Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫حقوق راكب الطائرة في مواجهة الناقل الجوي العمومي على ضوء االتفاقيات الدولية والتشريع الجزائري‬

‫سلطاني ليلى‬

‫أستاذة محاضرة – قسم ب ‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫جامعة جياللي ليابس ‪ -‬سيدي بلعباس‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن الهدف األساسي للمرافق العامة المختلفة ومن ذلك مرفق النقل بكل أنواعه النقل البري والنقل الجوي والنقل‬
‫البحري هو تقديم خدمة راقية ونوعية تتماشى مع نمو الوعي ضمن عالم مليء بالمتغيرات‪.‬‬

‫ونظ ار للبعد الدولي حول النقل‪ ،‬فقد تم تنظيم عقود النقل الجوية نتيجة لتوافق المجتمع الدولي وتجسيد ذلك بالتوصل‬
‫التفاقيات دولية‪ ،‬عملت على إيجاد توازن بين المصالح المختلفة المرتبطة بعقود النقل‪ .‬فقد توصل المجتمع الدولي مثال إلى‬
‫اتفاقية وارسو لعام ‪ 1929‬م‪ ،1‬عملت هذه االتفاقية على توحيد قواعد النقل الجوي الدولي‪ ،‬إال أن التطور في صناعة‬
‫الطائرات وزيادة انتقال األشخاص عبر الحدود واإلقبال المكثف على هذه الوسيلة‪ ،‬لما لها من محاسن كاختصار الوقت‬
‫مثال‪ ،‬دفع بالمجتمع الدولي إلى محاولة ترميم الثغرات الموجودة في هذه االتفاقية‪ .‬ولم يتوان هذا األخير عن عقد مؤتمرات‬
‫دولية لتعديل ذلك أو اإلضافة لها‪ ،‬إلى أن حلت اتفاقية مونتريال في ‪ 1999 / 3/ 28‬م عملت على توحيد بعض أحكام‬
‫النقل الجوي ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ 2003‬م‪ ،‬والتي بنت أساسها على مبادئ اتفاقية وارسو مع ما تقتضيه‬
‫الحاجة إلى التعديالت الالزمة والمتناسبة مع تطور النقل الجوي‪ .‬وخوفا من التضارب بين التشريعات الدولية والتشريعات‬
‫الوطنية‪ ،‬عملت الدول على سن قوانين متوافقة مع نصوص االتفاقيات الدولية ‪ 2‬ومن ذلك الجزائر‪.‬‬

‫يعد النقل الجوي في الجزائر ‪ -‬كغيره من أنواع النقل ‪ -‬من األمالك الوطنية ‪ .3‬لذا يجب على الدولة ضمانه‪ .4‬وهو‬
‫كذلك نشاط اقتصادي وتجاري‪ .‬ونظ ار ألهمية وإستراتيجية هذا النوع من النقل‪ ،‬نظم من خالل نظام قانوني خاص به‪ ،‬أال‬
‫وهو قانون الطيران المدني الجزائري‪ 5.‬لذا تحيين هذا التشريع الجزائري جاء ضروري لمواكبة التطورات والتحوالت التي‬

‫‪ 1‬وقعت في ‪ 1929/10/12‬م ودخلت حيز التنفيذ في ‪1933 /10/14‬م‬


‫‪ 2‬انظر محمود محمد عبابنة‪ ،‬أحكام عقد النقل‪ -‬النقل البحري النقل البري النقل الجوي – دراسة مقارنة على ضوء التشريعات الوطنية والعربية‬
‫واالتفاقيات الدولية واالجتهادات القضائية –دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ 2015 ،‬م‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 3‬إذ تنص المادة ‪ 18‬من الدستور الجزائري لسنة ‪1996‬م المعدل بمقتضى القانون رقم ‪ 01/16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 2016‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية العدد رقم ‪ 14‬المؤرخة في ‪ 7‬مارس ‪ 2016‬م على ما يلي‪ " :‬الملكية العامة هي ملك المجموعة الوطنية‪.‬‬
‫وتشمل باطن األرض‪ ،‬والمناجم‪ ،‬والمقالع‪ ،‬والموارد الطبيعية للطاقة والثروات المعدنية الطبيعية والحية في مختلف مناطق األمالك الوطنية‬
‫البحرية والمياه والغابات‪.‬‬
‫كما تشمل النقل بالسكك الحديدية والنقل البحري والجوي والبريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪ ،‬وأمالكا أخرى محددة في القانون "‪ .‬كما تنص‬
‫المادة ‪ 19‬منه على ‪ ":‬األمالك الوطنية يحددها القانون‪.‬‬
‫وتتكون من األمالك العمومية والخاصة التي تملكها كل من الدولة والوالية والبلدية‪.‬‬
‫يتم تسيير األمالك الوطنية طبقا للقانون "‪ .‬أما المادة ‪ 4‬من قانون الطيران المدني الجزائري رقم ‪ 06/98‬المؤرخ في ‪ 27‬جوان‪ 1998‬الذي يحدد‬
‫القواعد العامة المتعلقة بالطيران المدني الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد رقم ‪ 48‬المؤرخة في ‪ 28‬جوان ‪ 1998‬م‬
‫تنص‪ " :‬النقل الجوي ملكية عامة‪" .‬‬
‫‪ 4‬حماية األمالك الوطنية يكون بعدم قابلية التصرف في هذه األموال‪ ،‬عدم القابلية للتقادم والحجز عليها وهذا كله يضمن حسن سير المرافق العامة‬
‫وبذلك استمراريتها‪.‬‬
‫‪ 5‬انظر ضريفي نادية‪ ،‬تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر ‪ -‬دار البيضاء ‪ 2010 -‬م‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪45‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫عرفها قطاع النقل السيما الجوي في الجزائر في السنوات األخيرة وتكييفه مع المتطلبات الجديدة للمنظمة الدولية للطي ارن‬
‫المدني‪ .6‬فصدر القانون رقم ‪06/98‬الذي يحدد القواعد العامة المتعلقة بالطيران المدني‪ .‬عدل بالقانون رقم ‪ 05/02‬المؤرخ‬
‫‪8‬‬
‫في ‪ 6‬ديسمبر ‪ 2000‬م‪ 7.‬ثم عدل بالقانون رقم ‪ 14/ 15‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2015‬م‪.‬‬

‫غير أن هناك عالقة تربط بين المسافر –راكب الطائرة ‪ -‬والناقل الجوي‪ ،‬تنشئ بموجب عقد النقل الجوي‬
‫لألشخاص‪ .‬فتترتب التزامات وحقوق في مواجهة هذين الطرفين‪ .‬ففيما تتمثل حقوق المسافر في مواجهة الناقل الجوي على‬
‫ضوء القانون الدولي والتشريع الجزائري ؟‪ .‬وما هي آثار المترتبة في مواجهة هذا األخير في حالة اإلخالل بها ؟‪.‬‬

‫وإن الحديث على حقوق الراكب في عقد النقل الجوي يستلزم تحديد أوال‪ :‬الحقوق المسافر التي تعد التزامات الناقل‬
‫الجوي في قانون الدولي والتشريع الجزائري‪ .‬وثانيا ‪ :‬اآلثار المترتبة عن اإلخالل بهذه الحقوق‪.‬‬

‫أوال ‪:‬حقوق المسافر في عقل النقل الجوي العمومي‪.‬‬

‫ال يختلف عقد النقل الجوي عن غيره من عقود النقل‪ ،‬إال من ناحية وسيلة تنفيذه أال وهي الطائرة‪ .9‬ومن بين‬
‫تعريفات عقد النقل الجوي هو‪ " :‬االتفاق المبرم بين المسافر أو مرسل البضاعة وبين الناقل الجوي والذي يتعهد فيه هذا‬
‫األخير بمقتضاه بنقل المسافر وأمتعته أو نقل البضاعة عبر الجو بواسطة الطائرة من مكان إلى مكان آخر مدة معينة‬
‫وذلك لقاء أجر محدد"‪10 .‬من هنا نستشف من بين أنواع عقد النقل الجوي عقد نقل األشخاص عرفته المادة ‪ 131‬من قانون‬
‫الطيران المدني الجزائري رقم ‪ 06/98‬المعدل من القسم األول منه المعنون بعقد النقل الجوي للركاب وأمتعتهم بقولها‪":‬‬
‫ينبغي أن يتم أي نقل جوي عمومي طبقا لعقد يلتزم بموجبه الناقل بواسطة الطائرة بنقل أشخاص مسجلين بأمتعتهم أو‬
‫بدونها بمقابل‪ ،‬من محطة جوية إلى أخرى "‪ .‬من خالل ما سبق يظهر أن النقل الجوي لألشخاص يتخذ إحدى الصفتين‪-:‬‬
‫دولي عرفته مثال اتفاقية فارسوفيا لعام ‪ 1929‬م في مادتها األولى بقولها ‪" :‬يعتبر نقل دوليا في عرف هذه االتفاقية‪ ،‬كل‬
‫نشاط يشترط فيه األطراف المتعاقدة أن تكون نقطا القيام والوصول سواء كان هناك انقطاع للنقل أو كان هناك نقل من‬

‫‪ 6‬لقد أدرك المجتمع الدولي أهمية وجود هذا التنظيم‪ ،‬فأنشأ المنظمة الدولية للطيران المدني بموجب عقد باريس بتاريخ ‪ 1919/10/3‬م والتي‬
‫كانت تسمى اللجنة الدولية للمالحة الدولية‪ ،‬غير أنها فشلت في أداء األدوار المنوطة بها‪ .‬ونتيجة لما أسفرت عنه الحروب‪ ،‬دعت الواليات المتحدة‬
‫األمريكية إلى عقد مؤتمر دولي والذي تم في شيكاغو بتاريخ ‪ 1944/12/7‬م حيث تم إبرام معاهدة تضمنت ‪ 3‬أجزاء أساسية يتعلق األول بتنظيم‬
‫المالحة الجوية‪ .‬ويتعلق الثاني بإنشاء منظمة الطيران المدني‪ .‬وخصص الثالث لتنظيم عمليات النقل الجوي‪ .‬دخلت المعاهدة حيز النفاذ في ‪4/4‬‬
‫‪ ./1947/‬انظر جمال عبد الناصر مانع‪ ،‬التنظيم الدولي‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ -‬عنابة ‪ 2006 -‬م‪ ،‬ص ‪ .428‬وهي احدي‬
‫منظمات األمم المتحدة في مدينة مونتلاير‪-‬كندا‪ -‬مهمتها تطوير أسس أو تقنيات المالحة الجوية والتخطيط لها‪ ،‬تقوم بتنظيم المالحة بين الدول‬
‫وعمليات عبور الحدود وتسهيلها ومنع المخالفات‪ . . . .‬الخ‪.‬‬
‫‪ 7‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد رقم ‪ 75‬المؤرخة في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2000‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬الصادر في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد رقم ‪ 41‬المؤرخة في ‪ 29‬جويلية‪ 2015‬م‪ .‬بالرجوع لقانون الطيران المدني نجد ثالث‬
‫أقسام من النشاطات ‪ -1:‬البناء الطيراني والمراقبة التقنية وصيانة الطائرات‪ -2 .‬المطارات والمحطات الجوية ومحطات الطوافات‪ -3 .‬الخدمات‬
‫الجوية‪.‬‬
‫‪ 9‬تنص المادة ‪ 2‬من القانون الجزائري رقم ‪ 06/98‬المحدد للقواعد العامة للطيران المدني المعدل والمتمم على ‪ ":‬يقصد بالمصطلحات الواردة في‬
‫هذا القانون ما يأتي ‪:‬‬
‫الطائرة ‪:‬كل آلة تستطيع االرتفاع والتماسك واالنتقال في الجو بفضل تفاعالت هوائية من غير التفاعالت هوائية على سطح األرض‪.‬‬
‫الطائرات المدنية ‪:‬كل الطائرات باستثناء الطائرات التابعة للدولة‪.‬‬
‫طائرات الدولة‪ :‬كل الطائرات المملوكة للدولة والتي تؤجرها أو تستأجرها وتخصصها إلحدى الخدمات فقط‪ .‬وتشمل بوجه خاص طائرات رئاسة‬
‫الدولة والطائرات العسكرية بما في ذلك الطائرات التابعة للدرك الوطني والطائرات التابعة للشرطة وللجمارك وللحماية المدنية‪.‬‬
‫تعتبر الطائرات المدنية المستعملة مؤقتا في خدمة الدولة‪ ،‬طائرات تابعة للدولة أثناء مدة استعمالها‪" . . . .‬‬
‫‪ 10‬محمد احمد الكندري‪ ،‬النظام القانوني للنقل الجوي الدولي وفق اتفاقية مونتلاير لعام ‪ 1999‬م تحديث نظام وارسو‪ ،‬لجنة التأليف والتعريب‬
‫والنشر‪ ،‬الكويت‪ 2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .64‬هناك من عرف عقد النقل الجوي بأنه‪ " :‬هو عبارة عن مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم البيئة‬
‫الجوية واستغاللها‪ .‬أو هو مجموعة القواعد التي تحكم العالقات القانونية الناشئة عن استغالل الجو "‪ .‬انظر عدلي أمير خالد‪ ،‬عقد النقل الجوي في‬
‫ضوء الطيران المدني الجديد والمستحدث من أحكام النقض وأراء الفقه‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 1996 ،‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪46‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫طائرة إلى أخرى أو لم يكن واقعين في إقليم طرفين سامين متعاقدين وإما في إقليم واحد من األطراف المتعاقدة‪ ،‬إذا اتفقا‬
‫على رسو في إقليم خاضع لسيادة دولة أخرى ولو كانت هذه الدولة غير متعاقدة "‪ .11‬وآخر داخلي هو‪ ":‬يتم بين نقطتين‬
‫واقعتين في اقلين دولة واحدة‪ .‬بشرط أن ال تكون الطائرة قد رست في إقليم دولة أخرى "‪.12‬‬

‫غير أن عقد النقل الجوي لألشخاص من العقود الملزمة لجانبين وهو عقد إذعان‪ ،‬إذ يرتب التزامات متبادلة في ذمة‬
‫طرفيه والتزامات كل طرف تعد حقوقا للطرف األخر‪13 .‬واستنادا على ذلك تعد حقوق المسافر التزامات تقع على عاتق‬
‫‪:‬‬ ‫الناقل الجوي‪ .‬من هذه الحقوق‬
‫‪14‬‬

‫‪/1‬الحق في نقل المسافر ونقل أمتعته‪:‬‬

‫يلتزم الناقل الجوي وفقا القانون والعرف والعدالة بمجرد إبرام عقد النقل بتزويد المسافر بتذكرة السفر‪ .‬واتحاد النقل‬
‫الجوي الدولي ( اياتا ) ‪15‬فرض على جميع شركات الطيران في العالم إيقاف العمل بتذاكر الطيران الورقية اليدوية واآللية‬
‫والعمل بالتذاكر االلكترونية في سنة ‪ 2008‬م‪ .‬وبغية عصرنة قطاع نقل وتحسين الخدمات للمسافرين أدرج مفهوم التذكرة‬
‫ويخضع تحديد أسعار النقل الجوي الحكومي في الجزائر لقواعد المنافسة واالتفاقيات الثنائية أو‬ ‫‪16‬‬
‫االلكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫متعددة األطراف التي وقعتها الجرائر‪.‬‬

‫وبمقتضى هذا الحق كذلك‪ ،‬يلتزم الناقل الجوي بنقل الراكب من مكان القيام إلى مكان الوصول على متن طائرة‬
‫صالحة للمالحة الجوية‪ .‬كما يلزم الناقل الجوي في مجال النقل الجوي الدولي بالتأكد من أن المسافر عند الركوب يحمل‬
‫وفي إطار تحسين نوعية ومستوى الخدمات بالمطار من‬ ‫‪17‬‬
‫الوثائق الرسمية التي تسمح له بالدخول إلى البلد المقصود‪.‬‬
‫خالل منح حقوق لركاب مؤسسات النقل الجوي العمومي السيما في حالة تأخر الرحالت أو إلغاءها أو تعذر ركوبهم‬
‫ألسباب تعود إلى الناقل‪ ،‬البد من تكفل الناقل الجوي من حيث اإلعالم والتعويض والقيام بكل مساعدات التي تتناسب مع‬
‫األضرار الناجمة عن هذه الوضعيات‪.18‬‬

‫أما بالنسبة لألشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬عملت الجزائر على منحهم حقوقا وذلك في إطار تجسيد احترام‬
‫للقانون الدولي‪ .19‬إذ يستفيد هذا الشخص من المساعدة الضرورية التي يقدمها له الناقل الجوي التي تسمح له بالقيام بالرحلة‬

‫‪ 11‬عدلي أمير خالد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ 12‬محمد فريد االعريني‪ ،‬القانون الجوي الداخلي والدولي‪ ،‬دار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ 1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .57‬عرفت المادة ‪ 131‬من‬
‫قانون الطيران المدني الجزائري العقد النقل‪ ،‬اذ تنص ‪ ":‬ينبغي أن يتم أي نقل جوي عمومي طبقا لعقد يلتزم بموجبه الناقل بواسطة الطائرة بنقل‬
‫أشخاص مسجلين بأمتعتهم أو بدونها بمقابل من محطة جوية إلى أخرى‪." .‬‬
‫‪ 13‬محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ 14‬الرجوع إلى التشريع الجزائري نظم حقوق ركاب النقل الجوي العمومي في المواد من المادة ‪ 173‬مكرر إلى المادة ‪ 173‬مكرر ‪ 5‬من قانون‬
‫الطيران المدني‪.‬‬
‫‪ 15‬هي حلقة وصل تجارية تجمع الخطوط الجوية العالمية‪ ،‬حيث يمثل حوالي ‪ 260‬شركة تقل جوي ما نسبته‪ % 83‬من إجمالي حركة المالحة‬
‫الجوية‪ ،‬ويدعم االتحاد كذلك عددا من مجاالت قطاع الطيران ويساعد في صياغة سياسته المتعلقة بقضايا الطيران المهمة‪ .‬انظر أكثر حول ذلك‬
‫من خالل الموقع االلكتروني الذي تم زيارته في ‪ 2016/4/19‬م‪:‬‬
‫‪Tfig. htcilo. org/AR contents/org-iata. htm .‬‬
‫‪ 16‬المادة ‪ 132‬من القانون ‪ 06/98‬المعدل ‪ ":‬يجب أن يثبت عقد النقل األشخاص بتسليم وثيقة الركوب التي يمكن أن تأخذ شكل التذكرة‬
‫االلكترونية وال يؤثر غياب أو عدم صالحية أو ضياع وثيقة الركوب على وجود عقد النقل الجوي وال على سريانه‪ " .‬أما المادة ‪ 135‬منه تنص‬
‫‪ ":‬تحدد التعريفات الدولية للنقل الجوي وفقا لقواعد المنافسة واالتفاقيات الدولية الثنائية أو المتعددة األطراف التي وقعت عليها الجزائر"‪.‬‬
‫‪ 17‬انظر المادة ‪ 136‬من القانون الطيران المدني الجزائري‪.‬‬
‫‪ 18‬انظر المادة ‪ 173‬مكرر ‪ 1‬القفرة الثانية من قانون الطيران المدني الجزائري‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ 19‬بمقتضى المرسوم الرئاسي رقم ‪ 188/09‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 2009‬م‪ ،‬المتضمن التصديق على اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‬
‫المعتمدة من الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 13‬ديسمبر ‪ 2006‬م‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫التي يملك بموجبها حج از‪ .‬كما سمح القانون الجزائري للناقل الجوي أن يشترط شخص مرافق للشخص ذي االحتياجات‬
‫الخاصة إذا كانت صحته تقتضي ذلك‪ .‬بل األكثر من ذلك‪ ،‬يمنع على كل مؤسسة نقل جوي عمومي من رفض حجز‬
‫هؤالء األشخاص لرحلة معينة أو منع ركوبهم على متن الطائرة بسبب وضعيتهم‪ .20‬إال في حاالت محددة تتعلق أساسا‬
‫بمتطلبات السالمة أو استحالة نقل الشخص المعاقب بسبب حجم الطائرة أو أبوابها‪ .21‬وعندما يستعمل الناقل الجوي هذين‬
‫االستثناءين المنصوص عليهما قانونا برفض قبول الحجز‪ .‬يبلغ فو ار الشخص المعني بأسباب ذلك‪ .‬بل األكثر من ذلك يبلغ‬
‫الناقل الجوي هذه األسباب عند طلبها كتابيا‪ ،‬إلى الشخص المعني في غضون األيام الخمسة من أيام العمل التي تلي‬
‫الطلب‪.22‬‬

‫ويمكن للشخص ذي اإلعاقة أو احتياجات الخاصة أن يقدم شكوى لدى الجهة المسئولة عن تنفيذ االلتزام في حالة‬
‫اإلخالل باالحتكام الواردة في عقد النقل‪ .‬وفي حالة عدم رضا صاحب الطلب أو عدم رد الجهة المسئولة في أجل شهر‬
‫ابتدءا من استالم الشكوى إلى السلطة المكلفة بالطيران المدني بشأن هذه المخالفة‪ .‬تطبق هذه األحكام دون المساس‬
‫‪23‬‬
‫باحتمال اللجوء إلى الطعن في مجال المنازعات في القانون العام‪.‬‬

‫كما يلتزم الناقل بنقل أمتعة الراكب‪ .‬وهي عادة على نوعين‪:‬‬

‫‪ .1-‬أمتعة غير مسجلة‪ :‬هي أمتعة بصحبة الراكب ويحتفظ بها ويحرسها ويحوزها إلى جانبه كحقائب اليد بعد‬
‫قبولها من الناقل كأشياء صغيرة‪.‬‬

‫‪ .2-‬أمتعة مسجلة‪ :‬هي بصحبة الراكب ولكنه يتخلص من حراستها بتسليمها إلى الناقل مقابل تذكرة أو بطاقة‬
‫أمتعة‪ .‬وفد نصت اتفاقية مونتريال في مادتها الثالثة الفقرة الثالثة‪ ":‬على الناقل أن يسلم بطاقة تعريف عن كل قطعة من‬
‫ونظر لإلرهاب الذي أصبح يهدد النقل الجوي اتخذت الدول عدة إجراءات ومن بينها تحديد حجم الحقائب‬ ‫‪24‬‬
‫األمتعة "‪.‬‬
‫اليدوية والشخصية‪ ،‬تشديد إجراءات التفتيش على مستوى المطارات‪ .. .‬الخ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫كما يحق للركاب االطالع على هوية الناقل أو الناقلين الجويين الذين يقومون بالرحلة أو الرحالت المعنية‪.‬‬

‫‪ 20‬انظر المادة ‪ 173‬مكرر ‪ 3‬فقرة األولى من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 21‬تنص نفس المادة على ما يلي ‪ . . . . . . . . .":‬أوال – غير انه يمكن للناقل الجوي رفض قبول الحجز للراكب أو رفض ركوب هذا الشخص‬
‫لما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬من اجل االمتثال لمتطلبات السالمة المطبقة‪ ،‬سواء نص عليها القانون الدولي أو الوطني أو أعدتها السلطة التي سلمت شهادة الناقل الجوي‬
‫العمومي إلى الناقل الجوي العمومي المعني‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان حجم الطائرة أو أبوابها يجعل من ركوب أو نقل الراكب أو الشخص ذوي االحتياجات الخاصة مستحيال جسديا‪" . . . . . . .‬‬
‫‪ 22‬نفس المادة الفقرة األخيرة‪.‬‬
‫‪ 23‬انظر المادة ‪ 173‬مكرر ‪ 4‬من قانون الطيران المدني المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ 24‬تنص المادة ‪ 137‬من قانون الطيران المدني رقم ‪ 06/98‬المعدل‪ " :‬ينبغي إثبات نقل األمتعة‪ ،‬غير األشياء الصغيرة الشخصية التي يحتفظ بها‬
‫الراكب بتسليم بيان األمتعة أو بتسجيلها على وثيقة الركوب‪.‬‬
‫ال يؤثر غياب أو عدم صالحية أو ضياع بيان األمتعة‪ ،‬ال على وجود عقد النقل وال على صالحيته‪.‬‬
‫غير انه إذا قبل الناقل أمتعة دون تسليم بيان بشأنها فال يمكننه االستفادة من أحكام هذا القانون التي تعفيه من المسؤولية أو تحد منها "‬
‫‪ 25‬المادة ‪ 173‬مكرر ‪ 1‬الفقرة األولى من قانون الطيران المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫‪ /2‬الحق في سالمة الراكب وسالمة أمتعته‪:‬‬

‫من التزامات الناقل التي تعد حقوقا للراكب التزام بضمان سالمة الراكب مدة الرحلة الجوية‪ ،‬ونقله إلى المكان‬
‫والزمان المحددين اللذان اتفقا عليهما سواء تم من قبل ناقل أو مجموعة ناقلين‪ .‬كما يحرص الناقل على راحة ورعاية‬
‫مستهلكه طوال الرحلة الجوية‪ .‬باإلضافة إلى الحفاظ على أمتعته من التلف‪ .‬غير أن الفقه اختلف حول هذا االلتزام من‬
‫حيث طبيعته‪ .‬فالمدرسة الالتينية اعتبرته التزاما عقديا بنتيجة‪ .‬أما المدرسة األنجلوسكسونية اعتبرت التزام الناقل الجوي‬
‫بسالمة الراكب مجرد التزام عام بوسيلة‪ .‬و بالتالي ال يعتبر مسئوال استنادا إلى فكرة الخطأ التقصيري وللتوفيق بين‬
‫االتجاهين جاءت اتفاقية وارسو وألزمت الناقل بسالمة الراكب التزاما بوسيلة‪ ،‬لكنها نقلت عبء اإلثبات من عاتق الراكب‬
‫إلى عاتق الناقل‪.‬‬

‫كما عمل القانون الجزائري عل وجوب ضمان سالمة الراكب‪ ،‬وذلك بحرصه على صالحية الطائرات من ذلك مسألة‬
‫القابلية للمالحة المنصوص عليها في التشريعات الدولية قبل اإلقالع باإلضافة إلى بطاقة الصيانة تشير إلى خضوعها‬
‫‪26‬‬
‫للفحص الدوري الذي يقرها صانعها مع ضمان مالئمة من مصلحة الصيانة‪ .‬كما يجب أن تضم هذه األخيرة ذوي خبرة‬
‫ووجوب تضمين اختالالت والعيوب الموجودة في الطائرة قبل إقالعها من اجل امن وسالمة الركاب‪ .‬و قائد الطائرة مسؤول‬
‫عن االطالع على أن األحوال الجوية وقت اإلقالع تسمح بذلك‪ .‬وأال يراهم على رؤية العين تجنبا للمخاطر الالحقة‪ .‬كما‬
‫ألزم قائد الطائرة بعدم ترك مكانه شاغ ار أن قرر االستراحة‪ .‬كما يجب تدريب الشركات المستغلة لطيريها على الحاالت‬
‫االستعجالية ليتمكنوا من مواجهة ذلك والتعامل مع أي عمل غير شرعي يمكن أن يحدث على متن الطائرة وتدريب العادي‬
‫على الطيران مرة كل ‪12‬شهر أو ‪ 16‬شهر‪.‬‬

‫كما اهتم المشرع الجزائري في قانون الطيران المدني بالبعد البيئي‪ ،‬من خالل إدراج مواد تهدف إلى الحد من انبعاث‬
‫الغازات وتحديد الضجيج وتفويض المراقبة من السلطة المكلفة بالطيران المدني إلى هيئة تقنية معتمدة تكون وطنية وذلك‬
‫لتحديد المسؤوليات لكل األطراف والمتعاملين فيما يتعلق بالسالمة واألمن الجويين‪.‬‬

‫ومن أجل مكافحة األعمال غير المشروعة الموجهة ضد الطيران المدني والوقاية من حوادث ووقائع الطائرات نص‬
‫القانون الجزائري للطيران المدني على إعداد برنامج وطني ألمن الطيران المدني يحوي التدابير الالزمة لضمان حماية‬
‫الطيران المدني من األعمال غير مشروعة وبموجب هذا البرنامج يتم إنشاء لجنة وطنية ألمن الطيران المدني ولجان محلية‬
‫ألمن المطارات‪ .‬كما نص على إعداد برنامج وطني لسالمة الطيران المدني تتضمن األنظمة واألنشطة الالزمة الموجهة‬
‫لتحسين السالمة وفقا لمعايير ومقاييس منظمة الطيران المدني الدولية في مجال تسيير السالمة من طرف الدولة‪ .27‬كما‬
‫تضمن تتمة لألحكام المتعلقة بحوادث ووقائع الطائرات بإدخال مفهوم الواقعة الخطيرة التي تقتضي فتح تحقيق تقني تقوم به‬
‫هيئة دائمة أو خاصة مستقلة‪ .‬يمكن أن تكون وقائع الطائرات محل تحقيق تقني عندما ترى السلطة المكلفة بالطيران المدني‬
‫أو هيئة التحقيق ذلك ضروري‪ .‬ويدخل التحقيق التقني ضمن اختصاص الدولة الجزائرية عند وقوع حوادث أو وقائع خطيرة‬
‫للطائرات فوق التراب الوطني أو إدخال المجال الجوي الجزائري أو عندما تسند هذه المهمة إلى الجزائر من طرف منظمة‬
‫الطيران المدني الدولي‪ .‬كما تتكفل الدولة الجزائرية بالتحقيق خارج ترابها أ ومجالها الجوي عندما يخص الحادث أو الواقعة‬

‫‪ 26‬انظر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 109/14‬المؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 2014‬م المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 414/04‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪ 2004‬م‪ .‬المتعلق بشروط وكيفيات ممارسة الوظائف التي يقوم بها مستخدمي الطيران المدني‪ ،‬جريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪17‬‬
‫المؤرخة في ‪ 26‬مارس ‪ 2014‬م‪.‬‬
‫‪ 27‬انظر أهداف وتدابير األمن والسالمة في القسم الثالث من المواد ‪ 16‬مكرر ‪ 1‬إلى المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 6‬من قانون الطيران المدني الجزائري‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫طائرة مسجلة بالجرائر أو مستغلة من طرف شخص معنوي مستقر في الجزائر في حالة لم تفتح دولة وقوع الحادث تحقيقا‬
‫تقنيا‪ .‬ويجوز للدولة الجزائرية أن تفوض هيئة تحقيق تابعة لدولة أجنبية‪ ،‬للقيام بكل التحقيق التقني الذي بدخل ضمن‬
‫اختصاصها أو جزء منه‪ .‬كما يسمح لها بقبول تفويض دولة أجنبية للقيام بالتحقيق التقني الذي يدخل ضمن اختصاص تلك‬
‫الدولة أو جزء منه‪ .‬أن الهدف من هذا التحقيق هو جمع المعلومات وتحليلها لتحديد ظروف وأسباب وقوع الحادث أو‬
‫الواقعة وهذا كله من اجل تكريس حماية وامن وسالمة المسافر بالدرجة األولى‪.‬‬

‫كما أن وزير النقل في الجزائر أو من يفوضه مسئوال عن اإلعالم في حالة حدوث حادثة أو واقعة خطيرة وذلك وفقا‬
‫التفاقية شيكاغو للطيران المدني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار المترتبة عن عدم تمتع المسافر بحقوقه وفق عقد النقل الجوي‪.‬‬

‫عقد نقل األشخاص الجوي يرتب على عاتق الناقل الجوي التزاما بتحقيق نتيجة وهي ضمان سالمة وصول المسافر‬
‫وأمتعته المسجلة إلى المكان وفي الميعاد المتفق عليهما‪ .‬فإذا تخلف ذلك‪ ،‬قامت مسؤولية الناقل عن تعويض الراكب عن‬
‫اإلضرار الملحقة به أو بأمتعته‪.‬‬

‫والمسؤولية هي جزاء اإلخالل بااللتزام سواء أكان عقديا أو غير عقدي‪ .‬تتنوع هذه المسؤولية من المسؤولية في حالة‬
‫إصابة الراكب بضرر أو في حالة وفاته أو ضرر ألمتعته وفي حالة تأخير الرحلة أو إلغاء ها‪ .‬و وقد قضت اتفاقية وارسو‬
‫على االختالف والتباين بين األنظمة القانونية الحاكمة لمسؤولية الناقل الجوي فوضعت نظام يرتكز على أربعة‬
‫مبادئ‪28‬هي‪:‬‬

‫‪ -‬تقوم مسؤولية الناقل الجوي على أساس الخطأ المفترض‪ .‬ضمان لمصلحة الراكب بمعني المسافر ال يلتزم بإقامة‬
‫الدليل على وجود الخطأ من أي نوع كان‪.‬‬

‫‪ -‬هذه القرينة ليست قاطعة بل أجازت للناقل إثبات انه هو وتابعيه قد اتخذوا كل االحتياطات الالزمة لتجنب وقوع‬
‫الضرر أو كان من المستحيل عليهم اتخاذها أو أن المضرور قد تسبب أو ساهم بخطئه في إحداث الضرر‪.‬‬

‫‪ -‬خففت هذه االتفاقية من حدة قرينة الخطأ عن طريق تحديدها للتعويض الذي يلتزم به الناقل في مواجهة‬
‫المسافر‪.‬‬

‫‪ -‬ال يتمكن الناقل من الهروب من المسؤولية عن طريق اإلعفاء منها أو تحديدها بمبلغ تافه لذا أبطلت االتفاقية‬
‫بطالنا مطلقا للشروط التي تهدف إلى إعفاء الناقل من المسؤولية وتلك التي ترمي إلى وضع حد للتعويض اقل من الحد‬
‫الذي تقرره‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس تنعقد مسؤولية الناقل على ضوء التشريع الجزائري‪:‬‬

‫‪ 28‬انظر المواد من ‪20‬الى ‪ 23‬من اتفاقية وارسو‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬العدد ‪2015/02‬‬ ‫مجلة القانون العام الجزائري والمقارن‬

‫‪ -‬في مواجهة المسافر‪ :‬وهو مسؤول إزاء كل شخص منقول طبقا لقواعد اتفاقية وارسو وبرتوكول الهاي المصادق‬
‫الناقل الجوي وفقا لذلك‪ ،‬مسئول عن الخسائر واألضرار التي يصاب بها شخص منقول‬ ‫‪29‬‬
‫عليهما من قبل الدولة الجزائرية‪.‬‬
‫والتي تؤدي إلى وفاته أو تسبب له جرحا أو ضر ار‪ ،‬شريطة أن يكون سبب تلك الخسارة أو الجرح قد وقع على متن الطائرة‬
‫‪30‬‬
‫أو خالل عملية اإلركاب أو اإلنزال‪.‬‬

‫غير أنه يمكن إعفاء الناقل الجوي من المسؤولية أو التخفيف منها إذا قدم بينة عن كون الخسارة صادرة من شخص‬
‫المضرور أو مساهمته فيها‪ .‬كما أن الناقل يكون غير مسؤول عندما يبرهن انه اتخذ كل اإلجراءات الضرورية لتفادي‬
‫‪31‬‬
‫الخسارة‪.‬‬

‫كما أن الناقل الجوي مسئول عن الخسائر الناتجة عن تأخر في نقل لألشخاص وأمتعتهم‪.‬‬

‫‪ -‬في مواجهة أمتعة المسافر‪ :‬يكون الناقل بالطائرة مسئول عن الخسائر واألضرار الناجمة عن ضياع أو تلف أو‬
‫خسارة تصيب األمتعة المسجلة شريطة أن يكون السبب األصلي للخسارة قد حدث وقت الذي كانت هذه األمتعة المسجلة‬
‫تحت الحراسة سواء كان ذلك في المطار أو على متن الطائرة أو في أي مكان‪ ،‬في حالة الهبوط هذه األخيرة خارج محطة‬
‫كما أن الناقل الجوي غير مسؤول عند نقل األمتعة‪ ،‬إذا برهن أن الخسارة ناتجة عن عيب فيها‪.‬‬ ‫‪32‬‬
‫جوية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫في األخير نؤكد أن تمتع المستهلك المسافر بحقوقه السابقة العرض‪ ،‬مقترنة بأدائه لجملة من االلتزامات التي تعد‬
‫هي من حقوق الناقل الجوي كدفع مقابل النقل واحترام تعليماته‪.‬‬

‫كما قد يجهل الكثير من األشخاص الطبيعية المسافرة حقوقهم المنصوص عليها في القوانين المعنية في مواجهة‬
‫شركات الطيران المدني ويتم عدم اللجوء إلى إجراءات التقاضي سواء في مكان مقر إقامة شركة النقل أو مكان إقامة‬
‫المسافر‪ .‬مما يجعل هذه الشركات تقصر في الكثير من الحقوق التي تعد من واجباتها إزاء مسا فريها‪ .‬لذلك الوجوب تكثيف‬
‫من اإلرشادات من أجل تثقيف المستهلك المسافر كإصدار مناشير لتوضيح ذلك‪ .‬واالهتمام بإعداد مواقع الكترونية الستقبال‬
‫طلبات وشكاوي المسافرين وذلك بهدف تحقيق نقلة نوعية في مجال االسترشاد في السفر في الجزائر وحماية الطرف‬
‫‪33‬‬
‫الضعيف ‪ -‬المسافر‪ -‬في عقد اإلذعان فهذه مسؤولية الجميع‪ .‬واإلسراع بتشييد مدرسة وطنية للطيران المدني في الجزائر‬
‫واالهتمام بالتشريعات الخاصة بحماية حقوق المسافرين‪.‬‬

‫‪ 29‬تنص المادة ‪ 150‬من قانون الطيران المدني الجزائري على ‪ ":‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 152‬أدناه‪ ،‬تمارس مسؤولية الناقل الجوي إزاء كل‬
‫شخص منقول طبقا لقواعد اتفاقية وارسو المؤرخة في ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1929‬م وبروتوكول الهاي المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 1955‬م والمصادق‬
‫عليهما من طرف الجزائر‪" .‬‬
‫‪ 30‬انظر المادة ‪ 145‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 31‬انظر المادتين‪ 149 :‬و ‪.148‬‬
‫‪ 32‬حسب المادة ‪ 146‬من نفس القانون‬
‫‪ 33‬أعلن المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية عبدو بودربالة من وهران على إنشاء مدرسة وطنية للطيران للتكفل باالحتياجات في مجال‬
‫تكوين موظفي الشركة‪ .‬انظر ذلك على الموقع االلكتروني الذي تم زيارته يوم ‪ 2016/4/11‬م‪:‬‬
‫‪El-djazairia. tv/ ?p=1922‬‬

‫‪51‬‬

You might also like