‫‪ :‬األستاذة‬ ‫سلسةل دروس ‪2‬ابك علوم‬

‫إنسانية‬
‫صفية العروم‬ ‫ثانوية بئر أنزران التأهيلية‬

‫ظه رت يف العرص احلديث من اجه نقدي ة حديث ة ‪ ،‬أبرزه ا املهنج الاجامتعي اذلي ي درس األدب‬
‫ابالس تناد إىل معطي ات خارجي ة و ابالس تناد إىل معطي ات اجامتعي ة ‪ ،‬و اكن ه ذا عىل ي د لوس يان غودلمان‬
‫اذلي سامه ـ من خالل مهنجه العروف ابلبنيوية التكوينية ـ يف تط وير املهنج الاجامتعي ‪ ،‬و ق د أث ر يف ع دد‬
‫كبري من النقاد العرب واملغاربة‪ ،‬و مهنم جنيب الع ويف و محي د امحلداين و األمني العم راين ‪ ،‬ه ذا األخ ري يعت رب‬
‫من أمه النقد اذلين تبنوا املهنج الاجامتعي يف دراسة األدب‪ ،‬و هل أعامل نقدية هممة مهنا ‪" :‬الرواي ة املغربي ة بني‬
‫قيود التأثر و مغامرة التجريب" ‪ ،‬و اذلي أخذ من ه النص املعن ون ب " القمي اإلجامتعي ة اجلدي دة يف رواي ة‬
‫دفنا املايض لعبد الكرمي غالب" ‪ ،‬و هو عنوان يويح دالليا بأن الناقد سيقوم بتحليل رواية دفنا املايض لعب د‬
‫الك رمي غالب ‪ ،‬ابلرتكزي عىل القمي الاجامتعي ة اجلدي دة فهيا ‪ ،‬و من ه نف رتض أن الناق د س يعمل عىل تط بيق‬
‫املهنج الاجامتعي عىل رواية دفنا املايض‪.‬‬
‫مفا القضية اليت يعاجلها النص؟ وما الوس ائل والتقني ات ال يت اس تعان هبا الناق د لع رض أفاكره؟ وإ ىل أي ح د‬
‫حتظر يف هذا النص خصائص ومقومات املهنج الاجامتعي؟‬
‫استفاد الناقد األمني العمراين يف دراسته لرواية دفنا املايض من بعض املفاهمي اليت استخدهما الناقد‬
‫لوسيان غودلمان‪ ،‬و قد حتدث عن ظواهر اجامتعية اكنت موجودة يف الواقع املغ ريب مث ل النخاس ة‪ ،‬واملعامةل‬
‫الس يئة للم رأة ‪ ،‬وه ذا م ا يص طلح علي ه ابلوعي الاكئن‪ ،‬كام برش بواق ع مغ ريب خمتل ف ي ؤمن حبري ة اإلنس ان‬
‫وكرامته‪ .‬و هذا ما يعرف ابلوعي املمكن‪ ،‬كام أشار الناق د إىل أن الرواي ة تق دم وهجة نظ ر الاكتب اجتاه اجملمتع‬
‫املغريب يف مرحةل ما قبل الاستقالل و ما بعده ‪ ،‬و يه يف هناية األم ر وهجة نظ ر فني ة اجامتعي ة ‪ ،‬و ه ذا م ا‬
‫يعرف ابلرؤية إىل العامل ‪.‬‬
‫اعمتد الناق د األمني العم راين عىل املهنج الاجامتعي الت ارخيي يف حتليهل للنص األديب دفن ا املايض ‪ ،‬وميكن‬
‫الاستدالل عىل ذكل من خالل عنرصين متاكملني‪:‬‬
‫ا‪ .‬املفاهمي واملص طلحات النقدي ة ‪ :‬ال يت يعمتدها الناق د وال يت تأخ ذ مرجعيهتا مما و اجامتعي أو سيايس أو‬
‫اترخيي مث ل‪ :‬جممتع ـ ف وارق ـ طبق ة اجامتع ة ـ األع راف ـ النخاس ة ـ الواق ع ـ عه د جدي د ـ احلري ة ـ‬
‫الاستقالل ـ الكرامة‪.‬‬
‫ب‪ .‬طريقة التفسري‪ :‬حيث يربط الناقد م ا ج اء يف ه ذه الرواي ة من أح داث و قمي ابلظروف اإلجامتعي ة‬
‫و السياسية اليت عرفه ا املغ رب يف ف رتة م ا قب ل الاس تقالل وم ا بع ده ‪ ،‬مث ل تفس ريه لتكهن الرواي ة‬
‫ببعض القمي اإلنسانية املمكنة مثل الع دل واملس اواة ‪ ،‬لك ون ه ذه القمي اكنت حلام للمغارب ة يف ف رتة متزيت‬
‫ابنفتاح املغرب التدرجيي عىل العامل اخلاريج‪ ،‬واألمر نفسه ابلنسبة للقمي الاكئنة اليت حتدتث عهنا الرواية‪.‬‬
‫اعمتد الناقد يف هذا النص طريقة استداللية اس تنباطية ‪ ،‬إذ يص در حكام مث يب دأ يف الاس تدالل علي ه ‪،‬‬
‫حيث أشار يف البدية إىل عرض األهداف الاجامتعية لرواية دفنا املايض ‪ ،‬مث بدأ يف اس تعراض لك حمك‬
‫عىل حدة‪ .‬وقد استند الناقد يف عرض قضيته عىل عدة أساليب للتفسري أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬أسلوب الرسد ‪ :‬رسد الواقع الاجامتعي املغريب يف فرتة الاستعامر‬
‫‪ ‬أسلوب الاستشهاد ‪ :‬اقتباس مقاطع من رواية دفنا املايض لعبد الكرمي غالب‬
‫‪ ‬أسلوب الوصف ‪ :‬وصف القمي الاكئنة والقمي املمكنة‬
‫‪ ‬أسلوب املقارنة ‪ :‬من خالل مقارنته مبا رصح به لوسيان غوملان ح ول الاكئن واملمكن ‪ ،‬ليخ رج يف‬
‫األخ ري ابس تنتاج مف اده أن الرواايت الواقعي ة ال يت تنهتي دامئا ابنتص ار البط ل‪ ،‬يه تت وجي للبني ة‬
‫ادلرامية اليت تقوم علهيا حبكة الرواية ‪.‬‬
‫و سعيا منه إىل ضامن ق در من الاتس اق والتالمح عىل فق رات نص ه‪ ،‬وظ ف الاكتب ق درا همام من‬
‫الرواب ط ‪ ،‬مهنا‪ :‬العط ف ‪ :‬ال واو و اإلحاةل النص ية و الاتس اق املعجمي ‪....‬و ه و م ا س امه يف اتس اق النص‬
‫و تالمحه وتيسري معلية الفهم و التأويل‪.‬‬
‫بناءا عىل ما سبق فالنص مقاةل نقدية تبني القمي الاجامتعية يف رواية دفن ا املايض‪ ،‬حيث يرب ط بني م ا‬
‫جاء يف هذه الرواية من قمي اجامتعية ابلظروف الاجامتعية و التارخيية و السياسية اليت عرفها املغرب يف فرتة‬
‫ما قبل الاستقالل ‪ ،‬و لضامن جناح هذا النقاش‪ ،‬وظف الناقد مجموعة من املصطلحات و املفاهمي النقدي ة ذات‬
‫املرجعية السوسيولوجية ‪ ،‬إضافة إىل أساليب التفسري و املهنج الاستنباطي‪....‬‬
‫و علي ه‪ ،‬ميكن الق ول إن الناق د جنح يف توظي ف املهنج الاجامتعي يف تفس ريه للقمي الاجامتعي ة يف رواي ة دفن ا‬
‫املايض لعبد الكرمي غالب‪.‬‬