Professional Documents
Culture Documents
التعرية الريحية والمطرية وأثرها على المواقع الأثرية المهمة
التعرية الريحية والمطرية وأثرها على المواقع الأثرية المهمة
التعرية الريحية والمطرية وأثرها على المواقع الأثرية المهمة
المستخلص:
بينت الدراسة أن عامل الرياح واألمطار من أكثر العوامل تأثي اًر في تلف األبنية ،ومن أهمها المواقع األثرية أينما وجدت،
وال تشذ المواقع األثرية في محافظة بابل كمواقع ذات عمق حضاري معروف عن هذه القاعدة ،وتقف التعرية الريحية والمطرية
في مقدمة العناصر الطبيعية التي كانت وال تزال تعمل باتّجاه تلف بناء المواقع ،وإن عدم إكمال عمليات التنقيب في المواقع
والتالل األثرية وال سيما المواقع المكشوفة منها ولمدد طويلة تعرضها إلى الدمار ألن اغلبها مواقع ذات تكوينات فتاتية متمثلة
بالطين واللبن والصخور الرملية ،وهي قليلة المقاومة للتعرية الريحية لذا جاءت الدراسة للكشف عن مستوى الخطر الذي تخلفه
الرياح واألمطار من خالل استخدام بعض المعادالت الرياضية والعمل الميداني لبيان أثر التعرية الريحية والمطرية وينبغي عدم
تجاهلها بأي حال من األحوال ،وال سيما أن األمر يتعلق بمواقع حضارية نفيسة ،واستمرار هذه العملية ودون معالجة من شأنه
أن يؤدي إلى قطع وتلف أجزاء كبيرة من الطبقات العليا من التلول والمواقع األثرية وبالتالي ضياع معالمها األثرية.
Wind and rain erosion and its impact on important archaeological sites in Babil
Goverorate
Abstract:
Wind and rain are among the most influencing factors in the damage to buildings, including
archaeological sites wherever they are found. Wind and rain erosion comes at the forefront of the
natural elements that were and are still working towards damaging the buildings of the
archaeological sites, and the lack of completion of excavation work in the archaeological sites and
hills, especially the exposed sites for a long time, exposes them to destruction because most of
them are sites with young formations such as mud, milk and sand rocks, which are Low resistance
to erosion, so the study came to uncover the size of the risk caused by wind and rain on
archaeological sites through the use of some mathematical equations and field work to show the
impact of wind and rain erosion, the effects of which should not be ignored in any case. Of the
case, especially that it is a historical and cultural sites of precious, and the continued erosion
process without treatment would lead to a cut and damaged large parts of the upper layers of hills
and archaeological sites, and thus the loss of archaeological
monuments.
المقدمــة :تعد محافظة بابل من المحافظات الغنية بالمواقع األثرية ،إذ قامت فيها واحدة من أهم الحضارات في العالم ،وتحوي أرض
المحافظة عدداً كبي اًر من المواقع والتلول األثرية التي كانت يوماً ما من المدن المهمة التي كان لها دور كبير في تاريخ العراق القديم،
وتتوزع هذه اآلثار في مواقع كثيرة بلغت أكثر من ( )1200موقعاً اثرياً مسجل( ،)1يرجع تاريخها إلى مختلف العصور التاريخية ،وقد
جرت عمليات تنقيب قامت بها بعثات أجنبية وأخرى عراقية .تعد العوامل الطبيعية من أكثر العوامل تأثي اًر في تلف المواقع األثرية
أينما وجدت وتتمثل أهم هذه العوامل بالتعرية الريحية والمطرية التي كانت وال تزال تعمل باتّجاه إتالف المواقع األثرية في المحافظة،
فضالً عن عوامل أخرى.
مشكلــة البحــث :تتلخص مشكلة البحث بمجموعة من التساؤالت أهمها :ما المواقع األثرية المهمة في محافظة بابل ؟ وهل تتباين من مكان
آلخر؟ ما أثر التعرية الريحية والمطرية على المواقع األثرية المهمة في محافظة بابل؟ ما هي المخاطر الناجمة عن تاثير التعرية الريحية
والمطرية على المواقع األثرية المهمة في محافظة بابل؟
فرضـــية البحــث :تعد محافظة بابل من أكثر المحافظات العراقية أهمية بالنسبة للمناطق األثرية ،إذ ظهرت على أرضها منذ القدم حضارة
عريقة ما زالت آثارها قأئمة حتى يومنا هذا .ومن أهم المناطق األثرية في محافظة بابل مدينة بابل األثرية ،كيش (تل األحيمر) ،آثار
برس النمرود (بورسيبا) ،آثار كوثا (جبل إبراهيم) ،آثار العقير ،آثار جمدة نصر ،تل زونة ،تل جغيمان .وتتباين هذا المواقع من مكان
آلخ ر في المحافظة ،ويكمن أثر التعرية الريحية والمطرية في إتالف هذه المواقع من خالل التفريغ الهوائي أي إزالة الطبقة الهشة للموقع
االثري وعملية النحت (الصقل) وعملية النقل والترسيب ،فضالً عن التأثير الميكانيكي لألمطار من خالل عمليات التعرية والترسيب مما
ينذر بخطر كبير يهدد هذه المواقع.
هــدف البحــث :يهدف البحث الحالي إلى تسليط الضوء على أهم المواقع األثرية المهمة في محافظة بابل ومعرفة أثر التعرية الريحية
والمطرية .ومن أجل صيانة هذه المواقع والمحافظة عليها ألطول زمن ال بد من تسخير الطاقات البشرية والمادية لتحقيق هذا الغرض
النبيل.
منهجـية البـحث :اعتمد الباحثان على المنهج التحليلي والمنهج التاريخي والدراسة الميدانية في السير بخطوات البحث ،فضالً عما يتوفر
من بيانات حكومية وإحصاءات وتقارير.
هيكليــة البحــث :ارتأى الباحثان تقسيم البحث إلى مبحثين :األول تنأول المواقع األثرية المهمة في محافظة بابل بينما تطرق المبحث
الثاني إلى أثر التعرية الريحية والمطرية على المواقع األثرية في المحافظة ،واختتم البحث بجملة من االستنتاجات والمقترحات وملحق
لبعض الصور.
أدوات البحــث :استخ دم الباحثان في البحث بيانات الح اررة واألمطار في محافظة بابل للمدة من ( )2015 -1980وتم استعمال جهاز
ال ـ ( )GPSفي تحديد المواقع األثرية واستخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافية الـ ( )GISفي رسم خريطة حدود البحث ورسم خريطة
للمواقع األثرية المهمة في محافظة بابل.
حــدود البحــث :حددت منطقة الدراسة مكانياً بمحافظة بابل التي تقع وسط العراق ،محددة بالموقع الفلكي الذي ينحصر مـ ـ ـا بين دائرتي
عرض ( )º 35 ¯º - 8 32 ¯6شــماالً وم ـ ــا بين خطي طول ( )º - 12 ¯ 45 º43 ¯57شرقاً ،كما يتضح من الخريطة ()1
وتحدها من الشمال محافظة بغداد ومن الجنوب محافظتي القادسية والنجف .أما من الشرق فتحدها محافظة واسط ،ومن الغرب محافظتي
.ويمكن توزيع هذه المواقع األثرية األنبار وكربالء .وتبلغ مساحة المحافظة ( ) 5119كم 2تمثل ( )%1,2من إجمالي مساحة البالد
()2
المهمة مكانياً على الخريطة .اعتمد الباحثان برنامج ( )Arc Ma GIS.10والدراسة الميدانية وتم تسقيط المواقع األثرية بواسطة جهاز
تحديد المواقع ال ـ ( )GPSبهدف إعطاء صورة واضحة ألهمية هذا المواقع والتلول األثرية ،ينظر الخريطة (.)2
الخريطة ( )2أهم المواقع والتلول األثرية في محافظة بابل الخريطة ( )1موقع محافظة بابل من العراق
المصدر )1( :باالعتماد على برنامج ( )Arc Map GIS.10على مديرية المساحة العامة ،خارطة العراق اإلدارية بمقياس رسم :1
,1000000لعام . 2010تسقيط المواقع األثرية بواسطة جهاز تحديد المواقع ال ـ (.)GPS
تعتبر محافظة بابل من أكثر المحافظات العراقية أهمية بالنسبة للمواقع األثرية ،إذ ظهرت على أرضها منذ القدم حضارة عريقة ما زالت
آثارها قأئمة حتى يومنا هذا ،ومن أهم المواقع األثرية في محافظة بابل:
-1مدينــة بابـل األثرية :تقع مدينة بابل األثرية في وسط العراق على بعد ( )90كم جنوب بغداد ،ونحو ( )10كم شمال مدينة الحلة
،ويمكن الوصول إليها بالطريق البري (طريق بغداد -الحلة وبطريق سكة حديد بغداد البصرة) الذي يمر بجوار مدينة بابل .ومدينة
بابل أشهر المدن القديمة التي ورد ذكرها في الكتب السماوية وتغنى الكتاب والرحالة بعظمتها وجمالية وروعة أبنيتها وثقافة شعبها وعدت
أسوارها وجنائنها المعلقة من بين عجائب الدنيا السبع ،وقد ورد اسم بابل في النصوص المسمارية بهيئة (باب ايلي) الذي يعني باب
اإلله ،كما ورد بصيغتين في اللغة السومرية واالثنتان تشيران إلى نفس المعنى ،وقد عرفت بأسماء أخرى منها (موطن الحياة) وكف
(الحياة) ،وذكرها اإلغريق بهيئة (بابلون) ومنها بالد بابل التي سمي العراق القديم بها(.)3
نمت بابل من قرية صغيرة ذكرت في العصر األكدي قبل نجو ( )4300سنة ،ثم ترعرعت وتوسعت في زمن ساللة الثالثة حتى صارت
مدينة كبيرة في العصر البابلي ،وعاصمة لألموريين الذين كان أشهر ملوكهم المشرع الكبير حمورابي ( )1750 -1792ق .م حيث
وحد السالالت األمورية في دولة واحدة وجعل عاصمتها بابل( ،)4وانتشرت الكتابة البابلية في زمنه في جميع أنحاء الشرق األوسط وأعظم
أعماله وضع القوانين وتوحيدها في شريعة واحدة مسماة باسمه ،وتعتبر شريعته هذه من اقدم الشرائع وادقها في العالم ،واخذت الشرائع
التي جاءت بعدها الكثير من بنودها ،وقد نالت بابل العناية الفائقة في عهد ملكهم نبوخذ نصر ( )562 -606ق .م وبعد توطيد
إمبراطورتيه سعي هذا الملك إلى تعمير وبناء مدينة بابل وقد أصبحت ابان حكمة اجمل عاصمة عرفها العالم( ،)5وقد بلغت مساحتها
( )10كم ،2ومحيطها ( )18كم . 2إن هذه الفترة أطلق عليها العصر البابلي الحديث ،وإن جميع المباني اآلن في بابل تعود إلى زمن
الملك نبوخذ نصر( ،)3اما بقايا العصر البابلي القديم فتوجد تحت األرض ومعظمها تحت الماء لقد كشفت التنقيبات في تالل بابل عن
آثار نفيسة سواء في القصور والمعابد او المنحوتات ،ما يدلل على عمق الحضارة البابلية واصالتها وتحديها للظروف التي مرت بها
ولعل أهم تلك اآلثار المكتشفات بوابة عشتار ،شارع الموكب ،القصور الملكية في بابل ،زقورة بابل ،الجنائن المعلقة ،المسرح
اإلغريقي (.)6
-1كيــش (تل األحـيمر) :يقع على مسافة ( )13كم شمال شرق مدينة الحلة ويبعد حوالي ( )10كم شرق مدينة بابل التاريخية ضمن
حدود ناحية النيل ،تبلغ مساحته حوالي ( )4000متر مربع ،واقصى ارتفاع له حوالي ( ) 16متر عن األراضي السهلية المحيطة
بها( ،)7ينظر الصورة ) 1( ،وقد احتل هذا الموقع أهمية كبيرة في الحضارة العراقية إذ يتمثل في مدينة مترامية األطراف (كيش) أو (تل
األحيمر) لحمرة لون تربتها في وسطها زقورة ينظر الصورة ( ،)2وهي الزقورة الخاصة بهيكل (أيل بابا) إله الحرب وزوجته عشتار في
كيش ،وهنالك برج الهيكل البالغ من االرتفاع نحو ستين قدماً .تعد مدينة كيش مركز أول ساللة حكمت بعد الطوفان في حضارة وادي
الرافدين( ، )8بدأت التنقيب في هذا الموقع االثري بعثة مشتركة من جامعة أوكسفورد من عام ( .)1933 -1923وكان من أبرز النتائج
الكشف عن القصر الذي يعود لعصر السالالت القديمة وعن مقبرة واسعة وجدت فيها بعض قبور كيش وقد حفرت تحت البيوت ،وكذلك
أنواع كثيرة ومختلفة من اللقى واألختام األثرية(.)9
الصورة ( )2جانب من تل األحيمر الصورة ( 1آ) جانب من اثار مدينة كيش األثرية
برس النـمرود (بورسيبا) :تقع مدينة بورسيبا على بعد ( )15كم جنوب غرب مدينة الحلة باتّجاه الطريق المؤدي إلى محافظة النجف وهي
بقايا زقورة المعبد الذي شيده الملك (نبوخذ نصر الثاني) حيث كانت بورسيبا تجاور مدينة بابل األثرية وتقع في ضواحيها وسميت في
المصادر القديمة (بابل الثانية)(.)10
واسم بورسيبا سومري ومعناه (قرن البحر أو سيف البحر) ،وقد ورد ذكرها في أحد النصوص المسمارية التي يرجع تاريخها إلى االلف
الثالث قبل الميالد ،وكان الموقع انذاك ما يزال صغي اًر ،كما جاء ذكرها في شريعة حمورابي ( ) 1686-1728قبل الميالد اذ يذكر
تجديد أبنية المدينة المهمة وال سيما معبد إلهها (نابو) وقد ازدهرت المدينة واتسعت في عهد المملكة المتأخرة الساللة األكدية خاصة في
عهد نبو خذ نصر الثاني ( )562-604قبل الميالد ،وبقيت هذه المدينة مأهولة في الفترات التالية للعصر البابلي القديم وهي الفترة
،كما انها ظلت مأهولة في العصر ()11
الفارسية والفترة االخمينية والفترة السلوقية والفترة الفارسية الفرثية والفترة الفارسية الساسانية
.وأشهر معالم المدينة برجها المدرج الذي اإلسالمي ،كما تؤيد ذلك االخبار العربية وبقايا الفخار اإلسالمي المنتشر بكثرة فوق تلولها
()12
يرجح الباحثون أنه مكون من سبع طبقات ،وترتفع بقايا البرج ( )47مت ار عن السهل المحيط به ،ينظر الصورة ( ،)3وهو يعد من أهم
االبراج المدرجة الباقية في مدن العراق القديم ،ومن هذه المعالم معبد اإلله نابو الذي جدد بناءه نبوخذ نصر ،وفي الجهة الشمالية من
البرج تل مرتفع علية مقام اب ارهيم الخليل (ع) ،ويعتقد أن هذا التل كان يضم أجزاء مهمة من المدينة وقصورها ومواضع السكنى فيها
ويفصل بين منطقة البرج والمعبد ( ،)13وبين التل المذكور منخفض من االرض لعله يكون شارع المدينة الرئيسي .وتنبغي اإلشارة هنا
إلى ظاهرة غريبة في بقايا اآلجر المتساقطة من البرج المدرج ،إذ أصاب هذا اآلجر حرق شديد حول معظمه إلى صخور ذائبة ،ولم
يكن معقوال او مقبوال تعرض هذا اآلجر إلى حريق اصطناعي ،نظ اًر الرتفاع البرج الشاهق أو تعرضه لصاعقة ألن ذلك لم يحدث
البراج مشابهة في الع ارق ،والرأي المقبول لتعليل هذه الظاهرة هو سقوط نيزك سماوي على البرج كان سببا في حدوث هذا الحريق(.)14
أجرى بعض المنقبين االجانب تحريات مبكرة في بورسيبا عام ( )1902وحتى عام ( ،)1980وقد تم الكشف عن الطبقة األولى للزقورة
وعن أجزاء واسعة من الجدار الخارجي للطبقة األولى خاصة في الزاوية الشمالية للزقورة ،وقد عثر خالل التنقيبات على حجر اساس
عليه كتابات تعود لزمن نبوخذ نصر الذي بنيت الزقورة في زمنه كما عثر على ( )300رقم طيني تعود لعصر هذا الملك(.)15
تقع على بعد ( )50كم ،شمال شرق مدينة الحلة ،ضمن حدود ناحية المشروع التابعة لقضاء المحاويل ،وكوثا من ابرز مدن بالد بابل
الشمالية قبل نهوض بابل نفسها اذ كانت مرك اًز للفكر الديني وإلهها الخاص (نركال) كان له معبد عظيم يدعى (أي – شد – الم) وله
زقورة تدعى (أي ننار) وتذكر بعض النصوص ان (دونكي) احد ملوك اسرة اور الثالثة حوالي ( )2300قبل الميالد اعاد بناءها وجددها،
. وظلت كوثا مزدهرة في العصور اإلسالمية حتى القرن الرابع الهجري
()16
يبلغ طول أكبر تاللها نحو ( )1000متر وارتفاعه من ( )40 -35متر ،ينظر الصورة ( ،)4ويوجد فوق تالل كوثا مرقد اإلمام ابراهيم
األدهم (ع)( ، )17وهو مغطى بآجر يحمل كتابات مسمارية وربما استخدم االهالي هذا االجر في بناء بعض بيوتهم ،وتم إجراء المسوحات
والتنقيبات األثرية في موقع كوثا االثري في عام ( )1940وعثر خاللها على الكثير من اللقى األثرية ومن اهمها ألواح مكتوبة بالمسمارية
واقداح مكتوبة بالسريانية ،فضالً عن ألواح ولقى أثرية تعود إلى العصر اإلسالمي(.)18
الصورة ( )4جانب من تالل كوثا (جبل ابراهيم) الصورة ( )3آثار برس النمرود (بورسيبا)
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14
-5تل الـعقــير :يقع هذا التل في قضاء المسيب ،ويتألف هذا الموقع من ستة تلول أثرية ،والتل األول يرتفع عن سطح االرض المجاورة
بين ( )12 -10مت ار ويبلغ محيطة ( )100متر ،اما التل الثاني فيقع جنوب التل األول بمسافة كيلومتر واحد وارتفاعه ( )8أمتار
ومحيطة حوالي ( ) 300متر ،ويقع التل الثالث جنوب التل الثاني وإلى جنوب التل الثالث يقع تل العقير الرابع بمسافة ( )100متر،
ويقع العقير الخامس غرب التل الرابع ويبلغ ارتفاعه ( )8متر ومحيطة ( )320متر ،اما التل العقير السادس فارتفاعه ( )9أمتار
ومحيطة ( )250مت ار( ،)19ينظر الصورة ( .)5وقد جرت التنقيبات األثرية في تالل العقير عام ( )1940وكان من ابرز المكتشفات بقايا
المعبد مع مصطبة مبنية من اللبن يرقى تاريخها إلى دور الوركاء ،وقد تواصل التنقيب والكشف والتحري حتى عام ( )1956وقد ظهرت
اسس للجدران في آثار تالل العقير تعود إلى عصر فجر السالالت مشيدة من اللبن المحدب المبصوم ببصمة اإلبهام ،وقد استنتج من
خالل الجدران والغرف أن القسم الجنوب ي كان يمثل قرية صغيرة وان المقبرة في القسم الشمالي ،وتم الكشف عن مجموعة من االواني
الفخارية واللقى األثرية تعود إلى دور فجر السالالت األول(.)20
-6تالل جمدة نصـر :تقع تالل جمدة نصر على مسافة ( )55كم شمال شرق مدينة الحلة ،وتبعد ( )24كم شمال شرق كيش ضمن
وقد جرت أولى التنقيبات األثرية في تالل جمدة نصر في عام ( )1941وبينت ان الكسر الفخارية والمعدنية ()21
حدود ناحية المشروع
،وان تالل المنتشرة على سطح التالل األثرية يرجع زمنها إلى عصور ما قبل التاريخ للمدة الممتدة ( )3000-3500قبل الميالد
()22
جمدة نصر هي عبارة عن مجموعة تالل متراصة في الشكل وبقمة مرتفعة على قاعدة تنحدر تدريجياً إلى مستوى السهل المجاور،
ينظر الصورة ( )6تبلغ مساحتها( )4100متر مربع واعلى ارتفاع لها حوالي ( )18مت ار عن األراضي المحيطة بها(.)23
-7تــل جغيمــان :هو من أهم التلول األثرية في المحافظة ويقع في جنوب ناحية الطليعة وعلى بعد ( )48كيلو مت ار عن مدينة الحلة،
ويتكون من مجموعة تالل صغيرة يطلق عليها اسم ايشان جغيمان ويبلغ ارتفاع التل عن االراضي المحيطة به حوالي ( )17مت ار وتبلغ
مساحته حوالي ( )4200كم ،)24( 2ولم يجر أي تنقيب حول التل االثري ،لكن تنتشر على سطحه كسر فخارية متنوعة ترجع إلى
العصر البابلي الحديث والدور الفرثي ،ومن أبرز اللقى األثرية فيه أوان فخارية كبيرة وصغيرة الحجم وقطع معدنية(.)25
الصورة ( )6تالل جمدة نصر األثرية الصورة ( )5جانب من اثار تالل العقير
يقع تل زونة االثري في ناحية الطليعية بالقرب من طريق (حلة ديوانية) وعلى بعد ( )42كيلو مت ار عن مدينة الحلة .يبلغ ارتفاع التل
االثري حوالي ( )54مت ار عن األراضي المحيطة به( .)26تبلغ مساحة التل االثري حوالي ( )4000متر مربع ،ويطلق عليه اسم ايشان
الزرفية او علوة زونة وهو غير منتظم الشكل( )28ولم تجر التنقيبات األثرية بشكل رسمي على هذا التل اال ان بعض الدراسات المسحية
التي اجريت عليه وجدت الكثير من اللقى األثرية واالواني الفخارية والمعدنية ،ومن خالل مقارنة هذه اآلثار المكتشفة في هذا الموقع بما
يماثلها من المكتشفات في مواقع أخرى تبين يعود إلى الفترة الفرثية أي ما بين القرن األول والثاني قبل الميالد(.)29
المبحث الثاني :أثر التعرية الريحية والمطرية على المواقع األثرية في محافظة بابل
تعد العوامل الطبيعية من أكثر العوامل تأثي اًر في تلف األبنية ومن اهمها المواقع األثرية أينما وجدت ،وال تشذ المواقع األثرية في محافظة
بابل كمواقع ذات عمق حضاري معروف عن هذه القاعدة ،وتقف عوامل التعرية الريحية والمطرية في مقدمة العناصر الطبيعية التي
كانت وال تزال تعمل باتّجاه إتالف بناء المواقع ،فضالً عن عوامل أخرى ثانوية ذات أثر أقل ضر اًر ،ومع ذلك ينبغي عدم تجاهلها بأي
حال من االحوال ،وال سيما أن األمر يتعلق بصرح حضاري نفيس.
لقد بلغ المعدل السنوي لسرعة الرياح في منطقة الدراسة (1,78م/ثا) ,كما يتضح من الجدول ( ،)1وإن أعلى معدل سرعة للرياح سجل
ابتداء من شهر آذار إذ سجلت معدل
ً في شهر تموز إذ بلغت السرعة (2,58م/ثا) ,وتمتاز سرعة الرياح في منطقة الدراسة بالنشاط
سرعة ( 2,12م/ثا) ,ثم تنخفض بعد شهر حزيران لتصل في شهر تشرين الثاني إلى معدل ( 1,14م/ثا) ,وهو اقل معدل في السنة،
ويعود سبب هذا التباين في معدالت سرعة الرياح إلى وقوع منطقة الدراسة والعراق عامة ما بين منطقتين مختلفتين في الضغط.
الجدول ( )1المعدالت الشهرية والسنوية لسرعة الرياح في مدينة الحلة للمدة ()2015 -1981
حزيران
كانون األول
تموز
كانون الثاني
نيسان
تشرين الثاني
شباط
تشرين األول
أيلول
اب
اذار
المعدل
مايس
الشه
السنوي
ر
معدل
ال
2,5
1,78 1,31 1,14 1,2 1,48 2 2,45 2,07 1,93 2,12 1,75 1,38 سر
8
عة
م /ثا
المصدر :جمهورية العراق ,و ازرة النقل والمواصالت ,الهيئة العامة لألنواء الجوية العراقية ,قسم المناخ ,بيانات غير منشورة
. 2015 ,
فيالحظ أن الرياح السائدة فيها هي الرياح الشمالية الغربية ( )NWوالمعروفة
أما بالنسبة التّجاهات الرياح السائدة في منطقة الدراسة ُ ,
محلياً باسم ( الغربي ) ,التي سجلت أعلى معدالت هبوب خالل السنة بمعدل ( ،)%25,4يتضح ذلك من الجدول ( , )2تليها الرياح
الغربية ( )Wبمعدل هبوب بلغ ( , )%19,5فيما بلغت حاالت السكون نحو(, )%16,3وبلغ معدل هبوب الرياح الجنوبية الشرقية()SE
نحو( ,)%7,8تليها الرياح الشرقية( )Eبمعدل بلغ( ,)%5,6فيما تساوت معدالت هبوب الرياح الجنوبية( )Sوالرياح الشمالية الشرقية()NE
حيث بلغ معدلهما نحو( )%3,4 ,%3,4على التوالي .أما أقل أنواع الرياح هبوباً على منطقة الدراسة فسجلتها الرياح الجنوبية الغربية
( )SWبمعدل ( ,)%2,2يتضح ذلك من الشكل( ,)1وغالباً ما تسبب بعض أنواع الرياح الهابة على منطقة الدراسة وإقليمها باألخص إذا
كانت سريعة ,تصاعد الغبار والعواصف الغبارية مما يؤثر سلباً على سكان المدينة صحياً وعلى نشاطهم وأعمالهم.
الجدول ( )2النسب المئوية التّجاه الرياح السائدة في محافظة بابل للمدة ()2015 – 1980
Total % Stop SW NE S E SE N NW W االتّجاه
100 16,3 2,2 3,4 3,4 5,6 7,8 16,4 25,4 19,5 النسبة المئوية %
المصدر :جمهورية العراق ,و ازرة النقل والمواصالت ,الهيئة العامة لألنواء الجوية العراقية ,قسم المناخ ,بيانات غير منشورة ,
. 2015
شكل ( )1وردة الرياح في محافظة بابل للمدة ()2015-1980
يعد فعل الرياح أحد أهم العوامل الطبيعية المؤثرة على المواقع األثرية ،فمن المعلوم لدينا أن عامل الرياح يلعب دو اًر ذا اهمية بالغة في
التأثير الجيومورفولوجي على المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية ،بسبب سيادة الجفاف وقلة أو انعدام الغطاء النباتي في هذه
المناطق ،ويمكن تحديد الضرر الناتج عن فعل الرياح في منطقة الدراسة كما يأتي.
-1التفريغ الهــوائي : Deflationيقصد بعملية التفريغ الهوائي التقاط وإزالة الحبيبيات الهشة لتصبح جزءاً مهماً من حمولة الرياح
()30
وتحدث هذه العملية في المواقع األثرية في منطقة الدراسة بدرجة كبيرة بسبب كونها مواقع مكشوفة وخالية من الغطاء النباتي وتنتج
عملية التفريغ الهوائي من جراء الضغط الهيدروليكي ( ، )Hydraulic Pressureالذي تسلطه الرياح على السطح الذي تهب عليه
حيث تعتمد هذه العملية على مقدار سرعة الرياح من جانب وحجم الحبيبات التي تحملها من جانب آخر ،فهناك عالقة طردية بين
مقدار حمولة الرياح وسرعتها ويقدر مقدار ضغط الرياح على السطح ( )3,25كغم ،حينما تكون سرعتها ( 5,5م/ثا) ،كما ان هناك
صلة وثيقة بين سرعة الرياح وبداية انفصال الذرات من السطح حيث تستطيع الرياح تحريك الذرات التي يبلغ قطرها ( )0,1ملم عندما
تكون سرعتها ( 4,4م /ثا) أي ( 16كم /ساعة)(.)31
تبين من خالل الدراسة الميدانية تأثير عامل التفريغ الذي تقوم به الرياح في عدة جهات من المواقع األثرية ولكنه ظهر بشكل واضح
في المواقع الت ي لم تشهد عمليات تنقيب والترميم إلى اآلن مثل تل زونة وتل جغيمان وتل األحيمر والعقير ،آثار تل العقير ،ينظر
الصورة ( ،)7وتل األحيمر ينظر الصورة ( ، )8ولذلك أصبحت أجزاء اغلب المواقع مكشوفة كما ان مادة بنائها مفتتة بفعل عوامل
رت معالمها األثرية ،عالوة على ما تقدم فإن وقوع المواقع األثرية في
دم ْ
التعرية المختلفة وأصبحت مكوناتها فريسة لفعل الرياح وبالتالي ّ
مناطق ذات تغيير حراري يومي كبير ساهم بشكل واضح في تنشيط عمل الرياح في هذا الجانب ،ففي اثناء النهار وخصوصا في فصل
الصيف يصبح الهواء المالمس لسطح االرض ساخنا عن طريق التوصيل فتظهر الحركة الراسية وتتكون تيارات الحمل ( Currents
)Convectionالنشطة اذا كان الفرق بين درجة ح اررة الطبقة السفلى التي تليها ،فتندفع تيارات الحمل بسرعة نحو االعلى فتعمل على
تفريغ مواد المواقع األثرية على شكل عاصفة غبارية ( )Dust Stormمحلية حيث تنقل هذه المواد إلى أمكنة أخرى.
الصورة ( )8توضح أثر التفريغ الهوائي في تل الصورة ( )7توضح أثر التفريغ الهوائي في
األحيمر اثار تل العقير
-2النحـــــت (الصقل) : Abrasionتحدث عملية النحت نتيجة لالصطدام المستمر بين الرياح المحملة بالحطام الصخري كذرات الرمال
والحصى وغيرها وبين السطح الذي تمر عليه ،ومما تجدر اإلشارة إليه أن فعل الرياح كعامل نحت يزداد في المناطق الجافة الخالية
من الغطاء النباتي والمعرضة باستمرار لهبوب الرياح والعواصف الغبارية عليها اضافة إلى تفكك مكونات تربتها( .)32ان وقوع المواقع
األثرية في منطقة ذات مناخ جاف خال من الغطاء النباتي ،فضالً عن تعرضها المستمر لهبوب الرياح الشمالية الغربية وكذلك
جعل مواد المواقع األثرية عرضة لفعل التعرية الريحية بشكل مستمر بل ان تاثير هذه التعرية يعد عامالً مهماً العواصف الغبارية
()33
في هذه المواقع األثرية منذ تشييدها قبل آالف السنين وحتى الوقت الحاضر .تعتمد درجة تأثير الرياح كعامل نحت في منطقة الدراسة
على عاملين مهمين هما :
أ -مدى تجانس مواد بناء الموقع االثري :نظ اًر لتنوع هذه المواد فإن عملية النحت ادت إلى تآكل االجزاء اللينة قبل االجزاء الصلبة لذلك
الحظ الباحثان من خالل الدراسة الميدانية وجود اجزاء محزوزة ( )Flutedوبعظها منقرة ( )Deflitionكما في تل (كوثا ) االثري ينظر
الصورة ( )9و(.)10
ب -مقدار ارتفاع الرياح عن سطح االرض :ان عملية النحت تكون أكثر شدة على ارتفاع متر واحد عن سطح االرض تقريباً ،ألن الرياح
عند هذا االرتفاع تكون نشطة ومحتفظة بمعظم حمولتها من الرمال وباألخص الخشنة منها (أدوات النحت) ،وكلما زاد االرتفاع تناقصت
حمولتها وبالتالي تنخفض قابليتها على التعرية ،وقد تبين من خالل الدراسة الميدانية للمواقع األثرية تأثير هذا العامل بشكل كبير في
مدينة كيش األثرية خصوصاً في االجزاء الشمالية والغربية ،ينظر الصورة ( .)11ويعزى الضرر الذي لحق بالمواقع األثرية بالجوانب
الشمالية والغربي ة جراء شدة التعرية الريحية إلى وقوع هذين الجانبين بمواجهة الرياح الشمالية الغربية التي تسود في منطقة الدراسة معظم
أيام السنة.
-3النقـــــل : Transportationيترتب على تعرض مواد المواقع األثرية إلى التعرية المختلفة تكسر وتفتت تلك المواد وهي بذلك
تصبح عرضة لعملية النقل إلى اماكن أخرى بفعل الرياح ،وتقف الطريقة التي تنقل بها المواد المفككة بواسطة الرياح على عاملين
: هما
()34
أ -حجم المواد المنقولة :لوحظ من خالل الدراسة الميدانية لموقع تل برس (بورسيبا االثري) ينظر من الصورة ( ،)12ان االجزاء
المنقولة تتراوح أحجامها بين قطع الطابوق الصغيرة الحجم إلى دقائق الرمل والغرين والطين وباألخص في االجزاء التي لم تشملها عملية
الصيانة والترميم ،حيث تشتد فيها عمليات النحت بفعل عامل االنحدار والتعرية الريحية.
الصورة ( )10أثر نحت الرياح في مدينة الصورة ( )9توضح أثر نحت الرياح (صقل)
كيش األثرية على تل كوثا االثري
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
الصورة ( )12حجم الحبيبات المنقولة بفعل الصورة ( )11عملية الصقل ألجزاء من التالل
االنحدار والرياح من تل بورسيبا االثري األثرية المواجهة للرياح
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14
ب -سرعة الرياح :هناك عالقة وثيقة بين السرعة وقطر الحبيبة المنقولة كما يتضح من الجدول ( )3الذي يبين العالقة بين أقطار
الحبيبات والسرعة األولية للرياح الالزمة لنقلها.
الجدول ( )3العالقة بين اقطار الحبيبات والسرعة األولية للرياح الالزمة لنقلها م /ثا
المصدر :حسن رمضان سالمة ،أصول الجيومورفولوجيا ،ط ، 3دار المسيرة للطباعة والنشر ،عمان 2010،ص .264
وفي قمم التلول والمواقع األثرية تكون سرعة الرياح عالية جدا ال سيما في األجزاء المستوية ،التي تكون مم اًر تزداد فيه سرعة الرياح
مما يؤدي إلى نشاط عمليات التعرية الريحية ،إذ نجد أن هناك عالقة مباشرة بين حجم الذرات وسرعة الرياح المطلوبة لبدء تحركها.
فلكي تتحرك ذرات بقطر أكبر من مليمتر واحد فإنها تحتاج إلى رياح شديدة السرعة ،ويزداد حجم الحبيبات المنقولة مع زيادة السرعة
الريحية العالية التي تمتاز بها قمم المواقع والتلول األثرية ،وتتناسب قوة الرياح طردياً مع مكعب سرعتها وعكسياً مع مربع التساقط
الفعال ،باإلضافة إلى ذلك هنالك دور لعامل الجفاف ،فإن منطقة الدراسة عانت من جفاف شديد وألكثر من ثمانية أشهر ،ما أدى إلى
تفكك التربة ورفع قابليتها للنحت الريحي.
إن اغلب المواقع والتلول األثرية في المنطقة هي تكوينات اغلبها فتاتية متمثلة بالطين واللبن والصخور الرملية ،وتكون هذه التكوينات
قليلة المقاومة للتعرية الريحية ،وهذه التكاوين تعرضت إلى عمليات التجوية الميكانيكية و الكيميائية ،مما جعلها تستجيب إلى التعرية
الريحية ينظر الصورة ( ،) 13التي تبين عدم مقاومة الصخور للتعرية الريحية في مدينة بابل األثرية.
تبين من خالل الدراسة الميدانية التي أجراها الباحثان ان أغلب المواقع والتلول األثرية التي اجريت فيها عمليات تنقيب وخصوصا
مدينة بابل األثرية ،ينظر الصورة ( )14و( )15و( )16هي األكثر تعرضا لعمليات التعرية الريحية وذلك ألن اغلب معالمها وخصوصاً
الجدران والمعالم األخرى تتعرض بشكل مباشر لعمليات النحت والصقل الريحي.
الصورة ( )14تساقط مواد البناء بفعل الصورة ( )13أثر التعرية الريحية على جدران مدينة
الرياح في مدينة بابل األثرية بابل األثرية
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14
الصورة ( )16أجزاء من التالل األثرية الصورة ( )15أثر الرياح في عملية تحطيم المعالم
المواجهة للرياح بشكل مباشر األثرية في مدينة بابل األثرية
الصورة ( )18احد الثقوب الريحية بفعل الرياح الصورة ( )17ثقب او كهف للرياح في تل األحيمر
في تل زونة االثري
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
ولوحظ أيضا من خالل الدراسة الميدانية التي قام بها الباحثان ان احجام الكهوف أو الثقوب الريحية في المواقع والتلول األثرية تتباين
تبعاً لسرعة واتّجاه الرياح ،وتبدو على شكل حفر أو ثقوب جوفية في جدران التل االثري.
يمكن تقدير المعدل السنوي للتعرية من خالل المعطيات المناخية المتمثلة بـ(معدل الح اررة ،سرعة الرياح وكمية األمطار) في منطقة
الدراسة ومن خالل معطيات الجدول ( )4وبوساطة معادلة ( )Chepilالمناخية وهي كاالتي(:)36
(( V 3
C = 386 ---------------------------
(PE)2
إذ إن :
= Cالقابلية المناخية لتعرية الرياح
= Vمعدل سرعة الرياح ميل /ساعة
= PEالتساقط الفعال ،ويستخرج باستخدام المعادلة اآلتية :
10/9
P ) PE ( Ratio ) = 115 ( ---------------
T – 19
إذ إن :
= Pالتساقط (االنج)
= Tمعدل الح اررة (فهرنهايت)
وطبقاً لمعادلة ( ُ ) Chepilوجد أن قرينة القابلية المناخية لتعرية الرياح في منطقة الدراسة هي ( .)314,204ومن مالحظة النتائج
يتضح أن درجة التعرية عالية جداً في منطقة الدراسة وذات تأثير كبير على المواقع والتلول األثرية ،ومن المالحظ ان اغلب المواقع
والتلول األثرية في منطقة الدراسة ذات ارتفاعات عالية وال شك أن سرعة الرياح تزداد بشكل شديد على أسطح تلك التلول والمواقع.
يقصد بها التعرية التي تسببها األمطار .تتم هذه العملية بدءاً من سقوط قطرات األمطار وحتى أماكن تصريفها .تعد التعرية المطرية
من ال عمليات األساسية ذات األهمية في الدراسات الجيومورفية لما لها من آثار مهمة في تشكيل مظاهر سطح األرض .وال يقتصر هذا
األمر على المناخ الحالي المتمثل بقلة أمطاره وسقوطها بشكل زخات سريعة وإنما تشمل أيضا التعرية المطرية في العصور المطيرة(،)37
حيث تقوم األمطار بتع رية المواقع والتلول األثرية التي تمر عليها من خالل تعرية ونقل المواد المفتتة إلى المناطق المنخفضة ،تتصف
األمطار في منطقة الدراسة بالتذبذب الكبير في سقوطها وتفاوت كبير على المستوى الشهري والسنوي ,حيث بلغ المعدل السنوي لكميتها
على منطقة الدراسة ( )8,5ملم ،فإن سقوط مثل ِ
هذه الكمية قد يؤثر سلباً على المواقع األثرية ،كذلك ال بد من اإلشارة إلى ان الغالبية
العظمى من هذه المواقع بنيت من الطين واللبن وبالتالي فهي تتأثر سلباً بسقوط األمطار عليها ما يعرضها للسقوط واالنهيار.
ابتداء من شهر أيلول إذ سجلت ( 0,2ملم) وهي أقل كمية سجلت خالل مدة الدراسة .وتزداد ً يبدأ سقوط األمطار في منطقة الدراسة
معدالت سقوط األمطار في شهر تشرين األول إذ بلغ ( )3,7ملم ,ثم تزداد هذه الكمية في أشهر ( تشرين الثاني ,كانون األول ,كانون
الثاني ) لتصل إلى ( 18,9ملم 17,6 ,ملم 21,3 ,ملم ) على التوالي ،كما يتضح من الجدول ( ،)5وبعد شهر كانون الثاني الذي
يسجل أعلى معدالت تساقط االمطار ،تبدأ الكمية بالنقصان ،إذ تبلغ في أشهر ( شباط ,آذار ,نيسان ) نحو ( 12,6ملم 12,8 ,ملم ,
12,3ملم ) على التوالي ,ويستمر تساقط االمطار في منطقة الدراسة حتى شهر (مايس) الذي تنخفض فيه كثي اًر ,إذ تسجل معدل
( 2,5ملم) ,ويعود سبب تساقط األمطار خالل الفصل البارد وفصل الربيع من السنة وندرة أو عدم تساقطها خالل اشهر ( حزيران ,
تموز ,آب ) إلىطبيعة نظام األمطار في العراق .تتباين شدة التعرية المطرية واثرها على الموقع االثري اعتماداً على غ ازرة األمطار ،
فكلما زادت كمية األمطار أدى ذلك إلى زيادة تعرية الصخور بفعل قطرات المطر وكمية المياه التي تنساب من تجمع تلك القطرات.
الجدول ( )5المعدالت الشهرية والسنوية لألمطار في محافظة بابل للمدة ( )2015 – 1980
.وكلما ازدادت الشقوق داخل الموقع األثرية فان ذلك يسهل فصل المفتتات من تلك الصخور.
وتتم عملية التعرية المطرية على المواقع والتلول األثرية في منطقة الدراسة بعدة أشكال اهمها:
-1تعرية قطرات المطر :هي التعرية الناتجة من اصطدام قطرات المطر الفجائية والغزيرة بقوة على التربة والمفتتات الصخرية ال سيما
تلك التي ترتكز على المنحدرات الشديدة االنحدار مما يؤدي إلى تطاير مفتتات التربة في الجو بفعل تلك األمطار ثم تنزل بعد ذلك
لتتخذ وضعاً جديداً حيث تعمل قطرات المطر على انفصال ذرات التربة والمواد الفتاتية الناعمة وذلك من خالل الضغط الناشئ من
اصطدام ق طرات المطر بتلك الجزيئات بصورة مباشرة مسببة تناثر كميات من التربة في الهواء وقسم منها يتحرك لمرات عديدة مؤدية
إلى إزاحة الرواسب عن مواقعها األصلية(.)39
تعتمد األمطار في نشاطها النحتي على طاقتها الحركية وعلى مدة األمطار وعلى نوعية الغطاء النباتي وتماسك حبيبات التربة ،لذا تعد
ترب المواقع األثرية وموادها من الترب التي تمتاز بقلة تماسكها وجفافها طوال اشهر السنة وافتقارها إلى عمليات الصيانة والتنقيب،
وبذلك تكون أكثر استجابة للتعرية بفعل قطرات المطر ال سيما في المواقع والتلول األثرية المرتفعة والشديدة في االنحدار ،وبالتالي تعمل
هذه القطرات على ازالة الطبقات الرقيقة من التل االثري وجرفها باتّجاه االسفل ويالحظ هذه الظاهرة في تل جغيمان وتل كوثا االثري،
ينظر الصورة ( )19و(. )20
الصورة ( )20اثر الزخات المطرية الخفيفة على الصورة ( )19اثر تعرية قطرات المطر في
التالل األثرية في المنطقة تل جغيمان االثري
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-15
-2التعريـــة الصفائحيــة :هي ناتجة من التعرية المطرية بإزالة الطبقة الرقيقة من التربة والتي ال ينتج عنها حدوث أخاديد او جدأول
ويكون الماء بشكل غطاء رقيق يغطي سطح االرض(.)40
يسود هذا النوع من التعرية في منطقة الدراسة التي تتميز بالمناخ الصحراوي الجاف لمدة طويلة فيبرز دور العمليات الجيومورفولوجية
من تجوية وتعرية ،وبالتالي تعمل على زيادة نسبة المواد المفتتة كالطين والغرين الناعم التي يتم نقلها بواسطة األمطار ال سيما فوق
مناطق تقسيم المياه فوق التل االثري وعند اقدام منحدر التل وفوق التلول المنبسطة القليلة االنحدار جداً ،وبعد مدة قصيرة تتفلق معظم
المسامات المتواجدة بين حبيبات التربة وتظهر اشكال من الطين الممزوج بمياه سطحية فتبدأ باالنسياب على شكل طبقات شبه متجانسة
من التربة السطحية متماثلة في السمك وغالباً ما تكون رقيقة في كل المساحة المعرضة على المنحدر بواسطة الرشاش من المطر
وتنحدر إلى االسفل كما في تل جمدة نصر األثري ينظر الصورة ( )21و( ،)22اذ يكون تأثير رشاش المطر قوياً على السفوح المنحدرة
خصوصا عندما تكون سرعة األمطار شديدة.
الصورة ( )22جانب من التعرية الصفائحية على الصورة ( )21التعرية الصفائحية في تل
المواقع األثرية في المنطقة جمدة نصر
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-15 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
-2تعرية المسيالت المطريــة :يؤدي الجريان الشديد فوق األسطح العارية إلى بدء تطور مجاري
-3مطرية طويلة ومتوازية يطلق عليها المسيالت المطرية( ، )41فإذا اجتمعت مياه األمطار بشكل مستمر نتيجة لكميات المطر المتساقطة،
فضالً عن ذلك يقل غيض الماء في الترب ة بسبب امتالء المسامات بالغرين والطين بين مكونات التربة األساسية .يبدأ المطر باالنسياب
في الشقوق الصغيرة بأبعاد بضعة سنتيمترات قط اًر وبعمق ال يتجاوز عدة سنتيمترات ،فبعد امتالء المنخفضات بالمياه تنشأ مسيالت
مطرية منها ،ولها القابلية على حمل المفتتات الناعمة الناتجة من عملية التجوية .تتحول هذه المسيالت إلى أخاديد كلما ازداد االنحدار
وازدادت كمية األمطار(.)42
تبين من خالل الدراسة الميدانية التي قام بها الباحثان ان اغلب المواقع والتلول األثرية تعاني من تعرية المسيالت المطرية ،وتعمل هذه
المسيالت على جرف الطبقة السطحية من التل االثري مما يؤدي إلى جرف القطع واللقى األثرية كما في تل بورسيبا وتل كوثا وتل
العقير االثري ينظر الصورة ( )23و( ،)24وبالتالي تصبح هذه اللقى األثرية معرضة للسرقة كما حصل بعد سقوط األمطار مباشرةً
حيث يقوم بعض األشخاص بعمليات سرقة لهذه اللقى والقطع األثرية التي جرفتها األمطار.
الصورة ( )24تبين أثر تعرية المسيالت الصورة ( )23تبين أثر تعرية المسيالت المطرية
المطرية على تل العقير على تل كوثا
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
-1التعرية األخدوديـة :هي عملية تحول المسيالت المطرية إلى اخاديد عندما تبدأ بتعميق وتوسيع
مجاريها في اثناء النحت الراسي والجانبي .تنتج التعرية األخدودية من اتحاد بعض المسيالت المطرية مع بعضها لتكون مجاري أوسع
يطلق عليها (األخاديد) ،وقد تتكون األخاديد بعملية أخرى عندما تقوم بعض المسيالت المطرية النشطة بتعميق وديانها أكثر من غيرها
بحيث تغطي في اتساعها على جهات التصريف المجاورة(.)43
تبين من خالل الدراسة الميدانية للمواقع األثرية ان الكثير من المسيالت المطرية تحولت إلى اخاديد وذلك بفعل األمطار وشدتها على
التلول األثرية ،ينظر الصورة ( )25و( ،)26كما ان تربة التل االثري هشة ومفككة وبالتالي تكون أكثر عرضة لتعرية االمطار وتطور
المسيالت إلى اخاديد ،واذا استمر هطول األمطار على المحافظة بنفس المستوى الذي سقطت فيه خالل أيام السنوات الماضية ،سيؤدي
ذلك إلى انهيار المعالم األساسية لبعض المواقع األثرية ،وذلك ألنها تتأثر سريعاً بالعوامل المناخية المتغيرة ،ألنها بنيت باللبن الطين،
كما ان اغلب االخاديد في التلول األثرية تجرف معها الكثير من القطع واللقى األثرية نحو االسفل وبالتالي تكون اغلب هذه اللقى معرضة
لجرف األمطار ونلقها إلى أماكن أخرى.
الصورة ( )26تبين االخاديد في مدينة كيش الصورة ( )25تطور المسيالت المائية إلى اخاديد
األثرية في تل جغيمان
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
-5االنهيارات بفعل تجمــع مياه االمطــار :عندما تسقط األمطار بكميات كبيرة على التلول والمواقع األثرية فإن قسماً منها يعمل كمسيالت
مائية واخاديد والقسم اآلخر يتجمع في اماكن منخفضة داخل تلك التلول األثرية ،وعندما تتجمع مياه األمطار فإنها تعمل على إذابة
الكثير من المواد التي يتكون منها التل ،علما ان اغلب التلول األثرية بنيت من الطين واللبن وبالتالي ونتيجة لتجمع مياه األمطار على
سطح هذه التلول فإن قسما منها سوف يتعرض لالنهيارات والقسم اآلخر سوف يؤدي إلى إذابة مواد البناء ،ينظر الصورة (.)27
ومن خالل الدراسة الميدانية التي قام بها الباحثان لمدينة بابل األثرية تبين انها أكثر المواقع األثرية التي تعاني من ظاهرة تجمع مياه
األمطار ألن اغلب جدرانها تتواجد في اماكن تسهل عملية تجميع األمطار حولها إذ عملت هذه األمطار على انهيار أجزاء كبيرة من
جدران ومعالم مدينة بابل األثرية ينظر الصورة ( ،)28وتبين من خالل المسح الميداني لمدينة بابل األثرية ان اغلب الجدران والمعالم
األثرية فيها والتي تقع في اماكن منخفضة قد تعرضت النهيارات كبيرة جداً واختفت الكثير من المعالم األثرية بفعل هذه الظاهرة .كما
ان بعض المعالجات البدائية التي قامت بها مفتشية آثار بابل من اجل منع تجمع وانسياب األمطار عن المدينة األثرية عملت على
رصف أكياس مملوءة بالتراب تحيط بعض االجزاء التي تتعرض لتجمع األمطار ،ينظر الصورة ( )29و(.)30
الصورة ( )28جانب من انهيار بعض جدران الصورة ( )27مناطق تجمع مياه األمطار بين جدران
مدينة بابل بفعل تجمع مياه األمطار مدينة بابل األثرية
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
الصورة ( )30جانب تجمع مياه األمطار فوق الصورة ( )29رصف اكياس مملوءة بالتراب لمنع
التالل األثرية جريان مياه األمطار باتّجاه مدينة بابل األثرية
المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-14 المصدر :الدراسة الميدانية بتاريخ 2016 -2-13
يمكن استعمال معامل ارنولدوس فورنية ( )AFIلمعرفة قدرة المطر على التعرية في منطقة الدراسة .يستخرج معامل فورنية( )AFIعلى
وفق المعادلة اآلتية(:)44
إذ إن:
=AFIالتعرية المطرية
= Piكمية المطر لكل شهر من أشهر السنة معب ار عنها بـ ( ملم ).
= Pكمية المطر السنوي معب ار عنها بـ ( ملم ).
ينص معامل أرنولدوس فورنية على ما يلي :
-أقل من 50شدة الجرف ضعيفة
500 – 50-شدة الجرف معتدلة
1000 – 500 -شدة الجرف عالية
-أكثر من 1000شدة الجرف عالية جداً
عند تطبيق هذه المعادلة على محطة منطقة الدراسة ومن خالل الجدول( ،)6يتضح ضعف التعرية المطرية في منطقة الدراسة حسب
نتائج المعادلة ،إذ بلغت مجموعها ( )15.8ملم ،ووصلت قيمة النحت المطري إلى أعلى مستوى لها في شهري كانون الثاني إذ بلغت
( )4.4ملم ،بينما سجلت أشهر حزيران ،وتموز ،وآب ،وأيلول قيمة للنحت المطري (صف اًر) بسبب انعدام التساقط في هذه األشهر.
الجدول ( )6قابلية ألحت المطري بحسب معامل أرنولدوس فورنية ( )AFIلمنطقة الدراسة
المصدر :من عمل الباحثين باالعتماد على البيانات المناخية لمحطة مدينة الحلة للمدة من ()2015 -1980
االستنتاجـــات:
( )2015 -1980سيادة -1أظهرت نتائج تطبيق معادلة ( )Chepilالمناخية على بيانات محطة الحلة لسنوات الرصد
التعرية الريحية إذ تكون التعرية عالية جداً في منطقة الدراسة حيث بلغت (.)314,204
-2بينت الدراسة ان لعامل التفريغ الهوائي الذي تقوم به الرياح في عدة جهات من المواقع األثرية أث ار واضحا في المواقع التي
لم تشهد عمليات تنقيب والترميم إلى االن مثل تل زونة وتل جغيمان وتل االحيمر آثار تل العقير.
-3تبين من خالل الدراسة أن اغلب المواقع والتلول األثرية شيدت من الطين واللبن والصخور الرملية ،وتكون هذه التكوينات
قليلة المقاومة للتعرية الريحية والمطرية.
-4أوضحت الدراسة ان اغلب المواقع والتلول األثرية التي اجريت لها عمليات تنقيب وخصوصا مدينة بابل األثرية هي األكثر
تعرضا لعمليات التعرية الريحية والمطرية وذلك ألن اغلب معالمها وخصوصاً الجدران والمعالم األخرى تتعرض لعمليات النحت
والصقل الريحي وجرف األمطار.
-5بينت الدراسة ان أثر الرياح كعامل ترسيب في المواقع األثرية ظهر بشكل واضح في تلول كوثا وجمدة نصر ومدينة كيش
األثرية وفي االجزاء الشمالية الغربية ،وعملت الرياح على تكوين كثبان رملية زحفت باتّجاه هذه المواقع وغمرت اجزاء واسعة
منها.
-6تبين من خالل الدراسة الميدانية التي قام بها الباحثان ان اغلب المواقع والتلول األثرية تعاني من تعرية المسيالت المطرية
وتعمل هذه المسيالت على جرف الطبقة السطحية من التل االثري ما يؤدي إلى جرف القطع واللقى األثرية كما في تل بورسيبا
وتل االحيمر وتل جغيمان.
-7أوضحت الدراسة من خالل المسح الميداني لمدينة بابل األثرية ان اغلب الجدران والمعالم األثرية فيها والتي تقع في اماكن
منخفضة قد تعرضت النهيارات كبيرة جداً بفعل تجمع مياه األمطار وقد اختفت الكثير من المعالم األثرية بفعل هذه الظاهرة.
-8أظهرت نتائج تطبيق معام ل أرنولدوس فورنية ضعف التعرية المطرية في منطقة الدراسة إذ بلغت مجموعها ( )15.8ملم،
ووصلت أعلى قيمة الحت المطري في شهري كانون الثاني إذ بلغت ( )4.4ملم.
التوصيـــات:
إن صيانة هذه المواقع األثرية المهمة تتطلب جهوداً كبيرة من قبل الجهات المختصة للمحافظة عليها من التعرية الريحية
والمطرية ،وكذلك للمحافظة على هذه المواقع والتلول األثرية وما تحمله من معالم حضارية تحكي قصة سكان بالد وادي الرافدين
وبناء على ما تقدم فإنه يمكن تحقيق قدر كبير من
ً الذين وضعوا اسس الحضارة اإلنسانية وما وصلت إليه من تقدم ورقي ،
المعالجة لهذه المواقع والتلول األثرية وبالتالي الحفاظ عليها من التلف من خالل التوصيات التالية:
-1إقامة مصدات للرياح "حزام أخضر" حول المواقع والتلول األثرية وعلى مسافات مناسبة منها لغرض خفض سرعة الرياح
وبالتالي تقليل أثرها كعامل للنحت والنقل والترسيب.
-2إيقاف زحف الكثبان الرملية في المناطق المجاورة للمواقع األثرية باستخدام وسائل التشجير أو مثبتات التربة الكيمياوية.
-3تثبيت مواد بناء قمم بعض المواقع األثرية ألنها أكثر الجهات عرضة لفعل عوامل التعرية الريحية والمطرية حيث يمكن
استخدام مواد مناسبة لذلك في عمليات الصيانة والترميم بأسلوب علمي ال يشوه المنظر الجمالي للموقع االثري وال يضر بقيمته
األثرية والحضارية.
-4إزالة بقايا مواد البناء التي تنتشر في الطبقات العليا في بعض المواقع األثرية لمنع تساقطها على الجدران بفعل الرياح الشديدة.
-5إيجاد منفذ لتصريف مياه األمطار التي تتجمع عند قمم واالماكن المنخفضة في المواقع األثرية والتي تعمل على تآكل وتلف
مواد بنائها.
-6استخدام الكوادر العلمية المتخصصة بعمليات الصيانة والترميم إلجراء أية عمليات جديدة ومتابعها من قبل لجان متخصصة
علمياً وفنياً وتاريخياً.
-7وضع خطة مناسبة بشكل علمي قأئمة على التحاليل المختبرية والفحوصات العلمية قبل البدء بعمليات الصيانة والترميم
للمواقع والتلول األ ثرية في المستقبل المنظور بالشكل الذي يحافظ على قيمتها األثرية وزيادة مقاومتها لعمليات التعرية الريحية
والمطرية.
المصــادر والهــوامــش:
( )1مفتشية آثار بابل ،سجالت اإلحصاء والتوثيق واألرشفة ،بيانات غير منشورة .2016،
( )2إسراء حسين عبيد علي ،الجغرافية اإلقليمية لمحافظة بابل ،رسالة ماجستير (غير منشورة) كلية التربية ،جامعة بابل ،2011،ص.23
( )3محفوظ صالح مخير ،نضال عبد العال امين ،مبادى اآلثار السياحية ،منشورات مطبعة التعليم العالي ،1988 ،ص.269
( )4جمال بابان ،أصول اسماء المدن والمواقع العراقية ،الجزء األول ،ط ، 2بغداد ،مطبعة االجيال ، 1989 ،ص .37
( )5هادي ساكز ،عظمة بابل ،موجز حضارة وادي دجلة والفرات القديمة ،ترجمة عامر سليمان ،ط ،1الموصل ،1979 ،ص.143
( )6محفوظ صالح مخير ،نضال عبد العال امين ،مبادى اآلثار السياحية ،مصدر سابق ،ص.274
( )7قياسات مساحية قام بها الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري .
( )8محمد رشيد صالح ،الكشاف االثري في العراق ،مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ،الموصل ، ،1987 ،ص .211
( )9المصدر نفسه ،ص .212
( )10روبرت كولديفاي ،معابد بابل وبورسيبا ،ترجمة نوال خورشيد سعيد ،مديرية مطبعة الجامعة ،الموصل ،1985 ،ص .104
( )11المصدر نفسه ،ص .105
( )12محمد رشيد صالح ،الكشاف االثري في العراق ،مصدر سابق ،ص .208
( )13روبرت كولديفاي معابد بابل وبورسيبا ،مصدر سابق ،ص .106
( )14عبد القادر عبد الجبار الشيخلي ،الوجيز في تاريخ العراق القديم ،ط ،2دار عدنان للطباعة والنشر ،بغداد ، 2014 ،ص .209
( )15المصدر نفسه ،ص .210
( )16عامر سليمان ،اطلس المواقع األثرية في العراق ،مديرية االثار العامة ،بغداد ،1976 ،ص.38
( )17قياسات مساحية قام بها الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري .
( )18محمد رشيد صالح ،الكشاف االثري في العراق ،مصدر سابق ،ص210
( )19قياسات مساحية قام بها الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري
( )20أحمد سوسة ،حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين ،دار الرشيد للطباعة ،بغداد ، 1980 ،ص .112
( )21قياسات مساحية قام بها الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري
( )22مفتشية آثار بابل ،سجالت اإلحصاء والتوثيق واألرشفة ،بيانات غير منشورة .2016،
( )23قياسات مساحية قام بها الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري.
( )24مفتشية اثار بابل ،سجالت اإلحصاء والتوثيق واألرشفة ،بيانات غير منشورة .2016،
( )25قياسات مساحية قام بها الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري.
( )26مفتشية اثار بابل ،سجالت اإلحصاء والتوثيق واالرشفة ،بيانات غير منشورة .2016،
( )27عامر سليمان ،اطلس المواقع األثرية في العراق ،مديرية االثار العامة ،بغداد ،1976 ،ص )28( .39قياسات مساحية قام بها
الباحثان من خالل العمل الميداني للموقع االثري.
( )29مفتشية اثار بابل ،سجالت اإلحصاء والتوثيق واالرشفة ،بيانات غير منشورة .2016،
( )30حسن رمضان سالمة ،أصول الجيومورفولوجيا ،ط ، 3دار المسيرة للنشر والتوزيع ،2010 ،ص.267
( )31المصدر نفسه ،ص .264
( ) 32ماجد السيد ولي محمد ،المناخ وعوامل تشكيل سطح األرض ،مدى تأثر العمليات الجيومورفولوجية بالعناصر المناخية ـ دراسة في
المجال التطبيقي ،مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ،بغداد ،العدد ،2000 ، 45ص.52
( )33المصدر نفسه ،ص .53
( )34حسن رمضان سالمة ،اصول الجيومورفولوجيا ،مصدر سابق ،ص .264
( )35عبد هللا يوسف النعيم ،اشكال سطح االرض المتأثرة بالرياح في شبه الجزيرة العربية ،مجلة الجمعية الجغرافية الكويتية ،الكويت ،
،1981ص.96
( ) 36عدنان هزاع البياتي ،وكاظم موسى ،المناخ والقدرات الحتية للرياح في العراق ،مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ،العدد ، 23
مطبعة العاني ،بغداد ، 1989 ،ص. 79
( )37آرثر .ستريلر ،أشكال سطح األرض ،تعريب ،وفيق الخشاب ،عبد الوهاب الدباغ ،مطبعة دار الزمان ،بغداد ،1964 ،ص.156
( )38علي حمزة عبد الحسين الجوذري ،اثر العمليات الجيومورفية في تشكيل المظهر االرضي لناحية الشنافية ،رسالة ماجستير (غير
منشورة) ،كلية التربية للعلوم اإلنسانية ،جامعة بابل ،2014 ،ص.96
( )39المصدر نفسه ،ص .98
( )40كامل حمزة فليفل االسدي ،تباين الخصائص المورفومترية لوديان الهضبة الغربية في محافظة النجف وعالقتها بالنشاط البشري،
اطروحة دكتوراه (غير منشورة) كلية اآلداب ،جامعة الكوفة ،2012،ص.84
( )41محمد خلف بني دومي ،المدخل إلى الجغرافية الطبيعية ،جامعة اليرموك ،مطبعة البهجة ،األردن ،ط ، 2001، 1ص.220
( )42سعيد محمد ابو سعدة ،هيدرولوجية األقاليم الجافة وشبه الجافة ،ط،1الكويت ،1983،ص.88
( )43صالح الدين بحيري ،أشكال سطح االرض ،ط ، 1دار الفكر المعاصر ،دمشق ،1979 ،ص .99
(44)Clifford Embeton, john the ornes in Geomorphology, Edward Arnold ltd,
London, 1970, P215.
مناطق تجمع مياه االمطار واثرها على الجدران االنهيارات الجدران بفعل االمطار
بداية تشكل المسيالت المائية فوق التالل األثرية تجمع مياه االمطار بين جدران مدينة بابل
االنهيارات وجريان لمياه االمطار اسفل
الجدران اثر التعرية المطرية في كشف بعض اللقى األثرية