Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 88

‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﲓ اﻟﻌﺎﱄ و اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﺎﻣﻌﺔ ﻃﺎﻫﺮي ﶊﺪ ﺸﺎر‬


‫ﳇﯿﺔ اﳊﻘﻮق و اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ‬
‫ﻗﺴﻢ اﳊﻘﻮق‬

‫ﻋﻧوان اﻟﻣذﻛرة‬

‫اﻟﺘﻮازن اﳌﺎﱄ ﰲ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣ ﺔ‬


‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ ﺗﺨﺼﺺ دوﻟﺔ و ﻣﺆﺳﺴﺎت‬

‫ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذ ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ إﻋﺪاد ‪:‬‬


‫ﺗﺎزي ﺻﺎﻟﺢ‬
‫ﺣﺴﻴﻨﻲ ﻣﺮاد‬
‫ﺑﺴﺪات ﻳﻮﻧﺲ‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫رﺋﻴﺴﺎ‬ ‫أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ‬ ‫د‪.‬ﻣﺒﺎرﻛﻲ ﻣﻴﻠﻮد‬
‫ﻣﺸﺮﻓﺎ و ﻣﻘﺮرا‬ ‫أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ‬ ‫د‪.‬ﺣﺴﻴﻨﻲ ﻣﺮاد‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ‬ ‫أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ‬ ‫د‪.‬ﺟﺎرد ﻣﺤﻤﺪ‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﯿﺔ‪2022/2021 :‬‬


‫ﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﲓ‬

‫} َ ْﺮﻓَﻊ ا ُ ا ِ َﻦ ٓ َﻣ ُﻮا ِﻣ ُ ْﲂ َوا ِ َﻦ وﺗُﻮا اﻟْ ِﻌ ْ َﲅ د ََر َ ﺎت {‬


‫ﺳﻮرة ا ﺎد ا ٓﯾﺔ ‪11‬‬
‫ﺷﻜﺮ و ﻋﺮﻓﺎن‬

‫ﺑﻌــﺪ اﶵــﺪ رب اﻟﻌــﺎﳌﲔ و اﻟﺼــﻼة و اﻟﺴــﻼم ــﲆ ٔﴍف اﳌﺮﺳــﻠﲔ‬


‫ﺳـــﯿﺪ ﶊـــﺪ ﺻـــﲆ ﷲ ﻠﯿـــﻪ و ﺳـــﲅ‪ ،‬ﻧﺘﻘـــﺪم ﲜﺰﯾـــﻞ اﻟﺸـــﻜﺮ و اﻟﺘﻘـــﺪ ﺮ‬
‫و ﱰام إﱃ ٔﺳﺘﺎذ اﻟﻔﺎﺿﻞ اﻟﺴﯿﺪ‪ :‬ﺣﺴ ﲏ ﻣﺮاد‬
‫ا ي ﰷن اﻟﻔﻀــﻞ ﰲ ﺗﻮﺟﳱﻨــﺎ ﻻٕﲤــﺎم ﻫــﺬا اﻟﻌﻤــﻞ اﳌﺘﻮاﺿــﻊ‪ ،‬ﻓــ ﻣ ــﺎ‬
‫ﰻ ﻣ ﻨﺎن و اﻟﺘﻘﺪ ﺮ ﲆ اﳉﻬﺪ اﳌﺒﺬول‪.‬‬
‫ﻛــﲈ ٔﺗﻮ ــﻪ ﻟﺸــﻜﺮ إﱃ ا ٔﺳــﺎﺗﺬة اﻟﻜ ـﺮام ٔﻋﻀــﺎء ﳉﻨــﺔ اﳌﻨﺎﻗﺸــﺔ‪ ،‬و ﻋــﻦ‬
‫دورﱒ ﰲ ٕا ﺮاء ﻫﺬﻩ اﳌﺬ ﺮة‬
‫ﻛـــﲈ ﻻ ﺴـــﻌﻨﺎ ٔن ﻧﺘﻘـــﺪم ﲜﺰﯾـــﻞ اﻟﺸـــﻜﺮ إﱃ ﰻ ٔﺳـــﺎﺗﺬة ﳇﯿـــﺔ اﳊﻘـــﻮق‬
‫و اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ را ﲔ ﻣﻦ اﳌﻮﱃ ﻋﺰ و ﻞ ٔن ﳚﺎزﳞﻢ ﲑ اﳉﺰاء‪.‬‬
‫ا ٕﻻﻫﺪاء‬
‫ٔﻫــﺪي ﻫــﺬا اﻟﻌﻤــﻞ اﳌﺘﻮاﺿــﻊ إﱃ ﻣــﻦ وزﻋــﲏ ﺑــﺬرة و اﻋﺘــﲎ ﰊ إﱃ ٔن‬
‫ﻗﻄﻔﲏ ﲦﺮة ﺑﻌﻄﻔﻪ و ﺣ ﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫إﱃ ﻣـــﻦ ﰷن اﻟﺴـــﻨﺪ و اﻟﺼـــﺎﺣﺐ و رﻓ ـــﻖ ا رب وا ي اﻟﻌﺰ ـــﺰ ٔﻃـــﺎل‬
‫ﷲ ﰲ ﲻﺮﻩ‪.‬‬
‫و إﱃ ﻣﻦ ﲪﻠﺘﲏ وﻫﻨﺎ ﲆ وﻫﻦ ٔﱊ اﳊﺒ ﺔ ٔﻃﺎل ﷲ ﰲ ﲻﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫و إﱃ ﻣﻦ ٔﺷﺪ ﲠﻢ ٔزري إﺧﻮﰐ و ٔﺧﻮاﰐ‪.‬‬
‫و إﱃ ا ٔخ و اﻟﺼﺪﯾﻖ ﺗ ﺎزي ﺻﺎﱀ ا ي ﲨﻌﲏ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫و اﱃ ٔﺻـــﺪﻗﺎﰄ ﲣﺼـــﺺ دو و ﻣﺆﺳﺴـــﺎت و ٔﺧـــﺺ ـــﻼوي‬
‫ﺑﻮﻋﲈﻣﺔ‪ ،‬و زﻣﻼﰄ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ و ٔﺧﺺ ا ٔخ ﻣ ﺎﻋﻲ ﳊﺴﻦ‪.‬‬

‫ﺴﺪات ﯾﻮﺲ‬
‫ا ٕﻻﻫﺪاء‬
‫ٔﻫــﺪي ﻫــﺬا اﻟﻌﻤــﻞ اﳌﺘﻮاﺿــﻊ إﱃ ﻣــﻦ وزﻋــﲏ ﺑــﺬرة و اﻋﺘــﲎ ﰊ إﱃ ٔن‬
‫ﻗﻄﻔﲏ ﲦﺮة ﺑﻌﻄﻔﻪ و ﺣ ﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫إﱃ ﻣـــﻦ ﰷن اﻟﺴـــﻨﺪ و اﻟﺼـــﺎﺣﺐ و رﻓ ـــﻖ ا رب وا ي اﻟﻌﺰ ـــﺰ رﲪـــﻪ‬
‫ﷲ و اﺳﻜ ﻪ ﻓﺴﯿﺢ ﺟ ﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫و إﱃ ﻣﻦ ﲪﻠﺘﲏ وﻫﻨﺎ ﲆ وﻫﻦ ٔﱊ اﳊﺒ ﺔ ٔﻃﺎل ﷲ ﰲ ﲻﺮﻫﺎ‪.‬‬
‫و إﱃ ﻣﻦ ٔﺷﺪ ﲠﻢ ٔزري إﺧﻮﰐ و ٔﺧﻮاﰐ و زوﺟﱵ و ٔوﻻدي ‪.‬‬
‫و إﱃ ا ٔخ و اﻟﺼﺪﯾﻖ ﺑ ﺴﺪات ﯾﻮﻧ ﺲ ا ي ﲨﻌﲏ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫واﱃ ٔﺻﺪﻗﺎﰄ ﲣﺼﺺ دو و ﻣﺆﺳﺴﺎت دون اﺳﺘ ﺎء ‪.‬‬

‫ﺗ ﺎزي ﺻ ﺎﻟــﺢ‬
‫اﳌﻘﺪﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣـن أﻛﺛـر اﻟﻌﻘـود ﺻـﻌوﺑﺔ وﺗﻌﻘﯾـدا ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﺑـﺎﻟﻧظر إﻟـﻰ‬
‫طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟذي ﻟم ﯾﺷﻣل ﻓﻘط ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﻹﺑـرام واﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﺑـل اﻣﺗـد أﯾﺿـﺎ إﻟـﻰ إﺟـراءات اﻟﺗﻘﺎﺿـﻲ ﺑـﺎﻟﻧظر ﻓﯾﻬـﺎ‬
‫ﻟﻠﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺷــﻛل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟدﻋﺎﻣــﺔ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ واﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ ﻟﺗــدﺧل اﻟدوﻟــﺔ وأﺷــﺧﺎص اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ‬
‫ﺻــرف اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻬﺎدﻓــﺔ إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻛــذا اﻟﻧﻔــﻊ اﻟﻌــﺎم ﻟﻸﻓ ـراد‪ ،‬وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﯾـﺎت اﻟﻔردﯾـﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻷﻓـراد اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬أو ﻣـن ﺧـﻼل ﺿـﻣﺎن اﺳـﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم‪ ،‬وﺗظﻬـر‬
‫أﻫﻣﯾﻪ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﺑﻛوﻧﻬـﺎ ﻣـن اﻟﻣوﺿـوﻋﺎت ذات اﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ ﻣـﺎ‬
‫ﯾﺧص اﻧﺟﺎز اﻷﺷﻐﺎل أو اﻟﺧدﻣﺎت أو اﻟﺗورﯾدات ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫ﻓــﺎﻟﺟزاﺋر ﻛﺑــﺎﻗﻲ دول اﻟﻌــﺎﻟم ﺗﺣــﺎول إدﻣــﺎج اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺻــﻠب اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬ ـﺎ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‬
‫وﻣﺟﻬداﺗﻬﺎ ﻟﺗﻘوﯾﺔ ﻣﻛوﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﺣﺗـﻰ ﺗـﺗﻣﻛن ﻣـن ﺧـوض ﻏﻣـﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑـﺄوﻓر ﺣظـوظ‬
‫اﻟﻧﺟﺎح‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة ﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣ ارﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ واﻧﺟـﺎز اﻟﻣﻬـﺎم اﻟﻣﻧـوط‬
‫ﺑﻬﺎ إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻫـﻲ إﺣـدى اﻟرﻛـﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﺣﯾـث أن وظﯾﻔﺗﻬـﺎ‬
‫ﻻ ﺗﻛﻣن ﻓﻘط ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻵﻧﯾـﺔ ﻟـﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺑـل أﺻـﺑﺣت ﺗﺷـﻛل وﺳـﯾﻠﺔ ﻛﺑـرى ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﻪ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣــل ﻋﻠ ــﻰ ﺗط ــوﯾر وﺗوﺟﯾ ــﻪ اﻟﻣﺧططــﺎت اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣﻛﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ‪.‬‬
‫ﺗﻘوم اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺑـدأ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﺑـﯾن طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد‪ ،‬وﻫﻣـﺎ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﺧﺎﺿ ــﻌﯾن ﺑ ــذﻟك إﻟ ــﻰ ﻧظ ــﺎم ﻗ ــﺎﻧوﻧﻲ ﺧـ ــﺎص ﯾﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪ 247/15‬اﻟﻣ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ‬
‫‪ 2015/09/16‬اﻟﻣﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﺗﻔوﯾﺿ ــﺎت اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬ﻟﯾ ــﺗم ﺑﻌ ــدﻫﺎ ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻫـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻣﺳــﻣﺎة )ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ( اﻟﺗــﻲ ﺗﺗرﺗــب ﻋﻧﻬــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺣﻘــوق واﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت ﻣــن ﺟﺎﻧــب‬
‫طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﻟﻰ ﺟﺎﻧـب اﻻﻣﺗﯾـﺎزات اﻟﻣﻣﻧوﺣـﺔ ﻟـﻺدارة ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬـﺎ ﻣـن أﺟـل ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻧﻔـﻊ اﻟﻌـﺎم‬
‫وأﯾﺿﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋن إﺑرام وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻼﻗـﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟــذي ﯾﻌﻬــد إﻟﯾــﻪ ﺑﺎﻧﺟــﺎز اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﻗــد ﯾﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ ﺣــدوث ﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠـف ﻣ ارﺣـل ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ وﺗﺣـول دون ﺗﻧﻔﯾـذﻩ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ‪ ،‬ﺑﻌـض ﺗﻠـك اﻟﺻـﻌوﺑﺎت‬
‫ﻗــد ﯾرﺟــﻊ ﺑﺎﻷﺳــﺎس إﻟــﻰ اﻟﺟﻬــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﺻــﺎﺣﺑﺔ اﻟﻣﺷــروع وﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻗــد ﯾرﺟــﻊ إﻟــﻰ ظــروف ﺧﺎرﺟﯾــﺔ‪ ،‬ﻓــﺎﻹدارة‬
‫ﻣــن واﺟﺑﻬــﺎ اﺳــﺗﻧﺎدا إﻟــﻰ ﻣﺑــدأ اﻧﺗظــﺎم اﻟﻣرﻓــق وﺿــرورة اﺳــﺗﻣ اررﯾﺗﻪ أن ﺗﺳــﻬر ﻋﻠــﻰ ﺣﺳــن ﺗﻧﻔﯾــذ ﻋﻘــد اﻟﺻــﻔﻘﺔ‬
‫وﻛذﻟك اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺧـل ﺑـﺎﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ إﻟـﻰ ﺛـﻼث أﻣـور ﺗﻌﺗرﺿـﻬﺎ‬
‫ﻓــﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗﺗﺧــذﻫﺎ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﻣﻘﺗﺿــﻰ اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد وﺗــﻧﻌﻛس ﺳــﻠﺑﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻣﺧــﺎطر طﺑﯾﻌﯾــﺔ و ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ أو اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن‬
‫أﻧــﻪ ﻻ دﺧــل ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻓــﻲ ﺣــدوﺛﻬﺎ‪ ،‬إﻟــﻰ أﻧﻬــﺎ ﺗﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد أﻛﺛــر إرﻫﺎﻗــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﺗرﺗــب‬

‫أ‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺧﺳ ــﺎﺋر ﻓﺎدﺣ ــﺔ‪ ،‬وأﻣ ــﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛ ــﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ ﻣﺧ ــﺎطر اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ ﺗﺣ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻻ ﻟﻺدارة دﺧل ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾــث أﺛﺑــت اﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻣﻠــﻲ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺟــود ﻋــدة ﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺳ ـواء ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ‬
‫اﻹﺑ ـرام أو ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ وذﻟــك ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺗﺿــﺎرب اﻷﻫــداف ﺑــﯾن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة اﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف ﺑﺎﻟدرﺟــﺔ‬
‫اﻷوﻟـﻰ ﻟﻠﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم وﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟـذي ﯾﻬـدف إﻟـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻـﺔ‪ ،‬وﻟﻣـﺎ‬
‫ﻛﺎن اﻟﻘﺿﺎء ﻫو اﻟﺳﺑﯾل ﻟﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﺣﻛم ﺗﻣﻛﻧـﻪ وﺗﻣﯾـزﻩ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻻﺧﺗﺻـﺎص‪ ،‬ﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑـل أن‬
‫إﺟراءاﺗــﻪ ﺗﺗﺳــم ﺑﺎﻟﺻ ـراﻣﺔ واﻟــﺑط واﻟﺗﻌﻘﯾــدات‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﻟ ازﻣــﺎ اﻟﺑﺣــث ﻋــن آﻟﯾــﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ أﺧــرى ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ﻫــذا‬
‫اﻟﻧزاع‪ ،‬ﻋﻣﻼ ﺑﻘﺎﻋدة أن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺟدت ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻻ ﻟﻠﻔﺳﺦ واﻟﺗﻌطﯾل‪.‬‬
‫ﻓﻣن ﺑـﯾن اﻵﻟﯾـﺎت اﻟﻣﻘـررة ﻟﺣـل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت وﺗﺳـوﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻟطـرق اﻟودﯾـﺔ واﻟرﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻗﺎﻧوﻧـﺎ‬
‫ﻟﻔض ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻـﻠﺢ واﻟوﺳـﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛـﯾم اﻟﻣﻧﺻـوص ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،09/08‬ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺗﺎز ﺑـﻪ ﻣـن ﺳـرﻋﺔ اﻟﻔﺻـل‪ ،‬واﻗﺗﺻـﺎد ﻟﻠوﻗـت واﻟﺟﻬـد واﻟﻣـﺎل ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ‬
‫اﻟﺗﺳوﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺑﺳـﺎطﺔ إﺟراءاﺗﻬـﺎ واﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﺣـل ﯾرﺿـﻲ اﻷطـراف‪ ،‬وﺑـذﻟك ﯾﻛـون ﻗـد أﻋطـﻰ اﻟﻣﺷـرع‬
‫ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﻪ ﻟﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟطرﯾﻘﺔ اﻟودﯾﺔ ﻋوض اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻬﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ‪.‬‬
‫إذا ﻛــﺎن ﻣوﺿــوع ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑﺻـﻔﻪ ﻋﺎﻣـﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻘــدر ﻣــن اﻷﻫﻣﯾــﺔ ﻓـﺈن أﻫــم ﻣــﺎ‬
‫ﻓﯾﻪ ﻫو ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وذﻟـك ﻻﻋﺗﺑـﺎرات أﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﺗﻌﺳـف اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة‬
‫ﻓــﻲ اﺳــﺗﻌﻣﺎل ﺳــﻠطﺎﺗﻬﺎ واﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬ ـﺎ أو ﺗﺧﻠﻔﻬــﺎ ﻋــن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬ ـﺎ‪ ،‬ﻣﻠﺣﻘــﺔ ﺑــذﻟك أﺿ ـرار ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد‬
‫ﻣﻌﻬــﺎ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﺗوﺟب ﺗــدﺧل اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ طﻠــب ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﻹﻧﺻــﺎﻓﻪ ﺳـواء ﺑطﻠــب‬
‫إﻟﻐــﺎء ﺗﺻــرف اﻹدارة اﻟﻐﯾــر ﻣﺷــروع‪ ،‬أو اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑــﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋــن اﻷﺿ ـرار اﻟﺗــﻲ ﻟﺣﻘــت ﺑــﻪ ﻣــن ﺟ ـراء ﻫــذا‬
‫اﻟﺗﺻرف‪.‬‬
‫ﯾﻛﺗﺳــﻲ ﻣوﺿــوع ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أﻫﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ ﺗﺗﺟﻠــﻰ ﻓــﻲ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻗــدرة اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺣﻣﺎﯾــﺔ ﺣﻘــوق وﻣﺻــﺎﻟﺢ طرﻓــﻲ اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن طــرف ﻗــوي )اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة(‬
‫ﯾﻣﺗﻠـك اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﻛﻔﯾﻠـﺔ ﻟﺿــﻣﺎن ﻣﺻـﻠﺣﺗﻪ واﻟطـرف اﻟﺿــﻌﯾف )اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد( ﻻ ﯾﻣﺗﻠــك ﺳـوء اﻟﻠﺟـوء إﻟــﻰ‬
‫ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻏﯾر اﻹدارة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻪ‪.‬‬

‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث‬
‫ﺗﺗﺟﻠــﻰ أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ ﻫــذا اﻟﻣوﺿ ــوع واﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓ ــﻲ "اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ"‪ ،‬ﻓــﻲ ﻛ ــون‬
‫اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ ﻗـد ﺗﺻـطدم أﺣﯾﺎﻧـﺎ ﺑﻌـد إﺑراﻣﻬــﺎ ﺑظـروف اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣـول دون اﺳـﺗﻣرارﻫﺎ‪ ،‬ﺣﺳـب ﻣـﺎ اﺗﻔــق‬
‫ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ووﻓـق ﻣـﺎ اﺗﺟﻬـت إﻟﯾـﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدﯾن‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺛﯾـر اﻟﺗﺳـﺎؤل ﺣـول ﻣـدى ﻣﻼﺋﻣـﺔ ﺳـﻠطﺎن اﻹرادة ﻟﻠـرواﺑط‬
‫اﻟﻌﻘدﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة ﻣﺑدأ " اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد "‪.‬‬

‫ب‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ٕواذا ﻛ ــﺎن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﯾﺗطﻠ ــب ﻣﻧ ــﻪ ﺑ ــدل ﺟﻬ ــد وﻗ ــدر ﻏﯾ ــر ﻋ ــﺎدي ﻣ ــن‬
‫اﻟﺣرص واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ‪ ،‬وﺟب ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻫﻲ اﻷﺧـرى أﺧـد اﻷﻣـور ﺑﺎﻟﻣﺛـل‪ٕ ،‬واﻻ أدى ذﻟـك إﻟـﻰ‬
‫ﻋ ــدم إﻗ ــدام اﻷﻓـ ـراد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﻣﻌﻬ ــﺎ ﻓﺗﻔﻘ ــد اﻹدارة طرﯾ ــق ﻣ ــن أﻧﺟ ــﻊ اﻟط ــرق ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــﯾﯾر ﻣراﻓﻘﻬ ــﺎ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻫو اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﯾث ﻫو ﺷـﺧص ﯾﺳـﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﻘﺎﺑـل اﻟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣـدد ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد‬
‫واﻟــذي ﯾﻌــد أﻫــم ﺣﻘوﻗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق‪ ،‬ﺗﻠــك اﻟﺣﻘــوق اﻟﺗــﻲ وﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻹدارة اﺣﺗراﻣﻬــﺎ اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻣﻧطــق‬
‫اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻪ ﺟوﻫر ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬
‫وﺗﺗﺟﻠــﻰ أﯾﺿــﺎ أﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ ﻓ ــﻲ اﻹﺷ ــﻛﺎﻻت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺛﯾرﻫ ــﺎ ﻣوﺿ ــوع اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻻﺳ ــﯾﻣﺎ ﻋﻧ ــد ﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ‬
‫اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث اﻟﻔﻘﻬﺎء وأﺳﺎﺗذة اﻟﻘﺎﻧون أوﻟو أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑﯾـرة ﻟﻬـذا اﻟﻣوﺿـوع‬
‫ﻣــن ﺧــﻼل ﻋﻘــد ﻣﻠﺗﻘﯾــﺎت دوﻟﯾــﺔ ﻹﺛ ارﺋــﻪ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن اﻷﻣــر ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ﻻ زال ﻣﺣﺗﺷــﻣﺎ ﺳ ـواء ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﻛـل ﺗﻠـك اﻟﻌواﻣـل ﺟﻌﻠـت ﻣـن اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗــزداد أﻫﻣﯾﺗﻬ ـﺎ ﯾوﻣــﺎ ﺑﻌــد ﯾــوم‪ ،‬وأﺿــﺣت ﻣطﻠﺑــﺎ ﻣﻬﻣــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن أي‬
‫وﻗت ﻣﺿﻰ‪.‬‬
‫أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع‬
‫ﺗﻛﻣـن أﺳـﺑﺎب اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻣوﺿــوع ﻓـﻲ اﻟﻌواﻣـل اﻟذاﺗﯾــﺔ وﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ اﻟرﻏﺑـﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻓـﻲ ﺗﻧـﺎول اﻟﻣوﺿــوع‬
‫اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫أﻣــﺎم اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟوﺿــﻊ اﻟ ـراﻫن ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼد‪ ،‬واﻟــذي ﯾﺗﻣﯾــز ﺑﺣرﻛﯾــﺔ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‬
‫ﻛﺑﯾـرة‪ ،‬أدت إﻟــﻰ ﺗرﺷــﯾد ﻧﻔﻘــﺎت اﻟﺗﺟﻬﯾــز ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﯾــزداد اﻹﻗﺑــﺎل ﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ‬
‫ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻠﺟوء اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪.‬‬
‫أﻫداف اﻟﺑﺣث‬
‫ﻣﺣﺎوﻟــﺔ إظﻬــﺎر ﻣﺧﺗﻠــف اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎء ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻣ ــن ﺧــﻼل اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247/15‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﺗﺳـﻠﯾط اﻟﺿــوء ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺣﻘـوق واﻟﺗ ازﻣــﺎت ﻛــل ﻣــن طرﻓــﻲ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬وﺗﺳ ــﻠﯾط اﻟﺿ ــوء ﻛ ــذﻟك ﻋﻠ ــﻰ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻟﻔ ــض اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻟط ــرق‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬
‫ﻟﯾﺳت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫﻲ أول ﻣﺎ ﻛﺗب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬ﺑل ﺳﺑﻘﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣﻧﻬم‪:‬‬
‫زواوي ﻋﺑﺎس‪ :‬اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪(.2013‬‬ ‫‪‬‬

‫إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑﺣري‪ :‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪) ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪(.2009‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺑﺣث‬
‫ﻣن اﻟﺑدﯾﻬﻲ ﻣﺻﺎدﻓﺔ اﻟﺑﺎﺣث ﺻﻌوﺑﺎت وﻋواﺋق أﺛﻧﺎء إﻋداد ﺑﺣﺛﻪ اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫ت‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫‪ ‬ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ اﺳـﺗطﻌﻧﺎ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﻣ ارﺟـﻊ ﺧﺎرﺟﻬـﺎ ﻋـن طرﯾـق ﺑﻌـض‬
‫اﻷﺳﺎﺗذة و اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺟزآﻫم اﷲ ‪.‬‬
‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺗــم اﻟﺗﻘــدم ﺑــﻪ ﻣ ـن إﺑ ـراز أﻫﻣﯾــﺔ إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ظــل اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ‬
‫‪ ،247/15‬ﻓﻘد ارﺗﺄﯾﻧﺎ دراﺳﺗﻪ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ؟‬
‫‪ ‬ﻓﺈﻟﻰ أي ﺣد ﺳﺎﻫم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ؟‬
‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ‬
‫ﻣن ﺧﻼل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ اﻋﺗﻣـدﻧﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟوﺻـﻔﻲ‪ ،‬وذﻟـك ﺑﺗوﺿـﯾﺢ ﻛـل ﺟواﻧـب اﻟﻧظرﯾـﺔ‬
‫ﻟﻠﻣوﺿ ــوع‪ ،‬واﻟﻣ ــﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠ ــﻲ ﻣرﺗﻛ ــز ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣﻠﯾ ــل اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻟﻺط ــﺎر اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗـ ـوازن‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻹﺷــﻛﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳــﻣﻧﺎ ﻣوﺿــوﻋﻧﺎ إﻟــﻰ ﻓﺻــﻠﯾن أﺳﺎﺳــﯾﯾن‪ ،‬ﺣﯾــث ﻧﺗﻧــﺎول ﻓــﻲ اﻟﻔﺻــل‬
‫اﻷول اﻹطــﺎر اﻟﺧــﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑــل اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﺧﺻﺻــﻧﺎﻩ ﻟﻠﺿ ـواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‬
‫واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ث‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫اﻹﻃﺎر اﳋﺎص‬
‫ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻞ اﳌﺎﱄ ﰲ‬
‫اﻟﺼﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــن ﺑــﯾن اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﺟــﺄ ﻟﻬــﺎ اﻹدارة ﻟﺗﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﺎﯾــﺔ ﻣــن‬
‫اﻹﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﻛﻣــن أﺳﺎﺳــﺎ ﻓــﻲ ﻛﻔﺎﻟــﺔ ﺣﺳــن ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎ ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وذﻟــك‬
‫اﻟﻬــدف ﻟــن ﯾﺗﺣﻘــق ﻓﻌــﻼ إﻻ ﺑﺗﻧﻔﯾــذ اﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻟﻌﻘدﯾــﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣــﺔ ﻋــن ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﺗﻧﻔﯾــذا ﺳــﻠﯾﻣﺎ وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﺷــروط‬
‫اﻟواردة ﺑﻪ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة زﻣﻧﯾﺎ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬
‫إن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﯾﺧﺿ ــﻊ ﻟﻘﺎﻋ ــدة ﺟوﻫرﯾ ــﺔ ﻣﻔﺎدﻫـ ـﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻣﻠ ــزم ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﻪ إﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة وﺟــب ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺗﻘﯾﯾــد ﺑــدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑــل‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد و ﻛذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﺧـﺗﻼل اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻷي ﺳـﺑب ﺳـواء ﻛـﺎن ذﻟـك ارﺟـﻊ ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة‬
‫أو ﻟﺳﺑب ﺧﺎرج ﻋن إرادﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة ﻣن اﺟل ﺳـﯾر اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم وﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ إﻟـﻰ اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﺳـﻠطﺗﻬﺎ ﻓـﻲ ﺗﻌـدﯾل‬
‫اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣـن أﺧطـر اﻟﺳـﻠطﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﺎرﺳـﻬﺎ دون ﻣواﻓﻘـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬـﺎ‪،‬‬
‫أو ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﻌـدة ظـروف وﻣﺳـﺑﺑﺎت ﺗـﺄﺗﻲ ﻓﺟـﺄة ودون ﺳــﺎﺑق إﻧـذار‪ ،‬وﺗﺧﻠـق أﺛـﺎر وﺧﯾﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘــد‬
‫ﻓﺗﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻣرﻫﻘﺎ وﺷﺑﻪ ﻣﺳﺗﺣﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ‪.‬‬
‫ﻓﻘــد ﯾﺗﻌــرض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﻌراﻗﯾــل اﻟﺗــﻲ ﻟــم ﺗﻛــن ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺣﺳــﺑﺎن أﺛﻧــﺎء إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد اﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬ﻫــو اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾﺳــﺗﻠزم ﺗــدﺧل‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻹﺣداث ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑـﺎﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد اﻹداري‪ ،1‬واﻟﻬـدف ﻣﻧـﻪ ﻫـو إﺣـداث اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن‬
‫اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﯾﺗﺣﻣﻠﻬـﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة وﺑـﯾن اﻟﻣ ازﯾــﺎ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬــﺎ وذﻟــك ﻣـن ﺧــﻼل إﻟﺗـزام اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ ﻟﯾس ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي‪ ،‬ﺣﻘوق و ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة واﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري) دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪،‬‬
‫ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،2014 ،‬ص‪. 625‬‬

‫‪6‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻷطراف‬


‫ﯾﻘﺻ ــد ﺑ ــﺎﻟﺗوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ‪ 1‬ﻟﻠﻌﻘ ــد ﺑﻘ ــﺎء ﺣﻘ ــوق واﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻷطـ ـراف ﻣﺗوازﻧ ــﺔ ﻣ ــن وﻗ ــت ﻧﺷ ــوء اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أي ﻣﻧد ﻟﺣظﺔ إﺑراﻣﻪ و ﺣﺗﻰ ﺗﻣﺎم ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬وﻫو أﻣر ﻣﻔﺗرض وﺑدﯾﻬﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻋﻘد إداري‪.‬‬
‫ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑـل اﻟﺣﻘــوق اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬـﺎ اﻟطــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻧﺟــد إن اﻟﻣﺷـرع ﻗــد ﺣﻣﻠـﻪ ﺟﻣﻠــﺔ ﻣـن اﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت‬
‫اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻗﺎﻧوﻧــﺎ وذﻟــك ﺑﻌــد ﺗوﻗﯾﻌــﻪ ﻟﻠﻌﻘــد ﻣﺑﺎﺷـرة ﻣــﻊ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺣﯾــث ﯾﻧﻔــد اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺗﻧﻔﯾــذا‬
‫ﺷﺧﺻﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﺗﺳدﯾد اﻟﺛﻣن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬
‫ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣطﺎﻟب ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻻﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻟـواردة‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫إن ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺳﻠم ﺑﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣـﺔ إﻻ أن ﺻـﻌوﺑﺗﻬﺎ ﺗﻛﻣـن ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد‬
‫ﻣدﻟوﻟﻬﺎ و ﺷـروط ﺗطﺑﯾﻘﻬـﺎ ﺑﺣﯾـث اﺧﺗﻠـف اﻟﻔﻘـﻪ ﺑﺷـﺄن ﺗﺣدﯾـد ﻣﻔﻬـوم اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـذﻫب‬
‫ﺟﺎﻧــب ﻣــﻧﻬم وﻋﻠــﻰ أرﺳــﻬم اﻷﺳــﺗﺎذ ﺑﯾﻛﯾﻧــو ﺑــﺄن اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻫــو وﺿــﻊ ﻧﺳــﺑﺔ ﺣﺳــﺎﺑﯾﺔ دﻗﯾﻘــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗ ازﻣــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻓــﺈذا ﻓرﺿــﻧﺎ أن ﺣﻘــوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻧــد اﻹﺑـرام اﻟﻌﻘــد ﺗﺳــﺎوي )أ(‪ ،‬وأن اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ ﺗﺳــﺎوي)ب(‪ ،‬ﻓــﺈن ﻧﺳــﺑﺔ‬
‫ﺣﻘوﻗــﻪ ﺑﻌــد اﻟزﯾــﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻــﺎن ﺗﺗﺣــول إﻟــﻰ )أ( و )ب(‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﺗﻌــﺎدل اﻟﺣﻘــوق و اﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻟﺟدﯾــدة ﻣــﻊ‬
‫اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫أ ‪/‬ب = أ‪/‬ب‬
‫أﺛﻧﺎء اﻹﺑرام = أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﺣﯾـث ﯾـرى ﻫـذا اﻟﻔﻘﯾـﻪ ﺑﯾﻛﯾﻧـو أﻧـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘــود ﯾوﺟـد ﻧـوع ﻣـن اﻟﺗﻧﺎﺳـق ﺑـﯾن اﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد واﻟﻛﺳــب‬
‫اﻟﻣـﺎدي اﻟـذي ﯾﻧﺗظـرﻩ ﻣـن ﺟـراء اﺧــﺗﻼل ﻫـذا اﻟﺗـوازن و ﯾﺗﻌـﯾن إرﺟﺎﻋـﻪ إﻟـﻰ ﻣــﺎ ﻛـﺎن ﻋﻠﯾـﻪ ﺗﺣﻘﯾﻘـﺎ ﻟﻠﻣﺳـﺎواة ﻣــن‬
‫‪2‬‬
‫ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﯾﺔ‬
‫أﻣــﺎ اﻟــدﻛﺗور ﺳــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣــد اﻟطﻣــﺎوي ﯾــرى أن اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد ﻻ ﯾﻌﻧــﻲ وﺿــﻊ ﻧﺳــﺑﺔ ﺣﺳــﺎﺑﯾﺔ‬
‫ﺻﺎرﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻣروﻧﺔ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺗﻘﺗﺿـﻲ ﻣروﻧـﺔ ﺣﻘوﻗـﻪ ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬـﺔ‬
‫اﻹدارة ‪ ،‬ﻓﻣﺎداﻣت اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻـﺎن ﻓﯾﺟـب أﯾﺿـﺎ أن ﯾﻛـون ﻫـذا ﻫـو ﺷـﺄن اﻟﺣﻘـوق اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـﺔ‬
‫ﻟﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎدل ﺑﯾن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﺣﻘوق‪.3‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.630‬‬


‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2005‬ص‪.587‬‬
‫‪ 3‬ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.587‬‬

‫‪7‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫أﻣﺎ اﻟدﻛﺗور ﺛروت ﺑدوي ﻓﯾرى أن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﺧطـرة وﻏﯾـر ﺻـﺣﯾﺣﺔ وﯾﺗﻌـﯾن ﺣـذﻓﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾـﺎ‬
‫ﻣن ﻧظرة اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ وذﻟـك ﻷﻧﻬـﺎ ﺗﻔﺳـر ﺑطرﯾﻘـﺔ ﻏﯾـر ﺻـﺣﯾﺣﺔ ﺣـق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻓـﻲ اﻟﺗﻌـوﯾض ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﺗﻌـدﯾل‬
‫‪1‬‬
‫اﻹدارة ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﯾث أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻹدارة‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄة ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺷـﺄة‪ ،‬ﻛـﺎن ﻟﻠﻘﺿـﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻣﻣـﺛﻼ ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـس‬
‫اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔﺿــل ﻓــﻲ إظﻬــﺎرﻩ إﻟــﻰ اﻟوﺟــود و ﺗﻌــود إﻟــﻰ ﻗﺿــﯾت ﻣﺷــﻬورة ﻋرﺿــت ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺗﻌــرف ﺑﻘﺿــﯾﺔ اﻟﻌرﺑــﺎت‬
‫اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪11‬ﻣﺎرس ‪.21910‬‬
‫ﺣﯾــث ﺗــﺗﻠﺧص وﻗــﺎﺋﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺿــﯾﺔ ﻓــﻲ أن اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ أﺑرﻣــت ﻋﻘــد‬
‫إﻣﺗﯾــﺎز ﻻﺳــﺗﻐﻼل ﺧطــوط اﻟﻧﻘــل ﺑﺎﻟﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ ﻣــﻊ اﻟدوﻟــﺔ وﻗــد ﺗــم ﺗﺣدﯾــد ﺳــﺎﻋﺎت اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗؤدﯾﻬــﺎ‬
‫اﻟﺷرﻛﺔ و ﻋدد اﻟﻌرﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﻛذﻟك ﺑﺗوﻓﯾرﻫﺎ‪.‬‬
‫وﻗـد ﺣــدث أن ﺗ ازﯾــد ﻋـدد ﺳــﻛﺎن اﻟﻣدﯾﻧــﺔ ﻣﻣـﺎ أﺣــدث ظروﻓــﺎ ﺧﺎﺻـﺔ ﺳــﺑﺑت ﻋﺟـ از ﻓـﻲ اﻟﻣرﻓــق‪ ،‬اﻷﻣــر‬
‫اﻟ ــذي دﻓ ــﻊ ﺑﺣ ــﺎﻛم ﻣﻘﺎطﻌ ــﺔ " ﺑ ــوش دي رون " إﻟ ــﻰ إﺻ ــدار ﻗـ ـرار ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪23‬ﺟـ ـوان ‪ ، 1903‬ﺑﺣﯾ ــث ﻫ ــو‬
‫اﻟﺷــﺧص اﻟﻣﺧــول ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻷﻣــن اﻟﻌــﺎم ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﺿــﻣن ﻫــذا اﻟﻘـرار ﺗﺣدﯾــد ﺳــﺎﻋﺎت ﺧدﻣــﺔ اﻟﻌرﺑــﺎت‬
‫اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺻﯾف ﻣﻣﺎ أﻟزم اﻟﺷرﻛﺔ زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻌرﺑـﺎت اﻟﻣوﺿـوﻋﺔ ﺗﺣـت اﻟﺧدﻣـﺔ ﻹﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺎت‬
‫اﻟﺟﻣﻬور‪.‬‬
‫ﻏﯾــر أن ﻫــذا اﻟوﺿــﻊ ﻟــم ﺗﺗﻘﺑﻠــﻪ اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ ﻣﻣــﺎ دﻓﻌﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر‬
‫ﻫـذا اﻟﻘـرار ﺑﺎطــل و ﻏﯾـر ﻣﺷــروع ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗـﻪ ﺷــروط اﻟﻌﻘـد اﻟﻣﺑـرم وطﺎﻟﺑــت أﻣـﺎم اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﺑﺈﻟﻐﺎﺋـﻪ ﺑﺣﯾــث‬
‫ﺗطور اﻟﻧزاع إﻟﻰ ﻋرض اﻷﻣر أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪.‬‬

‫ﺣﯾـث دﻓﻌــت اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ أن ﻗـرار ﺣــﺎﻛم ﻣﻘﺎطﻌــﺔ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎ ﻟﻠﻣــﺎدة ‪ 11‬ﻣــن اﻻﺗﻔــﺎق اﻟﻣﺑــرم‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 14‬ﻣن دﻓﺗر اﻷﻋﺑﺎء‪.‬‬
‫وﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑــل دﻓــﺎع اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ وﻣ ارﻋـﺎة اﻟﻣــﺎدة ‪ 33‬ﻣــن ﻻﺋﺣــﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ‪ 06‬أوت ‪ ، 1881‬ﻓـﺎﻟواﻟﻲ ﯾﺣـدد ﺑـﺎﻗﺗراح ﻣـن اﻟﻣﺗﻌﻬـد ﺟـدول ﺧدﻣـﺔ اﻟﻌرﺑـﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾـﺔ ﻣﻣـﺎ أدى‬
‫ﺑﺎﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ أن ﯾدﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺑـﺄن ﻋﺑـﺎرة "ﺟـدول اﻟﺧدﻣـﺔ " ﻻ‬
‫ﺗﺗﻌﻠق ﻓﻘط ﺑﺳﺎﻋﺎت ﺧدﻣﺔ اﻟﻘطﺎرات ﺑل ﺑﻌددﻫﺎ أﯾﺿﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻛن اﻟﺷـرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌرﺑـﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾـﺔ ‪ ،‬داﻓﻌـت ﻫﯾـﺎ اﻷﺧـرى ﺑـﺄن إدراج ﺷـرط ﺿـﻣن دﻓﺗـر‬
‫اﻷﻋﺑﺎء ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﺣـد اﻷدﻧـﻰ ﻟﻌـدد اﻟﻘطـﺎرات اﻟﻣطﻠـوب ﺗـوﻓﯾرﻩ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣﺗﻌﻬـد ﯾﺣـدد ﻣـن طـرف اﻟدوﻟـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺗﻌﺎﻗدي وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﺣد إﻻ ﻋن طرﯾق إﺑرام ﻣﻠﺣق "ﺟدول اﻟﺧدﻣﺔ" ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.631،‬‬


‫‪ 2‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ، 2011،‬ص ‪. 237‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫وأﻣ ــﺎم دﻓـــوع ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﺷ ــرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــدة و دﻓ ــوع اﻟـــوزﯾر اﻟﻣﻛﻠـ ــف ﺑﺎﻷﺷ ــﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻣﻣـ ــﺛﻼ ﻋـ ــن‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ورد ﻓـﻲ ﺗﻘرﯾـر ﻣﻔـوض اﻟدوﻟـﺔ ﻟﯾـون ﺑﻠـوم " أﻧـﻪ ﻣـن أﺳـس ﻛـل ﻋﻘـد اﻣﺗﯾـﺎز أن ﻧﺑﺣـث ﻗـدر‬
‫اﻹﻣﻛﺎن‪ ،‬ﻣﺳـﺎواة اﻟﻣ ازﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﻣـﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد و اﻻﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬـﺎ واﻟﺗـﻲ ﺗﺗطﻠـب أن ﯾﻛـون ﻫﻧـﺎك ﺗـوازن‬
‫ﺑﯾن اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ واﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻣرﺗﻘﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ‪." 1‬‬
‫ﻣﻣﺎ ﺳﻠف ﻧرى أن ﻓﻛـرة اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد ﺟـﺎءت ﻟﻣواﺟﻬـﺔ ﺗـدﺧل اﻹدارة ﺑﻬـدف اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫وﺗﺣﻘﯾــق ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺑﺈﻧﺗظــﺎم و اطـراد وﻟﻛــون إﺷــﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾــﺎت اﻟﺟﻣﻬــور وﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻻ ﯾﻔــرق‬
‫ﺑــﯾن ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺗــدﺧل ﻣــن اﻹدارة أو ﻣــن ﺳــﺑب ﺧــﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻋﻣﻣــت ﻓﻛ ـرة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻧظـ ار ﻟﻠظــروف‬
‫اﻟطﺎرﺋﺔ أو اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧظـرﯾﺎت‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺳــﯾﺎق ﺗﻘ ــول ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ "أن اﻟﻔﻘــﻪ واﻟﻘﺿــﺎء ﻗــد ﺧﻠ ــق اﻟﻧظرﯾــﺎت‬
‫واﻟﻘواﻋــد اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻘــق ﺑﻘــدر اﻹﻣﻛــﺎن ﺗوازﻧــﺎ ﺑــﯾن اﻷﻋﺑــﺎء اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة وﺑــﯾن اﻟﻣ ازﯾــﺎ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﻧﺗﻔــﻊ ﺑﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أن اﻟﻌﻘــد اﻹداري ﯾﻛــون ﻓــﻲ ﻣﺟﻣوﻋــﻪ ﻛــل ﻣــن ﻣﻘﺗﺿــﺎﻩ وﺟــوب اﻟــﺗﻼزم ﺑــﯾن ﻣﺻــﺎﻟﺢ‬
‫اﻟطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﺗﻌﺎدل ﻛﻔﺔ اﻟﻣﯾزان ﺑﯾﻧﻬم‪." 2‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳﺎس ظﻬور ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد‪.‬‬


‫اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ ﺣول اﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾـرد إﻟﯾـﻪ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد اﻹداري ﻓـﺎﻟﺑﻌض ﺣـﺎول إرﺟﺎﻋـﻪ إﻟـﻰ‬
‫اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ واﻟــﺑﻌض اﻵﺧــر ﻗــﺎم ﺑــردﻩ إﻟــﻰ اﻟﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺷــﺗرﻛﺔ ﻟﻠطــرﻓﯾن وذﻫــب رأي آﺧــر إﻟــﻰ ﺗﺑﻧــﻲ ﻓﻛـرة‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣرﻓق ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﻛرة‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻺدارة‪:‬‬
‫ذﻫــب ﻋدﯾــد اﻟﻔﻘﻬــﺎء إﻟــﻰ رد أﺳــﺎس اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ إﻟــﻰ اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﻟــﻺدارة وﻣــﻧﻬم ﻣــن ﻗــﺎل‬
‫ﺑﻔﻛ ـرة اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﺑــﻼ ﺧطــﺄ‪ 3‬واﻟ ـرأي ﺑﻌﯾــدا ﻋــن اﻟﺻ ـواب ذﻟــك أن اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﻻ ﺗﻧﻌﻘــد إﻻ‬
‫ﺑﺗ ـواﻓر أرﻛﺎﻧﻬــﺎ اﻟﺧطــﺄ واﻟﺿــرر واﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺳــﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن اﻹدارة ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد‬
‫ﻗﺎﻣت ﺑﻌﻣل ﻣﺷروع ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫وﻋﻠــﻰ ذﻟ ــك ﺗﻔﺗﻘ ــد ﺗﻠ ــك اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ رﻛــن ﻫــﺎم ﻣ ــن أرﻛﺎﻧﻬ ــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤدي إﻟ ــﻰ اﺳ ــﺗﺑﻌﺎدﻫﺎ وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ دﻓ ــﻊ‬
‫اﻟــﺑﻌض إﻟ ــﻰ اﻟﻘ ــول ﺑﺄﻧﻬــﺎ اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾ ــﺔ ﺑــﻼ ﺧط ــﺄ وﻫ ــذا اﻟ ـرأي أﯾﺿــﺎ ﻟ ــم ﯾﺳــﻠم ﻣ ــن اﻟﻧﻘ ــد إذ ﻻ وﺟ ــود‬
‫ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺑﻼ ﺧطﺄ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﺈن اﻟﻔﻘﻬــﺎء اﺳــﺗﺑﻌدوا ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﻛﺄﺳــﺎس ﻟﻠﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري‪ ،‬ﻣﻣــﺎ دﻓــﻊ اﻟــﺑﻌض‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺎﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺧﻼﯾﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،2012،‬ص‪. 316‬‬
‫‪ 2‬ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﻗم ‪ 983‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 30‬ﺟوان ‪، 1957‬اﻟﻌدد ‪11‬‬
‫‪ 3‬ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﺷر اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬


‫إن اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن أﺣﻛــﺎم ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ اﻟﻧﯾــﺔ اﻟﻣﺷــﺗرﻛﺔ ﻟطرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد و ﻟﻛــن ﻫــذا ﯾﻔﺗــرض‬
‫اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﻹدارة ﻟﻠﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﺑﺣﯾـث ﻧﻛـون أﻣـﺎم ﺗﻔﺳـﯾر ﺷـروط اﻟﻌﻘـد ﻓـﻲ ﺣـﯾن‬
‫أن اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﯾﻔﺳــر ﻓــﻲ ﻛــل ﺣــﺎﻻت اﻻﺧــﺗﻼل ﺳـواء ﺑﻔﻌــل ﻧظرﯾــﺔ اﻷﻣﯾــر أو اﻟﻧظرﯾــﺎت اﻷﺧــرى‪ ،‬وﺣﺗــﻰ‬
‫ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻏﯾـﺎب اﻟـﻧص ﻓـﺈن اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑـر ﻗﺎﻋـدة أﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻧظرﯾـﺔ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻓﺎﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻷطـراف‬
‫ﻣﻔروﺿﺔ أﻧﻬﺎ ﺣﺳﺑت ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗوازن ﻣن وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺑﻌﺿـﻬﺎ وﻋﻠﯾـﻪ ﻓـﺈن ﻫـذا اﻷﺳـﺎس‬
‫أﯾﺿﺎ ﺿﻌﯾف وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻟﯾﻛون أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد‪.1‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻌداﻟﺔ وﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪:‬‬
‫ﯾــرد ﻫــذا اﻟ ـرأي أن اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد ﯾﻌــود إﻟــﻰ اﻟﻌداﻟــﺔ وﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺑﺈﻋﺗﺑــﺎر أن‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ ﺗﻘﺿﻲ ﺗﻌـوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة ﻋـن ﻛـل ﺿـرر ﯾﺻـﯾﺑﻪ ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﺗﺻـرﻓﺎﺗﻬﺎ أو ﻷي ﺳـﺑﺎب ﺧـﺎرﺟﻲ‬
‫ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓـﺈن ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻣﻘـرر ﻓـﻲ ذات اﻟوﻗـت ﻟﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم اﻟـذي‬
‫ﯾﺳــﺎﻫم ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻷن إﻋــﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﯾﺟﺑـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟوﻓــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ ﻛﺎﻣﻠــﺔ وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺈﻧﺗظﺎم و إطراد‪.‬‬
‫وﺗرى ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻓـﻲ ﺣﻛﻣﻬـﺎ اﻟﺻـﺎدر ﻓـﻲ ‪ 30‬ﺟـوان ‪ ...." 1957‬أن اﻟﺣـق‬
‫اﻟﺧـﺎﻟص ﻓــﻲ ﺷــﺄن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن ﺟﻬـﺔ اﻹدارة ﻣــن ﺟﻬــﺔ زاوﯾــﺔ ﺗ ارﻋــﻰ ﻓﯾﻬـﺎ ﻛﺛـ ار ﻣــن اﻻﻋﺗﺑــﺎرات اﻟﺧﺎﺻــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺳ ــﻣو ﻋﻠــﻰ ﻣﺟــرد اﻟﺣــرص ﻋﻠ ــﻰ اﻟوﻓ ــﺎء اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟ ــﺔ‪ ،.....‬وأن اﻟﻬ ــدف ﻫــو ﻛﻔﺎﻟ ــﺔ ﺳ ــﯾر اﻟﻣ ارﻓ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﺳ ــﺗﻣرار و اﻧﺗظ ــﺎم و ﺣﺳ ــب أداء اﻷﻋﻣ ــﺎل واﻟﺧ ــدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑ ــﺔ و ﺳ ــرﻋﺔ اﻧﺟﺎزﻫ ــﺎ ‪ ،......‬ذﻟ ــك أن إﯾﺛ ــﺎر‬
‫ﺿرورات اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﯾس ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺑﺣﯾـث ﯾﺗﺣﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‬
‫ﻣــﻊ اﻹدارة وﺣ ــدﻩ ﻋﺑــﺊ ﺟﻣﯾ ــﻊ ﻫــذﻩ اﻷﺿ ـرار وﻟﺿــرورة ﻗﯾــﺎم اﻟﻣــﺗﻼزم ﺑــﯾن ﻣﺻ ــﺎﻟﺢ اﻟطــرﻓﯾن وﺗﻌ ــﺎدل ﻛﻔﺗ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﯾ ـزان ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ‪ ،" ...‬وﺗﺿــﯾف ﻧﻔ ــس اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻣوﺿ ــﻊ آﺧ ــر ﻣ ــن ذات اﻟﺣﻛ ــم ﺑﻘوﻟﻬ ــﺎ "‪ .....‬وأﯾ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت‬
‫اﻷﺳﺎﻧﯾد اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت واﻟﻘواﻋد أو اﺧﺗﻼف اﻟرأي ﻓﻲ ﻣﺑرراﺗﻬﺎ ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﺷـﺑﻬﺔ ﻓـﻲ أﻧﻬـﺎ ﺗرﺗـد‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ إﻟــﻰ أﺻــل واﺣــد‪ ،‬وﻫــو اﻟﻌداﻟــﺔ اﻟﻣﺟــردة اﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ ﻓﻬﻣﻬــﺎ اﻟﺻــﺣﯾﺢ‬
‫ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹدارة و اﻟﺗﻌﺎﻗد"‪.2‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‬
‫ﯾ ــﻧﺟم ﻋ ــن إﺑـ ـرام ﺻ ــﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾ ــﺔ أﺛ ــﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺣﻘ ــوق اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣـددﻫﺎ اﻟﻘـﺎﻧون ﻓـﻲ ﺣـﯾن إذا ﻣـﺎ واﺟﻬﺗـﻪ أﺛﻧـﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾـذ وﻗـﺎﺋﻊ وﻋواﻣـل ﻣرﻫﻘـﺔ ﻻ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ اﺳـﺗﻣرار‬
‫ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺑــﺎت ﻋﻠﯾــﻪ ﻟ ازﻣــﺎ ﺑﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑــﺎﻟﺣق ﻓــﻲ اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا أﺻــﺎﺑﻪ ﺿــرر ﺟـراء‬
‫ﻋﻣل ﻗﺎﻣت ﺑﻪ اﻹدارة أو ﻋﻣل ﺧﺎرج ﻋن ﻧطﺎﻗﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﻧﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬اﻟﺷرح اﻟﻣوﺟز ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻐداد ‪ ،1952،‬ص ‪.257‬‬
‫‪2‬ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﻗم ‪ 377‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1957/06/30‬اﻟﻌدد ‪.11‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ‬


‫ﻣــن أﻫــم اﻟﺣﻘــوق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد واﻟﻐﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺗﻌﺎﻗــد ﻫــو ﻗــﺑض اﻟﻣﻘﺎﺑــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻫــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺷــروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﺑﺣﯾــث ﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗﻌــدﯾﻠﻬﺎ أو ﺗﻐﯾرﻫــﺎ دون ﻣواﻓﻘــﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬ﺣﯾــث أن اﻟﻣﺷــرع‬
‫أﻟــزم ذﻛ ـرﻩ ﺿــﻣن ﺑﯾﺎﻧــﺎت ﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻘﺗﺿــﻲ ﺑﻧــد ﺻ ـرﯾﺢ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻷﻫﻣﯾــﺔ ﻫــذا اﻟﺣــق وﺻــﻠﺗﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻣــﺎل اﻟﻌــﺎم ﻓﻘــد ﻓﺻــﻠت ﻓﯾــﻪ ﺑﻌــض اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﺣــت اﻟﻣﺳــﻣﻰ‬
‫ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟدﻓﻊ وﻫو ﻣﺎ ﻧﺿﻣﻪ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 2471/15‬ﻓﻲ ﻗﺳم ﺧﺎص ﺗﺿﻣن ‪ 15‬ﻣﺎدة‪.‬‬
‫ﻛﻣـﺎ ﻋرﻓـﻪ رأﻓـت ﻓـودﻩ ﺑﺄﻧـﻪ ﻫـو " اﻟﻣﻘﺎﺑــل اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻣـﺎ ﻧﻔـدﻩ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـن أﻋﻣـﺎل أو ﺗورﯾـدات ﻟﺻــﺎﻟﺢ‬
‫ﺟﻬﺔ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬وﯾﻌد ﺣق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻣـن اﻟﺣﻘـوق‬
‫اﻷوﻟﯾــﺔ واﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة ﻓﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﯾﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ ﺗﺣﺻــﯾل اﻟ ـرﺑﺢ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻌﺎﻗــدﻩ ﻣــﻊ اﻹدارة‪،‬‬
‫وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻓﻲ اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑذل ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ‪"2‬‬
‫أﻣﺎ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻓﻘد ورد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬طـــرق ﺗﺣدﯾـــد اﻟﻣﻘﺎﺑـــل اﻟﻣـــﺎﻟﻲ ‪ :‬وﻓﻘ ــﺎ ﻟﻠﻣ ــﺎدة ‪ 96‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم ‪ 247-15‬ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ "ﯾ ــدﻓﻊ أﺟ ــر‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻓق اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ "‬
‫اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺟزاﻓﻲ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺣﯾــث أﻏﻔﻠــت ﻛــل اﻟﺗﻧظﯾﻣــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﻌرﯾــف ﻫــذا اﻷﺳــﻠوب ﺑﺎﺳــﺗﺛﻧﺎء دﻓﺗــر‬
‫اﻟﺷــروط اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬اﻟﻣطﺑــق ﻋﻠــﻰ ﺻــﻔﻘﺎت اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑــو ازرة ﺗﺟدﯾــد اﻟﺑﻧــﺎء واﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫و اﻟﻣوﺻ ــﻼت ‪ ،‬اﻟﻣﺻ ــﺎدق ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺑﻣوﺟ ــب اﻟﻘـ ـرار اﻟﻣ ــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 1964/11/21‬واﻟ ــذي ﻧ ــص ﻋﻠ ــﻰ "اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﺑرﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺳـﻌر اﻹﺟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﺟ ازﻓـﻲ ﻫـﻲ ﺗﻠـك اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻛـون ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻌﻣـل اﻟﻣطﻠـوب إﻧﺟـﺎزﻩ ﻣـن طـرف‬
‫اﻟﻣﻘــﺎول ﻣﺣــدد ﺗﻣﺎﻣ ــﺎ واﻟﺳــﻌر ﻣﺣ ــدد إﺟﻣﺎﻟﯾــﺎ و ﻣﺳ ــﺑق"‪ ،‬وﻋﻠﯾــﻪ ﯾظﻬــر ﺟﻠﯾ ــﺎ أن اﻻﺗﻔــﺎق ﯾﻛ ــون ﻣﺳــﺑﻘﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺳــﻌر اﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ اﻟﺟ ازﻓ ـﻲ وﺑﺷــﻛل ﻧﻬــﺎﺋﻲ وﻏﯾــر ﻗﺎﺑــل ﻟﻠﺗﻐﯾــر أو اﻟﺗﻌــدﯾل إﻻ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻘــوة اﻟﻘــﺎﻫرة ﻣــﻊ ﺗــوﻓر‬
‫‪4‬‬
‫ﺷروطﻬﺎ‪ ،3‬وﯾﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺳﻌر اﻟذي ﯾﺣدد ﺑﻛﺷف ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ )ﻛﻣﯾﺎ و ﻧوﻋﯾﺎ(‬
‫اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺳﻌر اﻟوﺣدة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وﯾﻛ ــون اﻟ ــدﻓﻊ ﺑﻧ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ أﺳ ــﻌﺎر اﻟوﺣ ــدات وﻫ ــذا اﻷﺳ ــﻠوب ﯾﺣ ــدد اﻟ ــﺛﻣن اﻟﻧﻬ ــﺎﺋﻲ ﺑﻌ ــد ﺗﻘ ــدﯾم‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت وذﻟك أﻣﺎ ﺑﺗﺣدﯾد ﺛﻣن ﻛل ﻧوع ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌـرف ﺗﺣدﯾـد اﻟـﺛﻣن ﻋﻠـﻰ‬

‫اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247/15‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2015/09/16‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬ ‫‪1‬‬

‫رﻗم ‪ ،50‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.2015/09/20‬‬


‫‪ 2‬ﻣﺳﻌودة اﻟﻌﻠﻣﻲ ‪،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد اﻹداري ‪ ،‬ﻣـذﻛرة ﻣﻛﻣﻠـﺔ ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳـﺗر ﻓـﻲ اﻟﺣﻘـوق ‪،‬ﺗﺧﺻـص‬
‫ﻗﺎﻧون إداري ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ‪،‬ﺑﺳﻛرة ‪،‬اﻟﻣوﺳم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،2013-2012‬ص ‪.05‬‬
‫‪ 3‬إﺳــﻣﺎﻋﯾل ﺑﺣــري‪ ،‬اﻟﺿــﻣﺎﻧﺎت ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق‪ ،‬ﻓــرع اﻟدوﻟــﺔ و‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009-2008 ،‬ص ‪59‬‬
‫‪ 4‬ﻧﺻﯾرة ﺑﻠﺣﺎج ‪،‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟﺳﺎدس ‪ ،‬دور اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣدﯾﺔ ‪،2013،‬ص‪.04‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫أﺳـﺎس اﻟﺟـدول‪ٕ ،‬واﻣــﺎ ﯾـﺗم ﺗﺣدﯾـد ﺛﻣــن ﻟﻛـل ﻧـوع ﻣــن اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺳــﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ ﺗﺣدﯾــد ﺣﺟـم وﻛﻣﯾــﺔ‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوب ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﺳﻠﺳل‪.‬‬
‫وﯾطﺑق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻛﻣﯾـﺎت ﺑﺣﯾـث ﺗﻛـون ﺑﺷـﻛل‬
‫ﺗﻘرﯾﺑــﻲ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻷﺳــﻌﺎر ﯾﻣﻛــن أن ﺗط ـ أر ﻋﻠﯾــﻪ ﺑﻌــض اﻟﺗﻐﯾ ـرات ﻋﻧــد ﺗطﺑﯾــق اﻟﺑﻧــود اﻟﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﺑــذﻟك‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﻣﺷــرع ﻗــﺎم ﺑﺗﻘﺳــﯾم ﻫــذا اﻟﻧــوع إﻟــﻰ وﺣــدات ﻣــﺛﻼ )اﻟﻣﺗــر اﻟﻣرﺑــﻊ ‪ ،‬اﻟﻣﺗــر اﻟطــوﻟﻲ ‪ ،‬اﻷﺟـزاء ‪،‬‬
‫اﻟﺦ ‪.1(.....‬‬
‫‪ ‬اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ ‪:‬‬
‫ﻧﺻـت اﻟﻣــﺎدة اﻷوﻟـﻰ ﻣــن دﻓﺗـر اﻟﺷــروط اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ " إن ﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻣراﻗﺑـﺔ ﻫــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻣﻘــﺎول ﻓﯾﻬــﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ وﻣراﻗﺑــﺔ )اﻟﯾــد اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ و اﻷدوات واﻟﻣ ـواد اﻻﺳــﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وﻛ ـراء اﻵﻻت‬
‫واﻟﻧﻘــل وﻣ ــﺎ إﻟ ــﻰ ذﻟــك ‪ " (....‬وﻫ ــو ﻣــﺎ أﻛدﺗ ــﻪ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 107‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪ " 247-15‬ﯾﺟــب ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗدرج ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط و‪/‬أو ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺑﻧـد ﯾﻠـزم ﺻـﺎﺣب ﺻـﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ ﺑﺈﺑﻼﻏﻬـﺎ‬
‫ﺑﻛل ﻣﻌﻠوﻣﺔ أو وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣراﻗﺑﺔ أﺳﻌﺎر ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣوﺿوع اﻟﺻـﻔﻘﺔ و‪/‬أو ﻣﻼﺣﻘﺗﻬـﺎ‪ ،‬ﺣﺳـب اﻟﺷـروط‬
‫اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن دﻓﺗر اﻟﺷـروط و‪/‬أو اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻘوﺑـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﺗﻌـرض ﻟﻬـﺎ‬
‫ﺣﺎﺋز اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟذي ﯾرﻓض اﻹﺑﻼغ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة‪.‬‬
‫ﯾﻌﯾن اﻷﻋوان اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑـﺔ اﻟﻣـذﻛورة أﻋـﻼﻩ‪ ،‬ﺑﻣوﺟـب ﻣﻘـرر ﻣـن ﻣﺳـؤول اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬
‫أو اﻟوزﯾر أو اﻟـواﻟﻲ اﻟﻣﻌﻧـﻲ‪ ،‬اﻟـذﯾن ﯾﻣﻛـﻧﻬم اﻻﺳـﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺳـﺗﺧدﻣﯾن ﻻ ﯾﺧﺿـﻌون إﻟـﻰ ﺳـﻠطﺗﻬم‪ ،‬ﯾﻠـزم اﻷﻋـوان‬
‫اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳـﺗﻌﻣل اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾـﺗم اﻟﺣﺻـول ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،‬ﻓـﻲ إطـﺎر ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻣراﻗﺑﺔ‪ ،‬إﻻ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗدﻋت ﺟﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫـذﻩ اﻟﻣـﺎدة ﺑﻣوﺟـب ﻗـرار ﻣـن اﻟـوزﯾر‬
‫اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ"‪.‬‬
‫وﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﺳﺗﺧﻼﺻــﻪ ﻣــن اﻟﺗﻌ ـرﯾﻔﯾن اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن أﻧــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛــن ﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺳــﻌر ﻓــﻲ ﺑداﯾــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗــد ٕواﻧﻣــﺎ‬
‫ﯾﻌـرف ﺑﻌــد ﺗﻧﻔﯾـذ ٕواﺗﻣــﺎم اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻷن اﻟﺳـﻌر ﻓــﻲ ﺣــد ذاﺗـﻪ ﻏﯾــر ﻣﻌﻠــوم أﺻـﻼ أﺛﻧــﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬ﻟﻛـن اﻟﻣﺣــدد ﻫــو‬
‫ﻣﻌﺎﯾﯾر وﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﻣﺎ ﺳﯾﻧﻔﻘﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﺛﻧﺎء اﻧﺟﺎزﻩ اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻟـذا وﺟـب ﺗﺣدﯾـد طﺑﯾﻌـﺔ اﻟﻌﻣـل‬
‫و ﻛـذا طرﯾﻘــﺔ اﻟﺣﺳـﺎب وﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣــن اﺟـل ﺗﺣدﯾــد اﻟﺳـﻌر اﻟواﺟــب دﻓﻌـﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳــﻌر ﻻ‬
‫ﯾﻌرف إﻻ ﺑﻌد اﻧﺟﺎزﻩ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ‪. 2‬‬
‫‪ ‬اﻟدﻓﻊ ﺑﺳﻌر ﻣﺧﺗﻠط ‪:‬‬
‫ﻟم ﯾﺗطرق ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻻ دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط اﻹدارﯾـﺔ إﻟـﻰ ﺗﻌرﯾـف اﻟﺳـﻌر اﻟﻣﺧـﺗﻠط إﻻ أن‬
‫ﻫـذا اﻷﺧﯾــر ﯾﻔﺗـرض ﺑــﻪ أن ﯾﻛـون ﺟــﺎﻣﻊ ﺑـﯾن اﻷﺳــﺎﻟﯾب ﺳـﺎﻟﻔﺔ اﻟــذﻛر و ﯾﻌﻧـﻲ ﻣــزج ﺑـﯾن ﻛﯾﻔﯾﺗــﯾن أو أﻛﺛـر ﻣــن‬

‫‪ 1‬ﻧﺻﯾرة ﺑﻠﺣﺎج ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.04‬‬


‫‪ 2‬ﺣﻣﯾدة ﺳﻬﺗﺎﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 236-10‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑوﯾرة ‪ ، 2015-2014 ،‬ص‪.106‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن اﺟل ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن وﻫو أﻗل ﺷـﯾوﻋﺎ و ﻟﻬـذا ﺣـددﻫﺎ اﻟﻣﺷـرع ﻛـﺄﺧر ﻧـوع ﻣـن أﻧـواع‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ وﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻣﺗﻰ رأت اﻹدارة ذﻟك‪.1‬‬
‫طرق دﻓﻊ اﻟﺳﻌر‬ ‫‪‬‬
‫وﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﺑﯾق ﺑﺄﻧواﻋﻪ‬
‫ﺣﯾــث ﻋرﻓــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 109‬ﻣــن ‪" 247-15‬ﻫــو ﻛــل ﻣﺑﻠــﻎ ﯾــدﻓﻊ ﻗﺑــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺧــدﻣﺎت ﻣوﺿــوع اﻟﻌﻘــد‬
‫وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺧدﻣﺔ" أي ﻣﻘﺻود أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋـدم ﺑداﯾـﺔ اﻧﺟـﺎز اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻟﻣوﺿـوع اﻟﺻـﻔﻘﺔ‬
‫إﻻ اﻧﻪ وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة دﻓﻊ ﺗﺳﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺟﺎري وﻫـذا ﺑﻬـدف إﻋطﺎﺋـﻪ دﻓـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻣﺑﺎﺷـرة‬
‫اﻷﻋﻣﺎل وﻛذا اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪. 2‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﺟزاﻓﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻋﺑــﺎرة ﻋ ــن ﻣﺑﻠ ــﻎ ﻣــن اﻟﻣ ــﺎل ﯾوﺿ ــﻊ ﺗﺣــت ﺗﺻــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻗﺑــل ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻻ‬
‫ﯾﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻛﺣد أﻗﺻﻰ ‪ %15‬ﻣن اﻟﺳﻌر اﻷوﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن أن ﯾـدﻓﻊ اﻟﺗﺳـﺑﯾق ﻣـرة واﺣـدة ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن‬
‫أن ﯾدﻓﻊ ﻓﻲ ﻋدة أﻗﺳﺎط ﺗﻧص اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻗﺑﻬﺎ اﻟزﻣﻧﻲ‪.3‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أن ﯾﺗﺟـﺎوز اﻟﺗﺳـﺑﯾق اﻟﺟ ازﻓـﻲ ‪ %15‬إذا ﻣـﺎ رأت أﺛﻧـﺎء ﻣرﺣﻠـﺔ‬
‫اﻟﺗﻔﺎوض أن رﻓﺿﻬﺎ ﻟﻘواﻋـد اﻟـدﻓﻊ ﯾـﻧﺟم ﻋﻧـﻪ ﺗﺣﻘﯾـق ﺿـرر ﻛﺑﯾـر وﻟﻛـن ﺑﺷـرط وﺟـب ﻋﻠﯾﻬـﺎ أن ﺗﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣواﻓﻘﺔ اﻟوزﯾر اﻟوﺻﻲ أو ﻣﺳؤول اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟواﻟﻲ ‪.4‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾن ‪:‬‬
‫ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻣﺑﻠــﻎ ﯾوﺿــﻊ ﺗﺣــت ﺗﺻــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻗﺑــل اﻟﺗﻧﻔﯾ ـذ إذا أﺛﺑﺗــت ﻟﺟﻬــﺔ اﻹدارة ﺑﻣوﺟــب وﺛــﺎﺋق‬
‫وﻋﻘود ﺗؤﻛد ارﺗﺑﺎطﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﺑﻬدف ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺎدة أو اﻟﻣواد ﻣوﺿوع اﻟﺻـﻔﻘﺔ وﯾﺗﻌﻠـق ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن‬
‫اﻟﺗﺳﺑﯾق ﺑﺻﻔﻘﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟﻠوازم ﻓﻘط ‪.‬‬
‫ﺣﯾــث ﻧﻔــس اﻟﻣــﺎدة ‪ 113‬ﻣــن ‪ 247-15‬ﯾﻣﻛــن ﻷﺻــﺣﺎب اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﻠ ـوازم أن ﯾﺣﺻــﻠوا‬
‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗﺳــﺑﯾق اﻟﺟ ازﻓــﻲ ﺗﺳــﺑﻘﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣــوﯾن إذا أﺛﺑﺗ ـوا ﺣﯾــﺎزﺗﻬم ﻋﻘــود أو طﻠﺑــﺎت ﻣؤﻛــدة ﻟﻠﻣ ـواد أو‬
‫اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﺿــرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ 5‬ﻣــﺎ ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ ﺟوازﯾــﻪ وﻟﯾﺳــت إﺟﺑﺎرﯾــﺔ وﻣرﺗﺑطــﺔ ﺣﺻـ ار ﺑﺻــﻔﻘﺔ‬
‫اﻷﺷﻐﺎل واﻟﻠوازم ﻻ ﺻﻔﻘﺔ اﻟﺧدﻣﺎت و اﻟدراﺳﺎت‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن اﻟﺗﺳــﺑﯾق اﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ اﻟﺟ ازﻓــﻲ واﻟﺗﺳــﺑﯾق ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣــوﯾن‪ ،‬ﻓﻘــد ﺣــدد اﻟﻣﺷــرع ﻣــن‬
‫ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 115‬ﻣن ‪ 247-15‬إﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻧﺳﺑﺔ ‪ %50‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪، 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ‪ ،‬ص ‪.108‬‬


‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 112‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 112‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪، 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪،‬ﺷرح ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬دار ﺟﺳور ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2011،‬ص ‪.222‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 113‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪، 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب‬


‫ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 109‬ﻣن ‪ 247-15‬اﻟﻔﻘرة ‪ " 2‬ﻓﻬو ﻛل دﻓـﻊ ﺗﻘـوم ﺑـﻪ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﻣﻘﺎﺑـل ﺗﻧﻔﯾـذ‬
‫ﺟزﺋــﻲ ﻟﻣوﺿــوع اﻟﺻــﻔﻘﺔ " ﻣﺛــل ﻗﯾــﺎم ﻣﻘــﺎول ﻓﻌــﻼ ﺑﺈﻧﺟــﺎز ﺟــزء ﻣــن اﻷﺷــﻐﺎل ﺑﺑﻧــﺎء ﺑﻌــض اﻟﻣﺳــﺎﻛن ﻣــﺛﻼ أو‬
‫ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣوارد ﻟﻺدارة ﺑﻌض اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﻛﺗﺑﯾﺔ ﻓـﻲ ﻋﻘـد اﻟﺗورﯾـد‪ 1‬ﻣﺛـل ﻣطﺎﻟﺑـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻧﻘـدا ‪%30‬‬
‫ﻣن ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺑﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب‬
‫ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدﺗﯾن ‪ 120 ، 119‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247/15‬ﻧﺟــد أن اﻟﻣﺷــرع ﻋرﻓﻬــﺎ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﻫــﻲ‬
‫اﻟ ــدﻓﻊ اﻟﻣؤﻗ ــت أو اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻟﻠﺳ ــﻌر اﻟﻣﻧﺻ ــوص ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑﻌ ــد اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻛﺎﻣ ــل ﻟﻣوﺿ ــوﻋﻬﺎ‪ ،2‬ﺑﺣﯾ ــث‬
‫ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻫذﻩ اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﯾن ﻣن اﻟﺣﺳﺎب‬
‫‪ ‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣؤﻗت‬
‫طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻣــﺎدة ‪ 119‬ﺳــﺎﻟﻔﺔ اﻟــذﻛر ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ ﻋﻠــﻰ رﺻــﯾد اﻟﺣﺳــﺎب اﻟﻣؤﻗــت إذا ﻧﺻــت‬
‫ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ‪ ،‬إﻟ ــﻰ دﻓ ــﻊ اﻟﻣﺑ ــﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳ ــﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﺑﻌﻧـ ـوان اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌ ــﺎدي ﻟﻠﺧ ــدﻣﺎت ﻣوﺿ ــوع‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺧﺻم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻗﺗطﺎع اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺗﻣل‬
‫‪ ‬اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء‬
‫‪ ‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 120‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺳـوﯾﺔ ﺣﺳـﺎب اﻟرﺻـﯾد اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ‬
‫رد اﻗﺗطﺎﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن و رﻓﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻔﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾــث وﺟــب أن ﺗــدﻓﻊ ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﺳــﺎب اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ أﺟــل ﻻ ﯾﺗﺟــﺎوز ‪ 30‬ﯾــوم اﺑﺗــدءا ﻣــن اﺳــﺗﻼم اﻟﻛﺷــف أو‬
‫اﻟﻔﺎﺗورة ‪ ،‬وﯾﺣـدد اﻷﺟـل ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ‪ ،‬وﯾﺟـوز ﺗﺣدﯾـد أطـول ﻟﺗﺳـوﯾﺔ ﺑﻌـض أﻧـواع اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺣـدد ﺑﻘـرار‬
‫ﻣن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل أن ﯾﻔـوق أﺟـل ﺷـﻬرﯾن‪ ،‬و ﺗﻌﻠـم اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟدﻓﻊ‪.3‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض‬
‫ﯾﺛﺑــت ﻫــذا اﻟﺣــق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻣﺑــﺎدئ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻣﻘــررة ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻣــﺎ إذا‬
‫ﺣدث ﺧﻠل أو ﺿرر ﻣن طرف اﻹدارة أذى إﻟﻰ ﺣدوث ﻏـﺑن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‪ ،‬ﺟـﺎز ﻟﻬـذا اﻷﺧﯾـر اﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺑﻌﻠﻲ اﻟﺻﻐﯾر ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪، 2005،‬ص‪85‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ ،113‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪، 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ، 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‪ ،1‬وﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻟﻪ ذﻟك إﻻ ﺑﺈﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾـﺔ ﻟـﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﻓﺎﻟﺗﺟـﺎوز أو اﻟﺧـرق ﻗـد ﯾﺣـدث‬
‫ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﻓﺗﻠﺗزم ﻋﻧدﺋذ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‪.2‬‬
‫وﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻣﺧـﺗص ﺑﺣﯾـث وﺟـب ﻋﻠﯾـﻪ إﺛﺑـﺎت‬
‫اﻟﺧطﺄ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻹدارة أو ﺗﺟﺎوزﻫـﺎ وﺧرﻗﻬـﺎ ﻷﺣـد ﺑﻧـود أو أﻛﺛـر ﻟﻠﻌﻘـد ﻣـن أﺟـل اﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑـﺎﻟﺗﻌوﯾض‪ ،‬ﺳـواء‬
‫ﻛــﺎن اﻟﺧــرق ﺻـرﯾﺢ أو ﺿــرر ﺟـراء ﺗﺣﻣﯾﻠﻬــﺎ ﻟــﻪ أﻋﺑــﺎء إﺿــﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﻘﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺄﻋﻣــﺎل ﺛﺎﻧوﯾــﺔ ﻛــﺎن ﻟ ازﻣــﺎ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ ذﻟك‪.‬‬
‫واﻟﺿــرر ﻫــو اﻟــرﻛن اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾــﺔ ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻋﻘدﯾــﺔ أو ﺗﻘﺻــﯾرﯾﺔ وﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻋــن‬
‫اﻟﻔﻌل اﻟﺷﺧﺻﻲ أو ﻋن ﻋﻣل اﻟﻐﯾـر واﻟﺟـدﯾر ﺑﺎﻟـذﻛر أن اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾـﺔ وﺟـدت ﻣـن أﺟـل اﻹﺻـﻼح وﺟﺑـر‬
‫اﻷﺿ ـرار‪ ،‬إذ ﻻ ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ ﻣدﻧﯾــﺔ ﺑــدون وﺟــود ﺿــرر‪ ،‬وﻣﺛــل ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺗﻌــﺎرف ﻓﺎﻟﺿــرر ﻟــﯾس رﻛــن ﻣــن أرﻛــﺎن‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑل ﻫو ﻣﻘﯾﺎس ﻣﻘدار اﻟﺗﻌوﯾض ﻻ أﻛﺛر‪.3‬‬
‫وﻻ ﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد أن ﯾطﺎﻟ ــب ﺑ ــﺎﻟﺗﻌوﯾض ‪ ،‬إﻻ إدا ﻛ ــﺎن اﻟﺿ ــرر اﻟ ــذي ﯾدﻋﯾ ــﻪ ﻣﺣﻘﻘ ــﺎ‪،‬‬
‫وﯾﻛــون اﻟﺿــرر ﻣﺣﻘﻘــﺎ إذا ﻛــﺎن ﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل ﻗــد ﺣﺻــل ﻓﻌــﻼ وﺗﺟﺳــد ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ‪ ،4‬ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل ﻣرﻛـزﻩ‬
‫اﻟﻣـﺎﻟﻲ أﺳــوء ﻣﻣـﺎ ﻛــﺎن ﻋﻠﯾـﻪ ﻗﺑــل ذﻟــك ﻷﻧـﻪ إﻧــﺗﻘص ﻣـن اﻟﻣ ازﯾــﺎ أو اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﺗـﻲ ﻛــﺎن ﯾﺧوﻟﻬـﺎ ذﻟــك اﻟﺣــق‪ ،‬أو‬
‫ﺗﻠك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻗد ﯾﺣدث أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد أﺣـداث أو وﻗـﺎﺋﻊ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ إرﻫـﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد وﻛـذا ﺗـﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣرﻛـزﻩ اﻟﻣـﺎﻟﻲ وﻫـو اﻟوﺿـﻊ اﻟــذي ﯾﺳـﻣﺢ ﻟـﻪ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﺈﻋــﺎدة ﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﻛﻣـﺎ ﻫـو ﻣﻌـروف ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻓﺈن ﻣرﻛز اﻷطراف ﺗﻛون ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ وﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ‪.‬‬
‫ﻏﯾـر ذﻟــك وﺧﻼﻓــﺎ ﻟﻣـﺎ ﻫــو ﻣﺗﻌﺎﻣــل ﺑـﻪ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻗـد ﯾﺗﺣﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻋﺑﺋــﺎ ﻣﺎﻟﯾــﺎ دون أي‬
‫ﺧطـﺄ ﻣﻧﺳــوب إﻟﯾــﻪ ﻟــم ﯾﻛــن ﻓــﻲ اﻟﺣﺳــﺑﺎن وﻗــت اﻟﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻣــﺎ وﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣ ارﻋــﺎة ﻫــذا اﻷﻣــر‬
‫اﻟط ــﺎرئ ٕواﻻ أذى ﻫ ــذا إﻟ ــﻰ إﻓ ــﻼس اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد وﻛ ــذا ﺗوﻗــف إﻧﺟ ــﺎز اﻟﻣﺷــروع ﻣﺣــل اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﻗف ﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.5‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻛـرة ﻣﺑـدأ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻣـن إﺑﺗﻛـﺎر اﻻﺟﺗﻬـﺎد اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻓـﻲ ﻋﻘـود اﻻﻣﺗﯾـﺎز وﻋﻘـود‬
‫ﺗورﯾد اﻟﻐﺎز ‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﺣدث‬
‫أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ (‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ص ‪. 191‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2012،‬ص ‪.255‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻌﻣري ‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ،2011،‬ص ‪.36‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2015 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.49‬‬
‫‪6‬‬
‫أﻧظر ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪11‬أذار ‪ 1910‬وﻛذﻟك اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 30‬آذار ‪ 1916‬ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻏﺎز ﺑوردو‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺣﯾ ــث اﺧﺗﻠﻔ ــت اﻵراء ﺑ ــﯾن اﻟﻔﻘﻬ ــﺎء ﻓﺟﺎﻧ ــب ﻣ ــﻧﻬم ﻗ ــﺎل‪ ،‬أن اﻟﺗﻌ ــوﯾض اﻟ ــذي ﯾﺳ ــﺗﺣﻘﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﯾﻣﻛ ــن‬
‫إﺳﻧﺎدﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻣﺎ اﻟﻣوﻗف اﻷﺧـر ﻓﯾـرى أن ﻣﺑـدأ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد ﻟـﻪ ﺻـﯾﻐﺔ ﻋﺎﻣـﺔ‪ ،‬أي ﺗﻠﺗـزم‬
‫اﻹدارة ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺧﺗل ﻓﯾﻬـﺎ ﻫـذا اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن ﺣﻘـوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد واﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ‪ ،‬ﺳـواء‬
‫أﻛﺎن ذﻟك ﺑﻔﻌل اﻹدارة أم ﻟﺳﺑب ﺧﺎرج ﻋن ﻧطﺎﻗﻬﺎ‪.1‬‬
‫وﯾﺛﺑــت ﺣــق إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻧــد ﺣــدوث ﺧﻠــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺳ ـواء ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﺧﻠــل ﺑﻔﻌــل اﻟﻣﻬــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﺎرﺳــﻬﺎ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة أو ﻋــن طرﯾــق ﻋﻣــل ﺧــﺎرج‬
‫ﻋن إرادﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‬


‫ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘـد ﯾﺻـﺑﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻠزﻣـﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻣـل ﻣﺣـل اﻟﺗﻌﺎﻗـد وذﻟـك ﺗﻧﻔﯾـذا ﺷﺧﺻـﯾﺎ وﻓـﻲ‬
‫اﻟﻣــدة اﻟﻣﺣــددة ﻗﺎﻧوﻧــﺎ ﻓﻬــو ﻣﻠــزم ﻣــﻊ اﻹدارة ﺑــﺄداء ﻣــﺎ ﯾﺗرﺗــب ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن اﻟﺗ ازﻣــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد وأن ﯾﻛــون اﻟﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫ﺣﺳب ﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد وﯾﻛون اﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﺑﺣﺳـن ﻧﯾـﺔ‪ ، 2‬وذﻟـك ﺑﺑـذل ﺟﻬـد وﻋﻧﺎﯾـﺔ ﻣطﻠوﺑـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﺗوﺧﻲ اﻟدﻗﺔ واﻟﺣذر ﻟﺗﺟﻧب ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬إﻟزاﻣﯾﺔ أداء اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫ﻋﻘــد اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻫــو إﻟﺗـزام ﺷﺧﺻــﻲ ﻓــﻼ ﯾﺟــوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﺗﻧــﺎزل ﻋﻠﯾــﻪ إﻟــﻰ ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬إﻻ ﺑﻣواﻓﻘــﺔ‬
‫ﺻ ـرﯾﺣﺔ وﺧطﯾــﺔ ﻣــن طــرف اﻹدارة أي ﺑﻌﺑــﺎرة أﺧــرى ﻫــو اﻟﻣﺳــؤول ﻋــن ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد وﻫــذا ﻣــﺎ اﻗ ـرﻩ اﻟﻣرﺳــوم‬
‫اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247-15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛـ ــن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻻﺳ ــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑ ــﺎﻟﻐﯾر ﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺑﻌـــض اﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﻣوﺿـــوع اﻟﺻـ ــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﻌدى ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ ‪ %40‬ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﺑﻠﻎ اﻷﺧﯾر وأن ﯾـﺗم ﻫـذا اﻟﺗﻌﺎﻗـد وﻓـق اﻟﺷـﻛل اﻟﻣﺣـدد‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﺑﺎﺳم ﻋﻘد اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ ‪ 3‬وﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‬
‫أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن ﯾﻠﺗزم ﺑﻣﺑدأ ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻟﺗزﻣﺎﺗ ــﻪ وﻓ ــق ﻣ ــﺎ ورد ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ ﺑﺷ ــروط و اﻟﻣواﻋﯾ ــد اﻟﻣﻧﺻ ــوص ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ وﻛ ــذا‬
‫أن ﯾﻧﻔ ــذ ا ا‬ ‫‪‬‬
‫اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫ﺑﺈﻟﺗزﻣﺎﺗـ ــﻪ ﺑﺣﺟـ ــﺔ ﺗﻘﺻـ ــﯾر اﻹدارة إﻻ إذا ﻛـ ــﺎن ﻫـ ــذا اﻹﻣﺗﻧـ ــﺎع أو‬
‫أن ﻻ ﯾﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻋـ ــن اﻟوﻓـ ــﺎء ا‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺗﻘﺻﯾر ﯾﺣول ﺑﯾﻧﻪ و ﺑﯾن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻷﻣﯾر ﻗﺑﻼن ‪،‬أﺛر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻹداري ‪،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ و اﻷدﺑﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،2014،‬ص ص‪. 394-393‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ‪ ،‬اﻟﻌﻘد اﻹداري )اﻟﻣﻘوﻣﺎت‪ ،‬اﻹﺟراءات ‪ ،‬اﻵﺛﺎر( ‪،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ‪،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 2006،‬ص ص‬
‫‪389-388‬‬
‫‪3‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 144-140‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫ﺑﻣﺎ أن ﻣﺿﻣون اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ و اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻛﺎن و ﻻﺑـد ﻣـن ﻣﺗﺎﺑﻌـﺔ ﺗﻧﻔﯾـذ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ و ﻋدم اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻧظ ار ﻟﻠﺧطر اﻟذي ﻗد ﯾﻠﺣق ﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ‪ ،‬ﻓـﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾـذ‬
‫ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺣرﻓﻲ ﻟﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد أي ﺣق ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة ﻻن ﻫذا اﻟﺣق ﻣﻛﻔـول و ﻣﺧـول ﻟـﻺدارة وﺣـدﻫﺎ‬
‫دون ﻏﯾرﻫ ــﺎ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﻧﺻ ــت ﻋﻠﯾ ــﻪ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 149‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪ " 247-15‬إذا ﻟ ــم ﯾﻧﻔ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد‬
‫اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺗوﺟﻪ ﻟﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إﻋذار ﻟﯾﻔﻲ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﻲ أﺟل ﻣﺣدد‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺗوﻗـف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة ﻋـن ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ‪ ،‬أﻣﻛـن ﻟـﻺدارة أن ﺗوﻗـﻊ ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﺟـزاءات‬
‫اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾﺿـﺎت اﻟﻼزﻣـﺔ وذﻟـك ﺣﺳـب اﻟﻣـﺎدة ‪ 147‬ﻣﻌدﻟـﺔ ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم‬
‫اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫ٕوان ﻛــﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة ﻣﻠزﻣــﺎ ﺑﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ و اﻻﺳــﺗﻣ اررﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻣﻬﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت‬
‫اﻷوﺿــﺎع‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ ﻗــد ﯾط ـ أر أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣــﺎ ﻗــد ﯾﺣــول دون ذﻟــك )ﺣﺎﻟــﺔ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ( واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ وﻓــﺎة‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو إﻓﻼﺳﻪ وﻫو ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ‪.1‬‬
‫‪ -‬إﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ‪:‬‬
‫ﻧظ ار ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓـﺈن وﻓﺎﺗـﻪ أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ طـرح ﻣﺷـﻛﻠﺔ ﻓـﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌـﺔ‬
‫ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ﻓﻔـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﯾﻣﻛـن اﻟرﺟــوع إﻟـﻰ ﺷـروط اﻟﻌﻘـد واﻟـﻰ دﻓـﺎﺗر اﻟﺷــروط ﻟﺗرﺗﯾـب آﺛـﺎر ﻧﺎﺟﻣـﺔ ﻋـن ذﻟــك‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﻟم ﯾرد ﻓﯾﻬﺎ ﺷﻲء ﺑﺧﺻوص اﻟﺣﺎدﺛﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻔﻘﻪ رﺟﺢ ﺣـق اﻹدارة ﻓـﻲ ﻓﺳـﺦ اﻟﻌﻘـد أو إﺳـﺗﻣرار اﻟورﺛـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗوﻓﻲ إذا ﻟم ﺗرى اﻹدارة ﺟدوى ﻓﻲ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫أﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﻌﻘــد اﻟﻣﺑــرم ﻣــﻊ أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﺗﻌﺎﻗــد وﺗــوﻓﻲ اﺣــدﻫم‪ ،‬ﻓــﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد أن ﺗﻧﻬــﻲ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗوﻓﻲ ورد اﻟﺗﺄﻣﯾن‪ ،‬وﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.2‬‬
‫إﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد إﻓﻼس اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﻋﻼن إﻓﻼس اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺟد أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد أرﺟﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻟﻣﻌرﻓﺔ أﺛﺎر اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺟدﯾـدة ﻋﻠـﻰ اﺳـﺗﻣرار‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ﯾﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﺣﻼ ﻓﯾطﺑق ﻗﺎﻋدة ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻻ ﯾـؤدي إﻓـﻼس أو إﻋﺳـﺎر إﻟـﻰ إﻧﻬـﺎء اﻟﻌﻘـد ٕواﻧﻣـﺎ ﯾﻛـون‬
‫ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد إذا رأت أن اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﯾﻘﺗﺿﻲ ذﻟك‪.3‬‬
‫ﺣﯾ ــث ﻧﺟ ــد أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋ ــري ﻗ ــد ﻧ ــص ﻓ ــﻲ ﻫ ــدﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 75‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ‬
‫‪ " 247/15‬ﯾﻘﺻـﻰ ﺑﺷــﻛل ﻣؤﻗــت أو ﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻣــن اﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻣﺗﻌــﺎﻣﻠون اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾون‬

‫‪1‬‬
‫ﻧﺎﺻري ﻣﻧﺻور اﻟﻧﺎﺑﻠﺳﻲ ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ( ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪ ، 2010 ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 448‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.450‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟــذﯾن ﻫــم ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻹﻓــﻼس أو اﻟﺗﺻــﻔﯾﺔ أو ﺗوﻗــف ﻋــن اﻟﻧﺷــﺎط أو اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺻــﻠﺢ‪ ،‬اﻟــذﯾن ﻫــم‬
‫ﻣﺣل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻓﻼس أو اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ أو ﺗوﻗف ﻋن اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺻﻠﺢ"‪.‬‬
‫وﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﺳــﺗﻧﺗﺎﺟﻪ و اﺳﺗﺧﻼﺻــﻪ أن اﻟﺣﻛــم اﻟﻌــﺎم ﻋﻧــد إﻓــﻼس ﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻫــو ﻓﺳــﺦ اﻟﻌﻘــد وﻣﺻــﺎدرة‬
‫اﻟﺗــﺄﻣﯾن ﻷن ﻋﻧــد إﻗ ـرار ذﻟــك ﺑﺣﻛــم ﻗﺿــﺎﺋﻲ ﻣــﻊ ﻏــل ﯾــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﻣﻔﻠــس ﻻ ﯾﻣﻛــن ﻟــﻪ إطﻼﻗــﺎ ﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ ﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫إﻻ أن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣﺗﻌﺎﻗـد واﺣـد‪،‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻗﺑول ﻋرض اﻟـداﺋﻧﯾن اﻵﺧـرﯾن ﺑﺈﺗﻣـﺎم ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﻠﺟـﺄ اﻟـداﺋﻧون ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻔﻠس إﻟﻰ ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛـون ﻓـﻲ اﻧﺟـﺎز اﻟﻣﺷـروع زﯾـﺎدة ﻓـﻲ اﻷﻣـوال اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟﻣﻔﻠـس‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾـﻧﻌﻛس‬
‫‪1‬‬
‫ذﻟك إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة ﻓﻲ ﻗﺳط أﻛﺑر ﻣن دﯾوﻧﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن‬
‫ﻓﺿ ــﻼ ﻋﻠ ــﻰ أن اﺧﺗﯾ ــﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﻓ ــﻲ ﺣـ ــد ذاﺗ ــﻪ ﺿ ــﻣﺎﻧﺎ إﻻ أن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻟزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘﻪ ﻓـﻲ ﺗﺳـﺑﯾﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﺗﻌﺗﺑـر‬
‫ﻛﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣــن اﻟﻣﺧــﺎطر اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﻌــرض ﻟﻬــﺎ اﻧﺟــﺎز ﻣﺷــروع ﻣــﺎ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ وﺟــب ﻋﻠﯾــﻪ‬
‫دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾـﻪ وﻗـت إﺑـرام اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﯾوﺿـﻊ ﺗﺣـت ﺗﺻـرف اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬـﺎ‬
‫ﻣﺻﺎدرﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﺧﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺄﺧذ ﺑﻧود اﻟﺻﻔﻘﺔ‪.2‬‬
‫ﻟ ــذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﺗﺣ ــرص ﻣﻧ ــد اﻟﺑداﯾ ــﺔ وﻓ ــﻲ اﻟﻣﻘ ــﺎم اﻷول ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﻧﺢ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﻣﻘﺗــدر ﻣﺎدﯾــﺎ أي ﺻــﺎﺣب اﻟﻛﻔﺎﯾــﺔ اﻟﻣﺎدﯾــﺔ‪ ،‬وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓــﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ﻣــﻊ اﻹدارة ﻣﻠزﻣــون‬
‫ﺑﺗﻘــدﯾم ﺿ ــﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺗﺣﻣ ــﻲ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣ ــن اﻷﺧطــﺎر اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗ ــد ﺗواﺟﻬﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ إﺧﻼﻟﻬ ــم‬
‫ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫ﺗﺗﻣﺣور اﻟدﻋوى اﻹدارﯾﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟدﻋﺎوي اﻷﺧرى إذ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟود طـرﻓﯾﯾن ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬إﻻ أن ﻣـﺎ‬
‫ﯾﻣﯾزﻫﺎ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة أن اﻹدارة ﺗﻛون طرف ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻛل ﻣـﺎ ﺗﺣـوزﻩ ﻣـن ﺳـﻠطﺎت واﻣﺗﯾـﺎزات ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـﺎ اﻟﻣﺳـؤوﻟﺔ ﻋـن‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻛذا اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﻲ ﺣـﯾن اﻟطـرف اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻓـﻲ اﻟـدﻋوى ﯾﻛـون اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد وﻫـو‬
‫اﻟطــرف اﻟﺿــﻌﯾف‪ ،‬اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾــؤدي ﺑــذﻟك ﻋــن وﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗﺳــﺎوﯾﺔ وﻏﯾــر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋــﺔ‪ٕ ،‬وان ذل‬
‫ﻫذا ﻋن ﺷﻲء ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف واﺿﺢ وﺟﻠـﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣ ارﻛـز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ ﻟطرﻓـﻲ اﻟـدﻋوى ﻣﻣـﺎ أدى ذﻟـك إﻟـﻰ‬
‫ﺑروز ﻋدة ﻧظرﯾﺎت ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻧﺎﺻري ﻣﻧﺻور اﻟﻧﺎﺑﻠﺳﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 110‬‬
‫‪ 2‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 176‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣطﺎﻟب ﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣطﻠـب اﻷول‪ :‬إﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳ ــﺎس ﻧظرﯾ ــﺔ ﻓﻌ ــل اﻷﻣﯾ ــر واﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‪ :‬إﻋ ــﺎدة اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟظ ــروف اﻟطﺎرﺋ ــﺔ‬
‫واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‬
‫ﺗﻬــدف اﻟﺳــﻠطﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ داﺋﻣــﺎ ﻣ ــن اﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻧﻔــﻊ اﻟﻌــﺎم وذﻟــك ﻣــن وراء إﺑراﻣﻬــﺎ ﻟﻠﻌﻘــود اﻹدارﯾ ــﺔ‬
‫ٕواذا اﺧﺗــل اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻬــذا اﻟﻌﻘــد ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺗﻌــدﯾﻠﻬﺎ ﻟــﻪ وﺟــب ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــد ﯾــد اﻟﻣﺳــﺎﻋدة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ‬
‫وذﻟــك ﻣــن أﺟــل ﺣﺳــن ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺣﯾــث ﻋرﻓﻬــﺎ اﻟــدﻛﺗور ﺳــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣــد اﻟطﻣــﺎوي" ﻋﻣــل ﯾﺻــدر ﻣــن‬
‫اﻟﺳــﻠطﺔ ودون ﺧطــﺄ ﻣــن ﺟﺎﻧﺑﻬــﺎ ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻧــﻪ ﺗﺳــوئ ﻣرﻛــز اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد اﻹداري وﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻟﺗـزام ﺟﻬــﺔ‬
‫اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺗﻌــوﯾض اﻟﻣﺗﺿــرر ﻋــن ﻛﺎﻓــﺔ اﻷﺿـرار اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﺣﻘــﻪ ﻣــن ﺟـراء ذﻟــك ﺑﻣــﺎ ﯾﻌﯾــد اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﻌﻘد‪.1‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء " ﻛل إﺟراء ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻛون ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة أو اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ﻣﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺧﺎطر اﻹدارﯾﺔ‪.2‬‬
‫وﯾﻌرف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻌل اﻷﻣﯾر " إﺟراء ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻﺎدر ﻣـن اﻟﺳـﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ‪ ،‬ﯾـؤدي ﺑﺎﻟﺿـرورة‬
‫إﻟﻰ ﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻛﺛـر ﻛﻠﻔـﺔ و أﺷـد إرﻫﺎﻗـﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟـذي ﯾﺣـق ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻛﺎﻣل ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘﺗﻪ" ‪.3‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺻور ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‬


‫ﯾﻘﺻــد ﺑﻌﻣــل اﻷﻣﯾــر ﻫــو اﻟﺗﺻــرف اﻟﺻــﺎدر ﻣــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺣﯾــث ﯾــؤدي ﻫــذا اﻷﺧﯾــر إﻟــﻰ‬
‫إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﺑﺻــورة ﻣﺑﺎﺷـرة ‪ ،‬ﺣﯾــث وﺟــب ﺗــدﺧل اﻹدارة ﻟدﻋﻣــﻪ ﻣﺎﻟﯾــﺎ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻌوﯾﺿــﻪ ﻋــن ﻫــذا‬
‫اﻹرﻫــﺎق وذﻟــك ﻣــن أﺟــل اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،4‬ﺑﺣﯾــث ﯾﺗــدﺧل ﻋﻣــل اﻷﻣﯾــر ﻓــﻲ ﺻــورﺗﯾن‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻورة إﺟراء ﺧﺎص وﺻورة إﺟراء ﻋﺎم ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻋﻣل ﻓﻌل اﻷﻣﯾر ﻓﻲ ﺻورة إﺟراء ﺧﺎص‬
‫ﻫﻲ اﻟﺻورة اﻷﻛﺛر ظﻬو ار ﻟﻌﻣل اﻷﻣﯾر وﺗﺗم ﺑطرﯾﻘﺗﯾن )ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة(‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ -‬ﺗﻌدﯾل ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﺣــق ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة اﻟﺗــدﺧل ﻣﺑﺎﺷ ـرة ودون ﺳــﺎﺑق إﻧــذار ﺑﻘ ـ اررات ﻟﺗﻌــدﯾل ﻓــﻲ اﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‬
‫ﻣﻌﻬﺎ وذﻟك إﻣﺎ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟو ﻋدﻟت اﻟﻣرﺳـوم اﻟﻣﻘﺗﺿـﻰ ﺗﺣﺻـﯾﻠﻪ ﻣـن اﻷﻓـراد أو ﻣـن ﺷـروط‬
‫اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻓﻲ ﻋﻘد اﻻﻟﺗزام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 624‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺣﺳﯾن دروﯾش ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ ، 1958 ،‬ص ‪. 135‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺑدﯾﻊ ﻣﺳﺗو‪ ،‬ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻌث‪ ،‬ﺳورﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد ‪ ،38‬اﻟﻌدد ‪ ،2016 ،19‬ص ‪.90‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ ‪ ، 2005،‬ص ‪.89‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﺑﺋﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد‪ ،‬ﻓﯾـﻧﺟم ﻋﻧﻬـﺎ اﺧـﺗﻼل ﻓـﻲ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺟب ذﻟك ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺗﻘـدﯾم ﺗﻌوﯾﺿـﺎ ﻛـﺎﻣﻼ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻟﻣـﺎ ﻟﺣﻘـﻪ ﺟـراء ﻫـذا اﻟﺗﻌـدﯾل ﻟﺷـروط‬
‫اﻟﻌﻘد‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ -‬ﺗﻌدﯾل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻗد ﻻ ﯾؤﺛر ﻫذا اﻹﺟـراء ﻋﻠـﻰ ﺷـروط اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﺑﺷـﻛل ﻣﺑﺎﺷـر‪ ،‬وﻟﻛﻧـﻪ ﻗـد ﯾﻧـﺗﺞ ﻋﻠﯾـﻪ ﺗـﺄﺛﯾر ﻓـﻲ ظـروف‬
‫ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻣـﺎ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ ﺗﺣﻣﯾـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬـﺎ أﻋﺑـﺎء ﺟدﯾـدة ﻟـم ﺗﻛـن ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻋﻧـد إﺑـرام اﻟﻌﻘـد‪ ،2‬ﺣﯾـث ﯾﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ‬
‫ﺑﻌض اﻹﺟراءات ‪:‬‬
‫‪ ‬إﺟ ـراء ﺗﺗﺧــذﻩ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺻــﻔﺗﻬﺎ ﺳــﻠطﺔ اﻟﺿــﺑط اﻹداري )ﻣﺛــﺎل‪ :‬اﻷﻣــر ﺻــﺎدر ﻣــن ﺷــرﻛﺔ‬
‫ﻛﻬرﺑﺎء ﺑﻧﻘل اﻷﺳﻼك اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أﺧر ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن( ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺻدار ﻗ اررات إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ و اﻟﺗوﺟﯾﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺄﺷﻐﺎل ﺗﻛون ﺣﺎﺋل ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪.3‬‬
‫‪ ‬ﻋﻣل اﻷﻣﯾر ﻓﻲ ﺻورة إﺟراء ﻋﺎم‬
‫ﻗــد ﯾﺗﺧــذ ﻋﻣــل اﻷﻣﯾــر ﺻــورة إﺟـراء ﻋــﺎم ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﻻ ﯾﻘﺗﺻــر أﺛـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد دون ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛــل‬
‫ﻓــﻲ ﺻــدور ﻗ ـواﻧﯾن و ﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت ﻣــن ﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣــن أﺛرﻫــﺎ زﯾــﺎدة أﻋﺑــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ‬
‫وﯾﺗﻣﺛــل ﻫــذا اﻹﺟ ـراء اﻟﺻــﺎدر ﻣــن اﻹدارة‪ ،‬إﻣــﺎ ﺑﺗﻌــدﯾل ﺷــروط اﻟﻌﻘــد ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺑﺎﺷ ـرة‪ ،‬أو ﺗــﺄﺛﯾرﻩ ﻓــﻲ ظــروف‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻹﺟراء اﻟﺧﺎص‪.4‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‬


‫إن إﻗـرار اﻟﺣــق إﻟــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻧــد اﺧــﺗﻼل اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ اﺳــﺗﻧﺎدا إﻟــﻰ ﻧظرﯾــﺔ ﻓﻌــل اﻷﻣﯾــر‬
‫ﯾﺗطﻠب ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫أن ﯾﻛــون اﻟﻌﻘــد ﻋﻘــدا إدارﯾــﺎ‪ ،‬أي أﻧــﻪ ﻟﺗطﺑﯾــق اﻟﻧظرﯾــﺔ وﺟــب أن ﯾﻛــون ﻫﻧــﺎك ﻋﻘــدا إدارﯾــﺎ ﺻــﺣﯾﺣﺎ‬ ‫‪.1‬‬
‫ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟدﻗﯾق‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺣﺗـﻰ وﻟـو ﻛﺎﻧـت اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة طرﻓـﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻌﻘد‪.5‬‬
‫اﻹﺟـراء اﻟﻣﺗﺧــذ ﻣــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﯾﻛــون ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗــﻊ‪ ،‬أي أن اﻹﺟـراء ﻛــﺎن ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗــﻊ أﺛﻧــﺎء‬ ‫‪.2‬‬
‫إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد‪ ،1‬أﻣــﺎ ﻋﻛــس ذﻟــك ﻓﻛــﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻗــد أﺧــدﻩ ﺑﻌــﯾن اﻻﻋﺗﺑــﺎر ﺧﺎﺻــﺔ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺗﺣــﯾن و ﺗﺣدﯾــد‬
‫اﻟﺛﻣن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.626‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي‪ ،‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،2015 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺑ ــن دﻋ ــﺎس ﺳ ــﻬﺎم‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻓ ــﻲ ظ ــل اﻟﻧظ ــﺎم ﻟﻠﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ‪ ،‬ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر‪ ،‬ﻓ ــرع اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹداري‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ ‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪620‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫أن ﯾﻛـون اﻹﺟـراء ﺻـﺎد ار ﻋـن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أو أي ﻫﯾﺋـﺔ أﺧـرى ﻣـن اﻟدوﻟـﺔ ﺑﺣﯾـث ﯾﻛـون ﺗـﺄﺛﯾرﻩ‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻟﺗزﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﺣﯾث زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑـﺎء‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أﻧـﻪ ﻻ ﯾﻛـون ﻣﺧـﺎﻟف ﻟﻠﻧظـﺎم اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠدوﻟـﺔ ﻣﻣـﺎ‬
‫واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ ا‬
‫ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل ﺑﻌض اﻟﺷـروط أو ﺑﺈﻧﻬـﺎء اﻟﻌﻘـد ﻗﺑـل اﻟﻣـدة اﻟﻣﺗﻔـق ﻋﻠﯾﻬـﺎ‪ ،2‬ﺣﯾـث ذﻫـب اﻟﻔﻘﻬـﺎء إﻟـﻰ ﺗوﺳـﯾﻊ‬
‫داﺋـ ـرة ﺻ ــدور اﻹﺟ ـ ـراء ﻋ ــن اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة دون ﻏﯾرﻫ ــﺎ‪ ،‬إﻟ ــﻰ أﺟﻬ ـ ـزة اﻟدوﻟ ــﺔ اﻷﺧ ــرى وﺑﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ وﺟـ ــب‬
‫اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﺔ واﺣـدة وﻻ ﺗﻘﺑـل اﻟﺗﺟزﺋـﺔ ﺑﺣﯾـث ﺗﺻـب ﻛﻠﻬـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أﻻ و ﻫو اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫أن ﯾــؤدي ﻫــذا اﻹﺟـراء اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة إﻟــﻰ ﺣــدوث ﺿــرر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬أي‬ ‫‪.4‬‬
‫إﻧــﻪ ﻟﻣــن اﻟﺑــدﯾﻬﻲ رﺑــط اﻹﺟـراء اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة واﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻔﻌــل اﻷﻣﯾــر ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﺣــداث‬
‫ﺿــرر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻣــﺎ ﯾﻧﺟــز ﻋﻠﯾــﻪ اﺧــﺗﻼل ﻟﻠﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ ﺑﯾــﻧﻬم‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أن اﻟﺿــرر ﻻ ﯾﺷــﺗرط‬
‫ﻓﯾﻪ درﺟﺔ اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ‪ ،3‬ﺑـل ﯾﻛﻔـﻲ أن ﯾﺣـدث ﺧﻠـل ﻓـﻲ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن ﺣﺟـم اﻟﺿـرر وﻫـذا ﻣـﺎ‬
‫ذﻫــب إﻟﯾــﻪ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﺣﯾــث اﺷــﺗرط ﻓﻘــط ﻣﺟ ـرد ﺣــدوث ﺧﻠــل ﻓــﻲ اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ وﻧﻛــون أﻣــﺎم‬
‫ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‪.‬‬
‫ﺣﯾــث أﻧــﻪ ﺑﺗــوﻓر اﻟﺷــروط اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﯾــؤدي ﻫــذا ﺑﺎﻟﺿــرورة إﻟــﻰ ﻗﻠــب اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫واﻟـ ــذي ﺑـ ــدورﻩ ﯾـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ اﺧـ ــﺗﻼل اﻟﺗ ـ ـوازن اﻟﻣـ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـ ــد اﻹداري وﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ وﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﻣطﺎﻟﺑـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻹﻋﺎدة اﻷﻣور إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‬


‫ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺛل ﻣﺎ ﻫو ﻣذﻛور ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺛور اﻟﺗﺳـﺎؤل ﺣـول ﺿـواﺑط أﺣﻘﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻋدة أﺛﺎر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺗﺣــرر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــن اﻻﻟﺗـزام ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻣــﻊ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ ﺗرﺗــب ﻋــن ﻓﻌــل‬
‫اﻷﻣﯾر اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓـﻲ ﻋـدم دﻓـﻊ اﻟﻐ ارﻣـﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺗـﺄﺧﯾر ﻋـن اﺳـﺗﻛﻣﺎل اﻻﻧﺟـﺎز‪ ،‬ﺑﺣﯾـث وﺟـب‬
‫إﺛﺑﺎت أن إﺟراءات ﻓﻌل اﻷﻣﯾر ﻛﺎﻧت ﻫﯾﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺟﻌل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺻﻌب وﻋﺳﯾر‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺣــق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻓــﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﻔﺳــﺦ اﻟﻌﻘــد ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻣــﺎ زادت إﺟ ـراءات ﻓﻌــل اﻷﻣﯾــر ﻛﺎﻫﻠــﻪ‬
‫ﺑﺄﻋﺑﺎء وﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣﻣﻠﻬﺎ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.661‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻧــوي اﻟﺧرﺷــﻲ ‪ ،‬د ارﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ وﻧﻘدﯾــﺔ وﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻟﻣﻧظوﻣــﺔ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻬــدى ‪ ،‬ﻋــﯾن ﻣﻠﯾﻠــﺔ ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋــر ‪ ،2019،‬ص‬
‫‪.378‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻧظم اﻟﻣﻧﺎﻗﺿﺎت واﻟﻣزاﯾدات‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﺻر‪ ،1999 ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﺛﻣﺎن ﺑوﺷﻛﯾوة‪ ،‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺳوق أﻫراس‪،‬‬
‫‪ ،2005-2004‬ص ‪.39‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬
‫ﻋﻧــد إﺧــﺗﻼل اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري اﺧــﺗﻼﻻ ﺟﺳــﯾﻣﺎ ﺑﺳــﺑب ظﻬــور أﺣــداث اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟــم ﺗﻛــن‬
‫ﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻋﻧــد إﺑ ـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ ،‬وﯾﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣرﻫﻘــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد وﻣــﻊ ذﻟــك ﯾطﻠــب ﻣﻧــﻪ اﻻﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫اﻟﺗزاﻣﺎﺗ ــﻪ اﻟﻌﻘدﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻠ ــﯾس ﻣ ــن اﻟﻌداﻟ ــﺔ ﺗرﻛـ ـﻪ ﯾواﺟ ــﻪ ﻫ ــذﻩ اﻟظــروف ﻟوﺣ ــدﻩ دون ﺗﻌ ــوﯾض‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﻧ ــﻪ ﻟ ــﯾس ﻣ ــن‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹدارة إن ﯾﺗواﻧﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘدﻩ ﻻن ذﻟك ﺳﯾؤﺛر ﺑﺎﻟﺿـرورة ﻋﻠـﻰ ﺳـﯾر اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم‪ ،‬ﻟـذﻟك‬
‫اﺑﺗدع اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري ﻧظرﯾـﺔ اﻟظـروف اﻟطﺎرﺋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـل ﺑـدورﻫﺎ ﻋﻠـﻰ إﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد اﻹداري‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺻدور ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة‪.1‬‬
‫ﺗﻌد ﻧظرﯾﺔ اﻟظـروف اﻟطﺎرﺋـﺔ ﻣـن اﻷﺳـس اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﻻ ﯾﺟـوز اﻻﺗﻔـﺎق‬
‫ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺑﺎد ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ‪ ،2‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﺗﻌﻧــﻲ اﻟﻧظرﯾــﺔ أﻧــﻪ أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻗــد ﺗطـ أر ﺣ ـوادث ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ ﺗﺟﻌــل أﻣـ ار ﻣرﻫﻘــﺎ‪،‬‬
‫وﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ اﻟﺗــﻲ ظﻬــرت ﺑﺎﺟﺗﻬــﺎد ﻣــن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺣﯾــث ﺑــداﯾﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧــت ﻣﺟــﺎﻻت‬
‫ﻋﻘــود اﻻﻣﺗﯾــﺎز‪ 3‬ﺛــم اﺗﺳــﻊ ﻣﺟــﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ ﻟﯾﺷــﻣل ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻣﺗــﻰ ﺗ ـواﻓرت ﺷــروطﻬﺎ دون اﻟﻌﻘــود‬
‫اﻟﻣدﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﺗﻘــوم ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻋﻠـﻰ ﻓﻛـرة اﻟﻣﺧـﺎطرة اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬أي ﺑﻣﻌﻧـﻰ أﻧــﻪ إذا ﻣـﺎ ﺣــدث أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ظــرف اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋــﺎم ﻟـم ﯾﻛــن ﻣﺗوﻗــﻊ أﺛﻧــﺎء اﻹﺑـرام اﻟﻌﻘـد و ﯾﺟﻌــل ﻣــن اﻟﺗﻧﻔﯾــذ أﻣـ ار ﻣرﻫﻘــﺎ‬
‫وﻟﯾس ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪.4‬‬
‫وﺗﻘــوم ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ﻣﺷــﺎرﻛﺔ اﻹدارة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗﺣﻣــل ﺟــزء ﻣــن اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻐﯾــر‬
‫ﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛﺑــدﻫﺎ ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟظــرف اﻟطــﺎرئ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻋﺑــﺎء واﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻛﺑــدﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﺧــﻼل ﻓﺗ ـرة اﻟظــرف‬
‫اﻟطﺎرئ ﻫﯾﺎ أﻋﺑﺎء ﻏﯾر ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺧﺎرج اﻟﻧطﺎق اﻟﺗﻌﺎﻗدي‪ 5‬وﯾﻛون اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ‬
‫ﺣل أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺣﯾد اﻟﺟﻬود ﺑﯾن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـن اﺟـل اﻟﺗﻐﻠـب ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻫذا اﻟظرف اﻟطﺎرئ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ﺑدر ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ وﻋﻘود اﻟﺑوث‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﺻر ‪ ،2010 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.220‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻣﺣﻣــد أﺑــو ﺑﻛــر ﻋﺑــد اﻟﻣﻘﺻــود ‪ ،‬إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ظــل اﻷزﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ )ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ(‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺻورة‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،2009 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ‪ ،‬اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري واﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2016 ،‬ص ص ‪.430 429‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬


‫ﻋرﻓﻬﺎ اﻷﺳﺗﺎذ إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻣر "ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ أو ﻏﯾـر طﺑﯾﻌﯾـﺔ أو وﻗﻌـﺔ ﻣﺎدﯾـﺔ ﻋﺎﻣـﺔ‬
‫ﻟــم ﺗﻛــن ﻓــﻲ ﺣﺳــﺑﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن وﻗــت اﻟﺗﻌﺎﻗــد وﻟــم ﯾﻛــن ﻓــﻲ وﺳــﻌﻬﻣﺎ ﺗرﺗﯾــب ﺣــدوﺗﻬﺎ ﺑﻌــد اﻟﺗﻌﺎﻗــد و ﯾﺗرﺗــب‬
‫ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣدﯾن ﺑﺣﯾث ﯾﻬددﻩ ﺑﺧﺳﺎرة ﻓﺎدﺣﺔ إن ﻟم ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪."1‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﻋﺑـﺎرة ﻋـن أﺣـداث وظـروف إدارﯾـﺔ أو طﺑﯾﻌﯾـﺔ أو اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﺗﻧﺷـﺄ أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ‬
‫اﻟﻌﻘـد و ﻟــم ﺗﻛــن ﻓـﻲ ﺣﺳــﺑﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن وﻗـت إﺑـرام اﻟﻌﻘــد وﻻ ﯾﻣﻠﻛـون دﻓﻌﻬــﺎ‪ ،‬وﻣــن ﺷـﺄن ﻫــذﻩ اﻷﺣــداث وﺗﻠــك‬
‫اﻟظروف إن ﺗﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺣﯾث ﺗﻘﻠب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘد رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘب "‪.2‬‬
‫ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻋرﻓﻬــﺎ اﻟﻘﺿـــﺎء اﻟﻣﺻـــري ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ " ﺗطﺑﯾــق ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف‬
‫اﻟطﺎرﺋــﺔ‪ ،‬ﯾﺳــﺗﻠزم أن ﺗط ـ أر ﺧــﻼل ﻣــدة ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد اﻹداري ﺣ ـوادث أو ظــروف طﺑﯾﻌﯾــﺔ أو اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ أو ﻣــن‬
‫ﻋﻣــل ﺟﻬــﺔ إدارﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة‪ ،‬أو ﻣــن ﻋﻣــل إﻧﺳــﺎن أﺧــر ﻟــم ﺗﻛــن ﻓــﻲ ﺣﺳــﺑﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻧــد إﺑـرام‬
‫اﻟﻌﻘــد‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻠــك ﻟﻬــﺎ دﻓﻌــﺎ و ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻧــزل ﺑــﻪ ﺧﺳــﺎﺋر ﻓﺎدﺣــﺔ ﺗﺧﺗــل ﻣﻌﻬــﺎ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘــد اﺧــﺗﻼﻻ‬
‫ﺟﺳــﯾﻣﺎ ﻓــﺈذا ﻣــﺎ ﺗ ـواﻓرت ﻫــذﻩ اﻟﺷــروط ﻣﺟﺗﻣﻌــﺔ اﻟﺗزﻣــت ﺟﻬــﺔ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﻣﺷــﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺣﻣ ــل ﻧﺻ ــﯾب ﻣـ ــن ﺧﺳ ــﺎﺋرﻩ ﺿ ــﻣﺎﻧﺎ ﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ اﻟوﺟـ ــﻪ اﻟـ ــذي ﯾﻛﻔـ ــل ﺳـ ــﯾر اﻟﻣ ارﻓـ ــق اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﺑﺎﻧﺗظـ ــﺎم‬
‫ٕواﺿطراد‪ ،‬ﻓﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋـﺔ ﺗﻘـوم ﻋﻠـﻰ ﻓﻛـرة اﻟﻌداﻟـﺔ اﻟﻣﺟـردة اﻟﺗـﻲ ﻫـﻲ ﻗـوام اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري ﻛﻣـﺎ أن‬
‫ﻫدﻓﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪"3‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬
‫ﻟﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ وﺟب ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‬
‫وﻗوع ﺣوادث اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ أﺛﻧـﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾـذ‪ :‬ﺗﻌـد اﻟظـروف اﻻﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻐﯾـر اﻟﻣﺗوﻗﻌـﺔ‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر ﺑﻌض اﻟﻣـواد اﻟﺿـرورﯾﺔ و اﻟﻣﻬﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻣﺷـروع ارﺗﻔﺎﻋـﺎ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗـﻊ ﻓـﺈن ذاﻟـك‬
‫ﯾﻌد طرﻓﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ وطﺎرﺋﺎ ﯾوﺟب إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﺷـرﯾطﺔ ﺣدوﺛـﻪ أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ وﻟـﯾس ﻗﺑـل اﻟﺗوﻗﯾـﻊ‬
‫أو ﺑﻌد اﻹﻧﻬﺎء‪.‬‬
‫أن ﯾﻛــون اﻟطــرف اﻟطــﺎرئ ﺧــﺎرج ﻋ ــن إدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‪ :‬ﯾﺷــﺗرط أن ﯾﻛــون اﻟظ ـرف اﻟط ــﺎرئ‬ ‫‪‬‬
‫ﺧﺎرﺟــﺎ ﻋــن إرادة طرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛــﺎن اﻟﻣﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟطــرف اﻟطــﺎرئ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد راﺟﻌــﺎ ﻟﻔﻌــل‬
‫ﺧطـﺄ أو إﻫﻣــﺎل ﻓﺈﻧـﻪ ﻻ ﯾﺳــﺗﻔﯾد ﻣــن ﻫـذا اﻟﺧطــﺄ ﻓـﻼ ﯾﻣﻛﻧــﻪ أن ﯾطﻠــب ﺑـﺎﻟﺗﻌوﯾض أﻣــﺎ إذا ﻛـﺎن ﺣــدوث اﻟطــرف‬
‫اﻟطﺎرئ ﺑﻔﻌل اﻹدارة ﻓﺗطﺑق ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر وﻟﯾس اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺑﻠﺣ ــﺎج اﻟﻌرﺑ ــﻲ ‪ ،‬اﻟﺗﺻ ــرف اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘ ــد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔ ــردة‪ ،‬اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳ ــﺔ ‪ ،‬دﯾـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ــﺔ ‪،‬اﻟﺟ ازﺋ ــر ‪،2004،‬‬
‫ص ص ‪.252-251‬‬
‫‪2‬‬
‫إﺑـ ـراﻫﯾم اﻟﺷ ــﺎرف ﺗﻔوﻗ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗواﺟ ــﻪ ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد اﻹداري )د ارﺳ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ(‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ــﺔ ‪،‬اﻹﺳ ــﻛﻧدرﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪.2012،‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪54‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﻋــدم ﺗوﻗــﻊ اﻟطــرف اﻟطــﺎرئ وﻋــدم إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ دﻓﻌــﻪ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾﻌــد ﻫــذا اﻟﺷــرط ﺟــوﻫري ﻟﺗطﺑﯾ ــق‬ ‫‪‬‬
‫اﻟظ ـرف اﻟطــﺎرئ ﺑﻌــدم ﺗوﻗﻌــﻪ وﻋــدم إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ دﻓﻌــﻪ‪ ،‬ﻓﯾﺟــب أن ﯾﻛــون اﻟظــرف ﻣﻔﺎﺟﺋــﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‪ ،‬وﻟــم ﯾﻛــن‬
‫ﺑﻣﻘــدور أي ﻣــﻧﻬم ﺗوﻗﻌــﻪ ﻋﻧــد إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد ﻟﺣــدوث أزﻣــﺔ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ أو ﺻــدور ﻧﺻــوص ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ أو ﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ‬
‫ﺟدﯾــدة ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﺢ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ٕواذا ﺗﺣﻘــق ﻫــذا اﻟﺷــرط و وﺻــول‬
‫اﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬ﯾﻠزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻹﻟزام وﻋدم اﻟﺗوﻗف ﻟﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ‪.1‬‬
‫أن ﯾ ــﻧﺟم ﻋ ــن اﻟﺣ ــﺎدث اﻟط ــﺎرئ ﺧﺳ ــﺎﺋر ﻏﯾ ــر ﻣﺄﻟوﻓ ــﺔ‪ :‬ﯾﻘﺻ ــد ﺑﺎﻟﺧﺳ ــﺎﺋر اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺄﻟوﻓ ــﺔ أن‬ ‫‪‬‬
‫اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻗﻠب اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‪ ،‬ﺑﺣﯾـث أﻟﺣﻘـت ﺑـﻪ ﺧﺳـﺎﺋر ﻛﺑﯾـرة‬
‫ﻏﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ وأدى ذاﻟ ــك إﻟ ــﻰ ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻻﻟﺗـ ـزام ﻣرﻫﻘ ــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ﻛ ــﺄن ﺗﻘﺑ ــل اﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ زﯾ ــﺎدة‬
‫اﻟﺿـراﺋب أو اﺳــﺗﺣداث رﺳـوم ﺟدﯾــدة ﺑﻧﺳـب ﻋﺎﻟﯾــﺔ ﺑﺣﯾــث ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠﯾــﻪ إﺧـﻼﻻ ﻓﺎدﺣــﺎ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘــد‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺟﺎوز ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻘد ﺣدود اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺧﺗﻠف اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠـﻰ ﺗطﺑﯾـق ﻧظرﯾـﺔ اﻟظـروف اﻟطﺎرﺋـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري ﻋﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗ ازﻣـﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﯾن طرﻓـﻲ‬
‫اﻟﻌﻘد ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﻓﻛرة دوام ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻟزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺟﻬـﺔ‪ ،‬وﻣـن ﺟﺎﻧـب أﺧـر‬
‫ﺗﻌوﯾﺿﻪ وﺗﺣﻣل اﻹدارة ﺟزء ﻣن ﺧﺳﺎرﺗﻪ طوال ﻓﺗرة اﻟظرف اﻟطﺎرئ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‬
‫‪ -1‬اﺳــﺗﻣرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ ‪ :‬إن وﻗــوع اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ ﻻ ﺗﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟﺿــرورة إﻋﻔــﺎء‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــن اﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد اﻟــذي ﻛــﺎن ﻗــد ﻧﺷــﺄ ﻋﻧــد إﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن إرﻫــﺎق اﻟﻣــﺎﻟﻲ‬
‫اﻟذي ﻗد ﯾﺻﯾﺑﻪ ﻓﺈن اﻟﺿرورة ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ 2‬ﺑﺎﻧﺗظﺎم وﻋدم ﺗوﻗﻔﻪ‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذاﻟك ﻓﺈن ﺗوﻗف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن ﻣواﺻﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﺳﻘوط ﺣﻘﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ‬
‫ﺑـﺎﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾـﺔ ﺑﺣﯾـث ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻓـرض ﺟـزاءات ﺗﺗﻣﺛــل ﻓـﻲ ﻏ ارﻣـﺎت ﺗــﺄﺧﯾر‪،‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﺗﻘدﯾر ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪.3‬‬
‫أﻣﺎ إذ ﺗﺑث اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻟطـﺎرئ وﺗﺟﻌـل ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد ﻣﺳـﺗﺣﯾﻼ ﻓﯾﺟـوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ﺗوﻗـف ﻋـن اﻟﺗﻧﻔﯾـذ‬
‫طوال ﻣدة وﺟود ذاﻟك اﻟظرف ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗﺄﻧف ﻧﺷﺎطﻪ ﺑﻣﺟرد زوال ذاﻟك اﻟظرف‪.‬‬
‫‪ -2‬إﻟزام اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻠﺗﻌوﯾض‪:‬‬
‫ﯾــﻧﺟم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة اﻟﺗ ـزام ﺑﻣواﺻــﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن وﺟــود اﻟظــرف‬
‫اﻟطــﺎرئ ‪ ،‬ﯾﻘﺎﺑﻠــﻪ أن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻫــﻲ اﻷﺧــرى ﻣﻠزﻣــﺔ اﺗﺟﺎﻫــﻪ ﺑﺗﺣﻣــل ﺟــزء ﻣــن اﻟﺧﺳــﺎرة اﻟﺗــﻲ ﻟﺣﻘــت‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص ‪.440-439‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.661‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺣﺳن اﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬أﺛر اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟراﻓدﯾن‪ ،‬اﻟﻌراق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ‪ ،16‬اﻟﻌدد ‪،2013 ،58‬‬
‫ص ‪.189‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺳﺑب ذاﻟك اﻟظرف اﻟطﺎرئ‪ ،‬وﯾﻛون ﺗﻌوﯾض اﻟﺗـﻲ ﺗﻘدﻣـﻪ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺟـزءا ﻣؤﻗﺗـﺎ إﻟـﻰ ﻏﺎﯾـﺔ‬
‫زوال اﻟظرف اﻟطﺎرئ‪ ،‬وذاﻟك ﻣن أﺟل إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد اﻹﺑرام‪.1‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪:‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻧظرﯾـﺔ ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺷـﺄة ﻓﻬـﻲ اﺑﺗـداع اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻔرﻧﺳـﻲ‪،‬‬
‫ﻓﻘــد ﻛــﺎن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ اﻟﺳــﺑﺎق ﻓــﻲ وﺿــﻊ أﺳــس ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ‪ ،‬وﺗرﺟــﻊ أول ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻣﻧﺗﺻــف‬
‫اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷـر ﻓﻛـﺎن أول ﺣﻛـم ﻗﺿـﺎﺋﻲ طﺑـق ﻓـﻲ ‪ 1864/06/24‬ﻓـﻲ ﻗﺿـﯾﺔ "‪ "DUCHE‬ﺣﯾـث ﻗﺿـﻰ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة ﻋـن اﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ اﻟﻐﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ اﻟﺗـﻲ واﺟﻬﺗـﻪ أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﯾــﺗﻣﻛن ﻣــن اﻻﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﺣﻛــم أول ﺣﻛــم ﻗﺿــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﺷﺄن‪.2‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‬
‫‪ ‬ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ‪:‬‬
‫ﺗﻌددت ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻟﻣﺻري ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻣﻣـﺎ ﺟﻌـل ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻗﺎﺻ ار ﻋﻠﻰ ﻋﻘـود اﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣـﺔ دون ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻌﻘـود اﻷﺧـرى‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﯾﺟـب أن‬
‫ﺗﻛون ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت إﻟـﻰ اﻟظـواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ وﻗـد ﺗرﺟـﻊ إﻟـﻰ ﻓﻌـل اﻟﻐﯾـر‪ ،‬وﯾﺟـب‬
‫أن ﺗﻛ ــون ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻋ ــن إرادة اﻟطــرﻓﯾن وﻗ ــد ﻋرﻓﻬ ــﺎ اﻷﺳ ــﺗﺎذ اﻟ ــدﻛﺗور ﺳـــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣـــد اﻟطﻣـــﺎوي ﺑﺄﻧ ــﻪ "إذا ﻣ ــﺎ‬
‫ﺻــﺎدف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﺻــﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾــﺔ ذات طﺑﯾﻌــﺔ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻــﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛــن‬
‫ﺗوﻗﻔﻬــﺎ ﺑﺣــﺎل ﻣــن اﻷﺣ ـوال ﻋﻧــد إﺑـرام اﻟﻌﻘــد‪ ،‬وﺗ ـؤذي إﻟــﻰ ﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣرﻫﻘــﺎ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻣــن ﺣﻘــﻪ أن ﯾطﺎﻟــب‬
‫ﺑﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑت ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻣن أﺿرار‪." 3‬‬
‫وﻗـد ﻋرﻓﻬــﺎ ﺑﻌــض اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﺑﺄﻧﻬـﺎ " ﺗﻠــك اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗظﻬــر أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘــد وﺗﻛــون ذات طــﺎﺑﻊ‬
‫إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺗوﻗﻌﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ان أﺛﻧﺎء إﺑـرام اﻟﻌﻘـد‪ ،‬وﯾﻛـون ﻣـن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـﺎ ﺟﻌـل اﻟﻌﻘـد أﻛﺛـر ﺗﻛﻠﻔـﺔ وﻣـن ﺛـم‬
‫ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻔــﺗﺢ أﻣــﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﺣــق ﻓــﻲ أن ﯾﺣﺻــل ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــوﯾض ﻛﺎﻣــل ﻓــﻲ ﺷــﻛل زﯾــﺎدة ﺣﻘــوق اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻣﻘﺎﺑــل‬
‫اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪" 4‬‬
‫وﻋرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﯾوﺳـف ﺳـﻌد اﷲ اﻟﺧـوري ﺑﺄﻧﻬـﺎ "ﺻـﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾـﺔ ﺗﻌﺗـرض ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد ﻓﺗﺟﻌﻠـﻪ أﻛﺛـر‬
‫ﻛﻠﻔﺔ ﻻ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪." 5‬‬
‫‪ ‬ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ‪:‬‬
‫ﻋرف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘول ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ و أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ﻟﻠﺣﻘوق ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ، 2003 ،‬ص ‪.542‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص ‪. 476-475‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.686‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺳوﯾﻠم ‪ ،‬ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟراﺷد اﻟرﯾﺎض ‪ ،‬اﻟﺳﻌودﯾﺔ ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪5‬‬
‫ﯾوﺳف ﺳﻌد اﷲ اﻟﺧوري ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻌﺎم ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق‪ ،‬ﺳورﯾﺎ ‪ ، 1998 ،‬ص‪.489‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫"‪...‬إﻧﻬــﺎ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟــﻪ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد‪ ،‬وﻫــﻲ ﺻــﻌوﺑﺎت اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﺗظﻬــر‬
‫ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ‪ ،‬وﺑﺳــﺑب ﺧــﺎرج ﻋــن إرادة اﻷطـراف‪ ،‬وﺗــؤدي إﻟــﻰ زﯾــﺎدة‬
‫اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺻﻌوﺑﺔ‪." 1‬‬
‫وﻗـ ــد أﺧـ ــد اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻـ ــري ﺑﻧظرﯾـ ــﺔ اﻟﺻـ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـ ــﺔ ﻏﯾ ـ ـر ﻣﺗوﻗﻌـ ــﺔ ﻣﺳﺗرﺷـ ــدا ﺑﻧظﯾ ـ ـرﻩ‬
‫اﻟﻔرﻧﺳــﻲ‪ٕ ،‬واﻋﺗﻣــدت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﺗطﺑﯾــق اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻓــﻲ أﺣﻛﺎﻣﻬــﺎ وﻓﻘــﺎ ﻟﻸﺳــس واﻟﺷــروط‬
‫اﻟﺗﻲ أوردﺗﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪."2‬‬
‫وﺗﺄﺳﯾﺳــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺗــم اﻟﺗﻘــدم ﺑــﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧــﺎ ﺗﻌرﯾــف ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ"ﻋﺑــﺎرة‬
‫ﻋـن أﻋﺑـﺎء ﻣﺎدﯾـﺔ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾـر ﻋﺎدﯾـﺔ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﺑﻌـد اﻟﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬وﺧـﻼل ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ‪ ،‬ﺗـؤدي إﻟـﻰ زﯾــﺎدة‬
‫ﻓــﻲ اﻷﺳــﻌﺎر اﻟﻣﺣــددة ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد‪ ،‬وﺗﻌطــﻲ اﻟﺣــق ﻓــﻲ اﻟﺗﻌــوﯾض اﻟﻛﺎﻣــل ﻋﻣــﺎ ﻟﺣــق ﺑــﻪ ﻣــن أﺿـرار ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﺻﻌوﺑﺎت‪."3‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‬


‫ﺑﺳــﺑب اﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻟﻠﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟﻬﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻓــﺈن ﻣﺟــﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ ﯾﻛــون ﻋــﺎدة ﻓــﻲ‬
‫ﻋﻘود اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.4‬‬
‫وﯾ ــذﻫب ﺟﺎﻧ ــب ﻣ ــن اﻟﻔﻘ ــﻪ إﻟ ــﻰ ﺣﺻ ــر ﺗطﺑﯾ ــق ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ ﻏﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻋﻘ ــود‬
‫اﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬إﻻ أن أﻏﻠــب ﻓﻘﻬــﺎء ﻓرﻧﺳــﺎ وﻣﺻــر ﯾــرى أن ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻧظرﯾــﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‪ ،‬وﻣـن ﺛـم ﻻ ﯾوﺟـد‬
‫ﻣﺎ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﺗواﻓرت ﺷروطﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ أي ﻋﻘد إداري أﺧر‪.5‬‬
‫أﻣــﺎ ﻗﺿــﺎﺋﯾﺎ ﯾــرى اﻟــﺑﻌض أن ﻣﻌظــم اﻟﺗطﺑﯾﻘــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﺗﻛــون ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻷﺷــﻐﺎل‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن أﻧﻬــﺎ ذات ﻣﺿــﻣون ﻋــﺎم ﯾﺗﺻــور ﻣﻌــﻪ ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻛﺎﻓــﺔ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطـﺎق ﻋﻘـود اﻟﺗورﯾـد ﯾﻛـون ﻧـﺎد ار‪ ،‬وﺗﺳـﻣﯾﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ‪ ،‬وﻟـﯾس‬
‫اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻐﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﯾﻌﺑــر ﺑوﺿــوح ﻋــن ﻣﻌﻧﺎﻫــﺎ وﺷــروط ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ‪ ،‬ﻧظـ ار ﻻن اﻟﺻــﻌوﺑﺎت ﻻﺑــد‬
‫أن ﺗﻛون ﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻷرض اﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛـن اﻟﻘــول أﻧـﻪ ﻻ ﻣــﺎﻧﻊ ﻣــن ﺗطﺑﯾـق ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾـﺔ ﻛﺎﻓــﺔ‪ ،‬ﻟـو ﺑﺷــﻛل ﺿــﯾق إذا‬
‫رأى ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻌﻘد أﺣﻘﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻛﺎﻣل ﺑﺳﺑب ﻣـﺎ ﺗﻌـرض ﻟـﻪ ﻣـن ﺿـرر ﺟﺳـﯾم‬

‫‪1‬‬
‫‪C Cuettier ، Doit des cont ،Adm ،2008 ، o. cit، p 420.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻗرار )‪ ، (567‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪. 1997/12/30‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺳورﯾﺔ رﻗم)‪ ، (172‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪، 1997،‬‬
‫ص ‪.273‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.715‬‬
‫‪5‬ﻣطﯾﻊ ﻋﻠﻲ ﺣﻣود ﺟﺑﯾر ‪ ،‬اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻊ و اﻟﻘﺿﺎء "دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان ‪ ،‬اﻟﯾﻣن ‪ ، 2006-2005 ،‬ص ‪.598‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫إذا ﺗﺣﻘﻘــت ﺷــروط ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ‪ ،‬وﻟــو ﻛــﺎن ﻣﺟــﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻣﺣﺻــور ﻋﻠــﻰ ﻋﻘــود اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪،‬‬
‫وﻟﻼرﺗﺑﺎط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻋﻘود اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺷروط ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‬


‫ﻟﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷـروط ﯾﻣﻛـن إﺟﻣﺎﻟﻬـﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺻﻌوﺑﺎت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺗﻌـﯾن ﻟﺗطﺑﯾــق ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﻐﯾــر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ظـواﻫر طﺑﯾﻌﯾــﺔ ﻛـﺄن ﺗﻛــون طﺑﯾﻌﯾــﺔ اﻷرض‬
‫اﻟﺗــﻲ ﯾــﺗم ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻣﺷــروع ﻣﺣــل اﻟﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن طﺑﻘــﺎت ﺻــﺧرﯾﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﺗﻠزم ﺗﻔﺗﯾﺗﻬــﺎ أو ﻫﺷــﺔ ﻏﯾــر‬
‫ﻣﺗﻣﺎﺳــﻛﺔ ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﺗﻠزم ﺗــدﻋﯾﻣﻬﺎ‪ ،‬وﻫــو ﻣــﺎ ﯾﻛﻠــف ﻧﻔﻘــﺎت ﺑﺎﻫظــﺔ ﺗﺟﻌــل اﻟﻌﻘــد أﻛﺛــر إرﻫﺎﻗــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪،‬‬
‫وﻫــو ﻣــﺎ أﻛدﺗــﻪ ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ "ﻣــن أن ﻣﻧــﺎط إﻋﻣــﺎل اﻟﻧظرﯾــﺔ‬
‫اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﺣق ﻓـﻲ طﻠـب اﻟﺗﻌـوﯾض‪ ،‬وﻣـن ﺟﻬـﺔ أﺧـرى ﯾﺟـب أن‬
‫ﯾﺻﺎدف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺻﻌوﺑﺎت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ واﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﺗوﻗﻌﻬﺎ ﺑﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال أﺛﻧﺎء إﺑرام اﻟﻌﻘد‪."2‬‬
‫وﯾﺷــﺗرط ﻓــﻲ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ أن ﺗﻛــون ذات طــﺎﺑﻊ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻏﯾــر ﻋــﺎدي‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻌﺎدﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــد ﺗواﺟ ــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻻ ﺗﺳ ــﺗدﻋﻲ اﻟﺗﻌ ــوﯾض‪ ،‬ﻷن ﻛ ــل ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾ ــﺔ ﯾﻣﻛ ــن أن ﺗواﺟ ــﻪ ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﻌﻬﺎ‪. 3‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻋﻧد إﺑرام اﻟﻌﻘد‪:‬‬


‫ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﺗﻌـﯾن أن ﺗﻛـون اﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﻣﻔﺎﺟـﺄة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﻟــم ﯾﺗوﻗ ــﻊ ﻣﺻــﺎدﻓﺗﻬﺎ ﻟ ــﻪ أﺛﻧــﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ‪ ،‬وﻟــم ﯾﻛ ــن ﺑوﺳــﻌﻪ ﺗوﻗﻌﻬــﺎ‪ ،‬وﻫــذا ﯾﻌﻧ ــﻲ أﻧــﻪ إذا وﻗ ــﻊ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﺗﻌﻬـدا ﯾﻘـر ﻓﯾـﻪ ﺑﺄﻧـﻪ أﺟـرى اﻟﻛﺷـف اﻟﻛﻣـﻲ واﻟﺣﺳـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻣوﻗـﻊ اﻟﻣﺷـروع ﻓـﻼ ﻣﺟـﺎل ﻋﻧدﺋـذ‬
‫ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻗد ﺗﻔﻘد أﺣـد ﺷـروطﻬﺎ وﻫـو اﻟﻣﻔﺎﺟـﺄة ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدﯾن ﻓـﻲ‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ إﺑرام اﻟﻌﻘد‪.4‬‬
‫وﻗــد ﻗﺿــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺻــدد ﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟــذي رﻓــض طﻠــب ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻹدارة ﺗﻛﺑدﻫﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ واﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع‬

‫أﯾﻣن ﻣﺣﻣد ﺟﻣﻌﺔ ‪ ،‬أﺛﺎر ﻋﻘد اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟزﻗﺎزﯾق ‪ ،‬ﺳورﯾﺎ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2005- 2004‬ص ‪.622‬‬


‫‪ 2‬ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ 3‬ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر ‪ ،‬ﻋﻘود اﻟﺑوث ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ، 2002 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ 4‬أﻧــور رﺳــﻼن ‪ ،‬ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻣﻧﺷــور ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻘــﺎﻧون و اﻻﻗﺗﺻــﺎد ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﻘــﺎﻫرة ‪ ،‬اﻟﻌــددان ‪، 4-3‬‬
‫‪ ، 1980‬ص‪.26‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫وﻋﻠﻠ ــت ﺣﻛﻣﻬــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺧط ــﺄ ﻣ ــن طــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد اﻟ ــذي ﻛ ــﺎن ﻋﻠﯾــﻪ ﺗﺣــري ﺑﻧﻔﺳ ــﻪ ﻟﻬ ــذﻩ‬
‫اﻟﺻﻌوﺑﺎت و ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ وﻋﻣل ﻛل ﻣـﺎ ﯾﻠـزم ﻣـن اﺧﺗﺑـﺎرات ﻟﻠﺗﺄﻛـد ﻣـن ﺻـﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣوﺻـﻔﺎت‬
‫واﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﻣﻌﺗﻣدة‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ إﺧطﺎر اﻹدارة ﺑذﻟك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬أن ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت إﻟﻰ ﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣرﻫﻘﺎ‪.‬‬
‫ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠــﻰ وﺟـود ﺗﻠــك اﻟﺻــﻌوﺑﺎت زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑــﺎء اﻟﻣﻠﻘـﺎة ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة‪،‬‬
‫أو ﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣرﻫﻘﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻟﻪ‪ ،‬وﺑﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻻ ﺗطﺑـق ﺗﻠﻘﺎﺋﯾـﺎ ﺑـل ﯾﺗﻌـﯾن ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬـﺎ زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﻣﻠﻘـﺎة‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد إﻻ إذا ﺗﻣﻛــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــن ﻣواﺟﻬــﺔ ﺗﻠــك اﻟﺻــﻌوﺑﺎت دون ﺗﺣﻣــل ﺛﻣــن ﺗﻛﻠﻔــﺔ‬
‫إﺿــﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب أﺧ ــر ﻓ ــﺈن ﺑﻠﻐ ــت اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌﺗــرض ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد ﺟــزءا ﻣ ــن اﻟﺟﺳ ــﺎﻣﺔ‬
‫ﯾﺳﺗﺣﯾل اﻟﻌﻘـد ﻓـﻼ ﻣﺟـﺎل ﻟﺗطﺑﯾـق اﻟﻧظرﯾـﺔ اﻷﺧﯾـرة ﺑـل ﯾﺷـﺗرط ﺗطﺑﯾـق ﻧظرﯾـﺔ اﻟﻘـوة اﻟﻘـﺎﻫرة أو ﻧظرﯾـﺔ اﻟظـروف‬
‫اﻟطﺎرﺋﺔ إذ ﯾﺻل اﻟﺿرر إﻟﻰ ﺣد ﻗﻠـب اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘـد‪ 2‬أرﺳـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـب ﻻ ﺗﺳـﺗﺣق اﻟﺗﻌـوﯾض‪ ،‬إذ ﯾﻛﻔـﻲ‬
‫ﻟﺗطﺑﯾــق ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت أن ﺗﻛــون ﻫــذﻩ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت ﯾواﺟﻬﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﺗﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣرﻫﻘــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤﺛر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﯾﺟب أﻻ ﺗﻛون اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣن ﻋﻣل اﻹدارة أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون أﺟﻧﺑﯾــﺔ أي ﺧﺎرﺟــﺔ ﻋــن إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‪ ،‬وﻻ ﯾـ ـد ﻷي‬
‫ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ إﺣداﺛﻬﺎ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن إﻫﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو ﺗﻘﺻﯾرﻩ‪ ،‬ﻓﻌﻧدﺋـذ ﻋﻠﯾـﻪ ﺗﺣﻣـل ﻋـبء ﺧطـﺄﻩ ﻣﺛﻠﻣـﺎ‬
‫ﻧﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﺷـرﻋﯾﺔ ﻋﻠـﻰ أن "اﻟﻣﻘﺻـر أوﻟـﻰ ﺑﺎﻟﺧﺳـﺎرة "ﻓﻔـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻫـو ﻣـن‬
‫ﻗﺻر‪ ،‬و ﻓرط ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﻪ ﺗﺟﺎﻩ ﻧﻔﺳﻪ ‪.3‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪:‬‬


‫إذا ﺗــوﻓرت ﺷــروط ﺗطﺑﯾــق ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻓــﻼ ﯾﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ذاﻟــك إﻋﻔــﺎء‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة ﻣـن اﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ ﺑـﺎﻟرﻏم ﻣـن ﺗﻠـك اﻟﺻـﻌوﺑﺎت‪ ،‬إذ ﯾﺗﻌـﯾن اﻻﺳـﺗﻣ ارر ﻓـﻲ ﺗﻧﻔﯾـذ ﺗﻠـك‬
‫اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﻊ ﺣﻘﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻣﻼ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘﺗﻪ ﻣن ﺟراء ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺎت‪. 4‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﺳﺗﻣرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪:‬‬
‫ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ رﻏــم ﻣــﺎ ﺻــﺎدﻓﻪ ﻣــن ﺻــﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾــﺔ ﻣــﺎ دام ﻟــم‬
‫ﺗﺻــﺑﺢ ﻣﺳــﺗﺣﯾﻼ‪ ،‬ﻓﻌﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻻﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘ ـد ﺣﺗــﻰ ﻻ ﯾﺗﻌطــل ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد‬
‫ﻣﻌـ ــﺎون ﻟـ ــﻺدارة ﻓـ ــﻲ ﺗﺣﻘﯾـ ــق اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ و ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ وﻗـ ــوف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـ ــﻪ ﻣﺗﻌـ ــذ ار‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1969/12/15‬ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ رﻗم )‪ (701‬ﻟﺳﻧﺔ )‪ ، (1969‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ‬
‫أﻗرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أﻧور رﺳﻼن ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪3‬‬
‫ﯾوﺳف ﺳﻬد اﷲ اﻟﺧوري ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.489‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬

‫ﺑﺎﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻪ ﻣن ﺻـﻌوﺑﺎت‪ ،‬ﺑـل ﯾﺟـوز ﻟـﻺدارة أن ﺗوﻗـﻊ‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﺟزاءات وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻣرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ رﻏـم وﺟـود اﻟﺻـﻌوﺑﺎت ﻓﺈﻧـﻪ ﻣﻌﻔـﻰ ﻣـن اﻟﺗ ازﻣـﺎت‬
‫اﻟﺗﺄﺧﯾر إذا ﺗﻌدى اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺣدود اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻺﻧﻬﺎء ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻋﻣﺎل ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻣل ‪:‬‬
‫وﻫ ــو اﻷﺛ ــر اﻟﺟ ــوﻫري ﻟﺗطﺑﯾ ــق ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ ﺑﺣﯾ ــث ﯾﻛ ــون ﻣ ــن ﺣ ــق‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟذي اﺳﺗﻣر ﻓـﻲ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ رﻏـم ﻣـﺎ واﺟﻬﺗـﻪ ﻣـن ﺻـﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾـﺔ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﺗﻌـوﯾض ﻛﺎﻣـل‬
‫ﻋﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن ﺿـرر ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻣـﺎ أﺣدﺛﺗـﻪ ﻫـذﻩ اﻟﺻـﻌوﺑﺎت ﻣـن زﯾـﺎدة ﻓـﻲ ﺗﻛـﺎﻟﯾف اﻷﺳـﻌﺎر ﺑـدﻓﻊ إﺿـﺎﻓﻲ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﻠــك اﻷﺳــﻌﺎر اﻟﻣﺗﻔــق ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﯾﺟــب رد ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻹﺿــﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻣﻠﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻟﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ اﻋﺗرﺿت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.496‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜ ــﺎﱐ‬
‫اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫واﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﻹﻋﺎدة‬
‫اﻟﺘﻮازن اﳌﺎﱄ ﰲ‬
‫اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫أدى ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﺻر وﺗﻧوع اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت ﺑـﯾن ﻣﺧﺗﻠـف أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص إﻟـﻰ ﻧﺷـوب‬
‫ﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺳﻬل ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻠﺧﺻـوﻣﺔ ﻗﺿـﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬وﻣﻧﻬـﺎ‬
‫ﻣــﺎﻫو ﻣﻛﻠ ـف ﻟﻸﻓـراد و اﻹدارة‪ ،‬ﺑــل وﯾﺗطﻠــب ﻣــرور وﻗــت وﺟﻬــد طوﯾــل ﻻﺳــﺗﻛﻣﺎل اﻹﺟـراءات اﻟﻼزﻣــﺔ‪ ،‬وﻟﻌﻠــﻪ‬
‫ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌﯾن اﻟﺧﺑراء وﻓﺣص اﻷدﻟﺔ ٕواﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫إذا ﻛــﺎن اﻟﻠﺟــوء ﻟﻠﻘﺿــﺎء اﻹداري أو اﻟﻌــﺎدي ﻫــو اﻟﺳــﺑﯾل اﻟﻣﻧطﻘــﻲ ﻟﻔــض اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟرﻏم ﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﻪ ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺗﻌﻘﯾد‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺎﻟـت ﻫـذي اﻟﺗﻌﻘﯾـدات ﻣـن ﻣﺻـداﻗﯾﺔ ﻣرﻓـق اﻟﻌداﻟـﺔ‬
‫اﻟذي ﺳﺎد اﻟﺷﻌور ﻟدى ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﺣـق اﻟﺗﻘﺎﺿـﻲ ﻣﺑـدأ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫دﺳﺗوري ‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك طرق أﺧرى اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ‪09/08‬‬
‫ﻛطرق ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻧزﻋﺎت ﺑﺷﻛل أﻧﺟﻊ وأﺳرع ﯾﺿﻣن ﻋدم ﺗﻌطل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟوﺻول اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺣق‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛن إﺑراز أول ﻣﻼﺣظﺔ ﻣن اﻟﻌﻧوان اﻟذي اﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري "اﻟطـرق اﻟﺑدﯾﻠـﺔ ﻟﺣـل اﻟﻧـزاع"‪،‬‬
‫ﻓـﯾﻔﻬم ﻣـن ﺧــﻼل ذﻟـك أن اﻟﻣﺷــرع أﻗـر ﺑوﺟــود طرﯾـق أﺻـﻠﻲ وﻫــو اﻟﻘﺿـﺎء واﻟطرﯾــق اﻟﺑـدﯾل ﯾﺗﻣﺛــل ﻓـﻲ اﻟﺻــﻠﺢ‬
‫واﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﺗﺟــدر اﻟﻣﻼﺣظــﺔ أن ﻛــل ﻣــن اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ ﯾﺟرﯾــﺎن ﺗﺣــت رﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻘﺎﺿــﻲ‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾﺗم ﺧﺎرج ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫وﻧظ ـ ار ﻟﻛﺛ ـرة اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌداﻟــﺔ أﺻــﺑﺢ ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز ﯾﻌــﺎﻧﻲ ﻣــن ﻛﺛرﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى‬
‫ﺟﻣﯾ ــﻊ أﻗﺳ ــﺎﻣﻪ ‪ ،‬ﻓ ــﺎﻟﻠﺟوء إﻟ ــﻰ اﻟط ــرق اﻟﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻟﺣ ــل اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ ﯾﻌﺗﺑ ــر طرﯾﻘ ــﺎ ودﯾ ــﺎ ﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟﻧـ ـزاع‬
‫وﯾرﺗﻛـز ﺑﺎﻷﺳـﺎس ﻋﻠـﻰ اﻟرﻏﺑــﺔ وﻣواﻓﻘـﺔ اﻷطـراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋــﺔ‪ ،‬ﺑﻬـدف اﻟﺣـل اﻟـودي ﻟﻠﻧـزاع وﺗﺟﻧـب اﻟﺧـوض ﻓــﻲ‬
‫ﻣﻌﺗــرك اﻟﻘﺿــﺎء وﻣــﺎ ﺗﺣﻣﻠــﻪ ﻓــﻲ طﯾﺎﺗﻬــﺎ ﻣــن ﺗﻌﻘﯾــد اﻹﺟـراءات وﻛــذا ﺗﺿــﯾﻊ اﻟوﻗــت ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﻣﺻــﺎرﯾف‬
‫اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺳ ــوف ﺗﺛﻘ ــل ﻛﺎﻫ ــل اﻷط ـ ـراف‪ ،‬واﻟﻣﻐ ــزى ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــل ﺑ ــﺎﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠـ ــﺔ ﺑﺎﻟدرﺟ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﻫـ ــو‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑـﯾن اﻷطـراف‪ ،‬وﺣـل اﻟﻧـزاع ﻋـن طرﯾـق ﺣﻛـم ﻗﺿـﺎﺋﻲ ﺣﺗﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺳـﯾوﻟد‬
‫ﻛراﻫﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬم ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﺣوﻫﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣﻠو اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬و‪ 07‬ﻣﺎي ‪،2014‬‬
‫ﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ﻟﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ ،09/08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2008/02/25‬ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد‪ ،21‬ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪.2008‬‬
‫‪31‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻘد اﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع اﻟﺟ ازﺋـري ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ‪ ،09/08‬طـرق ودﯾـﺔ ﻟﺗﺳـوﯾﺔ‬
‫اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛــﯾم ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾﻣﻛــن ﺗﻌرﯾﻔﻬــﺎ ﺑﺄﻧﻬــﺎ " ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻠﺟــﺄ إﻟﯾﻬــﺎ أطـراف اﻟﻧـزاع ﻋﻧــد ﻧﺷــوء ﺧــﻼف ﺑﯾــﻧﻬم ﺑﻐﯾــﺔ اﻟﺗوﺻــل ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ذﻟــك اﻟﻧـزاع دون رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى إﻟــﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻛم " وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻫو " ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻏﯾر ﻣﺣددة ﻣن اﻹﺟـراءات ﻟﺗﺳـوﯾﺔ اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﺗـﺗم ﻓـﻲ أﻏﻠـب اﻷﺣﯾـﺎن‬
‫ﺑوﺳﺎطﺔ ﺗدﺧل ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﯾﻬدف إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺣل ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧزاع ‪"1‬‬
‫وﺑﺗﻌرﯾ ــف أﺧــر"ﻫ ــﻲ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻠﺟ ــﺄ إﻟﯾﻬــﺎ اﻷط ـراف ﺑﯾــﻧﻬم اﺗﻔﺎﻗــﺎ أو ﺟﺑ ـ ار ﻋوﺿ ــﺎ ﻋ ــن اﻟﻘﺿ ــﺎء‬
‫اﻟﻌﺎدي ﻋﻧد ﻧﺷوء ﻧزاع ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗوﺻل ﻟﺗﺳوﯾﺔ ذﻟك اﻟﻧزاع أﻛﺛر ﺳرﻋﺔ و أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ‪."2‬‬
‫وﺗﻛﺗﺳــﻲ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أﻫﻣﯾــﺔ ﻛﺑــرى ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟ ـراﻫن ﺳ ـواء ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد ﺣـل ﺳـرﯾﻊ وﺟـذري ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋـﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻧـزاع ﻣـن أﺟـل ﺿـﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ﻋﻠـﻰ أﺣﺳـن وﺟـﻪ ‪ ،‬وﻛـذا ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻔﺎﺋـدة واﻟﻬـدف اﻟﻣﻧﺷـود‬
‫ﻣن إﺑراﻣﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌـﺎم وﺣﻣﺎﯾﺗـﻪ‪ ،‬أﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻌﯾد اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ﻓﺗﻛﺗﺳـﻲ أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑـرى‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﻠب ﻋدﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻫـذا ارﺟـﻊ إﻟـﻰ وﺿـﻊ ﻗـﺎﻧون ﻓﻌـﺎل‬
‫ﻟﻔــض اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺷــﺊ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻹﺑ ـرام وﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑــﺈﺟراءات ﺑﺳــﯾطﺔ وﻣﺿــﺑوطﺔ ﺑﺣﯾــث ﯾــؤدي‬
‫ذﻟـك إﻟـﻰ ﺑــث اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ ﻓــﻲ ﻧﻔـوس اﻟﻣﺳــﺗﺛﻣرﯾن ﻣـن أﺟـل اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣﻘــوﻗﻬم وأﻣـواﻟﻬم ﺧﺎﺻــﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫ﻧﺷوب ﻧزاع‪.‬‬
‫ﻟــذا ﺳــﻧﺗطرق ﻓــﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧــﺎ ﻫــذا إﻟــﻰ ﺛــﻼث ﻣطﺎﻟــب ﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣطﻠــب اﻷول‪ :‬اﻟﺣــل اﻟــودي ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت‬
‫اﻟﻧﺎﺟﻣ ــﺔ ﻋ ــن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‪ :‬آﻟﯾ ــﺎت اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ وﻓ ــق ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات‬
‫اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ واﻹدارﯾ ـ ــﺔ ‪ ،09/08‬واﻟﻣطﻠـ ــب اﻟﺛﺎﻟ ـ ــث‪ :‬آﻟﯾـ ــﺎت اﻟﺗﺳـ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ـ ــﺔ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﺻ ـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ‬
‫وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪.247/15‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺣل اﻟودي ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫وﺟــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة أن ﺗﺑﺣــث ﻋ ــن ﺣ ــل ودي ﻟﻠﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟ ــﺔ ﻋ ــن ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﺻ ــﻔﻘﺎﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑرﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪ ،‬إذن ﻓﻣﺎ ﻫو اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذا اﻟﺣل اﻟودي‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺣل اﻟودي ﻟﻠﻧزاﻋﺎت‬
‫ﻧظم اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247 -15‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وذﻟـك ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘﺳم اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ وذﻟك ﺑﺎﻟﻣﺎدة ‪ 153‬واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻧﺻﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫" ﺗﺳوى اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ" ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أزاد ﺷﻛور ﺻﺎﻟﺢ ‪،‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎء ‪،‬اﻟﻌراق ‪،‬اﻟﻌدد اﻷول‪،2013 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺳﺎﻣﻲ اﻟطواﺧﻲ ‪،‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وأﺑﻌﺎد أزﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ‪ ،‬ﻣؤﺗﻣر اﻟﻛوﯾت ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ‪ ، 2012 ،‬ص‪. 2‬‬
‫‪32‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻏﯾــر اﻧــﻪ ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة دون اﻟﻣﺳــﺎس ﺑﺗطﺑﯾــق ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم أن ﺗﺑﺣــث ﻋــن ﺣــل‬
‫ودي ﻟﻠﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗطـ ـ أر ﻋﻧ ــد ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﺻ ــﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻛﻠﻣ ــﺎ ﺳ ــﻣﺢ ﻫ ــذا اﻟﺣ ــل‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﻪ ﻋ ــدم اﺗﻔ ــﺎق‬
‫اﻟطـرﻓﯾن‪ ،‬ﯾﻌــرض اﻟﻧـزاع أﻣــﺎم ﻟﺟﻧــﻪ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ اﻟﻣﻧﺷــﺎة ﺑﻣوﺟــب أﺣﻛــﺎم اﻟﻣــﺎدة ‪154‬‬
‫ﻣـن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ ،247-15‬ﻟﻠﻧظــر ﻓﯾــﻪ ﺣﺳــب اﻟﺷـروط اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 155‬ﻣــن ﻧﻔــس‬
‫اﻟﻣرﺳوم‪.‬‬
‫" ﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أن ﺗـدرج ﻓـﻲ دﻓﺗـر اﻟﺷـروط‪ ،‬اﻟﻠﺟـوء ﻹﺟـراء ﺗﺳـوﯾﻪ اﻟودﯾــﺔ‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻟﻠﻧزاﻋﺎت ﻫذا ﻗﺑل ﻛل ﻣﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ……‪"..‬‬
‫ﻣ ــن ﺧــﻼل ﺗﺣﻠﯾ ــل ﻧ ــص ﻫ ــذﻩ اﻟﻣ ــﺎدة ﯾﻼﺣــظ أن اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﻣرﺗﺑط ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎن ﺣرﯾﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وذﻟـك ﻟﯾﺗﺟﻧـب طرﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻧـزاع اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ و ﻣـﺎ ﻗـد‬
‫ﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻋرﻗﻠﻪ وﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻧﺟﺎز و ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻵﺟـﺎل اﻟﻣﺣـددة ﻟﻬـﺎ‪ ،1‬ﺧﺎﺻـﺔ إذا ﻣـﺎ‬
‫ﻧظرﻧ ــﺎ ﻟﺗﻌﻘﯾ ــد وط ــول اﻹﺟـ ـراءات اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻣرﺣﻠـ ـﺔ إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب وارﺗﺑﺎطﻬ ــﺎ ﺑﺣﺎﺟ ــﺎت‬
‫اﻟﻣواطﻧﯾن ﻣن ﺟﺎﻧب أﺧر‪.‬‬
‫ﻟـذا أﻟــزم اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺈﯾﺟــﺎد أوﻻ ﺣــل ودي ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﺛــور‬
‫ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﺷــدد ﻋﻠــﻰ اﺗﻔــﺎق اﻟطــرﻓﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــل اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﺑﺷــرط ﻋــدم اﻟﻣﺳــﺎس‬
‫ﺑﺗطﺑﯾــق اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﻌﻣ ــول ﺑﻬــﺎ‪ ،‬إذا ﺗ ــم اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﺣــل اﻟﻧ ـزاع ودﯾ ــﺎ ﯾﺗ ــوﻟﻰ اﻟ ــوزﯾر‬
‫اﻟﻣﻌﻧﻲ أو ﻣﺳؤول اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أو اﻟواﻟﻲ أو رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠـس اﻟﺷـﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠـدي ﺑﺈﺻـدار ﻣﻘـرر ﯾﺛﺑـت‬
‫ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق وﯾﺑﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة‪ ،2‬وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣل اﻟودي ﻓﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻣﺟﻬـود ذاﺗـﻲ ﯾﺣﺳـب‬
‫ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ دون ﺗدﺧل ﻷي ﺟﻬﺔ أﺧـرى‪ ،‬وﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﻪ ﻋـدم اﺗﻔـﺎق اﻟطـرﻓﯾن‬
‫ﺗﺗدﺧل ﺑﻌد ذﻟك ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣن أﺟل ﺣل ﻫذا اﻟﻧزاع‪.3‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺿواﺑط و إﺟراءات اﻟﺣل اﻟودي‬


‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 153‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ‪ 247/ 15‬اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﺣﺗ ـرام اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﻟﻸﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﻌﻣ ــول ﺑﻬــﺎ‪ :‬ﯾﻌﻧ ــﻲ ﻋ ــدم ﺟـ ـواز اﺗﻔ ــﺎق‬
‫اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﺣل ودي ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻊ أو ﺗﻧظﯾم وﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﺣدوﺛﻪ ﯾﻛون ﺑﺎطﻼ وﻻ ﯾرﺗب أي أﺛر‪.‬‬
‫‪ .2‬إﯾﺟ ــﺎد اﻟﺗـ ـوازن ﻟﻸﻋﺑ ــﺎء واﻟﺗﻛ ــﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗرﺗﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻛ ــل اﻟط ــرﻓﯾﯾن‪ :‬أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻗ ــد‬
‫ﺗﺣدث ﺑﻌض اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗ ازﻣـﺎت أﻣـ ار ﺻـﻌﺑﺎ‪ ،‬ﻓﺗزﯾـد اﻷﻋﺑـﺎء‬

‫‪1‬‬
‫ﺣﻠﯾﻣﻲ ﻣﻧﺎل ‪ ،‬ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻔظ اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬أطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ‪،‬‬
‫‪ ، 2016-2015‬ص ‪. 99‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.384‬‬
‫‪33‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻣـﻧﺢ اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟ ازﺋـري ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣـن إﺑـرام ﻣﻼﺣـق ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ‪ ،1‬اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾــﺗم‬
‫اﻟﻠﺟــوء ﻹﺑراﻣﻬــﺎ ﺑﻬــدف إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن ﻟﻸﻋﺑــﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛــل طــرف ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ‬
‫وﺟود ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﻪ وﺧﺎرﺟﻪ ﻋن إرادة اﻷطراف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑـر اﻟﻣﻠﺣـق أﻟﯾـﻪ‬
‫ﻣن آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاع‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ أﺳرع اﻧﺟﺎز ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ‪ :‬ﺣﯾث اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أوﻟـﻰ أﻫﻣﯾـﻪ ﻛﺑـرى ﻟﻌﺎﻣـل اﻟـزﻣن‬
‫ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﯾﻣﻛـن اﻋﺗﻣـﺎدﻩ ﻓــﻲ دﻓﺗـر اﻟﺷـروط ﻛﺄﺣــد اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر اﻟﺗـﻲ ﯾﺳــﺗﻧد إﻟﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﺧﺗﯾــﺎر‬
‫أﻓﺿل اﻟﻌروض‪ ،2‬وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬـﺎ ﻋﻧﺻـر اﻟـزﻣن ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪،‬‬
‫وﻛــذا ارﺗﺑــﺎط اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﺣــرص اﻹدارة ﻋﻠــﻰ ﺗﻠﺑﯾﺗﻬــﺎ ﺑﺄﺳــرع ﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن‪ ،‬ﻗــد ﺗﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ‬
‫ﺗﻌطﯾـ ــل اﻧﺟـ ــﺎز اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت‪ ،‬ﻣﻣـ ــﺎ ﯾـ ــؤﺛر ﺳـ ــﻠﺑﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺑـ ــدأ اﺳـ ــﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳـ ــﯾر اﻟﻣرﻓـ ــق اﻟﻌـ ــﺎم ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﻌطـ ــل ﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫اﻟﻣﺧططــﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾــﺔ‪ ،3‬وﺟﻌــل اﻟﻣﺷــرع اﻟﺑﺣــث ﻋــن ﺣــل ودي ﺑــﯾن اﻟطــرﻓﯾن وﺳــﯾﻠﻪ ﻟﺿــﻣﺎن أﺳــرع ﻣــن أﺟــل‬
‫اﻧﺟﺎز ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﻘﺿﺎء وﺗﺑﻌﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫‪ .4‬اﻟﺣﺻـول ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾـﻪ ﻓــﻲ أﻗــل ﻣــدة وﺑﺗﻛﻠﻔـﺔ أﻗــل‪ :‬ﯾﺳــﺗﻬدف اﻟﻣﺷــرع ﻣـن ﺧــﻼل اﻋﺗﻣــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺣل اﻟودي وﻫو اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﻧﺗﯾﺟﺗـﯾن ﻣﻬﻣﺗـﯾن أوﻟﻬﻣـﺎ ﺳـرﻋﺔ ﺣـل اﻟﻧـزاع وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﺳـرﻋﺔ اﻧﺟـﺎز ﻣوﺿـوع‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ ،‬وﺛﺎﻧﯾﻬﻣــﺎ اﻻﻗﺗﺻــﺎد ﻓــﻲ اﻟﻣﺻــﺎرﯾف ﻣــن ﺧــﻼل ﺣــل اﻟﻧـزاع ﺑﺄﻗــل ﺗﻛﻠﻔــﻪ ﻣﻣﻛﻧ ـﺔ ﻓﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻟﯾس ﻣن ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻻ ﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ زﯾـﺎدة ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻫم ﺑﺻدد ﺻرﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺗطور اﻟﻧزاع إﻟﻰ أروﻗﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وﻓق ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪09/08‬‬
‫ﺗﺿــﻣﻧت اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ وﻓــﻲ ﻣﻘــدﻣﺗﻬﺎ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ ‪ 09/08‬ﻣﺟﻣوﻋــﺔ‬
‫ﻣ ــن اﻟﻘواﻋ ــد و اﻵﻟﯾ ــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺣ ــددﻫﺎ اﻟﻣﺷــرع ﻟﺣ ــل اﻟﻧزﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻣﻛ ــن وﻗوﻋﻬــﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳ ــﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ أط ـراف‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻟﻧﺷــﺎطﻬم ﺑطــرق ودﯾــﺔ ﻗﺑــل اﻟﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ اﻟﺧﺻــوﻣﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬اﻟــذي ﻗــد ﯾﺄﺧــذ ﻣــدة أطــول ﻧﺎﻫﯾــك ﻋــن‬
‫ﺻــﻌوﺑﺔ وﺗﻌﻘﯾــد إﺟراءاﺗــﻪ ﺑﺣﯾــث ﺗﺿــﻣن ﻟﻧــﺎ ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾــرة ﺑﻌــض اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن ﻟﻬــﺎ ﻓــض اﻟﻧـزاع ﺑطــرق‬
‫ﺳﻠﺳﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ واﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم وذﻟك ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺻﻠﺢ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺻﻠﺢ‬
‫ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻷﺻﺢ ﻟﻠﺻﻠﺢ وﺟب اﻟﺗطرف إﻟﻰ ﻛل ﻣـن ﺗﻌرﯾﻔـﻪ ﻟﻐـﺔ واﺻـطﻼﺣﺎ وﻛـذا ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن إﺟراءاﺗﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺑﺣري إﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺑن ﯾوﺳف‪،‬‬
‫‪ ،2009-2008‬ص ‪.112‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 78‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪310‬‬
‫‪34‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺻﻠﺢ‬


‫‪ ‬ﯾﻌـــرف اﻟﺻـــﻠﺢ ﻟﻐــﺔ ‪ :‬ﺑﺄﻧ ــﻪ طرﯾﻘــﺔ ودﯾــﺔ ﻟﺣــل و ﺗﺳــوﯾﺔ ﺧــﻼف ﻗــﺎﺋم ﺑــﯾن طــرﻓﯾن أو أﻛﺛــر‪ ،1‬واﺳ ــم‬
‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﯾﺄﺗﻲ ﺧﻼف ﻟﻠﻣﺧﺎﺻﻣﺔ وﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺳﻠم‪ ،‬وأﺻﻠﺢ اﻟﺷﻲء ﺑﻌد ﻓﺳﺎدﻩ أي أﻗﺎﻣﻪ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬وﯾﻌـــرف اﺻـــطﻼﺣﺎ‪ :‬إﺟ ـراء ﻗ ــﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻘــﻊ ﻣــن ذوي اﻟﺧﺑ ـرة ﻓ ــﻲ اﻷﻣــور اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ و ﻓــﻲ اﻟﻣﺳ ــﺎﺋل‬ ‫‪‬‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﻘﻊ أﯾﺿﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎة أو رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﻣن اﺟل اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن أراء اﻷطراف اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﺔ‪.2‬‬
‫‪ ‬ج‪ :‬ﻓــﻲ اﻟﺗﺷــرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋــري‪ :‬ﻋرﻓــﻪ اﻟﻣﺷــرع ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 459‬ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ ﺑﺄﻧــﻪ "اﻟﺻــﻠﺢ ﻋﻘــد‬
‫ﯾﻧﻬـﻲ ﺑـﻪ اﻟطرﻓـﺎن ﻧ ازﻋــﺎ ﻗﺎﺋﻣـﺎ أو ﯾﺗوﻗﻌـﺎن ﺑــﻪ ﻧ ازﻋـﺎ ﻣـﺗﺣﻣﻼ‪ ،‬وذﻟـك ﺑـﺄن ﯾﺗﻧـﺎزل ﻛـل ﻣﻧﻬﻣــﺎ ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺗﺑــﺎدل‬
‫‪3‬‬
‫ﻣن ﺣﻘﻪ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم"‬
‫اﻟﺻﻠﺢ ﻋﻘد ﯾﺷﺗرط ﻟﺻﺣﺗﻪ ﺗوﻓر اﻟرﺿﻲ ﺑﯾن اﻷطراف‪ ،‬ﻓﻬـو إذن إﺟـراء ودي ﻷطـراف وﺣـدﻫم ﺣـق‬
‫اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻠﺟوء ﻟﻪ‪ ،‬وﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ 09/08‬اﻟﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌـول ﺗﻧﺎوﻟـت اﻟﺻـﻠﺢ ﻓـﻲ‬
‫ﻋدﯾد اﻟﻣواد ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 4‬ﻣﻧﻪ "ﯾﻣﻛن اﻟﻘﺎﺿﻲ إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻷطراف أﺛﻧـﺎء ﺳـﯾر اﻟﺧﺻـوﻣﺔ ﻓـﻲ‬
‫أﯾــﺔ ﻣــﺎدة ﻛﺎﻧــت " ﻓﺎﻷﺳــﺎس اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻹﺟ ـراء اﻟﺻــﻠﺢ اﻟــذي إﺳــﺗﻧد ﻋﻠﯾــﻪ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣواد ‪ ،990،991،992،993‬ﻓﺎﻟﺻـﻠﺢ ﻣـن اﻟطـرق اﻟﺑدﯾﻠـﺔ اﻟﺗـﻲ أﻗرﻫـﺎ اﻟﻣﺷـرع ﻣـن أﺟـل‬
‫وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ وﺗﺗم اﻟﺗﺳوﯾﺔ إﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﻣﺑـﺎدرة اﻷطـراف‪ ،‬أو ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻘﺎﺿـﻲ‬
‫ﺑﻌد أﺧد ﻣواﻓﻘﺔ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﺟﻌل اﻟﺻﻠﺢ إﺟراء ﺟوازي‪.4‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬إﺟراءات اﻟﺻﻠﺢ‬
‫ﻧظـ ــم اﻟﻣﺷـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ــري اﻹطـ ــﺎر اﻟﻘـ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺻـ ــﻠﺢ ﻓـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ـواد ﻣـ ــن ‪ 970‬إﻟـ ــﻰ ‪ 974‬ﻣـ ــن ﻗـ ــﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ و اﻹدارﯾـﺔ ﺑﺣﯾـث أدرج اﻟﻣﺟـﺎل اﻟـذي ﯾﺟـوز ﻓﯾـﻪ اﻟﺻـﻠﺢ ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻷﺷـﺧﺎص اﻟـذي‬
‫ﺧول ﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣرﯾك إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺈﺟراء اﻟﺻﻠﺢ‬
‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 972‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن إﺟـراء اﻟﺻـﻠﺢ ﯾﻛـون إﻣـﺎ ﺑﺳـﻌﻲ‬
‫ﻣن اﻟﺧﺻوم أو ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن رﺋﯾس اﻟﺣﻛم‪،"...‬و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 990‬ﻣﻧﻪ‪ ":‬ﯾﺟـوز ﻟﻠﺧﺻـوم اﻟﺗﺻـﺎﻟﺢ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾـﺎ أو‬
‫ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ‪"..‬ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدﺗﯾن أﻧﻪ ﺗﺗم اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺻـﻠﺢ إﻣـﺎ ﻣـن طـرف اﻟﺧﺻـوم ﺗﻠﻘﺎﺋﯾـﺎ أو‬
‫ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺗوﻓﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪2‬ﺧﺎﻟد ﺧوﺧﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،2011-2010 ،‬‬
‫ص ‪.38‬‬
‫‪ 3‬اﻟﻣﺎدة ‪ 459‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن اﻷﻣر ‪ 58/75‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ ،1975‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻋدد ‪.78‬‬
‫‪ 4‬أﻧظر اﻟﻣواد ﻣن ‪ 990‬إﻟﻰ ‪ 993‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدرة ﻣـن اﻟﺧﺻـوم ‪ :‬ﺣﯾـث وﺟـب أن ﯾﻛـون اﻷطـراف ﻣﺗﻔﻘـﯾن ﺟﻣﯾﻌـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻠﺢ‪ ،‬وﻓـﻲ‬
‫ﺣﺎﻟـﺔ أن أﺣــدﻫم ﻛـﺎن ﻏﯾــر ﻣواﻓــق ﻓﯾﺻـﺑﺢ اﻟﺻــﻠﺢ ﻣﺳــﺗﺣﯾﻼ‪ ،‬أي وﺟـب ﺗواﻓــق اﻹرادات ﻓــﻲ ﻓـض ﻫــذا اﻟﻧـزاع‬
‫ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﯾن‪ ،1‬ﻓﺎﻟﺻﻠﺢ ﻧوﻋﯾن إﻣﺎ ﯾﻛون أﺛﻧﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺻــﻠﺢ أﺛﻧــﺎء اﻟﺧﺻــوﻣﺔ وﺗطﺑــق ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﻣــﺎدة ‪ 973‬ﺣﯾــث ﯾــﺗم ﺗﺳــوﯾﻪ اﻟﻧ ـزاع وﻏﻠــق اﻟﻣﻠــف وﻻ ﯾﻣﻛــن‬ ‫‪‬‬
‫اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻷﻣر وﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ‪.2‬‬
‫ﺻﻠﺢ ﺧﺎرج اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺣﯾـث ﯾﺗﻔـق اﻟﺧﺻـوم ﺣـول ﺗﺳـوﯾﻪ اﻟﻧـزاع ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﺑﯾـﻧﻬم وﯾﺗـدﺧل اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻓﻘـط‬ ‫‪‬‬
‫ﻣن أﺟل ﺗطﺑﯾق اﻻﺗﻔﺎق‪.3‬‬
‫‪ ‬اﻟﺻﻠﺢ ﺑﻣﺑﺎدرة اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ :‬أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة‪ 972‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ 4‬ﻟـرﺋﯾس اﻟﺣﻛـم‬
‫اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺢ ﻛﺈﺟراء ﻣﻧﻬﻲ ﻟﻠﺧﺻوﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﯾﻘوم ﺑﻌرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻷطراف ﺣﺗـﻰ ﯾﺑـﯾن ﻟﻬـم ﻣوﺿـوع‬
‫اﻟﻧزاع ﻟـﯾس ﺑﺗﻠـك اﻟدرﺟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾﻣﻛـن إﺻـﻼﺣﻬﺎ‪ ،‬وﺑﻣﺑـﺎدرة رﺋـﯾس ﺗﺷـﻛﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛـم ﺑﻌـد ﻣواﻓﻘـﺔ اﻷطـراف وﻓـﻲ‬
‫ذﻟـك ﻟﺗﻔﻌﯾـل دور اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣﻘــرر‪ ،‬ﺧﻼﻓـﺎ ﻟـدور اﻟﻣﺳﺗﺷـﺎر اﻟﻣﻘــرر اﻟـذي ﻛـﺎن ﯾﺗﺳـم ﺑﺎﻟطــﺎﺑﻊ اﻟﺳـﻠﺑﻲ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻫــو‬
‫ﻣوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 03-169‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،5‬وﯾﺗرﺗب ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﯾﺣرر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن طـرﻓﯾن اﻟﻧـزاع ﻣﺣﺿـ ار ﯾوﻗﻌـﻪ اﻷطـراف وﯾوﻗﻌـﻪ اﻟﻘﺎﺿـﻲ وأﻣـﯾن‬
‫اﻟﺿﺑط وﯾودﻋﻪ ﻓﻲ أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺿﺑط‪.6‬‬
‫إﻧﻬﺎء اﻟﻧزاع وﻏﻠق ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺎرﺗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺗــﻰ اﺳ ـﺗوﻓﻰ اﻟﺻــﻠﺢ ﺷــروط ﺻــﺣﺗﻪ وﺛــم إﺛﺑﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺣﺿــر‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻌــد ﺳــﻧدا ﺗﻧﻔﯾــذﯾﺎ وﯾﺣــوز اﻟﻘــوة‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﺢ‪.7‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ‬


‫ﯾﺟ ـ ــوز إﺟ ـ ـ ـراء اﻟﺻـ ـ ــﻠﺢ ﻓ ـ ــﻲ أي ﻣرﺣﻠ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﻣ ارﺣـ ـ ــل اﻟﺧﺻ ـ ــوﻣﺔ وذﻟ ـ ــك طﺑﻘ ـ ــﺎ ﻷﺣﻛـ ـ ــﺎم اﻟﻣ ـ ــﺎدﺗﯾن‬
‫‪ 971‬و‪ 990‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ و اﻹدارﯾ ــﺔ ‪ ،09/08‬ﻓﯾﺳ ــﺗﻧﺗﺞ ﻣ ــن ﻣﺻ ــطﻠﺢ "ﻓ ــﻲ أي ﻣرﺣﻠ ــﺔ‬
‫ﺗﻛـون ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺧﺻــوﻣﺔ "‪ ،‬وﻓﻘــﺎ ﻷﺣﻛــﺎم ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺎدﺗﯾن ﺑﺄﻧـﻪ ﯾﺟــوز إرﺟــﺎء اﻟﺻــﻠﺢ ﺑﻌــد رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى ﻣﺑﺎﺷـرة أو‬
‫أﺛﻧــﺎء اﻟﺗﺣﻘﯾــق أو ﺣﺗــﻰ ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺔ اﻟﻣراﻓﻌــﺔ‪ ،‬و ﻫــذا ﻋﻠــﻰ ﺧــﻼف ﻣــﺎ ﻛــﺎن ﺳــﺎﺋدا ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻘــدﯾم )اﻟﻣﻠﻐــﻰ(‬
‫أﯾن ﻛﺎن ﯾﺗم ﻋـرض إﺟـراء اﻟﺻـﻠﺢ أﺛﻧـﺎء ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾـق ﻓﻘـط‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أن اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺣـﺎﻟﻲ ﻗـد أﺑﻘـﻰ اﻟﺑـﺎب ﻣﻔﺗـوح‬

‫‪1‬‬
‫ﺻدﯾق ﺳﻬﺎم ‪ ،‬اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑوﺑﻛر‬
‫ﺑﻠﻘﺎﯾد‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ ، 2013-2012،‬ص ‪.149‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 973‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 09/08‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 972‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ رﻗم ‪ ،09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 03-169‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ‪ 23-90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 973‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪.09/08‬‬
‫‪7‬‬
‫ﺣﻠﯾﻣﺔ ﺣﺑﺎر ‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ و اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻷطراف ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدد ﺧﺎص ﺑﺎﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ‪،‬‬
‫اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.619‬‬
‫‪36‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻟﻠﺧﺻــوم واﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ إﺟـراء اﻟﺻــﻠﺢ ﻋﻛــس اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻘــدﯾم اﻟــذي ﻛــﺎن ﯾﻘﯾــد اﻟﻣﺳﺗﺷــﺎر ﺑﻣــدة ﻣﺣــدد وﻫــﻲ ‪3‬‬
‫أﺷﻬر ﻛﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻣﺎدة ‪ 03-169‬ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر‪.‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ‪ :‬ﻣدى ﺟواز اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 4‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺻـﻠﺢ ﯾﺟـوز ﺑﺻـﻔﺔ ﻣﺑدﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻛــل ﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــﺎ ﻟــم ﯾوﺟــد ﻧــص ﺧــﺎص ﯾﺣﻛــم ﻋﻛــس ذﻟــك ﻛﻣــﺎ أن ﻫﻧــﺎك ﻧ ازﻋــﺎت ﻻ ﺗﻘﺑــل‬
‫ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ وﻻ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ -‬ﻧزاﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ ﯾﺟــوز ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺻــﻠﺢ‪ :‬ﯾﺳــﺗﺑﻌد اﻟﺻــﻠﺢ ﻓــﻲ ﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ اﻹﺑ ـرام‪ ،‬وﻓــﻲ ﺣــﺎل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﺗﺣــل ﺑواﺳــطﺔ وﺳــﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾــﻪ أﺧــرى‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟطﻌــون اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗوﺿ ــﻊ أﻣ ــﺎم ﻟﺟ ــﺎن اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ واﻟﻣﻧﺻ ــوص ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪247 /15‬‬
‫ﯾﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ و ﺗﻔوﯾﺿ ــﺎت اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬وﻫ ــﻲ اﻟﻠﺟ ــﺎن اﻟوﻻﺋﯾ ــﺔ واﻟﺑﻠدﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣـ ـواد‬
‫)‪(175، 173‬ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ‪ ،‬واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺎدة ‪ 172‬وذﻟك ﻓـﻲ ﺣـدود اﺧﺗﺻـﺎص ﻛـل اﻟﻠﺟﻧـﺔ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﻗرار ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ إﻻ أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾــﺎ‪ -‬ﻧزاﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــوز ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺻــﻠﺢ‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗط ـ أر ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻓﺈن اﻟﺻﻠﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﺟﺎﺋز وﻫﻧﺎ ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫‪ :1‬وﻫﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 800‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ‬
‫واﻹدارﯾــﺔ ‪ 09/08‬طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ أو اﻟوﻻﯾــﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾــﺔ أو إﺣــدى اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ذات‬
‫اﻟطــﺎﺑﻊ اﻹداري طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،1‬ﺣﯾ ــث أن ﻫ ــذﻩ اﻟﻧ ازﻋــﺎت وﻫ ــﻲ ﻧ ازﻋــﺎت إدارﯾ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن أن ﺗﻛ ــون ﻣﺣــل ﻟﻠﺻ ــﻠﺢ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬واﻟذي ﯾﻛون دﻋوى ﻣﺣل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل )اﻟﺗﻌوﯾض(‪.2‬‬
‫‪ :2‬وﻫـﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻣـذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻔﻘـرة اﻷﺧﯾـرة ﻣـن اﻟﻣـﺎدة ‪ 6‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ‬
‫‪ 247 -15‬طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ وﻫــﻲ "اﻟدوﻟــﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ذات طــﺎﺑﻊ اﻹداري وﻛــذا‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﯾﺣﻛـم اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺗﺟـﺎري ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻛﻠـف ﺑﺎﻧﺟـﺎز ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﻣﻣوﻟـﺔ ﻛﻠﯾـﺎ‬
‫أو ﺟزﺋﯾﺎ‪ ،‬ﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪." 3‬‬
‫إذا ﻛﯾﻔــت ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻬــﺎ ﻧ ازﻋــﺎت إدارﯾ ــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﺧ ــدع ﻟﻠﺻ ــﻠﺢ اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﻘﺿ ــﺎء‬
‫اﻟﻛﺎﻣل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 970‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.409/08‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﻛﯾﻔت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧزاﻋﺎت ﻋﺎدﯾﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺻﻠﺢ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻻدارﯾﺔ‪. 09/08‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻧﺎي رﻣﺿﺎن ‪ ،‬ﻗرأت أوﻟﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ‪ ، 2009،‬ص‪.45‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 6‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 970‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻻدارﯾﺔ ‪ ،09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 990‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وﻓــﻲ اﻷﺧﯾــر ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول إن اﻟﺻــﻠﺢ ﯾﻌﺗﺑــر ﻣــن أﻫــم اﻵﻟﯾــﺎت اﻟودﯾــﺔ ﻟﺗﺳــوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم أن ﻟــﯾس ﻟــﻪ ﺗطﺑﯾــق واﺳــﻊ ﻓــﻲ ارض اﻟواﻗــﻊ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻏﻠب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗطﺑق ﻫذا اﻹﺟـراء ﺑطرﯾﻘـﻪ ﻏﯾـر ﻣﺑﺎﺷـرﻩ وذﻟـك ﺑﺎﻻﺳـﺗدﻋﺎءات اﻟﻣﺗﻛـررة ﻟﻠﻣﺗﻌـﺎﻣﻠﯾن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن اﻟﻌﻣــل أو ﻋﻠــﻰ أرض اﻟﻣﺷــروع وﺗﺳــوﯾﺔ اﻹﺷــﻛﺎﻻت اﻟﻌﺎﻟﻘــﺔ واﻟﺧﻼﻓــﺎت ﺑــﯾن اﻟطــرﻓﯾن‬
‫وذﻟك ﻗﺑل أي إﻋذار رﺳﻣﻲ أو إﺟراء ردﻋﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﻪ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫إن اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛطرﯾق ﺑـدﯾل ﻟﺣـل اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﻣـن ﺧـﻼل إﺟـراءات ﺳـرﯾﺔ وﺳـرﯾﻌﺔ ﺗﻘـوم ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ‬
‫اﻷوﻟـﻰ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘرﯾــب وﺟﻬــﺎت اﻟﻧظــر ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻــﻣﯾن ﺗـﺗم ﻋﺑــر ﺗــدﺧل طــرف ﺛﺎﻟــث ﯾﺳــﻣﻰ اﻟوﺳــﯾط اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ‬
‫ﯾﻛﻠف ﺑﺈدارة اﻟﻣﻔوﺿﺎت ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺣل وﺳط ﯾﻘﺑل ﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف‪ ،‬وﻧظـ ار ﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻫـذا اﻹﺟـراء ﯾﻼﺣـظ‬
‫أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻗــد اﺳــﺗﺣدﺛﻪ ﺿــﻣن ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ اﻟﺳــﺎري اﻟﻣﻔﻌــول‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﻋﺗﺑــر‬
‫إﺟراﺋﻪ وﺟوﺑﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﻋرﺿﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ أول ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوم ‪.1‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ‪:‬‬
‫ﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ اﻷﺻــﺢ ﻟﻠوﺳــﺎطﺔ وﺟــب اﻟﺗﻧوﯾــﻪ إﻟــﻰ ﺗﻌرﯾﻔــﻪ وﺗﺑﯾــﺎن أﻧواﻋﻬــﺎ ﺛــم اﻹﺟ ـراءات‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ وﻛذا أﺛﺎرﻫﺎ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟوﺳﺎطﺔ ﻟﻐﺔ ‪:‬‬
‫ﯾﻘﺻــد ﺑﺎﻟوﺳــﺎطﺔ ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ أﻧﻬــﺎ ﻣــﺄﺧوذة ﻣــن وﺳــط‪ ،‬أو ﯾﺗوﺳــط ﻓﻬــو واﺳــط‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧــﻲ ﺗوﺳــﯾط اﻟﺷــﻲء‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟوﺳﺎطﺔ ﻫﻲ ﻋﻣل اﻟوﺳﯾط و اﻟوﺳﯾط ﻫو ﻣن ﯾﺗوﺳط ﺑﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ ﺑﻌـض اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ "وﺳـﯾﻠﺔ ﻟﺣـل اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت ﻣـن ﺧـﻼل ﺗـدﺧل ﺷـﺧص ﺛﺎﻟـث ﻧزﯾـﻪ‬
‫وﺣﯾـﺎدي وﻣﺳــﺗﻘل ﯾزﯾـل اﻟﺧــﻼف اﻟﻘــﺎﺋم‪ ،‬وذﻟـك ﺑــﺎﻗﺗراح ﺣﻠــول ﻋﻣﻠﯾـﺔ وﻣﻧطﻘﯾــﺔ ﺗﻘــرب وﺟﻬـﺎت ﻧظــر اﻟﻣﺗﻧــﺎزﻋﯾن‬
‫ﺑﻬدف إﯾﺟﺎد ﺻﯾﻐﺔ ﺗواﻓﻘﯾﺔ‪ ،‬ﺑدون أن ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻬم ﺣﻼ أو ﯾﺻدر ﻗ ار ار ﻣﻠزﻣﺎ"‪.2‬‬
‫ﻟﻺﺷــﺎرة ﻓــﺈن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻟــم ﯾﻌــرف اﻟوﺳــﺎطﺔ واﻛﺗﻔــﻰ ﺑﺗوﺿــﯾﺢ اﻹطــﺎر اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬــﺎ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ أﻧـﻪ ﺧﺻـص ﻟﻬـﺎ ‪ 12‬ﻣـﺎدة ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﻣـﻊ ﻣـواد اﻟﺻـﻠﺢ واﻟﺗـﻲ ﻫﯾـﺎ ‪ ،4‬ﯾﺗﺑـﯾن ﻟﻧـﺎ أن اﻟﻣﺷـرع أﻋطـﻰ أﻫﻣﯾـﺔ‬
‫ﻛﺑ ــرى و ﻣﻌﺗﺑـ ـرة ﻟﻬ ــذﻩ اﻟطرﯾﻘ ــﺔ ﻟﻠﻔﺻ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻛ ــل اﻟﻣﯾ ــﺎدﯾن‪ ،3‬ﺑﺎﺳ ــﺗﺛﻧﺎء ﻗﺿ ــﺎﯾﺎ ﺷ ــؤون اﻷﺳـ ـرة‬
‫واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫذا ﻣﺎ أﻗرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 994‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣرﻣرﯾﺔ ﺣﻣﺔ‪ ،‬ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪، 2019، 12‬‬
‫ص‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋروي ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ‪ ،‬اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﺻﻠﺢ و اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و‬
‫اﻹدارﯾﺔ (‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ، 2012-2011، 1‬ص ‪.78‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻣر اﻟزاﻫﻲ‪ ،‬اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزﻋﺎت )اﻟﺻﻠﺢ و اﻟوﺳﺎطﺔ و اﻟﺗﺣﻛﯾم( ﯾوﻣﻲ ‪15‬و ‪ 16‬ﺟوان ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدد ﺧﺎص‪،‬‬
‫ص ‪.588‬‬
‫‪38‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ -‬أﻧواع اﻟوﺳﺎطﺔ‬


‫اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ :‬ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل ﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﻌﻣـل ‪ ،102/90‬ﻓﻘـد‬ ‫أ‪-‬‬
‫ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪10‬ﻣﻧﻪ "إﺟراء ﯾﺗﻔق ﺑﻣوﺟﺑﻪ طرﻓﺎ اﻟﺧﻼف اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺳﻧﺎد ﻣﻬﻣـﺔ اﻗﺗـراح ﺗﺳـوﯾﺔ‬
‫ودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاع إﻟﻰ ﺷﺧص ﻣن اﻟﻐﯾر ﯾدﻋﻰ اﻟوﺳﯾط و ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻓـﻲ ﺗﻌﯾﯾﻧـﻪ"‪ ،‬وﺗـﺗم اﻟوﺳـﺎطﺔ اﻟﻐﯾـر ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ وﻓﻘـﺎ‬
‫ﻟﻺرادة اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﻧوع ﻣن اﻟوﺳﺎطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطراف‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اﻟوﺳــﺎطﺔ اﻟﻘﺿـــﺎﺋﯾﺔ‪ :‬ﻣــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ واﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري أﺧــذ ﺑﺎﻟوﺳــﺎطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ وﻫــذا ﻣــﺎ ﻧﻠﻣﺳــﻪ ﻣــن‬
‫ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 994‬ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷوﻟـﻰ" ﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻋـرض إﺟـراء اﻟوﺳـﺎطﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺧﺻـوم ﻓـﻲ ﺟﻣﯾـﻊ‬
‫اﻟﻣواد‪ ،‬ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺷؤون اﻷﺳرة واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم"‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ -‬إﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ‬
‫ﯾﺗﺿــﺢ ﺟﻠﯾــﺎ أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﺗــوﻟﻰ ﺗﻧظــﯾم اﻹﺟـراءات اﻟواﺟﺑــﺔ إﺗﺑﺎﻋﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟوﺳــﺎطﺔ وﺑــﯾن ﻟﻬــﺎ‬
‫اﻹطــﺎر اﻟﻣﻛــﺎﻧﻲ واﻟزﻣــﺎﻧﻲ ﻹﺟراﺋﻬــﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣﺷــرف ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﺿــﯾﺔ ﯾﻌرﺿــﻬﺎ ﻋﻠــﻰ أط ـراف اﻟﻧ ـزاع‪،‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻗﺑﻠوا اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾـﺔ‪ ،‬ﯾـﺗم ﺗﻌﯾـﯾن وﺳـﯾط ﻗﺿـﺎﺋﻲ ﯾﺗـوﻟﻰ اﻟﻣﻬﻣـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ أن ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻟﺣـق ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻣﺟرﯾــﺎت اﻟﻘﺿــﯾﺔ وﻟــﻪ ﺳــﻠطﺔ واﺳــﻌﺔ ﻋﻠــﻰ اﺗﺧــﺎذ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﺗــداﺑﯾر واﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺷـﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ ﻓــﻲ ﺣــل‬
‫اﻟﻧزاع‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻟﻠوﺳﯾط ﻣن أﺟل ﻓض اﻟﻧزاع أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫دﻋوة اﻷطراف اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﺔ إﻟﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﻠﻘﻲ وﺟﻬﺎت ﻧظر اﻷطراف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﺳﻣﺎع ﻟﻛل طرف‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻛون ذا ﻓﺎﺋدة ﻟﺗﺳوﯾﻪ اﻟﻧزاع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﺣﺎوﻟﻪ اﻟﺗوﻓﯾق واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل ﯾرﺿﻲ اﻟﺧﺻوم وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﺳـﺎطﺔ ﻗـد ﺗﻛـون ﻋﻠـﻰ ﻛـل اﻟﻧـزاع أو‬ ‫‪-‬‬
‫ﺟزء ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻣدﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ﺑطﻠب ﻣن اﻟوﺳﯾط وﺑﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺧﺻوم‪.2‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ‪ -‬أﺛﺎر اﻟوﺳﺎطﺔ‪ :‬ﺑﺣﯾث ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓرﺻﺗﯾن ﻻ ﺛﺎﻟث ﻟﻬﻣﺎ إﻣﺎ ﻓﺷﻠﻬﺎ أو ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ‬
‫أ‪ -‬ﻓﻲ ﺣﺎل ﻓﺷل اﻟوﺳﺎطﺔ ‪:‬إن ﻗﺑول اﻟﺧﺻوم ﻟﻠوﺳﺎطﺔ وﺳﻣﺎﺣﻬم ﻟطرف ﺛﺎﻟث ﺑﺎﻟﺗـدﺧل ﺑﯾـﻧﻬم ﻟﺣـل اﻟﻧـزاع‬
‫ﻟــﯾس ﺑﺎﻟﺿــرورة أﻧﻬــم ﺑﺻــدد اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﺗﻔــﺎق‪ ،‬ﻓﻘــد ﺗﻔﺷــل اﻟوﺳــﺎطﺔ وذﻟــك ﻻﺳــﺗﺣﺎﻟﺔ ﻣواﺻــﻠﺗﻬﺎ وﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺟﺞ و ﺑراﻫﯾن ﻛـل طـرف إﻟـﻰ ﻏﺎﯾـﺔ ﺻـدور ﻗـرار ﯾﻔﺻـل‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ اﻟﻣطروﺣــﺔ أﻣــﺎم اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‪ ،‬وﻹﺟ ـراءات اﻟﺗﺑﻠﯾــﻎ و اﻟﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.09/08‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 02-90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬ﻓﯾﻔري‪ ،1990‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق‬
‫اﻹﺿراب‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪ 6‬ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﻓﯾﻔري‪.1990‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ‪ ،‬ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺑﻐدادي ‪ ، 2009 ،‬ص ‪.526‬‬
‫‪39‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻧﺟــﺎح اﻟوﺳــﺎطﺔ ‪ :‬ﻓﺈﺗﻔـﺎق اﻟوﺳــﺎطﺔ وﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺷــﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺣوزﻫــﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث‬ ‫ب‪-‬‬
‫وﺟــب أن ﯾﻛــون ﻣﺗﺿــﻣﻧﺎ ﻣــﺎ ﺗــم اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾﺣــرر اﻟوﺳــﯾط ﻣﺣﺿــر وﺗرﺟــﻊ اﻟﻘﺿــﯾﺔ إﻟــﻰ اﻟﺟﻠﺳــﺔ‬
‫اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ وﯾﻛون ﻟﻠﻣﺣﺿر أﺛﺎ ار ﺑﻣﺟرد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ‪. 1‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ﻧطﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫ﺗﻌـد اﻟوﺳــﺎطﺔ آﻟﯾــﺔ ﻟــم ﺗﻛــن ﻣوﺟــودة ﻣــن ﻗﺑــل‪ ،‬ﻟـذﻟك وﺟــد اﺧــﺗﻼف ﺑــﯾن اﻟﻔﻘﻬــﺎء اﻟﺟ ازﺋـرﯾﯾن ﻣــن ﺣﯾــث‬
‫إدراﺟﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛﻧــﻪ أن ﺗﺗﻧﺎوﻟﻬــﺎ اﻟوﺳــﺎطﺔ وﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪. 09/08‬‬
‫ﺣﯾث ﻫﻧﺎك رأي و ﯾﻣﺛﻠﻪ اﻷﺳـﺗﺎذ رﺷﯾد ﺧﻠـوﻓﻲ ﯾـرى أن اﻟوﺳـﺎطﺔ ﻫـﻲ طرﯾـق ﺑـدﯾل ﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻟﻘﺿـﺎﯾﺎ‬
‫ﻏﯾر إدارﯾﺔ وﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ وأﺳﻧد ﻗوﻟﻪ ﺑﺄن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾـﺔ ﻟـم ﯾـدرج اﻟوﺳـﺎطﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣوادﻩ ﻓﻲ ﺣﯾن أدرج ﻓﻘط اﻟﺻﻠﺢ واﻟﺗﺣﻛﯾم‪. 2‬‬
‫ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﺗــرى اﻟﻘﺎﺿــﯾﺔ ﺑــن ﺻــﺎوﻟﺔ ﺷــﻔﯾﻘﺔ ﯾﻣﻛــن اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟوﺳــﺎطﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬وأن‬
‫اﻟﻣﺷــرع ﻟــم ﯾﺳــﺗﺛﻧﻬﺎ ﻣــن اﻟﺧﺻــوﻣﺔ ﺣﯾــث ﺗــرى أن ﺧﺻوﺻــﯾﺔ اﻟﻧـزاع اﻹداري ﻻ ﺗﺣــول دون ﺗطﺑﯾــق اﻟوﺳــﺎطﺔ‬
‫ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﺑﺷرط أن ﻻ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪.3‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺳﺎدس‪ :‬ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﻋﻣل اﻟوﺳﺎطﺔ‪ ،‬وﻟﻛن وﺟب أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن وﻫﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ اﻹﺑرام ‪ :‬ﻓﻼ ﺗﻘﺑل اﻟوﺳﺎطﺔ ﻻن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟم ﺗﺑرم ﺑﻌد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻧزﻋــﺎت ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ‪ :‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون طــرف ﻓﯾﻬــﺎ اﻷﺷــﺧﺎص‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 800‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﻣﻧﺎزﻋــﺎت‬
‫إدارﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻣﺎﻋدا ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﻣﺎ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣـذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 6‬ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم‬
‫اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪ ،4247/15‬ﻓ ــﺈذا ﻛﯾﻔــت أﻧﻬ ــﺎ ﻧ ازﻋــﺎت إدارﯾ ــﺔ ﻓﺈﻧﻬ ــﺎ ﺗﺧ ــدع أﻛﯾ ــد ﻟﻠوﺳ ــﺎطﺔ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻧﺟ ــد أن اﻟﻣﺷــرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻘم ﺑﺈﻋطﺎء رأﯾﻪ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ ﺑﺟواز اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻟﻛـن ﯾﻔﻬـم ﺿـﻣﻧﯾﺎ إﺟﺎزﺗﻬـﺎ‬
‫ﻣــن ﺧ ـﻼل اﺳــﺗﺑﻌﺎد ﻗﺿــﺎﯾﺎ ﺷــؤون اﻷﺳـرة واﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾــﺔ واﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣــس ﺑﺎﻟﻧظــﺎم اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻟــم‬
‫ﯾﺳﺗﺑﻌد اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﺎﺟﯾﺔ ﯾوزﻧﺔ‪ ،‬اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة‪ ،‬ﺑﺟﺎﯾﺔ‪،2012 ،‬‬
‫ص ص ‪. 133-132‬‬
‫‪2‬‬
‫رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺑن ﺻﺎوﻟﺔ ﺷﻔﯾﻘﺔ‪ ،‬اﻟﺻﻠﺢ و اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛطرﯾﻘﯾن ﺑدﯾﻠﯾن ﻟﻔض اﻟﻧزاع اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﻋدد ﺧﺎص ﺑﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،2010 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪4‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 6‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫ﯾﻌﺗﺑ ــر اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم ﻧظ ــﺎم ﻗﺿ ــﺎﺋﻲ ﺧ ــﺎص ﻟﺣ ــل اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺷـ ـرﯾﻊ‬
‫اﻟﺟ ازﺋـري أﻗـرﻩ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓـﻲ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾـﺔ ‪ 09/08‬وأﻛــدﻩ ﻓــﻲ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ ‪ ،247/15‬ﺑﺣﯾـث اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ وﺟـدت ﻧﻔﺳـﻬﺎ ﻣﺟﺑـرة ﻋﻠـﻰ إدراج اﻟﺗﺣﻛـﯾم‬
‫ﻛﻧظﺎم ﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻷﺟﻧﺑـﻲ ﻻ ﯾﺛـق إﻻ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ وﯾﺷﺗرط إدراﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻣﺑرﻣـﺔ ﻣـﻊ اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺧـﺎف ﻣـن اﻧﺣﯾـﺎز ﻗﺿـﺎﺋﻬﺎ اﻟرﺳـﻣﻲ ﻟﻬـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوب ﻧزاع ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺑﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺣﯾـث ﯾﻌﺗﺑـر ﻣـن أﻫـم اﻟطـرق اﻟﺑدﯾﻠـﺔ ﻟﺣـل اﻟﻧ ازﻋــﺎت‪ ،‬وﻗـد ﻧـص ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣﺷـروع اﻟﺟ ازﺋـري ﻓـﻲ ﻣــوﻗﻌﯾن‬
‫ﻣــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻷول ﻓــﻲ اﻟﻣـ ـواد)‪ (977،976،975‬واﻟ ــذي ﯾﺗﻌﻠــق ﺑ ــﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓ ــﻲ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن )‪ 1006‬إﻟﻰ‪ (1061‬اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧزاﻋﺎت‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم‬
‫ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻻﺑد ﻣـن ﺗﻌرﯾﻔـﻪ ﺛـم ﺗﺣدﯾـد طﺑﯾﻌﺗـﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـﺔ‪ ،‬وﻛـذا ﺗﺣدﯾـد أﻧواﻋـﻪ ﺛـم‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ واﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬
‫أوﻻ ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣﻛﯾم‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻫو إﺗﻔﺎق ﺑﯾن طرﻓﯾن أو أﻛﺛر ﻟﻧزاع ﻗد ﯾﻘوم ﺑﯾﻧﻬم أو ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻔﻌـل ﻋﻠـﻰ ﺷـﺧص ﻣﻌـﯾن ﯾﺳـﻣﻰ‬
‫ﻣﺣﻛم أو ﻋﻠﻰ أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﯾﺳﻣون ﻣﺣﻛﻣﯾن ﻟﯾﻔﺻﻠوا ﻓﯾﻪ ﺑدﻻ ﻣن طرﺣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻋرﻓﻪ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻫﻲ آﻟﯾﺔ ﯾﺗم وﻓﻘﺎ ﻟﻬﺎ ﺳـﻠب اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺔ ﻣـن اﻟﺧﺿـوع‬
‫ﻟواﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ أﻓراد ﻋﻬد إﻟﯾﻬم ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ‪.2‬‬
‫وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ "ﻫـو ﺗﻘﻧﯾـﺔ ﺗرﻣـﻲ ﻟﺣـل ﻗﺿـﯾﺔ أو ﻣﺳـﺄﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑـرواﺑط ﺑـﯾن ﺷﺧﺻـﯾن أو أﻛﺛـر ﺑواﺳـطﺔ‬
‫ﻣﺣﻛ ــم أو ﻣﺣﻛﻣ ــﯾن ﯾﺳـ ـﺗﻣدون ﺳ ــﻠطﺎﻧﻬم ﻣ ــن اﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ وﯾﺣﻛﻣ ــون ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس ﻫ ــدﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ــﺔ دون أن‬
‫ﯾﻛوﻧــوا ﻣﺗــوﻟﯾن اﻟﻘﯾــﺎم ﺑﻬ ــذﻩ اﻟﻣﻬﻣــﺔ ﻣــن ﻗﺑــل دوﻟ ــﺔ ﻣــﺎ‪" 3‬إذن ﻓــﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ﻫــو اﻻﺗﻔ ــﺎق ﻋﻠــﻰ طــرح اﻟﻧ ـزاع ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺷﺧص ﻣﻌﯾن أو أﺷﺧﺎص ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻟﯾﻔﺻﻠوا ﻓﯾﻪ دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻪ "‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،2006 ،‬‬
‫ص ‪.283‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻣﺣﺟوﺑﻲ ‪ ،‬دور اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻘﺎرن ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪،‬‬
‫ﻋدد ﺧﺎص ‪ ،‬اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.358‬‬
‫‪3‬‬
‫‪DAVID rêne L’arbitrage dans le commerce international ، paris، économique ،1982، p 9.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺟﻌﻔر ﻣﺷﯾﻣش‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ، 2009 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪41‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﺗﻌﺎرﯾف ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﺑﻣﺻـر ﻓـﻲ‬
‫ﻗرارﻫــﺎ اﻟﺻــﺎدر ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ‪ 1994 /01 /18‬ﺑﺄﻧــﻪ" إﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ طــرح اﻟﻧ ـزاع ﻋﻠــﻰ ﺷــﺧص ﻣﻌــﯾن أو أﺷــﺧﺎص‬
‫ﻣﻌﯾﻧﯾن‪ ،‬ﻟﯾﻔﺻﻠوا ﻓﯾﻪ دون اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ"‪.1‬‬
‫ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻋرﻓــﻪ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟ ـﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﺳــﻠطﺔ إﺗﺧــﺎذ اﻟﻘ ـرار اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﺗــرف ﺑﻬــﺎ ﻓــﻲ طــرف ﺛﺎﻟــث‬
‫واﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻘرار اﻟﻣﺣﻛم‪.2‬‬

‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ﻟــم ﯾﻌــرف اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﺑﻠــﻰ إﻛﺗﻔــﻰ ﺑﺗﻌرﯾــف ﻋﻧﺎﺻــر ﻓﻘــط واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺷــرط اﻟﺗﺣﻛــﯾم‬
‫ٕواﺗﻔﺎق اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺣﯾث ﻋرف ﺷرط اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 1007‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪09/08‬‬
‫وﺷــرط اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻫــو اﻻﺗﻔــﺎق اﻟــذي ﯾﻠﺗــزم ﺑﻣوﺟــب اﻹط ـراف ﻓــﻲ ﻋﻘــد ﻣﺗﺻــل ﺑﺣﻘــوق ﻣﺗﺎﺣــﺔ ﺑﻣﻔﻬــوم‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 1006‬أﻋﻼﻩ‪ ،‬ﻟﻌرض اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم‪.3‬‬
‫أﻣــﺎ إﺗﻔــﺎق اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓﻘــد ﻋرﻓــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 1011‬ﺑﺄﻧــﻪ اﻻﺗﻔــﺎق اﻟــذي ﯾﻘﺑــل اﻷطـراف ﺑﻣوﺟﺑــﻪ ﻋــرض‬
‫ﻧزاع ﺳﺑق ﻧﺷوؤﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم‪.4‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم‬
‫اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم ﻣﻣﺎ أدى ﻟظﻬور ﻋدة اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻧﻌرﺿﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﺣﯾــث أﻋﺗﺑــر ﻫــذا اﻻﺗﺟــﺎﻩ أن اﻟﺗﺣﻛــﯾم دو طﺑﯾﻌــﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ‪ ،‬ﻟﻛﻧــﻪ ﯾﻬــدف إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق ﻣﺻــﺎﻟﺢ ﺧﺎﺻــﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ أن اﻹرادة اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم ﻫﯾ ــﺎ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــدد اﻟﻘ ــﺎﻧون واﻹﺟـ ـراءات اﻟواﺟﺑ ــﺔ إﺗﺑﺎﻋﻬ ــﺎ إذ ﺟ ــوﻫر ﻫ ــذا‬
‫اﻻﺗﺟــﺎﻩ ﻫــو ﻣــن ﻋﻣــل اﻷط ـراف)اﻻﺗﻔــﺎق ‪ ،‬اﻟﺗ ارﺿــﻲ(‪ ،5‬ﻛﻣــﺎ أﻛــدوا أﺻــﺣﺎب ﻫــذا اﻻﺗﺟــﺎﻩ أن اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻋﻘــد‬
‫رﺿﺎﺋﻲ ﻣﻠزم ﻟﻠﺟـﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬ﺣﯾـث اﻋﺗﻣـد ﻫـذا اﻻﺗﺟـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻌﺿـوي واﻟﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬﯾﺋـﺔ ﻣﺻـدرة اﻟﻘـرار‬
‫ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣوﺿوع اﻟﺗﺣﻛﯾم ‪.‬‬
‫ﻟﻛـن ﻫـذا اﻻﺗﺟــﺎﻩ ﺗﻌـرض ﻟﻠﻧﻘـد‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أﺳـﺎس أن اﺗﻔـﺎق اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻣـﺎ ﻫـو إﻻ ﻋﻧﺻــر ﻣـن ﻋﻧﺎﺻـر اﻟﺗﺣﻛــﯾم‪ ،‬وﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن إﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛل اﻟﺗﺣﻛﯾم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻣﺣﺟوﺑﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪387‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﻧﺎﻧﻲ ﻓراح ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم طرﯾق ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ، 2010 ،‬ص ص ‪.19-18‬‬
‫‪3‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 1006‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 1011‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻗﻣر‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2009 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪42‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ -2‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ذو طﺎﺑﻊ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‬


‫ﺣﯾـث ﯾـرى أﺻـﺣﺎب ﻫـذا اﻻﺗﺟـﺎﻩ )اﻻﺗﺟـﺎﻩ اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ( أن اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻫـو ﻧـوع ﻣـن أﻧـواع اﻟﻘﺿــﺎء أي‬
‫أن اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﯾﻘــوم ﺑــﻧﻔس وظﯾﻔــﺔ اﻟﻘﺿــﺎء)ﻣﺣﻛــم ﯾﻘــوم ﻣﻘــﺎم اﻟﻘﺎﺿــﻲ( ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﻧﻬﺟــﻪ ﻧﻔــس ﻧﻬــﺞ اﻟﻘﺿــﺎء‬
‫وﻫو ﺣﺳم اﻟﻧزاع وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ‪.1‬‬
‫ﻟﻛن ﻫذا اﻟرأي اﻧﺗﻘد ﻫو أﯾﺿﺎ و ذﻟك ﻟﻠﻔرق اﻟﺷﺎﺳﻊ ﺑﯾن اﻟﺗﺣﻛﯾم واﻟﻘﺿﺎء ﺑﺣﯾث وﺟب ﻋدم اﻟﺧﻠط ﺑﯾﻧﻬم‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺧﺗﻠطﺔ‬
‫ﯾــرى أﺻ ــﺣﺎب ﻫ ــذا اﻻﺗﺟ ــﺎﻩ أن اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم دو طﺑﯾﻌ ــﺔ ﻣﺧﺗﻠط ــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﺟﻣ ــﻊ ﺑ ــﯾن اﻟﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ‬
‫)اﻟﻌﻘدﯾــﺔ( واﻟﻧظرﯾــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻋﻘــدي إذا ﻧظرﻧــﺎ إﻟﯾــﻪ ﻣــن ﺣﯾــث أﺻــﻠﻪ ﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﺗﻔــﺎق اﻟﺗﺣﻛــﯾم‪ ،‬وﻫــو‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛم واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻠزﻣﺎ ﻟﻸطراف‪.2‬‬
‫وﻫذا اﻟرأي أﯾﺿﺎ ﺗﻌرض ﻟﻠﻧﻘض ﺣﯾث أدى إﻟﻰ ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﻛﺛﯾرة وﺧﻠط ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‬
‫ﺣﯾث ﯾرى أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أن اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﯾﻣﺗـﺎز ﺑﺎﻻﺳـﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‪ ،‬وأن اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻧظـﺎم ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ﺧـﺎص‬
‫ﺑ ــﻪ ﺑﻌﯾ ــد ﻋ ــن ﺳــﻠك اﻟﻘﺿ ــﺎء‪ ،‬وﻫ ــذا ﻟﻠﺧﺻوﺻ ــﯾﺔ اﻟﻣوﺟ ــودة ﻓﯾ ــﻪ وﯾﻣﻛ ــن اﻋﺗﺑ ــﺎرﻩ ﺻ ــورة ﻣ ــن ﺻ ــور اﻟﻘﺿ ــﺎء‬
‫اﻟﺧﺎص ﻷن اﻟﻔﺻل ﻓﯾـﻪ ﯾﻌـود ﻟﺷـﺧص أو ﻷﺷـﺧﺎص ﻋـﺎدﯾﯾن ﻟﯾﺳـو ﻣـن رﺟـﺎل اﻟﻘﺿـﺎء وﻻ ﺗﺳـﺄل اﻟدوﻟـﺔ ﻋـن‬
‫أﻋﻣﺎﻟﻬم ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺧﺗﺎرون ﺑواﺳطﺔ أطراف اﻟﻧزاع‪.3‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ -‬أﻧواع اﻟﺗﺣﻛﯾم‬


‫‪ -1‬اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻻﺧﺗﯾﺎري‪ :‬ﻫو ذﻟك اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟذي ﯾﺗم اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﯾﻪ ﺑﺈرادة اﻷطراف ذو اﻟﺷﺄن ﺑـدﻻ ﻣـن اﻻﺗﺟـﺎﻩ‬
‫إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،4‬وﻗــد أﻗــر اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدﺗﯾن )‪،1006‬‬
‫‪(1007‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.09/08‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻹﺟﺑﺎري‪ :‬ﻓرﺿﻪ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوم ﻣن اﺟل اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻧـزاﻋﻬم ﻧﻔـﺎدا ﻟﻘﺎﻋـدة ﻗﺎﻧوﻧﯾـﻪ آﻣـرة‪،‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون ﻹرادة اﻟطرﻓﯾن أي ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ‪ ،‬ورﻏم أن ﻫذا اﻟﻧوع أﺧـد ﻓـﻲ اﻟﺗ ارﺟـﻊ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗـﻪ ﻣﺑـدأ‬
‫اﻟرﺿــﺎﺋﯾﺔ إﻻ أﻧــﻪ ﻣــﺎزال ﻣﻌﻣــول ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﺑﻌــض اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت‪ ،‬وﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺛــور ﺑــﯾن أﺷــﺧﺎص‬
‫اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﺑﺣﺟــﺔ أﻧــﻪ ﯾﺻــب ﻓـﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣـﯾن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري اﺧــذ ﺑﻬــذا اﻟﻧــوع‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻠﯾﻛﺔ ﻣوﺳﺎوي‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛطرق ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ، 09‬ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎدات ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺗﻣﻧراﺳت ‪ ، 2015 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻗﻣر ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﻠﯾﻛﺔ ﻣوﺳﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص ‪.224-223‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻣﺣﻣود اﻟﺳﯾد ﻋﻣر اﻟﺗﺣﯾوي‪ ،‬إﻟﺗﺟﺎء اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.20‬‬
‫‪43‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫أﺛﻧﺎء اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ اﺧﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻛـﯾم اﻹﺟﺑـﺎري ﺑﻣوﺟـب آﻣـر رﻗـم ‪44 -75‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﯾوﻧﯾو ‪ ،1975‬واﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم اﻹﺟﺑﺎري ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت‪.1‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﺣﻛم اﻟداﺧﻠﻲ‪ :‬ﻫو اﻟذي ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﻧـزاع وطﻧـﻲ ﻣـن ﻛﺎﻓـﺔ زواﯾـﺎﻩ‪ ،‬وﯾﻌـﯾن ﻟـﻪ ﻣﺣﻛﻣـون وطﻧﯾـون ﯾﺻـدرون‬
‫ﺣﻛﻣﻬم داﺧل اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات و ﻗواﻧﯾن وطﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺗﺣﻛم اﻟدوﻟﻲ‪ :‬ﻫو اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻧزاع ﻋﻧﺎﺻر دوﻟﺗﯾن آو أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﺛور ﺑﺷﺄﻧﻪ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﺻـﻌوﺑﺎت‬
‫ﻣﺛ ــل ‪ :‬اﻟﻘ ــﺎﻧون واﺟ ــب ﺗطﺑﻘ ــﻪ واﻹﺟـ ـراءات اﻟواﺟ ــب إﺗﺑﺎﻋﻬــﺎ‪ ،‬ﻣﻛ ــﺎن اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم‪ ،‬أﺳ ــﻣﺎء وﺟﻧﺳ ــﯾﺎت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﯾن‪،‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣـﺎدة ‪ 1039‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ﺑﺄﻧـﻪ اﻟﺗﺣﻛـﯾم‬
‫اﻟذي ﯾﺧص اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل‪.‬‬
‫‪-5‬اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟﻣؤﺳﺳــﻲ ‪ :‬ﻫــو اﻟــذي ﺗﺗوﻟــﻪ ﻫﯾﺋــﻪ أو ﻫﯾﻬــﺎت وطﻧﯾــﻪ أو ﻣﻧظﻣــﺎت دوﻟﯾــﻪ ﻣﻧﺷــﺄة ﻟﻬــذا اﻟﻐــرض‬
‫ﺗطﺑق ﻗواﻋد ٕواﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣﺣددة وﻣوﺿـوﻋﺔ ﺳـﻠﻔﺎ ﺑﻣوﺟـب اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ‪ ،‬وﺗﻛـون ﻟـواﺋﺢ ﻫـذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺔ أو‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﻣﺟرد اﺧﺗﯾﺎر اﻷطراف ﻷي ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع ‪.2‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ‪ -‬إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم وأﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ‬


‫ﻟــم ﯾــﻧظم اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪ 247/15‬اﻹﺟ ـراءات اﻟواﺟــب إﺗﺑﺎﻋﻬ ــﺎ ﻟﺳــﯾر اﻟﺧﺻ ــوﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫ﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺑرر ذﻟك ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻣوﺿـوﻋﯾﺔ وﻏﯾـر اﻹﺟراﺋﯾـﺔ‪ ،‬ﺗﺎرﻛـﺎ ﺑـذﻟك‬
‫ﻣﺳـﺄﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻬـﺎ ﻟﻘـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ﺣﯾــث ﯾﻌﺗﺑـر ﻗـﺎﻧون دو طـﺎﺑﻊ إﺟ ارﺋـﻲ ﺣﯾـث ﻣﯾـز اﻟﻣﺷــرع‬
‫ﺑﯾن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ٕواﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ‪:‬‬
‫إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻟﺑــدء ﻓــﻲ إﺟـراءات اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﯾﺧﺗﻠــف ﻋــن اﻟﺑــدء ﻓــﻲ إﺟـراءات اﻟــدﻋوى أﻣــﺎم اﻟﻘﺿــﺎء‪ ،‬ﻓﺎﻟــدﻋوى أﻣــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣــﺎﻛم ﺗﺑــدأ ﻣ ــن ﺗــﺎرﯾﺦ ﻗﯾــدﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﺟــدول ﻋﻛــس إﺟ ـراءات اﻟﺗﺣﻛﻣﯾــﺔ ﻓﻠﻠﺧﺻــوم اﻟﺣ ــق ﻓــﻲ اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﯾﻌــﺎد اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــدأ ﺑــﻪ إﺟ ـراءات اﻟﺗﺣﻛــﯾم‪ ،‬ﻓﺗوﺟــﻪ إرادة اﻷط ـراف ﻓــﻲ اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟــداﺧﻠﻲ وﻓــق ﻣــﺎ ﻧﺻ ـت ﻋﻠﯾــﻪ‬
‫اﻟﻣــﺎدﺗﯾن)‪ (1011،1007‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ـﺔ واﻹدارﯾــﺔ ﺑﻌــدﻫﺎ ﯾــﺗم ﺗﻌﯾــﯾن اﻟﻣﺣﻛــم أو اﻟﻣﺣﻛﻣــﯾن‬
‫وﻓق اﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم اﻻﺗﻔﺎق ﯾﻌﯾن اﻟﻣﺣﻛم أو اﻟﻣﺣﻛوﻣون ﻣن ﻗﺑل رﺋـﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟواﻗـﻊ ﻓـﻲ‬
‫داﺋـرة اﺧﺗﺻـﺎص إﺑـرام اﻟﻌﻘـد أو ﻣﺣــل ﺗﻧﻔﯾـذﻩ‪ ،3‬ﺑﺣﯾــث أوﺟـب اﻟﻣﺷــرع ﻋﻠـﻰ أطـراف اﻟﻧـزاع إﺳــﻧﺎد اﻟﺗﺣﻛـﯾم إﻟــﻰ‬
‫ﺷــﺧص طﺑﯾﻌــﻲ ﻣﺗﻣﺗﻌــﺎ ﺑﺣﻘوﻗــﻪ اﻟﻣدﻧﯾــﺔ‪ ،‬أو إﻟــﻰ ﺷــﺧص ﻣﻌﻧــوي‪ ،‬وﺑﻌــد ذﻟــك ﯾﻘــوم اﻟﻣﺣﻛــم ﺑﺗــدوﯾن ﻣﺣﺎﺿــر‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾق وذﻟك ﺑﻌد ﺳﻣﺎع ﻟﺣﺟﺔ ﻛل ﻣن اﻷطراف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أﻧظر اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم ‪ 53‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ف ‪ 4‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ، 1975‬ص ‪.742‬‬
‫‪2‬ﻋزﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻋطﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣرﻓﻌﺎت اﻟﻛوﯾﺗﻲ( ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ دار اﻟﻛﺗﺎب ‪ ، 2012 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻷﺣدب ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺟزاﺋري اﻟﺟدﯾد ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻋدد ﺧﺎص ‪ ،‬اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ‪ ،‬اﻟﺟزء‬
‫اﻷول ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪44‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟدوﻟﻲ‪:‬‬


‫اﻟﻣﻘﺻ ــود ﺑ ــﻪ ﺗوﺟ ــﻪ اﻷطـ ـراف إﻟ ــﻰ اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻠﺗ ــزم ﻓﯾﻬ ــﺎ ﺷ ــرط اﻟﻛﺗﺎﺑ ــﺔ وﻓﻘ ــﺎ ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــﻧظم‬
‫ﻟﻣوﺿ ــوع اﻟﻧ ـزاع أو اﻟﺷــروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﻔ ــق ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻷط ـراف‪ ،‬وﺑﻌ ــد ذﻟــك ﯾﻘ ــوم اﻷط ـراف ﺑﺗﻌﯾ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣــﯾن ﻟﻔــض اﻟﻧ ـزاع اﻟﻧﺎﺷــﺊ ﺑﯾــﻧﻬم‪ ،‬وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﺗﻔــﺎﻗﻬم وﺟــب ﻋﻠــﯾﻬم اﻟرﺟــوع إﻟــﻰ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻟﺗﻌﯾﯾﻧـﻪ وﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻋـدم ﻗﺑـول اﻷطـراف ﻋﻠـﻰ اﻹﺟـراءات اﻟﻣﻌﻣـول ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺧﺻـوﻣﺔ ﯾرﺟـﻊ اﻷﻣــر‬
‫ﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻣــن أﺟــل اﻟﻘﯾــﺎم ﺑــذﻟك )اﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻷدﻟــﺔ واﻟﺗﺣﻘﯾــق(‪ ،‬ﻣــﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ ﺗــدﺧل اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻣن أﺟل ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﻠزم وﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺧﺎﻣس أﺛﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬أﺛﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطرﻓﻲ اﻟﻧزاع ‪:‬‬
‫إن رﻏﺑــﺔ طرﻓــﻲ اﻟﺧﺻــوﻣﺔ ﻓــﻲ إﯾﺟــﺎد ﺣــل ﻟﻧزاﻋﻬﻣــﺎ ﺧــﺎرج ﺳــﻠك اﻟﻘﺿــﺎء‪ ،‬ﻫــو اﻟﺳــﺑب اﻟــذي ﺟﻌﻠﻬﻣــﺎ‬
‫ﯾﺗﻔﻘـﺎن ﻋﻠـﻰ ﺣﺳـم اﻟﻧـزاع ﺑـﺎﻟﺗﺣﻛﯾم‪ ،‬وﺑﻌـد ﺻـدور اﻟﺣﻛـم ﯾﻛـون اﻟﻧـزاع ﻗـد اﻧﺗﻬـﻰ ووﺻـل إﻟـﻰ ﺣـل‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻫـذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﻓﺈن أول أﺛـر ﻟﻠﺣﻛـم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣـﻲ ﻫـو إﻟـزام اﻷطـراف ﺑﺗﻧﻔﯾـذﻩ‪ ،‬وذﻟـك أن اﻟﻣﻣﺎطﻠـﺔ أو ﻋـدم ﺗﻧﻔﯾـذﻩ ﺳـوف‬
‫ﻟن ﯾﺷﺟﻊ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ و ﯾﺿﻌف اﻟﺛﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن ﻓﻲ ﻋدم ﺟدوى ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪ ‬أﺛﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛم‪:‬‬


‫ﺗﻧﺗﻬﻲ وﻻﯾـﺔ اﻟﻣﺣﻛـم ﻋـن اﻟﻧـزاع ﺑﻣﺟـرد ﺻـدور اﻟﺣﻛـم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣـﻲ‪ ،‬واﻧﺗﻬـﺎء اﻟوﻻﯾـﺔ ﺗﻌﻧـﻲ ﻋـدم إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ‬
‫اﻟرﺟوع ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓـﻲ اﻟﻧـزاع أو إﻋـﺎدة اﻟﻧظـر ﻓـﻲ اﻟﺣﻛـم اﻟـذي إﺗﺧـدﻩ اﻟﻣﺣﻛـم أو ﻫﯾﺋـﺔ‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾم‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا اﻷﻣر ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺻـﺣﯾﺢ اﻷﺧطـﺎء اﻟﻣﺎدﯾـﺔ أو إﻛﻣـﺎل اﻟـﻧﻘص اﻟـذي‬
‫ﻗد ﯾﺗﻌدى اﻟﻣﺣﻛم أو أن ﯾﻘوم ﺑﺗﻔﺳﯾرﻩ‪. 2‬‬

‫اﻟﺑﻧد اﻟﺳﺎدس‪ :‬ﻣدى ﺟواز اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾــﺔ ﻣــن اﻷﻣــور اﻟﻣﺗداوﻟــﺔ ﺑﻛﺛـرة ﻓــﻲ اﻟﻔﻘ ـﻪ واﻟﻘﺿــﺎء واﻟﺗﺷـرﯾﻊ‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ واﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑـر ﺗﺣدﯾـد ﻣـدى ﺟـواز اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻣر ﻣﻬم ﺑﺳﺑب ﺗﻧـوع اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﻓﯾﻬـﺎ‪ ،‬وﻛـذﻟك ﺑﺳـﺑب اﻟﺟـدل اﻟﻛﺑﯾـر ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﻣﺷـروﻋﯾﺔ‬
‫أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم‪.‬‬
‫أوﻻ‪ -‬اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم‪:‬‬
‫ﺣﺳــب ﻧ ــص اﻟﻣــﺎدة ‪ 1006‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬ﯾﻘﺗﺻــر اﺧﺗﺻــﺎص اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﺗـﻲ ﻟﻬـم ﻣطﻠـق اﻟﺗﺻـرف ﻓﯾﻬـﺎ أي اﻟﺣﻘـوق اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻓﻘـط‪ ،‬ﻓـﻲ‬

‫‪1‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 1043‬اﻟﻰ ‪ 1050‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻻدارﯾﺔ ‪ ،09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻓوزي ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ص ‪.346-345‬‬
‫‪45‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺣﯾن أن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑـﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻣﺳـﺗﺑﻌدة ﻣـن اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﺑﻣوﺟـب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة أﻋـﻼﻩ‪ ،‬وﺑـذﻟك‬
‫ﻧرﺗب ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺑﻌض ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﻋﻧـد إﺑـرام واﻟﻧزﻋـﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﻋﻧـد‬
‫ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻻﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻷطـ ـراف‪ ،‬وأﯾﺿ ــﺎ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﻌﻠ ــق‬
‫ﺑﻣﺷــروﻋﯾﺔ أﻋﻣــﺎل اﻹدارة ﻛـدﻋوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻘـ اررات اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ـﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـﺔ ﻣﻬﻣــﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣﺎﻟﺔ اﻷﺷﺧﺎص وأﻫﻠﯾﺗﻬم‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ -‬اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم‪:‬‬
‫ﻧﺻـ ــت اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 154‬ﻣـ ــن اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ‪ 247 -15‬اﻟﻔﻘ ـ ـرة اﻷﺧﯾ ـ ـرة " ﯾﺧﺿـ ــﻊ ﻟﺟـ ــوء اﻟﻣﺻـ ــﺎﻟﺢ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﻓ ــﻲ إط ــﺎر ﺗﺳ ــوﯾﻪ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗطـ ـ أر ﻋﻧ ــد ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﻟﻣﺗﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن‬
‫أﺟﺎﻧ ــب‪ ،‬إﻟ ــﻰ ﻫﯾﺋ ــﻪ ﺗﺣﻛ ــﯾم دوﻟﯾ ــﺔ ﺑﻧ ــﺎءا ﻋﻠ ــﻰ اﻗﺗـ ـراح ﻣ ــن اﻟـ ـوزﯾر اﻟﻣﻌﻧ ــﻲ ﻟﻠﻣواﻓﻘ ــﺔ اﻟﻣﺳ ــﺑﻘﺔ أﺛﻧ ــﺎء اﺟﺗﻣ ــﺎع‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ"‪ ،‬ﻧﻼﺣــظ أن اﻟﻔﻘـرة اﻷﺧﯾـرة ﻣــن اﻟﻣــﺎدة ‪ 154‬ذﻛــرت ﺻـراﺣﺔ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﺣﯾــث ذﻛــرت اﻧــﻪ ﻋﻧــد ﺣــدوث‬
‫ﻧـزاع ﺑﯾﻧﻬــﺎ وﺑــﯾن ﻣﻌــﺎﻣﻠﯾن اﻗﺗﺻــﺎدﯾﯾن أﺟﺎﻧــب ﯾﻣﻛــن اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﺗﺣﻛــﯾم وﻟﻛــن ﺑﺷــرط أن ﺗﻛــون اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺑرﻣﻬ ــﺎ اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﻣ ــﻊ ﻣﺗﻌ ــﺎﻣﻠﯾن أﺟﺎﻧ ــب وﻟ ــﯾس ﺟ ازﺋـ ـرﯾﯾن‪ ،‬واﻟﺟﻬ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻣﺧ ــول ﻟﻬ ــﺎ ﺑ ــﺎﻟﻧظر ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت ﻫﻲ ﻫﯾﺋﻪ ﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﻪ وﺗﻛون ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن اﻟـوزﯾر اﻟﻣﻌﻧـﻲ ﺑﺎﻟﻘطـﺎع أﺛﻧـﺎء اﺟﺗﻣـﺎع اﻟﺣﻛوﻣـﺔ‪ ،2‬وﻛـذﻟك‬
‫ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدﺗﯾن ‪ 975‬واﻟﻣ ــﺎدة ‪1006‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ ﻧﺟ ــد أن اﻟﻣﺷ ــرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـوز ﻟﻬـﺎ طﻠـب اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث‬
‫ﻧﺻـت اﻟﻣــﺎدة ‪ 975‬ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﯾﻠـﻲ" ﻻ ﯾﺟــوز ﻟﻸﺷــﺧﺎص اﻟﻣـذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 800‬ﻣــن اﻟﻘـﺎﻧون ﺳــﺎﻟف اﻟــذﻛر‬
‫أن ﺗﺟــري ﺗﺣﻛﯾﻣــﺎ إﻻ ﻓــﻲ اﻟﺣــﺎﻻت اﻟ ـواردة ﻓ ــﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺻــﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺟ ازﺋ ــر وﻓــﻲ ﻣ ــﺎدﻩ‬
‫اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،3‬أﻣــﺎ اﻟﻣــﺎدة ‪ 1006‬ﻓﻧﺻـت ﻋﻠــﻰ" ﯾﻣﻛــن ﻟﻛــل ﺷــﺧص اﻟﻠﺟـوء إﻟــﻰ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق‬
‫اﻟﺗﻲ ﻟﻪ ﻣطﻠق اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ‪."4‬‬
‫وﯾﻼﺣــظ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺎدﺗﯾن أﻧﻬﻣــﺎ أﺟــﺎزت اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻟﻛــن ﯾﻼﺣــظ وﺟــود‬
‫ﺗﻌﺎرض ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـوز ﻟﻬـﺎ اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻣــن ﺟﻬــﺔ وﻓ ــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 1006‬ﻧﺻــت ﻋﻠــﻰ ﺟـ ـواز اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﻟــم ﺗﺷــر إﻟ ــﻰ اﻷﺷ ــﺧﺎص‬
‫اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ‪ ،800‬وﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــرى ﺗــم اﻹﺷــﺎرة إﻟـﻰ اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة‬
‫‪ 800‬ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ ،975‬وﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل ﻫﻧــﺎك ﻓــرق ﺑــﯾن اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻛﻛــل وﺑــﯾن اﻷﺷــﺧﺎص‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 1006‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 153‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 975‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 1006‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪46‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ اﻟﻣ ــذﻛورة ﻓــﻲ ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدة ‪ ،800‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻷﺷ ــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻣ ــذﻛورة ﻓ ــﻲ ﻧ ــص‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 06‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 247-15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.1‬‬
‫وﺗﻛﻣــن أﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ إﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟدوﻟــﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﻋوﻟﻣــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎد وﺗﻧﺎﻓﺳــﯾﺗﻪ وﺟﻠــب اﻟطــرف‬
‫اﻷﺟﻧﺑ ــﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗ ــد‪ ،‬ﻓ ــﺈن اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋــري ﻗ ــد رﺿ ــﺦ ﻟﻠﺗﺣﻛ ــﯾم ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻋﻘ ــود اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻻﺳـ ـﯾﻣﺎ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾ ــﺔ وذﻟــك ﺑﻣـ ـوازاة ﻣ ــﻊ اﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟدوﻟ ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺧ ــﺎرج وﻛـ ـذا ﻹطﻔ ــﺎء ﻣروﻧ ــﺔ‬
‫ﻟﺗﺟ ــﺎوز اﻟﺧﻼﻓـ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣـ ــس ﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻹﺟ ـ ـراءات‪ ،2‬وﺗﺟـ ــدر اﻹﺷـ ــﺎرة إن اﻟﻠﺟـــوء إﻟ ــﻰ إﺟ ـ ـراء اﻟﺗﺣﻛـ ــﯾم ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺣد أطراﻓﻬﺎ ﯾﻛون ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن‪:‬‬
‫اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ أو اﻟوزراء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدوﻟﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟواﻟﻲ أو رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻛﯾم ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻟﻣﻣﺛــل اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟوﺻــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬــﺎ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻛــون اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻣؤﺳﺳــﻪ ﻋﻣوﻣﯾــﻪ ذات‬ ‫‪-‬‬
‫طﺎﺑﻊ إداري‪.3‬‬
‫وﻋﻠﯾ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﻣـ ـ ـواد )‪ (1006 ،975 ،800‬ﻣ ـ ــن ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ـ ــﺔ واﻹدارﯾـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 6‬ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ‪ 247-15‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﺗ ــم ﻓ ــﺗﺢ اﻟﺑ ــﺎب ﻟﻠﺗﺣﻛ ــﯾم أﻣ ــﺎم ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻫــذا ﯾﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟﺿــرورة أن ﻛــل اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 6‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ‬
‫‪ 247/15‬ﻣﻬﻣـ ــﺎ ﻛﺎﻧـ ــت طﺑﯾﻌﺗﻬـ ــﺎ أن ﺗﻠﺟ ـ ـﺄ ﻟﻠﺗﺣﻛ ـ ــﯾم ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺑرﻣﺗﻬ ـ ـﺎ‪ ،‬إﻟـ ــﻰ ﺟﺎﻧـ ــب‬
‫اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟ ـﺔ ﻋــدم وﺟــود ﺣــل ودي ﯾﻘﺿــﻲ ﺑﺈﯾﺟــﺎد اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻸﻋﺑــﺎء‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛــل ﻣــن طرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت وﺣﺳــب ﻣــﺎ ﻗﺿــت ﺑــﻪ اﻟﻣــﺎدة ‪ 153‬ﻣــن‬
‫ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿـﺎت اﻟﻣرﻓـق‬
‫اﻟﻌﺎم‪247/15‬‬
‫ﻗد ﻻ ﯾﺣدث ﺗﻘﺎرب وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣـن ﺻـﻠﺢ ووﺳـﺎطﺔ وﺗﺣﻛـﯾم‪ ،‬وﻫـذا‬
‫ﯾﻌﻧــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﻻﺗﻔــﺎق‪ ،4‬ﻟــذﻟك ﻟــم ﯾﻐﻔــل ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ‪247/15‬ﻋــن ﻣﺳ ـﺄﻟﺔ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ‬
‫ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﺣﯾــث أﻋطــﻰ ﻗﺳــم ﺧــﺎص ﻟﻬــﺎ ﺗﺣــت‬
‫ﻋﻧوان " اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت"‪ ،‬ﺣﯾث اﺳﺗﺣدث اﻟﻘﺎﻧون ‪ 247/15‬ﻟﺟﺎن ﺑﯾﻧـت اﻟﻣـﺎدة)‪ (155 ،154‬ﻣﻧـﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻـﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ وﺗﺷـﻛﯾﻼﺗﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ إﺟـراءات اﻟﻔﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻧـزاع اﻟﻣﻌـروض أﻣﺎﻣﻬـﺎ‪ ،‬إذ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻻ ﯾﻠﺟــﺄ إﻟﯾﻬــﺎ إﻻ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ ﺣــل ﻟﻠﻧـزاع اﻟﻘــﺎﺋم أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑــﯾن‬

‫‪1‬ﻣﻠﯾﻛﻪ ﻣوﺳﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.230‬‬


‫‪2‬‬
‫إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑﺣري‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 976‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 3/153‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫طرﻓـﻲ اﻟﻧـزاع ‪ ،‬ﻓﻘـد أﺟــﺎزت اﻟﻣـﺎدة ‪ 153‬أن ﯾﺣــﺎل اﻟﻧـزاع أﻣـﺎ اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑﺣﺳــب طﺑﯾﻌـﺔ وﻧــوع اﻟﺻــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﺑرﻣﺔ‪ ،‬ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﺣل ودي ﯾرﺿﻲ اﻟطرﻓﯾن‪.‬‬
‫ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺎت ﻣن أﻧـواع اﻟﺗﺳـوﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋـﺎت ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺳـﺑب اﻟﺧﺻوﺻـﯾﺎت اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺗﻣﯾــز ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أﻧﻬــﺎ ﺗﺳــﻣﺢ ﺑﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻧ ازﻋــﺎت ودﯾــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣ ارﺣــل اﻷوﻟــﻰ ﻟﺑداﯾــﺔ اﻟﻧ ـزاع‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﺗﻣﯾــز‬
‫ﺑﺎﻹﻧﺻﺎف و اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻘـﺎﺋم ﺑـﯾن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة و اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل وﻓـق اﻵﺟـﺎل اﻟﻣﺣـددة ﻓـﻲ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾــﻪ ﻓﻘــد أرﺳــﻰ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻗﺎﻋــدة ﺟوﻫرﯾــﺔ ﻟﺣــل اﻟــودي ﻷي ﻧ ـزاع ﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن ﺗﻧﻔﯾــذ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻣﺢ ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫إﯾﺟﺎد اﻟﺗوازن ﻟﻠﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻧزاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ أﺳرع اﻧﺟﺎز ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ و ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ‪. 1‬‬ ‫‪‬‬
‫وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻌﺎل ﻛون اﻟﻣﺷـرع ﺗﺑﻧـﻰ ﻣﺑـدأ اﻟﺣﺳـم اﻟـودي وﻫـذا ﻟﻛـﻲ ﻻ ﺗﺗﻌطـل اﻟﻣﺷـﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬
‫ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ و ﺗﻣﻛﯾن أطراف اﻟﻧزاع ﻣن إﯾﺟﺎد ﺣل ﯾﻧﺎﺳﺑﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‬


‫ﻧﺻـ ــت اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 1/154‬ﻣـ ــن اﻟﻣرﺳـــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ ‪ " 247/15‬ﺗﻧﺷ ـ ـﺄ ﻟـ ــدى ﻛـ ــل وزﯾـ ــر وﻣﺳـ ــؤول ﻫﯾﺋـ ــﻪ‬
‫ﻋﻣوﻣﯾ ــﻪ وﻛ ــل واﻟ ــﻲ ﻟﺟﻧ ــﺔ ﻟﻠﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣ ــﺔ ﻋ ــن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺑرﻣ ــﺔ ﻣ ــﻊ‬
‫اﻟﻣﺗﻌــﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﯾن اﻟﺟ ازﺋ ـرﯾﯾن"‪ 2‬ﺑﺣﯾــث ﯾﻛﻣــن دور ﻫــذﻩ اﻟﻠﺟــﺎن اﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻘــﺎﻧون‬
‫واﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣن اﺟل إﯾﺟﺎد ﺣل ودي وﻣﻧﺻف ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫وﻣــن ﺧــﻼل ﻧــص اﻟﻣــﺎدة أﻋــﻼﻩ ﯾﺗﺑــﯾن إن ﻫﻧــﺎك ﻟﺟﻧﺗــﯾن ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟــوطن ﺗﻧظــر ﻓــﻲ اﻟﻧ ازﻋــﺎت‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗط ـ أر ﻋﻧــد ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﻬ ــدف إﻟــﻰ إﯾﺟــﺎد ﺣــل ودي و ﻣﻧﺻــف ﯾرﺿــﻲ اﻷط ـراف وﻫﻣــﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾــث ﺧــول ﻟﻬﻣــﺎ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟﺗﺳــوﯾﻪ اﻟﻧ ازﻋــﺎت‪ ،‬وﺗﻘــوم ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾـرة ﺑﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﺑطرﯾﻘــﻪ‬
‫ودﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود اﺧﺗﺻﺎص ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗم اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻓـﻲ ﺑداﯾـﺔ ﻧﺷـوب اﻟﻧـزاع‬
‫ﻣــﻊ ﺿــرورة اﺣﺗ ـرام اﻵﺟــﺎل‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﯾــﻧﻌﻛس إﯾﺟﺎﺑــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺳ ـرﯾﺎن اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﻌد أن ﯾﻌرض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧزاع ﺑواﺳطﺔ ﺷﻛوى ﻣن اﺣد طرﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﯾد ﻋﻠﻲ ﻓﺎﺿﻠﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﯾوم دراﺳﻲ ﺣول اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‪ 23 ،‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2016‬ص ‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ ،154‬ﻣن اﻷﻣر اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‬


‫اﺳﺗﺣدﺛت ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑﻣوﺟـب اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ ‪ 247 /15‬اﻟﺳـﺎﻟف اﻟـذﻛر‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺣدﯾﺛـﺔ‬
‫اﻟﻌﻬد‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻟﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل ﻗطﺎع‪ ،‬وﻫﻲ ﻟﺟﻧـﺔ و ازرﯾـﺔ وﻟﺟﻧـﺔ ﻣﺣﻠﯾـﻪ وﻻﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ اﻟﻧ ازﻋـﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺑﺣﯾث أﻧﺷﺋت ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ‪ 154‬ﻣن اﻷﻣر اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‬
‫ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ﻟﺣﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟوزارة واﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ﺗﺗﺷﻛل ﻫدﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟو ازرة أو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن‪:‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟوزﯾر أو ﻣﺳؤول اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ رﺋﯾﺳﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟو ازرة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﻧزاع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳﺑﺔ)إﺣدى ﻣدﯾرﯾﺎت و ازرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ(‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣﻘرر ﻣن اﻟوزﯾر أو ﻣﺳـؤول اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ أن ﯾﻌـﯾن‬
‫رﺋــﯾس اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﻣﻘــر ار ﻣــن ﺿ ــﻣن أﻋﺿــﺎﺋﻬﺎ وﺗوﺿــﻊ أﻣﺎﻧــﺔ ﻟﻠﺟﻧ ــﺔ ﻟــدى رﺋﯾﺳ ــﻬﺎ‪ ،1‬ﻛﻣــﺎ أن ﻟﻠﻣﺻ ــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺣق ﻓﻲ ﺣﺿور ﻣن ﯾﻧوﺑﻬﺎ وذﻟك ﻣن اﺟل إﻋطﺎء ﺗوﺿﯾﺣﺎت ﺣـول اﻟﻣﻠـف اﻟﻣطـروح ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﻣﻛ ــن أن ﺗﺳ ــﺎﻋدﻩ اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺻ ــﯾﺎﻏﺔ رأي أو ﺣ ــل ودي ﯾرﺿ ــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ‬
‫اﻷطراف‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻣﻣﺛل اﻟو ازرة اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﻧزاع ودورﻩ ﻫو ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺧﺗص‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺗﻣﺛﯾل ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻣدﯾر ﻋﺎم ﻓﻲ و ازرﻩ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ﻟﺣﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟوﻻﯾﺔ‬ ‫‪-2‬‬
‫وﺗﺗﺷﻛل ﻟﺟﻧﻪ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ ﻣن‪:‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟواﻟﻲ )رﺋﯾﺳﺎ(‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣوﺿوع ﻧزاع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻣﻣﺛل ﻋن اﻟﻣﺣﺎﺳب اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﻛﻠف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وﯾــﺗم ﺗﻌﯾ ــﯾن أﻋﺿــﺎء اﻟﻠﺟ ــﺎن اﻟﻣﺧﺗ ــﺎرون ﻧظ ـ ار ﻟﺧﺑ ـرﺗﻬم وﻛﻔ ــﺎءاﺗﻬم ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺑﻣوﺟــب ﻣﻘــرر ﻣــن اﻟـواﻟﻲ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﯾﻌــﯾن رﺋــﯾس اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﻣﻘــر ار واﻟﻣﻘــرر ﻫــو اﻟﻌﺿــو اﻟﻣﻛﻠــف ﺑد ارﺳــﺔ اﻟﻣﻠــف‬
‫ﻣن ﺿـﻣن أﻋﺿـﺎﺋﻬﺎ ‪ ،‬وﺗوﺿـﻊ أﻣﺎﻧـﺔ ﻟﻠﺟﻧـﺔ ﻟـدى رﺋﯾﺳـﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﺷـﺗرط أﯾﺿـﺎ أﻻ ﯾﻛوﻧـوا أﻋﺿـﺎء اﻟﻠﺟﻧﺗـﯾن ﻗـد‬
‫ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ إﺟراء إﺑرام وﻣراﻗﺑﺔ وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﻧزاع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﺣق ﻏﻼب ‪ ،‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ظل اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪،247/15‬‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﺎﻟم ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 2008 ، 4‬ص ‪.06‬‬
‫‪49‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻣ ــﺎ ﯾﻼﺣ ــظ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺷ ــﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺳـ ـواء ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى اﻟ ــو ازرة‬
‫واﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أو ﻟﺟﻧـﺔ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟوﻻﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـو وﺟـود ﻋﺿــو ﯾﻣﺛـل اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة‬
‫ﺿﻣن اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﺣﺎﯾدة‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫إن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟــم ﯾﺷــر إﻟــﻰ طﺑﯾﻌــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻠﺟــﺎن‪ ،‬ﻫــل ﻫﯾــﺎ داﺋﻣــﺔ أم ﻟﺟــﺎن ﻣؤﻗﺗــﺔ‪ ،‬إﻻ‬ ‫‪‬‬
‫أﻧــﻪ ﺑــﺎﻟرﺟوع إﻟــﻰ اﻟﻣــﺎدة ‪ 154‬ﻣــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247/15‬ﻧﺟــد ﻣﺻــطﻠﺢ "ﺗﻧﺷــﺄ" أي أن اﻟﻠﺟــﺎن ﺗﻧﺷ ــﺄ‬
‫ﺑﻣﺟــرد ﺻــدور ﻫــذا اﻟﻣرﺳــوم وﻫــو ﻣــﺎ ﯾــوﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﻟﺟــﺎن داﺋﻣــﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺣــدد ﻟﻬــﺎ اﻹطــﺎر اﻟزﻣﻧــﻲ اﻟــذي‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث رﺑﻣﺎ ﯾﺣدد ذﻟك ﻓﻲ ﻗرار ﺗﻌﯾن اﻷﻋﺿﺎء‪.‬‬
‫ﺗﺗﺷــﻛل اﻟﻠﺟﻧﺗــﯾن ﻣــن أرﺑﻌــﺔ أﻋﺿــﺎء وﻫــو ﻋــدد زوﺟــﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ﺟﻌــل أراء اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﺗؤﺧــذ‬ ‫‪‬‬
‫ﺑﺄﻏﻠﺑﯾــﺔ أﺻ ـوات أﻋﺿــﺎﺋﻬﺎ وﻋﻧــد اﻟﺗﻌ ــﺎدل اﻷﺻ ـوات ﯾــرﺟﺢ ﺻــوت اﻟ ـرﺋﯾس‪ ،1‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ إن‬
‫ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻛل ﻛﻔﺎءة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗوﺿﯾﺢ أﺷﻐﺎل اﻟﻠﺟﻧﺔ وذﻟك ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان‪.‬‬
‫ﯾﻌــﯾن رﺋــﯾس اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﻣﻘــر ار ﻣــن ﺿــﻣن أﻋﺿــﺎء اﻟﻠﺟﻧــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻘــرر ﻫــو اﻟﻌﺿــو اﻟﻣﻛﻠــف ﺑد ارﺳــﺔ اﻟﻣﻠــف‬
‫وﯾﻛﻠف ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس ﺑﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﻘرﯾر ﺣول اﻟﻣﻠف ﯾﺗﺿﻣن دراﺳﺔ ﺷﻛﻠﯾﻪ وﻣوﺿوﻋﯾﻪ وﻗﺎﻧوﻧﯾﻪ‪.‬‬
‫وﻣن ﺑﯾن ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 199‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247-15‬ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻘدم إﺳﺗﻧد إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻛﻣﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ‪.‬‬
‫إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ -‬ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻠﻔﺎت و ﻛذﻟك أي وﺛﯾﻘﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ٕواﻋطﺎء‬
‫‪ -‬إﻋداد ﺟدول اﻷﻋﻣﺎل‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋداد إﺳﺗدﻋﺎءات أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ وﻣﻣﺛﻠﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬إﻋداد ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻔﺻﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻣﻛﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣوﺟودة ﻟدﯾﻬﺎ‪.2‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‬


‫أدرج اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247/15‬ﺷروط وﺟب إﺳﺗﻔﺎﺋﻬﺎ ﺣﺗـﻰ ﯾﻣﻛـن اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻠﺟـﺎن ﻟﺗﺳـوﯾﺔ‬
‫ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‬
‫أﻟزﻣــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 153‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247/15‬ﺷــرطﯾن ﻣــن أﺟــل ﻋــدم ﺗوﻗــف ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،3‬وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﺣق ﻏﻼب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 199‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪49‬‬
‫‪50‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬إﺟﺑﺎرﯾﺔ إدراج ﺑﻧد اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط‬
‫إﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة ‪ 153‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247/15‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إدراج إﺟـراء اﻟﻠﺟـوء‬
‫إﻟــﻰ ﻟﺟــﺎن اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ دﻓﺗــر اﻟﺷــروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻣﺑرﻣــﺔ‬
‫ﺑﯾن أطراف اﻟﻌﻘد ﻗﺑل ﻛل ﻣﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻌـد ﻣـن اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﺿـرورﯾﺔ واﻹﺟﺑﺎرﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـب أن‬
‫ﺗﻛــون ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻛـرﯾس ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ وﺗﻛـرﯾس ﻟﻣﺑــدأ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻧ ازﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن أروﻗﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺿرورة ﺑﺣث اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﻠﺣل اﻟودي ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‬
‫اﺷ ــﺗرط أﯾﺿ ــﺎ اﻟﻣرﺳـــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ ‪ 247/15‬ﻗﺑ ــل اﻟﺗوﺟ ــﻪ ﻧﺣـ ــو ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن أط ـ ـراف‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ ،‬أن ﺗﺑﺣــث اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻋ ــن ﺣــل ودي ﻣــﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﯾرﺿ ــﻲ اﻷط ـراف‪ ،‬ﻛﻠﻣــﺎ ﻫــذا اﻹﺟ ـراء‬
‫ﺑﺈﯾﺟــﺎد اﻟﺗـوازن ﻟﻸﻋﺑــﺎء اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛــل طــرف‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ إﻧﺟــﺎز ﻣﺿــﻣون اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻗل ﻣدة ﻣﻣﻛﻧﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻣن اﺟل ﻓض اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‬
‫ﺑﻌــد اﻟﺗطــرق إﻟــﻰ ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟــﺎن اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻛــذا اﻟطــﺎﺑﻊ اﻹﺟ ارﺋــﻲ ﻟﻬــﺎ ﻛــﺎن‬
‫ﻻﺑــد ﻟﻧــﺎ ﻣــن ﻣﻌرﻓــﺔ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﻋﻣﻠﻬــﺎ‪ ،‬واﻟﻬــدف ﻣــن ذﻟــك ﻫــو ﺗوﺿــﯾﺢ وﺗﺑﯾــﺎن إﺟ ـراءات اﻟﻔﺻــل ﻓــﻲ اﻟﻧ ـزاع ﻓــﻲ‬
‫ـر‬
‫اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣطروح أﻣﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﻟزم اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 247/15‬أن ﯾﻘـدم اﻟﺷـﺎﻛﻲ إﻟـﻰ أﻣﺎﻧـﺔ اﻟﻠﺟﻧـﺔ ﺗﻘرﯾ ا‬
‫ﻛﺎﻣﻼ وﻣﻔﺻﻼ ﺑﻛل اﻟوﺛﺎﺋق وﻣﺳﺗﻧدات ﺗﺛﺑت ذﻟك ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ وﺻل اﻻﺳﺗﻼم ‪.‬‬
‫وﻋﻧــد اﺳــﺗﻼم اﻟﻣﻠــف اﻟﺧــﺎص ﺑﻣوﺿــوع اﻟطﻌــن ﯾﻘــوم اﻟـرﺋﯾس ﺑﺗﻌــﯾن اﻟﻣﻘــرر وﯾﻘــوم ﺑﺈﺳــﺗدﻋﺎء اﻟﺟﻬــﺔ‬
‫اﻷﺧرى )اﻟطرف اﻟﺧﺻم( ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ وﺻل اﻻﺳﺗﻼم ﻹﻋطـﺎء رأﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧـزاع ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث وﺟـب‬
‫ﺗﺑﻠﯾــﻎ رأﯾﻬــﺎ ﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﺑرﺳــﺎﻟﺔ ﻣوﺻــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــﻊ وﺻــل اﻻﺳــﺗﻼم ﻓــﻲ أﺟــل أﻗﺻــﺎﻩ ‪ 10‬أﯾــﺎم ﻣــن ﺗــﺎرﯾﺦ‬
‫ﻣراﺳﻠﺗﻬﺎ‪ ،1‬ﻣـﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ اﺳـﺗﻣﺎع اﻟﻠﺟﻧـﺔ ﻟطرﻓـﻲ اﻟﻧـزاع أو ﺗطﻠـب ﻣﻧﻬﻣـﺎ ﺗﻘـدﯾم أي وﺛﯾﻘـﺔ أو ﻣﻌﻠوﻣـﺔ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ‬
‫ﺗوﺿﯾﺢ ﻫذا اﻟﻠﺑس‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗم دراﺳﺔ اﻟﻧزاع ﻓﻲ أﺟل ‪30‬ﯾوﻣﺎ اﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺟواب اﻟطرف اﻟﺧﺻم ‪.‬‬
‫وﻣـن ﺛــم ﯾﺑﻠـﻎ ﺑﻌــد ذﻟــك طرﻓـﻲ اﻟﺧﺻــوﻣﺔ ﺑرﺳـﺎﻟﺔ ﻣوﺻــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣـﻊ وﺻــل اﻻﺳـﺗﻼم‪ ،‬وﺗرﺳــل ﻧﺳــﺧﺔ‬
‫ﻣﻧﻬـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻠطﺔ ﺿـ ــﺑط اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أن ﺗﺑﻠـ ــﻎ اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدة ﻗرارﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ رأي اﻟﻠﺟﻧـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ‪ 8‬أﯾـﺎم اﺑﺗـداء ﻣـن ﺗﺑﻠﯾﻐﻬـﺎ ﺑرﺳـﺎﻟﺔ ﻣوﺻـﻰ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣـﻊ وﺻـل اﻻﺳـﺗﻼم وﻣـﺎ‬
‫ﺗﺷــدﯾد ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻹﺟ ـراءات إﻻ دﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣــرص اﻟﻣﺷــرع ﺗﻐﻠﯾــب اﻟﺣــل اﻟــودي‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎ ﻟﻠﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻗﺑــل‬
‫اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ أﻗﺳﺎم اﻟﻘﺿﺎء‪.2‬‬
‫وﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻣﻼﺣظﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹطــﺎر أﻧــﻪ ﺟﻌــل ﻋﻣﻠﯾــﺔ طــرح اﻟﻧـزاع ﻋﻠــﻰ اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻠﺗﺳــوﯾﺔ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن‬
‫ﺷـﻛوى ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻧـزاع ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣﺛـل ﻣــﺎ ﻫـو ﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾـﻪ ﻓــﻲ اﻟﻔﻘـرة اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪155‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 154‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ ، 247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑن دﻋﺎس ﺳﻬﺎم ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص ‪.208-207‬‬
‫‪51‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ اﻟـرأي اﻟﻣﺗﺧـذ ﻣـن طـرف اﻟﻠﺟﻧـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻏﯾـر ﻣﻠـزم ﻻ ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة وﻻ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‬
‫واﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا رأى أن اﻟﻘرار ﻏﯾر ﻋﺎدل ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫أﻗر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓـﻲ ﺣـﺎل ﻓﺷـل اﻟﺗﺳـوﯾﺔ اﻟودﯾـﺔ ﺳـﺎﻟﻔﺔ اﻟـذﻛر‪،‬‬
‫ﻣــﻧﺢ وﺳــﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾــﻪ أﺧــرى ﻣــن أﺟــل ﺗﺳــوﯾﻪ اﻟﻧ ازﻋــﺎت وﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻣــل اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ﻫــو‬
‫ﻋﻣل ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺧﺻوﻣﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻧزاع ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣق ذاﺗﻲ ﺷﺧﺻﻲ وﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻗـﺎﻧوﻧﻲ‪،1‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل اﻟﻧزاع ﺑﺷﺄن إﺑرام وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﺑﺈﺣـدى اﻟطـرق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ‬
‫ﻓﺈن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﯾﺧول ﻟﻸطراف اﻟﺗوﺟﻪ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻌرض اﻟﻧزاع ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬
‫وﺑﻣﺎ أن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻛوﻧـﻪ ﯾﺗﺿـﻣن ﻧظـﺎم ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ﻏﯾـر ﻣـﺄﻟوف ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص‬
‫وذﻟــك ﺑﺳــﺑب اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺎﻣﺗﯾــﺎزات اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‪ ،2‬ﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﻫــو اﻟﻣﺧــﺗص‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﺳـواء اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـدﻋوى ﺗﺟـﺎوز اﻟﺳـﻠطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻘـ ار ارت اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـﻠﺔ‬
‫ﻋــن اﻟﻌﻘــد أو ﻋــن طرﯾــق دﻋــوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل )اﻟﺗﻌــوﯾض( ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا أﺧــل اﺣــد اﻷﻓ ـراد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗ ـﻪ‬
‫اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾرد ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺧـص ﺑﻌـض اﻟﻧزﻋـﺎت واﻟﺗـﻲ ﯾـؤول اﻟﻔﺻـل ﻓﯾﻬـﺎ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾـث ﺗﺧﺗﻠــف اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻋــن اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﺣﯾـث أﻧﻬــﺎ ﺗﻧﻬــﻲ اﻟﻧـزاع ﺑﺻــﻔﻪ إﻟزاﻣﯾـﺔ ﺑﻣﺟــرد ﺻــدور‬
‫ـرر ﻣﻠــزم ﻟﻠطــرﻓﯾن‪ ،‬ﻋﻛــس اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﻌﺗﺑــر‬
‫ﻗ ـرار ﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻣــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣﺧــﺗص‪ ،‬وﯾﺻــﺑﺢ اﻟﻘـ ا‬
‫أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻣﻠزﻣﻪ ﻟﻸطراف إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﻪ‪.‬‬
‫ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟـﻰ ﺛـﻼث ﻣطﺎﻟـب ﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣطﻠـب اﻷول‪ :‬دور اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ‬
‫ﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﺻ ـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣطﻠ ـ ــب اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺟ ـ ــﺎﻻت اﺧﺗﺻ ـ ــﺎص اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻧﺎزﻋ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌـﺎدي ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬


‫إن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧﻔس اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻧد اﻷﻓراد ﻓﻲ إﺑـرام ﻋﻘـودﻫم‪ ،‬ﻷﻧﻬـﺎ ﺗﻛـون ﻣﻘﯾـدة‬
‫ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط و اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻫـذا اﻟﺗﺻـرف اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ‪ ،3‬إذ ﺗﺻـدر ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻘـ اررات ﺑﻬـدف‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2000،‬ص ‪.248‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟﻛﺑرى ‪،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 2005،‬ص ‪.240‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ و ﻗواﻧﯾن اﻟﻣزاﯾدات و اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب اﻷول إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب‬
‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ، 2003 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪52‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـ ـث وﺟ ــب ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﺿ ــﻣﺎن ﻣﺑ ــﺎدئ أﺳﺎﺳ ــﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠ ــﺔ ﻓ ــﻲ )اﻟﻣﺳ ــﺎواة‪ ،‬اﻟﻌﻼﻧﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ( ﻣن ﺟﻬﺔ واﻻﺧﺗﯾﺎر اﻷﻧﺳب واﻷﺣﺳن ﻟﻠﻌروض ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬
‫إن دور اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻓــﻲ ﺣ ــل اﻟﻧ ـزاع ﯾﺧﺗﻠــف ﺑ ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻧﺷ ــﺊ ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻧ ـزاع‪ ،‬ﻓﻔ ــﻲ‬
‫ﻣرﺣﻠـﺔ اﻹﺑـرام ﯾﺗﻣﺗــﻊ اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﺑﺈﻟﻐــﺎء اﻟﻘـ ار ارت اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ إﺿــﺎﻓﺔ ﻟﺳــﻠطﺗﻪ ﻓــﻲ ﺗوﺟﯾــﻪ اﻷواﻣــر‬
‫وﻓــرض ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻐ ارﻣــﺎت اﻟﺗﻬددﯾــﺔ ﻟــﻺدارة ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا أﺧﻠــت ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬ ـﺎ )اﻟﻣﺳــﺎواة‪ ،‬اﻟﻌﻼﻧﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ(‪،‬‬
‫أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﯾﻣﻠــك اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﺻــﻼﺣﯾﺎت أﺧــر ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ إﺑطــﺎل وﻓﺳــﺦ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﺗﻌﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾـد اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﻓـﻲ اﻟﻧظـر ﻓـﻲ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻣـن‬
‫أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﻬﺎ ﻣوﺿوع ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫إن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟ ازﺋـر ﯾﻌﺗﻣـد ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻌﺿـوي ﻟﺗﺣدﯾـد اﻻﺧﺗﺻـﺎص‬
‫ﻓ ــﻲ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣطروﺣــﺔ أﻣﺎﻣ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت اﻷﺷ ــﺧﺎص اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣ ــذﻛورة ﻓ ــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 800‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬إﻻ وﻛﺎن اﻟﻧزاع إدارﯾﺎ وﺗﻣﺳك اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﻪ‪.‬‬
‫واﺳــﺗﺛﻧﺎءا ﺧــرج اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﻋــدة ﻓــﻲ ﻗﺿــﯾﺔ اﻟــدﯾوان اﻟﺟ ازﺋــري اﻟﻣﻬﻧــﻲ ﻟﻠﺣﺑــوب‪،‬‬
‫ﺣﯾث اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻛﺣﺎﻟﺔ اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،1‬أﯾـن أﺻـدرت اﻟﻐرﻓـﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﺳـﺎﺑﻘﺎ‬
‫)ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ( اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎﺋﻲ طﺑﻘت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﻘﺿ ــﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻓﻬ ــﻲ اﻟﻘﺿ ــﯾﺔ ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪ 2004/03/03‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﻧـ ـزاع داﺧﻠــﻲ ﻟﺣ ــزب ﺳﯾﺎﺳ ــﻲ‬
‫ﺣﯾث اﺻدر ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻗرار طﺑق ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ‪.2‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺎن اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ ﻣﺻــطﻠﺢ ﻧــﺎدر ﺟــدا ﻓــﻲ اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري اﻟﺟ ازﺋــري‪ ،‬وذﻟــك ﻟﺗﺑﻧــﻲ‬
‫اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟﻠﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي ﻛﺄﺻــل ﻋــﺎم ووﺣﯾــد‪ ،‬ﻋﻛــس ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻌﻣــول ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﻓرﻧﺳــﺎ ﺣﯾــث رﻏــم‬
‫اﻋﺗﻣـ ــﺎدﻫم اﻟﻧظـ ــﺎم اﻹزدوﺟـ ــﻲ ﻟﻠﻘﺿـ ــﺎء ﻣﺛﻠﻧـ ــﺎ إﻻ أن اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري ﻋﻧـ ــدﻫم ﯾطﺑـ ــق اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎرﯾن )اﻟﻌﺿـ ــوي‬
‫واﻟﻣوﺿوﻋﻲ( ﺣﺳب ﻛل ﻗﺿﯾﻪ ﻣطروﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐ ــﻰ ﻟﻠﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ‪ 236 -10‬ﻧﺟ ــد أن اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري ﻛ ــﺎن ﯾﻌﺗﻣـ ــد‬
‫أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧـص ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ ،2‬ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻛﻠـف ﺑﺎﻧﺟـﺎز ﻋﻣﻠﯾـﻪ ﻣﻣوﻟـﻪ ﻛﻠﯾـﺎ أو ﺟزﺋﯾـﺎ ﺑﻣﺳـﺎﻫﻣﻪ ﻣؤﻗﺗـﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾـﻪ‬
‫ﻣن اﻟدوﻟﺔ‪ ،3‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﺑﻬـﺎ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬

‫‪1‬‬
‫رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص ‪290-289‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص ‪.293-292‬‬
‫‪3‬ﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 236/10‬اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 7‬أﻛﺗوﺑر ‪ 2010‬ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم‬
‫‪53‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷـرﯾﻊ اﻟــذي ﯾﺣﻛــم اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﺗﺟــﺎري ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻛﻠــف ﺑﺎﻧﺟــﺎز ﻋﻣﻠﯾ ـﺔ ﻣﻣوﻟــﻪ ﻛﻠﯾــﺎ أو ﺟزﺋﯾــﺎ ﻟﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ‬
‫ﻣؤﻗﺗــﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ﻣــن اﻟدوﻟــﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣــﺎ ارﺗﺑطــت اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻛﻠﻬــﺎ أو ﺟــزء ﻣﻧﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘواﻋــد‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪.1‬‬
‫وﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈن اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻹداري أﺻ ــﺑﺢ ﻣﺗﻣﺳ ــك ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﻓﻘ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﻌﯾﺎرﯾن‪ ،‬اﻟﻌﺿوي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣـذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 800‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣــﺎ أﺻــﺑﺢ ﯾطﺑــق اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻋﻧﺻــر اﻟﺗﻣوﯾــل ﻣــن طــرف ﻣﯾزاﻧﯾ ـﺔ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ـﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻣﻧطﻘﯾــﺎ ﻧظــﺎم اﻻزدواﺟﯾــﺔ ﯾﻌﺗﻣ ــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﯾ ــﺎرﯾن )اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ واﻟﻌﺿ ــوي( ﺑﻐــض اﻟﻧظــر ﻋــن وﺟ ــود ﻧ ــص‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺣدد ﺗطﺑﯾق إﺣدى اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳـﻧﻪ ‪ 1996‬دﺧﻠـت اﻟﺟ ازﺋـر ﻓـﻲ ﻣرﺣﻠـﻪ اﻻزدواﺟﯾـﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻣـن اﺟـل‬
‫ﻫذا اﻟﻐرض ﻓﻘد ﺗم ﺗﻧﺻﯾب ﻛل ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﻛذا ﻣﺣﻛﻣﻪ ﻟﻠﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص‪.‬‬
‫وﻣن ﻫﻧﺎ أﺻﺑﺣت ﺗطرح ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓﯾﻣـﺎ إذا‬
‫ﻛـﺎن ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻠﻣﺣـﺎﻛم اﻹدارﯾـﺔ أو ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ‪ ،‬وﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ‪ 09/08‬ﻛـﺎن واﺿـﺣﺎ‬
‫ﺑﻬــذا اﻟﺧﺻــوص ﺣﯾــث ﺣــدد ﺑﺻـراﺣﺔ ﻛﯾﻔﯾــﻪ ﺗوزﯾــﻊ اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﺑــﯾن اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﺳ ـواء أﻣــﺎم اﻟﻣﺣــﺎﻛم‬
‫اﻹداري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 801‬أو أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪. 901‬‬
‫اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ﺗﺧ ــﺗص اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم اﻹدارﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻــل اﺑﺗ ــداﺋﯾﺎ ﺑﺣﻛ ــم ﻗﺎﺑ ــل ﻟﻼﺳــﺗﺋﻧﺎف أﻣ ــﺎم ﻣﺟﻠ ــس اﻟدوﻟ ــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ‬
‫اﻟﻘﺿ ــﺎﯾﺎ أﯾ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت طﺑﯾﻌﺗﻬ ــﺎ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻛ ــون اﻟدوﻟ ــﺔ أو اﻟوﻻﯾ ــﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾ ــﺔ أو إﺣ ــدى اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ذات‬
‫اﻟﺻ ـ ــﺑﻐﺔ اﻹدارﯾـ ـ ـﺔ طرﻓ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ـ ــث ﺣ ـ ــدد اﻟﻣﺷ ـ ــرع اﺧﺗﺻﺎﺻ ـ ــﺎت اﻟﻣﺣ ـ ــﺎﻛم اﻹدارﯾـ ـ ـﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣـ ـ ـواد ﻣ ـ ــن‬
‫)‪ (804،801،802،803،800‬و )‪ 946‬و‪ 2(947‬ﻣ ـ ــن ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ـ ــﺔ واﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ــث أن‬
‫اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم اﻹدارﯾ ــﺔ ﻫ ــﻲ ﺻ ــﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧ ــدرج ﺗﺣ ــت ﻟواﺋﻬ ــﺎ ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ﻛﺄول درﺟﻪ ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﺣﯾث ﺗﺧﺗص ﻓﻲ‪:‬‬
‫اﻟﻔﺻ ــل ﻓـ ــﻲ دﻋ ــﺎوى اﻹﻟﻐ ــﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻘـ ـ اررات اﻹدارﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـ ــﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ‬ ‫‪-‬‬
‫)اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء(‪ ،‬اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر ﻣﻣرﻛزة )اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ(‪.‬‬
‫اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﺧﺗص ﺑﻛل دﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻧزاع إدارة ﻣرﻛزﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎت إﺑرام اﻟﻌﻘود واﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫زواوي ﻋﺑﺎس ‪ ،‬اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد‬
‫ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ،2013-2012،‬ص ‪.250‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣواد ‪-804-803-802-801-800‬و ‪ 947-946‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻣن ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾـﺔ اﻟﺣـق ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل ﺑﺎﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻣوﺿـوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔـﺔ ﺑﺎﻧﺟـﺎز‬
‫ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﻪ ‪.‬‬
‫‪ :‬اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‬ ‫‪-2‬‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣواد )‪ 1(901،902،903‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ 09/08‬وﻫﻲ‪:‬‬
‫ﯾﺧـ ـ ــﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻـ ـ ــل ﻛـ ـ ــﺄول وأﺧـ ـ ــر درﺟ ـ ـ ـﺔ ﻓـ ـ ــﻲ دﻋ ـ ـ ـوى اﻹﻟﻐـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ـ ـ اررات اﻹدارﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـ ـ ــﻠﺔ‬ ‫‪‬‬
‫)اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء( اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻷﺣﻛﺎم واﻷواﻣر اﻟﺻﺎدرة اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻟﻣﺟﻠـ ــس اﻟدوﻟـ ــﺔ دور اﺳﺗﺷـ ــﺎري ﯾﺑـ ــدي أرﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻣﺷـ ــﺎرﯾﻊ اﻟﻘ ـ ـواﻧﯾن اﻟﺗـ ــﻲ ﯾـ ــﺗم إﺧطـ ــﺎرﻩ ﺑﻬـ ــﺎ‪ ،‬وﯾﻘﺗـ ــرح‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ‪.‬‬
‫وﯾدﺧل ﻓـﻲ اﺧﺗﺻـﺎص ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﻻ ﯾﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﯾـﺎر‬
‫اﻟﻌﺿوي ﻓﻘط ﺑل ﺗﺗﻌدى اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ أﯾﺿﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺟﺎﻻت إﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫اﻷﺻــل ﯾﻧﻌﻘ ــد اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﺑ ــﺎﻟﻧظر ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻟﻛﺎﻣ ــل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺿ ــﺎء ﻓ ــﻲ‬
‫دﻋ ــوى اﻹﻟﻐ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﻧط ــﺎق اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ ﻣﺣ ــدود‪ ،2‬وذﻟ ــك ﻟﻛ ــون اﻹﻟﻐ ــﺎء ﯾﻧﺻ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘـ ـ ار ارت اﻹدارﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻹدارة ﺑــﺈرادة ﻣﻧﻔــردة‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﺧﺗﻠــف اﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﺑــﺎﺧﺗﻼف أﻧ ـواع ﻣﻧﺎزﻋــﺎت‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺎﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﯾﺗﻣﺛـل أﺳﺎﺳـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻛﺎﻣـل‪ ،‬إﻻ أن‬
‫اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﯾﻛــون ﺣﺟﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ ذوي اﻟﺷــﺄن اﻟــذي ﯾﻠﺣﻘﻬــم ﻫــذا اﻟﻘ ـرار )ﺣﺟﯾــﺔ‬
‫ﻣطﻠﻘﺔ( أﻣﺎ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺣﺎﺋ از )ﻟﻠﺣﺟﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ( ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻗﺿﺎء اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬


‫ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻫو "ﻋﻣل ﻗﺿﺎﺋﻲ اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ اﻟﻔﺻل ﺑﺄﻗﺻـﻰ ﺳـرﻋﺔ ﻣﻣﻛﻧـﺔ‪ ،‬وﺑﺻـﻔﺔ ﻣؤﻗﺗـﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺷﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓـوات اﻷوان‪ ،‬ﺑﺷـرط أن ﻻ ﯾﺗﻌـرض ﺣﻛﻣـﻪ ﻷﺻـل اﻟﺣـق‪ ،‬وﻻ ﯾﻘﯾـد‬
‫ﺣﻛﻣ ــﻪ ﻫ ــذا ﻗﺎﺿ ــﻲ اﻟﻣوﺿ ــوع ﻋﻧ ــد ﻋــرض اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺔ ﻋﻠﯾ ــﻪ‪ ،"3‬ﻓــﻲ ﺣ ــﯾن ﻋرﻓﺗ ــﻪ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 1/946‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ " ﯾﺟوز إﺧطﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﺑﻌرﯾﺿـﺔ ‪ ،‬وذﻟـك ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻹﺧـﻼل ﺑﺈﻟﺗزﻣـﺎت‬
‫اﻹﺷﻬﺎر أو اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ"‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾــث أن اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣــﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻹﺳــﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﻌــد اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫وﺧروﺟــﺎ ﻋــن اﻟﻣﺑــدأ اﻟﺗﻘﻠﯾــدي اﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻻﻣﺗﻧــﺎع ﻋــن ﺗوﺟﯾــﻪ أواﻣــر ﻟــﻺدارة ﺑﺣﻛــم اﻟﻔﺻــل ﺑــﯾن اﻟﺳــﻠطﺎت‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 903-902-901‬ﻣن ‪ 09/08‬ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺳﺎﻟم ﺑن راﺷد اﻟﻌﻠوي‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 2009،‬ص‪.284‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻓرﯾﺣﺔ ﺣﺳﻧﻰ ‪ ،‬إﺟراءات اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2008‬ص ‪.106‬‬
‫‪55‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﺣـوزة اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﺗﻣﻛﻧـﻪ ﻣـن ﻣواﺟﻬـﺔ اﻹدارة أﺛﻧـﺎء إﺑـرام اﻟﻌﻘـد‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﺧـﺗص اﻟﻘﺎﺿـﻲ‬
‫اﻹداري اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوي اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻓـﻊ ﺑﺷـﺎن ﻧ ازﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﻫـو‬
‫إﺟ ـراء ﻗﺿــﺎﺋﻲ ﺧــﺎص اﻟﻬ ــدف ﻣﻧــﻪ ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﻗواﻋ ــد اﻟﻌﻼﻧﯾ ــﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻋ ــن طرﯾــق إﻋطــﺎء اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻹداري‬
‫ﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ وﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪.1‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﻧــص اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾ ـﺔ‪ ،‬أن ﻛــل ﻣــن ﻟــﻪ ﻣﺻــﻠﺣﺔ ﻓــﻲ‬
‫إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬أن ﯾرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ‪ ،‬وﻫـذا ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ‬
‫ﻟــم ﺗﺣﺗــرم اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة إﺟ ـراءات اﻟﻣﺳــﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﺈﺟراءات اﻹﺷــﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ‪ ،‬وﻗــد ﻧﺻــت أﯾﺿــﺎ‬
‫اﻟﻣ ــﺎدﺗﯾن )‪ (947 ،946‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻷﺟ ــل رﻓ ــﻊ اﻟ ــدﻋوى اﻹﺳ ــﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط ﺷﻛﻠﯾﻪ وأﺧرى ﻣوﺿوﻋﯾﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺷــروط اﻟﺷـــﻛﻠﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ ﺗ ــوﻓر اﻟﺻ ــﻔﺔ واﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ واﻷﻫﻠﯾ ــﺔ ٕوان ﯾ ــﺗم رﻓ ــﻊ اﻟ ــدﻋوى ﺑواﺳ ــطﺔ‬
‫ﻋرﯾﺿــﺔ إﻓﺗﺗﺎﺣﯾـﺔ أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﻣــﻊ ﻣ ارﻋــﺎة ﺷــروط اﻟﻌرﯾﺿــﺔ واﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻘواﻋــد‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻟﻛون اﻟدﻋوى اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻓـﻲ ﻧـزاع اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻫـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‬
‫ﯾﺗطﻠـب ﻓﯾﻬــﺎ ﺷــرط اﻹﺳــﺗﻌﺟﺎل أو ﺷــرط اﻟﺳــرﻋﺔ‪ ،2‬ﻓﻘــد إﻛﺗﻔـﻰ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﺑﺷــرط ﻣوﺿــوﻋﻲ وﺣﯾــد وﻫــو‬
‫ﺣﺎﻟ ـﺔ اﻹﺧــﻼل ﺑﺎﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻹﺷــﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﺿــﻊ ﻟﻬــﺎ ﻋﻣﻠﯾــﻪ إﺑ ـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣﺎﻋــدا ذﻟ ــك‬
‫اﻟﺷرط‪ ،‬اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎﻻت اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﻪ أﺧرى ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ اﻹﺑرام أو ﻣرﺣﻠﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول ‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﯾﻣــﻧﺢ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟــدﻋﺎوى ﺳــﻠطﺎت واﺳــﻌﺔ وﻏﯾــر ﻣﺄﻟوﻓــﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ ﺗﺻــل إﻟــﻰ ﺣــد ﺗوﺟﯾــﻪ اﻷواﻣــر‬
‫ﻟﻺدارة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 946‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ‪ "09/08‬ﯾﻣﻛـن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻹدارﯾـﺔ أن ﺗـﺄﻣر‬
‫اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻣﺗﺛﺎل ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬وﺗﺣدد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻣﺗﺛل ﻓﯾﻪ" وﺗﺗﻛون ﻣن ﺷﻘﯾن‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ﺳـﺎﻟﻔﺔ اﻟـذﻛر ‪ 946‬ﻣﻧـﻪ أن ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ ﺳـﻠطﺔ اﻷﻣـر وﻓـرض اﻟﻐ ارﻣـﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾـﺔ‪ ،‬ووﻗـف ﻛـل‬
‫اﻟﻘـ ـ ار ارت و اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣﺗﺻ ــﻠﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﻹﺑـ ـرام‪ ،3‬وﻫﯾـ ــﺎ إﺟـ ـراءات ﺗﺣﻔظﯾ ــﺔ ﯾﺣ ــﺗﻔظ ﺑﻣوﺟﺑﻬ ــﺎ اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ ﻋـ ــن‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﻘواﻋد اﻹﺷﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎوى ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أن ﯾـرى ﻣـدى‬
‫ﺳ ــﻼﻣﻪ إﺟـ ـراءات إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻹدارة‪ ،‬وﻛ ــذﻟك ﻣ ــدى اﺣﺗراﻣﻬ ــﺎ ﻟﻼﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ‬

‫‪1‬‬
‫ﺑن أﺣﻣد ﺣورﯾﺔ ‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺗﺧﺻص‬
‫ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑوﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد‪ ،‬ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ ، 2011-2010 ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪2‬‬
‫رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻟﻌﻼم ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻬدي ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس ‪ ، 2015 ،‬ص ‪29‬‬
‫‪56‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫واﻹﺷــﻬﺎر‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻠﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾــﺔ ﻓــﻲ ذﻟ ــك ﻣﺗــﻰ ﺗﺑــﯾن ﻟﻬــﺎ أن إﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻗــد ﺗ ــم دون‬
‫اﺣﺗـرام إﺟـراءات اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ واﻹﺷــﻬﺎر ﺑﺣﯾــث ﯾﻣﻛــن ﻟﻬــﺎ وﺑﻣﺟــرد إﺧطﺎرﻫــﺎ أن ﺗ ـﺄﻣر ﺑﺗﺄﺟﯾــل إﻣﺿــﺎء اﻟﻌﻘــد إﻟــﻰ‬
‫ﻏﺎﯾــﺔ ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻹﺟ ـراءات وﻟﻣــدة ﻻ ﺗﺗﺟــﺎوز ‪ 20‬ﯾوﻣــﺎ‪ ،‬وﯾﻣﻛــن ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ أن ﯾﺣﻛــم ﺑﻐ ارﻣــﻪ ﺗﻬدﯾدﯾــﻪ ﺗﺳ ـري ﻣــن‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺧﺿوع واﻹﻣﺗﺛﺎل ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت‪.‬‬

‫اﻹﺟراءات اﻟﻘطﻌﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ﺗﺗﺿ ــﻣن اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻘطﻌﯾ ــﺔ ﺳ ــﻠطﺔ ﺗﺄﺟﯾ ــل إﻣﺿ ــﺎء اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ ﺣﺳ ــب اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 946‬اﻟﻔﻘـ ـرة اﻷﺧﯾـ ـرة "‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ ﺳــﻠطﺔ ﺗﺄﺟﯾــل أو ﺗﻌﻠﯾــق إﻣﺿــﺎء اﻟﺻــﻔﻘﺔ إﻟــﻰ ﻏﺎﯾــﺔ إﺗﻣــﺎم اﻹﺟـراءات وﻟﻣــدة ﻻ ﺗﺗﺟــﺎوز ‪ 20‬ﯾوﻣــﺎ"‪،1‬‬
‫وﺳـﻠطﺔ إﺑطـﺎل ﺑﻌـض اﻟﺷــروط اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ‪ 2‬ﺣﯾـث ﯾﻣﻛـن ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري اﻹﺳـﺗﻌﺟﺎﻟﻲ إﺑطـﺎل ﻫـذﻩ اﻟﺷــروط إذا‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر ﺗﻔﺿﯾﻠﻲ‪ ،‬إذ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓـﻲ إﺗﺧـﺎد اﻹﺟـراءات اﻟﻘطﻌﯾـﺔ ﻣـن‬
‫ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌطﯾﻪ ﺳﻠطﺔ اﻟﺑث ﻓﻲ أﺻل اﻟﺣق‪.‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣدود ﺳﻠطﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﺣﯾ ــث أﻧ ــﻪ اﻟﻣﺗﻌ ــﺎرف ﻋﻠﯾ ــﻪ أﻧ ــﻪ ﺗﺗوﻗ ــف ﺣ ــدود ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ ﻗﺎﺿ ــﻲ اﻻﺳ ــﺗﻌﺟﺎل ﻟﺳ ــﻠطﺎﺗﻪ ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻋﻧ ــد ﻣرﺣﻠــﺔ اﻹﺑ ـرام‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗﻬــﻲ ﻓ ــو ار ﻋﻧــد إﻣﺿــﺎء اﻟﺻــﻔﻘﺔ‪ ،‬وذﻟ ــك ﺣﺳــب اﻟﻣــﺎدة ‪ 1/946‬ﻣ ــن‬
‫‪ 09/08‬ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ " ﯾﺟ ــوز إﺧطــﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ ﻗﺑــل إﺑ ـرام اﻟﻌﻘ ــد"‪ ،‬وﯾﻣﻛ ــن‬
‫ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل أن ﯾﻧظر ﻓﻲ ﻣدى اﺣﺗراﻣﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧﺻوص‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧص اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.247/15‬‬
‫‪ ‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺳﺎد و اﻟرﺷوة ‪.01/06‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﺎﻧون ‪ 10/05‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻻ ﯾدﺧل ﺿﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺑرام ﺗﻠك اﻹﺟـراءات اﻟﻐﯾـر ﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳـ ــﺔ واﻹﺷـ ــﻬﺎر‪ ،‬ﻏﯾـ ــر أﻧـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟواﻗـ ــﻊ ﻓـ ــﺈن ﺟـ ــل اﻹﺟ ـ ـراءات اﻟﻣرﺗﺑطـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺻـ ــﻔﻘﺔ إﻻ وﻛـ ــﺎن ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳـ ــﺔ‬
‫واﻹﺷــﻬﺎر دﺧــل ﻓﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﻋــدم اﺣﺗرﻣﻬــﺎ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻪ أن ﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻹﺧــﻼل ﺑﻘواﻋــدﻫﺎ ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺗــﺄﺛﯾر ﻋﻠــﻰ‬
‫اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪ ،3‬ﻣﺛﺎل ‪ :‬ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ ﻫو ﻋﻧﺻـر ﻻ دﺧـل ﻟـﻪ ﻓـﻲ اﻹﺷـﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻐﯾﯾـر ﻣﻛـﺎن‬
‫ﻓﺗﺢ اﻷظرﻓﺔ دون إﺷﻌﺎر اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺈﺧﻼل ﺑﺷﻔﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻹﺷﻬﺎر‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﺿﺎء دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫أﻗ ــر اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري أﻧـ ـواع ﻣ ــن اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣ ــﺎرس ﻋﻠــﻰ ﻋﻘ ــود اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻗﺑ ــل وﺑﻌ ــد‬
‫إﺑراﻣﻬـ ــﺎ وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ أﻛدﺗـ ــﻪ اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 156‬ﻣـ ــن ﻗـ ــﺎﻧون اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ‪ 247/15‬واﻟﺗـ ــﻲ ﻧﺻـ ــت " ﺗﺧﺿـ ــﻊ‬

‫‪1‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 1/946‬اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن ‪ ، 09/08‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﻌﻼم ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻬدي ‪،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.457‬‬
‫‪57‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺑرﻣﻬــﺎ اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ ﻗﺑــل دﺧوﻟﻬــﺎ ﺣﯾــز اﻟﺗﻧﻔﯾــذ وﻗﺑــل ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ وﺑﻌــدﻩ"‪،1‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑـر دﻋــوى اﻹﻟﻐـﺎء أﻛﺛــر اﻟـدﻋﺎوى اﻧﺗﺷــﺎ ار واﺳـﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣــن طـرق اﻟﻣﺗﻘﺎﺿــﯾن وﻫـو ﻣــﺎ ﯾﻔﺳـر اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻣﺷــرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺣﯾـ ــث ﯾ ارﻗـ ــب اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري ﺑواﺳ ــطﺗﻬﺎ ﻣﺷ ــروﻋﯾﺔ اﻟﻘ ـ ـ ار ارت اﻹدارﯾ ــﺔ وﺣﺳـ ــب اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 168‬ﻣـ ــن‬
‫دﺳــﺗور‪ 22020‬اﻟﺗــﻲ ﻧﺻــت ﻋﻠــﻰ" ﯾﻧظــر اﻟﻘﺿــﺎء ﻓــﻲ اﻟطﻌــون ﻓــﻲ ﻗ ـ ار ارت اﻟﺳــﻠطﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ" ﻓــﺈن اﻟﻘ ــﺎﻧون‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ــري ﯾﺳ ــﻣﺢ ﺑ ــﺎﻟطﻌن ﺑﺈﻟﻐ ــﺎء اﻟﻘـ ـ ار ارت اﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﺎدرة ﻋ ــن ﻣﺧﺗﻠ ــف اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ أﻣ ــﺎم اﻟﺟﻬ ــﺎت‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺳـواء أﻣـﺎم اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻹداري وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﻣـﺎدة ‪ 801‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ أو‬
‫أﻣـﺎم ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟـﺔ وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﻣـﺎدة ‪ 901‬ﻣــن ﻧﻔـس اﻟﻘــﺎﻧون‪ ،‬ﻓـدﻋوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻫـﻲ اﻟــدﻋوى اﻟﺗـﻲ ﯾرﻓﻌﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري ﻣ ــن اﺟ ــل إﻋ ــدام ﻗـ ـرار إداري ﻣﺧ ــﺎﻟف ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون‪ 3‬وﺗﻌ ــرف ﻛ ــذﻟك ﺑﺄﻧﻬ ــﺎ دﻋ ــوى‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻗرار إداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻣن أﺟل إﻟﻐﺎﺋﻪ أو إﻋداﻣﻪ‪.4‬‬
‫ودﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻣــن دﻋــوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻛوﻧﻬــﺎ ﺗﺣﻣــﻲ اﻟﻣ ارﻛــز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل‬
‫اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﻘ ار ارت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷـروﻋﯾﺔ اﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬ﻟـذﻟك ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺗﻣﺛـل ﺧﺻـوﻣﺔ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑﺣﻘـوق ﺷﺧﺻـﯾﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ‬
‫ﺗﺧﺎﺻــم اﻟﻘ ـرار اﻹداري ﻏﯾــر ﻣﺷــروع‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﺗﻌﺑــر ﻋــن اﻟﻧظــﺎم اﻟﻌــﺎم ﺑﺣﯾــث ﻻ ﯾﺟــوز اﻟﺗﻧــﺎزل ﻋﻧﻬــﺎ‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑــر‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻟﻪ ﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﺔ‪.5‬‬
‫إﻻ أﻧـﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣ ارﺣــل اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾـﺔ ﻹﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺗﺻـدر اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺟﻣﻠـﺔ ﻣــن اﻟﻘـ اررات‪ ،‬واﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﺿــﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺻــﻔﺔ اﻟﻘ ـرار اﻹداري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ﺻــﺎدرة ﻋــن اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔــردة ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﻣــن ﺧــﻼل إﺟراﺋﻬــﺎ ﻻﺧﺗﯾــﺎر‬
‫أﺣﺳن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻟﻘ ار ارت ﺑﺎﻟﻘ ار ارت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺗﻌرﯾف اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﻧﻔﺻل ﺑﺄﻧﻪ ﻗرار ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘـد وﯾﺳـﺗﻬدف إﺗﻣﺎﻣـﻪ إﻻ أﻧـﻪ ﯾﻧﻔﺻـل‬
‫وﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ ﻓﻬو ﻗرار ﯾﺳﺑق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑرام ﻧظ ار ﻷﻧﻪ ﯾﻣﻬد ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ﻻ ﯾدﺧل ﻓـﻲ ﻧطـﺎق اﻟراﺑطـﺔ‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻋن اﻟﻌﻘد‪.6‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬ﻧطﺎق دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻫــﻲ دﻋــوى ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻋﯾﻧﯾــﺔ ﯾﺣرﻛﻬــﺎ وﯾرﻓﻌﻬــﺎ ذوي اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ واﻟﺻــﻔﺔ أﻣــﺎم‬
‫اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻣـن أﺟـل إﻟﻐـﺎء ﻗـ ار ارت إدارﯾـﺔ ﻏﯾـر ﻣﺷـروﻋﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﻘـوم ﻧطـﺎق دﻋـوى اﻹﻟﻐـﺎء‬
‫ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأﯾن ﻣﻬﻣﯾن‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 156‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم ‪ ،247/15‬اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر‪.‬‬
‫‪ 2‬اﻟﻣﺎدة ‪ 168‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ‪ 2020‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ‪ 30‬دﯾﺳﻣﺑر ‪ ،2020‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪82‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪،‬ص ‪.280‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻓﺎروق ﺧﻣﺎس ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﺣرﯾن ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪6‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪338‬‬
‫‪58‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑــدأ اﻷول‪ :‬اﻷﺻــل أن دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗوﺟﯾﻬﻬــﺎ ﻟﻠﻌﻘــد‪ ،‬ﺑــل وﺟــب ﺗوﺟﯾﻬﻬــﺎ إﻟــﻰ‬ ‫‪-1‬‬
‫اﻟﻘرار اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑدأ اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐـﺎء ﻻ ﯾﻣﻛـن اﻻﺳـﺗﻧﺎد إﻟـﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔـﺔ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة‬ ‫‪-2‬‬
‫إﻟﺗزﻣﺎﺗﻬــﺎ ﻛﺳــﺑب ﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﯾــز طﻠــب إﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار اﻹداري‪ ،‬ﻓــدﻋوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻫــﻲ ﺟــزء ﻣــن ﻣﺑــدأ‬
‫ا‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ‪.1‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء‬
‫ﺗﻌﺗﺑـر دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء دﻋــوى ﻣوﺿــوﻋﯾﻪ ﻟﻬــﺎ أﺳــﺎس دﺳــﺗوري ﺣﯾــث ﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة ‪ 168‬ﻣــن دﺳــﺗور‬
‫‪ 2020‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻧظر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟطﻌون ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ"‪.‬‬
‫أوﻻ ‪:‬اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد‬
‫ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﺻدار اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘـ اررات أﺛﻧـﺎء ﻣرﺣﻠـﻪ إﺑـرام اﻟﻌﻘـد ﻛـﺎﻟﻘرار اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑـﺎﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗـت أو‬
‫اﻟﻘـرار اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﺗﺄﺷــﯾرة‪ ،‬أو ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ ﻛــﺎﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺗﻌــدﯾﻼت ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أو‬
‫ﻗ ـرار اﻟﻔﺳــﺦ اﻟــذي ﺗﺗﺧــذﻩ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺷــرط أن ﺗﻛــون أي ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻘ ـ اررات ﻣﺷــوﺑﺔ ﺑﻌﯾــب ﻣــن ﻋﯾــوب‬
‫ﻣﺷــروﻋﯾﻪ‪ ،‬و ﯾﻣﻛ ــن ﻟﺻ ــﺎﺣب اﻟﺣ ــق ﻫﻧ ــﺎ أن ﯾرﻓ ــﻊ دﻋ ــوى اﻹﻟﻐ ــﺎء وﯾﺑ ــﯾن اﻟﻌﯾ ــب اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺷ ــروع ﻓ ــﻲ اﻟﻘـ ـرار‬
‫وﯾطﺎﻟب ﺑﻔﺻﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫وﯾﻌرﻓﻬــﺎ اﻟــدﻛﺗور إﺑ ـراﻫﯾم ﺷــﯾﺣﺎ ﺑ ـﺄن اﻟطﻌــن ﺑﺎﻹﻟﻐــﺎء ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻘ ـ اررات ﯾﺣــق ﻟﻛــل ذي ﻣﺻــﻠﺣﻪ ﻣــن اﻟﻐﯾــر‪،‬‬
‫ﺧﺎﺻـﺔ وأن ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻟــم ﯾﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺧﻠـق ﻧظرﯾـﻪ اﻷﻋﻣــﺎل اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـﻠﺔ ﻓـﻲ ﺑداﯾـﺔ اﻷﻣــر‬
‫إﻻ ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﻷﻧﻬ ــم أﺻـ ــﺣﺎب اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ ﻓ ــﻲ ﺗطﺑﯾ ــق ﻫـ ــذﻩ اﻟﻧظرﯾ ــﺔ‪ ،2‬وﻟﻛـ ــن ﻟ ــﯾس ﻟﻬـــؤﻻء اﻟﺗ ــدﺧل ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘــد واﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻣﻘﺻــورة ﻋﻠــﻰ طرﻓﯾــﻪ) اﻹدارة واﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ( وﻣــن ﺧــﻼل دﻋــوى‬
‫اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟطﻌــن ﻓــﻲ اﻟﻘ ـ اررات اﻟﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ ﻋﻧــد اﻟﻌﻘــد ﻓﯾﻛــون ﻣﺑﺎﺣــﺎ أﻣــﺎم ﻛــل ذي ﻣﺻــﻠﺣﻪ‪ ،‬ﻫــذا‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺟب أن ﯾﺑﻧﻲ طﻌﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔـﻪ ﻫـذﻩ اﻟﻘـ اررات ﻟﻘواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون دون اﺳـﺗﻧﺎدا إﻟـﻰ‬
‫ﺣق ذاﺗﻲ أو ﺷﺧﺻﻲ وﯾﻣﻛـن اﻟﻘـول ﻫﻧـﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻧـﺎد ار ﻣـﺎ ﯾﻠﺟـﺎ إﻟـﻰ دﻋـوى اﻹﻟﻐـﺎء واﻟﺳـﺑب ﻓـﻲ ذﻟـك ﻫـو‬
‫أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟدﯾﻪ طرﯾق أﺧر ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻠﻛﻪ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻪ إﻻ وﻫو طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل‪.3‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‬
‫اﻷﺻل أن دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل‪ ،‬إﻻ إذا رﻓﻌت ﻣـن ﻏﯾـر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد‬
‫اﻟــذي ﺗﺿــرر ﺑــﺎﻟﻘرار اﻟﻣطﻌــون ﻓﯾــﻪ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘﺑــل ﻫــذﻩ اﻟــدﻋوى ﻣــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻧﻔﺳــﻪ ﻷﻧــﻪ ﯾﻣﻠــك ﺣــق اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ‬
‫اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل وﻫــذا ﻣــﺎ أﻛــدﻩ اﻟــدﻛﺗور ﺳــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣــد اﻟطﻣــﺎوي ﯾــرى أن أﺛــﺎر اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻣــن ﻧﺎﺣﯾــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗﻌدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن إﻟﻰ اﻟﻐﯾر‪ ،‬وﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌـض اﻷﻋﺑـﺎء واﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﺗﻔـوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻓـﻲ‬

‫‪1‬‬
‫ﻛﻠــوﻓﻲ ﻋــز اﻟــدﯾن‪ ،‬ﻧظــﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ‪،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻣوﻟــود ﻣﻌﻣــري ﺗﯾــزي وزو‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ، 2012-2011 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪2‬‬
‫إﺑراﻫﯾم ﺷﯾﺣﺎ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،1994 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ص ‪.34-33‬‬
‫‪59‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻣﻣﺎرﺳــﻪ ﺑﻌــض ﻣظــﺎﻫر اﻟﺳــﻠطﺔ ﻣــن ﻗﺎﻋــدة اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﺗﻛــﺎﻟﯾف اﻟﻌﺎﻣــﺔ أو ﺗﺧوﻟــﻪ ﺑﻌــض اﻟﺣﻘــوق واﻟﻣ ازﯾــﺎ‬
‫وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون‪ ،‬ﻓـﺈذا ﺧﺎﻟﻔــت اﻹدارة اﻟﻘـﺎﻧون وﺗرﺗـب ﻋﻠــﻰ ذﻟـك ﺿـرر أﺻـﺎب اﻟﻐﯾــر ﻓﻣـن ﺣﻘﻬـم ﻣﻘﺿــﺎت اﻹدارة‬
‫ﻣن ﺧﻼل طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ‪.1‬‬
‫وﻣــن اﺑــرز ﺻ ــور اﻣﺗ ــداد أﺛ ــﺎر اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ إﻟــﻰ ﻏﯾ ــر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ﻣ ــن ﺣﻘ ــوق اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾدﯾن ﻓ ــﻲ‬
‫ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﻠﺗزﻣﯾن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾدون ﻫم اﻟذﯾن ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬم ﺻﻔﻪ اﻟﻐﯾـر‪ ،‬وﯾﺣـق ﻟﻬـم أن ﯾطﻠﺑـوا ﻣـن‬
‫اﻹدارة ﺗﻌـدﯾل اﻟوﺿـﻊ اﻟﻣﺧـﺎﻟف ﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ اﻟﺷــروط اﻟﻣﻠﺣﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘـد ٕواذا اﻣﺗﻧﻌـت اﻹدارة ﻋــن ذﻟـك ﻛـﺎن ﻟﻬـم اﻟﺣــق‬
‫ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑﻘرارﻫــﺎ اﻟﺳــﻠﺑﻲ ﻋــن طرﯾــق دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء‪ ،2‬وذﻟــك ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أن اﻟﻣﻧﺗﻔــﻊ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻻﻣﺗﯾــﺎز ﻻ‬
‫ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟطﻌــن ﺑﺎﻹﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار اﻟــذي ﯾﺻــدرﻩ اﻟﻣﻠﺗــزم ﻷﻧــﻪ ﻣــن ﺷــروط اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻘرار اﻹداري ﺻــدورﻩ ﻋــن‬
‫اﻟﺳـﻠطﺔ إدارﯾــﺔ واﻟﻣﻠﺗــزم ﯾﻔﺗﻘــد ﻟﻬـذا اﻟﺷــرط ﻟــذﻟك ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔـﻊ إﻟﻐــﺎء اﻟﻘـرار ﺑﺷــﻛل ﻏﯾـر ﻣﺑﺎﺷــر ﺑـﺄن ﯾطﻠــب‬
‫ﻣـن اﻟﺟﻬــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﻣﺎﻧﺣـﺔ اﻻﻟﺗـزام إﺟﺑــﺎر اﻟﻣﻠﺗــزم ﻋﻠــﻰ اﺣﺗـرام اﻟﺷــروط ﺗﻧظﯾﻣﯾــﻪ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻘــد‬
‫اﻻﻟﺗـزام ﻓـﺎن اﻣﺗﻧﻌـت ﻋـن اﻟـرد ﻋﻠـﻰ اﻟطﻠـب أو رﻓﺿــت ﻋـن إﺟﺎﺑﺗـﻪ‪ ،‬اﻋﺗﺑـر ﻗرارﻫـﺎ ﺑـﺎﻟرﻓض أو اﻻﻣﺗﻧـﺎع ﻗـرار‬
‫إدارﯾﺎ وﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠطﻌن ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬
‫وﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﺳــﻠطﻪ ﺿــﯾﻘﺔ وﻣﺣــدودة ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﺑﺻــﻔﻪ‬
‫ﻋﺎﻣــﻪ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻟــﯾس ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻧظــر ﺳــوى ﻓــﻲ ﻗ ـرار اﻟﻣﻌﯾــب اﻟﻣ ـراد إﻟﻐﺎﺋــﻪ وﻟــﯾس ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻛﻛــل أو إﻟﻐــﺎء‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻛﻠﻬــﺎ أو إﺑطﺎﻟﻬــﺎ واﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻗﺑــل أن ﯾﻧطــق اﻟﺣﻛــم ﺑﺎﻹﻟﻐــﺎء ﻻﺑــد أن ﯾﺳــﺑب ﻗـ اررﻩ وذﻟــك أﺟــل‬
‫ﻋدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟرﻛن اﻻﺧﺗﺻﺎص أو رﻛن اﻟﺷﻛل اﻹﺟراءات وﻏﯾرﻫﺎ‪.3‬‬
‫وﺑﺻدور ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻠﻘرار اﻹداري اﻟﻣﻧﻔﺻل اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر وﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻣ ــن أﻫ ــم ﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﻘـ ـرار اﻹداري اﻟﻘﺎﺑ ــل ﻟﻠطﻌـ ــن ﺑ ــدﻋوى اﻹﻟﻐ ــﺎء ﯾﻛـــون ﺻ ــدورﻩ ﻣ ــن اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة وﺑﺈرادﺗﻬـﺎ اﻟﻣﻧﻔـردة‪ ،‬وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾﻣﯾـزﻩ ﻋـن اﻟﻌﻘـد اﻹداري اﻟـذي ﯾـﺗم إﺑ ارﻣـﻪ ﺑﺗواﻓـق إرادﺗـﯾن‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟـﺔ ذﻟـك‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻣــﺔ أﻧــﺔ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﺎﻟﻌﻘود اﻹدارﯾــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﻻﻧﻌﻘــﺎد أو ﺻــﺣﺗﻪ أو ﺗﻧﻔﯾــذﻩ أو‬
‫اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل‪ ،‬واﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻓـﻲ ﻧظـرﻩ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺔ أﻧـﻪ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﺳـﻠطﺎت واﺳـﻌﺔ‪ ،‬ﻛـون ﻗﺿـﺎء‬
‫دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻗﺿــﺎء ﻣﺷــروﻋﯾﺔ‪ ،‬أي ﯾﻘﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺣﻘــق ﻣــن ﻣــدى ﻣﺷــروﻋﯾﺔ اﻟﻘـرار‪ ،‬دون أن ﺗﻣﺗــد ﺳــﻠطﺔ‬
‫اﻟﻘﺿــﺎء إﻟ ــﻰ أﺑﻌــد ﻣ ــن ذﻟــك‪ ،‬ﻓﺈﻣ ــﺎ أن ﯾﻘــوم ﺑﺈﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار ﻟﻌ ــدم ﻣﺷــروﻋﯾﺗﻪ أو ﯾــرد اﻟــدﻋوى ﺑﻌ ــد اﻟﺗﺄﻛــد ﻣ ــن‬
‫ﻣﺷــروﻋﯾﺗﻪ وﻫــذا ﻣــﺎ أﻛدﺗــﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ اﻧﺗﻣــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ﻓــﻲ‬
‫ﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟﺻــﺎدر ﻓ ــﻲ ‪ 1995/01/24‬وﻧﺻــت ﻋﻠ ــﻰ أن ﻗﺿــﺎء اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾ ــﺔ ﯾﻧﺗﻣــﻲ أﺳﺎﺳ ــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.673‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪.697‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ :‬دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ و ﻓﻘﻬﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر و‬
‫اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2009 ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪60‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻛﺎﻣــل‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻛــون ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ أن ﺗﻧظــر ﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻗــد ﺻــدر ﺑﺷــﺄن ﺗﻠــك اﻟﻌﻘــود ﻣــن إﺟـراءات وﻗـ ار ارت‪ ،‬وذﻟــك‬
‫ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ اﻷﺻــﻠﯾﺔ ﻓــﻲ ﺣــدود اﺧﺗﺻﺎﺻ ـﻬﺎ اﻟﻛﺎﻣــل ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻛــون‬
‫ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺎﻣل ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣن أﻣور ﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ‪.1‬‬
‫ﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﺣﯾـث‬
‫ﯾﺗﻣﺛل دورﻩ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ٕواﻋﺎدة اﻟﺣﻘوق ﻷﺻﺣﺎﺑﻬﺎ‪.2‬‬
‫ﯾﺗﻣﯾــز اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ﺑﺷــﻣوﻟﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﻪ ﻣــن اﻟــدﻋﺎوى اﻹدارﯾــﺔ اﻷﺧــرى ﻛــدﻋوة اﻟﺗﻌــوﯾض‬
‫ودﻋ ــوى اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ وﻏﯾرﻫ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ أن ﻟﻠﻘﺎﺿ ــﻲ اﻹداري ﺳـــﻠطﺎت أوﺳ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻟﻛﺎﻣ ــل ﻣﻘﺎرﻧ ـ ـﺔ‬
‫ﺑﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻷﺧرى‪.‬‬
‫وﻗد ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣـل ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 801‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‬
‫‪ 09/08‬ﻓـ ـ ــﻲ ﻓﻘرﺗﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠﺻـ ـ ــﻬﺎ ﺑﺻـ ـ ــﻔﺔ ﺿـ ـ ــﻣﻧﯾﻪ ﻣـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـواد)‪،949،903،902،800‬‬
‫‪ (960،953‬ﻣــن ﻧﻔــس اﻟﻘــﺎﻧون‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﻫــذﻩ اﻟﻣ ـواد ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﻟطﻌــن ﻓــﻲ اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث أن رﻓــﻊ دﻋــوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﺧﺿــﻊ ﻟــﻧﻔس‬
‫اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‪:‬‬
‫ﺷــروط ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻣــدﻋﻲ ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛــل أﺳﺎﺳــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﺔ واﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ ﻓــﻲ ﺣﺳــب ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ‪ 13‬ﻣــن‬ ‫‪‬‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.09/08‬‬
‫اﻟﺷــروط اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــدﻋوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل‪ :‬ﯾﻛــون ﺗﺄﺳــﯾس اﻟﻣــدﻋﻲ دﻋ ـواﻩ ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ‬ ‫‪‬‬
‫وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت إﺧﻼل اﻟطرف اﻷﺧر ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﻋﻘدﯾـﻪ أو ﻏﯾـر ﻋﻘدﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ‬
‫أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺿرر ﺳﺑﺑﻪ أﺣد طرﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻷخ‪ ،‬ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌوﯾض‪.3‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول ‪ :‬ﻧطﺎق دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻫﯾﺎ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﻧﺷﺄ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ‪:‬‬
‫دﻋوى اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﻪ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدﻋوى إﻟﻰ ﺣﺻول أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋن ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ذﻟـك ﻓـﻲ ﺻـورة‬
‫ﺛﻣن أو رﺳم ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ‪ ،‬أو ﺗﻌـوﯾض ﻋـن اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﺳـﺑﺑﻬﺎ أﺣـد طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد ﻟﻸﺧـر‪ ،‬ﺣﯾـث‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻣن أﻛﺛر اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧـﻪ ﺑوﺳـﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ‬

‫‪1‬‬
‫اﻟطﻌن رﻗم )‪ (1326‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1995/01/24‬أﺷﺎر إﻟﯾﻪ د‪.‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ﺣﻣود اﻟدﻟﯾﻣﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪،‬‬
‫اﻟﺑﺣرﯾن ‪ ، 2008 ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺧﻠف اﷲ ﻛرﯾﻣﺔ ‪ ،‬ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ‪ ، 2013-2012 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺣورﯾﺔ ﺑن أﺣﻣد ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪61‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ إﺻﺎﺑﺗﻪ ﻣن ﺟـراء ﺧطـﺎ ﻣـن ﺟﻬـﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة وﻫو ﺑﺻدد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ‪.1‬‬
‫دﻋوى إﺑطﺎﻻ ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘواﻋد إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إن ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺿــﻊ ﻗﯾــود ﻋﻠــﻰ ﺣرﯾــﺔ اﻹدارة ﻓــﻲ إﺑراﻣﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻘــود‪ ،‬واﻟﻬــدف ﻣــن‬
‫ذﻟك ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد ﺗﻘـدم ﻋﻠـﻰ ﺗﺻـرﻓﺎت ﻏﯾـر ﻣﺷـروﻋﻪ وﺧﺎرﺟـﺔ ﻋـن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـﺎ‬
‫اﻟﻌﻘدﯾــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث ﯾﻛــون ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣ ــﻊ اﻹدارة اﻟﺣــق ﻓــﻲ طﻠــب إﺑطــﺎل اﻟﺗﺻــرف اﻟﺗــﻲ ﺧﺎﻟﻔــت ﻓﯾــﻪ ﻗواﻋــد إﺑ ـرام‬
‫اﻟﺻــﻔﻘﺔ وﻫــذا اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﯾﻘــوم ﺑﺈﺑطــﺎل اﻟﺗﺻــرف دون أن ﯾﻣــس ذﻟــك ﺑﻣﺷــروﻋﯾﻪ اﻟﻌﻘــد‪ ،‬ودون اﻟﺗﻘﯾــد ﺑﺎﻟﻣواﻋﯾــد‬
‫اﻟﻣﺣددة ﻟرﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء‪.‬‬
‫دﻋوى ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻣـ ــن اﻟﺳـ ــﻠطﺔ اﻹدارﯾـ ــﺔ أﯾﺿـ ــﺎ أن ﯾرﻓـ ــﻊ دﻋـ ــوى ﻟـ ــدى اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻟﻛﺎﻣـ ــل‪ ،‬وﯾﻛـ ــون‬
‫ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد‪ ،‬إذا ﻣﺎ إرﺗﻛﺑـت اﻹدارة ﺧطـﺄ ﺟﺳـﯾﻣﺎ ﺧـﻼل ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ أو ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻘـوة‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪.2‬‬
‫دﻋوﻩ ﺑطﻼن ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ﯾﺗﻌﻠــق ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ وﻋﻠﯾــﻪ ﻓﻘــد ﯾﻣﺳــﻪ دﻋــوى اﻟــﺑطﻼن‪ ،‬وﺗﻧﺷــﺄ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ وﺟود ﻋﯾب ﯾﻣس ﺗﻛوﯾن اﻟﺻﻔﻘﺔ‪ ،‬وﺗﺧﺿﻊ دﻋوى ﺑطـﻼن اﻟﻌﻘـد ﻟﻠﻘﺿـﺎء اﻟﻛﺎﻣـل وذﻟـك ﻓـﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣـد أرﻛﺎﻧـﻪ أو ﺷـروط ﺻـﺣﺗﻪ وﻫـﻲ اﻟرﺿـﺎ واﻟﻣﺣـل واﻟﺳـﺑب‪ ،‬ﻓﻔـﻲ ﺣـﺎل ﺗﺄﻛـد اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻣـن وﺟـود‬
‫أي ﻋﯾــب ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻌﯾــوب ﺣﻛــم ﺑــﺑطﻼن ﻋﻘــد اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــﻲ طﻠﺑــﺎت ﯾرﻓﻌﻬــﺎ ﺻــﺎﺣب اﻟﺷــﺄن ﻓــﻲ‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ذي طﺑﯾﻌﺔ وﻗﺗﯾﺔ ﻟدرء ﺧطر داﻫم ﯾﻬدد وﺟود اﻟﺣـق أو ﺣﻔـظ‬
‫اﻟـدﻟﯾل اﻟﻣﺛﺑــت ﻟﻠﺣــق إذا ﻛــﺎن ﯾﺧﺷــﻰ ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن اﻟــزوال ﺑﻣـرور اﻟوﻗــت‪ ،3‬وﻣﺛــﺎل ﻋﻠــﻰ ذﻟــك طﻠــب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ‬
‫اﻹدارة ﺗﻌﯾــﯾن ﺧﺑﯾــر ﻛــﺈﺟراء ﻣﺳــﺗﻌﺟل ﻟﻔﺣــص ٕواﺛﺑــﺎت ﻣــﺎ ﻗــﺎم ﺑــﻪ ﻣــن أﻋﻣــﺎل ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻹدارة اﻟﻣﺳــﻠﻣﺔ إﻟﯾﻬــﺎ‪،‬‬
‫وﯾﺷﺗرط ﻟﻘﺑول ﻫذا اﻟطﻠب أن ﯾﺗـواﻓر ﻓﯾـﻪ طﺑﯾﻌـﺔ اﻻﺳـﺗﻌﺟﺎل واﻟﺟدﯾـﺔ‪ ،‬واﻻﺳـﺗﻌﺟﺎل ﻫـو ﺿـرورة ﻣﻠﺣـﺔ ﻟوﺿـﻊ‬
‫ﺣل ﻣؤﻗت ﻟﻧزاع ﯾﺧﺷﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺣق ﻓﯾﻪ ﻣن ﻣﺿﻲ اﻟوﻗت ﻟو ﺗرك ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﻣوﺿوﻋﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠــب اﻟﺛﺎﻟــث‪ :‬اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﻓــﻲ ﺗﺳــوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻟــﯾس ﻛــل اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﯾ ـؤول اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻓﻘــط‪،‬‬
‫ٕواﻧﻣﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌـﺎدي )اﻟﻣـدﻧﻲ و اﻟﺟ ازﺋـﻲ( دور ﻛـذﻟك ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﺔ ﺑﻌـض ﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻬـﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾطﺑـق‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻻدارﯾﺔ و ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻪ ﻗﺿﺎءا و ﺗﺣﻛﯾﻣﺎ ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﺻر ‪، 2009 ،‬‬
‫ص ‪.307‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑداﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫‪62‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص‪ ،‬وﻟﻣﻌرﻓـﺔ دور اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻌـﺎدي ﻓــﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﺟـب ﻋﻠﯾﻧــﺎ‬
‫أوﻻ ﺗﺣدﯾ ــد طﺑﯾﻌ ــﺔ اﺧﺗﺻ ــﺎص اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎدي ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻛ ــذا ﻣﺟ ــﺎﻻت‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ‪.1‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺧــﺗص اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎدي ﻓــﻲ ﺗﺳــوﯾﻪ ﺑﻌــض اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻛﻔﯾﻬــﺎ اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﺑﺄﻧﻬــﺎ‬
‫ﻧزاع ﻋﺎدي‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﻧﺷﺄ اﺧﺗﺻﺎﺻـﻪ ﺑﺣﻛـم طﺑﯾﻌـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﻓـﻲ ﺣـد ذاﺗﻬـﺎ وذﻟـك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻣﺳـﺎﺋل‬
‫اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻷﺻـﯾل واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﺛـﺎﻧوي ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓﻬـﻲ ﻧ ازﻋـﺎت‬
‫ﺗﻧﺷــﺄ ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد واﻟﻌﻣــﺎل اﻟــذﯾن ﯾﺳــﺎﻫﻣون ﻓــﻲ اﻧﺟــﺎز اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﺣــدد‬
‫اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ أﯾﺿﺎ ﻋن طرﯾق اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎء ﻣﻌﯾن‪.‬‬
‫ﻛﻣ ــﺎ ﯾ ــؤول اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﻟﻠﻘﺳ ــم اﻟﻣ ــدﻧﻲ أو اﻟﺗﺟ ــﺎري ﺑﺣﺳ ــب ﺻ ــﻔﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﺛ ــﺎﻧوي ﻟﻠﻔﺻ ــل ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧﺷ ــﺄ ﺑ ــﯾن طرﻓ ــﻲ اﻟﻧـ ـزاع أﺛﻧ ــﺎء ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ إﺧـ ـﻼل أﺣـ ـدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗ ــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن ﻣﻣوﻟﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ وأﺻﺣﺎب اﻟﻘروض واﻟرﻫون ﻧظـ ار ﻟﻛـون اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗ ـرﺑطﻬم ﯾﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ و اﻟﺗﺟ ــﺎري ‪ ،‬و ﻟﻛ ــن ﺧ ــﻼف ﻟ ــذﻟك ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻧﺷـ ـوب ﻧـ ـزاع ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل‬
‫اﻟﺛــﺎﻧوي واﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺎﻟﺗﻘﯾــد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟــرﻓض وﻋــدم اﻻﻣﺗﺛــﺎل‪ ،‬ﯾﻛــون رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى‬
‫أﻣﺎم اﻟﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪.247/15‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻧطوي اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﻌﻘــد اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﺑﻧظــر ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا طــرح‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻧزاع ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﻌﻘـد وﻻ ﯾﻛـون اﺣـد أط ارﻓـﻪ ﺷﺧﺻـﺎ ﻣـن اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣـذﻛورﯾن ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ‪ 800‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،209/08‬ﺑﺣﯾـث ﯾـؤول اﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻧظـر ﻓﯾـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻌـﺎدي‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر أن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﻌد ﻋﻘدا ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ 3‬وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﻣﻛـن ﻟـﻪ أن ﯾﻌﺎﻗـب ﻋﻠـﻰ أي ﺳـﻠوك ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛـن ﻣﺟـرم ﺑـﻧص ﻗـﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وﺑﻬـذا ﻧظـم اﻟﻣﺷـرع ﻫـذﻩ اﻟﺟـراﺋم ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣواد )‪ (26،27،34‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ‪ 4 01/06‬واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺛﻼث ﺻور‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻋدد ﺧﺎص ‪ ،‬اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟوﺛﺎﺋق ‪ ،2009 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 800‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09/08‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 43‬ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )ﻻ إداﻧﺔ إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون ﺻﺎدر ﻗﺑل ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم(‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ 01-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2006/02/20‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪ 14‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ‬
‫‪.2006/02/20‬‬
‫‪63‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﺑﺎة‬
‫‪ ‬ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﻔوذ‬
‫‪ ‬ﺟرﯾﻣﺔ اﻟرﺷوة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻘد ﺣـدد اﻟﻘـﺎﻧون ﺗوزﯾـﻊ اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﺑـﯾن ﺟﻬـﺎت ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾـﺔ وذﻟـك ﻋـن طرﯾـق اﻟﻣﺣـﺎﻛم ﻛﺟﻬـﺔ‬
‫ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ذات اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻔﺻــل ﻓــﻲ اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻌﺎدﯾــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ذات‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿـﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﻋـن اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ذات‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ) اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎ ﺷؤون اﻷﺳرة(‪. 1‬‬
‫أﻣ ــﺎ ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻘﺿ ــﺎء طﺑﻘ ــﺎ ﻟﻠﻣ ــﺎدة ‪ 34‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾـ ـﺔ ‪ 09/08‬ﯾﺧ ــﺗص‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺻــل ﻓــﻲ اﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم ﻓ ــﻲ اﻟدرﺟــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣـ ـواد وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓـ ـﺈن‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﺳــﺗﺄﻧف أﻣــﺎم اﻟﻣﺟﻠــس اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ﻣــﻊ ﻣ ارﻋــﺎة‬
‫اﺣﺗرام اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻔﺻـل أﯾﺿـﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﻛﺟﻬـﺔ طﻌـن ﺑـﺎﻟﻧﻘض ﻓـﻲ اﻷﺣﻛـﺎم واﻟﻘـ اررات اﻟﻔﺎﺻـﻠﺔ ﻓـﻲ ﻣوﺿـوع‬
‫اﻟﻧ ـزاع ﻓــﻲ أﺧــر درﺟــﻪ اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم واﻟﻣﺟــﺎﻟس اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻣــﻊ وﺟــوب اﺣﺗ ـرام آﺟــﺎل اﻟطﻌــن ﺑﺎﻟﻧﻘــد‬
‫اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 354‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪.2‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ﺑﻬﺎ‬
‫إن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﯾطﺑق ﻋﻣوﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋﻠـﻰ اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ذات‬
‫اﻟط ــﺎﺑﻊ اﻟﻌ ــﺎدي و اﻟﻣﺗﻣﺛ ــل أﺳﺎﺳ ــﺎ ﺑﺎﻟدرﺟ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ واﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺗﺟ ــﺎري‪ ،‬ﻓﻬﻧ ــﺎك ﺑﻌ ــض‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﺗﺗﻣﯾـز ﺑطﺎﺑﻌﻬـﺎ اﻟﻣـدﻧﻲ أو اﻟﺗﺟـﺎري وﯾـؤول اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﻓﯾﻬـﺎ إﻟـﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي وﻋﻠﯾــﻪ ﺳــﻧﻘوم ﺑﺗﺣدﯾــد ﺻــور اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗــؤول اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌ ـﺎدي ﺛــم ﺗﺣدﯾــد‬
‫أﻧواع اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻣن ﺟراء ﻫذﻩ اﻟﻧزاﻋﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي‪.‬‬
‫أوﻻ‪ -‬ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤول ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي‬
‫ﯾﻧظــر اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﻓــﻲ ﻛــل ﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــرم ﺧــﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‬
‫اﻹدارﯾ ـﺔ اﻟ ـواردة ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة‪ 6‬ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 247 /15‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺗﻛﻠــف ﺑﺎﻧﺟــﺎز ﻣﺷــروع ﯾﻛــون‬
‫ﺗﻣوﯾﻠــﻪ ﻣــن ﻣﯾزاﻧﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻟﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻫﻧــﺎك ﻧ ازﻋــﺎت ﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟﺗﻌﺎﻗــدات ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻫــﻲ‬
‫ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘود ﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟرﺋﯾﺳـﻲ واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﺛـﺎﻧوي ﻓـﻲ إطـﺎر ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﻛـذﻟك‬
‫اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺷ ـﺄ ﻓــﻲ ﺻــﻔﻘﻪ ﻋﻣوﻣﯾــﻪ ﻣﺑرﻣ ـﺔ ﺑــﯾن ﻣؤﺳﺳــﺗﯾن ﺧﺎﺻــﺗﯾن ﺗﻌﺗﺑــر ﻧ ازﻋــﺎت ﻋﺎدﯾــﻪ ﯾﻧظــر ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﺑﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾﻪ ﻣﺑرﻣﻪ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة ‪ 32‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ،09/08‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم ‪ 58/75‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪ 1975‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ -‬اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬


‫ﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟـدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋـﺔ أﻣـﺎم اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻌـﺎدي ﻫـﻲ دﻋـوى ﺑطـﻼن اﻟﻌﻘـد‪ ،‬وذﻟـك ﺑﺳـﺑب ﻋﯾـب‬
‫ﻣوﺟود ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧـﻪ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﺗطﺑـق ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟـﺑطﻼن اﻟﻌﻘـود اﻟﻣﻧﺻـوص ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣـواد ﻣـن ‪99‬‬
‫إﻟﻰ ‪ 105‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﻫﻧﺎﻟـك دﻋـوى ﯾﺳـﺗﻬدف ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻣﺿـرور طﻠـب اﻟﺗﻌـوﯾض ﻣـن طـرف‬
‫اﻷﺧر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺳﺑب إﺧﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻛﻧﻪ أﯾﺿﺎ رﻓﻊ دﻋـوى ﻓﺳـﺦ اﻟﻌﻘـد وﻫـﻲ دﻋـوى ﯾـدﻓﻊ‬
‫ﺑﻬــﺎ اﺣــد طرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد وﻓــق ﻣــﺎ ذﻛــر ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ‪ 119‬ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ أﻣــﺎم اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﯾطﻠــب ﻣــن‬
‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺳﺑب إﺧﻼل اﻟطرف اﻷﺧر ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪ ،1‬ﻛﻣـﺎ أن ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾـث ﯾﻣﻛﻧـﻪ‬
‫أن ﯾﺣدد ﻟﻠﻣدﯾن أﺟﺎل ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد أو رﻓﺿﻪ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺗوﻓﯾق زﯾداﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‬
‫‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ‪ ، 2010-2009،‬ص ‪.123‬‬
‫‪2‬‬
‫طﯾﺑون ﺣﻛﯾم ‪ ،‬ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺗﺧﺻص دوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن‬
‫ﻋﻛﻧون ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2013-2012 ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪65‬‬
‫اﳋﺎﲤﺔ‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك دواﻟﯾب اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺗوى اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ‪،‬‬
‫وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌدد أدوارﻫﺎ ووظﺎﺋﻔﻬـﺎ واﺗﺳـﺎع ﻣﺟـﺎﻻت ﺗـدﺧﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﺑـذﻟك أداة ﻹﻧﻌـﺎش اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﻛﻣــﺎ أﻧﻬــﺎ ﺗﺷــﻛل آﻟﯾــﺔ ﻟﺗﺟﺳــﯾد اﻟﻣﺷــﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟ ـﻰ ﻣﺳــﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟــرواج‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘد أﺣﺎطﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟ ازﺋـري ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻷﺣﻛـﺎم و اﻟﻘواﻋـد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻋﺗﻣــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ‪ ،‬واﻟﺗــﻲ ﻫــدﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟدرﺟــﺔ اﻷوﻟــﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻣـﺎل اﻟﻌــﺎم وﺗرﺷــﯾد اﻟﻧﻔﻘـﺎت ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣﻘــوق وﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻷطـراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ إﻟـﻰ ﺑﻌـض اﻟﻌراﻗﯾـل واﻟﺗـﻲ ﻟـم ﺗﻛـن‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺣﺳــﺑﺎن ﻋﻧــد إﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫﻠــﻪ‪ ،‬وﻫــو اﻷﻣــر اﻟــذي وﺟــب ﺗــدﺧل اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة‬
‫ﻹرﺟــﺎع ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﺑ ـﺎﻟﺗوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري‪ ،‬واﻟﻬــدف ﻣــن ﻫــذا اﻟﺗــدﺧل ﻫــو إﺣــداث اﻟﺗ ـوازن ﺑــﯾن اﻟﻣ ازﯾ ـﺎ‬
‫اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد واﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺗـرك اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد وﺣـدﻩ ﯾﻌـﺎﻧﻲ‬
‫ﻣــن اﻟﺿــﺎﺋﻘﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــﺎ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻪ أن ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﻓﻼﺳــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻟﺗوﻗــف ﻋــن اﻟﺗﻧﻔﯾــذ‪ ،‬ﻣﻣــﺎ ﺳــﯾؤﺛر ﻋﻠــﻰ‬
‫اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺧدﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬور‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ أن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد اﻟﺣ ــق ﻓ ــﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑ ــﺔ ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘ ــد اﻹداري‪ ،‬وذﻟ ــك ﻣﺗ ــﻰ‬
‫طـرأت أﺣــداث أو وﻗــﺎﺋﻊ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ أن ﺗــؤدي إﻟــﻰ إرﻫﺎﻗ ـﻪ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث اﻋﺗــرف ﻟــﻪ اﻟﻣﺷــرع ﺑﻬــذا اﻟﺣــق إﻣــﺎ ﺗﺣــت‬
‫طﺎﺋــل ﻧظرﯾــﺔ ﻓﻌــل اﻷﻣﯾــر أو ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ أو ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗﻌــﺔ‪ ،‬وﯾﺗرﺗــب‬
‫ﻋﻧﻬـﺎ ﺣﺻــول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻋــن ﺗﻌـوﯾض ﻛﺎﻣــل ﻋـن ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﻟﺣﻘــت ﺑـﻪ ﺑﻔﻌــل ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺎت‪ ،‬وذﻟــك‬
‫ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺣدث اﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺗق طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد‬
‫ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوب ﻧزاع ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﻣﺎ اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻹﺑرام و ﺗﻧﻔﯾـذ أو اﺳـﺗﺣﺎﻟت اﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻟوﺟـود أﻋﺑـﺎء‬
‫ﻣــن ﺷــﺎﻧﻬﺎ إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـد‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ أدى ﻟﻠﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟﻠﺗﺑﻧــﻲ اﻟﺣــل اﻟــودي ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ﻫــذا‬
‫اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﻛﺣــل أوﻟــﻰ اﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛــﯾم واﻟــذي ﺗــم اﻟﺗطــرق إﻟﯾــﻪ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪ ، 09-08‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻠﺟﺎن واﻟﺗﻲ أﯾﺿﺎ ﺗم اﻟﺗطرق ﻟﻬـم ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون‬
‫اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ‪ ،247-15‬ﺑﺣﯾـث ﯾﻛﺗﺳـﻲ ﻫـذا اﻟﺣـل اﻟـودي ﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑــرى‬
‫واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺣل ﻣرﺿﻲ ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ وﻛذا ﺗﺳوﯾﺔ ﺧﻼﻓـﺎﺗﻬم ﺑﺷـﻛل ﻧﻬـﺎﺋﻲ ﺑﺣﯾـث وﺟـدت آﻟﯾـﺎت‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺗﺳوﯾﺔ و إﺟراءاﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﺗﺳﺧﯾرﻫﺎ ﻛﺄداة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أطراف اﻟﺻﻔﻘﺔ و ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫ﻟﻛ ــن ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻷﺣﯾ ــﺎن اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻻ ﺗﺻـ ـﺑو إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺑﺗﻐ ــﻰ اﻟﻣطﻠ ــوب ﻣﻧﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻟ ــذاﻟك اﻟﻣﺷ ــرع‬
‫اﻟﺟ ازﺋــري أﺟــﺎز طــرق أﺧــرى ﻟﻔــض اﻟﻧ ـزاع واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺣــل اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ﻛطرﯾــق ﻟﺣــل ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻌرض ﻟﻣﺿـﻣوﻧﻬﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ وﻛـذا ﻟﻣﺧﺗﻠـف آﻟﯾﺎﺗﻬـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﺑﻬـﺎ اﻟﺗﻧظـﯾم اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠـق‬
‫ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾــث ﺗﻬــدف ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ إﻟــﻰ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻔﻘــﻪ واﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء ﻗﺑل اﻹﺑرام ﻋن طرﯾـق دﻋـوى اﻹﻟﻐـﺎء أو ﻓـﻲ‬
‫ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻋــن طرﯾــق اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻛﺎﻣــل إﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻔﺳــﺦ أو اﻟﺗﻌــوﯾض أو إﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ و‬
‫ذاﻟك ﺑﻬدف اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻧﺗظﺎﻣﻪ ﻣن ﺟﻬـﺔ واﻟﺳـﻬر ﻋﻠـﻰ ﺣﻘـوق ﻣﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ‪.‬‬
‫و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم اﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪،‬‬
‫إﻻ أﻧﻪ وﺟب ﺗدارك ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص و اﻟﺻﻌوﺑﺎت و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت و‬
‫اﻟﺗوﺻﯾﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺗﻘﻧﯾن ﺷﺎﻣل وواﺿﺢ ﻟﻧظرﯾﺎت ﺣﻔظ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫‪ -‬ﺿرورة ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﺑذﻟﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﻣﺟﻬودات ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻪ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣن ﻋراﻗﯾل‬
‫وﻣدى ﺗﻌﺎون اﻹدارة وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺧطﻲ ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻛﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‬
‫‪ -‬إن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ ﻣن اﺟل ﺟدب‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن ﻛﺎﻫل اﻟﻘﺿﺎء و ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎر اﻟوﻗت‬
‫و اﻹﺟراءات و ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻧﻔﻘﺎت‬
‫‪ -‬ﻧﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع إﺻدار اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺗﻔوﯾﺿﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم و اﻹﺣﺻﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠطﻠب اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻠدور اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ و‬
‫اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﯾدان اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ‬
‫اﳌﺼﺎدر‬
‫و اﳌﺮاﺟﻊ‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬


‫اﻟدﺳﺗور‬
‫‪ ‬دﺳ ــﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾ ـ ـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـ ــﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾـــﺔ اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ ‪ 2020‬اﻟﻣؤرﺧـ ــﺔ ﻓ ــﻲ‪ 30‬دﯾﺳـ ــﻣﺑر ‪ ،2020‬اﻟﺟرﯾـ ــدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 82‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 30‬دﯾﺳﻣﺑر ‪.2020‬‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن و اﻷواﻣر‬
‫‪ ‬اﻟﻘـﺎﻧون رﻗــم ‪، 09/08‬اﻟﻣـؤرخ ﻓــﻲ ‪ 2008/02/25‬ﯾﺗﺿـﻣن ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾــدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪.2008 ،21‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 23-90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘــﺎﻧون رﻗــم ‪ 02-90‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪06‬ﻓﯾﻔــري‪ ،1990‬ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل‬
‫وﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻹﺿراب‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪ 6‬ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪07‬ﻓﯾﻔري‪.1990‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘــﺎﻧون ‪ 01-06‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 2006/02/20‬اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾــﺔ ﻣــن اﻟﻔﺳــﺎد وﻣﻛﺎﻓﺣﺗــﻪ‪ ،‬اﻟﺟرﯾــدة اﻟرﺳــﻣﯾﺔ‬
‫ﻋدد ‪ 14‬ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪.2006/02/20‬‬
‫اﻟﻣراﺳﯾم‬
‫‪ ‬اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ رﻗــم ‪ 247/15‬اﻟﻣــؤرخ ﻓــﻲ ‪ 2015/09/16‬اﻟﻣﺗﺿــﻣن اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺗﻔوﯾﺿــﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم ‪ ،50‬اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ‪.2015/09/20‬‬
‫‪ ‬ﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ ‪ 236/10‬اﻟﻣﻠﻐ ــﻰ اﻟﻣــؤرخ ﻓ ــﻲ ‪ 7‬أﻛﺗ ــوﺑر ‪ 2010‬ﯾﺗﺿــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم‬
‫اﻟﻣؤﻟﻔﺎت و اﻟﻛﺗب‬
‫‪ -1‬ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي‪ ،‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌـﺔ اﻷوﻟـﻰ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛـر اﻟﺟـﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳـﻛﻧدرﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي‪ ،‬ﺣﻘـوق وﺿـﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة واﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد اﻹداري‪،‬‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪. 2014 ،‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻧﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬اﻟﺷرح اﻟﻣوﺟز ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻐداد‪.1952،‬‬
‫‪ -4‬ﻋﻣ ـ ـ ــﺎر ﺑوﺿ ـ ـ ــﯾﺎف‪ ،‬ﺷ ـ ـ ــرح ﺗﻧظ ـ ـ ــﯾم اﻟﺻ ـ ـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪،‬اﻟطﺑﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟراﺑﻌ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺟﺳ ـ ـ ــور ﻟﻠﻧﺷ ـ ـ ــر واﻟﺗوزﯾ ـ ـ ــﻊ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.2011،‬‬
‫‪ -5‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ‪ :‬د ارﺳـﺔ ﺗﺷـرﯾﻌﯾﺔ و ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ و‬
‫ﻓﻘﻬﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -6‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺧﻼﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ‪،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪.2012،‬‬
‫‪ -7‬ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﺷر اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪71‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪ -8‬ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ(‪ ،‬اﻟطﺑﻌـﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳـﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻋـﯾن‬
‫اﻟﺷﻣس‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2005، ،‬‬
‫‪ -9‬ﻣﺣﻣد ﺑﻌﻠﻲ اﻟﺻﻐﯾر‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -10‬ﻋﻣ ـ ــﺎر ﻋواﺑـ ـ ــدي‪ ،‬ﻧظرﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌـ ـ ــﺔ اﻟراﺑﻌ ـ ــﺔ‪ ،‬دﯾ ـ ـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ـ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪. 2012،‬‬
‫‪ -11‬ﻣﺣﻣ ــد ﺑ ــن ﺳ ــﻌﯾد ﻣﺣﻣ ــد اﻟﻣﻌﻣ ــري‪ ،‬اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺟدﯾ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﻣﺻر‪.2011،‬‬
‫‪ -12‬ﻋﻠــﻲ ﻋﺑــد اﻷﻣﯾــر ﻗــﺑﻼن‪ ،‬أﺛــر اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــد اﻹداري‪ ،‬اﻟﺟــزء اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻛﺗﺑﺔ زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪.2014،‬‬
‫‪ -13‬ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳـط‪ ،‬اﻟﻌﻘـد اﻹداري )اﻟﻣﻘوﻣـﺎت‪ ،‬اﻹﺟـراءات ‪ ،‬اﻵﺛـﺎر(‪ ،‬اﻹﺳـﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة‪.2006 ،‬‬
‫ﻧﺎﺻ ــﯾري ﻣﻧﺻ ــور اﻟﻧﺎﺑﻠﺳ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ )د ارﺳ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ (‪ ،‬اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷ ــورات زﯾ ــن‬ ‫‪-14‬‬
‫اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -15‬ﺣﺳ ــﯾن دروﯾ ــش ﻋﺑ ــد اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ــزء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠ ــو‬
‫ﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1958 ،‬‬
‫‪ -16‬اﻟﻧوي اﻟﺧرﺷﻲ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬دار اﻟﻬـدى‪ ،‬ﻋـﯾن ﻣﻠﯾﻠـﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.2019 ،‬‬
‫‪ -17‬ﻣﺣﻣ ــد أﻧ ــس ﻗﺎﺳ ــم ﺟﻌﻔ ــر‪ ،‬اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬د ارﺳ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ اﻧظ ــم اﻟﻣﻧﺎﻗﺿ ــﺎت واﻟﻣ ازﯾ ــدات‪ ،‬اﻟﻘ ــﺎﻫرة‬
‫ﻣﺻر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -18‬ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﻋﺑــد اﻟﻣــﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ واﻟﻘ ـ اررات اﻹدارﯾ ــﺔ‬
‫)دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﺣدث أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ (‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪2007 ،‬‬
‫‪ -19‬ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﻋﺑــد اﻟﻣــﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔــﺔ‪ ،‬اﻷﺳــس اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻛــز اﻟﻘــوﻣﻲ ﻟﻺﺻــدارات‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -20‬ﻋﺑد اﻟﻣـﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔـﺔ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز‪ ،‬اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ و ﺗﺳـوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗـﻪ ﻗﺿـﺎء وﺗﺣﻛﯾﻣـﺎ‪ ،‬ﻣﻧﺷـﺄة اﻟﻣﻌـﺎرف‬
‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -21‬ﻣﺣﻣــد أﺑــو ﺑﻛــر ﻋﺑــد اﻟﻣﻘﺻــود‪ ،‬إﻋــﺎدة اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ظــل اﻷزﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ )ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف‬
‫اﻟطﺎرﺋﺔ(‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة‪ ،‬ﻣﺻر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -22‬ﻓﺗـوح ﻣﺣﻣـد ﻫﻧــداوي‪ ،‬اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري واﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾــﺔ )د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ(‪ ،‬اﻟطﺑﻌــﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2016 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪ -23‬ﺑﻠﺣ ــﺎج اﻟﻌرﺑ ــﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺻ ــرف اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘـ ـد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔ ــردة‪ ،‬اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳ ــﺔ‪ ،‬دﯾـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 2004،‬‬
‫‪ -24‬ﯾوﺳــف ﺳــﻌد اﷲ اﻟﺧــوري‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري اﻟﻌ ــﺎم‪ ،‬اﻟﺟــزء اﻷول‪ ،‬ﻣﻧﺷــورات ﺟﺎﻣﻌــﺔ دﻣﺷــق‪ ،‬ﺳ ــورﯾﺎ‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -25‬ﻋﻠــﻲ ﻋﺑــد اﻟﻛ ـرﯾم اﻟﺳــوﯾﻠم‪ ،‬ﻓﻛ ـرة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟ ارﺷــد اﻟرﯾــﺎض‪ ،‬اﻟﺳــﻌودﯾﺔ‪،‬‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ -26‬ﻋﺑـد اﻟﺣﻣﯾـد اﻷﺣـدب‪ ،‬ﻗــﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛـﯾم اﻟﺟ ازﺋـري اﻟﺟدﯾــد‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ‪ ،‬ﻋـدد ﺧـﺎص‪ ،‬اﻟطــرق‬
‫اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪.2008 ،‬‬
‫‪ -27‬ﻣﺣﻣ ــد رﻓﻌ ــت ﻋﺑ ــد اﻟوﻫ ــﺎب‪ ،‬ﻣﺑ ــﺎدئ وأﺣﻛ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬ﻣﻧﺷ ــورات اﻟﺣﻠﺑ ــﻲ ﻟﻠﺣﻘ ــوق‪ ،‬ﻟﺑﻧـ ــﺎن‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -28‬ﺳــﺎﺟﯾﺔ ﯾوزﻧــﺔ‪ ،‬اﻟوﺳــﺎطﺔ ﻓــﻲ ظــل ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻋﺑــد‬
‫اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة‪ ،‬ﺑﺟﺎﯾﺔ‪.2012 ،‬‬
‫‪ -29‬ﻣﺣﻣ ــد إﺑـ ـراﻫﯾم‪ ،‬اﻟ ــوﺟﯾز ﻓ ــﻲ اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ــزء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛ ــﺔ‪ ،‬دﯾـ ـوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،2006 ،‬‬
‫‪ -30‬ﺟﻌﻔــر ﻣﺷــﯾﻣش‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم ﻓــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾــﺔ واﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷــورات زﯾ ــن‬
‫اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -31‬ﻣﻧﺎﻧﻲ ﻓراح‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم طرﯾق ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -32‬ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻗﻣر‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋـري )د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ( ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -33‬ﻣﺣﻣــود اﻟﺳــﯾد ﻋﻣــر اﻟﺗﺣﯾــوي‪ ،‬إﻟﺗﺟــﺎء اﻟﺟﻬــﺎت اﻹدارﯾــﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛــﯾم اﻻﺧﺗﯾــﺎري ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪. 2007 ،‬‬
‫اﻟﻣرﻓﻌــﺎت اﻟﻛــوﯾﺗﻲ(‪ ،‬ﻣؤﺳﺳــﺔ‬
‫‪ -34‬ﻋزﻣــﻲ ﻋﺑــد اﻟﻔﺗــﺎح ﻋطﯾــﺔ )د ارﺳــﺔ ﻗواﻋــد اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟــداﺧﻠﻲ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون ا‬
‫دار اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪.2012 ،‬‬
‫‪ -35‬ﻓــوزي ﻣﺣﻣــد ﺳــﺎﻣﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟﺗﺟــﺎري اﻟــدوﻟﻲ‪ ،‬د ارﺳــﺔ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺗﺟــﺎري اﻟــدوﻟﻲ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.2008،‬‬
‫‪ -36‬ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -37‬ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ وﻗواﻧﯾن اﻟﻣ ازﯾـدات واﻟﻣﻧﺎﻗﺻـﺎت‪ ،‬اﻟﻛﺗـﺎب اﻷول إﺑـرام اﻟﻌﻘـود‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -38‬ﺳﺎﻟم ﺑن راﺷد اﻟﻌﻠوي‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -39‬ﻓرﯾﺣﺔ ﺣﺳﻧﻰ‪ ،‬إﺟراءات اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2008‬‬
‫‪73‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪ -40‬ﻓﺎروق ﺧﻣﺎس‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺑﺣرﯾن‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -41‬ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -42‬إﺑراﻫﯾم ﺷﯾﺣﺎ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.1994 ،‬‬
‫‪ -43‬ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر‪ ،‬ﻋﻘود اﻟﺑوث‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2002 ،‬‬
‫‪ -44‬ﻋﻼء أﺑرﯾﺎت‪ ،‬اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2008 ،‬‬
‫‪ -45‬ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي‪ ،‬اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻬدى‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2018 ،‬‬
‫‪ -46‬رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -47‬ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن‪ ،‬ﺷرح ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌـﺔ اﻷوﻟـﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷـورات اﻟﺑﻐـدادي‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -48‬ﺑﻠﺣــﺎج اﻟﻌرﺑــﻲ‪ ،‬ﻧظرﯾــﺔ اﻟﻌﻘ ـد ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋــري‪ ،‬دﯾ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﺟ ازﺋــر‪،‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -49‬إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﺎرف ﺗﻔوﻗﺔ‪ ،‬اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد اﻹداري )د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ(‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋـﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪.2012،‬‬
‫رﺳﺎﺋل اﻟدﻛﺗورة‬
‫‪ -1‬ﻣطﯾﻊ ﻋﻠﻲ ﺣﻣود ﺟﺑﯾـر‪ ،‬اﻟﻌﻘـد اﻹداري ﺑـﯾن اﻟﺗﺷـرﯾﻊ و اﻟﻘﺿـﺎء "د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ"‪ ،‬أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل اﻟـدﻛﺗورة‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان‪ ،‬اﻟﯾﻣن‪. 2006-2005 ،‬‬
‫‪ -2‬ﺣﻠﯾﻣﻲ ﻣﻧﺎل‪ ،‬ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻔظ اﻟﻣـﺎل ﻓـﻲ اﻟﺟ ازﺋـر‪ ،‬أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل اﻟـدﻛﺗورة ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ‪. 2016-2015 ،‬‬
‫‪ -3‬زواوي ﻋﺑ ــﺎس‪ ،‬اﻟﻔﺳ ــﺎد اﻹداري ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ أطروﺣ ــﺔ ﻣﻘدﻣ ــﺔ ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة دﻛﺗ ــوراﻩ‬
‫اﻟﻌﻠوم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪.2013-2012،‬‬
‫‪ -4‬أﯾﻣــن ﻣﺣﻣــد ﺟﻣﻌــﺔ‪ ،‬أﺛــﺎر ﻋﻘــد اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن‪ ،‬أطروﺣــﺔ ﻟﻧﯾــل اﻟــدﻛﺗورة ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟزﻗﺎزﯾق‪ ،‬ﺳورﯾﺎ‪.2005-2004 ،‬‬
‫ﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‬
‫‪ -1‬إﺳـﻣﺎﻋﯾل ﺑﺣـري‪ ،‬اﻟﺿـﻣﺎﻧﺎت ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟ ازﺋـر‪ ،‬ﻣـذﻛرة ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ﻓـﻲ اﻟﺣﻘــوق‪،‬‬
‫ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪.2009-2008 ،‬‬
‫‪ -2‬ﺣﻣﯾــدة ﺳــﻬﺗﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻟﺳــﻌر ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ‪ 236-10‬اﻟﻣﻌــدل واﻟﻣــﺗﻣم‪ ،‬ﻣــذﻛرة‬
‫ﻟﻧﯾل ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑوﯾرة ‪. 2015-2014،‬‬
‫‪ -3‬ﺑن دﻋﺎس ﺳﻬﺎم‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻓـﻲ ظـل اﻟﻧظـﺎم ﻟﻠﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‪،‬‬
‫ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ ‪.2005-2004‬‬

‫‪74‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪ -4‬ﻋﺛﻣــﺎن ﺑوﺷــﻛﯾوة‪ ،‬اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون‪ ،‬ﻛﻠﯾــﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺳوق أﻫراس‪.2005 ،‬‬
‫‪ -5‬ﺧﺎﻟ ــد ﺧ ــوﺧﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق ﺑ ــن‬
‫ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر‪. 2011-2010 ،‬‬
‫‪ -6‬ﺻــدﯾق ﺳــﻬﺎم‪ ،‬اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم‪،‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑوﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن‪.2013- 2012 ،‬‬
‫‪ -7‬ﻋــروي ﻋﺑــد اﻟﻛ ـرﯾم‪ ،‬اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺣــل اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ )اﻟﺻــﻠﺢ و اﻟوﺳــﺎطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ طﺑﻘــﺎ‬
‫ﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ و اﻹدارﯾ ــﺔ (‪ ،‬ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق واﻟﻌﻠ ــوم اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪. 2012-2011، 1‬‬
‫‪ -8‬ﺑــن أﺣﻣــد ﺣورﯾــﺔ‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻓــﻲ ﺣــل اﻟﻣﻧﺎزﻋ ـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة‬
‫ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ‪،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑوﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن‪2011-2010 ،‬‬
‫‪ -9‬ﻛﻠوﻓﻲ ﻋز اﻟدﯾن‪ ،‬ﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ‪ ،‬ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2012-2011 ،‬‬
‫‪ -10‬ﺧﻠف اﷲ ﻛرﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﺟ ازﺋـري‪ ،‬ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪. 2013-2012 ،‬‬
‫‪ -11‬طﯾﺑــون ﺣﻛــﯾم‪ ،‬ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق‪ ،‬ﺗﺧﺻــص‬
‫دوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2013-2012 ،‬‬
‫اﻟﺟزﺋــري‪ ،‬ﻣــذﻛرة‬
‫‪ -12‬ﺗوﻓﯾــق زﯾــداﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘــد اﻟﻣﻘﺎوﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺿــوء أﺣﻛــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ ا‬
‫ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ‪. 2010-2009،‬‬
‫ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر‬
‫‪ -1‬ﻣﺳــﻌودة اﻟﻌﻠﻣــﻲ ‪،‬اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟــدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑــل اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد اﻹداري‪ ،‬ﻣــذﻛرة ﻣﻛﻣﻠــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون إداري ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر‪ ،‬ﺑﺳﻛرة ‪.2013-2012 ،‬‬
‫اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت‬
‫‪ -1‬ﺣﻣﯾــد ﺑــن ﺷــﻧﯾﺗﻲ‪ ،‬اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻠﺗﻘــﻰ اﻟــدوﻟﻲ ﺣﻠــو اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــر‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 06‬و‪ 07‬ﻣﺎي ‪ ،2014‬ﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ﻟﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫اﻟﻣﺟﻼت‬
‫‪ -1‬ﻋﻣــر اﻟ ازﻫــﻲ‪ ،‬اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧزﻋــﺎت )اﻟﺻــﻠﺢ و اﻟوﺳــﺎطﺔ و اﻟﺗﺣﻛــﯾم( ﯾــوﻣﻲ ‪15‬و ‪ 16‬ﺟ ـوان‪،‬‬
‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدد ﺧﺎص ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،‬اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟوﺛﺎﺋق‪.2009 ،‬‬
‫‪ -3‬ﻧﺻﯾرة ﺑﻠﺣﺎج‪ ،‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﺟ ازﺋـري‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘـﻰ اﻟـوطﻧﻲ اﻟﺳـﺎدس‪،‬‬
‫دور اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣدﯾﺔ ﯾوم ‪ 20‬ﻣﺎي ‪.2013‬‬
‫‪ -4‬أﻧــور رﺳــﻼن‪ ،‬ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻣﻧﺷــور ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻘــﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻــﺎد‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬اﻟﻌددان ‪. 1980 ، 4-3‬‬
‫‪ -5‬أزاد ﺷـﻛور ﺻــﺎﻟﺢ‪ ،‬اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺗﺳـوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت وﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿــﺎء‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ رﺳــﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿــﺎء‪ ،‬اﻟﻌــدد‬
‫اﻷول‪ ،‬اﻟﻌراق‪.2013 ،‬‬
‫‪ -6‬ﻋﻧــﺎي رﻣﺿــﺎن‪ ،‬ﻗـرأت أوﻟﯾــﺔ ﻟﻘــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬اﻟﻌــدد اﻟﺗﺎﺳــﻊ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -7‬ﺣﻠﯾﻣــﺔ ﺣﺑــﺎر‪ ،‬دور اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻠﺢ و اﻟﺗوﻓﯾــق ﺑــﯾن اﻷط ـراف‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻋــدد ﺧــﺎص‬
‫ﺑﺎﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ‪.2008 ،‬‬
‫‪ -8‬ﺣﺳــن ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻲ ﺣﺳــن اﻟﺑﻧــﺎن‪ ،‬أﺛــر اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ اﻟ ارﻓــدﯾن‪ ،‬اﻟﻌــدد‬
‫‪ ،16‬اﻟﻌراق‪ ،‬اﻟﻌدد‪. 2013،‬‬
‫‪ -9‬ﻣراﻣرﯾﺔ ﺣﻣﺔ‪ ،‬ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻌﻠـوم اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻌدد ‪. 2019 ،12‬‬
‫‪ -10‬ﺑ ــدﯾﻊ ﻣﺳ ــﺗو‪ ،‬ﺳ ــﻠطﺔ اﻹدارة ﻓ ــﻲ ﺗﻌ ــدﯾل اﻟﻌﻘ ــد اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠ ــﺔ ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺑﻌــث‪ ،‬ﺳ ــورﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠ ــد ‪،38‬‬
‫اﻟﻌدد ‪.2016 ،19‬‬
‫‪ -11‬ﺑــن ﺻــﺎوﻟﺔ ﺷــﻔﯾﻘﺔ‪ ،‬اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ ﻛطـرﯾﻘﯾن ﺑــدﯾﻠﯾن ﻟﻔــض اﻟﻧـزاع اﻹداري‪ ،‬ﻣﺟﻠــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ‪،‬‬
‫ﻋدد ﺧﺎص ﺑﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -12‬ﻣﺣﻣــد ﻣﺣﺟــوﺑﻲ‪ ،‬اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧزﻋــﺎت)دور اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ ﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺿــوء‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻘﺎرن(‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -13‬ﻣﻠﯾﻛﺔ ﻣوﺳﺎوي‪ ،‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛطرق ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ اﻻﺟﺗﻬـﺎدات‬
‫ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،09‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺗﻣﻧراﺳت‪. 2015 ،‬‬
‫‪ -14‬ﺳــﯾد ﻋﻠــﻲ ﻓﺎﺿــﻠﻲ‪ ،‬اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﯾــوم د ارﺳــﻲ ﺣــول اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺟدﯾــد‬
‫ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‪ 23 ،‬ﻓﯾﻔري ‪.2016‬‬
‫‪ -15‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ‪ ،‬اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟﻛﺑرى‪2004 ،‬‬

‫‪76‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬

‫‪ -16‬ﻟﻌ ــﻼم ﻣﺣﻣ ــد اﻟﻣﻬ ــدي‪ ،‬اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻻﺳ ــﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻗﺑ ــل اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻌـ ــدد‬
‫اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2015 ،‬‬
‫‪ -17‬ﺳــﺎﻣﻲ اﻟط ـواﺧﻲ‪ ،‬اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﻔ ـض اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت وأﺑﻌــﺎد أزﻣــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ‪ ،‬ﻣــؤﺗﻣر اﻟﻛوﯾــت ﻟﻠﺗﺣﻛــﯾم‬
‫اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -18‬ﻋﺑــد اﻟﺣــق ﻏــﻼب‪ ،‬اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻛﺿــﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻓــﻲ ظ ــل‬
‫اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ رﻗ ــم ‪ ،247/15‬ﺗﺧﺻ ــص ﻗ ــﺎﻧون ﻋ ــﺎم‪ ،‬اﻟﻌ ــدد اﻟ ارﺑ ــﻊ‪ ،‬ﻣﺟﻠ ــﺔ ﻣﻌ ــﺎﻟم ﻟﻠد ارﺳ ــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن‪. 2008 ،‬‬
‫اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‬
‫‪1- C Cuettier ، Doit des cont ،Adm ،2008 ، o. cit، p 420.‬‬
‫‪2- ROBERT JEAN L’arbitrage droit internet et droit international prived ،‬‬
‫‪5ed ، paris ، dalloz ، 1983 ، p 3 .‬‬
‫‪3- DAVID rene L’arbitrage dans les commerce international ، paris،‬‬
‫‪economica ،1982، p 9.‬‬

‫اﻷﺣﻛﺎم و اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬


‫‪ -1‬ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﻗم ‪ 983‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪30‬ﺟوان ‪ ،1957‬اﻟﻌدد ‪11‬‬
‫‪ -2‬ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﻗم ‪ 377‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1957/06/30‬اﻟﻌدد ‪11‬‬
‫‪ -3‬ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓـﻲ ‪ 11‬آذار ‪ 1910‬وﻛـذﻟك اﻟﻘـرار اﻟﺻـﺎدر ﻓـﻲ ‪ 30‬أذار ‪1916‬‬
‫ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻏﺎز ﺑوردو‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻗرار )‪ ،(567‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪. 1997/12/30‬‬
‫‪ -5‬ﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﺳــورﯾﺔ رﻗــم)‪ ،(172‬ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗررﺗﻬــﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪. 1997 ،‬‬
‫‪ -6‬ﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﺻــﺎدر ﺑﺗــﺎرﯾﺦ ‪ 1969/12/15‬ﻓــﻲ ﻗﺿــﯾﺔ رﻗــم )‪ (701‬ﻟﺳــﻧﺔ‬
‫‪ ،2017‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ أﻗرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪ -7‬اﻟطﻌ ــن رﻗ ــم )‪ (1326‬ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ ‪ 1995/01/24‬أﺷ ــﺎر إﻟﯾ ــﻪ د‪.‬ﻣﺣﻣ ــد ﻋﺑ ــد اﷲ ﺣﻣ ــود اﻟ ــدﻟﯾﻣﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺿ ــﺎء‬
‫اﻹداري‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑﺣرﯾن‪ ،2008 ،‬ص ‪.207‬‬

‫‪77‬‬
‫اﻟﻔﻬﺮس‬
‫اﻟﻔﮭرس‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ………………………………‪……………………………………………......‬أ‪-‬ث‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪6 ...........................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻷطراف‪7..................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪7............................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄة ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري‪8...................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳﺎس ظﻬور ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد‪9..................................................‬‬
‫أ‪ /‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻺدارة‪9................................................................‬‬
‫ب‪ /‬اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‪10.....................................................‬‬
‫ج‪ /‬اﻟﻌداﻟﺔ وﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪10............................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪10....................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ‪10......................................................‬‬
‫‪ ‬طرق ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ‪11............................................................‬‬
‫اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺳﻌر اﻟوﺣدة ‪11.................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ ‪12.....................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫اﻟدﻓﻊ ﺑﺳﻌر ﻣﺧﺗﻠط ‪12...............................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫طرق دﻓﻊ اﻟﺳﻌر‪13..................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﺟزاﻓﯾﺔ ‪13..........................................................‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾن ‪13...................................................‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب ‪13.....................................................‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب‪14..............................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض‪14...................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪15...........................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪16.................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬إﻟزاﻣﯾﺔ أداء اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪16..........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪17...................................................‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ‪17............................‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد إﻓﻼس اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ‪17..........................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن ‪18........................................................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪18......................... ..........‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‪19.................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺻور ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‪19..............................................................‬‬
‫‪79‬‬
‫اﻟﻔﮭرس‬

‫‪ ‬ﻋﻣل اﻷﻣﯾر ﻓﻲ ﺻورة إﺟراء ﺧﺎص ‪19.......................................................‬‬


‫‪ ‬ﻋﻣل اﻷﻣﯾر ﻓﻲ ﺻورة إﺟراء ﻋﺎم ‪20.........................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‪20......................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر‪21.........................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪22...........................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪23.......................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪23..............................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪24.......................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪:‬إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪25............‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪25.........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪26..................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺷروط ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪27.................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ‪28....................................‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛـــﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪31........‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪32........................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺣل اﻟودي ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪32........................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺣل اﻟودي ﻟﻠﻧزاﻋﺎت‪32...............................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺿواﺑط و إﺟراءات اﻟﺣل اﻟودي‪33......................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وﻓق ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ‪34............ 09/08‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺻﻠﺢ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪34.................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺻﻠﺢ‪34.................................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬إﺟراءات اﻟﺻﻠﺢ‪35.....................................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ‪36...............................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ‪ :‬ﻣدى ﺟواز اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪36.....................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﻪ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪37.............................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ‪38..............................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﻧواع اﻟوﺳﺎطﺔ‪38........................................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬إﺟراءات اﻟوﺳﺎطﺔ‪39.....................................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟرﺑﻊ أﺛﺎر اﻟوﺳﺎطﺔ ‪39..........................................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ﻧطﺎق اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪39...............................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻠﺟوء ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪40...................‬‬
‫‪80‬‬
‫اﻟﻔﮭرس‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪40.............................‬‬


‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم‪41...............................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم‪42...............................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬أﻧواع اﻟﺗﺣﻛﯾم‪43.........................................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ‪ :‬إﺟراءات اﻟﺗﺣﻛﯾم وأﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪44...................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺧﺎﻣس ‪ :‬أﺛﺎر اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ‪44..............................................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺳﺎدس‪ :‬ﻣدى ﺟواز اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪45.............................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪:‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وﻓق ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾض اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪47..247/15‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬ﻣﻔﻬوم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‪47............................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺷﻛﯾﻠﻪ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‪48...........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺟراﺋﻲ ﻟﻠﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‪50.................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‪50...........................................‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪51.....................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪52........................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪52..............................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﻣﺟﺎﻻت اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪54.................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻗﺿﺎء اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪55....................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول ‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ‪56.....................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣدود ﺳﻠطﺎت ﻗﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪56..........................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻗﺿﺎء دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪57..................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬ﻧطﺎق دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪58..............................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء‪58..................................‬‬
‫أوﻻ ‪:‬اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد‪58........................................................‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‪59........................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪60.....................................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬ﻧطﺎق دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪61.............................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪62.......‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬طﺑﯾﻌﺔ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪62.............‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪62......................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪63...........................‬‬
‫اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧ ازﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ﺑﻬﺎ‪63...................‬‬
‫‪81‬‬
‫اﻟﻔﮭرس‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‪67..........................................................................................:‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪77-71 .....................................................................‬‬
‫اﻟﻔﻬرس‪82-79.....................................................................................‬‬

‫‪82‬‬
‫ﻣﻠﺧص‬
‫ﯾﺗﻣﺣور ﻣوﺿوع ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ﻓـﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ ﺣﻘـوق واﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻟطـرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة‬
‫وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪ 247-15‬ﻓﺎﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟظﻔر ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻬـدف ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟـرﺑﺢ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑـل ﺗﻠـك اﻟﺣﻘـوق اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻧﺟـد أن اﻟﻣﺷـرع ﻗـد ﺣﻣﻠـﻪ ﺟﻣﻠـﺔ‬
‫ﻣــن اﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻗﺎﻧوﻧــﺎ وذﻟــك ﺑﻌــد ﺗوﻗﯾﻌــﻪ اﻟﻌﻘــد ﻣﺑﺎﺷ ـرة ﻣــﻊ اﻹدارة ﺣﯾــث ﯾﻧﻔــذ اﻟﻌﻘــد وﻓــق‬
‫اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼل اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾؤدي ذﻟك إﻟـﻰ ﻓﻘـدان اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﻌﻘد‪ ،‬وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك أواﻣر ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﯾـﻪ ‪،‬أو ﻟظـروف اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻟـم ﺗﻛـن‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن أﺛﻧﺎء إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣطﺎﻟﺑﺗﻬﺎ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ وذﻟـك ﻟﺗﻣﻛﯾﻧـﻪ ﻣـن اﻻﺳـﺗﻣرار‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻧظﯾر ﻫذﻩ اﻟظرف‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﺗﻌرﺿ ــﻧﺎ ﻛ ــذﻟك إﻟ ــﻰ آﻟﯾــﺔ ﺗﺳ ــوﯾﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ‬
‫‪ ، 09/08‬ﺛم ﻓﻲ ظل اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ ‪ 247-15‬واﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺛـل أﺳـﺎس ﻓـﻲ اﻟﺻـﻠﺢ واﻟوﺳـﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻣـن‬
‫ﺟﻬﺔ وﻟﺟﻧﺗﯾن ﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ و اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ‪.‬‬
‫وﻣﺛل ﻣـﺎ ﻫـو ﻣﻌـروف أن اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻫـﻲ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﻣﺛﻠـﻰ ﻻﺳـﺗﻐﻼل وﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم‪ ،‬ﻓﻘـد‬
‫ﺟﻌﻠﻬـﺎ اﻟﻣﺷــرع أداة ﻫﺎﻣــﺔ ﻓـﻲ أﯾــدي اﻟﺳــﻠطﺔ ﻻﻧﺟــﺎز اﻟﻌﻣﺎﻟﯾـﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺗﺳــﯾﯾر واﺳـﺗﻐﻼل اﻟﻣ ارﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻓﻬــﻲ‬
‫ﺗﻌد ﺑـذﻟك ﻣﺟـﺎل ﻗـد ﯾﺗﻌـرض ﻟﻣﺧﺗﻠـف أﺷـﻛﺎل اﻟﻔﺳـﺎد واﻟﺗﻼﻋـب‪ ،‬ﻟـذﻟك ﺧﺻـﻬﺎ اﻟﻣﺷـرع ﺑﺂﻟﯾـﺎت رﻗﺎﺑﯾـﺔ ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻓﻌﺎﻟﺔ وذﻟك ﻣن اﺟل اﻟﺣد ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ‪ :‬اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد‪ ،‬اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬آﻟﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ‪ ،‬آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫‪Summary‬‬

‫‪The subject of this memorandum centers on dealing with the rights and obligations of the‬‬
‫‪contracting party with the contracting interest in accordance with the Public Procurement‬‬
‫‪Law 15-247. Legally stipulated, after signing the contract directly with the administration,‬‬
‫‪where the contract is implemented according to the specified conditions, but in the case of‬‬
‫‪the administration’s breach of its contractual obligations, this leads to the loss of the‬‬
‫‪financial balance of the contract, for example orders imposed by the contracting interest, or‬‬
‫‪for exceptional unexpected circumstances that were not in Taking into account during the‬‬
‫‪conclusion of the contract, the contractor has the right to demand it to restore the financial‬‬
‫‪balance in order to enable him to continue implementing his contractual obligations, and the‬‬
‫‪administration must pay compensation to the contractor for this circumstance.‬‬
‫‪We also discussed the mechanism of settling these disputes under the Civil and‬‬
‫‪Administrative Procedures Law 08/09, and then under Presidential Decree 15-247, which is‬‬
‫‪based on conciliation, mediation and arbitration on the one hand, and two sectoral and state‬‬
‫‪friendly settlement committees on the other.‬‬
‫‪And as it is known that the public deal is the best way to exploit and manage public money,‬‬
‫‪the legislator has made it an important tool in the hands of the authority to complete‬‬
‫‪financial operations and manage and exploit public facilities. This is in order to reduce the‬‬
‫‪process of draining public money and to preserve it.‬‬

You might also like