Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 78

1

‫العمليات النفسية يف حرب العصابات‬

Psychological Operations In Guerrilla Warfare

www.cstd.site
cst-developement@protonmail.com

‫ أمحد زكي‬:‫ترمجة‬

‫ أمحد موالنا‬:‫مراجعة وتقديم‬

٩١٠٢

2
‫المحتويات‬

‫التقديم ‪4.........................................................................‬‬
‫تمهيد ‪6..........................................................................‬‬
‫مدخل ‪7.........................................................................‬‬
‫مقاتل حرب العصابات الدعائي ‪13...........................................‬‬
‫الدعاية المسلحة ‪23............................................................‬‬
‫فرق الدعاية المسلحة ‪33.......................................................‬‬
‫تطوير منظمات الواجهة والسيطرة عليها ‪48.................................‬‬
‫السيطرة على اللقاءات والكتل الجماهيرية ‪58................................‬‬
‫الدعم المكثف في العمق من خالل العمليات النفسية ‪67......................‬‬
‫ملحق "تقنيات اإلقناع في المحادثات والخطب" ‪69..........................‬‬

‫‪3‬‬
‫التقديم‬

‫هذا الكتاب عبارة عن دليل تكتيكي للعمليات النفسية يف حرب العصابات‪ .‬وقد وزعته‬
‫وكالة االستخبارات املركزية األمريكية يف عام ‪ ٤٨٩١‬عىل عنارص الكونرتا يف أمريكا‬
‫الوسطى‪ .‬والكونرتا هي جمموعة يمينية شنت حرب عصابات يف نيكاراجوا ضد احلكومة‬
‫التي شكلتها اجلبهة الساندينية للتحرير الوطني عقب متكن األخرية من اإلطاحة بحكم‬
‫الديكتاتور سوموزا إثر حرب طاحنة هناية سبعينات القرن العرشين‪ .‬وقد استمر نشاط‬
‫الكونرتا من عام ‪ 9191‬حتى عام ‪ ،9111‬حيث ُحلت رسميا‪.‬‬

‫ارتبط اسم عصابات الكونرتا بفضيحة (إيران‪ -‬كونرتا) التي تفجرت عام ‪،9191‬‬
‫ومتحورت حول موافقة الرئيس األمريكي رونالد رجيان عىل بيع أسلحة متطورة شملت‬
‫ثالثة آالف صاروخ من طراز تاو املضاد للدرو ‪ ،‬وصواريخ أرض جو من طراز هوك‬
‫املضاد للطائرات إىل إيران أثناء حرهبا مع العراق يف مقابل إطالق رهائن أمريكيني حمتجزين‬
‫يف لبنان من قبل مليشيات موالية إليران‪ ،‬بالتوازي مع توجيه عوائد البيع إىل عصابات‬
‫الكونرتا يف نيكاراجوا‪.‬‬

‫ونظرا ألن اإلدارة األمريكية يف تلك اآلونة كانت تصنف إيران كدولة راعية لإلرهاب‪،‬‬
‫وكان كل من الكونجرس واألمم املتحدة يفرضان حظرا عىل بيع األسلحة إىل طهران‪ ،‬فقد‬
‫باعت واشنطن تلك األسلحة عرب إرسائيل‪ .‬وقد أرشف عىل تنفيذ الصفقة أولفر نورث‬
‫مساعد مستشار األمن القومي األمريكي آنذاك‪.‬‬

‫يشدد هذا الكتاب عىل خطورة رؤية حرب العصابات من منظور األعامل القتالية فقط‪.‬‬
‫ويؤكد عىل أن األعامل القتالية ال متثل بمفردها مفتاح االنتصار يف حرب العصابات‪ ،‬إنام هي‬
‫جزء واحد من أجزاء أساسية الزمة لالنتصار‪ .‬ومن ضمن تلك األجزاء األخرى‪ :‬القدرة‬

‫‪4‬‬
‫عىل السيطرة عىل عقل اإلنسان بام يمكن من هزيمته دون ثمن باهظ‪ .‬وإيامن الفرد املقاتل‬
‫بالق ضية التي يناضل من أجلها‪ ،‬وقدرته عىل إقنا اآلخرين هبا‪ .‬والقدرة عىل اخرتاق‬
‫التكتالت اجلامهريية وتوظيفها لتدمري هياكل العدو ومؤسساته‪ .‬وضمن ذلك اإلطار يناقش‬
‫الكتاب الدور الذي تلعبه فرق الدعاية يف حشد اجلامهري وتثويرها ضد النظام احلاكم‪،‬‬
‫وكيفية اخرتاق اهليئات واملنظامت التي تعرتف هبا احلكومة ثم دجمها يف جبهة واحدة‬
‫معارضة ُيعلن عنها مع تصاعد الغضب اجلامهريي‪ ،‬كام يتطرق إىل تكتيكات السيطرة عىل‬
‫احلشود اجلامهريية وتوجيهها‪ ،‬ويتناول كذلك أمهية االتفاق مع العنارص اجلنائية عىل القيام‬
‫بأعامل ختريبية حمددة بدقة‪.‬‬

‫ورغم أن ال كتاب يبدأ بفصل يرشح مضامني اإلصدار بشكل إمجايل قد يبدو غامضا بعض‬
‫اليشء‪ ،‬إال أن الفصول التالية تقدم رشحا وافيا مدعوما باألمثلة‪ ،‬مما سيجيل الغموض الذي‬
‫يتسم به الفصل األول‪.‬‬

‫تكمن أمهية هذا الكتاب يف أنه يقدم توجيهات عامة ال ختتص بنيكاراجوا أو عصابات‬
‫الكونرتا فقط‪ .‬فسيجد عىل سبيل املثال من عارص األحداث يف مرص خالل الفرتة املمتدة‬
‫من ثورة يناير ‪ 1199‬إىل انقالب ‪ 3‬يوليو ‪ 1193‬أهنا تكاد تكون تطبيقا حرفيا لكثري من‬
‫التعليامت والتوجيهات الواردة هنا‪ .‬وإدراك هذه التشاهبات ينبغي أن يدفع إىل دراسة‬
‫الكتاب بعناية لفهم تكتيكات األجهزة االستخباراتية يف استثارة وحتريك اجلامهري‪ ،‬وهو ما‬
‫سيساعد يف وضع تكتيكات مضادة حتبط خططها وترتيباهتا‪.‬‬

‫أمحد موالنا ‪ -‬يوليو ‪٩١٤٨‬‬

‫‪5‬‬
‫متهيد‬

‫حرب العصابات هي يف األساس حرب سياسية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن نطاق عملياهتا يتجاوز‬
‫حدود احلرب التقليدية‪ ،‬ويمتد إىل اخرتاق الكيان السيايس نفسه‪ ،‬والذي يطلق عليه أرسطو‬
‫وصف احليوان السيايس‪.1‬‬

‫ويف الواقع‪ ،‬جيب اعتبار اإلنسان اهلدف األول يف احلرب السياسية‪ .‬وباعتباره اهلدف‬
‫العسكري كذلك حلرب العصابات‪ ،‬فإن عقل اإلنسان هو األكثر أمهية‪ .‬وبمجرد الوصول‬
‫إىل عقله‪ُُ ،‬يزم احليوان السيايس‪ ،‬وغالبا بدون رصاص‪.‬‬

‫حرب العصابات تولد وتنمو يف بيئة سياسية‪ ،‬وكذلك ُختاض معركة مستمرة للسيطرة عىل‬
‫تلك املنطقة من العقلية السياسية املتأصلة يف مجيع البرش‪ ،‬والتي تشكل جمتمعة "البيئة" التي‬
‫تتحرك فيها العصابات‪ ،‬ويف إطارها يتم حتديد النرص أو اهلزيمة‪.‬‬

‫فهم حرب العصابات كحرب سياسية حيول العمليات النفسية إىل عامل حاسم يف حتديد‬
‫النتائج‪ .‬فاهلدف إذن هو عقول السكان‪ ،‬مجيع السكان‪ :‬قواتنا‪ ،‬قوات العدو‪ ،‬والسكان‬
‫املدنيني‪.‬‬

‫هذا الكتاب هو دليل لتدريب رجال العصابات عىل العمليات النفسية‪ ،‬وقابل للتطبيق عىل‬
‫حالة معينة من احلملة الصليبية الطويلة‪ ،‬واحلازمة‪ ،2‬والديمقراطية التي تُشن يف نيكاراجوا‬
‫من قبل مغاوير احلرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اإلنسان في رأي أرسطو هو حيوان عاقل وظيفته أن يعقل األمور‪( .‬المترجم)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبر الكتاب عن تلك الحملة بأنها حملة صليبية مسيحية‪ ،‬وهو تعبير يقصد به أنها حملة طويلة وحازمة تهدف لتحقيق أهداف يؤمن‬
‫بها منفذو الحملة بقوة‪( .‬المترجم)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مدخل‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬

‫الغرض من هذا الكتاب هو تعريف رجل العصابات بتقنيات العمليات النفسية التي‬
‫ستكون ذات قيمة فورية وعملية بالنسبة له يف حرب العصابات‪ .‬وإن هذا القسم متهيدي‬
‫وعام‪ ،‬وستغطي األقسام التالية كل نقطة منصوص عليها هنا بمزيد من التفصيل‪.‬‬

‫طبيعة بيئة حرب العصابات ال تسمح بعمليات نفسية معقدة‪ .‬ويصبح من الرضوري‬
‫لرؤساء املجموعات‪ ،‬وقادة الرسايا والوحدات‪ ،‬أن يكونوا قادرين عىل تنفيذ ‪-‬‬
‫باصطحاب احلد األدنى من التعليامت من املستويات العليا ‪ -‬العمليات النفسية مع‬
‫الرشائح السكانية املحتكة هبم‪ ،‬والتي تدرك جيدا املوقف‪.‬‬

‫‪٩‬ـ مقاتل حرب العصابات الدعائي‬


‫من أجل احلصول عىل أفضل النتائج من العمليات النفسية يف حرب العصابات‪ ،‬جيب أن‬
‫تكون لدى كل مقاتل دوافع قوية لتنفيذ الدعاية بشكل مبارش مثلام يفعل يف القتال‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن الوعي السيايس الفردي لرجل العصابات بخلفية نضاله‪ ،‬له من اخلطورة‬
‫واألمهية مقدار يوازي مهاراته القتالية‪.‬‬

‫وجيري حتصيل مثل هذا الوعي السيايس والدافعية من خالل الطبيعة الديناميكية‬
‫للمجموعات‪ ،‬وممارسة النقد الذايت كطريقة نموذجية لتدريس طرق تدريب العصابات‬
‫وعملياهتا‪ .‬فالنقاشات بني أفراد املجموعة ترفع مستوى الروح املعنوية‪ ،‬وتعزز الوحدة‬
‫الفكرية لوحدات العصابات أثناء التدريب والعمليات‪ .‬وكذلك متارس ضغطا اجتامعيا‬
‫عىل األعضاء الضعفاء للقيام بدور أفضل أثناء التدريب املستقبيل أو يف العمل القتايل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫و ُيقصد بالنقد الذايت نقد الفرد ملسامهته يف العمل‪ ،‬أو األخالل التي تشوب مسامهته يف‬
‫القضية‪ ،‬واحلركة‪ ،‬والنضال‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫يوفر النقد الذايت التزاما فرديا إجيابيا نحو مهام املجموعة‪ .‬والنتيجة املرجوة من ذلك‬
‫تتمثل يف اجياد رجل حرب عصابات يستطيع تربير أعامله بشكل مقنع عندما يتعامل مع‬
‫أي مواطن من شعب نيكاراجوا‪ ،‬أو بشكل خاص أمام نفسه وزمالئه من املقاتلني أثناء‬
‫التعرض لتقلبات حرب العصابات‪.‬‬

‫وهذا يعني أن كل مقاتل دعائي من رجال العصابات سيكون مقنعا أثناء اتصاله املبارش‬
‫بالسكان‪ ،‬فعىل سبيل املثال‪ :‬جيب أن يكون قادرا عىل إعطاء مخسة أو عرشة أسباب‬
‫منطقية تفرس لامذا جيب أن يعطيه الفالح قطعة قامش‪ ،‬وإبرة‪ ،‬وخيط‪ ،‬إلصالح ثيابه‪.‬‬
‫وعندما تترصف العصابات هبذه الطريقة‪ ،‬لن تنجح الدعاية املعادية يف إظهارها كعدو يف‬
‫أعني السكان‪ .‬وهذا يعني أيضا أن اجلو ‪ ،‬والربد‪ ،‬واإلرهاق‪ ،‬وانعدام األمن‪ ،‬سيكون هلم‬
‫أثر نفيس يف قضية النضال بفضل التوجيه املتواصل لألفراد‪.‬‬

‫‪٣‬ـ الدعاية املسلحة‬


‫يشمل نطاق الدعاية املسلحة كل فعل جيري تنفيذه‪ .‬فاالنطبا اجليد الذي تولده‬
‫ممارسات القوات املسلحة يرتك مردودا إجيابيا لدى السكان جتاه تلك القوة‪ .‬فالدعاية ال‬
‫تشمل التلقني القرسي‪ .‬وتعمل الدعاية املسلحة عىل حتسني سلوك السكان جتاه‬
‫العصابات‪ ،‬وال يتحقق ذلك بالقوة‪ .‬وهذا يعني أن جمموعة العصابات املسلحة يف بلدة‬
‫ريفية ال ينبغي أن ترتك انطباعا بأن األسلحة هي مصدر قوهتا التي تتحكم عربه‬
‫بالفالحني‪ ،‬إنام تظهر نفسها باعتبارها متثل قوة الفالحني ضد قمع حكومة الساندينيستا‪.‬‬
‫ويتحقق ما سبق من خالل التعرف عىل السكان عن كثب عرب إلقاء األسلحة جانبا‪،‬‬
‫والعمل مع الفالحني يف زر أراضيهم‪ ،‬ويف بناء منازهلم‪ ،‬ويف حصاد احلبوب‪ ،‬ويف صيد‬

‫‪8‬‬
‫األسامك‪ ،‬وما إىل ذلك‪ ،‬وتعليم الشباب كيفية استخدام األسلحة األساسية‪ ،‬ومنحهم‬
‫سالحا خاليا من الذخرية وتركهم يلمسونه ويرونه‪ ،‬ورشح طريقة عمل األسلحة بشكل‬
‫مبسط‪ ..‬إلخ‪ ،‬فضال عن استخدام شعارات بسيطة ترشح كيف تساعد األسلحة الشعب‬
‫عىل الفوز بحريته‪ ،‬وكيف تدعم مطالبه اخلاصة بتوفري احتياجات السكان‪ ،‬من قبيل‬
‫املستشفيات والتعليم‪ ،‬وخفض الرضائب… إلخ‪.‬‬
‫مجيع تلك األعامل هتدف إىل تعريف السكان باألسلحة ورجال حرب العصابات الذين‬
‫حيملون تلك األسلحة‪ .‬وبذلك سيشعر السكان بشكل غري مبارش بأن هذه األسلحة‬
‫مكرسة حلاميتهم ومساعدهتم يف الكفاح ضد قمع النظام‪.‬‬

‫ودائام ما يقرتن (اإلرهاب الضمني) باألسلحة‪ ،‬حيث يظن السكان بينهم وبني أنفسهم‬
‫أنه يمكن استخدام تلك األسلحة ضدهم‪ ،‬لكن طالام تم جتنب اإلكراه الرصيح‪ ،‬فيمكن‬
‫حتقيق ردود فعل إجيابية فيام يتعلق بوجود مقاتلني مسلحني من رجال العصابات بني‬
‫السكان‪.‬‬

‫‪١‬ـ فرق الدعاية املسلحة‬


‫تُشكل فرق الدعاية املسلحة عرب االختيار الدقيق للمقاتلني امل ْقنِعني من ذوي الدوافع‬
‫العالية‪ ،‬والذين يتحركون بتلك الدوافع بني السكان‪ ،‬فيشجعوهنم عىل مساندة رجال‬
‫العصابات‪ ،‬ويدعمون املقاومة ضد العدو‪ .‬وتلك النوعية من املقاتلني جتمع بني درجة‬
‫عالية من الوعي السيايس وبني القدرة الدعائية املسلحة ملقاتيل العصابات‪ .‬وتعمل عىل‬
‫تنفيذ جهد خمطط ومربمج ومتحكم فيه‪.‬‬
‫إن االختيار الدقيق للعاملني بفرق الدعاية املسلحة‪ ،‬يعتمد عىل مدى قدرهتم عىل اإلقنا‬
‫يف املناقشات غري الرسمية وقدرهتم عىل القتال‪ .‬وهذه املتطلبات أكثر أمهية من درجة‬
‫تعليمهم أو برنامج التدريب احلاصلني عليه‪ .‬وتُنفذ تكتيكات فرق الدعاية املسلحة رس ًا‬

‫‪9‬‬
‫حتت غطاء‪ ،‬وينبغي أن تكون موازية للجهد التكتيكي حلرب العصابات‪ .‬ومتثل معرفة‬
‫سيكولوجية اجلامهري أمرا جوهريا لفرق الدعاية املسلحة‪ .‬وينبغي االنتباه إىل أمر آخر‪،‬‬
‫حيث س ُيتحصل عىل كثري من املعلومات االستخباراتية عرب برنامج فرق الدعاية املسلحة‬
‫يف منطقة العمليات‪.‬‬

‫‪٥‬ـ تطوير منظامت الواجهة والتحكم فيها‬


‫ُت َط َّو ُر منظامت الواجهة و ُيتحكم فيها عرب رقابة داخلية ذاتية ترشف عىل عقد لقاءات بني‬
‫وحيسب الوقت املطلوب النصهار تلك اجلهود املشرتكة بام‬
‫جمموعة كوادر الداخل‪ُ ،‬‬
‫جيعلها قابلة للتطبيق عىل الكتل اجلامهريية‪.‬‬
‫يف البداية‪ ،‬س ُي َجند مواطنون مؤهلون – أطباء‪ ،‬وحمامون‪ ،‬ورجال أعامل‪ ،‬ومدرسون‪..‬‬
‫إلخ ‪ -‬بوصفهم أشخاص مهتمني بالعدالة االجتامعية واملساواة‪ ،‬ويس َعون للتغيري عرب‬
‫االنخراط يف حركات سلمية يف منطقة العمليات‪ .‬وعندما يكتشفون الحقا أهنم‬
‫متورطون مع تنظيم رسي‪ ،‬فإن هذا سيوفر الضغط النفيس املطلوب الستخدامهم‬
‫ككوادر داخلية يف جمموعات ينتمون إليها بالفعل أو يمكن أن يكونوا أعضاء فيها‪ .‬ثم‬
‫بعد ذلك سيتلقون توجيهات ختتص بأساليب اإلقنا ‪ ،‬للسيطرة عىل الفئات املستهدف‬
‫جذهبا لدعم ثورتنا الديمقراطية عرب عمليات متدرجة وماهرة‪ .‬ويقوم نظام التحكم يف‬
‫اخلاليا بعزل األفراد عن بعضهم البعض‪ ،‬ويف الوقت املناسب‪ُ ،‬ي ْس َتخدم نفوذهم يف دمج‬
‫تلك املجموعات املتعددة يف جبهة وطنية موحدة‪.‬‬

‫‪٦‬ـ السيطرة عىل اللقاءات والكتل اجلامهريية‬


‫ِ‬
‫وتوجيهها لدعم حرب العصابات‬ ‫جتري السيطرة عىل اللقاءات اجلامهريية من داخلها‪،‬‬
‫من خالل عنرص مغاوير رسي‪ ،‬وحراس شخصيني‪ ،‬ومبعوثني‪ ،‬وقوات صدمة (تبادر‬

‫‪11‬‬
‫الستغالل احلوادث)‪ ،‬وحاميل الفتات‪ ،‬وصيحات تنادي بشعارات متفق عليها‪ ،‬بحيث‬
‫يكون كل يشء حتت سيطرة عنرص املغاوير القادم من خارج املنطقة‪.‬‬

‫عند زر الكوادر أو جتنيدهم يف منظامت مثل النقابات العاملية‪ ،‬أو اجلمعيات الزراعية‪ ،‬أو‬
‫اجلمعيات املهنية الشبابية‪ ،‬سيبدأون يف التالعب بأهداف تلك املنظامت‪ .‬ويف تلك احلالة‬
‫سيعمل جهاز العمليات النفسية التابع حلركتنا من خالل كوادره داخل تلك املنظامت‬
‫عىل هتيئة سلوك ذهني لدى بقية األفراد يمكن حتويله يف حلظة حاسمة إىل موجة غضب‬
‫من العنف املربر‪.‬‬

‫ومن خالل جمموعة صغرية من رجال العصابات املتسللني داخل الكتل اجلامهريية‪،‬‬
‫يمكن القيام بذلك‪ .‬وستتمثل مهمتهم يف التحريض عرب إعطاء انطبا بأن هناك العديد‬
‫منهم‪ ،‬وأن لدُيم دعام شعبيا كبريا‪ .‬فباستخدام تكتيكات تنفذها قوة تتكون من ‪ 111‬إىل‬
‫‪ 311‬حمرض‪ ،‬يمكن إنشاء مظاهرة يشارك فيها ما بني ‪ 910111‬إىل ‪ 110111‬شخص‪.‬‬

‫‪٧‬ـ مؤازرة عنارص االتصال ذات الفهم العميق للواقع‬


‫تتحقق مؤازرة جهات االتصال املحلية التي تتكون من عنارص عىل دراية عميقة بالواقع‬
‫عرب استغالل نقاط الضعف االجتامعية والسياسية املوجودة باملجتمع املستهدف بواسطة‬
‫مقاتل العصابات الدعائي‪ ،‬والدعاية املسلحة‪ ،‬وفرق الدعاية املسلحة‪ ،‬والتنظيامت‬
‫الرسية‪ ،‬واالجتامعات اجلامهريية‪.‬‬
‫مقاتل العصابات الدعائي هو نتاج برنامج مستمر من التلقني والتحفيز‪ .‬وتتمثل مهمته يف‬
‫إظهار مدى عظمة وعدالة حركتنا يف نظر مجيع سكان نيكاراجوا والعامل‪ .‬وسيعرف‬
‫مقاتلو الدعاية أنفسهم لشعبنا لزيادة تعاطفهم جتاه حركتنا‪ .‬وهو األمر الذي سيؤدي إىل‬
‫زيادة دعم السكان ملغاوير احلرية‪ ،‬وسيحد من الدعم املقدم للحكومة‪ .‬كام تعزز الدعاية‬
‫املسلحة عملية التعريف هبؤالء األشخاص الذين ينتمون للعصابات املسيحية‪ ،‬مما يوفر‬

‫‪11‬‬
‫نقطة ٍ‬
‫تالق ضد نظام الساندينيستا‪ .‬وستقدم فرق الدعاية املسلحة برناجما متعدد املراحل‬
‫من التخطيط املقنع اخلاص بحرب العصابات يف مجيع أنحاء البالد‪ .‬مع االنتباه كذلك إىل‬
‫أن هذه الفرق بمثابة عيون وآذان حلركتنا‪.‬‬

‫إن تطوير منظامت الواجهة‪ ،‬والتحكم فيها أثناء حرب العصابات‪ ،‬سيعطي حركتنا القدرة‬
‫عىل خلق تأثري متضخم بني السكان عند إعطاء أمر باالندماج بني املنظامت املتنوعة‪ .‬ويف‬
‫حال تطوير عملية التسلل والسيطرة الذاتية الداخلية عىل هذه املنظامت بطريقة موازية‬
‫لألنشطة األخرى حلرب العصابات‪ ،‬فإن قادتنا سوف يكونون قادرين حرفيا عىل هدم‬
‫بنية الساندينيستا واستبداهلا‪.‬‬

‫متثل التجمعات واللقاءات اجلامهريية ذروة الدعم األسايس الواسع املقدم من السكان‪،‬‬
‫وستأيت تلك التجمعات يف املراحل الالحقة من العملية‪ .‬وتُعد هذه هي اللحظة املناسبة‬
‫التي يمكن خالهلا اإلطاحة بالنظام‪ .‬ويمكن أن تصبح خالهلا ثورتنا رصحية‪ .‬وهذا‬
‫يتطلب تعاونا وثيقا بني مجيع سكان البالد‪ ،‬وجهات االتصال مع جذورها املمتدة يف‬
‫الواقع‪.‬‬

‫يستهدف اجلهد التكتيكي حلرب العصابات نقاط ضعف العدو‪ ،‬ويسعى لتدمري قدرته‬
‫عىل املقاومة العسكرية‪ ،‬وجيب أن يكون اجلهد التكتيكي موازيا جلهد العمليات النفسية‬
‫يف ذات الوقت‪ ،‬مما يعمل عىل إضعاف وتدمري قدرات العدو االجتامعية والسياسية‪ .‬ويف‬
‫حرب العصابات‪ ،‬أكثر من أي نو آخر من اجلهد العسكري‪ ،‬جيب أن تتزامن األنشطة‬
‫النفسية مع األنشطة العسكرية‪ ،‬من أجل حتقيق األهداف املرجوة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مقاتل حرب العصابات الدعائي‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬

‫اهلدف من هذا القسم هو تعريف رجل حرب العصابات بتقنيات العمليات النفسية التي‬
‫تزيد من التأثري االجتامعي والنفيس حلركة املقاتلني‪ ،‬وحتول رجل العصابات إىل رجل‬
‫دعائي‪ ،‬باإلضافة إىل كونه مقاتال‪ .‬إن طبيعة البيئة يف حرب العصابات ال تسمح بوسائل‬
‫متطورة أو معقدة للعمليات النفسية‪ ،‬لذلك جيب عىل كل رجل عصابات استخدام‬
‫اإلقنا املبارش وجها لوجه بشكل فعال‪.‬‬

‫‪٩‬ـ الوعي السيايس‬


‫الوعي السيايس الفردي لرجل العصابات‪ ،‬وإدراكه لسبب نضاله حيتل أمهية متاثل نفس‬
‫أمهية قدرته عىل القتال‪ .‬ويتحقق هذا الوعي السيايس والدافعية عرب التايل‪:‬‬
‫‪ ‬حتسني القدرات القتالية لرجال العصابات‪ ،‬من خالل تعزيز دوافعهم‬
‫للقتال‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬إدراك رجل حرب العصابات أنه يمثل رابطا حيويا بني العصابات‬
‫الديمقراطية والشعب الذي متثل مؤازرته مطلبا رضوريا لبقاء االثنني‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز دعم السكان للتمرد الوطني عرب دعمهم لرجال العصابات املحليني‪،‬‬
‫وهو ما يوفر األساس النفيس للسكان لالنخراط يف العملية السياسية بعد‬
‫حتقيق النرص‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية الثقة يف رجال حرب العصابات والسكان‪ ،‬مما سيساهم يف إعادة بناء‬
‫احلكومة املحلية والوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز قيمة املشاركة من قبل رجال حرب العصابات والسكان يف األعامل‬
‫املدنية املرتبطة بالتمرد‪ ،‬ويف الربامج الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير قدرة كل فرد من أفراد العصابات عىل اإلقنا املبارش (وجها لوجه)‬
‫عىل املستوى املحيل‪ ،‬لكسب دعم السكان‪ .‬وهو أمر رضوري للنجاح يف‬
‫حرب العصابات‪.‬‬

‫‪٣‬ـ ديناميكيات املجموعة‬


‫يتحقق بناء الوعي السيايس والتحفيز عرب استخدام ديناميكيات املجموعة عىل مستوى‬
‫الوحدات الصغرية‪ .‬فأسلوب النقاش اجلامعي والنقد الذايت من التقنيات العامة الشائع‬
‫استخدامها يف تدريب العصابات وعملياهتا‪.‬‬
‫تنمي النقاشات اجلامعية الروح املعنوية‪ ،‬وتزيد من وحدة الفكر يف املجموعات الصغرية‬
‫من العصابات‪ ،‬ومتارس ضغطا اجتامعيا عىل األعضاء الضعفاء لتنفيذ مهامهم املتعلقة‬
‫بالتدريب واألعامل القتالية املستقبلية بشكل أفضل‪ .‬وينبغي أن تركز تلك النقاشات‬
‫اجلامعية بشكل خاص عىل األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬تأسيس فكر اجيايب للحركة‪ ،‬ينبثق من التاريخ املحيل والوطني‪ ،‬ويوضح أن‬
‫نظام الساندينيستا هو نظام أجنبي وقمعي وإمربيايل‪ ،‬وأنه بالرغم من وجود‬
‫بعض النيكاراجويني داخل احلكومة‪ ،‬إال أهنم جمرد ُدمى يف يد القوى‬
‫األجنبية املتمثلة يف السوفييت والكوبيني‪.‬‬
‫‪ ‬الرتكيز دائام عىل اجلانب املحيل‪ ،‬ورشح املسائل ذات الطبيعة الدولية فقط‬
‫من أجل دعم األحداث املحلية يف حرب العصابات‪.‬‬
‫‪ ‬التأكيد عىل أن توحيد األمة هو هدفنا‪ .‬وهو ما يعني أن هزيمة القوات‬
‫املسلحة الساندينية تقع عىل رأس أولوياتنا‪ .‬والتشديد عىل أن حركة متردنا‬
‫متثل منصة سياسية تعددية‪ ،‬نرغب من خالهلا يف حتقيق احلرية واملساواة‪،‬‬
‫وبناء اقتصاد أفضل‪ ،‬وتوفري تسهيالت للعمل ومستوى معيشة أعىل‪،‬‬
‫وديمقراطية حقيقية جلميع النيكاراجويني دون استثناء‪.‬‬
‫‪ ‬أن يفهم كل رجل عصابات بشكل واضح أن الكفاح ُيدف إىل حتقيق‬
‫السيادة الوطنية‪ ،‬والتخلص من اإلمربيالية السوفيتية والكوبية‪ .‬بحيث تقود‬
‫املناقشة املوجهة رجال العصابات لرؤية ظلم نظام الساندينيستا‪.‬‬
‫‪ ‬أن تتضح يف ذهن كل رجل عصابات أمهية السلوك اجليد يف كسب دعم‬
‫السكان‪ .‬وجيب أن تقنع املناقشة املوجهة املقاتلني بأن موقف ورأي السكان‬
‫يلعبان دورا حاسام‪ .‬ألن حتقيق النرص مستحيل بدون الدعم الشعبي‪.‬‬
‫‪ ‬النقد الذايت سيأخذ شكل مصطلحات استداللية من شأهنا أن تسهم يف‬
‫مهمة احلركة‪ ،‬وهو ما سيوفر للمقاتلني قناعة بأن عىل عواتقهم مسؤولية‬
‫فردية دائمة وإجيابية تتعلق بمهمة املجموعة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وس ُتنفذ طريقة التوجيه عرب ما ييل‪:‬‬

‫أ‪ -‬تقسيم قوة العصابات إىل فرق لعمل نقاشات مجاعية‪ ،‬وسيشمل ذلك‬
‫عنارص القيادة والدعم كلام سمح املوقف التكتيكي بذلك‪ .‬وجيب‬
‫احلفاظ عىل بنية الوحدات صغرية عند تكوين هذه املجموعات‪.‬‬
‫ب‪ُ -‬يعني كادر سيايس لكل جمموعة‪ ،‬لتوجيه املناقشة‪ .‬وينبغي أن يساعد قائد‬
‫الفرقة الكادر عىل تعزيز دراسة األفكار والتعبري عنها‪ .‬وإذا مل يكن هناك‬
‫ما يكفي من الكوادر السياسية لكل فرقة أو موقع‪ ،‬فيجب حينئذ عىل‬
‫القادة توجيه املناقشات‪ ،‬وعىل الكوادر املتاحني أن يزوروا املجموعات‬
‫بشكل تناويب‪.‬‬
‫ج‪ -‬من املناسب أن يقوم الكادر (أو القائد) بتوجيه النقاش داخل‬
‫املجموعة‪ ،‬لتغطية عدد من النقاط‪ ،‬والوصول إىل نتيجة صحيحة‪.‬‬
‫وجيب أن يشعر رجال العصابات أن القرارات هي قراراهتم بكل حرية‪،‬‬
‫كام جيب أن يعمل الكادر كمدرس خاص‪ .‬فال يعمل الكادر أو القائد‬
‫كمحارض‪ ،‬ولكنه سيساعد أعضاء املجموعة عىل دراسة آرائهم والتعبري‬
‫عنها‪.‬‬
‫د‪ -‬سيقوم الكادر السيايس يف هناية كل نقاش بإعداد ملخص للنقاط‬
‫الرئيسية يقود إىل االستنتاجات الصحيحة‪ .‬كام جيب عىل الكادر أن‬
‫يالحظ أي اختالف خطري مع أهداف احلركة بحيث يبلغه إىل قائد‬
‫القوات‪ .‬وإذا لزم األمر‪ ،‬فسيعقد لقا ًء مجاعيا مشرتكا يقوم خالله فريق‬
‫الكوادر السياسية برشح الصواب وتصحيح الفهم اخلاطئ‪.‬‬
‫ه‪ -‬السلوك الديمقراطي من قبل الكوادر السياسية يف املعيشة‪ ،‬والطعام‪،‬‬
‫والعمل مع رجال العصابات‪ ،‬وإذا أمكن القتال إىل جانبهم‪ ،‬وتقاسم‬

‫‪16‬‬
‫ظروفهم احلياتية‪ ،‬سيعزز من التفاهم وروح التعاون التي تساعد عىل‬
‫النقاش وتبادل األفكار‪.‬‬
‫و‪ -‬إجراء مناقشات خارج املجموعة يف املدن ومناطق العمليات مع‬
‫السكان املدنيني كلام أمكن ذلك‪ ،‬وعدم االقتصار عىل املخيامت أو‬
‫القواعد‪ .‬و ُينفذ ذلك للتأكيد عىل الطبيعة الثورية للنضال‪ ،‬وإلثبات أن‬
‫رجال العصابات حيملون نفس أهداف السكان ويتحركون هبا بينهم‪.‬‬
‫وبذلك يضع رجل العصابات نفسه إىل جوار السكان مثلام يفعل الكادر‬
‫السيايس جتاه رجال العصابات‪ ،‬وجيب عليهم أن يعيشوا ويأكلوا‬
‫ويعملوا معا لتحقيق وحدة الفكر الثوري‪.‬‬

‫قواعد النقاشات اجلامعية بني رجال العصابات والكادر السيايس‪:‬‬

‫‪ ‬تنظم املناقشة اجلامعية عىل مستوى املوقع أو الفرقة‪ .‬حيث يصعب عىل‬
‫الكادر أن يتأكد من فهم وقبول املفاهيم واالستنتاجات من طرف رجال‬
‫العصابات يف املجموعات الكبرية‪ .‬فالتحكم والسيطرة عىل املوقف يكون‬
‫أسهل يف جمموعة مكونة من عرشة رجال‪ .‬وهبذه الطريقة سيشارك مجيع‬
‫الطالب يف تبادل اآلراء فيام بينهم‪ ،‬ومع القائد السيايس‪ ،‬وقائد املجموعة‪،‬‬
‫وكذلك مع الكادر السيايس‪ .‬وس ُيوىل اهتامم خاص لقدرة الفرد عىل مناقشة‬
‫أهداف النضال الذي دشنه التمرد‪ ،‬وعندما يعرب أحد رجال العصابات عن‬
‫مهتام باالستام آلراء اآلخرين‪ ،‬مما يؤدي إىل وحدة الفكر‪.‬‬
‫رأيه سيكون ً‬

‫‪ ‬اجلمع بني وجهات النظر املختلفة‪ ،‬والوصول إىل رأي أو نتيجة مشرتكة‪.‬‬
‫وهذه هي املهمة األصعب عىل الكادر السيايس للعصابات‪ .‬فبعد املناقشات‬
‫اجلامعية لألهداف الديمقراطية للحركة‪ ،‬ينبغي عىل رئيس فريق الكوادر‬

‫‪17‬‬
‫السياسية للعصابات أن جيمع استنتاجات املجموعات الفردية يف ملخص‬
‫عام‪ .‬ثم جيب عىل الكادر تقديم النقاط الرئيسية يف اجتام مع كل‬
‫املجموعات التي خاضت النقاشات‪ ،‬بحيث يتاح لرجال العصابات فرصة‬
‫لتوضيح أو تعديل وجهات نظرهم‪ .‬وللقيام بذلك‪ ،‬تُلخص النتائج يف‬
‫شكل شعارات حيثام كان ذلك ممكنا‪.‬‬

‫‪ ‬مواجهة املشكالت الوطنية واملحلية التي تواجه كفاحنا بصدق‪ .‬وجيب أن‬
‫تكون الكوادر السياسية مستعدة عىل الدوام ملناقشة حلول للمشكالت التي‬
‫الحظها رجال العصابات أثناء املناقشات‪ ،‬وجيب أن يسرتشد رجال‬
‫العصابات باملبادئ الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ o‬حرية الفكر‪.‬‬
‫‪ o‬حرية التعبري‪.‬‬
‫‪ o‬تركيز األفكار عىل أهداف النضال الديمقراطي‪.‬‬

‫والنتيجة املرجوة هي متكن رجل حرب العصابات من أن يربر بطريقة مقنعة مجيع أفعاله‬
‫كلام كان يف اتصال مع أي فرد من سكان املدينة أو الشعب‪ ،‬وكذلك بشكل خاص أمام‬
‫نفسه ومع رفاقه خالل مواجهة تقلبات حرب العصابات‪ .‬وهذا يعني أن كل رجل‬
‫عصابات سيكون مقنعا بشكل فعال أثناء اتصاله املبارش بالسكان وجها لوجه‪ ،‬وسيكون‬
‫قادرا كمقاتل دعائي عىل إعطاء مخس إىل عرش أسباب منطقية تفرس لامذا عىل سبيل املثال‬
‫جيب أن يعطيه أحد الفالحني قطعة قامش أو إبرة وخيط إلصالح ثيابه‪ .‬وعندما يترصف‬
‫رجل العصابات هبذه الطريقة‪ ،‬لن تنجح دعاية العدو يف إظهاره كإرهايب يف أعني‬
‫السكان‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن اجلو ‪ ،‬والربد‪ ،‬واإلرهاق‪ ،‬وانعدام األمن‪ ،‬يف وجود‬
‫رجال العصابات سيكون هلم أثر نفيس يف مسرية النضال‪ ،‬بفضل التوجيه املتواصل‬
‫لألفراد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪١‬ـ إجراءات املعسكر‬
‫إن إنشاء معسكرات لوحدات العصابات يقدم حتفيزا أكرب‪ ،‬عالوة عىل احلد من مسببات‬
‫اإلهلاء وتشتيت االنتباه‪ ،‬كام يزيد من روح التعاون بني الوحدات الصغرية املتواجدة يف‬
‫بيئة ذات طبيعة مادية ونفسية واحدة‪ .‬وحيدد رئيس الفرقة إجراءات التخييم املعتادة‪.‬‬
‫وبمجرد أن يضع األفراد أمتعتهم‪ ،‬سيختار الرئيس األرض املناسبة للتخييم‪ .‬وجيب أن‬
‫خيتار أرضا مرتفعة ترشف عىل املنطقة‪ ،‬بحيث يتوافر فيها منفذان أو ثالثة للهرب‪ .‬ثم‬
‫خيتار من بني رجاله من يمنحهم مسؤوليات‪ ،‬من قبيل‪:‬‬

‫‪ ‬تنظيف منطقة املخيم‪.‬‬


‫‪ ‬توفري جماري الرصف املناسبة يف حال املطر‪ .‬وبناء بعض اخلنادق أو احلفر‬
‫للرماة يف حالة الطوارئ‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬بناء موقد باستخدام بعض‬
‫اخلنادق الصغرية عرب وضع ثالثة صخور يف املكان‪ .‬ويف حال بناء املوقد‬
‫عىل قاعدة‪ ،‬فسيتم ملؤها بالطني والصخور‪.‬‬
‫‪ ‬بناء حائط للتخفيف من شدة الرياح‪ ،‬بحيث ُيغطى من اجلانبني والقمة‬
‫بفرو وأوراق من النباتات املتوافرة باملنطقة‪ .‬وهذا سوف خيدم أيضا يف‬
‫التمويه‪ ،‬واحلامية من االستطال اجلوي‪ ،‬أو من دوريات العدو يف املناطق‬
‫املجاورة‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء مرحاض وحفرة لدفن النفايات والقاممة‪ .‬وينبغي تغطيتهام وقت‬
‫مغادرة املخيم‪.‬‬
‫‪ ‬بمجرد إنشاء املعسكر‪ُ ،‬ينصح بوضع مراقب عىل مسافة مناسبة من األماكن‬
‫التي يمكن الوصول منها للمعسكر‪ ،‬بحيث يمكن سام صوت اإلنذار‪.‬‬
‫ويف نفس اللحظة تُوضع كلمة مرور رسية جيب تغيريها كل أربع وعرشين‬
‫ساعة‪ .‬كام جيب عىل القائد أن حيدد يف وقت مبكر نقطة جتمع بديلة يف حالة‬

‫‪19‬‬
‫االضطرار إىل التخيل عن املخيم بطريقة رسيعة‪ ،‬بحيث يتمكن أفراد املخيم‬
‫من التجمع يف النقطة األخرى املحددة بالفعل‪ .‬وينبغي يف حالة عدم‬
‫التمكن من التجمع يف النقطة املحددة يف وقت معني‪ ،‬أن حيدد التجمع يف‬
‫نقطة ثالثة حمددة سلفا‪.‬‬

‫تساهم هذه اإلجراءات يف حتفيز رجال العصابات‪ ،‬وتعزيز روح التعاون بني عنارص‬
‫الوحدة املقاتلة‪ .‬فاخلطر والشعور بعدم األمان‪ ،‬والشجن‪ ،‬والقلق اليومي يف حياة رجل‬
‫العصابات يتطلب برهانا ملموسا عىل االنتامء ملجموعة تعمل عىل احلفاظ عىل روحه‬
‫ومعنوياته‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل احلالة البدنية اجليدة التي جيب أن تتوافر لدى رجل العصابات‪ ،‬فإن احلالة‬
‫النفسية اجليدة رضورية أيضا‪ .‬وتساهم املناقشات اجلامعية والنقد الذايت يف الدعم النفيس‬
‫لرجل العصابات‪ ،‬وهو ما ينعكس بشكل كبري عىل حيويته وروحه املعنوية‪.‬‬

‫‪٥‬ـ التداخل مع السكان‬


‫من أجل ضامن الدعم الشعبي الرضوري للتطوير اجليد حلرب العصابات‪ ،‬ينبغي عىل‬
‫القادة أن يدفعوا باجتاه التفاعل اإلجيايب بني املدنيني ورجال العصابات‪ ،‬من خالل مبدأ‬
‫العيش‪ ،‬وتناول الطعام‪ ،‬والعمل مع السكان‪ ،‬مع االحتفاظ بالسيطرة عىل أنشطتهم‪.‬‬
‫وأثناء املناقشات اجلامعية‪ ،‬جيب عىل كل من القادة والكوادر السياسية إيالء اهتامم‬
‫لتعريف أنفسهم بشكل إجيايب للسكان‪ .‬ومن غري املستحسن التحدث عن اخلطط‬
‫التكتيكية العسكرية أثناء املناقشات مع املدنيني‪ .‬وجتب اإلشارة إىل العدو الشيوعي‬
‫باعتباره العدو األول للشعب‪ ،‬ثم كتهديد ثانوي ضد قوات العصابات التابعة لنا‪ .‬وكلام‬
‫سنحت الفرصة‪ ،‬جيب اختيار جمموعات من األعضاء ممن لدُيم وعي سيايس مرتفع‬
‫وانضباط كبري يف العمل املتعني القيام به‪ ،‬ثم إرساهلم إىل املناطق املكتظة بالسكان من‬

‫‪21‬‬
‫أجل توجيه الدعاية املسلحة‪ .‬وينبغي إقنا السكان من خالل احلوار يف نقاشات مبارشة‬
‫وجها لوجه‪ ،‬حيث جيب اتبا املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬احرتام حقوق اإلنسان وممتلكات اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة السكان يف العمل املجتمعي‪.‬‬
‫‪ ‬محاية السكان من اعتداءات الشيوعيني‪.‬‬
‫‪ ‬تعليم السكان العادات الصحية‪ ،‬والقراءة‪ ..‬إلخ‪ ،‬من أجل كسب ثقتهم‪،‬‬
‫وهو ما يقود إىل هتيئتهم أليديولوجية ديمقراطية أفضل‪.‬‬

‫هذا املوقف سيعزز تعاطف الفالحني مع حركتنا‪ ،‬وسيصبحون عىل الفور أفرادا منا‪،‬‬
‫فيقدمون لنا الدعم اللوجستي‪ ،‬والتغطية‪ ،‬واملعلومات االستخباراتية عن العدو‪ ،‬أو حتى‬
‫سيشاركون يف القتال‪ .‬جيب عىل رجال العصابات أن يستمدوا قدراهتم اإلقناعية من‬
‫الكلامت ال من األسلحة كالدكتاتوريني‪ .‬فإذا ترصف رجال العصابات بتلك الطريقة‪،‬‬
‫فإن السكان سيشعرون نحوهم باالحرتام‪ ،‬وسيكونون أكثر ميال لقبول رسالتهم‪ ،‬وهو ما‬
‫سيعزز الدعم الشعبي‪.‬‬

‫يف أي مكان مكتظ بالسكان تُنفذ فيه عمليات تكتيكية حلرب العصابات‪ ،‬جيب تنفيذ‬
‫عمليات نفسية موازية هلا‪ ،‬بحيث تعضد وترافق وتوطد اهلدف املشرتك‪ ،‬وتوضح كفاحنا‬
‫جلميع السكان‪ ،‬وتبني أن وجودنا هو لتوفري السالم واحلرية والديمقراطية جلميع‬
‫النيكاراجويني دون استثناء‪ ،‬وترشح كيف أن ذلك الكفاح ليس موجها ضد املواطنني‪،‬‬
‫بل ضد اإلمربيالية الروسية‪ .‬وهذا سيعمل عىل ضامن حتقيق إنجازات نفسية أكرب‪ ،‬من‬
‫شأهنا أن تزيد من العمليات يف املستقبل‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪٦‬ـ االستنتاجات‬
‫إن طبيعة البيئة يف حرب العصابات ال تسمح بوسائل معقدة للعمليات النفسية‪ .‬كام أن‬
‫قدرة مقاتل العصابات الدعائي عىل اإلقنا املبارش متثل أداة فعالة ومتاحة‪ ،‬جيب أن‬
‫نستخدمها قدر املستطا خالل عملية النضال‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الدعاية املسلحة‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬


‫كثريا ما يوجد سوء فهم للدعاية املسلحة‪ ،‬ويتمثل ذلك يف توهم كون هذا التكتيك عبارة‬
‫عن إكراه للسكان باستخدام السالح‪ .‬لكنه يف الواقع ال يشمل اإلكراه‪ .‬وعىل رجال‬
‫العصابات أن يعرفوا جيدا مبادئ وأساليب هذا التكتيك‪ .‬واهلدف من هذا القسم هو‬
‫تفهيم من يدرس حرب العصابات ماهية الدعاية املسلحة التي جيب أن يستخدمها‬
‫ويطبقها يف حرب العصابات‪.‬‬

‫‪٩‬ـ املعرفة الوثيقة بالسكان‬


‫يشمل نطاق الدعاية املسلحة مجيع األعامل التي تنفذها القوة املسلحة‪ ،‬والتي تؤدي‬
‫نتائجها إىل حتسني موقف السكان جتاه تلك القوة‪ ،‬وال يشمل ذلك التلقني القرسي‪.‬‬
‫و ُتنَ َّفذ الدعاية املسلحة يف أية مناسبة‪ ،‬من خالل املعرفة الوثيقة بالسكان‪ ،‬ومن أمثلة‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ‬وضع األسلحة جانبا‪ ،‬والعمل جنبا إىل جنب مع الفالحني بالريف يف‬
‫البناء‪ ،‬وصيد األسامك‪ ،‬وإصالح األسطح‪ ،‬ونقل املياه‪ ..‬إلـخ‪.‬‬
‫‪ ‬عند العمل مع السكان‪ ،‬يمكن لرجال العصابات استخدام شعارات من‬
‫قبيل » العديد من األيدي تقوم بأشياء صغرية‪ ،‬ولكنها تقوم هبا معا«‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل املشاركة يف أعامل ترتبط بالسكان‪ ،‬يمكن تأسيس روابط قوية‬
‫بينهم وبني رجال العصابات‪ ،‬مما يولد يف نفس الوقت دعام شعبيا حلركتنا‪.‬‬

‫أثناء الدوريات والعمليات األخرى حول أو وسط القرى‪ ،‬جيب أن يكون رجال حرب‬
‫العصابات حمرتمني ومهذبني مع السكان‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬جيب عليهم أن يتنقلوا‬
‫بحذر‪ ،‬وأن يكونوا مستعدين دائام للقتال إذا لزم األمر‪ .‬ولكن ال ينبغي أن يرى رجل‬
‫العصابات عاد ًة السكان كأعداء‪ ،‬فال يشتبه فيهم وال خياصمهم‪ ،‬فحتى يف احلرب‪ ،‬من‬
‫املمكن أن تبتسم أو تضحك وحتيي السكان‪ .‬ويف احلقيقة‪ ،‬إن مكون قاعدتنا الثورية‬
‫ودافع نضالنا أيضا هم السكان‪ ،‬فيجب علينا أن نحرتمهم يف مجيع املناسبات التي‬
‫حيرضوهنا بأنفسهم‪.‬‬

‫وجيب أن نظهر ذلك االحرتام يف أماكن ومواقف متنوعة قدر املستطا ‪ ،‬فمثال‪ :‬أثناء‬
‫االسرتاحة خالل املشاركة يف تظاهرة‪ ،‬يمكن لرجال العصابات أن يرشحوا طريقة عمل‬
‫األسلحة للشباب الصغري‪ .‬ويمكن أن جيعلوهم يعاينون بندقية فارغة‪ ،‬بحيث يتعلمون‬
‫كيفية تذخريها‪ ،‬وتفريغها‪ ،‬واستخدامها من خالل التصويب عىل أهداف ومهية‪ .‬فهم يف‬
‫النهاية جمندون حمتملون لقواتنا‪.‬‬

‫جيب أن ُيعد املسلحون بشكل دائم شعارات بسيطة يرشحون من خالهلا للسكان ‪ -‬سواء‬
‫بشكل متعمد أم عفوي ‪ -‬سبب استعامل األسلحة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫» األسلحة لنيل احلرية‪ ،‬فهي لكم«‬ ‫‪‬‬

‫‪24‬‬
‫‪» ‬مع األسلحة يمكننا فرض مطالب عادلة من أجلكم‪ ،‬من قبيل احلصول‬
‫عىل مستشفيات‪ ،‬ومدارس‪ ،‬وطرق أفضل‪ ،‬وخدمات اجتامعية للسكان«‬

‫»إن أسلحتنا هي يف احلقيقة أسلحة الشعب‪ ،‬فهي ملككم«‬ ‫‪‬‬


‫‪» ‬مع السالح يمكننا تغيري نظام ساندينيستا الشيوعي‪ ،‬والعودة بالشعب إىل‬
‫ديمقراطية حقيقية‪ ،‬حتى يتسنى لنا مجيعا احلصول عىل فرص اقتصادية«‬

‫جيب تصميم كل هذا خللق هوية للسكان تتقبل محل السالح فضال عن تقبلها لرجال‬
‫العصابات الذين حيملونه‪ .‬وأخري ًا‪ ،‬جيب أن نُشعر السكان بأننا نفكر فيهم‪ ،‬وأن األسلحة‬
‫هي من أجل مساعدهتم‪ ،‬ومحايتهم من النظام الشيوعي‪ ،‬االستبدادي‪ ،‬اإلمربيايل‪ ،‬غري‬
‫املبايل باحتياجاهتم‪.‬‬

‫‪٣‬ـ اإلرهاب الضمني واإلرهاب الرصيح‬


‫دائام ما تتضمن قوة العصابات املسلحة إرهابا ضمنيا‪ ،‬ألن السكان يشعرون باخلوف‬
‫ً‬
‫حتى لو مل يرصحوا بذلك جهرا‪ .‬وقد يظنون أن تلك األسلحة قد تُستخدم ضدهم‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬إذا مل يصبح اإلرهاب رصحيا فيمكن توقع نتائج إجيابية‪.‬‬

‫ففي الثورة‪ ،‬يعيش الفرد حتت هتديد مستمر من األرضار الامدية‪ .‬وإذا مل تستطع الرشطة‬
‫احلكومية وضع حد ألنشطة العصابات فإن السكان سيفقدون الثقة يف احلكومة التي‬
‫تتمثل مهمتها األساسية يف ضامن سالمة املواطنني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬جيب أن حيرص رجال‬
‫العصابات عىل جتنب القيام بإرهاب رصيح‪ ،‬ألن هذا سيؤدي إىل فقدان الدعم الشعبي‪.‬‬
‫وعىل حد قول زعيم حركة عصابات (اهلوكس) ‪ 3‬يف جزر الفلبني‪» :‬إن السكان دائام ما‬
‫يتأثرون باألسلحة‪ ،‬وليس باإلرهاب الذي تسببه‪ ،‬حيث ينبهرون بالقوة‪ .‬وجيب أن نظهر‬

‫‪ -3‬الهوووك ه هووي مجموعووة وويوعية فليبينيووة خاضووت حوورب عصووابات ضوود الحكومووة بوودءا موون عووام ‪ 1946‬إلووى أن‬
‫قُضوووي عليهوووا عوووام ‪ ،1954‬عبووور اسوووتمالة بعووو عناصووورها بمووونحهم أرا م مقابووول وقوووف التمووورد‪ ،‬بوووالتوازي مووو ووون‬
‫هجمات حكومية قوية على العناصر الرافضة لوقف التمرد (المترجم)‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أمامهم‪ ،‬ونقدم هلم رسالة النضال«‪ .‬هذا هو جوهر الدعاية املسلحة يف كلامت معدودة‪.‬‬
‫ويمكن لقوة العصابات املسلحة أثناء الرصا أن حتتل بلدة بأكملها أو مدينة صغرية‬
‫حمايدة أو معادية نسبيا‪ .‬ومن أجل تنفيذ الدعاية املسلحة بطريقة فعالة‪ ،‬ينبغي القيام بام ييل‬
‫يف وقت واحد‪:‬‬

‫‪ ‬تدمري املنشآت العسكرية أو الرشطية‪ ،‬وترحيل الناجني إىل مكان عام‪.‬‬


‫‪ ‬قطع مجيع خطوط االتصاالت اخلارجية‪ ،‬مثل‪ :‬الكابالت‪ ،‬والراديو‪،‬‬
‫والربيد‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد الكامئن يف كافة املداخل املحتملة للمكان‪ ،‬لتأخري وصول التعزيزات‪.‬‬
‫‪ ‬خطف مجيع املسؤولني أو عمالء حكومة الساندينيستا واستبداهلم من‬
‫األماكن العامة بأشخاص عسكريني أو مدنيني موضع ثقة من جهة حركتنا‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬قم بتنفيذ ما ييل‪:‬‬
‫‪ o‬أسس حمكمة عامة تسيطر عليها العصابات‪ ،‬وانرش اخلرب يف أنحاء البلدة‬
‫أو املدينة‪ ،‬من أجل مجع السكان هلذا احلدث‪.‬‬
‫وعرض لإلذالل رموز احلكومة القمعية يف حضور‬
‫‪ o‬اسخر‪ ،‬وافضح‪ّ ،‬‬
‫السكان‪ .‬وعزز املشاركة الشعبية عرب ترديد رجال العصابات املنخرطني‬
‫يف احلشد اجلامهريي للشعارات واهلتافات‪.‬‬
‫‪ o‬حد من تأثري األفراد املتناغمني مع النظام‪ ،‬وأرش إىل نقاط ضعفهم‪،‬‬
‫وأخرجهم من املدينة دون اإلرضار هبم علنا‪.‬‬
‫‪ o‬قم بدمج رجال العصابات والسكان معا‪ ،‬وأظهر السلوك اجليد جلميع‬
‫اجلنود‪ ،‬وقم بام ييل‪:‬‬
‫‪ ‬الدفع النقدي لثمن أية سلعة يتم أخذها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬اقبل عروض االستضافة التي يقدمها السكان‪ .‬واستغل هذه‬
‫الفرصة إلقناعهم بفكرة النضال بشكل مبارش‪.‬‬
‫‪ ‬جيب إجراء زيارات جماملة لألشخاص البارزين‪ ،‬وذوي املكانة‬
‫العالية يف املدينة‪ ،‬مثل األطباء‪ ،‬والكهنة‪ ،‬واملدرسني‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬جيب عىل رجال العصابات توجيه السكان يف هناية العملية‪،‬‬
‫حيث يوجد احتامل بكشفهم عن كل يشء خيص العملية‬
‫العسكرية املنفذة عندما تستجوهبم قوات الساندينيستا القمعية‪.‬‬
‫فعىل سبيل املثال قد يتحدثون عن نو األسلحة التي استخدمها‬
‫رجال العصابات‪ ،‬وعدد الرجال الذين شاركوا يف العملية‪،‬‬
‫ومن أي اجتاه جاءوا‪ ،‬ويف أي اجتاه غادروا‪ ،‬باختصار قد يدلون‬
‫بمعلومات عن كل يشء‪.‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تنبيه السكان إىل أهنم يمكنهم أثناء‬
‫االجتامعات أو النقاشات اخلاصة أن يدلوا بأسامء خمربي‬
‫الساندينيستا‪ ،‬الذين سيتم التخلص منهم (عزهلم) مع‬
‫املسؤولني اآلخرين يف احلكومة القمعية‪.‬‬

‫عند عقد اجتام ‪ ،‬فليختتمه أحد قادة الكوادر السياسية للعصابات (األكثر ديناميكية‬
‫بينهم)‪ ،‬بحيث يتضمن خطابه إشارات رصحية إىل ما ييل‪:‬‬

‫‪ ‬أن أعداء الشعب من املسؤولني أو عمالء الساندينيستا جيب أال يتعرضوا‬


‫لسوء املعاملة بالرغم من أعامهلم اإلجرامية‪ ،‬وبالرغم كذلك من أن قوة‬
‫العصابات ربام تكون قد تكبدت خسائر برشية‪ ،‬وأن تلك املعاملة احلسنة‬
‫جتري بسبب شهامة رجال العصابات املسيحيني‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬اإلعالن عن االمتنان حلسن ضيافة السكان‪ ،‬فضالً عن إعالمهم بأن‬
‫املخاطر التي سيتعرضون هلا عندما يعود الساندينيون إىل البلدة حتظى بتفهم‬
‫كبري‪.‬‬
‫‪ ‬حقيقة أن نظام الساندينيستا‪ ،‬بالرغم من إجباره السكان عىل دفع الرضائب‪،‬‬
‫وسيطرته عىل الامل واحلبوب ومجيع جوانب احلياة العامة من خالل‬
‫اجلمعيات التي جيرب السكان عىل االنضامم إليها‪ ،‬لن يكون قادرا عىل مقاومة‬
‫هجامت قواتنا‪.‬‬
‫‪ ‬أعط وعدا للسكان بأنكم ستعودون لضامن ّ‬
‫أن املنتفعني من نظام القمع‬
‫الساندينستي لن يكونوا قادرين عىل إعاقة رجال حرب العصابات عن‬
‫االندماج مع السكان‪.‬‬
‫‪ ‬رصح بشكل متكرر للسكان أن بإمكاهنم الكشف عن كل يشء بخصوص‬
‫هذه الزيارة التي نفذهتا قوات املغاوير‪ ،‬وذلك ألننا لسنا خائفني من أي‬
‫يشء أو أي شخص‪ ،‬ال السوفييت وال الكوبيني‪ .‬وشدد عىل أننا من‬
‫نيكاراجوا‪ ،‬وأننا نقاتل من أجل حرية نيكاراجوا‪ ،‬وإلنشاء حكومة‬
‫نيكاراجوية‪.‬‬

‫‪١‬ـ أسلحة العصابات متثل قوة السكان ضد احلكومة غري الرشعية‬


‫إن الدعاية املسلحة يف املناطق املأهولة ينبغي أال تعطي انطباعا بأن األسلحة متثل قوة‬
‫العصابات ضد السكان‪ ،‬إنام متثل قوة السكان ضد نظام القمع‪ .‬لذلك عندما يكون من‬
‫الرضوري استخدام القوة املسلحة يف احتالل أو تفقد بلدة أو قرية‪ ،‬جيب عىل رجال‬
‫العصابات التأكيد عىل التايل‪:‬‬
‫‪ ‬ارشح للسكان أن هذا يتم يف املقام األول حلاميتهم‪ ،‬ومحاية الشعب‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬قل برصاحة وعلنا أن هذا هو عمل حركة العصابات الديمقراطية‪ ،‬وقدم‬
‫التفسريات املناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬بالرغم من أن هذا اإلجراء غري مرغوب فيه‪ ،‬إال أنه رضوري‪ ،‬ألن اهلدف‬
‫النهائي من التمرد يتمثل يف إقامة جمتمع حر وديمقراطي‪ ،‬حيث ال تكون‬
‫أعامل القوة رضورية حينئذ‪.‬‬
‫‪ ‬قوة السالح هي رضورة تسبب فيها النظام الظامل‪ ،‬وسوف ينتهي وجودها‬
‫عندما تتوىل "قوى العدالة" التابعة حلركتنا فرض السيطرة‪.‬‬

‫أن تقوم إحدى املواقع املتقدمة بإطالق النار عىل‬ ‫عىل سبيل املثال‪ ،‬إذا كان من‬

‫مواطن حياول مغادرة البلدة أو املدينة التي ينفذ فيها رجال العصابات دعاية مسلحة أو‬

‫سياسة دعائية تبشريية‪ ،‬فيوىص بام ييله‬

‫‪ ‬توضيح أنه إن متكن هذا املواطن من الفرار‪ ،‬لقام بتنبيه العدو القريب من‬
‫البلدة أو املدينة‪ ،‬مما سيمكن العدو من تنفيذ أعامل انتقامية مثل االغتصاب‪،‬‬
‫والنهب‪ ،‬والتدمري‪ ،‬واخلطف‪ ..‬إلخ‪ .‬وهبذه الطريقة سيتمكن العدو من‬
‫ترهيب سكان املكان‪ ،‬ألهنم أبدوا حسن ضيافة واهتامما برجال العصابات‬
‫يف املدينة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أطلق أحد أفراد العصابات النار عىل شخص ما‪ ،‬اجعل البلدة ترى أنه‬
‫كان عدوا للشعب‪ ،‬وأن إطالق النار عليه وقع ألن رجال العصابات‬
‫معروفون بمراعاة واجبهم يف محاية املواطنني‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي أن حتاول القيادة احتجاز أي خمرب دون إطالق النار عليه‪ ،‬ألنه ‪-‬‬
‫كغريه من رجال العصابات املسيحيني‪ -‬يتبنى الالعنف‪ ،‬بحيث ُيقدَّ م تربير‬

‫‪29‬‬
‫بأن إطالق النار عىل خمرب الساندينيستا اآلخر حدث ألنه أمر رضوري ملنع‬
‫قمع حكومة الساندينيستا ضد األبرياء‪.‬‬
‫‪ ‬اجعل السكان يرون أن النظام القمعي هو السبب يف هذا الوضع‪ ،‬وأنه هو‬
‫الذي قتل املخرب بالفعل‪ ،‬وأن السالح الذي ُأطلقت منه النريان قد ُ‬
‫اسرت َد‬
‫أثناء القتال ضد نظام الساندينيستا‪.‬‬

‫اجع ـ ــل السـ ـ ــكان ي ـ ــرون أنـ ـ ــه ل ـ ــو كـ ـ ــان نظ ـ ــام الساندينيسـ ـ ــتا ق ـ ــد أهنـ ـ ــى القم ـ ــع‪ ،‬وقضىىىىىى عـ ـ ــىل‬

‫الفس ـ ـ ــاد امل ـ ـ ــدعوم م ـ ـ ــن قب ـ ـ ــل الق ـ ـ ــوى األجنبي ـ ـ ــة‪ ،‬وم ـ ـ ــا إىل ذل ـ ـ ــك‪ ،‬م ـ ـ ــا ك ـ ـ ــان مغ ـ ـ ــاوير احلري ـ ـ ــة‬

‫ليض ـ ـ ــطروا إىل مح ـ ـ ــل الس ـ ـ ــالح ض ـ ـ ــد األش ـ ـ ــقاء النيك ـ ـ ــاراجويني‪ ،‬ف ـ ـ ــذلك أم ـ ـ ــر يتع ـ ـ ــارض م ـ ـ ــع‬

‫عواطفن ـ ــا املس ـ ــيحية‪ .‬ك ـ ــام أن املخ ـ ــرب إذا مل حي ـ ــاول اهل ـ ــرب وإب ـ ــالل الع ـ ــدو باملعلوم ـ ــات‪ ،‬ك ـ ــان‬

‫سـ ـ ــيتمتع باحليـ ـ ــاة مـ ـ ــع بقيـ ـ ــة السـ ـ ــكان‪ .‬وأخـ ـ ــريا‪ ،‬كـ ـ ــان مـ ـ ــن املمكـ ـ ــن تفـ ـ ــادي هـ ـ ــذا املـ ـ ــوت لـ ـ ــو‬

‫كان ـ ـ ـ ــت العدال ـ ـ ـ ــة واحلري ـ ـ ـ ــة موج ـ ـ ـ ــودة يف نيك ـ ـ ـ ــاراجوا‪ ،‬وه ـ ـ ـ ــذا بالض ـ ـ ـ ــبط ه ـ ـ ـ ــو ه ـ ـ ـ ــدف رج ـ ـ ـ ــال‬

‫العصابات الديمقراطيني‪.‬‬

‫‪٥‬ـ االستخدام االنتقائي للعنف من أجل التأثريات الدعائية‬


‫من املمكن حتييد األهداف املخطط استهدافها واملختارة بعناية‪ ،‬مثل قضاة املحاكم‪،‬‬

‫وأمن الدولة‪ ،‬ورؤساء مراكز الدفا املدين‪ ..‬إلخ‪ .‬وألغراض نفسية‪،‬‬ ‫ومسؤويل‬

‫للحضور واملشاركة يف العمل‪ ،‬وصياغة االهتامات‬ ‫مجع السكان‬ ‫فمن‬

‫ضد اهلدف املختار‪ .‬وينبغي حتييد اهلدف أو الشخص عىل أساس‪:‬‬

‫‪ ‬العداء العفوي الذي يشعر به أغلب السكان جتاه اهلدف‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ ‬توظيف الرفض أو الكراهية املحتملة من قبل غالبية السكان املترضرين جتاه‬
‫اهلدف‪ ،‬وإثارة السكان‪ ،‬وجعلهم يرون مجيع األفعال السلبية والعدائية التي‬
‫ارتكبها اهلدف ضدهم‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أعطى غالبية السكان دعمهم أو عوهنم للهدف‪ ،‬فال حتاول تغيري هذه‬
‫املشاعر عرب إثارة الغضب‪.‬‬
‫‪ ‬حجم الصعوبة النسبية يف السيطرة عىل الشخص الذي سيتخلص من‬
‫اهلدف‪.‬‬

‫الشخص الذي سيتخلص من اهلدف ينبغي اختياره بعناية عىل أساس‪:‬‬

‫‪ ‬درجة العنف الالزمة لتنفيذ العملية‪.‬‬


‫‪ ‬درجة العنف املقبولة لدى السكان املترضرين‪.‬‬
‫‪ ‬درجة االنتقام املتوقع من العدو جتاه السكان املترضرين أو األفراد اآلخرين‬
‫يف منطقة اهلدف‪.‬‬

‫جيب أن يتبع حتييد اهلدف القيام بام ييل‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم تفسري شامل للسكان املترضرين عن السبب يف كون االستهداف‬


‫رضوريا ملصلحة الشعب‪.‬‬
‫‪ ‬رشح كيف أن انتقام الساندينيستا كان غري عادل وعشوائي‪ ،‬وقبل كل يشء‬
‫تربير تنفيذ هذه املهمة‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار رد فعل السكان جتاه املهمة بحرص‪ ،‬باإلضافة إىل التحكم يف رد‬
‫الفعل هذا‪ ،‬والتأكد من أن رد فعل السكان مفيد ملغاوير احلرية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪٦‬ـ االستنتاجات‬
‫يش ـ ــمل نط ـ ــاق الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة مجي ـ ــع األفع ـ ــال الت ـ ــي تنف ـ ــذها العص ـ ــابات‪ ،‬والت ـ ــأثري ال ـ ــذي‬

‫حتقق ـ ــه الق ـ ــوة املس ـ ــلحة‪ .‬وه ـ ــو م ـ ــا ي ـ ــؤدي إىل ظه ـ ــور مواق ـ ــف إجيابي ـ ــة م ـ ــن الس ـ ــكان جت ـ ــاه ه ـ ــذه‬

‫‪ .‬وع ـ ــىل أي ح ـ ــال‪ ،‬ف ـ ــإن الدعاي ـ ــة‬ ‫الق ـ ــوة‪ .‬وال تش ـ ــمل الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة التلق ـ ــني‬

‫املسلحة هي األداة املتوافرة األكثر فاعلية لقوة العصابات‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫فرق الدعاية املسلحة‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬

‫بـ ـ ـ ـ ــالتعرف عـ ـ ـ ـ ــىل اجلـ ـ ـ ـ ــذور العميقـ ـ ـ ـ ــة حلملـ ـ ـ ـ ــة العمليـ ـ ـ ـ ــات النفسـ ـ ـ ـ ــية يف حـ ـ ـ ـ ــرب العصـ ـ ـ ـ ــابات‪،‬‬

‫س ـ ــيكون بإمك ـ ــان الق ـ ــادة احلص ـ ــول ع ـ ــىل أقصىىىىىى ق ـ ــدر م ـ ــن النت ـ ــائج النفس ـ ــية م ـ ــن برنـ ـ ــامج‬

‫الدعاي ـ ـ ـ ــة املس ـ ـ ـ ــلحة‪ .‬وُي ـ ـ ـ ــدف ه ـ ـ ـ ــذا الفص ـ ـ ـ ــل إىل إط ـ ـ ـ ــال دارس ح ـ ـ ـ ــرب العص ـ ـ ـ ــابات ع ـ ـ ـ ــىل‬

‫ماهية فرق الدعاية املسلحة يف بيئة حرب العصابات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪٩‬ـ الدمج بني الوعي السيايس والدعاية املسلحة‬
‫جتم ـ ـ ــع ف ـ ـ ــرق الدعاي ـ ـ ــة املس ـ ـ ــلحة ب ـ ـ ــني بن ـ ـ ــاء ال ـ ـ ــوعي الس ـ ـ ــيايس والدعاي ـ ـ ــة املس ـ ـ ــلحة‪ .‬وتُنف ـ ـ ــذ‬

‫الدعاي ـ ــة م ـ ــن قب ـ ــل رج ـ ــال ح ـ ــرب عص ـ ــابات خمت ـ ــارين بعناي ـ ــة (يفض ـ ــل أن يكون ـ ــوا م ـ ــن ذوي‬

‫اخلربة يف القتال)‪ ،‬من أجل القيام بعمليات إقنا مبارشة وجها لوجه مع السكان‪.‬‬

‫إن اختي ـ ـ ــار فري ـ ـ ــق العم ـ ـ ــل أكث ـ ـ ــر أمهي ـ ـ ــة م ـ ـ ــن الت ـ ـ ــدريب‪ ،‬ألنن ـ ـ ــا ال نس ـ ـ ــتطيع ت ـ ـ ــدريب ك ـ ـ ــوادر‬

‫ح ـ ـ ــرب العص ـ ـ ــابات ع ـ ـ ــىل إظه ـ ـ ــار اإلحس ـ ـ ــاس ب ـ ـ ــاحلامس واحلمي ـ ـ ــة‪ ،‬وه ـ ـ ــي أم ـ ـ ــور رضوري ـ ـ ــة‬

‫لإلقن ـ ـ ـ ــا املب ـ ـ ـ ــارش‪ .‬واأله ـ ـ ـ ــم م ـ ـ ـ ــن ذل ـ ـ ـ ــك ت ـ ـ ـ ــدريب األش ـ ـ ـ ــخاص ال ـ ـ ـ ــذين يتس ـ ـ ـ ــمون باملرون ـ ـ ـ ــة‬

‫والتطور الفكري‪.‬‬

‫أعضـ ـ ــاء‪ ،‬فهـ ـ ــذا العـ ـ ــدد أو مـ ـ ــا هـ ـ ــو‬ ‫يتـ ـ ــألف فريـ ـ ــق الدعايـ ـ ــة املسـ ـ ــلحة مـ ـ ــن سـ ـ ــتة إىل‬

‫أص ـ ـ ــغر من ـ ـ ــه يمث ـ ـ ــل الع ـ ـ ــدد املث ـ ـ ــايل‪ ،‬حي ـ ـ ــث ت ـ ـ ــزداد الص ـ ـ ــداقة احلميمي ـ ـ ــة والتكاف ـ ـ ــل وال ـ ـ ــروح‬

‫أكـ ـ ــرب‪.‬‬ ‫اجلامعيـ ـ ــة‪ .‬كـ ـ ــام يسـ ـ ــهل اسـ ـ ــتيعاب املواضـ ـ ــيع التـ ـ ــي جيـ ـ ــري التعامـ ـ ــل معهـ ـ ــا‬

‫وكذلك يستجيب أعضاء الفريق برسعة أكرب للحاالت غري املتوقعة‪.‬‬

‫وباإلضافة إىل اجلمع بني الدعاية املسلحة القتالية‪ ،‬جيب أن يكون كل عضو من أعضاء‬

‫الفريق عىل أتم االستعداد لتنفيذ اتصاالت شخصية مبارشة‪ ،‬أي‪ :‬وجها لوجه‪ .‬وجيب أن‬

‫يكون قائد املجموعة هو املغوار صاحب أكرب دافعية سياسية واألكثر فاعلية يف اإلقنا‬

‫املبارش‪ .‬وال جيب أن يمثل املنصب أو الرتبة أو التسلسل اهلرمي عامال حاسام للقيام هبذه‬

‫املهمة‪ .‬بل يف الواقع‪ ،‬الفيصل يف االختيار هو مدى كفاءة الشخص يف التواصل مع‬

‫السكان‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مص ـ ـ ـ ـ ــدر التجني ـ ـ ـ ـ ــد األس ـ ـ ـ ـ ــايس لك ـ ـ ـ ـ ــوادر ح ـ ـ ـ ـ ــرب العص ـ ـ ـ ـ ــابات يكم ـ ـ ـ ـ ــن يف نف ـ ـ ـ ـ ــس الفئ ـ ـ ـ ـ ــات‬

‫االجتامعيـ ـ ـ ـ ـ ــة النيكاراجويـ ـ ـ ـ ـ ــة التـ ـ ـ ـ ـ ــي توجـ ـ ـ ـ ـ ــه إليهـ ـ ـ ـ ـ ــا احلملـ ـ ـ ـ ـ ــة النفسـ ـ ـ ـ ـ ــية‪ ،‬مثـ ـ ـ ـ ـ ــل الفالحـ ـ ـ ـ ـ ــني‪،‬‬

‫والطالب‪ ،‬واملهنيني‪ ،‬وربات البيوت‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫جيـ ـ ـ ــب أن ُنـ ـ ـ ــري الفالحـ ـ ـ ــني أهنـ ـ ـ ــم ال يملكـ ـ ـ ــون األرايض‪ ،‬وكـ ـ ـ ــذلك نـ ـ ـ ــري العـ ـ ـ ــامل كيـ ـ ـ ــف أن‬

‫الدولـ ـ ــة تضـ ـ ــع حـ ـ ــدا للتوسـ ـ ــع يف املصـ ـ ــانع والص ـ ـ ـناعات‪ ،‬ونـ ـ ــري األطبـ ـ ــاء كيـ ـ ــف ُيسـ ـ ــتبدلون‬

‫باملس ـ ــعفني الك ـ ــوبيني‪ ،‬وكي ـ ــف تص ـ ــعب عل ـ ــيهم مـ ـ ــن األص ـ ــل ممارس ـ ــة مهن ـ ــة الط ـ ــب بسـ ـ ــبب‬

‫نقـ ـ ــص األدوي ـ ـ ــة‪ .‬وس ـ ـ ــيكون رشط جتني ـ ـ ــد ال ـ ـ ــنامذج الس ـ ـ ــابق ذكره ـ ـ ــا ه ـ ـ ــو م ـ ـ ــدى ق ـ ـ ــدرهتا ع ـ ـ ــىل‬

‫التعبري عن نفسها يف األماكن العامة‪.‬‬

‫اختي ـ ـ ــار األش ـ ـ ــخاص أكث ـ ـ ــر أمهي ـ ـ ــة م ـ ـ ــن الت ـ ـ ــدريب‪ .‬حي ـ ـ ــث س ـ ـ ــتظهر بني ـ ـ ــة ال ـ ـ ــوعي الس ـ ـ ــيايس‬

‫والقـ ـ ـ ــدرات الفرديـ ـ ـ ــة اخلاصـ ـ ـ ــة باإلقنـ ـ ـ ــا يف النقاشـ ـ ـ ــات اجلامعيـ ـ ـ ــة املتعلقـ ـ ـ ــة بتحفيـ ـ ـ ــز رجـ ـ ـ ــال‬

‫العص ـ ــابات ع ـ ــىل أن يكون ـ ــوا مق ـ ــاتلني دع ـ ــائيني‪ ،‬وم ـ ــن ث ـ ــم ي ـ ــتم اختي ـ ــارهم كك ـ ــوادر ُت ـ ــنظم يف‬

‫فرق‪ .‬فهذه النوعية هي التي لدُيا قدرة أكرب عىل تنفيذ هذا العمل‪.‬‬

‫يشـ ـ ــدد تـ ـ ــدريب رجـ ـ ــال العصـ ـ ــابات يف فـ ـ ــرق الدعايـ ـ ــة املسـ ـ ــلحة عـ ـ ــىل الطريقـ ـ ــة ولـ ـ ــيس عـ ـ ــىل‬

‫املحت ـ ـ ـ ــوى‪ .‬وتكفـ ـ ـ ـ ــي للتـ ـ ـ ـ ــدريب فـ ـ ـ ـ ــرتة تبل ـ ـ ـ ـ ـ أسـ ـ ـ ـ ــبوعني يف حـ ـ ـ ـ ــال جـ ـ ـ ـ ــرى التجنيـ ـ ـ ـ ــد وفـ ـ ـ ـ ــق‬

‫النم ـ ــوذج املش ـ ــار إلي ـ ــه‪ .‬ويف حال ـ ــة القي ـ ــام بعملي ـ ــة جتني ـ ــد خاطئ ـ ــة يتلوه ـ ــا ت ـ ــدريب جي ـ ــد‪ ،‬ل ـ ــن‬

‫حيقق الفرد املختار النتيجة املرجوة‪.‬‬

‫جيـ ــب أن يكـ ــون التـ ــدريب مكثفـ ــا ملـ ــدة أربع ـ ـة عشىىىى يومـ ــا‪ ،‬وخـ ــالل املناقشـ ــات بـ ــني أعضـ ــاء‬

‫الفريـ ـ ــق جيـ ـ ــري تغيـ ـ ــري الشـ ـ ــخص الـ ـ ــذي يقـ ـ ــود املناقشـ ـ ــة بالتنـ ـ ــاوب بـ ـ ــني أعضـ ـ ــاء املجموعـ ـ ــة‬

‫‪35‬‬
‫مـ ــع بقـ ــاء املوضـ ــوعات التـ ــي ُتعـ ــالج كـ ــام هـ ــي دون تغيـ ــري‪ ،‬بيـ ــنام كـ ــل يـ ــوم ُتقـ ــدم فكـ ــرة خمتلفـ ــة‬

‫لتنفيذ تدريب متنو ‪.‬‬

‫جي ـ ـ ـ ــب أن تش ـ ـ ـ ــري األفك ـ ـ ـ ــار املطروح ـ ـ ـ ــة إىل ظ ـ ـ ـ ــروف املك ـ ـ ـ ــان‪ ،‬واملعن ـ ـ ـ ــى ال ـ ـ ـ ــذي متثل ـ ـ ـ ــه تل ـ ـ ـ ــك‬

‫األفك ـ ــار لس ـ ــكان املنطق ـ ــة‪ .‬في ـ ــدور احل ـ ــديث ع ـ ــن املحاص ـ ــيل‪ ،‬واألس ـ ــمدة‪ ،‬والبـ ـ ــذور‪ ،‬وري‬

‫املحاصيل‪ ،‬وما إىل ذلك‪ .‬كام يمكن أن تتضمن النقاشات املواضيع التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أنوا اخلشب‪ ،‬وأدوات النجارين اخلاصة باملنازل أو املباين األخرى‪.‬‬


‫‪ ‬القوارب‪ ،‬والطرق‪ ،‬واخليول‪ ،‬وثريان النقل‪ ،‬وصيد األسامك‪ ،‬والزراعة‪.‬‬
‫‪ ‬املشاكل التي تواجههم يف املكان مع املقيمني‪ ،‬ومكاتب النظام‪ ،‬والزائرين‬
‫غري املرغوب فيهم‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬قوة العمل‪ ،‬اخلدمة يف امليليشيا‪.‬‬
‫‪ ‬العضوية اإلجبارية يف جمموعات الساندينيستا‪ ،‬مثل النوادي النسائية‪،‬‬
‫ومجعيات الشباب‪ ،‬ومجعيات العامل‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬أسعار املواد االستهالكية واالحتياجات األساسية‪ ،‬ومدى توافرها يف‬
‫حمالت البقالة واملتاجر‪.‬‬
‫‪ ‬سامت التعليم يف املدارس العامة‪.‬‬
‫‪ ‬قلق السكان من وجود معلمني كوبيني يف املدارس وتدخلهم يف السياسة‪،‬‬
‫ومن استخدام املدارس لغايات سياسية ال لغايات تعليمية مثلام ينبغي أن‬
‫تكون‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬الغضب من االفتقار إىل حرية العبادة‪ ،‬واالضطهاد‪ ،‬والتضييق عىل الكهنة‪.‬‬
‫والغضب من مشاركة الكهنة ‪ -‬مثل إسكوتو‪ ،‬والكاردينال‪ -‬يف حكومة‬
‫الساندينيستا‪ ،‬حيث متثل مشاركتهم خمالفة رصحية ألوامر قداسة البابا ‪.4‬‬

‫املجموع ـ ــات املسـ ـ ــتهدفة مـ ـ ــن قب ـ ــل فـ ـ ــرق الدعايـ ـ ــة املسـ ـ ــلحة ال تتك ـ ــون مـ ـ ــن أشـ ـ ــخاص مـ ـ ــن‬

‫ذوي املعرف ـ ــة السياس ـ ــية الراقي ـ ــة‪ ،‬ب ـ ــل تتك ـ ــون مم ـ ــن تتش ـ ــكل آراؤه ـ ــم م ـ ــن خ ـ ــالل م ـ ــا يرون ـ ــه‬

‫ويس ـ ــمعونه‪ .‬وجي ـ ــب ع ـ ــىل الك ـ ــوادر اس ـ ــتخدام اإلقن ـ ــا لتنفي ـ ــذ مهم ـ ــتهم‪ .‬وم ـ ــن بع ـ ــض ط ـ ــرق‬

‫اإلقنا املمكن استخدامها ما ييل‪:‬‬

‫‪ ‬املجموعة الداخلية ‪ /‬املجموعة اخلارجية‪ .‬هو مبدأ من مبادئ علم النفس‪،‬‬


‫وفحواه‪ :‬أننا كبرش نميل إىل تشكيل روابط شخصية من قبيل (نحن‬
‫واآلخرون)‪ ،‬أو (نحن وهم)‪ ،‬أو (األصدقاء واألعداء)‪( ،‬أبناء البلد‬
‫واألجانب) و(املهجنون والبيض)‪.‬‬
‫يمكن لفريق الدعاية املسلحة استخدام هذا املبدأ يف أنشطته‪ ،‬بحيث يكون‬
‫من الواضح أن املجموعات اخلارجية (املجموعات السيئة) هي التابعة‬
‫لنظام الساندينيستا‪ ،‬وأن املجموعات الداخلية (املجموعات اجليدة) هي‬
‫التي تكافح من أجل الشعب‪ ،‬وهم مغاوير احلرية‪ .‬وجيب أن نرسخ هذه‬
‫الفكرة لدى السكان بطريقة متقنة‪ ،‬بحيث تبدو هذه املشاعر مولودة من‬
‫تلقاء نفسها بشكل عفوي‪.‬‬

‫‪" ‬ضد" أيرس بكثري من "ألجل"‪ .‬هو مبدأ علمي سيايس يقول بأنه من األيرس‬
‫إقنا السكان بالتصويت ضد يشء ما أو شخص ما بدال من إقناعهم‬
‫بالتصويت لصالح يشء ما أو شخص ما‪ .‬فعىل الرغم من أن النظام احلايل مل‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬يمكن ألعضاء فريق الدعاية ابتكار مواضي أخرى‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫يمنح الشعب النيكاراجوي فرصة للتصويت‪ ،‬فمن املعروف أن السكان‬
‫سيصوتون لصالح املعارضة‪ .‬وبذلك تستطيع فرق الدعاية املسلحة‬
‫استخدام هذا املبدأ لصالح كفاحنا التمردي‪ .‬وجيب عليهم التأكد من أن‬
‫هذه احلملة موجهة حتديدا ضد احلكومة أو املتعاطفني معها‪ ،‬بناء عىل أن‬
‫السكان ينبغي أن تكون لدُيم أهداف حمددة يوجهون إحباطاهتم نحوها‪.‬‬

‫‪ ‬املجموعات األساسية واملجموعات الثانوية‪ .‬هناك مبدأ آخر يف علم‬


‫االجتام ‪ ،‬وهو أننا ‪-‬نحن البرش‪ -‬نصول أو نغري آراءنا من مصدرين‪ :‬يف‬
‫املقام األول (املجموعات األساسية)‪ ،‬وهي العائلة‪ ،‬والرفاق‪ ،‬واألصدقاء‬
‫املقربون‪ ،‬وثانيا (املجموعات الثانوية)‪ ،‬من خالل عالقات بعيدة‪ ،‬مثل‬
‫املعارف يف الكنائس‪ ،‬أو النوادي‪ ،‬أو اللجان‪ ،‬أو احتادات العامل‪ ،‬أو‬
‫املنظامت احلكومية‪.‬‬

‫وجي ـ ـ ـ ـ ـ ــب ع ـ ـ ـ ـ ـ ــىل ك ـ ـ ـ ـ ـ ــوادر فري ـ ـ ـ ـ ـ ــق الدعاي ـ ـ ـ ـ ـ ــة املس ـ ـ ـ ـ ـ ــلحة االنض ـ ـ ـ ـ ـ ــامم إىل املجموع ـ ـ ـ ـ ـ ــات األوىل‬

‫(األساس ـ ـ ــية)‪ ،‬م ـ ـ ــن أج ـ ـ ــل إقن ـ ـ ــاعهم باتب ـ ـ ــا سياس ـ ـ ــات حركتن ـ ـ ــا‪ ،‬ألن ـ ـ ــه م ـ ـ ــن ه ـ ـ ــذا الن ـ ـ ــو م ـ ـ ــن‬

‫املجموعات تتشكل املعتقدات أو تتغري‪.‬‬

‫تقنيات اإلقنا يف املحادثات واخلطبه‬

‫‪ ‬كن بسيطا وموجزا‪ .‬جيب جتنب استخدام الكلامت أو التعبريات الصعبة‪.‬‬


‫ويفضل استخدام الكلامت والتعبريات الشائعة‪ ،‬أي‪ :‬لغة السكان‪ .‬وعند‬
‫التعامل مع شخص جيب عليك استخدام لغة موجزة‪ ،‬وجتنب الكلامت‬
‫املعقدة‪ .‬فمن املهم تذكر أننا نستخدم فن اخلطابة جلعل شعبنا يفهم سبب‬
‫نضالنا‪ ،‬وليس إلظهار مدى ثقافتنا‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ‬استخدم أمثلة حية وواقعية‪ .‬جتنب املفاهيم املجردة‪ ،‬مثل تلك التي تستخدم‬
‫باجلامعات يف السنوات املتقدمة‪ ،‬وبدال من ذلك اطرح أمثلة ملموسة‪ ،‬من‬
‫قبيل لعب األطفال‪ ،‬وركض اخليول‪ ،‬والطيور أثناء الطريان‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪ ‬استخدم اإليامءات للتواصل‪ .‬فاالتصال‪ ،‬باإلضافة إىل كونه لفظيا‪ ،‬يمكن أن‬
‫يكون من خالل اإليامءات‪ ،‬من قبيل استخدام األيادي بشكل واضح‪،‬‬
‫واحلركات للخلف‪ ،‬وتعبريات الوجه‪ ،‬مع الرتكيز عىل املظهر واجلوانب‬
‫األخرى من لغة اجلسد‪ .‬وكذلك ينبغي إبراز شخصية الفرد أثناء توصيل‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫‪ ‬استخدم نغمة الصوت املناسبة‪ .‬فإذا كنت تتحدث عن السعادة ‪ -‬عند‬
‫احلديث مع السكان ‪ -‬فيجب استخدام نربة سعيدة‪ .‬وإذا كنت تتحدث عن‬
‫يشء حزين‪ ،‬فيجب أن تكون نغمة الصوت حزينة‪ .‬وعند احلديث عن عمل‬
‫بطويل أو شجا ‪ ،‬جيب أن يكون الصوت مفعام باحليوية‪ ،‬وما إىل ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬قبل كل يشء‪ ،‬كن طبيعيا‪ ،‬وجتنب تقليد اآلخرين‪ ،‬ألن السكان‪ ،‬وخاصة‬
‫البسطاء منهم‪ ،‬يميزون الزيف بسهولة‪ .‬فيجب إبراز شخصية الفرد عند‬
‫التعامل مع السكان‪.‬‬

‫‪٣‬ـ العيون واآلذان بني السكان‬


‫حج ـ ــم املعلوم ـ ــات االس ـ ــتخباراتية الناجت ـ ــة ع ـ ــن نشىىىىى ف ـ ــرق الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة سيس ـ ــمح لن ـ ــا‬

‫بتغطي ـ ــة مس ـ ــاحة كب ـ ــرية خ ـ ــارج من ـ ــاطق تواجـ ـ ـد املغ ـ ــاوير‪ .‬وم ـ ــن ث ـ ــم ستص ـ ــبح ف ـ ــرق الدعاي ـ ــة‬

‫بمثاب ـ ــة عي ـ ــون وآذان حلركتن ـ ــا ب ـ ــني الس ـ ــكان‪ .‬وس ـ ــتزودنا التق ـ ــارير املش ـ ــرتكة لفري ـ ــق الدعاي ـ ــة‬

‫املسلحة بتفاصيل دقيقة عن نشاطات العدو‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وجي ـ ـ ــب إب ـ ـ ــالل املعلوم ـ ـ ــات االس ـ ـ ــتخباراتية الت ـ ـ ــي تتحص ـ ـ ــل عليه ـ ـ ــا ف ـ ـ ــرق الدعاي ـ ـ ــة املس ـ ـ ــلحة‬

‫التأكي ـ ــد ع ـ ــىل أن املهم ـ ــة األوىل لف ـ ــرق الدعاي ـ ــة‬ ‫إىل الرؤس ـ ــاء‪ ،‬وم ـ ــع ذل ـ ــك فم ـ ــن‬

‫املس ـ ـ ـ ـ ـ ــلحة ه ـ ـ ـ ـ ـ ــي إج ـ ـ ـ ـ ـ ــراء العملي ـ ـ ـ ـ ـ ــات النفس ـ ـ ـ ـ ـ ــية‪ ،‬ول ـ ـ ـ ـ ـ ــيس احلص ـ ـ ـ ـ ـ ــول ع ـ ـ ـ ـ ـ ــىل املعلوم ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬

‫االستخباراتية‪.‬‬

‫س ـ ــيتم عم ـ ــل أي تقري ـ ــر اس ـ ــتخبارايت م ـ ــن خ ـ ــالل عملي ـ ــة االتص ـ ــال اخل ـ ــارجي لف ـ ــرق الدعاي ـ ــة‬

‫املسلحة‪ ،‬من أجل جتنب االنكشاف أمام السكان أو تعريضهم للخطر‪.‬‬

‫إن كوادر الدعاية املسلحة قادرون عىل القيام بام ال يستطيع اآلخرون القيام به يف محالت‬

‫حروب العصابات‪ ،‬مثل‪ :‬التحديد الدقيق ملدى تطور أو تدهور الدعم الشعبي‪ ،‬والتعاطف‬

‫أو العداء الذي يشعر به السكان جتاه حركتنا‪ .‬وباإلضافة إىل أن برنامج فريق الدعاية‬

‫املسلحة فعال جدا من الناحية النفسية‪ ،‬فإنه كذلك يزيد من قدرة رجال العصابات عىل‬

‫احلصول عىل املعلومات واستخدامها‪ .‬حيث سيقوم كادر الدعاية املسلحة بتقديم تقرير إىل‬

‫املرشف عىل نشاطه عن رد فعل السكان عىل البث اإلذاعي‪ ،‬ونرشات التمرد‪ ،‬أو أي وسيلة‬

‫أخرى من الوسائل التي نستخدمها يف الدعاية‪.‬‬

‫وإن التعبـ ـ ـ ـ ــريات أو إيـ ـ ـ ـ ــامءات العيـ ـ ـ ـ ــون أو الوجـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬ونـ ـ ـ ـ ــربة الصـ ـ ـ ـ ــوت وقوتـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬واسـ ـ ـ ـ ــتخدام‬

‫الكلـ ـ ـ ــامت املناسـ ـ ـ ــبة تـ ـ ـ ــؤثر بشـ ـ ـ ــكل كبـ ـ ـ ــري عـ ـ ـ ــىل مسـ ـ ـ ــتوى اإلقنـ ـ ـ ــا املبـ ـ ـ ــارش للسـ ـ ـ ــكان‪ .‬ومـ ـ ـ ــع‬

‫التقـ ـ ـ ــارير االسـ ـ ـ ــتخباراتية التـ ـ ـ ــي تقـ ـ ـ ــدمها فـ ـ ـ ــرق الدعايـ ـ ـ ــة املسـ ـ ـ ــلحة‪ ،‬سـ ـ ـ ــيتمكن القـ ـ ـ ــادة مـ ـ ـ ــن‬

‫حيازة معرفة دقيقة حول الدعم الشعبي الذي سيستفيدون منه يف عملياهتم‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪١‬ـ التكتيكات النفسية واملرونة القصوى‬
‫ع ـ ــادة م ـ ــا تك ـ ــون لتكتيك ـ ــات عل ـ ــم ال ـ ــنفس أك ـ ــرب ق ـ ــدر م ـ ــن املرون ـ ــة داخ ـ ــل اخلط ـ ــة العام ـ ــة‪ ،‬مم ـ ــا‬

‫يسـ ـ ـ ــمح بـ ـ ـ ــإجراء تعـ ـ ـ ــديل مسـ ـ ـ ــتمر وفـ ـ ـ ــوري للرسـ ـ ـ ــالة‪ ،‬والتأكـ ـ ـ ــد مـ ـ ـ ــن حـ ـ ـ ــدوث تـ ـ ـ ــأثري عـ ـ ـ ــىل‬

‫املجموعة املستهدفة املشار إليها يف اللحظة التي تكون فيها أكثر قابلية للتأثر‪.‬‬

‫م ـ ــن الناحي ـ ــة التكتيكي ـ ــة‪ ،‬جي ـ ــب أن تغط ـ ــي أدوات برن ـ ــامج الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة أك ـ ــرب مس ـ ــاحة‪،‬‬

‫وإن أمك ـ ـ ــن منطق ـ ـ ــة العملي ـ ـ ــات بأكمله ـ ـ ــا‪ .‬وال يش ـ ـ ــرتط أن تش ـ ـ ــكل املجتمع ـ ـ ــات الت ـ ـ ــي تُنف ـ ـ ــذ‬

‫فيه ـ ــا ه ـ ــذه الدعاي ـ ــة وح ـ ــدات سياس ـ ــية ذات طبيع ـ ــة رس ـ ــمية‪ .‬ول ـ ــذلك‪ ،‬ف ـ ــإن الفه ـ ــم الكام ـ ــل‬

‫هليكله ـ ـ ـ ـ ـا أو تنظيمه ـ ـ ـ ــا ل ـ ـ ـ ــيس رضوري ـ ـ ـ ــا‪ ،‬ألن الك ـ ـ ـ ــوادر س ـ ـ ـ ــتعمل ع ـ ـ ـ ــىل تطبي ـ ـ ـ ــق العملي ـ ـ ـ ــات‬

‫االجتامعية السياسية ال النظريات األكاديمية‪.‬‬

‫وس ُيختار السكان املستهدفون من قبل فرق الدعاية املسلحة‪ ،‬لكوهنم جزءا من منطقة‬

‫العمليات‪ ،‬ال حلجمهم أو ملساحة األرض‪ .‬وجيب أن يكون اهلدف هو السكان ال املنطقة‬

‫املحلية‪ .‬ووفق هذا التقدير‪ ،‬سيتمكن كل فريق عمل من تغطية حوايل ست بلدات تقريبا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫متخف داخل‬ ‫من أجل زيادة الدعم الشعبي حلركتنا‪ .‬وجيب أن يتحرك الفريق دائام بشكل‬

‫بلدات املنطقة التي يعمل هبا‪ .‬وجيب أن يغري الفريق طرق مسريه بشكل جذري‪ ،‬ال مسار‬

‫رحلته‪ .‬وهذا لكي يعتاد السكان املتعاونون عىل مسار الرحلة‪ ،‬وحتديد الساعة التي يمكنهم‬

‫فيها االتصال بالفريق بشكل متكرر ملنحه املعلومات‪.‬‬

‫يمكن جتنب خطر اخليانة أو التعرض لكمني عرب تغيري مسار الرحلة قليال‪ ،‬وذلك باستخدام‬

‫طرق خمتلفة‪ ،‬والوصول أو املغادرة دون سابق إنذار‪ .‬وعند استخدام عنرص املفاجأة‪ ،‬جيب‬

‫‪41‬‬
‫احلفاظ عىل اليقظة من أجل الكشف عن أي وجود حمتمل لعنارص معادية‪ .‬وجيب جتنب‬

‫قضاء ما يزيد عن ثالثة أيام متتالية يف املدينة‪.‬‬

‫تقييد احلد األقىص بثالثة أيام له مزايا تكتيكية واضحة‪ ،‬وله أيضا أثر نفيس عىل السكان‪،‬‬

‫حيث يرون الفريق كمصدر للمعلومات احلالية واحلديثة‪ .‬وأيضا يمكن أن يتسبب اإلفراط‬

‫يف التعرض للجمهور املستهدف إىل رد فعل سلبي‪.‬‬

‫جيـ ـ ــب اخت ـ ـ ــاذ االحتياطـ ـ ــات التكتيكي ـ ـ ــة األساسـ ـ ــية‪ .‬وه ـ ـ ــذا رضوري لزيـ ـ ــادة الت ـ ـ ــأثري وفـ ـ ــق م ـ ـ ــا‬
‫ه ـ ــو مب ـ ــني يف التعام ـ ــل م ـ ــع موض ـ ــو الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة‪ .‬وعن ـ ــدما ي ـ ــتم التنفي ـ ــذ ب ـ ـ ٍ‬
‫ـرتو ‪ ،‬ف ـ ــإن‬

‫اح ـ ـ ــرتام الس ـ ـ ــكان للفري ـ ـ ــق س ـ ـ ــيزداد‪ ،‬وك ـ ـ ــذلك س ـ ـ ــتزداد مص ـ ـ ــداقيته‪ .‬وتتمث ـ ـ ــل اإلج ـ ـ ــراءات‬

‫األساسـ ـ ـ ــية يف‪ :‬تـ ـ ـ ــوافر عنـ ـ ـ ــارص رسيـ ـ ـ ــة متيقظـ ـ ـ ــة قبـ ـ ـ ــل وبعـ ـ ـ ــد مغـ ـ ـ ــادرة الفريـ ـ ـ ــق‪ ،‬ويف فـ ـ ـ ــرتات‬

‫زمني ـ ـ ــة خمتلف ـ ـ ــة‪ .‬وجي ـ ـ ــب أن يك ـ ـ ــون هن ـ ـ ــاك ف ـ ـ ــردان ع ـ ـ ــىل األق ـ ـ ــل‪ ،‬بحي ـ ـ ــث جيتمع ـ ـ ــان يف نقط ـ ـ ــة‬

‫حمددة سلفا بواسطة عالمة‪ ،‬أو جيتمعان يف ظل تنفيذ أي عمل عدائي‪.‬‬

‫يتمح ـ ــور ه ـ ــدف الفري ـ ــق ح ـ ــول حتفي ـ ــز مجي ـ ــع س ـ ــكان املنطق ـ ــة‪ ،‬ولك ـ ــن جي ـ ــب أن يبق ـ ــى الفري ـ ــق‬

‫ع ـ ــىل عل ـ ــم دائ ـ ــم بوج ـ ــود جمموع ـ ــات مسـ ـ ــتهدفة بش ـ ــكل حم ـ ــدد ض ـ ــمن ه ـ ــذا التك ـ ــوين العـ ـ ــام‬

‫للجمه ـ ــور‪ .‬وب ـ ــالرغم م ـ ــن إمكاني ـ ــة عق ـ ــد لق ـ ــاءات م ـ ــع الس ـ ــكان‪ ،‬إال أن ـ ــه جي ـ ــب ع ـ ــىل الك ـ ــوادر‬

‫التع ـ ــرف ع ـ ــىل املجموع ـ ــات املس ـ ــتهدفة‪ ،‬والبق ـ ــاء ع ـ ــىل تواص ـ ــل معه ـ ــا‪ ،‬واالخ ـ ــتالط هب ـ ــا قب ـ ــل‬

‫وأثنـ ــاء وبعـ ــد اللقـ ــاء‪ .‬وقـ ــد ُأدرجـ ــت طريقـ ــة عقـ ــد هـ ــذا النـ ــو مـ ــن االجتامعـ ــات يف موض ـ ــو‬

‫الدعايـ ـ ــة املسـ ـ ــلحة‪ ،‬وسـ ـ ــيجري تناولـ ـ ــه بمزيـ ـ ــد مـ ـ ــن التفصـ ـ ــيل حتـ ـ ــت عنـ ـ ــوان السـ ـ ــيطرة عـ ـ ــىل‬

‫اللقاءات اجلامهريية واملظاهرات‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫جيب أن ينصب الرتكيز األسايس لكوادر الدعاية املسلحة عىل سكان البلدة‪ ،‬حيث تساهم‬

‫املعرفة التي حيوزوهنا يف صناعة الرأي‪ .‬وخالل الزيارات األوىل للتعرف عىل السكان‪،‬‬

‫ينبغي أن تتسم كوادر حرب العصابات بالدماثة والتواضع‪ ،‬حيث يمكنهم العمل مع‬

‫السكان يف احلقول‪ ،‬أو يف أي شكل آخر من أشكال العمل‪ ،‬بحيث يسامهون يف حتسني‬

‫الوضع املعييش لسكان املنطقة‪ ،‬فضال عن كسب ثقتهم‪ ،‬والتحدث معهم‪ ،‬واملساعدة يف‬

‫إصالح وتنظيف السياجات املحيطة بمواشيهم‪ ،‬والتعاون معهم يف تطعيم حيواناهتم‪،‬‬

‫وتعليمهم القراءة‪ ،‬بحيث ننخرط معهم يف مجيع أعامل الفالحة أو املجتمع الذي يعيشون يف‬

‫إطاره‪.‬‬

‫ويف أوقات الفرال‪ ،‬جيب أيضا أن خيتلط رجل حرب العصابات مع مكونات املجتمع‪،‬‬

‫فيشاركهم أنشطتهم الريفية‪ ،‬واحلفالت‪ ،‬وأعياد امليالد‪ ،‬وحتى السهرات أو مراسم دفن‬

‫املتوفني من سكان املنطقة‪ ،‬كام ينبغي أن حيرص عىل التحدث مع البالغني واملراهقني‪.‬‬

‫وأيضا ينبغي أن حياول التغلغل اىل قلب العائلة‪ ،‬من أجل الفوز بقبول وثقة مجيع سكان‬

‫تلك املنطقة‪.‬‬

‫س ـ ــيقدم ك ـ ــوادر فري ـ ــق الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة ت ـ ــدريبا أي ـ ــديولوجيا ُمت ـ ــزج في ـ ــه التعل ـ ــيامت باألغ ـ ــاين‬

‫الفولكلوري ـ ـ ــة (الش ـ ـ ــعبية)‪ ،‬ويف الوق ـ ـ ــت نفس ـ ـ ــه س ـ ـ ــوف ي ـ ـ ــروي الفري ـ ـ ــق قصص ـ ـ ــا هل ـ ـ ــا بع ـ ـ ــض‬

‫اجلاذبي ـ ـ ــة‪ ،‬ويب ـ ـ ــذل جه ـ ـ ــدا جلع ـ ـ ــل الس ـ ـ ــكان يش ـ ـ ــريون إىل األع ـ ـ ــامل البطولي ـ ـ ــة ألس ـ ـ ــالفنا‪ .‬ك ـ ـ ــام‬

‫س ـ ـ ـ ــيحاول رسد قص ـ ـ ـ ــص ع ـ ـ ـ ــن بطول ـ ـ ـ ــة مقاتلين ـ ـ ـ ــا أثن ـ ـ ـ ــاء كف ـ ـ ـ ــاحهم احل ـ ـ ـ ــايل‪ ،‬حت ـ ـ ـ ــى حيـ ـ ـ ـ ــاول‬

‫املس ـ ـ ـ ــتمعون االقت ـ ـ ـ ــداء هب ـ ـ ـ ــم‪ .‬وم ـ ـ ـ ــن امله ـ ـ ـ ــم أن يع ـ ـ ـ ــرف الس ـ ـ ـ ــكان أن هن ـ ـ ـ ــاك دوال أخ ـ ـ ـ ــرى يف‬

‫الع ـ ـ ــامل تع ـ ـ ــيش يف حري ـ ـ ــة وديمقراطي ـ ـ ــة‪ ،‬حي ـ ـ ــث هت ـ ـ ــتم احلكوم ـ ـ ــات ب ـ ـ ــام خي ـ ـ ــص رف ـ ـ ــاه ش ـ ـ ــعبها‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫وحيظ ـ ـ ــى األطف ـ ـ ــال برعاي ـ ـ ــة طبي ـ ـ ــة وتعل ـ ـ ــيم جم ـ ـ ــاين ويك ـ ـ ـ ـون لك ـ ـ ــل ش ـ ـ ــخص عم ـ ـ ــل وطع ـ ـ ــام‬

‫يكفي ـ ـ ــه‪ ،‬وتُكف ـ ـ ــل مجي ـ ـ ــع احلري ـ ـ ــات‪ ،‬مث ـ ـ ــل ال ـ ـ ــدين‪ ،‬وحري ـ ـ ــة التجمع ـ ـ ــات‪ ،‬والتعب ـ ـ ــري‪ ،‬ويتمث ـ ـ ــل‬

‫اهلدف األعظم للحكومة يف إبقاء شعبها سعيدا‪.‬‬

‫ال ينبغ ـ ـ ـ ــي لك ـ ـ ـ ــوادر الدعاي ـ ـ ـ ــة أن يش ـ ـ ـ ــريوا إىل أي ـ ـ ـ ــديولوجياهتم السياس ـ ـ ـ ــية خ ـ ـ ـ ــالل املرحل ـ ـ ـ ــة‬

‫األوىل مـ ـ ـ ـ ــن التعـ ـ ـ ـ ــارف مـ ـ ـ ـ ــع السـ ـ ـ ـ ــكان‪ ،‬وجيـ ـ ـ ـ ــب أن يوجهـ ـ ـ ـ ــوا حمادثـ ـ ـ ـ ــاهتم إىل أمـ ـ ـ ـ ــور ُتـ ـ ـ ـ ــريض‬

‫الفالحـ ـ ــني واملس ـ ـ ــتمعني‪ ،‬بحي ـ ـ ــث تكـ ـ ــون نقاش ـ ـ ــاهتم بس ـ ـ ــيطة قـ ـ ــدر اإلمك ـ ـ ــان ك ـ ـ ــي يس ـ ـ ــتوعبها‬

‫السكان‪.‬‬

‫وتتمثل األهداف التكتيكية لالندماج مع السكان يف التايل‪:‬‬

‫‪ ‬إقامة عالقات متينة‪ ،‬من خالل التعرف عىل األشخاص وعاداهتم‪.‬‬

‫‪ ‬حتديد االحتياجات والرغبات األساسية ملختلف املجموعات املستهدفة‪.‬‬

‫‪ ‬اكتشاف نقاط ضعف السيطرة احلكومية‪.‬‬

‫‪ ‬زر بذور الثورة الديمقراطية شيئا فشيئا‪ ،‬من أجل تغيري النظام‪ ،‬وبناء نظام‬

‫جديد يكفل العدالة والرفاهية للجميع‪.‬‬

‫أثناء حتفيز املجموعات املستهدفة من قبل فرق الدعاية املسلحة‪ ،‬جيب أن يطبق الكادر‬

‫نموذج املجموعات اجليدة والسيئة‪ ،‬بحيث تتطابق املجموعة اجليدة مع املجموعة‬

‫املستهدفة‪ ،‬واملجموعة السيئة مع نظام الساندينيستا‪.‬‬

‫وبالنسبة للمجموعات ذات املصالح االقتصادية‪ ،‬مثل صغار رجال األعامل واملزارعني‪،‬‬

‫ينبغي التأكيد عىل أن تقدمهم املحتمل حمدود بسبب سياسات حكومة الساندينيستا التي‬

‫‪44‬‬
‫جعلت املوارد أكثر ندرة ونقصا‪ ،‬واألرباح ضئيلة‪ ،‬والرضائب مرتفعة‪ ،‬وما إىل ذلك‪.‬‬

‫ويمكن تطبيق ذلك أيضا عىل املقاولني يف جمال النقل وغريهم‪.‬‬

‫وبالنسبة للعنارص الراغبني يف السلطة واملناصب االجتامعية‪ ،‬ينبغي التأكيد عىل استحالة‬

‫انضاممهم إىل الطبقة االجتامعية احلاكمة‪ ،‬ألن تلك الطبقة حمصورة عىل قيادة الساندينيستا‪،‬‬

‫فعىل سبيل املثال ال يسمح قادة الساندينيستا التسعة ألي أشخاص آخرين باملشاركة يف‬

‫احلكومة‪ ،‬كام يعرقلون تطور اإلمكانات االقتصادية واالجتامعية لنظرائهم ممن لدُيم الرغبة‬

‫يف التغلب عىل تلك العوائق‪ ،‬وهذا أمر غري عادل وتعسفي‪.‬‬

‫أما بخصوص النقد االجتامعي والفكري‪ ،‬فيجب توجيهه إىل املهنيني‪ ،‬وأساتذة اجلامعات‪،‬‬

‫واملعلمني‪ ،‬والكهنة‪ ،‬واملبرشين‪ ،‬والطالب‪ ،‬وغريهم‪ .‬جلعلهم يرون أن كتاباهتم‪ ،‬أو‬

‫تعليقاهتم‪ ،‬أو حمادثاهتم ختضع للرقابة‪ ،‬وبالتايل ال تؤدي إىل معاجلة تلك املشكالت‪.‬‬

‫وبمجرد التعرف عىل احتياجات املجموعات املستهدفة وعوامل اإلحباط املوجودة بني‬

‫صفوفها‪ ،‬سيسهل توجيه عداء السكان جتاه اجلامعات السيئة التي يمثلها النظام احلايل‬

‫ومنظومته القمعية‪ .‬وسنجعل السكان يرون أنه بمجرد القضاء عىل هذا النظام أو بنيته‬

‫سيتاح القضاء عىل سبب إحباطاهتم‪ ،‬وسيصبح بوسعهم تلبية احتياجاهتم‪ .‬وجيب أن يظهر‬

‫للسكان أن دعم التمرد والعصيان هو بمثابة دعم لرغباهتم اخلاصة‪ ،‬وذلك باعتبار أن‬

‫احلركة الديمقراطية هتدف إىل القضاء عىل املشكالت التي تعيق تلبية رغباهتم بالتحديد‪.‬‬

‫وكقاعدة عامة‪ ،‬جيب عىل فرق الدعاية املسلحة جتنب املشاركة يف القتال‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا مل‬

‫يكن هذا ممكنا‪ ،‬فعليهم أن يتعاملوا كوحدة حرب عصابات تستخدم تكتيكات ارضب‬

‫‪45‬‬
‫واهرب‪ ،‬مما يتسبب يف تكبيد العدو قدرا أكرب من اإلصابات عرب استخدام نريان هجومية‬

‫باطشة‪ ،‬بالتوازي مع االستيالء عىل أسلحة العدو واالنسحاب رسيعا‪.‬‬

‫هناك استثناء وحيد لقاعدة جتنب القتال‪ ،‬وهو عندما تتعرض البلدة لتهديد بأعامل عدائية‪،‬‬

‫سواء من قبل فرد أم من قبل عدد من الرجال من فريق العدو‪ .‬ويمكن التصدي هلجوم‬

‫ينفذه رجل واحد أو اثنان عرب القضاء عليهم بطريقة رسيعة وفعالة‪ .‬وهذا هو اخلطر األكثر‬

‫شيوعا‪ .‬أما عندما يكون عدد قوات العدو مساوي ًا لقواتنا‪ ،‬فيجب االنسحاب فورا‪ ،‬ثم‬

‫إعداد كامئن للعدو‪ ،‬أو القضاء عليه بواسطة عنارص القناصة‪.‬‬

‫عىل أي حال‪ ،‬ال جيب عىل كوادر ِفرق الدعاية املسلحة حتويل البلدة إىل ساحة قتال‪،‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬يكون رجالنا مسلحون بشكل جيد‪ ،‬مما سيساعدهم عىل اكتساب احرتام‬

‫السكان يف حالة تنفيذهم ملناورات مناسبة بد ً‬


‫ال من تعريض حياهتم للخطر‪ ،‬أو حتى تدمري‬

‫منازهلم أثناء خوض مواجهة مع العدو داخل البلدة‪.‬‬

‫‪٥‬ـ برنامج الفريق الشامل ـ البنية التحتية املتنقلة‬


‫تشمل العمليات النفسية التي تشنها فرق الدعاية املسلحة‪ :‬تسلل رجال العصابات املنوط‬

‫هبم التواصل بشكل رئييس مع سكان البلدة‪ .‬وذلك‪ ،‬بد ً‬


‫ال من إرسال رسائل إليهم من‬

‫خالل مصادر خارجية‪ ،‬وبالتايل سيساهم هذا التسلل يف تأسيس بنية حتتية متنقلة تابعة لنا‪.‬‬

‫البنية التحتية املتنقلة هي عبارة عن كادر من فريق الدعاية املسلحة يتنقل بني السكان‪.‬‬

‫بحيث يكون عىل تواصل مع ستة أفراد أو أكثر من السكان الذين نتحصل منهم عىل‬

‫معلومات‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬توفر املعلومات خدمة مهمة‪ ،‬حيث تُدمج يف الوقت املناسب‬

‫‪46‬‬
‫ضمن جممل حركة العصابات‪ .‬وهبذه الطريقة‪ ،‬يبني برنامج فريق الدعاية املسلحة يف منطقة‬

‫العمليات مصدرا ثابتا (بنية حتتية) جلمع املعلومات حلساب القادة يف كل منطقة الريف‪.‬‬

‫وكذلك سيمثل وسيلة لتطوير وزيادة الدعم الشعبي لتجنيد أعضاء جدد‪ ،‬وللحصول عىل‬

‫مؤن‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يسمح برنامج فريق الدعاية املسلحة بتوسيع حركة حرب‬

‫العصابات‪ ،‬حيث يمكنه أن خيرتق املناطق التي ال ختضع لسيطرة الوحدات القتالية‪ .‬وهبذه‬

‫الطريقة‪ ،‬ومن خالل التقييم الدقيق من طرف الوحدات القتالية‪ ،‬سيكون بإمكاهنا التخطيط‬

‫لعملياهتا بدقة أكرب‪ ،‬حيث ستتوافر لدُيا معرفة يقينية باألوضا احلالية‪.‬‬

‫سيتذكر القادة أن هذا النو من العمليات يشبه عمليات الطابور اخلامس الذي ُاستخدم يف‬

‫املرحلة األوىل من احلرب العاملية الثانية‪ ،‬فباستخدام تكتيكات التسلل والتخريب متكن‬

‫األلامن من اخرتاق البلدان املستهدفة قبل اجتياحها‪ ،‬فدخلوا بولندا‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬وهولندا‪،‬‬

‫وفرنسا‪ ،‬يف شهر‪ ،‬والنرويج يف أسبو ‪ .‬وقد أثبت هذا التكتيك فعاليته بوضوح يف الكثري من‬

‫احلروب‪ ،‬ويمكن استخدامه بفعالية من قبل مغاوير احلرية‪ .‬وعموما‪ ،‬فإن أنشطة فرق‬

‫الدعاية املسلحة هبا قدر من اخلطورة‪ ،‬ولكن ليس أكثر من أي نشاط آخر‪ ،‬ومن ثم تظل‬

‫فرق الدعاية املسلحة رضورية لنجاح النضال‪.‬‬

‫‪٦‬ـ االستنتاجات‬
‫بنفس الطريقة التي يكون فيها عنارص االستطال بمثابة عيون وآذان للدورية أو الرتل أثناء‬

‫املسري‪ ،‬فإن فرق الدعاية املسلحة هي أيضا مصدر للمعلومات‪ ،‬فهي مثل قرون االستشعار‬

‫حلركتنا‪ ،‬ألهنا تعثر عىل نقاط الضعف االجتامعية والسياسية يف املجتمع املستهدف‪،‬‬

‫وتستغلها‪ ،‬مما جيعل من املمكن القيام بعملية ناجحة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫تطوير منظامت الواجهة والسيطرة عليها‬

‫‪48‬‬
‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬
‫إن تطوير منظامت الواجهة والسيطرة عليها‪ ،‬تُعد عملية أساسية ضمن جهود حركة‬

‫العصابات لتنفيذ مترد‪ .‬فهذا يف احلقيقة جانب من جوانب حرب العصابات يف املناطق‬
‫املدنية‪ ،‬ولكن جيب أن يتقدم بشكل ٍ‬
‫مواز للحملة يف املنطقة الريفية‪ .‬وُيدف هذا القسم إىل‬

‫إكساب دارس حرب العصابات الفهم الالزم لتطوير منظامت الواجهة والسيطرة عليها‬

‫أثناء حرب العصابات‪.‬‬

‫‪٩‬ـ التجنيد األويل‬


‫التجنيد األويل حلساب احلركة سيتم ‪ -‬يف حال حدوثه ‪ -‬باستخدام اإلكراه‪ ،‬من خالل‬

‫بعض املداوالت اخلاصة التي يقوم هبا الكادر (دون أن يعلم الفرد أنه يتحدث إىل أحد‬

‫أعضائنا)‪ .‬وبعد ذلك‪ُ ،‬يبل املجند أنه بالفعل عضو باحلركة‪ ،‬وسوف يتم كشفه لرجال‬

‫الرشطة إذا مل يتعاون‪ /‬تتعاون معنا‪.‬‬

‫عندما يقوم رجال حرب العصابات بتنفيذ مهامت الدعاية املسلحة‪ ،‬وبرنامج زيارات‬

‫منتظمة للبلدات من قبل فرق الدعاية املسلحة‪ ،‬فإن قنوات االتصال تلك ستزود القادة‬

‫بأسامء وأماكن األشخاص املمكن جتنيدهم‪ .‬وسيجري التجنيد التطوعي يف تلك احلالة أثناء‬

‫زيارات قادة العصابات أو الكوادر السياسية‪.‬‬

‫بعد تنفيذ سلسلة من عمليات التجنيد التطوعي‪ ،‬وحتديد مدى مصداقية املجندين عرب‬

‫تنفيذهم ملهام صغرية‪ ،‬سيتم توجيههم بخصوص كيفية زيادة‪ /‬توسيع سلسلة التجنيد‪ ،‬من‬

‫خالل الرتكيز عىل جمموعات مستهدفة حمددة وفقا لإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ ‬من خالل املعارف‪ ،‬أو من خالل مراقبة املجموعات املستهدفة‪ ،‬مثل‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬ونقابات العامل‪ ،‬وجمموعات الشباب‪ ،‬واجلمعيات‬
‫الزراعية‪ ،‬وما إىل ذلك‪ ،‬يمكن التعرف عىل العادات الشخصية‪ ،‬واألمور‬
‫التي حتبذها الشخصيات املستهدفة‪ ،‬والتحيزات‪ ،‬فضال عن نقاط ضعف‬
‫األشخاص املجندين‪.‬‬

‫‪ ‬اقرتب من الشخص املستهدف من خالل أحد املعارف‪ ،‬وإن أمكن قم‬


‫بتطوير صداقة بينكام‪ ،‬واجذبه من خالل تفضيالته أو نقاط ضعفه‪ :‬عرب‬
‫دعوته لتناول الغداء يف املطعم الذي خيتاره‪ ،‬أو من خالل تناول مرشوب يف‬
‫املحل املفضل لديه‪ ،‬أو دعوته لتناول العشاء يف املكان الذي يفضله‪.‬‬

‫التجنيد جيب أن يتبع أحد املبادئ التوجيهية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إذا بدا من الشخص املستهدف أثناء حديث غري رسمي معه‪ ،‬قابليته للتجنيد‬
‫الطوعي بناء عىل معتقداته وقيمه الشخصية‪ ..‬إلخ‪ .‬فيجب إخطار الكادر‬
‫السيايس املكلف بعمليات التجنيد بذلك‪ .‬وسوف يبني التواصل املبارش‬
‫بشكل مفصل للكادر املختص كل ما يريد معرفته عن املجند املحتمل‪،‬‬
‫وأسلوب اإلقنا الواجب استخدامه معه‪ ،‬واملدخل لالثنني‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كان الشخص املستهدف ال يبدي استجابة للتجنيد التطوعي‪ ،‬فيمكن‬
‫ترتيب لقاءات‪ ،‬تبدو عارضة‪ ،‬جتمعه بقادة العصابات أو الكوادر السياسية‬
‫(غري املعروفة للمستهدف حتى تلك اللحظة)‪ .‬بحيث تُعقد تلك اللقاءات‬
‫يف مكان يعلم األشخاص اآلخرون أن اهلدف سيحرض إليه‪ ،‬سواء عند‬
‫وصوله إىل منزل معني‪ ،‬أوحني جلوسه عىل الطاولة يف حانة معينة‪ ،‬أو حتى‬
‫حني جلوسه عىل مقعد يف احلديقة‪ .‬وعندئذ يواجه الشخص املستهدف‬

‫‪51‬‬
‫بحقيقة مشاركته يف النضال التمردي‪ ،‬وس ُيوضح له أيضا أنه يف حال عدم‬
‫تعاونه أو تنفيذه لألوامر املستقبلية‪ ،‬فسيتعرض لالنتقام من قبل الرشطة أو‬
‫جنود النظام‪.‬‬

‫‪ ‬يمكن يف حال الرضورة إخطار الرشطة بسهولة بام يدين الشخص‬


‫املستهدف الذي ال يود االلتحاق برجال حرب العصابات‪ .‬وذلك عرب‬
‫خطاب حيمل بيانات كاذبة من مواطنني غري متورطني مع احلركة‪ .‬وجيب‬
‫احلرص عىل جتنب كشف الشخص الذي عمل عىل جتنيد اهلدف رسا‪.‬‬

‫‪ ‬عرب تنفيذ املهام الرسية للحركة‪ ،‬يتم إرشاك وتسليم كل املجندين مهاما‬
‫يؤدوهنا بشكل تدرجيي عىل نطاق يتسع شيئا فشيئا مع زيادة الثقة‪ .‬وينبغي‬
‫أن حتدث هذه العملية بشكل تدرجيي‪ ،‬من أجل احلد من اعرتافات األفراد‬
‫شديدي اخلوف يف حال تكليفهم بمهام شديدة الصعوبة أو خطرية يف وقت‬
‫مبكر للغاية‪.‬‬

‫ع ـ ــرب اس ـ ــتخدام ه ـ ــذا األس ـ ــلوب للتجني ـ ــد‪ ،‬س ـ ــيكون رج ـ ــال ح ـ ــرب العص ـ ــابات ق ـ ــادرين ع ـ ــىل‬

‫اخ ـ ــرتاق أي جمموع ـ ــة رئيس ـ ــية مس ـ ــتهدفة ض ـ ــمن النظ ـ ــام احل ـ ــاكم بنج ـ ــاح م ـ ــن أج ـ ــل حتس ـ ــني‬

‫التحكم الداخيل يف بنية العدو‪.‬‬

‫‪٣‬ـ املواطنون املستقرون يف أعامهلم‪ ،‬السيطرة الذاتية الداخلية‬


‫س ُيجند املواطنون املستقرون يف أعامهلم‪ ،‬مثل األطباء‪ ،‬واملحامني‪ ،‬ورجال األعامل‪،‬‬

‫وأصحاب األرايض‪ ،‬واملسؤولني احلكوميني الصغار يف احلركة‪ .‬وسيستخدمون يف إحكام‬

‫السيطرة الداخلية الذاتية عىل املجموعات واجلمعيات التي ينتمون إليها أو قد ينتمون إليها‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫بمجرد االنتهاء من التجنيد‪ ،‬والوصول إىل نقطة تسمح بإعطاء تعليامت حمددة للكوادر‬

‫الداخلية للبدء يف التأثري عىل جمموعاهتم‪ ،‬سيتم إعطاؤهم بعض اإلرشادات من قبيل‪:‬‬

‫‪ ‬العملية بسيطة‪ ،‬وتتطلب فقط معرفة أساسية بجدلية سـقراط ‪ ،5‬والتـي تـرتبط‬
‫باملعرف ــة املتأص ــلة ل ــدى اهل ــدف أو الوض ــع الراس ــخ للمجموع ــة الت ــي ينتم ــي‬
‫إليه ــا‪ .‬ف ــبعض املوض ــوعات‪ ،‬أو الكل ــامت أو األفك ــار ق ــد تك ــون ذات ص ــلة‬
‫بعملية إقنا الشخص املطلوب جتنيده‪.‬‬

‫‪ ‬جيب عىل الكادر حينئذ التأكيد عىل هذه املواضيع‪ ،‬أو تلك الكلامت‪ ،‬أو‬
‫األفكار‪ ،‬أثناء املناقشات‪ ،‬أو اللقاءات مع املجموعة املستهدفة‪ .‬وذلك من‬
‫خالل التعليقات العفوية‪ ،‬مما يعزز من تركيز األعضاء اآلخرين باملجموعة‬
‫عىل عالقة تلك التعليقات بتلك األمور‪ .‬ومن األمثلة املحددة يف هذا‬
‫اإلطار‪:‬‬
‫‪ o‬حتفيز اجلامعات ذات املصالح االقتصادية عن طريق الربح‪،‬‬
‫والشعور الدائم بأن النظام يعوق استثامر قدراهتا يف هذا اإلطار‪ ،‬عن‬
‫طريق الرضائب‪ ،‬وفرض تعريفات مجركية عىل االسترياد والتصدير‪،‬‬
‫وتكاليف النقل‪ ..‬إلخ‪ .‬وسيعزز الكادر املسؤول هذا الشعور‬
‫باإلحباط يف لقاءات الحقة‪.‬‬
‫‪ o‬السياسيون من أصحاب الطموح‪ ،‬وباألخص من مل ينجحوا منهم‪،‬‬
‫يشعرون عادة بأن النظام يعاملهم بطريقة غري عادلة‪ ،‬وحيد من‬
‫قدراهتم‪ .‬وألن نظام الساندينيستا ال يسمح بإجراء انتخابات‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬جدليوووة سوووقراطه هوووي نووووع مووون أنوووواع الجووودل بوووين أفوووراد متعارضوووي المواقوووف‪ ،‬وتقووووم علوووى تبوووادل األسوووئلة واألجوبوووة إلثوووارة‬
‫التعليوووول العقلووووي واسووووتثارة األفكووووار الجديوووودة‪ .‬وتعتموووود ب ووووكل أساسووووي علووووى تحويوووول الوووودفاع عوووون فكوووورة معينووووة إلووووى هجوووووم علووووى‬
‫نقيضها‪ ،‬كما تتم عبر محاولة جر الخصم لمناقضة نفسه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫فينبغي عىل الكوادر تركيز املناقشات السياسية عىل هذا اجلانب‬
‫املحبط‪.‬‬
‫‪ o‬النقاد االجتامعيون املثقفون (مثل أساتذة اجلامعات‪ ،‬واملدرسني‪،‬‬
‫والكهنة‪ ،‬واملبرشين‪ ،‬وما إىل ذلك)‪ ،‬يراودهم شعور بأن احلكومة‬
‫تتجاهل نقدهم الصائب وأن تعليقاهتم تتعرض للرقابة بشكل غري‬
‫عادل‪ ،‬وباألخص يف حال الثورة‪ .‬ويمكن بسهولة توضيح ذلك‬
‫والرتكيز عليه من طرف كوادر العصابات أثناء اللقاءات‬
‫والنقاشات‪ ،‬مما يظهر ظلم النظام‪.‬‬
‫‪ o‬بعد الشعور بخيبة األمل واإلحباط من قبل مجيع املجموعات‬
‫املستهدفة‪ ،‬فسيجري حتويل العداء جتاه العقبات التي تعرتض‬
‫طموحاهتم بشكل تدرجيي نحو النظام القمعي احلايل‪.‬‬
‫‪ o‬جي ـ ـ ـ ــب ع ـ ـ ـ ــىل ك ـ ـ ـ ــادر العص ـ ـ ـ ــابات ال ـ ـ ـ ــذي يتنقـ ـ ـ ـ ـل ب ـ ـ ـ ــني املجموع ـ ـ ـ ــات‬
‫املس ـ ـ ـ ـ ــتهدفة أال جي ـ ـ ـ ـ ــذب االنتب ـ ـ ـ ـ ــاه الي ـ ـ ـ ـ ــه‪ ،‬بحي ـ ـ ـ ـ ــث يب ـ ـ ـ ـ ــدو أن تط ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫املش ـ ــاعر العدائي ـ ــة جت ـ ــاه نظ ـ ــام الساندينيس ـ ــتا املخ ـ ــاد حي ـ ــدث بش ـ ــكل‬
‫تلق ـ ـ ــائي مـ ـ ـ ــن أعض ـ ـ ــاء املجموعـ ـ ـ ــة ال بس ـ ـ ــبب اقرتاحـ ـ ـ ــات الكـ ـ ـ ــوادر‪،‬‬
‫وهذه هي السيطرة الداخلية الذاتية‪.‬‬
‫‪ o‬العداء ضد احلكومة جيب أن يعمم‪ ،‬وليس بالرضورة أن يكون يف‬
‫صاحلنا‪ .‬فإذا كانت املجموعة تذكي شعورا لصاحلنا‪ ،‬فيمكن‬
‫استخدامه‪ .‬لكن اهلدف الرئييس يتمثل يف اندماج املجموعات‬
‫املستهدفة يف املنظامت اجلامهريية يف وقت الحق من العملية‪ ،‬وذلك‬
‫عند تنفيذ أنشطة أخرى بنجاح‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪١‬ـ تنظيم اخلاليا من الناحية األمنية‬
‫جي ـ ــب أن ت ـ ــنظم الك ـ ــوادر الداخلي ـ ــة حلركتن ـ ــا يف خالي ـ ــا تتك ـ ــون م ـ ــن ثالث ـ ــة أش ـ ــخاص‪ ،‬واح ـ ــد‬

‫منهم فقط تتمثل مهمته يف احلفاظ عىل االتصال اخلارجي‪.‬‬

‫وتعد اخللية املكونة من ثالثة أشخاص هي العنرص األسايس للحركة‪ ،‬حيث تعقد لقاءات‬

‫متكررة لتلقي األوامر ومترير املعلومات إىل قائد اخللية‪ .‬هذه اللقاءات مهمة جدا من أجل‬

‫دعم أعضاء اخللية بعضهم بعضا‪ ،‬وكذلك لتعزيز معنوياهتم‪ .‬وجيب عليهم توجيه النقد‬

‫الذايت ألنفسهم سواء نجحوا يف حتقيق مهام السيطرة الذاتية الفردية أم فشلوا‪.‬‬

‫ي ـ ــوفر التنس ـ ــيق للخلي ـ ــة املكون ـ ــة م ـ ــن ثالث ـ ــة أعض ـ ــاء ش ـ ــبكة أم ـ ــان للتواص ـ ــل املتب ـ ــادل‪ ،‬حي ـ ــث‬

‫يتص ـ ـ ــل ك ـ ـ ــل عض ـ ـ ــو بخلي ـ ـ ــة عملياتي ـ ـ ــة واح ـ ـ ــدة فق ـ ـ ــط‪ ،‬ويف اجتامع ـ ـ ــات تنس ـ ـ ــيق اخلالي ـ ـ ــا ل ـ ـ ــن‬

‫يكشـ ـ ـ ــف األعضـ ـ ـ ــاء هويـ ـ ـ ــة جهـ ـ ـ ــات االتصـ ـ ـ ــال اخلاصـ ـ ـ ــة هبـ ـ ـ ــم يف اخلليـ ـ ـ ــة العملياتيـ ـ ـ ــة‪ ،‬لكـ ـ ـ ــن‬

‫سـ ــوف يكشـ ــفون فقـ ــط عـ ــن طبيعـ ــة النشـ ــاط الـ ــذي تشـ ــارك فيـ ــه اخلليـ ــة‪ ،‬مـ ــن قبيـ ــل العمـ ــل يف‬

‫حزب سيايس‪ ،‬أو مجعية طبية‪ ..‬إلخ‪.‬‬

‫ال يوجد تسلسل هرمي يف اخلاليا خارج عنرص التنسيق‪ .‬وسيكون لدى القائد اتصال مبارش‬
‫ٍ‬
‫متخف ‪ -‬بقادة حرب العصابات يف املنطقة أو ساحة العمليات‪ .‬هذا اهليكل ال يبني‬ ‫‪ -‬لكنه‬

‫حدود أي من اخلاليا اجلديدة‪ ،‬لكنه يبني أننا نحتاج إىل خلية تنسيق لكل ثالث خاليا‬

‫عملياتية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪٥‬ـ االنصهار يف منظمة "واجهة"‬
‫االنص ـ ـ ــهار يف امل ـ ـ ــنظامت املع ـ ـ ــرتف هب ـ ـ ــا م ـ ـ ــن قب ـ ـ ــل حكوم ـ ـ ــة الساندينيس ـ ـ ــتا‪ ،‬مث ـ ـ ــل اجلمعي ـ ـ ــات‬

‫واملجموع ـ ــات األخ ـ ــرى‪ ،‬س ـ ـ ـ ُين َّفذ م ـ ــن خ ـ ــالل الس ـ ــيطرة الداخلي ـ ــة الذاتي ـ ــة الت ـ ــي س ـ ــتظهر يف‬

‫املراح ـ ـ ـ ــل األخ ـ ـ ـ ــرية م ـ ـ ـ ــن العملي ـ ـ ـ ــة‪ ،‬وحتدي ـ ـ ـ ــدا يف مرحل ـ ـ ـ ــة التواص ـ ـ ـ ــل الوثي ـ ـ ـ ــق م ـ ـ ـ ــع الكت ـ ـ ـ ــل‬

‫اجلامهريية‪.‬‬

‫عن ـ ـ ـ ــد توس ـ ـ ـ ــع العم ـ ـ ـ ــل املس ـ ـ ـ ــلح لرج ـ ـ ـ ــال ح ـ ـ ـ ــرب العص ـ ـ ـ ــابات بق ـ ـ ـ ــدر ك ـ ـ ـ ــاف‪ ،‬س ـ ـ ـ ـ ُتن َّفذ مه ـ ـ ـ ــام‬

‫الدعاي ـ ــة املس ـ ــلحة عـ ـ ــىل نط ـ ــاق واس ـ ــع‪ ،‬وسـ ـ ــوف حتص ـ ــل ف ـ ــرق الدعايـ ـ ــة ع ـ ــىل دع ـ ــم مفتـ ـ ــوح‬

‫م ـ ـ ــن املؤسس ـ ـ ــات‪ ،‬وس ـ ـ ــتخرتق املجموع ـ ـ ــات املس ـ ـ ــتهدفة يف منظوم ـ ـ ــة الع ـ ـ ــدو بش ـ ـ ــكل جي ـ ـ ــد‬

‫بع ـ ـ ــد هتيئته ـ ـ ــا مس ـ ـ ــبقا‪ .‬ويف املرحل ـ ـ ــة الت ـ ـ ــي ستتش ـ ـ ــكل فيه ـ ـ ــا اللق ـ ـ ــاءات اجلامهريي ـ ـ ــة‪ ،‬جي ـ ـ ــب أن‬

‫‪55‬‬
‫تب ـ ـ ــدأ الك ـ ـ ــوادر الداخلي ـ ـ ــة بف ـ ـ ــتح نقاش ـ ـ ــات ح ـ ـ ــول ص ـ ـ ــهر الق ـ ـ ــوى املوج ـ ـ ــودة يف منظم ـ ـ ــة م ـ ـ ــا‪،‬‬

‫بحيث تكون هذه املنظمة بمثابة غطاء حلركتنا‪.‬‬

‫أي جمموعة مستهدفة ستكون عىل دراية بأن عداء املجموعات األخرى يزداد بشكل كبري‬

‫جتاه احلكومة‪ ،‬والرشطة‪ ،‬والقواعد القانونية التقليدية للسلطة‪ .‬وكوادر حرب العصابات يف‬

‫هذه املجموعة سيقومون ببناء وصقل هذا الوعي‪ .‬ففي هيئة تضم املزارعني‪ ،‬سيقول‬

‫أحدهم عىل سبيل املثال‪ :‬إن أعضاء تعاونيته يعتقدون أن السياسة االقتصادية اجلديدة غري‬

‫معقولة‪ ،‬وسيئة التخطيط‪ ،‬وغري عادلة للفالحني‪.‬‬

‫وعن ـ ـ ـ ــدما ي ـ ـ ـ ــزداد ال ـ ـ ـ ــوعي بمعن ـ ـ ـ ــى زي ـ ـ ـ ــادة ع ـ ـ ـ ــداء املجموع ـ ـ ـ ــات املس ـ ـ ـ ـ ـتهدفة للنظ ـ ـ ـ ــام‪ ،‬ف ـ ـ ـ ــإن‬

‫نقاشـ ــات املجموع ـ ــة س ـ ـ ُتعقد علن ـ ــا‪ ،‬وس ـ ــتتمكن حركتن ـ ــا م ـ ــن تلق ـ ــي تق ـ ــارير تفي ـ ــد ب ـ ــأن غالبي ـ ــة‬

‫عمالئهـ ـ ــا متحـ ـ ــدون يف عـ ـ ــداء مشـ ـ ــرتك ضـ ـ ــد النظـ ـ ــام احلـ ـ ــاكم‪ .‬وس ـ ـ ـ ُيطور هـ ـ ــذا الوضـ ـ ــع عـ ـ ــرب‬

‫إص ـ ـ ــدار أم ـ ـ ــر بال ـ ـ ــدمج واالنص ـ ـ ــهار ب ـ ـ ــني املجموع ـ ـ ــات‪ .‬وس ـ ـ ــينفذ األم ـ ـ ــر حت ـ ـ ــت غط ـ ـ ــاء ع ـ ـ ــرب‬

‫التايل‪:‬‬

‫‪ ‬التقاء الكوادر الداخلية حلركتنا مع أشخاص معينني‪ ،‬مثل الرؤساء والقادة‪،‬‬


‫وغريهم‪ ،‬يف اجتامعات منظمة بقيادة قائد جمموعة من حركتنا‪ ،‬ويمكن‬
‫الثنني أو ثالثة مرافقني مساعدة الكادر إذا كان ذلك رضوريا‪.‬‬
‫‪ ‬نرش بيان رسمي مشرتك عن هذا االجتام ‪ ،‬يتضمن اإلعالن عن إنشاء‬
‫منظمة "الواجهة"‪ ،‬وأسامء املشاركني فيها‪ ،‬وتوقيعاهتم‪ ،‬وأسامء اهليئات التي‬
‫يمثلوهنا‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫وبعد إطالق هذا البيان‪ ،‬ينبغي الرشو يف عقد اجتامعات مجاهريية هتدف إىل تدمري احلكم‬

‫الساندينيستي‪.‬‬

‫‪٦‬ـ االستنتاجات‬
‫إن تط ـ ـ ــوير م ـ ـ ــنظامت الواجه ـ ـ ــة يف ح ـ ـ ــرب العص ـ ـ ــابات والس ـ ـ ــيطرة عليه ـ ـ ــا‪ ،‬س ـ ـ ــيوفر حلركتن ـ ـ ــا‬

‫الق ـ ــدرة ع ـ ــىل إح ـ ــداث وق ـ ــع مف ـ ــاجئ ب ـ ــني الس ـ ــكان عن ـ ــد إعط ـ ــاء أم ـ ــر باالن ـ ــدماج ب ـ ــني تل ـ ــك‬

‫املـ ـ ــنظامت‪ .‬ومـ ـ ــع تطـ ـ ــوير عمليـ ـ ــات االخـ ـ ــرتاق والسـ ـ ــيطرة الذاتيـ ـ ــة الداخليـ ـ ــة بـ ـ ــالتوازي مـ ـ ــع‬

‫أنش ـ ـ ــطة ح ـ ـ ــرب العص ـ ـ ــابات األخ ـ ـ ــرى‪ ،‬س ـ ـ ــيتمكن ق ـ ـ ــادة ح ـ ـ ــرب العص ـ ـ ــابات ال ـ ـ ــديمقراطيني‬

‫من هدم بنية الساندينيستا واستبداهلا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫السيطرة عىل اللقاءات والكتل اجلامهريية‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬

‫يف املراحـ ـ ـ ــل األخـ ـ ـ ــرية مـ ـ ـ ــن حـ ـ ـ ــرب العصـ ـ ـ ــابات‪ ،‬متثـ ـ ـ ــل اللقـ ـ ـ ــاءات والتكـ ـ ـ ــتالت اجلامهرييـ ـ ـ ــة‬

‫أداة نفس ـ ـ ـ ـ ــية قويـ ـ ـ ـ ـ ــة لتنفيـ ـ ـ ـ ـ ــذ املهم ـ ـ ـ ـ ــة‪ .‬وُيـ ـ ـ ـ ـ ــدف هـ ـ ـ ـ ـ ــذا القس ـ ـ ـ ـ ــم إىل إعطـ ـ ـ ـ ـ ــاء دارس حـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬

‫العص ـ ـ ــابات ت ـ ـ ــدريبا خي ـ ـ ــتص بتقني ـ ـ ــات الس ـ ـ ــيطرة ع ـ ـ ــىل اللق ـ ـ ــاءات والتك ـ ـ ــتالت اجلامهريي ـ ـ ــة يف‬

‫حرب العصابات‪.‬‬

‫‪٩‬ـ تسلل كوادر حركة العصابات‬


‫نقصد بذلك تسلل كوادر حرب العصابات (سواء كان املتسلل عضوا يف حركتنا أو عنرصا‬

‫خارجيا) يف احتادات العامل‪ ،‬وجمموعات الطالب‪ ،‬وتنظيامت الفالحني‪ ..‬إلخ‪ ،‬وهتيئة هذه‬

‫‪58‬‬
‫املجموعات من أجل التعامل مع الكتل اجلامهريية‪ ،‬حيث يتعني عليهم القيام بحمالت‬

‫إرشادية من أجل دعم التمرد بطريقة رسية‪.‬‬

‫‪ ‬جيب عىل فريق احلرب النفسية التابع لنا أن ُيعد مسبقا ألفراد املجموعات‬
‫املستهدفة موقفا عقليا عدائيا‪ ،‬بحيث يتمكنون يف اللحظة احلاسمة من‬
‫حتويل غضبهم إىل عنف‪ ،‬ليطالبوا بحقوقهم التي هضمها النظام‪.‬‬
‫‪ ‬جيب أن تستهدف محالت التهيئة املسبقة كال من األحزاب السياسية‪،‬‬
‫والتجمعات املهنية‪ ،‬والطالب‪ ،‬والعامل‪ ،‬والعاطلني عن العمل‪ ،‬واألقليات‬
‫العرقية‪ ،‬وأي قطا آخر يف املجتمع رسيع التأثر بالنقد أو قابل للتجنيد‪.‬‬
‫وهذا يشمل أيضا الكتل الشعبية واملتعاطفني مع حركتنا‪.‬‬
‫‪ ‬اهلدف األسايس حلملة التهيئة هو إنشاء صورة سلبية للعدو املشرتك‪ ،‬من‬
‫قبيل‪:‬‬
‫‪ o‬وصف مديري الكيانات واملنظامت احلكومية بأهنم يعاملون‬
‫املوظفني بطريقة سادة العبيد‪.‬‬
‫‪ o‬الرشطة تيسء معاملة املواطنني مثلام كان يفعل اجلستابو (الرشطة‬
‫الرسية النازية)‪.‬‬
‫‪ o‬وصف املسؤولني احلكوميني العاملني يف مشاريع إعادة اإلعامر‬
‫الوطني بكوهنم جمرد دمى يف يد اإلمربيالية الكوبية ‪ -‬الروسية‪.‬‬

‫ويف تلك اآلونة ستعمل كوادر احلرب النفسية التابعة لنا عىل خلق هواجس قهرية ذات‬

‫طبيعة مؤقتة يف أماكن التجمعات العامة‪ ،‬بحيث تعمل بكامل طاقتها عىل طرق املواضيع‬

‫املطلوبة أو املشار إليها ‪ -‬كام هو احلال يف التجمعات اجلامهريية ‪ -‬بواسطة أحاديث غري‬

‫تعرب عن السخط‪ ،‬باإلضافة إىل إصدار كتيبات ونرشات‪ ،‬وكتابة مقاالت حتريرية‬
‫رسمية ّ‬

‫‪59‬‬
‫سواء يف اإلذاعة أم يف الصحف‪ ،‬وخالل ذلك يتم الرتكيز عىل هتيئة عقلية اجلامهري للحظة‬

‫احلاسمة التي سيسود فيها عنف شامل‪ .‬ومن أجل تسهيل التهيئة املسبقة للجامهري‪ ،‬جيب‬

‫علينا يف كثري من األحيان استخدام بعض العبارات جلعل السكان يرون احلقيقة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ ‬إن الرضائب التي يدفعوهنا للحكومة ال تفيد السكان عىل اإلطالق‪ ،‬حيث‬
‫تُستخدم كشكل من أشكال االستغالل لزيادة ثراء رجال احلكومة‪.‬‬
‫‪ ‬قل رصاحة للناس بأهنم قد أصبحوا عبيدا‪ ،‬وأهنم ُيست َغلون من قبل‬
‫املجموعات العسكرية والسياسية املتمتعة بامتيازات‪.‬‬

‫املستشـ ـ ـ ـ ــارون األجانـ ـ ـ ـ ــب وبـ ـ ـ ـ ــراجمهم االستشـ ـ ـ ـ ــارية هـ ـ ـ ـ ــم يف الواقـ ـ ـ ـ ــع رأس حربـ ـ ـ ـ ــة التـ ـ ـ ـ ــدخل‬

‫األجنبـ ـ ــي يف بالدن ـ ـ ــا‪ ،‬وال ـ ـ ــذي ُي ـ ـ ــدف إىل اس ـ ـ ــتغالل األم ـ ـ ــة ب ـ ـ ــام حيق ـ ـ ــق أه ـ ـ ــداف اإلمربي ـ ـ ــاليني‬

‫الـ ـ ـ ــروس والكـ ـ ـ ــوبيني‪ ،‬ويعمـ ـ ـ ــل عـ ـ ـ ــىل حتويـ ـ ـ ــل شـ ـ ـ ــعبنا إىل عبيـ ـ ـ ــد للمطرقـ ـ ـ ــة واملنجـ ـ ـ ــل (رمـ ـ ـ ــز‬

‫االحتاد السوفيتي السابق والشيوعية الدولية)‪.‬‬

‫‪٣‬ـ اختيار الشعارات املناسبة‬


‫يصنف قادة حرب العصابات شعاراهتم وفقا للمالبسات والظروف‪ ،‬هبدف تعبئة اجلامهري‬

‫يف نطاق واسع من األنشطة وفق أعىل مستوى عاطفي‪ .‬وعند توسع االنتفاضة اجلامهريية‪،‬‬

‫جيب أن ترفع كوادرنا الرسية مطالب جزئية وأولية‪ ،‬من قبيل "نريد الطعام"‪" ،‬نريد حرية‬

‫العبادة"‪" ،‬نريد احلريات النقابية"‪ .‬فتلك اخلطوات ستقودنا نحو حتقيق أهداف حركتنا‬

‫واملتمثلة يف‪ :‬الرب‪ ،‬الوطن‪ ،‬الديمقراطية‪.‬‬

‫إذا لـ ـ ــوحظ نقـ ـ ــص يف التنظـ ـ ــيم والقيـ ـ ــادة لـ ـ ــدى سـ ـ ــلطة العـ ـ ــدو‪ ،‬ووجـ ـ ــد السـ ـ ــكان أنفسـ ـ ــهم يف‬

‫حال ـ ـ ــة ش ـ ـ ـعور ب ـ ـ ــالقوة‪ ،‬ف ـ ـ ــيمكن االس ـ ـ ــتفادة م ـ ـ ــن ه ـ ـ ــذا الظ ـ ـ ــرف‪ ،‬بحي ـ ـ ــث يرف ـ ـ ــع املحرض ـ ـ ــون‬

‫‪61‬‬
‫نغمـ ـ ـ ــة الشـ ـ ـ ــعارات إىل أعـ ـ ـ ــىل سـ ـ ـ ــقف ممكـ ـ ـ ــن‪ .‬وإذا مل تشـ ـ ـ ــتعل عاطفـ ـ ـ ــة اجلامهـ ـ ـ ــري‪ ،‬فسيسـ ـ ـ ــتمر‬

‫حمرض ـ ـ ــونا يف رف ـ ـ ــع الش ـ ـ ــعارات اجلزئي ـ ـ ــة‪ ،‬وستس ـ ـ ــتند املطال ـ ـ ــب ع ـ ـ ــىل االحتياج ـ ـ ــات اليومي ـ ـ ــة‬

‫مع تقييدها بأهداف حركتنا‪.‬‬

‫أحـ ــد األمثلـ ــة للحاجـ ــة إىل رف ـ ــع شـ ــعارات بسـ ــيطة تتمثـ ــل يف أن قل ـ ــيال مـ ــن السـ ــكان هـ ــم م ـ ــن‬

‫يفك ـ ـ ـ ـ ــرون يف املالي ـ ـ ـ ـ ــني م ـ ـ ـ ـ ــن الكورتوب ـ ـ ـ ـ ــاس (العمل ـ ـ ـ ـ ــة النقدي ـ ـ ـ ـ ــة لنيك ـ ـ ـ ـ ــاراجو)‪ ،‬ولك ـ ـ ـ ـ ــن أي‬

‫م ـ ـ ـ ــواطن مه ـ ـ ـ ــام ك ـ ـ ـ ــان متواض ـ ـ ـ ــعا‪ ،‬يفه ـ ـ ـ ــم أن هن ـ ـ ـ ــاك رضورة الم ـ ـ ـ ــتالك زوج م ـ ـ ـ ــن األحذي ـ ـ ـ ــة‪.‬‬

‫فأه ـ ـ ــداف احلرك ـ ـ ــة ذات طبيع ـ ـ ــة أيديولوجي ـ ـ ــة‪ ،‬لك ـ ـ ــن جي ـ ـ ــب أن ي ـ ـ ــدرك حمرض ـ ـ ــونا أن الطع ـ ـ ــام‪،‬‬

‫مث ـ ـ ــل اخلب ـ ـ ــز‪ ،‬والزب ـ ـ ــدة‪ ،‬والت ـ ـ ــورتيال (طع ـ ـ ــام مكسيس ـ ـ ــكي ش ـ ـ ــعبي)‪ ،‬والفاص ـ ـ ــوليا احلم ـ ـ ــراء‪،‬‬

‫سيجذب انتباه السكان‪ ،‬وجيب أن يفهموا أن هذه هي مهمتهم الرئيسية‪.‬‬

‫‪١‬ـ إنشاء النواة‬


‫ينطوي هذا املحور عىل تعبئة عدد حمدد من املحرضني من تنظيم حرب العصابات باملنطقة‪.‬‬

‫وسوف جتذب هذه املجموعة حتام عددا مساويا من األشخاص الفضوليني الذين يبحثون‬

‫عن املغامرات ويسعون وراء العواطف‪ ،‬فضال عن أولئك غري الراضني عن نظام احلكم‪.‬‬

‫وسوف جيذب رجال حرب العصابات املتعاطفني واملواطنني الساخطني بسبب قمع‬

‫النظام‪ ،‬وس ُتكلف كل وحدة فرعية من العصابات بمهام وأدوار حمددة جيب أن تقوم هبا‪.‬‬

‫سنعبئ كوادرنا بأكرب عدد ممكن جنبا إىل جنب مع األشخاص الذين تأثروا بالديكتاتورية‬

‫الشيوعية‪ ،‬سواء إذا كانت ممتلكاهتم قد ُرسقت منهم‪ ،‬أو سجنوا‪ ،‬أو تعرضوا للتعذيب أو‬

‫ألي نو آخر من التعدي عليهم‪ .‬وسنحشد كوادرنا نحو املناطق التي تعيش فيها العنارص‬

‫املعادية واإلجرامية من اجلبهة الوطنية لتحرير الساندينيني (‪ )FSLN‬وجلنة الدفا عن‬

‫‪61‬‬
‫ساندينيستا (‪ )CDS‬وآخرون من أشباههم‪ ،‬مع السعي لتسليحهم باهلراوات‪ ،‬والقضبان‬

‫احلديدية‪ ،‬والالفتات‪ ،‬وإن أمكن‪ ،‬باألسلحة النارية الصغرية التي سيحملوهنا بشكل خفي‪.‬‬

‫وكذلك سنؤجر جمرمني حمرتفني لتنفيذ مهام حمددة متى أمكن ذلك‪.‬‬

‫سيزور حمرضونا األماكن التي يلتقي فيها العاطلون‪ ،‬من أجل التعاقد معهم عىل تنفيذ مهام‬

‫غري حمددة‪ ،‬ومن الرضوري جتنيد هؤالء العاملني بأجر‪ ،‬ألن هذه النواة يتم إنشاؤها من‬

‫خالل أوامر حاسمة‪ .‬وستقوم بعض الكوادر املختارة بالرتتيب املسبق لنقل املشاركني إىل‬

‫أماكن االجتام يف مركبات خاصة أو عامة‪ ،‬أو قوارب‪ ،‬أو أي نو آخر من وسائل النقل‪.‬‬

‫وس ُتحدد كوادر أخرى لتصميم الفتات وأعالم ورايات بشعارات خمتلفة أو كلامت دالة‪،‬‬

‫سواء كانت ترفع شعارات جزئية‪ ،‬أو مؤقتة‪ ،‬أو من النو األكثر تطرفا‪ .‬وس ُتحدد الكوادر‬

‫األخرى إلعداد النرشات‪ ،‬وامللصقات‪ ،‬والعالمات‪ ،‬والكتيبات‪ ،‬جلعل األمر ملفتا للنظر‪.‬‬

‫وستحتوي هذه املواد عىل تعليامت للمشاركني يف االحتجاجات‪ ،‬وستخدم أيضا يف التهييج‬

‫ضد النظام‪.‬‬

‫سيتم حتديد مهام حمددة آلخرين من أجل خلق "شهيد" للقضية‪ ،‬وزج املتظاهرين يف‬

‫مواجهة مع السلطات‪ ،‬من أجل إحداث انتفاضات أو إطالق نريان‪ ،‬مما يؤدي إىل وفاة‬

‫شخص واحد أو أكثر‪ ،‬فيصبحوا شهداء للقضية‪ .‬وهو وضع جيب استغالله عىل الفور ضد‬

‫النظام‪ ،‬من أجل خلق رصاعات أكرب‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪٥‬ـ طرق قيادة انتفاضة داخل التجمعات اجلامهريية‬
‫يمكن القيام بذلك عن طريق جمموعة صغرية من رجال العصابات املتسللني بني الكتل‬

‫اجلامهريية‪ ،‬والذين تدور مهمتهم حول حتريض اجلامهري‪ ،‬مما يعطي انطباعا بأن هناك العديد‬

‫منهم‪ ،‬وأن لدُيم دعام شعبيا‪ .‬وباستخدام تكتيكات خاصة بقوة تتكون من ‪311-111‬‬

‫حمرض‪ ،‬يمكن إنشاء مظاهرة يشارك فيها عدد يرتاوح من ‪٤١٠١١١‬إىل ‪٩١٠١١١‬‬

‫شخص‪.‬‬

‫ُحترض اجلامهري يف املظاهرات بواسطة أهداف اجتامعية سياسية‪ .‬ويف هذا اإلجراء جيب أن‬

‫يشارك شخص واحد أو عدة أشخاص من منظمتنا الرسية‪ ،‬بحيث يكونون مدربني تدريبا‬

‫راقيا للعمل كمحرضني للجامهري‪ ،‬فينخرطون مع األشخاص العاديني‪ ،‬من أجل إظهار‬

‫املسرية االحتجاجية بشكل أكثر عفوية‪ ،‬وهؤالء هم من سيقودون مجيع التكتالت حتى‬

‫النهاية‪.‬‬

‫املغوار اخلارجي‪ :‬يظل هذا العنرص خارج نطاق مجيع األنشطة‪ ،‬ويتمركز يف نقطة مراقبة‪،‬‬

‫بحيث يمكنه مراقبة تطور األحداث املخطط هلا‪ .‬ومن أمثلة نقاط املراقبة املقرتحة‪ :‬برج‬
‫كنيسة‪ ،‬أو بناء ٍ‬
‫عال‪ ،‬أو شجرة مرتفعة‪ ،‬أو أعىل مدرجات ملعب ريايض أو قاعة حمارضات‪،‬‬

‫أو أي مكان مرتفع آخر‪.‬‬

‫املغوار الداخيل‪ :‬سيبقى هذا العنرص وسط احلشد اجلامهريي‪ ،‬وجيب إيالء أمهية كبرية حلامية‬

‫قادة هذه العنارص‪ .‬وجيب استخدام بعض الالفتات أو العالمات الالمعة الكبرية لتحديد‬

‫مكان املغاوير‪ ،‬وإعطاء إشارات إىل الوحدات الفرعية‪ .‬وينبغي أن يتجنب هذا العنرص‬

‫وضع نفسه يف األماكن التي ستحدث فيها اشتباكات أو حوادث بعد بداية املظاهرة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫حمرضونا الرئيسيون سيكونون بني اجلامهري‪ ،‬والشخص املسؤول عن هذه املهمة سيحدد يف‬

‫وقت مبكر املحرضني ومتركزاهتم بالقرب من الالفتات التي سيشري إليها‪ ،‬من أجل محاية‬

‫تلك الالفتات من أي عنرص خمالف‪ .‬وهبذه الطريقة سيعرف القائد مكان وجود حمرضينا‪،‬‬

‫وسيتمكن من إرسال أوامره بتغيري كلامت املرور أو الشعارات‪ ،‬أو أي يشء آخر غري‬

‫متوقع‪ ،‬بام فيه التحريض عىل العنف إذا رغب يف ذلك بنهاية املطاف‪.‬‬

‫ويف هذه املرحلة‪ ،‬بمجرد توزيع الكوادر الرئيسية‪ ،‬جيب أن يضعوا أنفسهم يف أماكن مرئية‬

‫من قبيل‪ :‬العالمات‪ ،‬وأعمدة اإلنارة‪ ،‬وغريها من األماكن البارزة‪ .‬وجيب عىل حمرضينا‬

‫الرئيسيني جتنب أماكن االضطرابات‪ ،‬وبمجرد حدوثها جيب أن يعتنوا بحامية أنفسهم‪.‬‬

‫خمافر الدفا ‪ :‬هذه العنارص ستعمل كحراس شخصيني باحلركة‪ ،‬بحيث يشكلون حلقة محاية‬

‫للقائد‪ ،‬حتميه من الرشطة واجليش‪ ،‬أو تساعده عىل الفرار يف حال الرضورة‪ .‬وجيب أن‬

‫يكونوا منضبطني للغاية‪ ،‬بحيث يتحركون بناء عىل أمر شفهي من الرئيس فقط‪ .‬ويف حالة‬

‫مشاركة القائد يف جتمعات دينية‪ ،‬أو جنازة‪ ،‬أو أي نو آخر من األنشطة‪ ،‬فيتعني عليهم‬

‫الترصف بطريقة منظمة‪ ،‬بحيث يظل احلراس الشخصيون يف صفوف قريبة جدا من القائد‪،‬‬

‫أو بجانب حاميل الالفتات أو اإلعالنات‪ ،‬لتوفري احلامية الكاملة هلم‪.‬‬

‫جيب أن يرتدي مقاتيل حرب العصابات املشاركون يف هذه املهمة ثيابا مدنية‪ ،‬أو جيري‬

‫اختيار جمندين متعاطفني مع نضالنا‪ ،‬ومعارضني للنظام القمعي‪ .‬وجيب أن يتمتع هؤالء‬

‫األعضاء بانضباط عال وأال يستخدموا العنف إال بناء عىل أوامر شفهية من الشخص‬

‫املسؤول عنهم‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫حاملو الرسائل‪ :‬جيب أن يمكثوا بالقرب من القادة‪ ،‬لنقل األوامر بني املغاوير الداخليني‬

‫واخلارجيني‪ .‬وللقيام بمهامهم فسوف يستخدمون أجهزة االتصاالت‪ ،‬واهلواتف‪،‬‬

‫والدراجات اهلوائية‪ ،‬والدراجات النارية‪ ،‬والسيارات‪ ،‬أو حتى سيتحركون عىل األقدام أو‬

‫عىل ظهور اخليل‪ ،‬بحيث يسلكون طرقا ومسارات معينة لتقصري املسافات‪ .‬ويمثل‬

‫املراهقون من الذكور واإلناث العنارص املثالية للقيام هبذه املهمة‪.‬‬

‫قوات الصدمة‪ :‬جيب أن يتجهز هؤالء الرجال بأسلحة من قبيل (السكاكني‪ ،‬شفرات‬

‫حالقة‪ ،‬السالسل‪ ،‬العصيان‪ ،‬اهلراوات)‪ .‬وجيب أن يسريوا برفق خلف املشاركني السذج‬

‫من املتظاهرين‪ .‬كام جيب أن حيملوا أسلحتهم بشكل خفي‪ ،‬بحيث يتدخلون فقط للدعم يف‬

‫حال تعرض حمرضينا من رجال العصابات للهجوم من قبل الرشطة‪ .‬وجيب أن يكون‬

‫تدخلهم يف املشهد رسيعا وعنيفا ومفاجئا‪ ،‬من أجل تشتيت انتباه السلطات‪ .‬وبذلك يصبح‬

‫انسحاب أو هروب املغاوير الداخليني بشكل رسيع ممكنا‪.‬‬

‫حاملو الشعارات والالفتات‪ .‬إن الشعارات والالفتات املستخدمة يف املظاهرات أو‬

‫التجمعات ستعرب عن احتجاجات السكان‪ .‬ولكن عندما يصل التجمع إىل أعىل مستويات‬

‫النشوة أو االستياء الشعبي‪ ،‬فإن املتسللني سيستخدمون الالفتات ضد النظام الذي نجحنا‬

‫يف التسلل إليه بطريقة خفية‪ .‬وسيعربون عن شعاراهتم أو كلامهتم الرئيسية بام خيدم قضيتنا‪.‬‬

‫والشخص املسؤول عن هذه املهمة سوف حيدد يف وقت مسبق أماكن تواجد املحرضني‬

‫بالقرب من الالفتات حلاميتها من أي عنرص معارض‪ .‬وهبذه الطريقة سيعرف القائد مكان‬

‫وجود املحرضني‪ ،‬وسيكون قادرا عىل إرسال األوامر لتغيري الشعارات‪ ،‬فضال عن‬

‫التحريض عىل العنف يف النهاية متى رغب يف ذلك‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫املحرضون عىل اهلتاف والتصفيق‪ .‬سيدربون عىل تطبيق تعليامت حمددة لرتديد اهلتافات‪.‬‬

‫وسيكونون قادرين عىل استخدام عبارات معينة‪ ،‬من قبيل "نحن جائعون"‪" ،‬نريد خبزا"‪،‬‬

‫و"نحن ال نريد الشيوعية"‪ .‬وسيشبه عملهم عىل حتريض اجلامهري إىل حد كبري ذلك العمل‬

‫الذي تقوم به عادة روابط املشجعني يف مباريات كرة القدم اخلاصة باملدارس الثانوية أو‬

‫البيسبول‪ .‬واهلدف من ذلك أن يصبحوا أكثر مهارة‪ ،‬دون االقتصار عىل الرصاخ باهلتافات‪.‬‬

‫‪٦‬ـ استنتاجات‬
‫يف احلرك ـ ـ ـ ـ ــة الثوري ـ ـ ـ ـ ــة حل ـ ـ ـ ـ ــرب العص ـ ـ ـ ـ ــابات‪ ،‬متث ـ ـ ـ ـ ــل التجمع ـ ـ ـ ـ ــات اجلامهريي ـ ـ ـ ـ ــة واملظ ـ ـ ـ ـ ــاهرات‬

‫االحتجاجية اجلوهر األسايس لتدمري هياكل العدو ومؤسساته‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الدعم املكثف يف العمق من خالل العمليات النفسية‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬


‫التغطية املتفرقة يف األقسام السابقة يمكن أن تتسبب ببعض االلتباسات لدى دارس حرب‬

‫العصابات‪ .‬ولذلك تم تلخيص مجيع األقسام هنا‪ ،‬إلعطاء صورة أوضح هلذا الكتاب‪.‬‬

‫‪٩‬ـ التحفيز كمقاتل دعائي‬


‫جيب عىل كل عضو يف النضال أن يعلم أن مهمته السياسية ال تقل أمهية عن مهمته‬

‫التكتيكية‪ ،‬إن مل تكن أكثر أمهية‪.‬‬

‫‪٣‬ـ الدعاية املسلحة‬


‫جيب أن تعطي الدعاية املسلحة يف البلدات الصغرية‪ ،‬والقرى الريفية‪ ،‬واملناطق السكنية يف‬

‫املدينة‪ ،‬انطباعا بأن أسلحتنا ال هتدف إىل ممارسة السلطة عىل الشعب‪ ،‬إنام هتدف إىل محاية‬

‫السكان‪ ،‬حيث متثل أسلحتنا قوة الشعب ضد حكومة جبهة التحرير الوطنية الساندينية‬

‫القمعية‪.‬‬

‫‪١‬ـ فرق الدعاية املسلحة‬


‫سوف جتمع فرق الدعاية املسلحة بني بناء الوعي السيايس والقدرة عىل تنفيذ الدعاية‬

‫لتحقيق اإلقنا الشخيص‪ ،‬وهو ما س ُينفذ عىل السكان‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪٥‬ـ منظامت "الواجهة"‬
‫اندماج العديد من املنظامت واجلمعيات املعرتف هبا من قبل احلكومة سيحدث من خالل‬

‫السيطرة الذاتية الداخلية عليها‪ .‬وهذا االندماج سيحدث يف املراحل األخرية من العملية‪،‬‬

‫جنبا إىل جنب مع عقد اللقاءات اجلامهريية‪.‬‬

‫‪٦‬ـ السيطرة عىل املظاهرات اجلامهريية‬


‫املزج بني العنارص املناضلة واملشاركني يف التظاهرة سيكسبها بعدا عفويا‪ ،‬حيث ستبدو‬

‫كتظاهرة تفتقر إىل التوجيه‪ ،‬وهو ما سيستخدمه حمرضو النضال‪ ،‬من أجل السيطرة عىل‬

‫سلوك اجلامهري‪.‬‬

‫‪٧‬ـ االستنتاجات‬
‫كثريا ما نرى حرب العصابات فقط من منظور األعامل القتالية‪ .‬وهذا منظور خاطئ وخطري‬

‫للغاية‪ .‬فاألعامل القتالية ليست هي مفتاح االنتصار يف حرب العصابات بل هي جزء واحد‬

‫من ستة أجزاء من اجلهود األساسية‪ .‬وال توجد أولوية ألي من هذه اجلهود‪ ،‬بل جيب أن‬

‫تُطبق كلها بطريقة متوازية‪ .‬إن املبالغة يف االهتامم بأي من هذه اجلهود‪ ،‬أو إقصاء أحدها‪ ،‬قد‬

‫يؤدي إىل صعوبات خطرية‪ ،‬ويف أسوأ األحوال‪ ،‬يمكن حتى أن يؤدي إىل الفشل‪ .‬وقد أظهر‬

‫تاريخ احلروب الثورية هذه احلقيقة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ملحق "تقنيات اإلقنا يف املحادثات واخلطب"‬

‫‪٤‬ـ نظرة عامة‬


‫الغرض من هذا امللحق هو استكامل املبادئ التوجيهية والتوصيات املوجهة إىل مقاتيل‬

‫حرب العصابات الدعائيني‪ ،‬وقد عربنا عنه بعنوان‪ :‬تقنيات اإلقنا يف املحادثات واخلطب‪.‬‬

‫وهو ُيدف إىل حتسني قدرة من يرغب يف حتسني قدراته األدبية عىل تنظيم األفكار والتعبري‬

‫عنها‪ .‬وبعد كل ما سبق‪ ،‬تظل اخلطابة من أهم املوارد النفيسة ملامرسة القيادة‪ .‬ومن ثم يمكن‬

‫استخدام اخلطابة كأداة سياسية استثنائية‪.‬‬

‫‪٩‬ـ اجلمهور‬
‫اخلطابة هي اتصال متزامن بامتياز‪ .‬أي إن اخلطيب ومجهوره يتشاركان نفس الوقت‬

‫واملكان‪ .‬ولذلك‪ ،‬جيب أن تكون لكل خطبة جتربة خمتلفة ترتبط بلحظة إلقائها أو بالوضع‬

‫‪69‬‬
‫الذي يواجهه اجلمهور ويؤثر فيه‪ .‬وجيب النظر إىل اجلمهور باعتباره حالة ذهنية‪ .‬فالسعادة‪،‬‬

‫واحلزن‪ ،‬والغضب‪ ،‬واخلوف‪ ،‬وما إىل ذلك‪ ،‬هي حاالت ذهنية جيب أن نفرتض وجودها يف‬

‫مجهورنا‪ ،‬وهذا هو اجلو املناسب الذي يؤثر عىل اجلمهور املستهدف‪.‬‬

‫الكائن البرشي يتكون من عقل وروح‪ ،‬ويترصف وفقا ألفكاره ومشاعره‪ ،‬ويستجيب‬

‫ملحفزات األفكار والعواطف‪ .‬ووفقا لذلك‪ ،‬جيب الرتكيز فقط عىل أمرين اثنني يف أي خطة‬

‫إللقاء خطب‪ ،‬ومها الواقعية املستندة عىل نداءات عقالنية‪ ،‬أي‪ :‬التفكري‪ ،‬واملثالية مع‬

‫النداءات العاطفية‪ ،‬أي‪ :‬املشاعر‪.‬‬

‫ومن جانب اخلطيب‪ ،‬فعىل الرغم من وجوب أن يكون حساسا جتاه املشاعر اجلامهريية‬

‫القائمة‪ ،‬فيجب عليه يف الوقت نفسه أن حيافظ عىل رباطة جأشه وبرودة تقييمه‪ ،‬ليتمكن من‬

‫قيادة مشاعر اجلمهور والسيطرة عليها بفعالية‪ .‬وعندما حيدث التناقض بني القلب والعقل‬

‫أثناء الزخم اخلطايب‪ ،‬فالعقل جيب أن يسود‪ ،‬فهذه هي سمة القادة‪.‬‬

‫‪٣‬ـ اخلطاب السيايس‬


‫اخلطاب السيايس هو واحد من األشكال املختلفة للخطابة‪ ،‬وهو حيقق عادة أحد األهداف‬

‫الثالثة‪ :‬التوجيه‪ ،‬أو اإلقنا ‪ ،‬أو اإلثارة‪ ،‬ويمكن أن يوجز مسلكه يف اآليت‪ :‬اإلحلاح أو احلث‬

‫(السؤال)‪ ،‬والطلب‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬واإلجابة‪.‬‬

‫إن اخلطابة هي صفة ترتبط بقوة بالزعامء السياسيني‪ ،‬حيث يمكن القول بأن تاريخ اخلطباء‬

‫السياسيني يمثل التاريخ السيايس للبرشية‪ ،‬وهو ما تدعمه أسامء مثل شيرشون‪،‬‬

‫وديموستيني‪ ،‬ودانتون‪ ،‬ومريابو‪ ،‬وروبسبريي‪ ،‬وكليمينسو‪ ،‬ولينني‪ ،‬وتروتسكي‪،‬‬

‫وموسوليني‪ ،‬وهتلر‪ ،‬وروزفلت… إلخ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪١‬ـ صفات اخلطاب اجليد‬
‫بوجه عام‪ ،‬فإن أكثر الصفات التي حتظى بالقبول يف اخلطاب‪ ،‬وعىل وجه اخلصوص‬

‫اخلطاب السيايس يف سياق العمل النفيس للنضال املسلح‪ ،‬تتلخص فيام ييل‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون موجزا وخمترصا‬


‫فمدة مخس دقائق للخطابة تعد نموذجية‪ .‬فاملتحدث املقتضب يف كالمه‬
‫يوضح مدى قدرته كام هو مذكور يف هذه العبارة الشهرية‪» :‬إذا كنت تريد‬
‫خطا ًبا مدته ساعتان‪ ،‬فسأبدأ اآلن‪ ،‬وإذا كنت تريده لدقيقتني‪ ،‬فدعني أفكر‬
‫حلظة«‪.‬‬
‫‪ ‬أن يركز عىل املوضو‬
‫ينبغي نظم اخلطاب وفق جمموعة من األفكار املنظمة التي تتالقى داخل‬
‫املوضو ‪ .‬فاخلطاب اجليد ُيعرب عنه باملفاهيم ال بالكلامت فقط‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتسم باملنطق‬
‫جيب أن تكون األفكار املقدمة منطقية ومقبولة بسهولة‪ .‬ال تتحدَّ املنطق يف‬
‫ذهن اجلمهور‪ ،‬وإال ستفقد شيئا رئيسيا عىل الفور‪ ،‬وهو املصداقية‪ .‬فبقدر‬
‫املستطا ‪ ،‬يوىص أن تستند مجيع اخلطب عىل القياس املنطقي الذي جيب عىل‬
‫اخلطيب ضبطه يف معرض كالمه‪ .‬فعىل سبيل املثال‪» :‬احلكام األثرياء عبارة‬
‫عن لصوص‪ ،‬ورجال حكومة ساندينيستا أغنياء‪ ،‬إذن رجال حكومة‬
‫ساندينيستا لصوص«‪ ،‬فقد يكون هذا هو اهلدف من خطاب يتمحور حول‬
‫الفساد اإلداري للنظام‪ .‬وعندما ال توجد فكرة أو جمموعة من األفكار‬
‫اإلرشادية يف اخلطاب‪ ،‬فإن االرتباك والتشتت سينشآن بسهولة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪٥‬ـ بنية اخلطاب‬
‫االرجتال املطلق غري موجود يف اخلطابة‪ .‬فيجب أن يكون لدى مجيع اخلطباء خطة ذهنية‬

‫تسمح هلم بتنظيم أفكارهم ومفاهيمهم برسعة‪ ،‬ومع املامرسة يمكن أن حيدث ذلك يف بضع‬

‫ثوان يف وقت واحد تقريبا مع التعبري عن الكالم‪.‬‬

‫العنارص التي تشكل بنية اخلطاب (سريد ذكرها أدناه)‪ ،‬ننصح دائام بوضعها موضع التنفيذ‪.‬‬

‫وأولئك الذين يرغبون يف حتسني قدراهتم اخلطابية أكثر فأكثر‪ ،‬عليهم اتبا التايل‪:‬‬

‫‪ ‬متهيد أو مقدمة‬
‫بمجرد أن يدخل املرء يف اتصال مع اجلمهور‪ ،‬يمكنه تقديم نبذة عن‬
‫شخصه أو عن احلركة التي ننتمي إليها‪ ،‬أو سبب وجودنا‪ ،‬وما إىل ذلك‪.‬‬
‫ويف هذه الثواين األوىل من املهم أن نحدث تأثريا‪ ،‬وأن نجذب االنتباه‪ ،‬وأن‬
‫نثري اهتامم اجلمهور‪ .‬وهلذا الغرض‪ ،‬هناك أمور يمكن القيام هبا‪ ،‬مثل البدء‬
‫بعبارة مشهورة أو شعار ُأعد مسبقا‪ ،‬أو رسد قصة دراماتيكية أو فكاهية…‬
‫إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬الغرض‬
‫يتم التعريف باملوضو الذي سيجري تناوله‪ ،‬ورشحه يف إطار كيل‪ ،‬أو عىل‬
‫أجزاء‪.‬‬
‫‪ ‬التقييم أو احلجج‬
‫تُعرض احلجج وفق الرتتيب التايل‪ :‬أوال‪ ،‬احلجج السلبية أو تلك التي‬
‫تعارض األطروحة التي تدعمها‪ ،‬ثم احلجج اإلجيابية أو تلك الداعمة‬
‫لألطروحة التي نتبناها‪ ،‬بحيث تضيف عىل الفور دليال أو حقائق تدعم مثل‬
‫هذه احلجج‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ ‬التلخيص واخلامتة‬
‫ُيصال ملخص خمترص‪ ،‬وخالصات باالستنتاجات التي تضمنها اخلطاب‪.‬‬
‫‪ ‬النصح‬
‫ويقصد بذلك نصح اجلمهور بالقيام بعمل ما أو جتنب القيام به‪ ،‬وغالبا ما‬
‫جيري ذلك بطريقة محاسية‪.‬‬

‫‪٦‬ـ بعض املصادر األدبية‬


‫ب ـ ــالرغم مـ ـ ــن وج ـ ــود أسـ ـ ــاليب خطابي ـ ــة تقليديـ ـ ــة‪ ،‬فق ـ ــد تضـ ـ ــمنت اخلطاب ـ ــة عـ ـ ــددا كب ـ ــريا مـ ـ ــن‬

‫األسـ ـ ـ ــاليب املقتبسـ ـ ـ ــة مـ ـ ـ ــن األسـ ـ ـ ــاليب األدبيـ ـ ـ ــة األخـ ـ ـ ــرى‪ ،‬حيـ ـ ـ ــث نسـ ـ ـ ــتخدم العديـ ـ ـ ــد منهـ ـ ـ ــا‬

‫بطريق ـ ـ ــة غ ـ ـ ــري واعي ـ ـ ــة يف تعبرياتن ـ ـ ــا اليومي ـ ـ ــة ويف خطاباتن ـ ـ ــا‪ .‬وس ـ ـ ــنعرض يف الس ـ ـ ــطور القادم ـ ـ ــة‬

‫العدي ـ ـ ــد م ـ ـ ــن األس ـ ـ ــاليب األدبي ـ ـ ــة املتك ـ ـ ــرر اس ـ ـ ــتخدامها يف اخلطاب ـ ـ ــة‪ .‬ون ـ ـ ــوي باالس ـ ـ ــتخدام‬

‫املعت ـ ـ ـ ــدل لتل ـ ـ ـ ــك األس ـ ـ ـ ــاليب م ـ ـ ـ ــن قب ـ ـ ـ ــل املهتم ـ ـ ـ ــني‪ ،‬حي ـ ـ ـ ــث إن اخلطي ـ ـ ـ ــب ال ـ ـ ـ ــذي يف ـ ـ ـ ــرط يف‬

‫استعامل األساليب األدبية يفقد األصالة ويبدو غري دقيق‪.‬‬

‫األس ـ ــاليب الت ـ ــي تس ـ ــتخدم بش ـ ــكل أكث ـ ــر يف اخلطاب ـ ــة ه ـ ــي تل ـ ــك الت ـ ــي ي ـ ــتم احلص ـ ــول عليه ـ ــا‬

‫من خالل تكرار الكلامت يف فرتات معينة من الكالم‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪ ‬اجلناس (التكرار االستهاليل)‪ :‬ويعني تكرار كلمة يف بداية كل مجلة‪ ،‬كام يف‬
‫اجلملة اآلتية‪» :‬احلرية للفقراء واحلرية لألغنياء‪ ،‬أو احلرية للجميع«‪ .‬أما‬
‫التوكيد‪ :‬فيشمل تكرار مجلة كاملة (شعار) بإرصار خالل اخلطاب‪ ،‬من قبيل‬
‫»مع اهلل وحب الوطن سنتغلب عىل الشيوعية‪ ،‬ألن ‪«...‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ ‬تكرار هناية كل عبارة‪ ،‬عىل سبيل املثال‪» :‬حتاول عصابات الساندينيستا أن‬
‫حتيط باجلميع‪ ،‬وأن هتيمن عىل اجلميع‪ ،‬وأن تأمر اجلميع‪ ،‬ويف طغيان مطلق‬
‫حتاول التخلص من اجلميع«‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك ُيستخدم التكرار يف بداية اجلملة ويف هنايتها‪ ،‬ومن أمثلته‪ »:‬من‬
‫الذي جلب التدخل الرويس ‪ -‬الكويب؟ الساندينيستا‪ .‬ومن املتورط يف‬
‫هتريب األسلحة مع الدول املجاورة؟ الساندينيستا‪ .‬ومن يعلن أنه يؤيد عدم‬
‫التدخل؟ الساندينيستا«‪.‬‬
‫‪ ‬املضاعفة‪ :‬حيث تبدأ العبارة بنفس الكلمة التي تنتهي هبا العبارة السابقة هلا‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪» :‬نحن نناضل من أجل الديمقراطية‪ ،‬الديمقراطية والعدالة‬
‫االجتامعية«‪ .‬أما التسلسل فعبارة عن سلسلة تنتهي فيها كل مجلة بكلمة‬
‫تتكرر يف مطلع اجلملة التالية‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬الشيوعية تنقل اخلدا من‬
‫الطفل إىل الشاب‪ ،‬ومن الشاب إىل الشخص البال ‪ ،‬ومن الشخص البال‬
‫إىل الرجل املسن«‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معان خمتلفة‪ ،‬إلعطاء تأثري مبتكر‪،‬‬ ‫‪ ‬الطباق‪ :‬تستخدم فيه نفس الكلامت مع‬
‫ومن أمثلة ذلك‪» :‬إن أعظم ثروة يمتلكها اإلنسان هي حريته‪ ،‬ألن العبيد‬
‫سيكونون دائام فقراء‪ ،‬لكننا فقراء يمكننا احلصول عىل ثروة حريتنا«‪.‬‬
‫‪ ‬اإليقاعات املتامثلة‪ :‬عرب استخدام أفعال من نفس الصيغة ونفس الشخص‪،‬‬
‫أو أسامء من نفس العدد واحلالة‪ ،‬عىل سبيل املثال‪( :‬أولئك الذين يكافحون‬
‫هم منا‪ ...‬سوف نكمل املسرية‪ ،‬ألن من يثابر ويصمد حيقق اإلنجازات‪...‬‬
‫بينام من يستسلم يبق عىل حاله كام هو دون تغيري)‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك يمكن استخدام املرادفات‪ ،‬وتكرار الكلامت يف معان متجانسة‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪» :‬نطالب بنيكاراجوا للجميع‪ ،‬دون استثناء أحد‪ ،‬أو‬
‫إمهاله«‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ومن بني أشكال اخلطاب املختلفة املستخدمة بكثرة يف اخلطابة‪:‬‬

‫‪ ‬املقارنة أو التشبيه‪ :‬والتي حتدد عالقة التشابه بني اثنني أو أكثر من الكائنات‬
‫أو األشياء‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪» :‬ألننا نحب املسيح‪ ،‬نحب أساقفته‬
‫وقساوسته«‪ ،‬و»احلرية كالطائر«‪.‬‬
‫‪ ‬النقيض‪ :‬هو تضاد الكلامت‪ ،‬أو األفكار‪ ،‬أو العبارات ذات املعنى املعاكس‪،‬‬
‫ومن أمثلته‪» :‬لقد وعدوا باحلرية بينام جلبوا العبودية‪ ،‬وعدوا بأهنم‬
‫سيوزعون الثروة بينام وزعوا الفقر‪ ،‬وعدوا بأهنم سيجلبون السالم‪ ،‬ولكنهم‬
‫جلبوا احلرب«‪.‬‬

‫ومن بني األشكال املنطقية ما ييل‪:‬‬

‫‪ ‬التنازل‪ :‬وهو طريقة ماهرة للتنازل عن يشء ما للخصم من أجل التأكيد‬


‫بشكل أفضل عىل اجلوانب غري املناسبة‪ .‬وذلك عرب استخدام تعبريات مثل‪:‬‬
‫ولكن‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬عىل الرغم من حقيقة أن… إلخ‪ .‬ومن األمثلة‪:‬‬
‫»لقد كان عمدة القرية أمينا‪ ،‬لكنه ليس من يسيطر عىل أموال الشعب«‪.‬‬
‫ويعد هذا األسلوب من الطعن فعاال عندما ال يكون رأي اجلمهور تابعا لنا‬
‫بالكامل‪.‬‬
‫‪ ‬اإلذن‪ :‬حيث توافق من خالله عىل يشء ما‪ ،‬يف حني أنك ترفضه يف الواقع‬
‫من قبيل‪» :‬ال حتتج‪ ،‬لكن خرب ممتلكاهتم«‪» ،‬تكلم هبدوء‪ ،‬ولكن أخرب‬
‫اجلميع بام تقول«‪.‬‬
‫‪ ‬االستباقية‪ :‬هي دحض ألمر متوقع‪ ،‬ومن األمثلة عىل ذلك‪» :‬سيظن البعض‬
‫أهنا جمرد وعود‪ ،‬سيقولون‪ :‬آخرون قالوا نفس اليشء‪ .‬لكن ال‪ ،‬نحن‬
‫خمتلفون‪ ،‬نحن مسيحيون‪ ،‬نحن نعترب اهلل شاهد ًا عىل كلامتنا«‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ ‬التمرير‪ .‬وهو أسلوب خداعي‪ ،‬حيث يدعي املرء التحفظ عىل قول يشء ما‬
‫بشكل واضح يف حني يرصح به‪ ،‬ومن أمثلته‪» :‬إذا مل أكن ملزما باحلفاظ عىل‬
‫األرسار العسكرية‪ ،‬فإنني سأبلغكم مجيعا باملقدار الكبري من األسلحة‬
‫املتوافر لدينا حتى تشعروا بشكل فيه قدر أكرب من الثقة أن النرص‬
‫مضمون«‪.‬‬
‫‪ ‬التواصل‪ .‬هو وسيلة لطرح سؤال واإلجابة عنه‪ ،‬ومن أمثلته‪» :‬إذا أظهروا‬
‫عدم االحرتام ملمثيل الرب من القساوسة‪ ،‬فهل سيحرتموننا كمواطنني‬
‫عاديني؟ أبدا«‪.‬‬
‫‪ ‬األسئلة البالغية‪ :‬هي طريقة يظهر فيها املرء احلرية أو عدم القدرة عىل قول‬
‫يشء معني‪ ،‬وهو أسلوب يصلح فقط يف اخلطابة‪ ،‬ومن أمثلته‪» :‬أنا فقط‬
‫فالح‪ ،‬وال أستطيع أن أخربكم إال بالقليل‪ .‬أعرف القليل ولن أستطيع أن‬
‫أرشح لكم األمور املعقدة يف السياسة‪ ،‬لذلك‪ ،‬أحتدث إليكم من قلبي‪،‬‬
‫بقلب الفالح البسيط‪ ،‬مثلام نحن مجيعا«‪.‬‬
‫‪ ‬السلب واإلجياب‪ :‬وهو أن نبني الكالم عىل نفي اليشء من جهة وإثباته من‬
‫جهة أخرى‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬لقد رسق قادة الساندينيستا التسعة القليل‪ ،‬فقط‬
‫رسقوا البلد بأكمله«‬

‫‪ ‬التهكم‪ :‬يتشكل من عكس ما يقوله الشخص بالضبط‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬إن‬


‫الغوغاء املتدينني الذين ُيددون ويقتلون‪ ،‬هم بالفعل مسيحيون«‪.‬‬
‫‪ ‬اإلسهاب‪ :‬يقدم فكرة معينة من عدة زوايا‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬األصوات‬
‫االنتخابية متثل قوة الشعب يف الديمقراطية‪ ،‬أما األصوات االقتصادية‬
‫فتكمن قوهتا يف االقتصاد‪ .‬ويف حال رشاء أو عدم رشاء يشء ما‪ ،‬فإن الغالبية‬
‫هي التي تقرر ما الذي جيب إنتاجه‪ ،‬وما األشياء التي يمكن إنتاجها أو جيب‬
‫اختفاؤها‪ ،‬وهذا جزء من الديمقراطية االقتصادية «‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أما األنامط االحتجاجية األكثر استخداما يف اخلطاب فهيه‬

‫‪ ‬الشجب أو التوسل للحصول عىل يشء ما‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬يا رب‪ ،‬حررنا من‬
‫العبودية‪ .‬أعطنا احلرية«‪.‬‬
‫‪ ‬اللعن أو التهديد‪ :‬للتعبري عن شعور بالظلم أو اليأس‪ ،‬ومن أمثلته‪» :‬جيب‬
‫أن يكون هناك وطن للجميع‪ ،‬أو لن يكون هناك وطن ألحد«‪.‬‬
‫‪ ‬التوعد‪ :‬يشمل التهديد باالنتقام‪ ،‬ويتضمن رغبة يف حدوث أمر سيئ‬
‫للباقني‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬دعهم يغرقون يف هاوية الفساد اخلاصة هبم«‪.‬‬

‫وكـ ـ ــذلك يمك ـ ـ ــن اسـ ـ ــتخدام تش ـ ـ ــبيهات ختاطـ ـ ــب أح ـ ـ ــد اجلـ ـ ــامدات ك ـ ـ ــام لـ ـ ــو ك ـ ـ ــان كائنـ ـ ــا حي ـ ـ ــا‪،‬‬

‫مثلام هو احلال يف‪» :‬جبال نيكاراجوا‪ ،‬اجعيل بذور احلرية تنمو«‪.‬‬

‫‪ ‬االستجواب‪ :‬ويتكون من طرح املخاطب لسؤال عىل نفسه‪ ،‬لتسليط ضوء‬


‫أكرب عام يعرب عنه‪ .‬وهو خيتلف عن التواصل‪ ،‬حيث يعطي اجلواب بشكل‬
‫منطقي غري عفوي‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬إذا كانوا قد آذوا بالفعل أفراد عائلتي‪،‬‬
‫لدي أي مسار آخر غري محل‬
‫َّ‬ ‫وأصدقائي‪ ،‬وإخويت الفالحني‪ ،‬فهل‬
‫السالح؟«‪.‬‬
‫‪ ‬التحفظ‪ .‬ويتبلور من خالل تناول فكرة معينة بشكل غري مكتمل عن قصد‪،‬‬
‫بحيث يكملها اجلمهور بعقله‪ .‬ومن أمثلته‪» :‬لقد وعدوا بالتعددية السياسية‬
‫بينام جلبوا لنا حكام شموليا‪ .‬لقد وعدوا بالعدالة االجتامعية بينام زاد الفقر‪.‬‬
‫لقد وعدوا بحرية الفكر وجلبوا الرقابة‪ ..‬واآلن‪ ،‬ما يعدون به العامل هي‬
‫انتخابات حرة ‪. «...‬‬

‫‪77‬‬

You might also like