صناعة المكان الصحي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 21

2016،14.

‫( العدد‬A( ‫الجزء‬، 34‫ المجلد‬،‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‬

Making Healthy place As Contemporary Urban Trend

Dr. Rawaa Fawzi Abbawi


Architectural Engineering Department/ University of Technology/ Baghdad
Email:rfabbawi@yahoo.com
Baneen Abdul-Kareem
Architectural Engineering Department/ University of Technology/ Baghdad
Email:archbaneen@yahoo.com

Received on:20/4/2016 & Accepted on:22/6/2016

ABSTRACT
The world experienced an increasing interest in the concept of place-making in accordance
with the contemporary urban trends. The healthy trend was considered as the trend that
combines most of the other trends properties. It represents a response to the challenges facing
the society. These are environmental, economic, social, cultural, Urban and security. Most states
and world countries focus on making a sustainable healthy place, achieving the dwelt desires
and considered as a container for all human activities ; social, recreational, economic and
cultural.
Local places continue suffer from neglect, extinction, random design and the lack of clarity of
policy handled according to the contemporary healthy urban trend. To stand out the problem of
the research thoroughly (Lack of comprehensive knowledge study describes the most important
dimensions and features that contribute to the making of the healthy place within cities) and to
address this research problem, a comprehensive knowledge framework was built relying on
vocabulary extracted from the theoretical framework in the analysis of a number of global urban
cities. It includes a range of healthy places designed according to this trend.
After reviewing a number of global studies, researches and experiments, it appeared that there
are certain dimensions and features for making a healthy place. Then, some dimensions and
features were neutralized. The environmental dimensions and features of the open spaces were
chosen because they are more important, effective and influential than the rest of the dimensions
and features.
After analyzing the results it appeared that the environmental dimension contributes in making
a healthy place, achieve health, well-being and sustainability for the population.
The open space features had a great role in making a sustainable healthy place, that supports
biological, cultural, social and intellectual diversity, improves the urban landscape of the city as
a whole (environmentally and visually), enhances coherence and social interaction between
individuals and achieves participation community. Then places will be healthy, social, aesthetic,
functional, which Root urban identity of the city in general and the place in particular.
Keywords: Place-making, Healthy place-making, urban health, Contemporary urban healthy
trend, Attributes healthy place, the Dimensions of the healthy place.

‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬


‫الخالصة‬
‫شهد العالم اهتماما متزايدا بمبدأ صناعة المكان على وفق التوجهات الحضرية المعاصرة ومنها التوجه الصحي‬
‫با عتباره التوجه الذي يجمع أغلب خصائص التوجهات االخرى ويمثل استجابة للتحديات التي تواجهه المجتمهع ومنهها‬
‫ لذلك تسعى معظم الدول والبلدات العالمية في التركيز‬،‫البيئية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والعمرانية واالمنية‬
‫على صناعة مكان صحي مستدام يحقق رغبات الساكنين ويعد كوعاء حاوي ألنشطة االنسان كافة منهها االجتماعيهة‬
.‫والترفيهية واالقتصادية والثقافية والعمرانية‬
‫أما محليا فقد استمرت األماكن تعاني من االهمال واالندثار والعشوائية في التصهميم وعهدم ووهوس سياسهات التعامهل‬
‫ لتبهر المشهكلة البحثيهة به (عهدم وجهود دراسهة معرفيهة شهاملة‬،‫معها على وفق التوجه الحضهري الصهحي المعاصهر‬

655
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫تووح أهم االبعاد والسمات التي تسهم في صناعة المكان الصحي ومن المدن)‪ ،‬ولمعالجة ههذه المشهكلة البحثيهة تهم‬
‫بناء إطار معرفي شمولي عن صناعة المكان الصحي‪ ،‬واالعتماد على المفردات المستخلصة من اإلطار النظري في‬
‫تحليل عدد من المدن الحضرية العالمية التي تضم مجموعة من االماكن الصحية المصممة على وفق هذا التوجه‪.‬‬
‫بعد التطرق الى مجموعة من التجارب والبحهو والدراسهات العالميهة وجهد إن هنالهك أبعهاد وسهمات معينهة لصهناعة‬
‫المكان الصحي وسيتم تحييد االبعاد والسمات االخرى واختيار البعد البيئي وسمات الفضاءات المفتوحة كونها االكثر‬
‫أهمية وفعالية وتأثيرا من باقي االبعهاد والسهمات‪ ،‬وبعهد تحليهل النتهائه ههر أن البعهد البيئهي يسههم فهي صهناعة مكهان‬
‫صحي يحقق الصحة والرفاهية واالستمرارية للسكان‪ ،‬وإن سمات الفضاءات المفتوحة لها الدور االكبهر فهي صهناعة‬
‫مكان صحي مستدام يدعم التنوع البايولوجي والثقافي واالجتمهاعي والفكهري ويحسهن مهن المشههد الحضهري للمدينهة‬
‫ككل (بيئيا وبصريا) ويعز التماسك والتفاعل االجتمهاعي بهين االفهراد ويحقهق المشهاركة المجتمعيهة‪ ،‬فتصهبح أمهاكن‬
‫صحية اجتماعية جمالية و يفية تأصل الهوية الحضرية للمدينة عموما وللمكان خصوصا‪.‬‬
‫الكلمات المرشدة‪ :‬صناعة المكان‪ ،‬صناعة المكان الصحي‪ ،‬الصحة الحضرية‪ ،‬التوجه الحضري الصحي المعاصر‪،‬‬
‫سمات المكان الصحي‪ ،‬أبعاد المكان الصحي‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫تمثل األماكن الحضرية البؤر والعقد االساسية في المدينة التي تلعهب دورا رئيسهيا مهمها فهي تحقيهق التميهز الثقهافي‬
‫والحضههاري واالجتمههاعي واالقتصههادي والبيئههي‪ ،‬ولههها النسههبة االكبههر فههي احههرا التنميههة الصههحية المسههتدامة وههمن‬
‫المدينة‪ ،‬ولتأدية دورها المتميز هذا فالبد من تصميمها على وفهق التوجهه الحضهري الصهحي المعاصهر‪ ،‬لهذلك يسهعى‬
‫البحث الى بناء أنموذج معرفي شمولي ألهم األبعاد والسمات التي تسهم في صناعة المكاان الصاحي نامل المادن‬
‫وهذا يتطلب‬
‫‪ -‬بناء قاعدة معرفية شمولية عن مفهوم صناعة المكان وعهن الصهحة الحضهرية بههدا التوصهل الهى مفههوم صهناعة‬
‫المكان الصحي كتوجه حضري معاصر معتمد ومن مشاريع التطوير الحضري المعاصرة‪.‬‬
‫‪ -‬بيان أبعاد وسمات صناعة المكان الصحي‪ ،‬وكشف تباين البعد البيئي في صناعة المكهان الصهحي بهاختالا سهمات‬
‫الفضاءات المفتوحة‬
‫‪ -‬اختبار المفردات المستخلصة من االطار النظري في عينة قصدية من المشاريع العالمية التي اعتمدت على التوجهه‬
‫الصحي كتوجه حضري معاصر في صناعة األماكن وتخطيطها‪ ،‬ومن ثم استخالص النتائه واالستنتاجات‪.‬‬
‫المحور األو‪ /‬تعرف صناعة المكان‬
‫ان مصطلح صناعة المكان هو مصطلح جديد نسبيا‪ ،‬ولكنه يعكس المفهوم التقليدي والمهألوا‪ ،‬أي فعاليهة تحويهل‬
‫الفضههاء إلههى مكههان يمكهن االشههخاص مههن االتصههال مههع بعضهههم الههبع ‪ ،‬والشههعور بالترحيههب واالسههتقطاب ويصههبح‬
‫الفضاء مكانا عندما يقصهد إليهه‪ ،‬أي عنهدما يحتهوي علهى و يفهة أو فعاليهة معينهة‪ ،‬فههي تكهون إمها مهن خهالل إصهالس‬
‫النسيه الحضري القائم أو من خالل بناء أحياء جديدة على وفق مبادئ التصميم الحضهري واسهتراتيجياته‪ ،‬واالهتمهام‬
‫بمراكز المدن بوصفها قلب المدينة‪]1[ .‬‬
‫وهنالك مفهومان مركبان مع بعضهما البع إلنتاج مفهوم آخر جديد وهو(صناعة األماكن) وهذان المفهومان هما‬
‫‪-1‬المفهوم البصري الفني‪ :‬كان هذا المفهوم معروفا بشكل مبكر في العمارة‪ ،‬وبشهكل أوهيق فهي التصهميم الحضهري‬
‫وهو الموجه للنتاج‪ ،‬ويركز على النوعيات البصرية والتجربة الجمالية للفضهاءات الحضهرية أكثهر مهن تركيهزه علهى‬
‫العناصر الثقافية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬السياسية والمكانية والعمليات التي تسهم في إنجاس األماكن الحضرية‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم االستخدام االجتماعي‪ :‬يبين هذا المفهوم الطريقة التي يستعمل بهها النهاا المكهان وكيفيهة إشهاالهم لهه‪ ،‬وههو‬
‫يجمع بين قضايا اإلدراك واإلحساا بالمكان‪ ،‬ويعد "‪ "Kevin Lynch‬رائدا لهذا االتجاه ‪.‬‬
‫اذ قدم دليل كل من ( قسهم النقهل والبيئهة والمنهاطق )‪ ،‬و (هيئهة العمهارة والبيئهة المبنيهة ) فهي بريطانيها تعريفها متهداوال‬
‫للتصميم الحضري والمحدد بأنه فن صناعة األماكن للناا ‪]2[ .‬‬
‫وفي األعوام األخيرة أصبح هذان المفهومان مركبين مع بعضهما إلنتاج مفهوم أخر جديد هو (صناعة األماكن)‪.‬‬
‫وقد عرفه "‪ "Loukaitou & Banerjee‬بأنه عملية خلق األماكن في المدن التي تدعو إلى التفاعل بهين النهاا‪ ،‬وإلهى‬
‫تعزيز مجتمعات مجدية اقتصاديا وأكثر صهحة‪ .‬وههو يقهدم اتجاهها جديهدا لمجهال التصهميم الحضهري‪ ،‬بهدال مهن طلهب‬
‫المهنيين لتحديد معالم المشروع‪ ،‬يستند هذا النهه الجديد على رؤية المجتمع وتو يف مههارات المهنيهين كمهوارد فهي‬
‫تنفيههذ هههذه الرؤيههة‪ .‬فهههو بمثابههة اسههتراتيجية ألنشههاء األمههاكن العامههة (الشههوارع‪ ،‬مواقههف الحههافالت‪ ،‬المتنزهههات‪،)...‬‬
‫وإلعداد الناا للمشاركة فهي مجموعهة متنوعهة مهن األنشهطة وتجنهب االمهاكن المهملهة وغيهر المسهتخدمة‪ ،]3[ .‬وقهد‬
‫عرفه(‪ ،)national association of realtors,‬بأنه العملية التي تعمل على تحسين الصورة الجمعية للمنطقهة‪ ،‬ويزيهد‬
‫مهن قيمههة المبههاني ويعمهل علههى إعههادة تنظهيم المجتمههع والههى بههث الحيهاة الجديههدة فههي األحيهاء‪ ،‬وتعزيههز الشههراكات بههين‬
‫الجمعيات والمجتمعات والمنظمات‪ ،‬وتحسين قيمة البيئهة المبنيهة‪ ،‬ونوعيتهها‪ ،]4[ .‬وعرفهه "‪ " Fox Lanham‬عمليهة‬
‫اجتماعية مصممة يتم في ووئه تشكيل المدن إلى حد كبير من خهالل اسهتثمار رأا المهال لتوليهد النمهو االقتصهادي‪،‬‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫وتشههجيع السههياحة الثقافيههة‪ .‬وهههو بمثابههة آليههة خطابيههة تووههح الهويههة الثقافيههة والمؤسسههية فههي وههوء العمههل المجتمعههي‬
‫وتعزيز مفهوم اإلحساا بالمكان وهويته وخصوصيته‪]5[ .‬‬
‫‪ ،‬وبحسب رأي"‪ " Grabow‬فإن صناعة المكان عملية إوافة قيمهة ومعنهى للمجهال العهام مهن خهالل مشهاريع إنعها‬
‫مجتمعية متجذرة في القيم المحلية‪ ،‬والتاريخية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والبيئهة الطبيعيهة‪ ،]6[ .‬ومهن وجههة نظهر مشهروع االمهاكن‬
‫العامههة فهههو عمليههة متعههددة األوجههه والجوانههب‪ ،‬أو هههو نهههه يركهز النههاا علههى تخطههيا المسههاحات العامههة وتصههميمها‬
‫وإدارتها‪( .‬بما في ذلك الشوارع‪ ،‬والمسارت والحدائق والمباني واألماكن العامة األخرى)‪ ،‬فإنه يمكن للناا من خلق‬
‫أماكن مزدهرة‪ ،‬مالئمة للعيش وصحية وخضراء وخاوعة لمبادئ التصميم الحضري‪ ،‬ويعمل على إشراك المجتمع‬
‫المحلههي فههي طههرس األسههئلة الخاصههة بهههم الكتشههاا احتياجههاتهم وتطلعههاتهم‪ .‬فهههي عمليههة ليس ه مجههرد بنههاء أو تههرميم‬
‫مساحة‪ ،‬بل هي عملية تعز خلق الحيوية للواجهات‪-‬واألماكن العامهة‪ .‬التهي تحسهس النهاا بهأنهم جهزء منهها‪ ،‬ويمكهن‬
‫استخدامها لتحسين المساحات العامة‪ ،‬والشوارع واألرصفة والحدائق والمباني واألماكن العظيمهة (‪ )1‬وجعلهها أمهاكن‬
‫داعية للناا ومعز ة للصحة‪ ،‬وأكثر اجتماعيهة‪ ،‬وقابلهة للحيهاة اقتصهاديا‪ ،]7[ .‬كمها تعهد صهناعة المكهان فكهرة شهاملة‬
‫وأداة التههدريب العملههي علههى تحسههين حههي‪ ،‬أو مدينههة أو منطقههة لههديها القههدرة علههى أن تكههون واحههدة مههن أكثههر األفكههار‬
‫التاييريهة فهي ههذا القهرن‪( .‬المصهدر السهابق‪ ،‬ص‪ ،)1‬وبالنسهبة ل ه (‪ )Patel, Clarke and Noblett‬ههي العمليهة التهي‬
‫تسهم في خلق بيئات معيشية مفضلة ومحببة للناا أي تعمل على تهيئة األماكن لبناء الموارد وتقاسم المعرفة وتبهادل‬
‫اآلراء واألفكار‪ ،‬فهي تجمع بين مجموعة من المههارات والهرؤى حهول كيفيهة عمهل األمهاكن وتطورهها وتهوفر سهياق‬
‫للناا للعيش والعمل وممارسة أنشطتهم في تلك األماكن‪ ،‬وحسب ما ينسجم مع مبادئ التصميم الحضهري لكونهه ههو‬
‫فن صناعة االماكن للناا فهو يقوم على تصميم او اعادة تصهميم المبهاني او االحيهاء والشهوارع واالمهاكن والمنها ر‬
‫الطبيعية وانشاء العمليات التي تضمن الو يفة واستدامتها‪]8[ .‬‬
‫وأشار ”‪ “Schulz‬إلى ههذا المفههوم بأنهه عمليهة صهناعة وتطهوير األمهاكن والميهادين والمسهارات باعتبارهها عناصهر‬
‫مكونة للفضاء الحضري الذي يتحدد كباقي األشكال الرمزية في ووء التفاعل ما بين االنسان والبيئة‪ ،‬من خالل فههم‬
‫الخصائص غير المادية للمكان (روس المكان)‪ ،‬وعدها مفهوما ومنيا يسهم فهي صهناعته‪ ،‬وإن صهناعة المكهان تمثهل‬
‫صههناعة الههداخل والخههارج بشههكل واوههح‪ ،‬وال يمكههن فهمههه بشههكل مسههتقل إال مههع محيطههه‪ ،‬وقههال إن المكههان يجههب أن‬
‫يتضمن االنفتاحية واالتجاهية‪. ]9[ .‬‬
‫تطرق الطروحات إلى صناعة المكهان فهي وهوء تفعيهل أقطهاب النمهو التقنهي ودورهها فهي صهناعة أمهاكن مسهتدامة‬
‫تكون أساسا ومنبعا للنمو المعرفي واالقتصادي واالستثماري‪ ،‬مراعية للجوانب البيئية المستدامة‪ ،‬ومحققة لالسهتدامة‬
‫االجتماعية بكافة جوانبها وأبعادها‪ ]11[ .‬وأكدت على مبدأ صناعة المكان في ووء تعزيز جودة الصهورة البصهرية‬
‫لمههدن المسههتقبل بهههدا خلههق مههدن ذات أمههاكن تتميههز باالحتوائيههة واالسههتدامة والقابليههة علههى العههيش والعمههل (تعههدد‬
‫االستخدامات) وتكون صورتها البصرية ذات نهه مستدام وتتميز عناصرها بالشبكة والقطاعات والطهرق الخضهراء‬
‫وبالفضاءات والساحات الحضهرية الصهديقة للبيئهة والسهكان‪ ،]11[ .‬كمها واشهارت الهبع منهها إلهى وهرورة تفعيهل‬
‫المبنى التاريخي ومن مشاريع التطوير الحضري المعاصر كعنصهر محفهز لصهناعة مكهان يحقهق التنميهة الحضهرية‬
‫بكافة ابعادها واالستمرارية بالهوية الحضارية‪ ،‬وكأداة موجهة نحو التايير االيجابي ومن المدن‪]12[ .‬‬
‫اما بالنسبة ل (‪ )John L.Motloch‬فقد عرا صناعة المكان بأنها العملية المعرفية االدراكيهة لتهيئهة المكهان وإكسهابه‬
‫معنى‪ ،‬وبناء الصور الذهنية له‪ ،‬واحد مراحله هو عملية االحساا بالمكان اي بناء الصور الذهنية في ذاكرة المتلقهي‬
‫من خالل هذه العملية المعرفية‪.‬اما التمووع هو القدرة على االعداد لتشجيع تشهكيل الصهور الذهنيهة والتهي تهؤثر فهي‬
‫احدا التايرات في الحالة العاطفية ‪.]13[ .‬‬
‫وعليه يكون التعريف االجرائي لصناعة المكان هو مجموعة من اآلليات والسياسات التي تسههم فهي تحويهل الفضهاء‬
‫الى حيز صحي مستدام الحتواء االنسان وأنشطته الفكرية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية والعمرانية والترفيهيهة‪،‬‬
‫قابال لإلدراك والفهم من قبل اآلخرين‪ ،‬غنيا بالرمو والمعاني واإلشارات (المرئية وغيهر المرئيهة)‪ ،‬معهز ا بالطهابع‬
‫الجمالي والهوية المحلية‪ ،‬ومحفزا للعيش والعمل والتعلم والترفيه وبما ينسجم مع مبادئ التصميم الحضري‪.‬‬
‫المحور الثاني الصحة الحضرية وصناعة المكان الحضري في المدن الصحية‬
‫الصح ة الحضرية‬
‫نشأ مفهوم الصحة الحضرية في المدن عهام ‪ .1842‬وعقهدت الحكومهة البريطانيهة "الصهحة للمهدن" مهؤتمرا ونشهرت‬
‫تقريرا‪ ،‬كشف عن الظروا المعيشهية للسهكان‪ .‬أنشهأت الحكومهة رابطهة صهحة المهدن لتهولي مهمهة تحسهين الظهروا‬
‫المعيشية للسكان ومعالجة المشاكل الصحية في المدن‪ .‬وفي عام ‪ 1971‬عرف منظمة الصحة العالميهة الصهحة علهى‬

‫‪ . 1‬األماكن العامة العظيمة هي اليت تقام فيها االحتفاالت والتبادالت االجتماعية واالقتصادية والثقافية ومقابلة األصدقاء واالندماج معهم‪،‬‬
‫‪(Project for Public Spaces and Metropolitan Planning Council , p15 , New‬‬
‫عندما تعمل املساحات بشكل جيد‪ ،‬أهنا مبثابة مرحلة للحياة العامة لدينا‪.‬‬
‫) ‪York , 2008‬‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫أنها "حال ة لع دم الم رض"‪ ،‬بمعنى أن المستوى الصحي حسب ههذا التعريهف يعكهس أثهار األمهراض الموجهودة فهي‬
‫المجتمع‪ .‬ولكن بعد سهنوات ‪ 1971‬أصهبح مفهومهها أكثهر اتسهاعا ألنهها أصهبح تمثهل "حاله ة كامله ة له داء المه ادي‬
‫والعقل ه ي"‪ ،‬وبههذلك أصههبح التنميههة الصههحية أكثههر اتسههاعا وتعقيههدا‪ ،‬ألنههها تأخههذ بعههين االعتبههار الجوانههب النفسههية‬
‫واالجتماعية التي تعد صعبة للتقييم‪.‬‬
‫وفههي عههام ‪ ،1981‬اعتمههدت الههدول األوروبيههة مبههدأ "الصههحة للجميههع"‪ .‬وكان ه تركههز علههى الحاجههة إلههى اإلنصههاا‬
‫والعدالة االجتماعية واالقتصادية في الصحة‪ ،‬والحق األساسي لكل إنسان فيها‪.‬‬
‫اما فهي عهام ‪ ، 1984‬نوقشه فكهرة المهدن الصهحية فهي مهؤتمر "مها وراء الرعايهة الصهحية" فهي تورونتهو‪ .‬واسهتندت‬
‫تكتيكاتههها علههى المشههاركة المجتمعيههة الواسههعة وإشههراك القطاعههات المختلفههة‪ ،‬مههن أجههل حههل القضههايا فههي جميههع أنحههاء‬
‫المدينة وبطريقة شاملة ومتكاملة‪.‬‬
‫أطلق حركة المهدن الصهحية رسهميا مهن منظمهة الصهحة العالميهة فهي عهام ‪ ،1986‬وينتشهر علهى مسهتوى المشهاركة‬
‫بسرعة لتاطي أكثر من ‪ 1211‬مدينة في أوروبا وأكثر من ‪ 7511‬مدينة حول العالم‪.‬‬
‫وقد قدم منظمة الصحة العالمية تقريرا سنة ‪ 2111‬حول الصحة في العالم والمعنون ب " تقرير حول أداء األنظمهة‬
‫الصحية في العالم ‪ ،2111‬من أجل نظام صحي أكثر أداء" والذي تم نشره فهي ‪ 24‬جهون ‪ .2111‬لقهد قامه المنظمهة‬
‫من خالله بتوسهيع معهايير تقيهيم األداء الصهحي‪ ،‬للمقارنهة بهين األنظمهة الصهحية وووهع اسهتراتيجية عالميهة للصهحة‬
‫هدفه ا وو ع أنظم ة صحي ة تسم ح بعدالة الخدمات الصحية وتحسينها واالستجاب ة الحتياجات األفراد كافة‪.‬‬
‫ف أصبح مفهوم الصحة الحضرية من األمور األكثر أهمية فهي مختلهف مجهاالت التنميهة‪ ،‬وههي مهن أههم العوامهل التهي‬
‫تسهم في تحقيق التنمية المستدامة واحد مؤشراتها‪ .‬فال يمكن تحقيق تنمية مستدامة بدون سكان أصحاء‪ .‬فتعتبهر كهذلك‬
‫مفتاحها لرفههع اإلنتاجيهة و يههادة االنتهاج وتحقيههق الرخهاء االجتمههاعي واالقتصهادي والثقههافي‪ ،‬فتمثهل الصههحة قيمهة بحههد‬
‫ذاتها‪ .‬فالصح ة الحضرية‪ ،‬هي حالة من اكتمال السالمة بدنيا وعقليا والرفاه االجتماعي واالقتصادي وليس مجهرد‬
‫غياب المرض أو العجز‪ .‬وإن التمتع بالصهحة ههو أحهد الحقهوق األساسهية لكهل إنسهان‪ ،‬دون تمييهز بسهبب العنصهر أو‬
‫الدين أو العقيدة السياسية أو الحالة االقتصادية أو االجتماعية وان صهحة جميهع الشهعوب أمهر أساسهي لتحقيهق السهالم‬
‫واألمن‪ ،‬وهي تعتمد على التعاون األكمل ما بين االفراد والدول‪]14[ .‬‬
‫فالتنمية الصحية هي العنصر الههام واالساسهي فهي عمليهة التنميهة االجتماعيهة واالقتصهادية والبيئيهة‪ ،‬حيهث مهن غيهر‬
‫الممكن تحقيق تنمية حقيقية‪ ،‬دون تحسين وتطوير األوواع الصحية لإلنسان الذي ههو نهواة التنميهة وههدفها‪ ،‬ذلهك إن‬
‫اإلنسان المكتمل صحيا هو القادر على بناء تنمية صحيحة و مستدامة ؛ وانها لم تقتصهر فقها علهى الهتحكم بهالمرض‬
‫والتطبيب لمعالجتهه ولكنهها الو يفهة التهي تمتهد لتشهمل العديهد مهن الجوانهب منهها التعلهيم واالسهكان والميهاه والصهرا‬
‫الصهحي والطاقهة والبيئهة واالجتمههاع واالقتصهاد وجميهع مقومههات الحيهاة الحضهرية التهي تأكههد علهى وهرورة تحسههين‬
‫روا ونوعية الحياة المادية والمعنوية وباقي الجوانب ذات العالقة بالحياة اإلنسانية ‪]15[ .‬‬
‫فالصحة الحضرية تعني عملية تحقيق الصحة والرفاهية وكالهما عنصر أساسي في تعزيز التنمية االقتصادية والحد‬
‫مههن الفقههر والتماسههك االجتمههاعي علههى الصههعيدين العههالمي والمحلههي‪ ،‬ممهها يههنعكس ايجابيهها نحههو الصههحة النفسههية التههي‬
‫بدورها تقود الى الجمال المعنوي وتعزيز القيمة الجمالية لدى االنسان‪ .‬فيجب العمل على تطوير اآلتي‬
‫‪ -‬استراتيجيات العمل لمعالجة عدم المسهاواة فهي الصهحة‪ ،‬والتعامهل مهع التحهديات الصهحية الحاليهة والناشهئة بطريقهة‬
‫شمولية ومتكاملة‪ ،‬الشراكات من أجل المشاركة في عملية اتخاذ القرار ومهن ثهم تنفيهذه‪ ،‬األدوات واألسهاليب المبتكهرة‬
‫(ادخههال اسههاليب وتقنيههات مميههزة)‪ ،‬معلومههات للرصههد والتقيههيم‪ ،‬سههد الفجههوات الصههحية‪ ،‬الوقايههة ومكافحههة األمههراض‬
‫(االجتماعية واالقتصادية والثقافية والبيئية والفيزيائية والنفسية ‪......‬الخ ‪ ،‬الوقاية والسهيطرة علهى األمهراض المعديهة‬
‫وتعزيز الصحة واألمن‪ ،‬تعزيهز الهنظم الصهحية والصهحة العامهة؛ العمهل علهى تطهوير وحمايهة البيئهة والصهحة‪ ،‬دعهم‬
‫الخدمات الصحية في البلدان المتضررة من الطوارئ وأ مات الصحة العامة‪]16[ .‬‬
‫صناعة المكان الحضري في المدن الصحية‪:‬‬
‫تهدا مشاريع المدن الصحية لتحسين صحة سكان المدينة من خالل تحسين الظروا المعيشية وتحسين الخدمات‬
‫الصحية بالتعاون مع مختلف أنشطة التنمية الحضرية‪ .‬مع وجود نية كامنة وراء مشروع المدن الصحية في الجمع‬
‫بين الشراكة بين القطاعين العام والخاص للتركيز على الصحة في المناطق الحضرية‪ ،‬ومعالجة القضايا الصحية‬
‫بطريقة واسعة وتشاركية‪.‬‬
‫المدينة الصحية هي محاولة لتحقيق أفضل البيئات المادية واالجتماعية‪ ،‬أي يمكن أن تبدأ عملية التحول إلى المدن‬
‫الصحية من خالل تطوير وصيانة البيئات المادية واالجتماعية والبيئية التي تدعم وتعز صحة وجودة أفضل‬
‫للسكان‪]17[ .‬‬
‫فالمههدن الصههحية وهههي واحههدة مههن المههدن الخالقههة المسههتمرة التههي تحسههن البيئههات الماديههة واالجتماعيههة واالقتصههادية‬
‫والبيئية والجمالية وتوسهع المهوارد المجتمعيهة التهي تمكهن النهاا مهن دعهم بعضههم الهبع فهي القيهام بجميهع و هائف‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫الحياة والتطوير بأقصى إمكاناتهم‪ ،‬فهي تعتمد على الفهم العلمي الجديد وااللتزام بهالقيم االجتماعيهة التهي تهدعم المهدن‬
‫الصحية والمشاركة المجتمعية ما بين مختلف القطاعات‪]18[ .‬‬
‫طرس "‪ "Takano‬تعريف المدينة الصحية وفقها لمنظمهة الصهحة العالميهة بأنهها المكهان أو السهياق االجتمهاعي الهذي‬
‫يسهمح للنهاا بالمشههاركة فهي األنشههطة اليوميهة التههي تتفاعهل فيههها العوامهل البيئيههة والتنظيميهة والشخصههية لتهؤثر علههى‬
‫الصحة والرفاهية‪ .‬فتتطلب هذه المدن نهه شمولي يؤكد على تطوير المدن الصحية‪ ،‬وأهميهة التعهاون بهين القطاعهات‬
‫والمشاركة المجتمعية لخلق بيئات داعمة للصحة وللتنمية بكافة مستوياتها‪]19[ .‬‬
‫وعليه فإن المكان الصحي هو المكان الذي يجعل النهاا يشهعرون بالراحهة والطمأنينهة‪ ،‬و يهادة التفاعهل االجتمهاعي‬
‫والحد من السلوك المعادي للمجتمع‪ ،‬والعزلة والتوتر وبشكل يضمن التدابير التي تساعد على التكيهف والتخفيهف مهن‬
‫تايرات المناخ والتالب على التفاوت الصحي وتعزيز أنماط الحياة الصحية‪]20[ .‬‬
‫و حسب (‪ )Taoiseach and Kenny‬فان صناعة المكان في المدفنة الصحية تتم في نوء ما فأتي ‪]21[ :‬‬
‫‪ ‬يادة نسبة السكان الذين يتمتعون بصحة جيدة في جميع مراحل الحياة مع تحقيق العدالة فيما بينهم‬
‫‪ ‬تقليل التفاوت الصحي‬
‫‪ ‬حماية الناا من األخطار التي تهدد الصحة والرفاهية‬
‫‪ ‬خلق بيئة صحية مستدامة ومتوا نة تسهم في تحقيق مدينة صحية بشكل عام ومكان صحي بشكل خاص‪.‬‬
‫وبين كل من (‪ )Edwards and Tsouros, 2008‬إن صناعة مكان او مدينة مفعمة بالنشاط والصحة تخلق باسهتمرار‬
‫وتحسن الفرص المتاحة في المناطق السكنية واالجتماعية وتوسع موارد المجتمع يكون من خالل المبادئ اآلتية‬
‫‪ -‬تحسين جاذبية المدن‪ ،‬وتعزيز التماسك االجتماعي‪ ،‬وتعزيز الهوية المجتمعية‪ ،‬توسهيع الشهبكات االجتماعيهة وخلهق‬
‫نظام نقل أكثر استدامة والحد من عدم المساواة في مجال الصحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الحياة النشطة والفعالهة‪ ،‬مهع التركيهز علهى اإلجهراءات التهي تسهتهدا البيئهة العمرانيهة واالجتماعيهة لتعزيهز‬
‫المشي وركوب الدراجات‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة جانب الهوية المحلية والحفا على المباني التاريخية واالثرية والسهياحية ووهرورة مجانسهتها مهع المبهاني‬
‫السياقية كجزء مهم في صناعة المكان الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة االبتكار االقتصادي وتحقيق التنمية االقتصادية المحلية وتوفير فرص عمل مناسبة لجميع السكان‬
‫‪ -‬تحقيق التوا ن البيئي والتقليل من تلو الهواء والضوواء وتحسين فرص الحصول على المساحات الخضراء‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على االستثمار السياحي المحلي والعالمي هذا يرفع من اقتصاد المنطقة ويوفر فهرص عمهل كثيهرة وبالتهالي‬
‫يحسن ويعز الصحة للسكان‪]22[ .‬‬
‫‪ -‬وتوفير إطار شامل لتطوير وتخطيا الحياة الصحية المفعمة بالنشاط والحيوية‬
‫‪ -‬البيئات المبنية واالجتماعيهة ههي نقطهة الوصهل الرئيسهية‪ .‬وتشهمل البيئهة المشهيدة أنمهاط اسهتخدام األراوهي‪ ،‬ونظهم‬
‫النقل والتصميم الحضري والمساحات الخضراء وجميع المباني والمساحات التهي تهم إنشهاؤها مهن قبهل النهاا (بمها‬
‫في ذلك المدارا والمنا ل وأماكن العمل واألماكن الترفيهية)‪ .‬وتشهمل العناصهر فهي البيئهة االجتماعيهة التهي تهؤثر‬
‫على المشاركة في النشاط البدني الدخل‪ ،‬والمساواة‪ ،‬والثقافة‪ ،‬والدعم االجتماعي‪]23[ .‬‬
‫وطرس )‪ (Omi, 2000‬مجموعة من المبادئ الرئيسة لمشروع المدن الصحية‬
‫‪ ‬جعههل القطههاع الصههحي يلعههب دوره فههي الههدعوة الههى إدمههاج االعتبههارات الصههحية فههي التنميههة الحضههرية واإلداريههة‬
‫(الدعوة للصحة)‪.‬‬
‫‪ ‬تكامل او دمه جهود مختلف األطراا أو الجهات المعنية داخل وخارج القطاع الصحي وتنسيق أنشطتها (التنسهيق‬
‫بين القطاعات)‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع وتعبئة المجتمعات المحليهة علهى المشهاركة فهي تخطهيا وإدارة التنميهة الحضهرية لتحسهين الصهحة ونوعيهة‬
‫الحياة (المشاركة المجتمعية)‪.‬‬
‫‪ ‬الحفا على الجوانب والقيم االجتماعية والثقافية للمجتمعات وتطوير رؤية وأهداا المدينة بتوافهق اآلراء (تطهوير‬
‫الرؤية) في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬التزام الحكومة السياسي والمحلي في دعم تطوير وتنفيذ األنشطة (االلتزام السياسي واالداري)‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير األنشطة المتنوعة في بيئات مختلفة مثل المدارا والمسهاكن واألسهواق وأمهاكن العمهل‪ ،‬والمجتمعهات‪ ،‬ومها‬
‫إلى ذلك (نهه اإلعداد المتنوع في االستخدام)‪]24[ .‬‬
‫لااكلف فااان صااناعة المكااان الحضااري الصااحي هههي عمليههة تخطههيا وادارة وانشههاء الميههادين والسههاحات والشههوارع‬
‫واالماكن العامة التي تجذب الناا وتمتا بالمتعة والجمالية واالهتمهام بالصهحة والرفاهيهة لتكهوين مجتمعهات صهحية‬
‫ومستدامة ولها القابلية على االدراك والتصور الذهني للمحيا حيث يتمكن الناا من الدخول الهى المحهالت التجاريهة‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫والمدارا وبيوت االصدقاء ومحطات العبور والتفاعل واالنسجام مع سكان األحياء المجاورة ومع المعهالم والرمهو‬
‫الطبيعيههة االخههرى‪ ،‬كونههها تسههاعد علههى صههناعة امههاكن آمنههة حيويههة تشههجع علههى المشههي وركههوب الههدراجات والتمتههع‬
‫بههالهواء الطلههق‪ ،‬لصههناعة مههدن حيويههة لههديها قههدرات فطريههة رائعههة للتفههاهم والتواصههل‪ ،‬واالبههداع واالختههراع لمهها هههو‬
‫مطلوب لمكافحة الصعوبات التي يواجهونها‪]23[ .‬‬
‫ومما تقدم يمكن تعريف صناعة المكان الصحي بأنه تخطيا وتصميم األماكن المستدامة اقتصاديا واجتماعيها وبيئيها‬
‫للمجتمعههات مههع التركيههز بشههكل خههاص علههى العناصههر والفوائههد التههي تعههود بالصههحة البدنيههة والعقليههة واالجتماعيههة‬
‫واالقتصادية للسكان من خالل خلق مساحات خضراء مستدامة يمكن الوصول اليها وجذابة في وهوء التشهجيع علهى‬
‫المشي وركوب الدراجات واالعتماد على وسائل النقل العام الصحي فضال عهن غيرهها مهن فهرص الترفيهه والتفاعهل‬
‫االجتمهاعي التهي تسههاعد علهى تقليههل العزلهة االجتماعيههة والوسهائل االخههرى التهي تسههاعد علهى التكيههف والتخفيهف مههن‬
‫تايههرات المنههاخ وتعزيههز انمههاط الحيههاة الصههحية وتعزيههز الشههعور بالراحههة واالمههان والطمأنينههة والرفاهيههة وتحسههين‬
‫الحاجات الفسيولوجية لإلنسان من (مأكل ومشرب وملبس ومسكن وعمل ونقل) وغيرها ‪( .‬الباحثتان)‬

‫تونح هكه الصورة كيفية تشاجي المكاان علاذ جاكن النااه الياه‬ ‫تونااح هااكه الصااورة كيفيااة دم ا الميااادفل واالماااكل العامااة م ا‬
‫وقضاااء مع اام اوقاااتهم فيااه (كاالسااتخدامات المتنوعااة وعناصاار‬ ‫العناصر الطبيعية والتي تعتبر العنصر االساسي والمحفاز للصاحة‬
‫التكوفل) مما ساعد علاذ احياهاه وأصابح مكاناا ادراكياا الساتيعان‬ ‫والرفاهية وتحقيق المنفعة والمتعة الجمالية في المكاان باإلناافة‬
‫المحيط الفيزفاهي وكافة النسب الجمالية والمعنوفة والتواصلية‪.‬‬ ‫الذ تشجي الناه علذ المشي والتنزه داخل المكان‪.‬‬
‫‪Leicester Square,London, BURNS + NICE (Illman Sue President, Landscape Institute , " Public Health and‬‬
‫)‪Landscape: Creating healthy places" ,p2 , London , 2013‬‬
‫شكل (‪ )5‬فبيل االندماج مابيل البيئة الحضرفة والبيئة الطبيعية وأثرها في صناعة وتشكيل المكان الصحي‬
‫ولحل المشكلة البحثية المتمثلة ب (عهدم وجهود دراسهة معرفيهة شهاملة تووهح أههم األبعهاد والسهمات التهي تسههم فهي‬
‫صهناعة المكهان الصهحي وهمن المههدن) سهوا يهتم اسهتعراض مجموعهة مههن الدراسهات التهي تناوله مفههوم صههناعة‬
‫المكان الص حي ومن المدن بهدا بناء إطار نظري شمولي عن التوجه الحضري الصحي المعاصهر فهي صهناعة‬
‫المكان ومنها‪:‬‬
‫‪ -5‬دراسااة كااوبي – اليابااان (‪ )2011 ,Kobe, Japan‬بعنااوان ( ‪World )Healthy Urban Planning‬‬
‫‪Health Organization‬‬
‫هنالك العديد من المشاكل المرتبطة بالتصميم والتخطيط الحضري التي تعاني منها المدن والسيما الصهحة فيجهب‬
‫ان تكون هنالهك معالجهة للعالقهة بهين التخطهيا الحضهري والصهحة والتهي تتطلهب االعتهراا أو ووهع إطهار نظهري‬
‫واوح وشامل يهربا بهين ههذين المفههومين وربطههم بالمحهددات االجتماعيهة للصهحة‪ .‬وينباهي لههذا اإلطهار أيضها ان‬
‫يكههون لههه دورا فههي صههياغة السياسههات العامههة‪ ،‬ومشاااركة مجموعااة واسااعة مههن أصههحاب المصههلحة مههع المصههالح‬
‫المتنوعة في عملية صنع السياسات التخطيطية والتصميمية‪ ،‬حيهث كهان هنهاك اتفهاق علهى اتبهاع نههه شهامل لتخطهيا‬
‫المهدن الصههحية‪ .‬وهههذا عنصهر رئيسههي لتلبيههة االحتياجههات البشهرية األساسههية مثههل المهأوى والميههاه النظيفههة والصههرا‬
‫الصحي‪ .‬فيجب ان يدمه بين التخطيا الحضري الصهحي وبهين التنميهة الحضهرية الصهحية‪ .‬وتشهير الدراسهة الهى ان‬
‫اللبنات االساسية للتنمية الحضرية الصحية هي‬
‫نظام الصرا الصحي‪ ،‬تصميم المأوى الذي يلبي متطلبات االمان‪ ،‬التيسير (االسعار المعقولة)‪ ،‬شبكات النقل الفعالهة‬
‫ذات النفاذية العالية‪ ،‬شبكة الفضاء او المكان االخضر لتعزيز االنسجام والتوافق مهع الطبيعهة التهي تسههم فهي تحسهين‬
‫صورة المدينة بصريا وبيئيا‪ ،‬التكيف لمنع الجريمة من خالل مبهادئ التصهميم البيئهي‪ ،‬التنميهة السهكنية العاليهة الكثافهة‬
‫(التضام الحضري)‪ ،‬شبكة النقهل المسهتدامة‪ .‬اسهتخدامات االرض المختلطهة التهي تتطلهب للمعيشهة اليوميهة‪ ،‬الخهدمات‬
‫والمرافق الترفيهية والرياوية‪]25[ .‬‬
‫إن هذه الدراسة أكدت على صناعة االماكن الصحية مهن خهالل التخطهيا والتنميهة الصهحية ل مهاكن واالعتمهاد علهى‬
‫بع المبادئ منها النقل الفعال والمستدام‪ ،‬وتشجيع االستخدام المختلا للمكان‪ ،‬االنسهجام والتوافهق مهع الطبيعهة‪ ،‬مهع‬
‫تعزيز التشكيل الحضري المتضام الذي بدوره يعز االمان والرقابة ويقلهل مهن وقهوع الجريمهة ومهن تهأثيرات البيئهة‬
‫المناخية مع التأكيد على الخدمات والمرافق الترفيهية والكفهاءة فهي اسهتخدام الطاقهة‪ .‬فههذه المبهادئ تسههم فهي صهناعة‬
‫بيئة صحية وآمنة‪.‬‬
‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫‪ -5‬دراسااة ‪ , 2008 ,PUBLIC HEALTH ADVISORY COMMITTEE‬بعنااوان ( ‪Review on‬‬


‫‪) Healthy Urban Planning‬‬
‫أكدت هذه الدراسة على صناعة المكان الصحي ومن المدن في ووء تشجيع التنمية الصهحية المسهتدامة‪ ،‬فتحهدد‬
‫المبههادئ االساسههية التههي تسهههم فههي ذلههك تشههمل تحسههين نوعيههة الحيههاة‪ ،‬واإلنصههاا داخههل وبههين األجيههال والعدالههة‬
‫االجتماعيهههة‪ .‬وحمايهههة وتعزيهههز صهههحة اإلنسهههان‪ ،‬وتشهههجيع االنهههدماج مهههع الطبيعهههة‪ ،‬ودعهههم التوعيهههة الصهههحية(البيئية‬
‫والمجتمعية)‪ ،‬واالهتمام بالمركز الحضري للمدينة واحيائهه وفقها السهتراتيجيات التنميهة الصهحية المسهتدامة‪ ،‬والتأكيهد‬
‫على المشاركة وإحياء القيم المجتمعية‪ ،‬مع تعزيز التماسك االجتماعي في المكان‪ ،‬إوافة الى الحفا على الفضاءات‬
‫العامههة المفتوحههة والخضههراء والتأكيههد علههى اسههتدامتها بوصفها(فضههاءات ترفيهيههة جماليههة دفاعيههة – آمنههة)التي تعههز‬
‫بدورها التماسك االجتماعي وتحسن م ن صورة المدينهة البيئيهة والبصهرية وتهدعم التنهوع الثقهافي والفكهري‪ .‬وان ههذه‬
‫الدراسة تطرق الى بع المفردات المهمة منها‬
‫‪ -‬نما الحياة الصحي الذي يتحقق مهن خهالل بيئهات جاذبهة وآمنهة ومريحهة وواوهحة‪ ،‬تشهجع علهى المشهي وركهوب‬
‫الدراجات وتحقق سهولة الوصول‪.‬‬
‫‪ -‬التماسك االجتماعي من خالل خلق بيئات آمنة تتسم بالنفاذية والجاذبية‪ ،‬ذات اماكن مجتمعية متعددة االسهتخدامات‪،‬‬
‫تعز المشاركة واالندماج المجتمعي‪.‬‬
‫‪ -‬جودة السكن التي تتحقق من خالل التصميم والتوجيه المثهالي والكفهوء ل مهاكن واالبنيهة‪ ،‬اسهتخدام مصهادر الطاقهة‬
‫المتجددة‪ ،‬توفير المساكن الميسرة المناسبة لكافة الدخول (التنمية البشرية ومن المكان)‪.‬‬
‫‪ -‬فرص العمل من خالل تسهيل فرص العمل المتنوعة‪ ،‬مع توفير البنية التحتية للنقل‪.‬‬
‫‪ -‬امكانية الوصول التي تتحقق مهن خهالل تشهجيع وسهائل النقهل المسهتدامة صهحيا مهع تعزيهز التهرابا واالتصهال بهين‬
‫االماكن والطرق‪.‬‬
‫‪ -‬السالمة واالمن التي تتحقق من خالل بيئة ذات اماكن صديقة للمشهاة‪ ،‬تعهز الرقابهة والسهيطرة البصهرية‪ ،‬فتحقهق‬
‫بذلك فضاءات دفاعية تدعم االقليمية والحيزية‪.‬‬
‫‪ -‬العدالة التي تتحقهق مهن خهالل تحقيهق العدالهة االجتماعيهة واالقتصهادية (مثهل تعهدد فهرص العمهل والوصهول اليهها‬
‫بسهولة)‬
‫‪ -‬جودة وجماليات الهواء من خالل تحقيق الجهودة البيئيهة (التهوا ن البيئهي للمكهان)‪ ،‬ا الهة المههن التهي ال تنسهجم مهع‬
‫السياق الحضري‪ ،‬تشجيع اشكال النقل االقهل تلويثها‪ ،‬دعهم التنميهة المهوفرة للطاقهة فهي المبهاني واالمهاكن واالحيهاء‪،‬‬
‫الوئام واالنسجام مع الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬جودة المياه والصرا الصحي التي تتحقق من خالل اعادة التدوير واالستخدام‬
‫‪ -‬التوا ن البيئي (االستقرار المناخي) الذي يتحقق من خالل تقليل انبعاثات غها ثنهائي اوكسهيد الكهاربون‪ ،‬اسهتخدام‬
‫مصادر الطاقة المتجددة والكفؤة ‪ ،‬االعتمهاد علهى النقهل المسهتدام لخلهق بيئهة متوا نهة وآمنهة‪ ،‬تشهجيع تنميهة االمهاكن‬
‫الخضراء والمفتوحة مع تعزيز االنسجام معها‪.‬‬
‫نستنته من ههذه الدراسهة أنهها أكهدت علهى صهناعة المكهان فهي المهدن الصهحية مهن خهالل التأكيهد علهى بعه االبعهاد‬
‫والسههمات لصههناعة المكههان الصههحي منههها تعزيههز النسههب البصههرية مههن خههالل القههيم الجماليههة والتواصههلية واالتصههال‬
‫والترابا واالحتواء الفضائي والوووحية والنفاذية ومن المكان مهع تأكيهدها علهى اإلدارة الكفهؤة فهي خهدمات البنيهة‬
‫التحتيههة فقههد تطرق ه إلههى البعههد الجمههالي فههي وههوء تسههويق المكههان باسههتخدام وسههائل االعههالم المختلفههة وعلههى البعههد‬
‫االجتمههاعي مههن خههالل تشههجيع التنميههة المجتمعيههة والبشههرية واالحسههاا باالنتمههاء إلههى المكههان‪ ،‬وعلههى مسههتوى البعههد‬
‫االقتصادي فقد شجع علهى تعهدد االسهتخدام وتنوعهه وهمن المكهان‪ ،‬أمها علهى مسهتوى البعهد البيئهي فقهد أكهدت علهى‬
‫ورورة الرصد والمتابعة والتقييم الدوري ل ماكن مع تشجيع وسائل النقهل المسهتدامة بيئيها ودعهم التنهوع البيولهوجي‬
‫وتحقيق التوا ن البيئي‪ ،‬إوهافة إلهى تأكيهدها علهى دور سهمات عناصهر واسهتخدامات هيكلهة المدينهة (محهور ومركهز‬
‫وفضاء) في صناعة المكهان الصهحي الجهذاب‪ ،‬منهها تنميهة األمهاكن العامهة المفتوحهة والخضهراء كفضهاءات دفاعيهة‬
‫تعز السالمة واألمن‪]26[ .‬‬
‫‪ -3‬دراســــــــــة ”‪ ،2009 ”Corburn Jason‬بعنوان (‪) TOWARD THE HEALTHY CITY‬‬
‫طرح هذه الدراسة مجموعة من السمات الخاصة بصناعة المكهان وهمن المهدن الصهحية بحسهب المنظمهة العالميهة‬
‫للصحة منها صناعة أماكن ذات بيئات نظيفة ومستدامة على المدى الطويل وآمنة وتتسم بالجودة العالية (بما في ذلهك‬
‫جودة السكن) اوافة إلى تشجيع الترابا مع الماوي‪ ،‬ومع المورو الثقافي والحفا علهى القهيم التاريخيهة واالثريهة‬
‫في المكان الصحي وإحيائها‪ ،‬وبشكل متوافق ومنسجم مع المحيا الحضري‪ .‬أي تهيئة بيئهات داعمهة للمجتمهع وملبيهة‬
‫الحتياجهات أفههراده كافههة منههها (الاهذاء والمههاء والمههأوى والههدخل‪ ،‬والسههالمة‪ ،‬والعمهل) وبدرجههة عاليههة مههن المشههاركة‪،‬‬
‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫والسيطرة على القرارات التي تؤثر فهي حيهاة السهكان‪ ،‬وصهحتهم‪ ،‬ورفهاهيتهم واسهتمتاعهم باألمهاكن‪ ،‬فيهتمكن الشهعب‬
‫من الوصول إلى مجموعة واسعة مهن الخبهرات والمهوارد‪ ،‬مهع تعزيهز االتصهال والتفاعهل والتواصهل مهع اآلخهرين ‪.‬‬
‫إوافة إلى التأكيد على سمة الحيوية‪ ،‬والتنوع‪ ،‬واالبتكار وتفعيلها وهمن المكهان‪ .‬وجميهع ههذه السهمات ههي األههداا‬
‫الرئيسة التي يسعى إليها الناا لتحقيق أقصى قدر من الحالة الصحية للمجتمع وللمواطنين‪.‬‬
‫وطرح الدراسة ايضا مجموعهة مهن مبهادئ منظمهة الصهحة العالميهة لتطهوير مشهروع االمهاكن الصهحية فهي وهوء‬
‫تأكيدها على األبعاد اآلتية‬
‫‪ -‬تعزيهز البعهد االجتمههاعي فهي وهوء تهيئههة مدينهة ذات أمهاكن صههحية عادلهة‪ ،‬ماديهة واجتماعيههة تهدعم وتحهافع علههى‬
‫المشاركة المجتمعية وعلى الهوية االجتماعية والثقافية واالقتصادية‪ ،‬وهذا يشهمل قضهايا البيئهة واالسهتدامة‪ ،‬فضهال‬
‫عن الشبكات االجتماعية‪ ،‬والنقل‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬واالهتمامات البيئية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على البعد البيئي من خالل تعزيز الصهحة للجميهع وتحقيهق التهوا ن البيئهي ودعهم السهيطرة والمراقبهة البيئيهة‬
‫وتشجيع التنوع البيولوجي اوافة الى تعزيز االندماج والتفاعل مع الطبيعة والتأكيد على اعادة تدويرالمواد‪]27[ .‬‬
‫‪ -4‬دراسة )‪ 5553 ،(Marie Williams Lisa‬بعنوان بيل الصحة والمكاان ‪ :‬فهام البيئاة العمرانياة ( ‪Between‬‬
‫‪: )Health And Place Understanding The Built Environment‬‬
‫أشارت الدراسة إلى صناعة المكان الصحي مهن خهالل االهتمهام بالبيئهة العمرانيهة التهي تشهمل جميهع الهياكهل الماديهة‬
‫وغير المادية‪ ،‬وهي البيئة التي تهيئ وتصنع اماكن يتم العيش والعمل واللعب والتعلم فيها ويمكهن تعريفهها مهن خهالل‬
‫العناصر التالية‬
‫البنية التحتية للنقل‪ ،‬واستخدامات األراوي ومقاييس المباني‪ ،‬وأنماط التنمية‪ ،‬وخصائص التصميم الحضري‪ ،‬وتمثل‬
‫البيئة العمرانية الجوانب المخططة والمنظمة من المحيا بما في ذلك المباني والتقاطعات (العقد الحضهرية) والطهرق‬
‫والحدائق‪.‬‬
‫وأكدت الدراسة على االبعاد المختلفة لصناعة أماكن صحية والتي تؤثر على البيئة العمرانية وهي‬
‫الصحة النفسية واالجتماعية وتشمل‬
‫‪ ‬الخصائص الفيزيائية المجتمعية للبيئة المبنية‪ ،‬مثل المسارات والحدائق والمرافق الترفيهية‪ ،‬مع االمهن واالسهتقرار‬
‫السكني وفرص العمل والبيئات الترفيهية التي تدعم الصحة النفسية عن طريق التماسك االجتمهاعي‪ .‬ههذه الميهزات‬
‫يمكن أن تعز أو تنتقص من مستويات التفاعل االجتماعي‪ ،‬والتي تؤثر على الرفاهية والصحة العقلية والنفسية‪.‬‬
‫‪ ‬الخدمات الخاصة مثل السكن‪ ،‬النقل‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬وخدمات الدعم االجتماعي للناا في جميع أنحهاء حيهاتهم‬
‫اليومية والعامة‪ .‬عندما تكون هذه الخدمات متوفرة ومتاحة‪ ،‬وبأسعار معقولة‪ ،‬فتعز بذلك الصحة الجيدة من خالل‬
‫ربا الناا مع الفرص والمهوارد الال مهة للمشهاركة االجتماعيهة واالقتصهادية‪ ،‬فضهال عهن وهمان الحصهول علهى‬
‫كافة الخدمات الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬الميزات االجتماعية والثقافية للحي‪ ،‬بما في ذلهك شهبكات دعهم المجتمهع المحلهي‪ ،‬والتهي تكهون بمثابهة القنهوات التهي‬
‫تسبب في صناعة المكان الصحي ومن األحياء‪.‬‬
‫‪ ‬يمكهن تشههكيل الشهههرة (الهويههة المحليهة) علههى أسههاا الصههفات الماديههة أو الهيئهة العامههة للحههي‪ .‬ان شهههرة المكههان او‬
‫الحي(هويته) لها آثار على التنمية االقتصادية للمكان وعلى جذب االستثمارات محليا واقليميا‪.‬‬
‫الصحة الفيزفاهية (المادفة)‬
‫‪ ‬ان خصائص البيئة العمرانية قادرة على تعزيز النشاط البدني وتشمل الشبكات المتصلة (الشوارع)‪ ،‬اإلنارة الكافية‬
‫للشوارع‪ ،‬ودينامية االستخدامات المختلطة ل رض (تجميع الخدمات بشكل متقارب بما في ذلهك الخهدمات السهكنية‬
‫والتجارية‪ ،‬والتطوير المؤسسي وكذلك أماكن للعمل والترفيهه) مهع تعزيهز عناصهر الجهذب فهي المكهان التهي تحقهق‬
‫الجانب الجمالي والتنافسي فيه‪ ،‬والبيئة الصديقة واالمنة للمشاة‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز االماكن باطاء نبهاتي (تشهجير االمهاكن) حيهوي وجهذاب يسههم فهي اوهفاء الصهحة البيئيهة والجماليهة وتقليهل‬
‫التلو وتحقيق الراحة الحرارية ل فراد عن طريق االستخدام الكفوء للطاقة الخضراء‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق السالمة واالمن ومنع حدو الجريمة من خالل االهتمام بأثا الشارع واالواءة المميزة والربا الجيد بين‬
‫الوجهات في البيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪ ‬المحافظة على البيئة العمرانية التي بدورها تحقق مكان وبيئة صحية‪]28[ .‬‬
‫و بذلك اكدت هذه الدراسة على صناعة المكان الصهحي وهمن المدينهة مهن خهالل فههم البيئهة العمرانيهة وخصائصهها‬
‫واالهتمام بعناصرها الماديهة وغيهر الماديهة والتهي منهها خهدمات البنيهة التحتيهة وانظمهة الطهرق والمواصهالت وتهيئهة‬
‫الخدمات الترفيهية (االماكن العامة الخضراء والمفتوحة ) وتهيئة االمن واالستقرار السكني مهع تهوفير فهرص العمهل‬
‫المتنوعههة للسههكان والتههي بههدورها تحقههق التماسههك والتفاعههل االجتمههاعي اوههافة الههى تهيئههة كافههة الخههدمات التعليميههة‬
‫والتجاريهههة والمؤسسهههية وخهههدمات الهههدعم االجتمهههاعي القريبهههة مهههن بعضهههها الهههبع (االسهههتخدام المخهههتلا ل نشهههطة‬
‫واستمراريتها ) والتي بدورها تعز الصحة والرفاهية والمشاركة االجتماعية واالقتصهادية فهي المكهان واكهدت علهى‬
‫‪653‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫تعزيز هوية المكان المحلية والتي تقوم بجذب االستثمارات المحلية واالقليمية للمكان واكدت على تحقيق البعد البيئهي‬
‫والجمالي والتنافسي مع تعزيز االماكن باطاء نباتي حيوي وجذاب وتحقيق السالمة واالمن والتكيف البيئي‪.‬‬
‫ومهن ههذه الدراسهات اتضهح إن هنالهك أبعهاد لصههناعة المكهان الصهحي منهها البعهد (االقتصهادي‪ ،‬االجتمهاعي‪ ،‬البيئههي‪،‬‬
‫الجمههالي) وهنالههك سههمات تتصههف بههها عناصههر هيكلههة المكههان (المركههز‪ ،‬الفضههاءات المفتوحههة‪ ،‬منظومههة الحركههة‪،‬‬
‫اسههتعماالت االرض الحضههرية) تههؤثر فههي صههناعة المكههان الصههحي منههها (المركزيههة‪ ،‬الووههوحية‪ ،‬المرونههة‪ ،‬الحفهها‬
‫والتجديد‪ ،‬التضام الحضري‪ ،‬التكثيف السهكاني واالسهكاني‪ ،‬التنهوع الجمهالي‪ ،‬الوحهدة والتهرابا واالنسهجام البصهري‪،‬‬
‫النفاذية‪ ،‬االحتواء الفضائي‪ ،‬االنسهجام مهع المحهيا‪ ،‬سهمة االحسهاا والتماسهك االجتمهاعي وهمن المكهان ‪........‬الهخ)‬
‫ولصعوبة قياا جميع االبعاد والسمات سيتم انتخاب البعد البيئي (لكونه هو أحهد األبعهاد المهؤثرة فهي صهناعة المكهان‬
‫الصحي) وتحييهد االبعهاد االخهرى‪ ،‬أمها بالنسهبة لسهمات عناصهر هيكلهة المكهان سهوا يهتم انتخهاب سهمات الفضهاءات‬
‫المفتوحة وتحييد سمات العناصر االخرى‪ .‬وكما في الجدول (‪. )1‬‬
‫جدو‪ )5(/‬استخالص أهم المفردات الخاصة بصناعة األماكل الصحية نمل المدن كتوجه حضري صحي معاصر‬
‫اونحت الدراسات والتجارن ان هنالف أبعاد لصناعة المكان الصحي نمل المدن‬
‫الرمـــــــز‬ ‫القيم الممكنة لألبعاد‬ ‫المتغيرات الثانوفة‬ ‫المتغيرات‬
‫الرهيسة‬
‫توفير المساكن الميسرة وبتشكيل حضري متضام‪ /‬تشجيع االقتصاد الحر الذي يؤدي الى تنوع وتعدد فرص‬
‫اقتصاد سياقي‬
‫العمل ومن المكان‪ /‬تشجيع االستخدام المختلا (تجاري‪ ،‬سكني‪ ،‬ثقافي‪ ،‬ترفيهي ‪......‬الخ) ‪/‬‬
‫(تنافسي)‬ ‫البــــعد‬
‫االقتصادي‬
‫تشجيع الفعاليات واالنشطة المحلية التي تعز بذلك االستثمار المحلي‪ /‬وتشجع التنمية السياحية ومن المكان‪/‬‬
‫اقتصاد محلي‬
‫تحقيق العدالة وتعزيز الهوية االقتصادية للمكان‬
‫دعم التوعية المجتمعية التي تحقق االرتقاء والعدالة االجتماعية ومن المكان‪ /‬تعزيز الفعاليات الثقافية‪-‬‬
‫االجتماعية التي تعكس قيم المكان المعنوية‪-‬‬ ‫تعزيز اال دهار‬
‫الحضاري‬
‫البــــعد‬
‫تعزيز التشاركية والشمولية التي تشجع التماسك والمشاركة المجتمعية ومن المكان‪ /‬تعزيز االنتمائية للمكان‬ ‫االجتماعي‬
‫تشجيع التكامل‬
‫وإحياء الذاكرة الجمعية ومنه‪ /‬الحفا على الهوية االجتماعية والثقافية للمكان التي تحسن بذلك جودة ونوعية‬
‫االجتماعي‬
‫الحياة فيه‪-‬‬
‫تعزيز التميز واالبداع باستخدام تقنية االسطح الخضراء واشراك وسائل االعالم المختلفة‪ /‬ادخال التعبيرات‬
‫والمفردات المعاصرة ووسائل االعالن الرقمي ومن المكان‬ ‫تكنولوجي‬
‫البــــعد‬
‫إحياء القيم الجمالية الكامنة المرتبطة بالمكان‪ /‬تشجيع القيم التواصلية وذلك بالحفا على القيم التاريخية‬ ‫عمراني (حضري)‬ ‫الجمالي‬
‫والرمزية والمعنوية في المكان‪ /‬تو يف العناصر الجاذبة في المكان مع تعزيز االنسجام والوحدة البصرية فيه‬
‫التصدي للعوامل المناخية‬
‫‪)A3-1(1‬‬

‫‪)A3-1(2‬‬ ‫تحقيق الراحة الحرارية‬


‫مناخي‬
‫‪)A3-1(3‬‬ ‫توفير التظليل المناسب‬ ‫(‪)A3-1‬‬

‫‪)A3-1(4‬‬ ‫توفير الاطاء النباتي الحيوي والجذاب (التشجير)‬

‫‪(A3-1)5‬‬ ‫دعم التوعية البيئية‬


‫‪)A3-2(1‬‬ ‫تعزيز الجودة العالية لمواد البناء‬
‫‪)A3-2(2‬‬ ‫التنوع في المواد المستخدمة وملمسها‬
‫‪)A3-2(3‬‬ ‫المشي‬
‫تشجيع وسائل النقل المستدامة بيئيا‬
‫‪)A3-2(4‬‬ ‫ركوب الدراجات‬
‫‪)A3-2(5‬‬ ‫النقل العام‬ ‫حضري‬ ‫البــــعد‬
‫‪)A3-2(6‬‬ ‫التأكيد على تفاعل المكان مع عناصر البيئة الطبيعية‬ ‫(‪)A3-2‬‬ ‫البيئي‬
‫‪)A3-2(7‬‬ ‫تعزيز التكيف البيئي‬ ‫(‪)A3‬‬
‫‪)A3-2(8‬‬ ‫تقييم االثر البيئي ل ماكن‬
‫‪)A3-2(9‬‬ ‫دعم السيطرة والمراقبة البيئية‬
‫‪)A3-3(1‬‬ ‫تحقيق التوا ن البيئي‬
‫‪)A3-3(2‬‬ ‫الكفاءة في استخدام الطاقة‬
‫‪)A3-3(3‬‬ ‫إعادة تدوير المواد‬

‫‪)A3-3(4‬‬ ‫تشجيع التنوع البيولوجي‬ ‫ايكولوجي‬


‫‪)A3-3(5‬‬ ‫طواحين الرياس‬ ‫االعتماد على مصادر الطاقة المتجددة‬ ‫(‪)A3-3‬‬
‫‪)A3-3(6‬‬ ‫الواس الطاقة الشمسية‬
‫‪)A3-3(7‬‬ ‫طاقة المياه‬
‫التوجيه المثالي والكفوء للمباني والشوارع‬
‫‪)A3-3(8‬‬

‫‪654‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫تطرقت الدراسات إلذ سمات عناصر هيكلة المكان الصحي نمل المدن‬

‫القيم الممكنة للسمات‬ ‫المتغيرات الرهيسة‬


‫تعزيز مبدأ المركزية في صناعة المكان‪ /‬تعزيز مبدأ الحفا والتأهيل (ربا الماوي بالحاور) ‪ /‬مركز حضري آمن‬
‫وناب بالحي اة‪ /‬التأكيد على المرونة والتجديد ومن المكان‪ /‬تنمية المركز اقتصاديا واجتماعيا‪ /‬تعزيز عناصر جذب‬
‫المــــركز‬
‫مركزية في المكان‪ /‬تعزيز الشفافية والصراحة‪ /‬تعزيز مبدأ الترابا البصري في التشكيل‪ /‬تعزيز الكثافات السكانية‬
‫واالسكانية ‪ /‬ابرا التنوع الجمالي في المكان‬
‫النفاذية الحركية والبصرية‪ /‬تكامل شبكات الحركة والتنقل‪ /‬االهتمام بالعقد الحضرية من ناحية‬
‫التنمية والتشكيل‪ /‬االنسجام والتوافق البصري ومن المسار‪ /‬التدرج الهرمي في الحركة واالنتقال‪/‬‬
‫على مستوى المدينة‬
‫الترابطية واالتصالية ما بين األماكن وطرق النقل الرئيسة‪ /‬إمكانية الوصول السهل‪ /‬تعزيز‬ ‫من ومة الحركة‬
‫‪ /‬الكل‬
‫الوووحية والشفافية ‪ /‬دعم فكرة الشارع كمكان‪ /‬تعزيز نقاط جذب بصرية وحركية‪ /‬دعم التنوع‬
‫المستدام في انماط الحركة (المشي‪ ،‬ركوب الدراجات‪ ،‬النقل العام)‬
‫تعزيز االستمرارية ومن المكان ‪ /‬تعزيز االحتواء الفضائي النسبة والتناسب وامكانية الوصول‪،‬‬
‫المقياا االنساني‪ /‬تعزيز التماسك البصري للمكان‪ /‬تعزيز النفاذية‪ /‬تشجيع الترابا والوصول‬
‫على مستوى الحي ‪/‬‬
‫المحلي‪ /‬تنمية محاور الحركة الرابطة‪ /‬تعزيز سمة االمان والخصوصية‪ /‬تعزيز استخدام العناصر‬
‫الجزء‬
‫الطبيعية‪ /‬اعادة هيكلة خدمات البنية التحتية للشارع (االواءة‪ ،‬أثا الشارع‪ ،‬الصرا الصحي‬
‫المستدام‪ ،‬التشجير‪ ،‬امدادات المياه الصحية‪ ،‬تقليل مصادر التلو ‪......‬الخ‬
‫تشجيع التنوع في االستخدام (السكني‪ ،‬التجاري‪ ،‬الثقافي‪ ،‬الحضاري‪ ،‬التعليمي‪ ،‬الترفيهي‪-‬السياحي) ‪ /‬تعزيز المرونة في‬
‫االستخدام‪ /‬دعم االنشطة المجتمعية (التنمية المجتمعية للمكان) ‪ /‬تشجيع األنشطة المحلية في االستخدام‪ /‬انسجام االستخدامات‬
‫استعماالت األرض‬
‫الجديدة مع القائمة‪ /‬ومان تنوع االنشطة والفعاليات‪( .‬تنوع و يفي) ‪ /‬التخلص من المهن الضارة في االماكن (المهن التي ال‬
‫الحضرفة‬
‫تنسجم مع السياق) ‪ /‬مراعاة التسلسل الهرمي ل نشطة والفعاليات ‪ /‬مراعاة قيم التصميم المرئي لتشجيع االستخدام اليومي‬
‫للمكان‪ /‬دعم األنشطة والفعاليات المميزة لتحقيق عنصر الجذب في المكان‪ /‬تشجيع الفعاليات واألنشطة المتضامة في التشكيل‬
‫‪B2-1‬‬ ‫تنمية األماكن الخضراء‬

‫‪B2-2‬‬ ‫دعم فرص العمل مع تشجيع االنشطة والفعاليات الخارجية‬

‫‪B2-3‬‬ ‫بيئات تفاعلية قابلة للعيش والعمل والتعلم‬

‫‪B2-4‬‬ ‫تشجيع االندماج مع الطبيعة‬

‫‪B2-5‬‬ ‫التأكيد على استدامة األماكن العامة‬

‫‪B2-6‬‬ ‫تعزيز االنسجام مع المحيا‬

‫‪B2-7‬‬ ‫توفير نقاط جذب عالية للسكان‬

‫‪B2-8‬‬ ‫تأثيث المكان بعناصر مميزة ونقاط دالة‬ ‫الفضاءات المفتوحة‬


‫(‪)B2‬‬
‫‪B2-9‬‬ ‫إوفاء السمة الحسية ومن المكان‬

‫‪B2-10‬‬ ‫تحسين صورة المدينة بصريا وبيئيا‬

‫‪B2-11‬‬ ‫تعزيز مبدأ التآلف (التفاعل) االجتماعي‬

‫‪B2-12‬‬ ‫تعزيز الجودة العالية للحياة‬

‫‪B2-13‬‬ ‫دعم التنوع الثقافي والفكري في المكان‬

‫تأصيل الهوية الحضرية للمكان‬


‫‪B2-14‬‬
‫‪B2-15‬‬ ‫تعزيز الفضاءات الدفاعية‬
‫‪B2-16‬‬ ‫إدخال التقنيات المعاصرة ومن المكان (االواءة والوسائا المرئية ‪...‬الخ)‬

‫المحور الثالث – الدراسة العملية‬


‫تم اختيار ثالثة مشاريع عالمية بشكل قصدي بهدا اختبار فروية البحث المتمثلة ب (يتحقق المكان الصحي مهن‬
‫خههالل مفههردات البعههد البيئههي وسههمات الفضههاءات المفتوحههة)‪ ،‬تضههم المشههاريع المنتخبههة عههدد مههن االمههاكن الحضههرية‬
‫المصممة على وفق التوجه الصحي التي تعد أماكن صحية مستدامة تحقهق الصهحة البيئيهة واالقتصهادية واالجتماعيهة‬
‫والجمالية وبما ينسجم مع التوجهات الحضرية المعاصرة‪.‬‬
‫استخدم البحث المنهه الوصفي التحليلي لكل من المهدن والمشهاريع المنتخبهة وحسهب مها تهم استخالصهه مهن مفهردات‬
‫اإلطههار النظههري (جههدول رقههم ‪ )1‬الت هي تههم اسههتخدامها فههي اسههتمارة القيههاا‪ ،‬اذ تضههمن عمليههة التحليههل وصههف عههام‬
‫للمشاريع‪ ،‬وقياا البعد البيئي بمفرداته الهثال (المنهاخي‪ ،‬الحضهري‪ ،‬االيكولهوجي)‪ ،‬ودور الفضهاءات المفتوحهة فهي‬
‫صناعة المكان الصحي من خالل السمات الحضرية التي اتصف بهها‪ ،‬وطبيعهة تهأثير مفهردات البعهد البيئهي لصهناعة‬
‫المكان الصحي في سمات الفضاءات المفتوحة وقياا مدى فاعليتها ومن كل من المدن المنتخبة‪.‬‬

‫‪656‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫بهدا استخالص نسب التحقق لكل متايهر وهمن المهدن والمشهاريع المنتخبهة‪ ،‬فآليهة القيهاا اعتمهدت علهى ووهع‬
‫أو ان ترجيحية لجميع المؤشرات الفاعلة وكما يلي‬
‫‪ -‬مفردات البع د البيئي فيرمز لها بأو ان تتأرجح بهين [(‪ )0‬لهيس لهها دور‪ )1( ،‬دور وهعيف فهي صهناعة المكهان‪،‬‬
‫(‪ )2‬دور مقبول في صناعة المكان (‪ )3‬دور جيد في صناعة المكان‪ )4( ،‬دور جيد جدا (فعال) في صناعة المكان]‬
‫‪ -‬سمات الفضهاءات المفتوحهة تضهمن ووهع قهيم ترجيحيهة تشهير الهى دور ههذه السهمات فهي صهناعة مكهان صهحي‬
‫حيوي ومتنوع وقابل للعيش والعمل والتعلم تتراوس بين [(‪ )0‬ليس لها دور في صناعة المكان‪ )1( ،‬دور وعيف فهي‬
‫صناعة المكان (‪ )2‬دور مقبول في صناعة المكان (‪ )3‬دور جيد في صهناعة المكهان‪ )4( ،‬دور جيهد جهدا (فعهال) فهي‬
‫صناعة المكان]‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة تأثير مفردات البعد البيئي في صناعة المكان الصحي بهاختالا سهمات الفضهاءات المفتوحهة وهمن المدينهة‪،‬‬
‫طبيعة تأثير مفردات البعد البيئي لصهناعة المكهان الصهحي فهي سهمات الفضهاءات المفتوحهة وهمن المدينهة‪ ،‬تضهمن‬
‫ووع قيم ترجيحية تشير إلى أثر البعد البيئهي لصهناعة المكهان الصهحي فهي سهمات الفضهاءات المفتوحهة المهيكلهة لهه‬
‫وههمن المدينههة التههي تتههراوس بههين [(‪ )0‬لههيس لههها تههأثير‪ )1( ،‬ذو تههأثير وههعيف‪ )2(،‬ذو تههأثير مقبههول‪ )3(،‬ذو تههأثير‬
‫جيد‪ )4(،‬ذو تأثير جيد جدا]‪ ،‬ولارض معالجة البيانهات تهم ترميهز متايهرات البعهد البيئهي (‪ ،)A3‬ولسهمات الفضهاءات‬
‫المفتوحة بالرمز (‪ ،)B2‬ومن ثم حساب نسب التحقق لصناعة مكان صحي ومقارنة النتائه ومن البرنامه الرياوي‬
‫(‪. )Excel‬‬
‫وص المشارف المنتخبة‬
‫تتضمل هكه الفقرة وصفا عاما للمشارف الثالثة المنتخبة وهي كما فأتي ‪:‬‬
‫االو‪ :/‬مشروع صناعة المكان الصحي في ناوء تحوفال المدفناة الساياحية جولاد كوسات فاي اساتراليا الاذ مدفناة‬
‫ذات أمااكل صاحية ‪5555 O'Hare Daniel & Bajracharya Bhishna and Khanjanasthiti Isara‬‬
‫جولد كوس هي واحدة من األماكن السياحية األكثر شهرة في أستراليا‪ .‬حيث تقع جنوب شهرق )كوينزالنهد (بشهرق‬
‫أستراليا في المحيا الهادي‪ ،‬و جنوب مدينة )بريزبين(‪ ،‬وإن السهياحة ههي الصهناعة الرئيسهية فهي المدينهة‪ ،‬نمه ههذه‬
‫المدينة باالعتماد على صناعة االماكن الترفيهية التي تخلق المتعة للسكان‪ ،‬فهي تعد مدينة صهحية سهياحية (ترفيهيهة)‬
‫تعمل على وفق مبدأ تكافؤ الفرص على العكس من المهدن التقليديهة القائمهة علهى االسهتهالك ‪ .‬وإن ههذه المدينهة تتمتهع‬
‫بمنههاخ معتههدل‪ ،‬ومتههوا ن بيئيهها وذات كثافههات سههكانية عاليههة واسههتخدام وسههائل النقههل العههام وأسههاليب الحيههاة النشههطة‬
‫والفعالة‪.‬‬
‫إن هذه المدينة اعتمدت على مجموعة من السياسات والبرامه لصناعة المكهان الصهحي الهذي يهدمه مها بهين المعرفهة‬
‫والتكنولوجيا‬
‫ان هذه السياسة ساعدت علهى صهناعة أمهاكن صهحية جاذبهة‬ ‫‪ -1‬سياسة التخطيا االقليمي ومن مدينة جولد كوس‬
‫ومميزة تحقق االبتكار واالبداع والحيوية والرخاء وبشكل متكامل مع نما المناطق الحضهرية المتضهامة والمسهتدامة‬
‫المدعومة بشبكات من النقل المستدام المترابا والقريب من المناطق السكنية ومواقع العمهل والنقهل‪ ،‬فتصهبح كمراكهز‬
‫للمعرفة والتوعية والصحة من حيث تعزيز سمة التضام الحضري في التشكيل وتعدد االستخدام وتنوعه والكفاءة في‬
‫استخدام االراوي والوصول السهل الى جميع الو ائف والخدمات فتكون المدينة عبارة عن أماكن صهحية مترابطهة‬
‫بصريا ومستدامة وصديقة للبيئة‪ .‬وبعد ذلك تم تحديث هذه السياسة بإدخال التكنولوجيا واالبتكهار فهي صهناعة المكهان‬
‫الصحي ومن هذه المدينة ونوقش ذلك تح األفكار اآلتية‬
‫‪ ‬خلق بيئات عمل جذابة لكل مجموعة تدعم اإلبداع واالبتكار والبحث والتطوير‪ ،‬وجذابة لمؤسسي األعمال الجديهدة‬
‫والمو فين وهذه البيئات تحافع على الهوية االجتماعية والثقافية وبالتالي تعز البعد االجتماعي والجمالي‪.‬‬
‫‪ ‬التأكيد على البعد االقتصادي في ووء تعزيز القدرة التنافسية لالقتصاد وتوفير فهرص عمهل جديهدة وهمن المكهان‬
‫مههع االهتمههام بههدعم خههدمات البنيههة التحتيههة الصههحية والمسههتدامة‪ ،‬فتعمههل بوصههفها دولههة ذكيههة تركههز علههى المحههاور‬
‫الصحية‪ ،‬ومرافق البحو الصحية بمالحظة الصحة والتكنولوجيا وهما عنصران اساسيان في هذه المدينة‪.‬‬
‫‪ -2‬سياسة التحول من التركيز على الطرق السريعة إلى شبكة النقل الموجهه والفعهال (النقهل المهائي‪ )...‬ابتكهار ممهر‬
‫المحيا الهادئ‪ ،‬وهي مبادرة معتمدة في نظام التخطيا ‪ 2003‬ومن المدينة‪ ،‬فنظام التخطيا هذا يوفر انطالقهة جيهدة‬
‫نحو تحقيق شهبكة المعرفهة والصهحة المقترحهة‪ ،‬فيهتم التحهول الهى سياسهة النقهل النشها والفعهال والصهحي فهي المدينهة‬
‫كسياسة النقل المائي والمشي وركوب الدراجات ‪......‬الخ فيسهم في تنمية األماكن وتهيئتها صحيا‪.‬‬
‫‪ -3‬سياسة تشجيع االنشهطة الفيزيائيهة فهي المدينهة ان العمهل بههذه السياسهة ههو لتهوفير التنسهيق والتكامهل واالنسهجام‬
‫و يادة فرص العمل في المدينة الذي بدوره ينعكس ايجابيا نحو قصد المكان باسهتمرار واحيائهه وتفعيلهه فيعهز بهذلك‬
‫الصحة االقتصادية واالجتماعية في ووء يادة التماسك والتفاعل االجتماعي بين االفراد‪.‬‬
‫‪ -4‬برنامه الصحة والنشاط ( السفر النشا ) هذه السياسة صمم لتناسب األعمهار جميعهها‪ ،‬بههدا صهناعة أمهاكن‬
‫صحية واوحة ترفيهية خضراء متكاملة مهع شهبكات النقهل المسهتدامة صهحيا‪ ،‬كمها وأكهدت ههذه السياسهة علهى تنميهة‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫محاور الحركة واالهتمام بتوجيهها وتشكيلها ومن المدينة‪ ،‬وتحويل الفضاءات والمسارات إلى أماكن صهحية تحقهق‬
‫المتعة والراحة للسكان‪]29[ .‬‬

‫الجدو‪ 5 /‬تحليل المشروع – رمز المشروع (‪[ )p1-1‬الباحثتان]‬


‫حقق هذا الجانب في ووء خلق مناخ معتدل حراريا وذلك بدعم التوعية البيئية وتعزيز الاطاء النباتي الحيوي‬ ‫مناخي‬
‫والجذاب وبذلك وفرت التظليل المناسب في االماكن والشوارع مع ادخال المسطحات المائية بوصفها عنصر‬
‫ملطف للمناخ‪.‬‬
‫حقق الجانب البيئي حضريا في ووء تشجيع وسائل النقل المستدامة بيئيا (المشي‪ ،‬ركوب الدراجات‪ ،‬وسائل‬ ‫حضري‬
‫البعد‬
‫النقل العام) وعز ت مبدأ االنسجام مع الطبيعية بطرق تقنية متطورة كالواجهات الزجاجية وامتداد القنوات المائية‬
‫البيئي‬
‫لصناعة اماكن صحية حضرية تعز النشاط الفيزيائي ويقصدها المواطن باستمرار‪ ،‬اوافة الى استخدام مواد‬
‫تخفف من التأثير السلبي للمناخ وذات جودة عالية‪.‬‬
‫ايكولوجي تصنع اماكن صحية متوا نة بيئيا تحقق التوا ن البيئي والكفوء في ووء استخدام مصادر الطاقة المتجددة واعتماد‬
‫التوجيه المثالي للمباني والشوارع وجعلها اماكن صديقة للبيئة متنوعة بايولوجيا‪.‬‬
‫اهتم هذه المدينة بتنمية األ ماكن الترفيهية الخضراء المفتوحة بين المباني وعدم ترك المساحات الشاغرة‪ ،‬وذلك‬
‫لصناعة أماكن صحية ترفيهية خضراء ذات هوية حضرية اصيلة تحقق المتعة للسكان‪ ،‬وتعز االنسجام مع‬
‫سمات الفضاءات‬
‫الطبيعة مع تشجيع اقامة الفعاليات االجتماعية والثقافية وتعزيز العناصر الجاذبة للسكان في هذه االماكن‬
‫المفتوحة‬
‫(المسطحات المائية مثال) وتحسين نوعية الحياة والصحة في المدينة وتحسين الصورة البصرية والبيئية للمدينة‬
‫عموما وللمكان خصوصا وبذلك تصبح اماكن ذات بيئات صحية جذابة وقابلة للعمل والعيش والتعلم‪.‬‬
‫بالنسبة ألثر ال بعد البيئي لصناعة المكان الصحي في سمات الفضاءات المفتوحة المهيكلة له‬
‫بيئي ا عز ت هذا الجانب في ووء انسجامها وتوافقها مع الطبيعة واستخدام التشجير لخلق مناخ بيئي مصار مع‬
‫الفضاءات المفتوحة‬
‫تحسين الصورة البيئية للمكان فتعمل هذه االماكن كفضاءات دفاعية مميزة ومتوا نة بيئيا ومستدامة‪.‬‬

‫نستنته من هذه الدراسة انها تأكد على صهناعة المكهان الصهحي فهي وهوء تحويهل المدينهة مهن مدينهة سهياحية (مدينهة‬
‫االستهالك) إلى مدينة صحية ذكية (قائمة على المعرفة والصحة والتواصل والثقافة والفن وجودة الحياة) ذات أمهاكن‬
‫صحية نابضة بالحياة وصديقة للبيئة ومسهتدامة ويمكهن العهيش فيهها تشهجع علهى االسهتخدام المخهتلا‪ ،‬وعلهى التشهكيل‬
‫المتضههام وعلههى المشههاركة المجتمعيههة‪ ،‬وامههاكن قابلههة للمشههي تسههتخدم وسههائل النقههل العههام فههي وههوء االعتمههاد علههى‬
‫مجموعة من السياسات كما ذكر سابقا‪ .‬الحع الشكل (‪)2‬‬

‫مشروع تخطيط المكان الصحي فاي مدفناة ساان فرانسساكو الصاحية ‪ 2009 Corburn Jason‬رماز المشاروع‬
‫)‪(p1-2‬‬
‫تقع مدينة سان فرانسيسكو حول خليه سهان فرانسيسهكو‪ ،‬فهي شهمال وسها واليهة كاليفورنيها‪ .‬بالواليهات المتحهدة‬
‫األمريكية‪ ،‬أوكالند‪ ،‬مدينة بيركيلي ومدينة سان هو يهه‪ .‬إذ تناوله الوكهاالت الحكوميهة ومنظمهات المجتمهع المحلهي‪،‬‬
‫والباحثين‪ ،‬وغيرهم مدينة " سان فرانسسكو" الجديهدة واألراوهي اإلقليميهة‪ ،‬فهي وهوء اسهتخدام السياسهات‪ ،‬واألطهر‬
‫الراميههة إلههى تعزيههز المسههاواة فههي مجههال الصههحة واالقتصههاد واالجتمههاع وتحقيههق االمههاكن الصههحية بوصههفها ممارسههة‬
‫جديدة لتخطيا المدن الصحية‪ .‬إوافة الى االهتمام بمركز المدينة مهن خهالل اوهافة موقهع معمهاري جمهالي اذ تعتبهر‬
‫قبة المبنى خامس أكبر قبة في العهالم‪ .‬ومهن ثهم تطهور شهيئا فشهيئا لهيعكس التنهوع والمرونهة والجاذبيهة وهمن المركهز‬
‫وهي سمات لصناعة مكان صحي جماليا‪ .‬حيث عمدت الى توفير االسكان الميسر والتنمية االسهكانية العاليهة واعهادة‬
‫تقسههيم الحههي وتههوفير مبههدأ تعههدد الو ههائف (السههكنية والتجاريههة والترفيهيههة والتعليمههة )‪ ،‬وتشههجيع التنميههة االقتصههادية‪،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والتأكيد على التنوع البيولوجي وتقييم األثر البيئي ودعم التوعيهة البيئيهة وتطبيهق توجهه الصهحة البيئيهة‬
‫الجديهد إلدارة مشههاريع التنميههة الحضههرية فهي سههان فرانسيسههكو‪ ،‬وإعههادة تطهوير الميههادين العامههة‪ ،‬وتههوفير الفضههاءات‬
‫المفتوحههة والصههحية وتحقيههق التفاعههل االجتمههاعي فههي الميههادين العامههة وتحقيههق العدالههة االجتماعيههة وتعزيههز التوعيههة‬
‫المجتمعية من خالل المنظمات‪ ،‬و تعزيز االرتقاء االجتماعي لتشجيع الفعاليات الثقافية‪-‬االجتماعيهة التهي تعكهس القهيم‬
‫الكامنههة للمكههان‪ ،‬واسههتخدام الوسههائل الحديثههة المنسههجمة مههع السههياق مههع تعزيههز االبنيههة المميههزة فههي التشههكيل (االبنيههة‬
‫االيقونية)‪ ،‬وغيرها من المفردات المعز ة للصحة والسالمة واالمن والجمال‪ ،‬فعالج المحددات االجتماعية والبيئية‬
‫والصحية واالمنية بما في ذلك خلق فرص عمل جديدة‪ ،‬مع التركيز في الكثافة في ووء بناء وحهدات سهكنية بأسهعار‬
‫معقولة‪ .‬وفي الوق نفسه طرح مبادئ االستدامة من نواحي عدة‪ ،‬مثال مبدأ إعادة التدوير واالعتماد على مصهادر‬
‫الطاقة المتجددة وتحقيق أقل قدر من انبعاثات الكاربون‪ ،‬مع تحقيق اإلدارة الحضرية الكفؤة فهي اسهتخدام االراوهي‪،‬‬
‫واحترام األثر الثقافي والتقليدي في المدينة وتحسين االراوي الحضهرية وجعلهها أمهاكن صهحية مقصهودة فهي وهوء‬
‫احتههرام القههيم والرمههو التقليديههة والثقافيههة فههي المنطقههة مههع تعزيههز المحاكههاة للسههياق الحضههري القههائم‪ ،‬وتحقيههق التفههرد‬
‫(جعلها مدينة ذات أماكن فريدة من نوعها) تعز العناصر والشواخص الجاذبة فيها‪]30[ .‬‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫فقد عمدت هذه المدينة إلى تحقيق احتياجات السكان كافة من فرص العمهل والعهيش واللعهب والتعلم‪...‬وخلهق الهروابا‬
‫بين المجتمعات التهي تشهجع المشهي ووسهائل النقهل العهام والعبهور وتحسهين نوعيهة وجهودة الحيهاة‪ .‬لخلهق بيئهة موجههة‬
‫للمشههاة تحسههن مههن مشههاهد الشههوارع وتحقههق المتعههة الحسههية وههمن المكههان‪ ،‬وتضههمن الوصههول الكامههل بههين المنههاطق‬
‫وفرص العمل‪ ،‬وهذه البيئة متكاملة مع األرصفة الواسعة المستمرة‪ ،‬والمنها ر الطبيعيهة‪ ،‬واإلوهاءة‪ ،‬والالفتهات‪ ،‬مهع‬
‫كل تفاصيل المقياا االنساني‪ ،‬لصناعة اماكن صحية موحدة بصريا ومستدامة‪.‬‬
‫فعمل على تنمية ممرات الحركة‪ ،‬ومراكز العبور والتقاطعات الرئيسية والعقد الحضرية‪ .‬على وفق أهداا المدينة‪،‬‬
‫وتشجيع المزيد من المساكن‪ ،‬وفرص العمل‪ ،‬أي تشجيع االستخدام المختلا المتضام‪ ،‬مع مجموعهة أكبهر مهن القهدرة‬
‫علههى تحمههل التكههاليف والخيههارات‪ ،‬وتجس هيد مبههدأ العمههارة العاليههة الجههودة والتصههميم الحضههري والتههي تصههبح بمثابههة‬
‫عنصرا جماليا وو يفيا ونصبيا‪ .‬والحفا على المباني المهمة في المنطقة وتأهيلها‪ .‬مع توفير نظام الحوافز المحليهة؛‬
‫لجذب تنمية القطاع الخاص واالستثمار االقتصادي على طول هذه الممرات‪]31[ .‬‬

‫الجدو‪ 3 /‬تحليل المشروع – رمز المشروع (‪[ )p1-2‬الباحثتان]‬


‫حقق هذا الجانب من خالل المناخ المثالي المعتدل تقريبا الداعم للتوعية البيئية المعز باطاء نباتي‬ ‫مناخي‬
‫حيوي وجذاب‪ ،‬وبذلك وفرت التظليل المناسب في االماكن والشوارع‪.‬‬
‫حقق الجانب البيئي حضريا في ووء استخدام بع التقنيات كالواجهات الزجاجية التي تعز‬ ‫حضري‬
‫االنسجام واالنفتاس ما بين الداخل والخارج(الطبيعة) والتشجير وتشجيع وسائل النقل الصحية (المشي‪،‬‬ ‫البعد‬
‫ركوب الدراجات‪ ،‬وسائل النقل العام) إوافة إلى استخدام المواد المتنوعة التي تحقق المناخ والبيئة‬ ‫البيئي‬
‫المثالية‪.‬‬
‫تصنع اماكن صحية متوا نة بيئيا وكفؤة في ووء التوجيه المثالي للمباني والشوارع وتشجيع التنوع‬ ‫ايكولوج‬
‫البيولوجي والكفاءة في استخدام الطاقة وإعادة تدوير المواد واالعتماد على مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫ي‬
‫اهتم المدينة بصناعة األماكن الصحية في ووء تنمية األماكن العامة (المفتوحة والخضراء) التي‬
‫تسهم في تعزيز جودة الحياة وإوفاء المتعة الحسية والتماسك االجتماعي بين االفراد مع تعزيزها‬ ‫الفضاءات‬
‫ببع العناصر الجاذبة والنقاط الدالة كالنصب في ميدان االتحاد ومتنزه البوابة الذهبية‪ ،‬وتسهم هذه‬ ‫المفتوحة‬
‫األماكن في خلق بيئة حضرية منسجمة مع الطبيعة وتحسن صورة المدينة بيئيا وبصريا‪.‬‬
‫بالنسبة ألثر البعد البيئي لصناعة المكان الصحي في سمات الفضاءات المفتوحة المهيكلة له‬
‫بيئيـا تعمل على تنمية األماكن المفتوحة الخضراء شجع على خلق مناخ حضري مستدام بيئيا‬ ‫الفضاءات‬
‫ومتوا ن إيكولوجيا وآمن دفاعيا يعز صناعة أماكن صحية منسجمة مع الطبيعة وكفؤة في استخدام‬ ‫المفتوحة‬
‫الطاقة ‪.‬‬

‫وبذلك تكون هذه الدراسة قد اعتمدت على ورورة صناعة مكان صحي في ووء اتبهاع سياسهات التخطهيا ومبهادئ‬
‫التصميم الحضري الصحي‪ ،‬ومنها المساواة واالرتقاء وتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬واال دهار‪ ،‬والتوعيهة المجتمعيهة‪،‬‬
‫والبيئيههة واالعتمههاد علههى التنميههة االسههكانية والسههكانية العاليههة وتعههدد فههرص العمههل وتنوعههها فيههها وتههوفير الفضههاءات‬
‫المفتوحة والتي تحقق االنهدماج والتفاعهل االجتمهاعي مها بهين السهاكنين والمجتمهع المحلهي والبيئهة المحهيا واسهتخدام‬
‫خصائص الحياة الحديثة وسماتها التي تحاكي السياق القائم اوافة إلى التأكيد علهى التنميهة المسهتدامة كخطهوة رئيسهة‬
‫في صناعة المكان الصحي ومن المدن ‪ .‬الحع الشكل (‪)3‬‬

‫مشاااروع صاااناعة المكاااان الصاااحي فاااي مدفناااة فاااانكوفر الصاااحية بعناااوان (بإتجااااه مدفناااة صاااحية للكااال ‪ :‬تحااادفث‬
‫استراتيجيات المدفنة الصحية لمدفنة فانكوفر )‪ 2013 ,Vancouver City Council،‬رمز المشروع )‪(p1-3‬‬
‫تقع جنوبي غرب والية كولومبيا البريطانية‪ ،‬على بعد نحو ‪ 41‬كم شمالي الحهدود الفاصهلة بهين كنهدا والواليهات‬
‫المتحههدة كمينههاء طبيعههي يقههع علههى مههدخل بههورارد ‪ .‬سههمي علههى اسههم القبطههان جههورج فههانكوفر‪ ،‬إن الصههحة تههرتبا‬
‫بمجموعة من العوامل التي تؤدي إلى صناعة أماكن للعمل والعيش واللعب والتعلم وهذا يرتبا بتوفير فرص العمهل‪،‬‬
‫واإلسكان والبيئة المبنية المستدامة والشبكات االجتماعيهة والخهدمات الصهحية واالجتماعيهة كافهة التهي تحقهق الصهحة‬
‫والعدالة والتميز للمجتمع وليس للفرد فقا‪.‬‬
‫فهذه المدينة تقع في مكان تقريبا فيه مؤهالت المدينة الصحية كلها وما فيه من فوائد ومزايا مثال بيئة طبيعية‬
‫مزدهرة‪ ،‬ومناخ معتدل‪ ،‬وتنوع اقتصادي مبتكر وابداعي‪ ،‬وتنوع سكاني‪ ،‬وتنوع بيولوجي‪ ،‬وثقافة في االبتكار‬
‫واالصالة مع تمتع المدينة بتخطيا صحي جيد يؤهلها الى أن تصبح مدينة ذات أماكن صحية‪.‬‬
‫فووع مجموعة مهن االسهتراتيجيات مهن البهاحثين لتحويهل المدينهة إلهى مدينهة ذات أمهاكن صهحية خضهراء للجميهع‬
‫تعهود بهالنف ع االقتصهادي والمهادي والمعنهوي واالجتمهاعي والجمهالي للسهكان‪ ،‬وجعلهها مدينهة تعمهل علهى وفهق المههدى‬
‫الطويل تحقق أماكن صحية للناا في ووء مجموعة من األهداا التي طرحتها‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫مدينة صحية تالئم شرائح المجتمع كافة‪ /‬مدينة تحقق الزيادة في الصحة والرفاهية للسكان‪ /‬مدينة تعمل ليال ونهارا‬
‫ومتصلة ومترابطة االجزاء بعضها مع بع ٍ‪ /‬مدينة تصنع بيئات مالئمة للعيش في الحاور وفي المستقبل‪.‬‬

‫االستراتيجيات التي عملت عليها هكه المدفنة أو اإلطار العام لهكه المدفنة‬
‫الهدا الرئيس لها هي صناعة مدينة ذات أماكن صحية تعمل للجميع‪ ،‬وتتالئم معهم في ووء (العناية بصحة الناا‬
‫‪ ،‬صحة المجتمع ‪ ،‬البيئة الصحية‪ ،‬أي البيئة القابلة للعيش والنابضة بالحياة ) ‪.‬‬
‫العنافة بصحة الناه في نوء‪ :‬النظام الاذائي الجيد والصحي‪ /‬تلبية احتياجات السكان‪ /‬توفير المسكن والمأوى لكل‬
‫فرد‪ /‬توفير األمان والنشاط وسهولة الوصول والنقل‪ /‬توفير فرص متعددة لكي تبقى المدينة نشطة وفعالة‪.‬‬
‫العنافة بصحة المجتم مل خال‪ :/‬التفاعل مع الخارج بالتعامل مع الميادين والساحات العامة‪ ،‬وجعلها تلبي‬
‫احتياجات االفراد والعناية باألماكن العامة‪ /‬راعتها حضريا مما يجعلها مستقبلة للجميع وغير طاردة لهم‪ /‬التعبير‬
‫عن النفس بالتنوع ثقافيا وفنيا وغيرها ‪ /‬تعزيز الشعور باالنتماء واالحتواء واالندماج مع االخرين في المكان‪/‬‬
‫إشراك المجتمع في اتخاذ القرار (المشاركة المجتمعية)‬
‫تهيئة البيئة الصحية اي البيئة القابلة للعيش والنابضة بالحياة‪ :‬التفاعل ما بين الحاور والمستقبل‪ /‬تهيئة بيئة‬
‫حضري ة طبيعية مستدامة‪ /‬تهيئة بيئة اقتصادية مزدهرة ‪ /‬تهيئة بيئة نابضة بالحياة االجتماعية واالقتصادية‪ /‬تعمل‬
‫بشكل جيد‪ ،‬أي تلبي كافة الشروط المطلوبة للسكان‪ /‬تهيئة بيئة ذات جودة عالية في ووء سهولة الوصول والصحة‬
‫والخدمات االجتماعية ‪]32[ .‬‬

‫الجدو‪ 4 /‬تحليل المشروع – رمز المشروع (‪[ )p1-3‬الباحثتان]‬


‫اهتم المدينة بتوفير غطاء نباتي جذاب يقلل من التايرات البيئية ويعمل كمصدات للرياس ويحقق‬ ‫مناخي‬
‫الراحة والتوا ن الحراري ويوفر التظليل المناسب‪.‬‬
‫حضري صناعة أماكن صحية تحقق الجانب البيئي حضريا باستخدام مواد بناء متنوعة ذات جودة عالية متناسبة‬
‫مع السياق الحضري‪ ،‬وهذه االماكن تشجع القابلية على المشي‪ ،‬واستخدام النقل العام بشكل يحقق‬ ‫البعد‬
‫االنسجام واالمان والجمال والتكيف البيئي‪.‬‬ ‫البيئي‬
‫تحقق هذا الجانب بتعزيز التوجيه االمثل للشوارع والمباني والتنوع البيولوجي للمكان واالعتماد على‬ ‫ايكولوج‬
‫مبدأ االستدامة والكفاءة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة (كالمنظومات الشمسية) بشكل يحقق‬ ‫ي‬
‫التوا ن البيئي‬
‫عمل المدينة على تنمية االماكن العامة الخضراء بتشجيع السكان على إقامة مختلف الفعاليات الثقافية‬
‫واالجتماعية والفنية المتنوعة في الفضاءات الخارجية (كالسينمات والمسارس الصيفية) لصناعة بيئات‬
‫الفضاءات‬
‫قابلة للعمل والعيش والتعلم مزدهرة اجتماعيا واقتصاديا وذات جودة عالية تدعم االنسجام والتفاعل‬
‫المفتوحة‬
‫وتعز هما ما بين االنسان والطبيعة وتعطي الشعور باألمان والرقابة معز ة بالعناصر الجاذبة كالمعالم‬
‫الموجودة في ستانلي بارك‪.‬‬
‫بالنسبة ألثر البعد البيئي لصناعة المكان الصحي في سمات الفضاءات المفتوحة المهيكلة له‬
‫بيئيا حقق األماكن العامة الحضرية أماكن صحية وامنة‪ ،‬ومنسجمة مع المحيا ومقاومة للتايرات‬ ‫الفضاءات‬
‫البيئية المحيطة بها وكفؤة ومتنوعة بيولوجيا‪.‬‬ ‫المفتوحة‬

‫نست نته من ذلك أن المدينة قد صمم على أساا صناعة المكان الصحي الذي يعمل للجميع ويتالئم معهم بتطبيق‬
‫مبدأ الصحة للجميع (للناا وللمجتمع) وتهيئة بيئة صحية قابلة للعيش ونابضة بالحياة عادلة‪ ،‬فالعناية بصحة الناا‬
‫تتم باالهتمام بتوفير الحاجات الفسيولوجية الطبيعية (مثلث ماسلو)‪ ،‬وحاجات األمان وسهولة الوصول وتنوع‬
‫الفعاليات واالنشطة أما بالنسبة للمجتمع فيكون بالتفاعل واالنتماء مع البيئة ومع االخرين مع لزوم تنوع الثقافة‬
‫والفنون‪ ،‬وتحقيق مبدأ التفاعل مع الخارج بالعناية باألماكن والميادين العامة‪ ،‬والفضاءات المفتوحة والخضراء‬
‫والمصممة إوافة إلى التأكيد على استدامة الشكل وتوافقه مع البيئة الطبيعية وإبرا القيم االجتماعية والحضارية‬
‫وتلبية احتياجات السكان كافة لالرتقاء بالمكان اجتماعيا وبيئيا واقتصاديا وجماليا‪ .‬الحع الشكل (‪)4‬‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫(ن) تنميهههههة األمهههههاكن المفتوحهههههة فهههههي المدينهههههة لتشهههههجيع التفاعهههههل‬ ‫(أ) تعههدد االسههتخدامات وتنوعههها والكثافههات العاليههة المنسههجمة مههع‬
‫واالحسهههههاا بالمكهههههان والحفههههها علهههههى هويهههههة المدينهههههة الثقافيهههههة‬ ‫العناصر الطبيعية مع التأكيهد علهى المعرفهة والتكنولوجيها والتطهور‬
‫واالجتماعيههة والحضههارية والتأكيههد علههى التنههوع الثقههافي والفكههري‬ ‫واالبداع واالبتكار فهي وهوء اسهتخدام بعه التقنيهات التكنولوجيهة‬
‫فتصبح فضاءات دفاعية تأصل الهوية الحضرية‪.‬‬ ‫المعاصرة‪.‬‬

‫(س) المخطهها العههام للمدينههة الصههحية يظهههر تو يههع المنههاطق التههي‬ ‫(ج) اسهههتخدام التقنيهههات الصهههحية المعاصهههرة فهههي تصهههميم المبهههاني‬
‫تتخللها المساحات الخضراء مع وووحية العقد والمحاور الحركية‬ ‫لتعزيههز االنسههجام مههع الخههارج مههع تنميههة المسههاحات الخضههراء بههين‬
‫بشهههكل يتكامهههل مهههع المحهههيا الحضهههري‪ ،‬وعهههدم تهههرك المسهههاحات‬ ‫المبهههاني لتلطيهههف المنهههاخ وتحقيهههق منهههاخ حضهههري متهههوا ن بيئيههها‬
‫الشاغرة‬ ‫ومستدام‬
‫شكل (‪ )2‬يووح مدينة جولد كوس األسترالية ذات االماكن الصحية‬

‫(ن) حديقهة ووترفرونه تأكههد علههى دعهم التنههوع البيولههوجي وههمن‬ ‫(‌أ) (أ) شوارع تشجع على المشي‪ ،‬وتعدد فرص العمل واالسهتخدامات‬
‫المكهان مههع تنميهة االمههاكن الخضهراء واسههتدامتها فأسههم ذلههك بخلههق‬ ‫فيها مع تعزيز عناصر الجذب (أثا الشارع) واالحتهواء الفضهائي‬
‫بيئهههات ذات أمهههاكن صهههحية متنوعهههة تفاعليهههة قابلهههة للعمهههل والعهههيش‬ ‫المنسههجم مههع السههياق العههام مههع تعزيههز النفاذيههة لتحويههل المسههار الههى‬
‫والترفيه والتعلم وتحسين البيئات المحلية بشهكل يسهاعد النهاا علهى‬ ‫مكان صحي‬
‫االندماج والتفاعل وتبادل اآلراء واالفكار فيما بينهم‬
‫(ب‌) ‪http://www.skyscrapercity.com/showthread.php?t=154‬‬
‫(‪)san francisco urban planning for park‬‬ ‫‪5974&page=2‬‬
‫شكل (‪ )3‬يووح مدينة سان فرانسيسكو الصحية‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫(ب‪ ) 1‬دعهههم فكهههرة الشهههارع كمكهههان مهههن خهههالل تحقيهههق االحتهههواء‬ ‫(أ) سهههتانلي بهههارك أي تنميهههة األمهههاكن الخضهههراء لصهههناعة أمهههاكن‬
‫الفضههائي واالنسههجام والوحههدة البصههرية وشههعور االنسههان باالنتمههاء‬ ‫صههههحية مزدهههههرة تحقههههق االنههههدماج والتفاعههههل مههههع الطبيعههههة ومههههع‬
‫والحيزية‪vancouver public space, google .image.‬‬ ‫اآلخرين‪(Stanley park Vancouver/google image) .‬‬

‫شكل (‪ )4‬يووح مدينة فانكوفر الكندية ذات االماكن الصحية المستدامة‬

‫نتاه الدراسة العملية‬


‫بين نتائه تحليل قياا المفردات والمؤشرات في الدراسة العملية كال من اآلتي‬
‫فيما يخص البعد البيئي يتضح من نتائه التحليل مساهمة جميع المؤشرات في تحقيهق الب ع ه د البيئهي فهي المشهاريع‬
‫الثال ولكن بنسب متباينة وكما مووح في الشكل (‪)5‬‬
‫ولارض مقارنة تأثير المؤشرات تم إيجاد النسب المئوية لتحقيقها ومن المشاريع وكما يأتي‬
‫بالنسبة إلى مؤشرات الب ع د البيئي مناخيا حقق هذا المتاير أعلى نسبة من المتايرات االخرى (‪ )%82‬في ووء‬
‫مجموعة من القيم الممكنة التي حقق نسب مختلفة (تحقيق الراحة الحرارية ومن هذه المشاريع) حقق اعلى نسبة‬
‫(‪ )% 92‬تليها مفردة (التصدي للعوامل المناخية التي تسبب الشعور بالضيق وعدم الراحة داخل االماكن‪ ،‬ودعم‬
‫التوعية البيئية للسكان) بنسبة (‪ )%83‬أما (توفير التظليل المناسب‪ ،‬الاطاء النباتي الحيوي والجذاب) فحقق أقل‬
‫نسبة ومن هذا المتاير المناخي (‪ ،)%75‬وكما في الشكل (‪.)6‬‬
‫بالنسبة إلى مؤشرات الب ع د البيئي حضريا فقد حقق نسبة (‪ )%69‬في القيم اآلتية على مستوى (تعزيز االنسجام‬
‫مع الطبيعة) كان النسبة المهيمنة ومنه (‪ )%92‬تليها (تشجيع وسائل النقل المستدامة) بنسبة (‪ )%81‬اما على‬
‫مستوى (تعزيز التكيف البيئي والتنوع في المواد المستخدمة) بنسبة (‪ ،)%75‬أما على مستوى تقييم االثر البيئي فقد‬
‫حقق (‪ ،)%67‬تليها القيم (تعزيز الجودة العالية لمواد البناء‪ ،‬تعزيز االماكن العامة للسيطرة والمراقبة البصرية)‬
‫حقق أقل نسبة ومن المتاير (‪)%42 ،%51‬على التوالي‪ ،‬وكما في الشكل(‪.)7‬‬
‫بالنسبة إلى مؤشرات الب ع د البيئي إيكولوجيا فقد حقق هذا المؤشر نسبة (‪ )%78‬ومن المشاريع‪ ،‬فتباين القيم‬
‫خالله‪ ،‬فالقيمة األكثر أهمية (التوا ن البيئي) بنسبة (‪ ،)%92‬وعلى مستوى مفردة التنوع البيولوجي فقد حقق نسبة‬
‫أقل (‪ ،)%83‬تليها (الكفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬التوجيه المثالي والكفوء للمباني والشوارع‪ ،‬اعادة تدوير المواد)‬
‫حقق بنسبة (‪ ، )%75‬أما على مستوى االعتماد على مصادر الطاقة المتجددة فحقق أقل نسبة ومن هذا المتاير‬
‫(‪ ،)%67‬وكما في الشكل (‪.)8‬‬
‫واخيرا بين نتائه التطبيق للب ع د البيئي أن هنالك تباينا في قيم الب ع د البيئي على وفق المتايرات الثالثة‬
‫(المناخي‪ ،‬الحضري‪ ،‬اإليكولوجي) فحقق الب ع د البيئي (المناخي) من النسبة الكلية (‪ )%111‬نسبة (‪ ،)%36‬و‬
‫الب ع د البيئي (االيكولوجي) (‪ ،)%34‬والب ع د البيئي (الحضري) بنسبة (‪ ،)%31‬فقد حقق الب ع د البيئي في‬
‫هذه المشاريع نسبة (‪ ،)%76‬وكما في الشكل (‪.)9‬‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫)‪1(A3-1‬‬ ‫)‪2(A3-1‬‬ ‫)‪3(A3-1‬‬ ‫)‪4(A3-1‬‬ ‫)‪5(A3-1‬‬ ‫)‪1(A3-2‬‬ ‫)‪2(A3-2‬‬ ‫)‪3(A3-2‬‬ ‫)‪4(A3-2‬‬ ‫)‪5(A3-2‬‬ ‫)‪6(A3-2‬‬ ‫)‪7(A3-2‬‬ ‫)‪1(A3-3‬‬ ‫)‪2(A3-3‬‬ ‫)‪3(A3-3‬‬ ‫)‪4(A3-3‬‬ ‫)‪5(A3-3‬‬ ‫)‪6(A3-3‬‬

‫)‪A3-1‬‬ ‫)‪A3-2‬‬ ‫)‪A3-3‬‬

‫)‪A3‬‬
‫‪P1-1‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬
‫‪p1-2‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪92%‬‬ ‫‪75%‬‬
‫‪p1-3‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪75%‬‬

‫الشكل (‪ )5‬تحقق الب ع د البيئي في صناعة المكان الصحي للمشاريع الثال في ووء مؤشرات ك ٍل من المتاير‬
‫(المناخي‪ ،‬الحضري‪ ،‬اإليكولوجي)‬

‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬

‫)‪A3-1‬‬

‫)‪A3‬‬
‫‪83%‬‬ ‫‪92%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪75%‬‬

‫شكل(‪ )6‬تحقق البع د البيئي بفعل مؤشرات المتاير المناخي‬

‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬ ‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬ ‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬ ‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬ ‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬ ‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬ ‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬ ‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬ ‫‪0%‬‬

‫)‪A3-3‬‬
‫)‪A3-2‬‬

‫)‪A3‬‬ ‫)‪A3‬‬
‫‪Series2‬‬ ‫‪92%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪67%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪Series2‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪81%‬‬ ‫‪92%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪67%‬‬ ‫‪42%‬‬

‫شكل(‪ )8‬تحقق الب ع د البيئي بفعل مؤشرات المتاير‬ ‫شكل(‪ )7‬تحقق الب ع د البيئي بفعل مؤشرات المتاير‬
‫اإليكولوجي‬ ‫الحضري‬

‫‪655‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫‪36%‬‬
‫‪35%‬‬
‫‪34%‬‬
‫‪33%‬‬
‫‪32%‬‬
‫‪31%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪29%‬‬
‫‪28%‬‬
‫‪27%‬‬
‫)‪A3-1‬‬ ‫)‪A3-2‬‬ ‫)‪A3-3‬‬
‫)‪A3‬‬
‫‪Series1‬‬ ‫‪36%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪34%‬‬

‫الشكل(‪ )9‬تحقق الب ع د البيئي في صناعة المكان الصحي بفعل ك ٍل من (المناخي‪ ،‬الحضري‪ ،‬اإليكولوجي)‬

‫أثر سمات الفضاءات المفتوحة في صناعة المكان الصحي وهيكلته نمل المدفنة– رمز المتغير (‪)B2‬‬
‫أ هرت نتائه التحليل مساهمة جميهع المؤشهرات فهي تحقيهق سهمات الفضهاءات المفتوحهة المهؤثرة فهي صهناعة‬
‫المكان الصحي في المشاريع الثال ولكن بنسب متباينة وكما مووح في الشكل (‪.)11‬‬
‫إن هيكلههة الفضههاءات المفتوحههة وإ هههار سههماتها وههمن المدينههة اسهههم فههي صههناعة المكههان الصههحي وذلههك بتعزيههز‬
‫مجموعة من المفردات والمتايرات الثانوية وبنسب متباينة فقد حقهق متايهر (تحسهين صهورة المدينهة بيئيها وبصهريا )‬
‫النسبة االعلى (‪ )%111‬في صهناعة المكهان الصهحي وهمن ههذا العنصهر‪ ،‬ثهم تلتهها مفهردة ( تشهجيع تنميهة االمهاكن‬
‫الخضهراء المفتوحهة‪ ،‬تعزيههز الفضهاءات الدفاعيههة‪ ،‬والتهآلف االجتمههاعي) بنسهبة (‪ )%92‬وكههان لهها الههدور فهي إ هههار‬
‫الصحة البيئية واالجتماعية وخلق التماسك االجتمهاعي وهمن المكهان‪ ،‬أمها علهى مسهتوى ( خلهق بيئهات تفاعليهة قابلهة‬
‫للعمههل والعههيش والههتعلم ) ومشههجعة علههى االنسههجام والتوافههق مههع الطبيعههة معههز ة بعناصههر مميههزة وشههواخص دالههة‬
‫وبتقنيات معاصرة تحقق هوية حضرية اصيلة تسهم في صناعة المكان‪ ،‬فقد حقق نسهبة (‪ ،)%83‬وإن الحفها علهى‬
‫هذه األماكن يدعم فرص العمل ويشجع االنشطة الخارجية ويوفر نقاط جذب عالية للسكان تضفي المتعة الحسهية لههم‬
‫والجودة الحياة العالية التي تنعكس ايجابيا نحو التنوع باألفكار والثقافات والتي كان بنسهبة (‪ ،)%75‬وعلهى مسهتوى‬
‫مفردة االنسجام مع المحيا ومن هذه المشاريع المسهاهمة فهي صهناعة المكهان الصهحي بنسهبة (‪ )%67‬وههي النسهبة‬
‫األقل ومن هذا العنصر‪ ،‬فحقق األماكن العامة وسماتها وهمن المدينهة نسهبة (‪ )%82‬فهي صهناعة المكهان الصهحي‬
‫المستدام ‪ .‬كما في الشكل (‪. )11‬‬
‫بالنسابة ألثار البـــعــاـد البيئااي فاي صاناعة المكااان الصاحي بااختال سامات الفضاااءات المفتوحاة – رماز المتغياار‬
‫(‪)D2-3‬‬
‫إن الب ع د البيئي له االثر الواوح في صناعة المكان الصحي بعالقته مع سمات الفضاءات المفتوحهة وهمن‬
‫المدينة وكان نسبة السهمات التهي حققه الب ع ه د البيئهي (‪ ،)%56‬فسهمة خلهق بيئهات تفاعليهة قابلهة للعمهل والعهيش‬
‫والتعلم أخذت النسبة األكبر في تحقيق هذا الب ع د (‪ ،)%71‬تليها سمة التأكيد علهى اسهتدامة االمهاكن العامهة بنسهبة‬
‫(‪ ،)%67‬اما فيما يخص تعزيز الجودة العالية للحياة ونوعيتها فقد حقق نسبة (‪ ،)%63‬وعلى مسهتوى سهمة تحسهين‬
‫صورة المدينة بيئيا و بصريا وتنمية االماكن الخضهراء فيهها التهي يكهون لهها مهردود تنمهوي وبيئهي واجتمهاعي بنسهبة‬
‫(‪ ،)%56‬وبان أثر االنسجام مع المحيا بنسبة (‪ ،)%53‬وعلى مستوى تشجيع االندماج مهع الطبيعهة بنسهبة (‪،)%51‬‬
‫وعلى مستوى ادخال التقنيات المعاصرة ومن المكان بنسبة (‪ .)%31‬كما في الشكل (‪. )12‬‬

‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪B2-16 B2-15 B2-14 B2-13 B2-12 B2-11 B2-10‬‬ ‫‪B2-9‬‬ ‫‪B2-8‬‬ ‫‪B2-7‬‬ ‫‪B2-6‬‬ ‫‪B2-5‬‬ ‫‪B2-4‬‬ ‫‪B2-3‬‬ ‫‪B2-2‬‬ ‫‪B2-1‬‬
‫)‪B2‬‬
‫‪P1-1‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪p1-2‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬
‫‪p1-3‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪100%‬‬

‫الشكل (‪ )55‬تحقق سمات الفضاءات المفتوحة في صناعة المكان الصحي للمشارف الثالث في نوء مؤشراتها‬
‫ولغرض مقارنة تأثير المؤشرات تم إفجاد النسب المئوفة لتحقيقها نمل المشارف وكما فأتي‪:‬‬
‫‪653‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫‪100%‬‬
‫‪90%‬‬
‫‪80%‬‬
‫‪70%‬‬
‫‪60%‬‬
‫‪50%‬‬
‫‪40%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪0%‬‬
‫‪B2-16 B2-15 B2-14 B2-13 B2-12 B2-11 B2-10 B2-9‬‬ ‫‪B2-8‬‬ ‫‪B2-7‬‬ ‫‪B2-6‬‬ ‫‪B2-5‬‬ ‫‪B2-4‬‬ ‫‪B2-3‬‬ ‫‪B2-2‬‬ ‫‪B2-1‬‬
‫)‪B2‬‬
‫‪83%‬‬ ‫‪92%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪92% 100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪83% 75%‬‬ ‫‪67%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪83%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪92%‬‬

‫الشكل (‪ )55‬النسب المئوفة للقيم جميعها الخاصة بأثر سمات الفضاءات المفتوحة للمدفنة في صناعة المكان‬
‫الصحي نمل المشارف الثالث‬

‫‪80%‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪50%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪0%‬‬
‫‪B2-16‬‬ ‫‪B2-12‬‬ ‫‪B2-10‬‬ ‫‪B2-6‬‬ ‫‪B2-5‬‬ ‫‪B2-4‬‬ ‫‪B2-3‬‬ ‫‪B2-1‬‬

‫)‪B2‬‬
‫‪31%‬‬ ‫‪63%‬‬ ‫‪56%‬‬ ‫‪53%‬‬ ‫‪67%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪71%‬‬ ‫‪56%‬‬

‫سمات الفضاءات المفتوحة‬ ‫الشكل (‪ )55‬لتبافل قيم البعــــد البيئي في صناعة المكان الصحي باختال‬

‫االستنتاجات المتعلقة بالدراسة العملية‬


‫أوال البـــعــاااـد البيئاااي ‪ :‬أ ههههرت النتهههائه أن الب ع ههه د البيئهههي ههههو الب ع ههه د األههههم مهههن الب ع ههه د االجتمهههاعي‬
‫واالقتصههادي والجمههالي فقههد يههرتبا الب ع ه د البيئههي بشههكل كبيههر بمبهدأ صههناعة المكههان الصههحي باالهتمههام بالعوامههل‬
‫المناخية التي تعتبر المستوى األكثر اعتمادا داخل المدن العالمية التي شكل المحور األهم‪ ،‬فتشهجع علهى خلهق منهاخ‬
‫حضري بيئي مستدام في ووء التصدي للتايرات البيئية وتحقيق الراحة الحرارية وتوفير التظليل المالئهم واسهتخدام‬
‫التشجير بطرق فنية وجمالية وبيئية جذابة ودعم التوعية المجتمعية لتوعية المهواطنين علهى أههم المبهادئ والسياسهات‬
‫التي يجب التعامل والعمل بها‪ ،‬إوافة إلى استخدام وسائل النقل المستدامة (المشي وركوب الدراجات ووسهائا النقهل‬
‫العام ) فتوفر االندماج والنشاط والفعاليهة والصهحة وهمن المكهان مهع تعزيهز مبهدأ االنسهجام مهع الطبيعهة الهذي يعتبهر‬
‫الب ع د األكثر أهمية ومن الب ع د البيئي الحضري مع تشجيع التكيف مهع البيئهة واسهتخدام المهواد ذات الجهودة‬
‫العاليهة التهي تحقهق االنسههجام والتكامهل مهع المحهيا‪ ،‬وأخيههرا تعزيهز السهيطرة والمراقبهة البيئيههة فتعهز بهذلك الحيزيههة‬
‫واالقليمية وهمن المكهان اوهافة الهى تقيهيم األثهر البيئهي ل مهاكن‪ ،‬أمها فيمها يخهص المسهتوى االيكولهوجي وهمن ههذا‬
‫الب ع ه د فقههد هههر بشههكل متوسهها التههأثير بعههد المسههتوى المنههاخي وقبههل المسههتوى الحضههري فيخلههق أمههاكن صههحية‬
‫متوا نة بيئيا وكفؤة في استخدام الطاقة‪ ،‬وفي إعادة تهدوير المهواد الضهارة‪ ،‬ومتنوعهة بيولوجيها‪ ،‬ومثاليهة فهي التوجيهه‬
‫الكتلي للمباني والشوارع الحضهرية ومعتمهدة علهى مصهادر الطاقهة الصهحية المتجهددة التهي تضهفي اإلبهداع والصهحة‬
‫والجمالية فتحقق بذلك الثالثية (الجمال والمنفعة والمتانة ) ‪.‬‬
‫‪-‬ثانيا سمات الفضاءات المفتوحة إن عنصر هيكلهة الفضهاءات العامهة (المفتوحهة والخضهراء) وهمن المدينهة حققه‬
‫أعلى نسبة من عناصر الهيكلة األخرى في صناعة المكان الصحي‪ ،‬فكان لها األثر األمثل في تحسين الصورة البيئية‬
‫والبصرية للمدينة بشكل عام وللمكان بشهكل خهاص وههي السهمة االكثهر بهرو ا وهمن ههذا العنصهر‪ ،‬وعلهى مسهتوى‬
‫(تنمية األماكن الخضراء المفتوحة‪ ،‬الفضاءات الدفاعية‪ ،‬التفاعهل االجتماعي)كهان لهها أثهر مماثهل تقريبها فهي صهناعة‬
‫المكان الصحي الخالي من كل سمات التلو البيئي والبصهري‪ ،‬والمنسهجم مهع الطبيعهة‪ ،‬والمشهجع علهى تحقيهق مبهدأ‬
‫التآلف والمشاركة المجتمعية ومن المكان‪ ،‬وايضا تسههم ههذه األمهاكن فهي خلهق بيئهات تفاعليهة قابلهة للعمهل والعهيش‬
‫والتعلم متنوعة ثقافيا وفكريا متوافقة مع الطبيعة ومعز ة بنقاط جذب عالية للسكان كالعناصهر الموجهودة فهي مهدينتي‬
‫( سان فرانسيسكو وفانكوفر ) الصحية‪ ،‬فكلما كان نسبة االماكن العامة (الخضراء والمفتوحة) (‪ )3/2‬مهن المسهاحة‬
‫‪654‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ ‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‪ ،‬المجلد‪، 34‬الجزء (‪ (A‬العدد‪2016،14.‬‬

‫الكلية للموقع كلما اتجهه المدينهة نحهو مدينهة ذات امهاكن صهحية مثاليهة ترفيهيهة فعالهة نقيهة خاليهة مهن كهل الملوثهات‬
‫البيئيههة والبصههرية‪ ،‬ممهها تعههز الجههودة العاليههة للحيههاة وههمن المكههان وقصههده مههن اآلخههرين بشههكل مسههتمر فتعمههل هههذه‬
‫االماكن كفضاءات دفاعية تعز الرقابة البصرية وتقلل من حدو الجريمة‪.‬‬
‫ثالثااا اثاار ساامات الفضاااءات المفتوحااة فااي صااناعة المكااان الصااحي ناامل البـــعــااـد البيئااي‪ :‬يتبههاين دور الب ع ه د‬
‫البيئي في صناعة المكان الصحي ومن المدينة باختالا سهمات الفضهاءات المفتوحهة‪ ،‬فقهد حققه سهمة تهيئهة بيئهات‬
‫تفاعلية قابلة للعمل والعيش والتعلم تحقق بيئة نظيفة مستدامة تقلل من اآلثار السلبية للمناخ‪ ،‬وتحقق الراحة الحراريهة‬
‫والتوعيهة البيئيهة‪ ،‬وتهوفر التظليههل المناسهب مهع تشههجيع وسهائل النقهل الفعالهة والصههحية (كالمشهي وركهوب الههدراجات‬
‫والنقل العام) فأصبح أماكن منسجمة مع البيئة تحقق التنوع البيولوجي وتعز العناصهر الطبيعيهة واالمهن والتكيهف‬
‫البيئي‪ ،‬وإن هذه األماكن تعز السيطرة والمراقبة البيئية بتوفير الحيزية واالقليمية فيها ومن ثم تحقق التهوا ن البيئهي‬
‫باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والكفؤة‪ ،‬وإعادة التدوير المسهتدام للمهواد والنفايهات الصهلبة‪ ،‬فتحقهق أمهاكن صهحية‬
‫متكاملة بيئيا‪ .‬وبعد استعراض االستنتاجات لكل مفردة تم التوصل الى أنموذج يووح أثر التوجه الحضهري الصهحي‬
‫المعاصر في صناعة المكان وفقها للبعهد البيئهي المسهتدام ولسهمات الفضهاءات المفتوحهة ولطبيعهة تهأثير ههذا البعهد فهي‬
‫سمات الفضاءات المفتوحة وكما في الشكل (‪ )13‬اآلتي‬

‫شكل (‪ )53‬يوضح أنموذجا لصناعة المكان الصحي بفعل مؤشرات البعد البيئي وسمات الفضاءات المفتوحة‬

‫التوصيــــــــات‬
‫يوصي البحث باعتماد التوجه الصحي بوصفه آلية لمعالجة واقع المدينة وأنموذجا يحقق التنوع والرفاهية‬ ‫‪.1‬‬
‫والصحة االجتماعية واالقتصادية والبيئية والجمالية وهو التوجه الجامع تقريبا ألغلب خصائص التوجهات األخرى‪.‬‬
‫يوصي البحث بالعمل على ترسيخ ثقافة التوجه الحضري الصحي المعاصر لصناعة المكان لدى العاملين‬ ‫‪.2‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫يوصي البحث بتوعية المواطنين على ذلك التوجه لكونهم مشاركين في إدارة األماكن‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المصادر‬
‫‪[1]. Hunt Bernard, "City Building & Placemaking, London, 2008, P 12& 28‬‬
‫‪[2]. Carmona Matthew&Heath Tim&Tiesdell Steven, "public places urban spaces", Gillingham,‬‬
‫‪Kent, UK Printed and bound in Great Britain , 2003, P6-9‬‬
‫‪[3]. Banerjee Tridib&Loukaitou-Sideris Anastasia, "companion to urban design", USA and‬‬
‫‪Canada, 2011, 655.‬‬
‫‪[4]. National association of realtors، "Placemaking for Realtor Associations a Guide to‬‬
‫‪Transform Public Spaces to Community Places ", 2014, P14‬‬
‫‪http://www.realtor.org/sites/default/files/publications/2014/nar-placemaking-toolkit-2014-02-‬‬
‫‪06.pdf‬‬
‫‪[5]. Fox Lanham Katherine, "Planning as Placemaking: Tensions of Scale, Culture and‬‬
‫‪Identity", 2007, P3-5‬‬
‫‪656‬‬
‫صناعة المكان الصحي كتوجه حضري معاصر‬ 2016،14.‫( العدد‬A( ‫الجزء‬، 34‫ المجلد‬،‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‬

[6]. Grabow Steve, "Principles of Community Placemaking in Practice" NACDEP Conference,


Charleston, SC March 9, 2011, P8.
[7]. Project for Public Spaces and Metropolitan Planning Council, "A Guide to Neighborhood
Placemaking in Chicago", New York, 2008, P5.
[8]. Patel Ashwin, Clarke Natalie and Noblett Kevin, "THE ART OF MAKING PLACES",
annually by RUDI Ltd (Resource for Urban Design Information) with Academy of Urbanism,
London, 2008 , P 2
[9]. Schulz, Norberg;"Meaning in Western Architecture" London, Studio Vista-1974, P 430
‫ لبنى "دور النمو التقني ل قطاب في تحقيق ابعاد التنمية المستدامة للمدن‬،‫ سناء ساطع & العزاوي‬،‫ عباا‬.]11[
.88-87 ‫ ص‬،2113 ،5.‫ العدد‬،A ‫ الجزء‬،31 ‫ المجلد‬،‫ مجلة الهندسة والتكنولوجيا‬،")‫(مدينة البصرة نموذجا‬
‫ مجلة الهندسة‬،"‫ خولة كريم "جودة الصورة البصرية لمدن المستقبل‬،‫ سناء ساطع & كوثر‬،‫ عباا‬.]11[
.2 ‫ ص‬،2115 ،1.‫ العدد‬،33 ‫ المجلد‬،‫والتكنولوجيا‬
،"‫ "المبنى التاريخي المحفز ومن مشاريع التطوير الحضري‬،‫ طيبة عبد هللا‬،‫ وحدة شكر& محمد‬،‫ الحنكاوي‬.]12[
.98-97‫ ص‬،2115 ،7.‫ العدد‬،)A( ‫ الجزء‬،33 ‫ المجلد‬،‫مجلة الهندسة والتكنولوجيا‬
[13]. L.Motloch, John, "introduction to landscape design second edition", Canada, 2001, P 252
[14]. Milan, Linda & Ogawa, Hisashi & de Leeuw, Evelyne & Hung, Lee Shiu&Choi, Lam
Ching&Hay, Chow Yick (THE WORLD HEALTH ORGANIZATION), "Building Healthy
Cities- Guidelines for implementing a Helathy Cities Project in Hong Kong" , 2007 , P 1-3 &
16 & 21.
‫ مجلة‬،‫ جامعة سطيف‬،"‫ " من اجل تنمية صحية مستدامة في الجزائر‬،‫ إلياا بو معراا & عمار عماري‬.]15[
28-27 ‫ ص‬،2111-2119 ،‫الباحث‬
[16]. Hofgastein Bad, “Designing the road to better health and well-being in Europe” at the 14th
European Health Forum Gastein", Austria, 2011, P 3&10
[17]. Omi Shigeru, "Regional Guidelines for Developing A Healthy Cities Project", WHO
Regional Office for the Western Pacific, 2000, P 5
[18]. Milan, Linda & Ogawa, Hisashi & de Leeuw, Evelyne & Hung, Lee Shiu&Choi, Lam
Ching&Hay, Chow Yick (THE WORLD HEALTH ORGANIZATION), "Building Healthy
Cities- Guidelines for implementing a Helathy Cities Project in Hong Kong" , 2007 , P 30.
[19]. Takano, "Healthy Cities and Urban Policy Research ", London and New York, 2003, P3-5
[20]. Illman Sue President, Landscape Institute, " Public Health and Landscape: Creating
healthy places ", London, 2013, P (2(
[21]. TaoiseachAn & Kenny Enda, "Healthy Ireland: A Framework for Improved Health and
Wellbeing, 2013, P51
[22]. Edwards Peggy & D. Tsouros Agis, "A healthy, is an active city: aphysical activity
planning guide ", 2008, P 3-6
[23]. L. Dannenberg Andrew & Frumkin Howard and J. Jackson Richard, "making healthy
places", United States of America, 2011, P xx
[24]. Omi Shigeru, "Regional Guidelines for Developing A Healthy Cities Project", WHO
Regional Office for the Western Pacific, 2000, P20.
[25]. Kobe: World Health Organization 2011, "Healthy Urban Planning" Japan, 2011, p4-6
[26]. Public Health Advisory Committee, "Review on Healthy Urban Planning", 2008, p3-17
[27]. Corburn Jason, "Toward the Healthy City: People, Places, and the Politics of Urban
Planning ", The MIT Press Cambridge, Massachusetts, London, England, 2009, p7-8.
[28]. Marie Williams Lisa, "Between Health and Place Understanding the Built Environment",
Toronto, ON, Canada, 2013, p 1-5
[29]. O'Hare Daniel & Bajracharya Bhishna and Khanjanasthiti Isara, "Transforming the tourist
city into a knowledge and healthy city: Reinventing Australia's Gold Coast, 2012، p8-12.
[30]. Corburn Jason, "Toward the Healthy City: People, Places, and the Politics of Urban
Planning ", The MIT Press Cambridge, Massachusetts, London, England, 2009, p17-21.
[31]. http://www.grandboulevard.net/about-us/guiding-principles.html, 1/9/2015
[32]. Towards a Healthy City for All: Update on a Healthy City Strategy for the City of
Vancouver, Presentation to Vancouver City Council, 2013.
655

You might also like