Professional Documents
Culture Documents
تسييس العلم؛ قراءة نقدية في كتاب العلم والأيديولوجيا
تسييس العلم؛ قراءة نقدية في كتاب العلم والأيديولوجيا
تسييس العلم؛ قراءة نقدية في كتاب العلم والأيديولوجيا
والعالم بذلك
ِّ األهواء وامليول الذاتية ،وكذلك عن املااحح الشخاية واملنافع احخاصة
يسهخدم األدلة الهجريبية والبراهين املنطقية املسهقلة عن ذات ّوميول الشخاية ّ
العالم
كذلك فمن خاائص املعرفة العلمية «النسبية»ّ Relativityفعندما يهوصل ِ
إلى نهائج معينة فاو ّل ُيجزم أن هذه النهائج يقينية ،ونهائية ،ولكنها تظل نهائج نـسبية؛
بمعنى أنها مقيدة بالوسائل واألدوات ذاتها التي يسهخدماا ويرجع ذلك إلى أن الوسائل
واألدوات العلمية (املالحظة والهجريب على رأساا) فـي تـطـور مسهمر وعلى هذا فإن
ً
فشيئا ،ولذا نجد ً
وشيئا القوانين والنظريات العلمية تـابو نحو الدقة قدر اإلمكان،
النسبية هي خاصية العلم بامهياز في بحث عن تتسيرات للظواهر الطبيعية واإلنسانية ّ
إن أول طرح مام من جانب املؤلف في هذا الكهاب -الذي نحن بادده -هو معاحجه
لتكرة عدم احخلط بين "احهقيقة العلمية" في ذاتها ،وبين "النظريات والقوانين والتروض
ُ
العلمية"؛ فالثانية ت َع ُّد ّ
مقاربات وتتسيرات علمية حول األولى ،وه ّو األمر الذي جعل يذهب
إلى أن ليس هناك حقيقة علمية واحدة ّوثابهة ،وعلى حد تعبيره« :الحقيقة العلمية ليست
َ
قرره العلماء عن هذا الواقع .ومن ث َّم
هي الواقع في حد ذاته ،وإنما هي -بالحرى -ما ي ِّ
ا ا
فليس َّثمة حقيقة علمية نهائية ،بل تدنو النظريات املتعاقبة منها شيئا فشيئا ()...
اسا دائما تحت اًلختبار املتواصل؛ فهي ليست انعك ا
ولذلك فإن الحقيقة العلمية تظل ا
للوجود أو الواقع في املرآة ،والعلماء ًل َيكفون عن تفسير الطبيعة وتغييرها لخدمة
أهدافهم العلمية ،وًل يحدث هذا التفسير وذلك التغيير فقط من خالل اًلختراع
واإلنتاج ،بل في مواصلة اصطناعهم وتطويرهم املستمر للمناهج العلمية نفسها»(ّ )2
هذا بالنسبة ملتاوم العلم ،وأهم احخاائص التي تهميز بها املعرفة العلمية ،أما فيما
يهال بمتاوم «األيديولوجيا» فإن يشير -في معناه األصلي -إلى منظومة األفكار وا ّلراء
اّلجهماعية التي ترتبط بمااحح طبقة أو جماعة معينة في املجهمع وقد عرفاا ماركس في
ُ
عبر عن مااحح طبقية»«األيديولوجيا األملانية»ّبأنها « مجموعة الهاورات الكلية التي ت ِ
وعلى هذا النحو فإن متاوم األيديولوجيا ّل يسهلزم فحسب تقسيم املجهمع إلى طبقات،
اّللتزام بالنزاهة والهجرد واحهيادية في كهابة الهاريخ واألحداث والوقائع اإلنسانية فإذا
كانت العلوم الطبيعية والرياضية تهاف -بحكم طبيعتها -بأنها تقوم على مرجعية ما ُيسمى
"عقالنية العلم احهيادي ً
قيميا" ،ومناهجاا تهاف باملوضوعية ،حيث إن أحكاماا تقريرية،
ومناهجاا وصتية ،وّل تستند إلى احجدل ،والرأي ،فإن العلوم اّلجهماعية واإلنسانية من
تماما ،أو حيادية صرفة؛ إذ تهدخل ذات الباحث ،أو املؤرخ الاعب أن تكون موضوعية ً
ً
(مثال) بدرجة أو بأخرى عند كهابة األحداث الهاريخية والوقائع اإلنسانية ،عالوة على عوامل
أخرى غير ذلك
ذات مرة قال الكاتب والروائي البريطاني «جورج أورويل»ّ-1903( George Orwell
«ّ:)1950أعرف أن الشائع اليوم أن ُيقال إن أكثر الهاريخ املدون هو على كل حال مجموعة
كنت على اسهعداد ألن أعلن لكم أن معظم الهاريخ ينقا الدقة والهجرد أكاذيب وإذا ُ
مي ّز عارنا هذا هو اإلقالع عن الرأي القائل بإمكانعن الاوى ،فإن األمر الغريب الذي ُّي ِّ
تحري احهقيقة في الهاريخ»(!)7
ق باحهقائق فيتكشف عبارة «أورويل»ّعن مدى الهحريف احخطير واملسهمر الذي ِحه َ ّ
ُ َ
ظار في ذات الوقت الاعوبات التي تهخلل تتسير الظواهر الطبيعية العالم املعاصر ،كما ت ِّ
ّ
واإلنسانية ،وصع ّوبة الوقوف على حقائق يقينية في ميادين الهاريخ ،والسياسة ،واّلجهماع ّ
من هذا املنطلق ،يبدأ املؤلف فاول كهاب بطرح إشكالية رئيسية مهمثلة في :هل
يكون العلم باتة عامة (أو باألحرى ما نطلق عليها حقائق علمية) محاي ًّدا؟ ّويعاحج هذه
اإلشكالية من خالل الهعرض لقضايا العلم وقوانين ،وهل هي نسبية أم ثابهة ّومطلقة؟
وما إذا كانت أحكام موضوعية أم مابوغة بهحيزات خاصة وأيديولوجيات معينة؟
ّوباياغة أخرى :هل احهقيقة العلمية بطبيعتها واحدةّ ،وعاملية ،تترض نتساا في كل مكان
معايير قومية ونزعات شخاية؟ وهو
وزمان ،أم إن هذه (احهقيقة) قد تجيء مخهلطة ب ّ
يذهب إلى أن في تاريخ العلم الطويل واملمهد« ،جرى فال العلم عن املناخ اّلجهماعي الذي
يهواجد في ،وراج احهديث عن حياد العلم وعدم انحيازه وكأن يستهدف حقائق مطلقة؛
مجردة وثابهة»(ّ )8
نسهنهج من ذلك أن إذا كان العلم في ذات قوة محايدة يمكن توفيتاا حخدمة البشر،
َ
العالم واإلنسان ،فإن في كل األنظمة الشمولية واّلستبدادية ً
تقريبا ،يهم أو توجيهاا لهدمير
اسهخدام العلم للترويج ألفكار سياسية محددة لقد ارتكزت هذه األنظمة في األساس على
دعائم علمية وأنثروبولوجية وهنا تظار املتارقة ،عندما استند العديد من قادة األنظمة
الشمولية إلى علوم البيولوجيا ،واألنثروبولوجيا ،وعلم تحسين النسل ،وغيرها ،كدعائم
للترويج لعقائدهم السياسية التاسدة ،وتبرير مزاعمام بشأن تتوق عرق بعين ولكن
املتارقة سرعان ما تهالش ى إذا دققنا في أنها تسهخدم العلم من أجل تبرير وتمرير بعض
املزاعم األيديولوجية العنارية عن طريق تشوي حقائق العلم وباخهاار ،فإن أخطر
دعاة العنارية هم أولئك الذين يوفتون العلم ألغراض سياسية شمولية!ّ
حد كبير د /حسين علي ،حيث كان تركيزه ي ُّ ّ
ناب في املقام األول وهذا ما َ َ
تنب إلي إلى ٍ
على فكرة اسهغالل السلطة السياسية للعلم بمعناه الواسع ،وليس فقط اسهغاللاا
ُ
وتالعبها باحهقائق الهاريخية واّلجهماعية فقط ،وهو َيذك ّر أن اسهغالل السياسة
ً ً
أحيانا واسهخداماا لسلطة العلماء تأخذ أشكاّل مهنوعة؛ إذ يقوم بعض السياسيين
باسهخدام العلماء كواجاة للتستر خلتام من أجل اتخاذ قرارات غير مسئولة وخاطئة
ّويمكن لرجل السياسة في هذه احهالة اّلدعاء بأن ليس في مقدوره أن يانع ً
شيئا أمام ِ
قوة البداهة والضرورة العلميهين ،كما يمكن ً
أيضا اّلسهعانة بسلطة العلماء من قبل
رجال السياسة لهوفيف ذلك من أجل الهالعب بهوقيت اخهيار أو تطبيق قرار سياس ي
معين؛ وما حدث عند غزو أمريكا للعراق في مارس 2003تحت زعم أن العراق يمهلك
ً
استنادا إلى تقارير اسهخباراتية مستندة إلى معلومات دقيقة وحقائق علمية، أسلهة نووية
لاو دليل على اسهغالل السياسة للعلم والعلماء(ّ )17
َ َ
رس ّخت هيمنتها على السلطة، نسهنهج من هذا أن األنظمة الشمولية ّواّلستبدادية
عبر الهاريخ ،عن طريق توفيف حقائق العلم وتأويلاا -ومن بينها ً
أيضا احهقائق الدينية-
لتسير بها في اتجاه معين يخدم توجااتها األيديولوجية ،وكان ذلك يهم إما عن طريق
تتسير احهقيقة العلمية بهأويل بعض نهائجاا لكي تهماش ى مع ال َه ُّ
وجاات ّ الهعسف في
فهي تتناول الاورة التي رسماا داروين لهطور األنواع احهيوانية ،فهنقلاا إلى املجهمعات
َ
اإلنسانية وتذهب هذه النظرية إلى أن كل فرد ّّل ُب َّد أن ياارع الخرين ليبقى ،وّل يبقى إّل
ُ
من هم أفضل فاّلصطتاء الطبيعي يكتل بقاء ونمو خيار الناس ّوت َع ُّّد نظرية داروين
الشكل البيولوجي للتلستة البورجوازية التي ُي َع ُّّد الهنافس احهر تجسيدها اّلقهاادي
وتنازع البقاء يسهحيل هنا إلى صراع من أجل إشباع احهاجات ،وياير في امليدان السياس ي
اعا من أجل السلطة" ،وهو أساس (نظريات الاتوة) :فمن الهنافس على السلطة "صر ً
تولده منافع السلطة ،يظار خيار البقاء لألصلح ،أي أكثر األفراد كتاءة وأقدرهم على
الذي ِ
احهكم وأما النظرية الثانية -النظرية العرقية -فهي تنقل هذه األفكار من املسهوى التردي
إلى املسهوى احجماعي فالتروق في املقدرة بين األفراد أقل من التروق في املقدرة بين
ُ
العروق فبعض العروق أقدر من بعضاا الخر على تولي القيادة؛ وقد خلق بعضاا للسيطرة
ُ
بطبيعه ،وخلق بعضاا الخر للخضوع بطبيعه فالاراع بين العروق الدنيا والعروق
العليا إذن هو الاراع السياس ي األساس ي وقد روجت هاتان النظريهان ،رغم أنهما ليس
لاما قيمة علمية ،للتكرة املغلوطة والقائلة بأن "للسياسة ً
أسسا بيولوجية"(ّ )20
وقد اسهتادت النظريات العرقية املخهلتة من النظرية الهطورية اّلجهماعية ولكن
األخيرة ليست في الغالب سوى تموي علمي كاذب ملوضوع قديم لم َّي ُع ّْد من املؤكد ً
أبدا أن
املالحظة واّلسهقراء يمكن أن يقدما ذات يوم املتهاح لتام إذ أنها وبهأكيدها على واقعة
الهنوع الثقافي ،تحاولّ -وبطريقة ختية -إثبات أن حضارة بعينها هي وحدها التي اسهطاعت
أن تال إلى أعلى درجات الترقي اّلجهماعي ومن هنا تظار ماطلهات مثل :بربري،
مه ّوحش ،بدائي فوراء هذه املاطلهات يخهتي احهكم نتس في تانيتاا للجماعات
وبالهالي فإنها تقع فيما يسمي «كلود ليتي شتراوس» في اإلنسانية()21 البشرية والشعوب
(الهطورية املغلوطة)( ،False Evolutionary )22التي «تحاول في احهقيقة إلغاء الهنوع الثقافي
عبر الهظاهر باّلعتراف الكامل ب ألننا إذا ما عاحجنا احهاّلت املخهلتة التي توجد فيها
املجهمعات البشرية ،سواء القديمة أو البعيدة ،على أنها أطوار أو مراحل تطور منطلقة من
النقطة نتساا ،فإن ذلك يقهض ي أن يؤدي بها إلى الادف ذات ولكن الهنوع هنا في احهقيقة
معيار "احهقيقة" truthليس هو اتتاقاا مع قيمتها الكونية ،وإنما مطابقتها لروح ال ِعرق،
واألمة ،والطبقة؛ أي إن معيار احهقيقة في النهاية هو منتعتها من الناحية ال ِعرقية
والقومية(ّ )31
لكن ّل يعني هذا أن املؤلف تغافل عن هذه النقطة ،أو أن أهملاا ً
عمدا ،على العكس
من ذلك فثمة إشارات وتأكيدات كثيرة من جانب على أن ُّّ
تدخل السياسة في شئون العلم
والعلماء ،وتوجي قوانين العلم وفروض بما يخدم توجاات السلطة وأهدافاا
األيديولوجية ،إن هذا ال ُّّ
هدخل وهذا الهوجي من شأن أن يؤدي إلى نهائج سلبية وخيمة،
ضر بالعملية السياسية ذاتها ،وعلى حد قول ِّ « :إ َ ّن سعي بعض احهكومات للهدخل في
وأن َي ُ
عمل العلماء ،ومحاولة وضع العقبات والعراقيل للهد من حرياتهم في البحث والهأمل
واّلسهكشاف سوف يؤدي في نهاية املطاف إلى القضاء على مادر من أهم ماادر قوة أية
حكومة من احهكومات»(ّ )32
وفي هذا اإلطار نشير إلى أن مؤسسات الهعليم في فل النظام النازي كانت تقوم بتزييف
اإلطار أ ً
يضا ّ كل احهقائق بما يخدم القوة السياسية ّواحخط األيديولوجي للنازية وفي هذا
نشير إلى ما قامت ب وزارة التربية والهعليم في عام ،1938من تطوير للمناهج الهعليمية،
بحيث يهم تعزيز مناهج البيولوجيا العرقية التي تؤكد صهة نظرية الهطور ،بما تهضمن
هذه النظرية من اّلدعاء بهترد وسمو العرق الري على جميع األعراق البشرية األخرىّ ّوقد
نجهت بالتعل في توفيف نظرية الهطور في مجال البيولوجيا ،بما يخدم هدفاا السياس ي،
ي ،الذي ينحدر من األملان ،على جميع
وهو الهوفيف الذي يروج ألكذوبة سيادة العرق الر ّ
َ
األعرق وقد اسهعانت في ذلك بالعديد من علماء البيولوجيا األكثر شارة في ّ
العالم
وباخهاار ،فقد عملت األيديولوجية النازية على فرض نظرية الهطور العرقي ،وغيرها من
النظريات األخرى ،في كل مناهج الهعليمً ،
بدءا من الهعليم األساس ي ،بل «كان من ضمن
األنشطة الدراسية في مدارس األطتال األملانية خالل الرايخ الثالث هو زيارة حديقة
احهيوان لرؤية القرود باعهبارها أقاربهم الهطوريين(ّ!)33
قضايا العلم ،واأليديولوجيا ،والسياسة ،والهقنية إحخ؛ فاناك كهابات أجنبية بعضاا
ُمترجم إلى اللغة العربية ،منها -على سبيل املثال ّل احهار -كهاب «العلم وا ّأليديولوجيا»ّ
لـ"ميشيل ماركوفيتش" (ترجمة :أحمد السطاتي ،املغرب ،)1973 ،وكذلك كهاب التيلسوف
األملاني "هابرماس"« :العلم والهقنية كأيديولوجيا»ّ(ترجمة :حسن صقر ،كولونيا -أملانيا،
منشورات احجمل )2003 ،ولكن ورغم أن هذا الكهاب ليس الوحيد في هذا املجال البحثي،
ِفإ َن ما يهميز ب هو الطابع العلمي واملنهجي الدقيق الذي يناقش قضايا اّلرتباط بين العلم
ً
خاوصا ،وهو طابع يجمع -كما أشرنا في مقدمة ً
عموما ،والعلم والسياسة واأليديولوجيا
هذا املقال -بين الرؤية التلستية الواضهة ،مع الهأصيل النظري والعلمي الدقيق ،إضافة
إلى الطرح الشمولي املستنير من جانب املؤلف في معاحجة هذه القضايا املخهلتة ّ
لكن غابت عن املؤلف نقطهين :تهمثل األولى في أن لم يههم بشكل كبير بمعاحجات
هيدجر حول العلم ،والهقنية ،وكيف أن العلم بطبيعه غير محايد ،رغم أن تعرض لراء
ُ
هيدجر في هذا املوضوع وبعبارة أخرى فإن لم ي ٍ
عط كهابات هيدجر القدر البحثي املام
حد ما نقد الواقع الهاريخي
الذي تسهحق وتهمثل النقطة الثانية في أن غاب عن إلى ٍ
واّلجهماعي الذي تهخلق فيها قضايا الهوفيف السياس ي ّواّلسهخدام األيديولوجي للعلم،
مع اإلقرار بأن املؤلف ذات أشار إلى أن «العلمًّ -أيا كان موضوع -نظام للمعرفة ّل ينتال
عن النظام اّلجهماعي الذي يهطور بداخل » ّومن هنا تكمن أهمية هذا الكهاب من كون
محاولة جادة من جانب املؤلف ملناقشة وتتكيك هذه القضايا ،ومن كون -عال ّوة على
ذلك -يكشف النقاب عن بعض قضايا فلستة العلم بأسلوب منهجي رصين ّ
أما املآخذ األساس ي والوحيد الذي نأخذه على املؤلف هو عدم تعرض -أو إشارت -في
الكهاب إلشكالية الهوفيف الديني للعلم؛ أعني الهكييف األيديولوجي النتعي للدين حخدمة
ذلك أن السياسة تهج في كثير من األحيان إلى بعينها()35 مااحح وأهداف حركات سياسية
تحريف أي نوع من احهقائق التي ّل تهالءم ومااحهاا األيديولوجية ،ومن ضمنها احهقيقة
الدينية وقد كانت السياسة عبر عاور احهضارة العربية واإلسالمية -على سبيل املثالّ-
ات تهاارع فيما بينها ،وتقبل أن يهحول املرء من إحداها إلى غيره؛
ات وخيار ٍ
«تهعلق بانحياز ٍ
الهوامش:
(*) باحث وأكاديمي مصري -مدرس الفلسفة السياسية بكلية اآلداب -جامعة سوهاج
)(Email: hamdyalsharif@yahoo.com
) ( 1حول هذذذه التفرقذذة بين "العلم" و"الال علم" ،انظر :د /صذ ذ ذ ذذالع قنصذ ذ ذ ذذوه :فلسذ ذ ذ ذفذذة العلم ،القذذاهرة :دار
الثقافة ،1981 ،ص ص.47-64 .
) ( 2د /حسين علي :العلم واإليديولوجيا بين اإلطالق والنسبية ،بيروت :دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع،
،2011ص.13 .
) ( 3برتران ،ميشذ ذ ذذال :وضذ ذ ذذعية الدين عند ماركس وأنمل ،:ترجمة :صذ ذ ذذالع كامل ،بيروت :دار الفارا ي،1990 ،
ص.121 .
) ( 4املرجع السابق ،ص .ص.123 ،122 .
صذ ذار :منطق الس ذذلطة ،مدخل إبى فلس ذذفة المر ،بيروت :دار أمواج للطباعة والنش ذذر والتوزيع، ) ( 5ناص ذذيف ن َّ
ط ،2001 ،2 .ص.189 .
) ( 6املرجع السابق ،ص ص.190-189 .
) ( 7مقتبس ذذة في :فرنكل ،تش ذذارل ::أزمة اإلنس ذذان الحديث ،ترجمة :نقوًل زيادة ،مراجعة :عبد الحميد ياس ذذين،
بيروت :مؤسسة فرنكلين للطباعة والنشر ،1959 ،ص.125 .
) ( 8د /حسين علي :العلم واإليديولوجيا ،ص.5 .
) ( 9املرجع السابق ،ص ص.6-5 .
) ( 10املرجع السابق ،ص ص.23-21 .
) ( 11املرجع السابق ،ص ص.24-23 .
) ( 12املرجع السابق ،ص.84 .
) ( 13أرندت ،حنا :الحقيقة والس ذ ذذياس ذ ذذة ،ترجمة :الحس ذ ذذين ر ذ ذذحبان ،مملة يتفكرون ،تص ذ ذذدر عن مؤسذ ذ ذس ذ ذذة
مؤمنون بال حدود للدراسات والبحاث ،الرباط؛ اململكة املغربية ،العدد السادس ،2015 ،ص ص.49-48 .
) ( 14املرجع السابق ،ص.49 .
( 15 ) Koyré, Alexandre: “The Political Function of the Modern Lie”, Contemporary
Jewish Record, Vol. 8, No. 3, (June 1945), P. 299.
( 16 ) Loc. Cit.
د /حسني علي :العلم واإليديولوجيا ،ص ص( 17 ).86-85 .
( 18 ) Weikart, Richard: “The Origins of Social Darwinism in Germany- 1859-
1895”, Journal of the History of Ideas, Vol. 54, No. 3 (July 1993) , PP. 472-473.
( 19 ) Zimmermann, Augusto: “Evolutionary Legal Theories: The Impact of
Darwinism on Western Conceptions of Law”, Journal of Creation, Vol. 24, No.
2, 2010, P. 110.
) ( 20دوفرجيه ،موريس :مدخل إبى علم السذ ذذياسذ ذذة ،ترجمة :جمال التاس ذ ذ ي وسذ ذذامي الدرو ي ،بيروت :املرك:
الثقافي العر ي ،2009 ،ص.25 .
) ( 21شتراوس ،كلود ليفي :العرق والتاريخ ،ترجمة :سليم حداد ،بيروت :املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
والتوزيع ،1982 ،ص .ص.18 ،14 ،13 .
) ( 22ما يعنيه "ليفي شذذتراوس" هنا هو النظرية التطورية في ممال اًلجتماع اإلنسذذاني ،وهي سذذابقة في الظهور
من ناحية الوقائع على النظرية التطورية في ممال البيولوجيا التي أس ذذس لها داروين في كتابه "أص ذذل النواع"
عذذام .1859وإذا كذذانذذت النظريذذة التطوريذذة في البيولوجيذذا قذذائمذذة على املالحظذذة التي يمكن التثبذذت منهذذا ،فذذإن
التطورية اًلجتماعية قائمة على بعض الوهام والفكار املغلوطة وامللتبسذ ذ ذذة .وعلى هذا النحو فإذا كانت فكرة
التطور البيولوجي تتعلق بافتراض يتمتع بأرجحية عالية توازي معايير الصحة في ممال العلوم الطبيعية ،فإن
فكرة التطور اًلجتماعي أو الثقافي ًل تقدم على الكثر ،سذذوى طريقة جذابة وخادعة ولكنها ذات سذذهولة خطرة
لتقديم الوقائع.
) ( 23شتراوس ،كلود ليفي :العرق والتاريخ ،ص .ص17 ،16 .
( ) Weindling, Paul: “Genetics, Eugenics, and the Holocaust”, in: Biology and
24
Ideology from Descartes to Dawkins, edited by: Denis R. Alexander, and Ronald L.
Numbers, Chicago and London: The University of Chicago Press, 2010, PP. 193-194.
( 25 ) Ibid, P. 195.
( 26 ) Loc. Cit.
( 27 ) Weikart, Richard: “The Role of Darwinism in Nazi Racial Thought”, German
Studies Review, Vol. 36, No. 3, 2013, P. 537.
( 28 ) Ibid, P. 539.
( 29 ) Koyré, Alexandre: op. cit., P. 291.
) ( 30د /حسين علي :العلم واإليديولوجيا ،ص.91 .
( 31 ) Koyré, Alexandre: op. cit., P. 291.
) ( 32د /حسين علي :العلم واإليديولوجيا ،ص ص.95-94 .
( 33 ) Weikart, Richard: “The Role of Darwinism in Nazi Racial Thought”, P.
542-543.
) ً ( 34لرين،جورج :اًليديولوجيا والهوية الثقافية (الحداثة وحضذ ذ ذذور العالم الثالث) ،ترجمة فريال حسذ ذ ذذن
خليفة ،القاهرة :مكتبة مدبول ،2002 ،ص.134 .
) ( 35حول هذه القضذ ذ ذ ذذية انظر مقالنا عن "جدل اًلرتباط بين الحقيقة والسذ ذ ذ ذذياسذ ذ ذ ذذة" ،واملنشذ ذ ذ ذذور في مملة
"الثقافة الجديدة" ،التي تصدر عن هيئة قصور الثقافة ،العدد ،328عدد يناير .2018
) ( 36د /علي مبروك :الزهر وسؤال التمديد -من الخديوي إسماعيل إبى الرئيس السيس ي ،القاهرة :دار مصر
العربية للنشر والتوزيع ،2016 ،ص.142 .
) ( 37املرجع السابق ،ص.138 .