الوطنــي الفالحــي إال أنــه تقاعــس عــن الخــاص فــي آ‬
‫الجــال القانونيــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪193‬‬
‫أن العــارض تولــى خــاص مبلــغ مالــي إثــر‬ ‫ممــا أدى إلــى إحالــة ملفــه علــى إدارة النزاعــات بالبنــك الوطنــي الفالحــي‪ ،‬مضيفــة ّ‬
‫ّ‬
‫إحالــة ملفــه علــى إدارة النزاعــات‪ ،‬ثـ ّـم تـ ّـم بموجــب عقــد مســجل فــي ‪ 02‬جويليــة ‪ 2009‬إحالــة جملــة الديــون العالقــة بذمــة‬
‫المطلــوب المتمثلــة فــي باقــي أصــل الديــن والفوائــض االتفاقيــة دون اعتبــار فوائــض التأخيــر وباســتثناء القــروض الممولــة‬
‫أن العــارض علــى علــم بجملــة المبالــغ المتخ ّلــدة‬ ‫علــى مــوارد الدولــة إلــى الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون‪ ،‬كمــا أضافــت ّ‬
‫وأن جملــة الديــون الصــادر فــي شــأنها أحــكام فقــد تـ ّـم اســتدعاء المطلــوب لتقديــم جوابــه عــن الدعــاوى المرفوعــة‬ ‫بذمتــه ّ‬
‫ضـ ّـده وقــام بتكليــف محــام للدفــاع عنــه واال ّطــاع علــى ســندات الديــن ّ‬
‫المقدمــة للمحكمــة إال ّ أنّــه لــم يقـ ّـدم مــا يدحــض بــه‬
‫أن‬
‫مســتنداتها‪ّ ،‬أمــا فيمــا يخــص باقــي الديــون فســيقع نشــر قضايــا بخصوصهــا للحصــول علــى أحــكام فــي شــأنها‪ ،‬مضيفــة ّ‬
‫العــارض أبــرم مــع الشــركة اتفاقــا بتاريــخ ‪ 24‬جانفــي ‪ 2020‬بعنــوان تســوية نهائيــة لجملــة الديــون المتخ ّلــدة بذمتــه فــي أجــل‬
‫أقصــاه ‪ 30‬جــوان ‪ 2020‬إال أنّــه لــم يلتــزم بهــذا االتفــاق‪ ،‬مرفقــة تقريرهــا بســندات قــرض وجــدول اســتهالك قــرض وأحــكام‬
‫قضائيــة صــادرة ضـ ّـد العــارض‪.‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص تمســكه‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 27‬جانفــي ‪2021‬‬
‫بالحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض‬
‫مــن علــى الوثائــق التــي توضــح البيانــات المتع ّلقــة بمكونــات القــرض الــذي ّ‬
‫تحصــل عليــه مــن البنــك الوطنــي الفالحــي‬
‫والمتمثلــة فــي‪:‬‬
‫–جدول ّ‬
‫مفصل يبين كيفية استهالك القرض (‪،)tableau d’amortissement‬‬ ‫ ‬
‫ –المبالغ المتع ّلقة بمنح الدعم التي ّتم طرحها من جملة الدين المطالب به‪،‬‬
‫ –نســخ مــن الســندات والمؤيــدات التــي وقــع اعتمادهــا لتحديــد الديــن المتخ ّلــد بذمتــه‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫تحصــل علــى قــرض مــن البنــك‬ ‫أن العــارض ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬ ‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا عــن ّ‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫ممــا أدى إلــى إحالــة ملفــه علــى إدارة النزاعــات بالبنــك‬ ‫آ‬
‫الوطنــي الفالحــي إال أنّــه تقاعــس عــن الخــاص فــي الجــال القانونيــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪194‬‬
‫أن العــارض تولــى خــاص مبلــغ مالــي إثــر إحالــة ملفــه علــى إدارة النزاعــات‪ ،‬ثـ ّـم تـ ّـم بموجــب عقــد‬ ‫الوطنــي الفالحــي‪ ،‬مضيفــة ّ‬
‫مســجل فــي ‪ 02‬جويليــة ‪ 2009‬إحالــة جملــة الديــون العالقــة بذمــة المطلــوب المتمثلــة فــي باقــي أصــل الديــن والفوائــض‬
‫االتفاقيــة دون اعتبــار فوائــض التأخيــر وباســتثناء القــروض الممولــة علــى مــوارد الدولــة إلــى الشــركة الماليــة الســتخالص‬
‫وأن جملــة الديــون الصــادر فــي شــأنها أحــكام‬ ‫أن العــارض علــى علــم بجملــة المبالــغ المتخ ّلــدة بذمتــه ّ‬ ‫الديــون‪ ،‬كمــا أضافــت ّ‬
‫فقــد تـ ّـم اســتدعاء المطلــوب لتقديــم جوابــه عــن الدعــاوى المرفوعــة ضـ ّـده وقــام بتكليــف محــام للدفــاع عنــه واال ّطــاع علــى‬
‫المقدمــة للمحكمــة إال ّ أنّــه لــم يقـ ّـدم مــا يدحــض بــه مســتنداتها‪ّ ،‬أمــا فيمــا يخــص باقــي الديــون فســيقع نشــر‬
‫ســندات الديــن ّ‬
‫أن العــارض أبــرم مــع الشــركة اتفاقــا بتاريــخ ‪ 24‬جانفــي ‪2020‬‬ ‫قضايــا بخصوصهــا للحصــول علــى أحــكام فــي شــأنها‪ ،‬مضيفــة ّ‬
‫بعنــوان تســوية نهائيــة لجملــة الديــون المتخ ّلــدة بذمتــه فــي أجــل أقصــاه ‪ 30‬جــوان ‪ 2020‬إال أنّــه لــم يلتــزم بهــذا االتفــاق‪،‬‬
‫مرفقــة تقريرهــا بســندات قــرض وجــدول اســتهالك قــرض وأحــكام قضائيــة صــادرة ضـ ّـد العــارض‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث حـ ّـدد الفصــل الثانــي مــن القانــون المذكــور أعــاه بصفــة حصريــة الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحكامــه بــأن‬
‫ـص صراحــة علــى مــا يلــي‪« :‬ينطبــق هــذا القانــون علــى الهيــاكل التاليــة‪:‬‬
‫نـ ّ‬
‫–رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–البنك المركزي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات القضائية‪ ،‬المجلس أ‬
‫العلى للقضاء‪ ،‬المحكمة لدستورية‪ ،‬محكمة المحاسبات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات الدستورية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات التعديلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪».‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪195‬‬
‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون عــدد ‪ 9‬لســنة ‪ 1989‬المــؤرخ فــي غــرة فيفــري ‪ 1989‬والمتعلــق بالمســاهمات‬
‫والمنشــآت والمؤسســات العموميــة أنــه‪« :‬تعتبــر منشــآت عموميــة‪:‬‬

‫–الشـركات التــي تملــك الدولــة أو الجماعــات العموميــة المحليــة أو المؤسســات العموميــة أو الشـركات التــي تمتلــك الدولــة‬ ‫ ‬
‫راس مالهــا كليــا أكثــر مــن ‪ % 50‬مــن رأس مالهــا كل بمفــرده أو باالشــتراك»‪.‬‬

‫متفرعــة عــن البنــك الوطنــي‬


‫أن الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون هــي شــركة ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد التحقيــق ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫الفالحــي وهــو منشــأة عموميــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يجعلهــا بالتالــي خاضعــة لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫المدعــي علــى نســخة‬‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد اال ّطــاع علــى الوثائــق ا ّلتــي أدلــت بهــا الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا ّ‬
‫منهــا ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة الم ّتصلــة بهمــا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق العــام البنكــي‪ ،‬ويدعــم ثقــة العمــوم فــي‬
‫الهيــاكل العموميــة الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫الستجابة إلى طلب العارض‪.‬‬


‫وحيث ي ّتجه بناء على ما سبق بيانه إ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام الشــركة الماليــة الســتخالص الديــون فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫تحصــل عليــه مــن البنــك‬
‫الخاصــة بمكونــات القــرض الــذي ّ‬
‫ّ‬ ‫الخاصــة بالبيانــات‬
‫ّ‬ ‫بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق‬
‫الوطنــي الفالحــي والمتمثلــة فــي‪:‬‬

‫–جدول ّ‬
‫مفصل يبين كيفية استهالك القرض (‪،)tableau d’amortissement‬‬ ‫ ‬
‫ –المبالغ المتع ّلقة بمنح الدعم التي ّتم طرحها من جملة الدين المطالب به‪،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪196‬‬
‫–نسخ من السندات والمؤيدات التي وقع اعتمادها لتحديد الدين المتخ ّلد بذمته‪.‬‬ ‫ ‬
‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ومنــى‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الدهــان ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪197‬‬
‫القرار عدد ‪ 3853‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫الدارية‬ ‫أ‬
‫ش‪.‬م ‪ /‬الرئيس الول للمحكمة إ‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • المحكمة إ‬
‫الدارية‪ ،‬هيئة قضائية‪ ،‬تضارب مصالح‪،‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث نتبيــن بالرجــوع إلــى أحــكام الفصــل ‪ 2‬ســابق الذكــر أن المشــرع أخضــع صراحــة جميــع الهيئــات‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬‫القضائيــة إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫المعلومــة‪......‬‬

‫الساســي‬‫وحيــث أن عــدم ذكــر المحكمــة الداريــة صراحــة صلــب أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫إ‬
‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ال ينهــض كمبـ ّـرر إلقـرار خروجهــا عــن مجــال انطبــاق القانــون‬
‫الداريــة تعتبــر هيئــة قضائيــة‬ ‫أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ضــرورة أن المحكمــة إ‬
‫الداريــة‪..‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫طبقــا لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 40‬لســنة ‪ 1972‬المتعلــق بالمحكمــة إ‬
‫المدعــى عليهــا تنضــوي تحــت طائلــة الهيــاكل‬
‫وحيــث يتضــح مــن خــال جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬أن الجهــة ّ‬
‫الخاضعــة ألحــكام القانــون باعتبارهــا هيئــة قضائيــة وتكــون بذلــك قــد حــادت عــن النهــج الســليم فــي‬
‫تأويــل أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وكان دفعهــا‬
‫لذلــك حريــا بالنقــض‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 7‬جويليــة ‪2021‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد االطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الداريــة بتاريــخ ‪11‬‬ ‫المدعـــي تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى المحكمــة إ‬
‫ـأن ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3853‬والتــي تفيــد بـ ّ‬
‫جــوان ‪ 2021‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن المذكــرة الداخليــة التــي وقــع بموجبهــا رفــض تمكيــن العــارض مــن‬
‫الداريــة بتاريــخ ‪ 10‬جــوان ‪ ،2011‬غيــر أن مطلبــه جوبــه‬ ‫وصــوالت اســتالم وثائــق أودعهــا بمكتــب الضبــط المركــزي بالمحكمــة إ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المذكــرة المطلوبــة‬ ‫أ‬
‫بالرفــض‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫مســتندا فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الداريــة بتاريــخ ‪ 27‬ســبتمبر ‪ 2021‬والــذي‬ ‫أ‬


‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس الول للمحكمــة إ‬
‫دفــع مــن خاللــه برفــض الدعــوى شــكال معتبـرا أن المحكمــة الداريــة ال تخضــع ألحــكام القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق‬ ‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪198‬‬
‫ـص صراحــة فــي فصلــه الثانــي علــى الجهــات القضائيــة المعنيــة بأحكامــه دون إشــارة‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة والــذي نـ ّ‬
‫أ‬
‫الداريــة وهــو مــا يتأكــد بالرجــوع إلــى مــداوالت مجلــس نــواب الشــعب حــول مشــروع القانــون الساســي المتعلــق‬ ‫للمحكمــة إ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بجلســة ‪ 11‬مــارس ‪ 2016‬حيــث يبــرز مــن خــال هــذه المــداوالت أنــه لــم يقــع االتفــاق‬
‫المدعــى عليهــا برفــض الدعــوى‬‫الداريــة لمشــروع الفصــل ‪ 2‬ســابق الذكــر‪ .‬كمــا دفعــت الجهــة ّ‬ ‫بخصــوص إضافــة المحكمــة إ‬
‫الداريــة بتاريخ‬
‫لخرقهــا لقواعــد االختصــاص وقواعــد ســير هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة معتبــرة بــأن الدعــوى أحيلــت للمحكمــة إ‬
‫‪ 22‬جويليــة ‪ 2021‬مذيلــة بإمضــاء الســيد عدنــان أ‬
‫الســود بصفتــه «نائــب رئيــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة» فــي حيــن أنــه‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق‬ ‫وبالرجــوع ألحــكام الفصــول ‪ 38‬و‪ 50‬و‪ 54‬مــن القانــون أ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــإن الشــغور الحاصــل فــي خطــة رئيــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لمــدة تجــاوزت‬
‫الداريــة وطلــب ملحوظاتهــا ومــن ثمــة إصــدار قـرار‬ ‫الثالثــة أشــهر يجعــل مــن إعــام هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة للمحكمــة إ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ضدهــا فــي إطــار وظيفتهــا النزاعيــة مخالفــا لقواعــد ســير الهيئــة باعتبــار أنــه صــدر بعــد الجــل القصــى الممنــوح للهيئــة‬ ‫ّ‬
‫لسـ ّـد الشــغور فــي خطــة رئيــس الهيئــة‪ .‬وهــو مــا يجعــل أعمالهــا المندرجــة فــي المــادة النزاعيــة مشــوبة بعيــب االختصــاص‬
‫الشـراف علــى أعمــال التحقيــق أو التــداول بتلــك الصفــة فــي الطعــون المقدمــة طبــق أحــكام‬ ‫ذلــك أنــه ليــس لنائــب الرئيــس إ‬
‫المدعــى عليهــا برفــض الدعــوى أصــا علــى‬ ‫أ‬
‫الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون الساســي المذكــور‪ .‬وبصفــة احتياطيــة طالبــت الجهــة ّ‬
‫قدمــه مــن وثائــق حتــى يتســنى الختــم‬ ‫أســاس أن العــارض لــم يقـ ّـد م نســخة ثانيــة مــن كشــف المؤيــدات المتضمــن لمــا ّ‬
‫المقدمــة‬
‫عليــه كوصــل اســتالم وهــو إجـراء إداري عــادي معمــول بــه بــكل مكاتــب الضبــط والهــدف منــه تحديــد جملــة الوثائــق ّ‬
‫الســاس العــارض للحصــول علــى وصــل‬ ‫لالســتظهار بــه فــي طــور القضيــة أو عنــد طلــب اســترجاع مؤيــدات داعيــة علــى هــذا أ‬
‫الداريــة وتقديــم كشــف‬ ‫إيــداع وثائــق لــدى مكتــب الضبــط مــن خــال االتصــال بمصالــح مكتــب الضبــط المركــزي بالمحكمــة إ‬
‫فــي تلــك الوثائــق فــي نســختين نســخة يحتفــظ بهــا مكتــب الضبــط ونســخة ثانيــة ترجــع إلــى العــارض تقــوم مقــام الوصــل‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 25‬مــارس ‪ 2021‬والــذي ّ‬
‫تمســك مــن خاللــه بحقــه‬
‫الداريــة تنضــوي‬‫فــي الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن المذكــرة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة معتبـرا أن المحكمــة إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫تحــت طائلــة الهيئــات القضائيــة الخاضعــة ألحــكام القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وأن تأخــر تســديد الشــغور فــي منصــب رئيــس الهيئــة مــر ّده القــوة القاهــرة التــي آلــت إلــى اســتحالة تطبيــق‬
‫الج ـراءات القانونيــة المعمــول بهــا لسـ ّـد الشــغور الحاصــل فــي منصــب الرئيــس‪.‬‬‫إ‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬
‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪199‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الداريــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن المذكــرة‬ ‫أ‬


‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام الرئيــس الول للمحكمــة إ‬ ‫حيـ ُ‬
‫الداخليــة التــي وقــع بموجبهــا رفــض تمكيــن العــارض مــن وصــوالت اســتالم وثائــق أودعهــا بمكتــب الضبــط المركــزي بالمحكمة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫الداريــة بتاريــخ ‪ 10‬جــوان‪ ،2011‬باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫إ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ •عــن المطعــن المتعلــق بعــدم خضــوع المحكمــة الداريــة ألحــكام القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي‬ ‫إ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪:‬‬

‫الساســي المتعلــق‬‫وحيــث أفــادت الجهــة المدعــى صلــب تقريرهــا‪ ،‬بــأن المحكمــة الداريــة ال تخضــع ألحــكام القانــون أ‬
‫إ‬ ‫ّ‬
‫ـص صراحــة فــي فصلــه الثانــي علــى الجهــات القضائيــة المعنيــة بأحكامــه دون‬ ‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة والــذي نـ ّ‬
‫أ‬
‫الداريــة وهــو مــا يتأكــد بالرجــوع إلــى مــداوالت مجلــس نــواب الشــعب حــول مشــروع القانــون الساســي‬ ‫إشــارة للمحكمــة إ‬
‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بجلســة ‪ 11‬مــارس ‪ 2016‬حيــث يبــرز مــن خــال هــذه المــداوالت أنــه لــم يقــع‬
‫الداريــة لمشــروع الفصــل ‪ 2‬ســابق الذكــر‪.‬‬‫االتفــاق بخصــوص إضافــة المحكمــة إ‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث حــدد الفصــل الثانــي مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـص صرحــة علــى مــا يلــي‪« :‬ينطبــق‬ ‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بصفــة حصريــة الهيــاكل العموميــة الخاضعــة لحكامــه‪ ،‬بــأن نـ ّ‬
‫هــذا القانــون علــى الهيــاكل التاليــة‪:‬‬
‫–رئاسة الجمهورية وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–رئاسة الحكومة وهياكلها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مجلس نواب الشعب وهياكله‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الوزارات ومختلف الهياكل تحت إ‬
‫الشراف بالداخل والخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–البنك المركزي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–المؤسسات والمنشآت العمومية وتمثيلياتها بالخارج‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهياكل العمومية المحلية والجهوية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الجماعات المحلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات القضائية‪ ،‬المجلس أ‬
‫العلى للقضاء‪ ،‬المحكمة لدستورية‪ ،‬محكمة المحاسبات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات الدستورية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات العمومية المستقلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–الهيئات التعديلية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–أشخاص القانون الخاص التي تسير مرفقا عاما‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪200‬‬
‫–المنظمات والجمعيات وكل الهياكل التي تنتفع بتمويل عمومي‪».‬‬ ‫ ‬
‫وحيــث نتبيــن بالرجــوع إلــى أحــكام الفصــل ‪ 2‬ســابق الذكــر أن المشــرع أخضــع صراحــة جميــع الهيئــات القضائيــة إلــى‬
‫أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 2‬جديــد مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 40‬لســنة ‪ 1972‬المــؤرخ فــي غـ ّـرة جــوان‬
‫الداريــة بهيئاتهــا القضائيــة المختلفــة فــي جميــع النزاعــات‬
‫الداريــة أنــه «تنظــر المحكمــة إ‬
‫‪1972‬المتعلــق بالمحكمــة إ‬
‫الداريــة عــدا مــا أســند لغيرهــا بنــص خــاص»‪.‬‬
‫إ‬
‫كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 77‬مــن ذات القانــون أنــه» يمكــن القيــام بمطلــب إعــادة النظــر ضــد أ‬
‫الحــكام النهائيــة الصــادرة‬ ‫ّ‬
‫حضوريــا علــى معنــى هــذا القانــون عــن إحــدى هيئــات المحكمــة وذلــك فــي الحــاالت التاليــة(‪»)...‬‬

‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي‬‫وحيــث أن عــدم ذكــر المحكمــة الداريــة صراحــة صلــب أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون أ‬
‫إ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ال ينهــض كمبــرر لق ـرار خروجهــا عــن مجــال انطبــاق القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫ّ إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 40‬لســنة ‪1972‬‬ ‫إلــى المعلومــة ضــرورة أن المحكمــة الداريــة تعتبــر هيئــة قضائيــة طبقــا ألحــكام القانــون أ‬
‫إ‬
‫الداريــة‪.‬‬
‫المتعلــق بالمحكمــة إ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وحيــث أن القــول بخــاف ذلــك‪ ،‬مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى الزيــغ عــن فلســفة القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وعــن المقاصــد الحقيقيــة والمبــادئ التــي ســعى المشــرع إلــى تكريســها صلبــه والتــي بمقتضاهــا تـ ّـم‬
‫إخضــاع عــدة هيــاكل إلــى أحكامــه فقائمــة الهيــاكل التــي وردت بالفصــل ‪ 2‬مــن القانــون ال تعتبــر قائمــة حصريــة مثلمــا ذهبــت‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬وإنمــا هــي قائمــة موســعة وقابلــة للتطــور ســعى المشــرع مــن خاللهــا إلــى تجميــع عــدة‬
‫إلــى ذلــك الجهــة ّ‬
‫معاييــر كالمعيــار العضــوي والمعيــار الوظيفــي ومعيــار االنتفــاع بالتمويــل العمومــي الــذي يجعــل مــن أي هيــكل يثبــت‬
‫انتفاعــه بتمويــل عمومــي مالــي كان أو عينــي خاضعــا بالضــرورة ألحــكام القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫الداريــة عــن نطــاق تطبيــق أحــكام القانــون‬‫وحيــث أن القــول بــأن ّنيــة المشــرع كانــت واضحــة فــي النــأي بالمحكمــة إ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة لتجنــب تضــارب المصالــح وتفــادي وجودهــا فــي موقــع الجهــة المطلوبــة‬ ‫أ‬
‫وجهــة الحكــم فــي نفــس الوقــت باعتبــار أنّــه يرجــع لهــا النظــر فــي اســتئناف الق ـرارات الصــادرة عــن هيئــة النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة يتعــارض مــع الحــق فــي العدالــة المنصــوص عليــه صلــب أحــكام الفصــل ‪ 108‬مــن الدســتور التونســي «لــكل‬
‫شــخص الحــق فــي محاكمــة عادلــة فــي أجــل معقــول» وينضــوي الحــق فــي العدالــة الــوارد صلــب الفصــل ‪ 14‬مــن الميثــاق‬
‫للمــم المتحــدة فــي بمقتضــى الق ـرار عــدد‬ ‫الدولــي المتعلــق بالحقــوق المدنيــة والسياســية الصــادر عــن الجمعيــة العامــة أ‬
‫‪ 2200‬بتاريــخ ‪ 16‬ديســمبر ‪ 1966‬والمصــادق عليــه مــن قبــل الدولــة التونســية بالقانــون عــدد ‪ 30‬لســنة ‪ 1968‬المــؤرخ فــي‬
‫والساســية عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 20‬مــن الدســتور‬ ‫‪ 29‬نوفمبــر ‪ 1968‬ممــا ينزلــه منزلــة تعلــو علــى مرتبــة القوانيــن العاديــة أ‬
‫ّ‬
‫ـص علــى الحــق فــي التقاضــي أمــام هيئــة مســتقلة ومحايــدة ونزيهــة وعلــى مبــدأ التقاضــي علــى درجتيــن‪.‬‬ ‫التونســي الــذي ينـ ّ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫وحيــث أن اعتبــار المحكمــة الداريــة ال تخضــع ألحــكام القانــون أ‬
‫إ‬
‫تفاديــا لتضــارب المصالــح ألنــه يرجــع لهــا النظــر فــي اســتئناف القـرارات الصــادرة عــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة قــد يــؤدي‬
‫ـت فــي‬ ‫أ‬
‫أيضــا إلــى جعــل هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة غيــر خاضعــة لحــكام القانــون باعتبــار أنّــه يرجــع لهــا النظــر فــي البـ ّ‬
‫الدعــاوى المتعلقــة برفــض مطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة وهــو مــا ال يســتقيم منطقــا وال قانونــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪201‬‬
‫المدعــى عليهــا تنضــوي تحــت طائلــة الهيــاكل الخاضعــة‬
‫وحيــث يتضــح مــن خــال جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬أن الجهــة ّ‬
‫ألحــكام القانــون باعتبارهــا هيئــة قضائيــة وتكــون بذلــك قــد حــادت عــن النهــج الســليم فــي تأويــل أحــكام الفصــل ‪ 2‬مــن‬
‫القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وكان دفعهــا لذلــك حريــا بالنقــض‪.‬‬

‫ •عن المطعن المتعلق بخرق قواعد االختصاص وقواعد سير الهيئة‪:‬‬

‫المدعــى عليهــا برفــض الدعــوى لخرقهــا لقواعــد االختصــاص وقواعــد ســير هيئــة النفــاذ إلــى‬ ‫حيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الداريــة بتاريــخ ‪ 22‬جويليــة ‪ 2021‬مذيلــة بإمضــاء الســيد عدنــان الســود‬ ‫المعلومــة‪ ،‬معتبــرة بــأن الدعــوى أحيلــت للمحكمــة إ‬
‫أ‬
‫بصفتــه «نائــب رئيــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة» فــي حيــن أنّــه وبالرجــوع لحــكام الفصــول ‪ 38‬و‪ 50‬و‪ 54‬مــن القانــون‬
‫أ‬
‫ـإن الشــغور الحاصل‬ ‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فـ ّ‬
‫فــي خطــة رئيــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لمـ ّـدة تجــاوزت الثالثــة أشــهر يجعــل مــن إعــام هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫ضدهــا فــي إطــار وظيفتهــا النزاعيــة مخالفــا لقواعــد ســير‬ ‫الداريــة وطلــب ملحوظاتهــا ومــن ّثمــة إصــدار ق ـرار ّ‬‫للمحكمــة إ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الهيئــة باعتبــار أنّــه صــدر بعــد الجــل القصــى الممنــوح للهيئــة لسـ ّـد الشــغور فــي خطــة رئيــس الهيئــة‪ ،‬وهــو مــا يجعــل‬
‫الش ـراف علــى أعمــال‬ ‫أعمالهــا المندرجــة فــي المــادة النزاعيــة مشــوبة بعيــب االختصــاص ذلــك أنّــه ليــس لنائــب الرئيــس إ‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬ ‫التحقيــق أو التــداول بتلــك الصفــة فــي الطعــون المقدمــة طبــق أحــكام الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون أ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬أنّــه «فــي حالــة الشــغور بســبب الوفــاة‬ ‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 54‬مــن القانــون أ‬
‫أو االســتقالة أو االعفــاء أو العجــز الدائــم تتو ّلــى الهيئــة معاينتــه وتدوينــه بمحضــر خــاص يحــال إلــى مجلــس النــواب ليتـ ّـم‬
‫سـ ّـد ذلــك الشــغور ال يجــب أن تتجــاوز حالــة الشــغور الثالثــة أشــهر‪».‬‬

‫القانــون علــى أن يتولــى رئيــس الحكومــة تعييــن أعضــاء الهيئــة طبــق الصيــغ‬
‫ّ‬ ‫نــص الفصــل ‪ 43‬مــن ذات‬ ‫وحيــث ّ‬
‫والج ـراءات التاليــة‪ :‬يفتــح بــاب الترشــحات لعضويــة الهيئــة بق ـرار مــن رئيــس اللجنــة المختصــة بمجلــس نــواب الشــعب‪،‬‬ ‫إ‬
‫ينشــر بالرائــد الرســمي للجمهوريــة التونســية ويتضمــن تحديــدا ألجــل تقديــم الترشــحات وطــرق تقديمهــا والشــروط الواجــب‬
‫توفرهــا‪ ،‬تختــار اللجنــة المختصــة بمجلــس نــواب الشــعب ّ وترتيــب أفضــل ثالثــة (‪ )3‬مترشــحين ّ فــي كل خطــة بأغلبيــة ثالثــة‬
‫العضــاء المتحصليــن علــى أكبــر عــدد مــن‬‫الســماء‪ .‬يتــم اعتمــاد أ‬
‫أخمــاس (‪( 5/3‬أعضائهــا عــن طريــق التصويــت الســري علــى أ‬
‫الصــوات‬ ‫الصــوات بيــن رجــل وامـرأة يقــع اختيــار المـرأة وعنــد التســاوي فــي أ‬
‫الصــوات وفــق ترتيبهــم‪ .‬وعنــد التســاوي فــي أ‬ ‫أ‬
‫الصغــر ســنا‪ .‬يحيــل رئيــس مجلــس نــواب الشــعب علــى الجلســة العامــة للمجلــس قائمــة‬ ‫بيــن رجليــن يقــع االختيــار ّ علــى أ‬
‫تتضمــن ترتيــب أفضــل ثالثــة (‪ ّ)3‬مترشــحين فــي كل خطــة الختيــار أعضــاء الهيئــة‪ ّ .‬تتولــى الجلســة العامــة لمجلــس نــواب‬
‫بالغلبيــة المطلقــة ألعضائهــا عــن طريــق التصويــت الســري‪ .‬يحيــل رئيــس‬ ‫الشــعب التصويــت الختيــار ّ مترشــح عــن كل خطــة أ‬
‫المجلــس قائمــة أعضــاء الهيئــة الذيــن تــم انتخابهــم مــن قبــل الجلســة العامــة إلــى رئيــس الحكومــة ّ الــذي يتولــى تعيينهــم‬
‫بمقتضــى أمــر‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 55‬مــن نفــس القانــون أنــه «رئيــس الهيئــة هــو ممثلهــا القانونــي يســهر علــى ســير‬
‫أعمالهــا ويمــارس فــي نطــاق المهــام الموكولــة إليــه الصالحيــات التاليــة‪:‬‬

‫–االشراف إ‬
‫الداري والمالي على الهيئة وأعوانها‬ ‫ ‬
‫ –االشراف على إعداد مشروع الميزانية السنوية للهيئة‬

‫ –االشراف على إعداد التقرير السنوي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪202‬‬
‫–كما يمكن لرئيس الهيئة أن تفويض البعض من صالحياته لنائبه أو ألي عضو الهيئة‪».‬‬ ‫ ‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة بمقتضــى محضــر الجلســة عــدد ‪ 95‬المــؤرخ فــي ‪ 20‬فيفــري ‪ 2020‬معاينــة الشــغور فــي منصــب‬
‫وتمــت إحالتــه إلــى مجلــس نــواب الشــعب‪.‬‬
‫رئيــس الهيئــة ّ‬
‫وحيــث انبثــق عــن المحضــر المذكــور مقــرر تفويــض المضــاء للســيد عدنــان أ‬
‫الســود باعتبــاره نائــب رئيــس هيئــة النفــاذ‬ ‫إ‬ ‫ّ‬
‫إلــى المعلومــة وهــو بمقتضــى هــذا التفويــض يكــون الممثــل القانونــي للهيئــة‪.‬‬

‫وحيث وبتاريخ ‪ 25‬جويلية ‪ 2021‬أعلن رئيس الجمهورية عن تعليق أعمال مجلس نواب الشعب‪.‬‬

‫المــر الرئاســي عــدد ‪ 80‬لســنة ‪ 2021‬المــؤرخ فــي ‪ 29‬جويليــة ‪ 2021‬المتعلــق بتعليــق اختصاصــات‬ ‫وحيــث صــدر أ‬
‫المــدة بأمــر رئاســي‪.‬‬
‫مجلــس نــواب الشــعب لمــدة شــهر ابتــداء مــن ‪ 25‬جويليــة ‪ 2021‬مــع إمكانيــة التمديــد فــي تلــك ّ‬
‫الوامــر الرئاســية عــدد ‪ 109‬لســنة ‪2021‬‬‫وحيــث تواصــل تعليــق اختصاصــات مجلــس نــواب الشــعب بمقتضــى صــدور أ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬أوت ‪ 2021‬وعــدد ‪ 117‬لســنة ‪ 2021‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬ســبتمبر ‪ 2021‬والمتعلقــة بتدابيــر اســتثنائية‪.‬‬

‫ـأن القــوة القاهرة‬


‫وحيــث عـ ّـرف المشــرع التونســي القـ ّـوة القاهــرة صلــب مجلــة االلتزامــات والعقــود صلــب الفصــل ‪ 283‬بـ ّ‬
‫النســان دفعــه كالحــوادث الطبيعيــة‪...‬‬
‫التــي ال يتيســر معهــا الوفــاء بالعقــود هــي كل شــيء ال يســتطيع إ‬
‫وحيــث أضحــى مــن الثابــت وبالرجــوع لجميــع مــا ســبق بيانــه وخاصــة محضــر الجلســة عــدد ‪ 95‬المــؤرخ فــي ‪ 20‬فيفــري‬
‫‪ 2020‬أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة التزمــت بتطبيــق أ‬
‫الحــكام القانونيــة إثــر معاينتهــا لحالــة الشــغور فــي منصــب رئيســها‪.‬‬

‫وحيــث أن سـ ّـد الشــغور فــي منصــب رئيــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة يتجــاوز الهيئــة ليشــمل مؤسســة مجلــس نــواب‬
‫الشــعب (المعلقــة مهامــه) ورئاســة الحكومــة‪.‬‬

‫أن نائــب رئيــس الهيئــة يمــارس مهامــه الحاليــة طبقــا لتفويــض قانونــي وصريــح عمــا بأحــكام‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬
‫ـإن الدفــع المقـ ّـدم مــن الجهــة ّ‬
‫الفصــل ‪ 55‬مــن القانــون الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فـ ّ‬
‫يغــدو حريــا بالرفــض‪.‬‬

‫ •عــن المطعــن المتعلــق برفــض الدعــوى أصــا لعــدم تقديــم العــارض لنســخة ثانيــة مــن المؤيــدات تقــوم‬
‫مقــام الوصــل‪:‬‬

‫أن العــارض لــم يقـ ّـدم نســخة ثانيــة من كشــف‬


‫الدعــوى أصــا علــى أســاس ّ‬
‫المدعــى عليهــا برفــض ّ‬
‫حيــث طالبــت الجهــة ّ‬
‫قدمــه مــن وثائــق حتــى يتسـ ّنى الختــم عليــه كوصــل اســتالم وهــو إجـراء إداري عــادي معمــول بــه‬
‫المؤيــدات المتضمــن لمــا ّ‬
‫المقدمــة لالســتظهار بــه فــي طــور القضيــة أو عنــد طلــب اســترجاع‬
‫بــكل مكاتــب الضبــط والهــدف منــه تحديــد جملــة الوثائــق ّ‬
‫الســاس العــارض للحصــول علــى وصــل إيــداع وثائــق لــدى مكتــب الضبــط مــن خــال االتصــال‬ ‫مؤيــدات داعيــة علــى هــذا أ‬
‫الداريــة وتقديــم كشــف فــي تلــك الوثائــق فــي نســختين نســخة يحتفــظ بهــا‬‫بمصالــح مكتــب الضبــط المركــزي بالمحكمــة إ‬
‫مكتــب الضبــط ونســخة ثانيــة ترجــع إلــى العــارض تقــوم مقــام الوصــل‪.‬‬

‫وحيــث لئــن كان الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّإل أن ممارســة‬
‫المدعــى‬
‫هــذا الحــق واالنتفــاع بــه تبقــى مرتبطــة وثيــق االرتبــاط بالوجــود المــا ّدي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الجهــة ّ‬
‫عليهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪203‬‬
‫المدعــى عليهــا تتوفــر علــى مذكــرة داخليــة وقــع‬
‫أن الجهــة ّ‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت مــن خــال التحقيــق فــي ّ‬
‫الداريــة‬
‫بموجبهــا رفــض تمكيــن العــارض مــن وصــوالت اســتالم الوثائــق التــي أودعهــا بمكتــب الضبــط المركــزي بالمحكمــة إ‬
‫وإنمــا اســتند ق ـرار رفــض تمكينــه لوصــل اســتالم لعــدم اســتظهاره بنســخة مــن المؤيــدات التــي أودعهــا بمكتــب الضبــط‬
‫بتاريــخ ‪ 10‬جــوان ‪ 2011‬والتــي تقــوم مقــام الوصــل مثلمــا هــو معمــول بــه‪ ،‬فإنــه يتعــذر بالتالــي علــى الجهــة المدعــى عليهــا‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬‫االســتجابة لطلبــه‪ ،‬أ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪ :‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ديســمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان وهاجــر الطرابلســي وخالــد الســامي‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪204‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:3‬‬
‫‪ ‬يقصد بالمصطلحات التالية على معنى أحكام هذا القانون‪:‬‬
‫مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا‬
‫ •المعلومــة‪ :‬كل معلومــة ّ‬
‫أ‬
‫تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة لحــكام هــذا القانــون‬ ‫والتــي تنتجهــا أو‬
‫ّ‬
‫فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬
‫ •الغيــر‪ :‬كل شــخص‪ ،‬طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬غيــر الهيــكل المعنــي الــذي بحوزتــه‬
‫المعلومــة وطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الفصل ‪:4‬‬
‫ال يحــول إيــداع الوثائــق المتضمنــة للمعلومــة المســموح بالنفــاذ إليهــا علــى‬
‫بالرشــيف‪ ،‬دون الحــق فــي النفــاذ إليهــا وذلــك‬‫معنــى أحــكام هــذا القانــون‪ ،‬أ‬
‫مــع مراعــاة أحــكام الفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬

‫الفصل ‪:5‬‬
‫يتع ّيــن علــى جميــع الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪ ،‬رصــد االعتمــادات‬
‫الالزمــة للبرامــج أ‬
‫والنشــطة المتعلقــة بالنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1686‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪2021‬‬

‫ف‪.‬ن ‪ /‬وزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬وجود مادي أو قانوني للمعلومة‪ ،‬إنشاء المعلومة‪..‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـح مــن إجـراءات التحقيـــق فــي الدعــوى أن الوثائــق‬ ‫وممــا َرشَ ـ َ‬


‫وحيــث يُســتخلص مــن مظروفـــات الملــف َّ‬
‫المدعي ال وجود لها ضمـــن الوثائـــق التي تُنتجهـــا وتُمسكهـــا قانونيـــا‬ ‫ّ‬ ‫الحصــول عليهــا من طرف‬
‫المطلــوب ُ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ونظام ّيـــا وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة المـــر الـ ّـذي يتعـ ّـذر معـــه ماديّـــا علــى هــذه الخيــرة‬
‫تمكيـــن القائــم بالدعــوى مــن النفــاذ إليهــا وفقـــا ُلمقتضيــات القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ غلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمرســمة تحــت‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 27‬ديســمبر‪2019‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد االطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة قصــد الحصــول‬
‫ّ‬ ‫عــدد ‪1686‬‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن مــآل تنفيــذ تقســيم وتحديــد الملــك العمومــي للطرقــات وممــر المتســاكنين وأمــر االنتـزاع المتعلــق‬
‫بمنطقــة ســقانص المنســتير بالطريــق الجهويــة ‪ 92‬ومفتــرق شــارع ابــن الجـزار‪ ،‬إال أنــه لــم يتلـ ّـق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء‬
‫طالبــا إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة ً‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫المطلوبــة مؤسســا دعــواه علــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬
‫فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة بتاريــخ ‪ 02‬ديســمبر ‪،2020‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص بأنــه ســبق للمعنــي أ‬
‫بالمــر أن تقــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة طالبــا تمكينــه مــن نســخة ورقيــة من‬
‫تنفيــذ تقســيم وتحديــد الملــك العمومــي للطرقــات وممــر للمتســاكنين وتمكينــه مــن أمــر انتـزاع‪ ،‬وبالتحــري فــي الموضــوع مــع‬
‫الدارة العامــة لالقتنــاء والتحديــد باعتبارهــا الهيــكل المعنــي بالمعلومــة تمــت إجابتــه بموجــب المكتــوب ‪102-1120-12-2020‬‬ ‫إ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 19‬فيفــري ‪ ،2020‬وأنــه خالفــا لمــا ورد بعريضتــه المصاحبــة لمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــإن العقــار موضــوع‬
‫الرســم العقــاري عــدد ‪ 215442/35017‬المنســتير الكائــن بســقانص علــى مســتوى الطريــق الجهويــة ‪ MC92‬وشــارع ابــن الجـزار‬
‫بالمنســتير لــم يشــمله أمــر االنتـزاع بهــذه الطريــق بــل شــمله أمــر انتـزاع مــؤرخ فــي ‪ 12‬جويليــة ‪ 1962‬لفائــدة الملــك العــام‬
‫ـالدارة العامــة لالقتنــاء والتحديــد أيــة معطيات‬
‫للطرقــات أي قبــل إحــداث وزارة أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة وال يتوفــر بـ إ‬
‫بخصــوص هــذا الموضــوع‪ .‬كمــا تــم اعالمــه بأنّــه بخصــوص تنفيــذ محضــر التحجيــر عــدد ‪ 37612‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪1965‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪206‬‬
‫فانــه باالطــاع علــى ســجل الرســم العقــاري المذكــور فــإن العقــار ال يـزال علــى ملــك المدعــو أحمــد بــن محمــد فريــح ولــم‬
‫ـالدارة الجهويــة‬ ‫آ‬
‫يقــع إدراج أي عمليــة بــه وبالتالــي لــم يتــم تنفيــذ محضــر التحجيــر لحــد الن وتمــت دعوتــه لربــط الصلــة بـ إ‬
‫والســكان بالمنســتير لالختصــاص‪.‬‬‫للتجهيــز إ‬
‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء اجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد االطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكالً‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزيــر أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن مــآل‬
‫تنفيــذ تقســيم وتحديــد الملــك العمومــي للطرقــات وممــر المتســاكنين وأمــر االنت ـزاع المتعلــق بمنطقــة ســقانص المنســتير‬
‫بالطريــق الجهويــة ‪ 92‬ومفتــرق شــارع ابــن الج ـزار‪ ،‬ذلــك اســتنادا إلــى حقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫بالقانــون أ‬

‫بالمــر أن تقــدم ‪2019‬‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة المدعــي عليهــا‪ ،‬فــي إطــار الــرد علــى الهيئــة‪ ،‬بأنــه ســبق للمعنــي أ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة طالبــا تمكينــه مــن نســخة ورقيــة مــن تنفيــذ تقســيم وتحديــد الملــك العمومــي للطرقــات وممــر‬
‫الدارة العامــة لالقتنــاء والتحديــد باعتبارهــا الهيــكل المعني‬
‫للمتســاكنين وتمكينــه مــن أمــر اتـزاع‪ ،‬وبالتحــري فــي الموضــوع مــع إ‬
‫بالمعلومــة تمــت إجابــة الســيد فتحــي نابــي بموجــب مكتوبــي ‪ 102-1120-12-2020‬المــؤرخ فــي ‪ 19‬فيفــري ‪ ،2020‬وأنــه خالفــا‬
‫لمــا ورد بعريضتــه المصاحبــة لمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــإن العقــار موضــوع الرســم العقــاري عــدد ‪215442/35017‬‬
‫المنســتير الكائــن بســقانص علــى مســتوى الطريــق الجهويــة ‪ MC92‬وشــارع ابــن الج ـزار بالمنســتير لــم يشــمله أمــر االنت ـزاع‬
‫بهــذه الطريــق بــل شــمله أمــر انت ـزاع مــؤرخ فــي ‪ 12‬جويليــة ‪ 1962‬لفائــدة الملــك العــام للطرقــات أي قبــل إحــداث وزارة‬
‫ـالدارة العامــة لالقتنــاء والتحديــد أيــة معطيــات بخصــوص هــذا الموضــوع‪.‬‬ ‫أمــاك الدولــة والشــؤون العقاريــة وال يتوفــر بـ إ‬
‫كمــا تــم اعالمــه بأنــه بخصــوص تنفيــذ محضــر التحجيــر عــدد ‪ 37612‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 1965‬فانــه باالطــاع علــى ســجل‬
‫الرســم العقــاري المذكــور فــإن العقــار ال ي ـزال علــى ملــك أحمــد بــن محمــد فريــح ولــم يقــع إدراج أي عمليــة بــه وبالتالــي‬
‫والســكان بالمنســتير‬ ‫آ‬
‫ـالدارة الجهويــة للتجهيــز إ‬‫لــم يتــم تنفيــذ محضــر التحجيــر لحــد الن وتمــت دعوتــه لربــط الصلــة بـ إ‬
‫لالختصــاص‪ ،‬مدليــا بمــا يفيــد ذلــك‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫للجراءات‬
‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومة‪.‬‬ ‫أ‬
‫والشــروط القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪207‬‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارستـــه‬ ‫أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يُعــ ّـد حقــا أساسيـــا لـ ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫عددهــا القانــون لعـ ّـل أبرزهــا تعزيـــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬ ‫أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيـــق ُجملـــة مــن الهــداف ّ‬
‫بالتصـ ّـرف في المرفـــق العـــام‪.‬‬

‫دونـــة مهمــا كان تاريخهـــا أو شــكلها أو‬ ‫وحيــث عـ ّـرف القانــون المذكـــور أعــاه ُمصطلــح المعلومــة بأنّـــه‪ّ :‬‬
‫«كل معلومــة ُم ّ‬
‫وعاؤهــا والتــي تُنتجهـــا أو تتحصـــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها»‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتضــح ممــا ســبق بسطـــه أن حــق النفــاذ الــى المعلومــة ُمرتبــط أشـ ّـد االرتبــاط بالوجــود الفعلــي والمــادي‬
‫بأي‬
‫للمعلومــة أيّـــا كان شكلهـــا و‪/‬أو وعاؤهــا َســوا ًء أكانــت ُمـوثّـقـــة كتابيـــا علــى الــورق أو محفوظـــة إلكترونيـــا أو ثبــت وجودها ّ‬
‫شــكل آخـــر من أشــــكال التوثيـــق المتعامل بهـــا‪.‬‬

‫وممــا َر َشـ َـح مــن إج ـراءات التحقيـــق فــي الدعــوى أن الوثائــق المطلــوب‬ ‫وحيــث يُســتخلص مــن مظروفـــات الملــف َّ‬
‫ونظاميـــا وزارة أمــاك الدولة‬
‫ّ‬ ‫الحصــول عليهــا مــن طــرف المدعـ ّـي ال وجــود لها ضمـــن الوثائـــق التي تُنتجهـــا وتُمسكهـــا قانونيـــا‬
‫ُ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والشــؤون العقاريــة المـــر الــذّ ي يتعــذّ ر معـــه ماديّـــا علــى هــذه الخيــرة تمكيـــن القائــم بالدعــوى مــن النفــاذ إليهــا وفقـــا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ غلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫ُلمقتضيــات القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيث أضحت الدعوى والحالة ما ذُكـر غير ذات موضـوع واتّجـه بالتالي رفضهـا على حالتهـا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ً ورفضها أصال‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬
‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة ريــم العبيــدي ورقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ومنــى‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬
‫ّ‬
‫الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪..‬‬
‫الدهــان ومحمــد القســنطيني وخالــد ّ‬

‫التجاه القرار عدد ‪ 1340‬بتاريخ ‪ 22‬أفريل ‪2021‬‬


‫يراجع أيضا في نفس إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪208‬‬
‫القرار عدد ‪ 1800‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪2021‬‬

‫منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • مفهوم المعلومة‪ ،‬مسك المعلومة‪ ،‬أعمال التحقيق‪ ،‬انشاء المعلومة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث لئــن ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي القضيــة أنــه لــم يقــع إحــداث جهــاز الوقايــة والتقصــي بهيئــة‬
‫المدعــى عليهــا مــن ممارســة مهامهــا المتصلــة بأعمــال‬ ‫أن ذلــك لــم يمنــع الجهــة ّ‬ ‫مكافحــة الفســاد‪ ،‬إال ّ‬
‫الج ـراءات التــي‬‫التحقيــق فــي جرائــم الفســاد وهــو مــا يقتضــي معــه بالضــرورة إرســائها لجملــة مــن إ‬
‫وأن الفصــل ‪ 21‬مــن المرســوم ســابق الذكــر اقتضــى أن يتعهــد مجلــس‬ ‫حتمهــا ســير العمــل خاصــة ّ‬
‫الهيئــة بالنظــر فــي التوجهــات أ‬
‫الساســية لعملهــا ويبــدي رأيــه فــي المهــام الموكولــة إليهــا‪ ...‬كمــا يتولــى‬
‫إق ـرار النظــام الداخلــي للهيئــة والمصادقــة علــى تقريرهــا الســنوي»‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 29‬جانفــي ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الهيئــة‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1800‬‬
‫الج ـراءات التــي تتخذهــا‬‫الوطنيــة لمكافحــة الفســاد مــن أجــل الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن معطيــات بخصــوص إ‬
‫الهيئــة فــي حالــة ثبــوت بـراءة المتهــم بالفســاد قضائيــا قــد تـ ّـم التبليــغ ضـ ّـده لــدى الهيئــة مــع العلــم أن الهيئــة قــد اتخــذت‬
‫ممــا دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة‬ ‫أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض‪ّ ،‬‬ ‫إج ـراءات فــي حــق المبلــغ عنــه‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫أ‬
‫ـتندة فــي ذلــك علــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لحــكام‬‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعطيــات المطلوبــة مسـ ً‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى الـ ّـرد المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا الــوارد علــى كتابــة الهيئــة بتاريــخ ‪ 7‬فيفــري‬
‫المدعــي علــى أســاس أن موضــوع المطلــب ال يرتقــي إلــى‬ ‫أن الهيئــة رفضــت االســتجابة لطلــب ّ‬ ‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫ّ‬ ‫‪،2020‬‬
‫الجـراءات التــي تتخذهــا الهيئــة‬‫المدونــة المتوفــرة لديهــا بــل هــو مــن قبيــل االسترشــاد أو االستشــارة حــول إ‬
‫ّ‬ ‫درجــة المعلومــة‬
‫والج ـراءات التــي تقــوم بهــا الهيئــة فــي إطــار صالحياتهــا‬ ‫أ‬
‫فــي خصــوص الملفــات منــاط اختصاصهــا‪ .‬مضيفــة بــأن العمــال إ‬
‫الساســي عــدد‬ ‫القضائيــة قــد نظمهــا المرســوم الطــاري عــدد ‪ 120‬لســنة ‪ 2011‬المتعلــق بمكافحــة الفســاد وكذلــك القانــون أ‬
‫إ‬
‫بالبــاغ عــن حــاالت الفســاد وحمايــة المبلغيــن وهــي نصــوص منشــورة بالرائــد الرســمي للجمهوريــة‬ ‫‪ 10‬لســنة ‪ 2017‬المتعلــق إ‬
‫التونســية وكذلــك بالصفحــة الرســمية للهيئــة علــى الموقــع ‪.www.inlucc.tn‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪209‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى ر ّد العارضــة علــى تقريــر الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا الــوارد بتاريــخ ‪ 24‬فيفــري ‪ 2020‬والــذي تمســكت‬
‫مــن خاللــه بحقهــا فــي الحصــول علــى المعطيــات المطلوبــة باعتبــار أن طلباتهــا تســتجيب لتعريــف المعلومــة مثلمــا وردت‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫بالفصــل ‪ 3‬مــن القانــون أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد االطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا ي ّتجــه معــه‬


‫وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام رئيــس الهيئــة الوطنيــة لمكافحــة الفســاد بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا‬
‫الج ـراءات التــي تتخذهــا الهيئــة فــي حالــة ثبــوت‬
‫القانونــي مــن الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن معطيــات بخصــوص إ‬
‫بـراءة المتهــم بالفســاد قضائيــا بعــد أن تـ ّـم التبليــغ ضـ ّـده لــدى الهيئــة مــع العلــم أن الهيئــة قــد اتخــذت إجـراءات فــي حــق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫المبلــغ عنــه‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫المـ ّ‬
‫المدونــة المتوفــرة لديهــا‬
‫ّ‬ ‫ـأن موضــوع المطلــب ال يرتــق إلــى درجــة المعلومــة‬ ‫المدعــى عليهــا بـ ّ‬
‫وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫الجـراءات التــي تتخذهــا الهيئــة فــي خصــوص الملفــات منــاط اختصاصهــا‪.‬‬ ‫بــل هــو مــن قبيــل االسترشــاد أو االستشــارة حــول إ‬
‫الطــاري عــدد‬ ‫أ‬
‫والجـراءات التــي تقــوم بهــا الهيئــة فــي إطــار صالحياتهــا القضائيــة قــد نظمهــا المرســوم إ‬
‫مضيفــة بــأن العمــال إ‬
‫بالبــاغ عــن حــاالت‬ ‫أ‬
‫‪ 120‬لســنة ‪ 2011‬المتعلــق بمكافحــة الفســاد وكذلــك القانــون الساســي عــدد ‪ 10‬لســنة ‪ 2017‬المتعلــق إ‬
‫الفســاد وحمايــة المبلغيــن وهــي نصــوص منشــورة بالرائــد الرســمي للجمهوريــة التونســية وكذلــك بالصفحــة الرســمية للهيئــة‬
‫علــى الموقــع ‪.www.inlucc.tn‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي مــن أجــل تكريــس‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الطــاري عــدد ‪ 120‬لســنة ‪ 2011‬المــؤرخ فــي ‪ 14‬نوفمبــر ‪ 2011‬المتعلــق‬‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 31‬مــن المرســوم إ‬
‫بمكافحــة الفســاد أنــه» يتعهــد جهــاز الوقايــة والتقصــي بالبحــث فــي جرائــم الفســاد‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪210‬‬
‫الطــار تجميــع المعلومــات والوثائــق والشــهادات التــي مــن شــأنها أن تمكــن مــن تقصــي الحقيقــة‬ ‫ويتولــى فــي هــذا إ‬
‫بخصــوص شــبهة ارتــكاب جرائــم فســاد مــن قبــل أي شــخص مــادي أو معنــوي عــام أو خــاص أو أي تنظيــم أو جمعيــة أو‬
‫هيئــة مهمــا كانــت طبيعتهــا والتثبــت فــي المعلومــات والوثائــق المجمعــة ومــدى صحتهــا قبــل إحالتهــا علــى الســلط القضائيــة‬
‫المختصــة قصــد تتبــع مرتكبــي هــذه الجرائــم‪ .‬ولهــا أن تقــوم بأعمــال التفتيــش وحجــز الوثائــق والمنقــوالت بــكل المحــات‬
‫المهنيــة والخاصــة التــي تــرى ضــرورة تفتيشــها وذلــك دون إج ـراء آخــر‪ .‬وتعتمــد المحاضــر والتقاريــر التــي يحررهــا جهــاز‬
‫الوقايــة والتقصــي عنــد مباشــرة أعمــال التقصــي فــي جرائــم الفســاد حججــا ال يمكــن الطعــن فيهــا إال بالــزور‪».‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 33‬مــن المرســوم المشــار إليــه أعــاه أنــه» يمكــن لرئيــس الهيئــة بنــاء علــى مداولــة لجهــاز الوقايــة‬ ‫كمــا نـ ّ‬
‫الجـراءات التحفظيــة‬ ‫والتقصــي وعنــد وجــود أدلــة جديــة حــول اقتـراف جرائــم فســاد أن يطلــب مــن الســلط المختصــة اتخــاذ إ‬
‫المــوال والممتلــكات موضــوع الجريمــة أو تبديلهــا أو‬ ‫المناســبة ضــد المشــتبه فــي ارتكابهــم تلــك الجرائــم لمنــع إحالــة أ‬
‫التصــرف فيهــا أو نقلهــا أو إتالفهــا‪ .‬كمــا يمكــن لرئيــس الهيئــة بنــاء علــى مداولــة لجهــاز الوقايــة والتقصــي أن يطلــب مــن الســلط‬
‫الجـراءات التحفظيــة المناســبة عنــد وجــود خــرق واضــح للقوانيــن والتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪».‬‬ ‫المختصــة اتخــاذ إ‬
‫كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 23‬مــن ذات المرســوم أنــه يتولــى جهــاز الوقايــة والتقصــي إدارة الهيئــة ويتمتــع فــي نطــاق المهــام‬
‫الموكولــة إليــه بالصالحيــات التاليــة (‪ )...‬إعــداد مشــاريع النصــوص القانونيــة والترتيبيــة الخاصــة بعمــل الهيئة‪»...‬‬

‫وحيــث لئــن ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي القضيــة أنــه لــم يقــع إحــداث جهــاز الوقايــة والتقصــي بهيئــة مكافحــة‬
‫المدعــى عليهــا مــن ممارســة مهامهــا المتصلــة بأعمــال التحقيــق فــي جرائــم الفســاد‬
‫أن ذلــك لــم يمنــع الجهــة ّ‬ ‫الفســاد‪ ،‬إال ّ‬
‫وأن الفصــل ‪ 21‬مــن‬ ‫الج ـراءات التــي حتمهــا ســير العمــل خاصــة ّ‬ ‫وهــو مــا يقتضــي معــه بالضــرورة إرســائها لجملــة مــن إ‬
‫أ‬
‫المرســوم ســابق الذكــر اقتضــى أن يتعهــد مجلــس الهيئــة بالنظــر فــي التوجهــات الساســية لعملهــا ويبــدي رأيــه فــي المهــام‬
‫الموكولــة إليهــا‪ ...‬كمــا يتولــى إق ـرار النظــام الداخلــي للهيئــة والمصادقــة علــى تقريرهــا الســنوي»‪.‬‬

‫ـث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫أن المعطيــات المطلوبــة ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬المشــار إليــه أعــاه‬ ‫وحيــث ّ‬
‫مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن‬


‫وحيــث ي ّتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب المدعيــة وإل ـزام الجهــة ّ‬
‫الجـراءات التــي تتخذهــا الهيئــة فــي حالــة ثبــوت بـراءة المتهــم بالفســاد قضائيــا‬
‫نســخة ورقيــة تتضمــن معطيــات بخصــوص إ‬
‫بعــد أن تـ ّـم التبليــغ ضـ ّـده لــدى الهيئــة مــع العلــم أن الهيئــة قــد اتخــذت إجـراءات فــي حــق المبلــغ عنــه‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس الهيئــة الوطنيــة لمكافحــة الفســاد بتمكيــن العارضــة فــي شــخص‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الج ـراءات التــي تتخذهــا الهيئــة فــي حالــة ثبــوت ب ـراءة‬
‫ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة تتضمــن معطيــات بخصــوص إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪211‬‬
‫المتهــم بالفســاد قضائيــا قــد تـ ّـم التبليــغ ضـ ّـده لــدى الهيئــة مــع العلــم أن الهيئــة قــد اتخــذت إج ـراءات فــي حــق‬
‫المبلــغ عنــه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬


‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ومنــى‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الدهــان وريــم العبيــدي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫يراجع في نفس االتجاه القرار عدد ‪ 1842‬بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪212‬‬
‫القرار عدد ‪ 1854‬بتاريخ ‪ 22‬أفريل ‪2021‬‬

‫أ‪.‬ش‪ /‬الرئيس المدير العام للديوان الوطني للتطهير‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬إتالف وثائق‪ ،‬أرشيف‪ ،‬جدول مدد استبقاء الوثائق‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث أنّــه وحســب جــدول مــدد اســتبقاء الوثائــق الخــاص بالديــوان الوطنــي للتطهيــر المصــادق عليــه‬
‫ـإن الوثيقــة المطلوبــة تنــدرج ضمــن‬
‫بقـرار مــن وزيــر البيئــة والتنميــة المســتديمة بتاريــخ ‪ 11‬أوت ‪ 2005‬فـ ّ‬
‫مــدة االحتفــاظ بــه بســنة واحــدة بعــد‬
‫حــددت ّ‬‫مكونــات ملــف ضبــط مناطــق تدخــل الديــوان الــذي ّ‬
‫المــر المحــدث لمنطقــة تدخــل الديــوان‪ ،‬أي أن ملــف ضبــط مناطــق تدخــل الديــوان الخــاص‬ ‫صــدور أ‬
‫بالمنطقــة البلديــة بزغــوان قــد تــم اتالفــه بعــد ســنة مــن صــدور أ‬
‫المــر المذكــور أي فــي ‪ 23‬مــارس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ 1992‬وحيــث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪،‬‬
‫فــإن ممارســة هــذا الحــق واالنتفــاع بــه مرتبــط بالوجــود المــا ّدي والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫تتحــوز علــى وثيقــة‬


‫ّ‬ ‫أن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تعــد‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫االتفــاق المبــرم بتاريــخ ‪ 28‬أفريــل ‪ 1987‬بيــن الديــوان الوطنــي للتطهيــر ومالــك العقــار بحكــم اتالفهــا‬
‫ـإن الدعــوى الماثلــة تغــدو فاقــدة لمــا يؤسســها‬
‫بعــد اســتنفاذ المـ ّـدة الزمنيــة المحـ ّـددة الســتبقائها‪ ،‬فـ ّ‬
‫مــن الناحيــة القانونيــة وهــو مــا يتجــه معــه رفضهــا أصــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬فيفــري ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1854‬‬
‫للتطهيــر للحصــول علــى نســخة مــن االتفــاق المبــرم بيــن الديــوان والســيد عثمــان بــن صالــح بــن حمــدة بتاريــخ ‪ 28‬أفريــل‬
‫طالبــا إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬
‫‪ ،1987‬إال أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال ً‬
‫أ‬
‫بتمكينــه مــن نســخة مــن الوثيقــة المذكــورة مســتنداً فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـؤرخ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للتطهيــر بتاريــخ ‪ 28‬فيفــري‬
‫‪ ،2019‬والمتضمــن بالخصــوص أنّــه يتعــذّ ر علــى الديــوان االســتجابة للطلــب موضــوع الدعــوى لعــدم تو ّفــر الوثيقــة المطلوبــة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪213‬‬
‫المدعــي بموقــف الديــوان ســوى خــال زياراتــه للمقـ ّـر‬
‫بأرشــيف ملفاتــه العقاريــة‪ ،‬وقــد ســبق لمصالــح الديــوان أن أفــادت ّ‬
‫االجتماعــي أو عــن طريــق المراســلة‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن مراســلة الديــوان التــي وجهــت للعــارض‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للتطهيــر بتاريــخ ‪ 9‬مــارس‬
‫والمتضمــن بالخصــوص أنّــه تطبيقــا لمقتضيــات القانــون عــدد ‪ 41‬لســنة ‪ 1993‬تتمثــل مهــام الديــوان الوطنــي للتطهيــر‬ ‫ّ‬ ‫‪2020‬‬
‫فــي حمايــة المحيــط المائــي ولهــذا الغــرض كلــف خاصــة بالتصــرف واســتغالل وصيانــة كل المنشــآت المتعلقــة بالتطهيــر‬
‫وخاصــة فــي جميــع المناطــق البلديــة المتبنــاة مــن طــرف الديــوان وتدخــل ضمــن دوائــر تدخلــه والتــي يقــع ضبطهــا حســب‬
‫أحــكام الفصــل ‪ 4‬مــن هــذا القانــون بأمــر‪ ،‬وفــي هــذا االطــار يتنـ ّزل االتفــاق موضــوع مطلــب النفــاذ المبــرم بتاريــخ ‪ 28‬أفريــل‬
‫‪ 1987‬والقاضــي بوضــع قنــوات شــبكة الميــاه المســتعملة فــوق العقــار المعــروف بــأرض الســواني‪ .‬وأضــاف أنّــه عمــا بأحــكام‬
‫المــر عــدد ‪ 465‬لســنة ‪ 1991‬والمــؤرخ فــي ‪ 23‬مــارس ‪ 1991‬فقــد تــم ادمــاج المنطقــة البلديــة بزغــوان مــكان تواجــد عقــار‬ ‫أ‬
‫العــارض ضمــن دائــرة تدخــل الديــوان الوطنــي للتطهيــر بتاريــخ ‪ 23‬مــارس ‪ ،1991‬وعليــه فإنّــه يتعــذّ ر علــى الديــوان الوطنــي‬
‫للتطهيــر االســتجابة لطلــب العــارض لعــدم تواجــد الوثيقــة المطلوبــة بأرشــيف الديــوان‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن أ‬
‫المــر المذكــور‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا علــى التوالــي مــن قبــل المدعــي بتاريــخ ‪ 13‬مــارس ‪ 2020‬و‪ 16‬جــوان‬
‫والمتضمنيــن بالخصــوص تمســكه بطلبــه المتمثــل فــي الحصــول علــى نســخة ممضــاة مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام‬
‫ّ‬ ‫‪2020‬‬
‫للديــوان الوطنــي للتطهيــر لعقــد االتفــاق المبــرم بيــن الديــوان وعثمــان بــن صالــح بــن حمــدة عيســى حــول وضــع قنــوات‬
‫أن ر ّد الديــوان غيــر مقنــع‬
‫بالمضــاء عليــه مــن طــرف العــارض‪ .‬وأضــاف ّ‬
‫تصريــف الميــاه علــى أرضــه وهــذا االتفــاق معـ ّـرف إ‬
‫أ‬
‫فالرشــيف غيــر متواجــد ولكــن الديــوان ال ي ـزال موجــودا‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن‬ ‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للتطهيــر بتمكيــن العــارض من نســخة‬ ‫حيـ ُ‬
‫مــن عقــد االتفــاق المبــرم بتاريــخ ‪ 28‬أفريــل ‪ 1987‬بيــن الديــوان وعثمــان بــن صالــح بــن حمــدة عيســى حــول وضــع قنــوات‬
‫تصريــف الميــاه علــى أرضــه‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيــث أفــاد الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للتطهيــر فــي نطــاق ّرده عــن الدعــوى بعــدم توفــر الوثيقــة‬
‫المطلوبــة بأرشــيف الديــوان‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪214‬‬
‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضى أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن إدمــاج المنطقــة البلديــة بزغــوان أيــن يتواجــد عقــار العــارض ضمــن دائــرة تدخــل الديــوان الوطنــي للتطهيــر‬
‫وحيــث ّ‬
‫المــر عــدد ‪ 465‬لســنة ‪ 1991‬المــؤرخ فــي ‪ 23‬مــارس ‪.1991‬‬ ‫تــم بموجــب أ‬
‫ّ‬
‫وحيــث أنّــه وحســب جــدول مــدد اســتبقاء الوثائــق الخــاص بالديــوان الوطنــي للتطهيــر المصــادق عليــه بقـرار مــن وزيــر‬
‫ـإن الوثيقــة المطلوبــة تنــدرج ضمــن مكونــات ملــف ضبــط مناطــق تدخــل‬ ‫البيئــة والتنميــة المســتديمة بتاريــخ ‪ 11‬أوت ‪ 2005‬فـ ّ‬
‫أ‬
‫الديــوان الــذي حـ ّـددت مـ ّـدة االحتفــاظ بــه بســنة واحــدة بعــد صــدور المــر المحــدث لمنطقــة تدخــل الديــوان‪ ،‬أي أن ملــف‬
‫المــر المذكــور أي‬‫ضبــط مناطــق تدخــل الديــوان الخــاص بالمنطقــة البلديــة بزغــوان قــد تــم اتالفــه بعــد ســنة مــن صــدور أ‬
‫ّ‬
‫فــي ‪ 23‬مــارس ‪.1992‬‬

‫وحيــث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فــإن ممارســة هــذا‬
‫الحــق واالنتفــاع بــه مرتبــط بالوجــود المــا ّدي والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫أن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تعــد تتحـ ّـوز علــى وثيقــة االتفــاق المبــرم‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫بتاريــخ ‪ 28‬أفريــل ‪ 1987‬بيــن الديــوان الوطنــي للتطهيــر ومالــك العقــار بحكــم اتالفهــا بعــد اســتنفاذ المـ ّـدة الزمنيــة المحـ ّـددة‬
‫ـإن الدعــوى الماثلــة تغــدو فاقــدة لمــا يؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة وهــو مــا يتجــه معــه رفضهــا أصــا‪.‬‬ ‫الســتبقائها‪ ،‬فـ ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 22‬أفريــل ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫العبيــدي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫يراجع أيضا القرار عدد ‪ 2035‬بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪215‬‬
‫القرار عدد ‪ 1873‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪2021‬‬

‫منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى‬
‫والمتوسطة في شخص ممثلها القانوني وزير التربية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬وثائق ينتجها الهيكل‪ ،‬لم يتحصل عليها‪ ،‬عدم توفر‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي طب ًقــا‬ ‫ـث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ُّـد ح ًقــا أساس ـ ًيا لـ ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫لمــا أقـ ّـره صراحــة القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق‬
‫ـإن ممارســة هــذا الحــق واالنتفــاع بــه يظـ ّـل مرتبطــا وثيــق االرتبــاط بالوجــود‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫المــا ّدي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الجهــة المعنيــة بمطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن وزارة الصناعــة‬


‫الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬ ‫ـث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدعــوى الماثلــة تغــدو‬ ‫والمؤسســات الصغــرى والمتوســطة ال تتو ّفــر علــى الوثيقــة المطلوبــة‪ّ ،‬‬
‫فــإن ّ‬
‫ؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة بمــا ي ّتجــهُ معــهُ رفضهــا أص ـاً‪.‬‬
‫فاقــدة لمــا يُ ّ‬

‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 22‬جانفــي ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن المنظمــة ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الصناعــة و‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪1783‬‬
‫ّ‬
‫آ‬
‫المؤسســات الصغــرى و المتوســطة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن خريطــة البــار البتروليــة التــي تـ ّـم حفرهــا منــذ‬
‫المــر الــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلـزام‬ ‫‪ 1956‬فــي كافــة التـراب التونســي‪ ،‬إال أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤسســة دعواهــا علــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ‬
‫وزيــر الصناعــة و المؤسســات الصغــرى و المتوســطة بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫الــى المعلومــة طبقــا ألحــكام القانــون أ‬
‫النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الطاقــة والمناجــم واالنتقــال الطاقــي بتاريــخ ‪ 09‬مــارس ‪2020‬‬
‫وأن‬ ‫أ‬
‫أن المعلومــة المطلوبــة موجــودة لــدى قاعــدة بيانــات المؤسســة التونســية للنشــطة البتروليــة ّ‬ ‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬‫ّ‬
‫الــوزارة ال تمتلــك المعلومــة المطلوبــة‪.‬‬
‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات ّ‬
‫الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحـ ّـق ال ّنفــاذ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪216‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعيــة مــن نســخة ورقيــة مــن‬ ‫والنتقــال الطاقــي بتمكيــن ّ‬


‫الدعــوى إلــى إلـزام وزيــر الطاقــة والمناجــم إ‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫خريطــة آ‬
‫البــار البتروليــة التــي تـ ّـم حفرهــا منــذ ‪ 1956‬فــي كافــة التـراب التونســي إســتنادا إلــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫أن المعلومــة المطلوبــة موجــودة لــدى قاعــدة بيانــات المؤسســة‬


‫المدعــى عليهــا ّ‬
‫وحيــث أفــاد الممثــل القانونــي للجهــة ّ‬
‫وأن الــوزارة ال تمتلــك المعلومــة المطلوبــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫التونســية للنشــطة البتروليــة ّ‬
‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫الدولة تضمن ّ‬
‫أن ّ‬‫الدستور ّ‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من ّ‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي طب ًقــا لمــا أقـ ّـره صراحــة‬ ‫ـث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ُّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لـ ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫فــإن‬ ‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق‬ ‫القانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ممارســة هــذا الحــق واالنتفــاع بــه يظـ ّـل مرتبطــا وثيــق االرتبــاط بالوجــود المــا ّدي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الجهــة‬
‫المعنيــة بمطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن وزارة الصناعــة والمؤسســات‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬
‫ـث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫ؤسســها مــن الناحيــة‬
‫الدعــوى الماثلــة تغــدو فاقــدة لمــا يُ ّ‬
‫فــإن ّ‬
‫الصغــرى والمتوســطة ال تتوفّــر علــى الوثيقــة المطلوبــة‪ّ ،‬‬
‫القانونيــة بمــا ي ّتجـ ُـه معـ ُـه رفضهــا أص ـاً‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول ّ‬
‫الدعوى شكال ً ورفضها أصالً‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 17‬جــوان‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الد ّهــان وهاجــر ال ّطرابلســي وخالــد الســامي‪.‬‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪217‬‬
‫القرار عدد ‪ 1881‬بتاريخ ‪ 24‬جوان ‪2021‬‬

‫م‪.‬ش‪ /‬والي نابل‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬وثائق يتحصل عليها‪ ،‬ممارسة النشاط‪ ،‬عدم انتاج المعلومة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تنتــج هــذه الوثيقــة ولــم تتو ّلــى‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫ـإن الدعــوى الماثلــة تغــدو فاقــدة لمــا يؤسســها‬ ‫أساســا مراســلة الهيئــة العليــا المســتقلة لالنتخابــات‪ ،‬فـ ّ‬
‫مــن الناحيــة القانونيــة وهــو مــا ي ّتجــه معــه رفضهــا أصــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪1881‬‬‫ّ‬ ‫المقدمــة مــن المدعــي المذكــور أعــاه‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫وا ّلتــي تفيــد أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى والــي نابــل طالبــا مــن خاللــه الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن‬
‫المراســلة التــي تــم توجيههــا مــن طــرف دائــرة الشــؤون البلديــة بواليــة نابــل إلــى الهيئــة العليــا المســتقلة لالنتخابــات إثــر‬
‫تقديــم الســيد فتحــي الدريهمــي عضــو المجلــس البلــدي التراجــع عــن االســتقالة بتاريــخ ‪ ،16/12/2019‬غيــر أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد الحصــول علــى الوثيقــة‬ ‫الجــل القانونــي‪ .‬أ‬ ‫علــى مطلبــه بالرغــم مــن مــرور أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬ ‫المطلوبــة مؤسســا دعــواه علــى ح ّقــه فــي النفــاذ الــى المعلومــة طبقــا ألحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقاريــر المدلــى بهــا مــن قبــل والــي نابــل بتاريــخ ‪ 8‬مــاي ‪ 2020‬و‪ 3‬أوت ‪ 2020‬و‪ 10‬أوت ‪2020‬‬
‫والمتضمنــة بالخصــوص أنّــه لــم يتـ ّـم توجيــه مراســلة إلــى الهيئــة العليــا المســتقلة لالنتخابــات إثــر تقديــم الســيد فتحــي‬
‫ّ‬
‫أن التراجــع فــي االســتقالة تتـ ّـم معاينتــه مــن طــرف المجلــس البلــدي‪.‬‬
‫الدريهمــي التراجــع فــي االســتقالة كعضــو بلــدي باعتبــار ّ‬
‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات ّ‬
‫الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬
‫ وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحـ ّـق‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪218‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام والــي نابــل بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن المراســلة التــي تــم توجيههــا مــن‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫طــرف دائــرة الشــؤون البلديــة بواليــة نابــل إلــى الهيئــة العليــا المســتقلة لالنتخابــات إثــر تقديــم الســيد فتحــي الدريهمــي‬
‫عضــو المجلــس البلــدي التراجــع عــن االســتقالة بتاريــخ ‪.16/12/2019‬‬

‫وحيــث أفــاد والــي نابــل ضمــن ر ّده علــى الدعــوى أنّــه لــم يتـ ّـم توجيــه مراســلة إلــى الهيئــة العليــا المســتقلة لالنتخابــات‬
‫أن التراجــع فــي االســتقالة تتـ ّـم معاينتــه‬
‫إثــر تقديــم الســيد فتحــي الدريهمــي التراجــع فــي االســتقالة كعضــو بلــدي باعتبــار ّ‬
‫مــن طــرف المجلــس البلــدي‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫الدولة تضمن ّ‬
‫أن ّ‬‫الدستور ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من ّ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يُعـ ّـد ح ًّقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي ّ‬
‫العموميــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬‫بال ّتصـ ّـرف فــي المرافــق ّ‬
‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ وحيث اقتضى أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيــث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فــإن ممارســة هــذا‬
‫الحــق واالنتفــاع بــه يبقــى مرتبطــا وثيــق االرتبــاط بالوجــود المــا ّدي والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫أن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تنتــج هــذه الوثيقــة ولــم تتو ّلــى أساســا‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫ـإن الدعــوى الماثلــة تغــدو فاقــدة لمــا يؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة وهــو‬
‫مراســلة الهيئــة العليــا المســتقلة لالنتخابــات‪ ،‬فـ ّ‬
‫مــا ي ّتجــه معــه رفضهــا أصــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 24‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الد ّهــان وهاجــر‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى ّ‬
‫الطرابلســي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪219‬‬
‫القرار عدد ‪ 1990‬بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫الشركة المتحدة للتصدير والتوريد في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬البنك المركزي التونسي‬
‫في شخص ممثّله القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬وجود مادي للمعلومة‪ ،‬انشاء المعلومة‪ ،‬تحصل على في إطار ممارسة نشاطه‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 25‬مــن القانــون عــدد ‪ 48‬لســنة ‪ 2016‬مــؤرخ فــي ‪ 11‬جويليــة ‪2016‬‬
‫المتعلــق بالبنــوك والمؤسســات الماليــة أنه»يرخــص لبنــك أو لمؤسســة ماليــة فــي ممارســة النشــاط بقـرار‬
‫مــن لجنــة التراخيــص المحدثــة بمقتضــى هــذا القانــون علــى أســاس تقريــر مــن البنــك المركــزي التونســي‬
‫وفقــا للشــروط المحــددة بهــذا القانــون‪ ».‬كمــا اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 30‬مــن ذات القانــون أنــه» يتو ّلــى‬
‫البنــك المركــزي التونســي إعــام طالــب الترخيــص بقـرار لجنــة التراخيــص ويكــون قرارهــا معلــا فــي حالــة‬
‫الرفــض»‪.‬‬
‫ـص الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه أنــه يمنــح الترخيــص اعتمــادا علــى (‪ )...‬منظومة‬
‫وحيــث نـ ّ‬
‫والجــراءات المقترحــة إلدارة المخاطــر والرقابــة‬ ‫والداري والسياســات إ‬ ‫الحوكمــة والهيــكل التنظيمــي إ‬
‫والنشــطة المزمــع ممارســتها‪.»)...( ،‬‬ ‫الداخليــة واالمتثــال بمــا يتــاءم أ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن الوثائــق المطلوبــة تتوفــر لــدى البنــك المركــزي‬
‫وأن حصــول العارضــة علــى نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه المســاس باالســتثناءات المنصــوص عليهــا صلب‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك‬ ‫الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫فــإن حصولهــا علــى الوثائــق المطلوبــة إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي القطــاع المصرفــي العمومــي ويــدم الثقــة فــي‬
‫الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون‪..‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 2‬جــوان ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد‪ 1990‬والمتضمنــة أنهــا تقدمــت فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى البنــك‬
‫المركــزي التونســي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–القوانيــن أ‬
‫الساســية وجميــع التنقيحــات التــي طـرأت عليهــا والخاصــة بالشــركة التونســية للبنــك والبنــك الوطنــي الفالحــي‬ ‫ ‬
‫الســكان وبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة‪.‬‬ ‫وبنــك إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪220‬‬
‫–تراخيــص ممارســة النشــاط الممنوحــة مــن قبــل البنــك المركــزي لــكل مــن الشــركة التونســية للبنــك والبنــك الوطنــي‬ ‫ ‬
‫الســكان وبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة‪.‬‬ ‫الفالحــي وبنــك إ‬
‫المدعــى‬ ‫أ‬
‫غيــر أنهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة وذلــك قصــد إلـزام الجهــة ّ‬
‫عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬
‫‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 5‬أوت ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫الساســية للبنــوك المعنيــة فــإن القانــون عــدد ‪ 44‬لســنة ‪1995‬‬ ‫أنــه فيمــا يتعلــق بطلــب الحصــول علــى نســخة مــن القوانيــن أ‬
‫ـص فــي فصلــه ‪ 45‬علــى أنــه تــودع لــدى كتابــة المحكمــة المتعهــدة بالســجل التجــاري العقــود‬ ‫المتعلــق بالســجل التجــاري نـ ّ‬
‫التأسيســية للــذوات المعنويــة التــي يوجــد مقرهــا االجتماعــي بالبــاد التونســية علــى أقصــى تقديــر فــي نفــس الوقــت مــع‬
‫مطلــب التســجيل وتشــمل هــذه العقــود بالنســبة للشـركات خاصــة أصــل العقــد التأسيســي فــي نظيريــن كمــا خـ ّـول الفصــل‬
‫‪ 63‬مــن ذات القانــون أنــه يحــق «لــكل شــخص أن يطلــب مــن كاتــب المحكمــة المعنيــة نســخا أو مضاميــن أو شــهادات مــن‬
‫المضمنــة بالســجل التجــاري أو المودعــة بملحقــه باســتثناء التقييــدات المشــطب عليهــا ووثائــق المحاســبة التــي‬ ‫ّ‬ ‫الترســيمات‬
‫يقــع إطــاع العمــوم عليهــا حســب شــروط تحـ ّـدد بقـرار كمــا بيــن الفصــل ‪ 64‬مــن نفــس القانــون أن مطالــب اال ّطــاع يمكــن‬
‫أن تتعلــق بالترســيمات والعقــود المودعــة‪ .‬كمــا أن القانــون عــدد ‪ 52‬لســنة ‪ 2018‬المتعلــق بالســجل الوطنــي للمؤسســات‬
‫ووســع مــن نطــاق حــق العمــوم‬ ‫والــذي ألغــى وعــوض القانــون عــدد ‪ 44‬لســنة ‪ 1995‬المتعلــق بالســجل التجــاري قــد د ّعــم ّ‬
‫ـص فــي فصلــه ‪ 23‬علــى أن مطلــب التســجيل بالنســبة‬ ‫فــي اال ّطــاع علــى الوثائــق والمعطيــات الخاصــة بالمؤسســات إذ نـ ّ‬
‫ـص الفصــل ‪ 46‬مــن نفــس القانــون علــى أن المركــز‬ ‫للشـركات يرفــق بجملــة مــن الوثائــق مــن بينهــا «العقــد التأسيســي» وقــد نـ ّ‬
‫للشــهار لــدى‬ ‫المكلــف بمســك وإدارة الســجل الوطنــي للمؤسســات يصــدر علــى موقعــه الرســمي جريــدة رســيمة مخصصــة إ‬
‫العمــوم وهــذا االشــهار يشــمل جميــع المعلومــات المتعلقــة بالمؤسســة وبالعمليــات الواجــب تســجيلها طبــق القانــون مــن‬
‫ـص الفصــل ‪ 49‬مــن نفــس القانــون علــى‬ ‫تأســيس وتحييــن وتصفيــة وتشــطيب والوثائــق التــي أوجــب القانــون إشــهارها‪ .‬كمــا نـ ّ‬
‫أن المركــز يضــع علــى ذمــة العمــوم جميــع البيانــات والوثائــق المضمنــة بالســجل عــدى مــا يتعــارض مــع القوانيــن الســارية‪،‬‬
‫المدعــى عليهــا مــن خــال جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬بــأن الوثائــق المطلوبــة والمتعلقــة أساســا بالقوانيــن‬ ‫لتســتخلص الجهــة ّ‬
‫الساســية للبنــوك المعنيــة متاحــة للعمــوم ويمكــن الحصــول علــى نســخة منهــا بــكل يســر ومــن دون عائــق‪ّ .‬أمــا بخصــوص‬ ‫أ‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫طلــب العارضــة المتعلــق بالحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن تراخيــص ممارســة النشــاط‪ ،‬فلقــد أفــادت الجهــة ّ‬
‫بــأن التراخيــص تمنــح مــن قبــل وزيــر الماليــة علــى أســاس تقريــر مــن البنــك المركــزي‪ ،‬وبالتالــي فإنــه علــى العارضــة التوجــه‬
‫للمصالــح المختصــة بــوزارة الماليــة باعتبارهــا الســلطة المخـ ّـول لهــا اصــدار تلــك التراخيــص‪.‬‬
‫أ‬
‫المدعــي بتاريــخ ‪9‬‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة ر ّد الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا علــى الســتاذة ســلمى خالــد نائبــة ّ‬
‫جــوان ‪ 2020‬إلبــداء ملحوظاتهــا بخصوصــه‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى ر ّد المدلــى بــه مــن قبــل العارضــة بتاريــخ ‪ 21‬ســبتمبر ‪ 2020‬والــذي تمســكت مــن خاللــه بالحصــول‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن جميــع الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة مؤكــدة بأنــه ال يمكــن أل ّي بنــك أن يمــارس‬
‫مــد البنــك المركــزي بالملــف القانونــي وكل الوثائــق والمعلومــات المنصــوص عليهــا بالقوانيــن والتراتيــب‬‫نشــاطه ّإل بعــد ّ‬
‫الجــاري بهــا العمــل‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪221‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى الــى إل ـزام محافــظ البنــك المركــزي التونســي بتســليم العارضــة نســخة ورقيــة مــن الوثائــق‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫–القوانيــن أ‬
‫الساســية وجميــع التنقيحــات التــي طـرأت عليهــا والخاصــة بالشــركة التونســية للبنــك والبنــك الوطنــي الفالحــي‬ ‫ ‬
‫الســكان وبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة‪.‬‬ ‫وبنــك إ‬
‫–تراخيــص ممارســة النشــاط الممنوحــة مــن قبــل البنــك المركــزي لــكل مــن الشــركة التونســية للبنــك والبنــك الوطنــي‬ ‫ ‬
‫الســكان وبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة‪.‬‬ ‫الفالحــي وبنــك إ‬
‫مســتندة فــي ذلــك إلــى حقهــا فــي النفــاذ الــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون االساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬أنــه فيمــا يتعلــق بطلــب الحصــول علــى نســخة مــن القوانين‬
‫وحيــث جوابــا علــى الدعــوى أفــادت الجهــة ّ‬
‫ـص فــي فصلــه ‪ 45‬علــى أنــه تــودع‬ ‫أ‬
‫الساســية للبنــوك المعنيــة فــإن القانــون عــدد ‪ 44‬لســنة ‪ 1995‬المتعلــق بالســجل التجــاري نـ ّ‬
‫لــدى كتابــة المحكمــة المتعهــدة بالســجل التجــاري العقــود التأسيســية للــذوات المعنويــة التــي يوجــد مقرهــا االجتماعــي‬
‫بالبــاد التونســية علــى أقصــى تقديــر فــي نفــس الوقــت مــع مطلــب التســجيل وتشــمل هــذه العقــود بالنســبة للش ـركات‬
‫خاصــة أصــل العقــد التأسيســي فــي نظيريــن كمــا خـ ّـول الفصــل ‪ 63‬مــن ذات القانــون أنــه يحــق «لــكل شــخص أن يطلــب مــن‬
‫المضمنــة بالســجل التجــاري أو المودعــة بملحقــه‬
‫ّ‬ ‫كاتــب المحكمــة المعنيــة نســخا أو مضاميــن أو شــهادات مــن الترســيمات‬
‫باســتثناء التقييــدات المشــطب عليهــا ووثائــق المحاســبة التــي يقــع إطــاع العمــوم عليهــا حســب شــروط تحـ ّـدد بق ـرار كمــا‬
‫بيــن الفصــل ‪ 64‬مــن نفــس القانــون أن مطالــب اال ّطــاع يمكــن أن تتعلــق بالترســيمات والعقــود المودعــة‪ .‬كمــا أن القانــون‬
‫عــدد ‪ 52‬لســنة ‪ 2018‬المتعلــق بالســجل الوطنــي للمؤسســات والــذي ألغــى وعــوض القانــون عــدد ‪ 44‬لســنة ‪ 1995‬المتعلــق‬
‫ووســع مــن نطــاق حــق العمــوم فــي اال ّطــاع علــى الوثائــق والمعطيــات الخاصــة بالمؤسســات‬ ‫بالســجل التجــاري قــد د ّعــم ّ‬
‫ـص فــي فصلــه ‪ 23‬علــى أن مطلــب التســجيل بالنســبة للشـركات يرفــق بجملــة مــن الوثائــق مــن بينهــا «العقــد التأسيســي»‬ ‫إذ نـ ّ‬
‫نــص الفصــل ‪ 46‬مــن نفــس القانــون علــى أن المركــز المكلــف بمســك وإدارة الســجل الوطنــي للمؤسســات يصــدر‬ ‫وقــد ّ‬
‫للشــهار لــدى العمــوم وهــذا االشــهار يشــمل جميــع المعلومــات المتعلقــة‬ ‫علــى موقعــه الرســمي جريــدة رســيمة مخصصــة إ‬
‫بالمؤسســة وبالعمليــات الواجــب تســجيلها طبــق القانــون مــن تأســيس وتحييــن وتصفيــة وتشــطيب والوثائــق التــي أوجــب‬
‫ـص الفصــل ‪ 49‬مــن نفــس القانــون علــى أن المركــز يضــع علــى ذمــة العمــوم جميــع البيانــات والوثائــق‬‫القانــون إشــهارها‪ .‬كمــا نـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪222‬‬
‫المدعــى عليهــا مــن خــال جميــع مــا ســبق‬‫المضمنــة بالســجل عــدى مــا يتعــارض مــع القوانيــن الســارية‪ ،‬لتســتخلص الجهــة ّ‬
‫الساســية للبنــوك المعنيــة متاحــة للعمــوم ويمكــن الحصــول علــى‬ ‫بيانــه‪ ،‬بــأن الوثائــق المطلوبــة والمتعلقــة أساســا بالقوانيــن أ‬
‫نســخة منهــا بــكل يســر ومــن دون عائــق‪ّ .‬أمــا بخصــوص طلــب العارضــة المتعلــق بالحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن تراخيــص‬
‫المدعــى عليهــا بــأن التراخيــص تمنــح مــن قبــل وزيــر الماليــة علــى أســاس تقريــر مــن‬
‫ممارســة النشــاط‪ ،‬فلقــد أفــادت الجهــة ّ‬
‫البنــك المركــزي‪ ،‬وبالتالــي فإنــه علــى العارضــة التوجــه للمصالــح المختصــة بــوزارة الماليــة باعتبارهــا الســلطة المخـ ّـول لهــا‬
‫اصــدار تلــك التراخيــص‪.‬‬

‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة»‪.‬‬


‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن «تضمن الدولة الحق في إ‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارستـــه‬ ‫أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يُعــ ّـد حقــا أساسيـــا لـ ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫عددهــا القانــون لعـ ّـل أبرزهــا تعزيـــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬ ‫أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيـــق ُجملـــة مــن الهــداف ّ‬
‫بالتصـ ّـرف فــي المرفـــق العـــام ودعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫النــف الذكــر أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون آ‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‬ ‫ّ‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة»‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫دونـــة مهمــا كان‬


‫«كل معلومــة ُم ّ‬‫وحيــث عـ ّـرف الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه ُمصطلــح المعلومــة بأنّـــها‪ّ :‬‬
‫تاريخهـــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تُنتجهـــا أو تتحصـــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة‬
‫نشــاطها»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 25‬مــن القانــون عــدد ‪ 48‬لســنة ‪ 2016‬مــؤرخ فــي ‪ 11‬جويليــة ‪ 2016‬المتعلــق بالبنــوك‬
‫والمؤسســات الماليــة أنه»يرخــص لبنــك أو لمؤسســة ماليــة فــي ممارســة النشــاط بقــرار مــن لجنــة التراخيــص المحدثــة‬
‫بمقتضــى هــذا القانــون علــى أســاس تقريــر مــن البنــك المركــزي التونســي وفقــا للشــروط المحــددة بهــذا القانــون‪ ».‬كمــا‬
‫اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 30‬مــن ذات القانــون أنــه» يتو ّلــى البنــك المركــزي التونســي إعــام طالــب الترخيــص بقـرار لجنــة‬
‫التراخيــص ويكــون قرارهــا معلــا فــي حالــة الرفــض»‪.‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه أنــه يمنــح الترخيــص اعتمــادا علــى (‪ )...‬منظومــة الحوكمــة‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫والداري والسياســات إ‬
‫والج ـراءات المقترحــة إلدارة المخاطــر والرقابــة الداخليــة واالمتثــال بمــا يتــاءم‬ ‫والهيــكل التنظيمــي إ‬
‫أ‬
‫والنشــطة المزمــع ممارســتها‪.»)...( ،‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن الوثائــق المطلوبــة تتوفــر لــدى البنــك المركــزي وأن حصــول‬
‫العارضــة علــى نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه المســاس باالســتثناءات المنصــوص عليهــا صلب الفصــل ‪ 24‬مــن القانون أ‬
‫الساســي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪223‬‬
‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فــإن حصولهــا علــى الوثائــق المطلوبــة إنّمــا ينــدرج ضمــن‬
‫تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي القطــاع المصرفــي‬
‫العمومــي ويــدم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬قبــول الدعــوى أصــا وإل ـزام محافــظ البنــك المركــزي التونســي بتســليم‬
‫العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام محافــظ البنــك المركــزي التونســي بتســليم العارضــة فــي شــخص‬ ‫ّ‬
‫ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–القوانيــن أ‬
‫الساســية وجميــع التنقيحــات التــي طـرأت عليهــا والخاصــة بالشــركة التونســية للبنــك والبنــك الوطنــي الفالحــي‬ ‫ ‬
‫الســكان وبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة‪.‬‬ ‫وبنــك إ‬
‫–تراخيــص ممارســة النشــاط الممنوحــة مــن قبــل البنــك المركــزي التونســي لــكل مــن الشــركة التونســية للبنــك والبنــك‬ ‫ ‬
‫الســكان وبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة‪.‬‬ ‫الوطنــي الفالحــي وبنــك إ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 31‬ديســمبر ‪ 2020‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس ورقيــة الخماســي ومنــى الدهــان ومحمــد‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪224‬‬
‫القرار عدد ‪ 2006‬بتاريخ ‪ 22‬أفريل ‪2021‬‬

‫شركة «أثينا للبعث العقاري في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬الوكالة العقارية للسكنى في‬
‫شخص ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬وجود مادي للمعلومة‪ ،‬ال تنتج المعلومة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫العالميــة للوكالــة العقاريــة للســكنى غيــر‬


‫أن المنظومــة إ‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫مؤهلــة الســتخراج الوثيقــة المطلوبــة مــن قبــل العارضــة وذلــك لعــدم اعتمــاد الوكالــة فــي تســجيل‬
‫ـإن ثبــوت هــذه االســتحالة الماديــة تجعــل مــن الدعــوى الماثلــة‬
‫المطالــب علــى حرفــة المســجلين‪ ،‬فـ ّ‬
‫فاقــدة لمــا يؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة وهــو مــا يتجــه معــه رفضهــا أصــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 4‬جــوان ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام للوكالــة العقاريــة‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2006‬وا ّلتــي تفيــد أنّهــا َّ‬
‫للســكنى طالبــة مــن خاللــه الحصــول علــى قائمــة اســمية للقضــاة الذيــن تمتعــوا بإســناد قطعــة أرض مــن تقاســيم الوكالــة‬
‫أن المنظومــة التجاريــة للوكالــة ال‬ ‫العقاريــة للســكنى منــذ عــام ‪ 2011‬إلــى يومنــا هــذا‪ .‬وقــد تل ّقــت ر ّدا علــى مطلبهــا مفــاده ّ‬
‫أن هــذا الطلــب ال ينــدرج صلــب مضمــون الفصــل ‪ 6‬مــن‬ ‫تتضمــن فــرزا للمطالــب بنــاء علــى الصفــة أو المهنــة‪ ،‬فضــا علــى ّ‬ ‫ّ‬
‫قانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وعليــه فإنّــه يتعــذّ ر عليهــا مـ ّـد العــارض بالمطلــوب‬
‫المــر الــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إل ـزام الجهــة‬ ‫لتعلــق المطلــب بمعطيــات شــخصية وجــب حمايتهــا‪ ،‬أ‬
‫مؤسســة دعــواه علــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة طبقــا ألحــكام‬ ‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعلومــات المطلوبــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬ ‫القانــون أ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام للوكالــة العقاريــة للســكنى بتاريــخ ‪ 2‬جويليــة‬
‫أن المنظومــة المعمــول بهــا بالوكالــة ال تعتمــد علــى فــرز المطالــب علــى الصفــة أو المهنــة بــل‬ ‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫ّ‬ ‫‪2020‬‬
‫علــى معــرف مرجعــي باعتمــاد ســنة التســجيل ورقــم بطاقــة التعريــف الوطنيــة وبالتالــي فإنّــه يتعــذّ ر عليهــا الحصــول علــى‬
‫ـاض‪ ،‬باعتبــار العــدد الكبيــر للملفــات المســجلة منــذ ســنة ‪.2011‬‬ ‫المعطيــات المتعلقــة بصفــة قـ ٍ‬
‫أن‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل المدعيــة بتاريــخ ‪ 15‬جويليــة ‪ 2020‬المتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫تعليــل الجهــة المدعــى عليهــا فاقــدا لـ ّ‬
‫ـكل أســاس مــن الصحــة لعـ ّـدة أســباب‪ّ ،‬أولهــا أنّــه يتنافــى مــع صريــح عبــارات الفصــل‬
‫المقدمــة للترســيم علــى‬
‫‪(377‬جديــد) مــن مجلــة الحقــوق العينيــة والــذي ينــص علــى مــا يلــي‪« :‬يجــب أن تحتــوي الصكــوك ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪225‬‬
‫المقدمــة إلــى إدارة الملكيــة العقاريــة لترســيمها‬ ‫أ‬
‫أن كل عقــود البيــع ّ‬ ‫أســماء جميــع الط ـراف وألقابهــم وحرفتهــم‪ »...‬بمعنــى ّ‬
‫فــإن الوكالــة العقاريــة للســكنى ملزمــة قانونــا‬
‫بالســجل العقــاري يجــب أن تحتــوي علــى حرفــة أطــراف العقــد وبالتالــي ّ‬
‫تحررهــا علــى حرفــة المشــتري‪ ،‬وأضــاف أنّــه إذا كانــت عقــود بيــع العقــارات المســجلة خاليــة‬
‫بالتنصيــص فــي عقــود البيــع التــي ّ‬
‫العالميــة‬ ‫أ‬
‫مــن بيــان حرفــة الطـراف‪ ،‬فإنّــه ال يقبــل ترســيمها بالســجل العقــاري لذلــك ال يتصــور أن ال يــدرج ضمــن المنظومــة إ‬
‫وأول إجـراء تطلبــه‬
‫أن الوكالــة العقاريــة للســكنى ضبطــت إجـراءات البيــع وبينــت مراحلهــا ّ‬ ‫للوكالــة العقاريــة للســكنى‪ .‬كمــا أفــاد ّ‬
‫هــو مــلء االســتمارة علــى االنترنيــت بعنــوان «‪ ، Formulaire d’acquisition d’un lot de terrain individuel en ligne‬يليــه‬
‫إجـراء تحميــل وطبــع اســتمارة االلتـزام وعنوانهــا «مطلــب فــي اقتنــاء أرض صالحــة للبنــاء» وكلتــا االســتمارتين تشــترطان بيــان‬
‫تعمــدت تغييــر ســبب رفضهــا مـ ّـده بالمعلومــات المطلوبــة‪ ،‬فقبــل أن تتعــذّ ر‬ ‫أن الوكالــة ّ‬ ‫حرفــة المشــتري‪ .‬وأضــاف المدعــي ّ‬
‫أن مطلبــه ال ينــدرج ضمــن الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون‬ ‫بعــدم اعتمــاد منظومتهــا علــى مهنــة المشــتري‪ ،‬ســبق وأن تعــذّ رت لديــه ّ‬
‫أن مزاعــم الوكالــة العقاريــة للســكنى‬ ‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬وخلــص إلــى القــول ّ‬
‫ال أســاس لهــا مــن الصحــة وال تعــدو أن تكــون ســوى محاولــة يائســة للتســتر علــى فســادها الفــادح‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن‬
‫االســتمارتين المذكورتيــن فــي تقريــره ونســخة مــن «مطلــب فــي اقتنــاء قطعــة أرض صالحــة للبنــاء»‪.‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 3‬أوت ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص‬
‫ذمــة العمــوم مطبوعــة اقتنــاء قطعــة أرض صالحــة للبنــاء‬ ‫الضافــة أنّهــا تضــع علــى ّ‬ ‫تمســك الوكالــة بموقفهــا الســابق مــع إ‬
‫للتســجيل تقتصــر البيانــات الواجــب تضمينهــا بهــا علــى الحالــة المدنيــة ورقــم بطاقــة التعريــف الوطنيــة للحريــف مــع منحــه‬
‫أن الوكالــة تتلـ ّـق حوالــي ســتة‬
‫العالميــة‪ .‬وأضــاف ّ‬‫معـ ّـرف مرجعــي وتعتبــر هــذه البيانــات مفتــاح البحــث الوحيــد بالمنظومــة إ‬
‫وأن العقــود التــي تبرمهــا الوكالــة‬
‫آالف مطلــب اقتنــاء كمعــدل ســنوي وتشــمل قاعــدة البيانــات أكثــر مــن ثالثمائــة ألــف مطلــب ّ‬
‫منــذ احداثهــا ال تخضــع ألي منظومــة إعالميــة يمكــن مــن خاللهــا للوكالــة التعــرف علــى مهنــة الحريــف لعــدم اعتمادهــا علــى‬
‫أن ا ّدعــاء العــارض‬
‫العالميــة‪ .‬ودفــع الرئيــس المديــر العــام للوكالــة بالقــول ّ‬ ‫هــذا النــوع مــن البيانــات للولــوج إلــى المنظومــة إ‬
‫أ‬
‫أن الوكالــة غيــرت أســباب رفضهــا االســتجابة لمطلبــه بيــن مكتوبيهــا الول والثانــي وفــي ذلــك دليــل علــى كــذب مزاعمهــا هــو‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫أن الوكالــة فــي مكتوبهــا الول كان رفضهــا مبدئيــا مســتندا علــى نصــوص قانونيــة واضحــة‪ ،‬أمــا‬ ‫اســتنتاج غريــب مــن نوعــه‪ ،‬إذ ّ‬
‫أن‬ ‫أ‬
‫الــرد الثانــي ونتيجــة لتعنــت العــارض وتمســكه بمطلبــه‪ ،‬جــاء فــي إطــار دعــم الــرد الول ولــم يكــن مناقضــا لــه‪ .‬وأشــار ّ‬
‫ـأن البينــة علــى مــن ا ّدعــى‪ ،‬وســتتولى‬
‫ادعــاءات العــارض باطلــة وتفتقــد إلــى ســند قانونــي متناســيا المبــدأ القانونــي القائــل بـ ّ‬
‫الوكالــة الــر ّد فــي إطــار دعــوى جزائيــة فــي الثلــب واالدعــاء بالباطــل ونســبة أمــور غيــر حقيقيــة لموظــف عمومــي نتيجــة تطاولــه‬
‫الول بهــا وذلــك بنعتــه بالكــذب‬ ‫علــى مؤسســة عموميــة بنســبة أبشــع التهــم التــي ال أســاس لهــا مــن الصحــة إلــى المســؤول أ‬
‫والتحيــل والتضليــل والتســتر علــى الفســاد الفــادح‪.‬‬
‫ّ‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬ ‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحـ ّـق ال ّنفــاذ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي و ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪226‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعيــة مــن قائمــة اســمية‬


‫الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام للوكالــة العقاريــة للســكنى بتمكيــن ّ‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫للقضــاة الذيــن تمتعــوا بإســناد قطعــة أرض مــن تقاســيم الوكالــة العقاريــة للســكنى منــذ ســنة ‪ 2011‬إلــى يومنــا هــذا‪ ،‬اســتنادا‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن المنظومــة المعمــول بهــا بالوكالــة ال تعتمــد‬


‫وحيــث دفــع الرئيــس المديــر العــام للوكالــة فــي نطــاق ر ّده عــن الدعــوى ّ‬
‫علــى فــرز المطالــب علــى أســاس الصفــة أو المهنــة بــل إســتنا ًدا علــى معــرف مرجعــي باعتمــاد ســنة التســجيل ورقــم بطاقــة‬
‫ـاض‪ ،‬باعتبــار العــدد الكبيــر‬ ‫التعريــف الوطنيــة وبالتالــي فإنّــه يتعــذّ ر عليهــا الحصــول علــى المعطيــات المتعلقــة بصفــة قـ ٍ‬
‫وأن العقــود التــي تبرمهــا الوكالــة منــذ احداثهــا ال تخضــع ألي منظومــة إعالميــة يمكــن‬‫للملفــات المســجلة منــذ ســنة ‪ّ ،2011‬‬
‫العالميــة‪.‬‬
‫مــن خاللهــا التعــرف علــى مهنــة الحريــف لعــدم اعتمادهــا علــى هــذا النــوع مــن البيانــات للولــوج إلــى المنظومــة إ‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ّ ،‬إل ّ‬


‫أن ممارســته‬ ‫وحيــث لئــن يعـ ّـد الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة حقــا أساســيا لـ ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬‫تخضــع إلــى قواعــد وضوابــط تــم بيانهــا وتنظيمهــا بموجــب القانــون أ‬
‫‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضى أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيــث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فــإن ممارســة هــذا‬
‫الحــق واالنتفــاع بــه يبقــى مرتب ًطــا بالوجــود المــا ّدي والفعلــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫العالميــة للوكالــة العقاريــة للســكنى غيــر مؤهلــة الســتخراج‬ ‫أن المنظومــة إ‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫ـإن‬
‫الوثيقــة المطلوبــة مــن قبــل العارضــة وذلــك لعــدم اعتمــاد الوكالــة فــي تســجيل المطالــب علــى حرفــة المســجلين‪ ،‬فـ ّ‬
‫ثبــوت هــذه االســتحالة الماديــة تجعــل مــن الدعــوى الماثلــة فاقــدة لمــا يؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة وهــو مــا يتجــه معــه‬
‫رفضهــا أصــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 22‬أفريــل ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الد ّهــان وهاجــر ال ّطرابلســي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬
‫ّ‬

‫يراجع أيضا القرار عدد ‪ 2438‬بتاريخ ‪ 29‬أفريل ‪2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪227‬‬
‫القرار عدد ‪ 2279‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪2021‬‬

‫س‪.‬ب ‪ /‬مدير مصحة إبن رشد بنابل‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،،‬وجود قانوني‪ :،‬فيضانات‪ّ ،‬‬


‫قوة قاهرة‪ ،‬اتالف المعلومة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعى عليهــا ل إلتــاف بســبب الفيضانات‬ ‫واقعــا وقانونًــا‪ ،‬تعـ ّـرض أرشــيف الجهــة ُ‬
‫ـث بــات مــن الثابــت ً‬ ‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫وهــو مــا يعبــر عنــه قانونــا حالــة مــن حــاالت القــوة قاهــرة‪ ،‬المــر الــذي يُعفــي المصحــة مــن مســؤوليتها‬
‫فــي إتاحــة للمعلومــة المطلوبــة وذلــك بعــد أن ثبــت للهيئــة بأنّهــا باتــت أمــام إســتحالة ماديــة لتوفيرهــا‬
‫ـوة القاهــرة المشــار إليهــا‪.‬‬
‫نتيجــة للقـ ّ‬

‫رســمة بكتابــة‬ ‫والم ّ‬


‫الم ّدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 27‬أوت ‪ُ 2020‬‬ ‫قدمــة مــن ُ‬‫الم ّ‬
‫الدعــوى ُ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مصحــة إبــن رشــد بنابــل قصــد الحصــول‬ ‫والم ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ُ 2279‬‬
‫الطفــال المولوديــن خــارج إطــار الــزواج منــذ ســنة ‪ 1991‬إلــى ســنة ‪ ،2020‬غيــر أنّـ ُـه‬ ‫علــى نســخة ورقيــة تتضمــن إحصائيــات أ‬
‫ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫بالدعــوى الماثلــة قصــد الحصــول علــى‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبـ ِـه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعـ ُـه للقيــام ّ‬
‫المتعلــق‬ ‫أ‬
‫المعلومــة المطلوبــة اســتنا ًدا إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ُ 2016‬‬
‫بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫تضمــن‬‫‪ 2020‬والم ّ‬
‫ُ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫المدلــى بــه مــن قبــل مديــر مصحــة إبــن رشــد بنابــل بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر‬
‫ـأن المديــر الجهــوي للصحــة أعلمـ ُـه‬ ‫أ‬
‫للتــاف بســبب فيضانــات ســبتمبر ‪ .2018‬مضي ًفــا بـ ّ‬ ‫أن أرشــيف المصحــة تعـ ّـرض إ‬ ‫بالســاس ّ‬
‫الجتماعيــة‪.‬‬
‫الدارة الجهويــة للشــؤون إ‬‫ـأن المعلومــة المطلوبــة مــن مشــموالت إ‬
‫بـ ّ‬

‫تضمــن‬
‫‪ 2020‬والم ّ‬
‫ُ‬ ‫المدلــى بــه مــن قبــل مديــر مصحــة إبــن رشــد بنابــل بتاريــخ ‪ 03‬نوفمبــر‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫دليــا‬
‫للتــاف ج ـراء فيضانــات ســبتمبر ‪ُ .2018‬م ً‬ ‫أن المصحــة ال تتو ّفـ ُـر علــى الرشــيف المطلــوب بســبب ّ‬
‫تعرضــه إ‬ ‫بالســاس ّ‬
‫المحـ ّـرر بتاريــخ ‪ 25‬ســبتمبر ‪ 2018‬الــذي عايــن فيــه تعـ ّـرض‬ ‫أ‬
‫المتلــف ونُســخة مــن محضــر عــدل المنفــذ ُ‬ ‫بصــورة مــن الرشــيف ُ‬
‫عديــد التجهي ـزات للتلــف بســبب الميــاه‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يُفيد استيفاء اجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪228‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ـن‬ ‫أ‬
‫يتعيـ ُ‬
‫الصفــة وكانــت ُمســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬
‫ـث ق ُّدمــت ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـن إحصائيات‬ ‫تتضمـ ُ‬


‫الدعــوى إلــى إلـزام ُمديــر مصحــة إبــن رشــد بنابــل بتمكيــن العــارض مــن نُســخة ورقيــة ّ‬
‫ـدف ّ‬‫ـث تهـ ُ‬
‫حيـ ُ‬
‫أ‬
‫الطفــال المولوديــن خــارج إطــار الــزواج منــذ ســنة ‪ 1991‬إلــى ســنة ‪ ،2020‬إســتنا ًدا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫أن المصحــة ال تتوفـ ُـر علــى المعلومــة‬


‫الدعــوى‪ّ ،‬‬ ‫ـث أفــاد مديــر مصحــة إبــن رشــد بنابــل‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد علــى ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫للتــاف جـ ّـراء فيضانــات ســبتمبر ‪ُ .2018‬مرف ًقــا تقريــر ُه ب ُنســخة مــن محضــر معاينــة عــدل‬‫المطلوبــة بســبب تعــرض أرشــيفها إ‬
‫المتلــف‪.‬‬ ‫أ‬
‫المحـ ّـرر بتاريــخ ‪ 25‬ســبتمبر ‪ 2018‬وكذلــك صــورة مــن الرشــيف ُ‬ ‫منفــذ ُ‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي طب ًقــا لمــا أقـ ّـره صراحــة‬ ‫ـث لئــن كان حــق النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ُّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لـ ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫فــإن‬ ‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق‬ ‫القانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الرتبــاط بالوجــود المــا ّدي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الجهــة المعنيــة‬ ‫ممارســة هــذا الحــق واالنتفــاع بــه يرتبـ ُط وثيــق إ‬
‫بمطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫أن المصحــات الخاصــة تُعتبــر مــن الهيــاكل التــي تُســاهم فــي تســيير المرفــق العــام للصحــة‬ ‫ـث ال جــدال فــي ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫نصــت عليــه صراحــة أحــكام القانــون عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 1991‬المــؤرخ فــي ‪ 29‬جويليــة ‪ 1991‬والمتعلــق بالتنظيــم‬ ‫طب ًقــا لمــا ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المــر الــذي يجع ُلهــا بالتالــي خاضعــة لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫الصحــي‪ ،‬أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫للتــاف بســبب الفيضانــات وهــو مــا‬ ‫المدعــى عليهــا إ‬ ‫واقعــا وقانونًــا‪ ،‬تعـ ّـرض أرشــيف الجهــة ُ‬
‫ـث بــات مــن الثابــت ً‬ ‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫يعبــر عنــه قانونــا حالــة مــن حــاالت القــوة قاهــرة‪ ،‬المــر الــذي يُعفــي المصحــة مــن مســؤوليتها فــي إتاحــة للمعلومــة المطلوبة‬
‫وذلــك بعــد أن ثبــت للهيئــة بأنّهــا باتــت أمــام إســتحالة ماديــة لتوفيرهــا نتيجــة للقـ ّـوة القاهــرة المشــار إليهــا‪.‬‬

‫أن المصحــة المعنيــة ال تتو ّفــر علــى نُســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن‬ ‫ـث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬ ‫وحيـ ُ‬
‫ؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة وهــو مــا ي ّتجـ ُـه معـ ُـه رفضهــا أصـاً‪.‬‬
‫الدعــوى الماثلــة أصبحــت فاقــدة لمــا يُ ّ‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪229‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول ّ‬
‫الدعوى شكال ً ورفضها أصالً‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وريــم‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬‫ّ‬
‫العبيــدي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪230‬‬
‫القرار عدد ‪ 3938‬بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ح ‪ /‬والي نابل‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مفهوم المعلومة‪ ،‬المعلومة القابلة للنفاذ‪ ،‬معلومة نهائية‪ ،‬معلومة في طور إ‬


‫النجاز‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ممــا ســبق أن حــق النفــاذ الــى المعلومــة يبقــى مرتبطــا وثيــق االرتبــاط بالوجــود الفعلــي‬
‫وحيــث يخلــص ّ‬
‫والمــادي للمعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث أن الوثيقــة المطلوبــة لــم تتخـ ّـذ بعــد شــكل الوثيقــة إ‬
‫الداريّــة الرســم ّية التــي اســتوفت الشــروط‬
‫أ‬
‫الشــكلية والموضوعيــة لتكوينهــا ل ُتص ّي َرهــا قابلــة للتعامــل بهــا إداريّــا وخاضعــة بالتالــي لحــكام القانــون‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل إنّهــا تمثــل‬
‫ّ‬ ‫الساســي المــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه بالتالــي رفــض الدعــوى أصــا مــن‬ ‫مشــروع وثيقــة ال ت ـزال فــي طــور النجــاز‪ ،‬أ‬
‫إ‬
‫هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 27‬جويليــة ‪2021‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت فــي ‪ 08‬جــوان ‪ 2021‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى والــي نابــل قصــد‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3938‬وا ّلتــي تفيــد أنّهــا َّ‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق والمعطيــات التاليــة‪:‬‬

‫–محضــر جلســة اللجنــة الجهويــة المتعلقــة بتحديــد القائمــة النهائيــة للمنتفعيــن بالبرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعي‬ ‫ ‬
‫لمعتمديــة نابــل والتــي تــم إمضاؤهــا من قبــل واليــة نابــل بتاريــخ ‪،15/04/2019‬‬

‫–أعمــال اللجنــة الجهويــة فــي التثبــت مــن صحــة الوثائــق المصاحبــة للملفــات وخاصــة عــدم ملكيتهــم لعقــار فــي تلــك‬ ‫ ‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫الفتــرة قبــل تعليــق القائمــة النهائيــة‪ ،‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء آ‬
‫دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إل ـزام الجهــة المدعــي عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق والمعطيــات المطلوبــة‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق‬ ‫مســتندة فــي ذلــك الــى أحــكام القانــون أ‬
‫فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬ســبتمبر ‪ 2021‬والمتضمــن‬
‫بالخصــوص أنّــه ّتمــت إجابــة العارضــة بموجــب المراســلة عــدد ‪ 8987‬المؤرخــة فــي ‪ 29‬جويليــة ‪ 2021‬وإعالمهــا بتعــذر‬
‫الســتجابة لمطلبهــا ألن اللجنــة الجهويــة للســكن االجتماعــي لــم تعقــد جلســتها فــي خصــوص المصادقــة علــى القائمــة‬
‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪231‬‬
‫النهائيــة للمنتفعيــن وأن الملــف الزال قيــد التثبــت والتحــري‪ .‬مضيفــا أنــه فــي خصــوص طلــب العارضــة الحصــول علــى‬
‫محضــر جلســة اللجنــة الجهويــة المتعلقــة بتحديــد القائمــة النهائيــة للمنتفعيــن بالبرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعــي‬
‫لمعتمديــة نابــل والتــي تــم إمضاؤهــا مــن قبــل واليــة نابــل بتاريــخ ‪ 15/04/2019‬فــإن هــذه القائمــة ال تعــد نهائيــة وقــد تـ ّـم‬
‫العتراضــات ثــم تــم الغاؤهــا تبعــا لــورود معطيــات تفيــد بعــدم أحقيــة بعــض المترشــحين فــي االنتفــاع‬ ‫تعليقهــا لتقبــل إ‬
‫بالبرنامــج‪ ،‬وتبعــا لذلــك تمــت إعــادة النظــر والتحــري فــي وضعيــة جميــع المترشــحين وبالتالــي فــإن المعلومــة المطلوبــة غيــر‬
‫الساســي‬ ‫منتهيــة وهــي الزالــت بصــدد النتــاج والعــداد أي أنهــا غيــر مشــمولة بحــق النفــاذ تطبيقــا للفصــل ‪ 3‬مــن القانــون أ‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬مؤكــدا أنهــم اســتوفوا حاليــا كل‬
‫التحريــات فــي انتظــار مصادقــة اللجنــة الجهويــة للســكن االجتماعــي والتــي مــن بيــن أعضائهــا أعضــاء مجلــس النــواب‪ .‬مضيفــة‬
‫بخصــوص الطلــب المتعلــق بالحصــول علــى محضــر جلســة حــول التثبــت مــن صحــة الوثائــق المصاحبــة للملفــات وخاصــة‬
‫عــدم ملكيتهــم لعقــار قبــل تعليــق القائمــة النهائيــة فقــد تــم تكويــن لجنــة فرعيــة للســكن االجتماعــي للنظــر فــي الملفــات‬
‫الجابــات والتدقيــق فــي المعطيــات‬ ‫الدارات الجهويــة المتداخلــة وتلقــي إ‬ ‫والتــي تقــوم بإج ـراءات التحريــات الالزمــة لــدى إ‬
‫الــواردة فيهــا‪ ،‬وعلــى إثــر انتهــاء أشــغالها قامــت بإعــداد محضــر جلســة فــي الغــرض‪ ،‬مدليــة بنســخة مــن محضــر جلســة مــؤرخ‬
‫فــي ‪ 27‬مــاي ‪ 2020‬متعلــق بمتابعــة تنفيــذ البرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعــي فــي قســطه الثانــي المتعلــق ببنــاء مســاكن‬
‫اجتماعيــة لــذوي الدخــل المحــدود بمنطقــة المرازقــة مــن معتمديــة نابــل‪.‬‬

‫الطــاع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا من قبــل العارضــة بتاريــخ ‪ 09‬ســبتمبر ‪ 2021‬و‪ 07‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمنين‬ ‫وبعــد إ‬
‫بالخصــوص تمســكها بوجــود قائمــة نهائيــة للمنتفعيــن ببرنامــج الســكن االجتماعــي ســبق تعليقهــا بتاريــخ ‪ 15/04/2019‬ببهــو‬
‫الواليــة والمعتمديــة‪ .‬وقــد أدرج اســم زوجهــا الســيد ســمير بــن علــي الفوراتــي بالقائمــة أ‬
‫الوليــة تحــت عــدد ‪ 112‬وبعــد القيــام‬
‫بالطعــن أصبــح عــدده ‪ 13‬بالقائمــة النهائيــة‪ .‬مضيفــة أن إعــادة النظــر والتحــري فــي وضعيــة جميــع المترشــحين إجـراء غيــر‬
‫أن الملــف اســتوفى جميــع شــروطه القانونيــة وع ّلقــت القائمــة ممضــاة مــن قبــل أعضــاء مجلــس النــواب‪،‬‬ ‫قانونــي بإعتبــار ّ‬
‫أ‬
‫مرفقــة بنســخة مــن القائمــة الوليــة والنهائيــة للمترشــحين واعت ـراض باســم الســيد ســمير الفوراتــي مــؤرخ فــي ‪ 07‬فيفــري‬
‫‪.2021‬‬

‫المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 12‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبل الجهــة ّ‬
‫الوليــة وقبــول االعتراضــات بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2019‬إلــى غايــة ‪ 19‬فيفــري ‪ 2020‬ثــم بتاريــخ ‪15‬‬ ‫أنــه تــم تعليــق القائمــة أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫أفريــل ‪ 2020‬تــم تعليــق القائمــة والتــي اعتبــرت نهائيــة لكــن فــي الثنــاء وردت معطيــات تفيــد امتــاك بعــض المنتفعيــن‬
‫لعقــارات وأســدت الســيدة الواليــة الســابقة تعليماتهــا بإلغــاء القائمــة وإعــادة البحــث والتحــري بإج ـراء بحــوث اجتماعيــة‬
‫الدارات المعنيــة وبالتالــي فهــي ال تعتبــر نهائيــة بمــا أنــه تــم الطعــن فيهــا ومــن صالحيــات‬
‫معمقــة وإعــادة التثبــت مــع إ‬
‫الســيدة الواليــة إلغاؤهــا وإعــادة النظــر فيهــا فــي انتظــار المصادقــة علــى القائمــة النهائيــة مــن اللجنــة الجهويــة للســكن‬
‫االجتماعــي‪.‬‬

‫الطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العارضــة بتاريــخ ‪ 25‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص تمســكها‬ ‫وبعــد إ‬
‫للعتراضات‬ ‫أ‬
‫بطلباتهــا‪ .‬مضيفــة أن تصريحــات الوالــي فيهــا إعتـراف ضمنــي بــأن الواليــة الســابقة علقت القائمــة الوليــة والقابلــة إ‬
‫ببهــو الواليــة بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2021‬إلــى غايــة ‪ 19‬فيفــري ‪ 2019‬وليــس ‪ 2020‬كمــا جــاء ثــم بتاريــخ ‪ 15‬أفريــل ‪ 2019‬علقــت‬
‫القائمــة النهائيــة التــي أســدت الســيدة الواليــة الســابقة بتعليمــات إلغاءهــا‪.‬‬

‫الطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪232‬‬
‫وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق ال ّنفــاذ‬ ‫إ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لهــا ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام واليــة نابــل فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫الوثائــق والمعطيــات التاليــة‪:‬‬

‫–محضــر جلســة اللجنــة الجهويــة المتعلقــة بتحديــد القائمــة النهائيــة للمنتفعيــن بالبرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعي‬ ‫ ‬
‫لمعتمديــة نابــل والتــي تــم إمضاؤهــا من قبــل واليــة نابــل بتاريــخ ‪،15/04/2019‬‬

‫–أعمــال اللجنــة الجهويــة فــي التثبــت مــن صحــة الوثائــق المصاحبــة للملفــات وخاصــة عــدم ملكيتهــم لعقــار فــي تلــك‬ ‫ ‬
‫الفتــرة قبــل تعليــق القائمــة النهائيــة‪ ،‬إســتنادا إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الســتجاب لطلــب العــارض باعتبــار أن اللجنــة الجهويــة للســكن‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة المدعــي عليهــا أنــه يتعــذر إ‬
‫االجتماعــي لــم تعقــد جلســتها فــي خصــوص المصادقــة علــى القائمــة النهائيــة للمنتفعيــن وأن الملــف الزال قيــد التثبــت‬
‫والتحــري‪ .‬مضيفــا أنــه فــي خصــوص طلــب العــارض الحصــول علــى محضــر جلســة اللجنــة الجهويــة المتعلقــة بتحديــد‬
‫القائمــة النهائيــة للمنتفعيــن بالبرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعــي لمعتمديــة نابــل والتــي تــم إمضاؤهــا مــن قبــل واليــة‬
‫العتراضــات ثــم تــم الغاؤهــا تبعــا‬ ‫نابــل بتاريــخ ‪ 15/04/2019‬فــإن هــذه القائمــة ال تعــد نهائيــة وقــد تــم تعليقهــا لتقبــل إ‬
‫لــورود معطيــات تفيــد بعــدم أحقيــة بعــض المترشــحين فــي االنتفــاع بالبرنامــج‪ ،‬وتبعــا لذلــك تمــت إعــادة النظــر والتحــري‬
‫والعــداد أي‬‫النتــاج إ‬ ‫فــي وضعيــة جميــع المترشــحين وبالتالــي فــإن المعلومــة المطلوبــة غيــر منتهيــة وهــي الزالــت بصــدد إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أنهــا غيــر مشــمولة بحــق النفــاذ تطبيقــا للفصــل ‪ 3‬مــن القانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬مؤكــدا أنهــم اســتوفوا حاليــا كل التحريــات فــي انتظــار مصادقــة اللجنــة الجهويــة‬
‫للســكن االجتماعــي والتــي مــن بيــن أعضائهــا أعضــاء مجلــس النــواب‪ .‬كمــا أنــه بخصــوص الطلــب المتعلــق بالحصــول علــى‬
‫محضــر جلســة حــول التثبــت مــن صحــة الوثائــق المصاحبــة للملفــات وخاصــة عــدم ملكيتهــم لعقــار قبــل تعليــق القائمــة‬
‫النهائيــة فقــد تــم تكويــن لجنــة فرعيــة للســكن االجتماعــي للنظــر فــي الملفــات والتــي تقــوم بإج ـراءات التحريــات الالزمــة‬
‫الجابــات والتدقيــق فــي المعطيــات الــواردة فيهــا‪ ،‬وعلــى إثــر انتهــاء أشــغالها قامــت‬‫الدارات الجهويــة المتدخلــة وتلقــي إ‬ ‫لــدى إ‬
‫بإعــداد محضــر جلســة فــي الغــرض بتاريــخ ‪ 27‬مــاي ‪2020‬‬
‫ •وحيــث وفــي خصــوص الطلــب المتعلــق بالحصــول علــى محضــر جلســة اللجنــة الجهويــة المتعلقــة بتحديــد‬
‫القائمــة النهائيــة للمنتفعيــن بالبرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعــي لمعتمديــة نابــل والتــي تــم إمضاؤهــا‬
‫مــن قبــل واليــة نابــل بتاريــخ ‪:15/04/2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪233‬‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وحيــث حــدد الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة مصطلــح المعلومــة بأنــه‪ »:‬كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو‬
‫تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها»‪.‬‬

‫ممــا ســبق أن حــق النفــاذ الــى المعلومــة يبقــى مرتبطــا وثيــق االرتبــاط بالوجــود الفعلــي والمــادي‬
‫وحيــث يخلــص ّ‬
‫للمعلومــة‪.‬‬

‫الرســمية التــي اســتوفت الشــروط الشــكلية‬


‫ّ‬ ‫وحيــث أن الوثيقــة المطلوبــة لــم تتخــذّ بعــد شــكل الوثيقــة إ‬
‫الداريّــة‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫صي َرهــا قابلــة للتعامــل بهــا إداريّــا وخاضعــة بالتالــي لحــكام القانــون الساســي المـ ّ‬ ‫والموضوعيــة لتكوينهــا ل ُت ّ‬
‫أ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل إنّهــا تمثــل مشــروع وثيقــة ال ت ـزال فــي طــور إ‬
‫النجــاز‪ ،‬المــر‬
‫الــذي يتجــه معــه بالتالــي رفــض الدعــوى أصــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫ •وحيــث بخصــوص الطلــب المتعلــق بتمكيــن العارضــة مــن أعمــال اللجنــة الجهويــة فــي التثبــت مــن صحــة‬
‫الوثائــق المصاحبــة للملفــات وخاصــة عــدم ملكيتهــم لعقــار فــي تلــك الفتــرة قبــل تعليــق القائمــة النهائيــة‪:‬‬

‫وحيــث أدلــت الجهــة المدعــي عليهــا فــي هــذا الخصــوص بنســخة مــن محضر جلســة اللجنــة الجهويــة المنعقــد لمتابعة‬
‫تنفيــذ البرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعــي فــي قســطه الثانــي المتعلــق ببنــاء مســاكن اجتماعيــة لــذوي الدخــل المحــدود‬
‫بمنطقــة المرازقــة مــن معتمديــة نابــل‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬
‫وحيــث أن حصــول المدعيــة علــى نســخة مــن المحضــر المذكــور‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمن‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـإن حصولهــا علــى هــذا المحضــر إنمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون الراميــة إلــى‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فــي التصــرف فــي المرفــق العــام االجتماعــي علــى المســتوى الجهــوي ودعــم الثقــة فــي‬
‫الســتجابة إلــى طلــب‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي المذكــور‪ ،‬ممــا ي ّتجــه معــه بنــاءا علــى مــا ســبق بيانــه إ‬
‫العارضــة وتمكينهــا مــن مطلبهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪234‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام والــي نابــل بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن محضــر جلســة‬ ‫ً‬
‫اللجنــة الجهويــة للســكن االجتماعــي لمتابعــة تنفيــذ البرنامــج الخصوصــي للســكن االجتماعــي فــي قســطه الثانــي المتعلــق‬
‫ببنــاء مســاكن اجتماعيــة لــذوي الدخــل المحــدود بمنطقــة المرازقــة مــن معتمديــة نابــل بتاريــخ ‪ 27‬مــاي ‪ 2020‬وبرفــض‬
‫الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 02‬ديســمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي وهاجــر الطرابلســي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪235‬‬
‫القرار عدد ‪ 3982‬بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪2021‬‬

‫س‪.‬ب‪.‬ر ‪ /‬وزير الفالحة والموارد المائية والصيد البحري‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •المعلومة القابلة للنفاذ‪ ،‬معلومة نهائية‪ ،‬معلومة في طور إ‬


‫النجاز‪ ،‬استقرار فقه قضاء الهيئة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى اعتبــار أن المعلومــة القابلــة للنفــاذ علــى‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة هــي‬ ‫معنــى أحــكام القانــون أ‬
‫النجــاز‪.‬‬
‫المعلومــة المكتملــة والنهائيــة وليســت تلــك التــي فــي طــور إ‬
‫أن مهمــة الرقابــة‬
‫الدعــوى‪ّ ،‬‬‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫الميدانيــة التــي تخضــع لهــا شــركة ســباق الخيــل لــم يقــع اســتكمالها بعــد مــن قبــل فريــق التفقــد ولــم‬
‫يتـ ّـم إصــدار تقريــر نهائــي بشــأنها وفقــا للتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪.‬‬
‫ـتقر عليــه فقــه قضــاء الهيئــة‪ ،‬فــإن ممارســة حــق‬
‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق بيانــه واســتنادا علــى مــا اسـ ّ‬
‫الرتبــاط بالوجــود المــادي والقانونــي للمعلومــة‬
‫والنتفــاع بــه يبقــى مرتبطــا وثيــق إ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة إ‬
‫النهائيــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي وهــو مــا ال يتوفــر فــي القضيــة الماثلــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 11‬أوت ‪2021‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3982‬والتــي تفيــد بأنّــه تقـ ّـدم فــي ‪ 29‬جــوان ‪ 2021‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الفالحــة‬
‫والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن نتائــج البحــث للعمليــة الرقابيــة التــي خضعــت‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال‬ ‫لهــا شــركة ســباق الخيــل منــذ ‪ 19‬أفريــل ‪ ،2021‬غيــر أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري بتاريــخ ‪ 7‬ســبتمبر‬
‫وأن نتائــج‬
‫النجــاز ّ‬‫‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص أن المهمــة الرقابيــة التــي تخضــع لهــا شــركة ســباق الخيــل مــازات فــي طــور إ‬
‫النتهــاء مــن إعــداد‬ ‫أ‬
‫أن الــوزارة ســتتولى موافــاة المعنــي بالمــر بنتائــج البحــث حــال إ‬ ‫للتاحــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬ ‫التقريــر غيــر جاهــزة إ‬
‫النجــاز‪.‬‬
‫التقريــر المذكــور‪ ،‬مدليــا بمــا يفيــد إفــادة العــارض بــأن التقريــر بصــدد إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪236‬‬
‫الدالء بملحوظاته بخصوصه‪.‬‬
‫المدعى عليها على العارض وذلك قصد إ‬
‫الطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة ّ‬
‫وبعد إ‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬
‫الساســي عـــ‪22‬ــــــدد لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعــي مــن نســخة‬


‫ـث تهــدف الدعــوى الراهنــة إلــى إلـزام وزيــر الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري بتمكيــن ّ‬‫حيـ ُ‬
‫ورقيــة مــن نتائــج البحــث للعمليــة الرقابيــة التــي خضعــت لهــا شــركة ســباق الخيــل مــن ‪ 19‬أفريــل ‪ ،2021‬وذلــك باالســتناد‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ــــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـأن المهمــة الرقابيــة التــي‬


‫وحيــث دفــع وزيــر الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري‪ ،‬ضمــن ر ّده علــى الدعــوى‪ ،‬بـ ّ‬
‫أن الــوزارة ســتتولى‬‫للتاحــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫وأن نتائــج التقريــر غيــر جاهــزة إ‬
‫النجــاز ّ‬
‫تخضــع لهــا شــركة ســباق الخيــل مــازات فــي طــور إ‬
‫النتهــاء مــن إعــداد التقريــر المذكــور‪ ،‬مدليــا بمــا يفيــد إفــادة العــارض بــأن‬ ‫أ‬
‫موافــاة المعنــي بالمــر بنتائــج البحــث حــال إ‬
‫النجــاز‪.‬‬
‫التقريــر بصــدد إ‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫أن االنتفــاع‬
‫وحيــث لئــن كان الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫بهــذا الحــق وممارســته تخضــع إلــى جملــة مــن الضوابــط التــي تــم التنصيــص عليهــا بموجــب القانــون أ‬
‫ّ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الخيــرة تشــمل كل معلومــة‬ ‫وحيــث ينــص الفصــل ‪ 3‬مــن هــذا القانــون فــي تعريفــه لمصطلــح المعلومــة‪ ،‬أن هــذه أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون فــي إطــار‬
‫ّ‬
‫ممارســتها لنشــاطها‪.‬‬

‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى اعتبــار أن المعلومــة القابلــة للنفــاذ علــى معنــى أحــكام‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة هــي المعلومــة المكتملــة والنهائيــة‬ ‫القانــون أ‬
‫النجــاز‪.‬‬
‫وليســت تلــك التــي فــي طــور إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪237‬‬
‫أن مهمــة الرقابــة الميدانيــة التــي‬
‫الدعــوى‪ّ ،‬‬‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫تخضــع لهــا شــركة ســباق الخيــل لــم يقــع اســتكمالها بعــد مــن قبــل فريــق التفقــد ولــم يتـ ّـم إصــدار تقريــر نهائــي بشــأنها‬
‫وفقــا للتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪.‬‬

‫ـتقر عليــه فقــه قضــاء الهيئــة‪ ،‬فــإن ممارســة حــق النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق بيانــه واســتنادا علــى مــا اسـ ّ‬
‫الرتبــاط بالوجــود المــادي والقانونــي للمعلومــة النهائيــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‬ ‫والنتفــاع بــه يبقــى مرتبطــا وثيــق إ‬‫إ‬
‫وهــو مــا ال يتوفــر فــي القضيــة الماثلــة‪.‬‬

‫تقدم بيانه‪ ،‬التصريح برفض الدعوى أصال‪.‬‬


‫وحيث يتجه تأسيسا على جميع ما ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 4‬نوفمبــر‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة الخماســي ومحمــد‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس وعضويّــة الســيدات والســادة منــى ّ‬
‫القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد السـ ّـامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪238‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:6‬‬
‫يتع ّيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر وتح ّيــن وتضــع‬
‫علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫ •السياسات والبرامج التي تهم العموم‪،‬‬
‫ •قائمــة مفصلــة فــي الخدمــات التــي يســديها للعمــوم والشــهادات التــي‬
‫يسـ ّلمها للمواطنيــن والوثائــق الضروريــة للحصــول عليهــا والشــروط آ‬
‫والجــال‬
‫والج ـراءات أ‬
‫والط ـراف والمراحــل المتع ّلقــة بإســدائها‪،‬‬ ‫إ‬
‫ •النصوص القانونية والترتيبية والتفسيرية المنظّمة لنشاطه‪،‬‬
‫ •المهــام الموكولــة إليــه وتنظيمــه الهيكلــي وعنــوان مقــره الرئيســي ومقراتــه‬
‫الفرعيــة وكيفيــة الوصــول إليهــا واالتصــال بهــا والميزانيــة المرصــودة لــه‬
‫مفصلــة‪.‬‬
‫ •المعلومات المتعلقة ببرامجه وخاصة إنجازاته ذات الصلة بنشاطه‪،‬‬
‫ •قائمــة اســمية فــي المك ّلفيــن بالنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬تتضمــن البيانــات‬
‫المنصــوص عليهــا بالفقــرة أ‬
‫الولــى مــن الفصــل ‪ 32‬مــن هــذا القانــون إضافــة‬
‫اللكترونــي المهنــي‪،‬‬
‫إلــى عناويــن بريدهــم إ‬
‫ •قائمــة الوثائــق المتوفــرة لديــه إلكترونيــا أو ورقيــا والمرتبطــة بالخدمــات التي‬
‫يســديها والمــوارد المرصــودة لها‪،‬‬
‫ •شروط منح التراخيص التي يسديها الهيكل‪،‬‬
‫ •الصفقــات العموميــة المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي يعتــزم‬
‫الهيــكل إبرامهــا ونتائــج تنفيذهــا‪،‬‬
‫ •تقارير هيئات الرقابة طبقا للمعايير المهنية الدولية‪،‬‬
‫ •االتفاقيات التي تعتزم الدولة االنضمام إليها أو المصادقة عليها‪،‬‬
‫الحصائيــة واالقتصاديــة واالجتماعيــة بمــا فــي ذلــك نتائــج‬
‫ •المعلومــات إ‬
‫الحصائيــة التفصيليــة طبــق مقتضيــات قانــون‬ ‫وتقاريــر المســوحات إ‬
‫الحصــاء‪،‬‬
‫إ‬
‫ •كل معلومــة تتعلــق بالماليــة العموميــة بمــا فــي ذلــك المعطيــات التفصيليــة‬
‫المتعلقــة بالميزانيــة علــى المســتوى المركــزي والجهــوي والمحلــي‬
‫والمعطيــات المتعلقــة بالمديونيــة العموميــة والحســابات الوطنيــة وكيفيــة‬
‫توزيــع النفقــات العموميــة وأهــم مؤشــرات الماليــة العموميــة‪،‬‬
‫ •المعلومات المتوفرة لديه حول البرامج والخدمات االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل ‪:7‬‬
‫الخيــرة مــن‬ ‫مــع مراعــاة المكانيــات المتاحــة للهيــاكل المشــار إليهــا بالمطــة أ‬
‫إ‬
‫الفصــل ‪ 2‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬يتعيــن نشــر المعلومــات المنصــوص عليهــا‬
‫بالفصــل ‪ 6‬مــن هــذا القانــون علــى موقــع واب‪ ،‬وتحيينهــا علــى أ‬
‫القــل مـ ّـرة ّكل‬
‫ثالثــة (‪ )3‬أشــهر وعنــد كل تغييــر يطـرأ عليهــا‪ ،‬وذلــك مــع التنصيــص وجوبــا علــى‬
‫تاريــخ آخــر تحييــن‪.‬‬
‫ويجــب أن يحتــوي هــذا الموقــع إضافــة إلــى المعلومــات المذكــورة‪ ،‬علــى مــا‬
‫يلــي‪:‬‬
‫الطار القانوني والترتيبي المنظم للنفاذ إلى المعلومة‪،‬‬
‫ • إ‬
‫الجراءات المتعلق بالنفاذ إلى المعلومة والحصول عليها‪،‬‬
‫ •دليل إ‬
‫ •المطبوعــات المتع ّلقــة بمطالــب النفــاذ وإجــراءات التظ ّلــم والمصلحــة‬
‫المكلفــة بتق ّبلهــا لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬
‫ •تقاريــر الهيــكل المعنــي حــول تنفيــذ أحــكام هــذا القانــون بمــا فيهــا التقاريــر‬
‫الثالثيــة والســنوية المشــار إليهــا بالنقطتيــن ‪ 3‬و‪ 4‬مــن الفصــل ‪ 34‬مــن هــذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1588‬بتاريخ ‪ 11‬فيفري ‪2021‬‬

‫س‪.‬ب‪.‬ح‪ /‬رئيس بلدية العين‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •النشر التلقائي للمعلومة‪ ،‬موقع الواب‪ ،‬محاضر جلسات‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى عليهــا قامــت بنشــر محضــر الجلســة‬


‫أن الجهــة ّ‬‫حيــث ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫التــي تـ ّـم خاللهــا المصادقــة علــى ميزانيــة بلديــة العيــن لســنة ‪ 2020‬موضــوع مطلــب نفــاذ العــارض علــى‬
‫موقعهــا االلكترونــي‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا نشــرت الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد إحترمــت‬
‫أن الجهــة ّ‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت ّ‬
‫حــق العــارض فــي الحصــول علــى المعلومــة طبقــا لمــا يقتضيــه القانــون عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتعلــق بتســيير الشــؤون المحليــة ذات العالقــة بمشــاغل المواطنيــن‪ ،‬وفــي دعــم ثقــة العمــوم فــي‬
‫آليــات وأوجــه التصــرف فــي الشــأن العــام المحلــي‪.‬‬

‫والمرســمة تحــت‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 29‬نوفمبــر ‪2019‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بـــمطلب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة العيــن قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة‬
‫ّ‬ ‫عــدد ‪1588‬‬
‫مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–مشروع ميزانية البلدية لسنة ‪،2020‬‬ ‫ ‬
‫ –الوثائق التفسيرية مع نسخة من الرأي الذي أبداه السيد أمين المال الجهوي‪،‬‬
‫ –الروزنامــة التــي تـ ّـم تنفيذهــا فــي مختلــف مراحــل إعــداد الميزانيــة‪ ،‬غيــر أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام رئيــس البلديــة بتمكينــه مــن الوثائــق المذكــورة‪.‬‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫إســتنادا إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫والمتضمــن‬
‫ّ‬ ‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 24‬ديســمبر ‪2019‬‬ ‫المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫بالخصــوص أنــه تـ ّـم إعــام العــارض بتنزيــل كل المعطيــات التــي تخــص الميزانيــة بمحضــر جلســة الــدورة العاديــة الرابعــة‬
‫لســنة ‪ ،2019‬وكذلــك بالنســبة للروزنامــة التــي تــم تنفيذهــا فــي مختلــف مراحــل إعــداد الميزانيــة‪ ،‬امــا بخصــوص تقريــر أميــن‬
‫المــال الجهــوي حــول مشــروع ميزانيــة بلديــة العيــن تــم تنزيلــه فــي موقــع الــواب الرســمي لبلديــة العيــن‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪241‬‬
‫للدالء بملحوظاته بشأنه‪.‬‬
‫الرد إلى العارض إ‬
‫الطالع على ما يفيد إحالة تقرير ّ‬
‫وبعد إ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ـن‬ ‫أ‬
‫يتعيـ ُ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه ّ‬
‫ـث ق ُّدمــت ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة االصل‪:‬‬

‫الدعوى إلى إلزام رئيس بلدية العين بتمكين العارض من نسخة ورقية من الوثائق التالية‪:‬‬ ‫حيث ُ‬
‫تهدف ّ‬ ‫ُ‬
‫–مشروع ميزانية البلدية لسنة ‪،2020‬‬
‫ ‬
‫ –الوثائق التفسيرية مع نسخة من الرأي الذي أبداه السيد أمين المال الجهوي‪،‬‬
‫ –الروزنامــة التــي ّ‬
‫تــم تنفيذهــا فــي مختلــف مراحــل إعــداد الميزانيــة‪ ،‬اســتنا ًدا إلــى حقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫تــم تنزيــل كل‬‫تــم إعــام العــارض بأنّــه ّ‬
‫الــرد علــى الدعــوى‪ ،‬أنّــه ّ‬
‫وحيــث أفــاد رئيــس بلديــة العيــن‪ ،‬فــي نطــاق ّ‬
‫المعطيــات التــي تخــص الميزانيــة بمحضــر جلســة الــدورة العاديــة الرابعــة لســنة ‪ ،2019‬وكذلــك بالنســبة للروزنامــة التــي‬
‫تــم تنفيذهــا فــي مختلــف مراحــل إعــداد الميزانيــة‪ ،‬أمــا بخصــوص تقريــر أميــن المــال الجهــوي حــول مشــروع ميزانيــة بلديــة‬
‫العيــن فقــد تـ ّـم تنزيلــه فــي موقــع الــواب الرســمي لبلديــة العيــن لســنة ‪2020‬‬
‫وحيث تو ّلت الهيئة في نطاق إجراءات التحقيق‪ ،‬إحالة جواب البلدية على العارض‪.‬‬
‫ُ‬
‫المحــال إليــه أنّــه صــدر عــن رئيــس بلديــة العيــن بــاغ الجلســة العاديــة الرابعــة‬
‫ـث أفــاد العــارض بشــأن التقريــر ُ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫لســنة ‪ 2019‬والتــي انعقــدت بتاريــخ ‪ 29‬نوفمبــر ‪ ،2019‬كمــا تـ ّـم نشــر محضــر هــذه الجلســة علــى موقعهــا االلكترونــي بعــد‬
‫بالضافــة إلــى أنّــه خــال هــذه الجلســة تمــت المصادقــة علــى ميزانيــة بلديــة العيــن لســنة‬ ‫عــدة أيــام مــن تاريــخ انعقادهــا‪ ،‬إ‬
‫‪ ،2020‬كمــا أفــاد أنــه وجــب علــى بلديــة العيــن االســتجابة إلــى مطلبــه قبــل أن تتـ ّـم المصادقــة علــى ميزانيــة بلديــة العيــن‬
‫أن البلديــة وإلــى حــدود هــذا التاريــخ لــم‬‫لســنة ‪ ،2020‬مضيفــا أنــه وبالولــوج إلــى الموقــع االلكترونــي لبلديــة العيــن تبيــن ّ‬
‫تقــم بنشــر أي وثيقــة تتعلــق بالمعلومــة موضــوع مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وحيث نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة‬
‫ُ‬
‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقًــا‬
‫ً‬ ‫يعــد حقًــا‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬
‫أ‬
‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬
‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪242‬‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبـ ْ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تُعتبـ ُـر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب‬
‫بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تُعتبـ ُـر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب‬
‫بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫ •فــي خصــوص طلــب النفــاذ إلــى نســخة مــن تقريــر أميــن المــال الجهــوي حــول مشــروع ميزانيــة بلديــة العيــن‬
‫لســنة ‪:2020‬‬

‫المدعــى عليهــا فــإن‬


‫حيــث ثبــت للهيئــة بعــد االطــاع علــى الموقــع االلكترونــي للبلديــة أنّــه لمــا ورد فــي جــواب الجهــة ّ‬
‫الموقــع المذكــور ال يتضمــن الوثيقــة المطلوبــة ولــم يتـ ّـم نشــرها إلــى حــد هــذا التاريــخ‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض علــى الوثيقــة المطلوبــة والتــي لــم يثبــت توصلــه بهــا والمتمثلــة فــي نســخة مــن تقريــر‬ ‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫ـأي مــن االســتثناءات المذكــورة صلــب الفصــل ‪ 24‬أعــاه‪ ،‬وينصهــر بالتالــي‬ ‫أميــن المــال الجهــوي‪ ،‬ليــس مــن شــأنه المســاس بـ ّ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام البلــدي‬
‫ضمــن مبــادئ القانــون الراميــة إلــى تعزيــز مبـ ْ‬
‫ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫ •في خصوص بقية الطلبات‪:‬‬

‫المدعــى عليهــا قامــت بنشــر محضــر الجلســة التــي تـ ّـم خاللهــا‬


‫أن الجهــة ّ‬
‫حيــث ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫المصادقــة علــى ميزانيــة بلديــة العيــن لســنة ‪ 2020‬موضــوع مطلــب نفــاذ العــارض علــى موقعهــا االلكتروني‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا نشــرت الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد إحترمــت حــق العــارض‬
‫أن الجهــة ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت ّ‬
‫فــي الحصــول علــى المعلومــة طبقــا لمــا يقتضيــه القانــون عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير الشــؤون المحليــة ذات العالقــة بمشــاغل‬
‫المواطنيــن‪ ،‬وفــي دعــم ثقــة العمــوم فــي آليــات وأوجــه التصــرف فــي الشــأن العــام المحلــي‪.‬‬

‫القضيــة النعــدام‬
‫ّ‬ ‫الدعــوى فــي ضــوء مــا ســبق بيانــه‪ ،‬غيــر ذات موضــوع بمــا ي ّتجــه معــه التصريــح بختــم‬
‫وحيــث تغــدو ّ‬
‫مــا يســتوجب ال ّنظــر فيهــا مــن هــذه الناحية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪243‬‬
‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض وذلــك بإلـزام رئيــس بلديــة العيــن‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجـ ُـه‬
‫وحيـ ُ‬
‫بتمكينــه مــن نســخة ورقيــة مــن تقريــر أميــن المــال الجهــوي حــول مشــروع ميزانيــة بلديــة العيــن لســنة ‪ 2020‬وبانعــدام مــا‬
‫يســتوجب النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام رئيــس بلديــة العيــن بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن تقريــر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أميــن المــال الجهــوي حــول مشــروع ميزانيــة بلديــة العيــن لســنة ‪ 2020‬وبإنعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 11‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪244‬‬
‫القرار عدد ‪ 1954‬بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪2021‬‬

‫نادي المبادرة أشبال خمير في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬بلدية عين دراهم في شخص‬
‫ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •واجب النشر التلقائي للمعلومة‪ ،‬موقع الواب ليس في وضع استخدام‪ ،‬إلزام بتسليم الوثائق‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث أفــاد رئيــس بلديــة عيــن دراهــم فــي نطــاق ر ّده عــن الدعــوى والمتضمــن بالخصــوص أنّــه تـ ّـم‬
‫الول المــؤرخ فــي ‪ 30‬جانفــي‬ ‫تمكيــن الممثلــة القانونيــة للعــارض مــن الوثائــق المضمنــة بمطلــب النفــاذ أ‬
‫الداريــة تتم ّثــل فــي محاضــر‬
‫‪ّ ،2020‬أمــا بالنســبة للمطلــب الثانــي حــول تمكينهــا مــن جملــة مــن الوثائــق إ‬
‫مــداوالت المجلــس البلــدي لســنة ‪ 2019‬ووثيقــة المصادقــة علــى الميزانيــة لســنة ‪ 2020‬مــع ميزانيــة ‪2020‬‬
‫فقــد تـ ّـم إفادتهــا بأنّهــا وثائــق منشــورة بالموقــع الرســمي للبلديــة‪ ،‬مضيفــا أنّــه بالنســبة لبقيــة الطلبــات‬
‫أنّــه ســيقع تمكيــن العارضــة منهــا فــي أقــرب آ‬
‫الجــال الممكنــة‪.‬‬
‫توصلــت بهــا الممثلــة القانونيــة‬
‫ـإن الوثائــق التــي ّ‬
‫المدعــى عليهــا فـ ّ‬
‫وحيــث خالفــا لمــا جــاء بــر ّد الجهــة ّ‬
‫للعــارض ال تتع ّلــق بمطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضــوع دعــوى الحــال‪ ،‬كمــا ثبــت للهيئــة ّ‬
‫أن موقــع‬
‫والمحمــل بــه الوثائــق المطلوبــة حســب ذكرهــا ليــس فــي‬
‫ّ‬ ‫المدعــى عليهــا‬
‫الــواب المذكــور بــر ّد الجهــة ّ‬
‫وضــع اســتخدام‪.‬‬

‫للمدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬مــارس ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن الممثلــة القانونيــة ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1954‬والمتضمنــة أنّهــا تق َّدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى بلديــة عيــن‬
‫ّ‬
‫دراهــم قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–البرنامج االستثماري لمخطط التنمية الخاص بالبلدية لسنة ‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫ –محاضــر الجلســات لكافــة اللجــان البلديــة مــن تاريــخ ‪ 1‬جانفــي ‪ 2019‬إلــى غايــة ‪ 31‬ديســمبر ‪ 2019‬مــع قائمــة إســمية‬
‫لكافــة أعضائهــا‪،‬‬
‫–محضر الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على الميزانية بعنوان سنة ‪،2020‬‬ ‫ ‬
‫ –محاضر مداوالت المجلس البلدي لسنة ‪،2019‬‬
‫ –ميزانية بلدية عين دراهم لسنة ‪،2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪245‬‬
‫–قائمة االستقاالت والشغورات التي ّتم تسجيلها بالبلدية‪،‬‬ ‫ ‬
‫الراضي البيضاء من حيث المساحة والمكان مع بيان الرصد العقاري بالمنطقة البلدية‪،‬‬ ‫–كشف في عدد أ‬ ‫ ‬
‫ –قيمة منحة مندوبية السياحة المخصصة للبلدية وبرنامج استغاللها بعنوان سنة ‪،2019‬‬
‫ –وثيقــة ّ‬
‫تتضمــن توضيحــات حــول المســاكن التــي أقيمــت فــوق القبــور (هــل تـ ّـم نقــل القبــور قبــل البنــاء ومــن أســند‬
‫رخــص البنــاء إن كانــت وهــل تـ ّـم إســناد رخــص مســتودعات)‪،‬‬
‫–وثيقة تتضمن إجراءات نقل الرفات ومدى مطابقتها ألحكام الفصل ‪ 17‬من القانون عدد ‪ 12‬لسنة ‪،1997‬‬ ‫ ‬
‫ –وثيقــة تتضمــن برنامــج البلديــة بخصــوص إمكانيــة تغييــر صبغــة المنطقــة إلــى مســاحة خضـراء‪ ،‬غيــر أنّــه لــم يتلــق ر ّدا‬
‫المدعــى‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ‬ ‫أ‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة مسـ ً‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وبعــد علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس بلديــة عيــن دراهــم بتاريــخ ‪ 18‬جــوان ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص‬
‫الول المــؤرخ فــي ‪ 30‬جانفــي ‪ّ ،2020‬أمــا‬ ‫أنــه تــم تمكيــن الممثلــة القانونيــة للعــارض مــن الوثائــق المضمنــة بمطلــب النفــاذ أ‬
‫ّ ّ‬
‫الداريــة المتم ّثلــة فــي محاضــر مــداوالت المجلــس البلــدي‬ ‫بالنســبة للمطلــب الثانــي حــول تمكينهــا مــن جملــة مــن الوثائــق إ‬
‫لســنة ‪ 2019‬ووثيقــة المصادقــة علــى الميزانيــة لســنة ‪ 2020‬مــع ميزانيــة ‪ 2020‬فقــد تـ ّـم إفادتهــا أنّهــا وثائــق منشــورة بالموقــع‬
‫الرســمي للبلديــة‪ ،‬مضيفــا أنــه بالنســبة لبقيــة الطلبــات فإنــه ســيقع تمكيــن العارضــة منهــا فــي أقــرب آ‬
‫الجــال الممكنــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام رئيــس بلديــة عيــن دراهــم بتمكيــن العارضــة مــن نســخة مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–البرنامج االستثماري لمخطط التنمية ‪،2019‬‬
‫ ‬
‫ –محاضر الجلسات لسنة ‪ 2019‬مع قائمة إسمية لكافة مسيريها‪،‬‬
‫ –محضر الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على ميزانية سنة ‪،2020‬‬
‫ –محاضر مداوالت المجلس البلدي لسنة ‪،2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪246‬‬
‫–ميزانية بلدية عين دراهم لسنة ‪،2020‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة االستقاالت والشغورات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–كشف في عدد أ‬
‫الراضي (المساحة والمكان) والرصد العقاري بالمنطقة البلدية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قيمة منحة مندوبية السياحة وبرنامج استغاللها لسنة ‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫–توضيحات حول المساكن التي أقيمت فوق القبور‪،‬‬ ‫ ‬
‫– إ‬
‫الجراءات الم ّتخذة لنقل الرفات‪،‬‬ ‫ ‬
‫–إمكانيــة تغييــر صبغــة المنطقــة إلــى مســاحة خضـراء‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬ ‫ ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫عليــه بالقانــون أ‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬
‫وحيــث أفــاد رئيــس بلديــة عيــن دراهــم فــي نطــاق ر ّده عــن الدعــوى والمتضمــن بالخصــوص أنّــه تـ ّـم تمكيــن الممثلــة‬
‫الول المــؤرخ فــي ‪ 30‬جانفــي ‪ّ ،2020‬أمــا بالنســبة للمطلــب الثانــي‬ ‫القانونيــة للعــارض مــن الوثائــق المضمنــة بمطلــب النفــاذ أ‬
‫الداريــة تتم ّثــل فــي محاضــر مــداوالت المجلــس البلــدي لســنة ‪ 2019‬ووثيقــة المصادقــة‬ ‫حــول تمكينهــا مــن جملــة مــن الوثائــق إ‬
‫علــى الميزانيــة لســنة ‪ 2020‬مــع ميزانيــة ‪ 2020‬فقــد تـ ّـم إفادتهــا بأنّهــا وثائــق منشــورة بالموقــع الرســمي للبلديــة‪ ،‬مضيفــا أنّــه‬
‫بالنســبة لبقيــة الطلبــات أنــه ســيقع تمكيــن العارضــة منهــا فــي أقــرب آ‬
‫الجــال الممكنــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫توصلــت بهــا الممثلــة القانونيــة للعــارض ال تتع ّلــق‬
‫ـإن الوثائــق التــي ّ‬
‫المدعــى عليهــا فـ ّ‬
‫وحيــث خالفــا لمــا جــاء بــر ّد الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫أن موقــع الــواب المذكــور بــر ّد الجهــة ّ‬‫بمطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضــوع دعــوى الحــال‪ ،‬كمــا ثبــت للهيئــة ّ‬
‫والمحمــل بــه الوثائــق المطلوبــة حســب ذكرهــا ليــس فــي وضــع اســتخدام‪.‬‬
‫ّ‬
‫المدعــي علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬ليــس‬
‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة حســب مــا رشــح مــن التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬
‫مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪247‬‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي المذكــور‬
‫القضيــة الماثلــة فــي أحــد هيــاكل الســلطة المح ّليــة مجســدة فــي بلديــة عيــن دراهــم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمتمثلــة فــي‬

‫الستجابة إلى طلب العارض وتمكينه من الوثائق المطلوبة‪.‬‬


‫وحيث ي ّتجه بناء على ما سبق بيانه إ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلــزام رئيــس بلديــة عيــن دراهــم بتمكيــن العــارض فــي شــخص ممثلــه‬ ‫ً‬
‫القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن‪:‬‬
‫–البرنامج االستثماري لمخطط التنمية الخاص بالبلدية لسنة ‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫ –محاضــر الجلســات لكافــة اللجــان البلديــة مــن تاريــخ ‪ 1‬جانفــي ‪ 2019‬إلــى غايــة ‪ 31‬ديســمبر ‪ 2019‬مــع قائمــة إســمية‬
‫لكافــة أعضائهــا‪،‬‬
‫–محضر الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على الميزانية بعنوان سنة ‪،2020‬‬ ‫ ‬
‫–محاضر مداوالت المجلس البلدي لسنة ‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫–ميزانية بلدية عين دراهم لسنة ‪،2020‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة االستقاالت والشغورات التي ّتم تسجيلها بالبلدية‪،‬‬ ‫ ‬
‫الراضي البيضاء من حيث المساحة والمكان مع بيان الرصد العقاري بالمنطقة البلدية‪،‬‬ ‫–كشف في عدد أ‬ ‫ ‬
‫–قيمة منحة مندوبية السياحة المخصصة للبلدية وبرنامج استغاللها بعنوان سنة ‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫–وثيقــة ّ‬
‫تتضمــن توضيحــات حــول المســاكن التــي أقيمــت فــوق القبــور (هــل تـ ّـم نقــل القبــور قبــل البنــاء ومــن أســند‬ ‫ ‬
‫رخــص البنــاء إن كانــت وهــل تـ ّـم إســناد رخــص مســتودعات)‪،‬‬
‫–وثيقة تتضمن إجراءات نقل الرفات ومدى مطابقتها ألحكام الفصل ‪ 17‬من القانون عدد ‪ 12‬لسنة ‪،1997‬‬ ‫ ‬
‫ –وثيقــة تتضمــن برنامــج البلديــة بخصــوص إمكانيــة تغييــر صبغــة المنطقــة إلــى مســاحة خض ـراء‪ ،‬مــع إلزامــه بنشــر‬
‫المعلومــات والوثائــق المشــمولة بواجــب النشــر بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي طبــق الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة علــى موقــع واب البلديــة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 25‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫وريــم العبيــدي ومنــى الدهــان ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪248‬‬
‫القرار عدد ‪ 1977‬بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ك ‪ /‬رئيس الهيئة العليا لحقوق النسان والحريات أ‬


‫الساسية‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •معلومة تتعلق بالمالية العمومية‪ ،‬واجب النشر التلقائي للمعلومة‪ ،‬موقع الواب‪ ،‬بحث تحقيقي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانون علــى أنّه يتع ّيــن على الهيــاكل الخاضعــة ألحكام هــذا القانون‬
‫أن تنشــر وتح ّيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات‬
‫التاليــة‪ - ...:‬كل معلومــة تتعلــق بالماليــة العموميــة بمــا فــي ذلــك المعطيــات التفصيليــة المتعلقــة‬
‫بالميزانيــة علــى المســتوى المركــزي والجهــوي والمحلــي والمعطيــات المتعلقــة بالمديونيــة العموميــة‬
‫والحســابات الوطنيــة وكيفيــة توزيــع النفقــات العموميــة وأهــم مؤش ـرات الماليــة العموميــة‪»....‬‬
‫المدعــى عليهــا مــن أن هنــاك تتبــع إداري ضــد العــارض يحــول دون‬
‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫تمكينــه مــن الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬فــإن الوثائــق والمعلومــات موضــوع مطلــب النفــاذ ا ّلــذي‬
‫تقـ ّـدم بــه العــارض‪ ،‬تعتبــر مــن قبيــل المعلومــات المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا وتحيينهــا بغــض النظــر عــن ورود مطالــب‬
‫الجهــة ّ‬
‫نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن عدمــه‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 26‬مــاي ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫النســان‬ ‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس الهيئــة العليــا لحقــوق إ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1977‬‬
‫والحريــات العامــة قصــد الحصــول علــى نســخة إلكترونيــة مــن الجــداول التفصيليــة لمداخيــل الهيئــة ونفقاتها(القوائــم‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫الماليــة) لســنوات ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ 2018‬و‪ 2019‬والثالثــي الول لســنة ‪ 2020‬ونســخة إلكترونيــة مــن ميزانيــات الهيئــة‬
‫الجــل‬‫المبرمجــة للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2015‬إلــى موفــى ســنة ‪ ،2020‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‬ ‫أ‬
‫القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫مســتندا فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والحريــات العامــة‬
‫ّ‬ ‫النســان‬‫وبعــد االطــاع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا مــن قبــل رئيــس الهيئــة العليــا لحقــوق إ‬
‫بتاريــخ ‪ 2‬أكتوبــر و‪ 2‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمتضمنيــن بالخصــوص بــأن العــارض كان يعمــل صلــب الهيئــة العليــا لحقــوق االنســان‬
‫والداريــة للهيئــة‬ ‫أ‬
‫والحريــات الساســية ويشــغل خطــة كاتــب عــام منــذ ســنة ‪ 2017‬وباعتبــاره المشــرف علــى الشــؤون الماليــة إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪249‬‬
‫ـيتم تتبعــه‬
‫قــام باالســتيالء علــى نســخ مــن الوثائــق الماليــة المضمنــة بعريضتــه عنــد علمــه بنهايــة إلحاقــه بتاريــخ ‪ 2‬مــارس وسـ ّ‬
‫الن محــل تتبــع إداري إذ تمــت مراســلة إدارتــه أ‬
‫الصليــة المتمثلــة‬ ‫قانونيــا مــن أجــل مــا نســب إليــه‪ ،‬مضيفــا أن العــارض هــو آ‬
‫ّ‬
‫فــي وزارة الشــؤون االجتماعيــة فــي الغــرض وطلــب إحالتــه علــى مجلــس التأديــب مــن أجــل العديــد مــن التجــاوزات وفتــح‬
‫الداري‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن الوثائــق المتعلقــة بالتتبــع‬ ‫بحــث فــي شــأنه كمــا ســيتم تتبعــه جزائيــا بعــد اســتكمال المســار إ‬
‫الداري ضــد العــارض‪.‬‬ ‫إ‬
‫الدالء بملحوظاتها بخصوصها‬
‫المدعى عليها على العارضة قصد إ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة ّ‬
‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد االطالع على ّ‬
‫الساســي عـــ‪22‬ــــــدد لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫والحريــات العامــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة‬
‫ّ‬ ‫النســان‬‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس الهيئــة العليــا لحقــوق إ‬ ‫حيـ ُ‬
‫إلكترونيــة مــن الجــداول التفصيليــة لمداخيــل الهيئــة ونفقاتهــا (القوائــم الماليــة) لســنوات ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪2018‬‬
‫الول لســنة ‪ 2020‬ونســخة إلكترونيــة مــن ميزانيــات الهيئــة المبرمجــة للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2015‬إلــى‬ ‫و‪ 2019‬والثالثــي أ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫موفــى ســنة ‪ ،2020‬باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫والحريــات العامــة‪ ،‬فــي نطــاق ر ّده علــى الدعــوى‪ ،‬بــأن العــارض‬
‫ّ‬ ‫النســان‬
‫وحيــث أفــاد رئيــس الهيئــة العليــا لحقــوق إ‬
‫أ‬
‫كان يعمــل صلــب الهيئــة العليــا لحقــوق االنســان والحريــات الساســية ويشــغل خطــة كاتــب عــام منــذ ســنة ‪ 2017‬وباعتبــاره‬
‫والداريــة للهيئــة قــام باالســتيالء علــى نســخ مــن الوثائــق الماليــة المضمنــة بعريضتــه عنــد‬
‫المشــرف علــى الشــؤون الماليــة إ‬
‫آ‬
‫ـيتم تتبعــه قانونيــا مــن أجــل مــا نســب إليــه‪ ،‬مضيفــا أن العــارض هــو الن محــل‬ ‫علمــه بنهايــة إلحاقــه بتاريــخ ‪ 2‬مــارس وسـ ّ‬
‫الصليــة المتمثلــة فــي وزارة الشــؤون االجتماعيــة فــي الغــرض وطلــب إحالتــه علــى مجلــس‬ ‫تتبــع إداري إذ تمــت مراســلة إدارتــه أ‬
‫ّ‬
‫الداري‪،‬‬ ‫التأديــب مــن أجــل العديــد مــن التجــاوزات وفتــح بحــث فــي شــأنه كمــا ســيتم تتبعــه جزائيــا بعــد اســتكمال المســار إ‬
‫الداري ضــد العــارض‪.‬‬‫مدليــا بنســخة مــن الوثائــق المتعلقــة بالتتبــع إ‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طب ًقــا إ‬
‫ـث ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبـ ْ‬
‫بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪250‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تُعتبـ ُـر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويُراعــى التناســب‬
‫المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬
‫بيــن المصالــح ُ‬
‫يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه ّ‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات التاليــة‪ - ...:‬كل معلومــة تتعلــق‬‫ّ‬
‫بالماليــة العموميــة بمــا فــي ذلــك المعطيــات التفصيليــة المتعلقــة بالميزانيــة علــى المســتوى المركــزي والجهــوي والمحلــي‬
‫والمعطيــات المتعلقــة بالمديونيــة العموميــة والحســابات الوطنيــة وكيفيــة توزيــع النفقــات العموميــة وأهــم مؤشـرات الماليــة‬
‫العموميــة‪»....‬‬

‫المدعــى عليهــا مــن أن هنــاك تتبــع إداري ضــد العــارض يحــول دون تمكينــه مــن‬‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬فــإن الوثائــق والمعلومــات موضــوع مطلــب النفــاذ ا ّلــذي تقـ ّـدم بــه العــارض‪ ،‬تعتبــر مــن‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى موقــع الــواب‬‫قبيــل المعلومــات المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة ّ‬
‫الخــاص بهــا وتحيينهــا بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن عدمــه‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض علــى نُســخة مــن الجــداول التفصيليــة‬ ‫ـث ثبــت للهيئــة بعــد اال ّطــاع علــى ملــف القضيــة‪ّ ،‬‬
‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫لمداخيــل الهيئــة ونفقاتها(القوائــم الماليــة) لســنوات ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ 2018‬و‪ 2019‬والثالثــي الول لســنة ‪ 2020‬ونســخة‬
‫إلكترونيــة مــن ميزانيــات الهيئــة المبرمجــة للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2015‬إلــى موفــى ســنة ‪ ،2020‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي‬
‫أي‬ ‫أ‬
‫ـدرج ضمــن ّ‬ ‫إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة المتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينـ ُ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫حالــة مــن حــاالت الســتثناء أ‬
‫إ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ينصهــر ضمــن تحقيــق‬


‫ُ‬ ‫فــإن تمكيــن العــارض مــن نُســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى تســيير الجمعيــات والتصــرف فــي مواردهــا‬‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫أ‬
‫البشــرية والماديــة ودعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫الســتجابة إلــى طلــب العــارض وذلــك بإلـزام رئيــس الهيئــة العليــا‬


‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬إ‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجـ ُـه‬
‫وحيـ ُ‬
‫والحريــات العامــة بتمكينــه مــن نُســخة مــن الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النســان‬‫لحقــوق إ‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫الصــل بإل ـزام رئيــس الهيئــة العليــا لحقــوق النســان والحريــات أ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الساســية بتمكيــن‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العــارض مــن نســخة إلكترونيــة مــن الجــداول التفصيليــة لمداخيــل الهيئــة ونفقاتهــا (القوائــم الماليــة) لســنوات ‪ 2015‬و‪2016‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪251‬‬
‫و‪ 2017‬و‪ 2018‬و‪ 2019‬والثالثــي أ‬
‫الول لســنة ‪ 2020‬ومــن نســخة إلكترونيــة مــن ميزانيــات الهيئــة المبرمجــة للفتــرة المتراوحــة‬
‫مــن ســنة ‪ 2015‬إلــى غايــة ســنة ‪2020‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 30‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وريــم العبيــدي وهاجــر‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪252‬‬
‫القرار عدد ‪ 2287‬بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪2021‬‬

‫النسان في شخص ُممثلها القانوني ‪ /‬المدير العام للبنك‬


‫جمعية الدفاع عن حقوق إ‬
‫التونسي للتضامن‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •واجــب النشــر التلقائــي للمعلومــة‪ ،‬موقــع الــواب‪ ،‬تحييــن المعلومــة‪ ،‬نشــر ســهل االســتعمال‪ ،‬اقتتطــاع‬
‫المعلومــة‪ ،‬تحميــل المعلومــة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫ـث اقتضــى الفصليــن ‪ 06‬و‪ 07‬مــن القانــون أ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أن تتو ّلــى الهيــاكل العموميــة نشــر المعلومــة تلقائ ًيــا‬
‫علــى الموقــع االلكترونــي وتحيينهــا عنــد كل تغيــر يط ـرأ عليهــا أو علــى أ‬
‫القــل مــرة كل ثالثــة أشــهر‪ ،‬كمــا‬ ‫ّ‬
‫الســتعمال بمــا يُمكــن العمــوم مــن إقتطاعهــا وتحميلهــا بصفــة‬ ‫أيضــا أن يكــون نشــرها ســهل إ‬ ‫إشــترط ً‬
‫آليــة‪.‬‬
‫أن المعلومــة‬‫الطّــاع علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك التونســي للتضامــن‪ّ ،‬‬‫ـث تب ّيــن للهيئــة بعــد إ‬
‫وحيـ ُ‬
‫ومضمنــة بالتقريــر‬ ‫الموازنــة الماليــة لســنة ‪ ،2019‬منشــورة ُ‬
‫والمتمثلــة فــي ُ‬
‫موضــوع مطلــب النفــاذ ُ‬
‫المــدرج تحديـ ًـدا بالنافــذة «‪ »information financières‬علــى الرابــط التالــي‪:‬‬‫الســنوي الخــاص بالبنــك ُ‬
‫)‪(http://www.bts.com.tn/informations-financieres/‬‬

‫رســمة تحــت‬‫والم ّ‬
‫الم ّدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 28‬أوت ‪ُ 2020‬‬ ‫قدمــة مــن ُ‬‫الم ّ‬
‫الدعــوى ُ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫ـمطلبي نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى البنــك التونســي للتضامــن قصــد الحصــول علــى‬
‫ْ‬ ‫تقدمــت بــ‬‫تضمنــة أنّهــا ّ‬ ‫والم ّ‬
‫عــدد ‪ُ 2287‬‬
‫الموازنــة‬
‫المجتمعيــة وكذلــك نُســخة ورقيــة مــن ُ‬ ‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫تتضمــن قائمــة إســمية فــي ُ‬ ‫نُســخة ورقيــة ّ‬
‫ممــا دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال‬ ‫أ‬
‫الماليــة لســنة ‪ ،2019‬غيــر أنّهــا لــم تتلـ ّـق ر ًّدا علــى مطلبهــا رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫طالبــةً إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعلومــات المطلوبــة‪ ،‬اســتنادا إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫تضمــن‬
‫والم ّ‬
‫الم ّدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬ســبتمبر ‪ُ 2020‬‬ ‫المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ُ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫بالخصــوص أنّـ ُـه تـ ّـم نشــر هــذه القوائــم الماليــة علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك بعــد عرضهــا علــى الجلســة العامــة‬
‫الســمية فــي المنتفعيــن بقــروض مــن‬‫العاديــة للمصادقــة‪ .‬مضي ًفــا فــي خصــوص الطلــب الثانــي‪ ،‬أنّـ ُـه يتعــذّ ر إتاحــة القائمــة إ‬
‫المعطيــات الشــخصية الــذي أقـ ّـر بتعــارض هــذا المطلــب مــع‬ ‫فــرع البنــك بتطاويــن بنــا ًء علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة ُ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪253‬‬
‫الموازنــة الماليــة وقائمــة التعهــدات خــارج‬
‫المعطيــات الشــخصية‪ .‬كمــا أرفــق تقريــر ُه ب ُنســخة مــن ُ‬
‫المتعلــق بحمايــة ُ‬
‫التشــريع ُ‬
‫الموازنــة وقائمــة النتائــج وقائمــة تدفــق الســيولة ومالحظــات حــول القوائــم الماليــة‪.‬‬
‫ُ‬
‫المدلــى بــه مــن قبــل العارضــة بتاريــخ ‪ 08‬أكتوبــر ‪ 2020‬والــذي طالبــت مــن خاللــه ب ُنســخة‬‫ال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫وبعــد إ‬
‫الم ّدعــى عليهــا إلــى هيئــة‪ .‬معيبــةً فــي ذات الســياق عــن تع ّلــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫مــن الوثائــق التــي أدلــت بهــا الجهــة ُ‬
‫المجتمعيــة بنــا ًء علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة‬
‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫بالمعطيــات الشــخصية الــواردة بقائمــة ُ‬ ‫ُ‬
‫الممكــن إتاحــة القائمــة المطلوبــة مــع حجــب البيانــات الشــخصية كيفمــا أذنــت بذلــك‬ ‫المعطيــات الشــخصية‪ .‬الــذي كان مــن ُ‬ ‫ُ‬
‫هيئــة النفــاذ فــي عديــد المناســبات‪.‬‬

‫الم ّدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 29‬جويليــة‬


‫وجــه إلــى الجهــة ُ‬ ‫ال ّطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة الصــادرة عــن الهيئــة ُ‬
‫والم ّ‬ ‫وبعــد إ‬
‫‪.2021‬‬

‫المدلــى بــه مــن قبــل المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن بتاريــخ ‪ 12‬أون ‪ 2021‬والــذي‬
‫الطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫وبعــد إ‬
‫المســندة مــن فــرع البنــك بتطاويــن فــي إطــار المســؤولية المجتمعيــة دون تضمينهــا أســماء‬‫أرفقـ ُـه بقائمــة فــي مبالــغ القــروض ُ‬
‫المنتفعيــن بتلــك القروض‪.‬‬
‫وألقــاب ُ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يُفيد إستيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلــزام المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن بتمكيــن العارضــة مــن نُســخة ورقيــة‬ ‫ُ‬
‫تهــدف ّ‬ ‫حيــث‬
‫ُ‬
‫الموازنــة الماليــة لســنة‬
‫المجتمعيــة وكذلــك نُســخة ورقيــة مــن ُ‬
‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫ـن قائمــة إســمية فــي ُ‬ ‫تتضمـ ُ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫‪ ،2019‬اســتنا ًدا إلــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى‪ ،‬أنّــه تـ ّـم نشــر القوائــم الماليــة‬


‫ـث أفــاد المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الســمية فــي المنتفعيــن بقــروض‬ ‫للبنــك لســنة ‪ 2019‬علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك‪ .‬مضي ًفــا بأنّـ ُـه تعــذّ ر إتاحــة القائمــة إ‬
‫المعطيــات الشــخصية‪.‬‬ ‫مــن فــرع البنــك بتطاويــن بنــا ًء علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة ُ‬
‫المدعــى عليهــا لــدى‬
‫تمســكت العارضــة بحقهــا فــي الحصــول علــى ُمرفقــات التقريــر الــذي أدلــت بــه الجهــة ّ‬
‫ـث ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫المنتفعيــن بالقــروض مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‪.‬‬ ‫الهيئــة وكذلــك ب ُنســخة مــن قائمــة ُ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪254‬‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬
‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقًــا‬ ‫ً‬ ‫يعــد حقًــا‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬ ‫وحيــث ّ‬
‫ُ‬
‫أ‬
‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬ ‫إ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبـ ْ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصليــن ‪ 06‬و‪ 07‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أن تتو ّلــى الهيــاكل العموميــة نشــر المعلومــة ً‬
‫تلقائيــا علــى الموقــع االلكترونــي وتحيينهــا عنــد‬
‫الســتعمال بمــا يُمكــن‬ ‫أ‬
‫أيضــا أن يكــون نشــرها ســهل إ‬‫تغيــر يط ـرأ عليهــا أو علــى القــل مــرة كل ثالثــة أشــهر‪ ،‬كمــا إشــترط ً‬
‫كل ّ‬
‫العمــوم مــن إقتطاعهــا وتحميلهــا بصفــة آليــة‪.‬‬

‫أن المعلومة موضــوع مطلب‬ ‫ال ّطــاع علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك التونســي للتضامــن‪ّ ،‬‬
‫تبيــن للهيئــة بعــد إ‬
‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫المــدرج تحديـ ًـدا‬
‫ومضمنــة بالتقريــر الســنوي الخــاص بالبنــك ُ‬
‫الموازنــة الماليــة لســنة ‪ ،2019‬منشــورة ُ‬‫والمتمثلــة فــي ُ‬
‫النفــاذ ُ‬
‫بالنافــذة «‪ »information financières‬علــى الرابــط التالــي‪)/http://www.bts.com.tn/informations-financieres( :‬‬

‫أن المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن اســتجاب‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬


‫ـث طالمــا ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫الدعــوى لطلــب العارضــة ومكّ نهــا مــن المعلومــة المطلوبــة فــي هــذا الخصــوص بموجــب نشــره إياهــا علــى موقــع‬ ‫أثنــاء ســير ّ‬
‫الــواب الخــاص بالبنــك مــع علــم العارضــة بذلــك‪ ،‬فإنّــه يكــون بذلــك قــد احتــرم حقّهــا فــي الحصــول علــى المعلومــة مــن‬
‫المؤسســات والمنشــآت‬‫ّ‬ ‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بال ّتصــرف فــي‬
‫هــذه الناحيــة وســاهم بالتالــي فــي تعزيــز مبـ ْ‬
‫العموميــة العاملــة فــي المجــال البنكــي والمالــي بمــا مــن شــأنه أن يد ّعــم الثقــة فــي البنــك التونســي للتضامــن والهيــاكل‬
‫العموميــة الخاضعــة ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي ي ّتجـ ُـه معــه بالتالــي ختــم القضيــة النعــدام مــا‬
‫يســتوجب النظــر فــي خصــوص هــذا الفــرع مــن الدعــوى‪.‬‬
‫أ‬
‫المنتفعيــن‬‫ـث وفيمــا يتع ّلــق بطلــب العارضــة فــي الحصــول علــى نُســخة ورقيــة مــن قائمــة إســمية فــي الشــخاص ُ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الم ّدعــى عليهــا بعــدم تمكيــن العارضــة منهــا بالنظــر إلحتواءهــا علــى‬ ‫تمســكت الجهــة ُ‬‫المجتمعيــة والتــي ّ‬ ‫بتمويــل المســؤولية ُ‬
‫المعطيــات الشــخصية فــي هــذا الخصــوص‪ ،‬فقــد‬ ‫ُمعطيــات شــخصية ُمســتندة فــي ذلــك علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة ُ‬
‫إســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى إعتبــار ّ‬
‫أن تقديــر مــدى قابليــة ال ّنفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمه‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪،‬‬ ‫ومــدى مســاس المعلومــات المضمنــة بهــا بالمعطيــات الشــخصية أو بالملكيــة الفكريــة أو أ‬
‫ُ ّ‬
‫تثبتهــا فــي مضمــون تلــك الوثائــق ومــدى‬ ‫إنّمــا يرجـ ُـع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك بعــد ُ‬
‫تحـ ّـل مح ّلهــا فــي هــذا التقديــر‪ ،‬بــل عليهــا فقــط أن‬
‫للســتثناءات الــواردة بالقانــون‪ ،‬وليــس للهيــاكل العموميــة أن ُ‬ ‫ُخضوعهــا إ‬
‫تســتجيب إلجـراءات التحقيــق وأن تُقـ ّـدم للهيئــة كافــة التســهيالت الضروريــة ُلممارســة مهامهــا طب ًقــا ُلمقتضيــات الفصــل ‪39‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫مــن القانــون أ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.»...‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪255‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــي صــورة مــا إذا كانــت المعلومــة مشــمولة جز ًئيــا بإســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن‬
‫بالســتثناء متــى كان ذلــك ُممكن ًنــا‪.‬‬
‫هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد حجــب الجــزء المعنــي إ‬
‫المجتمعية‬
‫ـص الفصــل ‪ 03‬مــن القانــون عــدد ‪ 35‬لســنة ‪ 2018‬المؤرخ في ‪ 11‬جــوان ‪ 2018‬المتعلــق بالمســؤولية ُ‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫للمؤسســات‪ ،‬علــى مــا يلــي‪« :‬تنجــز المشــاريع في إطــار المســؤولية المجتمعية للمؤسســات خصوصا فــي المجــاالت التالية‪:‬‬
‫ُ‬
‫–البيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬
‫ ‬
‫ –ترشيد استعمال الموارد الطبيعية وتثمينها‪،‬‬
‫ –تنمية المهارات والتشغيل‪،‬‬
‫ –الحوكمة الرشيدة»‪.‬‬

‫الول مــن القانــون عــدد ‪ 35‬لســنة ‪ 2018‬المــؤرخ فــي ‪ 11‬جــوان ‪2018‬‬ ‫الخيــرة مــن الفصــل أ‬ ‫وحيــث نصــت الفقــرة أ‬
‫ّ‬
‫حرصــا‬
‫للمؤسســات‪ ،‬علــى مــا يلــي‪ :‬المســؤولية المجتمعيــة علــى مبــدأ تنتهجـ ُـه المؤسســات ً‬ ‫المجتمعيــة ُ‬ ‫المتعلــق بالمســؤولية ُ‬
‫منهــا علــى ضــرورة تحملهــا مســؤولية تأثيــر نشــاطها علــى المجتمــع والبيئــة مــن خــال تب ّنــي ســلوك شــفاف يعــود بالفائــدة‬
‫علــى المجتمــع جهويًــا‪.».‬‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نُســخة ورقيــة مــن‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬‫ـث تعتبـ ُـر الهيئــة بنــاء علــى ّكل مــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫المجتمعيــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى‬ ‫أ‬
‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬‫ـن أســماء وألقــاب الشــخاص ُ‬ ‫تتضمـ ُ‬
‫قائمــة إســمية ّ‬
‫أي حالــة‬ ‫أ‬
‫ـدرج ضمــن ّ‬
‫الم ّتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينـ ُ‬
‫إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة ُ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫مــن حــاالت الســتثناء أ‬
‫إ‬
‫المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا تطبي ًقــا لمقتضيــات الفصــل ‪ُ 27‬‬
‫المشــار إليـ ِـه‬ ‫إلــى المعلومــة ّكل ذلــك بعــد حجــب ُ‬
‫آن ًفــا‪.‬‬

‫ـإن تمكيــن العارضــة مــن الوثيقــة المطلوبــة مثلمــا ســبق بيانـ ُـه‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق‬
‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫المؤسســات والمنشــآت‬
‫ّ‬ ‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬ ‫ْ‬ ‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس‬
‫ـأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي مؤسســة البنــك التونســي للتضامــن‬ ‫العموميــة العاملــة فــي المجــال البنكــي والمالــي بمــا مــن شـ ِ‬
‫عمومــا‪.‬‬ ‫أ‬
‫المدعــى عليهــا فــي القضيــة الماثلــة وكل الهيــاكل الخاضعــة لحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة ً‬ ‫الجهــة ّ‬
‫الم ّدعــى عليهــا‬
‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة وذلــك بإلـزام الجهــة ُ‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجــه‬
‫وحيـ ُ‬
‫المجتمعيــة مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا وبإنعــدام مــا‬ ‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫بتمكينهــا مــن قائمــة ُ‬
‫يســتوجب النظــر فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن بتمكيــن العارضــة فــي شــخص‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المنتفعيــن بقــروض تمويــل المســؤولية‬ ‫أ‬
‫ُممثلهــا القانونــي مــن نُســخة ورقيــه مــن قائمــة إســمية فــي أســماء وألقــاب الشــخاص ُ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪256‬‬
‫المعطيــات الشــخصية‬
‫الذن بحجــب ُ‬
‫المجتمعيــة الممنوحــة مــن فــرع البنــك بتطاويــن متضمنــة لمبالــغ هــذه القــروض مــع إ‬ ‫ُ‬
‫الــواردة بهــا وبانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 26‬أوت ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬
‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬‫ّ‬
‫بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪257‬‬
‫القرار عدد ‪ 2298‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪2021‬‬

‫ح‪.‬ب‪.‬ز ‪ /‬رئيس بلدية توزر‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •واجب النشر التلقائي للمعلومة‪ ،‬موقع الواب‪ ،‬صفقات عموميةـ تنفيذ الصفقات‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه يتع ّيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا‬
‫القانــون أن تنشــر وتح ّيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال‬
‫المعلومــات التاليــة‪ ...:‬الصفقــات العموميــة المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي يعتــزم الهيــكل‬
‫إبرامهــا ونتائــج تنفيذهــا‪»....‬‬
‫وحيــث وعمــا بمقتضيــات الفصــل ‪ 6‬ســالف الذكــر‪ ،‬فــإن المعلومــة موضــوع الطلــب تعتبــر مــن قبيــل‬
‫المعلومــات المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى‬
‫موقــع الــواب الخــاص بهــا وتحيينهــا بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن‬
‫عدمــه‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 01‬ســبتمبر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2298‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى بلديــة تــوزر قصــد الحصــول علــى‬
‫نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن المعطيــات المتع ّلقــة بالصفقــات العموميــة المبرمــة ابتــداء مــن ‪ 1‬ســبتمبر ‪ ،2019‬غيــر أنّــه‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة‬ ‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬ ‫لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة‪ ،‬مسـ ً‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫المـ ّ‬
‫الدالء بملحوظاتهــا‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا قصــد إ‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬
‫إ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪258‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديــة تــوزر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن المعطيــات‬
‫المتع ّلقــة بالصفقــات العموميــة المبرمــة ابتــداء مــن ‪ 1‬ســبتمبر ‪ ،2019‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬
‫المدعى عليها الصمت رغم تذكيرها بتاريخ ‪ 06‬نوفمبر ‪2020‬‬
‫وحيث الزمت الجهة ّ‬
‫المدعــى عليهــا علــى الدعــوى‪ ،‬ال يمنــع الهيئــة مــن مواصلــة النظــر فــي القضيــة طبــق‬
‫أن عــدم إجابــة الجهــة ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫أوراقهــا‪.‬‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬ ‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬ ‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬
‫يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه ّ‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات التاليــة‪ ...:‬الصفقــات العموميــة‬ ‫ّ‬
‫المبرمجــة والمصــادق علــى ميزانيتهــا والتــي يعتــزم الهيــكل إبرامهــا ونتائــج تنفيذهــا‪»....‬‬
‫وحيــث وعمــا بمقتضيــات الفصــل ‪ 6‬ســالف الذكــر‪ ،‬فــإن المعلومــة موضــوع الطلــب تعتبــر مــن قبيــل المعلومــات‬
‫المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا وتحيينهــا‬
‫بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن عدمــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪259‬‬
‫وحيــث تقــدر الهيئــة أن حصــول المدعــي علــى المعطيــات المطلوبــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر‬
‫أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫ـإن حصــول العــارض علــى المعطيــات المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى التصــرف فــي المرافــق العموميــة وفــي المــال العــام‪.‬‬

‫الستجابة إلى طلب العارض وتمكينه من طلبه‪.‬‬


‫وحيث ي ّتجه بناء على ما سبق بيانه إ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس بلديــة تــوزر بتمكيــن العــارض نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن‬ ‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫ً‬
‫المعطيــات المتع ّلقــة بالصفقــات العموميــة التــي أبرمتهــا بلديــة تــوزر ابتــداء مــن تاريــخ ‪ 1‬ســبتمبر ‪ 2019‬مــع إلزامــه بنشــر‬
‫المعطيــات المذكــورة علــى موقــع الــواب الرســمي للبلديــة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 29‬أفريــل ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫وريــم العبيــدي ومنــى الدهــان وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪260‬‬
‫القرار عدد ‪ 2643‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪2021‬‬

‫جمعية «أنشر» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •واجــب النشــر التلقائــي للمعلومــة‪ ،‬موقــع الــواب‪ ،‬تقاريــر رقابيــة‪ ،‬تقاريــر رقابيــة ماليــة‪ ،‬الجامعــة التونســية‬
‫لكــرة القــدم‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـص الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّه «يتع ّيــن علــى الهيــاكل الخاضعة ألحــكام هــذا القانون‬
‫وحيــث نـ ّ‬
‫أن تنشــر وتح ّيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات‬
‫التاليــة‪ ...:‬تقاريــر هيئــات الرقابــة طبقــا للمعاييــر المهنيــة الدوليــة‪»...‬‬
‫أن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬تعتبــر مــن قبيــل‬
‫وحيــث ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫المعلومــات المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى‬
‫موقــع الــواب الخــاص بهــا وتحيينهــا بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن‬
‫عدمــه‪.‬‬
‫ـإن التطبيــق الســليم لمقتضيــات الفصــل ‪ 6‬المذكــور أعــاه يقتضــي إلـزام الجهــة‬ ‫تبعــا لذلــك‪ ،‬فـ ّ‬‫وحيــث ً‬
‫المدعــى عليهــا بــأن تنشــر علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة‬
‫ّ‬
‫المتعلــق بالجامعــة التونســية لكــرة القــدم‪.‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المشــار إليهــا أعــاه بتاريــخ ‪ 2‬ديســمبر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 10‬نوفمبــر ‪ 2020‬إلــى رئيــس‬ ‫بكتابــة الهيئــة تحــت ‪ 2643‬والتــي تفيــد بأنّهــا ّ‬
‫الجامعــة التونســية لكــرة القــدم للحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة المتعلــق‬
‫بالجامعــة التونســية لكــرة القــدم‪ ،‬إال ّ أنّهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم مــرور أجــل العشــرين يومــا المنصــوص عليــه‬
‫ممــا دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلــزام رئيــس الجامعــة التونســية لكــرة القــدم بتمكينهــا مــن الوثيقــة‬ ‫قانونــا‪ّ ،‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫المطلوبــة مســتندة فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى رئيــس الجامعــة التونســية لكــرة القــدم بتاريــخ‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬
‫‪ 15‬ديســمبر ‪ 2020‬إلبــداء ملحوظاتــه بخصوصهــا إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪261‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد التنبيــه علــى رئيــس الجامعــة التونســية لكــرة القــدم بتاريــخ ‪ 8‬جانفــي ‪ 2020‬إلبــداء‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬
‫ملحوظاتــه بخصــوص الدعــوى إ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلــزام رئيــس الجامعــة التونســية لكــرة القــدم بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا‬ ‫ُ‬
‫القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة المتعلــق بالجامعــة التونســية لكــرة القــدم‪،‬‬
‫ـؤرخ فــي‬ ‫أ‬
‫وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬

‫المدعى عليها عن الر ّد على الدعوى بالرغم من التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬


‫وحيث امتنعت الجهة ّ‬

‫الدالء بنســخة ورقيــة مــن التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬إ‬
‫وحيــث لئــن رفضــت الجهــة ّ‬
‫المتعلــق بالجامعــة التونســية لكــرة القــدم ح ّتــى يتسـ ّنى للهيئــة اال ّطــاع عليــه ّ‬
‫والتثبــت مــن مــدى قابليتــه لل ّنفــاذ مــن عدمــه‪،‬‬
‫الدعــوى علــى ضــوء المعطيــات المتوفـ ّـرة بالملــف‪.‬‬ ‫ـت فــي ّ‬
‫ـإن ذلــك ال يحــول دون ممارســة الهيئــة لصالحيتهــا والبـ ّ‬ ‫فـ ّ‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيــث تو ّلــى القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة‪ ،‬بيــان مجــال انطبــاق هــذا الحــق وطــرق وإجـراءات ممارســته‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 2‬مــن القانــون المشــار إليــه‪ ،‬أن مجــال انطباقــه ال يقتصــر فقــط علــى الهيــاكل العموميــة‪،‬‬
‫وإنمــا يمتـ ّـد أيضــا إلــى أشــخاص القانــون الخــاص التــي تسـ ّـير مرافــق عامــة وإلــى جميــع الهيــاكل التــي تنتفــع بتمويــل عمومــي‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحيــث ال جــدال فــي أن الجامعــات الرياضيــة تعتبــر مــن الهيــاكل التــي تســاهم فــي تســيير المرفــق العــام الرياضــي‬
‫الساســي عــدد ‪ 11‬لســنة ‪ 1995‬المــؤرخ فــي ‪ 6‬فيفــري ‪ 1995‬والمتعلــق‬ ‫طبقــا لمــا نصــت عليــه صراحــة أحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫بالهيــاكل الرياضيــة‪ ،‬وهــي تنتفــع بصفتهــا تلــك بتمويــات عموميــة فــي شــكل مســاعدات ماليــة وعينيــة‪ ،‬المــر الــذي يجعلهــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫بالتالــي خاضعــة ألحــكام القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪262‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪ ‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا‪ ،‬إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫ـت فــي مثــل هــذه الدعــاوى وذلــك بعــد تثبتهــا فــي تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬ ‫لصالحياتهــا فــي البـ ّ‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 11‬لســنة ‪ 1995‬المــؤرخ فــي ‪ 6‬فيفــري ‪ 1995‬والمتعلــق بالهيــاكل‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 16‬مــن القانــون أ‬
‫الرياضيــة أنــه «تخضــع الجامعــة الرياضيــة لرقابــة إداريــة وماليــة مــن طــرف المصالــح المختصــة التابعــة لــوزارة الشــباب‬
‫والطفولــة ولــوزارة الماليــة»‪.‬‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن التقريــر المطلــوب ال‬ ‫تبيــن للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬ ‫حيــث ّ‬
‫أ‬
‫ينصهــر ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة صلــب الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬
‫إلــى المعلومــة‬

‫المدعيــة علــى الوثيقــة المطلوبــة إنمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫ـإن حصــول الجهــة ّ‬ ‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العموميــة‪ ،‬ويســمح‬
‫بدعــم مشــاركة منظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة وحســن التصــرف فــي المــال العــام‪،‬‬
‫الداري والمالــي فــي المــوارد‬ ‫أ‬
‫سـ ّـيما وأن الغايــة الساســية مــن إعــداد مثــل هــذه التقاريــر تكمــن فــي مراقبــة حســن التصــرف إ‬
‫الموضوعــة علــى ذمــة الهيــاكل التابعــة للــوزارة والمؤسســات والمنشــآت الخاضعــة إلشـرافها وكذلــك الجامعــات والجمعيــات‬
‫الرياضيــة بصفتهــا تنتفــع بتمويــات عموميــة مــن الدولــة‪.‬‬

‫وحيــث أن تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق الرياضــي ودعــم الثقــة فــي عمــل‬
‫الجمعيــات الرياضيــة‪ ،‬يســتوجب بالضــرورة تمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن الحصــول علــى نســخة مــن‬
‫التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة المتعلــق بمراقبــة تصــرف وحســابات الجامعــة التونســية لكــرة القــدم‪ ،‬أ‬
‫المــر‬
‫الــذي يتجــه معــه بالتالــي االســتجابة إلــى طلــب العارضــة فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 3‬فقــرة ‪ 1‬مــن القانــون المذكــور أنّــه يقصــد بالنفــاذ إلــى المعلومــة «نشــر المعلومــة‬
‫بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي والحــق فــي الحصــول عليهــا بطلــب»‪.‬‬

‫«يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬


‫ّ‬ ‫ـص الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات التاليــة‪ ...:‬تقاريــر هيئــات الرقابــة‬ ‫ّ‬
‫طبقــا للمعاييــر المهنيــة الدوليــة‪»...‬‬

‫أن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬تعتبــر مــن قبيــل المعلومــات‬ ‫وحيــث ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا وتحيينهــا‬
‫بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن عدمــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪263‬‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫ـإن التطبيــق الســليم لمقتضيــات الفصــل ‪ 6‬المذكــور أعــاه يقتضــي إلـزام الجهــة ّ‬ ‫تبعــا لذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫وحيــث ً‬
‫بــأن تنشــر علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة المتعلــق بالجامعــة التونســية لكــرة‬
‫القدم‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس الجامعــة التونســية لكــرة القــدم بتســليم العارضــة فــي شــخص‬ ‫ّ‬
‫ممثلهــا القانونــي نســخة إلكترونيــة وورقيــة مــن التقريــر النهائــي لهيئــة الرقابــة العامــة للماليــة المتعلــق بالجامعــة التونســية‬
‫لكــرة القــدم مــع إلزامــه بنشــر الوثيقــة المذكــورة علــى موقــع الــواب الخــاص بهــذه أ‬
‫الخيــرة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس وعضويّــة السـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫الخماســي وهاجــر الطرابلســي وخالــد السـ ّـامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪264‬‬
‫القرار عدد ‪ 2718-2719‬بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫منظمة «أنا يقظ» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬الرئيس أ‬


‫الول لمحكمة المحاسبات‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •واجــب النشــر التلقائــي للمعلومــة‪ ،‬موقــع الــواب‪ ،‬تقاريــر رقابيــة‪ ،‬تقاريــر رقابيــة ماليــة‪ ،‬تمويــل أ‬
‫الح ـزاب‪،‬‬
‫مصــادر تمويل‪،‬شــفافية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـص الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه يتع ّيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانون‬
‫وحيــث نـ ّ‬
‫أن تنشــر وتح ّيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات‬
‫التاليــة‪ - ...« :‬تقاريــر هيئــات الرقابــة طبقــا للمعاييــر المهنيــة الدوليــة»‬
‫أن بعــض الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ ا ّلــذي ّ‬
‫تقدمــت بــه‬ ‫وحيــث ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫العارضــة‪ ،‬تعتبــر مــن قبيــل المعلومــات المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا وتحيينهــا بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ‬
‫ّ‬
‫إلــى المعلومــة بشــأنها مــن عدمــه‪.‬‬
‫ـإن التطبيــق الســليم لمقتضيــات الفصــل ‪ 6‬المذكــور أعــاه يقتضــي إلـزام الجهــة‬ ‫تبعــا لذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫وحيــث ً‬
‫المدعــى عليهــا بــأن تنشــر علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا التقاريــر الســنوية المبينــة لمصــادر التمويــل‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫والنفقــات لقائمــة الحـزاب واالئتالفــات‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 14‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2718‬وال ّتــي تفيــد بأنّهــا تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى محكمــة المحاســبات طالبــة الحصــول‬
‫ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫علــى نســخة ّ‬
‫ –قائمة الحزاب إ‬
‫والئتالفات التي صرحت بقوائمها المالية‪،‬‬ ‫أ‬

‫ –قائمة الحزاب إ‬
‫والئتالفات التي لم تصرح بقوائمها المالية‪،‬‬ ‫أ‬

‫المصرح بها من طرف كل حزب وإئتالف‪.‬‬


‫ّ‬ ‫–القوائم المالية‬ ‫ ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن‬
‫ممــا دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬ ‫أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض‪ّ ،‬‬ ‫إال ّ‬
‫أ‬
‫الوثائــق المطلوبــة اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تخولــه أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪265‬‬
‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 14‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2719‬وال ّتــي تفيــد بأنّهــا تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى محكمــة المحاســبات طالبــة‬
‫ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫الحصــول علــى نســخة ّ‬
‫للحزاب واالئتالفات إلى غاية سنة ‪2019‬‬ ‫ –التقارير السنوية المبينة لمصادر التمويل والنفقات أ‬

‫–قائمة حركة النهضة‪،‬‬ ‫ ‬


‫–قائمة قلب تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة التيار الديمقراطي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة ائتالف الكرامة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة الحزب الدستوري الحر‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة الشعب‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة تحيا تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة مشروع تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة االتحاد الشعبي الجمهوري‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة نداء تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حزب الرحمة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة البديل التونسي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة آفاق تونس‬ ‫ ‬
‫–قائمة االتحاد الديمقراطي االجتماعي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة الجبهة الشعبية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة الحزب االشتراكي الدستوري‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حزب تيار المحبة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة صوت الفالحين‪.‬‬ ‫ ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن‬
‫ممــا دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬ ‫أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض‪ّ ،‬‬ ‫إال ّ‬
‫أ‬
‫الوثائــق المطلوبــة اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تخولــه أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضتــي الدعــاوى ومؤيداتهمــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 24‬ديســمبر‬
‫كالدالء بالوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬
‫‪ 2020‬قصــد االدالء بملحوظاتهــا بشــأنهما إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد التنبيــه علــى الجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2021‬قصــد االدالء بملحوظاتهــا‬
‫والدالء بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫بخصــوص الدعوتيــن إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪266‬‬
‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد يقتضــي‬
‫حيــث أنــه لئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس القـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة وكان موضوعهــا‬ ‫فــي بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫مشــتركا‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪ 2718‬و‪ 2719‬أنهــا موجهــة ضـ ّـد هيــكل واحــد ممثــا فــي محكمــة‬
‫ـت فــي موضــوع متصــل فيمــا بينهــا يتعلــق بالحصــول علــى‬ ‫المحاســبات فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وثائــق خاصــة بالقوائــم الماليــة والتقاريــر الســنوية المبينــة لمصــادر تمويــل الحـزاب واالئتالفــات إلــى غايــة ســنة ‪ ،2019‬المــر‬
‫الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هاتيــن الدعوييــن إلــى بعضهمــا والبــت فيهمــا بقـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا يتعيــن معــه‬


‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ّ ،‬‬‫حيــث ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الول لمحكمــة المحاســبات بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس أ‬
‫مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫ –قائمة الحزاب إ‬
‫والئتالفات التي صرحت بقوائمها المالية‪،‬‬ ‫أ‬

‫ –قائمة الحزاب إ‬
‫والئتالفات التي لم تصرح بقوائمها المالية‪،‬‬ ‫أ‬

‫المصرح بها من طرف كل حزب وإئتالف‪،‬‬


‫ّ‬ ‫–القوائم المالية‬ ‫ ‬
‫–التقارير السنوية المبينة لمصادر التمويل والنفقات أ‬
‫للحزاب واالئتالفات إلى غاية سنة ‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة النهضة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة قلب تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة التيار الديمقراطي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة ائتالف الكرامة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة الحزب الدستوري الحر‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪267‬‬
‫–قائمة حركة الشعب‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة تحيا تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة مشروع تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة االتحاد الشعبي الجمهوري‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حركة نداء تونس‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حزب الرحمة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة البديل التونسي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة آفاق تونس‬ ‫ ‬
‫–قائمة االتحاد الديمقراطي االجتماعي‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة الجبهة الشعبية‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة الحزب االشتراكي الدستوري‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة حزب تيار المحبة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة صوت الفالحين‪.‬‬ ‫ ‬
‫اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي‬ ‫ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬قصــد االدالء بملحوظاتهــا بشــأنها‬


‫وحيــث تولــت الهيئــة إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫ـأي ر ّد بالرغــم مــن التنبيــه عليهــا فــي الغــرض‪.‬‬
‫كالدالء بالوثيقــة المطلوبــة غيــر أنهــا لــم تتوصــل منهــا بـ ّ‬
‫إ‬
‫المدعــى عليهــا للهيئــة بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة ال يحــول دون البــت فــي القضيــة‬
‫وحيــث أن عــدم إدالء الجهــة ّ‬
‫طبقــا ألوراقهــا‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫وإجـراءات ممارســته كبيــان حــدوده وضوابطــه بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم مشــاركة العمــوم‬
‫فــي تنفيــذ السياســات العموميــة وتقييمهــا كدعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون المذكــور أنّــه يقصــد بالنفــاذ إلــى المعلومــة «نشــر المعلومــة بمبــادرة مــن‬
‫الهيــكل المعنــي والحــق فــي الحصــول عليهــا بطلــب»‪.‬‬

‫يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬


‫ـص الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون علــى أنّــه ّ‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات التاليــة‪ - ...« :‬تقاريــر هيئــات‬ ‫ّ‬
‫الرقابــة طبقــا للمعاييــر المهنيــة الدوليــة»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪268‬‬
‫أن بعــض الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ ا ّلــذي ّ‬
‫تقدمــت بــه العارضــة‪ ،‬تعتبــر مــن‬ ‫وحيــث ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫قبيــل المعلومــات المشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي وا ّلتــي يجــب علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا نشــرها علــى موقــع الــواب‬
‫الخــاص بهــا وتحيينهــا بغــض النظــر عــن ورود مطالــب نفــاذ إلــى المعلومــة بشــأنها مــن عدمــه‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‬
‫ـإن التطبيــق الســليم لمقتضيــات الفصــل ‪ 6‬المذكــور أعــاه يقتضــي إلـزام الجهــة ّ‬
‫تبعــا لذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫وحيــث ً‬
‫أ‬
‫بأن تنشر على موقع الواب الخاص بها التقاريــر الســنوية المبينــة لمصــادر التمويــل والنفقــات لقائمــة الحــزاب‬
‫واالئتالفــات‪.‬‬

‫وحيــث عــاوة علــى ذلــك فلقــد اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض‬
‫الدوليــة‬ ‫طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬‫ّ‬ ‫فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫الحـزاب والنقابــات والجمعيــات فــي أنظمتهــا أ‬
‫الساســية‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 30‬مــن الدســتور التونســي أنــه» تلتــزم أ‬
‫وفــي أنشــطتها بأحــكام الدســتور والقانــون وبالشــفافية الماليــة ونبــذ العنــف‪».‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 32‬لســنة ‪ 1988‬المــؤرخ فــي ‪ 3‬مــاي ‪ ،1988‬المتعلــق‬ ‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 16‬مــن القانــون أ‬
‫أجنبيــة أو مــن أجانــب موجوديــن بتونــس‬ ‫أ‬
‫بتنظيــم الحـزاب السياســية أنــه‪« :‬ال يجــوز للحــزب السياســي أن يتلقــى مــن جهــة ّ‬
‫بصفــة مباشــرة أو غيــر مباشــرة إعانــات ماديّــة مهمــا كان عنوانهــا أو شــكلها‪ .‬ويجــب عليــه أن يمســك حســابيته دخــا وخرجــا‬
‫وجــردا لمكاســبه المنقولــة والعقاريّــة‪ .‬ويجــب عليــه أيضــا أن يقــدم حســاباته الســنويّة إلــى دائــرة المحاســبات‪ .‬وهــو ملــزم‬
‫الماليــة»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أن يكــون فــي ّكل وقــت قــادرا علــى إثبــات مصــدر مــوارده‬

‫الساســي عــدد ‪ 41‬لســنة ‪ 2019‬المــؤرخ فــي ‪ 30‬أفريــل ‪ 2019‬المتعلــق بمحكمــة‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن القانـــون أ‬
‫المحاســبات أنــه‪« :‬تعـ ّـد محكمــة المحاســبات تقريــرا ســنويا عامــا تُضمــن بــه نتائــج أعمالهــا وتحيلــه إلــى كل مــن رئيــس‬
‫الجمهوريــة ورئيــس مجلــس نــواب الشــعب ورئيــس الحكومــة ورئيــس المجلــس أ‬
‫العلــى للقضــاء‪ .‬كمــا تعــد عنــد االقتضــاء‬
‫اللكترونــي الرســمي‪ ،‬ولهــا أيضــا‬‫تقاريــر خصوصيــة‪ .‬ويتــم نشــر التقريــر الســنوي والتقاريــر الخصوصيــة علــى موقعهــا إ‬
‫الخــرى المتاحــة‪».‬‬‫أن تتو ّلــى نشــرها بوســيلة أو أكثــر مــن الوســائل أ‬

‫أن تمكيــن العارضــة مــن الوثائــق موضــوع‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى ومــن مــا ســبق بيانــه ّ‬
‫طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق النفــاذ‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫إلــى المعلومــة‪ ،‬بــل ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصــرف فــي المــال العــام‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم مشــاركة من ّظمــات المجتمــع المدنــي فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة‬
‫وتقييمهــا‪.‬‬
‫وحيــث أن إتاحــة الوثائــق المطلوبــة لفائــدة العارضــة فــي إطــار االســتجابة إلــى مقتضيــات القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬
‫الهــداف أ‬
‫الساســية التــي يســعى القانــون‬ ‫لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ينصهــر ضمــن تحقيــق أ‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪269‬‬
‫المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها فيمــا ي ّتصــل بتعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســائلة ودعــم الثقــة فــي‬
‫الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‬
‫وحيــث يتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة لطلــب العارضــة فــي هــذا الخصــوص وإلـزام الجهــة ّ‬
‫بنشــر المعلومــات المطلوبــة والمشــمولة بواجــب النشــر التلقائــي كإلزامــه بتســليم العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 2719‬إلى القضية عدد ‪ 2718‬والبت فيها بقرار واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الول لمحكمــة المحاســبات بتســليم العارضــة فــي شــخص‬ ‫الصــل بإل ـزام الرئيــس أ‬‫ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫ً‬
‫ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة والكترونيــة إن أمكــن مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–قائمة الحزاب إ‬ ‫ ‬
‫والئتالفات التي صرحت بقوائمها المالية‪،‬‬ ‫أ‬

‫ –قائمة الحزاب إ‬
‫والئتالفات التي لم تصرح بقوائمها المالية‪،‬‬ ‫أ‬

‫المصرح بها من طرف كل حزب وإئتالف‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ –القوائم المالية‬

‫كإلزامــه بتســليم العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي نســخة ورقيــة والكترونيــة إن أمكــن مــن التقاريــر الســنوية‬
‫المبينــة لمصــادر التمويــل والنفقــات أ‬
‫للحــزاب التاليــة إلــى غايــة ‪:2019‬‬

‫قائمــة حركــة النهضــة قائمــة قلــب تونــس قائمــة التيــار الديمقراطــي قائمــة ائتــاف الكرامــة‪ ،‬قائمــة الحــزب الدســتوري‬
‫الحــر‪ ،‬قائمــة حركــة الشــعب‪ ،‬قائمــة حركــة تحيــا تونــس‪ ،‬قائمــة حركــة مشــروع تونــس‪ ،‬قائمــة االتحــاد الشــعبي الجمهــوري‪،‬‬
‫قائمــة حركــة نــداء تونــس‪ ،‬قائمــة حــزب الرحمــة‪ ،‬قائمــة البديــل التونســي‪ ،‬قائمــة آفــاق تونــس قائمــة االتحــاد الديمقراطــي‬
‫االجتماعــي‪ ،‬قائمــة الجبهــة الشــعبية‪ ،‬قائمــة الحــزب االشــتراكي الدســتوري‪ ،‬قائمــة حــزب تيــار المحبــة‪ ،‬قائمة صــوت الفالحين‪.‬‬

‫المدعــى عليــه بنشــر الوثائــق والمعطيــات المذكــورة علــى الموقــع االلكترونــي الخــاص بمحكمــة المحاســبات‬‫كإل ـزام ّ‬
‫أ‬
‫عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 6‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 16‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪270‬‬
‫القرار عدد ‪ 3327‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫جمعية البرجان للبيئة والتنمية المستديمة في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬والي المهدية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •واجــب النشــر التلقائــي للمعلومــة‪ ،‬موقــع الــواب‪ ،‬ســهل االســتعمال‪ ،‬تحييــن الموقــع‪ ،‬نصــوص قانونيــة‬
‫المنظمــة لنشــاط الهيــكل‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون أنّــه «يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‬
‫أن تنشــر وتح ّيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال‪ .....‬النصــوص‬
‫القانونيــة والترتيبيــة والتفســيرية المنظّمــة لنشــاطه»‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬أفريــل ‪2021‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى والــي المهديــة قصــد الحصــول علــى‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪3327‬‬
‫نســخة ورقيــة مــن جميــع المعطيــات والوثائــق المتعلقــة باللجنــة التأديبيــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 53‬مــن القانــون عــدد‬
‫الطــار القانونــي أو الترتيبــي الــذي تـ ّـم إعتمــاده‬
‫‪ 33‬المــؤرخ فــي ‪ 19/04/2004‬والمتعلــق بتنظيــم النقــل البـ ّـري وخاصــة منهــا إ‬
‫ومحاضــر جلســات اللجنــة خــال الفتــرة الممتــدة مــن ‪ 01/01/2016‬إلــى ‪ 31/12/2020‬والتقاريــر الســنوية لنشــاط اللجنــة‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫المــر‬ ‫للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2016‬إلــى ســنة ‪ ،2020‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعلومــات المطلوبــة مســتندة فــي‬ ‫الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫أن‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل والــي المهديــة بتاريــخ ‪ 17‬مــاي ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫اللجنــة لــم تعقــد جلســات خــال ســنوات ‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ 2018‬وبالتالــي لــم تتـ ّـم صياغــة محاضــر أو تقاريــر ســنوية فــي‬
‫الغــرض‪ ،‬مضيفــا أنّــه بموجــب ق ـرار والــي المهديــة عــدد ‪ 253‬بتاريــخ ‪ 17‬مــاي ‪ 2019‬تـ ّـم تفعيــل اللجنــة وانعقــدت جلســة‬
‫بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر ‪ 2019‬مدليــا بنســخة منهــا ونســخة مــن بقيــة الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫الدالء بملحوظاتها بخصوصها‬


‫المدعى عليها على العارضة قصد إ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة ّ‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪271‬‬
‫الساســي عـــ‪22‬ــــــدد لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام والــي المهديــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة‬ ‫حيـ ُ‬
‫مــن جميــع المعطيــات والوثائــق المتعلقــة باللجنــة التأديبيــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 53‬مــن القانــون عــدد ‪ 33‬المــؤرخ‬
‫الطــار القانونــي أو الترتيبــي الــذي تـ ّـم إعتمــاده ومحاضــر‬
‫فــي ‪ 19/04/2004‬والمتعلــق بتنظيــم النقــل البـ ّـري وخاصــة منهــا إ‬
‫جلســات اللجنــة خــال الفتــرة الممتــدة مــن ‪ 01/01/2016‬إلــى ‪ 31/12/2020‬والتقاريــر الســنوية لنشــاط اللجنــة للفتــرة‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2016‬إلــى ســنة ‪ ،2020‬باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫أن اللجنــة االستشــارية لــم تعقــد جلســات خــال ســنوات‬‫وحيــث أفــاد والــي المهديــة‪ ،‬فــي نطــاق ر ّده علــى الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ 2018‬وبالتالــي لــم تتــم صياغــة محاضــر أو تقاريــر ســنوية فــي الغــرض‪ ،‬مضيفــا أنــه بموجــب ق ـرار والــي‬
‫المهديــة عــدد ‪ 253‬بتاريــخ ‪ 17‬مــاي ‪ 2019‬تـ ّـم تفعيــل اللجنــة وانعقــدت جلســة بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر ‪ 2019‬مدليــا بنســخة منهــا‬
‫ونســخة مــن بقيــة الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّتم بيــان طــرق وإجراءات‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫ممارســته‪ ،‬كبيــان ضوابطــه‪ ،‬بموجــب القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور مــا يلــي‪ »:‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وال تعتبــر هــذه االســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن‬
‫يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن‬
‫عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬
‫ • فــي خصــوص الطلبــات المتعلقــة إ‬
‫الطــار القانونــي أو الترتيبــي لعمــل اللجنــة التأديبيــة المنصــوص عليهــا‬
‫البــري ومحضــر‬
‫بالفصــل ‪ 53‬مــن القانــون عــدد ‪ 33‬المــؤرخ فــي ‪ 19/04/2004‬والمتعلــق بتنظيــم النقــل ّ‬
‫جلســتها المؤرخــة فــي ‪ 22‬أكتوبــر ‪.2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪272‬‬
‫المدعى عليها بنسخة من الوثائق المذكورة أعاله‪.‬‬
‫حيث أدلت الجهة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬مــا يلــي‪ »:‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‬
‫فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه االســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن‬
‫يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن‬
‫عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون أنّــه «يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال‪ .....‬النصــوص القانونيــة والترتيبيــة والتفســيرية‬
‫ّ‬
‫المن ّظمــة لنشــاطه»‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن هــذه الوثائــق‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬فــي تقديــر الهيئــة‪ ،‬إلــى‬ ‫وحيــث ّ‬
‫إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينطــوي علــى أي مســاس‬
‫المدعيــة طلبــت فقــط‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة خاصــة ال سـ ّـيما وأن ّ‬
‫معطيــات إحصائيــة وليــس قوائــم إســمية‪.‬‬

‫المدعيــة علــى الوثائــق المطلوبــة واطالعهــا علــى العناصــر الموضوعيــة‬


‫ـإن حصــول ّ‬ ‫وحيــث أنّــه وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫التــي تـ ّـم اعتمادهــا مــن قبــل الجنــة التأديبيــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 53‬مــن القانــون عــدد ‪ 33‬المــؤرخ فــي ‪19/04/2004‬‬
‫والمتعلــق بتنظيــم النقــل البـ ّـري علــى مســتوى واليــة المهديــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون فــي تكريــس‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي مرفــق النقــل البــري بواســطة ســيارات أ‬
‫الجــرة وتنظيمــه‪ ،‬كمــا يســمح‬ ‫ّ‬
‫بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة تنفيــذ السياســات العموميــة وتقييمهــا فــي هــذا المجــال‪.‬‬
‫وحيــث ولئــن تضمنــت بعــض الوثائــق المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية‪ ،‬فإنــه يمكــن لهــذه أ‬
‫الخيــرة حجــب هــذه‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬‫المعطيــات عنــد تســليم نســخة منهــا إلــى العارضــة طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المشــار إليــه أعــاه‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة وإلـزام والــي المهديــة بتمكينهــا مــن‬
‫الذن لــه بحجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا والمتمثلــة فــي أرقــام بطاقــات‬ ‫نســخة ورقيــة مــن هــذه الوثائــق مــع إ‬
‫اللكترونــي للواليــة‪.‬‬
‫التعريــف الوطنيــة‪ ،‬كإلزامــه بنشــر هــذه الوثائــق علــى الموقــع إ‬
‫ •خصــوص الطلــب المتعلــق بالتقاريــر الســنوية لنشــاط اللجنــة التأديبيــة للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪2016‬‬
‫إلــى ســنة ‪:2020‬‬

‫الدعــوى أن اللجنــة التأديبيــة المعنيــة لــم تعقــد جلســات‬


‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا علــى ّ‬
‫حيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫خــال ســنوات ‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ 2018‬وبالتالــي لــم تتــم صياغــة محاضــر أو تقاريــر ســنوية فــي الغــرض‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬إال أن ممارســة‬ ‫وحيــث لئــن كان الحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لـ ّ‬
‫الرتبــاط بالوجــود المــادي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬ ‫والنتفــاع بــه يبقــى مرتبطــا وثيــق إ‬
‫هــذا الحــق إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪273‬‬
‫المدعــى عليهــا ال تتحــوز‬
‫وأن الجهــة ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫أ‬
‫الدعــوى‪ ،‬المــر الــذي يتجــه معــه بالتالــي رفــض الدعــوى أصــا مــن هــذه‬
‫بالمعلومــة المطلوبــة بخصــوص هــذا الفــرع مــن ّ‬
‫الناحيــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام والــي المهديــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن‬ ‫ّ‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة المتعلقــة باللجنــة التأديبيــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 53‬مــن القانــون عــدد ‪ 33‬المــؤرخ‬
‫فــي ‪ 19/04/2004‬والمتعلــق بتنظيــم النقــل البـ ّـري‪:‬‬

‫–منشور وزير النقل عدد ‪ 97‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ 2004‬حول تركيبة ومشموالت اللجنة التأديبية‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –قرار والي المهدية عدد ‪ 253‬المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ 2018‬المتعلق بإحداث وتفعيل اللجنة التأديبية بوالية المهدية‪،‬‬

‫ –قـرار وزيــر تكنولوجيــات االتصــال والنقــل المــؤرخ فــي ‪ 01‬ســبتمبر ‪ 2004‬المتعلــق بضبــط أســاليب عمــل اللجنــة التأديبية‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 53‬مــن القانــون عــدد ‪ 33‬لســنة ‪ 2004‬المــؤرخ فــي ‪ 19‬أفريــل ‪ 2004‬والمتعلــق بتنظيــم النقــل‬
‫البري‪،‬‬
‫ّ‬
‫–محضــر جلســة اللجنــة التأديبيــة المنعقــدة بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر ‪ 2019‬مــع إ‬
‫الذن بحجــب أرقــام بطاقــات التعريــف الوطنية‬ ‫ ‬
‫الــواردة بــه وبرفــض الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫اللكترونــي للواليــة تطبيقــا لمقتضيــات المطتيــن ‪ 3‬و‪ 7‬مــن الفصــل‬


‫مــع إلزامــه بنشــر الوثائــق المشــار إليهــا علــى الموقــع إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫‪ 6‬مــن القانــون أ‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 07‬أكتوبــر‪ 2021‬برئاســـة‬
‫الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة الخماســي وريــم‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود نـــائب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات والســادة منــى ّ‬
‫العبيــدي وخالــد السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪274‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:8‬‬
‫تتو ّلــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون نشــر المعلومــات بمبــادرة‬
‫منهــا إذا تكــرر طلــب النفــاذ إليهــا مرتيــن علــى أ‬
‫القــل ومــا لــم تكــن مشــمولة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باالســتثناءات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 24‬و ‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 2361-2362‬بتاريخ ‪ 8‬جويلية ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ف – آ‪.‬ك‪ /‬وزارة الصحة في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تكرار مطلب النفاذ‪ ،‬نفس المعلومة‪ ،‬واجب النشر التلقائي للمعلومة على موقع الواب‪،‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه «تتو ّلــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‬
‫ّ‬ ‫والمتع ّلــق‬
‫أ‬
‫مرتيــن علــى القــل ومــا لــم تكــن مشــمولة‬
‫نشــر المعلومــات بمبــادرة منهــا إذا تكـ ّـرر طلــب النفــاذ إليهــا ّ‬
‫باالســتثناءات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬

‫ـث يتجــه تأسيســا علــى مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬ختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا وإلـزام‬
‫وحيـ ُ‬
‫الداري والمجــرى بتاريــخ نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعي‬ ‫المدعــى عليهــا بنشــر تقريــر التفقــد إ‬
‫الجهــة ّ‬
‫الهــادي شــاكر بصفاقــس طبقــا لمقتضيــات الفصــل ‪.8‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المقدمــة بتاريــخ ‪ 16‬ســبتمبر ‪ 2020‬مــن قبــل نهــى الفريخــة حــرم القــال‬ ‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الصحــة قصــد الحصــول‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪2361‬‬
‫الداري و المجــرى بتاريــخ نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعــي الهادي شــاكر بصفاقس‪،‬‬ ‫علــى نســخة ورقيــة مــن تقريــر التفقــد إ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫غيــر أنّهــا لــم تتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــةً إلـزام‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة مــن الوثائــق المذكــورة مســتند ًة فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون أ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المقدمــة بتاريــخ ‪ 16‬ســبتمبر ‪ 2020‬مــن قبــل آســية كمــون حــرم الــزواري‬ ‫و بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الصحــة قصــد‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪2362‬‬
‫ّ‬
‫الداري و المجــرى بتاريــخ نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعــي الهــادي شــاكر‬ ‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن تقريــر التفقــد إ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بصفاقــس‪ ،‬غيــر أنّهــا لــم تتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال‬
‫طالبــةً إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة مــن الوثائــق المذكــورة مســتند ًة فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتضمنيــن‬
‫ّ‬ ‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪12‬و‪ 20‬جانفــي ‪2021‬‬
‫وبعــد االطـاّع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫تقدمتــا بهمــا‪ ،‬مدليــةً بنســخة مــن‬
‫تــم تمكيــن العارضتيــن مــن الوثيقــة موضــوع مطلبــي النفــاذ الذيــن ّ‬ ‫بالخصــوص أنّــه ّ‬
‫اللكترونــي‪.‬‬
‫المراســلتين الموجهتــان لهمــا فــي الغــرض و بنســخة مــن البريــد إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪276‬‬
‫الدالء بملحوظاتهما بخصوصه‪.‬‬
‫المدعى عليها على العارضتين قصد إ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة ّ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد يقتضــي‬
‫حيــث أنّــه لئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس القـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة وكان موضوعهــا‬ ‫فــي بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫مشــتركا‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عريضتــي الدعوييــن عــدد ‪ 2361‬وعــدد ‪ 2362‬أنّهمــا موجهتــان ضــد هيــكل عمومــي واحــد‬
‫ـت فــي موضــوع مشــترك بينهمــا م ّتصــل بحــق‬
‫مم ّثــا فــي وزارة الصحــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنّهمــا تهدفــان إلــى البـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى تقريــر التفقــد الداري والمجــرى بتاريــخ نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعــي الهــادي شــاكر بصفاقــس‪ ،‬أ‬
‫المــر‬ ‫إ‬
‫الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هــذه الدعــاوى إلــى بعضهــا والبــت فيهمــا صلــب قـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬


‫الجــل القانونــي وممــن لهمــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي‬ ‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إل ـزام وزارة الصحــة بتمكيــن العارضتيــن مــن نســخة ورقيــة مــن تقريــر التفقــد‬ ‫حيـ ُ‬
‫بالســتناد إلــى حقّهمــا‬
‫الداري والمالــي المجــرى بتاريــخ نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعــي الهــادي شــاكر بصفاقــس‪ ،‬وذلــك إ‬ ‫إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا أنّــه تــم تمكيــن العارضتيــن مــن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬مدليــةً بنســخة‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫اللكترونــي‪.‬‬
‫مــن المراســلة الموجهــة لهمــا فــي الغــرض وبنســخة مــن البريــد إ‬
‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫للجـراءات‬‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫والشــروط القانــون الساســي عــــ‪22‬دد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عـ ّـدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســائلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪277‬‬
‫أن وزيــرة الصحــة اســتجابت لطلــب العارضتــان ومكّ نتهمــا مــن الحصــول‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫الموجــه لهمــا فــي الغــرض‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت حقهمــا فــي الحصــول‬
‫ّ‬ ‫علــى الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مدليــةً بالمكتــوب‬
‫أ‬
‫علــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور وبالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام الراجــع لهــا بالنظــر ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬


‫وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه «تتو ّلــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون نشــر المعلومــات بمبــادرة منهــا إذا تكـ ّـرر‬
‫القــل ومــا لــم تكــن مشــمولة باالســتثناءات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا‬ ‫طلــب النفــاذ إليهــا مرتيــن علــى أ‬
‫ّ‬
‫القانــون»‪.‬‬

‫المدعــى‬
‫ـث يتجــه تأسيســا علــى مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬ختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا وإلـزام الجهــة ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫الداري والمجــرى بتاريــخ نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعــي الهــادي شــاكر بصفاقــس طبقــا‬ ‫عليهــا بنشــر تقريــر التفقــد إ‬
‫لمقتضيــات الفصــل ‪.8‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬ضم الدعوى عدد ‪ 2362‬إلى دعوى عدد ‪ 2361‬والبت فيها بقرار واحد‪.‬‬
‫ّ‬
‫الصحــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بنشــر تقريــر‬
‫ّ‬ ‫ثانيــا‪ :‬ختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر و إلـزام وزارة‬
‫الداري والمالــي المجــرى مــن طرفهــا خــال شــهر نوفمبــر ‪ 2019‬بالمستشــفى الجامعــي الهــادي شــاكر بصفاقــس طبقــا‬ ‫التفقــد إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫لمقتضيــات الفصــول ‪ 6‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬مــن القانــون الساســي عــــ‪22‬دد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 8‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والسـ ّـيدات ّ‬
‫الســامي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪278‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:9‬‬
‫يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة طبقــا لنمــوذج مطلــب كتابــي معـ ّـد مســبقا يضعــه الهيــكل المعنــي‬
‫ذمــة العمــوم بموقــع الــواب أو علــى ورق عــادي يتضمــن التنصيصــات‬ ‫علــى ّ‬
‫الوجوبيــة الــواردة بالفصليــن ‪ 10‬و‪ 12‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬
‫يتو ّلــى المك ّلــف بالنفــاذ تقديــم المســاعدة الالزمــة لطالــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫فــي حالــة العجــز أو عــدم القــدرة علــى القـراءة والكتابــة أو كذلــك عندمــا يكــون‬
‫طالــب النفــاذ فاقــدا لحاســة الســمع والبصــر‪.‬‬
‫ويتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل وصــل‬
‫يسـ ّلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد مضمــون الوصــول أو الفاكــس‬
‫العــام بالبلــوغ‪.‬‬‫اللكترونــي مــع إ‬
‫أو البريــد إ‬
‫القرار عدد ‪ 1772‬بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة في شخص ممثله القانوني ‪/‬‬


‫رئيس مجلس نواب الشعب‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •حق النفاذ للشخص المعنوي‪ ،‬الممثل القانوني للشخص المعنوي‪ ،‬تقديم مطلب نفاذ‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـث إقتضــى الفصــل ‪( 43‬الفقــرة ‪ )5‬مــن المرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المــؤرخ في ‪ 24‬ســبتمبر ‪2011‬‬ ‫وحيـ ُ‬
‫المتع ّلــق بتنظيــم الجمعيــات أن يكــون ُ‬
‫الممثــل القانونــي للجمعيــة هو نفســهُ رئيــس الهيئــة المديرة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الدعــوى الماثلــة ُقـ ّـدم‬
‫أن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضــوع ّ‬‫ـث ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الممثــل القانونــي لهــا طبقــا لمقتضيــات المرســوم عــدد‬ ‫باســم الكاتــب العــام للجمعيــة وليــس بإســم ُ‬
‫أ‬
‫‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المشــار إليــه ودون أن يُدلــي هــذا الخيــر بمــا يُفيــد تفويضــه ُلمهمــة تقديــم مطالــب‬
‫قدمــة مــن‬ ‫الدعــوى كانــت ُم ّ‬
‫أن عريضــة ّ‬ ‫النفــاذ نيابـ ًـة عــن رئيــس الجمعيــة‪ ،‬كمــا ثبــت مــن جهــة أخــرى ّ‬
‫طــرف رئيــس الجمعيــة مرصــد الشــفافية والحوكمــة الرشــيدة خالفــا للطــرف الــذي قـ ّـدم مطلــب النفــاذ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 20‬جانفــي ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم فــي شــخص ممثلــه القانونــي بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مجلــس نــواب‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1772‬‬
‫تتضمــن كشــفا فــي العقــود المبرمــة مــع مستشــارين والتعيينــات المحدثــة صلــب‬ ‫الشــعب قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ديــوان رئيــس المجلــس‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم مــرور الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫الماثلــة قصــد إلـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫تضمن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل قبــل رئيس مجلــس نــواب الشــعب بتاريــخ ‪ 22‬أفريــل ‪ُ 2019‬‬
‫والم ّ‬
‫بالخصــوص أنّـ ُـه تـ ّـم توجيــه مراســلة إلــى العــارض بتاريــخ ‪ 9‬جانفــي ‪ 2020‬يعلمـ ُـه فيهــا بوجــود خلـ ٍـل إعتــرى مطلبــه‪ ،‬مــن ذلــك‬
‫الممثــل‬‫أن ُ‬
‫وممضــى عليــه مــن طــرف الكاتــب العــام للمرصــد والحــال ّ‬ ‫مقد ًمــا ُ‬
‫الدعــوى الماثلــة كان ّ‬
‫أن مطلــب النفــاذ موضــوع ّ‬ ‫ّ‬
‫خولــة قانونًــا بتقديــم مطلــب النفــاذ أو بتفويــض منـ ُـه‬
‫الم ّ‬
‫القانونــي للمرصــد هــو فــي شــخص رئيــس الجمعيــة‪ ،‬وهــو الجهــة ُ‬
‫إلــى شــخص آخــر وذلــك حســب مقتضيــات الفصــل ‪ 43‬مــن المرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المتعلــق بتنظيــم الجمعيــات‬
‫الدعــوى‪.‬‬‫طالبــا فــي ختــام تقريــره رفــض ّ‬
‫ممــا ترتّــب عــن ذلــك رفــض مطلبـ ِـه‪ً .‬‬ ‫النفــاذ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪280‬‬
‫الدالء بملحوظاته بشأنه‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ما يُفيد إحالة تقرير الجهة ُ‬
‫الم ّدعى عليها إلى العارض قصد إ‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬


‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫المخولــة قانونًــا‬
‫تتوصــل بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة مــن الجهــة ُ‬ ‫المدعــى عليهــا بأنّهــا لــم ّ‬
‫ـث دفعــت الجهــة ُ‬‫حيـ ُ‬
‫المنظــم‬ ‫أ‬
‫أي شــخص يســتظهر بتفويــض لـ ُـه فــي الغــرض طب ًقــا لحــكام للمرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ُ 2011‬‬ ‫كرئيــس المرصــد أو ّ‬
‫للجمعيــات بــل تس ـ ّلمت ً‬
‫مطلبــا ُممضــى مــن طــرف الكاتــب العــام الــذي ال يتو ّفــر علــى الصفــة القانونيــة لتمثيــل المرصــد‪.‬‬

‫المحال إليه أو بما يُفيد منح تفويض لصالح طالب النفاذ‪.‬‬


‫وحيث لم يُدل العارض بملحوظاته بشأن التقرير ُ‬
‫ُ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫يتضمــن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة االســم واللقــب والعنــوان بالنســبة‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وجــوب «أن ّ‬
‫للشــخص الطبيعــي‪ ،‬والتســمية االجتماعيــة والمقــر بالنســبة للشــخص المعنــوي‪ ،‬إ‬
‫بالضافــة إلــى التوضيحــات الالّزمــة‬
‫بالنســبة للمعلومــة المطلوبــة والهيــكل المعنــي‪».‬‬

‫المتع ّلــق‬
‫ـث إقتضــى الفصــل ‪( 43‬الفقــرة ‪ )5‬مــن المرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬ســبتمبر ‪ُ 2011‬‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الممثــل القانونــي للجمعيــة هــو نفسـ ُـه رئيــس الهيئــة المديــرة‪.‬‬
‫بتنظيــم الجمعيــات أن يكــون ُ‬
‫الدعــوى الماثلــة ُقـ ّـدم باســم الكاتــب‬
‫أن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضــوع ّ‬ ‫ـث ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الممثــل القانونــي لهــا طبقــا لمقتضيــات المرســوم عــدد ‪ 88‬لســنة ‪ 2011‬المشــار إليــه ودون أن‬ ‫العــام للجمعيــة وليــس بإســم ُ‬
‫يدلــي هــذا أ‬
‫الخيــر بمــا يُفيــد تفويضــه ُلمهمــة تقديــم مطالــب النفــاذ نيابــةً عــن رئيــس الجمعيــة‪ ،‬كمــا ثبــت مــن جهــة أخــرى‬ ‫ُ‬
‫قدمــة مــن طــرف رئيــس الجمعيــة مرصــد الشــفافية والحوكمــة الرشــيدة خالفــا للطــرف الــذي‬ ‫الدعــوى كانــت ُم ّ‬‫أن عريضــة ّ‬ ‫ّ‬
‫قـ ّـدم مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى الماثلــة فــي ضــوء مــا ســبق بيانـ ُـه‪ُ ،‬مخت ّلــة مــن حيــث إج ـراءات القيــام بهــا وهــي إج ـراءات‬
‫ـث تغــدو ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫ـن معـ ُـه والحالــة مــا ذُكــر التصريــح برفــض‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ممــا ّ‬
‫الخــال بهــا التصريــح برفضهــا مــن الناحيــة الشــكلية ّ‬‫أساســية يترتّــب عــن إ‬
‫الدعــوى شــكالً‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رفض ّ‬
‫الدعوى شكالً‪.‬‬ ‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪281‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 14‬أكتوبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان وهاجــر الطرابلســي وريــم‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬
‫العبيــدي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 1778‬بتاريخ ‪ 21‬جانفي ‪ 2021‬والقرار عدد ‪ 2550‬بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪282‬‬
‫القرار عدد ‪ 1935‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ج‪ /‬جامعة الزيتونة في شخص ممثلها القانوني ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •إيداع مطلب نفاذ‪ ،‬هيكل عمومي‪ ،‬سلطة إشراف‪ ،‬إدخال في القضية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن الدفــع بعــدم تقديــم العــارض لطلــب النفــاذ مباشــرة أمــام الــوزارة بــات فــي غيــر طريقــه‪،‬‬ ‫وحيــث ّ‬
‫كالدالء‬
‫ـالدالء بملحوظاتهــا فــي الغــرض إ‬ ‫طالمــا تـ ّـم إدخالهــا مــن قبــل الهيئــة فــي الدعــوى ومطالبتهــا بـ إ‬
‫أ‬
‫بنســخة مــن الوثيقــة موضــوع الطلــب‪ ،‬عمــا بمقتضيــات الفصــل ‪ 37‬مــن القانــون الساســي ســالف الذكــر‪.‬‬

‫وحيث ثبت للهيئة من خالل التحقيق في الدعوى توفر الوزارة على التقرير موضوع دعوى الحال‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 13‬مــارس ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى جامعــة الزيتونــة فــي شــخص ممثلهــا‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1935‬‬
‫القانونــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن تقريــر التفقديــة العامــة لــوزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي المحــال‬
‫ممــا دفعــه‬
‫أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ّ ،‬‬ ‫علــى جامعــة الزيتونــة والخــاص بملــف الطالبــة شــيماء هقــي وبقيــة الملفــات‪ ،‬غيــر ّ‬
‫للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إلـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس جامعــة الزيتونــة بتاريــخ ‪ 14‬مــاي ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصوص‬
‫المصــدر للوثيقــة المطلوبــة هــو وزارة التعليــم العالــي‬
‫ّ‬ ‫أن الهيــكل‬
‫أنّــه يتعــذر عليــه االســتجابة لطلــب العــارض باعتبــار ّ‬
‫والبحــث العلمــي‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر التعليــم العالــي وبالحــث العلمــي بتاريــخ ‪ 13‬جويليــة ‪2020‬‬
‫المدعــى لــم يتقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبــق الصيــغ المنصــوص عليهــا بالقانــون‬
‫أن ّ‬‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪283‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫حيث قدمت الدعوى في آجالها القانونية وممن له الصفة ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام رئيــس جامعــة الزيتونــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن تقريــر التفقديــة‬
‫العامــة لــوزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي المحــال علــى جامعــة الزيتونــة والخــاص بملــف الطالبــة شــيماء هقــي وبقيــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ‬ ‫الملفــات‪ ،‬اســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى أنّــه يتعــذر عليــه االســتجابة لطلــب العــارض باعتبــار‬


‫وحيــث أفــاد رئيــس جامعــة الزيتونــة فــي نطــاق ر ّده علــى ّ‬
‫أن الهيــكل المصـ ّـدر للوثيقــة المطلوبــة هــو وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي‪.‬‬
‫ّ‬
‫المدعــى لــم يتقـ ّـدم بمطلــب‬
‫أن ّ‬ ‫وحيــث أفــادت وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي فــي نطــاق ر ّدهــا عــن الدعــوى ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبــق الصيــغ المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيث لم تدل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالوثيقة المطلوبة رغم التنبيه عليها في الغرض‪.‬‬

‫أن الدفــع بعــدم تقديــم العــارض لطلــب النفــاذ مباشــرة أمــام الــوزارة بــات فــي غيــر طريقــه‪ ،‬طالمــا تـ ّـم‬ ‫وحيــث ّ‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة موضــوع‬ ‫ـالدالء بملحوظاتهــا فــي الغــرض إ‬ ‫إدخالهــا مــن قبــل الهيئــة فــي الدعــوى ومطالبتهــا بـ إ‬
‫أ‬
‫الطلــب‪ ،‬عمــا بمقتضيــات الفصــل ‪ 37‬مــن القانــون الساســي ســالف الذكــر‪.‬‬

‫وحيث ثبت للهيئة من خالل التحقيق في الدعوى توفر الوزارة على التقرير موضوع دعوى الحال‪.‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪284‬‬
‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬

‫المدعــي علــى نســخة ورقيــة مــن تقريــر‬


‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة مــن خــال مــا رشــح مــن التحقيــق فــي الدعــوى ّ‬
‫التفقديــة العامــة لــوزارة التعليــم العالــي وبالحــث العلمــي المحــال علــى جامعــة الزيتونــة والخــاص بملــف الطالبــة شــيماء‬
‫هقــي ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬بــل‬
‫الساســي‬‫الساســية للقانــون أ‬ ‫علــى خــاف ذلــك فــإن تمكيــن العــارض مــن نســخة مــن هــذه الوثائــق ينصهــر صلــب المبــادئ أ‬
‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق‬
‫العامــة‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬إلـزام وزارة التعليــم العالــي وبالبحــث العلمــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬
‫بتســليم العــارض نســخة ورقيــة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫ّ‬
‫بتســليم العــارض نســخة ورقيــة مــن تقريــر التفقديــة العامــة بالــوزارة المحــال علــى جامعــة الزيتونــة والخــاص بملــف الطالبــة‬
‫شــيماء هقــي ورفــض الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 7‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫وهاجــر الطرابلســي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪285‬‬
‫القرار عدد ‪ 2088‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪2021‬‬

‫ح‪.‬ب‪ /‬وزارة العدل في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •عدم تقديم مطلب النفاذ إلى المعلومة‪ ،‬إيداع مقابل وصل تسلم‪.،‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث لــم يثبــت مــن مظروفــات الملــف مــا يفيــد تقديــم العارضــة لمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي‬ ‫إلــى الــوزارة المدعــى عليهــا علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة كمــا أنّهــا لــم تقـ ّـدم مــا يفيــد توصــل الجهــة‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح بعــدم قبــول الدعــوى‪.‬‬ ‫المدعــى عليهــا بمطلبهــا‪ ،‬أ‬
‫ّ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 7‬فيفــري ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمراســلة إلــى وزيــر العــدل قصــد االستفســار عــن مــآل الشــكاية التــي‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1834‬والمتضمنــة أنهــا ّ‬
‫بالدعــوى الماثلــة طالبــة‬ ‫أ‬
‫تقدمــت بهــا ضـ ّـد المدعــو (ص‪.‬م) غيــر أنّــه تـ ّـم تجاهــل مطلبهــا‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام ّ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫بالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫مســاعدة الهيئــة مــن أجــل معرفــة مــآل الشــكاية المذكــورة إ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد االطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫بالدعــوى الماثلــة إلــى طلــب مســاعدة الهيئــة مــن أجــل الحصــول علــى‬ ‫حيــث تهــدف العارضــة مــن خــال قيامهــا ّ‬
‫المعلومــة المتع ّلقــة بمــآل شــكاية كانــت ّ‬
‫تقدمــت بهــا ضـ ّـد المدعــو (ص‪.‬م)‪ ،‬إســتنادا إلــى حقهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪286‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه‪« :‬يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫طبقــا لنمــوذج مطلــب كتابــي معـ ّـد مســبقا يضعــه الهيــكل المعنــي علــى ذمــة العمــوم بموقــع الــواب أو علــى ورق عــادي‬
‫يتضمــن التنصيصــات الوجوبيــة الــواردة بالفصليــن ‪ 10‬و‪ 12‬مــن هــذا القانــون‪.»..‬‬
‫وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 15‬مــن ذات القانــون أنــه‪« :‬يعتبــر عــدم رد الهيــكل المعنــي علــى مطلــب النفــاذ فــي آ‬
‫الجــال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القانونيــة المنصــوص عليهــا بهــذا القانــون‪ ،‬رفضــا ضمنيــا يفتــح المجــال لطالــب النفــاذ فــي الطعــن فــي قـرار الهيــكل‬
‫الجـراءات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 30‬و‪ 31‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬ ‫وفــق إ‬
‫وحيــث لــم يثبــت مــن مظروفــات الملــف مــا يفيــد تقديــم العارضــة لمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الــوزارة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بحــق‬ ‫المدعــى عليهــا علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بمطلبهــا‪ ،‬المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة كمــا أنّهــا لــم تقـ ّـدم مــا يفيــد توصــل الجهــة ّ‬
‫بعــدم قبــول الدعــوى‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 07‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫رقيــة الخماســي و ومنــى الدهــان و ريــم العبيدي‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ّ‬‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والسـ ّـيدات ّ‬
‫وخالــد الســامي وهاجــر الطرابلســي و ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 2089‬بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪287‬‬
‫القرار عدد ‪ 2185‬بتاريخ ‪ 1‬أفريل ‪:2021‬‬

‫أ‪.‬م‪ /‬الشركة التونسية للبنك في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلب نفاذ إلى المعلومة‪ ،‬إذن قضائي‪ ،‬توفر المعلومة لدى البنك‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫تمســك بــه بــه البنــك المدعــى عليــه بخصــوص ضــرورة االســتظهار بموافقــة كتابيــة‬ ‫وحيــث خالفــا لمــا ّ‬
‫للشــركة صاحبــة الحســاب أو بــإذن قضائــي فــي الغــرض حتــى يتســنى لمصالــح البنــك تمكينــه مــن الوثائق‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫المطلوبــة فــإن الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫المعلومــة اقتضــى بأنــه «يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى‬
‫المعلومة‪»....‬طالمــا أن المعلومــات المـراد الحصــول عليهــا متوفــرة لــدى مصالــح البنــك فــي إطــار قيامــه‬
‫ممــا يتع ّيــن معــه بالتالــي رفــض هــذا الدفــع‪.‬‬ ‫أ‬
‫بمهامــه طبقــا لحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن ذات القانــون‪ّ ،‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 5‬أوت ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الشــركة التونســية للبنــك فــي شــخص‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2185‬‬
‫ممثلهــا القانونــي قصــد الحصــول علــى نســخة الكترونيــة تتضمــن جــرد لــكل العمليــات البنكيــة التــي ســحبت مــن حســاب‬
‫شــركة «كومــات» المفتــوح بفــرع الشــركة التونســية للبنــك ببــن عــروس لفائدتــه للفتــرة المتراوحــة مــن جانفــي ‪ 2011‬إلــى غايــة‬
‫شــهر فيفــري ‪ 2018‬مــع تحديــد جميــع التحويــات البنكيــة بمــا فيهــا الصكــوك الحاملــة الســم العــارض والصكــوك الممضــاة‬
‫أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪،‬‬
‫لحاملهــا والتــي وقــع ترســيمها لفائــدة العــارض إعتمــادا علــى رقــم بطاقــة تعريفــه الوطنيــة‪ ،‬غيــر ّ‬
‫الساســي‬‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫أ‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمتضمــن بالخصوص‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الشــركة التونســية للبنــك بتاريــخ ‪ 25‬أوت ‪2020‬‬
‫أن المعطيــات المطلوبــة تتعلــق بشــخص معنــوي غيــر الطالــب وهــو مــا يســتوجب بالتالــي االســتظهار بموافقــة كتابية للشــركة‬
‫صاحبــة الحســاب أو بــإذن قضائــي فــي الغــرض حتــى يتســنى لمصالــح البنــك تمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة مضيفــة بــأن‬
‫تتضمــن اســم المســتفيد مــن الشــيكات أو التحويــات بــل أرقامهــا ومبالغهــا فقــط وهــو مــا يســتوجب‬ ‫الكشــوفات البنكيــة ال ّ‬
‫الذن القضائــي االســتظهار بقائمــة فــي أرقــام الشــيكات وتواريخهــا‬‫علــى العــارض زيــادة عــن اســتظهاره بالتصريــح الكتابــي أو إ‬
‫حتــى يتســنى لمصالــح البنــك الســتجابة لطلباتــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪288‬‬
‫تضمــن بالخصــوص أن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر ‪ 2020‬والــذي ّ‬
‫طلباتــه تتمثــل أ‬
‫بالســاس فــي جــرد للعمليــات البنكيــة المنزلــة بحســابه الشــخصي والمســحوبة مــن حســاب الشــركة وليــس فــي‬
‫ذلــك مســاس بالمعطيــات الشــخصية للشــركة المعنيــة مضيفــا بأنــه لــم يطلــب كشــوفات حســاب هــذه الشــركة وإنمــا تعلــق‬
‫طلبــه بجــرد للعمليــات البنكيــة والتحويــات البنكيــة الشــهرية والقــارة والمســحوبة مــن حســاب شــركة «كومــات» والمودعــة‬
‫مبينــا‬
‫بحســاب العــارض وكذلــك الصكــوك البنكيــة المســحوبة مــن حســاب شــركة «كومــات» والمودعــة بحســاب العــارض ّ‬
‫صلــب تقريــره أرقــام هــذه الصكــوك وتواريخهــا‪:‬‬

‫–صك بنكي رقم ‪ 0016625‬بقيمة ‪ 30000‬دينار بتاريخ ‪ 1‬أفريل ‪.2015‬‬ ‫ ‬


‫–صك بنكي رقم ‪ 0017116‬بمبلغ ‪ 35000‬بتاريخ ‪ 8‬أوت ‪.2015‬‬ ‫ ‬
‫–صك بنكي رقم ‪ 00190020‬بمبلغ ‪ 6000‬دينار بتاريخ ‪ 8‬سبتمبر ‪.2016‬‬ ‫ ‬
‫–صك بنكي رقم ‪ 7100‬دينار بتاريخ ‪ 9‬جانفي ‪.2017‬‬ ‫ ‬
‫–صك بنكي رقم ‪ 0019958‬بمبلغ ‪ 15000‬دينار بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪.2017‬‬ ‫ ‬
‫الصكوك البنكية الممضاة لفائدة حاملها والمسحوبة من طرف شركة «كومات» والتي من بينها‪:‬‬

‫–صك بنكي رقم ‪ 0022511‬بمبلغ ‪ 10000‬دينار بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر ‪.2017‬‬ ‫ ‬


‫ –صك بنكي رقم ‪ 0020574‬بمبلغ ‪ 6000‬دينار بتاريخ ديسمبر ‪.2017‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة تقريــر العــارض علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 18‬نوفمبــر ‪ 2020‬ودعوتهــا‬
‫الدالء بالمعطيــات المطلوبــة فــي القضيــة‪.‬‬ ‫لضــرورة إ‬
‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الشــركة التونســية للبنــك فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض مــن الحصول‬
‫علــى نســخة الكترونيــة تتضمــن جــرد لــكل العمليــات البنكيــة التــي ســحبت مــن حســاب شــركة «كومــات» المفتــوح بفرع الشــركة‬
‫التونســية للبنــك ببــن عــروس لفائدتــه للفتــرة المتراوحــة مــن جانفــي ‪ 2011‬إلــى غايــة شــهر فيفــري ‪ 2018‬مــع تحديــد جميــع‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪289‬‬
‫التحويــات البنكيــة بمــا فيهــا الصكــوك الحاملــة الســم العــارض والصكــوك الممضــاة لحاملهــا والتــي وقــع ترســيمها لفائــدة‬
‫العــارض إعتمــادا علــى رقــم بطاقــة تعريفــه الوطنيــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق الــر ّد علــى الدعــوى بأنــه تعــذر علــى البنــك االســتجابة لطلــب العــارض‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫بالنظــر إلــى أن المعطيــات المطلوبــة تتعلــق بشــخص معنــوي غيــر الطالــب وهــو مــا يســتوجب بالتالــي االســتظهار بموافقــة‬
‫كتابيــة للشــركة صاحبــة الحســاب أو بــإذن قضائــي فــي الغــرض حتــى يتســنى لمصالــح البنــك تمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪،‬‬
‫تتضمــن اســم المســتفيد مــن الشــيكات أو التحويــات بــل أرقامهــا ومبالغهــا فقــط وهــو مــا‬
‫مضيفــة بــأن الكشــوفات البنكيــة ال ّ‬
‫الذن القضائــي االســتظهار بقائمــة فــي أرقــام الشــيكات‬‫يســتوجب علــى العــارض زيــادة عــن اســتظهاره بالتصريــح الكتابــي أو إ‬
‫وتواريخهــا حتــى يتســنى لمصالــح البنــك الســتجابة لطلباتــه‪.‬‬

‫تمــس بالمعطيــات‬
‫تمســك العــارض بحقــه فــي الحصــول علــى المعلومــات المطلوبــة معتبــرا أن طلباتــه ال ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الشــخصية للشــركة المعنيــة وإنمــا تتمثــل أ‬
‫بالســاس فــي جــرد للعمليــات البنكيــة المنزلــة بحســابه الشــخصي والمســحوبة‬
‫مــن حســاب شــركة «كومــات» بمــا فــي ذلــك الصكــوك البنكيــة المســحوبة مــن حســاب شــركة «كومــات» والمودعــة بحســاب‬
‫العــارض والصكــوك البنكيــة الممضــاة لفائــدة حاملهــا والمســحوبة مــن طــرف شــركة «كومــات»‪.‬‬

‫الدالء بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة بالرغــم مــن مراســلتها فــي الغــرض‬
‫المدعــى عليهــا عــن إ‬
‫وحيــث امتنعــت الجهــة ّ‬
‫بتاريــخ ‪ 18‬نوفمبــر ‪2020‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضى ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق‬
‫العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون ســابق الذكــر أنــه يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام هــذا القانــون‬
‫كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا‬
‫القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤ ّدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬ ‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪290‬‬
‫تمســك بــه بــه البنــك المدعــى عليــه بخصــوص ضــرورة االســتظهار بموافقــة كتابيــة للشــركة صاحبــة‬
‫وحيــث خالفــا لمــا ّ‬
‫الحســاب أو بــإذن قضائــي فــي الغــرض حتــى يتســنى لمصالــح البنــك تمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة فــإن الفصــل ‪ 9‬مــن‬
‫الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة اقتضــى بأنــه «يمكــن لــكل شــخص‬ ‫القانــون أ‬
‫طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومة‪»....‬طالمــا أن المعلومــات الم ـراد الحصــول عليهــا‬
‫يتعيــن معــه بالتالــي‬ ‫أ‬
‫ممــا ّ‬
‫متوفــرة لــدى مصالــح البنــك فــي إطــار قيامــه بمهامــه طبقــا لحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن ذات القانــون‪ّ ،‬‬
‫رفــض هــذا الدفــع‪.‬‬

‫الشــخاص‬ ‫وحيــث يتجــه أيضــا رفــض الدفــع المثــار بخصــوص حمايــة المعطيات الشــخصية للشــركة المعنية ضــرورة أن أ‬
‫المعنويــة ليســت لهــا معطيــات شــخصية علــى معنــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 2004‬المــؤرخ فــي ‪ 27‬جويليــة‬
‫‪ 2004‬والمتعلــق بحمايــة المعطيات الشــخصية‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن تمكيــن العــارض مــن المعلومــات المطلوبــة ينصهــر ضمــن‬
‫الساســية التــي يســعى القانــون أ‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها فيمــا‬ ‫الهــداف أ‬ ‫تحقيــق أ‬
‫ي ّتصــل بتعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســائلة فيمــا يتعلــق بتســيير المنشــآت العموميــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه بنــاء علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬التصريــح بقبــول الدعــوى أصــا وإلـزام مديــر عــام الشــركة التونســية‬
‫للبنــك فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض مــن نســخة الكترونيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الشــركة التونســية للبنــك فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتســليم العارض‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫نســخة الكترونيــة تتضمــن جــردا لجميــع العمليــات البنكيــة التــي ســحبت مــن حســاب شــركة «كومــات» المفتــوح بفــرع الشــركة‬
‫التونســية للبنــك ببــن عــروس لفائــدة العــارض للفتــرة المتراوحــة مــن جانفــي ‪ 2011‬إلــى غايــة شــهر فيفــري ‪ 2018‬مــع تحديــد‬
‫جميــع التحويــات البنكيــة الخاصــة بالصكــوك الحاملــة الســم العــارض والصكــوك الممضــاة لحاملهــا والتــي وقــع ترســيمها‬
‫لفائــدة العــارض إعتمــادا علــى رقــم بطاقــة تعريفــه الوطنيــة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة في جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 1‬أفريل ‪ 2021‬برئاســة السـ ّـيد‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والسـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وريــم العبيــدي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫عدنــان أ‬
‫ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪291‬‬
‫القرار عدد ‪ 2318‬بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ل في حق إبنه ل‪.‬ل‪/‬وزير التربية‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •عــدم تقديــم مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬مطلــب إعــادة نظــر‪ ،‬إعــادة إصــاح أوراق االمتحــان‪ ،‬عــدم‬
‫قبــول الدعــوى‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫قـدم مطل ًبا فـي النفاذ إلى‬


‫المدعي ّ‬
‫أن ّ‬ ‫وحيـث لـم يثبـت للهيئـة مـن خلال االطّالع علـى مظروفـات الملـف ّ‬
‫أن المطلب‬ ‫أ‬
‫المعلومـة إلـى وزارة التربيـة على معنى أحكام القانون الساسـي عدد ‪ 22‬لسـنة ‪ ،2016‬باعتبـار ّ‬
‫ا ّلـذي أرفقـه بالدعـوى يتع ّلـق بمطلـب موجـه إلـى وزيـر التربيـة قصـد دعوتـه إلى إعـادة النظر فـي إصالح‬
‫أوراق االمتحـان الخاصـة بابنـه لـؤي لملـوم والمتعلقة بـدورة المراقبـة لباكالوريا ‪ 2020‬شـعبة الرياضيات‬
‫والمتمثلـة فـي مـادة الرياضيات ومـادة الفيزياء ومـادة أ‬
‫النقليزيـة ومادة العلـوم التجريبية‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب إلــى وزيــر التربيــة قصــد تمكينــه مــن اال ّطــاع علــى أوراق االمتحــان‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2318‬‬
‫الخاصــة بابنــه لــؤي لملــوم والمتعلقــة بــدورة المراقبــة لباكالوريــا ‪ 2020‬شــعبة الرياضيــات‪ ،‬إال ّ أنّــه لــم يتلــق جوابــا علــى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مطلبــه بالرغــم مــن انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إلـزام الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫بتمكينــه مــن اال ّطــاع علــى الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون عــدد‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬


‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫حيــث يهــدف العــارض مــن خــال الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام وزيــر التربيــة بتمكينــه مــن اال ّطــاع علــى أوراق االمتحــان‬
‫الخاصــة بابنــه لــؤي لملــوم والمتعلقــة بــدورة المراقبــة لباكالوريــا ‪ 2020‬شــعبة الرياضيــات‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪292‬‬
‫وحيــث لئــن كان الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬إال ّ أن ممارســة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫للجـراءات والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫هــذا الحــق تخضــع إ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الساســي المذكــور أعــاه أنــه «يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‬ ‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون أ‬
‫أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لنمــوذج مطلــب كتابــي معــد مســبقا يضعــه الهيــكل المعنــي علــى‬
‫ذمــة العمــوم بموقــع الــواب أو علــى ورق عــادي يتضمــن التنصيصــات الوجوبيــة الــواردة بالفصليــن ‪ 10‬و‪ 12‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬
‫(‪ )...‬ويتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل وصــل يســلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق‬
‫العــام بالبلــوغ»‪.‬‬‫اللكترونــي مــع إ‬
‫البريــد مضمــون الوصــول أو الفاكــس أو البريــد إ‬
‫مطلبــا فــي النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫المدعــي قـ ّـدم ً‬
‫أن ّ‬ ‫وحيــث لــم يثبــت للهيئــة مــن خــال اال ّطــاع علــى مظروفــات الملــف ّ‬
‫أن المطلــب ا ّلــذي أرفقــه بالدعــوى‬ ‫أ‬
‫إلــى وزارة التربيــة علــى معنــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ ،2016‬باعتبــار ّ‬
‫يتع ّلــق بمطلــب موجــه إلــى وزيــر التربيــة قصــد دعوتــه إلــى إعــادة النظــر فــي إصــاح أوراق االمتحــان الخاصــة بابنــه لــؤي‬
‫لملــوم والمتعلقــة بــدورة المراقبــة لباكالوريــا ‪ 2020‬شــعبة الرياضيــات والمتمثلــة فــي مــادة الرياضيــات ومــادة الفيزيــاء ومــادة‬
‫أ‬
‫النقليزيــة ومــادة العلــوم التجريبيــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪،‬‬
‫وحيــث طالمــا لــم يــدل العــارض بمــا يفيــد توجيهــه لمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الجهــة ّ‬
‫يتعيــن بالتالــي التصريــح بعــدم قبــول هــذه الدعــوى‪.‬‬
‫فإنّــه ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 30‬أكتوبــر ‪ 2020‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والسـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ورقيــة الخماســي ومنــى الدهــان‬‫الســيد عدنــان أ‬
‫وهاجــر الطرابلســي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪293‬‬
‫القرار عدد ‪ 2359‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪2021‬‬

‫ف‪.‬ر ‪ /‬وزارة االقتصاد والمالية ودعم االستثمار في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬عــدم توصــل ّ‬


‫المدعــى عليهــا بالمطلــب‪ ،‬تقديــم مــا يفيــد التســلم‪ ،‬عــدم قبــول‬
‫الدعوى‪..‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬أن يتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة‬
‫لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل وصــل يسـ ّلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد المضمــون الوصــول‬
‫أو الفاكــس أو البريــد االلكترونــي مــع االعــام بالبلــوغ‪.‬‬

‫أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة يقتصــر دورهــا علــى النظــر فــي‬ ‫أ‬
‫وحيــث يســتخلص مــن هــذه الحــكام ّ‬
‫الدعــاوى المتع ّلقــة برفــض مطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة التــي ثبــت تقديمهــا إلــى الهيــاكل الخاضعــة‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫للقانــون أ‬

‫المدعــى عليهــا بمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضوع‬


‫توصــل الجهــة ّ‬
‫المدعــي بمــا يثبــت ّ‬
‫وحيــث لــم يــدل ّ‬
‫الدعــوى الماثلــة‪ ،‬رغــم مطالبتــه بذلك‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 14‬ســبتمبر ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدارة الجهويــة للديوانــة بالقصريــن قصــد‬‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى إ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2359‬‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محضــر الديوانــة وضبطهــا للحــم الجامــوس المهـ ّـرب لمســلخ الزهـراء خــال شــهر فيفــري‬
‫الوليــة المصـ ّـرح بهــا مــن طــرف شــركة ‪ SOSACK‬عبــر توريدهــا مــن القطــر الجزائــري عــن طريــق‬ ‫‪ 2015‬وقائمــة فــي المــواد أ‬
‫أ‬
‫أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫المدعــى‬ ‫مصالــح الديوانــة‪ ،‬غيــر ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫عليهــا بتمكينــه مــن طلباتــه باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫المتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد مطالبــة العــارض بتقديــم مــا يفيــد توصــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بمطلــب النفــاذ علــى‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬ ‫معنــى أحــكام القانــون أ‬

‫بقية مظروفات الم ّلف‪.‬‬


‫وبعد اال ّطالع على ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪294‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫الدارة العامــة للديوانــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض مــن الحصــول‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام إ‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن محضــر الديوانــة وضبطهــا للحــم الجامــوس المهـ ّـرب لمســلخ الزه ـراء خــال شــهر فيفــري ‪2015‬‬
‫وقائمــة فــي المــواد أ‬
‫الوليــة المصـ ّـرح بهــا مــن طــرف شــركة ‪ SOSACK‬عبــر توريدهــا مــن القطــر الجزائــري عــن طريــق مصالــح‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬‫الديوانــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد علــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانونــي أ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬أن يتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة لــدى الهيــكل‬
‫المعنــي مقابــل وصــل يسـ ّلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد المضمــون الوصــول أو الفاكــس أو البريــد االلكترونــي‬
‫مــع االعــام بالبلــوغ‪.‬‬

‫أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة يقتصــر دورهــا علــى النظــر فــي الدعــاوى المتع ّلقة‬ ‫أ‬
‫وحيــث يســتخلص مــن هــذه الحــكام ّ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي‬ ‫برفــض مطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة التــي ثبــت تقديمهــا إلــى الهيــاكل الخاضعــة للقانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضــوع الدعــوى‬


‫توصــل الجهــة ّ‬
‫المدعــي بمــا يثبــت ّ‬
‫وحيــث لــم يــدل ّ‬
‫الماثلــة‪ ،‬رغــم مطالبتــه بذلــك‪.‬‬

‫فــإن‬
‫توصــل الجهــة المدعــى عليهــا بمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة ورفضهــا لــه‪ّ ،‬‬
‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت للهيئــة ّ‬
‫الدعــوى الراهنــة تغــدو حريــة بعــدم القبــول‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 4‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي وهاجــر الطرابلســي وخالــد السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪295‬‬
‫القرار عدد ‪ 2407‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬جانفي ‪2021‬‬

‫نادي الغوص بالقنطاوي في شخص ممثله القانوني ‪ /‬الجامعة التونسية ألنشطة الغوص‬
‫والنقاذ في شخص ممثلها القانوني‬
‫إ‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة الحــق‪ ،‬عــدم توصــل ّ‬


‫المدعــى عليهــا بالمطلــب‪ ،‬دعــوى ســابقة ألوانهــا‪ ،‬فاقــدة‬
‫للســند القانونــي للقيــام‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون المذكــور أعــاه أنّــه «يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو‬
‫معنــوي أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لنمــوذج مطلــب كتابــي معــد مســبقا‬
‫يضعــه الهيــكل المعنــي علــى ذمــة العمــوم بموقــع الــواب أو علــى ورق عــادي يتضمــن التنصيصــات‬
‫الوجوبيــة الــواردة بالفصليــن ‪ 10‬و‪ 12‬مــن هــذا القانــون‪ .‬بالبلــوغ (‪ )...‬ويتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا‬
‫مباشــرة لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل وصــل يســلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد مضمــون‬
‫العــام‪.‬‬‫اللكترونــي مــع إ‬
‫الوصــول أو الفاكــس أو البريــد إ‬
‫وحيــث تب ّيــن للهيئــة باالطّــاع علــى مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة المدلــى بــه مــن قبــل العــارض أنّــه‬
‫موجــه إلــى الهيــكل المعنــي بتاريــخ ‪ 10‬نوفمبــر ‪ 2020‬أي بتاريــخ الحــق لتاريــخ القيــام بدعــوى الحــال‪،‬‬
‫ممــا يجعــل مــن قضيــة الحــال ســابقة ألوانهــا وفاقــدة لســندها القانونــي‪.‬‬ ‫ّ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الدعــوى المقدمــة مــن المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 5‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫أ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2407‬والتــي تفيــد بأنــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس الجامعــة التونســية لنشــطة‬
‫والنقــاذ قصــد الحصــول علــى‪:‬‬
‫الغــوص إ‬
‫–نسخة ورقية من النظام أ‬
‫الساسي والنظام الداخلي للجامعة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ –نسخة من مداوالت المكتب الجامعي وما يفيد الدعوة لها‪.‬‬

‫الشراف‪.‬‬‫ –نسخة من محاضر الجلسات وما يفيد توجيهها إلى سلطة إ‬


‫ –نسـخة مـن أشـغال الجلسـة العامـة وجـداول أعمالهـا ومـا يفيد الدعـوة لهـا‪ّ ،‬إل أنه لم يتلـق ردا علـى مطلبـه‪ ،‬أ‬
‫المر الذي‬ ‫ّ ّ‬
‫المدعـى عليهـا بتمكينـه مـن الوثائـق المطلوبـة‪ ،‬مسـتندا فـي ذلك على‬
‫دفعـه للقيـام بدعـوى الحـال طالبـا إلـزام الجهـة ّ‬
‫بالحـق فـي النفاذ إلـى المعلومة‪.‬‬ ‫المـؤرخ فـي ‪ 24‬مـارس ‪ 2016‬والمتع ّلـق‬ ‫الساسـي عـدد ‪ 22‬لسـنة ‪2016‬‬‫أحـكام القانـون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪296‬‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد مطالبة هيئة النفاذ إلى المعلومة العارض بتصحيح إجراءات القيام أمامها‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫والنقــاذ بتســليم العــارض فــي‬ ‫أ‬


‫حيــث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام رئيــس الجامعــة التونســية لنشــطة الغــوص إ‬
‫شــخص ممثلــه القانونــي نســخة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–النظام أ‬
‫الساسي والنظام الداخلي للجامعة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ –مداوالت المكتب الجامعي وما يفيد الدعوة لها‪.‬‬

‫الشراف‪.‬‬ ‫ –محاضر الجلسات وما يفيد توجيهها إلى سلطة إ‬

‫ –أشــغال الجلســة العامــة وجــداول أعمالهــا ومــا يفيــد الدعــوة لهــا‪ ،‬إســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫المنصــوص عليــه صلــب أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث لئــن كان الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّإل ّ‬
‫أن ممارســة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫حددهــا القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫هــذا الحــق واالنتفــاع بــه تخضــع لشــروط وإجـراءات ّ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون المذكــور أعــاه أنّــه «يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم‬
‫مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا لنمــوذج مطلــب كتابــي معــد مســبقا يضعــه الهيــكل المعنــي علــى ذمــة العمــوم‬
‫بموقــع الــواب أو علــى ورق عــادي يتضمــن التنصيصــات الوجوبيــة الــواردة بالفصليــن ‪ 10‬و‪ 12‬مــن هــذا القانــون‪ )...( .‬ويتــم‬
‫إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل وصــل يســلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد‬
‫العــام بالبلــوغ‪.‬‬‫اللكترونــي مــع إ‬
‫مضمــون الوصــول أو الفاكــس أو البريــد إ‬

‫تبيــن للهيئــة باال ّطــاع علــى مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة المدلــى بــه مــن قبــل العــارض أنّــه موجــه إلــى الهيــكل‬
‫وحيــث ّ‬
‫ممــا يجعــل مــن قضيــة الحــال ســابقة‬ ‫المعنــي بتاريــخ ‪ 10‬نوفمبــر ‪ 2020‬أي بتاريــخ الحــق لتاريــخ القيــام بدعــوى الحــال‪ّ ،‬‬
‫ألوانهــا وفاقــدة لســندها القانونــي‪.‬‬

‫وحيث ي ّتجه تأسيسا على ما سبق بيانه التصريح بعدم قبول الدعوى‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪297‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 28‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫ورقيــة الخماســي ومنــى‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ّ‬‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الدهــان وهاجــر الطرابلســي وخالــد السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪298‬‬
‫القرار عدد ‪ 3078-3080‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬جويلية ‪2021‬‬

‫م‪.‬م ‪ /‬وزارة االقتصاد و المالية و دعم الستثمار (الدارة العامة لمراقبة أ‬


‫الداءات)‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلب نفاذ إلى المعلومة‪ ،‬خدمة إدارية‪ ،‬إجراءات قانونية‪ ،‬مقابل مالي‪ ،‬رفض الدعوى‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث يتب ّيــن بالرجــوع إلــى أحــكام الفصــل ‪ 92‬مــن مج ّلــة معاليــم التســجيل والطابــع الجبائــي أنّــه‪:‬‬
‫للطـراف المتعاقــدة أو مــن ينوبهــم المطالبــة كتابيــا بنســخة مــن العقــد المســجل أو بمضمــون‬ ‫«يمكــن أ‬
‫العالميــة فــي العقــود‬ ‫مــن دفتــر قابــض الماليــة متعلقــا بعقــد مســجل أو بكشــف مــن المنظومــة إ‬
‫المســجلة‪ ،‬يســتوجب تســليم المضاميــن والنســخ مــن عقــود مســجلة والكشــوفات فــي العقــود المســجلة‬
‫إســتخالص أتــاوة قيمتهــا ‪ 25‬دينــارا عــن كل صفحــة»‪.‬‬

‫تتحصــل عليهــا‬
‫ّ‬ ‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى ضــرورة التمييــز بيــن المعلومــات التــي تنتجهــا أو‬
‫الداريــة التــي تســديها هــذه الهيــاكل والتــي يبقــى‬ ‫أ‬
‫الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون وبيــن الخدمــات إ‬
‫والنتفــاع بهــا خاضعــا للنصــوص المنظمــة لهــا‪.‬‬‫الحصــول عليهــا إ‬
‫المدعــي تص ّنــف ضمــن الخدمــات‬
‫أن الوثائــق والمعلومــات المطلوبــة مــن قبــل ّ‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة ّ‬
‫محــدد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النتفــاع بهــا إتّبــاع إجــراءات مع ّينــة ودفــع مقابــل مالــي‬
‫الداريــة والتــي يقتضــي إ‬
‫إ‬
‫ـإن طلــب العــارض يتع ّلــق بالحصــول علــى خدمــة إداريــة منظّمــة‬
‫تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬فـ ّ‬
‫ً‬ ‫وحيــث‬
‫بنصــوص خاصــة ويخضــع االنتفــاع بهــا إلــى شــرط دفــع المعاليــم المســتوجبة‪ ،‬وال يتع ّلــق بمطلــب نفــاذ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫إلــى المعلومــة علــى معنــى أحــكام القانــون أ‬
‫للحــكام الخاصــة المنظّمــة لطريقــة االنتفــاع بمثــل هــذه‬‫إلــى المعلومــة‪ ،‬وهــو بذلــك يبقــى خاضعــا أ‬
‫ً‬
‫المــر ا ّلــذي ي ّتجــه معــه القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬‫الخدمــات‪ ،‬أ‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعــى المذكــور أعــاه‪ ،‬بتاريــخ ‪ 23‬فيفــري ‪2021‬‬ ‫المقدمــة مــن قبــل ّ‬
‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫تحــت عــدد ‪ 3078‬والتــي تفيــد أنّــه تقـ ّـدم بتاريــخ ‪ 4‬فيفــري ‪ 2021‬بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس مكتــب مراقبــة‬
‫الداءات قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن وثائــق رســمية لمنابــات المرحــوم صالح بن نصــر الحازمــي اليزيدي المسـ ّـجلة‬ ‫أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى‬ ‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫قبــل ســنة ‪ ،1930‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم إنقضــاء أ‬
‫ّ ًّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليــه بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬‫الماثلــة طالبــا ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫بأحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪299‬‬
‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعــى المذكــور أعــاه‪ ،‬بتاريــخ ‪ 23‬فيفــري ‪2021‬‬ ‫المقدمــة مــن قبــل ّ‬‫وبعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫تحــت عــدد ‪ 3080‬والتــي تفيــد أنّــه تقـ ّـدم بتاريــخ ‪ 4‬فيفــري ‪ 2021‬بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس مكتــب مراقبــة‬
‫الداءات قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن وثائــق رســمية لمنابــات المرحــوم خليفــة بــن صالــح بــن نصــر الحازمــي‬ ‫أ‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعــه‬ ‫اليزيــدي المســجلة قبــل ســنة ‪ ،1910‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم إنقضــاء أ‬
‫ّ ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليــه بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬
‫المنصــوص عليــه بأحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن وزيــر االقتصــاد و الماليــة و دعــم إ‬
‫الســتثمار بتاريــخ ‪ 15‬أفريــل ‪،2021‬‬
‫أن قيــام العــارض بالدعــوى لــدى الهيئــة قــد تـ ّـم قبــل صــدور ق ـرار الرفــض الضمنــي موضــوع الطعــن و‬‫وا ّلــذي أ ّكــد فيــه ّ‬
‫أن‬
‫ـإن الدعــوى تكــون منعدمــة الموضــوع لتعلقهــا بق ـرار منعــدم الوجــود فــي تاريــخ ‪ 23‬فيفــري ‪ ،2021‬مضيفــا ّ‬ ‫بالتالــي فـ ّ‬
‫أن الحصــول علــى المعلومــة‬‫الدعــوى المرفوعــة قــد تأسســت علــى مطلــب غيــر دقيــق فــي خصــوص الوثيقــة المـراد طلبهــا‪ ،‬و ّ‬
‫النتفــاع بهــا تقديــم مطلــب‬
‫الداريــة التــي يقتضــي إ‬‫القتضــاء ضمــن الخدمــات إ‬ ‫المدعــي يص ّنــف عنــد إ‬
‫المطلوبــة مــن قبــل ّ‬
‫كتابــي و دفــع المعاليــم المســتوجبة قانونــا و ال يمكــن بــأي حــال أن تكــون موضــوع مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬

‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد يقتضــي‬


‫حيــث أنــه لئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس القـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة وكان موضوعهــا‬ ‫فــي بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫مشــتركا‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪ 3078‬و‪ 3080‬موجهــة ضـ ّـد هيــكل واحــد ممثــا فــي وزارة االقتصــاد‬
‫ـت فــي‬ ‫أ‬
‫(الدارة العامــة لمراقبــة الداءات) فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫الســتثمار إ‬ ‫والماليــة ودعــم إ‬
‫موضــوع واحــد يتعلــق بالحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن وثائــق رســمية لمنابــات المرحوميــن صالــح بــن نصــر الحازمــي‬
‫اليزيــدي وخليفــة بــن صالــح بــن نصــر الحازمــي اليزيــدي‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هــذه الدعــاوى إلــى بعضهــا والبــت‬
‫فيهــا بق ـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫حيث قدمت الدعوى في آجالها القانونية وممن له الصفة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪300‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫الســتثمار‬
‫حيــث يهــدف العــارض مــن خــال قيامــه بالدعــوى الراهنــة إلــى إلــزام وزيــر االقتصــاد والماليــة ودعــم إ‬ ‫ُ‬
‫بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة وثائــق رســمية لمنابــات المرحوميــن صالــح بــن نصــر الحازمــي اليزيــدي وخليفــة بــن صالــح‬
‫بــن نصــر الحازمــي اليزيــدي المســج ّلة قبــل ســنتي ‪1930‬و ‪ ،1910‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـأن قيــام العــارض بالدعــوى لــدى الهيئــة قــد تـ ّـم قبــل‬
‫الســتثمار بـ ّ‬
‫وحيــث دفــع وزيــر االقتصــاد و الماليــة و دعــم إ‬
‫ـإن الدعــوى تكــون منعدمــة الموضــوع لتعلقهــا بق ـرار منعــدم‬ ‫صــدور ق ـرار الرفــض الضمنــي موضــوع الطعــن و بالتالــي فـ ّ‬
‫أن الدعــوى المرفوعــة قــد تأسســت علــى مطلــب غيــر دقيــق فــي خصــوص‬ ‫الوجــود فــي تاريــخ ‪ 23‬فيفــري ‪ ،2021‬مضيفــا ّ‬
‫القتضــاء ضمــن الخدمــات‬ ‫المدعــي يص ّنــف عنــد إ‬
‫أن الحصــول علــى المعلومــة المطلوبــة مــن قبــل ّ‬ ‫الوثيقــة المـراد طلبهــا‪ ،‬و ّ‬
‫النتفــاع بهــا تقديــم مطلــب كتابــي و دفــع المعاليــم المســتوجبة قانونــا و ال يمكــن بــأي حــال أن تكــون‬
‫الداريــة التــي يقتضــي إ‬
‫إ‬
‫موضــوع مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫تضمن ّ‬
‫أن الدولة ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور على ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ـإن ممارســته تخضــع‬ ‫وحيــث لئــن يعـ ّـد الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ح َّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫للج ـراءات والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫إ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫أن «المعلومــة هــي كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫أ‬
‫تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة لحــكام هــذا الفانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫للطـراف‬ ‫وحيــث يتبيــن بالرجــوع إلــى أحــكام الفصــل ‪ 92‬مــن مج ّلــة معاليــم التســجيل والطابــع الجبائــي أنــه‪ »:‬يمكــن أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المتعاقــدة أو مــن ينوبهــم المطالبــة كتابيــا بنســخة مــن العقــد المســجل أو بمضمــون مــن دفتــر قابــض الماليــة متعلقــا بعقــد‬
‫العالميــة فــي العقــود المســجلة‪.‬‬ ‫مســجل أو بكشــف مــن المنظومــة إ‬
‫يســتوجب تســليم المضاميــن والنســخ مــن عقــود مســجلة والكشــوفات فــي العقــود المســجلة إســتخالص أتــاوة قيمتهــا‬
‫‪ 25‬دينــارا عــن كل صفحــة‪».‬‬
‫تتحصــل عليهــا الهيــاكل‬
‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى ضــرورة التمييــز بيــن المعلومــات التــي تنتجهــا أو ّ‬
‫والنتفــاع بهــا‬ ‫أ‬
‫الداريــة التــي تســديها هــذه الهيــاكل والتــي يبقــى الحصــول عليهــا إ‬
‫الخاضعــة لحــكام القانــون وبيــن الخدمــات إ‬
‫خاضعــا للنصــوص المنظمــة لهــا‪.‬‬
‫الداريــة والتــي‬
‫المدعــي تص ّنــف ضمــن الخدمــات إ‬
‫أن الوثائــق والمعلومــات المطلوبــة مــن قبــل ّ‬‫وحيــث ثبــت للهيئــة ّ‬
‫معينــة ودفــع مقابــل مالــي محـ ّـدد‪.‬‬
‫النتفــاع بهــا إتّبــاع إج ـراءات ّ‬
‫يقتضــي إ‬
‫ـإن طلــب العــارض يتع ّلــق بالحصــول علــى خدمــة إداريــة من ّظمــة بنصــوص‬ ‫تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬فـ ّ‬
‫ً‬ ‫وحيــث‬
‫خاصــة ويخضــع االنتفــاع بهــا إلــى شــرط دفــع المعاليــم المســتوجبة‪ ،‬وال يتع ّلــق بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة علــى معنــى‬
‫خاضعــا‬ ‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وهــو بذلــك يبقــى‬ ‫أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬
‫للحــكام الخاصــة المن ّظمــة لطريقــة االنتفــاع بمثــل هــذه الخدمــات‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي ي ّتجــه معــه القضــاء برفــض الدعــوى أصـاً‪.‬‬ ‫أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪301‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 3080‬إلى القضية عدد ‪ 3078‬والبت فيهما بقرار واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬قبول الدعوى شكال ً ورفضها أصالً‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 14‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫والســادة منــى الدهــان ّ‬ ‫الســيدات ّ‬
‫ّ‬ ‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وأعضــاء المجلــس‬ ‫ّ‬
‫الطرابلســي وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‬

‫يراجــع فــي نفــس االتجــاه القـرار عــدد ‪ 2437‬بتاريــخ ‪ 8‬جويليــة ‪ 2021‬والقـرار عــدد ‪ 3133-3134‬بتاريــخ ‪ 27‬مــاي ‪ 2021‬ووالقـرار عــدد ‪ 3799‬بتاريــخ ‪ 14‬أكتوبــر‬
‫‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪302‬‬
‫القرار عدد ‪ 3212‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬سبتمبر‪:2021‬‬

‫ك‪.‬د ‪ /‬المندوب الجهوي للتنمية الفالحية بمدنين‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تقديم مطلب نفاذ‪ ،‬مباشرة لدى الهيكل المعني‪ ،‬الفاكس‪ ،‬بريد إلكتروني‪ ،‬مقابل وصل تسلم‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫وحيــث ينــص الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون أ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ »:‬يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم مطلبــا‬ ‫والمتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ...‬ويتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل‬
‫ّ وصــل يســلم وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد مضمــون الوصــول أو الفاكــس أو البريــد‬
‫العــام بالبلوغوحيــث تمــت مطالبــة العــارض بتقديــم مــا يفيــد تســلم الجهــة المدعــى‬ ‫اللكترونــي مــع إ‬ ‫إ‬
‫عليهــا لمطلــب ال ّنفــاذ غيــر أنــه التــزم الصمــت وحيــث تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬فــإن قيــام العــارض‬
‫المدعــى عليهــا بمطلــب‬
‫بدعــواه أمــام هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون أن يدلــي بمــا يفيــد توصــل الجهــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫النفــاذ يعــد مخالفــا للشــكليات الوجوبيــة المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعي‪ :‬كمال الدحواضي‪ ،‬الكائن عنوانه بمكتب بريد المغراوية سيدي مخلوف‪ -4143‬مدنين‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة‪،‬‬

‫والمدعى عليه‪ :‬الكائن عنوانه بمكاتبه ّ‬


‫بمقر المندوبية‪ ،‬طريق تطاوين ‪ 4100‬مدنين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 23‬مــارس‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى المندوبيــة الجهويــة للتنميــة الفالحيــة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪3212‬‬
‫المــر أو المنشــور الــوزاري الــذي يضبــط قائمــة المناطــق التــي يحجــر أو‬‫بمدنيــن قصــد الحصــول علــى نســخة مــن القـرار أو أ‬
‫يمنــع فيهــا حفــر االبــار المائيــة فــي معتمديــة ســيدي مخلــوف ويخــص بالذكــر منطقــة المغراويــة‪ ،‬ونســخة مــن الدراســة التــي‬
‫الجـراءات المعمــول بهــا للحصــول علــى رخصــة حفــر بئــر ســطحية‬ ‫تــم علــى اثرهــا تحجيــر حفــر االبــار ان وجــدت وتحديــد إ‬
‫أ‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إلـزام‬ ‫غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم مــرور أ‬
‫ّ ّ‬
‫أ‬
‫الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪303‬‬
‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد االطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫حيــث يهــدف العــارض مــن خــال قيامــه بالدعــوى الماثلــة إلــى طلــب مســاعدة الهيئــة مــن أجــل الحصــول علــى نســخة‬
‫مــن القـرار أو أ‬
‫المــر أو المنشــور الــوزاري الــذي يضبــط قائمــة المناطــق التــي يحجــر أو يمنــع فيهــا حفــر االبــار المائيــة فــي‬
‫معتمديــة ســيدي مخلــوف ويخــص بالذكــر منطقــة المغراويــة‪ ،‬ونســخة مــن الدراســة التــي تــم علــى اثرهــا تحجيــر حفــر االبــار‬
‫الجـراءات المعمــول بهــا للحصــول علــى رخصــة حفــر بئــر ســطحية‪ ،‬اســتنادا إلــى حقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى‬ ‫ان وجــدت وتحديــد إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ُ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يُعـ ُّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إلجـراءات‬
‫ـث ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫وشــروط القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬
‫وذلــك مــن أجــل تحقيــق أهــداف أهمهــا تكريــس مبــدأي الشـ ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫وحيــث ينــص الفصــل ‪ 9‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ »:‬يمكــن لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي أن يقــدم مطلبــا كتابيــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا‬
‫لنمــوذج مطلــب كتابــي معــد مســبقا يضعــه الهيــكل المعنــي علــى ذمــة العمــوم بموقــع الــواب أو علــى ورق عــادي يتضمــن‬
‫التنصيصــات الوجوبيــة الــواردة بالفصليــن ‪ 10‬و‪ 12‬مــن هــذا القانــون‪ .‬يتولــى المكلــف بال ّنفــاذ تقديــم المســاعدة الالزمــة‬
‫لطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــي حالــة العجــز أو عــدم القــدرة علــى القـراءة والكتابــة أو كذلــك عندمــا يكــون طالــب النفــاذ‬
‫فاقــدا لحاســة الســمع والبصــر‪ .‬ويتــم إيــداع مطلــب النفــاذ إمــا مباشــرة لــدى الهيــكل المعنــي مقابــل ّ وصــل يســلم‬
‫العــام بالبلــوغ‪».‬‬ ‫اللكترونــي مــع إ‬ ‫وجوبــا فــي الغــرض أو عــن طريــق البريــد مضمــون الوصــول أو الفاكــس أو البريــد إ‬
‫وحيث تمت مطالبة العارض بتقديم ما يفيد تسلم الجهة المدعى عليها لمطلب ال ّنفاذ غير أنه التزم الصمت‪.‬‬

‫وحيــث تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬فــإن قيــام العــارض بدعــواه أمــام هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون أن يدلــي بمــا‬
‫الساســي‬ ‫يفيــد توصــل الجهــة المدعــى عليهــا بمطلــب النفــاذ يعــد مخالفــا للشــكليات الوجوبيــة المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيث ي ّتجه على ضوء ما سبق بيانه‪ ،‬التصريح بعدم قبول الدعوى‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪304‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫الخماســي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪305‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:10‬‬
‫الســم واللقــب والعنــوان‬‫يتضمــن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إ‬
‫ّ‬ ‫يجــب أن‬
‫بالنســبة للشــخص الطبيعــي‪ ،‬والتســمية االجتماعيــة والمقــر بالنســبة للشــخص‬
‫بالضافــة إلــى التوضيحــات الالزمــة بالنســبة للمعلومــة المطلوبــة‬‫المعنــوي‪ ،‬إ‬
‫والهيــكل المعنــي‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1331‬بتاريخ ‪ 1‬جوان ‪2021‬‬

‫مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة في شخص ممثله القانون‪/‬‬


‫رئاسة الحكومة في شخص ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلب نفاذ‪ ،‬تنصيصات وجوبية‪ ،‬تحديد المعلومة المطلوبة‪ ،‬معلومات عامة‪ ،‬معلومات تفتقر للدقة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد االطّــاع علــى مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة أن العــارض لــم يقـ ّـدم التوضيحات‬
‫المضمنــة بــه كانــت ذات صبغــة عامــة‬
‫ّ‬ ‫أن أغلــب المعطيــات‬ ‫الالزمــة للجهــة المعن ّيــة بمطلــب النفــاذ‪ ،‬إذ ّ‬
‫ـإن المطلــب الــذي يــروم مــن خاللــه العــارض‬ ‫وتفتقــر إلــى الد ّقــة المطلوبــة فــي مطلــب النفــاذ‪ ،‬وعليــه فـ ّ‬
‫االطــاع علــى المهمــات التــي أنجزتهــا وبصــدد إنجازهــا هيئــات الرقابــة العموميــة والتفقديــات العامــة‬
‫محــدد‪ ،‬وبــات والحالــة تلــك‬
‫ّ‬ ‫الدارات العامــة‪ّ ،‬‬
‫ضــل غيــر واضــح وغيــر‬ ‫والتفقديــات التابعــة لبعــض إ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى‬
‫مفتقـرا للتنصيصــات الوجوبيــة التــي اقتضاهــا الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون المتعلــق بالحـ ّ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح عــدم قبــول الدعــوى‪.‬‬ ‫المعلومــة‪ ،‬أ‬

‫المدعــي المذكــور فــي شــخص ممثلــه القانونــي أعــاه بتاريــخ ‪17‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪1331‬‬
‫ّ‬ ‫أكتوبــر ‪2019‬‬
‫تتضمــن المعلومــات المتعلقــة بالمهمــات التــي أنجزتهــا وبصــدد إنجازهــا هيئــات‬
‫الحكومــة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة ّ‬
‫الدارات العامــة‪ ،‬غيــر أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه‬
‫الرقابــة العموميــة والتفقديــات العامــة والتفقديــات التابعــة لبعــض إ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫رغــم مــرور الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫المعلومــات المذكــورة مســتندا فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الممثــل القانونــي لرئاســة الحكومــة وذلــك قصــد‬
‫كالدالء بنســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــات المطلوبــة‪.‬‬‫الدالء بملحوظاتــه فــي خصوصهــا إ‬ ‫إ‬
‫الجابــة عــن الدعــوى بالرغــم مــن التنبيــه عليــه فــي الغــرض‬
‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد امتنــاع رئيــس الحكومــة عــن إ‬
‫بتاريــخ ‪ 27‬نوفمبــر ‪.2019‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪307‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام رئاســة الحكومــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن المدعــي مــن نســخة‬
‫تتضمــن المعلومــات المتعلقــة بالمهمــات التــي انجزتهــا وبصــدد إنجازهــا هيئــات الرقابــة العموميــة والتفقديــات العامــة‬
‫ورقيــة ّ‬
‫الدارات العامــة‪ ،‬اســتنادا إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون‬ ‫والتفقديــات التابعــة لبعــض إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫أ‬

‫وحيــث تولــت الهيئــة إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الممثــل القانونــي لرئاســة الحكومــة وذلــك قصــد إبــداء‬
‫والدالء بالوثائــق المطلوبــة إلــى الهيئــة‪ ،‬غيــر أنــه الزم الصمــت بالرغــم مــن التنبيــه عليــه فــي الغــرض‬
‫ملحوظاتــه بشــأنها إ‬
‫بتاريــخ ‪ 27‬نوفمبــر ‪.2019‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وحيــث ولئــن كان الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي إال أن ممارســة هــذا‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫حددهــا القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الحــق واالنتفــاع بــه تبقــى خاضعــة للشــروط والضوابــط التــي ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬


‫ـص الفصــل الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫الســم واللقــب والعنــوان بالنســبة‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «يجــب أن يتضمــن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إ‬
‫بالضافــة إلــى التوضيحــات الالزمة بالنســبة‬
‫للشــخص الطبيعــي‪ ،‬والتســمية االجتماعيــة والمقــر بالنســبة للشــخص المعنــوي‪ ،‬إ‬
‫للمعلومــة المطلوبــة والهيــكل المعنــي»‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد اال ّطــاع علــى مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة أن العــارض لــم يقـ ّـدم التوضيحــات الالزمــة‬
‫المضمنــة بــه كانــت ذات صبغــة عامــة وتفتقــر إلــى الد ّقــة المطلوبــة‬
‫ّ‬ ‫أن أغلــب المعطيــات‬
‫المعنيــة بمطلــب النفــاذ‪ ،‬إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫للجهــة‬
‫ـإن المطلــب الــذي يــروم مــن خاللــه العــارض االطــاع علــى المهمــات التــي أنجزتهــا وبصــدد‬ ‫فــي مطلــب النفــاذ‪ ،‬وعليــه فـ ّ‬
‫الدارات العامــة‪ ،‬ضـ ّـل غيــر واضــح وغيــر‬ ‫إنجازهــا هيئــات الرقابــة العموميــة والتفقديــات العامــة والتفقديــات التابعــة لبعــض إ‬
‫محـ ّـدد‪ ،‬وبــات والحالــة تلــك مفتق ـرا للتنصيصــات الوجوبيــة التــي اقتضاهــا الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون المتعلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح عــدم قبــول الدعــوى‪.‬‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬


‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪308‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 01‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫والســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب رئيــس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الســامي‪.‬‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪309‬‬
‫القرار عدد ‪ 1856‬بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪2021‬‬

‫ر‪.‬س‪ /‬وزارة المالية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلب نفاذ‪ ،‬تنصيصات وجوبية‪ ،‬تحديد المعلومة المطلوبة التوضيحات الالزمة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى عليهــا التنصيــص علــى‬‫قدمــه العــارض إلــى الجهــة ّ‬ ‫يتضمــن المطلــب الــذي ّ‬
‫ّ‬ ‫وحيــث طالمــا لــم‬
‫أن ذلــك يعـ ّـد مــن التنصيصــات الوجوب ّيــة المحــد ّدة‬ ‫المعلومــة المطلوبــة بـ ّ‬
‫ـكل دقــة ووضــوح بإعتبــار ّ‬
‫ـق النفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫بالفصــل ‪ 10‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحـ ّ‬
‫الدعــوى باالســتناد إلــى مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫ـإن قيامــه بهــذه ّ‬
‫المعلومــة المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬فـ ّ‬
‫ال تتوفــر فيــه شــروط الد ّقــة والوضــوح يغــدو مختـا ّ مــن الناحيــة القانونيــة ّ‬
‫ممــا يتع ّيــن معــه التصريــح‬
‫بعــدم قبــول الدعــوى‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬فيفــري ‪2020‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّـ ُـه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الماليــة قصــد الحصــول علــى أيّــة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1856‬‬
‫الغـراق المحــدث بقـرار وزيــر الماليــة المــؤرخ فــي ‪ 25‬مــاي ‪،2018‬‬ ‫تبيــن وجــود عمــل فعلــي يقــوم بــه مكتــب مقاومــة إ‬ ‫وثائــق ّ‬
‫طالبــا إلـزام‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بالدعــوى الماثلــة ً‬
‫غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعـ ُـه للقيــام ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬ ‫الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها قصد االدالء بملحوظاتها بخصوصها‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة عريضة الدعوى على الجهة ّ‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬


‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪310‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬
‫تبيــن وجــود‬‫الدعــوى الماثلــة إلــى إل ـزام وزيــر الماليــة بتمكيــن العــارض مــن الحصــول علــى أيّــة وثائــق ّ‬
‫ـدف ّ‬ ‫ـث تهـ ُ‬ ‫حيـ ُ‬
‫الغـراق المحــدث بقـرار وزيــر الماليــة المــؤرخ فــي ‪ 25‬مــاي ‪ ،2018‬اســتنا ًدا إلــى ح ّقــه‬
‫عمــل فعلــي يقــوم بــه مكتــب مقاومــة إ‬
‫أ‬
‫فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق‬
‫بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن ممارســة‬ ‫وحيــث لئــن كان الحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لـ ّ‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي إال ّ ّ‬
‫هــذا الحــق واالنتفــاع بــه تتــم وفقــا للشــروط والجـراءات المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬ ‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫يتضمــن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه أنّــه يجــب‪« :‬يجــب أن ّ‬
‫بالضافــة‬
‫الســم واللقــب والعنــوان بالنســبة للشــخص الطبيعــي‪ ،‬والتســمية االجتماعيــة والمقــر بالنســبة للشــخص المعنــوي‪ ،‬إ‬ ‫إ‬
‫إلــى التوضيحــات الالزمــة بالنســبة للمعلومــة المطلوبــة والهيــكل المعني»‪.‬‬
‫أن المطلــب‬
‫الدعــوى أنّهــا كانــت غامضــة ومبهمــة مــن حيــث مضمونهــا كمــا ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة بالرجــوع إلــى عريضــة ّ‬
‫يتضمــن التوضيحــات الالزمــة بخصــوص المعلومــة المطلوبــة‪.‬‬ ‫المدعــى عليهــا لــم ّ‬
‫الــذي تقـ ّـدم بــه العــارض للجهــة ّ‬
‫أن عريضــة‬ ‫وحيــث ّتولــت الهيئــة بتاريــخ ‪ 11‬جويليــة ‪ 2019‬مطالبــة العــارض بتوضيــح طلباتــه النهائيــة بـ ّ‬
‫ـكل دقــة باعتبــار ّ‬
‫ـأي ر ّد علــى ذلــك‪.‬‬
‫تتوصــل منــه بـ ّ‬
‫الدعــوى كانــت غيــر محــررة وشــابها الغمــوض غيــر أنّهــا لــم ّ‬
‫المدعــى عليهــا التنصيــص علــى المعلومــة‬ ‫قدمــه العــارض إلــى الجهــة ّ‬ ‫يتضمــن المطلــب الــذي ّ‬‫وحيــث طالمــا لــم ّ‬
‫الساســي‬‫ـكل دقــة ووضــوح بإعتبــار أن ذلــك يعــد مــن التنصيصــات الوجوبيــة المحــددة بالفصــل ‪ 10‬مــن القانــون أ‬ ‫المطلوبــة بـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدعــوى‬
‫ـإن قيامــه بهــذه ّ‬‫عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬فـ ّ‬
‫باالســتناد إلــى مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة ال تتوفــر فيــه شــروط الد ّقــة والوضــوح يغــدو مختـا ّ مــن الناحيــة القانونيــة ّ‬
‫ممــا‬
‫يتعيــن معــه التصريــح بعــدم قبــول الدعــوى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم قبول الدعوى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬
‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 04‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي وريــم‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬‫ّ‬
‫الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‬‫العبيــدي وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪311‬‬
‫القرار عدد ‪ 1975‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪:2021‬‬

‫خ‪.‬ع‪ /‬المدير العام للوكالة التونسية للتكوين المهني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مطلــب نفــاذ‪ ،‬تنصيصــات وجوبيــة‪ ،‬مفهــوم المعلومــة‪ ،‬تحديــد المعلومــة المطلوبــة بــكل دقــة‪ ،‬التوضيحــات‬
‫الالزمة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بالرجــوع إلــى مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أن طلبــات العــارض وردت عامــة‬
‫ومطلقــة‪ ،‬وغيــر متطابقــة مــن حيــث المضمــون والشــروط الشــكلية مــع تعريــف المعلومــة الــوارد بالفصل‬
‫‪ 3‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة كمــا أنّهــا لــم تتضمــن التنصيصــات‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه رفــض الدعــوى أصــا‬‫الوجوبيــة التــي اقتضاهــا الفصــل ‪ 10‬مــن ذات القانــون‪ ،‬أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 15‬مــاي ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1975‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الوكالــة التونســية للتكويــن المهنــي‬
‫قصــد الحصــول علــى معطيــات بخصــوص آلــة ‪ Niveleuse‬مــن نــوع «‪ »Champion-Modèle N 710A Product‬المتواجــدة‬
‫الشــغال العموميــة بالمرناقيــة‪ ،‬والمتمثلــة فــي أعضــاء اللجنــة التــي قــررت عــدم صالحيــة‬ ‫بالمركــز القطاعــي للتكويــن فــي أ‬
‫اللــة المذكــورة أعــاه وحــول وجــود جــرد(‪)Inventaire‬‬ ‫الوامــر لتفكيــك آ‬
‫اللــة المذكــورة للتكويــن إن وجــدت‪ ،‬و مــن أعطــى أ‬ ‫آ‬
‫ممــا دفعــه للقيــام‬ ‫أ‬
‫فــي قطــع الغيــار المفككــة مــن عدمــه‪ ،‬إال أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة‪ ،‬مسـ ً‬ ‫بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الدالء بملحوظاتهــا‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا قصــد إ‬
‫كالدالء بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬
‫إ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪312‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام الرئيــس المديــر العــام للوكالــة التونســية للتكويــن المهنــي بتمكيــن العــارض مــن‬
‫المعطيــات المتع ّلقــة بآلــة ‪ Niveleuse‬مــن نــوع «‪ »Champion-Modèle N 710A Product‬المتواجــدة بالمركــز القطاعــي‬
‫الشــغال العموميــة بالمرناقيــة‪ ،‬والمتمثلــة فــي أعضــاء اللجنــة التــي قــررت عــدم صالحيــة آ‬
‫اللــة المذكــورة‬ ‫للتكويــن فــي أ‬
‫اللــة المذكــورة أعــاه وحــول وجــود جــرد(‪ )Inventaire‬فــي قطــع الغيــار‬‫الوامــر لتفكيــك آ‬
‫للتكويــن إن وجــدت‪ ،‬و مــن أعطــى أ‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫المفككــة مــن عدمــه‪ ،،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها الصمت رغم تذكيرها بتاريخ ‪ 29‬جوان ‪2020‬‬


‫وحيث الزمت الجهة ّ‬
‫المدعــى عليهــا علــى الدعــوى‪ ،‬ال يمنــع الهيئــة مــن مواصلــة النظــر فــي القضيــة طبــق‬
‫أن عــدم إجابــة الجهــة ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫أوراقهــا‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث ولئــن كان الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّإل أن ممارســة‬
‫والجـراءات التــي ضبطهــا القانــون االساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ‬
‫هــذا الحــق واالنتفــاع بــه تبقــى خاضعــة للشــروط إ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫وحيــث يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون أ‬

‫مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة أنهــا‪ّ »:‬كل معلومــة ّ‬
‫مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا‬
‫تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪».‬‬
‫والتــي تنتجهــا أو ّ‬
‫يتضمــن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬ ‫أ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون الساســي المشــار إليــه أعــاه وجــوب «أن ّ‬
‫بالضافــة‬
‫االســم واللقــب والعنــوان بالنســبة للشــخص الطبيعــي والتســمية االجتماعيــة والمقـ ّـر بالنســبة للشــخص المعنــوي‪ ،‬إ‬
‫إلــى التوضيحــات الالزمــة بالنســبة للمعلومــة المطلوبــة والهيــكل المعنــي‪».‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بالرجــوع إلــى مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أن طلبــات العــارض وردت عامــة ومطلقــة‪ ،‬وغيــر‬
‫متطابقــة مــن حيــث المضمــون والشــروط الشــكلية مــع تعريــف المعلومــة الــوارد بالفصــل ‪ 3‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة كمــا أنّهــا لــم تتضمــن التنصيصــات الوجوبيــة التــي اقتضاهــا الفصــل ‪ 10‬مــن ذات القانــون‪،‬‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه رفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬ ‫أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪313‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ً ورفضها أصال‪ .‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 7‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫وريــم العبيــدي ومنــى الدهــان وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫براجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 2033‬بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪314‬‬
‫القرار عدد ‪ 1975‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي ‪:2021‬‬

‫خ‪.‬ح‪ /‬بلدية الصمعة في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫النمــوذج‪ ،‬مطلــب نفــاذ علــى ورق عــادي‪ ،‬تنصيصــات وجوبيــة‪ ،‬تحديــد المعلومــة‬‫ •مطلــب نفــاذ طبــق أ‬
‫المطلوبــة بــكل دقــة‪ ،‬التوضيحــات الالزمــة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن مطلــب ال ّنفــاذ قــد اســتوفى جميــع التنصيصــات الوجوبيــة المنصــوص عليهــا‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة ّ‬
‫أ‬
‫بالفصــل المذكــور أعــاه المــر الــذي يتعيــن معــه قبولــه مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكل ّية‪،‬‬ ‫أ‬


‫وممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫المــر الــذي يتع ّيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 20‬أكتوبــر ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة الصمعــة قصــد الحصــول‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2446‬‬
‫أ‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن ق ـرار المصادقــة علــى التقســيم المــؤرخ فــي ‪ 28‬جــوان ‪ 2002‬والمتعلــق بقطعــة الرض عــدد ‪1265‬‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬الشــيء الــذي‬‫موضــوع الرســم العقــاري عــدد ‪ ،545046‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم مــرور أ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة ورقيــة مــن الوثيقــة المطلوبــة‬
‫دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد إل ـزام الجهــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى‬ ‫بالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫إ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬بتاريــخ ‪ 17‬نوفمبــر ‪ 2020‬والــذي أفــاد فيــه‬
‫ـأن مطلــب العارضــة ورد علــى ورق عــادي بتاريــخ ‪ 18‬ســبتمبر ‪ 2020‬وال يتضمــن كافــة المعلومــات‬ ‫رئيــس بلديــة الصمعــة بـ ّ‬
‫أ‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 10‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالنفــاذ‬
‫النمــوذج الموضــوع علــى ذمــة العمــوم بالهيــكل‬ ‫إلــى المعلومة‪.‬مضيفــا أنــه تمــت إجابتهــا عــن طريــق مراســلة عاديــة باعتمــاد أ‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫المعنــي أو بموقــع الــواب المعــد للغــرض لتــدارك النقائــص الموجــودة بالمطلــب الكتابــي الــذي تقدمــت بــه باعتبــار ّ‬
‫النمــوذج يســتوفي كل المعطيــات المطلوبــة ضمــن الفصــل ‪ 10‬المذكــور آنفــا ولــم تســلمها البلديــة أي ق ـرار فــي الغــرض‪.‬‬ ‫أ‬
‫ـأن النســخة المقدمــة‬ ‫أ‬
‫يصحــح المطلــب الول اعتبــارا أنّــه لــم يــرد علــى مصالــح البلديــة وبـ ّ‬
‫وبأنّــه ال وجــود لمكتــوب ثــان ّ‬
‫بالملــف ال تحمــل ختــم مكتــب الضبــط‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪315‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى تقريــر العارضــة الــوارد علــى الهيئــة بتاريــخ ‪ 31‬مــارس ‪ ،2021‬والــذي جـ ّـددت فيــه طلبهــا فــي‬
‫الحصــول علــى الوثيقــة المذكــورة اعتبــارا أنّهــا ضروريــة الســتكمال ملفهــا الخــاص بإقتنــاء أرض وبنــاء مســكن‪.‬‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ـأن مطلــب العارضــة ورد علــى ورق عــادي وال يتضمن كافــة المعلومــات المنصوص‬ ‫المدعــى عليهــا بـ ّ‬
‫حيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالنفاذ إلــى المعلومة‪.‬‬ ‫عليهــا بالفصــل ‪ 10‬مــن القانــون أ‬

‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 10‬مــن القانــون قانــون أساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬مــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬
‫يتضمــن مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة االســم واللقــب والعنــوان‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة الــذي ينــص علــى أنّــه «يجــب أن ّ‬
‫بالضافــة إلــى التوضيحــات الالزمــة‬
‫بالنســبة للشــخص الطبيعــي‪ ،‬والتســمية االجتماعيــة والمقــر بالنســبة للشــخص المعنــوي‪ ،‬إ‬
‫بالنســبة للمعلومــة المطلوبــة والهيــكل المعنــي‪».‬‬

‫أن مطلــب ال ّنفــاذ قــد اســتوفى جميــع التنصيصــات الوجوبيــة المنصــوص عليهــا بالفصــل المذكــور‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة ّ‬
‫أعــاه أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه قبولــه مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫الجــل القانونــي وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫وحيــث قدمــت الدعــوى فــي أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديــة الصمعــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن قـرار المصادقــة علــى‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫أ‬
‫التقســيم المــؤرخ فــي ‪ 28‬جــوان ‪ 2002‬والمتعلــق بقطعــة الرض عــدد ‪ 1265‬موضــوع الرســم العقــاري عــدد ‪ ،545046‬وذلــك‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـأن مطلــب العارضــة ورد علــى ورق عــادي بتاريــخ ‪ 18‬ســبتمبر ‪ 2020‬وال يتضمــن‬ ‫المدعــى عليهــا بـ ّ‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫كافــة المعلومــات المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 10‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬
‫النمــوذج الموضــوع علــى ذمــة‬ ‫والمتعلــق بالنفــاذ إلــى المعلومة‪.‬مضيفــا أنــه تمــت إجابتهــا عــن طريــق مراســلة عاديــة باعتمــاد أ‬
‫ّ‬
‫العمــوم بالهيــكل المعنــي أو بموقــع الــواب المعــد للغــرض لتــدارك النقائــص الموجــودة بالمطلــب الكتابــي الــذي تقدمــت‬
‫النمــوذج يســتوفي كل المعطيــات المطلوبــة ضمــن الفصــل ‪ 10‬المذكــور آنفــا ولــم تســلمها البلديــة أي ق ـرار‬ ‫بــه باعتبــار أن أ‬
‫ّ‬
‫ـأن النســخة‬ ‫أ‬
‫يصحــح المطلــب الول اعتبــارا أنّــه لــم يــرد علــى مصالــح البلديــة وبـ ّ‬
‫فــي الغــرض‪ .‬وبأنّــه ال وجــود لمكتــوب ثــان ّ‬
‫المقدمــة بالملــف ال تحمــل ختــم مكتــب الضبــط‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪316‬‬
‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫للجـراءات‬
‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومة‪.‬‬ ‫أ‬
‫والشــروط القانــون الساســي عــــ‪22‬دد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬‫ـث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المع ّنــي ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫أ‬
‫إال ّ إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى إلحــاق ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫أن طلــب المدعيــة الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن نســخة ورقيــة مــن ق ـرار المصادقــة علــى‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة ّ‬
‫أ‬
‫التقســيم المــؤرخ فــي ‪ 28‬جــوان ‪ 2002‬والمتعلــق بقطعــة الرض عــدد ‪ 1265‬موضــوع الرســم العقــاري عــدد ‪ ،545046‬ال‬
‫أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬ ‫ينــدرج ضمــن ّ‬
‫ـإن اطالعهــا علــى هــذه الوثائــق إنّمــا يســاهم بصفــة مباشــرة وصريحــة فــي تحقيــق أهــداف القانــون‬ ‫بــل علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بــإدارة المرفــق العــام البلــدي‪.‬‬

‫الستجابة لطلب العارضة والتصريح بقبول الدعوى أصال‪.‬‬


‫تقدم‪ ،‬إ‬
‫وحيث يتجه‪ ،‬تأسيسا على جميع ما ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس بلديــة الصمعــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن قـرار‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الرســم العقــاري عــدد ‪ 545046‬المــؤرخ فــي ‪ 28‬جــوان‬ ‫أ‬
‫المصادقــة علــى التقســيم الخــاص بقطعــة الرض عــدد ‪ 1265‬موضــوع ّ‬
‫‪.2002‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 01‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويّــة السـ ّـيدات ّ‬
‫وخالــد الســامي وريــم العبيــدي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 3219‬بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪ 2021‬والقرار عدد‪ 3975‬بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪317‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:11‬‬
‫ال يلــزم طالــب النفــاذ بذكــر أ‬
‫الســباب أو المصلحــة مــن الحصــول علــى المعلومة‬
‫ضمــن مطلــب النفاذ‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1937‬بتاريخ ‪ 8‬أفريل ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ت‪ /‬الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة االجتماعية‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طالب النفاذ‪ ،‬صفة القيام‪ ،‬الغاية من مطلب النفاذ‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيث نص الفصل ‪ 11‬من نفس القانون أنّه «ال يلزم طالب النفاذ بذكر أ‬
‫السباب أو‬

‫المصلحة من الحصول على المعلومة ضمن مطلب النفاذ»‪.‬‬

‫الصفــة والمصلحــة فــي جانــب‬ ‫المدعــى عليهــا مــن انعــدام شــرطي ّ‬ ‫تمســكت بــه الجهــة ّ‬‫وحيــث خالفــا لمــا ّ‬
‫أ‬
‫المدعــي عنــد طلبــه لملــف التســوية المهنيــة الخــاص بــه وتطبيقــا لحــكام الفصــل ‪ 11‬المذكــور أعــاه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة ال يتو ّقــف علــى شــرط تو ّفــر المصلحــة فــي طالبــه وإنّمــا هــو‬
‫ـإن ممارســة حـ ّ‬
‫فـ ّ‬
‫أ‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمارســه دون قيــد أو شــرط مــن هــذه الناحيــة تطبيقــا لحــكام‬ ‫ـق لـ ّ‬
‫حـ ّ‬
‫الفصــل ‪ 11‬المذكــور‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 13‬مــارس ‪2019‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1937‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه تقـ َّـدم فــي ‪ 14‬فيفــري ‪ 2020‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الصنــدوق الوطنــي‬
‫للتقاعــد والحيطــة االجتماعيــة قصــد الحصــول علــى نســخة مــن كشــف التســوية الخــاص بــه والــذي يشــمل فتــرة إيقافــه عــن‬
‫أن هاتــه التســوية تمــت فــي اطــار العفــو‬ ‫العمــل مــن ‪ 11/10/1991‬إلــى ‪ ،28/2/2007‬وقــد تل ّقــى جوابــا مــن الصنــدوق مفــاده ّ‬
‫التشــريعي العــام الــذي تكفلــت فيــه الدولــة بدفــع كامــل مبلــغ المســاهمات المســتوجبة بعنــوان فتـرات انقطاعــه عــن العمل‪،‬‬
‫كمــا تــم صــرف كامــل مبلــغ المخلفــات الماليــة الناتجــة عــن ذلــك‪ ،‬لــذا يتعــذّ ر علــى الصنــدوق مـ ّـده بكشــف المســاهمات‬
‫المحمولــة علــى ميزانيــة الدولــة وذلــك النتفــاء الصفــة‪ ،‬وهــو مــا دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا مــن الصنــدوق الوطنــي‬
‫للتقاعــد والحيطــة االجتماعيــة تمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك علــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة طبقــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬ ‫ألحــكام القانــون أ‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للتقاعــد والحيطــة االجتماعيــة‬
‫المدعــي والمتمثلــة فــي أنّــه يتعــذّ ر علــى الصنــدوق مـ ّـد ّ‬
‫المدعــي‬ ‫تضمــن نفــس االجابــة التــي أرســلها الصنــدوق الــى ّ‬‫والــذي ّ‬
‫بكشــف المســاهمات المحمولــة علــى ميزانيــة الدولــة وذلــك النتفــاء الصفــة‪.‬‬

‫تمسك فيه بطلباته‪.‬‬


‫المدعي الذي ّ‬
‫وبعد االطالع على ر ّد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪319‬‬
‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات ّ‬
‫الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬
‫ وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحـ ّـق‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إل ـزام الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للتقاعــد والحيطــة االجتماعيــة بتمكيــن‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫المدعــي مــن نســخة مــن كشــف التســوية الخــاص به والذي يشــمل فتــرة إيقافه عــن العمــل مــن ‪ 11/10/1991‬إلــى ‪.28/2/2007‬‬
‫ّ‬
‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫الدولة تضمن ّ‬
‫أن ّ‬‫الدستور ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من ّ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًّقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي ّ‬
‫العموميــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫بال ّتصـ ّـرف فــي المرافــق ّ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ الــى‬
‫أ‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‬ ‫المعلومــة ّإل إذا كان ذلــك يــؤ ّدي الــى إلحــاق ضــرر بالمــن العــام أو ّ‬
‫بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫ّ‬ ‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫ وحيــث نــص الفصــل ‪ 11‬مــن نفــس القانــون أنــه «ال يلــزم طالــب النفــاذ بذكــر أ‬
‫الســباب أو المصلحــة مــن الحصــول‬ ‫ّ‬
‫علــى المعلومــة ضمــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫المدعــي‬
‫الصفــة والمصلحــة فــي جانــب ّ‬ ‫المدعــى عليهــا مــن انعــدام شــرطي ّ‬ ‫تمســكت بــه الجهــة ّ‬ ‫وحيــث خالفــا لمــا ّ‬
‫ـإن ممارســة حـ ّـق النفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫عنــد طلبــه لملــف التســوية المهنيــة الخــاص بــه وتطبيقــا لحــكام الفصــل ‪ 11‬المذكــور أعــاه‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمارســه دون‬ ‫المعلومــة ال يتو ّقــف علــى شــرط تو ّفــر المصلحــة فــي طالبــه وإنّمــا هــو حـ ّـق لـ ّ‬
‫قيــد أو شــرط مــن هــذه الناحيــة تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 11‬المذكــور‪.‬‬

‫أن ملــف تســوية وضعيــات المتمتعيــن بالعفــو التشــريعي العــام مــن المجــاالت الحساســة التصالهــا بمعالجــة‬ ‫وحيــث ّ‬
‫وخاصــة الحــق فــي العمــل ومــا‬
‫وضعيــات اجتماعيــة والتعويــض لهــا عــن انتهــاكات طالــت جملــة مــن الحقــوق المتعلقــة بهــا ّ‬
‫يتو ّلــد عنــه مــن حقــوق أخــرى كالحــق فــي الترقيــات المهنيــة والحــق فــي التغطيــة االجتماعية‪...‬بمــا يجعــل الحــق فــي النفــاذ‬
‫إلــى المعلومــات المتعلقــة بكيفيــة التســوية شــرطا للدفــاع عــن باقــي الحقــوق وحمايتهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪320‬‬
‫الراميــة الــى‬
‫المدعــي علــى المعلومــات المطلوبــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون ّ‬ ‫أن حصــول ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بمراقبــة تطبيــق برنامــج التســوية الــذي أقرتــه الدولــة للمتمتعيــن بالعفــو‬
‫التشــريعي العــام وحســن ســير المرفــق العــام الراجــع بالنظــر للصنــدوق الوطنــي للتقاعــد والحيطــة االجتماعيــة ودعــم ثقــة‬
‫العمــوم فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫المدعــي فــي هــذا الخصــوص وإلـزام الرئيــس المديــر‬


‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب ّ‬
‫العــام للصنــدوق الوطنــي للتقاعــد والحيطــة االجتماعيــة بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للصندوق الوطنــي للتقاعــد والحيطــة االجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن كشــف التســوية الخــاص بــه والمتعلقــة بفت ـرات إيقافــه عــن العمــل عــن المــدة‬
‫المتراوحــة مــن ‪ 11/10/1991‬إلــى ‪.28/2/2007‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 8‬أفريــل ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الد ّهــان وهاجــر ال ّطرابلســي وخالــد الســامي‬
‫الســيد عدنــان االســود وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪321‬‬
‫القرار عدد ‪ 2228‬بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪2021‬‬

‫ع‪.‬م‪ /‬رئيس بلديّة توزر‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طالب النفاذ‪ ،‬الغاية من مطلب النفاذ‪،‬المصلحة من مطلب النفاذ‪ ،‬صفة القيام‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى عليهــا فــإن طالــب النفــاذ غير ملــزم تطبيقــا ألحــكام الفصل‬
‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بذكــر الســباب أو المصلحــة مــن‬‫‪ 11‬مــن القانــون أ‬
‫الحصــول علــى المعلومــة ضمــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه‪ ،‬بتاريــخ ‪ 17‬أوت ‪،2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2228‬وا ّلتــي تفيــد بأنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديّــة تــوزر قصــد الحصــول‬
‫ورقيــة مــن محاضــر إســناد المقاســم الســكنية بالبلديــة منــذ ســنة ‪ 2005‬والمعاييــر المعتمــدة فــي ذلــك‪ ،‬إال ّ‬ ‫علــى نســخة ّ‬
‫بالدعــوى الماثلــة قصــد إل ـزام رئيــس البلديّــة بتمكينــه مــن الوثائــق‬ ‫أ‬
‫أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤسســا دعــواه علــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بأحــكام القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫المطلوبــة‪ّ ،‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫المـ ّ‬
‫تضمــن بالخصوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس بلدية تــوزر بتاريــخ ‪ 26‬أكتوبــر ‪ 2020‬والــذي ّ‬
‫ـص العديــد مــن المواطنيــن وتضـ ّـم العديــد مــن المعطيــات الشــخصية الواجــب حمايتهــا بمــا فــي‬ ‫الســناد تخـ ّ‬
‫بــأن محاضــر إ‬
‫ذلــك المعطيــات المتعلقــة بالتفويتــات فــي المقاســم الصناعيــة إلنجــاز مشــاريع اقتصاديــة‪ ،‬وأنــه كان بإمــكان العــارض طلــب‬
‫معلومــات تخــص شــخصه فقــط إذا مــا كانــت لــه مصلحــة فــي ذلــك‪ ،‬كمــا أضــاف بأنّــه فيمــا يتعلــق بالمعاييــر المعتمــدة فــي‬
‫الراضــي الســكنية‬ ‫الولويــة فــي إســناد أ‬
‫إســناد المقاســم الســكنية فــإن المجلــس البلــدي إعتمــد مؤخـرا منظومــة رقميــة تحــدد أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصحيــة وذوي‬ ‫أ‬
‫ـن والحالــة العائليــة وعــدد البنــاء فــي الكفالــة والحالــة االجتماعيــة والحالــة ّ‬
‫تقــوم علــى عـ ّـدة عناصــر منهــا السـ ّ‬
‫المتحصــل عليهــا وفــي حالــة التســاوي يتـ ّـم‬
‫ّ‬ ‫االحتياجــات الخصوصيــة والســكن كمــا أنّــه يقــع ترتيــب المطالــب حســب النقــاط‬
‫ـن‪ّ .‬أمــا فيمــا يتعلــق بالتفويتــات التــي حصلــت قبــل تركيــز هــذه المنظومــة فقــد ّتمــت بنــاء علــى اعتمــاد‬‫الترتيــب حســب السـ ّ‬
‫مقاييــس مختلفــة حســب الوضعيــات ّإمــا التســوية فــي إطــار تعويــض مقســم بمقســم آخــر بنــاء علــى اســناد بمحاضــر‬
‫الرض موضــوع التفويــت أوالتســوية بصفــة اســتثنائية فــي إطــار الحــوز‬ ‫جلســات ســابقة وشــريطة تقديــم وصــل خــاص قيمــة أ‬
‫والتصــرف بنــاء علــى مداولــة المجلــس البلــدي فــي دورتــه الرابعــة لســنة ‪ 2019‬بتقاســيم حلبــة صحـراوي والحدائــق‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة الموجهــة مــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة تــوزر بتاريــخ‬
‫‪ 23‬نوفمبــر ‪2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪322‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫أ‬
‫ـكلية المــر ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن‬ ‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ورقيــة مــن محاضــر إســناد المقاســم‬


‫الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديّــة تــوزر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ّ‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫الســكنية بالبلديــة منــذ ســنة ‪ 2005‬والمعاييــر المعتمــدة فــي ذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـص العديــد مــن المواطنيــن وتضـ ّـم‬ ‫الســناد تخـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بــأن محاضــر إ‬
‫وحيــث جوابــا علــى ذلــك‪ ،‬أفــادت الجهــة ّ‬
‫العديــد مــن المعطيــات الشــخصية الواجــب حمايتهــا بمــا فــي ذلــك المعطيــات المتعلقــة بالتفويتــات فــي المقاســم الصناعيــة‬
‫إلنجــاز مشــاريع اقتصاديــة‪ّ ،‬أمــا فيمــا يتعلــق بالمعاييــر المعتمــدة فــي إســناد المقاســم الســكنية فــإن المجلــس البلــدي اعتمــد‬
‫الولويــة فــي إســناد أ‬
‫الراضــي الســكنية تقــوم علــى عـ ّـدة عناصــر منهــا الســن والحالــة العائليــة‬ ‫مؤخـرا منظومــة رقميــة تحــدد أ‬
‫ّ‬
‫البنــاء فــي الكفالــة والحالــة االجتماعيــة والحالــة الصحيــة وذوي االحتياجــات الخصوصيــة والســكن كمــا أنــه يقــع ترتيــب‬‫وعــدد أ‬
‫ـن‪ّ .‬أمــا بخصــوص التفويتــات التــي‬ ‫المتحصــل عليهــا وفــي حالــة التســاوي يتـ ّـم الترتيــب حســب السـ ّ‬
‫ّ‬ ‫المطالــب حســب النقــاط‬
‫حصلــت قبــل تركيــز هــذه المنظومــة فقــد ّتمــت بنــاء علــى اعتمــاد مقاييــس مختلفــة حســب الوضعيــات ّإمــا عــن طريــق‬
‫التســوية فــي إطــار تعويــض مقســم بمقســم آخــر بنــاء علــى اســناد بمحاضــر جلســات ســابقة وشــريطة تقديــم وصــل خــاص‬
‫الرض موضــوع التفويــت أوالتســوية بصفــة اســتثنائية فــي إطــار الحــوز والتصــرف بنــاء علــى مداولــة المجلــس البلــدي‬ ‫قيمــة أ‬
‫فــي دورتــه الرابعــة لســنة ‪ 2019‬بتقاســيم حلبــة صحـراوي والحدائــق‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫أقرت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أقرتــه‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا لمــا ّ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وذلــك بغايــة تكريــس عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا ترســيخ مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق‬
‫العامــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت فــي الدعاوى‬
‫المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪39‬‬
‫مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬
‫لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪323‬‬
‫ـالدالء بنســخة ورقيــة مــن محاضــر‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مطالبــة رئيــس بلديــة تــوزر بـ إ‬
‫أن‬
‫الســناد موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك حتــى يتسـ ّنى لهــا تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المعنيــة مــن عدمــه‪ ،‬غيــر ّ‬‫إ‬
‫الجهــة المعنيــة امتنعــت عــن ذلــك‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا فــإن طالــب النفــاذ غيــر ملــزم تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 11‬مــن‬
‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بذكــر الســباب أو المصلحــة مــن الحصــول علــى المعلومــة‬ ‫القانــون أ‬
‫ضمــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال ّ إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن المعلومــات المطلوبــة مــن قبــل العــارض ال تنــدرج ضمــن‬
‫هــذه االســتثناءات‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصولــه علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬ينــدرج ضمــن تكريــس مبــدأي‬
‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بإســناد المقاســم الســكنية ويســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة مــدى احت ـرام‬
‫الشـ ّ‬
‫أ‬
‫الســلط المحليــة للقوانيــن والتراتيــب الجــاري بهــا العمــل‪ ،‬كمــا يســمح بدعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام‬
‫هــذا القانــون‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المذكــور أعــاه أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء‬
‫منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال ّ بعــد حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى‬
‫كان ذلــك ممكنــا»‪.‬‬

‫وحيــث لئــن تضمنــت الوثائــق المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية والمتمثلــة فــي صــورة الحــال فــي أرقــام بطاقــات‬
‫تعريــف المســتفيدين مــن محاضــر االســناد وتواريــخ ميالدهــم‪ ،‬فــإن ذلــك ال يحــول دون تمكيــن العــارض مــن الحصــول علــى‬
‫نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة طالمــا أقـ ّـر الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون إمكانيــة حجــب المعطيــات الشــخصية دون المســاس‬
‫وأن مطلــب العــارض لــم يتع ّلــق بالنفــاذ إلــى المعطيــات الشــخصية لصاحبــة‬
‫ببقيــة المعلومــات المـراد النفــاذ إليهــا خاصــة ّ‬
‫رخصــة البنــاء‪.‬‬

‫المدعــي فــي هــذا الخصــوص والتصريــح بقبــول‬


‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب ّ‬
‫الدعــوى‪.‬‬
‫ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫ورقيــة مــن محاضــر‬ ‫أوال‪ :‬قبــول ّ‬
‫الدعــوى شــكال وفــي الصــل بإلـزام رئيــس بلديّــة تــوزر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ّ‬ ‫ّ‬
‫إســناد المقاســم الســكنية بالبلديــة منــذ ســنة ‪ 2005‬والمعاييــر المعتمــدة فــي ذلــك مــع حجــب المعطيــات الشــخصية‬
‫المضمنــة بالمحاضــر المذكــورة والمتعلقــة بأرقــام بطاقــات التعريــف الوطنيــة للمســتفيدين وتواريــخ ميالدهــم‪.‬‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪324‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 11‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة‬‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الخماســي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪325‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:12‬‬
‫عنــد إعــداد المطلــب‪ ،‬يجــب تحديــد كيفيــة النفــاذ إلــى المعلومــة وفــق الصيــغ‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫ •االطــاع علــى المعلومــة علــى عيــن المــكان‪ ،‬مــا لــم يكــن فــي ذلــك إض ـرار‬
‫بهــا‪،‬‬
‫ •الحصول على نسخة ورقية من المعلومة‬
‫المكان‬
‫ •الحصول على نسخة إلكترونية من المعلومة‪ ،‬عند إ‬
‫ • الحصول على مقتطفات من المعلومة‬
‫يتع ّين على الهيكل المعني توفير المعلومة في الصيغة المطلوبة‪.‬‬
‫وفــي صــورة عــدم تو ّفرهــا فــي الصيغــة المطلوبــة‪ ،‬يتع ّيــن علــى الهيــكل المعنــي‬
‫توفيــر المعلومــة فــي الصيغــة المتاحــة‪.‬‬

‫الفصل ‪:13‬‬
‫يتضمــن مطلــب النفــاذ البيانــات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 10‬و‪12‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا لــم‬
‫مــن هــذا القانــون‪ ،‬يتولــى المك ّلــف بال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إبــاغ طالــب النفــاذ‬
‫ـأي وســيلة تتــرك أث ـرا كتابيــا فــي أجــل ال يتجــاوز خمســة عشــر يومــا (‪ )15‬مــن‬ ‫بـ ّ‬
‫توصلــه بالمطلــب‪.‬‬
‫تاريــخ ّ‬
‫القرار عدد ‪ 2083‬بتاريخ ‪ 26‬فيفري ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ت ‪ /‬رئيس بلدية المظيلة‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تحديد صيغة النفاذ إلى المعلومة‪ ،‬توفير المعلومة في الصيغة المطلوبة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــي عليهــا بخصــوص ترشــيد المــال العــام وحســن التصــرف فيــه‬‫أن مــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬‫وحيــث ّ‬
‫المكانيــات الضعيفــة للبلديــة ال يحــول دون‬ ‫أ‬
‫وتجنبــا الســتنزاف الوراق البيضــاء وحبــر الطباعــة ومراعــاة إ‬
‫وجــوب تنفيــذ اللتزاماتهــا بتوفيــر الوثائــق المطلوبــة فــي الصيغــة الطلوبــة طبقــا لمقتضيــات أحــكام‬
‫الفصــل ‪.12‬‬

‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة‬


‫ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 01‬جويليــة ‪2020‬‬
‫أن المدعــي تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 26‬مــاي ‪ 2020‬إلــى بلديــة المظيلــة‬‫والمتضمنــة ّ‬
‫ّ‬ ‫تحــت عــدد ‪2083‬‬
‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن المعلومــات التاليــة‪:‬‬

‫–الوضعية الحالية للعقارات البلدية من محالت تجارية وسكنية ومهنية وفضاءات عامة وغيرها‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –جرد محين لجميع ممتلكات البلدية من معدات وتجهيزات مختلفة‪،‬‬
‫ –توقيــف ميزانيــة ‪( 2019‬المداخيــل والمصاريــف) النهائيــة‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫الجــال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلــزام الجهــة المدعــي عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق‬ ‫القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫المطلوبــة مؤسســا دعــواه علــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا ألحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى ال ّتقريــر المدلــى بــه مــن قبل الجهــة المدعي عليهــا بتاريــخ ‪ 24‬جويليــة ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصوص‬
‫أنــه تمــت موافــاة العــارض بالوثائــق المطلوبــة وأمضــى علــى تســلمها علــى أن يقــع مــده بباقــي الوثائــق حــال الحصــول عليهــا‬
‫مــن الجهــات ذات الصلــة‪ ،‬مضيفــا أنّــه نظـرا لتكـرار طلباتــه واســتمرارها وحفاظــا علــى ترشــيد المــال العــام وحســن التصــرف‬
‫الوراق البيضــاء وحبــر الطباعــة ومراعــاة المكانيــات الضعيفــة للبلديــة فــإن المعنــي أ‬
‫بالمــر يمكنــه‬ ‫فيــه وتجنبــا الســتنزاف أ‬
‫إ‬
‫االطــاع علــى جميــع الوثائــق المطلوبــة علــى عيــن المــكان وتجنيــب البلديــة مصاريــف هــي فــي غنــى عنهــا‪.‬‬

‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات ال ّتحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪327‬‬
‫ وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق‬ ‫إ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام بلديــة المظيلــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫المعلومــات التالية‪:‬‬

‫–الوضعية الحالية للعقارات البلدية من محالت تجارية وسكنية ومهنية وفضاءات عامة وغيرها‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –جرد محين لجميع ممتلكات البلدية من معدات وتجهيزات مختلفة‪،‬‬

‫ –توقيــف ميزانيــة ‪( 2019‬المداخيــل والمصاريــف) النهائيــة‪ ،‬وذلــك اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــي عليهــا أنّــه ّتمــت موافــاة العــارض بالوثائــق المطلوبــة وأمضــى علــى تســلمها علــى أن يقــع‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫مــده بباقــي الوثائــق حــال الحصــول عليهــا مــن الجهــات ذات الصلــة‪ .‬مضيفــة أنــه نظـرا لتكـرار طلباتــه واســتمرارها وحفاظــا‬
‫المكانيــات‬ ‫أ‬
‫علــى ترشــيد المــال العــام وحســن التصــرف فيــه وتجنبــا الســتنزاف الوراق البيضــاء وحبــر الطباعــة ومراعــاة إ‬
‫بالمــر يمكنــه االطــاع علــى جميــع الوثائــق المطلوبــة علــى عيــن المــكان وتجنيــب البلديــة‬ ‫الضعيفــة للبلديــة فــإن المعنــي أ‬
‫مصاريــف هــي فــي غنــى عنهــا‪.‬‬

‫وحيــث أفــاد العــارض أنــه لــم يقــع تمكينــه مــن المطلــوب أو مــن جــزء منــه ولكــن هنــاك تعهــد مــن رئيــس البلديــة‬
‫بتمكينــه مــن الحصــول علــى جميــع المعطيــات والمعلومــات علــى أن يتـ ّـم ذلــك باتصالــه مباشــرة بالمصالــح البلديــة أي علــى‬
‫عيــن المــكان‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بال ّتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪12‬مــن القانــون المذكــور‪« :‬عنــد إعــداد المطلــب‪ ،‬يجــب تحديــد كيفيــة النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وفــق الصيــغ التاليــة‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪328‬‬
‫– إ‬
‫الطالع على المعلومة على عين المكان‪ ،‬ما لم يكن في ذلك إضرار بها‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –الحصول على نسخة ورقية من المعلومة‪،‬‬

‫ –الحصول على نسخة الكترونية من المعلومة‪ ،‬عند إ‬


‫المكان‪،‬‬

‫ –الحصول علة مقتطفات من المعلومة‪.‬‬

‫يتعين على الهيكل المعني توفير المعلومة في الصيغة المطلوبة‪.‬‬

‫وفي صورة عدم توفرها في الصيغة المطلوبة‪ ،‬يتعين على الهيكل المعني توفير المعلومة في الصيغة المتاحة‪».‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ الــى المعلومة‬
‫اال إذا كان ذلــك يــؤدي الــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫ّ‬
‫وملكيتــه الفكريّــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـخصية‬
‫الشـ ّ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه ّ‬
‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫الضــرر مــن ال ّنفــاذ‬


‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ الــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر ّ‬
‫العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة ّ‬ ‫علــى أن يكــون ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى ال ّتناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬

‫المدعــي عليهــا بخصــوص ترشــيد المــال العــام وحســن التصــرف فيــه وتجنبــا الســتنزاف‬ ‫أن مــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫المكانيــات الضعيفــة للبلديــة ال يحــول دون وجــوب تنفيــذ اللتزاماتهــا بتوفيــر الوثائــق‬ ‫أ‬
‫الوراق البيضــاء وحبــر الطباعــة ومراعــاة إ‬
‫المطلوبــة فــي الصيغــة الطلوبــة طبقــا لمقتضيــات أحــكام الفصــل ‪.12‬‬

‫الجــدر وفــي صــورة تك ـرار مطالــب النفــاذ حــول نفــس الموضــوع وهــي صــورة الحــال فــي القضيــة‬ ‫وحيــث كان مــن أ‬
‫الماثلــة‪ ،‬أن تقــوم الجهــة المدعــي عليهــا بنشــر هــذه المعلومــات علــى موقــع الــواب الخــاص بهــا عمــا بمقتضيــات الفصــل‬
‫‪ 8‬مــن القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق بالنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث أن حصــول العــارض علــى المعطيــات والوثائــق المطلوبــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر‬
‫أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫المدعــي علــى هــذه المعطيــات والوثائــق إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف‬
‫ـإن حصــول ّ‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي‬
‫المذكورومنهــا هيــاكل الســلطة المح ّليــة‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه االســتجابة إلــى طلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة مــن المعطيــات والوثائــق‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪329‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس بلديــة المظيلــة بتمكيــن العــارض مــن نســخ ورقية مــن المعطيات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫التالية‪:‬‬

‫–الوضعية الحالية للعقارات البلدية من محالت تجارية وسكنية ومهنية وفضاءات عامة‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –جرد محين لجميع الممتلكات المنقولة للبلدية من معدات وتجهيزات مختلفة‪،‬‬

‫ –توقيف ميزانية ‪( 2019‬المداخيل والمصاريف) النهائية‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار للطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 26‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســيد عدنــان االســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وخالــد الســامي ورفيــق‬
‫بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪330‬‬
‫القرار عدد ‪ 2106‬بتاريخ ‪ 8‬جويلية ‪2021‬‬

‫أ‪.‬ب‪.‬ح‪ /‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في شخص ممثلها القانوني‬


‫و رئيس جامعة تونس المنار‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة‪ ،‬توفير المعلومة في صيغة مطلوبة‪ ،‬نسخة ورقية‪ ،‬نسخة قانونية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن العارضــة ترمــي مــن خــال قيامهــا بالدعــوى الــى‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف ّ‬
‫الحصــول علــى أصــل قـرار تســميتها وليــس نســخة ورقيــة منــه‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بحــق النفــاذ إلــى‬ ‫وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 12‬مــن القانــون أ‬
‫أن الهيــكل المعنــي يســلم نســخا ورقيــة فحســب مــن الوثائــق المطلــوب النفــاذ إليهــا طبقــا‬
‫المعلومــة ّ‬
‫أي حالــة مــن الحــاالت‪.‬‬ ‫أ‬
‫لحــكام القانــون المذكــور ولــم يفــرض عليــه تســليم نســخا أصليــة منهــا فــي ّ‬
‫أن وزيــرة التعليــم العالــي مكّ نــت العارضــة مــن نســخة ورقية‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫مــن الوثيقــة المطلوبــة إال ّ أنّهــا لــم تكتــف بهــا وطلبــت الحصــول علــى أصــل الوثيقــة‪ ،‬ال‪/‬مــر الــذي ي ّتجــه‬
‫معــه الحكــم بانعــدام مــا يســتوجب النظــر‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 7‬جويليــة ‪2021‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2106‬وا ّلتــي تفيــد أنّهــا تق َّدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــرة التعليــم العالــي والبحــث‬
‫الجــل‬‫العلمــي قصــد الحصــول علــى ق ـرار إســنادها صفــة أســتاذ متميــز‪ ،‬غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم مــرور أ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثيقــة المطلوبــة‪،‬‬ ‫أ‬
‫القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫مســتندة فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــرة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي بتاريــخ ‪ 11‬ســبتمبر‪2021‬‬
‫متميــز‪ ،‬مدليــة بنســخة مــن‬
‫المدعيــة بنســخة ورقيــة مــن قـرار إســنادها صفــة أســتاذ ّ‬
‫المتضمــن بالخصــوص أنّــه تمــت موافــاة ّ‬
‫االلكترونيــة التــي تـ ّـم توجيههــا للعارضــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المراســلة‬

‫والمتضمن‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة بتاريــخ ‪ 20‬جويليــة ‪ 2020‬و‪ 22‬ســبتمبر ‪2020‬‬ ‫وبعــد االطــاع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا مــن قبــل ّ‬
‫أن وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي ســ ّلمتها نســخة مــن قــرار تســميتها فــي صفــة أســتاذ ّ‬
‫متميــز فــي‬ ‫بالخصــوص ّ‬
‫أن النســخة‬ ‫أ‬
‫صليــة مــن هــذا القـرار‪ ،‬كمــا تـ ّـم إعالمهــا ّ‬
‫التعليــم العالــي وذلــك خالفــا لمــا طالبــت بــه وهــو تســليمها النســخة ال ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪331‬‬
‫الصليــة تـ ّـم إرســالها إليهــا عــن طريــق رئاســة جامعــة تونــس المنــار التــي ترجــع لهــا بالنظــر‪ .‬وأضافــت أنّهــا تنقلــت إلــى رئاســة‬ ‫أ‬
‫أي وثيقــة بخصــوص العارضــة‪ ،‬وفــي‬ ‫أ‬
‫الجامعــة فــي مناســبتين وكانــت إجابتهــا فــي المـ ّـرة الولــى بأنّــه لــم يصلهــا مــن الــوزارة ّ‬
‫أن رئاســة الجامعــة أعــادت القـرار المطلــوب إلــى الــوزارة‪.‬‬ ‫المـ ّـرة الثانيــة تـ ّـم إعالمهــا ّ‬

‫بــالدالء بملحوظاتــه‬
‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد ادخــال رئيــس جامعــة تونــس المنــار فــي القضيــة ومطالبتــه إ‬
‫بخصوصهــا‪.‬‬

‫والمتضمــن‬
‫ّ‬ ‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس جامعــة تونــس المنــار بتاريــخ ‪ 2‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫بالخصــوص أّ ّن مصالــح الجامعــة ال تمتلــك بحوزتهــا أصــل ق ـرار إســناد العارضــة صفــة أســتاذ ّ‬
‫متميــز أو نســخة منــه‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزارة التعليــم العالــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة مــن الحصــول‬
‫متميــز وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون‬
‫علــى ق ـرار إســنادها صفــة أســتاذ ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق ر ّدهــا علــى الدعــوى‪ ،‬بأنّــه ّتمــت موافــاة العارضــة بنســخة ورقيــة مــن‬
‫وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫متميــز‪.‬‬
‫قـرار إســنادها صفــة أســتاذ ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫أن العارضــة ترمــي مــن خــال قيامهــا بالدعــوى الــى الحصــول‬


‫وحيــث ثبــت للهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف ّ‬
‫علــى أصــل ق ـرار تســميتها وليــس نســخة ورقيــة منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪332‬‬
‫أن الهيــكل‬ ‫أ‬
‫وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 12‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫المعنــي يســلم نســخا ورقيــة فحســب مــن الوثائــق المطلــوب النفــاذ إليهــا طبقــا ألحــكام القانــون المذكــور ولــم يفــرض عليــه‬
‫أي حالــة مــن الحــاالت‪.‬‬
‫تســليم نســخا أصليــة منهــا فــي ّ‬
‫أن وزيــرة التعليــم العالــي مكّ نــت العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن الوثيقــة‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫المطلوبــة إال ّ أنّهــا لــم تكتــف بهــا وطلبــت الحصــول علــى أصــل الوثيقــة‪ ،‬ال‪/‬مــر الــذي ي ّتجــه معــه الحكــم بانعــدام مــا‬
‫يســتوجب النظــر‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬ختم القضية النعدام ما يستوجب النظر وإخراج رئيس جامعة تونس المنار من نطاق الدعوى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى االطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 8‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومنــى الدهــان وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪333‬‬
‫القرار عدد ‪ 2528‬بتاريخ ‪ 8‬أكتوبر ‪:2020‬‬

‫جمعية «أصوات نساء» في شخص ممثلها القانوني‪ / ،‬وزارة الداخلية في شخص ممثلها‬
‫القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •توفير المعلومة في صيغة مطلوبة‪ ،‬توفير المعلومة في الصيغة المتاحة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 12‬مــن ذات القانــون أنــه «يتعيــن علــى الهيــكل المعنــي توفيــر المعلومــة فــي‬
‫الصيغــة المطلوبــة وفــي صــورة عــدم توفرهــا فــي الصيغــة المطلوبــة يتعيــن علــى الهيــكل المعنــي‬
‫توفيرهــا فــي الصيغــة المتاحــة»‪.‬‬

‫وحيــث طالمــا ثبــت أن قاعــدة البيانــات موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة غيــر متوفــرة لــدى الجهــة‬
‫المدعــى عليهــا فــي الصيغــة المطلوبــة مــن قبــل العارضــة باعتبــار أنهــا بصــدد العمــل مــع مكتــب برنامــج‬
‫النمائــي علــى صياغــة دليــل خدمــات فــي الغــرض‪ ،‬فإنــه يتجــه تطبيقــا ألحــكام الفصــل‬ ‫المــم المتحــدة إ‬
‫أ‬
‫‪ 12‬المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬إل ـزام الجهــة المعنيــة بتوفيــر المعلومــة موضــوع طلــب النفــاذ فــي الصيغــة‬
‫المــن والحــرس‬‫المتاحــة وذلــك بتمكيــن العارضــة مــن وثيقــة تتضمــن أرقــام الهواتــف القــارة لمناطــق أ‬
‫الوطنييــن الراجعــة لهــا بالنظــر تلــك الوحــدات إضافــة إلــى أرقــام هواتــف مختلــف الهيــاكل العموميــة‬
‫والمجتمــع المدنــي والمختصــة بالبحــث فــي جرائــم العنــف ضـ ّـد المـرأة بكامــل تـراب الجمهوريــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 6‬نوفمبــر ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة الداخليــة وذلــك قصــد الحصــول‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2528‬والمتضمنــة أنهــا ّ‬
‫علــى قاعــدة البيانــات الخاصــة بجميــع الوحــدات المختصــة بالبحــث فــي جرائــم العنــف ضـ ّـد المـرأة بكامــل تـراب الجمهورية‪،‬‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا‬‫غيــر أنــه لــم يقــع االســتجابة لمطلبهــا‪ ،‬المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بدعـــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫بتمكينهــا مــن المعلومــات المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 4‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫بالخصــوص أنــه تمــت مراســلة العارضــة وإعالمهــا بأنــه فــي إطــار االحتفــال بمــرور ‪ 16‬يومــا مــن النشــاط لمناهضــة العنــف‬
‫ـيتم‬
‫ضـ ّـد المـرأة القائــم علــى النــوع االجتماعــي والــذي ســينطلق مــن ‪ 25‬نوفمبــر ‪ 2020‬إلــى غايــة ‪ 10‬ديســمبر ‪ ،2020‬فإنــه سـ ّ‬
‫النمائــي العمــل علــى طباعــة دليــل خدمــات يحتــوي علــى أرقــام الهواتــف‬ ‫أ‬
‫بالتعــاون مــع مكتــب برنامــج المــم المتحــدة إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪334‬‬
‫المــن والحــرس الوطنييــن الراجعــة لهــا بالنظــر تلــك الوحــدات إضافــة إلــى أرقــام هواتــف مختلــف الهيــاكل‬ ‫القــارة لمناطــق أ‬
‫العموميــة والمجتمــع المدنــي والــذي ســيقع نشــره بالموقــع الرســمي لــوزارة الداخليــة وتعميمــه علــى كافــة الهيــاكل المتدخلــة‬
‫ويمكــن للعارضــة الحصــول علــى نســخة مــن الدليــل المذكــور حــال تعميمــه مــن الموقــع الرســمي للــوزارة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد توجيــه نســخة مــن تقريــر الجهــة المدعــى عليهــا علــى العارضــة إلبــداء ملحوظاتهــا‬
‫بخصوصــه بتاريــخ ‪ 8‬ديســمبر ‪2020‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزيــر الداخليــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن قاعــدة البيانــات‬
‫الخاصــة بجميــع الوحــدات المختصــة بالبحــث فــي جرائــم العنــف ضـ ّـد الم ـرأة بكامــل ت ـراب الجمهوريــة وذلــك باالســتناد‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بأنــه تمــت مراســلة العارضــة وإعالمهــا بأنــه فــي إطــار‬
‫وحيــث جوابــا علــى الدعــوى‪ ،‬أفــادت الجهــة ّ‬
‫االحتفــال بمــرور ‪ 16‬يومــا مــن النشــاط لمناهضــة العنــف ضـ ّـد الم ـرأة القائــم علــى النــوع االجتماعــي والــذي ســينطلق مــن‬
‫النمائــي العمــل‬ ‫أ‬
‫ـيتم بالتعــاون مــع مكتــب برنامــج المــم المتحــدة إ‬
‫‪ 25‬نوفمبــر ‪ 2020‬إلــى غايــة ‪ 10‬ديســمبر ‪ ،2020‬فإنــه سـ ّ‬
‫علــى طباعــة دليــل خدمــات يحتــوي علــى أرقــام الهواتــف القــارة لمناطــق أ‬
‫المــن والحــرس الوطنييــن الراجعــة لهــا بالنظــر تلــك‬
‫الوحــدات إضافــة إلــى أرقــام هواتــف مختلــف الهيــاكل العموميــة والمجتمــع المدنــي والــذي ســيقع نشــره بالموقــع الرســمي‬
‫لــوزارة الداخليــة وتعميمــه علــى كافــة الهيــاكل المتدخلــة ويمكــن للعارضــة الحصــول علــى نســخة مــن الدليــل المذكــور حــال‬
‫تعميمــه مــن الموقــع الرســمي للــوزارة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪ .‬وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪335‬‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 12‬مــن ذات القانــون أنــه «يتعيــن علــى الهيــكل المعنــي توفيــر المعلومــة فــي الصيغــة المطلوبة‬
‫وفــي صــورة عــدم توفرهــا فــي الصيغــة المطلوبــة يتعيــن علــى الهيــكل المعنــي توفيرهــا فــي الصيغــة المتاحة»‪.‬‬

‫وحيــث طالمــا ثبــت أن قاعــدة البيانــات موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة غيــر متوفــرة لــدى الجهــة المدعــى‬
‫النمائــي‬ ‫أ‬
‫عليهــا فــي الصيغــة المطلوبــة مــن قبــل العارضــة باعتبــار أنهــا بصــدد العمــل مــع مكتــب برنامــج المــم المتحــدة إ‬
‫علــى صياغــة دليــل خدمــات فــي الغــرض‪ ،‬فإنــه يتجــه تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 12‬المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬إلـزام الجهــة المعنيــة‬
‫بتوفيــر المعلومــة موضــوع طلــب النفــاذ فــي الصيغــة المتاحــة وذلــك بتمكيــن العارضــة مــن وثيقــة تتضمــن أرقــام الهواتــف‬
‫القــارة لمناطــق أ‬
‫المــن والحــرس الوطنييــن الراجعــة لهــا بالنظــر تلــك الوحــدات إضافــة إلــى أرقــام هواتــف مختلــف الهيــاكل‬
‫العموميــة والمجتمــع المدنــي والمختصــة بالبحــث فــي جرائــم العنــف ضـ ّـد الم ـرأة بكامــل ت ـراب الجمهوريــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام وزارة الداخليــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة فــي‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن أرقــام الهواتــف القــارة المتوفــرة لديهــا لمناطــق المــن والحرس‬
‫الوطنييــن الراجعــة لهــا بالنظــر تلــك الوحــدات إضافــة إلــى أرقــام هواتــف مختلــف الهيــاكل العموميــة والمجتمــع المدنــي‬
‫المختصــة بالبحــث فــي جرائــم العنــف ضـ ّـد المـرأة بكامــل تـراب الجمهوريــة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 4‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ورقيــة الخماســي ومنــى ّ‬
‫ورفيــق بــن عبــد اللــه وهاجــر الطرابلســي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪336‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:14‬‬
‫علــى الهيــكل المعنــي الــر ّد علــى كل مطلــب نفــاذ فــي أجــل أقصــاه عشــرين (‪)20‬‬
‫توصلــه بالمطلــب أو مــن تاريــخ تصحيحــه‪.‬‬ ‫يومــا مــن تاريــخ ّ‬
‫وإذا تعلــق طلــب النفــاذ باالطــاع علــى المعلومــة علــى عيــن المــكان‪ ،‬علــى‬
‫الهيــكل المعنــي الــر ّد علــى ذلــك فــي أجــل أقصــاه عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ‬
‫توصلــه بالمطلــب أو مــن تاريــخ تصحيحــه‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الفصل ‪:15‬‬
‫يعتبــر عــدم رد الهيــكل المعنــي علــى مطلــب النفــاذ فــي آ‬
‫الجــال القانونيــة‬ ‫ّ‬
‫المنصــوص عليهــا بهــذا القانــون‪ ،‬رفضــا ضمنيــا يفتــح المجــال لطالــب النفــاذ‬
‫الجـراءات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪30‬‬ ‫فــي الطعــن فــي قـرار الهيــكل وفــق إ‬
‫و‪ 31‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬

‫الفصل ‪:16‬‬
‫ال يكــون الهيــكل المعنــي ملزمــا بالــر ّد علــى طالــب النفــاذ أكثــر مــن مــرة واحــدة‬
‫فــي صــورة تكـرار مطالبــه المتصلــة بنفــس المعلومــة دون موجــب‪.‬‬

‫الفصل ‪:17‬‬
‫إذا كان لمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة تأثيــر علــى حيــاة شــخص أو علــى حريتــه‪،‬‬
‫فيتعيــن علــى الهيــكل المعنــي الحــرص علــى الــرد بمــا يتــرك أث ـرا كتابيــا وبصفــة‬
‫فوريــة علــى أن ال يتجــاوز ذلــك أجــل ثمــان وأربعيــن (‪ )48‬ســاعة مــن تاريــخ‬
‫تقديــم المطلــب وتعليــل الرفــض وفقــا ألحــكام الفقــرة الثالثــة مــن الفصــل ‪14‬‬
‫مــن هــذا القانــون‪.‬‬
‫الفصل ‪:18‬‬
‫فــي صــورة تو ّفــر المعلومــة موضــوع المطلــب لــدى هيــكل غيــر الهيــكل الــذي‬
‫تــم إيــداع مطلــب النفــاذ لديــه‪ ،‬يتع ّيــن علــى المكلــف بالنفــاذ إعــام طالــب‬
‫النفــاذ بعــدم االختصــاص أو بإحالــة مطلبــه علــى الهيــكل المعنــي‪ ،‬وذلــك فــي‬
‫توصلــه بالمطلــب‪.‬‬
‫أجــل أقصــاه خمســة (‪ )5‬أيــام مــن تاريــخ ّ‬

‫الفصل ‪:19‬‬
‫الجــال المذكــورة بالفصــل ‪ 14‬مــن هــذا القانــون بعشــرة‬ ‫يمكــن التمديــد فــي آ‬
‫(‪ )10‬أيــام مــع إعــام طالــب النفــاذ بذلــك إذا تع ّلــق أ‬
‫المــر بالحصــول أو االطــاع‬
‫علــى عــدة معلومــات لــدى نفــس الهيــكل‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1583‬بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ش‪/‬وزير الدفاع الوطني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة‪ ،‬إختصاص هيكل آخر‪ ،‬اعالم الطالب‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى‬
‫أن الجهــة ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬
‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫وأمدتــه بالمعلومــة المتمثلــة فــي إعالمــه بضــرورة التوجــه بمطلبــه‬
‫عليهــا اســتجابت لطلــب العــارض ّ‬
‫أ‬
‫للجهــة المعنيــة طبقــا لمقتضيــات الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت ح ّقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة‬
‫وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‬
‫الراجــع لهــا بال ّنظــر ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 26‬نوفمبــر ‪2019‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1583‬والمتضمنــة أنــه ت ّقــدم بمطلــب إلــى وزيــر الدفــاع الوطنــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن‬
‫مراســلة ّتمــت بيــن مصالــح المكلــف العــام بنزاعــات الدولــة ووزارة الدفــاع الوطنــي حــول طلــب اســتئناف الحكــم االبتدائــي‬
‫المدعــى عليهــا أعلمتــه بضــرورة التوجــه إلــى‬
‫الداريــة فــي القضيــة عــدد ‪ ،131245‬غيــر أن الجهــة ّ‬ ‫الصــادر عــن المحكمــة إ‬
‫مصالــح المكلــف العــام بنزاعــات الدولــة قصــد الحصــول علــى مطلبــه‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة وذلــك‬
‫الساســي عــ‪22‬ـــدد‬ ‫قصــد الـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة مســتندا فــي ذلك علــى أحــكام القانون أ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الدفــاع الوطنــي بتاريــخ ‪ 31‬ديســمبر ‪ 2019‬تحــت عــدد ‪56815‬‬
‫تــم إعــام العــارض بــأن المعلومــة المطلوبــة والمتمثلــة فــي الوثيقــة المشــار إليهــا هــي مــن‬ ‫أ‬
‫والمتضمــن بالســاس أنّــه ّ‬
‫مشــموالت مصالــح المكلــف العــام بنزاعــات الدولــة وال تتوفــر لــدى مصالــح وزارة الدفــاع الوطنــي‪.‬‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬
‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عـــ‪22‬ــــــدد لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪339‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية؛ المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى الراهنــة إلــى إلــزام وزيــر الدفــاع الوطنــي بتمكيــن العــارض مــن نســخة مــن مراســلة ّتمــت‬
‫ُ‬
‫بيــن مصالــح المكلــف العــام بنزاعــات الدولــة ووزارة الدفــاع الوطنــي حــول طلــب اســتئناف الحكــم االبتدائــي الصــادر عــن‬
‫الداريــة فــي القضيــة عــدد ‪ ،131245‬وذلــك باالســتناد إلــى حـ ّـق العــارض فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫المحكمــة إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ــــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيــث جوابــا علــى الدعــوى أفــاد وزيــر الدفــاع الوطنــي أنّــه تـ ّـم إعــام العــارض بــأن المعلومــة المطلوبــة هــي مــن‬
‫مشــموالت المكلــف العــام بنزاعــات الدولــة وال تتوفــر لــدى مصالــح وزارة الدفــاع الوطنــي‪ ،‬مدليــا بمــا يفيــد ذلــك‪.‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق‬
‫العموميــة‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضى أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫المدعــى عليهــا اســتجابت‬
‫أن الجهــة ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬
‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫وأمدتــه بالمعلومــة المتمثلــة فــي إعالمــه بضــرورة التوجــه بمطلبــه للجهــة المعنيــة طبقــا لمقتضيــات الفصــل‬ ‫لطلــب العــارض ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت‬ ‫‪ 18‬مــن القانــون أ‬
‫ح ّقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي‬
‫المرفــق العــام الراجــع لهــا بال ّنظــر ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫ممــا ي ّتجــه معــه التصريــح بختــم‬


‫الدعــوى الراهنــة تأسيســا علــى مــا تقـ ّـدم بيانــه ُمنتفيــا‪ّ ،‬‬
‫ـث أضحــى موضــوع ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬ختم القضية إلنعدام ما يستوجب النظر‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪340‬‬
‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 5‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي وريــم‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬
‫ّ‬
‫العبيــدي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪341‬‬
‫القرار عدد ‪ 2157‬بتاريخ ‪ 11‬فيفري ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ب‪ /‬الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة‪ ،‬إختصاص هيكل آخر‪ ،‬اعالم الطالب‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه فــي صــورة توفــر المعلومــة لــدى هيــكل غيــر الهيــكل الــذي تـ ّـم ايــداع‬
‫مطلــب النفــاذ لديــه‪ ،‬يتعيــن علــى المكلــف بالنفــاذ إعــام طالــب النفــاذ بعــدم االختصــاص أو بإحالــة‬
‫مطلبــه علــى الهيــكل المعنــي وذلــك فــي أجــل أقصــاه (‪ )5‬أيــام مــن توصلــه بالمطلــب‪.‬‬
‫الدعــوى‪ ،‬بأنّــه‬‫المدعــى عليهــا عــن ّ‬
‫تمســك العــارض فــي حيثيــات ر ّده عــن جــواب الجهــة ّ‬ ‫وحيــث لئــن ّ‬
‫ال وجــه لتطبيــق الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون فــي قضيــة الحــال بعــد فــوات أجــل الخمســة (‪ )5‬أيّــام‬
‫بالرغــم مــن ذلــك‪ ،‬حســب تقديــر الهيئــة‪ ،‬قــد‬ ‫المنصــوص عليــه صلــب الفصــل المذكــور‪ ،‬فإنّــه يُعتبــر‪ّ ،‬‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫وجههــا إلــى الكاتــب العــام للجهــة ّ‬
‫توصــل بالمعلومــة الم ّتصلــة بمــآل العريضــة التــي كان ّ‬‫ّ‬
‫وال ّتــي تقـ ّـدم الحقــا علــى أساســها بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة لديهــا موضــوع القض ّيــة الماثلــة‪.‬‬
‫أن الجهــة المدعــى عليهــا قــد مكّ نــت العــارض مــن المعلومــة موضــوع مطلــب‬‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة ّ‬
‫العــام‬ ‫النفــاذ الــذي تقـ ّـدم بــه إليهــا وذلــك بــأن تو ّلــت إعالمــه بمقتضــى مكتــوب مضمــون الوصــول مــع إ‬
‫بالبلــوغ مــؤرخ فــي ‪ 14/12/2020‬ومظروفــة نســخة منــه بالملــف‪ ،‬بعــدم اختصاصهــا الوظيفــي فــي‬
‫النظــر فــي عريضتــه‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت ح ّقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة طبقــا لمــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫يقتضيــه القانــون أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 27‬جويليــة ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه كان تقـ ّـدم بتاريــخ ‪ 15‬جــوان ‪ 2020‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس الهيئــة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2157‬‬
‫وجههــا إلــى الكاتــب العــام للهيئــة الوطنيــة‬ ‫الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب قصــد الحصــول علــى مــآل مراســلته التــي كان ّ‬
‫للوقايــة مــن التعذيــب بتاريــخ ‪ 5‬فيفــري ‪ 2020‬والمتعلقــة بالتجريــح فــي شــخص رئيــس الهيئــة‪ ،‬غيــر أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بالدعــوى الماثلــة طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬‫مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه إلــى القيــام ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫بتمكينــه مــن المعلومــة المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك الــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪342‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا مــن قبــل رئيــس الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب أ‬
‫ال ّول بتاريــخ ‪2‬‬
‫أن طلــب العــارض المتمثــل فــي التجريــح فــي شــخص‬ ‫نوفمبــر ‪ 2020‬والثانــي بتاريــخ ‪ 5‬فيفــري ‪ 2021‬والمتضمنيــن بالخصــوص ّ‬
‫أن المعلومــات الــواردة بالعريضــة تخــرج عــن‬ ‫أي ســند قانونــي كمــا ّ‬
‫رئيــس الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ليــس لــه ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مجــال نظــر واختصــاص الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب وفقــا لحــكام الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪22‬‬
‫أن تمســك العــارض واستشــهاده بالفصــل ‪ 19‬مــن القانــون‬ ‫لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 43‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪ 21‬أكتوبــر ‪ 2013‬والمتعلــق بالهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ليــس لــه‬ ‫أ‬
‫أن هــذا الفصــل ال ينطبــق علــى وضعيتــه إذ أنّــه لــم يتعــرض للتعذيــب بالمعنــى‬ ‫أي وجاهــة مــن الناحيــة القانونيــة باعتبــار ّ‬‫ّ‬
‫الســابق وال عالقــة لمصالــح‬‫أن المشــكل مهنــي بحــت يتعلــق بشــخص وزيــر التربيــة ّ‬ ‫القانونــي المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬كمــا أضــاف ّ‬
‫بالدعــوى باعتبارهــا تهــم هيــكل عمومــي آخــر وكان عليــه أن يتوجــه بطلبــه إلــى الــوزارة‬
‫الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ّ‬
‫المعنيــة طالبــا علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن المراســلة الموجهــة إلــى العــارض فــي الغــرض‬
‫والمؤرخــة فــي ‪ 11‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 22‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص تمســكه‬
‫بطلباتــه المضمنــة صلــب عريضــة الدعــوى‪.‬‬
‫المدعى عليها على العارض قصد االدالء بملحوظاته بخصوصه‪.‬‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة ّ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات ال ّتحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق ال ّنفــاذ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫ـث ق ُّدمــت ّ‬‫حيـ ُ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫الدعــوى إلــى إلـزام الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارض‬ ‫ـث تهـ ُ‬
‫ـدف ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫مــن المعلومــة الم ّتصلــة بمــآل مراســلته الموجهــة إلــى الكاتــب العــام للهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب بتاريــخ ‪ 5‬فيفــري‬
‫‪ 2020‬والمتعلقــة بالتجريــح المثــار مــن قبلــه فــي شــخص رئيــس الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه صلــب أحــكام القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫أن طلــب العــارض المتمثــل‬
‫ـث أفــاد رئيــس الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫وحيـ ُ‬
‫أن المعلومــات‬
‫أي ســند قانونــي كمــا ّ‬
‫فــي التجريــح فــي شــخص رئيــس الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ليــس لــه ّ‬
‫أ‬
‫الــواردة بالعريضــة تخــرج عــن مجــال نظــر واختصــاص الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب وفقــا لحــكام الفصــل ‪ 18‬مــن‬
‫أن تمســك العــارض واستشــهاده‬ ‫أ‬
‫القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪343‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 43‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪ 21‬أكتوبــر ‪ 2013‬والمتعلــق بالهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن‬ ‫بالفصــل ‪ 19‬مــن القانــون أ‬
‫أن هــذا الفصــل ال ينطبــق علــى وضعيتــه إذ أنّــه لــم يتعــرض‬ ‫أي وجاهــة مــن الناحيــة القانونيــة باعتبــار ّ‬
‫التعذيــب ليــس لــه ّ‬
‫الســابق‬
‫أن المشــكل مهنــي بحــت يتعلــق بشــخص وزيــر التربيــة ّ‬ ‫للتعذيــب بالمعنــى القانونــي المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬كمــا أضــاف ّ‬
‫بالدعــوى باعتبارهــا تهــم هيــكل عمومــي آخــر وكان عليــه أن يتوجــه‬
‫وال عالقــة لمصالــح الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ّ‬
‫بطلبــه إلــى الــوزارة المعنيــة طالبــا علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن المراســلة الموجهــة إلــى‬
‫العــارض فــي الغــرض والمؤرخــة فــي ‪ 11‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة أنــه فــي صــورة توفــر المعلومــة لــدى هيــكل غيــر الهيــكل الــذي تـ ّـم ايــداع مطلــب النفــاذ لديــه‪ ،‬يتعيــن علــى‬
‫المكلــف بالنفــاذ إعــام طالــب النفــاذ بعــدم االختصــاص أو بإحالــة مطلبــه علــى الهيــكل المعنــي وذلــك فــي أجــل أقصــاه (‪)5‬‬
‫أيــام مــن توصلــه بالمطلــب‪.‬‬
‫الدعــوى‪ ،‬بأنّــه ال وجــه لتطبيــق‬
‫المدعــى عليهــا عــن ّ‬
‫تمســك العــارض فــي حيثيــات ر ّده عــن جــواب الجهــة ّ‬‫وحيــث لئــن ّ‬
‫الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون فــي قضيــة الحــال بعــد فــوات أجــل الخمســة (‪ )5‬أيّــام المنصــوص عليــه صلــب الفصــل المذكــور‪،‬‬
‫وجههــا‬
‫توصــل بالمعلومــة الم ّتصلــة بمــآل العريضــة التــي كان ّ‬
‫بالرغــم مــن ذلــك‪ ،‬حســب تقديــر الهيئــة‪ ،‬قــد ّ‬ ‫فإنّــه يُعتبــر‪ّ ،‬‬
‫المدعــى عليهــا وال ّتــي تقـ ّـدم الحقــا علــى أساســها بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة لديهــا موضــوع‬
‫إلــى الكاتــب العــام للجهــة ّ‬
‫القضيــة الماثلــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫أن الجهــة المدعــى عليهــا قــد مكّ نــت العــارض مــن المعلومــة موضــوع مطلــب النفــاذ الــذي‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة ّ‬
‫العــام بالبلــوغ مــؤرخ فــي ‪14/12/2020‬‬ ‫تقـ ّـدم بــه إليهــا وذلــك بــأن تو ّلــت إعالمــه بمقتضــى مكتــوب مضمــون الوصــول مــع إ‬
‫ومظروفــة نســخة منــه بالملــف‪ ،‬بعــدم اختصاصهــا الوظيفــي فــي النظــر فــي عريضتــه‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫ح ّقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة طبقــا لمــا يقتضيــه القانــون أ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بــإدارة‬‫والمتعلــق بالحــق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وســاهمت بذلــك فــي تعزيــز مبـ ْ‬
‫الختصــاص‪ ،‬بمــا مــن شــأنه تدعيــم ثقــة العمــوم فــي أحــد‬ ‫نشــاط المرفــق العــام الراجــع لهــا بالنظــر مــن حيــث مجــال إ‬
‫أصنــاف الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون وهــي الهيئــات العموميــة المســتق ّلة‪.‬‬
‫الدعــوى تأسيســا علــى مــا ســلف بســطه‪ ،‬غيــر ذات موضــوع بمــا ي ّتجــه معــه التصريــح بختــم القضيــة‬ ‫ـث تغــدو ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ختم القضية إلنعدام ما يستوجب النظر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬


‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 11‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫والســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب رئيــس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الســامي‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪344‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:20‬‬
‫إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة قــد ســبق تقديمهــا مــن الغيــر إلــى الهيــكل المعني‬
‫الخيــر بعــد إعــام طالــب المعلومــة‬ ‫بعنــوان ســري‪ ،‬فإنــه يتعيــن علــى هــذا أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالموضــوع استشــارة الغيــر للحصــول علــى رأيــه المع ّلــل حــول إ‬
‫التاحــة الجزئيــة‬
‫أو الك ّليــة للمعلومــة وذلــك فــي أجــل أقصــاه ثالثيــن (‪ )30‬يومــا مــن تاريــخ تلقــي‬
‫العــام بالبلــوغ‪ .‬ويكون‬ ‫مطلــب النفــاذ بمقتضــى مكتــوب مضمــون الوصــول مــع إ‬
‫رأي الغيــر ملزمــا للهيــكل المعنــي‪.‬‬
‫يتوجــب علــى الغيــر تقديــم ر ّده فــي أجــل خمســة عشــر (‪ )15‬يومــا مــن تاريــخ‬
‫ّ‬
‫آ‬
‫تل ّقــي مطلــب االستشــارة‪ .‬ويعتبــر عــدم الــرد فــي الجــال المذكــورة‪ ،‬موافقــة‬
‫ضمنيــة مــن الغيــر‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 2208-2209‬بتاريخ ‪ 23‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫م‪.‬ص‪.‬س وخ‪.‬ش ‪ /‬وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الشؤون الخارجية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلــب معلومــة‪ ،‬وجــود قانونــي للمعلومــة‪ ،‬معلومــة سـ ّـرية‪ ،‬إعــام طالــب النفــاذ‪ .‬استشــارة الهيــكل المنتــج‬
‫للمعلومــة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن المعلومــة المطلوبــة فــي القضيــة الماثلــة تتمثــل فــي شــهادات أجــور خاصــة بموظفيــن مــن‬
‫وحيــث ّ‬
‫وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي كانــوا يعملــون لــدى البعثــة الجامعيــة ودار تونــس بباريــس‪،‬‬
‫وهــي معلومــات تحصلــت عليهــا الجهــة المدعــى عليهــا مــن مصالــح وزارة الشــؤون الخارجيــة بصفــة‬
‫ممــا يفــرض عليهــا استشــارتها فــي خصــوص إمكانيــة اتاحــة هــذه المعلومــة مــن عدمــه وذلــك‬ ‫ســرية ّ‬
‫أ‬
‫تطبيقــا لحــكام الفصــل ‪ 20‬المذكــور أعــاه‪.‬‬

‫موجهــة إلــى الجهــة‬‫وحيــث رفــض وزيــر الشــؤون الخارجيــة ضمــن مراســلة مؤرخــة فــي ‪ 17‬جويليــة ‪ّ 2020‬‬
‫المدعــى عليهــا التــي مكنــت الهيئــة مــن نســخة منهــا‪ ،‬االذن بإتاحــة المعلومــات المطلوبــة معتبــرة أنّهــا‬
‫ّ‬
‫تنــدرج ضمــن المعطيــات الشــخصية مســتندة فــي ذلــك علــى أحــكام الفصــل ‪ 47‬مــن القانــون عــدد ‪63‬‬
‫لســنة ‪ 2004‬المتعلــق بحمايــة المعطيــات الشــخصية‪.‬‬

‫وحيـث التزمـت الجهـة المدعى عليهـا برأي وزارة الشـؤون الخارجية بعـدم إتاحة المعلومـات المطلوبة في‬
‫تطبيـق سـليم لمـا جـاء به الفصـل ‪ 20‬من القانـون المؤرخ فـي ‪ 24‬مـارس ‪ 2016‬المتعلق بالحق فـي النفاذ‬
‫وأن هـذا الفصل جعل مـن رأي الغير ملزما للهيـكل المعني بمطلـب ال ّنفاذ‪.‬‬
‫إلـى المعلومـة خاصـة ّ‬
‫المدعــى عليهــا رفضــت تمكيــن نائــب المدعيــان مــن الوثائــق المطلوبــة‬ ‫أن الجهــة ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت ّ‬
‫ـص القانــون الصريــح وليــس منعــا إلعمــال حــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنّــه ال يمكــن‬
‫التزامــا منهــا بنـ ّ‬
‫أ‬
‫بالتالــي االســتجابة لطلبــه فــي الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬المــر الــذي يتع ّيــن معــه رفــض‬
‫الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫والمرســمة‬ ‫الول المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬أوت ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى المقدمــة مــن نائــب المدعــي أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2208‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر التعليــم العالــي والبحــث‬
‫العلمــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪346‬‬
‫بالحي الجامعي الدولي بباريس قبل سنة ‪،2004‬‬ ‫–شهادة تثبت أ‬
‫الجر السنوي لوكيل دفوعات دار تونس‬ ‫ ‬
‫ّ‬
‫الجر السنوي الذي يتقاضاه وكيل دفوعات البعثة الجامعية بباريس من سنة ‪ 2004‬إلى سنة ‪.2007‬‬‫ –شهادة تثبت أ‬

‫المدعــي الثانــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬أوت ‪2020‬‬


‫المقدمــة مــن نائــب ّ‬ ‫ –وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الدعــوى ّ‬
‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2209‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر التعليــم‬
‫ّ‬
‫العالــي والبحــث العلمــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–شهادة تثبت أ‬
‫الجر السنوي لمدير البعثة الجامعية التونسية بباريس قبل سنة ‪،2006‬‬ ‫ ‬
‫ –شهادة تثبت أ‬
‫الجر السنوي لمدير دار تونس بالحي الجامعي الدولي بباريس قبل سنة ‪،2006‬‬

‫المــر الــذي دفعهمــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد الحصــول علــى الوثائــق‬ ‫غيــر أن مطلبهمــا جوبهــا بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مؤسسـ ْـين دعواهمــا علــى حقّهمــا فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة طبقــا لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫المطلوبــة ّ‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر التعليــم العالــي والبحــث العلمــي بتاريــخ ‪ 17‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص أن تأجيــر أ‬
‫العــوان المكلفيــن بالخطــط المذكــورة يتـ ّـم بنــاء علــى شــبكة تأجيــر تــرد علــى الــوزارة بصفــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫ســرية مــن قبــل مصالــح الشــؤون الخارجيــة وهــو مــا يجعلنــا أمــام تطبيــق مقتضيــات الفصــل ‪ 20‬مــن القانــون الساســي‬
‫الولــى علــى أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة قــد ســبق تقديمهــا‬ ‫الخــاص بالنفــاذ إلــى المعلومــة والــذي ينــص فــي فقرتــه أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫يتعيــن علــى هــذا الخيــر بعــد إعــام طالــب المعلومــة بالموضــوع‬ ‫مــن الغيــر إلــى الهيــكل المعنــي بعنــوان سـ ّـري‪ ،‬فإنّــه ّ‬
‫التاحــة الجزئيــة أو الكليــة وذلــك فــي أجــل أقصــاه ثالثيــن يومــا مــن‬ ‫استشــارة الغيــر للحصــول علــى رأيــه المع ّلــل حــول إ‬
‫العــام بالبلــوغ‪ ،‬ويكــون رأي الغيــر ملزمــا للهيــكل‬ ‫تاريــخ تل ّقــي مطلــب النفــاذ بمقتضــى مكتــوب مضمــون الوصــول مــع إ‬
‫المعنــي‪ .»...‬وأضــاف أنّــه تبعــا لذلــك تو ّلــت الــوزارة استشــارة مصالــح الشــؤون الخارجيــة فــي الغــرض‪ ،‬فكانــت إ‬
‫الجابــة أنّــه‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 27‬جويليــة ‪ 2004‬والمتع ّلــق بحمايــة‬ ‫أ‬
‫تبعــا لمقتضبــات الفصــل ‪ 47‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 63‬اســنة ‪ 2004‬المـ ّ‬
‫الجــر تنــدرج صمــن المعطيــات الشــخصية وال يجــوز تســليمها دون الموافقــة الصريحــة‬ ‫المعطيــات الشــخصية فــإن شــهادات أ‬
‫ّ‬
‫المدعــي بتعــذّ ر تمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة وذلــك بتاريــخ ‪ 24‬جويليــة ‪،2020‬‬ ‫أ‬
‫والكتابيــة للمعنيــن بالمــر‪ ،‬وقــد ّتمــت إجابــة ّ‬
‫المدعــي ونســخة مــن مراســلة وزارة الشــؤون الخارجيــة فــي الغــرض‪.‬‬ ‫مدليــا بنســخة مــن ر ّده علــى طلــب ّ‬
‫والمتضمــن بالخصــوص‬
‫ّ‬ ‫ وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل نائــب المدعيــان بتاريــخ ‪ 9‬نوفمبــر ‪2020‬‬
‫أنّــه بالرجــوع إلــى الفصــل ‪ 47‬مــن القانــون عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 2004‬المــؤرخ فــي ‪ 27‬جويليــة ‪ 2004‬والــذي اســتندت إليــه وزارة‬
‫أن الوثائــق المطلوبــة تنــدرج ضمــن المعطيــات الشــخصية‪ ،‬هــذا‬ ‫الخارجيــة فــي ر ّدهــا علــى وزارة التعليــم العالــي معتبــرة ّ‬
‫الدارة تعتمــد سياســة التضليــل والمراوغــة‬ ‫الجــور كمعطيــات شــخصية وهــو مــا يـ ّ‬ ‫الفصــل لــم يصنــف مطلقــا شــهادات أ‬
‫أن إ‬
‫ـدل ّ‬ ‫ّ‬
‫يتضمنــه نــص القانــون ولــم تجــب علــى الطلــب المتعلــق بحجــب المعطيــات الشــخصية‬ ‫وتضيــف تكييفــا إضافيــا لوثائــق لــم ّ‬
‫ممــا يخولــه‬
‫المنوبيــن ّ‬
‫تتعمــد حرمــان ّ‬‫الدارة ّ‬ ‫ـأن إ‬ ‫لشــاغلي تلــك الخطــط وتقديــم المعطيــات بطريقــة موضوعيــة وهــو مــا يـ ّ‬
‫ـدل بـ ّ‬
‫تتعمــد حجبهــا واالمتنــاع عــن تقديمهــا خشــية تأثيرهــا‬‫الموجهــة إليهمــا بوثائــق دامغــة ّ‬
‫ّ‬ ‫لهمــا القانــون أال وهــو دفــع التهــم‬
‫يتضمنــه الفصــل ‪ 47‬المذكــور‪.‬‬‫علــى وجــه الفصــل فــي القضيــة الجزائيــة المنشــورة أمــام دائــرة االتهــام متع ّللــة بمــا لــم ّ‬
‫الدارة إلقحــام‬‫ـذرع بهــا إ‬
‫أن طلبــه بحجــب المعطيــات الشــخصية لشــاغلي الخطــط الســابقين يســحب كل ذريعــة تتـ ّ‬ ‫وأضــاف ّ‬
‫المعطيــات المطلــوب النفــاذ إليهــا تحــت طائلــة القانــون المنظــم للمعطيــات الشــخصية فــي حيــن كان طلبــي حجبهــا تمامــا‪،‬‬
‫المنوبيــن أمــام دائــرة االتهــام بغايــة بيــان أهميــة الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫مدليــا بنســخة مــن تقريريــن وقــع تقديمهمــا فــي حــق ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪347‬‬
‫بــالدالء بملحوظاتهــا بشــأن‬
‫وبعــد االطــاع علــى مــا يفيــد ادخــال وزارة الشــؤون الخارجيــة وذلــك قصــد مطالبتهــا إ‬
‫الدعــوى‪.‬‬

‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات ّ‬


‫الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬
‫ وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحـ ّـق‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫الدعاوى‪:‬‬
‫ضم ّ‬‫بخصوص ّ‬
‫أن حســن ســير القضــاء يقتضــي فــي‬ ‫ حيــث ولئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫ـت فــي أكثــر مــن دعــوى صلــب نفــس القضيــة إذا مــا كانــت موجهــة ضـ ّـد نفــس الجهــة ّ‬ ‫بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫وكان موضوعهــا مشــتركا‪.‬‬

‫موجهــة ضــد هيــكل‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة بعــد االطــاع علــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪ 2208‬وعــدد ‪ ،2209‬أنّهــا ّ‬
‫عمومــي واحــد يتم ّثــل فــي وزارة التعليــم العالــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنّهــا ت ّتحــد فــي موضوعهــا مــن ناحيــة تع ّلقهــا‬
‫الجــور الخاصــة بموظفيــن مــن وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي كانــوا يعملــون‬ ‫بطلــب النفــاذ إلــى عــدد مــن شــهادات أ‬
‫ّ‬
‫ضمهمــا إلــى بعضهمــا والبــت فيهمــا بقـرار واحــد‪.‬‬ ‫لــدى البعثــة الجامعيــة ودار تونــس بباريــس‪ ،‬فإنّــه يتعيــن ّ‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫مما ي ّتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫الصفة‪ّ ،‬‬
‫وممن له ّ‬
‫حيث ق ُّدمت الدعوى في آجالها القانونية ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعوى إلى إلزام وزير التعليم العالي بتمكين المدعيان من نسخة ورقية من الوثائق التالية‪:‬‬
‫حيث تهدف ّ‬
‫بالحي الجامعي بباريس قبل سنة ‪،2004‬‬ ‫–شهادة تثبت أ‬
‫الجر السنوي لوكيل دفوعات دار تونس‬ ‫ ‬
‫ّ‬
‫ –شهادة تثبت أ‬
‫الجر السنوي الذي يتقاضاه وكيل دفوعات البعثة الجامعية بباريس من سنة ‪ 2004‬إلى سنة ‪،2007‬‬

‫الجر السنوي لمدير دار تونس بباريس قبل سنة ‪،2006‬‬ ‫ –شهادة تثبت أ‬

‫الجر السنوي لمدير دار تونس بباريس بالحي الجامعي الدولي بباريس قبل سنة ‪،2006‬‬‫ –شهادة تثبت أ‬

‫العــوان المكلفيــن بالخطــط المذكــورة موضــوع‬ ‫وحيــث دفــع وزيــر التعليــم العالــي والبحــث العلمــي بالقــول أن تأجيــر أ‬
‫ّ‬
‫ممــا يحيلنــا إلــى‬
‫الخارجيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫مطلــب النفــاذ يتـ ّـم بنــاء علــى شــبكة تأجيــر تــرد علــى الــوزارة بصفــة ســريّة مــن قبــل مصالــح وزارة‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق النفــاذ‬ ‫تطبيــق مقتضيــات الفصــل ‪ 20‬مــن القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة والــذي ينــص علــى أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطوبــة قــد ســبق تقديمهــا مــن الغيــر إلــى الهيــكل المعنــي‬
‫الخيــر بعــد إعــام طالــب المعلومــة بالموضــوع استشــارة الغيــر للحصــول علــى‬ ‫بعنــوان ســري‪ ،‬فإنّــه يتعيــن علــى هــذا أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التاحــة الجزئيــة أو الكليــة وذلــك فــي أجــل أقصــاه ثالثيــن يومــا مــن تاريــخ تل ّقــي مطلــب النفــاذ‬ ‫رأيــه المع ّلــل حــول إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪348‬‬
‫العــام بالبلــوغ‪ ،‬ويكــون رأي الغيــر ملزمــا للهيــكل المعنــي‪ .»...‬وأضــاف أنّــه‬ ‫بمقتضــى مكتــوب مضمــون الوصــول مــع إ‬
‫أ‬
‫أن شــهادات الجــر تنــدرج ضمــن‬ ‫تبعــا لذلــك تمــت استشــارة وزارة الشــؤون الخارجيــة فــي الغــرض التــي اعتبــرت فــي إجابتهــا ّ‬
‫المعطيــات الشــخصية التــي ال يجــوز تســليمها للغيــر دون الموافقــة الصريحــة للمعنييــن أ‬
‫بالمــر‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫الدولة تضمن ّ‬
‫أن ّ‬‫الدستور ّ‬
‫ وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من ّ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًّقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي ّ‬
‫العموميــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫بال ّتصـ ّـرف فــي المرافــق ّ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 20‬مــن القانــون المذكــور أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطوبــة قــد ســبق تقديمهــا مــن الغيــر‬
‫الخيــر بعــد إعــام طالــب المعلومــة بالموضــوع استشــارة‬ ‫إلــى الهيــكل المعنــي بعنــوان ســري‪ ،‬فإنّــه يتعيــن علــى هــذا أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الغيــر للحصــول علــى رأيــه المع ّلــل حــول إ‬
‫التاحــة الجزئيــة أو الكليــة وذلــك فــي أجــل أقصــاه ثالثيــن يومــا مــن تاريــخ‬
‫العــام بالبلــوغ‪ ،‬ويكــون رأي الغيــر ملزمــا للهيــكل‬ ‫تلقّــي مطلــب النفــاذ بمقتضــى مكتــوب مضمــون الوصــول مــع إ‬
‫المعنــي‪»...‬‬

‫أن المعلومــة المطلوبــة فــي القضيــة الماثلــة تتمثــل فــي شــهادات أجــور خاصــة بموظفيــن مــن وزارة التعليــم‬ ‫وحيــث ّ‬
‫العالــي والبحــث العلمــي كانــوا يعملــون لــدى البعثــة الجامعيــة ودار تونــس بباريــس‪ ،‬وهــي معلومــات تحصلــت عليهــا الجهــة‬
‫ممــا يفــرض عليهــا استشــارتها فــي خصــوص إمكانيــة اتاحــة‬
‫المدعــى عليهــا مــن مصالــح وزارة الشــؤون الخارجيــة بصفــة ســرية ّ‬
‫هــذه المعلومــة مــن عدمــه وذلــك تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 20‬المذكــور أعــاه‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‬
‫موجهــة إلــى الجهــة ّ‬
‫وحيــث رفــض وزيــر الشــؤون الخارجيــة ضمــن مراســلة مؤرخــة فــي ‪ 17‬جويليــة ‪ّ 2020‬‬
‫التــي مكنــت الهيئــة مــن نســخة منهــا‪ ،‬االذن بإتاحــة المعلومــات المطلوبــة معتبــرة أنّهــا تنــدرج ضمــن المعطيــات الشــخصية‬
‫مســتندة فــي ذلــك علــى أحــكام الفصــل ‪ 47‬مــن القانــون عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 2004‬المتعلــق بحمايــة المعطيــات الشــخصية‪.‬‬

‫وحيــث التزمــت الجهــة المدعــى عليهــا بـرأي وزارة الشــؤون الخارجيــة بعــدم إتاحــة المعلومــات المطلوبــة فــي تطبيــق‬
‫ســليم لمــا جــاء بــه الفصــل ‪ 20‬مــن القانــون المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة خاصــة‬
‫وأن هــذا الفصــل جعــل مــن رأي الغيــر ملزمــا للهيــكل المعنــي بمطلــب ال ّنفــاذ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـص‬
‫المدعــى عليهــا رفضــت تمكيــن نائــب المدعيــان مــن الوثائــق المطلوبــة التزامــا منهــا بنـ ّ‬
‫أن الجهــة ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت ّ‬
‫القانــون الصريــح وليــس منعــا إلعمــال حــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬فإنّــه ال يمكــن بالتالــي االســتجابة لطلبــه فــي الحصــول‬
‫يتعيــن معــه رفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬ ‫أ‬
‫علــى الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬المــر الــذي ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫والبت فيهما بقرار واحد‪.‬‬


‫ّ‬ ‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 2209‬إلى القضية عدد ‪2208‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪349‬‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الد ّهــان وهاجــر الطرابلســي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪350‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:21‬‬
‫إذا تع ّلــق مطلــب النفــاذ بمعلومــة ســبق للهيــكل المعنــي نشــرها‪ ،‬يتع ّيــن علــى‬
‫المكلــف بالنفــاذ إعــام الطالــب بذلــك وتحديــد الموقــع الــذي تـ ّـم فيــه النشــر‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 2097‬بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪2021‬‬

‫س‪.‬ب‪.‬ح ‪ /‬رئيس بلدية العين‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •نشر المعلومة على موقع الواب‪ ،‬إعالم طالب النفاذ‪ .‬مده بعنوان موقع الواب‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 21‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه مــن جهتــه أنّــه‪« :‬إذا تعلــق مطلــب النفــاذ‬
‫بمعلومــة ســبق للهيــكل المعنــي نشــرها‪ ،‬يتعيــن علــى المكلــف بالنفــاذ إعــام الطالــب بذلــك وتحديــد‬
‫الموقــع الــذي تــم فيــه النشــر‪».‬‬

‫الخيــرة تو ّلــت‬ ‫حيــث ثبــت للهيئــة باالطّــاع علــى الموقــع االلكترونــي للجهــة المدعــى عليهــا أن هــذه أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فعــا نشــر الوثيقــة المطلوبــة مــن العــارض عليــه بطريقــة يســهل إســتعمالها واالطــاع عليهــا بمــا يم ّكــن‬
‫العمــوم مــن اقتطاعهــا وتحميلهــا وقراءتهــا بصــورة آليــة متــى رغ ُبــوا فــي ذلــك‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 03‬جويليــة ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2097‬وا ّلتــي تفيــد بأنّــه تق َ‬
‫ّــدم بتاريــخ بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى بلديــة العيــن قصــد‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة أو إلكترونيــة مــن محضــر الجلســة العاديــة الثانيــة للمجلــس البلــدي لســنة ‪ 2020‬التــي انعقــدت‬
‫بتاريــخ ‪ 27‬مــاي ‪ ،2020‬إال أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة‪ ،‬مسـ ً‬
‫ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن رئيــس بلديــة العيــن بتاريــخ ‪ 03‬أوت ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص بأنــه‬
‫تـ ّـم تنزيــل محضــر الجلســة العاديــة الثانيــة للمجلــس البلــدي لســنة ‪ 2020‬علــى موقــع الــواب الرســمي للبلديــة‪.‬‬

‫والمتضمــن بالخصــوص تمســكه بحقــه فــي‬


‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى تقريــر ّ‬
‫المدعــي المدلــى بــه بتاريــخ ‪ 18‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫الحصــول علــى الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪352‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام رئيــس بلديــة العيــن بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة أو إلكترونيــة مــن محضــر‬
‫الجلســة العاديــة الثانيــة للمجلــس البلــدي لســنة ‪ 2020‬التــي انعقــدت بتاريــخ ‪ 27‬مــاي ‪ ،2020‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 21‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه مــن جهتــه أنّــه‪« :‬إذا تعلــق مطلــب النفــاذ بمعلومــة ســبق‬
‫للهيــكل المعنــي نشــرها‪ ،‬يتعيــن علــى المكلــف بالنفــاذ إعــام الطالــب بذلــك وتحديــد الموقــع الــذي تــم فيــه النشــر‪».‬‬
‫حيــث ثبــت للهيئــة باال ّطــاع علــى الموقــع االلكترونــي للجهــة المدعــى عليهــا أن هــذه أ‬
‫الخيــرة تو ّلــت فعــا نشــر الوثيقــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المطلوبــة مــن العــارض عليــه بطريقــة يســهل إســتعمالها واالطــاع عليهــا بمــا يم ّكــن العمــوم مــن اقتطاعهــا وتحميلهــا وقراءتها‬
‫رغبــوا فــي ذلــك‪.‬‬
‫بصــورة آليــة متــى ُ‬
‫وجهــت العــارض خــال التحقيــق فــي الدعــوى إلــى عنــوان الموقــع‬ ‫المدعــى عليهــا ّ‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة أن الجهــة ّ‬
‫الــذي تـ ّـم فيــه نشــر الوثيقــة المطلوبــة مــن قبلهــا وبينــت لــه مــكان وموضــع نشــرها بالموقــع االلكترونــي التابــع لهــا‪ ،‬فإنّهــا‬
‫تكــون بذلــك قــد احترمــت حقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت بذلــك فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه‬ ‫يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام الراجــع لهــا بالنظــر وفــي دعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪ ،‬أ‬
‫التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي الدعــوى‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوالً‪ :‬ختم القضية النعدام ما يستوجب النظر‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪353‬‬
‫وصــدر هــذا القـرار مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬مــارس ‪ 2021‬برئاســة الســيد‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات وعضويــة الســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة‬ ‫عدنــان أ‬
‫الخماســي وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪354‬‬
‫القرار عدد ‪ 3346‬بتاريخ ‪ 8‬جويلية ‪2021‬‬

‫جمعية «أصوات نساء» في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬وزارة العدل في شخص ممثلها‬
‫القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •نشر المعلومة على موقع الواب‪ ،‬إعالم طالب النفاذ‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 21‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه مــن جهتــه إذا تعلــق مطلــب النفــاذ بمعلومة‬
‫ســبق للهيــكل المعنــي نشــرها‪ ،‬يتعيــن علــى المكلــف بالنفــاذ إعــام الطالــب بذلــك وتحديــد الموقــع الذي‬
‫تم فيــه النشــر‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا وجهــت العارضــة‬


‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن الجهــة ّ‬
‫إلــى الموقــع الــذي تـ ّـم فيــه نشــر المعطيــات المطلوبــة مــن قبلهــا محترمــة بذلــك حقهــا فــي الحصــول‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي الدعــوى‪.‬‬‫علــى المعلومــة‪ ،‬أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 14‬أفريــل‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة العــدل وذلــك قصــد الحصــول‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3346‬والمتضمنــة أنهــا ّ‬
‫علــى نســخة ورقيــة تتضمــن ميزانيــة الــوزارة لســنة ‪ 2021‬والمتعلقــة بتطبيــق القانــون عــدد ‪ 58‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪11‬‬
‫أوت ‪ 2017‬المتعلــق بالقضــاء علــى العنــف ضــد المـرأة‪ ،‬غيــر أنــه لــم تقــع االســتجابة لمطلبهــا‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعطيــات االحصائيــة المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى‬ ‫بدعـــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 4‬مــاي ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫بأنــه تمــت االســتجابة لطلــب العارضــة مدليــة بمــا يفيــد مراســلتها فــي الغــرض بتاريــخ ‪ 19‬أفريــل وإعالمهــا بــأن المعلومــات‬
‫المطلوبــة مــن قبلهــا منشــورة علــى بوابــة وزارة العــدل ‪ www.e-justice.tn‬مــع بيــان كيفيــة الولــوج إليهــا‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد توجيــه نســخة مــن تقريــر الجهــة المدعــى عليهــا علــى العارضــة إلبــداء ملحوظاتهــا‬
‫بخصوصــه بتاريــخ ‪ 10‬جــوان ‪.2021‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪355‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزيــرة العــدل بالنيابــة بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن الحصــول‬
‫علــى نســخة ورقيــة تتضمــن ميزانيــة الــوزارة لســنة ‪ 2021‬والمتعلقــة بتطبيــق القانــون عــدد ‪ 58‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪11‬‬
‫أوت ‪ 2017‬المتعلــق بالقضــاء علــى العنــف ضـ ّـد الم ـرأة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫عليــه بالقانــون أ‬

‫المدعــى عليهــا بأنــه تمــت االســتجابة لطلــب العارضــة مدليــة بمــا يفيــد‬
‫وحيــث جوابــا علــى الدعــوى‪ ،‬أفــادت الجهــة ّ‬
‫مراســلتها فــي الغــرض بتاريــخ ‪ 19‬أفريــل وإعالمهــا بــأن المعلومــات المطلوبــة مــن قبلهــا منشــورة علــى بوابــة وزارة العــدل‬
‫‪ www.e-justice.tn‬مــع بيــان كيفيــة الولــوج إليهــا‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 21‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه مــن جهتــه إذا تعلــق مطلــب النفــاذ بمعلومــة ســبق للهيــكل‬
‫المعنــي نشــرها‪ ،‬يتعيــن علــى المكلــف بالنفــاذ إعــام الطالــب بذلــك وتحديــد الموقــع الــذي تــم فيــه النشــر‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا وجهــت العارضــة إلــى الموقــع‬


‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الــذي تـ ّـم فيــه نشــر المعطيــات المطلوبــة مــن قبلهــا محترمــة بذلــك حقهــا فــي الحصــول علــى المعلومــة‪ ،‬المــر الــذي يتجــه‬
‫معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي الدعــوى‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬انعدام ما يستوجب النظر في الدعوى‪.‬‬


‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪356‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 8‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورفيــق بــن عبــد‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس ورقيــة الخماســي ومنــى ّ‬
‫اللــه وخالــد الســامي وهاجــر الطرابلســي ومحمــد القســنطيني‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪357‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:22‬‬
‫تحصــل عليهــا طالــب النفــاذ منقوصــة‪ ،‬فإنــه علــى‬
‫إذا ثبــت أن المعلومــة التــي ّ‬
‫الهيــاكل المعنيــة تمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة والتوضيحــات الالزمــة‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 2018‬بتاريخ ‪ 11‬فيفري‪:2021‬‬

‫ح‪.‬ط ‪ /‬المندوبية الجهوية للتنمية الفالحية بأريانة في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة‪ ،‬معلومة منقوصة‪ ،‬إتمام البيانات والمعلومة المنقوصة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن المعلومــة التــي‬


‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 22‬مــن القانــون ســالف الذكــر أنّــه‪« :‬إذا ثبــت ّ‬
‫تحصــل عليهــا طالــب النفــاذ منقوصــة‪ ،‬فإنّــه علــى الهيــاكل المعنيــة تمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة‬
‫ّ‬
‫والتوضيحــات الالزمــة‪.‬‬

‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا بخصــوص تضمــن الوثائــق المطلوبــة لمعطيــات‬
‫شــخصية‪ ،‬فــإن قائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي وكميــة العلــف‬
‫الداريــة العاديــة المتصلــة بتســيير المرفــق‬
‫المدعــم المخصصــة لــكل مربــي تعتبــر مــن قبيــل المعطيــات إ‬
‫العمومــي وهــي قابلــة بصفتهــا تلــك للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 08‬جــوان ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2018‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى المندوبيــة الجهويــة للتنميــة الفالحية‬
‫بأريانــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن قائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة‬
‫الندلــس وقائمــة‬ ‫الســداري متضمنــة لعــدد المواشــي والكميــة المخصصــة لــكل مربــي بعمــادة بوحنــش مــن معتمديــة قلعــة أ‬
‫مــزودي مــادة الســداري بعمــادة بوحنــش معتمديــة قلعــة االندلــس وكميــة الســداري المخصصــة لــكل مــزود بمعتمديــة قلعــة‬
‫الندلــس والكشــف الشــهري لتوزيــع مــا ّدة الســداري بعمــادة بوحنــش لشــهر أفريــل ‪ ،2020‬غيــر أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه‬ ‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن المندوبيــة الجهــوي للتنميــة الفالحيــة بأريانــة بتاريــخ ‪ 02‬جويليــة ‪2020‬‬
‫اللكترونــي بتاريــخ ‪ 10‬جــوان ‪2020‬‬ ‫والمتضمــن بالخصــوص أنّهــا تولــت إجابــة العــارض علــى مطلبــه عــن طريــق البريــد إ‬ ‫ّ‬
‫ومدتــه بالمعلومــات المطلوبــة‪ ،‬كمــا أعلمتــه بأنّــه يتعــذّ ر عليهــا مـ ّـده بقائمــة فــي أســماء المربيــن المتمتعيــن بالدعــم فــي‬
‫ّ‬
‫مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي التــي يمتلكونهــا حفاظــا علــى حقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪359‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى تقريــر العــارض المدلــى بــه بتاريــخ ‪ 25‬جــوان ‪ 2020‬والــذي أفــاد فيــه بأنّــه ّ‬
‫توصــل بــر ّد علــى مطلــب‬
‫النفــاذ مــن المندوبيــة الجهويــة للتنميــة الفالحيــة بأريانــة‪ ،‬غيــر أنّهــا امتنعــت عــن مـ ّـده بقائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم‬
‫فــي مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي وكميــة المعلــف المدعــم المخصصــة لــكل مربــي بعمــادة بوحنــش مــن معتمديــة قلعــة‬
‫أن هــذه المعطيــات يجــب أن تنشــر ّأول كل شــهر طبقــا لمنشــور وزيــر الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد‬ ‫االندلــس‪ ،‬رغــم ّ‬
‫البحــري عــدد ‪ 23‬لســنة ‪ ،2018‬طالبــا تمكينــه مــن الوثيقــة المذكــورة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام المندوبيــة الجهــوي للتنميــة الفالحيــة بأريانــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن‬
‫العــارض مــن قائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري متضمنــة لعــدد المواشــي والكميــة المخصصــة لــكل‬
‫الندلــس وقائمــة مــزودي مــادة الســداري بعمــادة بوحنــش معتمديــة قلعــة‬ ‫مربــي بعمــادة بوحنــش مــن معتمديــة قلعــة أ‬
‫الندلــس والكشــف الشــهري لتوزيــع مــا ّدة الســداري‬ ‫الندلــس وكميــة الســداري المخصصــة لــكل مــزود بمعتمديــة قلعــة أ‬ ‫أ‬
‫بعمــادة بوحنــش لشــهر أفريــل ‪ ،2020‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬

‫وحيــث أفــادت المندوبيــة الجهويــة للتنميــة الفالحيــة بأريانــة فــي نطــاق ر ّدهــا عــن الدعــوى بأنّهــا تولــت إجابــة العــارض‬
‫ومدتــه بالمعلومــات المطلوبــة‪ ،‬كمــا أعلمتــه بأنّــه يتعــذّ ر‬
‫اللكترونــي بتاريــخ ‪ 10‬جــوان ‪ّ 2020‬‬ ‫علــى مطلبــه عــن طريــق البريــد إ‬
‫عليهــا مـ ّـده بقائمــة فــي أســماء المربيــن المتمتعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي التــي يمتلكونهــا حفاظــا علــى‬
‫حقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية‪.‬‬

‫توصــل بــر ّد علــى مطلــب النفــاذ مــن المندوبيــة الجهويــة للتنميــة الفالحيــة بأريانــة‪ ،‬غيــر‬
‫وحيــث أفــاد العــارض بأنّــه ّ‬
‫أنّهــا امتنعــت عــن مـ ّـده بقائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي وكميــة العلــف المدعــم‬
‫أن هــذه المعطيــات يجــب أن تنشــر ّأول كل‬ ‫أ‬
‫المخصصــة لــكل مربــي بعمــادة بوحنــش مــن معتمديــة قلعــة الندلــس‪ ،‬رغــم ّ‬
‫شــهر طبقــا لمنشــور وزيــر الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري عــدد ‪ 23‬لســنة ‪ ،2018‬طالبــا تمكينــه مــن الوثيقــة‬
‫المذكــورة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪360‬‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫توصــل العــارض أثنــاء التحقيــق فــي الدعــوى علــى وثيقــة تتضمــن قائمــة مــزودي مــادة الســداري بمعتمديــة‬
‫وحيــث ّ‬
‫الندلــس وكميــة الســداري المخصصــة لــكل مــزود بمعتمديــة قلعــة أ‬
‫الندلــس والكشــف الشــهري لتوزيــع مــا ّدة الســداري‬ ‫قلعــة أ‬
‫بعمــادة بوحنــش لشــهر أفريــل ‪2020‬‬

‫المدعــى عليهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت‬


‫ـإن الجهــة ّ‬ ‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة توصــل العــارض بالوثيقــة المذكــورة فـ ّ‬
‫حقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت بذلــك فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق‬
‫ممــا يتجــه معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬ ‫العــام الراجــع لهــا بالنظــر‪ّ ،‬‬
‫وحيــث طلــب العــارض كذلــك الحصــول علــى قائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري متضمنــة لعــدد‬
‫المواشــي وكميــة العلــف المدعــم المخصصــة لــكل مربــي‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫تحصــل عليهــا‬
‫أن المعلومــة التــي ّ‬‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 22‬مــن القانــون ســالف الذكــر أنّــه‪« :‬إذا ثبــت ّ‬
‫طالــب النفــاذ منقوصــة‪ ،‬فإنّــه علــى الهيــاكل المعنيــة تمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة والتوضيحــات الالزمــة‪».‬‬

‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬

‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا بخصــوص تضمــن الوثائــق المطلوبــة لمعطيــات شــخصية‪ ،‬فــإن‬
‫قائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي وكميــة العلــف المدعــم المخصصــة لــكل مربــي تعتبر‬
‫الداريــة العاديــة المتصلــة بتســيير المرفــق العمومــي وهــي قابلــة بصفتهــا تلــك للنفــاذ إليهــا‪.‬‬
‫مــن قبيــل المعطيــات إ‬
‫أن إتاحــة المعلومــات المطلوبــة للعــارض مــن شــأنه أن يســاهم فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة‬ ‫وحيــث ّ‬
‫ممــا يتجــه معــه بالتالــي قبــول الدعــوى فــي هــذا الخصــوص‬ ‫أ‬
‫وفــي دعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون‪ّ ،‬‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن نســخة مــن قائمــة المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة‬
‫والســتجابة للطلبــات وإل ـزام الجهــة ّ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫الســداري وعــدد المواشــي وكميــة العلــف المدعــم المخصصــة لــكل مربــي بعمــادة بوحنــش مــن معتمديــة قلعــة الندلــس‬
‫وبانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا يتعلــق بالفــروع التــي ّتمــت االســتجابة فــي خصوصهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪361‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫أوالً‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال ً وفــي الصــل بإل ـزام المندوبــة الجهويــة للتنميــة الفالحيــة بأريانــة بتمكيــن ّ‬
‫المدعــي مــن‬ ‫ّ‬
‫نســخة ورقيــة مــن قائمــة فــي أســماء المربيــن المنتفعيــن بالدعــم فــي مــا ّدة الســداري وعــدد المواشــي التــي يمتلكونهــا وكميــة‬
‫الندلــس‪ ،‬وبانعــدام مــا يســتوجب‬ ‫العلــف المدعــم المخصصــة لــكل مربــي علــى حــدة بعمــادة بوحنــش مــن معتمديــة قلعــة أ‬
‫ّ‬
‫النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 11‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة‬‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الخماســي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪362‬‬
‫القرار عدد ‪ 2376‬بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪2021‬‬

‫م‪.‬ح ‪ /‬والي منوبة‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة‪ ،‬معلومة منقوصة‪ ،‬إتمام البيانات والمعلومة المنقوصة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن المعلومــة التــي تحصــل‬‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 22‬مــن القانــون المذكــور أنّــه فــي حالــة ثبــوت ّ‬ ‫ُ‬
‫عليهــا طالــب النفــاذ منقوصــة‪ ،‬فإنّــه يتع ّيــن علــى الهيــاكل المعنيــة تمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة‬
‫والتوضيحــات الالزمــة‪.‬‬

‫أن الجهــة المدعــى عليهــا قدمــت معلومــة منقوصــة فيمــا‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫يتع ّلــق بنســخة مــن محضــري اجتمــاع اللجنــة الجهويــة االستشــارية للنقــل بتاريــخ ‪ 02‬أكتوبــر ‪2019‬‬
‫الجــرة «لــواج»‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذ ي يتع ّيــن معــه إلزامهــا بتمكينــه‬ ‫وبتاريــخ ‪ 04‬ديســمبر ‪ 2019‬فــي عالقــة بقطــاع أ‬
‫مــن المعطيــات التكميليــة‪.‬‬

‫والمرســمة تحــت‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 22‬ســبتمبر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّـ ُـه تقـ ّـدم بـــمطلب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى والــي منوبــة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن‬
‫ّ‬ ‫عــدد ‪2376‬‬
‫محاضــر جلســات اللجنــة االستشــارية الجهويــة للنقــل المنعقــدة منــذ ســنة ‪ 2018‬إلــى غايــة ‪ 17‬جانفــي ‪ 2020‬فــي عالقــة‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بقطــاع الجــرة «لــواج»‪ّ ،‬إل أنّـ ُـه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫ممــا دفعـ ُـه للقيــام بدعــوى الحــال‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬‫طالبــا إلـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعلومــة المطلوبــة إســتنادا إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫والمتضمــن بالخصــوص‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريريــن ُ‬
‫المدلــى بــه مــن قبــل والــي منوبــة بتاريــخ ‪ 02‬نوفمبــر ‪2020‬‬
‫أن اللجنــة االستشــارية الجهويــة للنقــل عقــدت عــدد ‪ 14‬اجتمــاع خــال الفتــرة المذكــورة‪ ،‬مدليــا بنســخة ورقيــة مــن جلســات‬
‫الجــرة «لــواج»‪ ،‬وبتاريــخ ‪ 16‬نوفمبــر ‪ ،2020‬والمتضمــن أ‬
‫بالســاس نســخة مــن‬ ‫اللجنــة المذكــورة فــي عالقــة بقطــاع ســيارات أ‬
‫المدعــى عليهــا إلــى العــارض والتــي أفــاد بخصوصهــا أن اللجنــة االستشــارية للنقــل عقــدت‬
‫المراســلة الموجهــة مــن الجهــة ّ‬
‫‪ 12‬اجتمــاع‪.‬‬
‫الطلاع علـى التقريـر المدلـى بـه مـن قبـل العـارض بتاريـخ ‪ 03‬ديسـمبر ‪ ،2020‬والذي تمسـك فيه بالحصـول على‬
‫وبعـد إ‬
‫نسـخة مـن ورقيـة من محاضر جلسـات اللجنة االستشـارية الجهويـة للنقل المنعقدة منذ سـنة ‪ 2018‬إلى غايـة ‪ 17‬جانفي ‪2020‬‬
‫الجرة «لـواج»‪ ،‬وخاصة الجلسـة المنعقـدة بتاريخ ‪ 04‬ديسـمبر ‪ 2019‬والجـدول المصاحب لها‪.‬‬ ‫فـي عالقـة بقطـاع أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪363‬‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء اجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام والــي منوبــة بتمكيــن العــارض نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات اللجنة االستشــارية‬ ‫ـدف ّ‬‫ـث تهـ ُ‬ ‫حيـ ُ‬
‫أ‬
‫الجهويــة للنقــل المنعقــدة منــذ ســنة ‪ 2018‬إلــى غايــة ‪ 17‬جانفــي ‪ 2020‬فــي عالقــة بقطــاع الجــرة «لــواج»‪ ،‬إســتنا ًدا إلــى حقــه‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى‪ ،‬أن اللجنــة االستشــارية الجهويــة للنقــل عقــدت ‪ 14‬اجتمــاع‬ ‫ـث أفــاد والــي منوبــة‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫خــال الفتــرة المذكــورة‪ ،‬مدليــا بنســخة ورقيــة مــن جلســات اللجنــة المذكــورة فــي عالقــة بقطــاع ســيارات الجــرة «لــواج»‪،.‬‬
‫وأنــه ّتمــت مراســلة العــارض فــي الغــرض وتمكينــه مــن نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬والتــي تضمنــت أن اللجنــة االستشــارية‬
‫للنقــل عقــدت ‪ 12‬اجتمــاع منــذ ســنة ‪ 2018‬إلــى غايــة ‪ 17‬جانفــي ‪ ،2020‬مدليــا بمــا يفيــد ذلــك‪ ،‬والمظــروف نســخة منــه بملــف‬
‫القضيــة‪.‬‬

‫وحيث نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬
‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقًــا‬ ‫ً‬ ‫يعــد حقــا‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬ ‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون أ‬
‫إ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبـ ْ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫ـض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أنّــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن ير ُفـ َ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬ ‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫أن والــي منوبــة اســتجاب أثنــاء التحقيــق فــي الدعــوى إلــى طلــب العــارض‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫ومكّ نــه مــن الحصــول علــى ‪ 12‬محضــر اجتمــاع لللجنــة االستشــارية الجهويــة للنقــل المنعقــدة منــذ ســنة ‪ 2018‬إلــى غايــة ‪17‬‬
‫الجــرة «لــواج»‪ ،‬فإنــه يكــون بذلــك قــد احتــرم حقــه فــي الحصــول علــى المعلومــة أ‬
‫المــر‬ ‫جانفــي ‪ 2020‬فــي عالقــة بقطــاع أ‬

‫ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن معــه ختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪364‬‬
‫ـث اقتضــى الفصــل ‪ 22‬مــن القانــون المذكــور أنّــه فــي حالــة ثبــوت ّ‬
‫أن المعلومــة التــي تحصــل عليهــا طالــب النفــاذ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫يتعيــن علــى الهيــاكل المعنيــة تمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة والتوضيحــات الالزمة‪.‬‬
‫منقوصــة‪ ،‬فإنّــه ّ‬
‫أن الجهــة المدعــى عليهــا قدمــت معلومــة منقوصــة فيمــا يتع ّلــق بنســخة‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫مــن محضــري اجتمــاع اللجنــة الجهويــة االستشــارية للنقــل بتاريــخ ‪ 02‬أكتوبــر ‪ 2019‬وبتاريــخ ‪ 04‬ديســمبر ‪ 2019‬فــي عالقــة‬
‫يتعيــن معــه إلزامهــا بتمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بقطــاع الجــرة «لــواج»‪ ،‬المــر الــذ ي ّ‬
‫أن حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة مــن محضــري جلســات اللجنــة االستشــارية الجهويــة للنقــل المنعقــدة‬ ‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫يتاريــخ بتاريــخ ‪ 02‬أكتوبــر ‪ 2019‬وبتاريــخ ‪ 04‬ديســمبر ‪ 2019‬فــي عالقــة بقطــاع الجــرة «لــواج»‪ ،‬ليــس مــن شــأنه المســاس‬
‫باالســتثناءات المذكــورة بالقانــون المذكــور‪.‬‬

‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض وذلــك بإلـزام والــي منوبــة بتمكينــه‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجــه‬
‫وحيـ ُ‬
‫مــن نســخة ورقيــة مــن محضــري اجتمــاع اللجنــة الجهويــة االستشــارية للنقــل بتاريــخ ‪ 02‬أكتوبــر ‪ 2019‬وبتاريــخ ‪ 04‬ديســمبر‬
‫‪ ،2019‬بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام والــي منوبــة بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن قائمــة محضــري‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اجتمــاع اللجنــة الجهويــة االستشــارية للنقــل بواليــة منوبــة بتاريــخ ‪ 02‬أكتوبــر ‪ 2019‬وبتاريــخ ‪ 04‬ديســمبر ‪ 2019‬فــي عالقــة‬
‫بقطــاع أ‬
‫الجــرة «لــواج»‪ ،‬وبانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫المنعقــدة بتاريــخ ‪ 2021‬برئاســة السـ ّـيد عدنــان‬


‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته ُ‬
‫ورقيــة الخماســي ومحمــد القســنطيني‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ّ‬‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪365‬‬
‫القرار عدد ‪ 3210‬بتاريخ ‪ 23‬جويلية ‪2021‬‬

‫ص‪.‬ب‪.‬ص ‪ /‬الشركة الوطنية للسكك الحديدية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة‪ ،‬معلومة منقوصة‪ ،‬إتمام البيانات والمعلومة المنقوصة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫تحصـل عليهـا طالـب النفاذ‬


‫وحيـث إقتضـى الفصـل ‪ 22‬مـن ذات القانـون أنـه إذا ثبـت أن المعلومـة التـي ّ‬
‫منقوصـة‪ ،‬فإنـه علـى الهيـاكل المعنيـة تمكينـه مـن المعطيـات التكميليـة والتوضيحـات الالزمة‪.‬‬

‫المدعـى عليهـا العـارض مـن الوثائق‬


‫وحيـث ثبـت للهيئـة مـن مظروفـات الملـف أنّـه ولئـن مكّ نـت الشّ ـركة ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المطلوبـة إال ّ أنّهـا كانـت منقوصـة مـن المالحـق التـي تعتبـر جـزءا ال يتجـزأ مـن النظـام الساسـي للعـوان‪.‬‬

‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 25‬مــارس ‪ 2021‬والمرســمة بكتابــة‬ ‫الدعــوى المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3210‬والمتضمنــة أنّــه تقــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة‬
‫الساســي ألعــوان الشــركة الوطنيــة للســكك الحديديــة‬ ‫للســكك الحديديــة قصــد الحصــول علــى نســخة إلكترونيــة مــن النظــام أ‬
‫والجـراءات التأديبيــة‪ ،‬غيــر أنّــه تلــق ر ّدا منقوصــا مــن‬
‫ونســخة مــن الترتيــب الداخلــي المتعلــق بســير أعمــال لجنــة التحقيــق إ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن بقيــة‬‫الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫الوثائــق المنقوصــة مســتندا فــي ذلــك إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه صلــب أحــكام القانــون الساســي‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه قبــل الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة للســكك الحديديــة والمتضمــن‬ ‫وبعــد إ‬
‫أ‬
‫بالخصــوص أنّــه تـ ّـم تمكيــن العــارض مــن نســخة إلكترونيــة مــن النظــام الساســي الخــاص بأعــوان الشــركة والترتيــب الداخلــي‬
‫أن‬
‫اللكترونــي للشــركة‪ ،‬مضيفــا ّ‬ ‫والجـراءات التأديبيــة الموجــودة علــى الموقــع إ‬ ‫المتعلــق بســير أعمــال لجنــة التحقيــق الداخلــي إ‬
‫أ‬
‫العــارض تف ّطــن إلــى عــدم وجــود بعــض الصفحــات مــن النظــام الساســي وطالــب بهــا وتـ ّـم تمكينــه منهــا كمــا تـ ّـم إشــعار‬
‫اللكترونيــة المنشــورة بموقــع الشــركة‪ ،‬مؤكــدا أنّــه تـ ّـم تمكيــن العــارض‬ ‫المصالــح المعنيــة لتــدارك النقــص الموجــود بالنســخة إ‬
‫الضافيــة دون غيــره مــن المالحــق التــي لــم يطلبهــا‪.‬‬‫أيضــا مــن الملحــق المتعلــق بالســاعات إ‬
‫أن إق ـراره‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 7‬جــوان ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫والج ـراءات التأديبيــة بمــا فــي ذلــك جميــع‬
‫بتســلم كامــل النــص الترتيبــي المتعلــق بســير أعمــال لجنــة التحقيــق الداخلــي إ‬
‫الساســي ألعــوان الشــركة دون المالحــق والتــي تعتبــر جــزءا ال يتجـزأ مــن‬
‫مالحقــه‪ ،‬فــي حيــن أنهــا مكنتــه فقــط مــن النظــام أ‬
‫ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪366‬‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن جميــع المالحــق‬ ‫أ‬
‫النظــام الساســي موضــوع طلــب النفــاذ طالبــا علــى أســاس ذلــك إلـزام الجهــة ّ‬
‫المذكــورة بالنظــام أ‬
‫الساســي والمتممــة لــه‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يُفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة للســكك الحديديــة بتمكيــن العــارض‬
‫ـث تهــدف ّ‬‫حيـ ُ‬
‫الساســي ألعــوان الشــركة الوطنيــة للســكك الحديديــة ونســخة مــن الترتيــب الداخلــي‬ ‫مــن نســخة إلكترونيــة مــن النظــام أ‬
‫والجـراءات التأديبيــة‪ ،‬وذلــك إســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫المتعلــق بســير أعمــال لجنــة التحقيــق إ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد علــى الدعــوى‪ ،‬أنّــه تـ ّـم تمكيــن العــارض مــن نســخة إلكترونيــة‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫والجـراءات‬ ‫أ‬
‫مــن النظــام الساســي الخــاص بأعــوان الشــركة والترتيــب الداخلــي المتعلــق بســير أعمــال لجنــة التحقيــق الداخلــي إ‬
‫أن العــارض تف ّطــن إلــى عــدم وجــود بعــض الصفحــات مــن‬ ‫اللكترونــي للشــركة‪ ،‬مضيفــا ّ‬ ‫التأديبيــة الموجــودة علــى الموقــع إ‬
‫الساســي وطالــب بهــا وتـ ّـم تمكينــه منهــا كمــا تـ ّـم إشــعار المصالــح المعنيــة لتــدارك النقــص الموجــود بالنســخة‬ ‫النظــام أ‬
‫الضافيــة دون‬‫اللكترونيــة المنشــورة بموقــع الشــركة‪ ،‬مؤكــدا أنّــه تـ ّـم تمكيــن العــارض أيضــا مــن الملحــق المتعلــق بالســاعات إ‬ ‫إ‬
‫غيــره مــن المالحــق التــي لــم يطلبهــا‪.‬‬

‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في إ‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يُعـ ُّـد ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫لعــل أبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى‬‫عــدة اهــداف ّ‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة مــن أجــل تحقيــق ّ‬
‫أ‬
‫التصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون‪.‬‬

‫النــف الذكــر‪ ،‬أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب‬ ‫الساســي آ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت‬
‫ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪367‬‬
‫ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة‬
‫لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫تحصــل عليهــا طالــب النفــاذ منقوصــة‪،‬‬


‫وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 22‬مــن ذات القانــون أنــه إذا ثبــت أن المعلومــة التــي ّ‬
‫فإنــه علــى الهيــاكل المعنيــة تمكينــه مــن المعطيــات التكميليــة والتوضيحــات الالزمــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا العــارض مــن الوثائــق المطلوبــة‬


‫الشــركة ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف أنّــه ولئــن مكّ نــت ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫إال ّ أنّهــا كانــت منقوصــة مــن المالحــق التــي تعتبــر جــزءا ال يتجـزأ مــن النظــام الساســي للعــوان‪.‬‬

‫أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي‬ ‫أن حصــول العــارض علــى نســخة مــن بقيــة الوثائــق المنقوصــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫ـإن حصولــه علــى هــذه الوثائــق إنّمــا‬ ‫أ‬
‫ضــرر بالمــن العــام أو الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العمومــي للنقــل ومراقبــة حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا اســتجابت لطلــب‬‫أن الجهــة ّ‬ ‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫الساســي ألعــوان الشــركة الوطنيــة للســكك الحديديــة ونســخة مــن‬ ‫العــارض ومكنتــه مــن بنســخة إلكترونيــة مــن النظــام أ‬
‫والج ـراءات التأديبيــة‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت ح ّقــه فــي‬
‫الترتيــب الداخلــي المتعلــق بســير أعمــال لجنــة التحقيــق إ‬
‫الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام‬
‫الراجــع لهــا بالنظــر ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح‬ ‫ّ‬
‫بانعــدام مــا يســتوجب النظــر مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫الدعــوى وإلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة‬


‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬التصريــح بقبــول ّ‬
‫الساســي ألعــوان‬‫الوطنيــة للســكك الحديديــة بتســليم العــارض نســخة الكترونيــة مــن جميــع المالحــق المذكــورة بالنظــام أ‬
‫والمتممــة لــه و بإنعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الشــركة‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة للســكك الحديديــة بتســليم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والمتممــة لــه وبإنعــدام مــا‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫العــارض نســخة إلكترونيــة مــن جميــع المالحــق المذكــورة بالنظــام الساســي لعــوان الشــركة‬
‫ّ‬
‫يســتوجب النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك ثانيــا‪ :‬توجيــه نُســخة مــن هــذا الق ـرار إلــى الطرفيــن‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬‫ّ‬
‫الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪368‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:23‬‬
‫ـكل شــخص الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بصفــة مجانيــة‪ ،‬وإذا كان توفيــر‬ ‫لـ ّ‬
‫المعلومــة يقتضــي جملــة مــن المصاريــف‪ ،‬يتــم إعــام صاحــب المطلــب مســبقا‬
‫تحملها‬
‫بضــرورة دفــع مقابــل علــى أن ال يتجــاوز ذلــك المصاريــف الحقيقيــة التــي ّ‬
‫الهيــكل المعنــي‪.‬‬
‫وال يتم تسليم الوثائق المطلوبة إال عند تسليم ما يفيد دفع ذلك المقابل‪.‬‬

‫الفصل ‪:24‬‬
‫ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك‬
‫يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدولية‬ ‫ّ‬
‫فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه‬
‫الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة و‬
‫تكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء‬
‫كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن‬
‫المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫وفــي صــورة الرفــض يتـ ّـم إعــام طالــب النفــاذ بذلــك بجــواب مع ّلــل‪ ،‬وينتهــي‬
‫مفعــول الرفــض بــزوال أســبابه المبينــة فــي الجــواب علــى مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1861‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫الساسية للديوان الوطني للصناعات التقليدية في شخص ممثلها القانوني ‪/‬‬ ‫النقابة أ‬
‫الرئيس المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •قوائم إسمية‪ ،‬حياة مهنية‪ ،‬تاريخ إنتداب‪ ،‬تاريخ الترسيم‪ ،‬مستوى تعليمي‪ ،‬معطيات شخصية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن المعطيــات‬‫وحيــث يتب ّيــن بعــد اطــاع الهيئــة علــى الوثائــق المدلــى بهــا‪ ،‬موضــوع مطلــب ال ّنفــاذ‪ّ ،‬‬
‫المتصلــة بالحيــاة المهنيــة للموظفيــن والمتمثلــة فــي تواريــخ االنتــداب والترســيم والمســتوى التعليمــي‬
‫والصنــف والخطــة الوظيفيــة‪...‬ال تعتبــر مــن المعطيــات الشــخصية الواجــب حمايتهــا مثلمــا ذهبــت إليــه‬
‫إن اطّــاع ّ‬
‫المدعيــة علــى هــذه القائمــات وحصولهــا علــى نســخة منهــا يســاهم‬ ‫المدعــى عليهــا‪ ،‬بــل ّ‬
‫الجهــة ّ‬
‫بصفــة مباشــرة فــي تحقيــق أهــداف القانــون الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلق‬
‫بتنفيــذ أنظمــة الترقيــات والمناظـرات الداخليــة داخــل الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1861‬وا ّلتــي تفيــد أنّهــا تق َّدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام للديــوان‬
‫الوطنــي للصناعــات التقليديــة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫والصنف ‪ 4‬بعنوان سنة ‪،2019‬‬ ‫–قائمات الترقية في ّ‬


‫الصنف ‪ّ 2‬‬ ‫ ‬
‫الولى والثانية والثالثة بعنوان ‪،2019‬‬‫ –قائمات التدرج بالجدارة ل ّلجان المتناصفة أ‬
‫ّ‬
‫المندوبيــة‪ ،‬تاريــخ االنتــداب‪ ،‬تاريــخ الدخــول‬ ‫الدارة أو‬ ‫ –قائمــة محينــة فــي أ‬
‫ّ‬ ‫متضمنــة االســم واللقــب‪ ،‬إ‬
‫ّ‬ ‫العــوان واالطــارات‬ ‫ّ‬
‫الســلم‪ ،‬الخ ّطــة الوظيفيــة وتاريخهــا‪.‬‬
‫الســلم‪ ،‬تاريــخ ّ‬
‫فــي الصنــف‪ّ ،‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫ـتندة فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مسـ ً‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعـد االطلاع علـى التقريـر المدلـى به مـن قبل الرئيـس المدير العـام للديـوان الوطني للصناعـات التقليديـة بتاريخ ‪14‬‬
‫«أن المعطيات الشـخصية هي ّكل‬ ‫أن الفصـل ‪ 4‬مـن قانـون المعطيات الشـخصية اعتبـر ّ‬ ‫والمتضمـن بالخصـوص ّ‬
‫ّ‬ ‫جويليـة ‪2020‬‬
‫معرفـا أو قابلا للتعريـف بطريقـة مباشـرة أو غير مباشـرة‬
‫البيانـات مهمـا كان مصدرهـا أو شـكلها والتـي تجعـل شـخصا طبيعيـا ّ‬
‫العامـة أو المعتبـرة كذلـك قانونـا‪ ».‬ولـم يسـتثني هـذا الفصـل المعطيـات المتصلـة‬
‫باسـتثناء المعلومـات المتصلـة بالحيـاة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪370‬‬
‫أن النص‬ ‫أ‬
‫المهنيـة لعوان المؤسسـات العمومية التي ال تكتسـي صبغة غير إدارية‪ .‬وأضـاف ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالهويـة الشـخصية المنظمـة للحيـاة‬
‫القانونـي عـدد ‪ 6‬لسـنة ‪ 2004‬ألـزم ّكل شـخص مـادي أو معنـوي يقـوم بتجميـع المعطيـات الشـخصية بالقيـام بالتصريـح أو‬
‫طلـب ترخيـص مـن الهيئـة الوطنيـة لحمايـة المعطيـات الشـخصية وعـدم الحصـول علـى المعطيـات‪ّ ،‬إل مـن طرف الشـخص‬
‫نفسـه وعـدم إحالتهـا للغيـر دون موافقتـه المسـبقة وباتخـاذ التدابير الالزمـة لتأميـن المعطيات‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للصناعــات التقليديــة بتاريــخ‬
‫المتضمــن بالخصــوص االدالء بالبيانــات المطلوبة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ 6‬أوت ‪2020‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للصناعــات التقليديــة بتمكيــن العارضــة مــن‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫والصنف ‪ 4‬بعنوان سنة ‪،2019‬‬ ‫–قائمات الترقية في ّ‬


‫الصنف ‪ّ 2‬‬ ‫ ‬
‫الولى والثانية والثالثة بعنوان ‪،2019‬‬‫ –قائمات التدرج بالجدارة ل ّلجان المتناصفة أ‬
‫ّ‬
‫المندوبيــة‪ ،‬تاريــخ االنتــداب‪ ،‬تاريــخ الدخــول‬ ‫الدارة أو‬ ‫ –قائمــة محينــه فــي أ‬
‫ّ‬ ‫متضمنــة االســم واللقــب‪ ،‬إ‬
‫ّ‬ ‫العــوان واالطــارات‬
‫الســلم‪ ،‬الخ ّطــة الوظيفيــة وتاريخهــا‪.‬‬
‫الســلم‪ ،‬تاريــخ ّ‬
‫فــي الصنــف‪ّ ،‬‬
‫اســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعى عليها في نطاق ر ّدها على الدعوى بالوثائق المطلوبة‪.‬‬


‫وحيث أدلت الجهة ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪371‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المشــار إليــه أعــاه علــى أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫مشــمولة جز ًئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال ّ بعــد حجــب الجــزء‬
‫المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممك ًنــا»‪.‬‬

‫أن المعطيــات المتصلــة بالحيــاة‬ ‫يتبيــن بعــد اطــاع الهيئــة علــى الوثائــق المدلــى بهــا‪ ،‬موضــوع مطلــب ال ّنفــاذ‪ّ ،‬‬
‫وحيــث ّ‬
‫المهنيــة للموظفيــن والمتمثلــة فــي تواريــخ االنتــداب والترســيم والمســتوى التعليمــي والصنــف والخطــة الوظيفيــة‪...‬ال تعتبــر‬
‫إن ا ّطــاع ّ‬
‫المدعيــة علــى هــذه‬ ‫المدعــى عليهــا‪ ،‬بــل ّ‬
‫مــن المعطيــات الشــخصية الواجــب حمايتهــا مثلمــا ذهبــت إليــه الجهــة ّ‬
‫القائمــات وحصولهــا علــى نســخة منهــا يســاهم بصفــة مباشــرة فــي تحقيــق أهــداف القانــون الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتنفيــذ أنظمــة الترقيــات والمناظ ـرات الداخليــة داخــل الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫الخاصــة‬
‫ّ‬ ‫تتضمــن التنصيــص علــى بعــض المعطيــات الشــخصية‬ ‫أن هــذه القائمــات ّ‬ ‫وحيــث ثبــت مــن جهــة أخــرى ّ‬
‫بالمترشــحين والمتمثلــة فــي المعـ ّـرف الوحيــد وأرقــام بطاقــات التعريــف الوطنيــة ا ّلتــي ّ‬
‫يتعيــن حمايتهــا والمحافظــة علــى‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫سـ ّـريتها‪ ،‬لكــن ذلــك ال يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه القائمــات طالمــا أنّــه مــن الممكــن حجــب هــذه المعطيــات وف ًقــا لحــكام‬
‫والمضمنــة بتلــك القائمــات‬
‫ّ‬ ‫الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه دون المســاس ببقيــة المعلومــات المـراد النفــاذ إليهــا‬
‫المدعــي لــم يطلــب النفــاذ إلــى المعطيــات ذات الطابــع الشــخصي‪.‬‬ ‫وأن ّ‬‫خاصــةً ّ‬
‫المدعيــة فــي الحصــول علــى نســخة مــن القائمــات‬
‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم‪ ،‬االســتجابة لطلــب ّ‬
‫ً‬ ‫وحيــث ي ّتجــه‪،‬‬
‫المدعــى عليهــا بحجــب المعطيــات المتصلــة بالمعــرف الوحيــد وأرقــام بطاقــات التعريــف‬‫الذن للجهــة ّ‬ ‫المطلوبــة بعــد إ‬
‫الوطنيــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للديــوان الوطنــي للصناعــات التقليديــة بتمكيــن‬ ‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫ً‬
‫العارضــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫والصنف ‪ 4‬بعنوان سنة ‪،2019‬‬ ‫–قائمات الترقية في ّ‬


‫الصنف ‪ّ 2‬‬ ‫ ‬
‫ –قائمات التدرج بالجدارة ل ّلجان المتناصفة أ‬
‫الولى والثانية والثالثة بعنوان ‪،2019‬‬ ‫ّ‬
‫المندوبيــة وتاريــخ االنتــداب وتاريــخ الدخــول‬ ‫والدارة أو‬ ‫ –قائمــة محينــة فــي أ‬
‫ّ‬ ‫متضمنــة االســم واللقــب إ‬
‫ّ‬ ‫العــوان واالطــارات‬ ‫ّ‬
‫الســلم والخ ّطــة الوظيفيــة وتاريخهــا مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‬
‫والســلم وتاريــخ ّ‬
‫فــي الصنــف ّ‬
‫والمتمثلــة فــي المعـ ّـرف الوحيــد وأرقــام بطاقــات التعريــف الوطنيــة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪372‬‬
‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 1‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الدهــان وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪373‬‬
‫القرار عدد ‪ 1863‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري‪:2021‬‬

‫ن‪.‬ر ‪ /‬وزارة التجارة وتنمية الصادرات في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •محاضر جلسات‪ ،‬لجان مناظرة‪ ،‬إسناد أعداد‪ ،‬أعمال تحضيرية‪ ،‬أعمال داخلية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫ـتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى اعتبــار أن محاضــر الجلســات التــي تعقدهــا مختلــف الهيــاكل‬‫وحيــث اسـ ّ‬
‫الخاضعــة للقانــون عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫العمــال الداخليــة حســب‬ ‫المعلومــة ال تعتبــر مــن الوثائــق الســرية الواجــب حمايتهــا وإن كانــت مــن أ‬
‫تعبيــر الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬خاصــة وأنّهــا ال تحتــوي علــى معطيــات شــخصية‪ ،‬فضــا عــن مالحظــات‬
‫الرئيــس المباشــر للعــارض المرفقــة بتقريــر ترشــحه والمتعلقــة بــه شــخصيا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫والمتضمنــة أنــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة التجــارة وتنميــة الصــادرات بتاريــخ ‪11‬‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪1863‬‬
‫ديســمبر ‪ 2019‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–محاضــر جلســات لجــان المناظــرة الداخليــة لالرتقــاء إلــى رتبــة متفقــد رئيــس للمراقبــة االقتصاديــة لســنوات ‪ 2015‬و‪2016‬‬ ‫ ‬
‫و‪2017‬و‪ 2018‬المتضمنــة لمعاييــر التقييــم وضواربها‪،‬‬

‫–‪ ‬وثيقــة إســناد العــدد التقييمــي مفصــا حســب المعاييــر المضبوطــة بالفصــل ‪ 6‬مــن قـرار وزيــرة التجــارة لـــ ‪ 05‬ديســمبر‬ ‫ ‬
‫‪ 2014‬وهــي‪ :‬تنظيــم العمــل‪ ،‬نوعيــة الخدمة‪ ،‬أعمــال التكويــن والتأطيــر والبحــوث واالعمــال المنجــزة لســنة ‪،2018‬‬

‫–مالحظــات الرئيــس المباشــر المصاحبــة لتقريــر ترشــحه للمناظــرة الداخليــة لالرتقــاء إلــى خطــة متفقــد رئيــس للمراقبــة‬ ‫ ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة قصــد‬ ‫االقتصاديــة بعنــوان ســنة ‪ ،2018‬غيــر أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬
‫إل ـزام الجهــة ّ‬
‫‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 26‬مــاي ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫أن محاضــر جلســات لجــان المناظ ـرات الداخليــة تعتبــر مــن االعمــال الداخليــة وال يمكــن تســليم نســخة منهــا إال للســلطة‬ ‫ّ‬
‫القضائيــة المختصــة باعتبارهــا تتضمــن مــداوالت اللجــان حــول المناظــرة وتفاصيلهــا والمعطيــات الشــخصية للمترشــحين‬
‫الدارة حمايتهــا‪ .‬أمــا فــي خصــوص معاييــر التقييــم وضواربهــا للســنوات ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ 2018‬فإنهــا‬ ‫ومــن واجــب إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪374‬‬
‫غيــر مضبوطــة بقـرار تنظيــم المناظــرة «بــل إن لجنــة المناظــرة تتولــى تقييــم الملفــات المعروضــة وإســناد عــدد لــكل مترشــح‬
‫يت ـراوح بيــن ‪ 0‬و‪ 20‬وبالتالــي فهــي غيــر ملزمــة بــأي معاييــر أو ضــوارب مســبقة‪ .‬كمــا أضــاف بخصــوص مالحظــات رئيســه‬
‫الدارة‪.‬‬
‫المباشــر المرفقــة بتقريــر الترشــح فإنــه ال يمكــن مـ ّـده بهــا اعتبــارا لواجــب التحفــظ المحمــول علــى إ‬
‫وبعــد االطــاع علــى تقريــر العــارض الــوارد بتاريــخ ‪ 12‬جــوان ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص تمســكه بالحصــول علــى‬
‫محاضــر الجلســات وأن طلبــه ينحصــر فــي معاييــر التقييــم وضواربهــا فقــط‪ ،‬كمــا تمســك بطلبــه بخصــوص الوثيقــة التفصيلية‬
‫إلســناد العــدد التقييمــي حســب المعاييــر المضبوطــة بق ـرار ضبــط كيفيــة تنظيــم المناظــرة خاصــة وأنــه تــم تمكينــه مــن‬
‫بالضافــة إلــى حصولــه علــى مالحظــات رئيســه المباشــر‬
‫الجــدول التفصيلــي الخــاص بــه المعتمــد مــن طــرف لجنــة المناظــرة إ‬
‫أ‬
‫المرفقــة بتقريــر الترشــح باعتبارهــا مــن حقــه كعــون عمومــي فــي االطــاع علــى كل مــا يتعلــق بتقييــم أدائــه وفقــا لحــكام‬
‫الساســي العــام ألعــوان‬‫الساســي عــدد ‪ 112‬لســنة ‪ 1983‬المــؤرخ فــي ‪ 12‬ديســمبر ‪ 1983‬المتعلــق بضبــط النظــام أ‬ ‫القانــون أ‬
‫الداريــة‪.‬‬
‫الدولــة و الجماعــات العموميــة المحليــة و المؤسســات العموميــة ذات الصبغــة إ‬
‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام وزارة التجــارة وتنميــة الصــادرات فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العــارض‬
‫مــن الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات لجــان المناظــرة الداخليــة لالرتقــاء إلــى رتبــة متفقــد رئيــس للمراقبــة‬
‫االقتصاديــة لســنوات ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪2017‬و‪ 2018‬المتضمنــة لمعاييــر التقييــم وضواربهــا و‪ ‬وثيقــة إســناد العــدد التقيمــي‬
‫مفصــا حســب المعاييــر المضبوطــة بالفصــل ‪ 6‬مــن قـرار وزيــرة التجــارة لـــ ‪ 05‬ديســمبر ‪ 2014‬وهــي‪ :‬تنظيــم العمــل‪ ،‬نوعيــة‬
‫الخدمة‪ ،‬أعمــال التكويــن والتأطيــر والبحــوث واالعمــال المنجــزة لســنة ‪ ،2018‬ومالحظــات رئيســه المباشــر المصاحبــة لتقريــر‬
‫ترشــحه للمناظــرة الداخليــة لالرتقــاء إلــى خطــة متفقــد رئيــس للمراقبــة االقتصاديــة بعنــوان ســنة ‪ ،2018‬وذلــك باالســتناد‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫عــن الطلبيــن المتعلقيــن بمحاضــر جلســات لجــان المناظــرة الداخليــة لالرتقــاء إلــى رتبــة متفقــد رئيــس للمراقبــة‬
‫االقتصاديــة لســنوات ‪ 2015/2016/2017‬و‪ ،2018‬ومالحظــات الرئيــس المباشــر المصاحبــة لتقريــر ترشــحه للمناظــرة‬
‫الداخليــة لالرتقــاء إلــى خطــة متفقــد رئيــس للمراقبــة االقتصاديــة بعنــوان ســنة ‪.2018‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪375‬‬
‫أن محاضــر جلســات لجــان المناظ ـرات الداخليــة تعتبــر مــن‬ ‫المدعــى عليهــا ضمــن تقريرهــا ّ‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫العمــال الداخليــة وال يمكــن تســليم نســخة منهــا إال للســلطة القضائيــة المختصــة باعتبارهــا تتضمــن مــداوالت اللجــان حــول‬ ‫أ‬
‫الدارة حمايتهــا‪ .‬وأضافــت بخصــوص مالحظــات رئيســه‬ ‫المناظــرة وتفاصيلهــا والمعطيــات الشــخصية للمترشــحين ومــن واجــب إ‬
‫الدارة‪.‬‬
‫المباشــر المرفقــة بتقريــر الترشــح أنّــه ال يمكــن مــده بهــا اعتبــارا لواجــب التحفــظ المحمــول علــى إ‬
‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تكريســه بغايــة‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫دعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬ ‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬

‫ـتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى اعتبــار أن محاضــر الجلســات التــي تعقدهــا مختلــف الهيــاكل الخاضعــة للقانــون‬
‫وحيــث اسـ ّ‬
‫عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ال تعتبــر مــن الوثائــق الســرية‬
‫العمــال الداخليــة حســب تعبيــر الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬خاصــة وأنّهــا ال تحتــوي علــى‬ ‫الواجــب حمايتهــا وإن كانــت مــن أ‬
‫معطيــات شــخصية‪ ،‬فضــا عــن مالحظــات الرئيــس المباشــر للعــارض المرفقــة بتقريــر ترشــحه والمتعلقــة بــه شــخصيا‪.‬‬

‫فــإن تمكيــن العــارض مــن الوثيقــة والمعلومــات المطلوبــة ينصهــر ضمــن تحقيــق‬ ‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ّ ،‬‬
‫الساســية المتعلقــة بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬‫المبــادئ أ‬
‫بتنظيــم المناظـرات الداخليــة داخــل المؤسســات العموميــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي ي ّتجــه معــه بالتالــي االســتجابة الــى طلبــه فــي هــذا‬
‫الخصــوص‪.‬‬

‫عــن الطلــب المتعلــق بوثيقــة إســناد العــدد التقييمــي مفصــا حســب المعاييــر المضبوطــة بالفصــل ‪ 6‬مــن قـرار وزيــرة‬
‫التجــارة لـ ‪ 05‬ديســمبر ‪2014‬‬

‫وحيــث مكّ نــت الجهــة المدعــى عليهــا العــارض مــن وثيقــة إســناد العــدد التقييمــي الخــاص بــه مفصــا ضمــن ردهــا‬
‫أن معاييــر التقييــم وضواربهــا للســنوات ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪2017‬‬ ‫علــى طلبــه بتقريريهــا المــؤرخ فــي ‪ 11‬فيفــري‪ ،2020‬كمــا أفــادت ّ‬
‫و‪ 2018‬غيــر مضبوطــة بق ـرار تنظيــم المناظــرة وإنّمــا تتولــى لجنــة المناظــرة تقييــم الملفــات المعروضــة وإســناد عــدد لــكل‬
‫مترشــح يتـراوح بيــن ‪ 0‬و‪ 20‬وبالتالــي فهــي غيــر ملزمــة بــأي معاييــر أو ضــوارب مســبقة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا قــد اســتجابت لمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة ومكّ نــت العــارض مــن‬
‫أن الجهــة ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة ّ‬
‫المعلومــات المطلــوب النفــاذ إليهــا‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت حقــة فــي الحصــول علــى المعلومــة طبقــا لمــا يقتضيــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪376‬‬
‫القانــون عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وســاهمت بذلــك فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة فيمــا يتعلــق بســير المناظ ـرات الداخليــة‪ ،‬ودعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل العموميــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي ي ّتجــه معــه‬
‫التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب ال ّنظــر فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬

‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فيهــا مــا‬


‫القضيــة ّ‬
‫ّ‬ ‫وحيــث ض ّلــت ّ‬
‫الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك مجـ ّـردة ولــم ينهــض بملــف‬
‫يؤيّدهــا بمــا ي ّتجــه معــه التصريــح برفضهــا مــن هــذا الجانــب‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزارة التجــارة وتنميــة الصــادرات فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن‬ ‫ّ‬
‫العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–محاضــر جلســات لجــان المناظــرة الداخليــة بالملفــات للترقيــة إلــى رتبــة متفقــد رئيــس للمراقبــة االقتصاديــة لســنوات‬ ‫ ‬
‫‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪2017‬و‪ 2018‬المتضمنــة لمعاييــر التقييــم وضواربهــا‪،‬‬

‫– المالحظات الكتابية للرئيس المباشر المصاحبة لتقرير المترشح للمناظرة المذكورة‪.‬‬ ‫ ‬


‫ثانيــا‪ :‬إنعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا يتعلــق بطلــب الحصــول علــى معاييــر التقييــم وضواربهــا للســنوات‬
‫‪2015/2016/2017‬و ‪ 2018‬ورفــض الدعــوى فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪..‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪377‬‬
‫القرار عدد ‪ 2151‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري‪:2021‬‬

‫م‪.‬خ‪.‬ق ‪ /‬رئيس جامعة قرطاج‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •قائمة أ‬
‫العمال المنجزة‪ ،‬جداول أ‬
‫الوقات‪ ،‬حياة مهنية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا بخصــوص تضمــن الوثائــق المطلوبــة لمعطيــات‬
‫الداريــة العاديــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫شــخصية‪ ،‬فــإن قائمــة العمــال المنجــزة وجــداول الوقــات تعتبــر مــن قبيــل الوثائــق إ‬
‫المتصلــة بتســيير المرفــق العمومــي الجامعــي وهــي قابلــة بصفتهــا تلــك للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 23‬جويليــة ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫ّــدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس جامعــة قرطــاج قصــد‬ ‫والمتضمنــة أنّــه تق َ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2151‬‬
‫للجــر مــن قبــل زميلــه «كمــال المزلينــي» للســنة ‪ 2018/2019‬ونســخة‬ ‫العمــال المنجــزة والمســتحقة أ‬ ‫الحصــول علــى قائمــة فــي أ‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة‬
‫أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ّ ،‬‬ ‫مــن جــداول أوقاتــه لنفــس الســنة‪ ،‬إال ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫المـ ّ‬
‫أن‬
‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن رئيــس جامعــة قرطــاج بتاريــخ ‪ 09‬ســبتمبر ‪2020‬‬
‫الوقــات مــن الوثائــق الشــخصية التــي تتضمــن معطيــات شــخصية ال يمكــن تداولهــا مــن‬ ‫العمــال المنجــزة وجــداول أ‬ ‫جــداول أ‬
‫قبــل العمــوم تطبيقــا ألحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬طالبــا علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫والمتضمــن بالخصــوص تمســكه‬


‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 05‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫أن المعطيــات المطلوبــة ال تهـ ّـم شــخص زميلــه بــل بصفتــه كمو ّظــف عمومــي‬ ‫بالحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة معتب ـرا ّ‬
‫أ‬
‫أن جــداول الوقــات مع ّلقــة بجميــع المؤسســات الجامعيــة ولــم تتخــذ‬‫يشــغل خطــة أســتاذ مســاعد للتعليــم العالــي‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫أي مؤسســة إج ـراء لحجــب المعطيــات وحمايتهــا ومنــع ا ّطــاع العمــوم عليهــا‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪378‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس جامعــة قرطــاج بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن قائمــة فــي أ‬
‫العمــال‬
‫للجــر مــن قبــل زميلــه «كمــال المزلينــي» للســنة ‪ 2018/2019‬ونســخة مــن جــداول أوقاتــه لنفــس الســنة‪،‬‬ ‫المنجــزة والمســتحقة أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي‬ ‫وذلــك باالســتناد إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الوقــات مــن‬‫العمــال المنجــزة وجــداول أ‬ ‫وحيــث دفــع رئيــس جامعــة قرطــاج فــي نطــاق رده عــن الدعــوى أن جــداول أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫الوثائــق الشــخصية التــي تتضمــن معطيــات شــخصية ال يمكــن تداولهــا مــن قبــل العمــوم تطبيقــا لحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬طالبــا‬‫القانــون أ‬
‫رفــض الدعــوى علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫المدعى عليها بالوثائق المطلوبة رغم مطالبتها بذلك‪.‬‬


‫وحيث لم تدل الجهة ّ‬
‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوى وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪379‬‬
‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا بخصــوص تضمــن الوثائــق المطلوبــة لمعطيــات شــخصية‪ ،‬فــإن‬
‫الداريــة العاديــة المتصلــة بتســيير المرفــق العمومــي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫قائمــة العمــال المنجــزة وجــداول الوقــات تعتبــر مــن قبيــل الوثائــق إ‬
‫الجامعــي وهــي قابلــة بصفتهــا تلــك للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫أن تســليم العــارض نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه‬ ‫وحيــث تقــدر الهيئــة‪ّ ،‬‬
‫أ‬ ‫المســاس أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناءات الخــرى المنصــوص‬
‫عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك فــإن إتاحــة الوثائــق المطلوبــة موضــوع طلــب النفــاذ فــي تقديــر الهيئــة مــن شــأنه أن‬
‫يســاهم فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بتســيير المرفــق العــام الجامعــي وفــي دعــم الثقــة فــي‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫أ‬
‫ممــا يتجــه معــه بالتالــي قبــول الدعــوى وإلـزام الجهــة ّ‬
‫الهيــاكل العموميــة الخاضعــة لحــكام هــذا القانــون‪ّ ،‬‬
‫بتمكينــه مــن نســخة مــن الجــداول المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس جامعــة قرطــاج يتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن وثيقــة‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تتضمــن قائمــة فــي العمــال المنجــزة والمســتحقة للجــر مــن قبــل المدعــو «كمــال المزلينــي» الســتاذ المســاعد فــي إختصــاص‬
‫ّ‬
‫الرياضيــات بالمعهــد العالــي للعلــوم التطبيقيــة والتكنولوجيــة بماطــر بعنــوان الســنة الجامعيــة للســنة ‪ 2018/2019‬ونســخة‬
‫مــن جــداول أوقــات هــذا أ‬
‫الخيــر بعنــوان نفــس الســنة الجامعيــة‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 8‬أفريــل ‪ 20121‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس وهاجــر الطرابلســي ومنــى الدهــان وخالــد‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪380‬‬
‫القرار عدد ‪ 2380‬بتاريخ ‪ 23‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫ر‪.‬ت ‪ /‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •معطيــات شــخصية‪ ،‬مصلحــة خاصــة‪ ،‬مصلحــة عامــة‪ ،‬حصــول ضــرر جســيم‪ ،‬موازنــة بيــن الضــرر والمصلحة‬
‫العامــة‪ ،‬حجــب الجزء المســتثنى‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الخاصــة ببق ّيــة‬


‫ّ‬ ‫وحيــث لئــن كانــت الوثائــق المطلوبــة تحتــوي علــى بعــض المعطيــات الشــخص ّية‬
‫الضــرر المترتــب عــن الكشــف عــن هــذه البيانــات‬
‫أن ّ‬
‫المترشــحين فــي المناظــرة‪ ،‬سـ ّيما الناجحيــن فيهــا‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫العامــة ا ّلتــي ســتتحقّق مــن خــال إتاحــة‬
‫ّ‬ ‫ال يعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة ضــررا جســيما مقارنــة بالمصلحــة‬
‫المعلومــات المطلوبــة والمتمثّلــة فــي التأكــد مــن شــفافية إج ـراءات المناظــرة الخاصــة بإنتــداب أســتاذ‬
‫الشــارة والصــوت دورة ســنة ‪ 2018‬ومــن مصداقيــة نتائجهــا‪.‬‬ ‫مســاعد للتعليــم العالــي إختصــاص معالجــة إ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 23‬ســبتمبر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّهــا‪ ،‬علــى إثــر مشــاركتها فــي المناظــرة الخاصــة بإنتــداب أســتاذ مســاعد للتعليــم العالي‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2380‬‬
‫الشــارة والصــوت دورة ســنة ‪ ،2018‬تقّدمــت بتاريــخ ‪ 26‬أوت ‪ 2020‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر‬ ‫إختصــاص معالجــة إ‬
‫التعليــم العالــي والبحــث العلمــي قصــد الحصــول علــى جملــة مــن الوثائــق المتع ّلقــة بالمناظــرة المذكــورة والمتم ّثلــة في‪:‬‬

‫–محاضر جلسات مداوالت اللجنة مفصلة مع قائمة المترشحين مرتبين ترتيبا تفاضليا‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة المترشحين المقترحين مرتبين ترتيبا تفاضليا في حدود عدد الخطط المفتوحة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–بطاقات الترشح التي تحمل رأي واقتراح اللجنة المع ّلل باللغة العربية والمداوالت التفصيلية‬ ‫ ‬
‫–تقرير العضوين بالنسبة لكل مترشح (المقبولين وغير المقبولين)‬ ‫ ‬
‫–شبكة التقييم للمترشحين مرتبين حسب مجموع النقاط المتحصل عليها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–وصوالت الرسائل مضمونة الوصول‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تقريــر مفصــل ممضــى مــن كافــة أعضــاء اللجنــة فــي صــورة انتحــال علمــي فــي ملــف أحــد المترشــحين ّ‬
‫يبيــن بوضــوح‬ ‫ ‬
‫مواطــن االنتحــال فــي أعمــال المترشــح بــكل دقــة ومقارنتهــا بالمصــادر أ‬
‫الصليــة‪،‬‬
‫–أسباب شطبها وعدم نجاحها في مناظرة انتداب أستاذ مساعد للتعليم العالي بعنوان سنة ‪.2018‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪381‬‬
‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة‬ ‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫غيــر أنهــا لــم تتلــق ردا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬‫إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتضمــن بالخصوص‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 30‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫ومدهــا بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة الخاصــة بهــا فقــط‪،‬‬
‫أنّــه ّتمــت االســتجابة لطلبــات العارضــة بتاريــخ ‪ 12‬أكتوبــر ‪ّ 2020‬‬
‫مضي ًفــة بأنّــه تـ ّـم رفــض بقيــة الطلبــات ألنهــا تتضمــن بعــض المعطيــات الخاصــة والشــخصية لبقيــة المترشــحين‪ ،‬وأدلــت‬
‫بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة وبنســخة مــن وصــل اســتالم ممضــى مــن العارضــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن العارضــة بتاريــخ ‪ 14‬أكتوبــر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص إقرارهــا بتســلمها‬
‫المدعــى عليهــا مــن بقيــة الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬متمســكة‬
‫لبعــض الوثائــق الخاصــة بهــا فــي حيــن لــم تمكنهــا الجهــة ّ‬
‫الخيــر بحقّهــا فــي الحصــول علــى بقيــة الوثائــق‪.‬‬‫فــي أ‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــاوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتجــه معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلــزام وزارة التعليــم العالــي والبحــث العلمــي فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن‬ ‫– ُ‬ ‫ ‬
‫العارضيــن مــن اال ّطــاع علــى عيــن المــكان علــى جملــة مــن الوثائــق المتع ّلقــة المناظــرة الخاصــة بإنتــداب أســتاذ مســاعد‬
‫الشــارة والصــوت دورة ســنة ‪ 2018‬والمتم ّثلــة فــي‪ :‬محاضــر جلســات مــداوالت‬ ‫للتعليــم العالــي إختصــاص معالجــة إ‬
‫اللجنــة مفصلــة مــع قائمــة المترشــحين مرتبيــن ترتيبــا تفاضليــا‪،‬‬
‫–قائمة المترشحين المقترحين مرتبين ترتيبا تفاضليا في حدود عدد الخطط المفتوحة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–بطاقات الترشح التي تحمل رأي واقتراح اللجنة المع ّلل باللغة العربية والمداوالت التفصيلية‬ ‫ ‬
‫–تقرير العضوين بالنسبة لكل مترشح (المقبولين وغير المقبولين)‬ ‫ ‬
‫–شبكة التقييم للمترشحين مرتبين حسب مجموع النقاط المتحصل عليها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–وصوالت الرسائل مضمونة الوصول‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تقريــر مفصــل ممضــى مــن كافــة أعضــاء اللجنــة فــي صــورة انتحــال علمــي فــي ملــف أحــد المترشــحين ّ‬
‫يبيــن بوضــوح‬ ‫ ‬
‫مواطــن االنتحــال فــي أعمــال المترشــح بــكل دقــة ومقارنتهــا بالمصــادر أ‬
‫الصليــة‪،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪382‬‬
‫–أسباب شطبها وعدم نجاحها في مناظرة انتداب أستاذ مساعد للتعليم العالي بعنوان سنة ‪.2018‬‬ ‫ ‬
‫وذلــك باالســتناد إلــى حقّهمــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫المـ ّ‬
‫وحيــث أفــاد وزيــر التعليــم العالــي والبحــث العلمــي‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد علــى الدعــوى‪ ،‬بأنّــه ّتمــت االســتجابة لطلبــات‬
‫ومدهــا بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة الخاصــة بهــا فقــط‪ ،‬مضي ًفــا بأنّــه تـ ّـم رفــض بقيــة‬
‫العارضــة بتاريــخ ‪ 12‬أكتوبــر ‪ّ 2020‬‬
‫الطلبــات ألنهــا تتضمــن بعــض المعطيــات الخاصــة والشــخصية لبقيــة المترشــحين‪ ،‬وأدلــت بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‬
‫وبنســخة مــن وصــل اســتالم ممضــى مــن العارضــة‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تتـ ّـم ممارســته طبقــا‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫للج ـراءات ا ّلتــي تـ ّـم إقرارهــا وتنظيمهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫إ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنّــه ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫الضــرر مــن النفــاذ‬


‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر ّ‬
‫العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة ّ‬ ‫علــى أن يكــون ّ‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬
‫–فــي خصــوص الطلبــات المتعلقــة بمحضــر المــداوالت النهائــي وبطاقــة ترشــح العارضــة تتضمــن رأي اللجنــة‬ ‫ ‬
‫وشــبكة تقييــم الملــف الخــاص بهــا وتقريــر المقرريــن فيمــا يخــص ملفهــا‪:‬‬

‫المدعــى عليهــا بأنّــه تـ ّـم تمكيــن العارضــة مــن الوثائــق المذكــورة أعــاه‪ ،‬كمــا أقـ ّـرت‬
‫حيــث أفــاد الممثــل القانونــي للجهــة ّ‬
‫العارضــة بتســلمها لهــذه الوثائــق‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا اســتجابت‬


‫أن الجهــة ّ‬ ‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي القضيــة ّ‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫أ‬
‫لطلــب العارضــة ومكنتهــا مــن نســخة مــن محضــر المــداوالت النهائــي وبطاقــة ترشــح المعنيــة بالمــر تتضمــن رأي اللجنــة‬
‫وشــبكة تقييــم الملــف وتقريــر المقرريــن فيمــا يخــص ملفهــا‪ ،‬فإنهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت حقهــا فــي الحصــول علــى‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫يتجــه معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب فــي خصــوص هــذه الطلبــات‬
‫–في خصوص بقية الطلبات‪:‬‬ ‫ ‬
‫حيــث طلبــت العارضــة الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات مــداوالت اللجنــة مفصلــة مــع قائمــة‬
‫المترشــحين مرتبيــن ترتيبــا تفاضليــا‪ ،‬وقائمــة المترشــحين المقترحيــن مرتبيــن ترتيبــا تفاضليــا فــي حدود عــدد الخطــط المفتوحة‪،‬‬
‫وبطاقــات الترشــح التــي تحمــل رأي واقتــراح اللجنــة المع ّلــل باللغــة العربيــة والمــداوالت التفصيليــة و تقريــر العضويــن‬
‫بالنســبة لــكل مترشــح (المقبوليــن وغيــر المقبوليــن) وشــبكة التقييــم للمترشــحين مرتبيــن حســب مجمــوع النقــاط المتحصــل‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪383‬‬
‫عليهــا وصــوالت الرســائل مضمونــة الوصــول وتقريــر مفصــل ممضــى مــن كافــة أعضــاء اللجنــة فــي صــورة انتحــال علمــي فــي‬
‫ملــف أحــد المترشــحين يبيــن بوضــوح مواطــن االنتحــال فــي أعمــال المترشــح بــكل دقــة ومقارنتهــا بالمصــادر أ‬
‫الصليــة‪ ،‬مــع‬ ‫ّ‬
‫بيــان أســباب شــطبها وعــدم نجاحهــا فــي مناظــرة انتــداب أســتاذ مســاعد للتعليــم العالــي بعنــوان ســنة ‪.2018‬‬

‫المدعــى عليهــا تمكيــن العارضــة مــن هــذه الوثائــق باعتبــار تضمنهــا لمعطيــات شــخصية تهــم‬
‫وحيــث إمتنعــت الجهــة ّ‬
‫بقيــة المترشــحين‪ ،‬مدليــة بنســخة منهــا للهيئــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فقــد ثبــت للهيئــة باال ّطــاع علــى جميــع الوثائــق ّ‬
‫المكونــة للملــف‬ ‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫الشــارة والصــوت دورة ســنة ‪،2018‬‬ ‫المتع ّلــق المناظــرة الخاصــة بإنتــداب أســتاذ مســاعد للتعليــم العالــي إختصــاص معالجــة إ‬
‫أن الفصــاح عــن المعلومــات المضمنــة بهــا ال يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫ّ‬ ‫ّ إ‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن ا ّطــاع العارضــة علــى هــذه الوثائــق ينصهــر صلــب المبــادئ أ‬
‫الساســية لحــق النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة وأبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام وضمــان مبــدأي المســاواة‬
‫وتكافــؤ الفــرص فيمــا يتعلــق بســير المناظـرات الوطنيــة داخــل الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫ببقيــة المترشــحين فــي‬


‫الخاصــة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشــخصية‬
‫ّ‬ ‫وحيــث لئــن كانــت الوثائــق المطلوبــة تحتــوي علــى بعــض المعطيــات‬
‫الضــرر المترتــب عــن الكشــف عــن هــذه البيانــات ال يعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة ضــررا‬
‫أن ّ‬ ‫المناظــرة‪ ،‬سـ ّـيما الناجحيــن فيهــا‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫العامــة ا ّلتــي ســتتحقّق مــن خــال إتاحــة المعلومــات المطلوبــة والمتم ّثلــة فــي التأكــد مــن شــفافية‬
‫جســيما مقارنــة بالمصلحــة ّ‬
‫الشــارة والصــوت دورة ســنة ‪2018‬‬ ‫إجـراءات المناظــرة الخاصــة بإنتــداب أســتاذ مســاعد للتعليــم العالــي إختصــاص معالجــة إ‬
‫ومــن مصداقيــة نتائجهــا‪.‬‬

‫المدعية من هذه الناحية‪.‬‬


‫وحيث ي ّتجه تأسيسا على جميع ما سبق بيانه‪ ،‬االستجابة إلى طلب ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا يتعلــق بطلبــات العارضــة الخاصــة بالحصــول علــى نســخة‬ ‫ّ‬
‫ورقيــة مــن الوثائــق الخاصــة بهــا والمتعلقــة بالنتائــج التفصيليــة للمناظــرة الخاصــة بانتــداب أســتاذ مســاعد للتعليــم العالــي‬
‫الشــارة والصــوت والمتمثلــة فــي‪:‬‬ ‫لســنة ‪ 2018‬اختصــاص معالجــة إ‬
‫–محضر المداوالت النهائي‪،‬‬
‫ ‬
‫بالمر متضمنة لرأي اللجنة‪،‬‬‫ –بطاقة ترشح المعنية أ‬

‫ – شبكة تقييم الملف الخاص بالمعنية أ‬


‫بالمر‪.‬‬
‫ –ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزيــر التعليــم العالــي والبحــث العلمــي بتمكيــن العارضــة مــن نســخة‬ ‫ّ‬
‫ورقيــة مــن الوثائــق ال ّتاليــة المتع ّلقــة بنفــس المناظــرة المشــار إليهــا أعــاه وهــي‪:‬‬

‫– محاضر جلسات مداوالت ال ّلجنة مع قائمة المترشحين مرتّبين ترتيبا تفاضليا‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪384‬‬
‫–قائمة المترشحين المقترحين مرتبين ترتيبا تفاضليا في حدود عدد الخطط المفتوحة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–بطاقات الترشح المتضمنة رأي واقتراح اللجنة المع ّلل ّ‬
‫محررا باللغة العربية معالمداوالت التفصيلية ذات الصلة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تقرير العضوين ّ‬
‫المقررين بالنسبة لكل مترشح (المقبولين وغير المقبولين)‬ ‫ ‬
‫–شبكة التقييم الخاصة بكل مترشح من المترشحين مرتبين حسب مجموع النقاط المتحصل عليها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–وصوالت الرسائل مضمونة الوصول‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تقريــر مفصــل ممضــى مــن كافــة أعضــاء اللجنــة فــي صــورة انتحــال علمــي فــي ملــف أحــد المترشــحين ورفــض الدعــوى‬ ‫ ‬
‫فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬ســبتمبر‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويّــة وأعضــاء المجلــس السـ ّـيدات ّ‬
‫العبيــدي وهاجــر الطرابلســي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪385‬‬
‫القرار عدد ‪ 2385‬بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪2020‬‬

‫ف‪.‬ج ‪ /‬الرئيس المدير العام لبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •طلب معلومة لدى القضاء‪ ،‬حسن سير القضاء رفض المطلب‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف‪ ،‬أن المذكــرة موضــوع طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة هــي وثيقــة‬
‫المكونــة لملــف قض ّيــة منشــورة وجــاري النظــر فيهــا مــن قبــل القضــاء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مــن بيــن الوثائــق‬

‫ـوز بهــا القضــاء فــي إطــار النزاعــات‬


‫أن الوثائــق التــي يتحـ ّ‬
‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى اعتبــار ّ‬
‫الراجعــة لــه بالنظــر غيــر مشــمولة بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وال يمكــن الحصــول علــى نســخ منهــا إال ّ‬
‫بــإذن مــن القاضــي المتعهــد بالن ـزاع‪.‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 10‬ســبتمبر ‪2018‬‬
‫الدعــوى التــي المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2385‬والتــي تفيــد بأنــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى بنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى‬
‫والمتوســطة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن مذكــرة داخليــة صــادرة عــن البنــك المذكــور تحــت عــدد ‪ 66/2016‬بتاريــخ‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬‫‪ 5‬جانفــي ‪ ،2016‬غيــر أنــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫أ‬
‫بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫تضمــن‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 23‬أكتوبــر ‪ 2020‬والــذي ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫بالخصــوص أنــه ســبق للعــارض أن اســتصدر إذنــا علــى عريضــة لتمكينــه مــن المذكــرة المطلوبــة ّإل أن مصالــح البنــك اعترضت‬
‫الذن المذكــور وصــدر فــي شــأنه حكــم اســتعجالي عــن المحكمــة االبتدائيــة بتونــس تحــت عــدد ‪ 12491‬بتاريــخ ‪25‬‬ ‫علــى إ‬
‫الذن علــى العريضــة وتولــى العــارض إثــر ذلــك القيــام بقضيــة شــغلية‬ ‫أ‬
‫نوفمبــر ‪ 2019‬قضــى فــي الصــل بالرجــوع فــي إ‬
‫لتمكينــه مــن منحــة التحفيــز بعنــوان ســنة ‪ 2014‬إنتهــت برفــض الدعــوى بمقتضــى الحكــم الصــادر عــن المحكمــة االبتدائيــة‬
‫بتونــس تحــت عــدد ‪ 63246‬بتاريــخ ‪ 13‬فيفــري ‪ 2019‬وهــو محــل قضيــة اســتئنافية قــام بهــا العــارض وهــي ال ت ـزال جاريــة‬
‫المدعــى عليهــا بــأن الوثيقــة المطلوبــة تعهــد بهــا القضــاء باعتبــار أن القضيــة االســتئنافية المنشــورة‬
‫مــن كمــا أضافــت الجهــة ّ‬
‫لــدى محكمــة االســتئناف بتونــس تحــت عــدد ‪ 330 46‬تتضمــن طلبــا صريحــا ورد صلــب مســتندات اســتئناف محامــي العــارض‬
‫ـالذن تحضيريــا بإل ـزام البنــك بتقديــم المذكــرة المطلوبــة‪.‬‬
‫بـ إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪386‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 30‬نوفمبــر ‪ 2020‬والــذي ّ‬
‫تمســك مــن خاللــه بأحقيتــه‬
‫فــي الحصــول علــى الوثيقــة المطلوبــة لالســتضهار بهــا لــدى العدالــة وليتمكــن مــن الدفــاع عــن حقوقــه‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام الرئيــس المديــر العــام لبنــك تمويــل المؤسســات الصغــرى والمتوســطة بتمكيــن‬ ‫حيـ ُ‬
‫العــارض مــن الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن المذكــرة الداخليــة الصــادرة تحــت عــدد ‪ 66/2016‬بتاريــخ ‪ 5‬جانفــي ‪،2016‬‬
‫ـؤرخ فــي‬ ‫أ‬
‫وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بــأن المذكــرة المطلوبــة هــي محــل تتبعــات قضائيــة ال تـزال جاريــة‪ ،‬مؤكــدة بأنــه‬
‫وحيــث دفعــت الجهــة ّ‬
‫الذن‬ ‫ســبق للعــارض أن اســتصدر إذنــا علــى عريضــة لتمكينــه مــن المذكــرة المطلوبــة ّإل أن مصالــح البنــك اعترضــت علــى إ‬
‫المذكــور وصــدر فــي شــأنه حكــم اســتعجالي عــن المحكمــة االبتدائيــة بتونــس تحــت عــدد ‪ 12491‬بتاريــخ ‪ 25‬نوفمبــر ‪2019‬‬
‫الذن علــى العريضــة وتولــى العــارض إثــر ذلــك القيــام بقضيــة شــغلية لتمكينــه مــن منحــة‬ ‫أ‬
‫قضــى فــي الصــل بالرجــوع فــي إ‬
‫التحفيــز بعنــوان ســنة ‪ 2014‬انتهــت برفــض الدعــوى بمقتضــى الحكــم الصــادر عــن المحكمــة االبتدائيــة بتونــس تحــت عــدد‬
‫‪ 63246‬بتاريــخ ‪ 13‬فيفــري ‪ 2019‬وهــو محــل قضيــة اســتئنافية قــام بهــا العــارض منشــورة لــدى محكمــة االســتئناف بتونــس‬
‫ـالّذن تحضيريــا بإلـزام البنــك‬‫تحــت عــدد ‪ 330 46‬وتتضمــن طلبــا صريحــا ورد صلــب مســتندات اســتئناف محامــي العــارض بـ إ‬
‫بتقديــم المذكــرة المطلوبــة‪.‬‬

‫وحيــث لئــن كان الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي طبقــا لمــا أقـ ّـره‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬إال ّ أن‬ ‫أ‬
‫القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ممارســة هــذا الحــق تخضــع إلــى جملــة مــن الضوابــط التــي تـ ّـم تكريســها بالقانــون أو مــن خــال مــا اســتقر عليــه الفقــه‬
‫والقضــاء المقــارن فــي هــذا المجــال‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف‪ ،‬أن المذكــرة موضــوع طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة هــي وثيقــة مــن بيــن‬
‫قضيــة منشــورة وجــاري النظــر فيهــا مــن قبــل القضــاء‪.‬‬
‫المكونــة لملــف ّ‬
‫ّ‬ ‫الوثائــق‬

‫أن الوثائــق التــي يتحـ ّـوز بهــا القضــاء فــي إطــار النزاعــات الراجعــة لــه‬
‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء الهيئــة علــى اعتبــار ّ‬
‫بالنظــر غيــر مشــمولة بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وال يمكــن الحصــول علــى نســخ منهــا إال ّ بــإذن مــن القاضــي المتعهــد بالنـزاع‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪387‬‬
‫وحيث يتجه تأسيسا على ما سبق التصريح برفض الدعوى أصال‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ّ‬ ‫والســيدات ّ‬‫ّ‬ ‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الدهــان وخالــد السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬‫الطرابلســي ومنــى ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪388‬‬
‫القرار عدد ‪ 2433‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫جمعية خرائط المواطنة في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬الرئيس المدير العام للشركة‬
‫الوطنية الستغالل وتوزيع المياه‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •هندســة قنــوات‪ ،‬مــاء الصالــح للشـراب‪ ،‬قنــوات التوزيــع‪ ،‬معطيــات حساســة‪ ،‬مصلحــة عامــة‪ ،‬أ‬
‫المــن المائــي‪:‬‬
‫حصــول ضــرر جســيم‪ ،‬موازنــة بيــن الضــرر والمصلحــة العامــة‪ ،‬رفــض الدعــوى‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد اطّالعهــا علــى الخرائــط موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬والمتضمنــة لخريطــة لشــبكة‬
‫أن هــذه الوثائــق‬
‫توزيــع الميــاه تب ّيــن هندســة القنــوات ومواقــع محطــات التوزيــع علــى مســتوى وطنــي ّ‬
‫الض ـرار بالممتلــكات المائيــة واالنعــكاس‬
‫حساســة مــن شــأن الكشــف عنهــا للعمــوم إ‬ ‫تتضمــن معطيــات ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫ســلبا علــى حســن تطبيــق السياســات العامــة للدولــة فيمــا يتعلــق بدعــم الحــق فــي المــاء وحمايــة المــن‬
‫المائــي للبــاد‪.‬‬

‫أن الضــرر المترتــب عــن النفــاذ إلــى هــذه الوثائــق يعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة أكبــر مــن المصلحــة‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫المترتبــة عــن الكشــف عنهــا‪ ،‬المــر الــذي يتجــه معــه بالتالــي التصريــح برفــض طلــب العارضــة إلــى النفــاذ‬
‫إلــى هــذه الخرائــط‪.‬‬

‫المدعيــة المذكــورة أعــاه فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتاريــخ‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪2433‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 16‬أكتوبــر‪2020‬‬
‫تبيــن هندســة القنــوات‬‫إلــى الشــركة الوطنيــة الســتغالل وتوزيــع الميــاه قصــد الحصــول علــى خريطــة لشــبكة توزيــع الميــاه ّ‬
‫أن مطلبهــا جوبــه‬‫ومواقــع محطــات التوزيــع علــى مســتوى وطنــي وحســب االحداثيــات الجغرافيــة إن أمكــن ذلــك‪ ،‬غيــر ّ‬
‫أ‬
‫بالرفــض المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة‬ ‫الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بأحــكام القانــون أ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 1‬ديســمبر ‪ 2020‬وا ّلــذي أفــادت مــن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫خاللــه بالخصــوص بــأن الشــركة تتمســك برفــض طلــب العارضــة باعتبــار أن النفــاذ إلــى هــذه الوثيقــة مــن شــأنه إلحــاق ضــرر‬
‫أ‬
‫بالمــن العــام والمصلحــة العامــة للبــاد باعتبــار أن النفــاذ إلــى هــذه المعطيــات قــد يــؤدي إلــى اســتهداف المنشــآت المائيــة‬
‫المــن والمصلحــة العامــة مضيفــة‬ ‫وإتالفهــا وهــو مــا ســينجر عنــه اضط ـراب وتملمــل فــي البــاد وســينعكس بالتالــي علــى أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪389‬‬
‫بــأن النفــاذ إلــى هــذه المعطيــات يعتبــر تدخــا فــي مهــام الشــركة فالغايــة مــن الحصــول علــى الخريطــة المطلوبــة هــي‬
‫متابعــة مجهــودات صيانــة القنــوات والتجــاوب العاجــل مــع االنقطاعــات الفجئيــة للمــاء ودرس إمكانيــات توســيع الشــبكة‬
‫وكذلــك متابعــة السياســات العامــة فــي خصــوص دعــم الحــق فــي المــاء وهــو مــا يعتبــر تدخــا فــي مهــام الشــركة التــي‬
‫النجــاز ّأمــا عــن‬
‫المكانيــات الماديــة للشــركة والقــدرة علــى إ‬
‫تقــوم بصيانــة القنــوات طبقــا لبرامــج ســنوية تأخــذ بعيــن االعتبــار إ‬
‫السياســات العامــة فــي خصــوص دعــم الحــق فــي المــاء فهــي مــن مشــموالت وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري‬
‫ومتابعتهــا يتـ ّـم مــن خــال مجلــس إدارة الشــركة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ما يفيد إحالة تقرير الجهة ّ‬


‫المدعى عليها على العارض بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪2020‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة الموجهــة مــن قبــل هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫الدالء بالوثيقــة المطلوبــة للهيئــة‪.‬‬
‫بتاريــخ ‪ 9‬ديســمبر ‪ 2020‬قصــد حثهــا علــى إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 5‬جانفــي ‪ 2021‬والمتضمــن للخريطــة‬
‫المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد االطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا ي ّتجــه معــه‬


‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية ّ‬‫حيــث ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف العارضــة مــن خــال قيامهــا بالدعــوى الماثلــة إلــى إلــزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة‬‫ُ‬
‫تبيــن هندســة القنــوات ومواقــع‬ ‫ورقيــة مــن خريطــة شــبكة توزيــع الميــاه ّ‬
‫الســتغالل وتوزيــع الميــاه بتمكينهــا مــن نســخة ّ‬
‫محطــات التوزيــع علــى مســتوى وطنــي وحســب االحداثيــات الجغرافيــة إن أمكــن ذلــك‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـأن أن النفــاذ إلــى هــذه الوثيقــة مــن شــأنه إلحــاق ضــرر‬


‫المدعــى عليهــا بـ ّ‬
‫وحيــث جوابــا علــى ذلــك‪ ،‬أفــادت الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫بالمــن العــام والمصلحــة العامــة للبــاد باعتبــار أن النفــاذ إلــى هــذه المعطيــات قــد يــؤدي إلــى اســتهداف المنشــآت المائيــة‬
‫المــن والمصلحــة العامــة‪ ،‬مضيفــة‬ ‫وإتالفهــا وهــو مــا ســينجر عنــه اضط ـراب وتملمــل فــي البــاد وســينعكس بالتالــي علــى أ‬
‫بــأن النفــاذ إلــى هــذه المعطيــات يعتبــر تدخــا فــي مهــام الشــركة فالغايــة مــن الحصــول علــى الخريطــة المطلوبــة هــي‬
‫متابعــة مجهــودات صيانــة القنــوات والتجــاوب العاجــل مــع االنقطاعــات الفجئيــة للمــاء ودرس إمكانيــات توســيع الشــبكة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪390‬‬
‫وكذلــك متابعــة السياســات العامــة فــي خصــوص دعــم الحــق فــي المــاء وهــو مــا يعتبــر تدخــا فــي مهــام الشــركة التــي‬
‫النجــاز ّأمــا عــن‬
‫المكانيــات الماديــة للشــركة والقــدرة علــى إ‬
‫تقــوم بصيانــة القنــوات طبقــا لبرامــج ســنوية تأخــذ بعيــن االعتبــار إ‬
‫السياســات العامــة فــي خصــوص دعــم الحــق فــي المــاء فهــي مــن مشــموالت وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري‬
‫ومتابعتهــا يتـ ّـم مــن خــال مجلــس إدارة الشــركة‪.‬‬

‫الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫تضمن ّ‬
‫أن الدولة ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور على ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ الــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصــرف فــي المرفــق العــام‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت فــي الدعاوى‬
‫المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪39‬‬
‫مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬
‫لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬

‫ـالدالء‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مطالبــة الشــركة الوطنيــة الســتغالل وتوزيــع الميــاه بـ إ‬
‫بنســخة ورقيــة مــن الخريطــة موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك حتــى يتسـ ّنى لهــا تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثيقــة المعنيــة‬
‫مــن عدمــه‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا لطلــب الهيئــة وأدلــت بنســخة ورقيــة مــن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى‬
‫وحيــث اســتجابت الجهــة ّ‬
‫المعلومة‪.‬‬

‫أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق والمعلومــات الموجــودة لــدى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانون من‬ ‫وحيــث ّ‬
‫تثبتهــا مــن مضمــون تلــك الوثائــق ومــن‬
‫عدمــه‪ ،‬إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك بعــد ّ‬
‫مــدى خضوعهــا الســتثناءات النفــاذ إلــى المعلومــة الــواردة بالقانــون‪ ،‬وليــس للهيــاكل المعنيــة أن تحـ ّـل مح ّلهــا فــي ممارســة‬
‫وتقــدم للهيئــة كل التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬ ‫ّ‬ ‫هــذه الصالحيــة‪ ،‬بــل عليهــا فقــط أن تســتجيب إلجــراءات التحقيــق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫لممارســة مهامهــا طبقًــا لمــا نصــت عليــه صراحــة أحــكام الفصليــن ‪ 38‬و‪ 39‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫المشــار إليــه‪ ،‬مثلمــا تـ ّـم بيانهــا وتفصيلهــا بالمنشــور التفســيري عــدد ‪ 19‬الصــادر عــن رئيــس الحكومــة فــي ‪ 18‬مــاي ‪.2018‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫أ‬
‫«ال يُمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال ّ إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى إلحــاق ضــرر بالمــن العــام أو‬
‫ـخصية‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫ّ‬ ‫بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪391‬‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد ا ّطالعهــا علــى الخرائــط موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬والمتضمنــة لخريطــة لشــبكة توزيــع الميــاه‬
‫حساســة مــن شــأن‬‫تتضمــن معطيــات ّ‬
‫أن هــذه الوثائــق ّ‬ ‫تبيــن هندســة القنــوات ومواقــع محطــات التوزيــع علــى مســتوى وطنــي ّ‬ ‫ّ‬
‫الض ـرار بالممتلــكات المائيــة واالنعــكاس ســلبا علــى حســن تطبيــق السياســات العامــة للدولــة فيمــا‬ ‫الكشــف عنهــا للعمــوم إ‬
‫أ‬
‫يتعلــق بدعــم الحــق فــي المــاء وحمايــة المــن المائــي للبــاد‪.‬‬

‫أن الضــرر المترتــب عــن النفــاذ إلــى هــذه الوثائــق يعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة أكبــر مــن المصلحــة المترتبــة عــن‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫الكشــف عنهــا‪ ،‬المــر الــذي يتجــه معــه بالتالــي التصريــح برفــض طلــب العارضــة إلــى النفــاذ إلــى هــذه الخرائــط‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ً ورفضها أصال‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 7‬أكتوبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫ومنــى الدهــان ورقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪392‬‬
‫القرار عدد ‪ 2434‬بتاريخ ‪ 9‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫شركة «بروسيس» في شخص ممثلها القانوني ‪/‬‬


‫مدير عام صندوق القروض ومساعدة الجماعات المحلية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •حــق النفــاذ‪ ،‬اســتثناء الملكيــة الصناعيــة‪ ،‬أ‬


‫الســرار التجاريــة‪ ،‬صفقــات عموميــة‪ ،‬اســتثناء نســبي‪ ،‬حجــب‬
‫الجــزء المعنــي باالســتثناء‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الساســية‬‫وحيــث لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫لتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪،‬‬
‫إال أن اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى‬
‫الولــوج إلــى الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس‬
‫أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة‪.‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المشــار إليهــا أعــاه بتاريــخ ‪ 16‬أكتوبــر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2434‬والتــي تفيــد بأنهــا شــاركت فــي طلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪ 12/2019‬المعلــن عنــه مــن‬
‫قبــل صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز منظومــة لعقــد‬
‫المؤتم ـرات عبــر الفيديــو‪ ،‬غيــر أن عرضهــا لــم يحــض بالقبــول بالرغــم مــن مطابقتــه التقنيــة لك ـراس الشــروط و أنــه كان‬
‫القــل ثمنــا غيــر أن هــذه الصفقــة أرســت علــى شــركة منافســة ممــا دفعهــا إلــى تقديــم مطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫العــرض أ‬
‫إلــى صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة وذلــك قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الملــف الــذي تقـ ّـدم‬
‫بــه المــزود الــذي أرســت عليــه الصفقــة وبقيــة الملفــات المشــاركة فــي العــرض والوثائــق المتعلقــة بطلــب العــروض‪ ،‬غيــر أن‬
‫ممــا جعلهــا تقــوم بالدعــوى الماثلــة طالبــة إلـزام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات‬ ‫الجهــة المذكــورة رفضــت مطلبهــا ّ‬
‫المحليــة فــي شــخص ممثلــه القانونــي بتســليمها نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة مؤسســة دعواهــا علــى حقهــا فــي النفــاذ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫إلــى المعلومــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل مديــر عــام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة بتاريــخ‬
‫‪ 16‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص أن المعطيــات المطلوبــة ال ينتجهــا الصنــدوق وهــي معطيــات تتعلــق بأســرار‬
‫وتفاصيــل فنيــة لمعــدات وتجهي ـزات ومنتجــات علــى ملــك ش ـركات منافســة وال يمكــن للصنــدوق التصــرف فيهــا باعتبارهــا‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪393‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫ليســت علــى ملكــه عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫المعلومــة مضيفــا بــأن التراتيــب المعمــول بهــا فــي مجــال الصفقــات العموميــة ال تســمح أل ّي مؤسســة عموميــة إفشــاء‬
‫ـص الشـركات التــي تقـ ّـدم عروضــا فــي إطــار طلبــات العــروض التــي تعلــن عنهــا‪ ،‬كمــا أدلــت الجهــة‬
‫معلومــات ومعطيــات تخـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا للهيئــة بنســخة مــن جميــع الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫ حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام مديــر عــام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة بتمكيــن العارضــة فــي‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن الملــف المكـ ّـون لطلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪ 12/2019‬المعلــن عنــه مــن‬
‫قبــل صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز منظومــة لعقــد‬
‫المؤتمـرات عبــر الفيديــو والمتمثلــة فــي الملــف الــذي تقـ ّـدم بــه المــزود الــذي أرســت عليــه الصفقــة وبقيــة الملفــات المشــاركة‬
‫فــي العــرض والوثائــق المتعلقــة بطلــب العــروض وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫بالقانــون أ‬

‫المدعــى عليهــا بــأن المعطيــات المطلوبــة ال ينتجهــا الصنــدوق وهــي معطيــات تتعلــق بأس ـرار‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫وتفاصيــل فنيــة لمعــدات وتجهي ـزات ومنتجــات علــى ملــك ش ـركات منافســة وال يمكــن للصنــدوق التصــرف فيهــا باعتبارهــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫ليســت علــى ملكــه عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة مضيفــا بــأن التراتيــب المعمــول بهــا فــي مجــال الصفقــات العموميــة ال تســمح أل ّي مؤسســة عموميــة إفشــاء‬
‫ـص الشـركات التــي تقـ ّـدم عروضــا فــي إطــار طلبــات العــروض التــي تعلــن عنهــا‪ ،‬مدليــة بنســخة مــن‬
‫معلومــات ومعطيــات تخـ ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫ وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصـ ّـرف فــي المرفــق العــام وتحســين جــودة هــذا المرفــق ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة‬
‫تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪394‬‬
‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن القانــون ســابق الذكــر أنــه يقصــد بالمعلومــة علــى معنــى أحــكام هــذا القانــون‬
‫كل معلومــة مدونــة مهمــا كان تاريخهــا أو شــكلها أو وعاؤهــا والتــي تنتجهــا أو تتحصــل عليهــا الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام‬
‫هــذا القانــون فــي إطــار ممارســة نشــاطها‪.‬‬

‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى فقــد اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن‬
‫يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬ ‫ّ‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬‫وحيــث لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكّونــة للصفقــات العموميــة يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال أن اســتعمال هــذا الحــق ال يمكــن‬
‫أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا لمــا اســتقر عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق الخاصــة بالمؤسســات االقتصاديــة‬
‫المشــاركة فــي هــذه الصفقــات والتــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجياتها التجاريــة‪.‬‬

‫الهــداف التــي يســعى القانــون إلــى‬ ‫وحيــث أن القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫الخــال بقواعــد المنافســة الشــريفة بيــن هــذه المؤسســات سـ ّـيما بالنســبة للصفقــات القابلــة‬‫تكريســها‪ ،‬وإنمــا أيضــا إلــى إ‬
‫للتجـ ّـدد مثلمــا هــو الشــأن فــي قضيــة الحــال‪.‬‬

‫وحيــث أن مــا ســبق بيانــه‪ ،‬يقتضــي التمييــز فيمــا يتعلــق بالوثائــق موضوع طلــب النفاذ‪ ،‬بيــن الوثائــق الم ّتصلــة بإجراءات‬
‫الساســية المتصلــة‬‫إب ـرام الصفقــة والتــي تســمح بمتابعــة مــدى احت ـرام المشــتري العمومــي لشــفافية الج ـراءات وللمبــادئ أ‬
‫إ‬
‫الداريــة والفنيــة للصفقــة‬‫بالمنافســة وحريــة المشــاركة والمســاواة أمــام الطلــب العمومــي‪ ،‬مثــل االلتـزام أو كراســات الشــروط إ‬
‫أو الثمــن الجملــي للعــرض أو كذلــك تقاريــر فــرز العــروض‪ ،‬وهــي وثائــق قابلــة للنفــاذ إليهــا مــن قبــل الشـركات المشــاركة فــي‬
‫طلبــات العــروض الخاصــة بهــذه الصفقــات وكذلــك مــن قبــل العمــوم تكريســا لمبــدأي الشــفافية والمســاءلة‪ ،‬وبيــن بقيــة‬
‫الوثائــق الخاصــة بالش ـركات المشــاركة فــي طلــب العــروض مثــل جــداول أســعارها التفصيليــة وملفاتهــا الفنيــة وغيرهــا مــن‬
‫الوثائــق التــي تعكــس أس ـرارها الصناعيــة واســتراتيجيتها التجاريــة‪ ،‬والتــي ال يمكــن اعتبارهــا ضمــن زمــرة الوثائــق العموميــة‬
‫القابلــة للنفــاذ إليهــا‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة جزئيــا إلــى طلبــات المدعــي وذلــك بإلـزام الجهــة المدعى‬
‫المكونــة لملــف طلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪ 12/2019‬المعلــن عنــه مــن قبــل صنــدوق‬ ‫ّ‬ ‫عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق التاليــة‬
‫القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز منظومــة لعقــد المؤتمـرات عبــر‬
‫الداريــة‬ ‫أ‬
‫الفيديــو‪ :‬االلتـزام ومحضــر االســتالم الوقتــي ومحضــر االســتالم النهائــي وجــدول الســعار الجملــي وكراســي الشــروط إ‬
‫والفنيــة وتقريــر فــرز العــروض المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة لمراقبــة الصفقــات العموميــة‪ ،‬ورفــض الدعــوى‬
‫فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪395‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام مديــر عــام صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة بتمكيــن‬ ‫ّ‬
‫المكونــة لملــف طلــب العــروض الوطنــي عــدد ‪12/2019‬‬‫ّ‬ ‫الممثــل القانونــي لشــركة «بروســيس» مــن نســخ مــن الوثائــق التاليــة‬
‫المعلــن عنــه مــن قبــل صنــدوق القــروض ومســاعدة الجماعــات المحليــة عبــر منظومــة الشـراءات العموميــة والمتعلــق بتركيــز‬
‫منظومــة لعقــد المؤتمــرات عبــر الفيديو‪ ‬وهــي‪ :‬االلتــزام ومحضــر االســتالم الوقتــي ومحضــر االســتالم النهائــي وجــدول‬
‫الداريــة والفنيــة وتقريــر فــرز العــروض المصــادق عليــه مــن قبــل اللجنــة الجهويــة‬ ‫أ‬
‫الســعار الجملــي وكراســي الشــروط إ‬
‫لمراقبــة الصفقــات العموميــة ورفــض الدعــوى فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى أ‬
‫الطراف‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ومحمــد القســنطيني وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي ورقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪396‬‬
‫القرار عدد ‪ 2511‬بتاريخ ‪ 2‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫ب‪.‬ج ‪ /‬وزير الدفاع الوطني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •اســتراتيجية الــوزارة فيمــا يخــص أ‬


‫المــن‪ ،‬معطيــات أمنيــة‪ ،‬متطلبــات أ‬
‫المــن العــام والدفــاع الوطنــي‪ ،‬ضــرر‬
‫جســيم مصلحــة عامــة‪ ،‬إســتثناء نســبي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث فــي خصــوص الطلــب المتعلــق بنســخة مــن اســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى أ‬
‫المــن والدفــاع‬
‫ـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية مــع دولــة ليبيــا‪ ،‬فقــد ثبــت للهيئــة‬‫البريــة والمجــال الجـ ّ‬
‫علــى الحــدود ّ‬
‫بالســاس علــى معلومــات‬ ‫مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬تحتــوي أ‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫حساســة تنــدرج صراحــة ضمــن متطلبــات المــن العــام والدفــاع الوطنــي علــى معنــى الفقــرة الولــى مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬ ‫الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫تهــم ســيادة الدولــة وتنــدرج صراحــة ضمــن االســتثناءات الــواردة بالفصــل المذكــور‬ ‫وهــي وثائــق ّ‬
‫المــن العــام والدفــاع الوطنــي‪.‬‬‫والمتصلــة بحمايــة أ‬
‫ّ‬
‫ـإن إتاحــة الوثيقــة المطلوبــة لفائــدة العــارض فــي إطــار االســتجابة إلــى‬
‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق شــرحه فـ ّ‬
‫مقتضيــات القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعتبــر‬
‫للمــن العــام ومقتضيــات الدفــاع الوطنــي وســيادة الدولــة‪،‬‬‫تهديــدا صريحــا أ‬

‫ـإن المصلحــة العامــة الم ـراد حمايتهــا فــي مثــل هــذه الحالــة تعـ ّـد فــي‬
‫وحيــث أنــه فضــا عــن ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫تقديــر الهيئــة‪ ،‬أهـ ّـم مــن الغايــة المـراد تحقيقهــا مــن طلــب النفــاذ وذلــك بالنظــر إلــى الســياق االنتقالــي‬
‫المنيــة المتربصــة بهــا‪ ،‬سـ ّيما فــي ضـ ّـل عــدم ثبــوت وجــود مصلحــة‬ ‫الــذي تمــر بــه البــاد والتهديــدات أ‬
‫ّ‬
‫عامــة ومؤكــدة وحالــة مــن تقديــم المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 3‬نوفمبــر ‪ 2020‬والمرســمة بكتابــة‬


‫المقدمــة مــن ّ‬‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد االطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2511‬والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الدفــاع الوطنــي قصــد الحصــول‬
‫علــى نســخة إلكترونيــة مــن المعطيــات والوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–الكلفة الجملية للخندق المائي والسياج إ‬


‫اللكتروني على الحدود التونسية الليبية‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –اســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى المــن والدفــاع عــن الحــدود ّ‬
‫البريــة والمجــال الجـ ّـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية‬ ‫أ‬
‫مــع دولــة ليبيــا‪،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪397‬‬
‫–تأثيــر الســياج والخنــدق علــى الحــدود التونســية الليبيــة علــى معـ ّـدالت التهريــب والجريمــة المنظمــة حســب الدراســات‬ ‫ ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة وذلــك قصــد إل ـزام‬‫الميدانيــة للــوزارة‪ ،‬غيــر أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن نســخة مــن الوثائــق المذكــورة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد‪ 22‬لســنة‬
‫‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الدفــاع الوطنــي بتاريــخ ‪ 30‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن‬
‫بالمــر أنــه بالنظــر إلــى طبيعــة المعلومــات المطلوبــة وخصوصيتهــا أ‬
‫المنيــة فــي عالقــة‬ ‫بالخصــوص أنــه تمــت إجابــة المعنــي أ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫بمقتضيــات الدفــاع الوطنــي فإنّــه يتعــذر االســتجابة لطلبــه‪ ،‬كمــا ّتمــت دعوتــه إلــى توجيــه طلبــه موضــوع النقطــة الثالثــة‬
‫والمتعلــق بالحصــول علــى معطيــات إحصائيــة حــول نتائــج تركيــز منظومــة مراقبــة الحــدود المذكــورة إلــى مصالــح الديوانــة‬
‫التونســية وذلــك بحكــم طبيعــة مهــام المؤسســة العســكرية وأخــذا بعيــن االعتبــار الصالحيــات المقـ ّـررة للمصالــح المذكــورة‬
‫أن دواعــي عــدم تمكيــن العــارض مــن بقيــة المعلومــات موضــوع طلــب النفــاذ فــي عالقــة‬ ‫بموجــب مجلــة الديوانــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫اللكترونــي علــى الحــدود‬ ‫أن تمكيــن العــارض مــن الكلفــة الجمليــة للخنــدق المائــي والســياج إ‬ ‫بمقتضيــات الدفــاع الوطنــي إذ ّ‬
‫أ‬
‫التونســية الليبيــة هــي معطيــات تتعلــق بصفقــات عموميــة فــي إطــار الطلبــات العموميــة موضــوع المــر عــدد ‪ 36‬لســنة‬
‫‪ 1988‬المــؤرخ فــي ‪ 12‬جانفــي ‪ 1988‬والمتعلــق بضبــط الطريقــة الخاصــة لمراقبــة بعــض مصاريــف وزارتــي الدفــاع الوطنــي‬
‫أن مصاريــف الوزارتيــن المذكورتيــن والمتعلقــة باقتنــاء التجهيـزات والتزويــدات‬ ‫أ‬
‫ـص فــي فصلــه الول علــى ّ‬ ‫والداخليــة والــذي نـ ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫المدرجــة بقائمــة تضبــط مــن قبــل الوزيــر الول وباقت ـراح مــن الوزيريــن المعنييــن بالمــر‪ ،‬تخضــع لطريقــة مراقبــة خاصــة‬
‫ـإن مطالبــة العــارض بالنفــاذ إلــى التكلفــة الماليــة‬ ‫أ‬
‫مــن شــأنها أن تضمــن سـ ّـرية الدفــاع الوطنــي والمــن الداخلــي‪ ،‬وبالتالــي فـ ّ‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬لســنة لســنة‬ ‫للنشــاءات المذكــورة وتفاصيلهــا تنــدرج فــي نطــاق أس ـرار الدفــاع الوطنــي‪ ،‬عــاوة علــى أن أ‬
‫ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫‪ 2014‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬والمنظــم للصفقــات العموميــة اســتثنى أيضــا الصفقــات المتعلقــة بمتطلبــات المــن‬
‫والدفــاع الوطنــي مــن واجــب الشــهار‪ ،‬أمــا فــي الطلــب المتعلــق لنســخة مــن اســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى أ‬
‫المــن والدفــاع‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫البريــة والمجــال الجـ ّـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية مــع دولــة ليبيــا تتعلــق بمعلومــات حساســة مــن شــأن‬ ‫علــى الحــدود ّ‬
‫تمكيــن جهــات خارجيــة منهــا ينــدرج تحــت طائلــة أحــكام القانــون الجزائــي المتعلــق بإفشــاء أسـرار الدفــاع الوطنــي المنصوص‬
‫عليــه بالفصــول ‪ 60‬ومــا بعــده مــن المجلــة الجزائيــة‪ّ .‬أمــا فــي خصــوص الطلــب الــوارد بالنقطــة الثالثــة والمتعلــق بالحصــول‬
‫علــى معطيــات إحصائيــة حــول نتائــج تركيــز منظومــة مراقبــة الحــدود فقــد تـ ّـم دعــوة العــارض إلــى توجيــه طلبــه إلــى مصالــح‬
‫الديوانــة التونســية وذلــك بحكــم طبيعــة مهــام المؤسســة العســكرية وأخــذا بعيــن االعتبــار الصالحيــات المقـ ّـررة للمصالــح‬
‫المذكــورة بموجــب مجلــة الديوانــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬


‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫ممــا ي ّتجــه معــه‬


‫وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ّ ،‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬
‫قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪398‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعوى إلى إلزام وزير الدفاع الوطني بتمكين العارض من نسخة إلكترونية من الوثائق التالية‪:‬‬
‫حيث تهدف ّ‬

‫–الكلفة الجملية للخندق المائي والسياج إ‬


‫اللكتروني على الحدود التونسية الليبية‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –اســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى المــن والدفــاع عــن الحــدود ّ‬
‫البريــة والمجــال الجـ ّـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية‬ ‫أ‬
‫مــع دولــة ليبيــا‪،‬‬

‫–تأثيــر الســياج والخنــدق علــى الحــدود التونســية الليبيــة علــى معـ ّـدالت التهريــب والجريمــة المنظمــة حســب الدراســات‬ ‫ ‬
‫الميدانيــة للــوزارة‪.‬‬
‫وذلــك‪ ،‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث أفــاد وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬فــي نطــاق الــرد عــن الدعــوى‪ ،‬أنــه تمــت إجابــة المعنــي أ‬
‫بالمــر أنّــه بالنظــر إلــى‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫المنيــة فــي عالقــة بمقتضيــات الدفــاع الوطنــي فإنّــه يتعــذر االســتجابة لطلبــه‪،‬‬ ‫طبيعــة المعلومــات المطلوبــة وخصوصيتهــا أ‬
‫كمــا ّتمــت دعوتــه إلــى توجيــه طلبــه موضــوع النقطــة الثالثــة والمتعلــق بالحصــول علــى معطيــات إحصائيــة حــول نتائــج‬
‫تركيــز منظومــة مراقبــة الحــدود المذكــورة إلــى مصالــح الديوانــة التونســية وذلــك بحكــم طبيعــة مهــام المؤسســة العســكرية‬
‫أن دواعــي عــدم تمكيــن‬ ‫وأخــذا بعيــن االعتبــار الصالحيــات المقـ ّـررة للمصالــح المذكــورة بموجــب مجلــة الديوانــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫أن تمكيــن العــارض مــن الكلفة‬ ‫العــارض مــن بقيــة المعلومــات موضــوع طلــب النفــاذ فــي عالقــة بمقتضيــات الدفــاع الوطنــي إذ ّ‬
‫اللكترونــي علــى الحــدود التونســية الليبيــة هــي معطيــات تتعلــق بصفقــات عموميــة فــي‬ ‫الجمليــة للخنــدق المائــي والســياج إ‬
‫المــر عــدد ‪ 36‬لســنة ‪ 1988‬المــؤرخ فــي ‪ 12‬جانفــي ‪ 1988‬والمتعلــق بضبــط الطريقــة‬ ‫إطــار الطلبــات العموميــة موضــوع أ‬
‫أن مصاريــف‬ ‫أ‬
‫نــص فــي فصلــه الول علــى ّ‬ ‫الخاصــة لمراقبــة بعــض مصاريــف وزارتــي الدفــاع الوطنــي والداخليــة والــذي ّ‬
‫الول وباقتـراح مــن‬ ‫الوزارتيــن المذكورتيــن والمتعلقــة باقتنــاء التجهيـزات والتزويــدات المدرجــة بقائمــة تضبــط مــن قبــل الوزيــر أ‬
‫والمــن الداخلــي‪،‬‬ ‫بالمــر‪ ،‬تخضــع لطريقــة مراقبــة خاصــة مــن شــأنها أن تضمــن ســرية الدفــاع الوطنــي أ‬ ‫الوزيريــن المعنييــن أ‬
‫ّ‬
‫للنشــاءات المذكــورة وتفاصيلهــا تنــدرج فــي نطــاق أسـرار الدفــاع‬ ‫ـإن مطالبــة العــارض بالنفــاذ إلــى التكلفــة الماليــة إ‬
‫وبالتالــي فـ ّ‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬لســنة لســنة ‪ 2014‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬والمنظــم للصفقــات العموميــة‬ ‫الوطنــي‪ ،‬عــاوة علــى أن أ‬
‫ّ‬
‫الشــهار‪ّ ،‬أمــا فــي الطلــب المتعلــق لنســخة‬ ‫أ‬
‫اســتثنى أيضــا الصفقــات المتعلقــة بمتطلبــات المــن والدفــاع الوطنــي مــن واجــب إ‬
‫البريــة والمجــال الجـ ّـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية‬ ‫أ‬
‫مــن اســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى المــن والدفــاع علــى الحــدود ّ‬
‫مــع دولــة ليبيــا تتعلــق بمعلومــات حساســة مــن شــأن تمكيــن جهــات خارجيــة منهــا ينــدرج تحــت طائلــة أحــكام القانــون‬
‫الجزائــي المتعلــق بإفشــاء أس ـرار الدفــاع الوطنــي المنصــوص عليــه بالفصــول ‪ 60‬ومــا بعــده مــن المجلــة الجزائيــة‪ّ .‬أمــا فــي‬
‫خصــوص الطلــب الــوارد بالنقطــة الثالثــة والمتعلــق بالحصــول علــى معطيــات إحصائيــة حــول نتائــج تركيــز منظومــة مراقبــة‬
‫الحــدود فقــد تـ ّـم دعــوة العــارض إلــى توجيــه طلبــه إلــى مصالــح الديوانــة التونســية وذلــك بحكــم طبيعــة مهــام المؤسســة‬
‫العســكرية وأخــذا بعيــن االعتبــار الصالحيــات المقـ ّـررة للمصالــح المذكــورة بموجــب مجلــة الديوانــة‪.‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم ممارســته‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪399‬‬
‫الساســي آ‬
‫النــف الذكــر أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬‫إلــى المعلومــة ّإل إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت‬
‫اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما‬
‫ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة‬
‫لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫الساســية لتكريــس مبــدأي‬ ‫وحيــث لئــن كان النفــاذ إلــى الوثائــق المكونــة للصفقــات العموميــة يعــد مــن الضمانــات أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن اســتعمال هــذا الحـ ّـق ال يمكــن‬‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بإجـراءات إســناد هــذه الصفقــات ومتابعــة تنفيذهــا‪ ،‬إال ّ ّ‬
‫أن يــؤدي‪ ،‬طبقــا للفصــل ‪ 24‬المذكــور أعــاه ولمــا اســتقر عليــه فقــه قضــاء الهيئــة‪ ،‬إلــى الولــوج إلــى الوثائــق التــي مــن شــأنها‬
‫إلحــاق الضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو الدفــاع الوطنــي‪.‬‬
‫وحيــث أن القــول بخــاف ذلــك مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط إلــى الزيــغ عــن أ‬
‫الهــداف التــي يســعى القانــون إلــى‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫تكريســها‪ ،‬وإنّمــا أيضــا إلــى االخــال بقواعــد حمايــة أس ـرار المــن العــام والدفــاع الوطنــي علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪60‬‬
‫مكــرر مــن المجلــة الجزائيــة‪.‬‬

‫وحيــث أفــرد المشــرع الصفقــات العموميــة التــي تبرمهــا وزارة الدفــاع بإج ـراءات خاصــة‪ ،‬إذ اقتضــى الفصــل ‪ 49‬مــن‬
‫المــر عــدد ‪ 1039‬لســنة ‪ 2014‬المــؤرخ فــي ‪ 13‬مــارس ‪ 2014‬والمتعلــق بتنظيــم الصفقــات العموميــة فــي فقرتــه الثانيــة أنّــه‬ ‫أ‬
‫يمكــن إبـرام الصفقــات العموميــة عــن طريــق التفــاوض المباشــر فــي الحــاالت التاليــة «‪ 2-....‬الطلبــات التــي ال يمكــن إنجازهــا‬
‫المــن العــام والدفــاع الوطنــي أو متــى اقتضــت‬ ‫بواســطة الدعــوة إلــى المنافســة عــن طريــق طلــب العــروض نظـرا لمتطلبــات أ‬
‫المصلحــة العليــا للبــاد أو فــي حــاالت التأكــد القصــوى الناتجــة عــن ظــروف ال يمكــن التنبــؤ بهــا‪.»..‬‬

‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق بيانــه‪ ،‬فإنّــه ولئــن كانــت الوثائــق المتعلقــة بالصفقــات العموميــة التــي تبرمهــا وزارة الدفــاع‬
‫الوطنــي وثائــق إداريــة عموميــة‪ ،‬إال أن موجبــات أ‬
‫المــن العــام والدفــاع الوطنــي المرتبطــة بهــا تجعلهــا غيــر قابلــة للنفــاذ مــن‬ ‫ّ ّ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى أصــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬ ‫قبــل العمــوم‪ ،‬أ‬

‫وحيــث فــي خصــوص الطلــب المتعلــق بنســخة مــن اســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى أ‬
‫المــن والدفــاع علــى الحــدود‬
‫البريــة والمجــال الجـ ّـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية مــع دولــة ليبيــا‪ ،‬فقــد ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪،‬‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫أن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬تحتــوي بالســاس علــى معلومــات حساســة تنــدرج صراحــة ضمــن متطلبــات المــن العــام‬ ‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والدفــاع الوطنــي علــى معنــى الفقــرة الولــى مــن الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬وهــي وثائــق تهـ ّـم ســيادة الدولــة وتنــدرج صراحــة ضمــن االســتثناءات الــواردة بالفصــل المذكــور‬
‫والمتصلــة بحمايــة أ‬
‫المــن العــام والدفــاع الوطنــي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ـإن إتاحــة الوثيقــة المطلوبــة لفائــدة العــارض فــي إطــار االســتجابة إلــى مقتضيــات‬‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق شــرحه فـ ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعتبــر تهديــدا صريحــا أ‬
‫للمــن العــام‬ ‫القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ومقتضيــات الدفــاع الوطنــي وســيادة الدولــة‪،‬‬

‫ـإن المصلحــة العامــة المـراد حمايتهــا فــي مثــل هــذه الحالــة تعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة‪،‬‬‫وحيــث أنــه فضــا عــن ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫أهـ ّـم مــن الغايــة المـراد تحقيقهــا مــن طلــب النفــاذ وذلــك بالنظــر إلــى الســياق االنتقالــي الــذي تمـ ّـر بــه البــاد والتهديــدات‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪400‬‬
‫أ‬
‫المنيــة المتربصــة بهــا‪ ،‬سـ ّـيما فــي ضـ ّـل عــدم ثبــوت وجــود مصلحــة عامــة ومؤكــدة وحالــة مــن تقديــم المعلومــة‪.‬‬

‫يتعيــن معــه‬
‫ممــا ّ‬
‫وحيــث تغــدو الدعــوى الراهنــة تبعــا لمــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬فاقــدة لمــا يؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة‪ّ ،‬‬
‫بالتالــي رفضهــا أصــا‪.‬‬

‫وحيــث فــي خصــوص الطلــب المتعلــق بالحصــول علــى معطيــات إحصائيــة حــول نتائــج تركيــز منظومــة مراقبــة‬
‫المدعــى عليهــا إســتجابت لطلــب العــارض ودعتــه إلــى توجيــه طلبــه إلــى مصالــح الديوانــة التونســية‬
‫ـإن الجهــة ّ‬
‫الحــدود‪ ،‬فـ ّ‬
‫وذلــك بحكــم طبيعــة مهــام المؤسســة العســكرية وأخــذا بعيــن االعتبــار الصالحيــات المقـ ّـررة للمصالــح المذكــورة بموجــب‬
‫مجلــة الديوانــة وذلــك طبقــا ألحــكام الفصــل ‪ 18‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي خصــوص هــذا الطلــب‪.‬‬ ‫المعلومــة‪ ،‬أ‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال ورفضهــا أصــا فــي خصــوص الطلببيــن المتعلقيــن بالكلفــة الجمليــة للخنــدق المائــي‬ ‫ّ‬
‫البريــة‬ ‫أ‬
‫اللكترونــي علــى الحــدود التونســية الليبيــة وباســتراتيجية الــوزارة للحفــاظ علــى المــن والدفــاع عــن الحــدود ّ‬‫والســياج إ‬
‫والمجــال الجـ ّـوي التونســي مــن الجهــة الشــرقية مــع دولــة ليبيــا وانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 2‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي‬ ‫الســيد الســيد عدنــان أ‬
‫وريــم العبيــدي وهاجــر الطرابلســي ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪401‬‬
‫القرار عدد ‪ 2526‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ل ‪ /‬رئيس مجلس نواب الشعب‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •معطيات شخصية‪ ،‬قوائم إسمية‪ ،‬حياة عامة‪ ،‬موظف عمومي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى عليهــا فلقــد ثبــت للهيئــة باالطّــاع علــى القائمــة االســمية‬


‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬
‫أن حصــول العــارض علــى نســخة منهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى المســاس باالســتثناءات‬ ‫المطلوبــة ّ‬
‫ـإن‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬ ‫الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫حصولــه علــى نســخة منهــا‪ ،‬إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق البرلمانــي ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام هــذا القانــون وضمــن حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 5‬نوفمبــر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫بعــد االطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2526‬والمتضمنــة أنــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مجلــس نــواب الشــعب وذلــك قصــد‬
‫الحصــول علــى القائمــة االســمية لموظفــي مجلــس نــواب الشــعب الذيــن تحصلــوا علــى حواســيب محمولــة ســنة ‪ 2020‬وذلــك‬
‫المدعــى عليهــا إلســناد‬
‫حســب رتبهــم الوظيفيــة والهيــاكل التــي ينتمــون إليهــا مــع تحديــد المعاييــر التــي اعتمدتهــا الجهــة ّ‬
‫ممــا دفعــه للقيــام بالدعــوى‬ ‫آ‬
‫هــذه الحواســيب‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه بالرغــم مــن انقضــاء الجــال القانونيــة‪ّ ،‬‬
‫الماثلــة طالبــا إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة مؤسســا دعــواه علــى حقــه فــي النفــاذ إلــى‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫المعلومــة طبقــا لمــا نصــت عليــه أحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعـى عليهـا بتاريـخ ‪ 1‬ديسـمبر ‪ 2020‬والمتضمـن بالخصوص‬‫وبعـد االطلاع علـى التقريـر المدلـى بـه مـن قبل الجهـة ّ‬
‫أنـه تعـذر علـى مجلـس نواب الشـعب تمكيـن العارض مـن القائمة االسـمية المطلوبـة بالنظر لمساسـها بالمعطيات الشـخصية‬
‫كمـا اسـتندت علـى أحـكام الفصـول ‪ 4‬و ‪ 6‬و‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 14‬مـن القانـون أ‬
‫الساسـي عـدد ‪ 63‬لسـنة ‪ 2004‬المتعلـق بحماية‬
‫المعطيـات الشـخصية لتسـتخلص بـأن االدالء بالقائمـة االسـمية للموظفيـن الذيـن تحصلـوا علـى حواسـيب محمولـة سـيؤدي‬
‫بالضـرورة إلـى التعـرف عليهـم مباشـرة ال فقـط مـن حيـث هويتهم الكاملـة بل ومن حيث مسـارهم المهنـي والهيـاكل الراجعين‬
‫والمس‬
‫ّ‬ ‫للسـاءة بهم‬‫أن تداولها سـيؤدي إلى االضرار بهم باشـهار معطياتهم الشـخصية واسـتغاللها إ‬
‫لهـا بالمجلـس فضلا علـى ّ‬
‫المدعى عليهـا صلب‬
‫مـن اعتبارهـم بخلـق شـبهة حصولهـم علـى منافـع دون وجـه حـق خالفـا لزمالئهـم‪ .‬كمـا أضافـت الجهـة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪402‬‬
‫تقريرهـا أنـه فيمـا يتعلـق بالمعاييـر المعتمـدة إلسـناد هـذه الحواسـيب فـإن هـذا الطلـب ال يعدو أن يكون سـوى مجرد سـؤال‬
‫لل�دارة وال يرتقـي لطلـب نفـاذ إلـى المعلومـة باعتبـار أن إدارة مجلـس نـواب الشـعب لـم تقـم بإعـداد وال مسـك وثيقة‬ ‫موجـه إ‬
‫مدونـة تتعلـق بمعاييـر االسـناد كمـا أضافت بـأن إدارة المجلس تسـعى لتوفيـر التجهيزات الضروريـة لعمل الموظفيـن وأعضاء‬
‫ال{ارة بصدد االسـتجابة للحاجيات‬ ‫النجاز وأن إ‬ ‫المكانيـات المتاحـة وأن عملية توزيع الحواسـيب ال تزال بطـور إ‬‫المجلـس حسـب إ‬
‫المتأكـدة للنـواب والموظفيـن لضمـان العمـل عـن بعـد إثـر الجائحـة الوبائيـة التـي حتمـت علـى إدارة المجلـس توزيـع الموارد‬
‫المحـدودة الموضوعـة علـى ذمتهـا وتحويلهـا حسـب الحاجيـات وفـي اتجاهـات مختلفـة فـي نفـس الوقـت وحسـب طبيعـة‬
‫النشـطة ومواعيدهـا بغـرض ضمـان اسـتمرارية العمـل البرلمانـي كمـا فرضـت الحالـة الوبائيـة إدارة المـوارد المتاحـة للمجلـس‬ ‫أ‬
‫يتـم خاللهـا توفيـر المعـدات المتاحـة بشـكل نهائـي ودائم مشـيرة إلى‬ ‫أ‬
‫بشـكل مختلـف عـن إدارتهـا فـي الوضـاع العاديـة التـي ّ‬
‫أن مجلـس نـواب الشـعب اتخـذ إجـراءات جديـدة للعمـل تفـرض التباعـد وتعتمـد التصويـت والتواصـل االلكترونـي عـن بعـد‬
‫بمقتضـى قـرار الجلسـة العامـة للمجلـس المـؤرخ فـي ‪ 26‬مـارس ‪ 2020‬المتعلـق بإقرار إجـراءات اسـتثنائية لعمـل مجلس نواب‬
‫الشـعب وقـرار لجلسـة العامـة للمجلـس المـؤرخ فـي ‪ 7‬أكتوبـر ‪ 2020‬المتعلـق بإقـرار تدابيـر لضمـان اسـتمرارية عمـل مجلـس‬
‫نـواب الشـعب إذ أتـاح القـراران المذكـوران إمكانيـة «انعقـاد الجلسـة العامـة عـن بعد بما فـي ذلـك إمكانية التصويـت عن بعد‬
‫باعتمـاد التطبيقـات االلكترونية‪».‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 21‬ديســمبر ‪ 2020‬والــذي ّ‬
‫تمســك مــن خاللــه‬
‫بالحصــول علــى جميــع طلباتــه معتب ـرا أنهــا تكـ ّـرس بشــكل مباشــر مبــدأي الشــفافية الماليــة والمســاءلة فيمــا يتعلــق بســير‬
‫ـس بالمعطيــات الشــخصية للموظفيــن وال بحياتهــم الخاصــة كمــا‬ ‫العمــل البرلمانــي مضيفــا بــأن القائمــة المطلوبــة ال تمـ ّ‬
‫الداري‪.‬‬
‫اســتنكر عــدم وجــود معاييــر اســناد واضحــة عنــد توزيــع وســائل العمــل إ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة التــي وجهتتهــا هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة للجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا قصــد‬
‫الدالء بالقائمــة المطلوبــة‪.‬‬‫حثهــا علــى إ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 24‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر إ‬
‫الضافــي المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫للقائمــة االســمية للموظفيــن الذيــن تحصلــوا علــى حواســيب محمولــة موزعيــن حســب الرتــب والهيــاكل التــي ينتمــون إليهــا‪.‬‬
‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫يتعيــن‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام رئيــس مجلــس نــواب الشــعب بتســليم العــارض نســخة ورقيــة تتضمــن القائمــة‬
‫االســمية لموظفــي مجلــس نــواب الشــعب الذيــن تحصلــوا علــى حواســيب محمولــة ســنة ‪ 2020‬وذلــك حســب رتبهــم الوظيفيــة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪403‬‬
‫والهيــاكل التــي ينتمــون إليهــا مــع تحديــد المعاييــر المعتمــدة فــي عمليــة االســناد وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫الساسـي المتعلـق بالحق في‬ ‫وحيـث جوابـا علـى الدعـوى دفعـت الجهـة المدعى عليهـا بأحـكام الفصل ‪ 24‬مـن القانون أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫النفـاذ إلـى المعلومـة وبأحـكام الفصـول ‪ 4‬و ‪ 6‬و‪ 9‬و‪ 10‬و‪ 11‬و‪ 12‬و‪ 14‬مـن القانـون الساسـي عـدد ‪ 63‬لسـنة ‪ 2004‬المتعلـق‬
‫بحمايـة المعطيـات الشـخصية معتبـرة أن االدالء بالقائمـة االسـمية للموظفيـن الذيـن تحصلـوا على حواسـيب محمولة سـيؤدي‬
‫بالضـرورة إلـى التعـرف عليهـم مباشـرة ال فقـط مـن حيـث هويتهم الكاملـة بل ومن حيث مسـارهم المهنـي والهيـاكل الراجعين‬
‫والمس‬
‫ّ‬ ‫للسـاءة بهم‬
‫أن تداولها سـيؤدي إلى االضرار بهم بإشـهار معطياتهم الشـخصية واسـتغاللها إ‬ ‫لهـا بالمجلـس فضلا علـى ّ‬
‫المدعى عليهـا صلب‬
‫مـن اعتبارهـم بخلـق شـبهة حصولهـم علـى منافـع دون وجـه حـق خالفـا لزمالئهـم‪ .‬كمـا أضافـت الجهـة ّ‬
‫تقريرهـا أنـه فيمـا يتعلـق بالمعاييـر المعتمـدة إلسـناد هـذه الحواسـيب فـإن هـذا الطلـب ال يعدو أن يكون سـوى مجرد سـؤال‬
‫لل�دارة وال يرتقـي لطلـب نفـاذ إلـى المعلومـة باعتبـار أن إدارة مجلـس نـواب الشـعب لـم تقـم بإعـداد وال مسـك وثيقة‬ ‫موجـه إ‬
‫مدونـة تتعلـق بمعاييـر االسـناد كمـا أضافت بـأن إدارة المجلس تسـعى لتوفيـر التجهيزات الضروريـة لعمل الموظفيـن وأعضاء‬
‫الدارة بصدد االسـتجابة للحاجيات‬ ‫النجاز وأن إ‬ ‫المكانيـات المتاحة وأن عملية توزيع الحواسـيب ال تزال بطـور إ‬ ‫المجلـس حسـب إ‬
‫المتأكـدة للنـواب والموظفيـن لضمـان العمـل عـن بعـد إثـر الجائحـة الوبائيـة التـي حتمـت علـى إدارة المجلـس توزيـع الموارد‬
‫المحـدودة الموضوعـة علـى ذمتهـا وتحويلهـا حسـب الحاجيـات وفـي اتجاهـات مختلفـة فـي نفـس الوقـت وحسـب طبيعـة‬
‫النشـطة ومواعيدهـا بغـرض ضمـان اسـتمرارية العمـل البرلمانـي كمـا فرضـت الحالـة الوبائيـة إدارة المـوارد المتاحـة للمجلـس‬ ‫أ‬
‫يتـم خاللهـا توفيـر المعـدات المتاحـة بشـكل نهائـي ودائم مشـيرة إلى‬ ‫أ‬
‫بشـكل مختلـف عـن إدارتهـا فـي الوضـاع العاديـة التـي ّ‬
‫أن مجلـس نـواب الشـعب اتخـذ إجـراءات جديـدة للعمـل تفـرض التباعـد وتعتمـد التصويـت والتواصـل االلكترونـي عـن بعـد‬
‫بمقتضـى قـرار الجلسـة العامـة للمجلـس المـؤرخ فـي ‪ 26‬مـارس ‪ 2020‬المتعلـق بإقرار إجـراءات اسـتثنائية لعمـل مجلس نواب‬
‫الشـعب وقـرار لجلسـة العامـة للمجلـس المـؤرخ فـي ‪ 7‬أكتوبـر ‪ 2020‬المتعلـق بإقـرار تدابيـر لضمـان اسـتمرارية عمـل مجلـس‬
‫نـواب الشـعب إذ أتـاح القـراران المذكـوران إمكانيـة «انعقـاد الجلسـة العامـة عـن بعد بما فـي ذلـك إمكانية التصويـت عن بعد‬
‫باعتمـاد التطبيقـات االلكترونية‪».‬‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫يعـد حقـا أساسـيا لـكل شـخص طبيعـي أو معنـوي تـم تنظيـم ممارسـته‬ ‫وحيـث أن الحـق فـي النفـاذ إلـى المعلومـة‪ّ ،‬‬
‫الساسـي عـدد ‪ 22‬لسـنة ‪ 2016‬المـؤرخ فـي ‪ 24‬مـارس ‪ 2016‬والمتعلـق بالحق فـي النفاذ إلـى المعلومة وذلك‬ ‫بموجـب القانـون أ‬
‫بالتصـرف فـي المرفـق العام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بغـرض تحقيـق عـدة أهـداف ّ‬
‫لعـل أبرزهـا تعزيـز مبـدأي الشـفافية والمسـاءلة فيمـا يتعلـق‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت فــي الدعاوى‬
‫المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪39‬‬
‫مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬
‫لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬
‫بـالدالء بنسـخة ورقية من‬
‫وحيـث تولـت الهيئـة فـي نطـاق التحقيـق فـي الدعـوى مطالبـة رئيـس مجلـس نـواب الشـعب إ‬
‫القائمـة االسـمية لموظفـي مجلـس نـواب الشـعب الذيـن تحصلـوا علـى حواسـيب محمولـة سـنة ‪ 2020‬وذلـك حسـب رتبهـم‬
‫الوظيفيـة والهيـاكل التـي ينتمـون إليهـا‪ ،‬وذلـك حتـى يتسـ ّنى لهـا تقديـر مـدى قابليـة النفـاذ إلـى الوثيقـة المعنيـة مـن عدمـه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪404‬‬
‫المدعى عليها للهيئة بنسخة من القائمة المطلوبة‪.‬‬
‫وحيث أدلت الجهة ّ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا فلقــد ثبــت للهيئــة باال ّطــاع علــى القائمــة االســمية المطلوبــة ّ‬
‫أن‬ ‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬
‫حصــول العــارض علــى نســخة منهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى المســاس باالســتثناءات الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫ـإن حصولــه علــى نســخة منهــا‪ ،‬إنّمــا ينــدرج ضمــن تحقيــق‬ ‫المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بــل علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق البرلمانــي ويدعــم الثقــة فــي‬
‫الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون وضمــن حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه فــي ضــوء مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض بهــذا الخصــوص وإلـزام رئيــس مجلــس نــواب‬
‫الشــعب بتمكينــه مــن نســخة ورقيــة مــن القائمــة المطلوبــة‪.‬‬

‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى فلئــن كان الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو‬
‫معنــوي ّإل أن ممارســة هــذا الحــق واالنتفــاع بــه تبقــى مرتبطــة وثيــق االرتبــاط بالوجــود المــا ّدي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة‬
‫المدعــى عليهــا‪.‬‬
‫لــدى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا لــم تقــم بتحديــد معاييــر موضوعيــة‬
‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى أن الجهــة ّ‬
‫محـ ّـددة لتوزيــع الحواســيب المحمولــة فإنــه ال يمكــن لهــا بالتالــي االســتجابة لطلــب العــارض فــي النفــاذ إلــى هــذه المعاييــر‪،‬‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى أصــا بخصــوص هــذا الطلــب‪.‬‬ ‫أ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫الصــل بإلـزام مجلــس نــواب الشــعب فــي شــخص ممثلــه القانونــي بتســليم العــارض‬ ‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫نســخة ورقيــة تتضمــن القائمــة االســمية لموظفــي مجلــس نــواب الشــعب الذيــن تحصلــوا علــى حواســيب محمولــة ســنة ‪2020‬‬
‫وذلــك حســب رتبهــم الوظيفيــة والهيــاكل التــي ينتمــون إليهــا ورفــض الدعــوى فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬عضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومنــى الدهــان وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪405‬‬
‫القرار عدد ‪ 2562‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪2021‬‬

‫ح‪.‬ع‪ /‬المندوبية الجهوية لشؤون الشباب والرياضة بقفصة في شخص ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •حياة خاصة‪ ،‬مصلحة عامة‪ ،‬المصلحة المراد حمايتها أهم‪ ،‬ضرر جسيم‪ ،،‬حجب جزئي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث بخصــوص الفقــرة الخامســة مــن خالصــة البحــث فإنّــه ثبــت للهيئــة أنّهــا تنطــوي علــى تصريحــات‬
‫الفصــاح بهــا إلــى‬
‫تتعلــق بالمنــاخ العــام االجتماعــي والسياســي بمنطقــة قفصــة يمكــن أن يــؤ ّدي إ‬
‫المســاس بالحيــاة الخاصــة للغيــر وإلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام‪.‬‬

‫أهـم من الغايـة المراد‬


‫تعد فـي تقديـر الهيئة ّ‬
‫أن المصلحـة المـراد حمايتهـا فـي مثـل هـذه الحالـة ّ‬
‫وحيـث ّ‬
‫تحقيقهـا مـن طلـب النفـاذ‪ ،‬سـ ّيما فـي ظل عـدم ثبوت وجـود مصلحـة عامة مـن تقديـم المعلومة‪.‬‬

‫الداري عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن‬


‫وحيــث يغــدو بذلــك حجــب الفقــرة الخامســة مــن خالصــة البحــث إ‬
‫القانــون عــدد ‪ 22‬لســمة ‪ 2016‬المذكــور أعــاه فــي مح ّلــه‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 13‬نوفمبــر ‪2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2562‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه تقـ َّـدم فــي ‪ 23‬أكتوبــر ‪ 2020‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى المندوبيــة الجهويــة‬
‫الداري حــول دار الشــباب الرديــف ســنة‬ ‫لشــؤون الشــباب والرياضــة بقفصــة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن البحــث إ‬
‫آ‬
‫‪ 2018‬المنجــز مــن طــرف الســيد عبــد الجــواد بنجـ ّـدو متفقــد عــام للشــباب‪ ،‬إال أنــه لــم ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــال‬
‫المدعــي عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة‬ ‫أ‬
‫القانونيــة‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫مســتندا فــي ذلــك الــى أحــكام القانــون أ‬
‫ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 03‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن‬ ‫ال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫وبعــد إ‬
‫بالخصــوص أنــه تــم تمكيــن العــارض مــن نســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن الوثيقــة الموجهــة اليــه‪.‬‬

‫الطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه من قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 08‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصوص أنــه توصل‬ ‫وبعــد إ‬
‫الفتتاحيــة مــن‬
‫بإجابــة منقوصــة مــن قبــل الجهــة المدعــي عليهــا إذ لــم يقــع تمكينــه مــن المرفقــات المذكــورة فــي الصفحــة إ‬
‫التقريــر الموجــه إلــى الســيد المديــر العــام للشــباب كمــا انــه الحــظ عــدم وجــود ختــم الــواردات بمكتــب الضبــط بالــوزارة أو‬
‫المندوبيــة فضــا عــن عــدم وجــود الفقــرة الخامســة مــن الخالصــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪406‬‬
‫الطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه من قبــل الجهة المدعــي عليها بتاريــخ ‪ 28‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصوص‬ ‫وبعــد إ‬
‫أنــه تــم مـ ّـد العــارض بالتقريــر المطلــوب أمــا فــي خصــوص المرفقــات المذكــورة بالصفحــة االفتتاحيــة مــن التقريــر فهــي‬
‫مراســات تــم ذكرهــا وليســت جــزءا مــن التقريــر‪ .‬أمــا بالنســبة للفقــرة ‪ 05‬مــن الخالصــة فقــد تــم إعــام العــارض أنــه تــم‬
‫حجــب المعطيــات الشــخصية الموجــودة بالتقريــر وأنــه حســب تقديرهــم مشــمولة جزئيــا باالســتثناءات المنصــوص عليهــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ ،2016‬مدليــا بنســخة مــن التقريــر المطلــوب قبــل حجــب المعطيــات‬ ‫بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ونســخة مــن التقريــر بعــد حجــب المعطيــات‪.‬‬

‫الطالع على بقية مظروفات الملف‪.‬‬


‫وبعد إ‬
‫وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق ال ّنفــاذ‬ ‫إ‬
‫إلــى المعلومة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫;ممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام إلــى المندوبيــة الجهويــة لشــؤون الشــباب والرياضــة بقفصــة بتمكيــن العــارض مــن‬ ‫حيــث تهــدف ّ‬
‫الداري حــول دار الشــباب الرديــف ســنة ‪ 2018‬المنجــز مــن طــرف الســيد عبــد الجــواد بنجـ ّـدو‬ ‫نســخة ورقيــة مــن البحــث إ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫متفقــد عــام للشــباب‪ ،‬إســتنادا إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫المـ ّ‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة المدعــي عليهــا أنهــا مكنــت العــارض مــن الوثيقــة المطلوبــة مــع حجــب المعطيــات الشــخصية‬
‫الــواردة بهــا‪.‬‬

‫الفتتاحيــة مــن التقريــر الموجــه‬


‫وحيــث تمســك العــارض بالمطالبــة بالحصــول علــى المرفقــات المذكــورة بالصفحــة إ‬
‫إلــى الســيد المديــر العــام للشــباب فضــا عــن الفقــرة ‪ 5‬مــن الخالصــة‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الداري موضــوع مطلــب النفــاذ وهــو مــا يتجــه معــه القضــاء‬ ‫وحيــث تبيــن لنــا حصــول العــارض علــى جــزء مــن البحــث إ‬
‫بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي فيمــا يتعلــق بالجــزء المتحصــل عليــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪407‬‬
‫الفتتاحيــة مــن التقريــر الموجــه إلــى الســيد‬‫وحيــث بخصــوص طلــب الحصــول علــى المرفقــات المذكــورة بالصفحــة إ‬
‫المديــر العــام للشــباب فــإن هــذا الطلــب غيــر مضمــن بمطلــب النفــاذ المقــدم مــن قبــل العــارض وبالتالــي يمكــن اعتبــاره‬
‫مــن قبيــل الطلبــات الجديــدة وهــو مــا يتجــه معــه بالتالــي رفــض الدعــوى مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫وحيــث بخصــوص الفقــرة الخامســة مــن خالصــة البحــث فإنّــه ثبــت للهيئــة أنّهــا تنطــوي علــى تصريحــات تتعلــق‬
‫الفصــاح بهــا إلــى المســاس بالحيــاة الخاصــة للغيــر‬
‫بالمنــاخ العــام االجتماعــي والسياســي بمنطقــة قفصــة يمكــن أن يــؤ ّدي إ‬
‫وإلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام‪.‬‬

‫أن المصلحــة المـراد حمايتهــا فــي مثــل هــذه الحالــة تعـ ّـد فــي تقديــر الهيئــة أهـ ّـم مــن الغايــة المـراد تحقيقهــا‬
‫وحيــث ّ‬
‫مــن طلــب النفــاذ‪ ،‬سـ ّـيما فــي ظــل عــدم ثبــوت وجــود مصلحــة عامــة مــن تقديــم المعلومــة‪.‬‬

‫الداري عمــا بأحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون عــدد‬


‫وحيــث يغــدو بذلــك حجــب الفقــرة الخامســة مــن خالصــة البحــث إ‬
‫‪ 22‬لســمة ‪ 2016‬المذكــور أعــاه فــي مح ّلــه‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا اســتجابت أثنــاء التحقيــق فــي الدعــوى إلــى طلب‬


‫وحيــث طالمــا ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ ،‬أن ّ الجهــة ّ‬
‫العــارض ومك ّنتــه مــن الحصــول علــى الوثيقــة المطلوبــة بعــد حجــب المعطيــات‪ ،‬فإنّهــا تكــون بذلــك قــد احترمــت حقــه فــي‬
‫الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت بالتالــي فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة بمــا مــن شــأنه أن يد ّعــم الثقــة فــي‬
‫الهيــاكل العموميــة‪ ،‬الــذي ي ّتجــه معــه بالتالــي التصريــح بختــم القضيــة النعــدام مــا يســتوجب النظــر فيهــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ختم القضية النعدام ما يستوجب النظر‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار للطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 01‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪408‬‬
‫القرار عدد ‪ 2675‬بتاريخ ‪ 1‬أفريل ‪2021‬‬

‫س‪.‬ز ‪ /‬ديوان الطيران المدني والمطارات في شخص ممثله القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شهادة ط ّبية معطيات شخصية‪ ،‬عطلة مرضية‪ ،‬معطيات ط ّبية حساسة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫بالطــاع علــى الوثائــق المطلوبــة‬‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فقــد ثبــت إ‬


‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫صحــي وط ّبــي‪ ،‬بــل فقــط تتضمــن‬
‫موضــوع قضيــة الحــال‪ ،‬أنّهــا ال تتعلــق بمعطيــات شــخصية ذات طابــع ّ‬
‫مــدة العطلــة المرضيــة فقــط دون أيّــة إشــارة إلــى معلومــات أو معطيــات مــن شــأنها الكشــف عــن الحالــة‬
‫الصحيــة لصاحبهــا‪.‬‬

‫أن حصــول‬ ‫قــدرت الهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف وخاصــة علــى الشــهائد الط ّبيــة‪ّ ،‬‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫العارضــة علــى نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع‬
‫أي حالــة مــن حــاالت‬‫الوطنــي أو بالعالقــات الديبلوماســية المتعلقــة بهــا‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي ‪24‬‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬‫االســتثناء أ‬
‫مــارس ‪.2016‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 7‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫الدعــوى المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران‬
‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2675‬‬
‫الطبيــة لــكل مــن (ن‪ .‬ه) و(ر‪ .‬ه) المذكــورة بالشــكاوى‬
‫المدنــي والمطــارات قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الشــهائد ّ‬
‫أ‬
‫بالمربتاريــخ ‪ 30‬جــوان ‪ ،2017‬غيــر أنّهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء الجــل‬‫المقدمــة للديــوان مــن المعنييــن أ‬
‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‬ ‫أ‬
‫القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفع ُهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫مســتندة فــي دعواهــا علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات بتاريــخ‬
‫أن المعلومــة‬
‫الســتجابة لطلبهــا باعتبــار ّ‬ ‫‪ 22‬ديســمبر ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص أنّــه تـ ّـم إعــام العارضــة بأنّــه يتعــذر إ‬
‫ـص عليهــا الفصــل ‪ 24‬مــن‬ ‫وطبــي وهــي مــن بيــن االســتثناءات التــي نـ ّ‬
‫صحــي ّ‬ ‫المطلوبــة تتعلــق بمعطيــات شــخصية ذات طابــع ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪409‬‬
‫الطــاع علــى المكتــوب التوضيحــي الموجــه مــن قبــل الهيئــة إلــى الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيــران‬ ‫وبعــد إ‬
‫أن حــق النفــاذ إلــى المعلومــة هــو حـ ّـق‬ ‫المدنــي والمطــارات بتاريــخ ‪ 5‬جانفــي ‪ 2020‬والمتضمــن بالخصــوص التأكيــد علــى ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‬ ‫دســتوري تــم تكريســه بموجــب الفصــل ‪ 32‬مــن الدســتور‪ ،‬وأن القانــون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 2016‬المتعلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة قــد تو ّلــى تنظيــم إجـراءات وأســاليب ممارســة هــذا الحــق‪ ،‬وأحــدث هيئــة النفــاذ‬
‫إلــى المعلومــة كهيئــة عموميــة مســتقلة ســاهرة علــى ضمــان ممارســة هــذا الحــق الدســتوري‪ ،‬والتــي يرجــع لهــا بالنظــر دون‬
‫ســواها تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى المعلومــة مــن عدمــه وليــس للهيــاكل العموميــة أن تحــل محلهــا فــي هــذا التقديــر ومــا‬
‫علــى الهيــاكل العموميــة ســوى أن تســتجيب إلجـراءات التحقيــق وتقــدم للهيئــة كل التســهيالت الممكنــة والضروريــة لممارســة‬
‫مهامهــا تطبيقــا لمــا ينــص عليــه الفصــل ‪ 39‬مــن القانــون المذكــور ومــا تضمنــه أيضــا المنشــور التفســيري عــدد ‪ 19‬المــؤرخ‬
‫فــي ‪ 18‬مــاي ‪ 2018‬الصــادر عــن رئيــس الحكومــة والمتعلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬كمــا تــم التأكيــد علــى أن الهيئــة ال‬
‫الشــكال الوثائــق التــي تتحصــل بمناســبة التحقيــق فــي القضيــة وعلــى أن ّهــا تحــرص أشــد الحــرص علــى‬ ‫تســلم بــأي شــكل مــن أ‬
‫الحفــاظ علــى حمايــة المعطيــات الشــخصية والحيــاة الخاصــة للغيروتعمــل علــى تكريــس مبــدأ التــوازن بيــن حــق النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة وبيــن متطلبــات حمايــة المعطيــات الشــخصية‪.‬‬

‫الطــاع علــى التقريــر التكميلــي المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات‬
‫وبعــد إ‬
‫بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪ 2021‬والرفــق بنســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬


‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ـكلية‪ ،‬المــر ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن‬ ‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لهــا ّ‬
‫الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫قدمــت ّ‬ ‫ـث ّ‬‫حيـ ُ‬
‫معــه قبولهــا شــكالً‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫المدعيــة‬
‫ُالدعــوى الماثلــة إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران المدنــي والمطــارات بتمكيــن ّ‬
‫ـث تهــدف ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫المقدمــة للديــوان‪ ،‬إســتنادا إلــى حقّهــا‬
‫الطبيــة لــكل مــن (ن‪ .‬ه) و(ر‪ .‬ه) المذكــورة بالشــكاوى ّ‬
‫مــن نســخة ورقيــة مــن الشــهائد ّ‬
‫أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه صلــب أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الســتجابة‬‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد علــى الدعــوى‪ ،‬أنّــه تـ ّـم إعــام العارضــة بأنّــه يتعــذر إ‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫وطبــي وهــي‬
‫صحــي ّ‬ ‫أن المعلومــة المطلوبــة موضــوع مطلــب النفــاذ تتعلــق بمعطيــات شــخصية ذات طابــع ّ‬ ‫لطلبهــا باعتبــار ّ‬
‫أ‬
‫ـص عليهــا الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫مــن بيــن االســتثناءات التــي نـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة‪ ،‬مدليــا بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪410‬‬
‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫ُ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يُعـ ُّـد ح ّقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إلجـراءات‬
‫ـث ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫وشــروط القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬
‫وذلــك مــن أجــل تحقيــق أهــداف أهمهــا تكريــس مبــدأي الشـ ّ‬
‫أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬‫ـث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنّــه «ال يُمكــن للهيــكل المع ّنــي ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫أ‬
‫إال ّ إذا كان ذلــك يــؤ ّدي إلــى إلحــاق ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريّــة»‪.‬‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫وحيــث ّ‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنّمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬
‫بالطــاع علــى الوثائــق المطلوبــة موضــوع قضيــة‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فقــد ثبــت إ‬
‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫وطبــي‪ ،‬بــل فقــط تتضمــن مــدة العطلــة المرضيــة فقــط دون‬
‫صحــي ّ‬ ‫الحــال‪ ،‬أنّهــا ال تتعلــق بمعطيــات شــخصية ذات طابــع ّ‬
‫أيّــة إشــارة إلــى معلومــات أو معطيــات مــن شــأنها الكشــف عــن الحالــة الصحيــة لصاحبهــا‪.‬‬
‫أن حصــول العارضــة علــى‬ ‫الطبيــة‪ّ ،‬‬
‫وحيــث قـ ّـدرت الهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف وخاصــة علــى الشــهائد ّ‬
‫نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الديبلوماســية‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي‬ ‫المتعلقــة بهــا‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫ـإن إتاحــة الوثائــق المطلوبــة للعارضــة حســب تقديــر الهيئــة‪ ،‬إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق‬
‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العموميــة‪ ،‬كمــا مــن‬
‫ممــا يتجــه معــه بالتالــي قبــول الدعــوى‬ ‫أ‬
‫شــأنه أن يســاهم فــي دعــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون‪ّ ،‬‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫فــي هــذا الخصــوص وإلـزام الجهــة ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام لديــوان الطيـران والمطــارات بتســليم العارضــة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والمقدمــة إلــى‬
‫ّ‬ ‫الطبيتيــن لــكل مــن (ن‪ .‬ه) و(ر‪.‬ه) المذكورتيــن بالشــكاوى المرفوعــة ضـ ّـد العارضــة‬
‫نســخة ورقيــة مــن الشــهادتين ّ‬
‫الديــوان مــن قبــل المعنييــن أ‬
‫بالمــر بتاريــخ ‪ 30‬جــوان ‪.2017‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬
‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 1‬أفريــل ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫والســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب رئيــس‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪411‬‬
‫القرار عدد ‪ 2836‬بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪2021‬‬

‫م‪.‬ص‪.‬ع ‪ /‬رئيس بلدية مكثر‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •جار‪ ،‬أمثلة التهيئة العمرانية‪ ،‬معطيات شخصية‪ ،‬حياة خاصة‪ ،‬أحترام مسافة االرتداد قبول الدعوى‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وممــا رشــح مــن‬


‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق بســطه‪ ،‬فقــد تب ّيــن للهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف ّ‬
‫أن حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــة المتصلــة بمــدى‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬ ‫التحقيــق فــي ّ‬
‫احت ـرام جــاره المدعــو (ش‪.‬ع) الســتواء الطريــق الــذي عرضــه ‪ 20‬متــر وتحديــد التجــاوز المحــدث مــن‬
‫طرفــه مقارنــة بمــا جــاء بمثــال التهيئــة العمرانيــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن‬ ‫ّ‬
‫العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة الم ّتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫حــاالت االســتثناء أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 8‬جانفــي ‪2021‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2836‬وا ّلتــي تفيــد بأنّــه ت ّقـ َـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى رئيــس بلديــة مكثــر قصــد الحصــول‬
‫علــى نســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــة المتصلــة بمــدى احتـرام جــاره المدعــو (ش‪.‬ع) الســتواء الطريــق الــذي عرضــه ‪ 20‬متــر‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫وتحديــد التجــاوز المحــدث مــن طرفــه‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ـتندا فــي ذلــك إلــى‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مسـ ً‬
‫دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل رئيــس بلديــة مكثــر بتاريــخ ‪ 9‬فيفــري ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص‬
‫بالمــر عــدد ‪ 2824‬لســنة ‪ 2008‬مــؤرخ فــي ‪ 11‬اوت ‪،2008‬‬ ‫أنــه تبعــا لمثــال التهيئــة العمرانيــة لبلديــة مكثــر المصــادق عليــه أ‬
‫ّ‬
‫ـإن الطريــق المــارة أمــام منــزل الســيد محمــد الصالــح عراكــي والســيد شــكري عطــي هــي طريــق بعــرض ‪ 20‬متــر حســب‬ ‫فـ ّ‬
‫أن مــدى احتـرام المدعــو شــكري عطــي لعــرض الطريــق يبقــى مــن أنظــار القضــاء وال يمكــن للبلديــة‬
‫المثــال المذكــور‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫ان تبــت فيــه‪.‬‬
‫أن ر ّد‬
‫والمتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫ّ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 25‬فيفــري ‪2021‬‬
‫أن المعلومــة المطلوبــة واضحــة وهــي مـ ّـده‬
‫المدعــى عليهــا إقتصــر فقــط علــى التذكيــر بعــرض الطريــق فــي حيــن ّ‬‫الجهــة ّ‬
‫بوثيقــة بمــدى احتـرام جــاره المدعــو (ش‪.‬ع) الســتواء الطريــق الــذي عرضــه ‪ 20‬متــر وتحديــد التجــاوز المحــدث مــن طرفــه‬
‫الخيــر بالحصــول علــى الوثيقــة موضــوع الطلــب‪.‬‬ ‫متمســكا فــي أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪412‬‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة ممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام رئيــس بلديــة مكثــر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــة المتصلــة‬
‫بمــدى احتـرام جــاره المدعــو (ش‪.‬ع) الســتواء الطريــق الــذي عرضــه ‪ 20‬متــر وتحديــد التجــاوز المحــدث مــن طرفــه‪ ،‬وذلــك‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى أنّــه تبعــا لمثــال التهيئــة العمرانيــة لبلديــة مكثــر المصــادق‬


‫وحيــث أفــاد رئيــس بلديــة مكثــر فــي نطــاق ر ّده عــن ّ‬
‫ـإن الطريــق المــارة أمــام منــزل الســيد محمــد الصالــح‬ ‫أ‬
‫عليــه بالمــر عــدد ‪ 2824‬لســنة ‪ 2008‬مــؤرخ فــي ‪ 11‬أوت ‪ ،2008‬فـ ّ‬
‫أن مــدى احتـرام المدعــو شــكري‬ ‫عراكــي والســيد شــكري عطــي هــي طريــق بعــرض ‪ 20‬متــر حســب المثــال المذكــور‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫عطــي لعــرض الطريــق يبقــى مــن أنظــار القضــاء وال يمكــن للبلديــة أن تبــت فيــه‪.‬‬

‫تمسك العارض بحقّه في الحصول على الوثيقة موضوع مطلب النفاذ إلى المعلومات‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫حيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الــش خصيــة وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪413‬‬
‫ـإن رئيــس البلديــة يتولــى االذن‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 257‬منهــا‪ ،‬فـ ّ‬
‫وحيــث أنّــه تطبيقــا لمقتضيــات مجلــة الجماعــات المحليــة ّ‬
‫أ‬
‫للعــوان المكلفيــن بالتراتيــب البلديــة بمعاينــة المخالفــات وتحريــر المحاضــر وإدراجهــا بســجل مرقــم وإحالتهــا علــى المصالــح‬
‫ذات النظــر إلتخــاذ مــا يســتوجبه القانــون‪.‬‬

‫الشــغال التــي تســتلزم ترخيصــا‬ ‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 73‬مــن مجلــة التهيئــة الترابيــة والتعميــر علــى أنــه «تخضــع كل أ‬
‫ّ‬
‫طبقــا لمقتضيــات هــذه المجلــة‪ ،‬بعــد انجازهــا‪ ،‬إلــى معاينــة تقــوم بهــا المصالــح المختصــة التابعــة للواليــة أو للبلديــة‪،‬‬
‫حســب الحــال قصــد التثبــت مــن مــدى مطابقتهــا أ‬
‫للمثلــة الملحقــة برخصــة البنــاء‪ .‬وتتــم عمليــة المعاينــة بطلــب مــن المعنــي‬
‫أ‬
‫بالمــر أو بمبــادرة مــن البلديــة أو الواليــة أو مــن مصالــح الــوزارة المكلفــة بالتعميــر‪ ،‬عنــد االقتضــاء وتشــفع بمحضــر فــي‬
‫الشــغال علــى الوجــه المطلــوب مــن عدمــه‪ .‬يســلم محضــر المعاينــة لطالبــه فــي ظــرف شــهرين إبتــداء مــن تاريــخ‬ ‫إنتهــاء أ‬
‫إيــداع مطلــب فــي الغــرض أو مــن تاريــخ إج ـراء المعاينــة إذا تمــت بمبــادرة مــن الســلطة المعنيــة‪».‬‬

‫المدعــى عليهــا فــي معاينــة‬


‫بالرجــوع إلــى الفصــول المذكــورة أعــاه‪ ،‬ثبــوت إختصــاص الجهــة ّ‬ ‫تبيــن للهيئــة ّ‬
‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫مخالفــات المواطنيــن لمثــال التهيئــة العمرانيــة لبلديــة مكثــر ســيما وأن هــذه المعاينــات تعتبــر مــن أ‬
‫العمــال العاديــة التــي‬ ‫ّ‬
‫تدخــل ضمــن مهامهــا الوظيفيــة ومجــال إختصاصهــا‪.‬‬

‫أن تع ّلــل الجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا بعــدم اختصاصهــا فــي معاينــة هــذه المخالفــات‪ ،‬مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬ال فقــط‬ ‫ـث ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫الهــداف التــي يســعى القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫باالنح ـراف عــن أ‬
‫أيضــا إلــى هضــم حــق‬
‫إلــى تكريســها وهــي أساســا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فــي تســيير المرافــق العموميــة‪ ،‬وإنّمــا ً‬
‫العــارض فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المطلوبــة فــي قضيــة الحــال وهــو حــق يضمنــه لــه الدســتور والقانــون المتعلــق بالحــق‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي‬ ‫تبيــن للهيئــة باالطــاع علــى مظروفــات الملــف ّ‬ ‫وحيــث تبعــا لمــا ســبق بســطه‪ ،‬فقــد ّ‬
‫أن حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــة المتصلــة بمــدى احتـرام جــاره المدعــو (ش‪.‬ع) الســتواء‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الطريــق الــذي عرضــه ‪ 20‬متــر وتحديــد التجــاوز المحــدث مــن طرفــه مقارنــة بمــا جــاء بمثــال التهيئــة العمرانيــة‪ ،‬ليــس مــن‬
‫شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة الم ّتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينــدرج‬ ‫ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬ ‫ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثيقــة المطلوبــة ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق العــام البلــدي‪ ،‬وبدعــم ثقــة العمــوم فــي‬
‫الهيــاكل العموميــة الخاضعــة للقانــون‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‬
‫المدعــي وإل ـزام الجهــة ّ‬
‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب ّ‬
‫ً‬ ‫وحيــث ي ّتجــه‬
‫بتمكينــه الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪414‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام رئيــس بلديــة مكثــر بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن المعاينــة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ ً‬
‫التــي قامــت بهــا المصالــح المعنيــة ببلديــة المــكان والخاصــة بالبنــاء المحــدث مــن طــرف المدعــو شــكري بــن عيســى عطــي‬
‫قصــد التثبــت مــن مــدى مطابقتــه لمثــال التهيئــة العمرانيــة لبلديــة مكثــر وتحديــدا للمــكان المحــدث بــه البنــاء‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 14‬أكتوبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫العبيــدي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪415‬‬
‫القرار عدد ‪ 2944‬بتاريخ ‪ 14‬جويلية ‪2021‬‬

‫أ‪.‬م ‪ /‬الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تقريــر التدقيــق‪ ،‬شــركة خاصــة‪ ،‬منافســة مشــروعة‪ ،‬حمايــة االســرار التجاريــة‪ ،‬المعطيــات االســتراتيجية‪،‬‬
‫حجــب‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المــر عــدد ‪ 375‬لســنة ‪ 2020‬المتعلــق بتنظيــم عمليــة نشــر‬ ‫وحيــث استئناســا بأحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن أ‬
‫تضمنــت بعــض‬‫تقاريــر هيئــات الرقابــة وتقاريــر المتابعــة الصــادرة عنهــا المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬فإنّــه ولئــن ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة بيانــا للمعطيــات التــي يمكــن اعتبارهــا معطيــات هامــة واســتراتيجية خاصــة بشــركة‬
‫«كومــات»‪ ،‬فإنّــه يمكــن للجهــة المدعــى عليهــا حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليمها للوثائــق موضــوع‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫المدعــى عليه‬
‫ممــا ي ّتجــه معــه بالتالــي قبــول الدعــوى وإلـزام ّ‬
‫المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫بتمكينــه مــن نســخة مــن التقاريــر المطلوبــة مــع إقـرار حقــه فــي حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة‬
‫بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 29‬جانفــي ‪2021‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2944‬وا ّلتــي تفيــد أنّــه ت ّقـ َـدم بمطلبــي نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‬
‫الخيــرة آلخــر عمليــات تدقيــق معمقــة قــام بهــا الصنــدوق علــى‬ ‫قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الثــاث تقاريــر أ‬
‫بالضافــة إلــى التقريــر النهائــي لختــم التدقيــق المعمــق‪ ،‬غيــر أنّــه لــم يتلــق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم‬‫حســابات شــركة «كومــات» إ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫أ‬
‫المطلوبــة‪ ،‬مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‬
‫والمتضمــن بالخصــوص أن التقاريــر المطلوبــة فــي قضيــة الحــال تتضمــن معطيــات شــخصية للشــركة المعنيــة أ‬
‫بالمــر تتع ّلــق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بمعرفهــا الجبائــي وســجلها التجــاري ورأس مالهــا ورقــم حســابها البنكــي وحجــم معامالتهــا التــي ال يمكــن النفــاذ إليهــا أو‬
‫أن تقاريــر المراقبــة المحــررة مــن قبــل الصنــدوق التــي أجريــت علــى‬
‫إحالتهــا دون موافقــة الممثــل القانونــي للشــركة‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫تتضمــن معطيــات تخــص العــارض ســوى نقطــة واحــدة‬ ‫الشــركة فــي إطــار التثبــت مــن تطبيــق أنظمــة الضمــان االجتماعــي لــم ّ‬
‫وقــع إعالمــه بهــا بمراســلة مضمونــة الوصــول بتاريــخ ‪ 22‬ديســمبر ‪2020‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪416‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العــارض بتاريــخ ‪ 17‬مــارس ‪ 2021‬والــذي ّ‬
‫تمســك مــن خاللــه بالحصول‬
‫علــى نســخة مــن التقاريــر موضــوع مطلــب النفــاذ مــع حجــب كل المعطيــات الشــخصية المذكــورة بها‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي بتمكيــن العــارض مــن‬
‫الخيــرة آلخــر عمليــات تدقيــق معمقــة قــام بهــا الصنــدوق علــى حســابات شــركة «كومــات»‬‫نســخة ورقيــة مــن الثــاث تقاريــر أ‬
‫بالضافــة إلــى التقريــر النهائــي لختــم التدقيــق المعمــق‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫إ‬
‫أ‬
‫عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫أن التقاريــر‬
‫وحيــث أفــاد الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي فــي نطــاق ر ّده عــن الدعــوى ّ‬
‫المطلوبــة فــي قضيــة الحــال تتضمــن معطيــات شــخصية للشــركة المعنيــة أ‬
‫بالمــر تتع ّلــق بمعرفهــا الجبائــي وســجلها التجــاري‬
‫ورأس مالهــا ورقــم حســابها البنكــي وحجــم معامالتهــا التــي ال يمكــن النفــاذ إليهــا أو إحالتهــا دون موافقــة الممثــل القانونــي‬
‫أن تقاريــر المراقبــة المحــررة مــن قبــل الصنــدوق التــي أجريــت علــى الشــركة فــي إطــار التثبــت مــن تطبيــق‬
‫للشــركة‪ ،‬مضيفــا ّ‬
‫تتضمــن معطيــات تخــص العــارض ســوى نقطــة واحــدة وقــع إعالمــه بهــا بمراســلة مضمونــة‬ ‫أنظمــة الضمــان االجتماعــي لــم ّ‬
‫الوصــول بتاريــخ ‪ 22‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫تمســك العــارض بالحصــول علــى نســخة مــن التقاريــر موضــوع مطلــب النفــاذ مــع حجــب كل المعطيــات‬
‫وحيــث ّ‬
‫الشــخصية المذكــورة بهــا‪.‬‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬
‫حيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪417‬‬
‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون ســالف الذكــر أنــه‪ :‬إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة‬
‫جزئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد حجــب الجــزء‬
‫المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 3‬مــن أ‬
‫المــر عــدد ‪ 375‬لســنة ‪ 2020‬المتع ّلــق بتنظيــم عمليــة نشــر تقاريــر هيئــات الرقابــة‬
‫المــر الحكومــي‬‫الول و‪ 2‬مــن هــذا أ‬ ‫وتقاريــر المتابعــة الصــادرة عنهــا أنــه «يراعــى عنــد نشــر التقاريــر المذكــورة بالفصليــن أ‬
‫ّ‬
‫المبــادئ والمقتضيــات التاليــة‪:‬‬
‫–مقتضيات أ‬
‫المن العام والدفاع الوطني والعالقات الدولية‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –وضوح المعطيات المضمنة بالتقارير وقابليتها للفهم‪،‬‬

‫ –حماية المعطيات الشخصية‪،‬‬

‫ –حماية المعطيات االستراتيجية الخاصة بالهياكل والمنشآت التـي شملتها أعمال الرقابة والمتابعة‪».‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون أنّــه «يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات المتعلقــة بتقاريــر هيئــات الرقابــة‬ ‫ّ‬
‫طبقــا للمعاييــر المهنيــة الدوليــة وكل معلومــة تتعلــق بالماليــة العموميــة‪»......‬‬

‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬

‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى اعتبــار التقاريــر الرقابيــة وتقاريــر التفقــد مــن الوثائــق‬
‫الساســي المذكــور آنفــا وتنــدرج تحــت طائلــة أحــكام الفصــل ‪ 6‬مــن‬ ‫الداريــة العموميــة القابلــة للنفــاذ علــى معنــى القانــون أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫القانــون الساســي المتع ّلــق بواجــب النشــر التلقائــي للمعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫المدعى عليها بالوثائق المطلوبة‪.‬‬


‫وحيث لم تدل الجهة ّ‬
‫وحيــث تقــدر الهيئــة أن إتاحــة الوثائــق المطلوبــة للعــارض ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العام‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة ينصهــر ضمــن‬ ‫أو بالدفــاع الوطنــي أو العالقــات الدوليــة‪ ،‬وعلــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫تحقيــق أهـــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة الخاضعــة‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬ ‫ألحــكام القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪418‬‬
‫ـإن الكشــف عــن مضمــون هــذه التقاريــر وإتاحتهــا للعمــوم مــن شــأنه المســاهمة بصفــة‬ ‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫أ‬
‫مباشــرة فــي تحقيــق أهــداف القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــي تكريــس‬
‫الجتماعيــة وتعزيــز ثقــة العمــوم فــي هــذه المؤسســات بوصفهــا‬ ‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى تســيير الصناديــق إ‬
‫تمثــل المرفــق العمومــي للخدمــات االجتماعيــة‪.‬‬

‫المــر عــدد ‪ 375‬لســنة ‪ 2020‬المتعلــق بتنظيــم عمليــة نشــر تقاريــر هيئــات‬ ‫وحيــث استئناســا بأحــكام الفصــل ‪ 3‬مــن أ‬
‫تضمنــت بعــض الوثائــق المطلوبــة بيانــا للمعطيــات‬
‫الرقابــة وتقاريــر المتابعــة الصــادرة عنهــا المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬فإنّــه ولئــن ّ‬
‫التــي يمكــن اعتبارهــا معطيــات هامــة واســتراتيجية خاصــة بشــركة «كومــات»‪ ،‬فإنّــه يمكــن للجهــة المدعــى عليهــا حجــب هــذه‬
‫الساســي‬‫المعطيــات عنــد تســليمها للوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫المدعــى عليه‬
‫ممــا ي ّتجــه معــه بالتالــي قبــول الدعوى وإلـزام ّ‬
‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫بتمكينــه مــن نســخة مــن التقاريــر المطلوبــة مــع إقـرار حقــه فــي حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي بتمكيــن‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫الخاصــة بآخــر عمليــات تدقيــق معمقــة قــام بهــا الصنــدوق علــى‬ ‫أ‬
‫العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن التقاريــر الثالثــة الخيــرة‬
‫ّ‬
‫الخاصيــن برقــم‬
‫ّ‬ ‫الذن مــع بحجــب المعطييــن‬ ‫حســابات شــركة «كومــات» مــع نســخة مــن التقريــر النهائــي لختــم التدقيــق مــع إ‬
‫الحســاب البنكــي وحجــم معامــات الشــركة‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 14‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس ريــم العبيــدي ومنــى الدهــان وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الطرابلســي ورقيــة الخماســي ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪419‬‬
‫القرار عدد ‪ 3170-3171‬بتاريخ ‪ 23‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫خ‪.‬ب ‪ /‬الرئيس أ‬
‫الول لمحكمة المحاسبات‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •قائمــة إســمية‪ ،‬حســابات بنكيــة‪ ،‬تمويــل حملــة انتخابيــة‪ ،‬مداخيــل ومصتريــف أ‬


‫الح ـزاب‪ ،‬تمويــل أ‬
‫الح ـزاب‪،‬‬
‫إفشــاء معطيــات شــخصية‪ ،‬مصلحــة عامــة‪.،‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن كشــوفات‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫الحســابات البنكيــة الوحيــدة المفتوحــة لغــرض الحملــة االنتخابيــة لســنة ‪ 2018‬والقائمــات التأليفيــة‬
‫الح ـزاب موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة ليــس مــن‬ ‫للمداخيــل والمصاريــف لــكل مــن قائمــات أ‬
‫شــأنه إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬
‫كذلــك بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية أو ملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وحيــث أن إتاحــة المعلومــات المطلوبــة لفائــدة العارضــة فــي إطــار االســتجابة إلــى مقتضيــات القانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ال يعتبــر خالفــا لمــا دفعــت‬ ‫أ‬
‫الهــداف‬ ‫بــه الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬مــن قبيــل إفشــاء معطيــات شــخصية‪ ،‬بــل ينصهــر ضمــن تحقيــق أ‬
‫الساســية التــي يســعى القانــون المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى تكريســها فيمــا ي ّتصــل‬‫أ‬
‫بتعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســائلة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون خاصــة وأن‬
‫المعلومــات المطلوبــة مشــمولة فــي أغلبهــا بواجــب النشــر بإحــدى الصحــف اليوميــة‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬مــارس ‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى محكمــة المحاســبات قصــد‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3170‬والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–القائمــة االســمية التــي تضـ ّـم حوالــي ‪ 140‬إســما مــن السياســيين التونســيين الذيــن يشــملهم قـرار التثبــت مــن حســاباتهم‬ ‫ ‬
‫البنكية‪،‬‬

‫–قائمــة الشــخاص الطبيعييــن الــواردة فــي ّ‬ ‫ ‬


‫نــص المراســلة الصــادرة عــن محكمــة المحاســبات تحــت عــدد ‪302422‬‬ ‫أ‬
‫والمحالــة علــى البنــك المركــزي بتاريــخ ‪ 24‬ديســمبر‪،2018‬‬

‫–عدد الحسابات المفتوحة في البنوك التونسية باسم حزب حركة النهضة‪.‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪420‬‬
‫غيــر أن مطلبهــا جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا‬ ‫ّ‬
‫بتمكينهــا مــن الحصــول علــى القائمــة المذكــورة مؤسســة دعواهــا علــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫بأحــكام القانــون أ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 12‬مــارس ‪2021‬‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى محكمــة المحاســبات قصــد‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3171‬والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن كشــوفات الحســابات البنكيــة الوحيــدة المفتوحــة لغــرض الحملــة االنتخابيــة لســنة ‪2018‬‬
‫الحــزاب التاليــة‪ :‬الحــزب الدســتوري الحــر وحــزب حركــة‬ ‫والقائمــات التأليفيــة للمداخيــل والمصاريــف لــكل مــن قائمــات أ‬
‫الشــعب وحــزب بنــي وطنــي وحــزب حركــة النهضــة وحــزب آفــاق تونــس وحــزب حركــة نــداء تونــس وحــزب الجبهــة الشــعبية‬
‫أن مطلبهــا‬‫الرادة وحــزب البنــاء الوطنــي وحــزب التيــار الديمقراطــي حــزب االتحــاد الشــعبي الجمهــوري‪ ،‬غيــر ّ‬ ‫وحـراك تونــس إ‬
‫أ‬
‫جوبــه بالرفــض‪ ،‬المــر ا ّلــذي دفعهــا للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــة إل ـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الحصــول‬
‫الساســي‬ ‫علــى الوثائــق المذكــورة مؤسســة دعواهــا علــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بأحــكام القانــون أ‬
‫عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الول لمحكمــة المحاســبات بتاريــخ ‪ 27‬أفريــل ‪ 2021‬والــذي‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الرئيــس أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 16‬لســنة ‪ 2014‬المــؤرخ فــي ‪ 26‬مــاي ‪2014‬‬ ‫أفــاد مــن خاللــه بالخصــوص بــأن الفصــل ‪ 83‬مــن القانــون أ‬
‫ـص‬ ‫والمتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء كمــا تــم تنقيحــه واتمامــه بالقانــون عــدد ‪ 7‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 14‬فيفــري ‪ 2017‬نـ ّ‬
‫علــى أن كل قائمــة مترشــحة تتو ّلــى فتــح حســاب بنكــي وحيــد ترصــد فيــه المبالــغ المخصصــة للحملــة وتصــرف منــه جميــع‬
‫ـص الفصــل ‪ 87‬مــن ذات القانــون علــى أن تنشــر القائمــات المترشــحة حســاباتها الماليــة بإحــدى الجرائــد‬ ‫المصاريــف‪ .‬كمــا نـ ّ‬
‫اليوميــة الصــادرة بالبــاد التونســية‪ .‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 92‬مــن القانــون المذكــور أن تكــون رقابــة محكمــة المحاســبات‬
‫«وجوبيــة بالنســبة للقائمــات المترشــحة التــي تفــوز باالنتخابــات» ولهــا طبقــا ألحــكام الفصــل ‪ 95‬أن تطلــب مــن أيــة جهــة‬
‫كانــت كل وثيقــة ذات عالقــة بتمويــل الحملــة االنتخابيــة يمكــن أن تكــون لهــا جــدوى فــي إنجــاز العمــل الرقابــي الموكــول إلــى‬
‫المدعــى عليهــا فــي تقريرهــا بــأن الوثائــق المطلوبــة مــن قبــل العارضــة تدخــل فــي أعمــال‬ ‫المحكمــة‪ .‬لتســتخلص الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الرقابــة والتدقيــق والتحقيــق التــي تقــوم بهــا محكمــة المحاســبات وفــق الفصــول ‪ 91‬و‪ 92‬و‪ 95‬مــن القانــون الساســي المتعلــق‬
‫الساســي عــدد‬ ‫باالنتخابــات واالســتفتاء‪ .‬كمــا أضافــت الجهــة المدعــى عليهــا بأنــه طبقــا ألحــكام الفصــل ‪ 122‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫‪ 41‬لســنة ‪ 2019‬المــؤرخ فــي ‪ 30‬أفريــل ‪ 2019‬والمتعلــق بمحكمــة المحاســبات فــإن التحقيــق سـ ّـري وللقاضــي المقــرر القيــام‬
‫البحــاث والتحقيقــات لــدى كل الجهــات العموميــة أو الخاصــة ذات العالقــة بالقضيــة وأن يطلــب مــن كل شــخص‬ ‫بجميــع أ‬
‫مــادي أو معنــوي مـ ّـده بجميــع الوثائــق الالزمــة للتحقيقــات وبالنظــر لكــون طلــب العارضــة المتصــل بالحصــول علــى القائمــة‬
‫االســمية التــي تضـ ّـم حوالــي ‪ 140‬إســما مــن السياســيين التونســيين الذيــن يشــملهم ق ـرار التثبــت مــن حســاباتهم البنكيــة‬
‫الساســي المتعلــق‬ ‫يخــص وثائــق شــخصية للقائمــات المعنيــة ويحمــل واجــب التصريــح بهــا وفــق الفصــل ‪ 87‬مــن القانــون أ‬
‫باالنتخابــات واالســتفتاء وأن محكمــة المحاســبات لــم تتنــاول برقابتهــا وفــق الفصــل ‪ 92‬مــن القانــون المذكــور إال القائمــات‬
‫الفائــزة وأن الســهر علــى شــمولية الحســابات البنكيــة محمــول علــى البنــك المركــزي فإنــه ال يمكــن االســتجابة لطلبــات العارضــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل العارضــة بتاريــخ ‪ 8‬جويليــة ‪ 2021‬والــذي تمســكت مــن خاللــه‬
‫بحقهــا فــي الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة مــن قبلهــا مــن محكمــة المحاســبات بالتحديــد باعتبارهــا الجهــة الوحيــدة التــي‬
‫تتوفــر علــى المعلومــة الدقيقــة والكاملــة نافيــة بــأن تكــون طلباتهــا مــن قبيــل المعطيــات الشــخصية بــل هــي معطيــات‬
‫المدعــى عليهــا علــى تلبيــة طلباتهــا خاصــة وأن القائمــات المترشــحة‬
‫تدخــل فــي إدارة الشــأن العــام مســتنكرة امتنــاع الجهــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪421‬‬
‫تنشــر حســاباتها الماليــة بإحــدى الجرائــد اليوميــة ومتمســكة بحقهــا فــي الحصــول علــى المعطيــات المتوفــرة لــدى محكمــة‬
‫المحاســبات والتــي تهــم أ‬
‫الح ـزاب الفائــزة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬


‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانونــي الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيـة‪ ،‬إال ّ أن حسـن سـير القضـاء قـد يقتضي في‬
‫حيـث أنّـه لئـن كانـت كل دعـوى تسـتقل مبدئيـا بذاتهـا مـن الناحيـة إ‬
‫البـت فـي دعـاوى مختلفـة صلـب نفـس القـرار إذا ما كانـت موجهة ضـد نفـس الجهـة وكان موضوعها مشـتركا‪.‬‬ ‫بعـض الحـاالت ّ‬
‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عرائــض الدعــاوى عــدد ‪ 3170‬و‪ 3171‬أنّهــا موجهــة ضـ ّـد هيــكل واحــد ممثــا فــي محكمــة‬
‫ـت فــي موضــوع متصــل فيمــا بينهــا يتعلــق بالحصــول علــى‬‫المحاســبات فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هاتيــن الدعوييــن إلــى بعضهمــا والبــت فيهمــا‬‫وثائــق خاصــة بتمويــل الحمــات االنتخابيــة‪ ،‬أ‬
‫بقـرار واحــد‪.‬‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬ ‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام الرئيــس أ‬
‫الول لمحكمــة المحاســبات بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق‬
‫التالية‪:‬‬

‫–القائمــة االســمية التــي تضـ ّـم حوالــي ‪ 140‬إســما مــن السياســيين التونســيين الذيــن يشــملهم قـرار التثبــت مــن حســاباتهم‬ ‫ ‬
‫البنكية‪،‬‬

‫–قائمــة الشــخاص الطبيعييــن الــواردة فــي ّ‬ ‫ ‬


‫نــص المراســلة الصــادرة عــن محكمــة المحاســبات تحــت عــدد ‪302422‬‬ ‫أ‬
‫والمحالــة علــى البنــك المركــزي بتاريــخ ‪ 24‬ديســمبر‪،2018‬‬

‫–عدد الحسابات المفتوحة في البنوك التونسية باسم حزب حركة النهضة‪،‬‬ ‫ ‬


‫ –كشــوفات الحســابات البنكيــة الوحيــدة المفتوحــة لغــرض الحملــة االنتخابيــة لســنة ‪ 2018‬والقائمــات التأليفيــة للمداخيــل‬
‫والمصاريــف لــكل مــن قائمــات أ‬
‫الح ـزاب التاليــة‪ :‬الحــزب الدســتوري الحــر وحــزب حركــة الشــعب وحــزب بنــي وطنــي‬
‫الرادة‬
‫وحــزب حركــة النهضــة وحــزب آفــاق تونــس وحــزب حركــة نــداء تونــس وحــزب الجبهــة الشــعبية وح ـراك تونــس إ‬
‫وحــزب البنــاء الوطنــي وحــزب التيــار الديمقراطــي حــزب االتحــاد الشــعبي الجمهــوري‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪422‬‬
‫وذلــك باالســتناد إلــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق ر ّدهــا عــن الدعــوى‪ ،‬بأنــه وقعــت دعــوة العارضــة إلــى اال ّطــاع علــى‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة مــن قبلهــا علــى عيــن المــكان بمقـ ّـر البلديــة باعتبــار أن الوثائــق المطلوبــة هــي موضــوع نـزاع منشــور أمــام‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪16‬‬ ‫وحيــث جوابــا علــى ذلــك أفــادت الجهــة المدعــى عليهــا بــأن أحــكام الفصــل ‪ 83‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫لســنة ‪ 2014‬المــؤرخ فــي ‪ 26‬مــاي ‪ 2014‬والمتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء كمــا تــم تنقيحــه واتمامــه بالقانــون عــدد ‪ 7‬لســنة‬
‫أن كل قائمــة مترشــحة تتو ّلــى فتــح حســاب بنكــي وحيــد ترصــد فيــه المبالــغ‬ ‫ـص علــى ّ‬ ‫‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 14‬فيفــري ‪ 2017‬نـ ّ‬
‫نــص الفصــل ‪ 87‬مــن ذات القانــون علــى أن تنشــر القائمــات‬ ‫المخصصــة للحملــة وتصــرف منــه جميــع المصاريــف‪ .‬كمــا ّ‬
‫المترشــحة حســاباتها الماليــة بإحــدى الجرائــد اليوميــة الصــادرة بالبــاد التونســية‪ .‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 92‬مــن القانــون‬
‫المذكــور أن تكــون رقابــة محكمــة المحاســبات «وجوبيــة بالنســبة للقائمــات المترشــحة التــي تفــوز باالنتخابــات» ولهــا طبقــا‬
‫ألحــكام الفصــل ‪ 95‬أن تطلــب مــن أيــة جهــة كانــت كل وثيقــة ذات عالقــة بتمويــل الحملــة االنتخابيــة يمكــن أن تكــون لهــا‬
‫المدعــى عليهــا فــي تقريرهــا بــأن الوثائــق‬
‫جــدوى فــي إنجــاز العمــل الرقابــي الموكــول إلــى المحكمــة‪ .‬لتســتخلص الجهــة ّ‬
‫المطلوبــة مــن قبــل العارضــة تدخــل فــي أعمــال الرقابــة والتدقيــق والتحقيــق التــي تقــوم بهــا محكمــة المحاســبات وفــق‬
‫المدعــى عليهــا بأنــه‬ ‫أ‬
‫الفصــول ‪ 91‬و‪ 92‬و‪ 95‬مــن القانــون الساســي المتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء‪ .‬كمــا أضافــت الجهــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 41‬لســنة ‪ 2019‬المــؤرخ فــي ‪ 30‬أفريــل ‪ 2019‬والمتعلــق بمحكمــة‬ ‫طبقــا ألحــكام الفصــل ‪ 122‬مــن القانــون أ‬
‫البحــاث والتحقيقــات لــدى كل الجهــات العموميــة أو‬ ‫المحاســبات فــإن التحقيــق ســري وللقاضــي المقــرر القيــام بجميــع أ‬
‫ّ‬
‫مــده بجميــع الوثائــق الالزمــة للتحقيقــات‬‫الخاصــة ذات العالقــة بالقضيــة وأن يطلــب مــن كل شــخص مــادي أو معنــوي ّ‬
‫وبالنظــر لكــون طلــب العارضــة المتصــل بالحصــول علــى القائمــة االســمية التــي تضـ ّـم حوالــي ‪ 140‬اســما مــن السياســيين‬
‫التونســيين الذيــن يشــملهم قـرار التثبــت مــن حســاباتهم البنكيــة يخــص وثائــق شــخصية للقائمــات المعنيــة ويحمــل واجــب‬
‫الساســي المتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء وأن محكمــة المحاســبات لــم تتنــاول‬ ‫التصريــح بهــا وفــق الفصــل ‪ 87‬مــن القانــون أ‬
‫برقابتهــا وفــق الفصــل ‪ 92‬مــن القانــون المذكــور إال القائمــات الفائــزة وأن الســهر علــى شــمولية الحســابات البنكيــة محمــول‬
‫علــى البنــك المركــزي فإنــه ال يمكــن االســتجابة لطلبــات العارضــة‪..‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بالتصـ ّـرف فــي المرافــق العموميــة‪.‬‬
‫الحـزاب والنقابــات والجمعيــات فــي أنظمتهــا أ‬
‫الساســية‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 35‬مــن الدســتور التونســي أن «تلتــزم أ‬
‫وفــي أنشــطتها بأحــكام الدســتور وبالقانــون وبالشــفافية الماليــة وبنبــذ العنــف‪».‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 117‬مــن الدســتور التونســي أن «تختــص محكمــة المحاســبات بمراقبــة حســن‬
‫التصــرف فــي المــال العــام وفقــا لمبــادئ الشــرعية والنجاعــة والشــفافية(‪»)...‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪423‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 83‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 16‬لســنة ‪ 2014‬المتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء مثلمــا تـ ّـم‬
‫تنقيحــه بالقانــون عــدد ‪ 7‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 14‬فيفــري ‪ 2017‬أنــه «يتعيــن علــى كل قائمــة مترشــحة أو مترشــح أو حــزب‬
‫فتــح حســاب بنكــي وحيــد ترصــد فيــه المبالــغ المخصصــة للحملــة‪ ،‬طبــق مــا ورد فــي الفصــل الســابق‪ ،‬وتصــرف منــه جميــع‬
‫المصاريــف (‪»)...‬‬

‫كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 84‬مــن ذات القانــون أنــه «علــى ّكل حــزب سياســي يقــدم أكثــر مــن قائمــة مترشــحة فــي االنتخابــات‬
‫التشــريعية أن يمســك حســابية تأليفيــة جامعــة لـ ّ‬
‫ـكل العمليــات المنجــزة فــي مختلــف الدوائــر االنتخابيــة التــي يقــدم فيهــا‬
‫قائمــات مترشــحة(‪»)...‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 86‬مــن القانــون المذكــور أنــه «يتعيــن علــى كل مترشــح أو قائمــة مترشــحة أو حــزب‪ • :‬إحالــة نســخ‬ ‫كمــا نـ ّ‬
‫أصليــة مــن القائمــات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 83‬و‪ 84‬والحســابية لــكل دائــرة انتخابيــة والحســابية الجامعــة إلــى‬
‫محكمــة المحاســبات فــي أجــل أقصــاه خمســة وأربعــون يومــا مــن تاريــخ التصريــح النهائــي بنتائــج االنتخابــات مرفوقــة‬
‫بكشــف الحســاب البنكــي الوحيــد المفتــوح بعنــوان الحملــة‪ • ،‬تســليم هــذه الوثائــق دفعــة واحــدة مباشــرة إلــى الكتابــة العامــة‬
‫لمحكمــة المحاســبات أو إلــى كتابــة إحــدى هيئاتهــا المختصــة ترابيــا‪».)...(،‬‬

‫الساســي المتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء أنــه «تنشــر القائمــات المترشــحة‬ ‫كمــا اقتضــى الفصــل ‪ 87‬مــن القانــون أ‬
‫الحــزاب فــي االســتفتاء حســاباتها الماليــة‬ ‫فــي االنتخابــات التشــريعية أو المترشــحون فــي االنتخابــات الرئاســية أو أ‬
‫بإحــدى الجرائــد اليوميــة الصــادرة فــي البــاد التونســية فــي ظــرف شــهرين مــن تاريــخ إعــان النتائــج النهائيــة لالنتخابــات‬
‫أو االســتفتاء‪».‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 8‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد المــؤرخ فــي المتعلــق بمحكمــة المحاســبات أن لمحكمــة‬
‫المحاســبات دور رقابــي ودور قضائــي‪.‬‬

‫ممــا ســبق بيانــه‪ ،‬أن محكمــة المحاســبات تحصلــت علــى نســخة مــن كشــوفات الحســابات البنكيــة‬ ‫وحيــث يســتخلص ّ‬
‫الوحيــدة المفتوحــة لغــرض الحملــة االنتخابيــة لســنة ‪ 2018‬والقائمــات التأليفيــة للمداخيــل والمصاريــف لــكل مــن قائمــات‬
‫الح ـزاب موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة بمناســبة القيــام بدورهــا الرقابــي علــى تمويــل الحمــات االنتخابيــة وفقــا‬ ‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 16‬لســنة ‪ 2014‬المتعلــق باالنتخابــات واالســتفتاء مثلمــا تـ ّـم تنقيحــه‬ ‫لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون القانــون أ‬
‫‪،2017‬ممــا ال يمكــن معــه بالتالــي اعتبــار الوثائــق المطلوبــة مــن قبيــل‬
‫ّ‬ ‫بالقانــون عــدد ‪ 7‬لســنة ‪ 2017‬المــؤرخ فــي ‪ 14‬فيفــري‬
‫الوثائــق التــي يتحـ ّـوز بهــا القضــاء فــي إطــار النزاعــات الراجعــة لــه بالنظــر والمشــمولة بســرية التحقيــق وهــو مــا ي ّتجــه معــه‬
‫المدعــى عليهــا فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬ ‫ر ّد الدفــع المثــار مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬
‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤ ّدي‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬ ‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪424‬‬
‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن كشــوفات الحســابات‬ ‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫البنكيــة الوحيــدة المفتوحــة لغــرض الحملــة االنتخابيــة لســنة ‪ 2018‬والقائمــات التأليفيــة للمداخيــل والمصاريــف لــكل مــن‬
‫الحـزاب موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة ليــس مــن شــأنه إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‬ ‫قائمــات أ‬
‫أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو كذلــك بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية أو ملكيتــه‬
‫الفكريــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد‬ ‫وحيــث أن إتاحــة المعلومــات المطلوبــة لفائــدة العارضــة فــي إطــار االســتجابة إلــى مقتضيــات القانــون أ‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬ال يعتبــر خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬مــن قبيــل‬
‫الهــداف أ‬
‫الساســية التــي يســعى القانــون المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫إفشــاء معطيــات شــخصية‪ ،‬بــل ينصهــر ضمــن تحقيــق أ‬
‫إلــى المعلومــة إلــى تكريســها فيمــا ي ّتصــل بتعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســائلة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام‬
‫القانــون خاصــة وأن المعلومــات المطلوبــة مشــمولة فــي أغلبهــا بواجــب النشــر بإحــدى الصحــف اليوميــة‪.‬‬

‫وحيث ي ّتجه تأسيسا على ما سلف بيانه‪ ،‬التصريح بقبول الدعوى أصال بخصوص هذا الفرع من الطلبات‪.‬‬

‫وحيــث ومــن جهــة أخــرى فلئــن كان الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫أ‬
‫طبقــا لمــا أقـ ّـره القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المعلومــة‪ ،‬إال ّ أن ممارســة هــذا الحــق تخضــع إلــى جملــة مــن الضوابــط التــي تـ ّـم تكريســها بالقانــون أو مــن خــال مــا اســتقر‬
‫عليــه الفقــه والقضــاء المقــارن ذي العالقــة‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ ،‬أن بقيــة الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة تعتبــر مــن ضمــن الوثائــق‬
‫التــي تحصلــت عليهــا محكمــة المحاســبات بمناســبة التحقيــق فــي تمويــل الحمــات االنتخابيــة علــى إثــر معاينتهــا الخــاالت‬
‫فــي تمويــل هــذه الحمــات وهــي مشــمولة تبعــا لذلــك بســرية التحقيــق‪.‬‬

‫وحيــث اســتقر فقــه القضــاء علــى اعتبــار أن الوثائــق التــي يتحـ ّـوز بهــا القضــاء فــي إطــار النزاعــات الراجعــة لــه بالنظــر‬
‫غيــر مشــمولة بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وال يمكــن الحصــول علــى نســخ منهــا إال ّ بــإذن مــن القاضــي المتعهــد بالنـزاع‪.‬‬

‫وحيث يتجه لذلك التصريح برفض الدعوى أصال بخصوص بقية الطلبات‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 3171‬للقضية عدد ‪ 3170‬والبت فيها بقرار واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الول لمحكمــة المحاســبات بتمكيــن العارضــة مــن الحصــول‬ ‫الصــل بإل ـزام الرئيــس أ‬
‫ثانيــا قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫ً‬
‫علــى نســخة ورقيــة مــن كشــوفات الحســابات البنكيــة الوحيــدة المفتوحــة لغــرض الحملــة االنتخابيــة لســنة ‪ 2018‬والقائمــات‬
‫الحـزاب التاليــة‪ :‬الحــزب الدســتوري الحــر وحــزب حركــة الشــعب وحــزب‬‫التأليفيــة للمداخيــل والمصاريــف لــكل مــن قائمــات أ‬
‫بنــي وطنــي وحــزب حركــة النهضــة وحــزب آفــاق تونــس وحــزب حركــة نــداء تونــس وحــزب الجبهــة الشــعبية وح ـراك تونــس‬
‫الرادة وحــزب البنــاء الوطنــي وحــزب التيــار الديمقراطــي وحــزب االتحــاد الشــعبي الجمهــوري وبرفــض الدعــوى فيمــا زاد عــن‬
‫إ‬
‫ذلــك‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪425‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬ديســمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطرابلســي وريــم العبيــدي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪426‬‬
‫القرار عدد ‪ 3197-3198‬بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫ع‪.‬ط ‪ /‬وزارة الشؤون الدينية في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •قوائم إسمية للحجاج‪ ،‬محاضر جلسات الحج والعمرة‪ ،‬معطيات شخصية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت باالطّــاع علــى وثائــق الملــف أن التقريــر ومحاضــر الجلســات المطلوبــة والمتعلقــة بموســم‬
‫الحــج والعمــرة تهــدف أ‬
‫بالســاس إلــى مزيــد إحــكام تنظيــم هــذه الشــعائر وإحــكام التنســيق بيــن جميــع‬
‫المتدخليــن‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا فقــد تبيــن للهيئــة مــن خــال االطّــاع علــى الوثائــق‬
‫وحيــث خالفــا لمــا ورد بتقريــر الجهــة ّ‬
‫المطلوبــة أن حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة منهــا ليــس مــن شــأنه المســاس بالمعطيــات الشــخصية‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬بــل ينصهــر مباشــرة‬ ‫للف ـراد كمــا أنــه ال يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫أ‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الم ّتصلــة بتكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف‬
‫فــي المرفــق العمومــي المذكــور ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المشــار إليــه أعــاه بتاريــخ ‪ 22‬مــارس ‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن قبــل ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3197‬والمتضمنــة أنــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الشــؤون الدينيــة قصــد‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة من‪ ‬التقريــر المفصــل لرئاســة الحكومــة حــول موســم الحــج لســنة ‪ ،2018‬غيــر أنّــه لــم يتلــق ر ّدا‬
‫علــى مطلبــه بالرغــم مــن مــرور أ‬
‫الجــل القانونــي‪.‬‬

‫والمرســمة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المشــار إليــه أعــاه بتاريــخ ‪ 22‬مــارس ‪2021‬‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن قبــل ّ‬
‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3198‬والمتضمنــة أنــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر الشــؤون الدينيــة قصــد‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات اللجنــة الوطنيــة للحــج والعمــرة للســنوات ‪2018‬و‪2019‬و‪ ،2020‬غيــر أنّــه‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إل ـزام‬‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬
‫لــم يتلــق ردا علــى مطالبــه بالرغــم مــن مــرور أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الحصــول علــى الوثائــق المذكــورة مؤسســا دعــواه علــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫الجهــة ّ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫المنصــوص عليــه بأحــكام القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الشــؤون الدينيــة بتاريــخ ‪ 21‬أفريــل ‪ 2021‬والــذي تضمــن‬
‫المــر عــدد ‪ 1428‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬أفريــل ‪ 2013‬المتعلــق بإحــداث‬ ‫بالخصــوص أنــه بمقتضــى الفصــل ‪ 8‬مــن أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪427‬‬
‫اللجنــة الوطنيــة للحــج والعمــرة وبضبــط تركيبتهــا وســير أعمالهــا فإنــه «تُسـ ّـجل مــداوالت اللجنــة فــي محاضــر جلســات تُمضــى‬
‫العضــاء‪ ».‬وهــو مــا يجعــل مــن هــذه‬ ‫العضــاء القاريــن الحاضريــن توجــه نســخة مــن محاضــر الجلســات إلــى كافــة أ‬ ‫مــن قبــل أ‬
‫المــر اقتضــى أنــه‬ ‫الوثائــق وثائــق داخليــة ال يمكــن نشــرها للعمــوم ومحاطــة بالســرية‪ ،‬مضيفــا بــأن الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس أ‬
‫الصــوات يكــون صــوت الرئيــس مرجحــا»‬ ‫«تتخــذ آراء اللجنــة بأغلبيــة أصــوات أعضائهــا القاريــن الحاضريــن وإذا تعادلــت أ‬
‫العضــاء وتصريحاتهــم ومعتب ـرا أن طلبــات العــارض تتعلــق بوثائــق داخليــة وال‬ ‫مبينــا بأنــه ال يمكــن الكشــف عــن مواقــف أ‬
‫عالقــة لهــا بالشــفافية وموضحــا بــأن مضمــون محاضــر الجلســات قــد يحتــوي علــى معطيــات شــخصية تتعلــق بمجموعــة مــن‬
‫الساســي المتعلــق‬ ‫والطبــاء والمرافقيــن الذيــن يشــكلون نــواة بعثــة الحــج وهــو مــا يتعــارض مــع أحــكام القانــون أ‬ ‫المرشــدين أ‬
‫بحمايــة المعطيــات الشــخصية‪ ،‬كمــا قــد تتنــاول هــذه المحاضــر مســائل ذات طابــع دولــي باعتبــار أن هنالــك جهــات دوليــة‬
‫معنيــة بتنظيــم موســمي الحــج والعمــرة ممــا قــد يضــع المســائل الواقــع تناولهــا تحــت طائلــة النقــد أو التقصيــر وهــو مــا يتـ ّـم‬
‫للطــر الدبلوماســية‪.‬‬‫معالجتــه فــي إبانــه وفقــا أ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة الموجهــة مــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة الشــؤون الدينيــة قصــد‬
‫الدالء بالوثائــق المطلوبــة للهيئــة‪.‬‬
‫حثهــا علــى إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد ّ‬


‫تمســك العــارض بالحصــول علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة مبينــا بــأن محكمــة‬
‫الســامية‬
‫المحاســبات نشــرت تقري ـرا مفصــا عــن التجــاوزات واالخــاالت فــي عمليــة الحــج والعمــرة كمــا أن أغلــب الــدول إ‬
‫تنشــر تقاريــر مفصلــة للجانهــا المكلفــة بالحــج والعمــرة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 5‬مــاي ‪ 2021‬والمتضمــن لنســخة‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر إ‬
‫الضافــي الــوارد مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫ضم القضايا‪:‬‬
‫بخصوص ّ‬
‫الجرائيــة‪ ،‬إال ّ أن حســن ســير القضــاء قــد‬
‫ حيــث أنــه لئــن كانــت كل دعــوى تســتقل مبدئيــا بذاتهــا مــن الناحيــة إ‬
‫ـت فــي دعــاوى مختلفــة صلــب نفــس الق ـرار إذا مــا كانــت موجهــة ضــد نفــس الجهــة وكان‬ ‫يقتضــي فــي بعــض الحــاالت البـ ّ‬
‫موضوعهــا مشــتركا‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت بالرجــوع إلــى عريضتــي الدعــاوى عــدد ‪ 3197‬و‪ 3198‬أنهــا موجهــة ضـ ّـد طــرف واحــد ممثــل فــي وزارة‬
‫ـت فــي موضــوع مشــترك بينهــا يتعلــق بالنفــاذ إلــى وثائــق‬
‫الشــؤون الدينيــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‪ ،‬وأنهــا تهــدف إلــى البـ ّ‬
‫المــر الــذي يتعيــن معــه ضـ ّـم هــذه الدعــاوى إلــى بعضهــا والبــت فيهــا صلــب قـرار واحــد‪.‬‬ ‫تتعلــق بموســم الحــج والعمــرة‪ ،‬أ‬

‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫حيث قدمت الدعوى في آجالها القانونية وممن له الصفة مما يتجه معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪428‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيث تهدف الدعوى إلى إلزام وزير الشؤون الدينية بتمكين العارض من نسخة ورقية من الوثائق التالية‪:‬‬
‫–التقرير المفصل لرئاسة الحكومة حول موسم الحج لسنة ‪،2018‬‬
‫ ‬
‫ –محاضر جلسات اللجنة الوطنية للحج والعمرة للسنوات ‪2018‬و‪2019‬و‪2020‬‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ‬ ‫وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث أفــاد وزيــر الشــؤون الدينيــة‪ ،‬فــي نطــاق رده عــن الدعــوى‪ ،‬بأنــه عمــا بمقتضيــات الفصــل ‪ 8‬مــن أ‬
‫المــر عــدد‬ ‫ّ‬
‫‪ 1428‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪ 22‬أفريــل ‪ 2013‬المتعلــق بإحــداث اللجنــة الوطنيــة للحــج والعمــرة وبضبــط تركيبتهــا وســير‬
‫العضــاء القاريــن الحاضريــن توجه نســخة من‬ ‫أعمالهــا فإنــه «تســجل مــداوالت اللجنــة فــي محاضــر جلســات تمضــى مــن قبــل أ‬
‫العضــاء‪ ».‬وهــو مــا يجعــل مــن هــذه الوثائــق وثائــق داخليــة ال يمكــن نشــرها للعمــوم ومحاطــة‬ ‫محاضــر الجلســات إلــى كافــة أ‬
‫المــر اقتضــى أنــه «تتخــذ آراء اللجنــة بأغلبيــة أصــوات أعضائهــا القاريــن الحاضريــن‬‫بالســرية مضيفــا بــأن الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس أ‬
‫العضــاء وتصريحاتهــم‪،‬‬ ‫الصــوات يكــون صــوت الرئيــس مرجحــا» مبينــا بأنــه ال يمكــن الكشــف عــن مواقــف أ‬ ‫وإذا تعادلــت أ‬
‫معتب ـرا أن طلبــات العــارض تتعلــق بوثائــق داخليــة وال عالقــة لهــا بالشــفافية كمــا أضــاف بــأن مضمــون محاضــر الجلســات‬
‫قــد يحتــوي علــى معطيــات شــخصية تتعلــق بمجموعــة مــن المرشــدين أ‬
‫والطبــاء والمرافقيــن الذيــن يشــكلون نــواة بعثــة الحــج‬
‫الساســي المتعلــق بحمايــة المعطيــات الشــخصية‪ ،‬كمــا قــد تتنــاول هــذه المحاضــر‬ ‫وهــو مــا يتعــارض مــع أحــكام القانــون أ‬
‫مســائل ذات طابــع دولــي باعتبــار أن هنالــك جهــات دوليــة معنيــة بتنظيــم موســمي الحــج والعمــرة ممــا قــد يضــع المســائل‬
‫الواقــع تناولهــا تحــت طائلــة النقــد أو التقصيــر وهــو مــا يتــم معالجتــه فــي إبانــه وفقــا أ‬
‫للطــر الدبلوماســية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫حيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم طــرق‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي‬ ‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت فــي الدعاوى‬
‫المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪39‬‬
‫مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬
‫لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬
‫ـالدالء بنســخة ورقيــة مــن‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مطالبــة وزيــر الشــؤون الدينيــة بـ إ‬
‫الوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك حتــى يتس ـ ّنى لهــا تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثيقــة المعنيــة مــن عدمــه‪.‬‬
‫المدعى عليها لطلب الهيئة بتاريخ ‪ 5‬ماي ‪ 2021‬وأدلت بنسخة من الوثائق المطلوبة‪.‬‬
‫وحيث استجابت الجهة ّ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪429‬‬
‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫علــى أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو‬
‫مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت باال ّطــاع علــى وثائــق الملــف أن التقريــر ومحاضــر الجلســات المطلوبــة والمتعلقــة بموســم الحــج والعمــرة‬
‫تهــدف أ‬
‫بالســاس إلــى مزيــد إحــكام تنظيــم هــذه الشــعائر وإحــكام التنســيق بيــن جميــع المتدخليــن‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا فقــد تبيــن للهيئــة مــن خــال اال ّطــاع علــى الوثائــق المطلوبــة أن‬
‫وحيــث خالفــا لمــا ورد بتقريــر الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة منهــا ليــس مــن شــأنه المســاس بالمعطيــات الشــخصية للفـراد كمــا أنــه ال يــؤدي إلــى‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬بــل ينصهــر مباشــرة ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الم ّتصلــة بتكريــس‬ ‫إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي المذكــور ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى مــا ســلف بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض والقضــاء بإل ـزام وزيــر الشــؤون الدينيــة‬
‫المدعــي مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫بتمكيــن ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ّ :‬‬
‫ضم القضية عدد ‪ 1398‬إلى القضية عدد ‪ 1397‬والبت فيهما بقرار واحد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيــا‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزارة الشــؤون الدينيــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتســليم العــارض‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–التقرير ّ‬
‫المقدم إلى رئاسة الحكومة المتعلق بموسم الحج لسنة ‪،2018‬‬ ‫ ‬
‫ –محاضر جلسات اللجنة الوطنية للحج والعمرة للسنوات ‪2018‬و‪ 2019‬و‪2020‬‬

‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ديســمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود وعضويــة الســيدات والســادة منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بنعبداللــه وخالــد الســامي‪.‬‬ ‫الســيد عدنــان أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪430‬‬
‫القرار عدد ‪ 3290‬بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪2021‬‬

‫شركة «طه فارما» للمنتوجات الصيدلية في شخص ممثلها القانوني ‪/‬‬


‫وزارة الصحة في شخص ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •محاضــر جلســات‪ ،‬إختصاصــات صيدليــة‪ ،‬صنــع أ‬


‫الدويــة‪ ،‬تركيبــة أ‬
‫الدويــة‪ ،‬حمايــة ملكيــة فكريــة‪ ،‬حجــب‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ثبــت وباالطّــاع علــى فقــه القضــاء الســابق لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة منــه الق ـرار‬
‫المدعــى عليهــا‬
‫عــدد ‪ 1112‬الصــادر عــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 12‬مــارس ‪ ،2020‬أن الجهــة ّ‬
‫رفضــت تمكيــن العارضــة مــن محاضــر الجلســات الخاصــة باللجنــة الفنيــة لالختصاصــات الصيدليــة‬
‫الدويــة وتركيبــة المــواد أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫لفت ـرات زمنيــة معينــة «لتعلــق المعطيــات المضمنــة بهــا بملفــات أ‬
‫ّ‬
‫يتنافــى مــع مبــدأ حمايــة الملكيــة الفكريــة‪».‬‬
‫وحيــث تب ّيــن مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى وبنــاء علــى فقــه القضــاء الســابق لهيئــة النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة أنّــه ولئــن تضمنــت محاضــر الجلســات المطلوبــة بعــض المعطيــات التــي مــن الممكــن أن‬
‫يتســبب البــوح بهــا فــي المســاس بالحــق فــي حمايــة الملكيــة الفكريــة‪ ،‬إال أن ذلــك ال يحــول دون إمكانيــة‬
‫تســليم نســخة منهــا للعارضــة خاصــة وأنــه يمكــن حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليمها المحاضــر طبقــا‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤ ّرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق‬ ‫ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪....‬‬
‫بالحـ ّ‬
‫وحيــث يتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة لطلبــات العارضــة وتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‬
‫بعــد حجــب المعطيــات التــي قــد تــرد بهــا والمتعلقــة بالحــق فــي حمايــة الملكيــة الفكريــة‪.‬‬

‫أ‬
‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن الســتاذة مريــم شبشــوب نيابــة عــن ّ‬
‫تقدمــت فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3290‬والمتضمنــة أن منوبتهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 6‬أفريــل ‪2021‬‬
‫بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزارة الصحــة وذلــك قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات اللجنــة‬
‫الفنيــة لالختصاصــات الصيدليــة لغايــة رخصــة الترويــج بالســوق المنعقــدة خــال الفتــرة المتراوحــة مــن ‪ 2‬جانفــي ‪ 2017‬إلــى‬
‫‪ 31‬ديســمبر‪ 2021‬مــع إرفاقهــا بقوائــم الحضــور الخاصــة بهــذه الجلســات‪،‬غير أنــه لــم يقــع االســتجابة لمطلبهــا‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى‬
‫دفعهــا للقيــام بدعـــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪431‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا بمقتضــى المراســلة عــدد‬
‫كالدالء بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬
‫‪ 1418/2021‬المؤرخــة فــي ‪ 15‬أفريــل ‪ 2021‬قصــد االدالء بملحوظاتهــا بشــأنها إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى مــا يفيــد التنبيــه علــى الجهــة ّ‬


‫المدعــى عليهــا بمقتضــى المراســلة عــدد ‪ 1911/2021‬المؤرخــة فــي‬
‫والدالء بالمعطيــات المطلوبــة‪.‬‬
‫‪ 26‬مــاي ‪ 2021‬قصــد االدالء بملحوظاتهــا بخصــوص الدعــوى إ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الصحــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة فــي شــخص ممثلهــا‬ ‫ّ‬ ‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام وزارة‬
‫القانونــي مــن الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات اللجنــة الفنيــة لالختصاصــات الصيدليــة لغايــة رخصــة‬
‫الترويــج بالســوق المنعقــدة خــال الفتــرة المتراوحــة مــن ‪ 2‬جانفــي ‪ 2017‬إلــى ‪ 31‬ديســمبر‪ 2021‬مــع إرفاقهــا بقوائــم الحضــور‬
‫الخاصــة بهــذه الجلســات‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد‪22‬‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا قصــد االدالء بملحوظاتهــا بشــأنها‬


‫وحيــث تولــت الهيئــة إحالــة عريضــة الدعــوى ومؤيداتهــا علــى الجهــة ّ‬
‫ـأي ر ّد بالرغــم مــن التنبيــه عليهــا فــي الغــرض‪.‬‬
‫كالدالء بالوثائــق المطلوبــة غيــر أنهــا لــم تتوصــل منهــا بـ ّ‬
‫إ‬
‫المدعــى عليهــا للهيئــة بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة ال يحــول دون البــت فــي القضيــة‬
‫وحيــث أن عــدم إدالء الجهــة ّ‬
‫طبقــا ألوراقهــا‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي طبقــا لمــا اقتضتــه‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عـ ّـدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرافــق العامــة‬
‫وضمــان حســن التصــرف فــي المــال العــام‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون الساســي عـــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪432‬‬
‫إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة‬
‫حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ‪.‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون المشــار إليــه أعــاه علــى أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫جز ًئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال ّ بعــد حجــب الجــزء المعنــي‬
‫باالســتثناء متــى كان ذلــك ممك ًنــا»‪.‬‬

‫وحيــث ثبــت وباال ّطــاع علــى فقــه القضــاء الســابق لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة منــه القـرار عــدد ‪ 1112‬الصــادر‬
‫المدعــى عليهــا رفضــت تمكيــن العارضــة مــن محاضــر‬‫عــن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 12‬مــارس ‪ ،2020‬أن الجهــة ّ‬
‫معينــة «لتعلــق المعطيــات المضمنــة بهــا بملفــات‬
‫الجلســات الخاصــة باللجنــة الفنيــة لالختصاصــات الصيدليــة لفتـرات زمنيــة ّ‬
‫الدويــة وتركيبــة المــواد أ‬
‫المــر الــذي يتنافــى مــع مبــدأ حمايــة الملكيــة الفكريــة‪».‬‬ ‫أ‬

‫تبيــن مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى وبنــاء علــى فقــه القضــاء الســابق لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة أنّــه ولئــن‬ ‫وحيــث ّ‬
‫تضمنــت محاضــر الجلســات المطلوبــة بعــض المعطيــات التــي مــن الممكــن أن يتســبب البــوح بهــا فــي المســاس بالحــق فــي‬
‫حمايــة الملكيــة الفكريــة‪ ،‬إال أن ذلــك ال يحــول دون إمكانيــة تســليم نســخة منهــا للعارضــة خاصــة وأنــه يمكــن حجــب هــذه‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫المعطيــات عنــد تســليمها المحاضــر طبقــا لحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن تســليم العارضــة نســخة مــن المحاضــر المطلوبــة مرفقــة بقائمــات الحضــور‪ ،‬بعــد حجــب المعطيــات التــي‬ ‫وحيــث ّ‬
‫قــد تــرد بهــا والمتعلقــة بالحــق فــي حمايــة الملكيــة الفكريــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس‬
‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي الصحــي‪ ،‬ويدعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة‬
‫ألحــكام هــذا القانــون‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه بنــاء علــى مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة لطلبــات العارضــة وتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة بعــد حجــب‬
‫المعطيــات التــي قــد تــرد بهــا والمتعلقــة بالحــق فــي حمايــة الملكيــة الفكريــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام وزارة الصحــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة فــي‬ ‫ّ‬
‫شــخص ممثلهــا القانونــي مــن نســخة ورقيــة مــن محاضــر جلســات اللجنــة الفنيــة لالختصاصــات الصيدليــة لغايــة رخصــة‬
‫الترويــج بالســوق المنعقــدة خــال الفتــرة المتراوحــة مــن ‪ 2‬جانفــي ‪ 2017‬إلــى ‪ 31‬ديســمبر‪ 2021‬وإرفاقهــا بنســخة مــن قائمــات‬
‫المدعــى عليهــا بحجــب المعطيــات الــواردة بالمحاضــر المذكــورة والمتعلقــة بالحــق‬
‫الذن للجهــة ّ‬ ‫الحضــور الخاصــة بهــا مــع إ‬
‫فــي حمايــة الملكيــة الفكريــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪433‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ديســمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الدهــان ورفيــق بــن عبــد اللــه وخالــد‬ ‫أ‬
‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫الســامي وهاجــر الطرابلســي‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪434‬‬
‫القرار عدد ‪ 3381‬بتاريخ ‪ 8‬جويلية ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ر ‪ /‬وزير الداخلية‬

‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •معطيات إحصائية‪ ،‬أمن عام‪ ،‬أحداث إحتجاجية‪ ،‬عدد الموقوفين‪ ،‬الفئات العمرية‪ ،‬معطيات أمنية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫حيــث يتبيــن بالرجــوع إلــى مظروفــات الملــف‪ ،‬أن وزارة الداخليــة لــم تفلــح فــي إثبــات أ‬
‫الض ـرار ســواء‬ ‫ّ‬
‫الحصائيــات المطلوبــة أو مــدى‬ ‫آ‬
‫المدعيــة علــى إ‬
‫النيــة أو الالحقــة التــي يمكــن أن تترتّــب عــن حصــول ّ‬
‫للمــن العــام‪.‬‬‫تهديدهــا أ‬

‫أن حصــول العارضــة علــى المعطيــات االحصائيــة المطلوبــة ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬فــي تقدير‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫الهيئــة‪ ،‬إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل‬
‫بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينطــوي علــى أي مســاس بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية‬
‫المدعيــة طلبــت فقــط معطيــات إحصائيــة وليــس قوائــم إســمي‪.‬‬ ‫وملكيتــه الفكريــة خاصــة وأن ّ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 19‬أفريــل ‪2021‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد االطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫تقدمــت بصفتهــا صحفيــة‪ ،‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزيــر‬ ‫المدعـــية ّ‬
‫ـأن ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3381‬والتــي تفيــد بـ ّ‬
‫الداخليــة فــي ‪ 17‬فيفــري ‪ 2021‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــات االحصائيــات المتعلقــة بالموقوفيــن‬
‫عــدة مناطــق مــن الجمهوريــة فــي الفتــرة المتراوحــة بيــن ‪ 14‬جانفــي و‪16‬‬ ‫أ‬
‫جــدت فــي ّ‬‫الحتجاجيــة التــي ّ‬ ‫خــال الحــداث إ‬
‫فيفــري ‪ 2021‬والمتعلقــة أساســا بعددهــم وفئاتهــم العمريــة وعــدد القصــر منهــم ومــكان إيقافهــم وأســباب إيقافهــم‬
‫والج ـراءات المتخــذة فــي شــأنهم وعــدد الذيــن ّتمــت إدانتهــم ونوعيــة العقوبــات المتخــذة فــي‬ ‫لليقــاف إ‬ ‫والســند القانونــي إ‬
‫أن مطلبهــا‬ ‫أ‬
‫شــأنهم وهــل تمــت مؤاخــذة القصــر جزائيــا مــن عدمــه وعــدد الشــخاص الذيــن تـ ّـم إطــاق س ـراحهم‪ ،‬غيــر ّ‬
‫جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلـزام وزيــر الداخليــة بتمكينهــا مــن المعلومــات المطلوبــة‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫مســتندة فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الداخليــة بتاريــخ ‪ 25‬مــاي ‪ 2021‬والــذي تضمــن بالخصــوص أنّــه‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫تطبيقــا لمقتضيــات الفصــل ‪ 12‬مــن القانــون أ‬
‫الســتجابة لطلــب العارضــة وتمكينهــا مــن المعلومــة المطلوبــة فــي صيغتهــا المتاحــة‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وفــي إطــار إ‬
‫الحتجاجــات الحاصلــة فــي تلــك الفتــرة علــى تطبيــق مقتضيات‬ ‫أ‬
‫ـإن هــذه الخيــرة حرصــت خــال فتــرة إ‬ ‫لــدى مصالــح الــوزارة‪ ،‬فـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪435‬‬
‫حظــر الجــوالن والحجــر الصحــي الموجــه بصفتهــا مســؤولة علــى المحافظــة علــى النظــام العــام حســب مقتضيــات الفصــل‬
‫‪ 4‬مــن عــدد ‪ 342‬لســنة ‪ 1975‬المــؤرخ فــي ‪ 30‬مــاي ‪ 1975‬والمتعلــق بضبــط مشــموالت وزارة الداخليــة وذاك بالتنســيق مــع‬
‫النســان ضـ ّـد المحتفــظ بهــم وخاصــة أحــكام القانــون عــدد‬ ‫النيابــة العموميــة التــي تمــارس رقابتهــا علــى ضمانــات حقــوق إ‬
‫الج ـراءات الجزائيــة‪ ،‬مضيفــا‬‫‪ 5‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 16‬ديســمبر ‪ 2016‬المتعلــق بتنقيــح وإتمــام بعــض أحــكام مجلــة إ‬
‫أن جـ ّـل إ‬
‫اليقافــات ّتمــت وفــق القانــون وبتعليمــات كتابيــة مــن النيابــة العموميــة مــن أجــل قضايــا حـ ّـق عام(تكويــن وفــاق‬ ‫ّ‬
‫العتــداء‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الصحــي‪ ،‬إ‬
‫ّ‬ ‫العتــداء علــى المــاك الخاصــة والشــخاص‪ ،‬خــرق قانــون حظــر الجــوالن ومخالفــة تدابيــر الحجــر‬ ‫قصــد إ‬
‫بالعنــف علــى موظــف عمومــي أثنــاء مباشـرته لوظيفتــه‪ ،‬ومحاولــة الســرقة باســتعمال الخلــع‪ ،‬رمــي مــواد صلبــة وغلــق الطريــق‬
‫الحتجاجــات الســلمية‬ ‫اليقافــات المذكــورة لــم تتـ ّـم مــن أجــل التظاهــر الســلمي أو إ‬‫أن جميــع إ‬‫وإحــداث الهــرج‪ )..‬مؤكــدا ّ‬
‫الحريــات المضمونــة بالدســتور مثلمــا تقتضيــه أحــكام الفصــل ‪ 37‬مــن الدســتور‬‫أن التظاهــر الســلمي يعـ ّـد مــن قبيــل ّ‬
‫باعتبــار ّ‬
‫وال يمكــن المســاس بهــا‪ ،‬طالبــا علــى أســاس ذلــك القضــاء بانعــدام مــا يســتوجب النظــر‪.‬‬

‫الدالء بملحوظاتها بخصوصها‬


‫المدعى عليها على العارضة قصد إ‬
‫وبعد االطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة ّ‬
‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد االطالع على ّ‬
‫الساســي عـــ‪22‬ــــــدد لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لهــا ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولها شــكال‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزيــر الداخليــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة تتضمــن المعلومــات االحصائيــات‬ ‫حيـ ُ‬
‫الحتجاجيــة التــي جـ ّـدت فــي عـ ّـدة مناطــق مــن الجمهوريــة فــي الفتــرة المتراوحــة بيــن‬ ‫أ‬
‫المتعلقــة بالموقوفيــن خــال الحــداث إ‬
‫‪ 14‬جانفــي و‪ 16‬فيفــري ‪ 2021‬والمتعلقــة أساســا بعددهــم وفئاتهــم العمريــة وعــدد القصــر منهــم ومــكان إيقافهــم وأســباب‬
‫والجـراءات المتخــذة فــي شــأنهم وعــدد الذيــن ّتمــت إدانتهم ونوعيــة العقوبــات المتخذة‬ ‫لليقــاف إ‬
‫إيقافهــم والســند القانونــي إ‬
‫أ‬
‫فــي شــأنهم وهــل تمــت مؤاخــذة القصــر جزائيــا مــن عدمــه وعــدد الشــخاص الذيــن تـ ّـم إطــاق س ـراحهم‪ ،‬باالســتناد إلــى‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الساســي‬ ‫وحيــث أفــاد وزيــر الداخليــة‪ ،‬فــي نطــاق رده علــى الدعــوى‪ ،‬أنــه تطبيقــا لمقتضيــات الفصــل ‪ 12‬مــن القانــون أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الســتجابة لطلــب‬ ‫عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وفــي إطــار إ‬
‫الخيــرة حرصــت خــال‬ ‫العارضــة وتمكينهــا مــن المعلومــة المطلوبــة فــي صيغتهــا المتاحــة لــدى مصالــح الــوزارة‪ ،‬فــإن هــذه أ‬
‫ّ‬
‫الحتجاجــات الحاصلــة فــي تلــك الفتــرة علــى تطبيــق مقتضيــات حظــر الجــوالن والحجــر الصحــي الموجــه بصفتهــا‬ ‫فتــرة إ‬
‫مســؤولة علــى المحافظــة علــى النظــام العــام حســب مقتضيــات الفصــل ‪ 4‬مــن عــدد ‪ 342‬لســنة ‪ 1975‬المــؤرخ فــي ‪30‬‬
‫مــاي ‪ 1975‬والمتعلــق بضبــط مشــموالت وزارة الداخليــة وذاك بالتنســيق مــع النيابــة العموميــة التــي تمــارس رقابتهــا علــى‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪436‬‬
‫ضــد المحتفــظ بهــم وخاصــة أحــكام القانــون عــدد ‪ 5‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 16‬ديســمبر‬ ‫النســان ّ‬ ‫ضمانــات حقــوق إ‬
‫اليقافــات ّتمــت وفــق القانــون‬ ‫أن جـ ّـل إ‬
‫الج ـراءات الجزائيــة‪ ،‬مضيفــا ّ‬‫‪ 2016‬المتعلــق بتنقيــح وإتمــام بعــض أحــكام مجلــة إ‬
‫أ‬
‫العتــداء علــى المــاك الخاصــة‬ ‫وبتعليمــات كتابيــة مــن النيابــة العموميــة مــن أجــل قضايــا حـ ّـق عام(تكويــن وفــاق قصــد إ‬
‫العتــداء بالعنــف علــى موظــف عمومــي أثنــاء‬ ‫أ‬
‫الصحــي‪ ،‬إ‬
‫ّ‬ ‫والشــخاص‪ ،‬خــرق قانــون حظــر الجــوالن ومخالفــة تدابيــر الحجــر‬
‫أن جميــع‬ ‫مباشـرته لوظيفتــه‪ ،‬ومحاولــة الســرقة باســتعمال الخلــع‪ ،‬رمــي مــواد صلبــة وغلــق الطريــق وإحــداث الهــرج‪ )..‬مؤكــدا ّ‬
‫أن التظاهــر الســلمي يعـ ّـد مــن‬
‫الحتجاجــات الســلمية باعتبــار ّ‬‫اليقافــات المذكــورة لــم تتـ ّـم مــن أجــل التظاهــر الســلمي أو إ‬
‫إ‬
‫الحريــات المضمونــة بالدســتور مثلمــا تقتضيــه أحــكام الفصــل ‪ 37‬مــن الدســتور وال يمكــن المســاس بهــا‪ ،‬طالبــا علــى‬ ‫قبيــل ّ‬
‫أســاس ذلــك القضــاء بانعــدام مــا يســتوجب النظــر‪.‬‬

‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬

‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّتم بيــان طــرق وإجراءات‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫ممارســته‪ ،‬كبيــان ضوابطــه‪ ،‬بموجــب القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور مــا يلــي‪ »:‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه االســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن‬
‫يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن‬
‫عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬
‫ • فــي خصــوص الطلبــات المتصلــة إ‬
‫الحتجاجيــة التــي‬ ‫أ‬
‫بالحصائيــات المتعلقــة بالموقوفيــن خــال الحــداث إ‬
‫جـ ّـدت فــي عـ ّـدة مناطــق مــن الجمهوريــة فــي الفتــرة المتراوحــة بيــن ‪ 14‬جانفــي و‪ 16‬فيفــري ‪ 2021‬والم ّتصلــة‬
‫الشــخاص الذيــن‬ ‫أســاس بعــدد والفئــات العمريــة وعــدد القصــر منهــم وعــدد الذيــن تمــت إدانتهــم وعــدد أ‬
‫ّ‬
‫تـ ّـم إطــاق سـراحهم‪.‬‬
‫الضـرار ســواء آ‬
‫النيــة أو الالحقــة‬ ‫حيــث يتبيــن بالرجــوع إلــى مظروفــات الملــف‪ ،‬أن وزارة الداخليــة لــم تفلــح فــي إثبــات أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫الحصائيــات المطلوبــة أو مــدى تهديدهــا للمــن العــام‪.‬‬ ‫المدعيــة علــى إ‬
‫التــي يمكــن أن تترتّــب عــن حصــول ّ‬
‫أن حصــول العارضــة علــى المعطيــات االحصائيــة المطلوبــة ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي‪ ،‬فــي تقديــر الهيئــة‪،‬‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينطــوي علــى أي‬
‫المدعيــة طلبــت فقــط‬
‫مســاس بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة خاصــة وأن ّ‬
‫معطيــات إحصائيــة وليــس قوائــم إســمية‪.‬‬

‫ـإن طلــب النفــاذ الــذي تقدمــت بــه العارضــة‪ ،‬يســاهم بصــورة مباشــرة فــي تكريــس مبــدأي‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق أ‬
‫المنــي كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة السياســات‬ ‫ّ‬
‫العموميــة وتقييمها‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة وإل ـزام وزيــر الداخليــة بتمكينهــا‬
‫الحتجاجيــة التــي جـ ّـدت فــي عـ ّـدة‬ ‫أ‬
‫الحصائيــة المتعلقــة بالموقوفيــن خــال الحــداث إ‬ ‫تتضمــن المعطيــات إ‬
‫مــن نســخة ورقيــة ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪437‬‬
‫مناطــق مــن الجمهوريــة فــي الفتــرة المتراوحــة بيــن ‪ 14‬جانفــي و‪ 16‬فيفــري ‪ 2021‬والم ّتصلــة أســاس بعــدد والفئــات العمريــة‬
‫وعــدد القصــر منهــم وعــدد الذيــن تمــت إدانتهــم وعــدد أ‬
‫الشــخاص الذيــن تـ ّـم إطــاق سـراحهم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ •فــي خصــوص الطلبــات المتعلقــة بأســباب إيقــاف المحتجيــن فــي الحــداث إ‬
‫الحتجاجيــة التــي جـ ّـدت فــي‬ ‫أ‬
‫عـ ّـدة مناطــق مــن الجمهوريــة فــي الفتــرة المتراوحــة بيــن ‪ 14‬جانفــي و‪ 16‬فيفــري والســند القانونــي ل إليقــاف‬
‫والج ـراءات المتخــذة فــي شــأنهم‪:‬‬ ‫إ‬
‫المدعــى عليهــا اســتجابت أثنــاء التحقيــق فــي الدعــوى لطلبــات العارضــة‬‫أن الجهــة ّ‬‫حيــث ثبــت مــن مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫ومكنتهــا مــن المعلومــات المطلوبــة‪ ،‬وتكــون بذلــك قــد إحترمــت حقهــا فــي الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت فــي تعزيــز‬
‫المنــي الراجــع لهــا بالنظــر‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه القضــاء بانعــدام مــا‬ ‫مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فــي المرفــق العمومــي أ‬
‫يســتوجب النظــر فــي خصــوص هــذه الطلبــات‪.‬‬
‫ • خصــوص الطلــب المتعلــق إ‬
‫بالجـراءات المتخــذة فــي شــأن الموقوفيــن وعــدد الذيــن ّتمــت إدانتهــم ونوعيــة‬
‫العقوبــات المتخــذة فــي شــأنهم وهــل تمــت مؤاخــذة القصــر جزائيــا مــن عدمــه‪.‬‬

‫ـكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬إال أن ممارســة‬ ‫وحيــث لئــن كان الحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ّقــا أساســيا لـ ّ‬
‫الرتبــاط بالوجــود المــادي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الهيــكل المعنــي‪.‬‬ ‫والنتفــاع بــه يبقــى مرتبطــا وثيــق إ‬
‫هــذا الحــق إ‬
‫المدعــى عليهــا ال تتحــوز‬
‫وأن الجهــة ّ‬ ‫وممــا رشــح مــن التحقيــق فــي القضيــة ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة مــن مظروفــات الملــف ّ‬
‫وأن مثــل هــذه المعلومــات تخــرج عــن مجــال اختصــاص وزارة الداخليــة بــل هــي مــن أنظــار‬ ‫علــى المعلومــة المطلوبــة باعتبــار ّ‬
‫المحاكــم العدليــة ووزارة العــدل‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتجــه معــه بالتالــي رفــض الدعــوى أصــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزيــر الداخليــة بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن وثيقــة تتضمــن‬ ‫ّ‬
‫الحتجاجيــة التــي جـ ّـدت فــي عــدد مــن مناطــق الجمهوريــة خــال‬ ‫أ‬
‫معطيــات إحصائيــة حــول الموقوفيــن خــال الحــداث إ‬
‫الفتــرة المتراوحــة بيــن ‪ 14‬جانفــي و‪ 16‬فيفــري ‪ 2021‬والم ّتصلــة أساســا بالعــدد الجملــي والفئــات العمريــة وعــدد ا ُلق ُّصــر‬
‫الشــخاص الذيــن تـ ّـم إطــاق س ـراحهم‪.‬‬ ‫منهــم وعــدد اللذيــن تمــت إحالتهــم علــى القضــاء وعــدد أ‬
‫ّ‬
‫ثانيــا‪ :‬انعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي خصــوص الطلبــات المتعلقــة بأســباب إ‬
‫اليقافــات والســند القانونــي لهــا‬
‫والجــراءات المتخــذة فــي شــأن المحتجيــن ورفــض الدعــوى فيمــا زاد علــى ذلــك‪.‬‬
‫إ‬
‫ثالثا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 08‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســـة‬
‫الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة الخماســي وخالــد‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود نـــائب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات والســادة منــى ّ‬
‫السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 2289-2290‬بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪438‬‬
‫القرار عدد ‪ 3989‬بتاريخ ‪ 4‬نوفمبر ‪2021‬‬

‫م‪.‬ج ‪ /‬الرئيس المدير العام للشركة الوطنية ل إلتصاالت» إتصاالت تونس»‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شــركة وطنيــة‪ ،‬عقــود تجاريــة‪ ،‬حرفــاء‪ ،‬معامــات ماليــة‪ ،‬معطيــات اســتراتيجية‪ ،‬اســتقرار مالــي‪ ،‬معــدات‬
‫عســكرية‪ ،‬مصلحــة عامــة‪ ،‬مبــدأ التناســب‪ ،‬اســتثناء الدفــاع الوطنــي‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن العقــود التجاريــة المبرمــة مــن طــرف‬


‫وحيــث ثبــت مــن جهــة أخــرى بالرجــوع إلــى مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫تتضمــن عديــد المعطيــات الم ّتصلــة بمعامالتهــا الماليــة‬
‫ّ‬ ‫ومزوديهــا‬
‫المدعــى عليهــا مــع حرفائهــا ّ‬
‫الشــركة ّ‬
‫والتجاريــة معهــم وهــي معطيــات حساســة تتع ّلــق بسياســتها االســتراتيجية وأسـرارها التجاريــة مــن شــأن‬
‫الكشــف عنهــا وإتاحتهــا للعمــوم إلحــاق ضــرر جســيم بمصالــح الشــركة وباســتقرارها المالــي‪ ،‬س ـ ّيما‬
‫ـزودي الخدمــات فــي قطــاع االتّصــاالت‪.‬‬
‫وأنّهــا تعمــل فــي محيــط ي ّتســم بالتنافــس الشــديد بيــن مـ ّ‬
‫وحيــث لــم يثبــت للهيئــة‪ ،‬فــي المقابــل‪ ،‬المصلحــة العامــة ا ّلتــي يمكــن أن تتح ّقــق مــن خــال الكشــف‬
‫عــن مثــل هــذه المعلومــات علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي‬
‫تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬أ‬
‫المــر ا ّلــي ي ّتجــه معــه‬
‫ً‬
‫رفض طلبات العارض بهذا الخصوص‪.‬‬

‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 11‬أوت ‪ 2021‬والمرســمة بكتابــة‬ ‫الدعــوى المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 3989‬والمتضمنــة أنّــه تقــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس المديــر العــام للشــركة للشــركة‬
‫للتصــاالت» إتصــاالت تونــس» قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬ ‫الوطنيــة إ‬

‫–العقــود المبرمــة مــع شــركة «بــرود أنــد جــور» فــي إطــار البيــع الميدانــي لخطــوط الهاتــف الجــوال بيــن ســنتي ‪2015‬‬ ‫ ‬
‫و‪،2021‬‬

‫ـالدارة الجهويــة لالتصــاالت ببنــزرت للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2019‬إلــى ســنة ‪ ،2021‬غيــر‬ ‫–تقاريــر التفقــد والتدقيــق بـ إ‬ ‫ ‬
‫أ‬
‫أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إلـزام الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن‬ ‫ّ‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المذكــورة أعــاه مســتندا فــي ذلــك إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫صلــب أحــكام القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪439‬‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 14‬ســبتمبر‪ 2021‬والمتضمــن بالخصوص‬ ‫ال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهة ّ‬
‫وبعــد إ‬
‫أن مطلــب نفــاذ العــارض موضــوع قضيــة الحــال تزامــن مــع شــروع المصالــح المعنيــة باتصــاالت تونــس فــي دراســة ومراجعــة‬ ‫ّ‬
‫الج ـراءات الالزمــة تجــاه المعنييــن بالتقريــر المذكــور تبعــا‬
‫تقريــر التفقــد عــدد ‪ 9‬المــؤرخ فــي ‪ 19‬مــارس ‪ 2021‬وفــي اتخــاذ إ‬
‫للتوصيــات المضمنــة بــه‪ ،‬مضيفــة أنّــه يتعــذر االســتجابة لطلبــات العــارض باعتبــار تضمــن الوثائــق المطلوبــة لمعطيــات‬
‫الساســي عــدد ‪ 63‬لســنة ‪2004‬‬ ‫شــخصية تخــص أعــوان وحرفــاء ومتعامليــن مــع الشــركة وذلــك تطبيقــا ألحــكام القانــون أ‬
‫أن العديــد مــن هــذه التقاريــر قــد يتخــذ مســارا قضائيــا‪ ،‬طالبــة علــى أســاس‬ ‫المتعلــق بحمايــة المعطيــات الشــخصية كمــا ّ‬
‫ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪ ،‬وأدلــت بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يُفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫للتصــاالت «إتصــاالت تونــس»‬


‫ـث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إل ـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة إ‬
‫حيـ ُ‬
‫بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–العقــود المبرمــة مــع شــركة «بــرود أنــد جــور» فــي إطــار البيــع الميدانــي لخطــوط الهاتــف الجــوال بيــن ســنتي ‪2015‬‬ ‫ ‬
‫و‪،2021‬‬

‫ـالدارة الجهويــة لالتصــاالت ببنــزرت للفتــرة المتراوحــة مــن ســنة ‪ 2019‬إلــى ســنة ‪ ،2021‬وذلــك‬ ‫–تقاريــر التفقــد والتدقيــق بـ إ‬ ‫ ‬
‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬
‫اســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن مطلــب نفــاذ العــارض موضــوع قضيــة‬ ‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد علــى الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫الحــال تزامــن مــع شــروع المصالــح المعنيــة باتصــاالت تونــس فــي دراســة ومراجعــة تقريــر التفقــد عــدد ‪ 9‬المــؤرخ فــي ‪19‬‬
‫الجـراءات الالزمــة تجــاه المعنييــن بالتقريــر المذكــور تبعــا للتوصيــات المضمنــة بــه‪ ،‬مضيفــة أنّــه‬‫مــارس ‪ 2021‬وفــي اتخــاذ إ‬
‫يتعــذر االســتجابة لطلبــات العــارض باعتبــار تضمــن الوثائــق المطلوبــة لمعطيــات شــخصية تخــص أعــوان وحرفــاء ومتعامليــن‬
‫الساســي عــدد ‪ 63‬لســنة ‪ 2004‬المتعلــق بحمايــة المعطيــات الشــخصية كمــا‬ ‫مــع الشــركة وذلــك تطبيقــا ألحــكام القانــون أ‬
‫أن العديــد مــن هــذه التقاريــر قــد يتخــذ مســارا قضائيــا‪ ،‬طالبــة علــى أســاس ذلــك القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪ ،‬وأدلــت‬ ‫ّ‬
‫بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪440‬‬
‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في إ‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يُعـ ُّـد ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫لعــل أبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى‬‫عــدة اهــداف ّ‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة مــن أجــل تحقيــق ّ‬
‫أ‬
‫التصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون‪.‬‬

‫النــف الذكــر‪ ،‬أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب‬ ‫الساســي آ‬‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت‬
‫ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما‬
‫ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة‬
‫لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء منصــوص‬
‫عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك‬
‫ممكنا ‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 6‬مــن نفــس القانــون أنّــه «يتعيــن علــى الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون أن تنشــر‬
‫وتحيــن وتضــع علــى ذمــة العمــوم بصفــة دوريــة وفــي شــكل قابــل لالســتعمال المعلومــات المتعلقــة بتقاريــر هيئــات الرقابــة‬ ‫ّ‬
‫طبقــا للمعاييــر المهنيــة الدوليــة وكل معلومــة تتعلــق بالماليــة العموميــة‪»......‬‬

‫ـإن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق ومــدى مســاس‬ ‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فـ ّ‬
‫وحيــث خالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬
‫المعلومــات المضمنــة بهــا بالمعطيــات الشــخصية أو أ‬
‫المــن الوطنــي‪ ،‬إنّمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫دون ســواها وذلــك بعــد تثبتهــا فــي مضمــون تلــك الوثائــق ومــدى خضوعهــا لالســتثناءات الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون‬
‫المتعلــق بحــق النفــاذ إلــى المعلومــة مــن عــدم ذلــك‪ ،‬وليــس للهيــاكل العموميــة أن تحـ ّـل مح ّلهــا فــي ذلــك‪ ،‬بــل عليهــا فقــط‬
‫أن تســتجيب إلج ـراءات التحقيــق وتقـ ّـدم للهيئــة كل التســهيالت الممكنــة والضروريــة للبــت فــي الدعــاوى‪.‬‬

‫وحيــث اســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى اعتبــار التقاريــر الرقابيــة وتقاريــر التفقــد مــن الوثائــق‬
‫الساســي المذكــور آنفــا وتنــدرج تحــت طائلــة أحــكام الفصــل ‪ 6‬مــن‬ ‫الداريــة العموميــة القابلــة للنفــاذ علــى معنــى القانــون أ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫القانــون الساســي المتع ّلــق بواجــب النشــر التلقائــي للمعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي‪.‬‬

‫الدارة الجهويــة لالتّصــاالت‬


‫وحيــث ثبــت للهيئــة وبعــد اطالعهــا علــى تقاريــر التفقــد والتدقيــق التــي خضعــت لهــا إ‬
‫ببنــزرت‪ ،‬أن هــذه التقاريــر ال تتضمــن أيــة معطيــات مــن شــأن الكشــف عنهــا إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫أن الكشــف عــن مضمــون هــذه التقاريــر وإتاحتهــا للعمــوم مــن شــأنه المســاهمة بصفــة مباشــرة فــي تحقيــق‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫أهــداف القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــي تكريــس مبــدأي الشــفافية‬
‫والمســاءلة علــى مســتوى تســيير شــركة اتّصــاالت تونــس وتعزيــز ثقــة العمــوم فــي هــذه الشــركة بوصفهــا تمثــل المرفــق‬
‫العمومــي لالتصــاالت‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪441‬‬
‫تضمنــت التقاريــر المطلوبــة بعــض المعطيــات ا ّلتــي يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل المعطيــات الشــخصية التــي‬ ‫وحيــث لئــن ّ‬
‫أ‬
‫تهــم الغيــر أو بعــض المعطيــات ا ّلتــي يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل السـرار الصناعيــة أو أنّهــا تشـكّل جــزءا مــن االســتراتيجيات‬
‫فــإن ذلــك ال يمكــن أن يحــول دون النفــاذ إلــى هــذه التقاريــر طالمــا أنّــه مــن الممكــن حجــب هــذه‬ ‫ال ّتجاريــة للشــركة‪ّ ،‬‬
‫المعطيــات وف ًقــا ألحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون المشــار إليــه أعــاه دون المســاس ببقيــة المعلومــات المـراد النفــاذ إليهــا‬
‫والمضمنــة بتلــك التقاريــر‪.‬‬
‫ّ‬
‫المدعى‬
‫أن العقــود التجاريــة المبرمــة مــن طــرف الشــركة ّ‬
‫وحيــث ثبــت مــن جهــة أخــرى بالرجــوع إلــى مظروفــات الملــف‪ّ ،‬‬
‫تتضمــن عديــد المعطيــات الم ّتصلــة بمعامالتهــا الماليــة والتجاريــة معهــم وهــي معطيــات‬ ‫ومزوديهــا ّ‬ ‫عليهــا مــع حرفائهــا ّ‬
‫حساســة تتع ّلــق بسياســتها االســتراتيجية وأسـرارها التجاريــة مــن شــأن الكشــف عنهــا وإتاحتهــا للعمــوم إلحــاق ضــرر جســيم‬
‫ـزودي الخدمــات فــي‬
‫بمصالــح الشــركة وباســتقرارها المالــي‪ ،‬سـ ّـيما وأنّهــا تعمــل فــي محيــط ي ّتســم بالتنافــس الشــديد بيــن مـ ّ‬
‫قطــاع االتّصــاالت‪.‬‬

‫وحيــث لــم يثبــت للهيئــة‪ ،‬فــي المقابــل‪ ،‬المصلحــة العامــة ا ّلتــي يمكــن أن تتح ّقــق مــن خــال الكشــف عــن مثــل هــذه‬
‫الساســي المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ .‬أ‬
‫المــر ا ّلــي‬ ‫المعلومــات علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه‬
‫ً‬ ‫ي ّتجــه معــه‬

‫رفض طلبات العارض بهذا الخصوص‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه بنــاء علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض جز ًئيــا وتمكينــه مــن نســخة ورقيــة أو‬
‫الدارة الجهويــة لالتصــاالت ببنــزرت بعنــوان الفتــرة الممتــدة مــن‬ ‫إلكترونيــة مــن تقاريــر التفقــد والتدقيــق التــي خضعــت لهــا إ‬
‫ســنة ‪ 2019‬إلــى ســنة ‪ 2021‬مــع حجــب المعطيــات الشــخصية والمعطيــات ا ّلتــي يمكــن اعتبارهــا مــن قبيــل أ‬
‫السـرار الصناعيــة‬
‫واالســتراتيجيات التجاريــة للشــركة ورفــض الدعــوى فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أ‬
‫للتصــاالت» إتصــاالت تونــس»‬ ‫أوال‪ :‬قبــول ّ‬
‫الدعــوى شــكال ً وفــي الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة الوطنيــة إ‬ ‫ّ‬
‫ـالدارة الجهويــة لالتصــاالت ببنــزرت المجـراة بيــن‬
‫بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن تقاريــر التفقــد والتدقيــق الخاصــة بـ إ‬
‫المدعــى عليهــا بحجــب جميــع المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‬‫الذن للجهــة ّ‬ ‫ســنتي ‪ 2019‬و‪ 2021‬مــع إ‬
‫وبرفض الدعوى فيما زاد على ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 4‬نوفمبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬
‫ّ‬
‫العبيــدي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪442‬‬
‫القرار‬

‫للدولــة فــي‬
‫يتعيــن معــه تغليــب مبــدأ حمايــة المصلحــة العامــة ُم َج ّســدة‪ ،‬فــي قضيــة الحــال‪ ،‬فــي المصلحــة العليــا ّ‬
‫بمــا ّ‬
‫أ‬
‫الســياديّة والمنيــة‪ ،‬عــن الغايــة مــن مطلــب النفاذ‪.‬‬
‫جوانبهــا ّ‬
‫يتعيــن معــه‬
‫ؤسســها مــن الناحيــة القانونيــة‪ ،‬بمــا ّ‬
‫الدعــوى الراهنــة تبعــا لمــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬فاقــدة لمــا يُ ّ‬
‫وحيــث تغــدو ّ‬
‫بالتالــي رفضهـــا أصال‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول ّ‬
‫الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 30‬أكتوبــر ‪ 2020‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويّــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الدهــان ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪443‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:25‬‬
‫ال يشــمل النفــاذ إلــى المعلومــة البيانــات المتعلقــة بهويــة أ‬
‫الشــخاص الذيــن‬ ‫ّ‬
‫البــاغ عــن تجــاوزات أو حــاالت فســاد‬ ‫قدمــوا معلومــات بهــدف إ‬
‫القرار عدد ‪ 1838‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪2021‬‬

‫ب‪.‬ح‪ /‬والي أريانة‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شكاية‪ ،‬تهم موجهة إلى العارض‪ ،‬يعلم هوية ّ‬


‫مقدم الشكاية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول العــارض علــى نُســخة مــن الشــكاية المرفوعــة ضــده والمتعلقــة بطلــب وقــف ملــف‬ ‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫رخصــة ســيارة تاكســي جماعــي وكذلــك نُســخة مــن رد الواليــة عليهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة المتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا أنّــه ال‬‫إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫الساســي عــدد‬ ‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬‫ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت الســتثناء أ‬
‫إ‬ ‫ّ‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة مــن الواليــة وإطّالعــه عليهــا‬‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الموجهــة ضــده‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق‬
‫ّ‬ ‫ـي بهــا إلعــداد دفوعاتــه ومعرفــة التهــم‬
‫س ـ ّيما وأنّــه معنـ ٌّ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق‬ ‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫الدارة العموميــة وتســيير الشــأن‬ ‫الشـراف علــى إ‬ ‫ـأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي أوجــه إ‬
‫العــام بمــا مــن شـ ِ‬
‫المجســدة فــي واليــة أريانــة وبمــا مــن شــأنه أن‬
‫ّ‬ ‫العــام الجهــوي مــن قبــل هيــاكل الســلطة الجهويــة‬
‫يد ّعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫رســمة بكتابــة‬‫والم ّ‬
‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 07‬فيفــري ‪ُ 2020‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1838‬وا ُل ّ‬
‫متضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى واليــة أريانــة قصــد الحصــول علــى نُســخة‬
‫ورقيــة مــن الشــكاية المرفوعــة ضــده مــن طــرف المدعــو «ل‪.‬ح» بخصــوص ســحب رخصتــه للنقــل غيــر المنتظــم وكذلــك‬
‫المــر الــذي دفعـ ُـه للقيــام‬‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬ ‫نســخة مــن رد الواليــة عنهــا‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم مــرور أ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُ‬
‫مؤسســا دعــواه علــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طب ًقــا لمــا تقتضيــه‬
‫ً‬ ‫طالبــا تمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‬
‫بالدعــوى الماثلــة ً‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬


‫المدلــى بــه مــن قبــل والــي أريانــة بتاريــخ ‪ 03‬مــارس ‪ 2020‬والــذي أدلــى فيــه ب ُنســخة مــن‬
‫الشــكاية المرفوعــة ضــد العــارض المودعــة لــدى مكتــب الضبــط بتاريــخ ‪ 26‬أكتوبــر ‪ 2018‬وكذلــك نُســخة مــن ر ّد الواليــة عليهــا‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 12‬ديســمبر ‪.2019‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء اجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪445‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬

‫من جهة االصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلـزام والــي أريانــة بتمكيــن العــارض مــن نُســخة ورقيــة مــن الشــكاية المرفوعــة ضــده مــن‬ ‫ـدف ّ‬ ‫ـث تهـ ُ‬‫حيـ ُ‬
‫طــرف المدعــو «ل‪.‬ح» بخصــوص ســحب رخصتــه للنقــل غيــر المنتظــم وكذلــك نُســخة مــن رد الواليــة عنهــا‪ ،‬إســتنا ًدا إلــى‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫ّ‬
‫والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى‪ ،‬ب ُنســخة مــن الشــكاية المرفوعــة ضــد العــارض المودعــة لــدى‬
‫ـث أدلــى والــي أريانــة‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫مكتــب الضبــط بتاريــخ ‪ 26‬أكتوبــر ‪ 2018‬والمتعلقــة بطلــب وقــف ملــف رخصــة ســيارة تاكســي جماعــي وكذلــك ب ُنســخة مــن رد‬
‫الواليــة عليهــا الصــادر فــي ‪ 12‬ديســمبر ‪.2019‬‬

‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬
‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقًــا‬‫ً‬ ‫يعــد حقًــا‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬
‫أ‬
‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬ ‫إ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تعزيــز مبـ ْ‬
‫يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫ـن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّـ ُـه «ال يمكـ ُ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬ ‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تُعتبـ ُـر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب‬
‫بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫أن حصــول العــارض علــى نُســخة مــن الشــكاية المرفوعــة ضــده والمتعلقــة بطلــب وقــف ملــف رخصــة ســيارة‬ ‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫تاكســي جماعــي وكذلــك نُســخة مــن رد الواليــة عليهــا‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤ ّدي إلــى إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو‬
‫الخــرى‬‫بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة المتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت الســتثناء أ‬
‫إ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪446‬‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى الوثائــق المطلوبــة مــن الواليــة وإ ّطالعــه عليهــا سـ ّـيما وأنّــه‬ ‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫الموجهــة ضــده‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى‬ ‫ّ‬ ‫معنـ ٌّـي بهــا إلعــداد دفوعاتــه ومعرفــة التهــم‬
‫ـأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي‬ ‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرفــق العــام بمــا مــن شـ ِ‬
‫تكريــس مبـ ْ‬
‫المجســدة فــي والية‬ ‫ّ‬ ‫الدارة العموميــة وتســيير الشــأن العــام الجهــوي مــن قبــل هيــاكل الســلطة الجهويــة‬‫الشـراف علــى إ‬‫أوجــه إ‬
‫أريانــة وبمــا مــن شــأنه أن يد ّعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العموميــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الســتجابة إلــى طلــب العــارض وذلــك بإلـزام والــي أريانــة بتمكينــه‬


‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬إ‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجــه‬
‫وحيـ ُ‬
‫مــن نُســخة ورقيــة مــن الشــكاية المرفوعــة ضــده والمتعلقــة بطلــب وقــف ملــف رخصــة ســيارة تاكســي جماعــي وكذلــك نُســخة‬
‫مــن رد الواليــة عليهــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام والــي أريانــة بتســليم العــارض نُســخة ورقيــة مــن الشــكاية المرفوعــة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ضــده مــن طــرف المدعــو «ل‪.‬ح» والمودعــة لــدى مكتــب ضبــط واليــة أريانــة بتاريــخ ‪ 26‬أكتوبــر ‪ 2018‬مــع نُســخة مــن رد والــي‬
‫ضمــن تحــت عــدد ‪.0218/11921‬‬ ‫والم ّ‬‫أريانــة علــى الشــكاية المذكــورة المــؤرخ فــي ‪ 12‬ديســمبر ‪ُ 2019‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة منــى الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة الخماســي وهاجــر‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬
‫ّ‬
‫الســامي‬‫الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪447‬‬
‫القرار عدد ‪ 2787‬بتاريخ ‪ 1‬جوان ‪2021‬‬

‫ن‪.‬ب‪.‬ك‪ /‬مدير مجمع الصحة أ‬


‫الساسية بتونس الشمالية‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شكاية‪ ،‬تهم موجهة إلى العارضة‪ ،‬يعلم هوية ّ‬


‫مقدم الشكاية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نُســخة مــن المراســلة المحـ ّـررة فــي شــأنها مــن قبــل الدكتــورة لميــاء‬‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫أ‬
‫بــن أحمــد‪ ،‬ليــس مــن شــأنه إلحــاق أي ضــرر بالمــن العــام أو مقتضيــات الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات‬
‫الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناءات أ‬
‫الخــرى الــواردة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪.‬‬

‫تهمهــا بصفــة شــخصية‬


‫ـإن حصــول العارضــة علــى الوثيقــة المطلوبــة لكونهــا ّ‬ ‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الفعــال المنســوبة لهــا والتــي تضمنتهــا الوثيقــة‬‫إضافــة لكونهــا تنــدرج فــي إطــار أحقيتهــا فــي معرفــة أ‬
‫مبدأي الشــفافية والمســاءلة‬
‫ْ‬ ‫المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلى تكريــس‬
‫ـأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي هــذا‬‫فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي للصحــة بمــا مــن شـ ِ‬
‫المرفــق العــام وســائر الهيــاكل العموميــة الخاضعــة ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫رســمة‬ ‫والم ّ‬
‫الم ّدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 29‬ديســمبر ‪ُ 2020‬‬ ‫قدمــة مــن ُ‬ ‫الم ّ‬
‫الدعــوى ُ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫أ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مجمــع الصحــة الساســية بتونــس‬ ‫تضمنــة أنّهــا ّ‬
‫والم ّ‬‫بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪ُ 2787‬‬
‫الموجهــة إلــى مديــر المجمــع‪ ،‬غيــر أنّهــا‬
‫ّ‬ ‫الشــمالية قصــد الحصــول علــى نُســخة ورقيــة مــن ُمراســلة الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد‬
‫بالدعــوى الماثلــة طالبــةً تمكينهــا مــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫لــم تتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم مــرور الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام ّ‬
‫الساســي عــدد‬ ‫الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مؤسســةً دعواهــا علــى حقّهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طب ًقــا لمــا تقتضيــه أحــكام القانــون أ‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫الساســية بتونــس الشــمالية بتاريــخ ‪ 22‬جانفــي‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل مديــر مجمــع الصحــة أ‬
‫ُ‬
‫المحــررة بشــأن العارضــة حــول ظــروف العمــل‬ ‫‪ 2021‬والــذي أدلــى مــن خاللــه ب ُنســخة مــن ُمراســلة الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد ُ‬
‫والمضمنــة تحــت عــدد ‪ 3327‬بتاريــخ ‪ 07‬ديســمبر ‪2020‬‬ ‫معهــا ُ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء اجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪448‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ـن معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫ـدف الدعــوى إلــى إل ـزام مديــر مجمــع الصحــة أ‬
‫الساســية بتونــس الشــمالية بتمكيــن العارضــة مــن نُســخة‬ ‫ـث تهـ ُ ّ‬ ‫حيـ ُ‬
‫ورقيــة مــن ُمراســلته حررتهــا الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد بشــأنها‪ ،‬إســتنا ًدا إلــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫عليــه بالقانــون أ‬

‫الدعــوى بالوثيقــة المطلوبــة‬ ‫أ‬


‫ـث أدلــى ُمديــر مجمــع الصحــة الساســية بتونــس الشــمالية‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫والمتمثلــة فــي نُســخة مــن ُمراســلة وجهتهــا الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد إلــى المديــر الجهــوي للصحــة بتونــس بشــأن العارضــة‬
‫ُ‬
‫والمضمنــة تحــت عــدد ‪ 3327‬بتاريــخ ‪ 07‬ديســمبر ‪2020‬‬ ‫حــول ظــروف العمــل معهــا ُ‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث نص الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬

‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يُمــارس طبقًــا‬


‫ً‬ ‫يعــد حقًــا‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬ ‫وحيــث ّ‬
‫ُ‬
‫أ‬
‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬ ‫إ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن أجــل تحقيــق عــدة أهــداف لعــل أبرزهــا تكريــس مبـ ْ‬
‫فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫ـن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنّـ ُـه «ال يمكـ ُ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬ ‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تُعتبـ ُـر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب‬
‫بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نُســخة مــن المراســلة المحـ ّـررة فــي شــأنها مــن قبــل الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد‪ ،‬ليــس‬
‫ـث ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫بالمــن العــام أو مقتضيــات الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا‪ ،‬كمــا ال‬ ‫مــن شــأنه إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪.‬‬ ‫ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناءات أ‬
‫ُ‬
‫تهمهــا بصفــة شــخصية إضافــة لكونها‬ ‫ـإن حصــول العارضــة علــى الوثيقــة المطلوبــة لكونهــا ّ‬ ‫ـث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫تنــدرج فــي إطــار أحقيتهــا فــي معرفــة أ‬
‫الفعــال المنســوبة لهــا والتــي تضمنتهــا الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬إنّمــا ينصهـ ُـر ضمــن تحقيــق‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصــرف فــي المرفــق العمومــي للصحــة بمــا‬
‫أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫أ‬
‫ـأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي هــذا المرفــق العــام وســائر الهيــاكل العموميــة الخاضعــة لحــكام القانــون‪.‬‬ ‫مــن شـ ِ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪449‬‬
‫الســتجابة إلــى طلــب العارضــة وذلــك بإلـزام مديــر مجمــع الصحــة‬ ‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬إ‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجـ ُـه‬
‫وحيـ ُ‬
‫الساســية بتونــس الشــمالية بتمكينهــا مــن نُســخة مــن المراســلة المحــررة فــي شــأنها مــن طــرف الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد‬ ‫أ‬
‫بتاريــخ ‪ 07‬ديســمبر ‪2020‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫الصــل بإل ـزام مديــر مجمــع الصحــة أ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الساســية بتونــس الشــمالية بتمكيــن العارضــة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النطالقــة‬ ‫أ‬
‫نُســخة ورقيــة مــن مراســلة الدكتــورة لميــاء بــن أحمــد‪ ،‬طبيــب أول للصحــة العموميــة‪ ،‬بمركــز الصحــة الساســية حــي إ‬
‫والمضمنــة تحــت عــدد ‪.3327‬‬
‫ّ‬ ‫الموجهــة إليــه بتاريــخ ‪ 07‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 01‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وريــم العبيــدي وهاجــر‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬‫ّ‬
‫الســامي‬‫الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪450‬‬
‫القرار عدد ‪ 2954‬بتاريخ ‪ 23‬جويلية ‪2021‬‬

‫إ‪.‬م‪ /‬وزارة االقتصاد والمالية ودعم االستثمار في شخص ممثلها القانوني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شكاية‪ ،‬تجاوزات جبائية معطيات شخصية‪ ،‬حياة خاصة‪ ،‬هوية مبلغ‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــى‬
‫بالطــاع علــى الوثيقــة موضــوع مطلــب نفــاذ العارضــة‪ ،‬وخالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬ ‫وحيــث إ‬
‫ـإن المعلومــات المضمنــة بهــا ال تتعلــق حســب تقديــر الهيئــة بالحيــاة الخاصــة للغيــر‪ ،‬كمــا أنّهــا‬
‫عليهــا فـ ّ‬
‫تضمنــت تبليغــا‬‫والجـراءات الجبائيــة‪ ،‬بــل ّ‬ ‫ال تدخــل تحــت طائلــة أحــكام الفصــل ‪ 15‬مــن مجلــة الحقــوق إ‬
‫علــى تجــاوزات منســوبة إلــى العارضــة ومــن معهــا بوصفهــا محــررة عقــد بيــع عقــار‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 2‬فيفــري ‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى وزير االقتصــاد والماليــة ودعم االســتثمار‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا َّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2954‬‬
‫ـ�داءات بسوســة) قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الشــكاية التــي تقـ ّـدم بهــا المدعــو محمــد علــي‬ ‫(الدارة العامــة لـ آ‬
‫إ‬
‫آ‬
‫ضدهــا لــدى مصالــح مصالــح المركــز الجهــوي لمراقبــة الداءات بسوســة‪،‬غير أنّهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم‬ ‫خلــف اللــه ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫انقضــاء الجــل القانونــي‪ ،‬المــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫مــن الوثيقــة المذكــورة مســتندة فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وبعـد االطلاع علـى التقريـر المدلـى بـه مـن قبـل وزيـر االقتصـاد والماليـة ودعـم االسـتثمار بتاريـخ ‪ 24‬مـارس ‪2021‬‬
‫والمتضمـن بالخصـوص أنـه تطبيقـا لمقتضيـات الفصلين ‪ 24‬و‪ 25‬من القانون أ‬
‫الساسـي المتعلق بالحق في النفـاذ إلى المعلومة‬ ‫ّ‬
‫أن المشـرع ّقيـد حـق النفـاذ إلـى المعلومة بجملة من االسـتثناءات والضوابط من بينها عدم المسـاس بالحيـاة الخاصة للغير أو‬
‫وإن دعـوى الحال تتعلق‬ ‫أ‬
‫قدمـوا معلومات بغاية الكشـف عن تجـاوزات‪ّ ،‬‬ ‫بمعطياتـه الشـخصية وكذلـك بهويـة الشـخاص الذين ّ‬
‫الشـخاص لتجاوزات‬ ‫الداءات بسوسـة حـول إرتـكاب مجموعة مـن أ‬ ‫بمكتـوب تـم توجيهـه إلـى مصالـح المركـز الجهـوي لمراقبـة آ‬
‫ّ‬
‫وأن‬
‫جبائيـة وماليـة مـن بينهـا شـبهة التعامـل بمبالـغ نقديـة ضخمـة وبأمـوال غير مصـرح بدخولهـا إلـى البالد بطريقـة قانونيـة ّ‬
‫الشـخاص بمن في‬ ‫العريضـة موضـوع مطلـب النفـاذ تتضمـن معطيـات شـخصية ومعلومـات متصلـة بالحيـاة الخاصة لعديـد أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالسـر المهني علـى معنـى الفصل ‪15‬‬
‫ّ‬ ‫أن هـذه الوثيقـة هـي مـن قبيـل الوثائـق المشـمولة‬ ‫ذلـك شـخص المبلـغ نفسـه‪ ،‬مضيفـا ّ‬
‫حجـر علـى أعـوان مصالـح الجبايـة إعطـاء معلومات أو نسـخ من الملفـات التي‬ ‫والجـراءات الجبائيـة الـذي ّ‬ ‫مـن مجلـة الحقـوق إ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫بحوزتهـم لغيـر المطالبيـن بـالداء أنفسـهم أو الشـخاص الذيـن يمكن مطالبتهـم بدفـع الداء عوضا عنهم‪ ،‬طالبا على أسـاس‬
‫ذلـك القضـاء برفـض الدعـوى أصال‪ ،‬وأدلى بنسـخة مـن الوثيقـة المطلوبة‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪451‬‬
‫أن تمســك‬ ‫الطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن العارضــة بتاريــخ ‪ 22‬أفريــل ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص ّ‬ ‫وبعــد إ‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بمخالفــة مطلبهــا للفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن القانــون الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫فــي غيــر طريقــه باعتبــار وأن المــر الثابــت بمطلبهــا هــو معرفتهــا لهويــة صاحــب المكتــوب الم ـراد الحصــول عليــه وأنّــه‬
‫المدعــو محمــد علــي خلــف اللــه بمــا معنــاه أن العارضــة لــم تطالــب بإرشــادها إلــى هويّــة المبلــغ ألنّهــا تعــرف مســبقا هويتــه‬
‫ـإن طلبهــا يخــرج علــى منــاط الفصليــن المذكوريــن أعــاه‪،‬‬ ‫ضدهــا وبالتالــي فـ ّ‬
‫بــل طلبــت النفــاذ إلــى محتــوى الشــكاية المرفوعــة ّ‬
‫أ‬
‫مضيفــة أن اعتبــار المدعــو محمــد علــي خلــف اللــه مبلغــا علــى الفســاد ومــن الواجــب حمايتــه فهــو أمــر مخالــف لحــكام‬
‫الطــاري عــدد ‪ 120‬لســنة ‪ 2011‬والمتعلــق بمكافحــة الفســاد باعتبــار وأن المبلغيــن عــن الفســاد هــم مــن يتوجهــون‬ ‫المرســوم إ‬
‫المدعــى‬ ‫أ‬
‫أن تمســك ّ‬ ‫طبقــا لحــكام الفصــل ‪ 12‬منــه بشــكايتهم إلــى هيئــة مكافحــة الفســاد فقــط‪ ،‬مضيفــة فــي ســياق م ّتصــل ّ‬
‫الخــر فــي غيــر طريقــه باعتبــار وأن الوثيقــة المـراد الحصــول‬ ‫عليــه بأحــكام الفصــل ‪ 15‬مــن مجلــة الجـراءات الجبائيــة هــو آ‬
‫إ‬
‫أ‬
‫عليهــا ال تنــدرج ضمــن الوثائــق المتعلقــة بالمراجعــة الجبائيــة وال تتعلــق بالمطالــب بــالداء بــل هــي شــكاية تتعلــق بشــخصها‪،‬‬
‫طالبــة علــى أســاس ذلــك القضــاء لصالــح الدعــوى‪.‬‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتعيــن معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزيــر االقتصــاد والماليــة ودعــم االســتثمار بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫حيـ ُ‬
‫الداءات‬‫الشــكاية التــي تقــدم بهــا المدعــو محمــد علــي خلــف اللــه ضدهــا لــدى مصالــح مصالــح المركــز الجهــوي لمراقبــة آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫بسوســة‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقهــا فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪.2016‬‬
‫المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد عــن الدعــوى‪ ،‬أنّــه تطبيقــا لمقتضيــات الفصليــن ‪ 24‬و‪25‬‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أن المشــرع ّقيــد حــق النفــاذ إلــى المعلومــة بجملــة مــن‬
‫الشــخاص‬ ‫االســتثناءات والضوابــط مــن بينهــا عــدم المســاس بالحيــاة الخاصــة للغيــر أو بمعطياتــه الشــخصية وكذلــك بهويــة أ‬
‫وإن دعــوى الحــال تتعلــق بمكتــوب تـ ّـم توجيهــه إلــى مصالــح المركــز‬
‫قدمــوا معلومــات بغايــة الكشــف عــن تجــاوزات‪ّ ،‬‬ ‫الذيــن ّ‬
‫الداءات بسوســة حــول إرتــكاب مجموعــة مــن أ‬
‫الشــخاص لتجــاوزات جبائيــة وماليــة مــن بينهــا شــبهة التعامــل‬ ‫الجهــوي لمراقبــة آ‬
‫وأن العريضــة موضــوع مطلــب النفــاذ‬ ‫بمبالــغ نقديــة ضخمــة وبأمــوال غيــر مصــرح بدخولهــا إلــى البــاد بطريقــة قانونيــة ّ‬
‫الشــخاص بمــن فــي ذلــك شــخص المبلــغ نفســه‪،‬‬ ‫تتضمــن معطيــات شــخصية ومعلومــات متصلــة بالحيــاة الخاصــة لعديــد أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن هــذه الوثيقــة هــي مــن قبيــل الوثائــق المشــمولة بالسـ ّـر المهنــي علــى معنــى الفصــل ‪ 15‬مــن مجلــة الحقــوق‬ ‫مضيفــا ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪452‬‬
‫حجــر علــى أعــوان مصالــح الجبايــة إعطــاء معلومــات أو نســخ مــن الملفــات التــي بحوزتهــم لغيــر‬
‫والجـراءات الجبائيــة الــذي ّ‬
‫إ‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫المطالبيــن بــالداء أنفســهم أو الشــخاص الذيــن يمكــن مطالبتهــم بدفــع الداء عوضــا عنهــم‪ ،‬طالبــا علــى أســاس ذلــك‬
‫القضــاء برفــض الدعــوى أصــا‪ ،‬وأدلــى بنســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة‬

‫أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى‬ ‫وحيــث تو ّلــى القانــون أ‬
‫المعلومــة‪ ،‬تنظيــم طــرق وإجـراءات ممارســة هــذا الحــق كبيــان مجــال انطباقــه وذلــك مــن أجــل تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل‬
‫أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة‬
‫تنفيــذ السياســات العموميــة وتقييمهــا ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنّــه ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬ ‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫ـإن‬
‫المدعــى عليهــا فـ ّ‬
‫بالطــاع علــى الوثيقــة موضــوع مطلــب نفــاذ العارضــة‪ ،‬وخالفــا لمــا تمســكت بــه الجهــة ّ‬ ‫وحيــث إ‬
‫المعلومــات المضمنــة بهــا ال تتعلــق حســب تقديــر الهيئــة بالحيــاة الخاصــة للغيــر‪ ،‬كمــا أنّهــا ال تدخــل تحــت طائلــة أحــكام‬
‫تضمنــت تبليغــا علــى تجــاوزات منســوبة إلــى العارضــة ومــن معهــا‬
‫والجـراءات الجبائيــة‪ ،‬بــل ّ‬
‫الفصــل ‪ 15‬مــن مجلــة الحقــوق إ‬
‫بوصفهــا محــررة عقــد بيــع عقــار‪.‬‬

‫أن حصــول العارضــة علــى نســخة مــن الوثيقــة موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق‬ ‫وحيــث ّ‬
‫أن المعلومــات المضمنــة بــه ال تنــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء‬ ‫أ‬
‫أي ضــرر بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ّ‬‫ّ‬
‫أ‬
‫الخــرى الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث أنّــه علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصولهــا علــى هــذه الوثيقــة إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة‬
‫إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق العــام للجبايــة ويد ّعــم الثقــة فــي الهيــاكل المشــرفة‬
‫علــى تســييره‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا بتمكيــن العارضــة‬


‫وحيــث يتجــه تبعــا لمــا ســبق بيانــه‪ ،‬التصريــح بقبــول الدعــوى وذلــك بإلـزام الجهــة ّ‬
‫مــن نســخة ورقيــة مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام وزارة االقتصــاد والماليــة ودعــم االســتثمار فــي شــخص ممثلهــا القانونــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ضدهــا لــدى مصالــح المركــز‬
‫بتســليم العارضــة نســخة ورقيــة مــن الشــكاية التــي تقـ ّـدم بهــا المدعــو محمــد علــي خلــف اللــه ّ‬
‫الداءات بسوســة والمؤرخــة فــي ‪ 4‬أكتوبــر ‪.2019‬‬ ‫الجهــوي لمراقبــة آ‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪453‬‬
‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 23‬جويليــة ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس هاجــر الطرابلســي ورقيــة الخماســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومنــى الدهــان ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪454‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:26‬‬
‫ال تنطبق االستثناءات المنصوص عليها بالفصل ‪ 24‬من هذا القانون‪:‬‬
‫ •علــى المعلومــات الضروريــة بغايــة الكشــف عــن االنتهــاكات الفادحــة لحقــوق‬
‫النســان أو جرائــم الحــرب أو البحــث فيهــا أو تت ّبــع مرتكبيهــا‪ ،‬مــا لــم يكــن‬
‫إ‬
‫فــي ذلــك مســاس بالمصلحــة العليــا للدولــة‪.‬‬
‫ •عنــد وجــوب تغليــب المصلحــة العامــة علــى الضــرر الــذي يمكــن أن يلحــق‬
‫المصلحــة المزمــع حمايتهــا لوجــود تهديــد خطيـــر للصحــة أو السالمـــة أو‬
‫المحيــط أو جــراء حدوث فعـــل إجرامـــي‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 2670‬بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪2020‬‬

‫ش‪.‬م‪ /‬مدير عام معهد باستور‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •أزمة صحية‪ ،‬كوفيد ‪ ،19‬خطر على الصحة العامة‪ ،‬مصلحة العامة‪ ،‬سالمة المحيط‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫كمــا اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 26‬مــن ذات القانــون أنــه» ال تنطبــق االســتثناءات المنصــوص عليهــا‬
‫بالفصــل ‪ 24‬مــن هــذا القانــون‪)...( :‬عنــد وجــوب تغليــب المصلحــة العامــة علــى الضــرر الــذي يمكــن أن‬
‫يلحــق المصلحــة المزمــع حمايتهــا لوجــود تهديد خطيـــر للصحــة أو السالمـــة أو المحيط أو جــراء حدوث‬
‫فعـل إجرامـي»‪.‬‬
‫وحيــث يتبيــن بالرجــوع إلــى مظروفــات الملــف‪ ،‬أن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تفلــح فــي إثبــات أ‬
‫الضـرار‬ ‫ّ‬
‫ســواء آ‬
‫النيــة أو الالحقــة والتــي يمكــن أن تترتّــب عــن حصــول المدعــي علــى المعطيــات المطلوبــة‪.‬‬

‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬فــإن العــارض لــم يطلــب مـ ّـده بقائمــة إســمية فــي‬
‫الشــخاص المصابيــن بكوفيــد ‪ 19‬حتــى يمكــن مجابهتــه بضــرورة حمايــة الحيــاة الخاصــة والمعطيــات‬ ‫أ‬
‫الشــخصية لهــؤالء االشــخاص‪ ،‬وإنمــا اقتصــر طلبــه علــى الحصــول علــى معطيــات احصائيــة‪ 1‬بخصــوص‬
‫عــدد الحــاالت الحاملــة ل»كوفيــد ‪ »19‬والتــي تـ ّـم تســجيلها مــن ضمــن العامليــن بالمعهــد‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا‪ ،‬بخصــوص عــدم اســتقرار عــدد الحــاالت الحاملــة‬ ‫وحيــث أن مــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬
‫الشــخاص علــى المعهــد قصــد إجـراء‬ ‫ل»كوفيــد ‪ »19‬بالنظــر لتنامــي عــدد هــذه الحــاالت نتيجــة وفــود أ‬
‫التحاليــل الخاصــة بالفيــروس‪ ،‬ال يحــول دون توفيرهــا للمعلومــة المطلوبــة فــي الصيغــة المتاحــة طبقــا‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن‬‫لمــا تقتضيــه أحــكام ‪ 12‬مــن القانــون أ‬
‫الحصائيــة المتوفــرة لديهــا فــي تاريــخ تقديــم طلــب النفــاذ‪.‬‬
‫خــال تقديمهــا للمعطيــات إ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 7‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد االطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫المدعـــي تقـ ّـدم بصفتــه طبيــب بمعهــد باســتور‪ ،‬بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة‬‫ـأن ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2670‬والتــي تفيــد بـ ّ‬
‫إلــى مديــر عــام معهــد باســتور فــي‪ 12‬نوفمبــر ‪ 2020‬قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة تتضمــن عــدد الحــاالت الحاملــة‬
‫ل«كوفيــد ‪ »19‬والتــي تــم تســجيلها مــن ضمــن العامليــن بالمعهــد‪ ،‬غيــر أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام‬ ‫ّ‬

‫‪ - 1‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪456‬‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن المعطيــات المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون‬
‫بدعــوى الحــال طالبــا إلـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعــد االطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل مديــر عــام معهــد باســتور بتاريــخ ‪ 25‬ديســمبر‪ 2020‬والــذي تضمــن‬
‫بالخصــوص بــأن مصالــح المعهــد رفضــت االســتجابة لمطلبــه بالنظــر لمساســه باالســتثناءات الــواردة صلــب الفصــل ‪ 24‬مــن‬
‫القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة والمتصلــة بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه‬
‫الصابــة بفيــروس كوفيــد ‪ 19‬لــم تشــهد اســتقرار بالمعهــد إلــى حـ ّـد هــذا التاريــخ وهــي‬ ‫الشــخصية‪ ،‬مضيفــا بــأن حــاالت إ‬
‫بالســاس المواطنيــن الوافديــن علــى المعهــد قصــد إج ـراء التحاليــل الخاصــة بالفيــروس المذكــور‪ ،‬مبينــا‬ ‫فــي تنامــي مــرده أ‬
‫ّ‬
‫بــأن المعهــد ســجل أول حالــة إصابــة فــي شــهر ســبتمبر ‪ 2020‬لتصــل فــي ‪ 21‬ديســمبر ‪ 2020‬حوالــي ‪ 2020‬حوالــي ‪ 84‬حالــة‬
‫للحاطــة بجميــع المرضــى وتقديــم المســاعدة االزمــة لهــم‬ ‫الج ـراءات الالزمــة والفوريــة إ‬‫إيجابيــة مؤكــدا بــأن المعهــد أخــذ إ‬
‫الدارات الطبيــة وشــبه الطبيــة المســخرة للغــرض والتابعــة للمعهــد مؤكــدا شــفاء‬ ‫عــن طريــق المتابعــة المســتمرة مــن طــرف إ‬
‫جميــع الحــاالت وعــدم تســجيل أيــة حالــة وفــاة‪.‬‬

‫بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬


‫وبعد االطالع على ّ‬
‫الساســي عـــ‪22‬ــــــدد لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق‬‫وبعــد االطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫ممــن لــه ّ‬
‫قدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬‫حيــث ّ‬
‫معــه قبولهــا شــكال‪.‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى إلــى إل ـزام مديــر عــام معهــد باســتور بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن االحصائيــات‬ ‫حيـ ُ‬
‫المتعلقــة بعــدد تتضمــن عــدد الحــاالت الحاملــة ل»كوفيــد ‪ »19‬والتــي تـ ّـم تســجيلها مــن ضمــن العامليــن بالمعهــد‪ ،‬باالســتناد‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفاذ إلــى المعلومة‪.‬‬ ‫أ‬
‫إلــى أحــكام القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫تأســس علــى‬‫وحيــث أفــاد مديــر عــام معهــد باســتور ضمــن ر ّده علــى الدعــوى بــأن رفــض مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫مقتضيــات الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة ضــرورة أن االحصائيــات المطلوبــة مــن شــأنها المســاس بالمعطيــات الشــخصية للعامليــن بالمعهــد‪ ،‬مضيفــا‬
‫بالســاس‬‫بــأن حــاالت الصابــة بفيــروس كوفيــد ‪ 19‬لــم تشــهد اســتقرار بالمعهــد إلــى حــد هــذا التاريــخ وهــي فــي تنامــي مــرده أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫المواطنيــن الوافديــن علــى المعهــد قصــد إجـراء التحاليــل الخاصــة بالفيــروس المذكــور مبينــا بــأن المعهــد ســجل أول حالــة‬
‫إصابــة فــي شــهر ســبتمبر ‪ 2020‬لتصــل فــي ‪ 21‬ديســمبر ‪ 2020‬حوالــي ‪ 2020‬حوالــي ‪ 84‬حالــة إيجابيــة‪ ،‬مؤكــدا بــأن المعهــد‬
‫للحاطــة بجميــع المرضــى وتقديــم المســاعدة الالزمــة لهــم عــن طريــق المتابعــة المســتمرة‬ ‫الجـراءات الالزمــة والفوريــة إ‬ ‫أخــذ إ‬
‫الدارات الطبيــة وشــبه الطبيــة المســخرة للغــرض والتابعــة للمعهــد مؤكــدا شــفاء جميــع الحــاالت وعــدم تســجيل‬ ‫مــن طــرف إ‬
‫أيــة حالــة وفــاة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪457‬‬
‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يعـ ّـد حقــا أساســيا لكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّتم بيــان طــرق وإجراءات‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق‬ ‫ممارســته‪ ،‬كبيــان ضوابطــه‪ ،‬بموجــب القانــون أ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور مــا يلــي‪ »:‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وال تعتبــر هــذه االســتثناءات مطلقــة لحــق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن‬
‫يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة‬
‫لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن‬
‫المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬
‫كمــا اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 26‬مــن ذات القانــون أنــه» ال تنطبــق االســتثناءات المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن‬
‫هــذا القانــون‪)...( :‬عنــد وجــوب تغليــب المصلحــة العامــة علــى الضــرر الــذي يمكــن أن يلحــق المصلحــة المزمــع حمايتهــا‬
‫لوجــود تهديــد خطيـــر للصحــة أو السالمـــة أو المحيــط أو جــراء حدوث فعـــل إجرامـــي»‪.‬‬
‫الضـرار ســواء آ‬
‫النيــة أو‬ ‫وحيــث يتبيــن بالرجــوع إلــى مظروفــات الملــف‪ ،‬أن الجهــة المدعــى عليهــا لــم تفلــح فــي إثبــات أ‬
‫ّ‬
‫الالحقــة والتــي يمكــن أن تترتّــب عــن حصــول المدعــي علــى المعطيــات المطلوبــة‪.‬‬
‫الشــخاص‬ ‫وحيــث خالفــا لمــا دفعــت بــه الجهــة المدعــى عليهــا‪ ،‬فــإن العــارض لــم يطلــب مــده بقائمــة إســمية فــي أ‬
‫ّ‬
‫المصابيــن بكوفيــد ‪ 19‬حتــى يمكــن مجابهتــه بضــرورة حمايــة الحيــاة الخاصــة والمعطيــات الشــخصية لهــؤالء االشــخاص‪،‬‬
‫وإنمــا اقتصــر طلبــه علــى الحصــول علــى معطيــات احصائيــة‪ 2‬بخصــوص عــدد الحــاالت الحاملــة ل»كوفيــد ‪ »19‬والتــي تـ ّـم‬
‫تســجيلها مــن ضمــن العامليــن بالمعهــد‪.‬‬
‫المدعــى عليهــا‪ ،‬بخصــوص عــدم اســتقرار عــدد الحــاالت الحاملــة ل»كوفيــد ‪»19‬‬ ‫وحيــث أن مــا دفعــت بــه الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫بالنظــر لتنامــي عــدد هــذه الحــاالت نتيجــة وفــود الشــخاص علــى المعهــد قصــد إج ـراء التحاليــل الخاصــة بالفيــروس‪ ،‬ال‬
‫يحــول دون توفيرهــا للمعلومــة المطلوبــة فــي الصيغــة المتاحــة طبقــا لمــا تقتضيــه أحــكام ‪ 12‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي المتعلــق‬
‫الحصائيــة المتوفــرة لديهــا فــي تاريــخ تقديــم طلــب‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك مــن خــال تقديمهــا للمعطيــات إ‬
‫النفــاذ‪.‬‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة باال ّطــاع علــى المعطيــات االحصائيــة أن حصــول العــارض علــى نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه أن‬
‫يــؤدي‪ ،‬فــي تقديــر الهيئــة‪ ،‬إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا‪،‬‬
‫كمــا ال ينطــوي علــى أي مســاس بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬
‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن طلــب النفــاذ الــذي تقــدم بــه العــارض‪ ،‬يســاهم بصــورة مباشــرة فــي تكريــس مبــدأي‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق الصحــي كمــا يســمح بدعــم مشــاركة العمــوم فــي متابعــة السياســات‬
‫العموميــة وتقييمها‪.‬‬

‫‪ - 2‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪458‬‬
‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا ســبق بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العــارض وإلـزام مديــر عــام معهــد باســتور‬
‫بتمكينــه مــن نســخة ورقيــة مــن البيانــات االحصائيــة المطلوبــة والمتوفــرة عنــد تاريــخ تقديــم المطلــب‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام المديــر العــام لمعهــد باســتور بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة‬ ‫ّ‬
‫تتضمــن عــدد الحــاالت الحاملــة لفيروس»كوفيــد ‪ »19‬والتــي تـ ّـم تســجيلها مــن بيــن العامليــن بالمعهــد والمتوفــرة عنــد تاريــخ‬
‫تقديــم المطلــب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 11‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســـة‬
‫الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة الســامي‬ ‫أ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود نـــائب الرئيــس والسـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى ّ‬
‫وريــم العبيــدي وخالــد السـ ّـامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪459‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:27‬‬
‫إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جزئ ّيــا باســتثناء منصــوص عليــه‬
‫بالفصليــن ‪ 24‬و ‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال ّ بعــد حجــب‬
‫الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا‪.‬‬
‫القرار عدد ‪ 1867‬بتاريخ ‪ 18‬فيفري ‪2021‬‬

‫ر‪.‬م ‪ /‬وزير الصحة‪ ،‬المدير الجهوي للصحة ببنزرت‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •خطط وظيفية‪ ،‬قائمة إسمية‪ ،‬عطلة مرض‪ ،‬نسخة من عقد‪ ،‬حجب المعطيات الشخصية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون‬
‫ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن‬
‫تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬
‫وحيــث ولئــن تضمنــت بعــض الوثائــق المطلوبــة بيانــا معطيــات شــخصية تهــم بعــض أ‬
‫الشــخاص‪ ،‬فإنّــه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــى عليهــا حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليمها للوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪،‬‬
‫يمكــن للجهــة ّ‬
‫وذلــك طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 20‬فيفــري ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 1867‬وا ّلتــي تفيــد أنّهــا تق َّدمــت بمطلبــي نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى إ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت قصــد‬
‫الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫الداريــة‬
‫عمــار» للســنوات إ‬ ‫–وثيقــة رســمية تثبــت الخطــة الوظيفيــة صلــب إ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت للســيد «إليــاس ّ‬ ‫ ‬
‫‪،2019 - 2018 - 2017‬‬

‫–نســخة مــن ق ـرار أو تكليــف إداري لي مهــام إداريــة إضافيــة ك ّلــف بهــا المعنــي بالمــر صلــب إ‬ ‫ ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الداريــة ‪،2017-2018-2019‬‬‫ببنــزرت للســنوات إ‬
‫–نســخة مــن محضــر ق ـرار اللجنــة الطبيــة الجهويــة لعطــل المــرض العــادي وطويــل أ‬
‫المــد والتــي أقـ ّـرت عرضهــا علــى‬ ‫ ‬
‫المراقبــة الطبيــة بتاريــخ ‪ 05‬ديســمبر ‪ 2019‬إثــر مطلــب عطلــة مرضيــة تقدمــت بــه بتاريــخ ‪ 03‬ديســمبر ‪،2019‬‬

‫–نســخة مــن إذن بمأموريــة توجــه بموجبــه المكلــف بالمراقبــة الطبيــة صلــب إ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت إلــى مقــر‬ ‫ ‬
‫ســكنى العارضــة بتاريــخ ‪ 05‬ديســمبر ‪،2019‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪461‬‬
‫–وثيقــة رســمية فــي بيــان الخطــة الوظيفيــة إن وجــدت للدكتــور «أحمــد أوراري» طبيــب مختــص فــي طــب أ‬
‫الطفــال‬ ‫ ‬
‫المضــاء وإبــداء ال ـرأي فــي ضـ ّـل عــدم‬ ‫أ‬
‫بقســم طــب الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة بمــا يمنحــه حــق إ‬
‫تســمية «رئيــس قســم» بالقســم المذكــور‪،‬‬

‫الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة كأطبــاء مباشــرين‬ ‫–قائمــة بأســماء أ‬


‫الطبــاء الملتحقيــن حديثــا بقســم طــب أ‬ ‫ ‬
‫الســتمرار مــع ضــرورة التنصيــص علــى صفــة كل طبيــب وطبيعــة العقــد الــذي يربطــه بــوزارة الصحــة‬ ‫أو لتاميــن حصــص إ‬
‫ـالدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت أو بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة‪.‬‬
‫أو بـ إ‬
‫الطفــال بالمستشــفى الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت للســنوات‬ ‫–كشــف بأســماء أ‬
‫الطبــاء المباشــرين بقســم طــب أ‬ ‫ ‬
‫الداريــة ‪ ،2017-2018-2019-2020‬مــع ضــرورة التنصيــص علــى صفــة كل طبيــب وطبيعــة العقــد الــذي يربطــه بــوزارة‬
‫إ‬
‫الصحــة‪،‬‬
‫–نســخة مــن العقــد الــذي باشــر بمقتضــاه الدكتــور «طــه الســياري» العمــل إثــر ذلــك بقســم طــب أ‬
‫الطفــال بالمستشــفى‬ ‫ ‬
‫الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت‪،‬‬

‫–نســخة مــن وثيقــة رســمية لبيــان أســباب عــدم مواصلــة الدكتــور «طــه ســياري» فــي ضــل النقــص الفــادح إ‬
‫للطــار الطبــي‬ ‫ ‬
‫الطفــال بالمستشــفى‬ ‫الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة وانتقالــه للعمــل بقســم طــب أ‬ ‫صلــب قســم طــب أ‬
‫ممــا دفعهــا‬ ‫أ‬
‫الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت‪ ،‬إال أنّهــا لــم تتلــق ر ّدا علــى مطلبهــا رغــم انقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬مســتند ًة فــي ذلــك إلــى‬
‫للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إل ـزام الجهــة ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن المديــر الجهــوي للصحــة ببنــزرت والــذي أفــاد فيــه بأنّــه أجــاب العارضــة‬
‫علــى مطالبهــا ومكّ نهــا مــن نســخة مــن قـرار تســمية الدكتــور «اليــاس عمــار» حيــث أنّــه يشــغل خطــة عضــو باللجنــة الطبيــة‬
‫الوراري»‬‫لعطــل المــرض بــالدارة الجهويــة للصحــة ببــزرت‪ ،‬بالضافــة إلــى مذكــرة عمــل تخــص تكليــف الدكتــور «أحمــد أ‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫للقيــام بمهــام طبيــب منســق بقســم طــب الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى تقريــر العارضــة المدلــى بــه بتاريــخ ‪ 11‬أوت ‪ 2020‬والــذي أفــات فيــه بالخصــوص أنّهــا لــم تتوصــل‬
‫ســوى بوثيقتيــن تخصــان تســمية الدكتــور «اليــاس عمــار» ومذكــرة عمــل تخــص تكليــف الدكتــور «أحمــد أوراري» متمســكة‬
‫بالحصــول علــى بقيــة الوثائــق المطلوبــة مــن قبلهــا‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي يتعيــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪462‬‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى إلــى إلـزام وزارة الصحــة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي بتمكيــن العارضــة مــن نســخة ورقيــة مــن‬
‫الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫الداريــة‬
‫عمــار» للســنوات إ‬ ‫–وثيقــة رســمية تثبــت الخطــة الوظيفيــة صلــب إ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت للســيد «إليــاس ّ‬ ‫ ‬
‫‪،2017-2018-2019‬‬

‫–نســخة مــن ق ـرار أو تكليــف إداري لي مهــام إداريــة إضافيــة ك ّلــف بهــا المعنــي بالمــر صلــب إ‬ ‫ ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫الداريــة ‪،2017-2018-2019‬‬‫ببنــزرت للســنوات إ‬
‫–نســخة مــن محضــر ق ـرار اللجنــة الطبيــة الجهويــة لعطــل المــرض العــادي وطويــل أ‬
‫المــد والتــي أقـ ّـرت عرضهــا علــى‬ ‫ ‬
‫المراقبــة الطبيــة بتاريــخ ‪ 05‬ديســمبر ‪ 2019‬إثــر مطلــب عطلــة مرضيــة تقدمــت بــه بتاريــخ ‪ 03‬ديســمبر ‪،2019‬‬

‫–نســخة مــن إذن بمأموريــة توجــه بموجبــه المكلــف بالمراقبــة الطبيــة صلــب إ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت إلــى مقــر‬ ‫ ‬
‫ســكنى العارضــة بتاريــخ ‪ 05‬ديســمبر ‪،2019‬‬
‫–وثيقــة رســمية فــي بيــان الخطــة الوظيفيــة إن وجــدت للدكتــور «أحمــد أوراري» طبيــب مختــص فــي طــب أ‬
‫الطفــال‬ ‫ ‬
‫ُ‬
‫المضــاء وإبــداء ال ـرأي فــي ضـ ّـل عــدم‬ ‫أ‬
‫بقســم طــب الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة بمــا يمنحــه حــق إ‬
‫تســمية «رئيــس قســم» بالقســم المذكــور‪،‬‬

‫الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة كأطبــاء مباشــرين‬ ‫–قائمــة بأســماء أ‬


‫الطبــاء الملتحقيــن حديثــا بقســم طــب أ‬ ‫ ‬
‫الســتمرار مــع ضــرورة التنصيــص علــى صفــة كل طبيــب وطبيعــة العقــد الــذي يربطــه بــوزارة الصحــة‬ ‫أو لتاميــن حصــص إ‬
‫ـالدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت أو بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة‪.‬‬
‫أو بـ إ‬
‫الطفــال بالمستشــفى الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت للســنوات‬ ‫–كشــف بأســماء أ‬
‫الطبــاء المباشــرين بقســم طــب أ‬ ‫ ‬
‫الداريــة ‪ ،2017-2018-2019-2020‬مــع ضــرورة التنصيــص علــى صفــة كل طبيــب وطبيعــة العقــد الــذي يربطــه بــوزارة‬
‫إ‬
‫الصحــة‪،‬‬
‫–نســخة مــن العقــد الــذي باشــر بمقتضــاه الدكتــور «طــه الســياري» العمــل إثــر ذلــك بقســم طــب أ‬
‫الطفــال بالمستشــفى‬ ‫ ‬
‫الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت‪،‬‬

‫للطــار الطبــي‬‫–نســخة مــن وثيقــة رســمية لبيــان أســباب عــدم مواصلــة الدكتــور «طــه ســياري» فــي ضــل النقــص الفــادح إ‬ ‫ ‬
‫الطفــال بالمستشــفى‬ ‫الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة وانتقالــه للعمــل بقســم طــب أ‬ ‫صلــب قســم طــب أ‬
‫الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت‪ ،‬وذلــك باالســتناد إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬‫أ‬

‫الدعــوى بأنّــه تولــى إجابــة العارضــة علــى مطلبهــا‬


‫وحيــث أفــاد المديــر الجهــوي للصحــة ببنــزرت ضمــن ر ّده علــى ّ‬
‫ومكّ نهــا مــن نســخة مــن قـرار تســمية الدكتــور «اليــاس عمــار» حيــث أنّــه يشــغل خطــة عضــو باللجنــة الطبيــة لعطــل المــرض‬
‫بــالدارة الجهويــة للصحــة ببــزرت‪ ،‬بالضافــة إلــى مذكــرة عمــل تخــص تكليــف الدكتــور «أحمــد أ‬
‫الوراري» للقيــام بمهــام‬ ‫إ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫طبيــب منســق بقســم طــب الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪463‬‬
‫وحيــث أفــادت العارضــة أنّهــا لــم تتوصــل ســوى بوثيقتيــن تخصــان تســمية الدكتــور «اليــاس عمــار» ومذكــرة عمــل‬
‫تخــص تكليــف الدكتــور «أحمــد أوراري» متمســكة بالحصــول علــى بقيــة الوثائــق المطلوبــة مــن قبلهــا‪.‬‬

‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫وحيث ّ‬
‫وحيــث أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد حقــا أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تــم تنظيــم ممارســته‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بموجــب القانــون أ‬
‫وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصـ ّـرف فــي المرفــق‬
‫العــام ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫توصلــت العارضــة أثنــاء التحقيــق فــي الدعــوى بنســخة مــن قـرار تســمية الدكتــور «اليــاس عمــار» ونســخة مــن‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫مذكــرة عمــل تخــص تكليــف الدكتــور «أحمــد الوراري» للقيــام بمهــام طبيــب منســق بقســم طــب الطفــال بالمستشــفى‬
‫الجهــوي بمنــزل بورقيبــة‪.‬‬

‫المدعــى عليهــا تكــون بذلــك قــد‬


‫ـإن الجهــة ّ‬‫وحيــث طالمــا ثبــت للهيئــة توصــل العارضــة بالوثيقتيــن المذكورتيــن فـ ّ‬
‫احترمــت حقهــا فــي الحصــول علــى المعلومــة وســاهمت بذلــك فــي تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير‬
‫ممــا يتجــه معــه التصريــح بانعــدام مــا يســتوجب النظــر فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬ ‫المرفــق العــام الراجــع لهــا بالنظــر‪ّ ،‬‬
‫المضمنة صلب عريضة الدعوى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وحيث في خصوص بقية الطلبات‬

‫حيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا يتصــل بهمــا أو‬‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬ ‫علــى ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون ســالف الذكــر أنّــه‪« :‬إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة‬
‫جزئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد حجــب الجــزء المعنــي‬
‫باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا»‪.‬‬

‫المدعى عليها بالوثائق المطلوبة‪.‬‬


‫وحيث لم تدل الجهة ّ‬
‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة النفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمــه‪ ،‬كتقديــر الضــرر مــن النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمصلحــة العامــة مــن تقديمهــا إنمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك فــي إطــار ممارســتها‬
‫لصالحيتهــا فــي البــت فــي مثــل هــذه الدعــاوي وذلــك بعــد تثبتهــا مــن تلــك الوثائــق وفــي مــدى شــمول المعطيــات المضمنــة‬
‫بهــا باالســتثناءات الــواردة بالقانــون‪.‬‬
‫وحيــث ولئــن تضمنــت بعــض الوثائــق المطلوبــة بيانــا معطيــات شــخصية تهــم بعــض أ‬
‫الشــخاص‪ ،‬فإنّــه يمكــن للجهــة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تخولــه أحــكام‬
‫المدعــى عليهــا حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليمها للوثائــق موضــوع طلــب النفــاذ‪ ،‬وذلــك طبقــا لمــا ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪464‬‬
‫أن إتاحــة المعلومــات المطلوبــة للعارضــة مــن شــأنه حســب تقديــر الهيئــة أن يســاهم فــي تكريــس مبــدأي‬ ‫وحيــث ّ‬
‫ممــا يتجــه معــه بالتالــي قبــول الدعــوى فــي‬ ‫أ‬
‫الشــفافية والمســاءلة وفــي دعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون‪ّ ،‬‬
‫الذن لهــا بحجــب‬ ‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة مــع إ‬
‫هــذا الخصــوص وإل ـزام الجهــة الولــى ّ‬
‫المعطيــات الشــخصية الــواردة بالوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫أوالً‪ :‬قبول الدعوى شكال ً وفي الصل بإلزام وزير الصحة بتمكين ّ‬
‫المدعية من نسخة ورقية من الوثائق التالية‪:‬‬ ‫ّ‬
‫–محضــر قــرار اللجنــة الطبيــة لعطــل المــرض إ‬
‫بــالدارة الجهويــة للصحــة العموميــة ببنــزرت القاضــي بإقــرار عــرض‬ ‫ ‬
‫المدعيــة علــى المراقبــة الطبيــة بتاريــخ ‪ 05‬ديســمبر ‪ 2019‬بنــاء علــى مطلــب عطلــة مرضيــة تقدمــت بــه المعنيــة أ‬
‫بالمــر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫بتاريــخ ‪ 03‬ديســمبر ‪،2019‬‬

‫ـالدارة الجهويــة للصحــة العموميــة ببنــزرت إلــى مقــر ســكنى‬ ‫–إذن بمأموريــة الخــاص ّ‬
‫بتوجــه المك ّلــف بالمراقبــة ّ‬
‫الطبيــة بـ إ‬ ‫ ‬
‫المدعيــة بتاريــخ ‪ 05‬ديســمبر ‪،2019‬‬
‫ّ‬
‫الطفــال بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة كأطبــاء‬ ‫–قائمــة فــي أســماء أ‬
‫الطبــاء الملتحقيــن حديثــا بقســم طــب أ‬ ‫ ‬
‫مباشــرين بــه أو لتأميــن حصــص االســتمرار مــع التنصيــص علــى صفــة كل طبيــب وطبيعــة العقــد الــذي يربطــه بــوزارة‬
‫ـالدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت أو بالمستشــفى الجهــوي بمنــزل بورقيبــة‪،‬‬
‫الصحــة أو بـ إ‬
‫–كشــف بأســماء أ‬
‫الطبــاء المباشــرين بقســم طــب أ‬
‫الطفــال بالمستشــفى الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت للســنوات‬ ‫ ‬
‫الداريــة ‪ 2017‬و‪ 2018‬و‪ 2019‬و‪ ،2020‬مــع التنصيــص علــى صفــة كل طبيــب وطبيعــة العقــد الــذي يربطــه بــوزارة‬ ‫إ‬
‫الصحــة‪،‬‬
‫–العقــد الــذي باشــر بمقتضــاه الدكتــور «طــه الســياري» العمــل بقســم طــب أ‬
‫الطفــال بالمستشــفى الجامعــي الحبيــب‬ ‫ ‬
‫بوقطفــة ببنــزرت‪،‬‬

‫–وثيقــة ورقيــة ّ‬ ‫ ‬
‫الدارة الجهويــة للصحــة ببنــزرت إلق ـرار إنتقــال الدكتــور‬ ‫أ‬
‫تتضمــن بيــان الســباب التــي إســتندت عليهــا إ‬
‫الذن مــع بحجــب‬ ‫أ‬
‫«طــه ســياري» للعمــل بقســم طــب الطفــال بالمستشــفى الجامعــي الحبيــب بوقطفــة ببنــزرت‪ ،‬مــع إ‬
‫المعطيــات الشــخصية المتمثلــة فــي أرقــام بطاقــات التعريــف الوطنيــة وتواريــخ الــوالدة وأرقــام المعــرف الوحيــد أينمــا‬
‫وجــدت بالوثائــق المذكــورة‪ ،‬وبانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد علــى ذلــك مــن طلبــات‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورقيــة‬‫الســيد عدنــان أ‬
‫ّ‬
‫الخماســي وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪465‬‬
‫القرار عدد ‪ 2111‬بتاريخ ‪ 8‬أفريل ‪2021‬‬

‫(الدارة العامة للموارد المائية)‬


‫م‪.‬ط‪.‬ص ‪ /‬وزارة الفالحة والموارد المائية والصيد البحري إ‬
‫في شخص ممثلها القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •رخــص اســتغالل‪ ،‬رقــم بطاقــة التعريــف الوطنيــة‪ ،‬عنــوان الســكن الشــخصي‪ ،‬تواريــخ الميــاد‪ ،‬الحالــة‬
‫المدنيــة معطيــات شــخصية‪ ،‬اســتثناءات نســبية‪ ،‬حجــب المعطيــات الشــخصية‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ولئــن تضمنــت الوثائــق المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية المتمثلــة فــي رقــم بطاقــة‬
‫التعريــف الوطنيــة وتواريــخ الميــاد وعنــوان الســكنى الشــخصي والحالــة المدنيــة لصاحــب المضمــون‪،‬‬
‫المدعــي عليهــا حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليم نســخة منهــا طبقــا لمــا تخولــه‬
‫فإنــه يمكــن للجهــة ّ‬
‫أحــكام الفصــل ‪27‬المذكــور أنفــا‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 08‬جويليــة ‪2020‬‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 15‬جــوان ‪ 2020‬فــي إلــى وزيــر الفالحــة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2111‬‬
‫والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري قصــد الحصــول علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫–مقر شركة مقاوالت حفر آ‬
‫البار للسيد توفيق بالطيب‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من البطاقة المهنية ومضمون من السجل الوطني للمؤسسات الخاصة به‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من آالت الحفر المرخص فيها والمصادق عليها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من البطاقة الرمادية للحفارة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمة اسمية في عماله ومستواهم العلمي والمهني‪،‬‬ ‫ ‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا‬ ‫غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤسســا دعــواه علــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة طبقــا‬
‫إل ـزام الجهــة المدعــي عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬ ‫ألحــكام القانــون أ‬

‫المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 24‬جويليــة ‪ 2020‬والمتضمــن‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى ال ّتقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫أن إدارة المــوارد المائيــة ارتــأت أنــه يمكــن االقتصــار علــى نســخة مــن البطاقــة المهنيــة للمقــاول مــع ضــرورة‬
‫بالخصــوص ّ‬
‫حجــب معطياتــه الشــخصية‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪466‬‬
‫الطالع على المكتوب التوضيحي الموجه من الهيئة إلى وزارة الفالحة بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر ‪2020‬‬
‫وبعد إ‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى ال ّتقريــر التكميلــي المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬أكتوبــر ‪ 2020‬والمرفــق‬
‫بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات ال ّتحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫ وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق‬ ‫إ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيث تهدف الدعوى الماثلة إلى إلزام وزير الفالحة والموارد المائية والصيد البحري بتمكين العارض من‪:‬‬
‫–مقر شركة مقاوالت حفر آ‬
‫البار للسيد توفيق بالطيب‬ ‫ ‬
‫–نسخة من البطاقة المهنية ومضمون من السجل الوطني للمؤسسات الخاصة به‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من آالت الحفر المرخص فيها والمصادق عليها‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من البطاقة الرمادية للحفارة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قائمــة إســمية فــي ّ‬
‫عمالــه ومســتواهم العلمــي والمهنــي‪ ،‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه‬ ‫ ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وحيــث أفــادت وزارة الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد عــن الدعــوى‪ ،‬بتاريــخ ‪ 24‬جويليــة‬
‫‪ 2020‬أن إدارة المــوارد المائيــة ارتــأت أنــه يمكــن االقتصــار علــى تمكيــن العــارض مــن نســخة مــن البطاقــات المهنيــة مــع حجــب‬
‫المعطيــات الشــخصية‪ ،‬مدليــة بنســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬

‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن أ‬
‫الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بال ّتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪467‬‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور‪ ،‬أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ الــى المعلومة‬
‫إال إذا كان ذلــك يــؤدي الــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو‬ ‫ّ‬
‫وملكيتــه الفكريّــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـخصية‬
‫الشـ ّ‬
‫الخاصــة ومعطياتــه ّ‬
‫ّ‬ ‫بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬

‫الضــرر مــن ال ّنفــاذ‬


‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ الــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر ّ‬
‫العامــة مــن تقديــم المعلومــة‬
‫الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة ّ‬ ‫علــى أن يكــون ّ‬
‫أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى ال ّتناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ‪».‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المشــار إليــه أعــاه‪ ،‬أنّــه «إذا كانــت المعلومــة‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن ال ّنفــاذ إليهــا إال بعــد‬
‫حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا‪».‬‬

‫المدعــي‬
‫المدلــى بهــا مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫بالطــاع علــى مظروفــات الملــف وخاصــة علــى الوثائــق ّ‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة إ‬
‫عليهــا موضــوع مطلــب النفــاذ‪ ،‬أن حصــول العــارض علــى نســخة منهــا ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫بالمــن‬
‫الخــرى المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪24‬‬‫العــام أو الدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا أنــه ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء أ‬
‫ّ‬
‫مــن القانــون المذكــور أعــاه‪.‬‬

‫وحيــث وعلــى خــاف ذلــك‪ ،‬فــإن حصــول العــارض علــى نســخة ورقيــة مــن هــذه الوثائــق وإطالعــه عليهــا‪ ،‬إنّمــا ينصهــر‬
‫الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بتســيير المرفــق العــام الراجــع‬
‫ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫لــه بالنظــر‪ ،‬كمــا أنّــه مــن شــأنه تدعيــم ثقــة العمــوم فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون الساســي المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث ولئــن تضمنــت الوثائــق المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية المتمثلــة فــي رقــم بطاقــة التعريــف الوطنيــة‬
‫المدعــي عليهــا حجــب‬
‫وتواريــخ الميــاد وعنــوان الســكنى الشــخصي والحالــة المدنيــة لصاحــب المضمــون‪ ،‬فإنــه يمكــن للجهــة ّ‬
‫هــذه المعطيــات عنــد تســليم نســخة منهــا طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪27‬المذكــور أنفــا‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه االســتجابة الــى طلــب العــارض وتمكينــه مــن نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‬
‫مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإل ـزام وزيــر الفالحــة والمــوارد المائيــة والصيــد البحــري بتســليم العــارض‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬
‫–وثيقة تتضمن عنوان المقر االجتماعي لشركة مقاوالت حفر آ‬
‫البار للمدعو توفيق بالطيبي‪،‬‬ ‫ ‬
‫ –نسخة من البطاقة المهنية لممارسة نشاط التنقيب عن المياه المسلمة للمدعو توفيق بالطيبي‪،‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪468‬‬
‫–نســخة مــن مضمــون الســجل التجــاري (شــخص طبيعــي) الخــاص بالمدعــو توفيــق بالطيبــي مــع حجــب المعطيــات‬ ‫ ‬
‫الشــخصية الــواردة بــه والمتمثلــة فــي رقــم بطاقــة التعريــف الوطنيــة وتاريــخ الــوالدة وعنــوان الســكنى الشــخصي‬
‫والحالــة المدنيــة لصاحــب المضمــون‪،‬‬

‫–نسخة من وثيقة تتضمن بيانا لالت الحفر ّ‬ ‫ ‬


‫المرخص فيها والمصادق عليها‪،‬‬ ‫آ‬

‫ –نسخة من البطاقة الرمادية الخاصة بالحفارة‪،‬‬


‫ –نســخة مــن قائمــة فــي أســماء العمــال المنتدبيــن مــن طــرف شــركة مقــاوالت حفــر آ‬
‫البــار للمدعــو توفيــق بالطيبــي مــع‬ ‫ّ‬
‫بيــان وضعيتهــم المهنيــة‪،‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار للطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 8‬أفريــل ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســيد عدنــان االســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وهاجــر الطرابلســي ورفيــق‬
‫بــن عبــد اللــه وخالــد الســامي‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 1952‬بتاريخ ‪ 7‬جانفي‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪469‬‬
‫القرار عدد ‪ 2287‬بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪2021‬‬

‫النسان في شخص ُممثلها القانوني ‪ /‬المدير العام للبنك‬


‫جمعية الدفاع عن حقوق إ‬
‫التونسي للتضامن‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •مؤسسات بنكية‪،‬بنك التضامن‪ ،‬قائمة إسمية للمنتفعين‪ ،‬معطيات شخصية‪ ،‬حجب‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن حصــول العارضــة على نُســخة‬ ‫ـث تعتبـ ُـر الهيئــة بنــاء علــى ّكل مــا رشــح مــن التحقيــق فــي ّ‬
‫الدعــوى‪ّ ،‬‬ ‫وحيـ ُ‬
‫المجتمعية‪،‬‬ ‫أ‬
‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫ـن أســماء وألقــاب الشــخاص ُ‬ ‫تتضمـ ُ‬
‫ّ‬ ‫ورقيــة مــن قائمــة إســمية‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‬ ‫ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر أ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫الســتثناء الخــرى الــواردة بالفصــل ‪24‬‬ ‫أي حالــة مــن حــاالت إ‬ ‫ـدرج ضمــن ّ‬
‫الم ّتصلــة بهمــا‪ ،‬كمــا أنّــه ال ينـ ُ‬
‫ُ‬
‫ـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة ّكل ذلــك بعــد‬ ‫أ‬
‫مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّ‬
‫المشــار إليـ ِـه آن ًفــا‪.‬‬
‫المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا تطبي ًقــا لمقتضيــات الفصــل ‪ُ 27‬‬ ‫حجــب ُ‬

‫رســمة تحــت‬‫والم ّ‬
‫الم ّدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 28‬أوت ‪ُ 2020‬‬ ‫قدمــة مــن ُ‬
‫الم ّ‬‫الدعــوى ُ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫ـمطلبي نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى البنــك التونســي للتضامــن قصــد الحصــول علــى‬
‫ْ‬ ‫تقدمــت بــ‬‫تضمنــة أنّهــا ّ‬ ‫والم ّ‬
‫عــدد ‪ُ 2287‬‬
‫الموازنــة‬
‫المجتمعيــة وكذلــك نُســخة ورقيــة مــن ُ‬ ‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫تتضمــن قائمــة إســمية فــي ُ‬ ‫نُســخة ورقيــة ّ‬
‫ممــا دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال‬ ‫أ‬
‫الماليــة لســنة ‪ ،2019‬غيــر أنّهــا لــم تتلـ ّـق ر ًّدا علــى مطلبهــا رغــم إنقضــاء الجــل القانونــي‪ّ ،‬‬
‫أ‬
‫الم ّدعــى عليهــا بتمكينهــا مــن المعلومــات المطلوبــة‪ ،‬اســتنا ًدا إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫طالبــةً إل ـزام الجهــة ُ‬
‫لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫تضمــن‬
‫والم ّ‬
‫الم ّدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬ســبتمبر ‪ُ 2020‬‬ ‫المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ُ‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫بالخصــوص أنّـ ُـه تـ ّـم نشــر هــذه القوائــم الماليــة علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك بعــد عرضهــا علــى الجلســة العامــة‬
‫الســمية فــي المنتفعيــن بقــروض مــن‬ ‫العاديــة للمصادقــة‪ .‬مضي ًفــا فــي خصــوص الطلــب الثانــي‪ ،‬أنّـ ُـه يتعــذّ ر إتاحــة القائمــة إ‬
‫المعطيــات الشــخصية الــذي أقـ ّـر بتعــارض هــذا المطلــب مــع‬ ‫فــرع البنــك بتطاويــن بنــا ًء علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة ُ‬
‫الموازنــة الماليــة وقائمــة التعهــدات خــارج‬
‫المعطيــات الشــخصية‪ .‬كمــا أرفــق تقريــر ُه ب ُنســخة مــن ُ‬ ‫المتعلــق بحمايــة ُ‬ ‫التشــريع ُ‬
‫الموازنــة وقائمــة النتائــج وقائمــة تدفــق الســيولة ومالحظــات حــول القوائــم الماليــة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫المدلــى بــه مــن قبــل العارضــة بتاريــخ ‪ 08‬أكتوبــر ‪ 2020‬والــذي طالبــت مــن خاللــه ب ُنســخة‬‫ال ّطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫وبعــد إ‬
‫الم ّدعــى عليهــا إلــى هيئــة‪ .‬معيبــةً فــي ذات الســياق عــن تع ّلــل الجهــة ّ‬
‫المدعــى عليهــا‬ ‫مــن الوثائــق التــي أدلــت بهــا الجهــة ُ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪470‬‬
‫المجتمعيــة بنــا ًء علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة‬
‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬
‫بالمعطيــات الشــخصية الــواردة بقائمــة ُ‬ ‫ُ‬
‫الممكــن إتاحــة القائمــة المطلوبــة مــع حجــب البيانــات الشــخصية كيفمــا أذنــت بذلــك‬
‫المعطيــات الشــخصية‪ .‬الــذي كان مــن ُ‬ ‫ُ‬
‫هيئــة النفــاذ فــي عديــد المناســبات‪.‬‬

‫الم ّدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 29‬جويليــة‬


‫وجــه إلــى الجهــة ُ‬ ‫ال ّطــاع علــى المراســلة التوضيحيــة الصــادرة عــن الهيئــة ُ‬
‫والم ّ‬ ‫وبعــد إ‬
‫‪.2021‬‬

‫المدلــى بــه مــن قبــل المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن بتاريــخ ‪ 12‬أون ‪ 2021‬والــذي‬
‫الطــاع علــى التقريــر ُ‬
‫وبعــد إ‬
‫المســندة مــن فــرع البنــك بتطاويــن فــي إطــار المســؤولية المجتمعيــة دون تضمينهــا أســماء‬‫أرفقـ ُـه بقائمــة فــي مبالــغ القــروض ُ‬
‫المنتفعيــن بتلــك القروض‪.‬‬
‫وألقــاب ُ‬
‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يُفيد إستيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لهــا الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫الدعــوى إلــى إلــزام المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن بتمكيــن العارضــة مــن نُســخة ورقيــة‬ ‫ُ‬
‫تهــدف ّ‬ ‫حيــث‬
‫ُ‬
‫الموازنــة الماليــة لســنة‬
‫المجتمعيــة وكذلــك نُســخة ورقيــة مــن ُ‬
‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫ـن قائمــة إســمية فــي ُ‬ ‫تتضمـ ُ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫‪ ،2019‬اســتنا ًدا إلــى حقّهــا فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الدعــوى‪ ،‬أنّــه تـ ّـم نشــر القوائــم الماليــة‬


‫ـث أفــاد المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن‪ ،‬فــي نطــاق الـ ّـرد عــن ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الســمية فــي المنتفعيــن بقــروض‬ ‫للبنــك لســنة ‪ 2019‬علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك‪ .‬مضي ًفــا بأنّـ ُـه تعــذّ ر إتاحــة القائمــة إ‬
‫المعطيــات الشــخصية‪.‬‬ ‫مــن فــرع البنــك بتطاويــن بنــا ًء علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة ُ‬
‫المدعــى عليهــا لــدى‬
‫تمســكت العارضــة بحقهــا فــي الحصــول علــى ُمرفقــات التقريــر الــذي أدلــت بــه الجهــة ّ‬
‫ـث ّ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫المنتفعيــن بالقــروض مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‪.‬‬ ‫الهيئــة وكذلــك ب ُنســخة مــن قائمــة ُ‬
‫تضمن الحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أن الدولة‬
‫وحيث إقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫ُ‬
‫أساســيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقًــا‬
‫ً‬ ‫يعــد حقًــا‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ّ ،‬‬
‫وحيــث ّ‬
‫ُ‬
‫أ‬
‫للج ـراءات والضوابــط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق‬
‫إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪471‬‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبـ ْ‬
‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا‬
‫يتعلــق بالتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم مشــاركة العمــوم فــي وضــع السياســات العامــة ومتابعــة تنفيذهــا وتقييمهــا‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصليــن ‪ 06‬و‪ 07‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أن تتو ّلــى الهيــاكل العموميــة نشــر المعلومــة ً‬
‫تلقائيــا علــى الموقــع االلكترونــي وتحيينهــا عنــد‬
‫الســتعمال بمــا يُمكــن‬ ‫أ‬
‫أيضــا أن يكــون نشــرها ســهل إ‬‫تغيــر يط ـرأ عليهــا أو علــى القــل مــرة كل ثالثــة أشــهر‪ ،‬كمــا إشــترط ً‬
‫كل ّ‬
‫العمــوم مــن إقتطاعهــا وتحميلهــا بصفــة آليــة‪.‬‬

‫أن المعلومة موضــوع مطلب‬ ‫ال ّطــاع علــى موقــع الــواب الخــاص بالبنــك التونســي للتضامــن‪ّ ،‬‬
‫تبيــن للهيئــة بعــد إ‬
‫ـث ّ‬‫وحيـ ُ‬
‫المــدرج تحديـ ًـدا‬
‫ومضمنــة بالتقريــر الســنوي الخــاص بالبنــك ُ‬
‫الموازنــة الماليــة لســنة ‪ ،2019‬منشــورة ُ‬‫والمتمثلــة فــي ُ‬
‫النفــاذ ُ‬
‫بالنافــذة «‪ »information financières‬علــى الرابــط التالــي‪)/http://www.bts.com.tn/informations-financieres( :‬‬

‫أن المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن اســتجاب‬ ‫الدعــوى‪ّ ،‬‬


‫ـث طالمــا ثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيـ ُ‬
‫الدعــوى لطلــب العارضــة ومكّ نهــا مــن المعلومــة المطلوبــة فــي هــذا الخصــوص بموجــب نشــره إياهــا علــى موقــع‬ ‫أثنــاء ســير ّ‬
‫الــواب الخــاص بالبنــك مــع علــم العارضــة بذلــك‪ ،‬فإنّــه يكــون بذلــك قــد احتــرم حقّهــا فــي الحصــول علــى المعلومــة مــن‬
‫المؤسســات والمنشــآت‬‫ّ‬ ‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بال ّتصــرف فــي‬
‫هــذه الناحيــة وســاهم بالتالــي فــي تعزيــز مبـ ْ‬
‫العموميــة العاملــة فــي المجــال البنكــي والمالــي بمــا مــن شــأنه أن يد ّعــم الثقــة فــي البنــك التونســي للتضامــن والهيــاكل‬
‫العموميــة الخاضعــة ألحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي ي ّتجـ ُـه معــه بالتالــي ختــم القضيــة النعــدام مــا‬
‫يســتوجب النظــر فــي خصــوص هــذا الفــرع مــن الدعــوى‪.‬‬
‫أ‬
‫المنتفعيــن‬‫ـث وفيمــا يتع ّلــق بطلــب العارضــة فــي الحصــول علــى نُســخة ورقيــة مــن قائمــة إســمية فــي الشــخاص ُ‬ ‫وحيـ ُ‬
‫الم ّدعــى عليهــا بعــدم تمكيــن العارضــة منهــا بالنظــر إلحتواءهــا علــى‬ ‫تمســكت الجهــة ُ‬‫المجتمعيــة والتــي ّ‬ ‫بتمويــل المســؤولية ُ‬
‫المعطيــات الشــخصية فــي هــذا الخصــوص‪ ،‬فقــد‬ ‫ُمعطيــات شــخصية ُمســتندة فــي ذلــك علــى رأي الهيئــة الوطنيــة لحمايــة ُ‬
‫إســتقر فقــه قضــاء هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة علــى إعتبــار ّ‬
‫أن تقديــر مــدى قابليــة ال ّنفــاذ إلــى الوثائــق المطلوبــة مــن عدمه‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪،‬‬ ‫ومــدى مســاس المعلومــات المضمنــة بهــا بالمعطيــات الشــخصية أو بالملكيــة الفكريــة أو أ‬
‫ُ ّ‬
‫تثبتهــا فــي مضمــون تلــك الوثائــق ومــدى‬ ‫إنّمــا يرجـ ُـع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك بعــد ُ‬
‫تحـ ّـل مح ّلهــا فــي هــذا التقديــر‪ ،‬بــل عليهــا فقــط أن‬
‫للســتثناءات الــواردة بالقانــون‪ ،‬وليــس للهيــاكل العموميــة أن ُ‬ ‫ُخضوعهــا إ‬
‫تســتجيب إلجـراءات التحقيــق وأن تُقـ ّـدم للهيئــة كافــة التســهيالت الضروريــة ُلممارســة مهامهــا طب ًقــا ُلمقتضيــات الفصــل ‪39‬‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫مــن القانــون أ‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أنــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى‬
‫إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه‬
‫الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.»...‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫ُ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة فــي صــورة مــا إذا كانــت المعلومــة مشــمولة جز ًئيــا بإســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن‬
‫بالســتثناء متــى كان ذلــك ُممكن ًنــا‪.‬‬
‫هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد حجــب الجــزء المعنــي إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪472‬‬
‫نــص الفصــل ‪ 03‬مــن القانــون عــدد ‪ 35‬لســنة ‪ 2018‬المــؤرخ فــي ‪ 11‬جــوان ‪ 2018‬المتعلــق بالمســؤولية‬ ‫وحيــث ّ‬
‫للمؤسســات‪ ،‬علــى مــا يلــي‪« :‬تنجــز المشــاريع فــي إطــار المســؤولية المجتمعيــة للمؤسســات خصوصــا فــي‬‫المجتمعيــة ُ‬‫ُ‬
‫المجــاالت التاليــة‪:‬‬

‫–البيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬


‫ ‬
‫ –ترشيد استعمال الموارد الطبيعية وتثمينها‪،‬‬

‫ –تنمية المهارات والتشغيل‪،‬‬

‫ –الحوكمة الرشيدة»‪.‬‬

‫الول مــن القانــون عــدد ‪ 35‬لســنة ‪ 2018‬المــؤرخ فــي ‪ 11‬جــوان ‪2018‬‬ ‫الخيــرة مــن الفصــل أ‬ ‫وحيــث نصــت الفقــرة أ‬
‫ّ‬
‫حرصــا‬
‫للمؤسســات‪ ،‬علــى مــا يلــي‪ :‬المســؤولية المجتمعيــة علــى مبــدأ تنتهجـ ُـه المؤسســات ً‬ ‫المجتمعيــة ُ‬ ‫المتعلــق بالمســؤولية ُ‬
‫منهــا علــى ضــرورة تحملهــا مســؤولية تأثيــر نشــاطها علــى المجتمــع والبيئــة مــن خــال تب ّنــي ســلوك شــفاف يعــود بالفائــدة‬
‫علــى المجتمــع جهويًــا‪.».‬‬

‫أن حصـول العارضة على نُسـخة ورقية مـن قائمة‬ ‫الدعـوى‪ّ ،‬‬ ‫تعتبـر الهيئـة بنـاء علـى ّكل مـا رشـح من التحقيـق في ّ‬
‫ُ‬ ‫وحيـث‬
‫ُ‬
‫المجتمعيـة‪ ،‬ليـس من شـأنه أن يؤ ّدي إلـى إلحاق أي‬ ‫أ‬
‫المنتفعيـن بتمويـل المسـؤولية ُ‬
‫ـن أسـماء وألقـاب الشـخاص ُ‬ ‫تتضم ُ‬
‫إسـمية ّ‬
‫أي حالـة مـن حـاالت‬ ‫أ‬
‫ينـدرج ضمـن ّ‬ ‫ُ‬ ‫الم ّتصلـة بهمـا‪ ،‬كمـا أنّـه ال‬
‫ضـرر بالمـن العـام أو بالدفـاع الوطنـي أو بالعالقـات الدوليـة ُ‬
‫بالحق في النفاذ إلـى المعلومة ّكل‬ ‫الساسـي عدد ‪ 22‬لسـنة ‪ 2016‬والمتع ّلـق‬ ‫الخـرى الـواردة بالفصـل ‪ 24‬مـن القانون أ‬ ‫السـتثناء أ‬
‫ّ‬ ‫إ‬
‫إليـه آنفًا‪.‬‬
‫المشـار ِ‬
‫المعطيات الشـخصية الـواردة بهـا تطبيقًا لمقتضيـات الفصل ‪ُ 27‬‬ ‫ذلـك بعـد حجـب ُ‬
‫ينصهــر ضمــن‬
‫ُ‬ ‫بيانــه‪ ،‬إنّمــا‬
‫فــإن تمكيــن العارضــة مــن الوثيقــة المطلوبــة مثلمــا ســبق ُ‬ ‫وحيــث علــى خــاف ذلــك‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫المؤسســات والمنشــآت‬
‫ّ‬ ‫ـدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق بالتصــرف فــي‬
‫تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبـ ْ‬
‫ـأنه أن يدعــم ثقــة العمــوم فــي مؤسســة البنــك التونســي للتضامــن‬ ‫العموميــة العاملــة فــي المجــال البنكــي والمالــي بمــا مــن شـ ِ‬
‫عمومــا‪.‬‬ ‫أ‬
‫المدعــى عليهــا فــي القضيــة الماثلــة وكل الهيــاكل الخاضعــة لحــكام قانــون النفــاذ إلــى المعلومــة ً‬ ‫الجهــة ّ‬
‫الم ّدعــى عليها‬
‫تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬االســتجابة إلــى طلــب العارضــة وذلــك بإلـزام الجهــة ُ‬
‫ً‬ ‫ـث ي ّتجــه‬
‫وحيـ ُ‬
‫المجتمعيــة مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا وبإنعــدام مــا‬ ‫المنتفعيــن بتمويــل المســؤولية ُ‬ ‫بتمكينهــا مــن قائمــة ُ‬
‫يســتوجب النظــر فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام المديــر العــام للبنــك التونســي للتضامــن بتمكيــن العارضــة فــي شــخص‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المنتفعيــن بقــروض تمويــل المســؤولية‬ ‫أ‬
‫ُممثلهــا القانونــي مــن نُســخة ورقيــه مــن قائمــة إســمية فــي أســماء وألقــاب الشــخاص ُ‬
‫المعطيــات الشــخصية‬‫الذن بحجــب ُ‬ ‫المجتمعيــة الممنوحــة مــن فــرع البنــك بتطاويــن متضمنــة لمبالــغ هــذه القــروض مــع إ‬ ‫ُ‬
‫الــواردة بهــا وبانعــدام مــا يســتوجب النظــر فيمــا زاد عــن ذلــك‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪473‬‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 26‬أوت ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة منــى الدهــان ورقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬
‫الســيد عدنــان الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬ ‫ّ‬
‫بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪474‬‬
‫القرار عدد ‪ 2754‬بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪2021‬‬

‫«مرصد رقابة» في شخص ُممثله القانوني ‪/‬‬


‫الشركة التونسية للمالحة في شخص ممثلها القانوني‬

‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •شركة وطنية‪ ،‬موظف عمومي‪ ،‬تقارير رقابية‪ ،‬أرقام المعرف الوحيد‪ ،‬معطيات شخصية‪ ،‬حجب‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث ولئــن تضمنــت التقاريــر المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية ألعــوان الشــركة‪ ،‬فإنــه يمكــن‬
‫تخولــه‬ ‫أ‬
‫لهــذه الخيــرة حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليم نســخة مــن التقاريــر إلــى العــارض طبقــا لمــا ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المشــار إليــه أعــاه‪.‬‬‫أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬التصريــح بقبــول الدعــوى وإل ـزام الرئيــس المديــر‬
‫العــام للشــركة التونســية للمالحــة بتســليم العــارض فــي شــخص ممثلــه القانونــي نســخة ورقيــة أو‬
‫الكترونيــة مــن جميــع الوثائــق المطلوبــة مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا والمتمثلــة فــي‬
‫أرقــام المعــرف الوحيــد‪.‬‬

‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 23‬ديســمبر ‪ 2020‬والمرســمة بكتابــة‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫الدعــوى المقدمــة مــن ّ‬
‫الهيئــة تحــت عــدد ‪ 2754‬والمتضمنــة أنّــه تقــدم فــي شــخص ممثلــه القانونــي بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة إلــى الرئيــس‬
‫المديــر العــام للشــركة التونســية للمالحــة قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–تقرير مراجع الحسابات حول القوائم المالية (العام والخاص) للسنوات المحاسبية ‪.2016-2017-2018-2019‬‬ ‫ ‬
‫الداريــة والماليــة والمحاســبية للســنوات المحاســبية‬ ‫ –تقريــر مراجــع الحســابات للرقابــة الداخليــة المتعلــق إ‬
‫بالج ـراءات إ‬
‫‪.2016-2017-2018-2019‬‬

‫–تقارير النشاط للسنوات المحاسبية ‪.2016-2017-2018-2019‬‬ ‫ ‬


‫غيــر أن مطلبــه جوبــه بالرفــض‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إلــزام الجهــة المدعــى عليهــا‬ ‫ّ‬
‫بتمكينــه مــن نســخة ورقيــة مــن الوثائــق المذكــورة أعــاه مســتندا فــي ذلــك إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫عليــه صلــب أحــكام القانــون أ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪475‬‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬جانفــي ‪15 2021‬‬ ‫ال ّطــاع علــى التقريريــن المدلــى بهمــا تباعــا مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫وبعــد إ‬
‫الداريــة‬
‫بالجــراءات إ‬‫أن تقاريــر مراجــع الحســابات للرقابــة الداخليــة المتعلقــة إ‬ ‫فيفــري ‪ 2021‬والمتضمنيــن بالخصــوص ّ‬
‫أ‬
‫والماليــة والمحاســبية تتضمــن معطيــات خاصــة ومفصلــة عــن النشــطة التجاريــة للشــركة ومعطيــات عــن طــرق تنفيذهــا‬
‫وأن الكشــف عنهــا مــن شــأنه إلحــاق‬‫حســب الفصــول المضمنــة بالعقــود المبرمــة مــع حرفائهــا ومعامالتهــا الماليــة معهــم ّ‬
‫ضــرر بمصالــح الشــركة خاصــة وأنّهــا تعمــل فــي محيــط تنافســي مــع شـركات أجنبيــة فضــا عــن إحتــواء هــذه التقاريــر علــى‬
‫معطيــات شــخصية تخــص أ‬
‫العــوان‪ ،‬مدليــة بنســخة ورقيــة مــن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يُفيد استيفاء إجراءات التحقيق في القضية‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون أ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث قُدمــت الدعــوى فــي آجالهــا القانونيــة وممــن لــه الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشــكلية‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ـن معـ ُـه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬
‫يتعيـ ُ‬
‫ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫ـث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إل ـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة التونســية للمالحــة بتمكيــن العــارض مــن‬ ‫حيـ ُ‬
‫نســخة ورقيــة أو إلكترونيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–تقرير مراجع الحسابات حول القوائم المالية (العام والخاص) للسنوات المحاسبية ‪.2016-2017-2018-2019‬‬ ‫ ‬
‫الداريــة والماليــة والمحاســبية للســنوات المحاســبية‬ ‫ –تقريــر مراجــع الحســابات للرقابــة الداخليــة المتعلــق إ‬
‫بالج ـراءات إ‬
‫‪.2016-2017-2018-2019‬‬

‫–تقارير النشاط للسنوات المحاسبية ‪،2016-2017-2018-2019‬‬ ‫ ‬


‫ـؤرخ‬ ‫أ‬
‫وذلــك اســتنادا إلــى حقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫أن تقاريــر مراجــع الحســابات للرقابــة الداخليــة‬


‫المدعــى عليهــا‪ ،‬فــي نطــاق الــر ّد علــى الدعــوى‪ّ ،‬‬
‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الداريــة والماليــة والمحاســبية تتضمــن معطيــات خاصــة ومفصلــة عــن النشــطة التجاريــة للشــركة‬ ‫بالج ـراءات إ‬
‫المتعلقــة إ‬
‫وأن‬
‫ومعطيــات عــن طــرق تنفيذهــا حســب الفصــول المضمنــة بالعقــود المبرمــة مــع حرفائهــا ومعامالتهــا الماليــة معهــم ّ‬
‫الكشــف عنهــا مــن شــأنه إلحــاق ضــرر بمصالــح الشــركة خاصــة وأنّهــا تعمــل فــي محيــط تنافســي مــع شـركات أجنبيــة فضــا‬
‫عــن إحتــواء هــذه التقاريــر علــى معطيــات شــخصية تخــص أ‬
‫العــوان‪ ،‬مدليــة بنســخة ورقيــة ن الوثائــق المطلوبــة‪.‬‬

‫العالم والحق في النفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫وحيث اقتضى الفصل ‪ 32‬من الدستور أن الدولة تضمن الحق في إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪476‬‬
‫أن الحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة يُعـ ُّـد ح ّقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي‪ ،‬تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫عــدة أهــداف ّ‬
‫لعــل أبرزهــا تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة علــى مســتوى‬ ‫النفــاذ إلــى المعلومــة مــن أجــل تحقيــق ّ‬
‫أ‬
‫التصــرف فــي المرافــق العموميــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل الخاضعــة لحــكام القانــون‪.‬‬

‫النــف الذكــر‪ ،‬أنّــه «ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب‬ ‫الساســي آ‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـخصية وملكيتــه الفكريــة‪ .‬وال تعتبــر هــذه المجــاالت‬
‫ي ّتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشـ ّ‬
‫اســتثناءات مطلقــة لحـ ّـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن النفــاذ علــى أن يكــون الضــرر جســيما‬
‫ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة‬
‫لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح المـراد حمايتهــا والغايــة مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن نفــس القانــون أنّــه «إذا كانــت المعلومــة المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء منصــوص‬
‫عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن النفــاذ إليهــا إال بعــد حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك‬
‫ممكنــا‪.‬‬

‫تتضمــن‬
‫المدعــى عليهــا أنّهــا ّ‬
‫وحيــث ثبــت للهيئــة بعــد اطالعهــا علــى مضمــون التقاريــر المدلــى بهــا مــن قبــل الشــركة ّ‬
‫الداري والمالــي والفنــي للشــركة مــن أجــل تشــخيص أهــم النقائــص علــى مســتوى مجــاالت‬ ‫رصـ ًـدا لمختلــف أوجــه التصـ ّـرف إ‬
‫التنظيــم الداخلــي وطــرق العمــل وأنظمــة المعلومــات والرقابــة مشــفوعا بتوصيــات مراجعــي الحســابات وإجابــات الشــركة‪.‬‬

‫أن يــؤدي إلــى إلحــاق أي ضــرر‬ ‫أن الكشــف عــن المعلومــات المضمنــة بالتقاريــر المذكــورة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه ّ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫ـإن حصــول العــارض علــى هــذه الوثائــق‬ ‫أ‬
‫بالمــن العــام أو الدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك‪ ،‬فـ ّ‬
‫إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق بالتصـ ّـرف فــي‬
‫المرفــق العمومــي للطاقــة ومراقبــة حســن التصــرف فــي المــال العــام فــي هــذا المجــال‪.‬‬
‫وحيــث ولئــن تضمنــت التقاريــر المطلوبــة بعــض المعطيــات الشــخصية ألعــوان الشــركة‪ ،‬فإنــه يمكــن لهــذه أ‬
‫الخيــرة‬
‫تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون‬
‫حجــب هــذه المعطيــات عنــد تســليم نســخة مــن التقاريــر إلــى العــارض طبقــا لمــا ّ‬
‫أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المشــار إليــه أعــاه‪.‬‬

‫وحيــث يتجــه تأسيســا علــى جميــع مــا تقـ ّـدم بيانــه‪ ،‬التصريــح بقبــول الدعــوى وإلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة‬
‫التونســية للمالحــة بتســليم العــارض فــي شــخص ممثلــه القانونــي نســخة ورقيــة أو الكترونيــة مــن جميــع الوثائــق المطلوبــة‬
‫مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا والمتمثلــة فــي أرقــام المعــرف الوحيــد‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل بإلـزام الرئيــس المديــر العــام للشــركة التونســية للمالحــة بتمكيــن العــارض فــي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شــخص ممثلــه القانونــي مــن نســخة ورقيــة أو إلكترونيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪477‬‬
‫–تقرير مراجع الحسابات حول القوائم المالية (العام والخاص) للسنوات المحاسبية ‪2016‬و‪2017‬و‪2018‬و‪،2019‬‬ ‫ ‬
‫الداريــة والماليــة والمحاســبية للســنوات المحاســبية‬ ‫ –تقريــر مراجــع الحســابات للرقابــة الداخليــة المتعلــق إ‬
‫بالج ـراءات إ‬
‫‪2016‬و‪2017‬و‪2018‬و‪،2019‬‬

‫–تقاريــر النشــاط للســنوات المحاســبية ‪2016‬و‪2017‬و‪2018‬و‪ 2019‬مــع حجــب المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‬ ‫ ‬
‫المعــرف الوحيــد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والمتمثلــة فــي أرقــام‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نُسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة ب تاريــخ‪ 24‬جــوان ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس منــى الدهــان وريــم العبيــدي ورقيــة‬ ‫أ‬
‫الســيدات ّ‬ ‫الســيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة ّ‬
‫ّ‬
‫الخماســي وهاجــر الطرابلســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫يراجع في نفس السياق القرار عدد ‪ 1861‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪478‬‬
‫القرار عدد ‪ 2062‬بتاريخ ‪ 28‬جانفي ‪2021‬‬

‫ج‪.‬ب‪.‬د‪ /‬الرئيس المدير العام لوكالة التهذيب والتجديد العمراني‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •المعــرف الوحيــد‪ ،‬تواريــخ الــوالدة‪ ،‬الحجــب متــى كان ذلــك ممكنــا‪ ،‬حجــب المعطيــات الشــخصيات دون‬
‫غيرهــا مــن المعلومــات‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫المدعــي عليهــا إلــى الهيئــة فــي إطــار التحقيــق فــي‬


‫وحيــث وبالرجــوع إلــى الوثيقــة التــي أرســلتها الجهــة ّ‬
‫أ‬
‫الدعــوى والمتمثلــة فــي جــدول يحوصــل قائمــة المترشــحين حســب الولويــة ل إلنتفــاع بالمســكن يتبيــن‬ ‫ّ‬
‫أن هــذه الوثيقــة ال ترتقــي إلــى إجابــة‬
‫المضمنــة بالجــدول كمــا ّ‬
‫ّ‬ ‫للهيئــة أنّــه وقــع حجــب جميــع المعطيــات‬
‫علــى مطلــب النفــاذ المقـ ّـدم مــن قبــل العــارض والمتعلــق بالمطالبــة بنســخة مــن مــداوالت لجنــة الســكن‬
‫المتعلقــة بإســناد شــقق مــن مشــروع عيــن زغــوان ‪.»les perles« 2‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 20‬ســبتمبر ‪2021‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ َّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 30‬أوت ‪ 2021‬إلــى وكالــة التهذيــب‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪4125‬‬
‫والتجديــد العمرانــي قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن مــداوالت لجنــة الســكن المتعلقــة بإســناد شــقق مــن مشــروع‬
‫عيــن زغــوان ‪ »les perles« 2‬الجوهــرة البيضــاء والجوهــرة الزرقــاء‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫الجــال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة طالبــا إل ـزام الجهــة المدعــي عليهــا بتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫مســتندا فــي ذلــك إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعي عليهــا بتاريــخ ‪ 05‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصوص‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه من قبــل الجهــة ّ‬
‫بالمــر بموجــب المكتــوب المــؤرخ فــي ‪ 10‬ســبتمبر ‪ 2021‬والمضمــن تحــت عــدد ‪ 3265‬بأنــه ال يمكــن‬ ‫أنــه تمــت إجابــة المعنــي أ‬
‫مـ ّـده بالمحضــر المطلــوب طبقــا للتشــاريع الجــاري بــه العمــل نظـرا إلحتوائــه علــى معطيــات شــخصية‪ ،‬مرفقــا ر ّده بنســخة مــن‬
‫المكتــوب الموجــه إلــى العــارض ونســخة مــن المطالــب التــي تقــدم بهــا هــذا أ‬
‫الخيــر إلــى الوكالــة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الطــاع علــى مــا يفيــد توجيــه توضيــح مــن قبــل الهيئــة إلــى الجهــة المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 14‬أكتوبــر ‪2021‬‬ ‫وبعــد إ‬
‫ومطالبتهــا بتمكيننــا مــن الوثيقــة المطلوبــة‪.‬‬

‫الطالع على ما يفيد إحالة ر ّد الجهة المدعي عليها على العارض بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪.2021‬‬
‫وبعد إ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪479‬‬
‫المدعي عليهــا بتاريــخ ‪ 25‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصوص‬‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه من قبــل الجهــة ّ‬
‫تمســكها بعــدم تمكيــن العــارض مــن نســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة بإعتبــار أنهــا تحتــوي علــى معطيــات شــخصية‪ .‬مضيفــة‬
‫أنّهــا ال تــرى مانعــا فــي مـ ّـد الهيئــة بجــدول ال يحتــوي علــى المعطيــات الشــخصية‪ ،‬مرفقــا بنســخة مــن منشــور رئيــس الحكومــة‬
‫عــدد ‪ 17‬بتاريــخ ‪ 12‬أكتوبــر ‪ 2021‬وبنســخة مــن منشــور رئيــس الحكومــة عــدد ‪ 08‬بتاريــخ ‪ 25‬فيفــري ‪ 2019‬ونســخة مــن جــدول‬
‫يتضمــن قائمــة المترشــحين حســب أ‬
‫الولويــة لالنتفــاع بمســكن مــع حجــب كلــي للمعطيــات المضمنــة بــه‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل ّ‬


‫المدعــي عليهــا بتاريــخ ‪ 29‬أكتوبــر ‪ 2021‬والمتضمــن بالخصــوص‬
‫الدارة وتمســكه بمطلبــه‪.‬‬ ‫رفضــه إلجابــة إ‬
‫ال ّطالع على بقية مظروفات الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات ال ّتحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد إ‬
‫ وبعــد ال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحــق‬ ‫إ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫يتعيــن‬ ‫أ‬ ‫أ‬


‫ـكلية‪ ،‬المــر الــذي ّ‬
‫الصفــة وكانــت مســتوفية لشــروطها الشـ ّ‬
‫وممــن لــه ّ‬
‫حيــث ق ُّدمــت الدعــوى فــي الجــل القانونــي ّ‬
‫معــه قبولهــا مــن هــذه الناحيــة‪.‬‬

‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬

‫حيــث تهــدف الدعــوى الماثلــة إلــى إل ـزام وكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي بتمكيــن العــارض مــن نســخة ورقيــة‬
‫مــن مــداوالت لجنــة الســكن المتعلقــة بإســناد شــقق مــن مشــروع عيــن زغــوان ‪ »les perles« 2‬الجوهــرة البيضــاء والجوهــرة‬
‫ـؤرخ فــي‬ ‫أ‬
‫الزرقــاء‪ ،‬اســتنادا إلــى ح ّقــه فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫المدعــي عليهــا بإمتناعهــا عــن تمكيــن العــارض مــن نســخة مــن الوثيقــة المطلوبــة إلحتوائهــا‬
‫وحيــث تمســكت الجهــة ّ‬
‫علــى معطيــات شــخصية‪.‬‬

‫الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬


‫أن الدولة تضمن ّ‬
‫وحيث اقتضت أحكام الفصل ‪ 32‬من الدستور ّ‬
‫للجراءات‬ ‫أن الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًّـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي يمــارس طبقــا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬
‫والشــروط المنصــوص عليهــا بالقانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغايــة تحقيــق جملــة مــن الهــداف لعـ ّـل أبرزهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتعلــق‬
‫بال ّتصــرف فــي المرافــق العامــة ودعــم الثقــة فــي الهيــاكل العموميــة‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المذكــور أنــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا‬ ‫ّ‬
‫يتصــل بهمــا أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪480‬‬
‫ـق النفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر الضــرر مــن‬‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحـ ّ‬
‫أن يكــون الضــرر جســيما ســواء كان آنيــا أو الحقــا كمــا تكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة مــن تقديــم‬
‫النفــاذ علــى ّ‬
‫المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة مــن‬
‫مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المشــار اليــه أعــاه‪ ،‬أنّــه «إذا كانــت المعلومــة‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫المطلوبــة مشــمولة جزئيــا باســتثناء منصــوص عليــه بالفصليــن ‪ 24‬و‪ 25‬مــن هــذا القانــون‪ ،‬فــا يمكــن ال ّنفــاذ اليهــا اال بعــد‬
‫حجــب الجــزء المعنــي باالســتثناء متــى كان ذلــك ممكنــا‪».‬‬

‫الدعــوى‬
‫المدعــي عليهــا إلــى الهيئــة فــي إطــار التحقيــق فــي ّ‬
‫وحيــث وبالرجــوع إلــى الوثيقــة التــي أرســلتها الجهــة ّ‬
‫للنتفــاع بالمســكن يتبيــن للهيئــة أنّــه وقــع حجــب جميــع‬ ‫أ‬
‫والمتمثلــة فــي جــدول يحوصــل قائمــة المترشــحين حســب الولويــة إ‬
‫أن هــذه الوثيقــة ال ترتقــي إلــى إجابــة علــى مطلــب النفــاذ المقـ ّـدم مــن قبــل العــارض‬
‫المضمنــة بالجــدول كمــا ّ‬
‫ّ‬ ‫المعطيــات‬
‫والمتعلــق بالمطالبــة بنســخة مــن مــداوالت لجنــة الســكن المتعلقــة بإســناد شــقق مــن مشــروع عيــن زغــوان ‪.« les perles« 2‬‬

‫وحيــث أن تقديــر مــدى قابليــة الن ّفــاذ إلــى الوثائــق ومــدى مســاس المعلومــات المضمنــة بهــا بالمعطيــات الشــخصية‬
‫أو باالمــن العــام والدفــاع الوطنــي‪ ،‬إنّمــا يرجــع بالنظــر إلــى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها وذلــك بعــد تثبتهــا فــي‬
‫مضمــون تلــك الوثائــق ومــدى خضوعهــا لالســتثناءات الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن القانــون المتعلــق بحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪،‬‬
‫وليــس للهيــاكل العموميــة أن تحــل محلهــا فــي ذلــك بــل عليهــا فقــط أن تســتجيب إلج ـراءات التحقيــق وتقــدم للهيئــة كل‬
‫الدعــاوي‪.‬‬
‫التســهيالت الممكنــة والضروريــة للبــت فــي ّ‬
‫أن حصــول العــارض علــى نســخة مــن الوثائــق المطلوبــة‪ ،‬ليــس مــن شــأنه أن يــؤدي إلــى إلحــاق‬ ‫وحيــث تقـ ّـدر الهيئــة ّ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬كمــا ال ينــدرج ضمــن أي حالــة مــن حــاالت االســتثناء الــواردة بالفصــل ‪ 24‬مــن‬ ‫أي ضــرر أ‬
‫ـإن حصــول‬ ‫أ‬
‫القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬بــل علــى خــاف ذلــك فـ ّ‬
‫المدعــي علــى نســخة منهــا إنّمــا ينصهــر ضمــن تحقيــق أهـــداف القانــون الراميــة إلــى تكريــس مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فــي‬
‫ّ‬
‫تســيير المرفــق العــام االجتماعــي المتمثــل فــي قضيــة الحــال فــي إســناد شــقق‪ ،‬كمــا مــن شــأنه أن يدعــم الثقــة فــي الهيــاكل‬
‫العموميــة الخاضعــة ألحــكام القانــون أ‬
‫الساســي المذكــور‪.‬‬

‫الخاصــة أو المعطيات الشــخصية‬‫تضمنــت الوثائــق المطلوبــة لعــدة معطيــات تتعلــق بالحيــاة ّ‬ ‫وحيــث وأنّــه وفــي صــورة ّ‬
‫خاصــة وأنّــه يمكــن حجــب هــذه‬
‫فــإن ذلــك ال يمكــن أن يحــول دون إمكانيــة تســليم نســخة منهــا الــى العــارض ّ‬ ‫للغيــر ّ‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬‫المعطيــات عنــد تســليمها طبقــا لمــا تخولــه أحــكام الفصــل ‪ 27‬مــن القانــون أ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ الــى المعلومــة‪.‬‬

‫وحيــث ي ّتجــه تأسيســا علــى مــا ســبق بيانــه االســتجابة إلــى طلــب العــارض وتمكينــه مــن الوثائــق المطلوبــة مــع حجــب‬
‫المعطيــات الشــخصية الــواردة بهــا‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪481‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبــول الدعــوى شــكال وفــي أ‬
‫الصــل إل ـزام الرئيــس المديــر العــام لوكالــة التهذيــب والتجديــد العمرانــي بتمكيــن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫العــارض مــن نســخة ورقيــة مــن محضــر مــداوالت لجنــة الســكن المتعلقــة بإســناد شــقق مــن مشــروع عيــن زغــوان ‪2‬‬
‫للنتفــاع‬ ‫أ‬
‫«‪ »les perles‬الجوهــرة البيضــاء والجوهــرة الزرقــاء وتحديــدا جــدول يحوصــل قائمــة المترشــحين حســب الولويــة إ‬
‫المدعــي عليهــا بحجــب المعطيات الشــخصية الــواردة بــه والمتمثلة‬‫الذن للجهــة ّ‬ ‫بمســكن بالمشــروع الســكني المشــار إليــه مــع إ‬
‫الخــرى‪.‬‬‫فــي أرقــام المعــرف الوحيــد وتواريــخ الــوالدة دون غيرهــا مــن المعطيــات أ‬

‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار للطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 18‬نوفمبــر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫ومنــى الدهــان وريــم العبيــدي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪482‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:28‬‬
‫تصبــح المعلومــة التــي ال يمكــن النفــاذ إليهــا علــى معنــى أحــكام الفصــل ‪ 24‬مــن‬
‫للجــال والشــروط المنصــوص عليهــا بالتشــريع‬ ‫هــذا القانــون قابلــة للنفــاذ وفقــا آ‬
‫بالرشــيف‪.‬‬‫الجــاري بــه العمــل المتع ّلــق أ‬
‫القرار عدد ‪ 2062‬بتاريخ ‪ 28‬جانفي ‪2021‬‬

‫م‪.‬س‪ /‬المدير العام أ‬


‫للرشيف الوطني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ • أزمة صحية‪ ،‬كوفيد ‪ ،19‬خطر على الصحة العامة‪ ،‬مصلحة العامة‪ ،‬سالمة المحيط‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 26‬مــن ذات القانــون أنــه ال تنطبــق االســتثناءات المنصــوص عليهــا‬
‫بالفصــل ‪ 24‬مــن هــذا القانــون‪ :‬علــى المعلومــات الضروريــة بغايــة الكشــف عــن االنتهــاكات الفادحــة‬
‫النســان أو جرائــم الحــرب أو البحــث فيهــا أو تتبــع مرتكبيهــا‪ ،‬مــا لــم يكــن فــي ذلــك مســاس‬‫لحقــوق إ‬
‫بالمصلحــة العليــا للدولــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 53‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬ديســمبر‬ ‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 68‬مــن القانــون أ‬
‫‪ 2013‬والمتعلــق بإرســاء العدالــة االنتقاليــة وتنظيمهــا أنــه‪« :‬تختتــم أعمــال الهيئــة بنهايــة الفتــرة‬
‫الرشــيف الوطنــي أو إلــى مؤسســة مختصــة‬ ‫المحــددة لهــا قانونــا وتســلم كل وثائقهــا ومســتنداتها إلــى أ‬
‫ّ‬
‫بحفــظ الذاكــرة الوطنيــة تحــدث للغــرض‪».‬‬

‫الول مــن القانــون عــدد ‪ 95‬لســنة ‪ 1988‬المتعلــق‬‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفقــرة الثانيــة مــن الفصــل أ‬
‫الرشــيف تحفــظ وتجمــع لفائــدة الصالــح العــام تلبيــة لحاجيــات التصــرف‬ ‫بالرشــيف علــى أن أرصــدة أ‬
‫أ‬
‫النســان وحمايــة الت ـراث الوطنــي‪».‬‬
‫والبحــث العلمــي وإثبــات حقــوق إ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 25‬جــوان ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫أ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مؤسســة الرشــيف الوطنــي بتاريــخ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2062‬‬
‫ّ‬
‫‪ 18‬مــاي ‪ 2020‬وذلــك قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن الوثائــق التاليــة‪:‬‬

‫–القرار النهائي لهيئة الحقيقة والكرامة المتعلق بالملف عدد ‪،024124-0101‬‬ ‫ ‬


‫–نسخة مع ّللة من قرار التصنيف‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قرار ختم البحث‪،‬‬ ‫ ‬
‫–وثيقة قانونية تكشف حقيقة االنتهاكات التي تعرض لها العارض‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تاريخ وعدد إ‬
‫الحالة على الدوائر القضائية المتخصصة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من الرائد الرسمي الذي ّتم بمقتضاه إدراج صفة العارض كمتضرر‪،‬‬ ‫ ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪484‬‬
‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام بالدعــوى الماثلــة‬‫الجــل القانونــي‪ ،‬أ‬ ‫غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى ذلــك بالرغــم مــن مــرور أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نصــت عليــه أحــكام‬‫قصــد الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة مســتندا فــي ذلــك إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة طب ًقــا لمــا ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫أ‬
‫القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا بتاريــخ ‪ 22‬جويليــة ‪ 2020‬والتــي أفــادت مــن‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل الجهــة ّ‬
‫خاللــه بالخصــوص بأنــه تبيــن أن ملــف العــارض موجــود ضمــن رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة والــذي تـ ّـم ترحيلــه إلــى‬
‫الرشــيف الوطنــي وتبعــا لذلــك ّتمــت دعــوة العــارض لال ّطــاع عليــه والحصــول علــى النســخ التــي تســتجيب لطلبــه غيــر أنــه‬ ‫أ‬
‫الرشــيف الوطنــي تبيــن لــه خلـ ّـو ملفــه مــن الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‬ ‫بحضــور العــارض لــدى مؤسســة أ‬
‫تمســك بحقــه فــي الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة مــن قبلــه‬ ‫مثلمــا تثبتــه الجــذاذة المصاحبــة للملــف‪ ،‬غيــر أن العــارض ّ‬
‫أ‬
‫تحصــل علــى نســخة منهــا بطــرق خاصــة وطلــب مــن مؤسســة الرشــيف الوطنــي إدراجهــا بملفــه عــن طريــق عــدل منفــذ‬ ‫والتــي ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وهــو مــا رفضتــه مصالــح الرشــيف الوطنــي التــي ال تضيــف وال تحــذف لي وثيقــة مــن ملــف تسـ ّلمته مــن أي جهــة حكوميــة‬
‫الرشــيف‬ ‫أو عموميــة‪ .‬كمــا أضافــت الجهــة المدعــى عليهــا صلــب تقريرهــا بــأن رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة المرحــل إلــى أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫الوطنــي يحتــوي علــى عــدد هــام مــن الحافظــات وحامــات الوراق حولــت دون جــرد وهــي بصــدد الجــرد وســوف يتـ ّـم مـ ّـد‬
‫المدعــى عليهــا تقريرهــا بنســخة مــن الجــذاذة‬‫العــارض بــأي وثيقــة لهــا عالقــة بملفــه فــي حــال وجودهــا‪ .‬كمــا أرفقــت الجهــة ّ‬
‫المصاحبــة لملــف العــارض والمبينــة للوثائــق التــي يتكــون منهــا ملفــه‪.‬‬

‫تمســك مــن خاللــه بالحصــول علــى جميــع‬ ‫وبعــد اال ّطــاع علــى ر ّد العــارض الــوارد بتاريــخ ‪ 26‬أكتوبــر ‪ 2020‬والــذي ّ‬
‫الوثائــق المطلوبــة مــن قبلــه حتــى يتم ّكــن مــن تســوية ملــف القضيــة العدليــة نهائيــا‪ ،‬مؤكــدا علــى أنــه وقــع تصنيفــه مــن‬
‫االموحــد للضحايــا بالصفــة ‪ 620‬كمــا تـ ّـم تمكينــه مــن‬
‫ّ‬ ‫قبــل الهيئــة كضحيــة حقــوق إنســان ووقــع إدراج اســمه ضمــن الســجل‬
‫شــهادة فــي جبــر الضــرر الفــردي وتمــت إحالــة ملفــه علــى لجنــة التحكيــم والمصالحــة بصفتــه متضـ ّـررا غيــر أنــه وقــع رفــض‬
‫لعــدم حضــور المكلــف العــام بنزاعــات الدولــة فــي حــق وزارة الشــباب والرياضــة وهــو مــا أ ّدى إلــى إحالــة الملــف علــى لجنــة‬
‫البحــث والتقصــي ومــن ثمــة إحالتــه علــى الدوائــر القضائيــة المتخصصــة مضيفــا بأنــه وباال ّطــاع علــى ملفــه الــذي بحــوزة‬
‫الرشــيف الوطنــي الحــظ خلـ ّـوه مــن أغلــب المعطيــات والتقاريــر والمؤيــدات وكذلــك مــن أعمــال البحــث والتقصــي‬ ‫مؤسســة أ‬
‫والتدقيــق‪ ،‬مالحظــا بأنــه لــم يتحصــل علــى أيــة وثائــق بطــرق خاصــة وإنمــا تحصــل عليهــا مــن قبــل هيئــة الحقيقــة والكرامــة‬
‫والتــي مــن بينهــا شــهادة فــي إســناد صفــة ضحيــة وق ـرار جبــر الضــرر الفــردي والتــي ال وجــود لهــا بملفــه المــودع بمؤسســة‬
‫الرشــيف الوطنــي هــي الجهــة القانونيــة الوحيــد‬ ‫الرشــيف الوطنــي وهــو مــا أثــار ريبتــه كمــا أضــاف العــارض بــأن مؤسســة أ‬‫أ‬
‫للجابــة عــن طلباتــه‪.‬‬
‫المخولــة إ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى المراســلة الموجهــة مــن قبــل هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة إلــى مؤسســة أ‬
‫الرشــيف الوطنــي بتاريــخ‬
‫الجــال بنتائــج جــرد حافظــات وحامــات أ‬
‫الوراق التــي‬ ‫‪ 18‬نوفمبــر ‪ 2020‬والتــي تدعوهــا مــن خاللهــا لمــد الهيئــة فــي أقــرب آ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫حولــت مــن رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة إلــى مؤسســة الرشــيف الوطنــي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل مديــر عــام أ‬
‫الرشــيف الوطنــي بتاريــخ ‪ 27‬جانفــي ‪ 2021‬والــذي أ ّكــد‬
‫أتمــت جــرد رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة مضيفــا بــأن عمليــة البحــث فــي‬ ‫أ‬
‫مــن خاللــه علــى أن مصالــح الرشــيف الوطنــي ّ‬
‫الرصيــد بينــت عــدم توفــر الوثائــق موضــوع طلــب العــارض‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫أ‬


‫وبعــد اال ّطــاع علــى القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪485‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من حيث الشكل‪:‬‬

‫مما يتعين معه قبولها من هذه الناحية‪.‬‬


‫قدمت الدعوى في آجالها القانونية ممن لها الصفة‪ّ ،‬‬
‫ حيث ّ‬
‫من جهة أ‬
‫الصل‪:‬‬
‫حيث تهدف الدعوى إلى إلزام مدير عام أ‬
‫الرشيف الوطني بتسليم العارض نسخة ورقية من الوثائق التالية‪:‬‬

‫–القرار النهائي لهيئة الحقيقة والكرامة المتعلق بالملف عدد ‪،024124-0101‬‬ ‫ ‬


‫–نسخة مع ّللة من قرار التصنيف‪،‬‬ ‫ ‬
‫–قرار ختم البحث‪،‬‬ ‫ ‬
‫–وثيقة قانونية تكشف حقيقة االنتهاكات التي تعرض لها العارض‪،‬‬ ‫ ‬
‫–تاريخ وعدد إ‬
‫الحالة على الدوائر القضائية المتخصصة‪،‬‬ ‫ ‬
‫–نسخة من الرائد الرسمي الذي ّتم بمقتضاه إدراج صفة العارض كمتضرر‪،‬‬ ‫ ‬
‫–مســتند‪ h‬فــي ذلــك إلــى ح ّقــه فــي النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليــه بالقانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪2016‬‬ ‫ ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫المـ ّ‬
‫المدعــى عليهــا فــي نطــاق ر ّدهــا علــى الدعــوى‪ ،‬بــأن ملــف العــارض موجــود ضمــن رصيــد هيئــة‬ ‫وحيــث أفــادت الجهــة ّ‬
‫الرشــيف الوطنــي وســعيا منهــا لالســتجابة لمطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة قامــت‬ ‫الحقيقــة والكرامــة الــذي تــم ترحيلــه إلــى أ‬
‫ّ‬
‫الرشــيف الوطنــي بدعــوة العــارض لال ّطــاع عليــه والحصــول علــى النســخ التــي تســتجيب لطلبــه غيــر أنــه بحضــور‬ ‫مصالــح أ‬
‫الرشــيف الوطنــي تبيــن لــه خلـ ّـو ملفــه مــن الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة مثلمــا‬ ‫المعــارض لــدى مؤسســة أ‬
‫تمســك بحقــه فــي الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة مــن قبلــه‬ ‫تثبتــه ذلــك الجــذاذة المصاحبــة للملــف‪ ،‬غيــر أن العــارض ّ‬
‫الرشــيف الوطنــي إدراجهــا بملفــه عــن طريــق عــدل منفــذ‬ ‫والتــي تحصــل علــى نســخة منهــا بطــرق خاصــة وطلــب مــن مؤسســة أ‬
‫ّ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وهــو مــا رفضتــه مصالــح الرشــيف الوطنــي التــي ال تضيــف وال تحــذف لي وثيقــة مــن ملــف تسـ ّلمته مــن أي جهــة حكوميــة‬
‫الرشــيف‬ ‫أو عموميــة‪ .‬كمــا أضافــت الجهــة المدعــى عليهــا صلــب تقريرهــا بــأن رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة المرحــل إلــى أ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الوراق حولــت دون جــرد وهــي بصــدد الجــرد وســوف يتـ ّـم مـ ّـد‬ ‫الوطنــي يحتــوي علــى عــدد هــام مــن الحافظــات وحامــات أ‬
‫المدعــى عليهــا تقريرهــا بنســخة مــن الجــذاذة‬‫العــارض بــأي وثيقــة لهــا عالقــة بملفــه فــي حــال وجودهــا‪ .‬كمــا أرفقــت الجهــة ّ‬
‫المصاحبــة لملــف العــارض والمبينــة للوثائــق التــي يتكــون منهــا ملفــه‪.‬‬

‫تمســك العــارض بحقــه فــي الحصــول علــى الوثائــق المطلوبــة مــن قبلــه حتــى يتســنى لــه االســتظهار بهــا لــدى‬ ‫وحيــث ّ‬
‫للجابــة عن‬ ‫أ‬
‫القضــاء العدلــي إلثبــات حقوقــه‪ ،‬مضيفــا بــأن مؤسســة الرشــيف الوطنــي هــي الجهــة القانونيــة الوحيــدة المخولــة إ‬
‫طلباتــه باعتبــار أنــه يمكنــه الولــوج إلــى قاعــدة البيانــات التــي تـ ّـم إعدادهــا مــن قبــل هيئــة الحقيقــة والكرامــة والتــي ســعت‬
‫مــن خاللهــا لتحويــل الملفــات الورقيــة إلــى معطيــات رقميــة محفوظــة بطــرق علميــة مســتنكرا بقــاء عـ ّـدة ملفــات دون جــرد‬
‫منــذ أكثــر مــن ســنتين‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪486‬‬
‫أن الدولة تضمن الحق في ال ّنفاذ إلى المعلومة‪.‬‬
‫نص الفصل ‪ 32‬من الدستور على ّ‬
‫وحيث ّ‬
‫أن الحــق فــي النفــاذ الــى المعلومــة يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي تـ ّـم تنظيــم طــرق‬
‫وحيــث ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق فــي‬ ‫أ‬
‫وإج ـراءات ممارســته بموجــب القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك بغــرض تحقيــق عــدة أ‬
‫الهــداف مــن بينهــا تعزيــز مبــدأي الشــفافية والمســاءلة فيمــا يتع ّلــق‬ ‫ّ‬
‫بالتصــرف فــي المرافــق العامــة‪.‬‬

‫النــف الذكــر أنّــه‪« :‬ال يمكــن للهيــكل المعنــي أن يرفــض طلــب النفــاذ إلــى‬ ‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 24‬مــن القانــون آ‬
‫المعلومــة إال إذا كان ذلــك يــؤدي إلــى إلحــاق ضــرر أ‬
‫بالمــن العــام أو بالدفــاع الوطنــي أو بالعالقــات الدوليــة فيمــا ي ّتصــل بهمــا‬ ‫ّ‬
‫أو بحقــوق الغيــر فــي حمايــة حياتــه الخاصــة ومعطياتــه الشــخصية وملكيتــه الفكريــة‪.‬‬

‫وال تعتبــر هــذه المجــاالت اســتثناءات مطلقــة لحــق ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة وتكــون خاضعــة لتقديــر المصلحــة العامــة‬
‫مــن تقديــم المعلومــة أو مــن عــدم تقديمهــا بالنســبة لــكل طلــب ويراعــى التناســب بيــن المصالــح الم ـراد حمايتهــا والغايــة‬
‫مــن مطلــب النفــاذ»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى مــن جهتــه الفصــل ‪ 26‬مــن ذات القانــون أنــه ال تنطبــق االســتثناءات المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 24‬مــن‬
‫النســان أو جرائــم الحــرب أو‬
‫هــذا القانــون‪ :‬علــى المعلومــات الضروريــة بغايــة الكشــف عــن االنتهــاكات الفادحــة لحقــوق إ‬
‫البحــث فيهــا أو تتبــع مرتكبيهــا‪ ،‬مــا لــم يكــن فــي ذلــك مســاس بالمصلحــة العليــا للدولــة‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 53‬لســنة ‪ 2013‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬ديســمبر ‪2013‬‬ ‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفصــل ‪ 68‬مــن القانــون أ‬
‫والمتعلــق بإرســاء العدالــة االنتقاليــة وتنظيمهــا أنــه‪« :‬تختتــم أعمــال الهيئــة بنهايــة الفتــرة المحـ ّـددة لهــا قانونــا وتســلم كل‬
‫الرشــيف الوطنــي أو إلــى مؤسســة مختصــة بحفــظ الذاكــرة الوطنيــة تحــدث للغــرض‪».‬‬ ‫وثائقهــا ومســتنداتها إلــى أ‬

‫الول مــن القانــون عــدد ‪ 95‬لســنة ‪ 1988‬المتعلــق أ‬


‫بالرشــيف علــى أن‬ ‫وحيــث اقتضــت أحــكام الفقــرة الثانيــة مــن الفصــل أ‬
‫النســان‬ ‫أ‬
‫أرصــدة الرشــيف تحفــظ وتجمــع لفائــدة الصالــح العــام تلبيــة لحاجيــات التصــرف والبحــث العلمــي وإثبــات حقــوق إ‬
‫وحمايــة الت ـراث الوطني‪».‬‬

‫ـص الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون المذكــور أن هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة تتولــى بالخصــوص البــت فــي الدعــاوى‬ ‫وحيــث نـ ّ‬
‫المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة وأنــه يمكنهــا للغــرض القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى‬
‫الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪ ،‬كمــا اقتضــى الفصــل ‪39‬‬
‫مــن نفــس القانــون أنــه يتعيــن علــى رؤســاء الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام القانــون تقديــم كافــة التســهيالت الممكنــة والضروريــة‬
‫لهيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة لممارســة مهامهــا‪.‬‬
‫وحيــث تولــت الهيئــة فــي نطــاق التحقيــق فــي الدعــوى مطالبــة مؤسســة أ‬
‫الرشــيف الوطنــي بنتائــج جــرد حافظــات‬
‫الوراق التــي حولــت مــن رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة إلــى مؤسســة أ‬
‫الرشــيف الوطنــي والتــي بقيــت دون جــرد‬ ‫وحامــات أ‬
‫ّ‬
‫ـت فــي القضيــة‪.‬‬
‫وذلــك حتــى يتس ـ ّنى لهــا البـ ّ‬
‫وحيــث توصلــت الهيئــة بتقريــر إضافــي مــن قبــل مديــر عــام أ‬
‫الرشــيف الوطنــي أ ّكــد مــن خاللــه علــى أن مصالــح‬
‫أتمــت جــرد رصيــد هيئــة الحقيقــة والكرامــة مضيفــا بــأن عمليــة البحــث فــي الرصيــد بينــت عــدم توفــر‬ ‫أ‬
‫الرشــيف الوطنــي ّ‬
‫الوثائــق موضــوع طلــب العــارض‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪487‬‬
‫وحيــث لئــن كان الحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬يعـ ّـد ح ًقــا أساسـ ًـيا لــكل شــخص طبيعــي أو معنــوي ّإل أن ممارســة‬
‫المدعــى‬
‫هــذا الحــق واالنتفــاع بــه تبقــى مرتبطــة وثيــق االرتبــاط بالوجــود المــا ّدي والقانونــي للمعلومــة المطلوبــة لــدى الجهــة ّ‬
‫عليهــا‪.‬‬
‫وحيــث طالمــا لــم يثبــت للهيئــة مــن خــال التحقيــق فــي الدعــوى‪ ،‬أن مؤسســة أ‬
‫الرشــيف الوطنــي تتحـ ّـوز علــى الوثائــق‬
‫مما ال يمكــن معــه بالتالــي للهيئة االســتجابة‬
‫يتوصــل العــارض إلــى إثبــات ذلــك ّ‬
‫موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة كمــا لــم ّ‬
‫أ‬
‫لطلــب العــارض فــي الحصــول علــى نســخة مــن الوثائــق موضــوع مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬المــر الــذي يتجــه معــه‬
‫بالتالــي التصريــح برفــض الدعــوى أصــا‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قبول الدعوى شكال ورفضها أصال‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 28‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس وعضويــة السـ ّـيدات والســادة أعضــاء المجلــس هاجــر الطرابلســي ومنــى الدهــان وريــم‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫العبيــدي ورقيــة الخماســي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني وخالــد الســامي‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪488‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:29‬‬
‫يمكــن لطالــب النفــاذ عنــد رفضه القـرار المتخــذ بخصــوص مطلبــه‪ ،‬التظ ّلم لدى‬
‫العــام‬ ‫رئيــس الهيــكل المعنــي فــي أجــل أقصــاه العشــرين (‪ )20‬يومــا التــي تلــي إ‬
‫الجــال الممكنــة علــى أن ال‬ ‫بالقـرار‪ .‬ويتعيــن علــى رئيــس الهيــكل الــرد فــي أقــرب آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتجــاوز ذلــك أجــا أقصــاه عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ إيــداع مطلــب التظ ّلــم‪.‬‬
‫الجل‪ ،‬رفضا ضمن ّيا‪.‬‬ ‫ويعتبر عدم رد رئيس الهيكل المعني خالل هذا أ‬
‫ّ‬
‫كمــا يمكــن لطالــب النفــاذ الطعــن مباشــرة فــي قـرار الهيــكل المعنــي لــدى هيئــة‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 37‬مــن هــذا القانــون‪.‬‬

‫الفصل ‪:30‬‬
‫يمكــن لطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــي حالــة رفــض مطلــب التظ ّلــم مــن قبــل‬
‫توصله‬
‫رئيــس الهيــكل أو عنــد عــدم ر ّده خــال أجــل عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ ّ‬
‫بالمطلــب أن يطعــن فــي هــذا القـرار لــدى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة المشــار‬
‫إليهــا بالفصــل ‪ 37‬مــن هــذا القانــون وذلــك خــال أجــل ال يتجــاوز العشــرين‬
‫(‪ )20‬يومــا مــن تاريــخ بلــوغ قـرار الرفــض الصــادر عــن رئيــس الهيــكل إليــه أو مــن‬
‫تاريــخ الرفــض الضمني‪ .‬‬

‫الفصل ‪:31‬‬
‫يمكــن لطالــب النفــاذ أو للهيــكل المعنــي الطعــن فــي ق ـرار هيئــة النفــاذ إلــى‬
‫الداريــة‪ ،‬فــي أجــل الثالثيــن (‪ )30‬يومــا مــن‬
‫المعلومــة اســتئنافيا أمــام المحكمــة إ‬
‫العــام بــه‪.‬‬
‫تاريــخ إ‬
‫القرار عدد ‪ 1960‬بتاريخ ‪ 26‬فيفري ‪2021‬‬

‫الجمعية التونسية لتصحيح المسار في شخص ممثلها القانوني ‪ /‬وزير الصحة‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تقديــم مطلــب نفــاذ‪ ،‬رفــض ضمنــي‪ ،‬مطلــب تظلــم‪ ،‬أزمــة صح ّيــة‪ ،‬كوفيــد ‪ ،19‬تعليــق أجــال التقاضــي‪،‬‬
‫الدعــوى ســابقة ألوانهــا‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫الطــار ليســت تلــك المتعلقــة‬ ‫آ‬


‫أن النصــوص القانونيــة المتعلقــة بالجــال والمنطبقــة فــي هــذا إ‬ ‫وحيــث ّ‬
‫الصحــي التــي تعيشــها البــاد‪ ،‬وإنّمــا تنطبــق‬
‫ّ‬ ‫بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة نظـرا إلــى وضعيــة الحجــر‬
‫أ‬
‫أحــكام مرســوم رئيــس الحكومــة عــدد ‪ 8‬لســنة ‪ 2020‬المــؤرخ فــي ‪ 17‬أفريــل ‪ 2020‬والمــر الحكومــي عــدد‬
‫‪ 311‬لســنة ‪ 2020‬المــؤرخ فــي ‪ 15‬مــاي ‪2020‬‬

‫المدعيــة المذكــورة فــي شــخص ممثلهــا القانونــي أعــاه بتاريــخ ‪4‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تقدمــت بتاريــخ ‪ 27‬فيفــري ‪ 2020‬بمطلــب نفــاذ إلــى‬ ‫والمتضمنــة أنّهــا ّ‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪1960‬‬
‫ّ‬ ‫مــاي ‪2020‬‬
‫الصحــة قصــد الحصــول علــى نســخة مــن محضــر جلســة مجلــس التأديــب المقتــرح بطلــب مــن التفقديــة‬ ‫المعلومــة إلــى وزارة ّ‬
‫الطبيــة بــوزارة الصحــة والقـرار المتخــذ فــي شــأن الســيد مـراد قــاروش طبيــب بمستشــفى قرمباليــة‪ ،‬غيــر أنّهــا لــم تتلـ ّـق ر ّدا‬
‫الصحــة بتمكينهــا‬ ‫علــى مطلبهــا رغــم مــرور أ‬
‫الجــل القانونــي‪ ،‬االمــر الــذي دفعهــا للقيــام بدعــوى الحــال طالبــة إلـزام وزيــر‬
‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫أ‬
‫مــن الوثيقــة المطلوبــة‪ ،‬مســتندة فــي ذلــك علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعــد اال ّطــاع علــى التقريــر المدلــى بــه مــن قبــل وزيــر الصحــة بتاريــخ ‪ 27‬مــاي ‪ 2020‬المتضمــن بالخصــوص ّ‬
‫أن‬
‫الجــال القانونيــة للطعــن‬ ‫الطعــن المقــدم مــن المدعيــة لــدى الهيئــة كان بتاريــخ ‪ 4‬مــاي ‪ 2020‬وهــو بذلــك قــد تجــاوز آ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 29‬و‪ 30‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2019‬المتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫والمتمثلــة فــي عشــرون يومــا مــن تاريــخ الرفــض الضمنــي بعــدم االجابــة‪.‬‬

‫الدعوى‪.‬‬ ‫وبعد اال ّطالع على بقية مظروفات ّ‬


‫الملف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في ّ‬
‫ وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بحـ ّـق‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪490‬‬
‫قررت الهيئة ما يلي‬
‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬
‫حيــث دفعــت الجهــة المدعــى عليهــا برفــض الدعــوى شــكال لعــدم احتـرام العارضــة أ‬
‫للجــل المنصــوص عليــه قانونــا‬
‫للطعــن فــي قـرار رفــض النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫الطــار ليســت تلــك المتعلقــة بالحــق فــي النفــاذ‬ ‫آ‬


‫أن النصــوص القانونيــة المتعلقــة بالجــال والمنطبقــة فــي هــذا إ‬
‫وحيــث ّ‬
‫الصحــي التــي تعيشــها البــاد‪ ،‬وإنّمــا تنطبــق أحــكام مرســوم رئيــس الحكومــة عــدد‬
‫ّ‬ ‫إلــى المعلومــة نظـرا إلــى وضعيــة الحجــر‬
‫والمــر الحكومــي عــدد ‪ 311‬لســنة ‪ 2020‬المــؤرخ فــي ‪ 15‬مــاي ‪2020‬‬ ‫‪ 8‬لســنة ‪ 2020‬المــؤرخ فــي ‪ 17‬أفريــل ‪ 2020‬أ‬

‫الول مــن مرســوم رئيــس الحكومــة عــدد ‪ 8‬لســنة ‪ 2020‬المــؤرخ فــي ‪17‬‬ ‫الولــى مــن الفصــل أ‬ ‫وحيــث نصــت الفقــرة أ‬
‫والجــال المنصــوص عليهــا بالنصــوص‬ ‫والجــال‪ ،‬علــى وجوبيــة تعليــق الجـراءات آ‬ ‫أفريــل ‪ 2020‬والمتعلــق بتعليــق الجـراءات آ‬
‫إ‬ ‫إ‬
‫القانونيــة الجــاري بهــا العمــل وخاصــة تلــك المتعلقــة برفــع الدعــاوى وتقييدهــا ونشــرها واســتدعاء الخصــوم واالدخــال‬
‫والتداخــل والطعــون مهمــا كانــت طبيعتهــا والتبليــغ والتنابيــه والمطالــب واالعالمــات ومذكـرات الطعــن والدفــاع والتصاريــح‬
‫آ‬
‫والترســيم واالشــهارات والتحييــن والتنفيــذ والتقــادم والســقوط‪ .‬كمــا تع ّلــق الجــال إ‬
‫والجـراءات المتعلقــة بااللتزامــات المعلقــة‬
‫علــى شــرط أو أجــل‪.‬‬
‫وحيــث نــص الفصــل ‪ 2‬مــن المرســوم المذكــور الــذي وضــح أن التعليــق المشــار إليــه بالفصــل أ‬
‫الول يســري بدايــة مــن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 11‬مــارس ‪ 2020‬ويســتأنف احتســاب آ‬
‫الجــال المذكــورة بعــد شــهر مــن تاريــخ نشــر أمــر حكومــي فــي الغــرض‪.‬‬
‫المــر الحكومــي عــدد ‪ 311‬لســنة ‪ 2020‬مــؤرخ فــي ‪ 15‬مــاي ‪ 2020‬والمتعلــق بتعليــق آ‬
‫الجــال‬ ‫وحيــث صــدر هــذا أ‬
‫ّ‬
‫أن احتســاب أجــل الشــهر المنصــوص عليــه بالفصــل ‪ 2‬المذكــور ينطلــق ابتــداء مــن تاريــخ نشــر هــذا‬
‫والجـراءات ونــص علــى ّ‬ ‫إ‬
‫أ‬
‫المــر الحكومــي بالرائــد الرســمي للجمهوريــة التونســية‪.‬‬

‫أن العارضــة تو ّلــت تقديــم مطلــب النفــاذ إلــى المعلومــة موضــوع هــذه الدعــوى بتاريــخ‬
‫وحيــث ثبــت مــن أوراق الملــف ّ‬
‫الجــال حســب المرســوم الســالف الذكــر يســري بدايــة مــن ‪ 11‬مــارس ‪ ،2020‬وتســتأنف احتســاب‬ ‫‪ 27‬فيفــري ‪ 2020‬وأن تعليــق آ‬
‫ّ‬
‫الجــال حســب أ‬
‫المــر الحكومــي المذكــور ابتــداء مــن ‪ 15‬جــوان ‪2020‬‬ ‫آ‬

‫وحيــث أن اســتئناف احتســاب آ‬


‫الجــال بالنســبة لملــف العارضــة تطبيقــا لمــا ســبق بيانــه يكــون ابتــداءا مــن تاريــخ ‪15‬‬ ‫ّ‬
‫ممــا يكــون معــه قيامهــا بتاريــخ ‪ 4‬مــاي ســابقا‬
‫وأن آخــر أجــل لقيامهــا بدعواهــا هــو يــوم ‪ 13‬جويليــة ‪ّ ،2020‬‬
‫جــوان ‪ّ ،2020‬‬
‫الدفــع الماثــل ورفــض الدعــوى شــكال‪.‬‬ ‫آ‬
‫يتعيــن معــه قبــول ّ‬
‫للجــال القانونيــة وهــو مــا ّ‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رفض الدعوى شكالً‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪491‬‬
‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة‬ ‫الســيد عدنــان أ‬

‫الد ّهــان وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن‬


‫أعضــاء المجلــس‪ ،‬رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى ّ‬
‫عبــد اللــه‪.‬‬

‫يراجع في نفس السياق ‪ 2175‬والقرار ‪ 2176‬و‪ 2177‬بتاريخ ‪ 4‬فيفري ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪492‬‬
‫القرار عدد ‪ 3052‬بتاريخ ‪ 26‬فيفري ‪:202‬‬

‫مرصد رقابة» في شخص ممثله القانوني ‪/‬‬


‫المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير في شخص ممثله القانوني‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •فض ضمني‪ ،‬مطلب تظلم‪ ،‬أخر أجل للقيام‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث أقتضــى الفصــل ‪ 29‬مــن ذات القانــون أنّــه‪ »:‬يمكــن لطالــب النفــاذ عنــد رفضــه الق ـرار المتخــذ‬
‫بخصــوص مطلبــه‪ ،‬التظ ّلــم لــدى رئيــس الهيــكل المعنــي فــي أجــل أقصــاه العشــرين (‪ )20‬يومــا ا ّلتــي تلــي‬
‫الجــال الممكنــة علــى أن ال يتجــاوز ذلــك‬ ‫العــام بالق ـرار‪ .‬ويتعيــن علــى رئيــس الهيــكل الــرد فــي أقــرب آ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إ‬
‫أجــا أقصــاه عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ إيــداع مطلــب التظ ّلــم‪ .‬ويعتبــر عــدم رد رئيــس الهيــكل المعنـ ّ‬
‫ـي‬
‫رفضــا ضمن ّيــا‪.‬‬
‫الجــل‪ً ،‬‬ ‫خــال هــذا أ‬

‫كمــا يمكــن لطالــب النفــاذ الطعــن مباشــرة فــي ق ـرار الهيــكل المعنــي لــدى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصــل ‪ 37‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪،2016‬‬ ‫وحيــث أنّــه تطبيقــا ألحــكام الفصــول المشــار إليهــا أعــاه مــن القانــون أ‬
‫ممــا يغــدو معــه بالتالــي قيامــه‬
‫يكــون آخــر أجــل لقيــام العــارض بدعــواه موافقــا ليــوم ‪ 15‬فيفــري‪ّ ،2021‬‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الـ ّـذي ي ّتجــه معــه التصريــح‬ ‫بدعــوى الحــال فــي ‪ 17‬فيفــري ‪ 2021‬حاصــا خــارج آ‬
‫برفــض الدعــوى شــكال‪.‬‬

‫المدعــي أعــاه فــي شــخص ممثلــه القانونــي بتاريــخ ‪ 17‬فيفــري‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقـ ّـدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة فــي ‪ 7‬ديســمبر ‪2020‬‬
‫ّ‬ ‫والمرســمة بكتابــة الهيئــة تحــت عــدد ‪3052‬‬
‫ّ‬ ‫‪2021‬‬
‫إلــى المديــر العــام للمستشــفى الجامعــي فطومــة بورقيبــة بالمنســتير قصــد الحصــول علــى نســخة ورقيــة مــن تقريــر مراجــع‬
‫الحســابات حــول القوائــم المالية(العــام والخــاص) مــن ســنة ‪ 2016‬إلــى موفــى ســنة ‪ 2019‬ونســخة مــن تقريــر مراجــع‬
‫الداريــة والماليــة والمحاســبية ونســخة مــن تقاريــر النشــاط لنفــس الفتــرة‪،‬‬ ‫بالجـراءات إ‬ ‫الحســابات للرقابــة الداخليــة المتعلــق إ‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫غيــر أنّــه لــم يتلـ ّـق ر ّدا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء الجــال القانونيــة‪ ،‬المــر الــذّ ي دفعــه للقيــام ّ‬
‫بالدعــوى الماثلــة قصــد إلـزام‬
‫الساســي عــدد ‪22‬‬ ‫الجهــة المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الحصــول علــى المعلومــة المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬ ‫لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪493‬‬
‫بقية مظروفات الم ّلف وعلى ما يفيد استيفاء إجراءات التحقيق في الدعوى‪.‬‬
‫وبعد اال ّطالع على ّ‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫المدعــي تقـ ّـدم بمطلــب فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 7‬ديســمبر‬
‫أن ّ‬ ‫حيــث يتبيــن بالرجــوع إلــى وثائــق الملــف ّ‬
‫ممــا يكــون معــه قــد تو ّلــد عــن ذلــك رفضــا ضمنيــا لطلــب‬
‫الصمــت تجــاه مطلبــه‪ّ ،‬‬
‫المدعــى عليهــا التزمــت ّ‬‫وأن الجهــة ّ‬ ‫‪ّ ،2020‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 27‬ديســمبر ‪ ،2020‬فتقـ ّـدم بمطلــب تظلــم بتاريــخ ‪ 18‬جانفــي ‪ 2021‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا‬
‫علــى تظلمــه‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪24‬‬ ‫أ‬


‫وحيــث أقتضــى الفصــل ‪ 15‬وحيــث إقتضــى الفصــل ‪ 15‬مــن القانــون الساســي عــ‪22‬ـــدد لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مــا يلــي‪« :‬يعتبــر عــدم ر ّد الهيــكل المعنــي علــى مطلــب النفــاذ فــي‬
‫الجــال القانونيــة المنصــوص عليهــا بهــذا القانــون‪ ،‬رفضــا ضمنيــا يفتــح المجــال لطالــب النفــاذ فــي الطعــن فــي قـرار‬ ‫آ‬
‫الهيــكل وفقــا ل إلجـراءات المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 30‬و ‪ 31‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬

‫وحيــث أقتضــى الفصــل ‪ 29‬مــن ذات القانــون أنّــه‪ »:‬يمكــن لطالــب النفــاذ عنــد رفضــه الق ـرار المتخــذ بخصــوص‬
‫العــام بالقـرار‪ .‬ويتع ّيــن‬ ‫مطلبــه‪ ،‬التظ ّلــم لــدى رئيــس الهيــكل المعنــي فــي أجــل أقصــاه العشــرين (‪ )20‬يومــا ا ّلتــي تلــي إ‬
‫الجــال الممكنــة علــى أن ال يتجــاوز ذلــك أجــا أقصــاه عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ‬ ‫علــى رئيــس الهيــكل الــرد فــي أقــرب آ‬
‫ّ‬
‫أ‬
‫رفضــا ضمن ّيــا‪.‬‬
‫ـي خــال هــذا الجــل‪ً ،‬‬ ‫إيــداع مطلــب التظ ّلــم‪ .‬ويعتبــر عــدم رد رئيــس الهيــكل المعنـ ّ‬
‫كمــا يمكــن لطالــب النفــاذ الطعــن مباشــرة فــي قـرار الهيــكل المعنــي لــدى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص‬
‫عليهــا بالفصــل ‪ 37‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬


‫ـص الفصــل ‪ 30‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬‫وحيــث نـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مــا يلــي‪« :‬يمكــن لطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــي حالــة رفــض مطلــب التظلــم مــن قبــل‬
‫رئيــس الهيــكل أو عنــد عــدم ر ّده خــال أجــل عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ توصلــه بالمطلــب أن يطعــن فــي هــذا القـرار‬
‫لــدى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة وذلــك خــال أجــل ال يتجــاوز العشــرين (‪ )20‬يومــا مــن تاريــخ بلــوغ ق ـرار الرفــض‬
‫الصــادر عــن رئيــس الهيــكل إليــه أو مــن تاريــخ الرفــض الضمنــي»‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ ،2016‬يكــون آخــر‬ ‫وحيــث أنــه تطبيقــا ألحــكام الفصــول المشــار إليهــا أعــاه مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ممــا يغــدو معــه بالتالــي قيامــه بدعــوى الحــال فــي ‪ 17‬فيفــري‬
‫أجــل لقيــام العــارض بدعــواه موافقــا ليــوم ‪ 15‬فيفــري‪ّ ،2021‬‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذّ ي ي ّتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى شــكال‪.‬‬ ‫‪ 2021‬حاصــا خــارج آ‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪494‬‬
‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أوال‪ :‬رفض الدعوى شكال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 26‬فيفــري ‪ 2021‬برئاســة‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة الســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الطرابلســي وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ومحمــد القســنطيني ورفيــق بــن عبــد اللــه‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪495‬‬
‫القرار عدد ‪ 3749‬بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪2021‬‬

‫م‪.‬ر‪.‬ت ‪ /‬رئيس بلدية صفاقس‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تقديم مطلب نفاذ‪ ،‬رفض ضمني‪ ،‬أخر أجل‪ ،‬عطلة عيد الفطر‪ ،‬امتداد أ‬
‫الجل لليوم الموالي‪،‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث أن يومــي ‪13‬و ‪ 14‬مــاي ‪ 2021‬يصادفــان عطلــة عيــد الفطــر فإنــه يقــع بدايــة احتســاب اجــل‬
‫العشــرين يومــا لتقديــم العريضــة بدايــة مــن اليــوم الموالــي أي يــوم ‪ 15‬مــاي‪.2021‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 09‬جــوان ‪2021‬‬‫المقدمــة مــن ّ‬ ‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه تقّــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة فــي ‪ 22‬أفريــل ‪ 2021‬إلــى رئيــس بلديــة‬ ‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪3749‬‬
‫صفاقــس قصــد الحصــول علــى نســخة مــن محاضــر قيــس درجــات الضجيــج المســتند عليهــا فــي مراســلة بلديــة صفاقــس‬
‫الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪2016‬‬ ‫عــدد ‪ 648‬بتاريــخ ‪ 24‬فيفــري‪ 2021‬باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر ا ّلــذي‬ ‫المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المدعــي عليهــا بتمكينــه مــن الحصــول علــى المعلومــات المطلوبــة‬ ‫بالدعــوى الماثلــة وذلــك قصــد إلـزام الجهــة ّ‬ ‫دفعــه للقيــام ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي ال ّنفــاذ إلــى‬ ‫باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫المعلومــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫المدعــي تقـ ّـدم بطلــب فــي ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 22‬أفريــل ‪،2021‬‬
‫أن ّ‬‫يتبيــن بالرجــوع إلــى وثائــق الملــف ّ‬
‫حيــث ّ‬
‫ممــا يكــون معــه قــد تو ّلــد عــن ذلــك رفضــا ضمنيــا لطلــب النفــاذ‬
‫المدعــى عليهــا التزمــت الصمــت تجــاه مطلبــه‪ّ ،‬‬
‫وأن الجهــة ّ‬
‫ّ‬
‫إلــى المعلومــة فــي تاريــخ ‪ 13‬مــاي‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪496‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 15‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الجــال القانونيــة المنصوص‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مــا يلــي‪« :‬يعتبــر عــدم رد الهيــكل المعنــي علــى مطلــب النفــاذ فــي آ‬
‫ّ‬
‫عليهــا بهــذا القانــون‪ ،‬رفضــا ضمنيــا يفتــح المجــال لطالــب النفــاذ فــي الطعــن فــي قــرار الهيــكل وفقــا ل إلجــراءات‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 30‬و‪ 31‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 30‬مــن نفــس القانــون أنّــه «يمكــن لطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــي حالــة رفــض مطلــب‬
‫التظلــم مــن قبــل رئيــس الهيــكل أو عنــد عــدم ر ّده خــال أجــل عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ توصلــه بالمطلــب أن يطعــن‬
‫فــي هــذا الق ـرار لــدى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة المشــار إليهــا بالفصــل ‪ 37‬مــن هــذا القانــون وذلــك خــال أجــل‬
‫ال يتجــاوز العشــرين (‪ )20‬يومــا مــن تاريــخ بلــوغ ق ـرار الرفــض الصــادر عــن رئيــس الهيــكل إليــه أومــن تاريــخ الرفــض‬
‫الضمنــي‪».‬‬

‫وحيــث أن يومــي ‪13‬و ‪ 14‬مــاي ‪ 2021‬يصادفــان عطلــة عيــد الفطــر فإنــه يقــع بدايــة احتســاب اجــل العشــرين يومــا‬
‫لتقديــم العريضــة بدايــة مــن اليــوم الموالــي أي يــوم ‪ 15‬مــاي‪.2021‬‬

‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ ،2016‬يغــدو آخــر‬ ‫وحيــث أنــه تطبيقــا ألحــكام الفصليــن المشــار إليهمــا أعــاه مــن القانــون أ‬
‫ّ‬
‫ممــا يكــون معــه بالتالــي قيامــه بدعــوى الحــال فــي ‪09‬‬
‫أجــل لقيــام العــارض بدعواهــا موافقــا ليــوم ‪ 03‬جــوان ‪ّ ،2021‬‬
‫أ‬ ‫آ‬
‫جــوان‪ 2021‬حاصــا خــارج الجــال القانونيــة‪ ،‬المــر الــذي ي ّتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى شــكال ً‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رفض الدعوى شكالً‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا القـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 16‬ســبتمبر ‪ 2021‬برئاســة‬
‫رقيــة الخماســي ومنــى الدهــان وهاجــر‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الطرابلســي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪497‬‬
‫القرار عدد ‪ 4024‬بتاريخ ‪ 9‬سبتمبر ‪.2021‬‬

‫السن في شخص ممثلها القانوني‬


‫ّ‬ ‫ح‪.‬ه ‪ /‬وزارة المرأة واالسرة وكبار‬
‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •رفض ضمني‪،‬أجل الطعن‪ ،‬أخر أجل يصادف يوم عطلة أسبوعية‪ ،‬امتداد أ‬
‫الجل‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫وحيــث أن يــوم ‪ 4‬جــوان ‪ 2021‬يصــادف يــوم عطلــة أســبوعية فــإن أ‬


‫الجــل يمتـ ّـد إلــى اليــوم الموالــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ممــا يكــون معــه بالتالــي قيامــه بدعــوى الحــال فــي ‪23‬‬
‫ليكــون بذلــك آخــر أجــل موافقــا ليــوم ‪ 5‬جــوان‪ّ ،‬‬
‫الجــال القانونيــة‪ ،‬أ‬
‫المــر الــذي ي ّتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى شــكالً‪.‬‬ ‫أوت ‪ 2021‬حاصــا خــارج آ‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعــي المذكــور أعــاه بتاريــخ ‪ 23‬أوت ‪2021‬‬ ‫المقدمــة مــن ّ‬
‫الدعــوى ّ‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة ّ‬
‫والمتضمنــة أنّــه ت ّقــدم بمطلــب نفــاذ إلــى المعلومــة فــي ‪ 25‬مــاي ‪ 2021‬إلــى وزيــرة المـرأة واالســرة‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪4024‬‬
‫ـن قصــد الحصــول علــى المعلومــة المتعلقــة بالوضعيــة القانونيــة لروضــة أطفــال «‪ »Youpi‬الكائنــة بإقامــة ســانية‬ ‫وكبــار السـ ّ‬
‫أ‬
‫بوحاجــب نهــج االمــام بــن عرفــة بالمرســى باالســتناد إلــى أحــكام القانــون الساســي عــدد‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪24‬‬
‫الجــال القانونيــة‪،‬‬ ‫مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬غيــر أنــه لــم يتلــق ردا علــى مطلبــه رغــم انقضــاء آ‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أ‬
‫المدعــى عليهــا بتمكينــه مــن الحصــول علــى المعلومــة‬
‫بالدعــوى الماثلــة وذلــك قصــد إلـزام الجهــة ّ‬ ‫المــر ا ّلــذي دفعــه للقيــام ّ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬المتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫المطلوبــة باالســتناد إلــى أحــكام القانــون أ‬
‫ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬

‫وبعد اال ّطالع على ّ‬


‫بقية مظروفات الملف‪.‬‬
‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس‪ 2016‬المتعلــق بالحــق فــي‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة الشكل‪:‬‬

‫المدعــي تقـ ّـدم بطلــب فــي النفــاذ إلــى المعلومــة بتاريــخ ‪ 25‬مــاي ‪،2021‬‬‫أن ّ‬‫يتبيــن بالرجــوع إلــى وثائــق الملــف ّ‬
‫حيــث ّ‬
‫ممــا يكــون معــه قــد تو ّلــد عــن ذلــك رفضــا ضمنيــا لطلــب النفــاذ‬
‫المدعــى عليهــا التزمــت الصمــت تجــاه مطلبــه‪ّ ،‬‬
‫وأن الجهــة ّ‬
‫ّ‬
‫إلــى المعلومــة فــي تاريــخ ‪ 15‬جــوان ‪.2021‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪498‬‬
‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق‬ ‫أ‬
‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 15‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫الجــال القانونيــة المنصوص‬ ‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة مــا يلــي‪« :‬يعتبــر عــدم رد الهيــكل المعنــي علــى مطلــب النفــاذ فــي آ‬
‫ّ‬
‫عليهــا بهــذا القانــون‪ ،‬رفضــا ضمنيــا يفتــح المجــال لطالــب النفــاذ فــي الطعــن فــي قــرار الهيــكل وفقــا ل إلجــراءات‬
‫المنصــوص عليهــا بالفصليــن ‪ 30‬و‪ 31‬مــن هــذا القانــون»‪.‬‬

‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 30‬مــن نفــس القانــون أنّــه «يمكــن لطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة فــي حالــة رفــض مطلــب‬
‫التظلــم مــن قبــل رئيــس الهيــكل أو عنــد عــدم ر ّده خــال أجــل عشــرة (‪ )10‬أيــام مــن تاريــخ توصلــه بالمطلــب أن يطعــن‬
‫فــي هــذا الق ـرار لــدى هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة المشــار إليهــا بالفصــل ‪ 37‬مــن هــذا القانــون وذلــك خــال أجــل‬
‫ال يتجــاوز العشــرين (‪ )20‬يومــا مــن تاريــخ بلــوغ ق ـرار الرفــض الصــادر عــن رئيــس الهيــكل إليــه أومــن تاريــخ الرفــض‬
‫الضمنــي‪».‬‬
‫وحيــث أنــه تطبيقــا ألحــكام الفصليــن المشــار إليهمــا أعــاه مــن القانــون أ‬
‫الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ ،2016‬يغــدو آخــر‬ ‫ّ‬
‫أجــل لقيــام العــارض بدعــواه موافقــا ليــوم ‪ 4‬جــوان ‪.2021‬‬
‫وحيــث أن يــوم ‪ 4‬جــوان ‪ 2021‬يصــادف يــوم عطلــة أســبوعية فــإن أ‬
‫الجــل يمتـ ّـد إلــى اليــوم الموالــي ليكــون بذلــك‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫آ‬
‫ممــا يكــون معــه بالتالــي قيامــه بدعــوى الحــال فــي ‪ 23‬أوت ‪ 2021‬حاصــا خــارج الجــال‬ ‫آخــر أجــل موافقــا ليــوم ‪ 5‬جــوان‪ّ ،‬‬
‫أ‬
‫القانونيــة‪ ،‬المــر الــذي ي ّتجــه معــه التصريــح برفــض الدعــوى شــكال ً‬

‫ولهذه أ‬
‫السبـاب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رفض الدعوى شكالً‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 9‬ســبتمبر‪ 2021‬برئاســة‬
‫رقيــة الخماســي وريــم العبيــدي ومنــى‬ ‫أ‬
‫والســادة أعضــاء المجلــس ّ‬
‫السـ ّـيد عدنــان الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪ ،‬وعضويــة السـ ّـيدات ّ‬
‫الدهــان وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪499‬‬
‫ّ‬
‫أهم المبادئ التي تم تكريسها صلب‬
‫قرارات هيئة النفاذ إلى المعلومة‬
‫سنة ‪2021‬‬

‫الفصل ‪:38‬‬
‫تتو ّلى الهيئة بالخصوص‪:‬‬
‫ •البــت فــي الدعــاوى المرفوعــة لديهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى المعلومــة‪.‬‬
‫وللغــرض يمكنهــا عنــد االقتضــاء القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن‬
‫المــكان لــدى الهيــكل المعنــي ومباشــرة جميــع إجـراءات التحقيــق وســماع كل‬
‫شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪،‬‬
‫ •إعالم كل من الهياكل المعنية وطالب النفاذ بصفة شخصية بقراراتها‪،‬‬
‫ •نشر قراراتها بموقع الواب الخاص بها‪،‬‬
‫ •متابعــة االلتـزام بإتاحــة المعلومــة بمبــادرة مــن الهيــكل المعنــي بخصــوص‬
‫المعلومــات المنصــوص عليهــا بالفصــول ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬مــن هــذا القانــون وذلــك‬
‫إمــا تلقائيــا مــن الهيئــة أو علــى إثــر تشــكيات مــن الغيــر‪،‬‬
‫ •إبــداء الـرأي وجوبــا فــي مشــاريع القوانيــن والنصــوص الترتيبيــة ذات العالقة‬
‫بمجــال النفــاذ إلــى المعلومة‪،‬‬
‫ •العمــل علــى نشــر ثقافــة النفــاذ إلــى المعلومــة بالتنســيق مــع الهيــاكل‬
‫الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون والمجتمــع المدنــي مــن خــال القيــام‬
‫بأنشــطة تحسيســية وتكوينيــة لفائــدة العمــوم‪،‬‬
‫الدلــة الالزمــة حــول حــق النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬توضــع هــذه أ‬
‫الدلــة‬ ‫ •إعــداد أ‬
‫علــى ذمــة العمــوم وتنشــر وجوبــا بركــن خــاص بالنفــاذ إلــى المعلومــة‬
‫بموقــع الــواب‪.‬‬
‫ •القيــام بتقييــم دوري حــول مــدى تكريــس حــق النفــاذ إلــى المعلومــة مــن‬
‫طــرف الهيــاكل الخاضعــة ألحــكام هــذا القانــون‪......،‬‬
‫القرار عدد ‪ 2107‬بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪2020‬‬

‫ن‪.‬م ‪ /‬وزير الشؤون الثقافية‬


‫المفاتيح‪:‬‬

‫ •تحرش جنسي‪ ،‬فتح تحقيق‪ ،‬عدم إختصاص‪.‬‬

‫المبـــــــــــــدأ‬

‫أن مثــل هــذا الطلــب يخــرج تمامــا عــن صالحيــات هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليهــا‬
‫وحيــث ّ‬
‫بالقانــون عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومة‪،‬‬
‫أ‬
‫المــر ا ّلــذي يتع ّيــن معــه بالتالــي رفــض الدعــوى لعــدم االختصــاص‪.‬‬

‫والمرســمة بكتابــة‬
‫ّ‬ ‫المدعيــة المذكــورة أعــاه بتاريــخ ‪ 7‬جويليــة ‪2020‬‬ ‫بعــد اال ّطــاع علــى عريضــة الدعــوى ّ‬
‫المقدمــة مــن ّ‬
‫تعرضهــا للتحــرش الجنســي مــن طــرف‬
‫والمتضمنــة طلــب مســاعدة الهيئــة للحصــول علــى حقهــا إثــر ّ‬
‫ّ‬ ‫الهيئــة تحــت عــدد ‪2107‬‬
‫زميــل لهــا بالعمــل‪.‬‬

‫وبعد االطالع على بقية مظروفات الملف‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحـ ّـق فــي‬ ‫أ‬


‫وبعــد اال ّطــاع علــى أحــكام القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫وخاصــة الفصــل ‪ 38‬منــه‪.‬‬
‫النفــاذ إلــى المعلومــة ّ‬

‫قررت الهيئة ما يلي‬


‫ّ‬
‫من جهة االختصاص‪:‬‬

‫تعرضهــا للتحــرش الجنســي مــن طــرف‬


‫الدعــوى إلــى طلــب مســاعدة الهيئــة للحصــول علــى حقهــا إثــر ّ‬
‫حيــث تهــدف ّ‬
‫زميــل لهــا بالعمــل‪.‬‬

‫ـؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتع ّلــق بالحــق‬ ‫أ‬


‫وحيــث اقتضــى الفصــل ‪ 38‬مــن القانــون الساســي عــدد ‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المـ ّ‬
‫فــي النفــاذ إلــى المعلومــة أن «تتولــى الهيئــة بالخصــوص‪ - ...:‬البــت فــي الدعــاوى المرفوعــة إليهــا فــي مجــال النفــاذ إلــى‬
‫المعلومــة‪ ،‬وللغــرض يمكنهــا عنــد االقتضــاء القيــام بالتحريــات الالزمــة علــى عيــن المــكان لــدى الهيــكل المعنــي ومباشــرة‬
‫جميــع إج ـراءات التحقيــق وســماع كل شــخص تــرى فائــدة فــي ســماعه‪.»...‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪501‬‬
‫أن االختصــاص القضائــي للهيئــة يقتصــر علــى البــت فــي الدعــاوى الم ّتصلــة برفــض‬ ‫أ‬
‫وحيــث يخلــص مــن هــذه الحــكام ّ‬
‫مطالــب النفــاذ إلــى المعلومــة دون ســواها‪.‬‬

‫أن مثــل هــذا الطلــب يخــرج تمامــا عــن صالحيــات هيئــة النفــاذ إلــى المعلومــة المنصــوص عليهــا بالقانــون عــدد‬
‫وحيــث ّ‬
‫أ‬
‫‪ 22‬لســنة ‪ 2016‬المــؤرخ فــي ‪ 24‬مــارس ‪ 2016‬والمتعلــق بالحــق فــي النفــاذ إلــى المعلومــة‪ ،‬المــر ا ّلــذي ّ‬
‫يتعيــن معــه بالتالــي‬
‫رفــض الدعــوى لعــدم االختصــاص‪.‬‬

‫ولهذه أ‬
‫السباب‬
‫قررت هيئة النفاذ إلى المعلومة ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رفض الدعوى لعدم االختصاص‪.‬‬


‫ّ‬
‫ثانيا‪ :‬توجيه نسخة من هذا القرار إلى الطرفين‪.‬‬

‫وصــدر هــذا الق ـرار عــن مجلــس هيئــة ال ّنفــاذ إلــى المعلومــة فــي جلســته المنعقــدة بتاريــخ ‪ 07‬جانفــي ‪ 2021‬برئاســة‬
‫والســيدات والســادة أعضــاء المجلــس رقيــة الخماســي وهاجــر الطرابلســي ومنــى‬ ‫الســيد عدنــان أ‬
‫الســود‪ ،‬نائــب الرئيــس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدهــان وريــم العبيــدي وخالــد الســامي ورفيــق بــن عبــد اللــه ومحمــد القســنطيني‪.‬‬

‫دراسة حول فقه قضاء هيئة النفاذ للمعلومة في مادة الصفقات العمومية‬
‫‪502‬‬

You might also like