Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬

‫أخبار عامة ‪ -‬وكالة أنباء المرأة ‪ -‬اخبار األدب والفن ‪ -‬وكالة أنباء اليسار ‪ -‬وكالة أنباء العلمانية ‪ -‬وكالة أنباء العمال ‪ -‬وكالة أنباء حقوق اإلنسان ‪ -‬اخبار الرياضة ‪ -‬اخبار االقتصاد ‪ -‬اخبار الطب والعلوم‬

‫التبرع للموقع ‪ -‬ادعمونا‬

‫الموقع الرئيسي لمؤسسة الحوار المتمدن‬


‫‪ ‬يسارية‪ ،‬علمانية‪ ،‬ديمقراطية‪ ،‬تطوعية وغير ربحية‬
‫"من أجل مجتمع مدني علماني ديمقراطي حديث يضمن الحرية والعدالة االجتماعية للجميع"‬
‫حاز الحوار المتمدن على جائزة ابن رشد للفكر الحر‪  ‬والتى نالها أعالم في الفكر والثقافة‬

‫إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا الستخدام الموقع البديل‬

‫الحوار المتمدن‬
‫عرض اخرعدد مع المقدمة و الصور‬
‫عرض اخر عدد بدون المقدمة و الصور‬
‫اخبار التمدن‬
‫إحصائيات مؤسسة الحوار المتمدن‬
‫اضافة موضوع جديد‬
‫اضافة خبر‬
‫‪Add new article - English‬‬
‫أسئلة وأجوبة متعلقة باليات النشر والعمل‬
‫تعديل الموقع الفرعي للكاتب‪-‬ة‬
‫عرض اخر ‪  - 10 -‬اعداد‬
‫عرض كافة‪ ‬المحاور‬
‫هيئة ادارة الحوار المتمدن‬
‫ابرز كتاب ‪ /‬كاتبات‪  ‬الحوار المتمدن‬
‫كاتبات وكتاب التمدن‬
‫االرشيف‬
‫حمالت الحوار المتمدن التضامنية‬
‫‪ ‬اللوحات ‪ -‬نسرين‪ ‬‬
‫عربي ‪ Arabic -‬‬
‫كوردي ‪  Kurdish -‬‬
‫انكليزي ‪ English -‬‬
‫مراكز‬
‫مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار‬
‫مركز مساواة المرأة‬
‫مركز الدراسات واالبحاث العلمانية في العالم العربي‬
‫مركزابحاث ودراسات الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي‬
‫مركز حق الحياة‪ ‬لمناهضة عقوبة االعدام‬
‫مروج التمدن‬
‫االخبار‬
‫اخبار التمدن‬
‫اضافة خبر‬
‫أخبار عامة‬
‫وكالة أنباء المرأة‬
‫اخبار األدب والفن‬
‫وكالة أنباء اليسار‬
‫وكالة أنباء العلمانية‬
‫وكالة أنباء العمال‬
‫وكالة أنباء حقوق اإلنسان‬
‫اخبار الرياضة‬
‫اخبار االقتصاد‬
‫اخبار الطب والعلوم‬
‫بحث‪/‬االرشيف‬
‫محرك البحث‪/‬اليسار والتمدن‬
‫ابحث في موقع الحوار المتمدن‬
‫االرشيف ‪ -‬المواضيع حسب التاريخ‬
‫االرشيف ‪ -‬البحث‪ -  ‬االعداد‬
‫أرشيف التعليقات‬
‫ابرز كتاب ‪ /‬كاتبات‪  ‬الحوار المتمدن‬
‫كاتبات وكتاب التمدن‬
‫حوارات التمدن‪ ‬‬
‫مكتبة التمدن‬
‫يوتيوب التمدن‬
‫أرشيف االستفتاءات‬
‫اضافة‪/‬خدمات‬
‫اضافة موضوع جديد‬
‫اضافة خبر‬
‫‪Add new article - English‬‬
‫أسئلة وأجوبة متعلقة باليات النشر والعمل‬
‫تعديل الموقع الفرعي للكاتب‪-‬ة‬
‫إضافة يوتيوب‪-‬فلم‪  ‬إلى يوتيوب التمدن‬
‫إضافة كتاب إلى مكتبة التمدن‬
‫اخر اخبار الحوار المتمدن في موقعك‬
‫اخرمواضيع الحوار المتمدن في موقعك‬
‫اخرمواضيع‪  ‬محور معين في موقعك‬
‫الزوار‬
‫شارك برأيك ‪ /‬رأيكم مهم للجميع‬
‫اراء في الحوار المتمدن‪ ‬‬
‫اقرا سجل‪ ‬الزوار‪/‬التعليقات‬
‫اكتب في سجل‪ ‬الزوار‪/‬التعليقات‬
‫القائمة البريدية‬
‫إحصائيات مؤسسة الحوار المتمدن‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪1/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫بحث‬ ‫المواضيع‬ ‫‪ ‬‬

‫‪English‬‬
‫كوردي‬
‫لرئيسية ‪ -‬ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية ‪ -‬دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫دلير زنكنة‬
‫[اشترك في قناة‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]‬
‫‪  ‬حوار مع د‪ .‬طالل الربيعي حول الطب النفسي واسباب االمراض النفسية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا‬
‫وتحليلها‬

‫إجمالي القراءات‪468,028 :‬‬


‫المقاالت المنشورة‪106 :‬‬
‫الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫‪ -‬سالفوي جيجيك‪ ،‬مهرج بالط‬
‫الرأسمالية‬
‫‪ -‬جلوس في كتاب ‪:‬حول غزو‬ ‫دلير زنكنة‬
‫الظالم لبختيار علي‬
‫‪ -‬بوتين والرمزية السوفيتية‬
‫‪ -‬أغنى ‪ 21‬مليارديًر ا هندًيا‬ ‫الحوار المتمدن‪-‬العدد‪06:48 - 5 / 2 / 2023 - 7513 :‬‬
‫يمتلكون ثروة تفوق ‪ 700‬مليون‬ ‫المحور‪ :‬ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية‬
‫هندي‬ ‫‪    ‬‬
‫)‪Fahrer / Kurier (m/w/d‬‬ ‫)‪Fahrer / Kurier (m/w/d‬‬ ‫‪Referentin/Referenten‬‬ ‫)‪Sachbearbeiter (m/w/d‬‬
‫‪ -‬في دافوس ‪ ،‬يحاول‬ ‫‪- gerne Quereinsteiger‬‬ ‫‪- gerne Quereinsteiger‬‬ ‫‪(m/w/d) Vergaberecht‬‬ ‫…‪für den Bereich Arbeit‬‬
‫الرأسماليون حل المشكالت التي‬ ‫‪Köln‬‬ ‫‪Langenfeld‬‬
‫‪Home-Office, Hannover,‬‬
‫‪Berlin‬‬
‫… ‪Wuppertal, München,‬‬
‫يخلقونها بأنفس ‪...‬‬ ‫‪-35%‬‬
‫‪ -‬ستالين وهتلر‪ :‬شقيقان توأمان‬ ‫…‪14-16€ pro Stunde (ge‬‬ ‫…‪14-16€ pro Stunde (ge‬‬ ‫…‪52.000-82.000€ (ges‬‬ ‫…‪27.000-44.000€ (gesc‬‬

‫أم عدوان لدودان ؟‬


‫‪ -‬الشمولية‪ .‬نظرية مناهضة‬
‫للشيوعية‬
‫‪ -‬هل يجب إلغاء الملكية‬
‫الخاصة؟ طالب دبلن يصوتون‬ ‫الماركسية والعلم والصراع الطبقي‪ -‬األساس العلمي لمفهوم الحزب الطليعي للبروليتاريا‬
‫بنعم‬
‫‪ -‬الحزب الشيوعي البرازيلي‪:‬‬ ‫بهمن ازاد ‪Bahman Azad‬‬
‫نضال جماهيري ضد االنقالب!‬ ‫دكتوراه في علم االجتماع ‪ ،‬قيادي سابق في حزب تودة اإليراني‬
‫لن تمر ال ‪...‬‬
‫‪ -‬فريدريك إنجلس والعلوم‬
‫ترجمة دلير زنگنة‬ ‫الم‬
‫الحديثة‬
‫‪ -‬مقدمة كتاب أفول التروتسكية‬ ‫………………………………………………………………………………………………‬
‫العالمية‬ ‫[اضيفت الى النص بين قوسين كبيرين ‪،‬تعاريف للتوضيح و الفائدة ‪،‬مأخوذة من الموسوعة الفلسفية باشراف روزنتال و‬
‫‪ -‬فريدريك إنجلس‪ :‬أحد مؤِس َس ي‬ ‫يودين ]‬
‫الماركسية‬ ‫………………………………………………………………………………………………‬
‫‪ -‬فريدريك إنجلس ‪ .‬باحثا‬
‫وثوريا‬
‫‪ -‬االقتصاد السياسي للجيوش‬ ‫تستند الطبيعة العلمية لفهم ماركس وإنجلس المادي للتاريخ إلى فكرة أن هناك عالقة جدلية بين العمليات المادية في‬
‫اإلقليمية والصناعات العسكرية‬ ‫الطبيعة‪ ،‬والتطور التاريخي للمجتمع البشري‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬يستند األساس المعرفي لنظرية المادية التاريخية ‪ -‬أي‬
‫‪ -‬ماركسيتان‬ ‫األساس العلمي لمفاهيمها ‪ -‬على الحجة القائلة بأن الطبيعة والتاريخ ‪ ،‬يتبعان نفس القوانين الجدلية للحركة والتغيير و‬
‫‪ -‬نظرية الطبقة في عصرنا‬ ‫الذي يمكن فهمها بواسطة العقل البشري‪ .‬إن كتاب إنجلس ‪" ،‬جدل الطبيعة" ‪ ،‬هو في الواقع محاولة لتأسيس أسس عامة‬
‫‪ -‬أصالة ثورة أكتوبر‬ ‫معرفية للمادية التاريخية من خالل إظهار الوجود الخفي لهذه القوانين الجدلية في جميع أبعاد الواقع الموضوعي ‪،‬في‬
‫‪ -‬أكتوبر ‪ :1917‬مفارقة‬
‫انتصار ‪-‬البلشفية القديمة‪-‬‬ ‫عمليات الطبيعة و المجتمع و اإلدراك ‪:‬‬
‫‪ -‬ثورة أكتوبر والحزب الطليعي‬ ‫" يسيطر على تفكيرنا النظري كله بقوة مطلقة واقع كون تفكيرنا الذاتي و العالم الموضوعي خاضعين للقوانين عينها و‬
‫‪ -‬بعض االستنتاجات التاريخية‬ ‫لذلك فهما ال يمكن ان يعارضا بعضهما البعض في نتائجهما ‪،‬بل يجب ان يتطابقا‪ .‬ان هذه الحقيقة تعتبر مقدمة الشعورية و‬
‫والنظ ‪...‬‬ ‫البد منها لتفكيرنا النظري‪ 1978( ".‬ب ‪" )544 ،‬‬
‫‪ -‬أفغانستان‪ :‬إغتيال ثورة‬
‫لذلك ‪ ،‬فإن كال من النظرية الماركسية للمعرفة والموقف العلمي للفهم المادي للتاريخ يقومان مسبًقا على افتراض الوحدة‬
‫المزيد‪.....‬‬
‫الجدلية للطبيعة كلها‪ .‬إنها نفس بنية الفكر والطبيعة التي تزود العلم بإمكانية معرفة حقيقية للطبيعة والتاريخ‪.‬‬

‫هذا الفهم الجدلي للطبيعة والعالم ‪ ،‬والذي يشكل في الواقع األساس الحقيقي للنظرية الماركسية للمعرفة ‪ ،‬أصبح فيما بعد‬
‫مصدر خالف كبير بين العديد من الماركسيين وأدى إلى ظهور االختالفات الداخلية في الماركسية‪ .‬بدأ الخالف عندما‬
‫أستعمل كاوتسكي وهيلفردينغ وبرنشتاين وقادة آخرون لألممية الثانية ‪ ،‬محاججات انجلس االبستمولوجية حول جدل‬
‫الطبيعة ‪ ،‬و في المقام االول كتابه "أنتي دوهرينغ" (‪ 1987‬أ) ‪،‬لتغيير نظرية المعرفة و الفلسفة الماركسية الى نظرية‬
‫ميتافيزيائية حتمية لتبرير سياساتهم اإلصالحية‪ .‬استندت إصالحيتهم على افتراض أنه وفًقا لقوانين الطبيعة الجدلية ‪ ،‬فإن‬
‫وصول المجتمع البشري إلى االشتراكية أمر "ال مفر منه"‪.‬‬

‫إن هذا النهج الحتمي واضح للعيان في كتابات كاوتسكي وهيلفردينغ‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬اعتبر كاوتسكي انهيار المجتمع‬
‫الرأسمالي ظاهرة طبيعية "حتمية" ال تتطلب التدخل "الثوري" للماركسيين‪ .‬على العكس من ذلك ‪ ،‬حسب رأيه ‪ ،‬كانت‬
‫نتيجة الصراع الطبقي محددة سلًفا بالقوانين التاريخية‪ .‬يمكن رؤية أفضل مثال على حتميته في الجمل التالية ‪ ،‬التي تعفي‬
‫الماركسية من مهمة تنظيم ثورة بروليتارية ضد النظام الرأسمالي المتدهور‪:‬‬
‫"المجتمع الرأسمالي فشل ؛ اضمحاللها ال يتطلب سوى الوقت ؛يؤدي النمو االقتصادي الذي ال يقاوم ‪ ،‬كضرورة طبيعية ‪،‬‬
‫إلى إفالس نمط اإلنتاج الرأسمالي‪ .‬أصبح إنشاء مجتمع جديد بدًال من المجتمع الحالي أمًر ا ال مفر منه‪( .‬نقًال عن كوليتي ‪،‬‬
‫‪.)56-55 ، 1972‬‬

‫يتجاوز هيلفردينغ كاوتسكي‪ .‬يقول إن الطبيعة العلمية للمادية التاريخية ليست لها عالقة داخلية بالصراع الطبقي والجهود‬
‫المبذولة لخلق مجتمع اشتراكي‪ .‬وفقا له‪:‬‬
‫"ربط الماركسية باالشتراكية خطأ‪ .‬من وجهة نظر منطقية ‪،‬و كمنظومة فكرية علمية فقط‪ ،‬فإن الماركسية ليست سوى‬
‫نظرية قوانين حركة المجتمع ‪ ....‬إن االعتراف بصدقية الماركسية ‪ ...‬ال يعني إطالًقا حكًم ا تقديرًي ا ‪Value‬‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪2/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫‪B2B-Plattform.‬‬ ‫‪ ،Judgement‬ناهيك كمرشد عمل للبروليتاريا‪ .‬فهم الضرورة شيء ‪ ،‬وتسخير الذات في خدمة تلك الضرورة شيء آخر‬
‫تماًم ا‪( .‬اقتبس من قبل كوليتي ‪)74 ، 1972 ،‬‬

‫………………………………………………………………………………………………‬
‫[الحكم التقديري هو حكم بكون شيء ما صحيًح ا أو خطًأ‪ ،‬أو الحكم بكون شيء ما نافًع ا بناًء على المقارنة أو األشكال‬
‫النسبوية األخرى] المصدر‪ -‬ويكيبيديا‬
‫………………………………………………………………………………………………‬

‫وهكذا ‪ ،‬فإن الصراع الطبقي ‪،‬الذي كان بحسب ماركس وإنجلس عملية موضوعية تقوم على تناقضات ال يمكن التوفيق‬
‫بينها في عالقات اإلنتاج االجتماعية ‪ ،‬تحول في أيدي قادة األممية الثانية إلى عنصر ذاتي و أخالقي للبنية الفوقية‬
‫للمجتمع‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬تشكلت دوغمائية اقتصادية قائمة على فرضية االنعكاس "المباشر" و "الفوري" للتناقضات داخل‬
‫عالقات اإلنتاج االجتماعية على البنية الفوقية السياسية واأليديولوجية للمجتمع‪ .‬بناًء على هذه الدوغمائية االقتصادية ‪،‬‬
‫فإن دور النشاط البشري ‪ ،‬الذي يشكل جوهر فهم ماركس وإنجلس المادي للتاريخ ‪ ،‬قد أزيل من المجالين النظري والعملي‪.‬‬

‫تم الكشف عن اإلفالس والطبيعة المعادية للماركسية لهذا التفسير للمادية التاريخية ‪ ،‬و ايضا الممارسة اإلصالحية الناتجة‬
‫منه‪ ،‬مع أزمة عام ‪ .1914‬واجه الماركسيون في أوروبا الغربية خيار إما اتباع سياسات األممية الثانية لدعم دولهم‬
‫الرأسمالية في حروبها اإلمبريالية‪ ،‬أو الوقوف إلى جانب الحركة العمالية العالمية‪.‬‬

‫لكن نشأت هذه األزمة السياسية من أزمة فلسفية أعمق‪ .‬دفع رفض الفهم الميكانيكي لألممية الثانية للعالقة بين علم‬
‫الماركسية والصراع الطبقي ‪ ،‬إلى ضرورة تقديم تفسير جديد للماركسية يمكن أن يفسر علمًي ا دور العامل العقلي ‪ -‬أي‬
‫العوامل السياسية واأليديولوجية ‪ -‬في عملية التطور التاريخي للمجتمع البشري‪ .‬في الواقع ‪ ،‬كانت في عملية البحث عن‬
‫إجابة لمشكلة العالقة بين علم الماركسية وممارستها الطبقية ان ظهرت خالفات جديدة ‪ ،‬بين اللينينية من ناحية ‪ ،‬و‬
‫"الماركسية الغربية" ‪ ،‬و تحديًدا الماركسية الهيغلية أو مدرسة "البراكسيس"‪.‬‬

‫من منظور المادية الجدلية والمادية التاريخية ‪ ،‬فإن الخطأ الكبير لماركسي األممية الثانية هو أنهم خلطوا العالقة المادية‬
‫الجدلية بين البشر والطبيعة عند عملية اإلنتاج ‪ ،‬والتي تنطوي على التطور التدريجي لقوى اإلنتاج ‪ ،‬التي تحدث في‬ ‫‪.‬‬
‫األنماط المختلفة لإلنتاج ‪ ،‬من ناحية ‪ ،‬و السيرورات التاريخية المادية القائمة على التناقضات العدائية للعالقات داخل نمط‬
‫إنتاج معين ‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬لقد رأوا التاريخ على أنه عملية محددة سلًفا لتعاقب أنماط اإلنتاج المختلفة الواحدة تلو‬
‫األخرى في استجابة تلقائية لنمو القوى المنتجة‪.‬‬
‫وكالة أنباء اليسار‬ ‫من وجهة النظر هذه ‪ ،‬تم تقليص الدور التاريخي للصراع الطبقي‪ ،‬إلى فقط التنفيذ المطلق لقوانين التاريخ‪ .‬بعبارة أخرى ‪،‬‬
‫‪ -‬اليمينيون واليساريون ال‬
‫يقبلون بحلول وسط مع ماكرون‬ ‫اذاب الماركسيون في األممية الثانية ساحة التوسط"االجتماعي"‪ Social Mediation‬في ساحة‬
‫‪ -‬بعد إلغاء األرز من منظومة‬ ‫التوسط"التاريخي"‪ . Historical Mediation‬ونتيجة لذلك ‪ُ ،‬أعطيت القوى المنتجة قابلية نمو تلقائي مستقلة‬
‫الدعم‪..‬نادر نور الدين‪ :‬قرار‬ ‫ومنفصلة عن العنصر المركزي لهذه العملية الجدلية ‪ -‬أي قوة العمل البشرية "الحية"‪ .‬بهذه الطريقة و على يد منظري‬ ‫)‪Fahrer / Kurier (m/w/d‬‬
‫‪gerne Quereinsteiger‬‬
‫خاطيء ‪...‬‬ ‫األممية الثانية‪ ،‬فقد العمل البشري "الحي" دوره التاريخي المركزي‪.‬‬
‫‪ -‬محمد يونس‪ :‬تعرف على‬ ‫………………………………………………………………………………………………‬ ‫…‪14-16€ pro St‬‬

‫تجربة مصرفي الفقراء الذي‬ ‫[التوسط ‪ :Mediation‬تعريف شيء (أو مفهوم) عن طريق كشف عالقته بشيء (أو مفهوم) اخر‪ .‬و تتكشف خصائص‬
‫انتشل الماليين ‪...‬‬
‫‪ -‬أنباء عن ‪-‬مقتل قيادي في‬
‫األشياء في عالقتها مع األشياء األخرى‪ .‬و الشيء ال يمكن ان يكون هو نفسه وال يمكن ان يحدد بأنه الشيء العيني المعين‬
‫البوليساريو في غارة مغربية‪..-‬‬ ‫اال من خالل عالقته بشيء اخر‪ .‬و التوسط مقولة رئيسية في فلسفة هيغل‪ .‬و المعنى الجدلي العميق المتضمن في معالجة‬
‫وواشنط ‪...‬‬ ‫هيغل لوحدة المتوسط و المباشر كان موضع تقدير عالي من لينين‪ .‬و مقولة المتوَّس ط‪ -‬في وحدتها مع مقولة‬ ‫)‪Fahrer / Kurier (m/w/d‬‬
‫‪gerne Quereinsteiger‬‬
‫‪ -‬إصابة عشرات المتظاهرين‬ ‫المباشر‪ - Immediacy‬تعبر عن الروابط المتبادلة بين األشياء كمطلب لتحددها العيني و لوجودها ذاته كاشياء محددة‬
‫في الضفة وقطاع غزة‬ ‫معينة‪].‬‬ ‫…‪14-16€ pro St‬‬
‫‪ -‬عائلتا الشهيدين موالي بوبكر‬ ‫………………………………………………………………………………………………‬
‫الدريدي و مصطفى بلهواري‬
‫ورفاقهما ‪...‬‬ ‫أصبحت المعرفة الناتجة عن هذه العملية أيًض ا مجرد انعكاس "مباشر" للسيرورة الجدلية في الطبيعة ‪ ،‬وليس انعكاًس ا‬
‫‪ -‬انتفاضة ورجعية‪ :‬دروس‬ ‫لنفس السيرورة من خالل "توسط" التناقضات االجتماعية‪ .‬مع مثل هذا التفسير ‪ ،‬تم تقليص دور العلماء الماركسيين إلى‬
‫النضاالت في السودان وسوريا‬ ‫"التنبؤ" بالظهور الحتمي للمجتمع االشتراكي وكيف تعمل القوى الطبيعية العمياء في المجتمع البشري‪ .‬وبهذه الطريقة ‪،‬‬ ‫‪Referentin/Referenten‬‬
‫‪(m/w/d) Vergaberecht‬‬
‫وفلسطين‬ ‫تم تأسيس "مباشرة" ‪ Immediacy‬فويرباخية بين البشر والطبيعة على أساس خضوعهم المطلق لقوانين الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬الحركة التقدمية الكويتية‬ ‫أصبح التاريخ ملعًب ا لقوانين الطبيعة ‪ ،‬وأصبح البشر مرة أخرى مجرد "منفذين" لمصيرهم المحدد سلًفا‪.‬‬ ‫…‪52.000-82.0‬‬
‫تطالب بإلغاء أي قيود تعرقل‬
‫حّق أطفا ‪...‬‬
‫‪ -‬بعد المصير الذي انتظر‬ ‫واستجابة لهذا الفهم الميكانيكي للتاريخ واختزال السيرورة الجدلية "للتوسطين" إلى سيرورة عمياء واحدة‪ ،‬وجه‬
‫بريغوجين‪ ..‬قديروف يسارع‬ ‫الماركسيون الثوريون نداًء ا للعودة إلى هيغل‪ .‬كان الهدف من هذا االتجاه الجديد هو إعادة تأسيس الجوهر الجدلي‬
‫إلعالن ‪-‬والئه ‪...‬‬ ‫للماركسية‪ .‬استندت هذه الدعوة إلى فهم ضرورة تصحيح صياغة العالقة بين السيرورتين "الوسيطتين" في التاريخ‬ ‫‪Sachbearbeiter (m/w/d‬‬
‫‪den Bereich Arbeitsrec‬‬
‫‪ -‬مناورات بين وارسو وسيئول‬ ‫والمجتمع ‪ 1.‬على وجه التحديد ‪ ،‬اصبحت مسألة تحديد العالقة بين علم الماركسية (المادية الجدلية)‪ ،‬و ممارسة طبقتها‬
‫بالقرب من حدود مقاطعة‬ ‫السياسية ‪،‬قضية مركزية‪.‬‬ ‫…‪27.000-44.00‬‬
‫كالينينغراد ف ‪...‬‬
‫مدرسة "البراكسيس" والتفسير "التاريخاني" ‪ Historicist‬للماركسية‬
‫المزيد‪.....‬‬
‫أدى انتصار البالشفة في عام ‪ 1917‬إلى نشوء اتجاه آخر بين الماركسيين ضد الماركسية "العقائدية" لألممية الثانية‪.‬‬
‫كتب ودراسات‬ ‫بالنسبة لمؤيدي هذا االتجاه الجديد ‪ ،‬الذي ترتبط به أسماء جورج لوكاش وأنطونيو غرامشي وكارل كورش ‪ ،‬فإن انتصار‬
‫‪ -‬بوب أفاكيان ‪ :‬دستور‬ ‫البالشفة "يعني انتصار الوعي والعمل والتنظيم على قوانين التاريخ الحديدية"‪( .‬كالينيكوس ‪ .)70 ، 1976 ،‬بالنسبة لهم‬
‫الواليات المّت حدة ‪ :‬نظرة‬ ‫‪ ،‬أثبت انتصار البالشفة زيف المادية الميكانيكية لمنظري األممية الثانية ‪ ،‬وبهذه الطريقة أظهر ضرورة ترسيخ مبادئ‬
‫مستِغ ِّلين للحر ‪ / ...‬شادي‬ ‫المادية التاريخية جدلًي ا وعدم االعتماد على التطور التدريجي‪ .‬كان العنصر األساسي في موقف هؤالء المنظرين هو الرفض‬
‫الشماوي‬
‫‪ -‬صراعات حول الخّط‬ ‫الحاسم للحتمية التاريخية الناتجة عن الفرضيات السياسية "العقائدية" ‪ ،‬و "العودة إلى الجدل الهيغلي"‪.‬‬
‫اإليديولوجي و السياسي للمنظمة‬
‫الماوّية العا ‪ / ...‬شادي‬ ‫لكن الماركسيين الهيغليين وجهوا نقدهم لفلسفة إنجلس الجدلية للطبيعة بدًال من قادة األممية الثانية أمثال كاوتسكي‪ .‬على‬
‫الشماوي‬ ‫عكس لينين ‪ ،‬الذي دافع عن الفهم الجدلي للطبيعة من قبل إنجلس كأساس لنظرية المعرفة الماركسية وممارستها الطبقية‬
‫‪ -‬نظرية التشكيالت االجتماعية‬ ‫السياسية ‪ ،‬اعتبر الماركسيون الهيغليين أن هذا المفهوم الجدلي للطبيعة هو المصدر الرئيسي لجميع الحتمية واإلصالحية‬
‫االقتصادية وتاريخ العالم ‪ /‬مالك‬ ‫لقادة األممية الثانية‪ .‬في األساس ‪ ،‬حاول الماركسيون الهيغليين إعطاء تفسير "ضد طبيعي" ‪ antinaturalist‬للمادية‬
‫ابوعليا‬
‫‪ -‬الفصل الخامس‪ :‬ترجمة‬
‫التاريخية‪( .‬كالينيكوس‪2 )72 ،1983 ،‬‬
‫الثورة في الشرق ‪ /‬ماثيو رينو‬
‫‪ -‬البالشفة ومعاداة السامية ‪/‬‬ ‫كان أساس مناقشاتهم "الضد طبيعية" هو رفض "النظرية االنعكاسية للمعرفة" التي دافع عنها إنجلس في "ضد دوهرنغ"‬
‫بريندان ماكغيفر‬ ‫ولينين في "المادية والمذهب النقدي التجريبي" (‪ 1972‬أ)‪ .‬تستند "النظرية االنعكاسية في المعرفة " إلى حجة إنجلس‬
‫‪ -‬مقدمة للطبعة المكسيكية لكتاب‬ ‫القائلة بأن "إنتاجات الدماغ البشري ‪ ،‬والتي هي في التحليل النهائي أيًض ا نتاج الطبيعة ‪ ،‬ال يمكن أن تنتهك التماسك‬
‫لينين “االمبريالية أعلى مراحل ا‬ ‫الداخلي للطبيعة ‪ ،‬بل على العكس من ذلك تتوافق مع هذا االتساق "‪ 1987( .‬أ ‪. )34 ،‬على هذا األساس ‪ ،‬تعرضت‬
‫‪ / ...‬آالن وودز‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪3/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫‪ -‬لويس مورغان والماركسية‬ ‫"المادية و المذهب النقدي التجريبي" للينين النتقادات شديدة من قبل الماركسيين الهيغليين ومنظري مدرسة "براكسيس"‪.‬‬
‫واالثنوغرافيا الُمعاصرة ‪ /‬مالك‬ ‫من وجهة نظرهم ‪ ،‬فإن النظرية الجدلية للطبيعة ‪ ،‬التي تشكل بالنسبة إلى إنجلس ولينين الجوهر المركزي ومصدر‬
‫ابوعليا‬
‫التماسك الداخلي لفلسفة الماركسية ‪ ،‬هي نظرية "عقائدية" و "ميكانيكية" ‪ ،‬ووفًقا لبتروفيتش ‪" ،3‬تتعارض مع مفهوم‬
‫‪ -‬فهم اليمين واليسار في عالمنا‬
‫المعاصر ‪ /‬لبيب سلطان‬ ‫ماركس لإلنسان ككائن إبداعي ممارسي‪/‬تطبيقي ‪”. praxis‬‬
‫‪ -‬قراءة في كتاب روزا‬
‫لوكسمبرج إصالح اجتماعي أم‬ ‫يعتقد لوكاش أيًض ا أن "الحتمية الميكانيكية" هي النتيجة المنطقية لـ "النظرية االنعكاسية" للمعرفة ‪ ،‬وتؤدي هذه النظرية‬
‫ثورة ‪ /‬رانية عبيد احمد‬ ‫إلى تقاعس "بغيض للغاية" تجاه األحداث الخارجية‪ .‬ووفًقا له ‪ ،‬فإن فكرة أن األفكار هي انعكاس السيرورات في الواقع‬
‫‪ -‬الماركسية والُمجتمع البدائي ‪/‬‬ ‫"تنتهك الوحدة الجدلية للفكر والوجود التي تستند إليها نظريات الماركسية ؛ إن أسبقية الوجود على الوعي ‪ ،‬الذي هو‬
‫مالك ابوعليا‬ ‫أساس النظرية االنعكاسية ‪ ،‬يحرم الدور اإلبداعي والفعال لإلنسان ‪ ،‬و الذي هو بالتأكيد جوهر الماركسية‪( .‬هوفمان ‪،‬‬
‫‪)74 ، 1975‬‬
‫المزيد‪.....‬‬
‫المعجبين بنا على الفيسبوك‬ ‫يذهب غرامشي إلى أبعد من ذلك في رفض النظرية االنعكاسية للمعرفة‪ .‬حتى أنه ينكر وجود حقيقة موضوعية مستقلة عن‬
‫‪3,732,970‬‬ ‫الوعي والفعل البشري‪ .‬من وجهة نظره ‪ ،‬فإن النظريات العلمية ‪ ،‬ليست لها قيمة حقيقة ‪ truth-value‬مستقلة عن‬
‫الظروف التي تشكلت فيها‪( .‬غرامشي ‪ .)48-448 ، 367-68 ، 1976 ،‬يستند هذا الرأي إلى اعتقاد غرامشي وغيره‬
‫الماركسية…‬ ‫من منظري المدرسة العملية "البراكسيس " بأن الظواهر االجتماعية والثقافية ال يمكن تفسيرها بالقوانين العامة للسبب‬
‫‪ ١٢٨‬ألف متابعين‬ ‫‪Dam‬‬
‫والنتيجة‪ .‬مثل الماركسيين الهيغليين ‪ ،‬أصر غرامشي على أن الظواهر االجتماعية والثقافية فريدة من نوعها وخاصة‬ ‫‪Bügello‬‬

‫تاريخًي ا وال يمكن وضعها ضمن النظام االستقرائي للعلوم الطبيعية‪ .‬في رأيه ‪ ،‬ال يمكن توسيع العلوم الطبيعية إلى حد‬ ‫‪ab 36‬‬
‫دراسة البشر وعالمهم االجتماعي والثقافي ألننا في المجال االجتماعي والثقافي نتعامل مع إبداعات بشرية وليس ظواهر‬
‫متابعة الصفحة‬ ‫طبيعية‪( .‬كالينيكوس ‪)71-72 ، 1983 ،‬‬ ‫‪Dam‬‬
‫‪Badea‬‬

‫‪ab 69‬‬
‫وبهذه الطريقة ‪ ،‬رفض منظرو مدرسة "البراكسيس" الجدل ‪ ،‬باعتباره "القانون العام لحركة وتطور الطبيعة والمجتمع‬
‫البشري والفكر" (‪ 1976‬أ ‪ .)131 ،‬وفقا لهم ‪ ،‬فإن الجدل بالمعنى أعاله لم يعد يشكل أساس نظرية المعرفة الماركسية‪.‬‬
‫‪Dam‬‬
‫في نظر لوكاش وغيره من منظري مدرسة البراكسيس ‪ ،‬تم تخفيض الجدل إلى مستوى أسلوب دراسة المجتمع والعمل‬ ‫‪Bügello‬‬

‫البشري‪ .‬في "التاريخ والوعي الطبقي" ‪ ،‬أعلن لوكاش رسمًي ا أن استخدام المنهج الجدلي يجب أن يقتصر على دراسة‬ ‫‪ab 39‬‬
‫التاريخ والمجتمع‪" :‬إن سوء الفهم الناجم عن فهم إنجلس للجدل برمته يرجع إلى حقيقة ‪-‬أنه اتبع سوء فهم هيغل ‪ -‬الذي‬
‫طبق هذا المنهج على الطبيعة أيًض ا‪)24 ، 1971( .‬‬ ‫‪Dam‬‬
‫‪Badea‬‬

‫"العودة إلى هيغل"‪ :‬البروليتاريا و وحدة الذاتي والموضوعي‬ ‫‪ab 59‬‬

‫مع رفض منظري مدرسة "براكسيس" لجدل الطبيعة كأساس لنظرية المعرفة الماركسية ‪ ،‬أصبحت قضية الطبيعة العلمية‬
‫للمادية التاريخية مشكلة كان عليهم التوصل إلى إجابة لها‪ .‬كان يجب أن يكونوا قد وجدوا أساًس ا آخر للمعرفة‪ .‬تم حل هذه‬
‫المشكلة بالعودة إلى هيغل ‪ ،‬وأعاد الماركسيون الهيغليون إحياء مفهومه عن "وحدة" الذات ‪ Subject‬والموضوع‬
‫‪ Object‬كأساس لجميع الوقائع االجتماعية ‪ .‬لقد استخدموا هذا المفهوم كعدسة لفحص قضيتين أصبحتا محوريتين في‬
‫الماركسية بعد سقوط األممية الثانية‪ :‬األولى ‪ ،‬العالقة بين النظرية والممارسة الماركسية ‪ ،‬والثانية ‪ ،‬العالقة بين علم‬
‫الماركسية و الواقع الذي يحاول هذا العلم تفسيره‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬شككوا في حقيقة أن الماركسية يمكن ان تعتبر نفسها‬
‫اشتراكية "علمية"‪( .‬كالينيكوس ‪ ، )17 ،‬هذه المسألة األخيرة هي ما نحاول معالجته هنا‪.‬‬ ‫)‪Fahrer / Kurier (m/w/d‬‬
‫………………………………………………………………………………………………‬ ‫‪Langenfeld‬‬
‫[الذات ‪ Subject‬و الموضوع ‪ :Object‬مقولتان فلسفيتان ‪" ،‬الذات " تعني إنسان ايجابي و عارف و يتمتع بوعي و‬
‫ارادة ‪ ،‬و يؤخذ" الموضوع "على انه ذلك الذي تؤدى اليه المعرفة‪ ،‬او ذلك الذي يتوجه اليه النشاط المعرفي او اي شيٍء‬ ‫…‪14-16€ pro Stun‬‬ ‫‪Auf‬‬
‫اخر ‪ ،‬و العالقة بين الذات و الموضوع مسألة ترتبط بالمسألة األساسية في الفلسفة‪].‬‬
‫………………………………………………………………………………………………‬

‫مقلًدا هيغل ‪ ،‬اقترح لوكاش وغيره من منظري مدرسة "البراكسيس أن الموضوع المنفصل تماًم ا عن الذات غير مفهوم‪.‬‬
‫وبالتالي ‪ ،‬لكي تكون المعرفة حقيقية ‪ ،‬يجب أن تكون هناك وحدة سياقية بين الذات والموضوع ‪ ،‬أي أن الذات يمكن أن‬
‫تدرك الموضوع كإبداع خاص بها‪ .‬وفًقا لـكورش ‪ ،‬تتطلب المعرفة الحقيقية وجود "توافق بين الوعي و الواقع"‪1970( .‬‬ ‫)‪Fahrer / Kurier (m/w/d‬‬

‫‪Köln‬‬
‫‪)77 ،‬‬

‫لكن بالنسبة للوكاش ‪ ،‬لم تكن وحدة الموضوع والذات فقط كافية لفهم العالم الحقيقي‪ .‬يتحقق هذا الفهم عندما يتم اعتبار‬ ‫…‪14-16€ pro Stun‬‬ ‫‪Auf‬‬
‫الواقع كلية ‪ .Totality‬على حد تعبيره ‪ ،‬فإن االنتقال من المظاهر المرئية ‪ ،‬أي "الواقع الملموس والعالم التجريبي ‪،‬‬
‫يكون ممكًن ا فقط عندما ندركه كجزء من كل‪ .‬أي ‪ ،‬مثل جوانب الوضع االجتماعي الكلي التي وقعت في عملية التغيير‬
‫التاريخي " (لوكاش‪ )168 ،1971 ،‬أي أن المعرفة حقيقية عندما تعتبر كل ظاهرة جزًء ا من كل اجتماعي ‪ ،‬وهذا ينطبق‬
‫أيًض ا على الماركسية‪.‬‬
‫ليست أولوية الدوافع االقتصادية في شرح التاريخ‪ ،‬هي التي تميز بشكل حاسم الماركسية عن العلم البورجوازي‪ ،‬إنها‬ ‫‪Sachbearbeiter (m/w/d‬‬
‫النظرة الكلية‪ .‬ان سيادة مقولة الكلية … هي الحاملة لمبدأ الثورة في العلم… "‪27‬‬ ‫‪Berlin‬‬

‫إن الدفاع عن "أولوية مقولة الكلية " في حد ذاته ال يعني انتماء لوكاش الى الفكر الهيغلي‪ .‬اعتقد ماركس وإنجلس ولينين‬
‫…‪27.000-44.000‬‬ ‫‪Auf‬‬
‫أيًض ا أن نقطة البداية للمادية التاريخية يجب أن تكون "كلية" عالقات نمط اإلنتاج‪ .‬إن ما يجعل مقولة "الكلية " عند‬
‫لوكاش هيغليا ‪،‬هو أنه يعتبر أن هذا "الكل" قد خلق من قبل "عقل مطلق " وليس نتيجة عملية تاريخية بين اإلنسان‬
‫والطبيعة بوساطة العمل المنتج‪.‬‬

‫"ال يمكن فهم الواقع واختراقه إال ككلية ؛ وفقط هذه الذات التي هي كلية نفسها يمكنها اختراقه‪ .‬لم يكن عبًث ا أن أسس هيغل‬
‫فلسفته على مبدأ "يجب فهم الحقيقة والتعبير عنها ليس فقط كجوهر ولكن أيًض ا كذات"‪" )39( .‬‬

‫تشكل "الوحدة المباشرة" للذات والموضوع أساس نظرية معرفة لوكاش والماركسيين الهيغليين‪ .‬بالنسبة لهم ‪ ،‬المعرفة‬
‫الحقيقية هي معرفة "كلية ذاتية‪ -‬موضوعية " لوجودها‪ .‬وفقا للوكاش ‪" ،‬المادية التاريخية ‪ ...‬تعني" المعرفة الذاتية‬
‫للمجتمع الرأسمالي "التي حققتها البروليتاريا‪ )229( .‬فقط البروليتاريا ‪" ،‬كعامل موضوعي‪-‬ذاتي مًع ا في السيرورات‬
‫التطورية االجتماعية والتاريخية" هي القادرة على تحقيق مثل هذه المعرفة‪)149( .‬‬

‫من ناحية أخرى ‪ ،‬وفًقا للوكاش ‪ ،‬فإن الفلسفة والوعي البرجوازيين غير قادرين على فهم الواقع ككل اجتماعي ‪ ،‬ألن الفهم‬
‫البرجوازي للنظام االجتماعي الرأسمالي هو فهم متناقض و "متشئ"‪ .reified‬ال ترى البرجوازية المجتمع إال على أنه‬
‫كتلة من األشياء المنفصلة المرتبطة ببعضها البعض بعالقات السوق ‪ ،‬وليس بنوع ما من السيطرة الواعية‪ .‬تخفي هذه‬
‫البنية "المتشيئة" العالقات االجتماعية الحقيقية عن الوعي البرجوازي‪ .‬أفضل ما يمكن للفكر والفلسفة البرجوازيين‬
‫تحقيقه هو فهم أجزاء من الواقع ‪ ،‬وذلك أيًض ا بطريقة شكلية بحتة‪ .‬ظاهرًي ا ‪ ،‬يبدو أن هذا التفسير العقالني للعالم هو فهم‬
‫كامل ويمكن أن يخترق عمق المعرفة بالطبيعة الجسدية والنفسية لإلنسان‪ .‬لكن شكليتها تحد من ذلك‪ .‬بمعنى آخر ‪ ،‬يؤدي‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪4/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫النهج العقالني لفصل أجزاء من الحياة إلى إنشاء قوانين شكلية‪ .‬من وجهة نظر المراقب غير المستبصر ‪ ،‬تشكل مجموعة‬
‫هذه األشياء نظاًم ا واحًدا تحكمه سلسلة من "القوانين" العامة‪ .‬لكن تجاهل جوانب محددة من محتوى هذه القوانين ‪...‬‬
‫يظهر نفسه في عدم تجانس هذا النظام‪)101( .‬‬

‫"هذا التشيوء ‪ ،‬الذي يحول العالقات الموضوعية بين الناس إلى عالقات شكلية بين أشياء منفصلة ‪ ،‬يجعل من المستحيل‬
‫على الفلسفة البرجوازية أن تفهم المجتمع ككلية جامعة‪ .‬لكن عملية التشيوء هذه لها تأثير معاكس على البروليتاريا‪.‬‬
‫وبينما يلعب هذا التشيوء دور اخفاء بالنسبة للبرجوازية ‪ ،‬فإن له تأثيًر ا كاشفًي ا للبروليتاريا ويقود البروليتاريا إلى فهم‬
‫المجتمع باعتباره كاًل تاريخًي ا متطوًر ا‪ .‬بالنسبة للوكاش ‪ ،‬كما جادل كالينيكوس ‪ ،‬فإن المسألة المركزية في التشيوء هي‬
‫تحويل العامل الى شيء ‪ ،‬أي قوة العمل الى سلعة فقط‪ .‬ولكن ‪ ،‬وفًقا للوكاش ‪ ،‬فإن الطبقة العاملة هي في نفس الوقت‬
‫العامل الذاتي‪-‬الموضوعي للمجتمع البرجوازي ‪ ،‬سواء كمجرد موضوع محروم من موقعه اإلنساني ‪ ،‬أو في نفس الوقت‬
‫كنواة مركزية للوسيط المشكل للكلية‪" )77 ، 1983( .‬‬

‫وهكذا ‪ ،‬بالنسبة للوكاش ‪ ،‬فإن الوضع المغترب للبروليتاريا في العالقات االجتماعية الرأسمالية يمكنها من اكتساب معرفة‬
‫حقيقية ليس فقط بالنظام الرأسمالي ولكن أيًض ا بطبيعة المجتمع الطبقي بشكل عام‪ .‬هذا يجعلها طبقة عالمية ‪ ،‬فاعلة كلية‪،‬‬
‫‪ab 19,99 €‬‬
‫ال يمكنها أن تحرر نفسها إال من خالل تدمير المجتمع الطبقي بأكمله‪ .)70 ، 1971( .‬و هذا هو سبب اشارة لوكاش الى‬
‫وعي البروليتاريا بانه "آخر وعي طبقي في تاريخ البشرية"‪:‬‬
‫"يجب أن تكشف عن طبيعة المجتمع وتحقق بشكل متزايد التكامل الداخلي للنظرية والممارسة‪ .‬بالنسبة للبروليتاريا ‪،‬‬
‫"األيديولوجيا" ليست راية تذهب بها إلى ساحة المعركة وال غطاء إلخفاء أهدافها الحقيقية‪ .‬األيديولوجيا هي الهدف و‬
‫السالح‪)70[ .‬‬

‫إن مطابقة الذات والموضوع ‪ ،‬واالغتراب والوعي ‪ ،‬هي عالمة على عودة لوكاش الكاملة إلى مفهوم عقل هيغل المطلق‬
‫‪ .4‬كما يذكر هو في التاريخ و الوعي الطبقي ‪ "،‬يظهر بان البناء المنطقي‪-‬الميتافيزيائي في "فينومينولوجيا العقل" [بقلم‬
‫هيغل] قد وجدت أخيًر ا مكانها الحقيقي في وجود ووعي البروليتاريا "‪)xxiii( .‬‬

‫التاريخانية و الطبيعة العلمية للماركسية‬

‫كان الرفض المطلق لمنظري مدرسة "براكسيس" لطبيعية األممية الثانية ‪ ،‬و "العودة إلى هيغل" ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬عودة إلى‬
‫‪ab 36,99 €‬‬ ‫فهم الجدل الذي شكل فيه "العقل المطلق" جوهره المركزي ‪ ،‬مع الفارق الوحيد هنا أن هذا "العقل المطلق" هو‬
‫البروليتاريا نفسها التي جعلها وجودها واغترابها مصدر التطورات التاريخية والمعرفة العلمية‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬أصبحت‬
‫البروليتاريا ‪ ،‬كذات وموضوع كلي في التاريخ ‪ ،‬العنصر الوحيد الذي يربط العلم بالتاريخ مًع ا‪ .‬أي أن الفهم العلمي للواقع ال‬
‫يمكن أن يكون ممكًن ا إال من خالل اتحاد الذات والموضوع في ماهية البروليتاريا‪.‬‬

‫هذا التوحيد لألساس المعرفي للعلم مع سيرورة الصراع الطبقي ‪ ،‬والذي تم تحقيقه من خالل تحويل مفهوم "الطبقة" إلى‬
‫مفهوم "العقل الكلي للتاريخ" لهيغل ‪ ،‬قد أطلق عليه اسم "التاريخانية " ‪ . historicism‬وفًقا للتعريف "التاريخاني"‬
‫للعلم ‪ ،‬تكتسب النظرية صدقية علمية اذا تمكنت أن تعكس حقيقة وجود و واقع طبقة معينة في فترة تاريخية معينة‪ .‬بمعنى‬
‫آخر ‪ ،‬تكون النظرية علمية ‪،‬عندما تعكس وعي طبقة معينة وتكشف ما هو مخفي وراء ممارسة تلك الطبقة‪ .‬ال تكتسب‬
‫العلوم مصداقيتها المعرفية من خالل استخدام األساليب العلمية لبناء النظريات ‪ ،‬بل من الدور الذي تلعبه في تشكيل النظرة‬
‫العالمية للطبقات االجتماعية‪ .‬وبهذه الطريقة ‪ ،‬يحول التاريخانيون العلوم إلى أيديولوجيات وعوامل فوقية (غرامشي ‪،‬‬
‫‪ )368 ، 1976‬تعتمد صحتها على المسار المتغير للتاريخ ونتائج الصراع الطبقي‪.‬‬

‫فهم الماركسيون الهيغليين الماركسية بنفس المعنى التاريخاني‪ .‬حسب رأيهم ‪ ،‬الماركسية علم ألنها تعكس أيديولوجية‬
‫البروليتاريا‪ .‬تنبع صحتها العلمية أيًض ا من الدور التاريخي الذي تلعبه في التعبير عن وعي البروليتاريا وتطلعاتها‬
‫السياسية‪ .‬ال يقوم الجوهر العلمي للماركسية على أساس استخدام األساليب العلمية ‪ ،‬ولكن على أساس وعي البروليتاريا‬
‫كعامل ذاتي للتاريخ‪( .‬كالينيكوس‪ )18-17 ،1976 ،‬هذا ال ينطبق فقط على لوكاش ولكن أيًض ا على غرامشي‪.‬‬

‫مثل لوكاش و كورش ‪ ،‬يعتقد غرامشي أن الوحدة المباشرة للذات والموضوع هي مصدر الواقع التاريخي‪ .‬المعرفة ‪ ،‬كنتاج‬
‫لهذه الوحدة ‪ ،‬هي انعكاس الحتياجات ومصالح الذات العارفة ‪ .‬كما يؤكد هو نفسه ‪" ،‬معرفتنا ليست سوى أنفسنا ‪،‬‬
‫واحتياجاتنا ومصالحنا"‪ )368 ، 1976( .‬وبالمثل ‪ ،‬فإن الماركسية هي نظرية تكشف احتياجات ومصالح البروليتاريا‪.‬‬
‫"إذا كان [ماركس] قد حلل الواقع ‪ ،‬فإن عمله لم يكن سوى تنظيم منطقي ومتماسك لما شعر به الفاعلون التاريخيون لهذا‬
‫الواقع واستمروا في الشعور به بطريقة مشوشة و غريزية؛ نقد [ماركس] جعل وعيهم حول الواقع أكثر وضوًح ا‪)392( .‬‬
‫"‬

‫لكن بينما كان وعي البروليتاريا بالنسبة للوكاش نتيجة مباشرة الغترابها في قلب العالقات المتناقضة للرأسمالية ‪ ،‬فإن هذه‬
‫التناقضات بالنسبة لغرامشي تمنع معرفة البروليتاريا من أن تكون حقيقية‪ .‬وفقا له ‪ ،‬ال يمكن للبروليتاريا أن تحقق المعرفة‬
‫الحقيقية إال من خالل إزالة تناقضات النظام الرأسمالي وإقامة مجتمع شيوعي‪.‬‬
‫"يعرف اإلنسان بموضوعية بقدر ما تكون المعرفة حقيقية للجنس البشري بأكمله ‪ ،‬موحًدا تاريخًي ا في نظام ثقافي واحد‬
‫موحد‪ .‬لكن عملية التوحيد التاريخي هذه تحدث من خالل اختفاء التناقضات الداخلية التي تمزق المجتمع البشري ‪ ،‬في حين‬
‫أن هذه التناقضات بحد ذاتها هي شرط لتشكيل الجماعات ووالدة األيديولوجيات التي ليست عالمية بشكل ملموس ولكنها‬
‫تتحول على الفور إلى انتقالية بسبب األصل العملي لماهيتها ‪ .‬لذلك يوجد صراع من أجل الموضوعية (لتحرير الذات من‬
‫األيديولوجيات المتحيزة والمضللة) وهذا هو نفسه الصراع من أجل التوحيد الثقافي للجنس البشري‪)445(" .‬‬
‫بهذه الطريقة ‪ ،‬يتم اختزال عملية اإلنتاج العلمي إلى عملية وحدة الذات في التاريخ‪.‬‬
‫"الموضوعية تعني دائًم ا" موضوعية بشرًي ا"‪ ،‬والتي يمكن اعتبارها متوافقة بشكل مباشر مع" ذاتية تاريخًي ا "‪ .‬بعبارة‬
‫أخرى ‪ ،‬الموضوعية تعني "ذاتية كلًي ا " ‪ ...‬ما يسميه المثاليون "الروح" ليس نقطة انطالق ‪ ،‬إنه نقطة وصول ؛ انها‬
‫مجموعة ابنية فوقية تتجه نحو وحدة كلية ملموسة وموضوعية‪" )46-445( .‬‬

‫من خالل وضع "الوحدة الكلية " للذات كشرط الوصول الى المعرفة الموضوعية ‪ ،‬يعارض غرامشي عملًي ا رأي ماركس‬
‫بأن مهمة العلم هي الكشف عن الهياكل والعالقات الخفية للواقع الموضوعي من خالل اختراق ما وراء المظاهر‪ .‬بالنسبة‬
‫لغرامشي ‪ ،‬فإن مثل هذه الهياكل التي تتجاوز الذات ‪ ،‬والتي يمكن اكتشافها بطريقة علمية ‪ ،‬ال توجد خارجًي ا‪.‬‬
‫"تعني فكرة "الموضوعية" في المادية الميتافيزيائية أن هناك موضوعية منفصلة عن اإلنسان‪ .‬الشخص الذي يؤمن‬
‫بوجود الواقع دون وجود البشر ‪ ،‬إما أن يفكر ميتافيزيائًي ا أو يقع في هاوية التصوف‪" )446( .‬‬

‫وفًقا لغرامشي ‪ ،‬فإن األيديولوجيات والمظاهر الخاطئة هي نتيجة االنقسام الداخلي في الذات وال يمكن إزالتها إال من خالل‬
‫ثورة بروليتارية‪ .‬وعليه ‪ ،‬فإن الماركسية ‪ ،‬في نظره ‪ ،‬علم إلى حد أنه يمكن أن يساهم في "وحدة" البشرية‪ .‬معيار‬
‫خواصها العلمية ليس "منهجها" ‪ ،‬بل درجة جاذبيتها للطبقات الثورية‪ .‬كلما تمكنت الماركسية من تعبئة الجماهير ‪ ،‬كلما‬
‫ًئ‬ ‫ًق‬
‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪5/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫ثبت أن أيديولوجيتها "موضوعية"‪ .‬ووفًقا له ‪ ،‬فإن مثل هذه التعبئة الجماهيرية ليست شيًئ ا عفوًي ا و "عرضًي ا" ‪ ،‬أو نتيجة‬
‫"اإلرادة اإليجابية والرسمية لشخص أو مجموعة نفذتها فقط بسبب فلسفتها العقائدية أو انتماءها الديني" ‪ ،‬لكن هذه‬
‫التعبئة تحدث عندما تكون تلك األيديولوجية قادرة على "االستجابة الحتياجات مرحلة عضوية من التاريخ‪ )341( .‬بعبارة‬
‫أخرى ‪ ،‬بالنسبة لغرامشي ‪" ،‬انجذاب أو عدم انجذاب الجماهير هو المعيار الحقيقي الذي يحدد درجة العقالنية والتاريخية"‬
‫أليديولوجية الماركسية‪)341( .‬‬

‫إن إنكار غرامشي لوجود واقع موضوعي يتجاوز احتياجات وأنشطة البروليتاريا الحالية ال يترك له أي خيار سوى اعتبار‬
‫موضوعية العلم مشروطة بوجود غرضية تاريخية‪ .‬وبهذه الطريقة ‪ ،‬في نظره ‪ ،‬تصبح الموضوعية الحقيقية هدًفا تاريخًي ا‬
‫للذات ال يمكن تحقيقه إال في مجتمع شيوعي‪.‬‬

‫من الضروري هنا شرح نقطة أخرى تتعلق بآراء لوكاش وغرامشي ‪ ،‬وهذا هو دور الحزب الطليعي ‪ .‬يجب أن يكون‬
‫واضًح ا اآلن أن مفاهيم لوكاش وغرامشي التاريخانية عن الماركسية ال تترك مجااًل للدور "العلمي" لحزب الطليعة‬
‫البروليتاري‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬في إنكار هذا الدور العلمي ‪ ،‬يتخذ كل من هذين المفكرين مساًر ا مختلًفا‪.‬‬

‫بالنسبة لغرامشي ‪ ،‬الذي يرى الموضوعية في الوحدة الكلية للعامل الذاتي ‪ ،‬فإن دور الحزب ال ُيعَّر ف إال على أنه المحفز‬
‫لهذه الوحدة‪ .‬وبناًء على ذلك يصبح دور الحزب السياسي دوره العلمي أيًض ا‪ .‬بقدر ما يتعلق األمر بالدور النظري للحزب ‪،‬‬
‫فإن هذا الدور ينحصر في مهمة التعبير عن إمكانات البروليتاريا "بشكل أوضح" و "أكثر تماسًك ا"‪.‬‬
‫"إذا أردنا التعامل مع مشكلة وحدة النظرية والممارسة ‪ ،‬فيمكن القيام بمثل هذا الشيء بطريقة يمكن ‪ ،‬استناًدا إلى ممارسة‬
‫معينة ‪ ،‬بناء نظرية ‪ ،‬والتي من خالل التكيف والمطابقة مع عناصر اساسية مقِّر رة من تلك الممارسة المحددة ‪ ،‬يمكن أن‬
‫تسرع التاريخ الجاري و تجعل الممارسة ذي الصلة أكثر تنسيًقا وتماسًك ا وفعالية في جميع جوانبه ؛ أو بعبارة أخرى ‪،‬‬
‫زيادة امكاناتها إلى أقصى حد‪" )365 ، 1976( .‬‬

‫وهكذا ‪ ،‬بالنسبة لغرامشي ‪ ،‬يصبح الحزب عنصًر ا عقالنًي ا تتمثل مهمته التاريخية في تبرير افعال "القوى العملية" حتى‬
‫تصبح "أكثر فاعلية وانتشاًر ا"‪ .‬ومن ثم ‪ ،‬فإن "مطابقة النظرية والممارسة هو عمل حاسم ‪ ،‬يتم من خالله إثبات كون‬
‫الممارسة منطقية و ضرورية"‪)365( .‬‬

‫بالنسبة إلى لوكاش ‪ ،‬األمر مختلف بعض الشيء‪ .‬بينما يرى غرامشي العالقة بين النظرية والممارسة في الغالب في‬
‫المجال السياسي ‪ُ ،‬يعّر ف لوكاش المشكلة بطريقة أكثر فلسفية‪ .‬بالنسبة له ‪ ،‬تنشأ المعرفة العلمية فقط من الوحدة المباشرة‬
‫للذات والموضوع ‪ ،‬والتي ال يمكن تحقيقها إال في ماهية البروليتاريا‪.‬‬

‫بهذا المعنى ‪ ،‬فإن البروليتاريا هي بالفعل حاملة الوعي العلمي بسبب موقعها داخل عالقات اإلنتاج الرأسمالية‪ .‬وهكذا ‪،‬‬
‫بالنسبة للوكاش ‪ ،‬فإن المهمة التاريخية للحزب هي "نشر" هذا الوعي بين قطاعات البروليتاريا التي قد ال تصل إلى‬
‫الوعي المناسب لموقعها‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن دور الحزب هو دور أيديولوجي يهدف إلى التعويض عن إخفاقات البروليتاريا‬
‫المحتملة في الوصول إلى وعيها الكامل‪ .‬وهكذا يحول لوكاش الصراع الطبقي السياسي إلى صراع أيديولوجي ‪ ،‬صراع يتم‬
‫خوضه على مستوى الوعي الطبقي‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يصبح الوعي من وجهة نظره‪ ،‬هو السالح الوحيد لدى البروليتاريا في‬
‫نضالها ضد البرجوازية‪.‬‬
‫"إن التفوق الفعال الوحيد للبروليتاريا ‪ ،‬سالحها الوحيد الحاسم ‪ ،‬هو القدرة على رؤية المجتمع ككل محدد تاريخيا ؛ رؤية‬
‫األشكال المشيئة للعالقات بين الناس ؛ رؤية المعنى الحقيقي للتاريخ الذي يتجلى بشكل سلبي فقط في التناقض بين األشكال‬
‫المجردة ‪ ،‬وتحويل جوانبه اإليجابية في النهاية إلى وعي وتطبيق هذا الوعي‪" )197( .‬‬

‫في محاولة إلدراك هذا الوعي ‪ ،‬تنشئ البروليتاريا حزبها الطليعي ‪ .‬هذا الحزب هو فقط نتيجة العمل الحر والواعي‬
‫للبروليتاريا نفسها وال يمكن فرضه عليها من الخارج‪ .‬وكما أوضح أراتو وبرينز ‪ ،‬فإن الحزب بالنسبة للوكاش هو "بنية‬
‫عقلية تمثل وعي البروليتاريا في أكثر أشكالها تقدًم ا‪ .‬أو بتعبير أدق ‪ ،‬من وجهة نظر موضوعية ‪ ،‬إنه أعلى مستوى ممكن‬
‫من وعيها الطبقي في أي مرحلة معينة‪ )157 ، 1979( .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬فإن "العقل المطلق" ‪ -‬أي الوعي ‪ -‬باعتباره القوة‬
‫الدافعة للتاريخ ‪ ،‬يحول الواقع الموضوعي ويخلق في الوقت نفسه الوسائل واألدوات الالزمة لهذا التحول‪" .‬بالنسبة‬
‫للبروليتاريا ‪ ،‬ليست اإليديولوجيا راية تذهب بها إلى ساحة المعركة وال غطاء إلخفاء أهدافها الحقيقية‪ .‬األيديولوجيا هي‬
‫هدفها وسالحها‪ )70 ، 1971( .‬وهكذا ‪ ،‬مع لوكاش ‪ ،‬اكتملت العودة إلى هيغل‪.‬‬

‫الماركسية ضد التاريخانية‬

‫عند الماركسيين الهيغليين ‪ ،‬أدت العملية التي بدأت برفض جدلية الطبيعة عند إنجلس والنظرية االنعكاسية للمعرفة ‪ ،‬إلى‬
‫االنعكاس الكامل للمادية التاريخية لماركس وإنجلس والعودة الكاملة إلى جدل هيغل الذاتي‪ .‬إن تطابق مجال العالقة بين‬
‫العلم و موضوعه ‪ ،‬من ناحية ‪ ،‬ومجال العالقة بين النظرية والممارسة ‪ ،‬حيث كان "العقل المطلق" في المركز ‪ ،‬من ناحية‬
‫أخرى ‪ ،‬كان ممكًن ا فقط من خالل عودة كاملة إلى هيغل ‪ ،‬ألن الواقع بالنسبة لهيغل يقوم على "الوحدة المباشرة" للذات‬
‫والموضوع (على عكس "وحدتهم من خالل التوسط")‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬ال يمكن اختزال مسألة األساس المعرفي للعلم الى‬
‫مستوى الممارسة الذاتية فقط إال عندما ُيفهم هذا الذات بمعناه الهيغلي ‪ ،‬كذات يكون الموضوع جزًء ا من كيانها الخاص ‪،‬‬
‫أي كائن مطلق‪.‬‬

‫نتيجة لهذا الفهم الهيغلي ‪ ،‬توسع مجال الصراع الطبقي ‪ -‬أي مجال الوسط االجتماعي ‪ -‬ليشمل مجال الوسط التاريخي بين‬
‫اإلنسان والطبيعة‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬اندمجت عملية التطور التاريخي لقوى اإلنتاج برمتها مع مجال الصراعات الطبقية‪ .‬تمت‬
‫ترقية البروليتاريا ‪ ،‬كعامل للصراع الطبقي في المجتمع الرأسمالي ‪ ،‬إلى موقع "ذات" للتاريخ بأكمله‪ .‬وبنفس الطريقة ‪،‬‬
‫فإن العلم ‪ ،‬الذي كان بحسب ماركس وإنجلس نتاج التفاعل بين اإلنسان والطبيعة من خالل العمل المنتج ‪ ،‬أصبح‬
‫أيديولوجية مختلف الطبقات المتصارعة‪ .‬من الواضح أن مثل هذه المعاملة لم تعني فقط رفض تفسيرات إنجلس ولينين‬
‫لماركس ‪ ،‬بل انتهكت أيًض ا مفاهيم ماركس الجدلية ؛ انتهاك له تناقضات في صميمه‪.‬‬

‫من الواضح تماًم ا أن ماركس لم يعتبر البروليتاريا "خالق" الرأسمالية ‪ ،‬بل "مخلوق" أو نتاج عملية توسط تاريخي أدت‬
‫إلى إنشاء عالقات إنتاج رأسمالية‪ .‬وفًقا لماركس ‪ ،‬فإن عالقات اإلنتاج الرأسمالية في مجملها تتجاوز الوجود المباشر‬
‫للبروليتاريا ‪ ،‬وبالتالي فهي غريبة عنها‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن وعي البروليتاريا بعالقات اإلنتاج الرأسمالي ليس وعًي ا "مباشًر ا "‬
‫بالمعنى الهيغلي ‪ ،‬ولكنه وعي مكتسب ‪5.‬‬

‫عالوة على ذلك ‪ ،‬حتى لو قبلنا حجة لوكاش بأن البروليتاريا هي العامل "الذاتي الموضوعي" للرأسمالية ‪ ،‬يبقى هذا‬
‫السؤال بال إجابة كيف يمكن للبروليتاريا أن تتجاوز وجودها وتحقق وعًي ا غير رأسمالي‪ .‬حتى بالنسبة لهيغل ‪ ،‬الوعي ‪،‬‬
‫كنتيجة النعزاله عن نفسه ‪ ،‬يمكنه فقط أن يدرك ما هو "هو" وليس ما "يرغب في أن يكون"‪ .‬من أجل تحديد مكانتها في‬
‫عالقات اإلنتاج الرأسمالية ‪ ،‬ال يجب على البروليتاريا أن تتجاوز وجودها المباشر فحسب ‪ ،‬بل يجب عليها أيًض ا أن تتجاوز‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪6/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫عالقات اإلنتاج الرأسمالية بأكملها وأن تفهم هذه العالقات على أنها نتاج تفاعل تاريخي وسيط بين اإلنسان والطبيعة‪.‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬مثل هذا الشيء مستحيل بالنسبة للبروليتاريا حتى في إطار الجهاز الهيغلي ‪ ،‬ألن الذات بالنسبة لهيغل محصور‬
‫في إطار وجوده‪ .‬نتيجة لذلك ‪ ،‬حتى في إطار النظام الهيغلي ‪ ،‬يواجه فهم البروليتاريا كعامل تاريخي "ذاتي‪-‬موضوعي"‬
‫تناقًض ا ‪ ،‬ومحاولة لوكاش لحل تناقضات المجتمع البرجوازي "من داخل معضلة المجتمع البرجوازي نفسه "يصبح‬
‫متناقًض ا وغير مقبول‪( .‬كالينيكوس ‪)26 ، 1976 ،‬‬

‫تجنب غرامشي هذا التناقض بالقول إن وعي البروليتاريا ليس نتيجة اغترابها ‪ ،‬بل نتيجة "رفضها اغترابها" ‪ ،‬أي نتيجة‬
‫لما يسميه"وحدتها"‪ .‬لكن هذه المناقشة تجعله متقدًم ا على لوكاش بخطوة واحدة فقط‪ .‬من خالل مساواة "الموضوعية" و‬
‫"الوحدة" ‪ ،‬يقول غرامشي في الواقع أن العلم ال يمكن أن يوجد إال في المجتمع الشيوعي‪ .‬لكنه فشل في إظهار كيف يمكن‬
‫للبروليتاريا ‪ ،‬أو على األقل حزبها الطليعي ‪ ،‬في تناقضات عالقات اإلنتاج الرأسمالية ‪ ،‬تحقيق الوعي الشيوعي ‪ ،‬وحتى‬
‫النضال من أجل االشتراكية‪ .‬بعبارة أخرى ‪ ،‬إنه غير قادر على تفسير وجود الماركسية نفسها في المجتمع الرأسمالي‪.‬‬
‫أفضل تفسير له لوجود الوعي الشيوعي في الحزب الطليعي أن هذه الطليعة"سابقة لعصرها"! ‪6‬‬

‫وهكذا أصبحت البروليتاريا ‪ ،‬مع غرامشي ‪ ،‬حبيسة حلقة مفرغة‪ .‬ال يمكنها أن تحقق المعرفة الموضوعية إال إذا توحدت‬
‫من خالل إقامة الشيوعية ‪ ،‬وال يمكنها أن تؤسس الشيوعية ما لم تحارب بشكل موضوعي من أجلها من خالل صراعها‬
‫الطبقي السياسي‪.‬‬

‫مثل هذا النهج الثنائي ‪ dichotomous‬تجاه "الموضوعية" ‪ ،‬والذي يقسم التاريخ إلى مرحلتين ‪،‬موضوعية (شيوعية)‬
‫وغير موضوعية (ما قبل الشيوعية) ‪ ،‬هو نتيجة لرفض وجود الواقع الموضوعي خارج الفاعل العقلي "الموحد"‪ .‬هذا ‪،‬‬
‫بالطبع ‪ ،‬يتناقض مع فهم ماركس لمفهوم العلم‪ .‬بالنسبة لماركس ‪ ،‬تستند موضوعية العلم في الوقت نفسه إلى الفصل و‬
‫الوحدة الجدلية بين الذات والموضوع‪ .‬في الواقع ‪ ،‬إن وجود العلم بأكمله يقوم على هذا الفصل‪ .‬وفًقا لماركس ‪" ،‬سيكون‬
‫العلم بشكل عام غير ضرورًي ا إذا كان المظهر الخارجي وجوهر األشياء يتوافقان بشكل مباشر مع بعضهما البعض"‪.‬‬
‫(‪)804 ، 1998‬‬

‫لذلك ‪ ،‬بالنسبة لماركس ‪ ،‬ال تعتمد موضوعية العلم على انتصار الثورة البروليتارية ‪ ،‬ولكن على قدرة العلم على اختراق‬
‫مظاهر األشياء وفهم اآلليات الداخلية للواقع الموضوعي‪ .‬مثل هذا المفهوم للعلم له طبيعة "تطورية" وليس ثنائية‪ .‬أساس‬
‫هذا المفهوم هو فهم التفاعل الجدلي بين اإلنسان والطبيعة في عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫وهكذا ‪ ،‬فإن "العودة إلى هيغل" من قبل منظري مدرسة "براكسيس" لم تتم إال من خالل نفي الطبيعة العلمية للماركسية‬
‫نفسها‪ .‬أظهرت التناقضات النظرية والعملية التي واجهوها أن اإلنكار الميكانيكي للواقع الجدلي للطبيعة ‪ -‬تماًم ا مثل‬
‫التطبيق الميكانيكي للطبيعة الجدلية للطبيعة على التاريخ والمجتمع البشري من قبل قادة األممية الثانية ‪ -‬ال يمكن أن يتم إال‬
‫من خالل انتهاك مبادئ المادية الجدلية والمادية التاريخية التي أسسها ماركس وإنجلس وتبلورت في نظرية لينين "حزب‬
‫الطليعة البروليتاري"‪.‬‬

‫اللينينية والعالقة بين علم الماركسية والصراع الطبقي‬

‫على عكس الماركسيين الهيغليين الذين اعتبروا آراء إنجلس حول جدلية الطبيعة هي السبب في إصالحية قادة األممية‬
‫الثانية ‪ ،‬حاول لينين في الواقع إظهار أن آراء إنجلس كانت صحيحة وأن المشكلة الرئيسية تكمن في التفسير الالجدلي‬
‫لهؤالء القادة ‪،‬لمفاهيم إنجلس الجدلية‪ .‬تعكس "المادية و المذهب النقدي‪-‬التجريبي " و "المالحظات الفلسفية" جهود لينين‬
‫إلثبات الطبيعة الجدلية للسيرورات الطبيعية والتاريخية والفكرية‪ .‬تتضح هذه النقطة في المقطع التالي من مالحظات لينين‬
‫الفلسفية‪:‬‬

‫"شطر الكل الواحد وفهم أجزائه المتعارضة ‪ ...‬يشكل جوهر… الجدل‪ .‬هذه بالضبط هي الطريقة التي عبر بها هيغل ‪" ...‬‬
‫"ان تماثل الضدين (ربما يكون من األصح قول" وحدة "هما ‪ )...‬هو التعرف على (اكتشاف) االتجاهات‬
‫المتعارضة‪،‬المتناقضة المتنابذة‪ ،‬في كل ظاهرات وعمليات الطبيعة (بما في ذلك الروح والمجتمع)‪ .‬شرط معرفة كل‬
‫سيرورات العالم في "ديناميكيتها الذاتية" ‪ ،‬في تطورها التلقائي‪ ،‬وفي حياتها الحية ‪ ،‬هو فهمها من حيث هي وحدة‬
‫الضدين‪ .‬النمو‪ -‬التطور يعني "صراع" األضداد‪ 1972( .‬ب ‪" )60-359 ،‬‬

‫من الضروري أن نتذكر أن لينين ناقش هنا التفسير الجدلي لكل من السيرورة الوجودية للنمو في الطبيعة والتاريخ من‬
‫خالل وحدة وصراع التناقضات ‪ ،‬و السيرورة المعرفية لفهم عملية النمو هذه‪ .‬اقرارا بوحدة المادية الجدلية والمادية‬
‫التاريخية ‪ ،‬اتفق لينين مع رأي إنجلس بأن المادية الجدلية "ال تحتاج إلى أن تقف الفلسفة على رأس العلوم األخرى بعد‬
‫االن" ‪ ،‬و كذلك كنتيجة لوحدة المادية الجدلية والمادية التاريخية‪ ،‬ما يتبقى من فلسفة الماضي هو فقط "علم التفكير‬
‫وقوانينه"‪ . 7 )Engels، 1987a، 26( .‬كذلك ‪ ،‬باإلضافة إلى عملية النمو من خالل صراع األضداد ‪ ،‬الذي "يتحرك‬
‫في دورات لولبية ‪"، "spirals‬الجدل ‪ ،‬كما فهمه ماركس ‪ ،‬و أيضا حسب هيغل ‪ ،‬يتضمن ما يسمى اليوم بنظرية المعرفة‬
‫‪ ،‬أو االبستمولوجيا ‪ ،‬والتي يجب أن تعالج موضوعها من وجهة نظر تاريخية أيضا ‪ ،‬و ذلك بان تدرس و تعمم منشأ‬
‫المعرفة و تطورها‪ ،‬اي االنتقال من الالمعرفة إلى المعرفة‪( .‬لينين ‪ 1974 ،‬ب ‪" )54 ،‬‬

‫بهذا المعنى ‪ ،‬يشتمل الجدل على سيرورتين متميزتين معا‪ :‬سيرورة موضوعية و سيرورة ذاتية‪ .‬في حين أن السيرورة‬
‫األولى تتعلق بنمو القوى المنتجة من خالل الصراع الطبقي ‪ ،‬فإن السيرورة الثانية تتعلق بتنمية المعرفة العلمية لقوانين‬
‫هذه العملية الموضوعية من خالل التفكير الجدلي‪ .‬في السيرورة الثانية‪ ،‬انعكاس السيرورات الجدلية للطبيعة والتاريخ في‬
‫الوعي ‪ ،‬يؤدي إلى تطور المفاهيم العلمية للمادية التاريخية‪.‬‬

‫إن مساهمة لينين في هذه المسألة ليست فقط نتيجة فهمه لهذه السيرورة ذات االتجاهين ‪ ،‬ولكن أيًض ا نتيجة لفهمه الجدلي‬
‫للعالقة بين الصراع الطبقي من ناحية ‪ ،‬واإلنتاج العلمي باعتباره جانًب ا من جوانب التطور التاريخي لقوى اإلنتاج من ناحية‬
‫أخرى‪. .‬‬

‫على عكس منظري األممية الثانية ‪ ،‬الذين حالوا التوسط "االجتماعي" الى توسط "تاريخي" ‪ ،‬اعتبر لينين هذين‬
‫المستويين مختلفين عن بعضهما البعض وحاول صياغة عالقتهما بطريقة "جدلية "‪ .‬وكان العنصر األساسي في هذه‬
‫العالقة الجدلية هو مفهوم "حزب الطليعة" البروليتاري‪.‬‬

‫استند انفصال لينين عن النهج التدريجي لألممية الثانية إلى عودته إلى "أطروحات ماركس حول فويرباخ"‪ ،‬حيث أكد‬
‫ماركس على مركزية الممارسة االجتماعية البشرية والعمل كوسيلة في التطور التاريخي للمجتمع البشري‪ )1976( .‬بناًء‬
‫على هذا النهج الجدلي ‪ ،‬رفض لينين أي حجة حول "حتمية" انهيار الرأسمالية وظهور المجتمع االشتراكي بشكل مستقل‬
‫عن سيرورة الصراع الطبقي‪ .‬في رأيه ‪ ،‬ال يكفي وجود الظروف "الموضوعية" المناسبة وحدها ‪ ،‬وال مجرد وجود اإلرادة‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪7/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫"الذاتية " للطبقات المضطهدة ‪ ،‬لحدوث ثورة‪ .‬كما أكد ‪" ،‬مما اليقبل النقاش عند الماركسي أن الثورة مستحيلة دون وضع‬
‫ثورى ‪ ،‬اضف الى ذلك أن كل وضع ثورى اليؤدى بالضرورة إلى الثورة" (‪ 1974‬أ ‪)213 ،‬‬

‫لكي تحدث ثورة ‪ ،‬يجب أن يكون هناك مزيج من الشروط الموضوعية والذاتية‪ .‬في عمله بعنوان "انهيار األممية الثانية" ‪،‬‬
‫يصف لينين الشروط الموضوعية الضرورية لـ "الوضع الثوري"‪:‬‬

‫فما هى اذا ماتحدثنا بصفة عامة أعراض الوضع الثورى ؟ لن نخطئ بالتأكيد إذا أشرنا إلى األعراض األساسية الثالثة‬
‫التالية ‪ ) 1( :‬عندما يستحيل على الطبقات الحاكمة اإلحتفاظ بحكمها دون أى تغيير ‪ ،‬حينما تكون هناك أزمة بشكل او بآخر‬
‫‪ ،‬داخل "الطبقات العليا" ‪ ،‬أزمة فى سياسة الطبقة الحاكمة ‪ ،‬تؤدى الى انشقاق يتفجر منه إستياء الطبقات المضطهدة‬
‫وحنقها ‪ .‬فلكى تندلع الثورة ‪ ،‬اليكفى عادة " أال تريد الطبقات الدنيا" بعد اآلن أن تعيش بالطريقة القديمة ‪ ،‬بل يجب أيضا‬
‫" أال تستطيع الطبقات العليا " أن تعيش بالطريقة القديمة ‪ )2( .‬عندما تتفاقم حاجة الطبقات المضطهدة وتشتد معاناتها‬
‫أكثر من المعتاد ‪ )3( .‬أن تتعاظم لحد ملحوظ ‪ ،‬نتيجة لألسباب المشار إليها اعاله‪ ،‬فعالية الجماهير التى تستسلم للسرقة‬
‫بدون شكوى فى "زمن السلم " ‪ ،‬ولكن التى تجذبها ‪ ،‬فى أزمنة العاصفة ‪ ،‬سواء ظروف األزمة كلها أم " الطبقات العليا "‬
‫نفسها ‪ ،‬إلى القيام بنشاط تاريخى مستقل" ‪)1974a, 213-14( .‬‬

‫في ظل غياب هذه الشروط الموضوعية ‪ ،‬التي ‪ ،‬بحسب لينين ‪" ،‬مستقلة ليس فقط عن إرادة الجماعات الفردية واألحزاب‪،‬‬
‫ولكن حتى عن إرادة طبقات منفردة" ‪ ،‬كمبدأ عام ‪" ،‬تستحيل الثورة"‪ )214( .‬وفي نفس الوقت ‪ ،‬فإن مجرد وجود هذه‬
‫الشروط ال يكفي لحدوث ثورة‪:‬‬

‫"أن الثورة التتمخض عن كل وضع ثورى ‪ ،‬انها تندلع فقط اذا ترافق مع جميع التغيرات الموضوعية المذكورة آنفا تغير‬
‫ذاتى ‪ ،‬أى قدرة الطبقة الثورية على القيام بأعمال ثورية جماهيرية ‪ ،‬قوية بما يكفى الى حد انها تكسر ( او تصدع ) الحكم‬
‫القديم الذى لن "يسقط" أبدا حتى فى فترة األزمات ‪ ،‬ان لم " يعمل على االطاحة به " ‪)214( .‬‬

‫دور الحزب كوسيط في عملية الصراع الطبقي‬

‫وفقا للينين ‪ ،‬فإن مهمة خلق "التغييرات الذاتية " الالزمة لتحويل "الوضع الثوري" الموضوعي إلى ثورة حقيقية هي‬
‫مسؤولية الماركسيين وحزبهم السياسي‪ .‬وفقا له‪:‬‬

‫"مامن اشتراكى قد ضمن ابدا بأن الثورة سوف تنشأ من الحرب الحالية ( المن الحرب المقبلة ) ‪ ،‬ومن الوضع الثورى‬
‫الحالى ( المن الوضع المقبل ) ‪ .‬ومانناقشه هنا مناطه الواجب االساسي غير القابل للجدل لكل االشتراكيين ‪ --‬وهو واجب‬
‫ان يكشفوا للجماهير وجود الوضع الثورى ‪ ،‬ويوضحوا اطاره وعمقه ‪ ،‬ويوقظوا وعى البروليتاريا الثورى ‪ ،‬وعزيمتها‬
‫الثورية ‪ ،‬ويعاونوها على االنتقال الى االعمال الثورية ‪ ،‬ويشكلوا لهذا الغرض منظمات تتالئم والوضع الثورى" ‪.‬‬
‫"ومامن اشتراكى ذو مكانة قيادية أومسؤول جرؤ قط على ان يشعر بالشك فى ان هذا هو واجب االحزاب االشتراكية ‪" .‬‬
‫(‪" )17-216 ، 1974‬‬
‫وبحسب لينين ‪ ،‬فإن األحزاب االشتراكية الديموقراطية لألممية الثانية ‪ ،‬نتيجة "لفشلها في أداء" هذه المهمة ‪ ،‬ضمنت‬
‫"الخيانة والموت السياسي والتنازل عن دورها و فرارها إلى جانب البرجوازية"‪)217( .‬‬

‫لكن حسب لينين ‪ ،‬فإن المشاركة "النشطة" لـ "حزب الطليعة البروليتارية" ضرورية النتصار العملية الثورية‪ .‬وهذا يشمل‬
‫المشاركة النشطة في المجالين الرئيسيين‪" ،‬التنظيم" و "الوعي السياسي"‪ .‬في مجال التنظيم ‪ ،‬يكون حزب الطليعة‬
‫مسؤوًال عن تجميع وتنظيم الطبقة الثورية في نضالها ضد البرجوازية‪ .‬أعلن لينين أن المهمة" العملية االولى"‬
‫لالشتراكيين الديمقراطيين وحزبهم "التي ال تقبل التأجيل ‪،‬انشاء منظمة ثوريين قادرة على ان تؤمن للنضال السياسي القوة‬
‫و الثبات و االستمرارية"‪ )1973b، 446( .‬حسب قوله ‪ " ،‬ال يمكن ان يصبح طليعة للقوى الثورية في زمننا غير الحزب‬
‫الذي ينظم تشهيرا يسترعي انتباه الشعب كله حًقا‪)431( ".‬‬

‫"عندما يغير ماليين األشخاص ‪ ،‬سعيًا وراء هدف واحد وبدافع من إرادة واحدة ‪ ،‬شكل تواصلهم وسلوكهم ‪ ،‬ويغيرون‬
‫مكان وطريقة أنشطتهم ‪ ،‬ويختارون أدواتهم وأسلحتهم وفقًا للظروف والمتطلبات المتغيرة للنضال ‪ -‬كل هذا تنظيم حقيقي‪.‬‬
‫(‪ 1974‬أ ‪" )253 ،‬‬

‫بدون مثل هذا التنظيم الحقيقي ‪ ،‬سوف "ُتحرم الجماهير" من "وحدة اإلرادة" الالزمة لثورة ناجحة‪ 8 )240( .‬تتمثل‬
‫إحدى المهام التاريخية لحزب الطليعة البروليتاري في ضمان نمو مثل هذا التنظيم بين الطبقات الثورية‪.‬‬

‫كان الفشل اآلخر لمنظري األممية الثانية ‪ ،‬حسب لينين ‪ ،‬نتيجة اعتقادهم الميكانيكي بأن تطور القوى المنتجة يؤدي تلقائًي ا‬
‫إلى تطور تلقائي للوعي الثوري بين البروليتاريا كشرط مسبق لإلطاحة بالنظام الرأسمالي‪ .‬اعتبر لينين مثل هذا االفتراض‬
‫غير صحيح وغير جدلي ‪،‬ورفضه بحزم‪.‬‬

‫"إن الحركة العفوية للطبقة العاملة في حد ذاتها ال يمكن أن تنتج إال التريديونيونية (النقابية) (وهي تفعل ذلك حتما) ‪،‬‬
‫والسياسة التريديونيونية لطبقة العمال هي بالضبط السياسة البرجوازية لطبقة العمال‪ .‬إن مجرد مشاركة طبقة العمال في‬
‫النضال السياسي ‪ ،‬أو حتى في الثورة السياسية ‪ ،‬ال يحول سياساتها إلى سياسة اشتراكية ديمقراطية (‪1973b ،( )9‬‬
‫‪" )437‬‬

‫إن فكرة إمكانية التطور "العفوي" للوعي االشتراكي بين البروليتاريا تعني أن هناك عالقة "فورية" ومباشرة بين "تفكير"‬
‫و "كيان" البروليتاريا‪ .‬ومثل هذا االدعاء ‪ ،‬بال شك ‪ ،‬ينتهك مبادئ المادية الجدلية‪ .‬في إشارة إلى إضراب العمال الروس‬
‫في سنوات ‪ ،1890‬قال لينين إن وعي الطبقة العاملة ال يمكن أن يكون وعًي ا اشتراكًي ا ديمقراطًي ا إال إذا كان قائًم ا على‬
‫معرفة العالقات االجتماعية لإلنتاج الرأسمالي بأكملها‪ .‬من وجهة نظر موقعهم المحدد في عالقات اإلنتاج الرأسمالية ‪ ،‬ال‬
‫يمكن للعمال أن يكونوا على وعي بمجموعة المصالح المعادية الموجودة في النظام السياسي واالجتماعي الحديث بأكمله‪.‬‬

‫"ال يمكن أن يكون وعي الطبقة العاملة وعًي ا سياسًي ا حقيقًي ا ما لم يتم تدريب العمال على الرد على جميع حاالت االضطهاد‬
‫والقمع والعنف والعدوان ‪ ،‬بغض النظر عن" أي طبقة "هي الضحية ‪ ...‬وعي جماهير العمال ال يمكن أن يكون وعيًا طبقًي ا‬
‫حقيقًي ا حتى يتعلم العمال من أحداث ملموسة ‪ ،‬وقبل كل شيء ‪ ،‬من الحقائق واألحداث اليومية والسياسية ‪ ،‬و من‬
‫مالحظة"جميع" الطبقات االجتماعية األخرى و "كل" مظاهر حياتهم الفكرية واألخالقية والسياسية‪ .‬حتى يتعلموا تطبيق‬
‫التحليل المادي في الممارسة ويكون لديهم تقييم مادي "لجميع" جوانب حياة و نشاط جميع الطبقات و الشرائح وفئات‬
‫المجتمع‪" )412( .‬‬

‫بالنسبة للينين ‪ ،‬ال يمكن إعطاء مثل هذا الفهم الشامل للعالقات الكلية للنظام الرأسمالي للعمال إال من خارج موقعهم‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪8/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫"المباشر " في عالقات اإلنتاج الرأسمالية‪.‬‬

‫"يمكن إعطاء الوعي السياسي الطبقي للعمال" فقط من الخارج "‪ ،‬أي من خارج ميدان الصراع االقتصادي ‪ ،‬خارج مجال‬
‫العالقة بين العامل وصاحب العمل‪ .‬المجال الوحيد الذي يمكن فيه الحصول على مثل هذه المعرفة هو مجال العالقات بين‬
‫"جميع" الطبقات و الشرائح مع الدولة و الحكومة‪ ،‬مجال العالقات المتبادلة بين "جميع" الطبقات‪)422( ".‬‬

‫و لذا فان مهمة حزب الطليعة البروليتاري جلب وعي سياسي ثوري ‪ -‬أي الوعي االشتراكي الديموقراطي ‪ ،‬الذي ال يتوفر‬
‫مباشرة للبروليتاريا نتيجة أسرها في عالقات اإلنتاج الرأسمالية ‪ -‬الى العمال من أجل تيسير العملية الثورية‪.‬‬

‫"تقود االشتراكية الديموقراطية نضال العمال ليس فقط من أجل تحسين شروط بيع قوة العمل ‪ ،‬ولكن أيًض ا من أجل إلغاء‬
‫النظام االجتماعي الذي يجبر غير المالكين على بيع أنفسهم لألثرياء‪ .‬تمثل االشتراكية الديموقراطية العمال ليس فقط في‬
‫عالقاتهم مع مجموعة معينة من أرباب العمل ‪ ،‬ولكن في عالقاتهم مع جميع طبقات المجتمع المعاصر ‪ ،‬ومع الدولة كقوة‬
‫سياسية منظمة ‪ ...‬يجب علينا القيام بعمل التثقيف السياسي للطبقة العاملة ‪ ،‬والبدء بنشاط في تطوير وعيها السياسي‪.‬‬
‫(‪" )400‬‬

‫بناًء على هذا الفهم الجدلي للدور الوسيط لحزب الطليعة البروليتاري في عملية الصراع الطبقي ‪ ،‬دعا لينين جميع‬
‫االشتراكيين الديمقراطيين الثوريين إلى "االنتقال بين جميع طبقات الشعب" كمنظرين ودعاة و محرضين ‪ ،‬ومنظمين "‬
‫(‪)425‬و "إرسال وحدات جيشهم الى كل مكان لجلب الوعي السياسي الى العمال" ‪ )422( ،‬إن قوة وضعف حركة الطبقة‬
‫العاملة ‪ ،‬ونجاح العملية الثورية لالشتراكية ‪ ،‬يعتمدان ‪ ،‬من وجهة نظر لينين ‪ ،‬على الدرجة التي ينجح بها حزب طليعة‬
‫البروليتاريا في أداء مهمته التاريخية المتمثلة في تنظيم البروليتاريا و رفع نضالها الطبقي إلى مستوى النضال السياسي‬
‫الثوري ضد النظام الرأسمالي ككل‪ .‬ووفًقا له ‪" ،‬تكمن قوة الحركة الحالية في إيقاظ الجماهير (بشكل أساسي ‪ ،‬البروليتاريا‬
‫الصناعية) ‪ ،‬وأن ضعفها يكمن في نقص الوعي والمبادرة بين القادة الثوريين" (‪.)373‬‬

‫"هذا يظهر ‪ ...‬أن" كل "تقديس للحركة العفوية للطبقة العاملة ‪ ،‬وكل انتقاص من دور" عنصر الوعي "ودور االشتراكية‬
‫الديموقراطية ‪ ،‬بغض النظر عما إذا كان القائمون بهذا يريدون ذلك أم ال ‪ ،‬يعني تقوية تأثير األيديولوجية البرجوازية في‬
‫العمال‪ .‬كل أولئك الذين يتحدثون عن "تقدير اهمية األيديولوجية باكثر مما تستحق " ‪ ،‬و عن المغاالة في دور عنصر‬
‫الوعي ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬يتوهمون أن الحركة العمالية الصرف تستطيع بحد ذاتها ان تصنع لنفسها و انها ستصنع لنفسها‬
‫ايديولوجية مستقلة ‪ ،‬و ان ذلك ال يتطلب غير قيام العمال "بانتزاع مصيرهم من أيدي القادة" ‪ ،‬لكن هذا خطأ فاحش‪.‬‬
‫(‪" )383‬‬

‫وهكذا ‪ ،‬فإن االنخراط السياسي األيديولوجي لحزب الطليعة البروليتاري في العملية الموضوعية للصراع الطبقي يشكل‬
‫الجانب الثاني لفهم لينين لعملية التوسط االجتماعي‪:‬‬

‫"و لما كان من غير الممكن حتى ان تكون ثمة أيديولوجية مستقلة تصنعها جماهير العمال نفسها في مجرى حركتها"‪،‬‬
‫"فال يمكن طرح المسالة اال بالشكل التالي‪ :‬إما أيديولوجية برجوازية أو أيديولوجية اشتراكية‪ .‬ليس ثمة وسط بينهما‪...‬‬
‫لذلك ‪ ،‬فإن كل انتقاص من األيديولوجية االشتراكية ‪ ،‬و "التخلي عنها بأي درجة" ‪ ،‬يعني تقوية األيديولوجية البرجوازية‪.‬‬
‫(‪)384‬‬

‫الدور العلمي النظري للحزب‬

‫بالنسبة للينين ‪ ،‬فإن دور الوساطة للحزب ال يقتصر على مشاركته الذاتية في عملية الصراع الطبقي‪ .‬لكي يلعب الحزب‬
‫دوره الثوري بنجاح ‪ ،‬يجب أن يكون مسلًح ا بأكثر النظريات العلمية تقدًم ا حول التطور التاريخي للمجتمع البشري‪ .‬كما أكد‬
‫ماركس وإنجلس ‪ ،‬على الرغم من أن البشر هم من صنعوا تاريخهم ‪ ،‬إال أنهم ال يصنعون التاريخ بالضرورة وفًقا إلرادتهم‪.‬‬
‫فقط المعرفة العلمية بقوانين الطبيعة والتاريخ تمكنهم من تحقيق أهدافهم‪ .‬البروليتاريا ليست مستثناة من هذا المبدأ العام‪.‬‬
‫ولهذا السبب أكد لينين في أحد أقواله األكثر شهرة‪" :‬ال يمكن أن تكون هناك حركة ثورية بدون نظرية ثورية"‪1973b،( .‬‬
‫‪ 10 )369‬وفًقا للينين ‪" ،‬ال يمكن لعب دور مناضل الطليعة إال من قبل حزب يسترشد بنظرية الطليعة "‪ .‬ووفقا له ‪ ،‬فإن‬
‫أي شخص "يتصور مدى اتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة‪ ،‬يفهم ما مبلغ ما يتطلبه القيام بهذه المهمة من جهد كبير‬
‫من القوى النظرية والخبرة السياسية (وكذلك الثورية)"‪ )370( .‬بناًء على هذا ‪ ،‬و متبًع ا إنجلس ‪ ،‬اعتبر لينين أن الصراع‬
‫الطبقي النظري جزء ال يتجزأ من النضال الثوري من أجل االشتراكية‪.‬‬

‫"دعونا نشير إلى ما قاله انجلس عام ‪ 1874‬عن أهمية النظرية في الحركة االشتراكية الديمقراطية‪ .‬يؤمن إنجلس ليس‬
‫فقط بـ "شكلين" من النضال االشتراكي الديموقراطي (السياسي واالقتصادي) ‪ ،‬كما هو العادة بيننا و لكن أيًض ا بأشكاله‬
‫"الثالثة" ‪ ،‬ويعتبر النضال النظري على نفس مستوى الشكلين اآلخرين"‪11)370( .‬‬

‫ال تكمن أهمية مناقشة لينين هذه في االعتراف بدور النظرية العلمية للماركسية ‪ -‬أي المادية التاريخية ‪ -‬في العمليات‬
‫الثورية في المجتمع الرأسمالي الحالي‪ .‬تكمن أهميته أيًض ا في الفهم "الجدلي" لدور حزب طليعة الطبقة العاملة في تأسيس‬
‫النظرية العلمية‪ .‬وهذا مرتبط مباشرة برفضه لـ "عفوية" الوعي االشتراكي عند البروليتاريا‪.‬‬

‫تستند نظرية لينين حول الدور المركزي للحزب في عملية اإلنتاج النظري العلمي إلى فهمه الصحيح بأن فكرة االشتراكية ‪،‬‬
‫كعقيدة ‪ ،‬قد تشكلت تاريخًي ا بشكل منفصل عن الطبقة العاملة‪ .‬وفي هذا الصدد ‪ ،‬يوافق على رأي كاوتسكي الذي يقول‪:‬‬

‫"ان االشتراكية والصراع الطبقي ينبثقان احدهما الى جانب االخر‪ ،‬ال أحدهما من اآلخر‪ .‬انهما ينبثقان من مقدمات مختلفة‪.‬‬
‫فالوعي االشتراكي الراهن ال يمكنه ان ينبثق إال على أساس معارف علمية عميقة‪ .‬في الواقع ‪ ،‬يعتبر االقتصاد الحديث‬
‫شرط من شروط اإلنتاج االشتراكي مثله مثل التكنولوجيا الحديثة ‪ ،‬والبروليتاريا ‪ ،‬بالرغم من كل رغبتها‪ ،‬ال يمكنها أن‬
‫تخلق ال هذا و ال ذاك ؛ كالهما نشأ من التطور االجتماعي الحديث‪ .‬إن العلم ليس بيد البروليتاري ‪ ،‬بل بيد "المثقفين‬
‫البرجوازيين " ‪ ...‬و على ذلك ‪ ،‬كان الوعي االشتراكي عنصرا يؤخذ من الخارج و ينقل الى نضال البروليتاريا الطبقي‪،‬‬
‫وليس شيًئ ا ينشأ منه بصورة عفوية "‪( .‬مقتبس من لينين ‪ 1973 ،‬ب ‪)84-383 ،‬‬

‫في المصادر الثالثة والمكونات الثالثة للماركسية ‪ ،‬يوضح لينين كيف أن علم الماركسية كان "الوارث الحقيقي ألفضل ما‬
‫أنتجته البشرية في القرن التاسع عشر ‪ ،‬أي الفلسفة األلمانية ‪ ،‬واالقتصاد السياسي اإلنجليزي ‪ ،‬واالشتراكية الفرنسية"‪.‬‬
‫وهي كلها نتاج الثقافة والمجتمع البرجوازيين‪ )1973a، 24-23( .‬لكن الجوهر الثوري للماركسية ال يأتي فقط من حقيقة‬
‫أنها النظرية األكثر "تقدًم ا" التي تأسست في إطار المجتمع الرأسمالي ‪ ،‬ولكن أيًض ا من حقيقة أنها تخدم مصالح "‬
‫البروليتاريا باعتبارها الطبقة األكثر ثورية "في ذلك المجتمع ؛ طبقة يعتمد تحررها على حل تناقضات عالقات اإلنتاج‬
‫الرأسمالية‪.‬‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪9/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬

‫وهكذا يصبح حزب الطليعة البروليتاري ‪ ،‬في نظر لينين ‪ ،‬االداة التاريخية "المتالك" البروليتاريا لإلنجازات العلمية األكثر‬
‫تقدًم ا للمجتمع البرجوازي وتحويله إلى سالح قوي في صراع البروليتاريا الطبقي ضد مستغليها‪ .‬من خالل هذا االمتالك‬
‫تعمل هذه اإلنجازات العلمية ‪،‬ليس للحفاظ على العالقات االجتماعية لإلنتاج في المجتمع الرأسمالي‪ ،‬بل في خدمة تطور‬
‫القوى المنتجة خالل الممارسة الثورية‪ .،‬بهذه الطريقة ‪ ،‬يعمل الحزب الطليعي للبروليتاريا ليس فقط كوسيلة لتحرير الطبقة‬
‫العاملة نفسها ‪ ،‬ولكن أيًض ا كوسيلة لتحرير العلم من تقييد عالقات اإلنتاج البرجوازية‪.‬‬

‫"النقطة األكثر أهمية هي أنه مع هذا االمتالك فقط ‪ ،‬من قبل حزب الطليعة البروليتاري ‪،‬يصبح العلم ‪ -‬وخاصة الماركسية ‪-‬‬
‫قوة مادية لتحرير البشرية‪ .‬الماركسية هي النظرية األكثر "تقدًم ا" ألنها على وجه التحديد "نظرية الحركة البروليتارية من‬
‫أجل التحرر"‪( .‬لينين ‪ 1974 ،‬أ ‪12 )222 ،‬‬

‫في يد حزب الطليعة البروليتاري ‪ ،‬يتيح علم الماركسية فهًم ا نظرًي ا دقيًقا لـ "العالقات بين" جميع "الطبقات المختلفة في‬
‫المجتمع الحديث" ‪ ،‬والتي "ال يمكن الحصول عليه من خالل قراءة أي كتاب" بل " من خالل التجربة الحية "للحياة‬
‫السياسية للطبقة األكثر ثورية ‪ ،‬في التاريخ الحديث للبشرية"‪ 1973( .‬ب ‪)413 ،‬‬

‫لذلك ‪ ،‬بالنسبة للينين ‪ ،‬يشكل حزب الطليعة البروليتاري األساس الوجودي والمعرفي للنضال البروليتاري من أجل التحرر‬
‫واالشتراكية‪ .‬يشكل دور الوساطة "المزدوج" للحزب الطليعي‪" -‬التنظيم السياسي الطبقي" و "اإلنتاج العلمي" ‪ -‬حجر‬
‫الزاوية في مساهمة لينين لعلم المادية التاريخية للماركسية‪ .‬من خالل مفهوم حزب الطليعة للطبقة العاملة ‪ ،‬يربط لينين‬
‫جانبين متميزين في السيرورة الجدلية ‪ ،‬وهما "التوسط االجتماعي " (الصراع الطبقي) و "التوسط التاريخي " (نمو‬
‫القوى المنتجة)‪ .‬إن حزب الطليعة ‪ ،‬بينما يقود النضال الثوري للبروليتاريا ‪ ،‬يتوسط أيًض ا في تطوير علم الماركسية‬
‫(المادية التاريخية) من خالل تطبيق مبادئ الجدل (المنهجية الماركسية) على التجارب الموضوعية للبروليتاريا في‬
‫"نضالها العالمي" ضد الرأسمالية ‪13.‬‬

‫……………‬
‫المصدر‬
‫مجلة "الطبيعة والمجتمع والفكر" ‪ ،‬المجلد ‪ ، 18‬العدد ‪ ، 4‬مايو ‪2005‬‬

‫__________________________‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ .1‬حدد أليكس كالينيكوس مستويين من التوسط على أنهما "العالقة بين النظرية والتطبيق" من جهة ‪ ،‬والمشكلة المعرفية‬
‫"للعالقة بين العلم والواقع" من جهة أخرى‪ .‬انظر كالينيكوس (‪.)17 ، 1976‬‬

‫‪ .2‬لمناقشة هذه القضية ‪ ،‬انظر‪ :‬مندلسون (‪ )1979‬و جونز (‪.)1977‬‬

‫‪ .3‬مقتبس في هوفمان (‪ .)71 ، 1975‬يجب شرح بعض النقاط المهمة في هذه الحالة‪ .‬أوًال ‪ ،‬ادعاء منظري مدرسة‬
‫"براكسيس" في هذه الحالة بأن نظرية االنعكاس بدأت من إنجلس خاطئ تماًم ا‪ .‬كان هذا أيًض ا رأي ماركس نفسه‪ .‬يقول‬
‫ماركس أن "المثالية" بالنسبة له ليست سوى انعكاس للعالم المادي في العقل البشري ‪ ،‬وترجمته إلى شكل من أشكال‬
‫الفكر‪ .)19 ، 1966( .‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬كان هيغل نفسه أول من أطلق النظرية االنعكاسية‪ .‬استخدم هذه النظرية بشكل‬
‫مثالي إلظهار أن العالم المادي هو "انعكاس" أو "صورة معكوسة" لـ "الفكرة المطلقة"‪ .‬بالنسبة لهيغل ‪ ،‬ال يمكن فهم‬
‫جوهر "الفكرة المطلقة" بدون انعكاسها في عالم الظواهر‪ .‬وفًقا له‪" :‬بدون فهم الوعي باعتباره انعكاًس ا للواقع ‪ ،‬ال توجد‬
‫طريقة لفهم أن هناك عالقة بين العقل والمادة‪ :‬تظل العالقة بينهما ببساطة" غير مفهومة "‪ ،‬إنها مجرد لغز"‪، 1975( .‬‬
‫‪)73‬‬

‫‪ .4‬في هذا الصدد ‪ ،‬قيم كالينيكوس كتاب لوكاش "التاريخ والوعي الطبقي" على أنه "محاولة طموحة إلدخال المفهوم‬
‫المتعالي للعامل الذاتي في الماركسية"‪ .‬إنه يعتقد أن لوكاش "أعطى ذات جماعية‪ ،‬هي البروليتاريا نفس وضع فكرة‬
‫هيغل"‪ )77 ، 1983( .‬ومع ذلك ‪ ،‬فهو يقر بأن "اواخر أعمال لوكاش ‪" ،‬مالحظات نقدية حول نقد الثورة الروسية لروزا‬
‫لوكسمبورغ " و "نحو منهجية لمشكلة التنظيم" ‪ ...‬تشير إلى خروجه من مسايانية ‪ Messianism‬ماركسيته المبكرة‬
‫وقبول "السياسة الواقعية الثورية" للينين‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬فإن مفهوم الحزب الثوري المقدم في هذين العملين يمثل منظمة‬
‫تم إنشاؤها نتيجة التفاعل بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬والطليعة والطبقة‪ .‬هذا المفهوم أقرب إلى أفكار لينين وغرامشي منه إلى‬
‫يوطوبيا الوعي المغروس في بروليتاريا كما في أعمال لوكاش األولى‪)78 ، 1983( .‬‬

‫‪ .5‬بالنسبة لماركس ‪ ،‬من واجب العلم التغلب على هذه القيود المفروضة على البروليتاريا‪ .‬ووفقا له ‪ ،‬فإن "تحليل العالقات‬
‫الداخلية الحقيقية لعملية اإلنتاج الرأسمالي هو مهمة معقدة للغاية وطويلة ‪ ...‬إن عمل العلم هو تحويل الحركة المرئية‬
‫والخارجية إلى حركة داخلية حقيقية‪ .‬ويرجع ذلك إلى حقيقة أن "مفاهيم قوانين اإلنتاج التي تشكلت في أذهان ذوات اإلنتاج‬
‫والتوزيع الرأسمالي تختلف اختالًفا كبيًر ا عن القوانين الفعلية"‪)311 ، 1998( .‬‬

‫‪" .6‬هذا يعني أن مؤسسي الفلسفة الحديثة كانوا متقدمين بفارق كبير عن احتياجات عصرهم ‪ ،‬وحتى االزمنة التي تلتها‪.‬‬
‫وكان لديهم ترسانة مليئة باألسلحة التي لم تكن جاهزة لالستخدام بعد ‪ ،‬ألنها كانت سابقة لعصرها ولن تكون قابلة‬
‫لالستخدام إال بعد مرور بعض الوقت "‪" .‬غرامشي ‪ )392 ، 1976 ،‬هنا يناقض غرامشي تعريفه للمعرفة على أنها"‬
‫تعبير "عن احتياجات طبقة في" عصر معين "‪ .‬بمثل هذا التقييد ‪ ،‬ليس من الواضح كيف ان ماركس وإنجلس كانا‬
‫"متقدمين على زمانهما" دون استخدام المنهج العلمي ‪ ،‬الذي له تطبيق يتجاوز الوعي المباشر للبروليتاريا والرأسمالية‪.‬‬

‫‪ .7‬للحصول على شرح ذكي لمبادئ المادية الجدلية والمادية التاريخية من منظور ماركسي‪-‬لينيني ‪ ،‬انظر كونستانتينوف‬
‫وآخرون (‪ .)1979‬أيضا ‪ ،‬بوغوسالفسكي وآخرون (‪.)1976‬‬

‫‪ .8‬للحصول على شرح مفصل لمفهوم لينين عن حزب الطليعة البروليتاري ‪ ،‬انظر باسمانوف و ليبسون ‪)1977( ،‬‬

‫‪ .9‬يستند موقف لينين هنا إلى نظرته الجدلية القائلة بأن الوعي التلقائي للبروليتاريا كطبقة داخل نمط اإلنتاج الرأسمالي‬
‫مقيد بتناقضات الرأسمالية نفسها ‪ ،‬مما يجعل من غير الممكن الخروج من إطارها المباشر دون وساطة العملية التاريخية‬
‫الكاملة لتطور القوى المنتجة من خالل انواع عديدة من أنماط اإلنتاج‪ .‬وسنعود إلى هذه النقطة عند تناول الدور العلمي‬
‫للحزب‪.‬‬

‫‪ .10‬انظر باسمانوف (‪.)136-111 ، 1977‬‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪10/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬

‫‪ .11‬يقتبس لينين هنا من "مالحظة تمهيدية" إلنجلس في "حروب الفالحين في ألمانيا"‪ .‬هناك ‪ ،‬يقول إنجلس‪" :‬ألول مرة‬
‫منذ وجود الحركة العمالية ‪ ،‬يدور النضال في ثالثة مجاالت ‪ -‬النظرية ‪ ،‬والسياسية ‪ ،‬والعملية ‪ -‬االقتصادية (المقاومة ضد‬
‫الرأسماليين) ‪ ...‬سر القوة والمناعة‪ .‬للحركة األلمانية يكمن بالضبط في هذا الهجوم المركز (لينين ‪ 1973 ،‬ب ‪)272 ،‬‬

‫‪ .12‬انظر أيًض ا بالكبيرن ‪.)36-3 ، 1976( ،‬‬

‫‪ .13‬يقول لينين‪" :‬الحركة االشتراكية الديموقراطية هي في جوهرها حركة عالمية‪ .‬هذا ال يعني فقط أنه يتعين علينا‬
‫محاربة الشوفينية القومية ‪ ،‬بل يعني أيًض ا أن حركة ناشئة في بلد شاب ال يمكن أن تنجح إال إذا استفادت من تجارب‬
‫البلدان األخرى‪ .‬ومن أجل االستفادة من هذه التجارب ‪ ،‬ال يكفي مجرد التعرف عليها أو تقليد قراراتها األخيرة‪ .‬المطلوب‬
‫هو القدرة على التعامل النقدي مع هذه التجارب واختبارها بشكل مستقل "‪ 1973( .‬ب ‪)370 ،‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫أراتو وأندرو وبول برينز‪ .1979 .‬لوكاش الشاب وأصول الماركسية الغربية‪ .‬نيويورك‪ :‬مطبعة سيبري‪.‬‬

‫باسمانوف ‪ ،‬إم آي ‪ ،‬وبي إم ليبسون‪ .1977 .‬الطليعة الثورية‪ .‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬

‫بالكبيرن ‪ ،‬روبن‪ .‬الماركسية‪ :‬نظرية الثورة البروليتارية ‪ .1976 ،‬نيو ليفت ريفيو ‪ ،‬رقم ‪.36-3 :97‬‬

‫بوغوسالفسكي ‪ ،‬ب م ‪ ،‬وآخرون‪ .‬آل‪ .1976 .‬الف باء المادية الجدلية والتاريخية‪ .‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬

‫كالينيكوس ‪ ،‬أليكس‪ .1976 .‬ماركسية ألتوسير‪ .‬لندن‪ :‬مطبعة بلوتو‬


‫_____‪ .1983 .‬الماركسية والفلسفة‪ .‬لندن‪ :‬كاميلوت‪.‬‬

‫كوليتي ‪ ،‬لوسيو‪ .1972 .‬من روسو إلى لينين‪ :‬دراسات في اإليديولوجيا والمجتمع‪ .‬لندن‪ :‬كتب اليسار الجديد‪.‬‬

‫إنجلس ‪ ،‬فريدريك‪ 1987 .‬أ‪ .‬ضد دوهرنغ [ثورة الهير يوجين دوهرينغ في العلوم]‪ v ol. 25 .‬لكارل ماركس وفريدريك‬
‫إنجلس‪ :‬األعمال المجمعة ‪ .309-1 ،‬نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬
‫_____‪ 1987 .‬ب‪ .‬جدل الطبيعة‪ .‬في المجلد‪ 25 .‬لكارل ماركس وفريدريك إنجلس‪ :‬األعمال المجمعة ‪.588-311 ،‬‬
‫نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‬

‫غرامشي ‪ ،‬أنطونيو‪ .1976 .‬مختارات من دفاتر السجن‪ .‬نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬

‫هيلفردينغ ‪ ،‬رودولف‪ .‬مقدمة إلى رأس المال المالي ‪ ،‬مقتبس في لوسيو كوليتي‪ .‬من روسو إلى لينين‪ :‬دراسات في‬
‫اإليديولوجيا والمجتمع‪ .‬لندن‪ :‬كتب اليسار الجديد‪.‬‬

‫هوفمان ‪ ،‬جون‪ .1975 .‬الماركسية ونظرية البراكسيس‪ .‬نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬

‫جونز ‪ ،‬جاريث س‪ .1977 .‬إنجلس ونشأة الماركسية ‪ ،‬نيو ليفت ريفيو رقم‪.104-79 :106 .‬‬

‫كورش ‪ ،‬كارل‪ .1970 .‬الماركسية والفلسفة‪ :‬لندن‪ :‬كتب اليسار الجديد‪.‬‬

‫كونستانتينوف ‪ ،‬ف ‪ ،‬وآخرون‪ .1979 .‬أساسيات الفلسفة الماركسية اللينينية‪ .‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬

‫لينين ‪ ،‬فالديمير ‪ 1972 ،‬أ‪ .‬المادية و المذهب النقدي التجريبي‪ .‬المجلد‪ 14 .‬من األعمال المجمعة‪ .‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‬
‫_____‪ 1972 .‬ب‪ .‬دفاتر فلسفية‪ .‬موسكو‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬
‫_____‪ 1973 .‬أ‪ .‬مصادر الماركسية الثالثة و اقسامها المكونة الثالثة‪ .‬في المجلد‪ 19 .‬من األعمال المجمعة ‪.28-21 ،‬‬
‫موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬
‫_____‪ 1973 .‬ب‪ .‬ما العمل‪ .‬في المجلد‪ 5 .‬من األعمال المجمعة ‪ .529-347 ،‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬
‫_____‪ 1974 .‬أ‪ .‬انهيار االممية الثانية‪ .‬في المجلد‪ 21 .‬من األعمال المجمعة ‪ .59-205 ،‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬
‫_____‪ 1974 .‬ب‪ .‬كارل ماركس‪ :‬سيرة موجزة مع شرح للماركسية‪ .‬في المجلد‪ 21 .‬من األعمال المجمعة ‪.91-43 ،‬‬
‫موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬
‫‪ ._____ - - -‬حول مسألة الديالكتيك‪ :‬مجموعة‪ .‬موسكو‪ :‬التقدم للنشر‪.‬‬

‫لوكاش ‪ ،‬جورج‪ .1971 .‬التاريخ والوعي الطبقي‪ .‬لندن‪ :‬ماكميالن‪.‬‬

‫ماركس ‪ ،‬كارل‪ .1996 .‬خاتمة للطبعة األلمانية الثانية من رأس المال ‪ .‬في المجلد‪ 26 .‬من األعمال المجمعة لكارل‬
‫ماركس وفريدريك إنجلس ‪ .20-12 ،‬نيويورك؛ ناشرون دوليون‪.‬‬
‫_____‪ .1998 .‬رأس المال (المجلد الثالث)‪ .‬المجلد‪ 37 .‬من األعمال المجمعة لكارل ماركس وفريدريك إنجلس‪.‬‬
‫نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬
‫_____‪ .1977 .‬رأس المال ‪( ،‬المجلد الثالث)‪ .‬نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬
‫ماركس ‪ ،‬كارل‪ .1976 .‬أطروحات حول فويرباخ ‪ .‬في المجلد‪ 5 .‬من األعمال المجمعة لكارل ماركس وفريدريك إنجلس ‪،‬‬
‫‪ .9-3‬نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬
‫_____‪ .1996 .‬خاتمة للطبعة األلمانية الثانية من رأس المال ‪ .‬في المجلد‪ 36 .‬لكارل ماركس وفريدريك إنجلس‪:‬‬
‫األعمال المجمعة ‪ .20-12 ،‬نيويورك‪ :‬ناشرون دوليون‪.‬‬

‫جاك مندلسون‪ .1979 .‬في ديالكتيك إنجلس الميتافيزيائي‪ ،‬األنثروبولوجيا الجدلية‬

‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪#‬دلير_زنكنة (هاشتاغ) ‪ ‬‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪11/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬

‫مشاركة‬ ‫أعجبني‬
‫‪Share‬‬ ‫‪Tweet‬‬ ‫‪Pin‬‬ ‫‪Email‬‬ ‫‪Share‬‬

‫اشترك في قناة‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب‬


‫حوار مع الكاتبة الفلسطينية د‪ .‬عدوية السوالمة حول دور االعالم والسوشيال‬ ‫حوار مع د‪ .‬طالل الربيعي حول الطب النفسي واسباب االمراض النفسية اجتماعيا‬
‫ميديا وتأثيره على وضع المرأة‪ ،‬اجرت الحوار‪ :‬بيان بدل‬ ‫وسياسيا واقتصاديا وتحليلها‪ ،‬اجرت الحوار‪ :‬سوزان امين‬

‫حوار مع الكاتبة الفلسط…‬ ‫حوار مع د‪ .‬طالل الربي…‬

‫كيف تدعم‪-‬ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على االنترنت؟‬


‫تابعونا‬
‫على‪ :‬الفيسبوك التويتر اليوتيوب ‪ RSS‬االنستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل‬

‫ن‬
‫‪ ٩٩٩‬ألف متابعين‬ ‫ة‬

‫كيفية إشراك‪-‬إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم ‪ ‬إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪12/13‬‬
‫‪2‬‏‪9/‬‏‪ 10:58 2023/‬ص‬ ‫دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬
‫رأيكم مهم للجميع ‪ -‬شارك في الحوار والتعليق على الموضوع‬
‫لالطالع وإضافة التعليقات من خالل الموقع نرجو النقر على ‪ -‬تعليقات الحوار المتمدن ‪-‬‬
‫تعليقات الحوار المتمدن (‪)8‬‬ ‫تعليقات الفيسبوك (‪)0‬‬

‫األحدث‬ ‫فرز حسب‬ ‫التعليقات‪0 :‬‬

‫إضافة تعليق‪...‬‬

‫المكون اإلضافي للتعليقات من فيسبوك‬

‫إشترك في تقييم الموضوع‬

‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪                                                                                       ‬‬
‫‪6‬‬ ‫حفظ ف‪ -‬ل‬
‫ورد‬ ‫|ش ك‬ ‫‪ | %85‬ارسل هذا الموضوع الى صديق‬ ‫قابلة‪  ‬ة‬
‫للطباعة‬ ‫ل‬ ‫| نسخة‪ ‬‬
‫إضافة إلى المفضلة | لالتصال بالكاتب‪-‬ة‬ ‫|‬ ‫| بحث‬ ‫| حفظ‬
‫‪    ‬عدد الموضوعات‪  ‬المقروءة في الموقع ‪ ‬الى االن ‪4,294,967,295 :‬‬

‫لرئيسية ‪ -‬ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية ‪ -‬دلير زنكنة ‪ -‬الماركسية والعلم والصراع الطبقي‬

‫لينكد‬ ‫تابعونا‬
‫بودكاست‬ ‫الموبايل‬ ‫فليبورد‬ ‫بلوكر‬ ‫بنترست‬ ‫تيلكرام‬ ‫إن‬ ‫االنستغرام‬ ‫‪RSS‬‬ ‫اليوتيوب‬ ‫التويتر‬ ‫الفيسبوك‬ ‫على‪:‬‬

‫االخبار حسب المحاور‬ ‫قراءة المواضيع حسب الملفات‬ ‫قراءة المواضيع حسب المحاور‬

‫اضافة موضوع جديد‬ ‫اخبار التمدن‬ ‫مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار‬ ‫أخر تحديث‪ :‬اراز عقراوي‬
‫اضافة خبر‬ ‫حمالت الحوار المتمدن التضامنية‬ ‫مركز مساواة المرأة‬ ‫‪10:45 - 2 / 9 / 2023‬‬
‫إضافة يوتيوب‪-‬فلم‪  ‬إلى يوتيوب التمدن‬ ‫االرشيف‬ ‫مركز الدراسات واالبحاث العلمانية في العالم‬ ‫عرض اخرعدد مع المقدمة و الصور‬
‫إضافة كتاب إلى مكتبة التمدن‬ ‫أرشيف االستفتاءات‬ ‫العربي‬ ‫هيئة ادارة الحوار المتمدن ‪ -‬لإلتصال بنا‬
‫‪Add new article - English‬‬ ‫مروج التمدن‬ ‫مركز حق الحياة‪ ‬لمناهضة عقوبة االعدام‬ ‫إحصائيات مؤسسة الحوار المتمدن‬
‫أضف حملة‬ ‫القائمة البريدية‬ ‫مركزابحاث ودراسات الحركة العمالية والنقابية‬ ‫قواعد النشر‬
‫تعديل الموقع الفرعي للكاتب‪-‬ة‬ ‫المعجبين بنا على الفيسبوك‪3,732,970 :‬‬ ‫في العالم العربي‬ ‫ابرز كتاب ‪ /‬كاتبات‪  ‬الحوار المتمدن‬
‫ابحث في موقع الحوار المتمدن‬ ‫‪English‬‬ ‫يوتيوب التمدن‬ ‫عدد الزوار‪2,725,712,340 :‬‬
‫مكتبة التمدن‬

‫حقوق النسخ واعادة النشر متاحة للجميع مع اإلشارة إلى المصدر‬ ‫الموضوعات المنشورة ال تعبر بالضرورة عن رأي الموقع‬
‫الموضوعات المنشورة العضاء هيئة االدارة ال تعبر بالضرورة عن رأي الحوار المتمدن‬ ‫نرجو استخدام نظام إضافة المواضيع في إرسال المواضيع وعدم إرسالها بواسطة البريد الكتروني‬

‫‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=782482‬‬ ‫‪13/13‬‬

You might also like