Professional Documents
Culture Documents
الفرق
الفرق
عنوان البحث
تحت اشراف
أ.د /إيناس العباسى
الفرق بين البحث التحليلي والمسحي واالرتباطي
ع ند إجراء بحث أو دراسة لظاهرة ما ،فإننا نتبع طريقة ونهجا مختلفا تبعا لنوع هذه الدراسة أو ما يهمنا
وما نرجوه منها ،ومن بعض المناهج المستخدمة إلجراء بحث أو دراسة :المنهج الوصفي والتحليلي
والمسحي ،ومفهوم واستخدام ومزايا كل واح ٍد منها لتوضيح الفرق بينها:
-البحث المسحي
ولقد تم تعريف البحث المسحي بأنه نوع من البحوث العلمية الذي يتم من خالل استجواب جمع أفراد
مجتمع البحث أو عينة كبيرة منهم ،وذلك من أجل أن يقوم الباحث بوصف الظاهرة المدروسة من حيث
طبيعتها ودرجة جودتها ،ودون أن يتطرق الباحث إلى دراسة العالقة أو استنتاج األسباب.
كما تم تعريف البحث المسحي بأنه أسلوب في البحث يتم من خالل جمع معلومات وبيانات إحدى الظواهر
أو الحوادث ،وذلك بغرض التعرف عليها وتحديد الوضع الحالي لها ،والتعرف على نقاط القوة والضعف
فيها ،وذلك من أجل معرفة مدى صالحية هذا الوضع أو مدى الحاجة إلحداث تغييرات جزئية أو أساسية
فيه.
يوجد للبحث المسحي عدة أنماط وفيما يلي سوف نتحدث عن هذه األنماط:
المسح العام:
يعد المسح العام من أهم أنماط البحث المسحي ،ويتناول هذا النوع من الدراسات المسحية جوانب معينة
ومحددة ألحد القطاعات كالقطاع التعليمي أو الصحي أو الزراعي أو الخدمي ،ومن األمثلة على أبحاث
المسح العام-:
-1دراسة واقع المؤسسات الصحية من حيث توزيعها وعدد العاملين فيها والخدمات التي تقدمها
للمواطنين واألجهزة والمعدات المتوافرة فيها.
-2دراسة المكتبات المدرسية في المدارس الثانوية من حيث توافرها ،وعدد كتبها وإمكاناتها وعدد
المستعيرين منها.
-3دراسة واقع األسواق المركزية في القطر من حيث عددها وتوزيعها والخدمات التي تقدمها.
يوجد للدراسات المسحية على الرأي العام أهمية كبيرة ،ويلجأ الباحثون إليها في ميادين السياسة والصناعة
والتجارة والتربية وغيرها من الميادين ،وذلك من أجل توفير البيانات والمعلومات لصانعي ومتخذي
القرارات في هذه الميادين ،وتساهم هذه الدراسات بشكل كبير في رسم السياسات السليمة واتخاذ القرارات
الصحيحة وفق آراء الناس واتجاهاتهم ،ومن األمثلة على دراسة مسح الرأي العام:
تحليل العمل:
وفي هذا النوع من الدراسات يتم تحليل العمل وتجميع المعلومات عن واجبات العاملين في مهنة معينة،
كما يتم تحديد مسؤولياتهم ونشاطاتهم ،وكيفية مارستهم ألعمالهم ،باإلضافة إلى أوضاعهم العلمية،
وطبيعية العالقة ما بين بعضهم البعض ،وعالقتهم بالتنظيمات اإلدارية التابعة لمؤسساتهم التي يمارسون
خاللها العمل ،وخصائصهم ،ومستلزمات النجاح ،ولهذه البحوث أهمية كبيرة تكمن في:
تحديد مهمات مدير المستشفيات ،وتحديد مهمات رؤساء األقسام في المعامل والشركات.
-1الطريقة التي يتم من خاللها توزيع أوقات العاملين على الواجبات المكلفين بها.
-2تحديد الكفاءات أو القابليات أو المهارات التي تتطلبها كل مهنة من المهن.
-3تحليل عمل مديري المدراس ومديري المؤسسات المختلفة أو المشرفين التربويين أو المدرسين.
تحليل المحتوى:
يعد تحليل المحتوى من أنماط المسح البحثي المهمة ،وتتضمن طريقة تحليل المحتوى تحليل ومالحظة
نتاجات األفراد سواء أكانت هذه النتاجات لفظية أم مكتوبة ،وتشبه هذه النتاجات بدرجة كبيرة البحث
التاريخي ،ولكن ما يميزها عن البحث التاريخي أنها ترتبط بأمور في الحاضر ،في حين أن البحث
التاريخي يرتبط بأمور حدثت في الزمن الماضي.
ولقد تم استخدام طريقة تحليل المحتوى بشكل موسع وذلك في عملية تحليل الكتب ،وذلك من أجل تحديد
ما تتضمنه هذه الكتب من معارف وقيم ،ولتصحيح األخطاء العلمية التي تحتوي عليها ،ولكي تتعرف
على مدى مالءمتها للطلبة ،ومدى تحقيقها لكافة األهداف المرسومة لها.
ويوجد هناك عدد كبير من الدراسات عن تحلل المحتوى والتي تناولتها الصحف اليومية ،والهدف
األساسي من هذه الدراسات بيان األجزاء المهمة فيها ،ومقدار ما تخصصه لكل جزء منها من حيث عدد
األسطر ،أو سعة الحقل الذي تنشر فيه.
وهكذا نرى أن البحث المسحي من أهم أنواع المنهج الوصفي ،ويقدم معلومات مميزة للباحث من خالل
أنماطه األربعة ،والتي يجب أن يكون الباحث على دراية كاملة فيها ،وذلك لكي يختار النمط الذي يتناسب
مع بحثه العلمي.
-البحث التحليلي
إنه نوع خاص من البحث الذي يدعو إلى استخدام قدرات التفكير النقدي وتقييم البيانات والمعلومات
ذات الصلة بالمشروع المطروح.
يحدد الروابط السببية بين متغيرين أو أكثر .تهدف الدراسة التحليلية إلى تحديد األسباب واآلليات
الكامنة وراء حركة العجز التجاري خالل فترة معينة.
يتم استخدامه من قبل العديد من المهنيين ،بما في ذلك علماء النفس واألطباء والطالب ،لتحديد المواد
األكثر صلة أثناء التحقيقات .يتعلم المرء المعلومات الهامة من البحث التحليلي الذي يساعده على
المساهمة بمفاهيم جديدة في العمل الذي ينتجه.
يقوم بعض الباحثين بإجراء ذلك للكشف عن المعلومات التي تدعم البحث المستمر لتعزيز صحة النتائج
التي توصلوا إليها .ينخرط باحثون آخرون في بحث تحليلي لتوليد وجهات نظر جديدة حول هذا
الموضوع.
تشمل المناهج المختلفة إلجراء البحوث التحليل األدبي ،والمسوحات العامة ،والتجارب السريرية ،
والتحليل التلوي.
الهدف من البحث التحليلي هو تطوير أفكار أكثر قابلية للتصديق من خالل الجمع بين العديد من
التفاصيل الدقيقة.
التحقيق التحليلي هو ما يفسر سبب وجوب الوثوق بالمطالبة .معرفة سبب حدوث شيء معقد .يجب أن
قادرا على تقييم المعلومات بشكل نقدي والتفكير النقدي.
تكون ً
يساعد هذا النوع من المعلومات في إثبات صحة النظرية أو دعم الفرضية .يساعد في التعرف على
االدعاء وتحديد ما إذا كان صحي ًحا.
يعتبر النوع التحليلي من البحث ذا قيمة لكثير من الناس ،بما في ذلك الطالب وعلماء النفس
والمسوقين وغيرهم .يساعد في تحديد المبادرات اإلعالنية داخل الشركة األفضل أدا ًء .في غضون ذلك
،تحدد األبحاث الطبية مدى جودة عالج معين.
وبالتالي ،يمكن أن يساعد البحث التحليلي األشخاص في تحقيق أهدافهم مع إنقاذ األرواح والمال.
سا فريدًا .بدالً من ذلك ،قد تفكر في أسباب وتغييرات عدم التوازن التجاري.
يأخذ البحث التحليلي قيا ً
تساعد اإلحصائيات التفصيلية والفحوصات اإلحصائية على ضمان أن النتائج مهمة.
على سبيل المثال ،يمكن أن يبحث في سبب انخفاض قيمة الين الياباني .هذا حتى يمكن للدراسة
التحليلية النظر في أسئلة “كيف” و “لماذا”.
استنتاج
يستفيد من العديد من التخصصات األكاديمية ،بما في ذلك التسويق والصحة وعلم النفس ،ألنه يوفر
معلومات أكثر حس ًما لمعالجة قضايا البحث.
-البحث االرتباطي
إن الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي جاءت لتغطية أوجه القصور التي ظهرت في المنهج الوصفي
الكالسيكي ،والذي يعتمد على عدة خطوات تلي تحديد مشكلة البحث العلمي ،بداية من الوصف الدقيق
للمشكلة أو الظاهرة ،ثم جمع المعلومات عنها ،وصياغة المشكلة أو الظاهرة والفروض او األسئلة البحثية
المرتبطة بها ،لتدرس المعلومات وتحللها وصوالً الى استنتاجات ونتائج البحث العلمي.
وبالتالي فإن المنهج الوصفي كان قاصرا ً عن تحديد طبيعة العالقة بين متغيرات البحث ،وذلك يؤدي الى
قصور باالستدالل ووضع البراهين ،وهذا ما جاءت الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي لتغطيته.
إن الدراسات االرتباطية من أبرز أقسام المنهج الوصفي ،حيث تستخدم بقياس العالقات بين متغيرات
البحث المستقلة والتابعة ،واكتشاف حقيقة العالقة وهل هي سالبة أم موجبة ،وصوالً للتنبؤ بمستويات
محددة من خالل الداللة التي تظهر بشكل رقمي ،وتعتبر الدراسات االرتباطية من الخطوات األولية التي
تقود الباحث العلمي الى دراسة شاملة بشكل أكبر ،واالرتقاء بالخطوات التالية باتجاه دراسة تجريبية أو
سببية ،تكون أقدر على الوصول بالدراسة الى نتائج أكثر دقة ،علما ً أن الترابط بين المتغيرات يتم عبر
معامالت االرتباط التي تتراوح نسبتها بين 1الى .1-
-1عندما تكون العالقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع موجودة إيجابيا ً يعبر عنها بمعامل ،1+
ومعناها أن العالقة موجبة بين المتغيرين فكلما زادت قيمة المتغير المستقل تزداد قيمة المتغير التابع.
-2عندما تكون العالقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع موجودة سلبيا ً يعبر عنها بمعامل ،1-ومعناها
أن العالقة سلبية بين المتغيرين ،فكلما زادت قيمة المتغير المستقل تنقص قيمة المتغير التابع.
-3عندما ال تكون العالقة موجودة بين المتغير المستقل والمتغير التابع ،يتم التعبير عنها بقيمة 0
(الصفر) ،أي العالقة معدومة بينهما.
وبالتالي فإننا نستنتج بأن دور الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي يقتصر على قياس وتحديد قيمة
العالقة وحسب ،وال يمكن االعتماد عليه في التعرف على األسباب.
إن الدراسات االرتباطية تتبع لمنهج الدراسة المتبادلة للعالقات ،والتي تتبع بدورها الى المنهج الوصفي
الذي يمكن تصنيفه وفق رأي العالم "فان دالين" الى ثالثة أقسام أساسية هي :منهج دراسة العالقات
المتبادلة ،ومنهج دراسات النمو والتطور ،ومنهج الدراسات المسحية.
يمكن االعتماد على هذه الدراسات في عالج الظواهر المرتبطة بالسلوك البشري ،وهذا ما يصعب
الوصول اليه باالعتماد على باقي المناهج العلمية األخرى.
يمكن للباحث استخدام الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي لبيان العالقات بين متغيرين أو أكثر،
وهو يساعد على معرفة نوع هذه العالقات.
يمكن استخدام الدراسات االرتباطية في بيان العالقات بين متغيرات البحث ،وإظهار نوع هذه
العالقات ،ولكنها ال تتطرق ألسبابها أو النتائج التي تترتب عليها.
إن هذا النوع من الدراسات يعتبر الظواهر او المشكالت اإلنسانية التي يدرسها أمور طبيعية غير
معقدة ،ولكن هذه المشكالت ليست كذلك في معظم االحيان.
إن الظروف المحيطة قد تؤثر في العالقة بين المتغيرات ،مما يؤثر في دقة النتائج البحثية.
-2تتسم الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي بأنها حيادية ،تعتمد على وجود المشكلة او الظاهرة
البحثية بالحقيقة ،وهي تلزم الباحث بالحيادية والمنطقية بعيدا ً عن االهواء الشخصية للباحث العلمي،
فاألساس هو العملية العقلية التي ال تستند الى التخيالت أو التوقعات ،وبالتالي فإن هذه الدراسات
تستخدم بشكل أساسي في الظواهر العلمية مع إمكانية تطبيقها على الظواهر االنسانية واالجتماعية.
-3ال تعتمد هذه الدراسات االرتباطية على االفتراضات العلمية ،ولكنها تعتمد على المقارنات ودراسة
الحالة.
إن جميع األبحاث العلمية بغض النظر عن المنهج المتبع ،تحتاج في البداية الى تحديد دقيق لمشكلة البحث
العلمي ،والتي يفترض ان ترتبط بشكل وثيق بتخصص الباحث العلمي ،وأن يمتلك القدرات العلمية
والمعرفية والعقلية والمادية ،لدراسة هذه الظاهرة االصيلة التي يتوافر لها المصادر والمراجع الكافية،
والتي يفترض أن تكون قابلة للدراسة والبحث والتطبيق.
على الباحث العلمي أن يقوم بصياغة إشكالية البحث بشكل علمي دقيق ،يحدد من خالله كافة الجوانب
المرتبطة بالظاهرة ،وهذه الخطوة كما الكثير من الخطوات ،تشترك مع استخدام الباحث العلمي لمختلف
المناهج العلمية.
في جميع المناهج العلمية ومنها الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي يقوم الباحث العلمي بصياغة
فروض بحثه بجمل خبرية ،أو من خالل تساؤالت البحث االستفهامية ،وتعبر هذه الفروض او التساؤالت
عن العالقات بين المتغيرات المستقلة والتابعة ،كما أنها تغطي كافة محاور البحث الرئيسية والفرعية،
ويوضح الباحث من خاللها توقعاته لما سيصل اليه البحث من نتائج ،وهذا ما سيتم نفيه او إثباته الحقا ً
باألدلة والقرائن.
على الباحث العلمي أن يقوم باختيار عينة الدراسة من مجتمع البحث ،وذلك بشكل حيادي وموضوعي،
مستخدما ً إحدى الطرق بما يتناسب مع موضوع البحث العلمي ،ومن هذه الطرق :العينة الحصصية،
والعينة الهدفية ،والعينة الجغرافية ،والعينة المنتظمة ،والعينة الطبقية ،والعينة العنقودية ،ومن االساسيات
التي يجب االنتباه اليها للوصول الى نتائج منطقية ودقيقة ،أن يتناسب حجم العينة الدراسية مع المعلومات
المطلوب الحصول عليها ،ومع حجم وطبيعة مجتمع البحث.
وفي هذه الخطوة من الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي يختار الباحث العلمي أداة أو اكثر من
أدوات البحث العلمي المعروفة كالمالحظة او المقابلة او االستبانة أو االختبارات ،ومن خالل هذا االختيار
يتم جمع المعلومات البحثية ،وبالتالي فإن االختيار الصحيح لألداة له دور كبير في الحصول على
المعلومات الدقيقة.
قياس الترابط:
بعد قيام الباحث في اإلجراء السابق بجمع المعلومات والبيانات تأتي الخطوة االهم من خطوات الدراسات
االرتباطية في المنهج الوصفي ،وذلك بقياس نسبة ومدى الترابط بين متغيرات البحث ،ولقياس العالقات
بين المتغيرات النسبية أو الفئوية يتم استخدام معامل ارتباط بيرسون ،وإذا كان مدى القياس بين المتغيرين
رتبيا ً (عندما يتجاوز عدد المفردات الثالثين) يستخدم معامل ارتباط سبيرمان ،وإذا كان مدى القياس بين
المتغيرين رتبيا ً (مع عدد مفردات بحث 15بالحد األعلى) يستخدم معامل ارتباط كندل ،وباإلضافة الى
ذلك فهناك معدالت متنوعة أخرى مهمتها قياس الترابط.
نتائج البحث:
وهي المرحلة األخيرة التي يقوم بها الباحث ،بعد أن ينتهي من قياس مستوى الترابط بين المتغيرات
المستقلة والتابعة ،مع اختيار عملية التحليل اإلحصائي المناسبة وصوالً الى النتائج البحثية.
وفي الختام يجبب أن نشير الى أن الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي تستخدم عادة مع أحد المناهج
العلمية األخرى القادرة على تفسير النتائج ،والحد من عيوب المنهج الوصفي االرتباطي.
وبذلك نكون قد تعرفنا على الدراسات االرتباطية وميزاتها وعيوبها وخصائصها ،كما أننا ألقينا الضوء
على خطوات تطبيق الدراسات االرتباطية في المنهج الوصفي.
المراجع
بتصرف.
ّ -1محمود أحمد درويش ،مناهج البحث في العلوم اإلنسانية ،صفحة .72
بتصرف
ّ -2محمد سرحان علي المحمودي ،مناهج البحث العلمي ،صفحة .63-47
-3د .أحمد إبراهيم خضر (" ،)2013/2/6المالمح العامة للمنهج الوصفي" ،األلوكة،
بتصرف.
ّ ا ّ
طلع عليه بتاريخ .2022/2/1