‫يوم ثلجي ال أنساه‬

‫مطر‪ ،‬و يف‬

‫برد ‪ ،‬و يف اخلريف ٌ‬ ‫إن يف اختالف الفصول رمحة‪ ،‬ففي فصل الشتاء ٌ‬
‫حر‪ ،‬و يف كل ٍ‬
‫فصل فاكهةٌ خمتلفةٌـ‬ ‫الصيف ٌ‬
‫يت فيه تساقط‬‫دائما و هو اليوم الذي رأ ُ‬
‫وها أان ذا أكتب عن اليوم الذي سأذكرهُ ً‬
‫الثلج ألول مرة يف حيايت ـ فكانت الغيوم البيضاء ذلك اليوم تطفو يف السماء الصافية‬
‫كقطع من القطن و كانت درجة احلرارة منخفضة كما أن طول الليايل وقصر األايم‬
‫تنذر حبلول الشتاء‪.‬‬
‫ففي العطلة الشتوية املاضية قرر أيب زايرة املناطق الشمالية لباكستان‪ .‬و حجز أربع‬
‫أخريا يف السادس و العشرين من ديسمرب انطلقنا و وصلنا‬ ‫تذاكر وكنا مستعدين ـ و ً‬
‫كنت مبتهجةً ألنين سوف أرى تساقط الثلج للمرة‬ ‫إىل املطار قبل الرحلة بساعتني ـ ُ‬
‫االوىل يف حيايت ـ استقلّينا الطائرة و هبطت بنا الطائرة إىل مطار سوات يف الساعة‬
‫صباحا بعد أن أرسلت الشمس خيوطها الذهبية ـ و ابلتايل‪ ،‬رکبنا سيارة أجرة‬ ‫السابعة ً‬
‫قاصدين الفندق‪.‬‬
‫سرران أّّيا سروٍر برؤية املشاهد الفتانة من النافذة فكانت‬
‫وما إن دخلنا غرفتنا الفاخرة ْ‬
‫سرورا لرؤية الثلج و‬
‫السماءُ ملبدة ابلغيوم البيضاء و بدأ الثلج يتساقط ـ هتلل وجهي ً‬
‫ت اخلروج ولكن والدي مل يسمح ىل خوفًا من أن أمرض ـ فجلست علی إحدی‬ ‫قرر ُ‬
‫ْ‬
‫کنت أحلم مبالمسة الثلج الناعم‪.‬‬ ‫أرائک الغرفة حزينا فقد ُ‬
‫و ال تسئل عن مدى فرحيت و ابتهاجي عندما مسح لنا أبوان ابخلروج بعد ٍ‬
‫برهة ‪.‬‬
‫فخرجت أان و أخويت وجدان أَن الثلوج قد تراکمت و ِ‬
‫افرتشت االرض حبلة بيضاء تسر‬ ‫ُ‬
‫متاما كالعروس الىت تلبس الفستان األبيض فاألشجار و اجلبال قد كستها‬ ‫الناظرين ً‬
‫الثلوج ـ فبدأان نلعب و منرح يف الثلج مرتدين القفازات و القبعات و املالبس الصوفية‬
 ‫حىت ال نشعر ابلربد ـ و رأينا مامل تراه أعيننا من قبل ـ فلعبنا يف الثلج للمرة األوىل ـ و‬
‫أجرب مثلها قط ـ فقذفنا الكرات الثلجية و بنينا متثال‬ ‫أعتقد اهنا كانت جتربةً رائعةً مل ّ‬
‫ايضاـ‬
‫الثلج کما التقطنا الصور التذكارية ً‬
‫جو من سعادة‬ ‫و بعد قضاء وقت رائع يف الثلج اكلنا الفاكهة اجملففة وشربنا القهوة يف ّ‬
‫خريا أحب أن أعرتف أن اليوم بل األايم الىت قضيتها بني اجلبال و السهول‬ ‫العائلية ـ و أ ً‬
‫و األشجار و الثلوج هي من أفضل أايم حيايت‪.‬‬
‫مرمی عروج‬
‫الصف الثامن‬
‫يناير ‪۲١۰۹‬‬