Professional Documents
Culture Documents
التوازن المالي للصفقة العمومية
التوازن المالي للصفقة العمومية
ﻋﻧوان اﻟﻣذﻛرة
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
رﺋﻴﺴﺎ أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ د.ﻣﺒﺎرﻛﻲ ﻣﻴﻠﻮد
ﻣﺸﺮﻓﺎ و ﻣﻘﺮرا أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ د.ﺣﺴﻴﻨﻲ ﻣﺮاد
ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ د.ﺟﺎرد ﻣﺤﻤﺪ
ﺴﺪات ﯾﻮﺲ
ا ٕﻻﻫﺪاء
ٔﻫــﺪي ﻫــﺬا اﻟﻌﻤــﻞ اﳌﺘﻮاﺿــﻊ إﱃ ﻣــﻦ وزﻋــﲏ ﺑــﺬرة و اﻋﺘــﲎ ﰊ إﱃ ٔن
ﻗﻄﻔﲏ ﲦﺮة ﺑﻌﻄﻔﻪ و ﺣ ﺎﻧﻪ.
إﱃ ﻣـــﻦ ﰷن اﻟﺴـــﻨﺪ و اﻟﺼـــﺎﺣﺐ و رﻓ ـــﻖ ا رب وا ي اﻟﻌﺰ ـــﺰ رﲪـــﻪ
ﷲ و اﺳﻜ ﻪ ﻓﺴﯿﺢ ﺟ ﺎﻧﻪ.
و إﱃ ﻣﻦ ﲪﻠﺘﲏ وﻫﻨﺎ ﲆ وﻫﻦ ٔﱊ اﳊﺒ ﺔ ٔﻃﺎل ﷲ ﰲ ﲻﺮﻫﺎ.
و إﱃ ﻣﻦ ٔﺷﺪ ﲠﻢ ٔزري إﺧﻮﰐ و ٔﺧﻮاﰐ و زوﺟﱵ و ٔوﻻدي .
و إﱃ ا ٔخ و اﻟﺼﺪﯾﻖ ﺑ ﺴﺪات ﯾﻮﻧ ﺲ ا ي ﲨﻌﲏ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ.
واﱃ ٔﺻﺪﻗﺎﰄ ﲣﺼﺺ دو و ﻣﺆﺳﺴﺎت دون اﺳﺘ ﺎء .
ﺗ ﺎزي ﺻ ﺎﻟــﺢ
اﳌﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣـن أﻛﺛـر اﻟﻌﻘـود ﺻـﻌوﺑﺔ وﺗﻌﻘﯾـدا ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري ،ﺑـﺎﻟﻧظر إﻟـﻰ
طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺗﻘﻧﻲ اﻟذي ﻟم ﯾﺷﻣل ﻓﻘط ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﻹﺑـرام واﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﺑـل اﻣﺗـد أﯾﺿـﺎ إﻟـﻰ إﺟـراءات اﻟﺗﻘﺎﺿـﻲ ﺑـﺎﻟﻧظر ﻓﯾﻬـﺎ
ﻟﻠﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻹﺟراﺋﯾﺔ.
ﺗﺷــﻛل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟدﻋﺎﻣــﺔ اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ واﻟرﺋﯾﺳــﯾﺔ ﻟﺗــدﺧل اﻟدوﻟــﺔ وأﺷــﺧﺎص اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ
ﺻــرف اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻬﺎدﻓــﺔ إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻛــذا اﻟﻧﻔــﻊ اﻟﻌــﺎم ﻟﻸﻓ ـراد ،وذﻟــك ﻣــن ﺧــﻼل
إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﯾـﺎت اﻟﻔردﯾـﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻷﻓـراد اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ،أو ﻣـن ﺧـﻼل ﺿـﻣﺎن اﺳـﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ،وﺗظﻬـر
أﻫﻣﯾﻪ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﺑﻛوﻧﻬـﺎ ﻣـن اﻟﻣوﺿـوﻋﺎت ذات اﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ ﻣـﺎ
ﯾﺧص اﻧﺟﺎز اﻷﺷﻐﺎل أو اﻟﺧدﻣﺎت أو اﻟﺗورﯾدات ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
ﻓــﺎﻟﺟزاﺋر ﻛﺑــﺎﻗﻲ دول اﻟﻌــﺎﻟم ﺗﺣــﺎول إدﻣــﺎج اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺻــﻠب اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬ ـﺎ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ
وﻣﺟﻬداﺗﻬﺎ ﻟﺗﻘوﯾﺔ ﻣﻛوﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﺣﺗـﻰ ﺗـﺗﻣﻛن ﻣـن ﺧـوض ﻏﻣـﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺑـﺄوﻓر ﺣظـوظ
اﻟﻧﺟﺎح ،ﺣﯾث ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة ﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗـﺎج إﻟﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣ ارﻓـق اﻟﻌﺎﻣـﺔ واﻧﺟـﺎز اﻟﻣﻬـﺎم اﻟﻣﻧـوط
ﺑﻬﺎ إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﻫـﻲ إﺣـدى اﻟرﻛـﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﺣﯾـث أن وظﯾﻔﺗﻬـﺎ
ﻻ ﺗﻛﻣن ﻓﻘط ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻵﻧﯾـﺔ ﻟـﻺدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﺑـل أﺻـﺑﺣت ﺗﺷـﻛل وﺳـﯾﻠﺔ ﻛﺑـرى ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﺗﻧﻣﯾـﺔ
اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﻪ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ،واﻟﻌﻣــل ﻋﻠ ــﻰ ﺗط ــوﯾر وﺗوﺟﯾ ــﻪ اﻟﻣﺧططــﺎت اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣﻛﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــن
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ.
ﺗﻘوم اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺑـدأ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﺑـﯾن طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد ،وﻫﻣـﺎ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﺧﺎﺿ ــﻌﯾن ﺑ ــذﻟك إﻟ ــﻰ ﻧظ ــﺎم ﻗ ــﺎﻧوﻧﻲ ﺧـ ــﺎص ﯾﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ 247/15اﻟﻣ ــؤرخ ﻓـ ــﻲ
2015/09/16اﻟﻣﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﺗﻔوﯾﺿ ــﺎت اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ،ﻟﯾ ــﺗم ﺑﻌ ــدﻫﺎ ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻫـ ــذﻩ
اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﻣﺳــﻣﺎة )ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ( اﻟﺗــﻲ ﺗﺗرﺗــب ﻋﻧﻬــﺎ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﺣﻘــوق واﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت ﻣــن ﺟﺎﻧــب
طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﻟﻰ ﺟﺎﻧـب اﻻﻣﺗﯾـﺎزات اﻟﻣﻣﻧوﺣـﺔ ﻟـﻺدارة ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬـﺎ ﻣـن أﺟـل ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻧﻔـﻊ اﻟﻌـﺎم
وأﯾﺿﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون .
ﺑﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋن إﺑرام وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻼﻗـﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟــذي ﯾﻌﻬــد إﻟﯾــﻪ ﺑﺎﻧﺟــﺎز اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻣﻣــﺎ ﻗــد ﯾﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ ﺣــدوث ﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت
اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠـف ﻣ ارﺣـل ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ وﺗﺣـول دون ﺗﻧﻔﯾـذﻩ ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ ،ﺑﻌـض ﺗﻠـك اﻟﺻـﻌوﺑﺎت
ﻗــد ﯾرﺟــﻊ ﺑﺎﻷﺳــﺎس إﻟــﻰ اﻟﺟﻬــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﺻــﺎﺣﺑﺔ اﻟﻣﺷــروع وﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻗــد ﯾرﺟــﻊ إﻟــﻰ ظــروف ﺧﺎرﺟﯾــﺔ ،ﻓــﺎﻹدارة
ﻣــن واﺟﺑﻬــﺎ اﺳــﺗﻧﺎدا إﻟــﻰ ﻣﺑــدأ اﻧﺗظــﺎم اﻟﻣرﻓــق وﺿــرورة اﺳــﺗﻣ اررﯾﺗﻪ أن ﺗﺳــﻬر ﻋﻠــﻰ ﺣﺳــن ﺗﻧﻔﯾــذ ﻋﻘــد اﻟﺻــﻔﻘﺔ
وﻛذﻟك اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ.
ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺧـل ﺑـﺎﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ إﻟـﻰ ﺛـﻼث أﻣـور ﺗﻌﺗرﺿـﻬﺎ
ﻓــﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗﺗﺧــذﻫﺎ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﻣﻘﺗﺿــﻰ اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد وﺗــﻧﻌﻛس ﺳــﻠﺑﺎ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ،واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻣﺧــﺎطر طﺑﯾﻌﯾــﺔ و ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ أو اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ ،ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن
أﻧــﻪ ﻻ دﺧــل ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻓــﻲ ﺣــدوﺛﻬﺎ ،إﻟــﻰ أﻧﻬــﺎ ﺗﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد أﻛﺛــر إرﻫﺎﻗــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد ،ﻣﻣــﺎ ﯾﺗرﺗــب
أ
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺧﺳ ــﺎﺋر ﻓﺎدﺣ ــﺔ ،وأﻣ ــﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛ ــﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ ﻣﺧ ــﺎطر اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ ﺗﺣ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻻ ﻟﻺدارة دﺧل ﻓﯾﻬﺎ.
ﺑﺣﯾــث أﺛﺑــت اﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻣﻠــﻲ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺟــود ﻋــدة ﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺳ ـواء ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ
اﻹﺑ ـرام أو ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ وذﻟــك ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺗﺿــﺎرب اﻷﻫــداف ﺑــﯾن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة اﻟﺗــﻲ ﺗﻬــدف ﺑﺎﻟدرﺟــﺔ
اﻷوﻟـﻰ ﻟﻠﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم وﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟـذي ﯾﻬـدف إﻟـﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ،وﻟﻣـﺎ
ﻛﺎن اﻟﻘﺿﺎء ﻫو اﻟﺳﺑﯾل ﻟﺣل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﺣﻛم ﺗﻣﻛﻧـﻪ وﺗﻣﯾـزﻩ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻻﺧﺗﺻـﺎص ،ﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑـل أن
إﺟراءاﺗــﻪ ﺗﺗﺳــم ﺑﺎﻟﺻ ـراﻣﺔ واﻟــﺑط واﻟﺗﻌﻘﯾــدات ،ﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﻟ ازﻣــﺎ اﻟﺑﺣــث ﻋــن آﻟﯾــﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ أﺧــرى ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ﻫــذا
اﻟﻧزاع ،ﻋﻣﻼ ﺑﻘﺎﻋدة أن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻫﻲ ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺟدت ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻻ ﻟﻠﻔﺳﺦ واﻟﺗﻌطﯾل.
ﻓﻣن ﺑـﯾن اﻵﻟﯾـﺎت اﻟﻣﻘـررة ﻟﺣـل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت وﺗﺳـوﯾﺗﻬﺎ ،اﻟطـرق اﻟودﯾـﺔ واﻟرﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻗﺎﻧوﻧـﺎ
ﻟﻔض ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻـﻠﺢ واﻟوﺳـﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛـﯾم اﻟﻣﻧﺻـوص ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،09/08ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﺗﻣﺗﺎز ﺑـﻪ ﻣـن ﺳـرﻋﺔ اﻟﻔﺻـل ،واﻗﺗﺻـﺎد ﻟﻠوﻗـت واﻟﺟﻬـد واﻟﻣـﺎل ﻓـﻲ ﻋﻣﻠﯾـﺔ
اﻟﺗﺳوﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺑﺳـﺎطﺔ إﺟراءاﺗﻬـﺎ واﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﺣـل ﯾرﺿـﻲ اﻷطـراف ،وﺑـذﻟك ﯾﻛـون ﻗـد أﻋطـﻰ اﻟﻣﺷـرع
ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﻪ ﻟﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟطرﯾﻘﺔ اﻟودﯾﺔ ﻋوض اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻬﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ.
إذا ﻛــﺎن ﻣوﺿــوع ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑﺻـﻔﻪ ﻋﺎﻣـﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﻘــدر ﻣــن اﻷﻫﻣﯾــﺔ ﻓـﺈن أﻫــم ﻣــﺎ
ﻓﯾﻪ ﻫو ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وذﻟـك ﻻﻋﺗﺑـﺎرات أﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﺗﻌﺳـف اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة
ﻓــﻲ اﺳــﺗﻌﻣﺎل ﺳــﻠطﺎﺗﻬﺎ واﻣﺗﯾﺎزاﺗﻬ ـﺎ أو ﺗﺧﻠﻔﻬــﺎ ﻋــن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬ ـﺎ ،ﻣﻠﺣﻘــﺔ ﺑــذﻟك أﺿ ـرار ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد
ﻣﻌﻬــﺎ ،ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﺗوﺟب ﺗــدﺧل اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑﻧــﺎءا ﻋﻠــﻰ طﻠــب ﻫــذا اﻷﺧﯾــر ﻹﻧﺻــﺎﻓﻪ ﺳـواء ﺑطﻠــب
إﻟﻐــﺎء ﺗﺻــرف اﻹدارة اﻟﻐﯾــر ﻣﺷــروع ،أو اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑــﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋــن اﻷﺿ ـرار اﻟﺗــﻲ ﻟﺣﻘــت ﺑــﻪ ﻣــن ﺟ ـراء ﻫــذا
اﻟﺗﺻرف.
ﯾﻛﺗﺳــﻲ ﻣوﺿــوع ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أﻫﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ ﺗﺗﺟﻠــﻰ ﻓــﻲ ﻣﻌرﻓــﺔ ﻗــدرة اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري
ﻋﻠــﻰ ﺣﻣﺎﯾــﺔ ﺣﻘــوق وﻣﺻــﺎﻟﺢ طرﻓــﻲ اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن طــرف ﻗــوي )اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة(
ﯾﻣﺗﻠـك اﻟوﺳـﺎﺋل اﻟﻛﻔﯾﻠـﺔ ﻟﺿــﻣﺎن ﻣﺻـﻠﺣﺗﻪ واﻟطـرف اﻟﺿــﻌﯾف )اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد( ﻻ ﯾﻣﺗﻠــك ﺳـوء اﻟﻠﺟـوء إﻟــﻰ
ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻏﯾر اﻹدارة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻪ.
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث
ﺗﺗﺟﻠــﻰ أﻫﻣﯾــﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ ﻫــذا اﻟﻣوﺿ ــوع واﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓ ــﻲ "اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ" ،ﻓــﻲ ﻛ ــون
اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ ﻗـد ﺗﺻـطدم أﺣﯾﺎﻧـﺎ ﺑﻌـد إﺑراﻣﻬــﺎ ﺑظـروف اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣـول دون اﺳـﺗﻣرارﻫﺎ ،ﺣﺳـب ﻣـﺎ اﺗﻔــق
ﻋﻠﯾﻪ ،ووﻓـق ﻣـﺎ اﺗﺟﻬـت إﻟﯾـﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدﯾن ،ﻣﻣـﺎ ﯾﺛﯾـر اﻟﺗﺳـﺎؤل ﺣـول ﻣـدى ﻣﻼﺋﻣـﺔ ﺳـﻠطﺎن اﻹرادة ﻟﻠـرواﺑط
اﻟﻌﻘدﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة ﻣﺑدأ " اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ".
ب
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ٕواذا ﻛ ــﺎن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﯾﺗطﻠ ــب ﻣﻧ ــﻪ ﺑ ــدل ﺟﻬ ــد وﻗ ــدر ﻏﯾ ــر ﻋ ــﺎدي ﻣ ــن
اﻟﺣرص واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ،وﺟب ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻫﻲ اﻷﺧـرى أﺧـد اﻷﻣـور ﺑﺎﻟﻣﺛـلٕ ،واﻻ أدى ذﻟـك إﻟـﻰ
ﻋ ــدم إﻗ ــدام اﻷﻓـ ـراد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﻣﻌﻬ ــﺎ ﻓﺗﻔﻘ ــد اﻹدارة طرﯾ ــق ﻣ ــن أﻧﺟ ــﻊ اﻟط ــرق ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــﯾﯾر ﻣراﻓﻘﻬ ــﺎ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ،
ﻓﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻫو اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﯾث ﻫو ﺷـﺧص ﯾﺳـﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﻘﺎﺑـل اﻟﻣـﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣـدد ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد
واﻟــذي ﯾﻌــد أﻫــم ﺣﻘوﻗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ،ﺗﻠــك اﻟﺣﻘــوق اﻟﺗــﻲ وﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻹدارة اﺣﺗراﻣﻬــﺎ اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻣﻧطــق
اﻟرﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑوﺻﻔﻪ ﺟوﻫر ﻓﻛرة اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
وﺗﺗﺟﻠــﻰ أﯾﺿــﺎ أﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ ﻓ ــﻲ اﻹﺷ ــﻛﺎﻻت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺛﯾرﻫ ــﺎ ﻣوﺿ ــوع اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻻﺳ ــﯾﻣﺎ ﻋﻧ ــد ﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ
اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث اﻟﻔﻘﻬﺎء وأﺳﺎﺗذة اﻟﻘﺎﻧون أوﻟو أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑﯾـرة ﻟﻬـذا اﻟﻣوﺿـوع
ﻣــن ﺧــﻼل ﻋﻘــد ﻣﻠﺗﻘﯾــﺎت دوﻟﯾــﺔ ﻹﺛ ارﺋــﻪ ،ﻓــﻲ ﺣــﯾن أن اﻷﻣــر ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋــر ﻻ زال ﻣﺣﺗﺷــﻣﺎ ﺳ ـواء ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﻛـل ﺗﻠـك اﻟﻌواﻣـل ﺟﻌﻠـت ﻣـن اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ
ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗــزداد أﻫﻣﯾﺗﻬ ـﺎ ﯾوﻣــﺎ ﺑﻌــد ﯾــوم ،وأﺿــﺣت ﻣطﻠﺑــﺎ ﻣﻬﻣــﺎ أﻛﺛــر ﻣــن أي
وﻗت ﻣﺿﻰ.
أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع
ﺗﻛﻣـن أﺳـﺑﺎب اﺧﺗﯾـﺎر اﻟﻣوﺿــوع ﻓـﻲ اﻟﻌواﻣـل اﻟذاﺗﯾــﺔ وﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ اﻟرﻏﺑـﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻓـﻲ ﺗﻧـﺎول اﻟﻣوﺿــوع
اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ.
أﻣــﺎم اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟوﺿــﻊ اﻟ ـراﻫن ﻓــﻲ اﻟــﺑﻼد ،واﻟــذي ﯾﺗﻣﯾــز ﺑﺣرﻛﯾــﺔ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ
ﻛﺑﯾـرة ،أدت إﻟــﻰ ﺗرﺷــﯾد ﻧﻔﻘــﺎت اﻟﺗﺟﻬﯾــز ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﯾــزداد اﻹﻗﺑــﺎل ﻋﻠﯾــﻪ ،ﻣﻣــﺎ
ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻠﺟوء اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
أﻫداف اﻟﺑﺣث
ﻣﺣﺎوﻟــﺔ إظﻬــﺎر ﻣﺧﺗﻠــف اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺟــﺎء ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻣ ــن ﺧــﻼل اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
ﺗﺳـﻠﯾط اﻟﺿــوء ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺣﻘـوق واﻟﺗ ازﻣــﺎت ﻛــل ﻣــن طرﻓــﻲ
اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ،وﺗﺳ ــﻠﯾط اﻟﺿ ــوء ﻛ ــذﻟك ﻋﻠ ــﻰ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻟﻔ ــض اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻟط ــرق
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ.
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
ﻟﯾﺳت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫﻲ أول ﻣﺎ ﻛﺗب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،ﺑل ﺳﺑﻘﻧﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣﻧﻬم:
زواوي ﻋﺑﺎس :اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ )أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ (.2013
إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑﺣري :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر) ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر(.2009
ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺑﺣث
ﻣن اﻟﺑدﯾﻬﻲ ﻣﺻﺎدﻓﺔ اﻟﺑﺎﺣث ﺻﻌوﺑﺎت وﻋواﺋق أﺛﻧﺎء إﻋداد ﺑﺣﺛﻪ اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ:
ت
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻧﺎ اﺳـﺗطﻌﻧﺎ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﻣ ارﺟـﻊ ﺧﺎرﺟﻬـﺎ ﻋـن طرﯾـق ﺑﻌـض
اﻷﺳﺎﺗذة و اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ﺟزآﻫم اﷲ .
إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث
ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺗــم اﻟﺗﻘــدم ﺑــﻪ ﻣ ـن إﺑ ـراز أﻫﻣﯾــﺔ إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ظــل اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ
،247/15ﻓﻘد ارﺗﺄﯾﻧﺎ دراﺳﺗﻪ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع.
ﻣﺎ ﻫﻲ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ؟
ﻓﺈﻟﻰ أي ﺣد ﺳﺎﻫم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ؟
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ
ﻣن ﺧﻼل اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ اﻋﺗﻣـدﻧﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟوﺻـﻔﻲ ،وذﻟـك ﺑﺗوﺿـﯾﺢ ﻛـل ﺟواﻧـب اﻟﻧظرﯾـﺔ
ﻟﻠﻣوﺿ ــوع ،واﻟﻣ ــﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠ ــﻲ ﻣرﺗﻛ ــز ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺣﻠﯾ ــل اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻟﻺط ــﺎر اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺗـ ـوازن
اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ.
وﻟﻺﺟﺎﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻹﺷــﻛﺎﻟﯾﺔ ،ﻗﺳــﻣﻧﺎ ﻣوﺿــوﻋﻧﺎ إﻟــﻰ ﻓﺻــﻠﯾن أﺳﺎﺳــﯾﯾن ،ﺣﯾــث ﻧﺗﻧــﺎول ﻓــﻲ اﻟﻔﺻــل
اﻷول اﻹطــﺎر اﻟﺧــﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑــل اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،أﻣــﺎ اﻟﻔﺻــل اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﺧﺻﺻــﻧﺎﻩ ﻟﻠﺿ ـواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ
واﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ث
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻹﻃﺎر اﳋﺎص
ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﻞ اﳌﺎﱄ ﰲ
اﻟﺼﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــن ﺑــﯾن اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﺟــﺄ ﻟﻬــﺎ اﻹدارة ﻟﺗﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ،ﻓﺎﻟﻐﺎﯾــﺔ ﻣــن
اﻹﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﻛﻣــن أﺳﺎﺳــﺎ ﻓــﻲ ﻛﻔﺎﻟــﺔ ﺣﺳــن ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎ ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ،وذﻟــك
اﻟﻬــدف ﻟــن ﯾﺗﺣﻘــق ﻓﻌــﻼ إﻻ ﺑﺗﻧﻔﯾــذ اﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻟﻌﻘدﯾــﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣــﺔ ﻋــن ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﺗﻧﻔﯾــذا ﺳــﻠﯾﻣﺎ وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﺷــروط
اﻟواردة ﺑﻪ ،وﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﻣﺣددة زﻣﻧﯾﺎ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ.
إن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﯾﺧﺿ ــﻊ ﻟﻘﺎﻋ ــدة ﺟوﻫرﯾ ــﺔ ﻣﻔﺎدﻫـ ـﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻣﻠ ــزم ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ
اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﻪ إﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ،ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة وﺟــب ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺗﻘﯾﯾــد ﺑــدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑــل
اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد و ﻛذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﺧـﺗﻼل اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻷي ﺳـﺑب ﺳـواء ﻛـﺎن ذﻟـك ارﺟـﻊ ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة
أو ﻟﺳﺑب ﺧﺎرج ﻋن إرادﺗﻬﺎ.
ﺗﻠﺟﺄ اﻹدارة ﻣن اﺟل ﺳـﯾر اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم وﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ إﻟـﻰ اﺳـﺗﻌﻣﺎل ﺳـﻠطﺗﻬﺎ ﻓـﻲ ﺗﻌـدﯾل
اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﺈرادﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻔردة و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣـن أﺧطـر اﻟﺳـﻠطﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻣﺎرﺳـﻬﺎ دون ﻣواﻓﻘـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬـﺎ،
أو ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﻌـدة ظـروف وﻣﺳـﺑﺑﺎت ﺗـﺄﺗﻲ ﻓﺟـﺄة ودون ﺳــﺎﺑق إﻧـذار ،وﺗﺧﻠـق أﺛـﺎر وﺧﯾﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘــد
ﻓﺗﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻣرﻫﻘﺎ وﺷﺑﻪ ﻣﺳﺗﺣﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد .
ﻓﻘــد ﯾﺗﻌــرض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﻌراﻗﯾــل اﻟﺗــﻲ ﻟــم ﺗﻛــن ﻓــﻲ
اﻟﺣﺳــﺑﺎن أﺛﻧــﺎء إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد اﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ،ﻫــو اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾﺳــﺗﻠزم ﺗــدﺧل
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻹﺣداث ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑـﺎﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد اﻹداري ،1واﻟﻬـدف ﻣﻧـﻪ ﻫـو إﺣـداث اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن
اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﯾﺗﺣﻣﻠﻬـﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة وﺑـﯾن اﻟﻣ ازﯾــﺎ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬــﺎ وذﻟــك ﻣـن ﺧــﻼل إﻟﺗـزام اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن اﻟﺧطﺄ ﻟﯾس ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ.
1ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي ،ﺣﻘوق و ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة واﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻹداري) دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ،
ﻣﻧﺷورات ﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،2014 ،ص. 625
6
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
،2005ص.587
3ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .587
7
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أﻣﺎ اﻟدﻛﺗور ﺛروت ﺑدوي ﻓﯾرى أن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﺧطـرة وﻏﯾـر ﺻـﺣﯾﺣﺔ وﯾﺗﻌـﯾن ﺣـذﻓﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾـﺎ
ﻣن ﻧظرة اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ وذﻟـك ﻷﻧﻬـﺎ ﺗﻔﺳـر ﺑطرﯾﻘـﺔ ﻏﯾـر ﺻـﺣﯾﺣﺔ ﺣـق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻓـﻲ اﻟﺗﻌـوﯾض ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﺗﻌـدﯾل
1
اﻹدارة ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﯾث أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻزﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻹدارة
اﻟﻔرع اﻷول :ﻧﺷﺄة ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري
ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺷـﺄة ،ﻛـﺎن ﻟﻠﻘﺿـﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻣﻣـﺛﻼ ﻓـﻲ ﻣﺟﻠـس
اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔﺿــل ﻓــﻲ إظﻬــﺎرﻩ إﻟــﻰ اﻟوﺟــود و ﺗﻌــود إﻟــﻰ ﻗﺿــﯾت ﻣﺷــﻬورة ﻋرﺿــت ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺗﻌــرف ﺑﻘﺿــﯾﺔ اﻟﻌرﺑــﺎت
اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 11ﻣﺎرس .21910
ﺣﯾــث ﺗــﺗﻠﺧص وﻗــﺎﺋﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺿــﯾﺔ ﻓــﻲ أن اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ أﺑرﻣــت ﻋﻘــد
إﻣﺗﯾــﺎز ﻻﺳــﺗﻐﻼل ﺧطــوط اﻟﻧﻘــل ﺑﺎﻟﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ ﻣــﻊ اﻟدوﻟــﺔ وﻗــد ﺗــم ﺗﺣدﯾــد ﺳــﺎﻋﺎت اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗؤدﯾﻬــﺎ
اﻟﺷرﻛﺔ و ﻋدد اﻟﻌرﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺗزم ﻛذﻟك ﺑﺗوﻓﯾرﻫﺎ.
وﻗـد ﺣــدث أن ﺗ ازﯾــد ﻋـدد ﺳــﻛﺎن اﻟﻣدﯾﻧــﺔ ﻣﻣـﺎ أﺣــدث ظروﻓــﺎ ﺧﺎﺻـﺔ ﺳــﺑﺑت ﻋﺟـ از ﻓـﻲ اﻟﻣرﻓــق ،اﻷﻣــر
اﻟ ــذي دﻓ ــﻊ ﺑﺣ ــﺎﻛم ﻣﻘﺎطﻌ ــﺔ " ﺑ ــوش دي رون " إﻟ ــﻰ إﺻ ــدار ﻗـ ـرار ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ 23ﺟـ ـوان ، 1903ﺑﺣﯾ ــث ﻫ ــو
اﻟﺷــﺧص اﻟﻣﺧــول ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻷﻣــن اﻟﻌــﺎم ،ﺑﺣﯾــث ﺗﺿــﻣن ﻫــذا اﻟﻘـرار ﺗﺣدﯾــد ﺳــﺎﻋﺎت ﺧدﻣــﺔ اﻟﻌرﺑــﺎت
اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺻل اﻟﺻﯾف ﻣﻣﺎ أﻟزم اﻟﺷرﻛﺔ زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻌرﺑـﺎت اﻟﻣوﺿـوﻋﺔ ﺗﺣـت اﻟﺧدﻣـﺔ ﻹﺷـﺑﺎع ﺣﺎﺟـﺎت
اﻟﺟﻣﻬور.
ﻏﯾــر أن ﻫــذا اﻟوﺿــﻊ ﻟــم ﺗﺗﻘﺑﻠــﻪ اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ ﻣﻣــﺎ دﻓﻌﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر
ﻫـذا اﻟﻘـرار ﺑﺎطــل و ﻏﯾـر ﻣﺷــروع ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗـﻪ ﺷــروط اﻟﻌﻘـد اﻟﻣﺑـرم وطﺎﻟﺑــت أﻣـﺎم اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﺑﺈﻟﻐﺎﺋـﻪ ﺑﺣﯾــث
ﺗطور اﻟﻧزاع إﻟﻰ ﻋرض اﻷﻣر أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ.
ﺣﯾـث دﻓﻌــت اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﯾﺔ أن ﻗـرار ﺣــﺎﻛم ﻣﻘﺎطﻌــﺔ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎ ﻟﻠﻣــﺎدة 11ﻣــن اﻻﺗﻔــﺎق اﻟﻣﺑــرم
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة 14ﻣن دﻓﺗر اﻷﻋﺑﺎء.
وﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑــل دﻓــﺎع اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌرﺑــﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾــﺔ وﻣ ارﻋـﺎة اﻟﻣــﺎدة 33ﻣــن ﻻﺋﺣــﺔ اﻹدارة
اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ 06أوت ، 1881ﻓـﺎﻟواﻟﻲ ﯾﺣـدد ﺑـﺎﻗﺗراح ﻣـن اﻟﻣﺗﻌﻬـد ﺟـدول ﺧدﻣـﺔ اﻟﻌرﺑـﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾـﺔ ﻣﻣـﺎ أدى
ﺑﺎﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ أن ﯾدﻓﻊ أﻣﺎم ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﺑـﺄن ﻋﺑـﺎرة "ﺟـدول اﻟﺧدﻣـﺔ " ﻻ
ﺗﺗﻌﻠق ﻓﻘط ﺑﺳﺎﻋﺎت ﺧدﻣﺔ اﻟﻘطﺎرات ﺑل ﺑﻌددﻫﺎ أﯾﺿﺎ.
ﻟﻛن اﻟﺷـرﻛﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌرﺑـﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾـﺔ ،داﻓﻌـت ﻫﯾـﺎ اﻷﺧـرى ﺑـﺄن إدراج ﺷـرط ﺿـﻣن دﻓﺗـر
اﻷﻋﺑﺎء ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﺣـد اﻷدﻧـﻰ ﻟﻌـدد اﻟﻘطـﺎرات اﻟﻣطﻠـوب ﺗـوﻓﯾرﻩ ﻣـن ﻗﺑـل اﻟﻣﺗﻌﻬـد ﯾﺣـدد ﻣـن طـرف اﻟدوﻟـﺔ ﻓـﻲ
اﻹطﺎر اﻟﺗﻌﺎﻗدي وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﺣد إﻻ ﻋن طرﯾق إﺑرام ﻣﻠﺣق "ﺟدول اﻟﺧدﻣﺔ" .
8
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وأﻣ ــﺎم دﻓـــوع ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﺷ ــرﻛﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــدة و دﻓ ــوع اﻟـــوزﯾر اﻟﻣﻛﻠـ ــف ﺑﺎﻷﺷ ــﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻣﻣـ ــﺛﻼ ﻋـ ــن
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ورد ﻓـﻲ ﺗﻘرﯾـر ﻣﻔـوض اﻟدوﻟـﺔ ﻟﯾـون ﺑﻠـوم " أﻧـﻪ ﻣـن أﺳـس ﻛـل ﻋﻘـد اﻣﺗﯾـﺎز أن ﻧﺑﺣـث ﻗـدر
اﻹﻣﻛﺎن ،ﻣﺳـﺎواة اﻟﻣ ازﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﻣـﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد و اﻻﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬـﺎ واﻟﺗـﻲ ﺗﺗطﻠـب أن ﯾﻛـون ﻫﻧـﺎك ﺗـوازن
ﺑﯾن اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ واﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻣرﺗﻘﺑﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ." 1
ﻣﻣﺎ ﺳﻠف ﻧرى أن ﻓﻛـرة اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد ﺟـﺎءت ﻟﻣواﺟﻬـﺔ ﺗـدﺧل اﻹدارة ﺑﻬـدف اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ
وﺗﺣﻘﯾــق ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺑﺈﻧﺗظــﺎم و اطـراد وﻟﻛــون إﺷــﺑﺎع ﺣﺎﺟﯾــﺎت اﻟﺟﻣﻬــور وﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻻ ﯾﻔــرق
ﺑــﯾن ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺗــدﺧل ﻣــن اﻹدارة أو ﻣــن ﺳــﺑب ﺧــﺎرﺟﻲ ،ﻓﻘــد ﻋﻣﻣــت ﻓﻛ ـرة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻧظـ ار ﻟﻠظــروف
اﻟطﺎرﺋﺔ أو اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧظـرﯾﺎت.
وﻓــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺳــﯾﺎق ﺗﻘ ــول ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ "أن اﻟﻔﻘــﻪ واﻟﻘﺿــﺎء ﻗــد ﺧﻠ ــق اﻟﻧظرﯾــﺎت
واﻟﻘواﻋــد اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻘــق ﺑﻘــدر اﻹﻣﻛــﺎن ﺗوازﻧــﺎ ﺑــﯾن اﻷﻋﺑــﺎء اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة وﺑــﯾن اﻟﻣ ازﯾــﺎ اﻟﺗــﻲ
ﺗﻧﺗﻔــﻊ ﺑﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أن اﻟﻌﻘــد اﻹداري ﯾﻛــون ﻓــﻲ ﻣﺟﻣوﻋــﻪ ﻛــل ﻣــن ﻣﻘﺗﺿــﺎﻩ وﺟــوب اﻟــﺗﻼزم ﺑــﯾن ﻣﺻــﺎﻟﺢ
اﻟطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن وﺗﻌﺎدل ﻛﻔﺔ اﻟﻣﯾزان ﺑﯾﻧﻬم." 2
1ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺧﻼﯾﻠﺔ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،2012،ص. 316
2ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﻗم 983اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30ﺟوان ، 1957اﻟﻌدد 11
3ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﺷر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ص .63
9
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1ﻣﻧﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ ،اﻟﺷرح اﻟﻣوﺟز ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻌراﻗﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻧﻲ ،ﺑﻐداد ،1952،ص .257
2ﺣﻛم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ رﻗم 377اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ،1957/06/30اﻟﻌدد .11
10
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 247/15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2015/09/16اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ 1
11
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أﺳـﺎس اﻟﺟـدولٕ ،واﻣــﺎ ﯾـﺗم ﺗﺣدﯾـد ﺛﻣــن ﻟﻛـل ﻧـوع ﻣــن اﻟﺧـدﻣﺎت اﻟﺗـﻲ ﺳــﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ ﺗﺣدﯾــد ﺣﺟـم وﻛﻣﯾــﺔ
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوب ﺗﺄدﯾﺗﻬﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﺳﻠﺳل.
وﯾطﺑق ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻛﻣﯾـﺎت ﺑﺣﯾـث ﺗﻛـون ﺑﺷـﻛل
ﺗﻘرﯾﺑــﻲ ،ﺑﺣﯾــث ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻷﺳــﻌﺎر ﯾﻣﻛــن أن ﺗط ـ أر ﻋﻠﯾــﻪ ﺑﻌــض اﻟﺗﻐﯾ ـرات ﻋﻧــد ﺗطﺑﯾــق اﻟﺑﻧــود اﻟﺧﺎﺻــﺔ
ﺑــذﻟك ،ﻛﻣــﺎ أن اﻟﻣﺷــرع ﻗــﺎم ﺑﺗﻘﺳــﯾم ﻫــذا اﻟﻧــوع إﻟــﻰ وﺣــدات ﻣــﺛﻼ )اﻟﻣﺗــر اﻟﻣرﺑــﻊ ،اﻟﻣﺗــر اﻟطــوﻟﻲ ،اﻷﺟـزاء ،
اﻟﺦ .1(.....
اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ :
ﻧﺻـت اﻟﻣــﺎدة اﻷوﻟـﻰ ﻣــن دﻓﺗـر اﻟﺷــروط اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ " إن ﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻣراﻗﺑـﺔ ﻫــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت
اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻣﻘــﺎول ﻓﯾﻬــﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾــﺔ وﻣراﻗﺑــﺔ )اﻟﯾــد اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ و اﻷدوات واﻟﻣ ـواد اﻻﺳــﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وﻛ ـراء اﻵﻻت
واﻟﻧﻘــل وﻣ ــﺎ إﻟ ــﻰ ذﻟــك " (....وﻫ ــو ﻣــﺎ أﻛدﺗ ــﻪ اﻟﻣ ــﺎدة 107ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ " 247-15ﯾﺟــب ﻋﻠ ــﻰ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة أن ﺗدرج ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط و/أو ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ،ﺑﻧـد ﯾﻠـزم ﺻـﺎﺣب ﺻـﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾـﺔ ﺑﺈﺑﻼﻏﻬـﺎ
ﺑﻛل ﻣﻌﻠوﻣﺔ أو وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣراﻗﺑﺔ أﺳﻌﺎر ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣوﺿوع اﻟﺻـﻔﻘﺔ و/أو ﻣﻼﺣﻘﺗﻬـﺎ ،ﺣﺳـب اﻟﺷـروط
اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن دﻓﺗر اﻟﺷـروط و/أو اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻘوﺑـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﺗﻌـرض ﻟﻬـﺎ
ﺣﺎﺋز اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟذي ﯾرﻓض اﻹﺑﻼغ ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة.
ﯾﻌﯾن اﻷﻋوان اﻟﻣؤﻫﻠﯾن ﻟﻠﻘﯾـﺎم ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑـﺔ اﻟﻣـذﻛورة أﻋـﻼﻩ ،ﺑﻣوﺟـب ﻣﻘـرر ﻣـن ﻣﺳـؤول اﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ
أو اﻟوزﯾر أو اﻟـواﻟﻲ اﻟﻣﻌﻧـﻲ ،اﻟـذﯾن ﯾﻣﻛـﻧﻬم اﻻﺳـﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺳـﺗﺧدﻣﯾن ﻻ ﯾﺧﺿـﻌون إﻟـﻰ ﺳـﻠطﺗﻬم ،ﯾﻠـزم اﻷﻋـوان
اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺑﺎﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳـﺗﻌﻣل اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﯾـﺗم اﻟﺣﺻـول ﻋﻠﯾﻬـﺎ ،ﻓـﻲ إطـﺎر ﻫـذﻩ
اﻟﻣراﻗﺑﺔ ،إﻻ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗدﻋت ﺟﻣﻌﻬﺎ ،ﺗوﺿﺢ ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم ﻫـذﻩ اﻟﻣـﺎدة ﺑﻣوﺟـب ﻗـرار ﻣـن اﻟـوزﯾر
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ".
وﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﺳﺗﺧﻼﺻــﻪ ﻣــن اﻟﺗﻌ ـرﯾﻔﯾن اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن أﻧــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛــن ﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﺳــﻌر ﻓــﻲ ﺑداﯾــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗــد ٕواﻧﻣــﺎ
ﯾﻌـرف ﺑﻌــد ﺗﻧﻔﯾـذ ٕواﺗﻣــﺎم اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻷن اﻟﺳـﻌر ﻓــﻲ ﺣــد ذاﺗـﻪ ﻏﯾــر ﻣﻌﻠــوم أﺻـﻼ أﺛﻧــﺎء اﻟﺗﻌﺎﻗــد ،ﻟﻛـن اﻟﻣﺣــدد ﻫــو
ﻣﻌﺎﯾﯾر وﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﻣﺎ ﺳﯾﻧﻔﻘﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﺛﻧﺎء اﻧﺟﺎزﻩ اﻟﻣﺷروع ،ﻟـذا وﺟـب ﺗﺣدﯾـد طﺑﯾﻌـﺔ اﻟﻌﻣـل
و ﻛـذا طرﯾﻘــﺔ اﻟﺣﺳـﺎب وﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣــن اﺟـل ﺗﺣدﯾــد اﻟﺳـﻌر اﻟواﺟــب دﻓﻌـﻪ ،ﻓﺎﻟﺳــﻌر ﻻ
ﯾﻌرف إﻻ ﺑﻌد اﻧﺟﺎزﻩ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ. 2
اﻟدﻓﻊ ﺑﺳﻌر ﻣﺧﺗﻠط :
ﻟم ﯾﺗطرق ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻻ دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط اﻹدارﯾـﺔ إﻟـﻰ ﺗﻌرﯾـف اﻟﺳـﻌر اﻟﻣﺧـﺗﻠط إﻻ أن
ﻫـذا اﻷﺧﯾــر ﯾﻔﺗـرض ﺑــﻪ أن ﯾﻛـون ﺟــﺎﻣﻊ ﺑـﯾن اﻷﺳــﺎﻟﯾب ﺳـﺎﻟﻔﺔ اﻟــذﻛر و ﯾﻌﻧـﻲ ﻣــزج ﺑـﯾن ﻛﯾﻔﯾﺗــﯾن أو أﻛﺛـر ﻣــن
12
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن اﺟل ﺗﺣدﯾد اﻟﺛﻣن وﻫو أﻗل ﺷـﯾوﻋﺎ و ﻟﻬـذا ﺣـددﻫﺎ اﻟﻣﺷـرع ﻛـﺄﺧر ﻧـوع ﻣـن أﻧـواع
اﻟﺻﻔﻘﺔ وﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ ﻣﺗﻰ رأت اﻹدارة ذﻟك.1
طرق دﻓﻊ اﻟﺳﻌر
وﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺳﺑﯾق ﺑﺄﻧواﻋﻪ
ﺣﯾــث ﻋرﻓــت اﻟﻣــﺎدة 109ﻣــن " 247-15ﻫــو ﻛــل ﻣﺑﻠــﻎ ﯾــدﻓﻊ ﻗﺑــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺧــدﻣﺎت ﻣوﺿــوع اﻟﻌﻘــد
وﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺧدﻣﺔ" أي ﻣﻘﺻود أﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋـدم ﺑداﯾـﺔ اﻧﺟـﺎز اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻟﻣوﺿـوع اﻟﺻـﻔﻘﺔ
إﻻ اﻧﻪ وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة دﻓﻊ ﺗﺳﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻪ اﻟﺟﺎري وﻫـذا ﺑﻬـدف إﻋطﺎﺋـﻪ دﻓـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻣﺑﺎﺷـرة
اﻷﻋﻣﺎل وﻛذا اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ. 2
أوﻻ :ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﺟزاﻓﯾﺔ :
ﻋﺑــﺎرة ﻋ ــن ﻣﺑﻠ ــﻎ ﻣــن اﻟﻣ ــﺎل ﯾوﺿ ــﻊ ﺗﺣــت ﺗﺻــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻗﺑــل ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻻ
ﯾﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻛﺣد أﻗﺻﻰ %15ﻣن اﻟﺳﻌر اﻷوﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾـدﻓﻊ اﻟﺗﺳـﺑﯾق ﻣـرة واﺣـدة ﻛﻣـﺎ ﯾﻣﻛـن
أن ﯾدﻓﻊ ﻓﻲ ﻋدة أﻗﺳﺎط ﺗﻧص اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﻗﺑﻬﺎ اﻟزﻣﻧﻲ.3
ﻛﻣﺎ أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أن ﯾﺗﺟـﺎوز اﻟﺗﺳـﺑﯾق اﻟﺟ ازﻓـﻲ %15إذا ﻣـﺎ رأت أﺛﻧـﺎء ﻣرﺣﻠـﺔ
اﻟﺗﻔﺎوض أن رﻓﺿﻬﺎ ﻟﻘواﻋـد اﻟـدﻓﻊ ﯾـﻧﺟم ﻋﻧـﻪ ﺗﺣﻘﯾـق ﺿـرر ﻛﺑﯾـر وﻟﻛـن ﺑﺷـرط وﺟـب ﻋﻠﯾﻬـﺎ أن ﺗﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ
ﻣواﻓﻘﺔ اﻟوزﯾر اﻟوﺻﻲ أو ﻣﺳؤول اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟواﻟﻲ .4
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾن :
ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻣﺑﻠــﻎ ﯾوﺿــﻊ ﺗﺣــت ﺗﺻــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻗﺑــل اﻟﺗﻧﻔﯾ ـذ إذا أﺛﺑﺗــت ﻟﺟﻬــﺔ اﻹدارة ﺑﻣوﺟــب وﺛــﺎﺋق
وﻋﻘود ﺗؤﻛد ارﺗﺑﺎطﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ﺑﻬدف ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺎدة أو اﻟﻣواد ﻣوﺿوع اﻟﺻـﻔﻘﺔ وﯾﺗﻌﻠـق ﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن
اﻟﺗﺳﺑﯾق ﺑﺻﻔﻘﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل واﻟﻠوازم ﻓﻘط .
ﺣﯾــث ﻧﻔــس اﻟﻣــﺎدة 113ﻣــن 247-15ﯾﻣﻛــن ﻷﺻــﺣﺎب اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﻠ ـوازم أن ﯾﺣﺻــﻠوا
ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗﺳــﺑﯾق اﻟﺟ ازﻓــﻲ ﺗﺳــﺑﻘﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣــوﯾن إذا أﺛﺑﺗ ـوا ﺣﯾــﺎزﺗﻬم ﻋﻘــود أو طﻠﺑــﺎت ﻣؤﻛــدة ﻟﻠﻣ ـواد أو
اﻟﻣﻧﺗﺟــﺎت اﻟﺿــرورﯾﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ 5ﻣــﺎ ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻟﻣﺳــﺄﻟﺔ ﺟوازﯾــﻪ وﻟﯾﺳــت إﺟﺑﺎرﯾــﺔ وﻣرﺗﺑطــﺔ ﺣﺻـ ار ﺑﺻــﻔﻘﺔ
اﻷﺷﻐﺎل واﻟﻠوازم ﻻ ﺻﻔﻘﺔ اﻟﺧدﻣﺎت و اﻟدراﺳﺎت.
وﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن اﻟﺗﺳــﺑﯾق اﻹﺟﻣــﺎﻟﻲ اﻟﺟ ازﻓــﻲ واﻟﺗﺳــﺑﯾق ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣــوﯾن ،ﻓﻘــد ﺣــدد اﻟﻣﺷــرع ﻣــن
ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 115ﻣن 247-15إﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻧﺳﺑﺔ %50ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ .
13
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﻣﺣﻣد ﺑﻌﻠﻲ اﻟﺻﻐﯾر ،اﻟﻌﻘود اﻻدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ، 2005،ص85
2
اﻟﻣﺎدة ،113ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ، 247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
3
اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ، 247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
14
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ،1وﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻟﻪ ذﻟك إﻻ ﺑﺈﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾـﺔ ﻟـﻺدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﻓﺎﻟﺗﺟـﺎوز أو اﻟﺧـرق ﻗـد ﯾﺣـدث
ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ﻓﺗﻠﺗزم ﻋﻧدﺋذ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض.2
وﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻣﺧـﺗص ﺑﺣﯾـث وﺟـب ﻋﻠﯾـﻪ إﺛﺑـﺎت
اﻟﺧطﺄ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻹدارة أو ﺗﺟﺎوزﻫـﺎ وﺧرﻗﻬـﺎ ﻷﺣـد ﺑﻧـود أو أﻛﺛـر ﻟﻠﻌﻘـد ﻣـن أﺟـل اﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑـﺎﻟﺗﻌوﯾض ،ﺳـواء
ﻛــﺎن اﻟﺧــرق ﺻـرﯾﺢ أو ﺿــرر ﺟـراء ﺗﺣﻣﯾﻠﻬــﺎ ﻟــﻪ أﻋﺑــﺎء إﺿــﺎﻓﯾﺔ ،أو اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﻘﯾﺎﻣــﻪ ﺑﺄﻋﻣــﺎل ﺛﺎﻧوﯾــﺔ ﻛــﺎن ﻟ ازﻣــﺎ
ﻋﻠﯾﻬﺎ دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ ذﻟك.
واﻟﺿــرر ﻫــو اﻟــرﻛن اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾــﺔ ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻋﻘدﯾــﺔ أو ﺗﻘﺻــﯾرﯾﺔ وﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﻋــن
اﻟﻔﻌل اﻟﺷﺧﺻﻲ أو ﻋن ﻋﻣل اﻟﻐﯾـر واﻟﺟـدﯾر ﺑﺎﻟـذﻛر أن اﻟﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾـﺔ وﺟـدت ﻣـن أﺟـل اﻹﺻـﻼح وﺟﺑـر
اﻷﺿ ـرار ،إذ ﻻ ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ ﻣدﻧﯾــﺔ ﺑــدون وﺟــود ﺿــرر ،وﻣﺛــل ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﺗﻌــﺎرف ﻓﺎﻟﺿــرر ﻟــﯾس رﻛــن ﻣــن أرﻛــﺎن
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑل ﻫو ﻣﻘﯾﺎس ﻣﻘدار اﻟﺗﻌوﯾض ﻻ أﻛﺛر.3
وﻻ ﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد أن ﯾطﺎﻟ ــب ﺑ ــﺎﻟﺗﻌوﯾض ،إﻻ إدا ﻛ ــﺎن اﻟﺿ ــرر اﻟ ــذي ﯾدﻋﯾ ــﻪ ﻣﺣﻘﻘ ــﺎ،
وﯾﻛــون اﻟﺿــرر ﻣﺣﻘﻘــﺎ إذا ﻛــﺎن ﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل ﻗــد ﺣﺻــل ﻓﻌــﻼ وﺗﺟﺳــد ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ ،4ﻣﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل ﻣرﻛـزﻩ
اﻟﻣـﺎﻟﻲ أﺳــوء ﻣﻣـﺎ ﻛــﺎن ﻋﻠﯾـﻪ ﻗﺑــل ذﻟــك ﻷﻧـﻪ إﻧــﺗﻘص ﻣـن اﻟﻣ ازﯾــﺎ أو اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﺗـﻲ ﻛــﺎن ﯾﺧوﻟﻬـﺎ ذﻟــك اﻟﺣــق ،أو
ﺗﻠك اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻗد ﯾﺣدث أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد أﺣـداث أو وﻗـﺎﺋﻊ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ إرﻫـﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد وﻛـذا ﺗـﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠـﻰ
ﻣرﻛـزﻩ اﻟﻣـﺎﻟﻲ وﻫـو اﻟوﺿـﻊ اﻟــذي ﯾﺳـﻣﺢ ﻟـﻪ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﺈﻋــﺎدة ﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد ،ﺑﺣﯾــث ﻛﻣـﺎ ﻫـو ﻣﻌـروف ﻓــﻲ
ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻓﺈن ﻣرﻛز اﻷطراف ﺗﻛون ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ وﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ.
ﻏﯾـر ذﻟــك وﺧﻼﻓــﺎ ﻟﻣـﺎ ﻫــو ﻣﺗﻌﺎﻣــل ﺑـﻪ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻗـد ﯾﺗﺣﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻋﺑﺋــﺎ ﻣﺎﻟﯾــﺎ دون أي
ﺧطـﺄ ﻣﻧﺳــوب إﻟﯾــﻪ ﻟــم ﯾﻛــن ﻓــﻲ اﻟﺣﺳــﺑﺎن وﻗــت اﻟﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻣــﺎ وﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣ ارﻋــﺎة ﻫــذا اﻷﻣــر
اﻟط ــﺎرئ ٕواﻻ أذى ﻫ ــذا إﻟ ــﻰ إﻓ ــﻼس اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد وﻛ ــذا ﺗوﻗــف إﻧﺟ ــﺎز اﻟﻣﺷــروع ﻣﺣــل اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﻗف ﻣﺑدأ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.5
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻛـرة ﻣﺑـدأ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻣـن إﺑﺗﻛـﺎر اﻻﺟﺗﻬـﺎد اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻓـﻲ ﻋﻘـود اﻻﻣﺗﯾـﺎز وﻋﻘـود
ﺗورﯾد اﻟﻐﺎز .6
1
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﺣدث
أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ( ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ص . 191
2
ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2012،ص .255
3
ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻌﯾد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻌﻣري ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر ،2011،ص .36
4
ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر .2015 ،
5
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.49
6
أﻧظر ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 11أذار 1910وﻛذﻟك اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 30آذار 1916ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻏﺎز ﺑوردو.
15
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺣﯾ ــث اﺧﺗﻠﻔ ــت اﻵراء ﺑ ــﯾن اﻟﻔﻘﻬ ــﺎء ﻓﺟﺎﻧ ــب ﻣ ــﻧﻬم ﻗ ــﺎل ،أن اﻟﺗﻌ ــوﯾض اﻟ ــذي ﯾﺳ ــﺗﺣﻘﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﯾﻣﻛ ــن
إﺳﻧﺎدﻩ إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻣﺎ اﻟﻣوﻗف اﻷﺧـر ﻓﯾـرى أن ﻣﺑـدأ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد ﻟـﻪ ﺻـﯾﻐﺔ ﻋﺎﻣـﺔ ،أي ﺗﻠﺗـزم
اﻹدارة ﺑﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد ﻓﻲ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺧﺗل ﻓﯾﻬـﺎ ﻫـذا اﻟﺗـوازن ﺑـﯾن ﺣﻘـوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد واﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ ،ﺳـواء
أﻛﺎن ذﻟك ﺑﻔﻌل اﻹدارة أم ﻟﺳﺑب ﺧﺎرج ﻋن ﻧطﺎﻗﻬﺎ.1
وﯾﺛﺑــت ﺣــق إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻋﻧــد ﺣــدوث ﺧﻠــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺳ ـواء ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﺧﻠــل ﺑﻔﻌــل اﻟﻣﻬــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﺎرﺳــﻬﺎ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة أو ﻋــن طرﯾــق ﻋﻣــل ﺧــﺎرج
ﻋن إرادﺗﻬﺎ.
1
ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻷﻣﯾر ﻗﺑﻼن ،أﺛر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ و اﻷدﺑﯾﺔ ،
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،2014،ص ص. 394-393
2
ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ،اﻟﻌﻘد اﻹداري )اﻟﻣﻘوﻣﺎت ،اﻹﺟراءات ،اﻵﺛﺎر( ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، 2006،ص ص
389-388
3
أﻧظر اﻟﻣواد 144-140ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
16
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﻧﺎﺻري ﻣﻧﺻور اﻟﻧﺎﺑﻠﺳﻲ ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ، 2010 ،ص .100
2
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 448
3
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .450
17
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟــذﯾن ﻫــم ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻹﻓــﻼس أو اﻟﺗﺻــﻔﯾﺔ أو ﺗوﻗــف ﻋــن اﻟﻧﺷــﺎط أو اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺻــﻠﺢ ،اﻟــذﯾن ﻫــم
ﻣﺣل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻓﻼس أو اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ أو ﺗوﻗف ﻋن اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺻﻠﺢ".
وﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن اﺳــﺗﻧﺗﺎﺟﻪ و اﺳﺗﺧﻼﺻــﻪ أن اﻟﺣﻛــم اﻟﻌــﺎم ﻋﻧــد إﻓــﻼس ﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻫــو ﻓﺳــﺦ اﻟﻌﻘــد وﻣﺻــﺎدرة
اﻟﺗــﺄﻣﯾن ﻷن ﻋﻧــد إﻗ ـرار ذﻟــك ﺑﺣﻛــم ﻗﺿــﺎﺋﻲ ﻣــﻊ ﻏــل ﯾــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﻣﻔﻠــس ﻻ ﯾﻣﻛــن ﻟــﻪ إطﻼﻗــﺎ ﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ ﺗﻧﻔﯾــذ
اﻟﺻﻔﻘﺔ.
إﻻ أن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣﺗﻌﺎﻗـد واﺣـد،
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻗﺑول ﻋرض اﻟـداﺋﻧﯾن اﻵﺧـرﯾن ﺑﺈﺗﻣـﺎم ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﯾﻠﺟـﺄ اﻟـداﺋﻧون ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﻔﻠس إﻟﻰ ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛـون ﻓـﻲ اﻧﺟـﺎز اﻟﻣﺷـروع زﯾـﺎدة ﻓـﻲ اﻷﻣـوال اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟﻣﻔﻠـس ،ﻣﻣـﺎ ﯾـﻧﻌﻛس
1
ذﻟك إﯾﺟﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﺎدة ﻓﻲ ﻗﺳط أﻛﺑر ﻣن دﯾوﻧﻪ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن
ﻓﺿ ــﻼ ﻋﻠ ــﻰ أن اﺧﺗﯾ ــﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﻓ ــﻲ ﺣـ ــد ذاﺗ ــﻪ ﺿ ــﻣﺎﻧﺎ إﻻ أن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻟزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻘدﯾم ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘﻪ ﻓـﻲ ﺗﺳـﺑﯾﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾـﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﺗﻌﺗﺑـر
ﻛﺣﻣﺎﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣــن اﻟﻣﺧــﺎطر اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﻌــرض ﻟﻬــﺎ اﻧﺟــﺎز ﻣﺷــروع ﻣــﺎ ،ﻛﻣــﺎ وﺟــب ﻋﻠﯾــﻪ
دﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾـﻪ وﻗـت إﺑـرام اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﯾوﺿـﻊ ﺗﺣـت ﺗﺻـرف اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ،واﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬـﺎ
ﻣﺻﺎدرﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣﺎ إذا ﺧﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺄﺧذ ﺑﻧود اﻟﺻﻔﻘﺔ.2
ﻟ ــذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﺗﺣ ــرص ﻣﻧ ــد اﻟﺑداﯾ ــﺔ وﻓ ــﻲ اﻟﻣﻘ ــﺎم اﻷول ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﻧﺢ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﻣﻘﺗــدر ﻣﺎدﯾــﺎ أي ﺻــﺎﺣب اﻟﻛﻔﺎﯾــﺔ اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ،وﻣــن ﻫﻧــﺎ ﻓــﺈن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ﻣــﻊ اﻹدارة ﻣﻠزﻣــون
ﺑﺗﻘــدﯾم ﺿ ــﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺗﺣﻣ ــﻲ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣ ــن اﻷﺧطــﺎر اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗ ــد ﺗواﺟﻬﻬــﺎ ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ إﺧﻼﻟﻬ ــم
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم.
1
ﻧﺎﺻري ﻣﻧﺻور اﻟﻧﺎﺑﻠﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 110
2ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 176
18
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣطﺎﻟب ﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣطﻠـب اﻷول :إﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻋﻠـﻰ
أﺳ ــﺎس ﻧظرﯾ ــﺔ ﻓﻌ ــل اﻷﻣﯾ ــر واﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ :إﻋ ــﺎدة اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟظ ــروف اﻟطﺎرﺋ ــﺔ
واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر
ﺗﻬــدف اﻟﺳــﻠطﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ داﺋﻣــﺎ ﻣ ــن اﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻧﻔــﻊ اﻟﻌــﺎم وذﻟــك ﻣــن وراء إﺑراﻣﻬــﺎ ﻟﻠﻌﻘــود اﻹدارﯾ ــﺔ
ٕواذا اﺧﺗــل اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻬــذا اﻟﻌﻘــد ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﺗﻌــدﯾﻠﻬﺎ ﻟــﻪ وﺟــب ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــد ﯾــد اﻟﻣﺳــﺎﻋدة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ
وذﻟــك ﻣــن أﺟــل ﺣﺳــن ﺳــﯾر اﻟﻣرﻓــق اﻟﻌــﺎم ﺣﯾــث ﻋرﻓﻬــﺎ اﻟــدﻛﺗور ﺳــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣــد اﻟطﻣــﺎوي" ﻋﻣــل ﯾﺻــدر ﻣــن
اﻟﺳــﻠطﺔ ودون ﺧطــﺄ ﻣــن ﺟﺎﻧﺑﻬــﺎ ﯾﻧــﺗﺞ ﻋﻧــﻪ ﺗﺳــوئ ﻣرﻛــز اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد اﻹداري وﯾــؤدي إﻟــﻰ اﻟﺗـزام ﺟﻬــﺔ
اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺗﻌــوﯾض اﻟﻣﺗﺿــرر ﻋــن ﻛﺎﻓــﺔ اﻷﺿـرار اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﺣﻘــﻪ ﻣــن ﺟـراء ذﻟــك ﺑﻣــﺎ ﯾﻌﯾــد اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ
ﻟﻠﻌﻘد.1
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء " ﻛل إﺟراء ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻛون ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻊ اﻹدارة أو اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد ﻣﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺧﺎطر اﻹدارﯾﺔ.2
وﯾﻌرف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻌل اﻷﻣﯾر " إﺟراء ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺻﺎدر ﻣـن اﻟﺳـﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ،ﯾـؤدي ﺑﺎﻟﺿـرورة
إﻟﻰ ﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أﻛﺛـر ﻛﻠﻔـﺔ و أﺷـد إرﻫﺎﻗـﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻟـذي ﯾﺣـق ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻛﺎﻣل ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘﺗﻪ" .3
1
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص . 624
2
ﺣﺳﯾن دروﯾش ﻋﺑد اﻟﻌﺎﻟﻲ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ، 1958 ،ص . 135
3
ﺑدﯾﻊ ﻣﺳﺗو ،ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﻌث ،ﺳورﯾﺎ ،اﻟﻣﺟﻠد ،38اﻟﻌدد ،2016 ،19ص .90
4
ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ، 2005،ص .89
19
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﺑﺋﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ،ﻓﯾـﻧﺟم ﻋﻧﻬـﺎ اﺧـﺗﻼل ﻓـﻲ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺟب ذﻟك ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺗﻘـدﯾم ﺗﻌوﯾﺿـﺎ ﻛـﺎﻣﻼ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻟﻣـﺎ ﻟﺣﻘـﻪ ﺟـراء ﻫـذا اﻟﺗﻌـدﯾل ﻟﺷـروط
اﻟﻌﻘد.1
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﺗﻌدﯾل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺷروط اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻗد ﻻ ﯾؤﺛر ﻫذا اﻹﺟـراء ﻋﻠـﻰ ﺷـروط اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﺑﺷـﻛل ﻣﺑﺎﺷـر ،وﻟﻛﻧـﻪ ﻗـد ﯾﻧـﺗﺞ ﻋﻠﯾـﻪ ﺗـﺄﺛﯾر ﻓـﻲ ظـروف
ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻣـﺎ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻪ ﺗﺣﻣﯾـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣﻌﻬـﺎ أﻋﺑـﺎء ﺟدﯾـدة ﻟـم ﺗﻛـن ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻋﻧـد إﺑـرام اﻟﻌﻘـد ،2ﺣﯾـث ﯾﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ
ﺑﻌض اﻹﺟراءات :
إﺟ ـراء ﺗﺗﺧــذﻩ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺻــﻔﺗﻬﺎ ﺳــﻠطﺔ اﻟﺿــﺑط اﻹداري )ﻣﺛــﺎل :اﻷﻣــر ﺻــﺎدر ﻣــن ﺷــرﻛﺔ
ﻛﻬرﺑﺎء ﺑﻧﻘل اﻷﺳﻼك اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أﺧر ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن( .
إﺻدار ﻗ اررات إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ و اﻟﺗوﺟﯾﻪ.
ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﺑﺄﺷﻐﺎل ﺗﻛون ﺣﺎﺋل ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ.3
ﻋﻣل اﻷﻣﯾر ﻓﻲ ﺻورة إﺟراء ﻋﺎم
ﻗــد ﯾﺗﺧــذ ﻋﻣــل اﻷﻣﯾــر ﺻــورة إﺟـراء ﻋــﺎم ،ﺑﺣﯾــث ﻻ ﯾﻘﺗﺻــر أﺛـرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد دون ﻏﯾـرﻩ ،وﺗﺗﻣﺛــل
ﻓــﻲ ﺻــدور ﻗ ـواﻧﯾن و ﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت ﻣــن ﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣــن أﺛرﻫــﺎ زﯾــﺎدة أﻋﺑــﺎء ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ
وﯾﺗﻣﺛــل ﻫــذا اﻹﺟ ـراء اﻟﺻــﺎدر ﻣــن اﻹدارة ،إﻣــﺎ ﺑﺗﻌــدﯾل ﺷــروط اﻟﻌﻘــد ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺑﺎﺷ ـرة ،أو ﺗــﺄﺛﯾرﻩ ﻓــﻲ ظــروف
اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن اﻹﺟراء اﻟﺧﺎص.4
1
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .626
2
ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي ،اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2015 ،ص .68
3
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .69
4
ﺑ ــن دﻋ ــﺎس ﺳ ــﻬﺎم ،اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد ﻓ ــﻲ ظ ــل اﻟﻧظ ــﺎم ﻟﻠﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ،ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر ،ﻓ ــرع اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹداري
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،ص .86
5
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 620
20
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
أن ﯾﻛـون اﻹﺟـراء ﺻـﺎد ار ﻋـن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أو أي ﻫﯾﺋـﺔ أﺧـرى ﻣـن اﻟدوﻟـﺔ ﺑﺣﯾـث ﯾﻛـون ﺗـﺄﺛﯾرﻩ .3
اﻟﺗزﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﺣﯾث زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑـﺎء ،ﻛﻣـﺎ أﻧـﻪ ﻻ ﯾﻛـون ﻣﺧـﺎﻟف ﻟﻠﻧظـﺎم اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻠدوﻟـﺔ ﻣﻣـﺎ
واﺿﺣﺎ ﻋﻠﻰ ا
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل ﺑﻌض اﻟﺷـروط أو ﺑﺈﻧﻬـﺎء اﻟﻌﻘـد ﻗﺑـل اﻟﻣـدة اﻟﻣﺗﻔـق ﻋﻠﯾﻬـﺎ ،2ﺣﯾـث ذﻫـب اﻟﻔﻘﻬـﺎء إﻟـﻰ ﺗوﺳـﯾﻊ
داﺋـ ـرة ﺻ ــدور اﻹﺟ ـ ـراء ﻋ ــن اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة دون ﻏﯾرﻫ ــﺎ ،إﻟ ــﻰ أﺟﻬ ـ ـزة اﻟدوﻟ ــﺔ اﻷﺧ ــرى وﺑﺎﻟﺗ ــﺎﻟﻲ وﺟـ ــب
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺟﻬﺔ واﺣـدة وﻻ ﺗﻘﺑـل اﻟﺗﺟزﺋـﺔ ﺑﺣﯾـث ﺗﺻـب ﻛﻠﻬـﺎ
ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ أﻻ و ﻫو اﻟدوﻟﺔ.
أن ﯾــؤدي ﻫــذا اﻹﺟـراء اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة إﻟــﻰ ﺣــدوث ﺿــرر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ،أي .4
إﻧــﻪ ﻟﻣــن اﻟﺑــدﯾﻬﻲ رﺑــط اﻹﺟـراء اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة واﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻔﻌــل اﻷﻣﯾــر ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﺣــداث
ﺿــرر ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻣــﺎ ﯾﻧﺟــز ﻋﻠﯾــﻪ اﺧــﺗﻼل ﻟﻠﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺔ ﺑﯾــﻧﻬم ،ﻛﻣــﺎ أن اﻟﺿــرر ﻻ ﯾﺷــﺗرط
ﻓﯾﻪ درﺟﺔ اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ،3ﺑـل ﯾﻛﻔـﻲ أن ﯾﺣـدث ﺧﻠـل ﻓـﻲ اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن ﺣﺟـم اﻟﺿـرر وﻫـذا ﻣـﺎ
ذﻫــب إﻟﯾــﻪ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺑﺣﯾــث اﺷــﺗرط ﻓﻘــط ﻣﺟ ـرد ﺣــدوث ﺧﻠــل ﻓــﻲ اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ وﻧﻛــون أﻣــﺎم
ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر.
ﺣﯾــث أﻧــﻪ ﺑﺗــوﻓر اﻟﺷــروط اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﯾــؤدي ﻫــذا ﺑﺎﻟﺿــرورة إﻟــﻰ ﻗﻠــب اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ
واﻟـ ــذي ﺑـ ــدورﻩ ﯾـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ اﺧـ ــﺗﻼل اﻟﺗ ـ ـوازن اﻟﻣـ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـ ــد اﻹداري وﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ وﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﻣطﺎﻟﺑـ ــﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻹﻋﺎدة اﻷﻣور إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ.
1
ﻣﺎل اﷲ ﺟﻌﻔر ﻋﺑد اﻟﻣﻠك اﻟﺣﻣﺎدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .661
2
اﻟﻧــوي اﻟﺧرﺷــﻲ ،د ارﺳــﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾــﺔ وﻧﻘدﯾــﺔ وﻋﻣﻠﯾــﺔ ﻟﻣﻧظوﻣــﺔ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،دار اﻟﻬــدى ،ﻋــﯾن ﻣﻠﯾﻠــﺔ ،اﻟﺟ ازﺋــر ،2019،ص
.378
3
ﻣﺣﻣد أﻧس ﻗﺎﺳم ﺟﻌﻔر ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻧظم اﻟﻣﻧﺎﻗﺿﺎت واﻟﻣزاﯾدات ،اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﺻر ،1999 ،ص .158
4
ﻋﺛﻣﺎن ﺑوﺷﻛﯾوة ،اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺳوق أﻫراس،
،2005-2004ص .39
21
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ
ﻋﻧــد إﺧــﺗﻼل اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري اﺧــﺗﻼﻻ ﺟﺳــﯾﻣﺎ ﺑﺳــﺑب ظﻬــور أﺣــداث اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟــم ﺗﻛــن
ﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻋﻧــد إﺑ ـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ ،وﯾﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣرﻫﻘــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد وﻣــﻊ ذﻟــك ﯾطﻠــب ﻣﻧــﻪ اﻻﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ
اﻟﺗزاﻣﺎﺗ ــﻪ اﻟﻌﻘدﯾ ــﺔ ،ﻓﻠ ــﯾس ﻣ ــن اﻟﻌداﻟ ــﺔ ﺗرﻛـ ـﻪ ﯾواﺟ ــﻪ ﻫ ــذﻩ اﻟظــروف ﻟوﺣ ــدﻩ دون ﺗﻌ ــوﯾض ،ﻛﻣــﺎ أﻧ ــﻪ ﻟ ــﯾس ﻣ ــن
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻹدارة إن ﯾﺗواﻧﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻘدﻩ ﻻن ذﻟك ﺳﯾؤﺛر ﺑﺎﻟﺿـرورة ﻋﻠـﻰ ﺳـﯾر اﻟﻣرﻓـق اﻟﻌـﺎم ،ﻟـذﻟك
اﺑﺗدع اﻟﻘﺿـﺎء اﻹداري ﻧظرﯾـﺔ اﻟظـروف اﻟطﺎرﺋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـل ﺑـدورﻫﺎ ﻋﻠـﻰ إﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘـد اﻹداري
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم ﺻدور ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة.1
ﺗﻌد ﻧظرﯾﺔ اﻟظـروف اﻟطﺎرﺋـﺔ ﻣـن اﻷﺳـس اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﻋﻠﯾﻬـﺎ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﻻ ﯾﺟـوز اﻻﺗﻔـﺎق
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺑﺎد ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ،2ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﺳﺗﻬدف ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
وﺗﻌﻧــﻲ اﻟﻧظرﯾــﺔ أﻧــﻪ أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻗــد ﺗطـ أر ﺣ ـوادث ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ ﺗﺟﻌــل أﻣـ ار ﻣرﻫﻘــﺎ،
وﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ اﻟﺗــﻲ ظﻬــرت ﺑﺎﺟﺗﻬــﺎد ﻣــن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ ﺣﯾــث ﺑــداﯾﺎﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧــت ﻣﺟــﺎﻻت
ﻋﻘــود اﻻﻣﺗﯾــﺎز 3ﺛــم اﺗﺳــﻊ ﻣﺟــﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ ﻟﯾﺷــﻣل ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻣﺗــﻰ ﺗ ـواﻓرت ﺷــروطﻬﺎ دون اﻟﻌﻘــود
اﻟﻣدﻧﯾـﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﺗﻘــوم ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻋﻠـﻰ ﻓﻛـرة اﻟﻣﺧـﺎطرة اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ،أي ﺑﻣﻌﻧـﻰ أﻧــﻪ إذا ﻣـﺎ ﺣــدث أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ
اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ظــرف اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋــﺎم ﻟـم ﯾﻛــن ﻣﺗوﻗــﻊ أﺛﻧــﺎء اﻹﺑـرام اﻟﻌﻘـد و ﯾﺟﻌــل ﻣــن اﻟﺗﻧﻔﯾــذ أﻣـ ار ﻣرﻫﻘــﺎ
وﻟﯾس ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ.4
وﺗﻘــوم ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ﻣﺷــﺎرﻛﺔ اﻹدارة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗﺣﻣــل ﺟــزء ﻣــن اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﻐﯾــر
ﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻛﺑــدﻫﺎ ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟظــرف اﻟطــﺎرئ ،ﻓﺎﻷﻋﺑــﺎء واﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﻛﺑــدﻫﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﺧــﻼل ﻓﺗ ـرة اﻟظــرف
اﻟطﺎرئ ﻫﯾﺎ أﻋﺑﺎء ﻏﯾر ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﺧﺎرج اﻟﻧطﺎق اﻟﺗﻌﺎﻗدي 5وﯾﻛون اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﯾﻬـدف إﻟـﻰ
ﺣل أزﻣﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺣﯾد اﻟﺟﻬود ﺑﯾن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـن اﺟـل اﻟﺗﻐﻠـب ﻋﻠـﻰ
ﻫذا اﻟظرف اﻟطﺎرئ.
1
اﺣﻣد ﺳﻼﻣﺔ ﺑدر ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ وﻋﻘود اﻟﺑوث ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﺻر ،2010 ،ص .35
2
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،2008 ،
ص.220
3
ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .92
4
ﻣﺣﻣــد أﺑــو ﺑﻛــر ﻋﺑــد اﻟﻣﻘﺻــود ،إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ظــل اﻷزﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ )ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ( ،ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق ﺟﺎﻣﻌــﺔ
اﻟﻣﻧﺻورة ،ﻣﺻر ،2009 ،ص .17
5
ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ،اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري واﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2016 ،ص ص .430 429
22
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﺑﻠﺣ ــﺎج اﻟﻌرﺑ ــﻲ ،اﻟﺗﺻ ــرف اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘ ــد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔ ــردة ،اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳ ــﺔ ،دﯾـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ــﺔ ،اﻟﺟ ازﺋ ــر ،2004،
ص ص .252-251
2
إﺑـ ـراﻫﯾم اﻟﺷ ــﺎرف ﺗﻔوﻗ ــﺔ ،اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗواﺟ ــﻪ ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد اﻹداري )د ارﺳ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ( ،دار اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾ ــﺔ ،اﻹﺳ ــﻛﻧدرﯾﺔ ،
ﻣﺻر.2012،
3
ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .100
4
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 54
23
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻋــدم ﺗوﻗــﻊ اﻟطــرف اﻟطــﺎرئ وﻋــدم إﻣﻛﺎﻧﯾ ــﺔ دﻓﻌــﻪ ،ﺣﯾــث ﯾﻌــد ﻫــذا اﻟﺷــرط ﺟــوﻫري ﻟﺗطﺑﯾ ــق
اﻟظ ـرف اﻟطــﺎرئ ﺑﻌــدم ﺗوﻗﻌــﻪ وﻋــدم إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ دﻓﻌــﻪ ،ﻓﯾﺟــب أن ﯾﻛــون اﻟظــرف ﻣﻔﺎﺟﺋــﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ،وﻟــم ﯾﻛــن
ﺑﻣﻘــدور أي ﻣــﻧﻬم ﺗوﻗﻌــﻪ ﻋﻧــد إﺑ ـرام اﻟﻌﻘــد ﻟﺣــدوث أزﻣــﺔ اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ أو ﺻــدور ﻧﺻــوص ﻗﺎﻧوﻧﯾــﺔ أو ﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ
ﺟدﯾــدة ﻣﻣــﺎ ﯾﺳــﻣﺢ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ٕواذا ﺗﺣﻘــق ﻫــذا اﻟﺷــرط و وﺻــول
اﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،ﯾﻠزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻹﻟزام وﻋدم اﻟﺗوﻗف ﻟﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ.1
أن ﯾ ــﻧﺟم ﻋ ــن اﻟﺣ ــﺎدث اﻟط ــﺎرئ ﺧﺳ ــﺎﺋر ﻏﯾ ــر ﻣﺄﻟوﻓ ــﺔ :ﯾﻘﺻ ــد ﺑﺎﻟﺧﺳ ــﺎﺋر اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺄﻟوﻓ ــﺔ أن
اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﻗﻠب اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ،ﺑﺣﯾـث أﻟﺣﻘـت ﺑـﻪ ﺧﺳـﺎﺋر ﻛﺑﯾـرة
ﻏﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ وأدى ذاﻟ ــك إﻟ ــﻰ ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻻﻟﺗـ ـزام ﻣرﻫﻘ ــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ﻛ ــﺄن ﺗﻘﺑ ــل اﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ زﯾ ــﺎدة
اﻟﺿـراﺋب أو اﺳــﺗﺣداث رﺳـوم ﺟدﯾــدة ﺑﻧﺳـب ﻋﺎﻟﯾــﺔ ﺑﺣﯾــث ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠﯾــﻪ إﺧـﻼﻻ ﻓﺎدﺣــﺎ ﻓـﻲ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘــد
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺟﺎوز ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻘد ﺣدود اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻘد.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ:
ﺗﺧﺗﻠف اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠـﻰ ﺗطﺑﯾـق ﻧظرﯾـﺔ اﻟظـروف اﻟطﺎرﺋـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻹداري ﻋﻧﻬـﺎ ﻓـﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗ ازﻣـﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﯾن طرﻓـﻲ
اﻟﻌﻘد ﺗﻘﺗﺿﯾﻬﺎ ﻓﻛرة دوام ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻟزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺟﻬـﺔ ،وﻣـن ﺟﺎﻧـب أﺧـر
ﺗﻌوﯾﺿﻪ وﺗﺣﻣل اﻹدارة ﺟزء ﻣن ﺧﺳﺎرﺗﻪ طوال ﻓﺗرة اﻟظرف اﻟطﺎرئ ،وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ
-1اﺳــﺗﻣرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ :إن وﻗــوع اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ ﻻ ﺗﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟﺿــرورة إﻋﻔــﺎء
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــن اﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد اﻟــذي ﻛــﺎن ﻗــد ﻧﺷــﺄ ﻋﻧــد إﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن إرﻫــﺎق اﻟﻣــﺎﻟﻲ
اﻟذي ﻗد ﯾﺻﯾﺑﻪ ﻓﺈن اﻟﺿرورة ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم 2ﺑﺎﻧﺗظﺎم وﻋدم ﺗوﻗﻔﻪ.
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ذاﻟك ﻓﺈن ﺗوﻗف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋن ﻣواﺻﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﯾﻧﺟم ﻋﻧﻪ ﺳﻘوط ﺣﻘﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ
ﺑـﺎﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾـﺔ ﺑﺣﯾـث ﯾﻣﻛــن ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻓـرض ﺟـزاءات ﺗﺗﻣﺛــل ﻓـﻲ ﻏ ارﻣـﺎت ﺗــﺄﺧﯾر،
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن ﺗﻘدﯾر ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾﻛون ﻣن ﺣق اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد.3
أﻣﺎ إذ ﺗﺑث اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟظرف اﻟطـﺎرئ وﺗﺟﻌـل ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد ﻣﺳـﺗﺣﯾﻼ ﻓﯾﺟـوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ﺗوﻗـف ﻋـن اﻟﺗﻧﻔﯾـذ
طوال ﻣدة وﺟود ذاﻟك اﻟظرف ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗﺄﻧف ﻧﺷﺎطﻪ ﺑﻣﺟرد زوال ذاﻟك اﻟظرف.
-2إﻟزام اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻟﻠﺗﻌوﯾض:
ﯾــﻧﺟم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة اﻟﺗ ـزام ﺑﻣواﺻــﻠﺔ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن وﺟــود اﻟظــرف
اﻟطــﺎرئ ،ﯾﻘﺎﺑﻠــﻪ أن اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻫــﻲ اﻷﺧــرى ﻣﻠزﻣــﺔ اﺗﺟﺎﻫــﻪ ﺑﺗﺣﻣــل ﺟــزء ﻣــن اﻟﺧﺳــﺎرة اﻟﺗــﻲ ﻟﺣﻘــت
1
ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .440-439
2
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .661
3
ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺣﺳن اﻟﺑﻧﺎن ،أﺛر اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟراﻓدﯾن ،اﻟﻌراق ،ﻣﺟﻠﺔ ،16اﻟﻌدد ،2013 ،58
ص .189
24
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﺑﺳﺑب ذاﻟك اﻟظرف اﻟطﺎرئ ،وﯾﻛون ﺗﻌوﯾض اﻟﺗـﻲ ﺗﻘدﻣـﻪ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺟـزءا ﻣؤﻗﺗـﺎ إﻟـﻰ ﻏﺎﯾـﺔ
زوال اﻟظرف اﻟطﺎرئ ،وذاﻟك ﻣن أﺟل إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻧد اﻹﺑرام.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ:
ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻧظرﯾـﺔ ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧﺷـﺄة ﻓﻬـﻲ اﺑﺗـداع اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻔرﻧﺳـﻲ،
ﻓﻘــد ﻛــﺎن ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ اﻟﻔرﻧﺳــﻲ اﻟﺳــﺑﺎق ﻓــﻲ وﺿــﻊ أﺳــس ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ،وﺗرﺟــﻊ أول ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻣﻧﺗﺻــف
اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷـر ﻓﻛـﺎن أول ﺣﻛـم ﻗﺿـﺎﺋﻲ طﺑـق ﻓـﻲ 1864/06/24ﻓـﻲ ﻗﺿـﯾﺔ " "DUCHEﺣﯾـث ﻗﺿـﻰ
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻹدارة ﻋـن اﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ اﻟﻐﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ اﻟﺗـﻲ واﺟﻬﺗـﻪ أﺛﻧـﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ
اﻟﺻــﻔﻘﺔ ،ﺣﺗــﻰ ﯾــﺗﻣﻛن ﻣــن اﻻﺳــﺗﻣرار ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ،ﺑﺣﯾــث ﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﺣﻛــم أول ﺣﻛــم ﻗﺿــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﻫــذا
اﻟﺷﺄن.2
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﻔﻬوم ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ
ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ :
ﺗﻌددت ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻟﻣﺻري ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻣﻣـﺎ ﺟﻌـل ﻫـذﻩ
اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻗﺎﺻ ار ﻋﻠﻰ ﻋﻘـود اﻷﺷـﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣـﺔ دون ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻌﻘـود اﻷﺧـرى ،ﻓﺎﻟﺻـﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـﺔ ﯾﺟـب أن
ﺗﻛون ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت إﻟـﻰ اﻟظـواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾـﺔ وﻗـد ﺗرﺟـﻊ إﻟـﻰ ﻓﻌـل اﻟﻐﯾـر ،وﯾﺟـب
أن ﺗﻛ ــون ﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ ﻋ ــن إرادة اﻟطــرﻓﯾن وﻗ ــد ﻋرﻓﻬ ــﺎ اﻷﺳ ــﺗﺎذ اﻟ ــدﻛﺗور ﺳـــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣـــد اﻟطﻣـــﺎوي ﺑﺄﻧ ــﻪ "إذا ﻣ ــﺎ
ﺻــﺎدف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ﺻــﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾــﺔ ذات طﺑﯾﻌــﺔ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻــﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛــن
ﺗوﻗﻔﻬــﺎ ﺑﺣــﺎل ﻣــن اﻷﺣ ـوال ﻋﻧــد إﺑـرام اﻟﻌﻘــد ،وﺗ ـؤذي إﻟــﻰ ﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣرﻫﻘــﺎ ،ﻓــﺈن ﻣــن ﺣﻘــﻪ أن ﯾطﺎﻟــب
ﺑﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑت ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻣن أﺿرار." 3
وﻗـد ﻋرﻓﻬــﺎ ﺑﻌــض اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﺑﺄﻧﻬـﺎ " ﺗﻠــك اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗظﻬــر أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘــد وﺗﻛــون ذات طــﺎﺑﻊ
إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺗوﻗﻌﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ان أﺛﻧﺎء إﺑـرام اﻟﻌﻘـد ،وﯾﻛـون ﻣـن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـﺎ ﺟﻌـل اﻟﻌﻘـد أﻛﺛـر ﺗﻛﻠﻔـﺔ وﻣـن ﺛـم
ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﻔــﺗﺢ أﻣــﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﺣــق ﻓــﻲ أن ﯾﺣﺻــل ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــوﯾض ﻛﺎﻣــل ﻓــﻲ ﺷــﻛل زﯾــﺎدة ﺣﻘــوق اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻣﻘﺎﺑــل
اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾﺔ" 4
وﻋرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﯾوﺳـف ﺳـﻌد اﷲ اﻟﺧـوري ﺑﺄﻧﻬـﺎ "ﺻـﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾـﺔ ﺗﻌﺗـرض ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد ﻓﺗﺟﻌﻠـﻪ أﻛﺛـر
ﻛﻠﻔﺔ ﻻ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ." 5
ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء :
ﻋرف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘول :
1
ﻣﺣﻣد رﻓﻌت ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ،ﻣﺑﺎدئ و أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻻداري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ ﻟﻠﺣﻘوق ،ﻟﺑﻧﺎن ، 2003 ،ص .542
2
ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص . 476-475
3
ﻣﺣﻣد ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .686
4
ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺳوﯾﻠم ،ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟراﺷد اﻟرﯾﺎض ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ، 2008 ،ص .110
5
ﯾوﺳف ﺳﻌد اﷲ اﻟﺧوري ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻌﺎم ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ﺳورﯾﺎ ، 1998 ،ص.489
25
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
"...إﻧﻬــﺎ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗواﺟــﻪ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ،وﻫــﻲ ﺻــﻌوﺑﺎت اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﺗظﻬــر
ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد اﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾــﺔ ،وﺑﺳــﺑب ﺧــﺎرج ﻋــن إرادة اﻷطـراف ،وﺗــؤدي إﻟــﻰ زﯾــﺎدة
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺻﻌوﺑﺔ." 1
وﻗـ ــد أﺧـ ــد اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻹداري اﻟﻣﺻـ ــري ﺑﻧظرﯾـ ــﺔ اﻟﺻـ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾـ ــﺔ ﻏﯾ ـ ـر ﻣﺗوﻗﻌـ ــﺔ ﻣﺳﺗرﺷـ ــدا ﺑﻧظﯾ ـ ـرﻩ
اﻟﻔرﻧﺳــﻲٕ ،واﻋﺗﻣــدت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ﺗطﺑﯾــق اﻟﻧظرﯾــﺔ ﻓــﻲ أﺣﻛﺎﻣﻬــﺎ وﻓﻘــﺎ ﻟﻸﺳــس واﻟﺷــروط
اﻟﺗﻲ أوردﺗﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ."2
وﺗﺄﺳﯾﺳــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺗــم اﻟﺗﻘــدم ﺑــﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧــﺎ ﺗﻌرﯾــف ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ"ﻋﺑــﺎرة
ﻋـن أﻋﺑـﺎء ﻣﺎدﯾـﺔ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾـر ﻋﺎدﯾـﺔ ﺗواﺟــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﺑﻌـد اﻟﺗﻌﺎﻗــد ،وﺧـﻼل ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ،ﺗـؤدي إﻟـﻰ زﯾــﺎدة
ﻓــﻲ اﻷﺳــﻌﺎر اﻟﻣﺣــددة ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد ،وﺗﻌطــﻲ اﻟﺣــق ﻓــﻲ اﻟﺗﻌــوﯾض اﻟﻛﺎﻣــل ﻋﻣــﺎ ﻟﺣــق ﺑــﻪ ﻣــن أﺿـرار ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻫــذﻩ
اﻟﺻﻌوﺑﺎت."3
1
C Cuettier ، Doit des cont ،Adm ،2008 ، o. cit، p 420.
2
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻗرار ) ، (567ﺑﺗﺎرﯾﺦ . 1997/12/30
3
ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺳورﯾﺔ رﻗم) ، (172ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ، 1997،
ص .273
4
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .715
5ﻣطﯾﻊ ﻋﻠﻲ ﺣﻣود ﺟﺑﯾر ،اﻟﻌﻘد اﻹداري ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻊ و اﻟﻘﺿﺎء "دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ" ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان ،اﻟﯾﻣن ، 2006-2005 ،ص .598
26
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إذا ﺗﺣﻘﻘــت ﺷــروط ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ،وﻟــو ﻛــﺎن ﻣﺟــﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻬــﺎ اﻟﻌﻠﻣــﻲ ﻣﺣﺻــور ﻋﻠــﻰ ﻋﻘــود اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣــﺔ،
وﻟﻼرﺗﺑﺎط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ وﻋﻘود اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ.1
أﯾﻣن ﻣﺣﻣد ﺟﻣﻌﺔ ،أﺛﺎر ﻋﻘد اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟزﻗﺎزﯾق ،ﺳورﯾﺎ، 1
27
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﻋﻠﻠ ــت ﺣﻛﻣﻬــﺎ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺧط ــﺄ ﻣ ــن طــرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد اﻟ ــذي ﻛ ــﺎن ﻋﻠﯾــﻪ ﺗﺣــري ﺑﻧﻔﺳ ــﻪ ﻟﻬ ــذﻩ
اﻟﺻﻌوﺑﺎت و ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ وﻋﻣل ﻛل ﻣـﺎ ﯾﻠـزم ﻣـن اﺧﺗﺑـﺎرات ﻟﻠﺗﺄﻛـد ﻣـن ﺻـﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣوﺻـﻔﺎت
واﻟﺗﺻﺎﻣﯾم اﻟﻣﻌﺗﻣدة ،وﻋﻠﯾﻪ إﺧطﺎر اﻹدارة ﺑذﻟك ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب.1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :أن ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت إﻟﻰ ﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣرﻫﻘﺎ.
ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠــﻰ وﺟـود ﺗﻠــك اﻟﺻــﻌوﺑﺎت زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑــﺎء اﻟﻣﻠﻘـﺎة ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ اﻹدارة،
أو ﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣرﻫﻘﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻟﻪ ،وﺑﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻻ ﺗطﺑـق ﺗﻠﻘﺎﺋﯾـﺎ ﺑـل ﯾﺗﻌـﯾن ﻟﺗطﺑﯾﻘﻬـﺎ زﯾـﺎدة اﻷﻋﺑـﺎء اﻟﻣﻠﻘـﺎة
ﻋﻠــﻰ ﻋــﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد إﻻ إذا ﺗﻣﻛــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــن ﻣواﺟﻬــﺔ ﺗﻠــك اﻟﺻــﻌوﺑﺎت دون ﺗﺣﻣــل ﺛﻣــن ﺗﻛﻠﻔــﺔ
إﺿــﺎﻓﯾﺔ ،وﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب أﺧ ــر ﻓ ــﺈن ﺑﻠﻐ ــت اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌﺗــرض ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد ﺟــزءا ﻣ ــن اﻟﺟﺳ ــﺎﻣﺔ
ﯾﺳﺗﺣﯾل اﻟﻌﻘـد ﻓـﻼ ﻣﺟـﺎل ﻟﺗطﺑﯾـق اﻟﻧظرﯾـﺔ اﻷﺧﯾـرة ﺑـل ﯾﺷـﺗرط ﺗطﺑﯾـق ﻧظرﯾـﺔ اﻟﻘـوة اﻟﻘـﺎﻫرة أو ﻧظرﯾـﺔ اﻟظـروف
اﻟطﺎرﺋﺔ إذ ﯾﺻل اﻟﺿرر إﻟﻰ ﺣد ﻗﻠـب اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻘـد 2أرﺳـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘـب ﻻ ﺗﺳـﺗﺣق اﻟﺗﻌـوﯾض ،إذ ﯾﻛﻔـﻲ
ﻟﺗطﺑﯾــق ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت أن ﺗﻛــون ﻫــذﻩ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت ﯾواﺟﻬﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﺗﺟﻌــل ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد ﻣرﻫﻘــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾــؤﺛر
ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد.
راﺑﻌﺎ :ﯾﺟب أﻻ ﺗﻛون اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣن ﻋﻣل اﻹدارة أو اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ
ﯾﻌﻧــﻲ أن اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﯾﺟــب أن ﺗﻛــون أﺟﻧﺑﯾــﺔ أي ﺧﺎرﺟــﺔ ﻋــن إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ،وﻻ ﯾـ ـد ﻷي
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ إﺣداﺛﻬﺎ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن إﻫﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أو ﺗﻘﺻﯾرﻩ ،ﻓﻌﻧدﺋـذ ﻋﻠﯾـﻪ ﺗﺣﻣـل ﻋـبء ﺧطـﺄﻩ ﻣﺛﻠﻣـﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﺷـرﻋﯾﺔ ﻋﻠـﻰ أن "اﻟﻣﻘﺻـر أوﻟـﻰ ﺑﺎﻟﺧﺳـﺎرة "ﻓﻔـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻫـو ﻣـن
ﻗﺻر ،و ﻓرط ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑواﺟﺑﻪ ﺗﺟﺎﻩ ﻧﻔﺳﻪ .3
1
ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1969/12/15ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ رﻗم ) (701ﻟﺳﻧﺔ ) ، (1969ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ
أﻗرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﺳﻧوات.
2
أﻧور رﺳﻼن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .50
3
ﯾوﺳف ﺳﻬد اﷲ اﻟﺧوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .489
4
ﻫﯾﺛم ﺣﻠﯾم ﻏﺎزي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .173
28
اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺑﺎﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻪ ﻣن ﺻـﻌوﺑﺎت ،ﺑـل ﯾﺟـوز ﻟـﻺدارة أن ﺗوﻗـﻊ
ﻋﻠﯾﻪ ﺟزاءات وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻣرار اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ رﻏـم وﺟـود اﻟﺻـﻌوﺑﺎت ﻓﺈﻧـﻪ ﻣﻌﻔـﻰ ﻣـن اﻟﺗ ازﻣـﺎت
اﻟﺗﺄﺧﯾر إذا ﺗﻌدى اﻟﻣﻘﺎول اﻟﺣدود اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻺﻧﻬﺎء ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻋﻣﺎل ﻣوﺿوع اﻟﻌﻘد.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻣل :
وﻫ ــو اﻷﺛ ــر اﻟﺟ ــوﻫري ﻟﺗطﺑﯾ ــق ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾ ــﺔ اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺗوﻗﻌ ــﺔ ﺑﺣﯾ ــث ﯾﻛ ــون ﻣ ــن ﺣ ــق
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟذي اﺳﺗﻣر ﻓـﻲ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ رﻏـم ﻣـﺎ واﺟﻬﺗـﻪ ﻣـن ﺻـﻌوﺑﺎت ﻣﺎدﯾـﺔ اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﺗﻌـوﯾض ﻛﺎﻣـل
ﻋﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻣن ﺿـرر ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻣـﺎ أﺣدﺛﺗـﻪ ﻫـذﻩ اﻟﺻـﻌوﺑﺎت ﻣـن زﯾـﺎدة ﻓـﻲ ﺗﻛـﺎﻟﯾف اﻷﺳـﻌﺎر ﺑـدﻓﻊ إﺿـﺎﻓﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺗﻠــك اﻷﺳــﻌﺎر اﻟﻣﺗﻔــق ﻋﻠﯾﻬــﺎ ،ﻓﯾﺟــب رد ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻹﺿــﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻣﻠﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻟﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت
اﻟﺗﻲ اﻋﺗرﺿت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد.1
1
ﻓﺗوح ﻣﺣﻣد ﻫﻧداوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .496
29
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜ ــﺎﱐ
اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ
واﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﻹﻋﺎدة
اﻟﺘﻮازن اﳌﺎﱄ ﰲ
اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أدى ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﺻر وﺗﻧوع اﻟﻣﻌـﺎﻣﻼت ﺑـﯾن ﻣﺧﺗﻠـف أﺷـﺧﺎص اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص إﻟـﻰ ﻧﺷـوب
ﻣﻧﺎزﻋﺎت ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺳﻬل ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ ﻟﻠﺧﺻـوﻣﺔ ﻗﺿـﺎﺋﯾﺎ ،وﻣﻧﻬـﺎ
ﻣــﺎﻫو ﻣﻛﻠ ـف ﻟﻸﻓـراد و اﻹدارة ،ﺑــل وﯾﺗطﻠــب ﻣــرور وﻗــت وﺟﻬــد طوﯾــل ﻻﺳــﺗﻛﻣﺎل اﻹﺟـراءات اﻟﻼزﻣــﺔ ،وﻟﻌﻠــﻪ
ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻌﯾن اﻟﺧﺑراء وﻓﺣص اﻷدﻟﺔ ٕواﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
إذا ﻛــﺎن اﻟﻠﺟــوء ﻟﻠﻘﺿــﺎء اﻹداري أو اﻟﻌــﺎدي ﻫــو اﻟﺳــﺑﯾل اﻟﻣﻧطﻘــﻲ ﻟﻔــض اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ ،ﻋﻠــﻰ
اﻟرﻏم ﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﻪ ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺗﻌﻘﯾد ،ﺣﯾث ﻧﺎﻟـت ﻫـذي اﻟﺗﻌﻘﯾـدات ﻣـن ﻣﺻـداﻗﯾﺔ ﻣرﻓـق اﻟﻌداﻟـﺔ
اﻟذي ﺳﺎد اﻟﺷﻌور ﻟدى ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﺣـق اﻟﺗﻘﺎﺿـﻲ ﻣﺑـدأ
2 1
دﺳﺗوري ،إﻻ أن ﻫﻧﺎك طرق أﺧرى اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻣوﺟب ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ 09/08
ﻛطرق ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻧزﻋﺎت ﺑﺷﻛل أﻧﺟﻊ وأﺳرع ﯾﺿﻣن ﻋدم ﺗﻌطل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟوﺻول اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺣق.
وﯾﻣﻛن إﺑراز أول ﻣﻼﺣظﺔ ﻣن اﻟﻌﻧوان اﻟذي اﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري "اﻟطـرق اﻟﺑدﯾﻠـﺔ ﻟﺣـل اﻟﻧـزاع"،
ﻓـﯾﻔﻬم ﻣـن ﺧــﻼل ذﻟـك أن اﻟﻣﺷــرع أﻗـر ﺑوﺟــود طرﯾـق أﺻـﻠﻲ وﻫــو اﻟﻘﺿـﺎء واﻟطرﯾــق اﻟﺑـدﯾل ﯾﺗﻣﺛــل ﻓـﻲ اﻟﺻــﻠﺢ
واﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﺗﺟــدر اﻟﻣﻼﺣظــﺔ أن ﻛــل ﻣــن اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ ﯾﺟرﯾــﺎن ﺗﺣــت رﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻘﺎﺿــﻲ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﯾﺗم ﺧﺎرج ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء.
وﻧظ ـ ار ﻟﻛﺛ ـرة اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌداﻟــﺔ أﺻــﺑﺢ ﻫــذا اﻟﺟﻬــﺎز ﯾﻌــﺎﻧﻲ ﻣــن ﻛﺛرﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى
ﺟﻣﯾ ــﻊ أﻗﺳ ــﺎﻣﻪ ،ﻓ ــﺎﻟﻠﺟوء إﻟ ــﻰ اﻟط ــرق اﻟﺑدﯾﻠ ــﺔ ﻟﺣ ــل اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ ﯾﻌﺗﺑ ــر طرﯾﻘ ــﺎ ودﯾ ــﺎ ﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟﻧـ ـزاع
وﯾرﺗﻛـز ﺑﺎﻷﺳـﺎس ﻋﻠـﻰ اﻟرﻏﺑــﺔ وﻣواﻓﻘـﺔ اﻷطـراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋــﺔ ،ﺑﻬـدف اﻟﺣـل اﻟـودي ﻟﻠﻧـزاع وﺗﺟﻧـب اﻟﺧـوض ﻓــﻲ
ﻣﻌﺗــرك اﻟﻘﺿــﺎء وﻣــﺎ ﺗﺣﻣﻠــﻪ ﻓــﻲ طﯾﺎﺗﻬــﺎ ﻣــن ﺗﻌﻘﯾــد اﻹﺟـراءات وﻛــذا ﺗﺿــﯾﻊ اﻟوﻗــت ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﻣﺻــﺎرﯾف
اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺳ ــوف ﺗﺛﻘ ــل ﻛﺎﻫ ــل اﻷط ـ ـراف ،واﻟﻣﻐ ــزى ﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــل ﺑ ــﺎﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠـ ــﺔ ﺑﺎﻟدرﺟ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﻫـ ــو
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑـﯾن اﻷطـراف ،وﺣـل اﻟﻧـزاع ﻋـن طرﯾـق ﺣﻛـم ﻗﺿـﺎﺋﻲ ﺣﺗﻣـﺎ ﻛـﺎن ﺳـﯾوﻟد
ﻛراﻫﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬم ﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﺣوﻫﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ.
1
ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ،اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ ﺣﻠو اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06و 07ﻣﺎي ،2014
ﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ﻟﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ص .4
2
ﻗﺎﻧون رﻗم ،09/08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2008/02/25ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ،21ﻟﺳﻧﺔ
.2008
31
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻟﻘد اﺳﺗﺣدث اﻟﻣﺷرع اﻟﺟ ازﺋـري ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ،09/08طـرق ودﯾـﺔ ﻟﺗﺳـوﯾﺔ
اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛــﯾم ،ﺣﯾــث ﯾﻣﻛــن ﺗﻌرﯾﻔﻬــﺎ ﺑﺄﻧﻬــﺎ " ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ
ﯾﻠﺟــﺄ إﻟﯾﻬــﺎ أطـراف اﻟﻧـزاع ﻋﻧــد ﻧﺷــوء ﺧــﻼف ﺑﯾــﻧﻬم ﺑﻐﯾــﺔ اﻟﺗوﺻــل ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ذﻟــك اﻟﻧـزاع دون رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى إﻟــﻰ
اﻟﻣﺣﺎﻛم " وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻫو " ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻏﯾر ﻣﺣددة ﻣن اﻹﺟـراءات ﻟﺗﺳـوﯾﺔ اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﺗـﺗم ﻓـﻲ أﻏﻠـب اﻷﺣﯾـﺎن
ﺑوﺳﺎطﺔ ﺗدﺧل ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﯾﻬدف إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺣل ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟﻬذا اﻟﻧزاع "1
وﺑﺗﻌرﯾ ــف أﺧــر"ﻫ ــﻲ اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻠﺟ ــﺄ إﻟﯾﻬــﺎ اﻷط ـراف ﺑﯾــﻧﻬم اﺗﻔﺎﻗــﺎ أو ﺟﺑ ـ ار ﻋوﺿ ــﺎ ﻋ ــن اﻟﻘﺿ ــﺎء
اﻟﻌﺎدي ﻋﻧد ﻧﺷوء ﻧزاع ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗوﺻل ﻟﺗﺳوﯾﺔ ذﻟك اﻟﻧزاع أﻛﺛر ﺳرﻋﺔ و أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ."2
وﺗﻛﺗﺳــﻲ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أﻫﻣﯾــﺔ ﻛﺑــرى ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟ ـراﻫن ﺳ ـواء ﻋﻠــﻰ
اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد ﺣـل ﺳـرﯾﻊ وﺟـذري ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋـﺔ
اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻧـزاع ﻣـن أﺟـل ﺿـﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾـذﻫﺎ ﻋﻠـﻰ أﺣﺳـن وﺟـﻪ ،وﻛـذا ﺗﺣﻘﯾـق اﻟﻔﺎﺋـدة واﻟﻬـدف اﻟﻣﻧﺷـود
ﻣن إﺑراﻣﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌـﺎم وﺣﻣﺎﯾﺗـﻪ ،أﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻌﯾد اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ﻓﺗﻛﺗﺳـﻲ أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑـرى
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﻠب ﻋدﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻫـذا ارﺟـﻊ إﻟـﻰ وﺿـﻊ ﻗـﺎﻧون ﻓﻌـﺎل
ﻟﻔــض اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺷــﺊ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻹﺑ ـرام وﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑــﺈﺟراءات ﺑﺳــﯾطﺔ وﻣﺿــﺑوطﺔ ﺑﺣﯾــث ﯾــؤدي
ذﻟـك إﻟـﻰ ﺑــث اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ ﻓــﻲ ﻧﻔـوس اﻟﻣﺳــﺗﺛﻣرﯾن ﻣـن أﺟـل اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣﻘــوﻗﻬم وأﻣـواﻟﻬم ﺧﺎﺻــﺔ ﻓـﻲ ﺣﺎﻟــﺔ
ﻧﺷوب ﻧزاع.
ﻟــذا ﺳــﻧﺗطرق ﻓــﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧــﺎ ﻫــذا إﻟــﻰ ﺛــﻼث ﻣطﺎﻟــب ﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣطﻠــب اﻷول :اﻟﺣــل اﻟــودي ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت
اﻟﻧﺎﺟﻣ ــﺔ ﻋ ــن ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ،واﻟﻣطﻠ ــب اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ :آﻟﯾ ــﺎت اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ وﻓ ــق ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات
اﻟﻣدﻧﯾـ ــﺔ واﻹدارﯾ ـ ــﺔ ،09/08واﻟﻣطﻠـ ــب اﻟﺛﺎﻟ ـ ــث :آﻟﯾـ ــﺎت اﻟﺗﺳـ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ـ ــﺔ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﺗﻧظـ ــﯾم اﻟﺻ ـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ
وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.247/15
1
أزاد ﺷﻛور ﺻﺎﻟﺢ ،اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ،ﻣﺟﻠﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،اﻟﻌراق ،اﻟﻌدد اﻷول،2013 ،ص .50
2
ﺳﺎﻣﻲ اﻟطواﺧﻲ ،اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت وأﺑﻌﺎد أزﻣﺔ اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻣؤﺗﻣر اﻟﻛوﯾت ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ، 2012 ،ص. 2
32
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻏﯾــر اﻧــﻪ ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة دون اﻟﻣﺳــﺎس ﺑﺗطﺑﯾــق ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم أن ﺗﺑﺣــث ﻋــن ﺣــل
ودي ﻟﻠﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗطـ ـ أر ﻋﻧ ــد ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﺻ ــﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻛﻠﻣ ــﺎ ﺳ ــﻣﺢ ﻫ ــذا اﻟﺣ ــل ،وﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﻪ ﻋ ــدم اﺗﻔ ــﺎق
اﻟطـرﻓﯾن ،ﯾﻌــرض اﻟﻧـزاع أﻣــﺎم ﻟﺟﻧــﻪ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ اﻟﻣﻧﺷــﺎة ﺑﻣوﺟــب أﺣﻛــﺎم اﻟﻣــﺎدة 154
ﻣـن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ،247-15ﻟﻠﻧظــر ﻓﯾــﻪ ﺣﺳــب اﻟﺷـروط اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة 155ﻣــن ﻧﻔــس
اﻟﻣرﺳوم.
" ﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة أن ﺗـدرج ﻓـﻲ دﻓﺗـر اﻟﺷـروط ،اﻟﻠﺟـوء ﻹﺟـراء ﺗﺳـوﯾﻪ اﻟودﯾــﺔ .1
ﻟﻠﻧزاﻋﺎت ﻫذا ﻗﺑل ﻛل ﻣﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ……"..
ﻣ ــن ﺧــﻼل ﺗﺣﻠﯾ ــل ﻧ ــص ﻫ ــذﻩ اﻟﻣ ــﺎدة ﯾﻼﺣــظ أن اﻟﻣﺷ ــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﻣرﺗﺑط ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذ
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎن ﺣرﯾﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وذﻟـك ﻟﯾﺗﺟﻧـب طرﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻧـزاع اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ و ﻣـﺎ ﻗـد
ﯾرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻋرﻗﻠﻪ وﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻧﺟﺎز و ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻵﺟـﺎل اﻟﻣﺣـددة ﻟﻬـﺎ ،1ﺧﺎﺻـﺔ إذا ﻣـﺎ
ﻧظرﻧ ــﺎ ﻟﺗﻌﻘﯾ ــد وط ــول اﻹﺟـ ـراءات اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻣرﺣﻠـ ـﺔ إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻣ ــن ﺟﺎﻧ ــب وارﺗﺑﺎطﻬ ــﺎ ﺑﺣﺎﺟ ــﺎت
اﻟﻣواطﻧﯾن ﻣن ﺟﺎﻧب أﺧر.
ﻟـذا أﻟــزم اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺈﯾﺟــﺎد أوﻻ ﺣــل ودي ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﺛــور
ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،وﺷــدد ﻋﻠــﻰ اﺗﻔــﺎق اﻟطــرﻓﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــل اﻟﻣﻧﺎﺳــب ﺑﺷــرط ﻋــدم اﻟﻣﺳــﺎس
ﺑﺗطﺑﯾــق اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﻌﻣ ــول ﺑﻬــﺎ ،إذا ﺗ ــم اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﺣــل اﻟﻧ ـزاع ودﯾ ــﺎ ﯾﺗ ــوﻟﻰ اﻟ ــوزﯾر
اﻟﻣﻌﻧﻲ أو ﻣﺳؤول اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أو اﻟواﻟﻲ أو رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠـس اﻟﺷـﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠـدي ﺑﺈﺻـدار ﻣﻘـرر ﯾﺛﺑـت
ﻓﯾﻪ ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق وﯾﺑﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺟدﯾدة ،2وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣل اﻟودي ﻓﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻣﺟﻬـود ذاﺗـﻲ ﯾﺣﺳـب
ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻣﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ دون ﺗدﺧل ﻷي ﺟﻬﺔ أﺧـرى ،وﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﻪ ﻋـدم اﺗﻔـﺎق اﻟطـرﻓﯾن
ﺗﺗدﺧل ﺑﻌد ذﻟك ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣن أﺟل ﺣل ﻫذا اﻟﻧزاع.3
1
ﺣﻠﯾﻣﻲ ﻣﻧﺎل ،ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻔظ اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ اﻟدﻛﺗورة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ،
، 2016-2015ص . 99
2
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .314
3
ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .384
33
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ ،ﻓﻣـﻧﺢ اﻟﻣﺷـرع اﻟﺟ ازﺋـري ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻣـن إﺑـرام ﻣﻼﺣـق ﻟﻠﺻـﻔﻘﺔ ،1اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾــﺗم
اﻟﻠﺟــوء ﻹﺑراﻣﻬــﺎ ﺑﻬــدف إﻋــﺎدة اﻟﺗ ـوازن ﻟﻸﻋﺑــﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛــل طــرف ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ
وﺟود ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﻪ وﺧﺎرﺟﻪ ﻋن إرادة اﻷطراف وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﺗﺑـر اﻟﻣﻠﺣـق أﻟﯾـﻪ
ﻣن آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاع.
.3اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ أﺳرع اﻧﺟﺎز ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ :ﺣﯾث اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أوﻟـﻰ أﻫﻣﯾـﻪ ﻛﺑـرى ﻟﻌﺎﻣـل اﻟـزﻣن
ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﺑﺣﯾــث ﯾﻣﻛـن اﻋﺗﻣـﺎدﻩ ﻓــﻲ دﻓﺗـر اﻟﺷـروط ﻛﺄﺣــد اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر اﻟﺗـﻲ ﯾﺳــﺗﻧد إﻟﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﺧﺗﯾــﺎر
أﻓﺿل اﻟﻌروض ،2وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬـﺎ ﻋﻧﺻـر اﻟـزﻣن ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ،
وﻛــذا ارﺗﺑــﺎط اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗﺣــرص اﻹدارة ﻋﻠــﻰ ﺗﻠﺑﯾﺗﻬــﺎ ﺑﺄﺳــرع ﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ،ﻗــد ﺗﺗﺳــﺑب ﻓــﻲ
ﺗﻌطﯾـ ــل اﻧﺟـ ــﺎز اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت ،ﻣﻣـ ــﺎ ﯾـ ــؤﺛر ﺳـ ــﻠﺑﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺑـ ــدأ اﺳـ ــﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳـ ــﯾر اﻟﻣرﻓـ ــق اﻟﻌـ ــﺎم ﻣﻣـ ــﺎ ﯾﻌطـ ــل ﺗﻧﻔﯾـ ــذ
اﻟﻣﺧططــﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾــﺔ ،3وﺟﻌــل اﻟﻣﺷــرع اﻟﺑﺣــث ﻋــن ﺣــل ودي ﺑــﯾن اﻟطــرﻓﯾن وﺳــﯾﻠﻪ ﻟﺿــﻣﺎن أﺳــرع ﻣــن أﺟــل
اﻧﺟﺎز ﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﻘﺿﺎء وﺗﺑﻌﺎﺗﻪ.
.4اﻟﺣﺻـول ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾـﻪ ﻓــﻲ أﻗــل ﻣــدة وﺑﺗﻛﻠﻔـﺔ أﻗــل :ﯾﺳــﺗﻬدف اﻟﻣﺷــرع ﻣـن ﺧــﻼل اﻋﺗﻣــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ
اﻟﺣل اﻟودي وﻫو اﻟﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﻧﺗﯾﺟﺗـﯾن ﻣﻬﻣﺗـﯾن أوﻟﻬﻣـﺎ ﺳـرﻋﺔ ﺣـل اﻟﻧـزاع وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﺳـرﻋﺔ اﻧﺟـﺎز ﻣوﺿـوع
اﻟﺻــﻔﻘﺔ ،وﺛﺎﻧﯾﻬﻣــﺎ اﻻﻗﺗﺻــﺎد ﻓــﻲ اﻟﻣﺻــﺎرﯾف ﻣــن ﺧــﻼل ﺣــل اﻟﻧـزاع ﺑﺄﻗــل ﺗﻛﻠﻔــﻪ ﻣﻣﻛﻧ ـﺔ ﻓﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ
ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،وﻟﯾس ﻣن ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد وﻻ ﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ زﯾـﺎدة ﻓـﻲ
اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻫم ﺑﺻدد ﺻرﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺗطور اﻟﻧزاع إﻟﻰ أروﻗﺔ اﻟﻘﺿﺎء.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وﻓق ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ 09/08
ﺗﺿــﻣﻧت اﻟﺗﺷ ـرﯾﻌﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾــﺔ وﻓــﻲ ﻣﻘــدﻣﺗﻬﺎ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ 09/08ﻣﺟﻣوﻋــﺔ
ﻣ ــن اﻟﻘواﻋ ــد و اﻵﻟﯾ ــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺣ ــددﻫﺎ اﻟﻣﺷــرع ﻟﺣ ــل اﻟﻧزﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻣﻛ ــن وﻗوﻋﻬــﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳ ــﺑﺔ ﻣﻣﺎرﺳ ــﺔ أط ـراف
اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻟﻧﺷــﺎطﻬم ﺑطــرق ودﯾــﺔ ﻗﺑــل اﻟﺗوﺟــﻪ إﻟــﻰ اﻟﺧﺻــوﻣﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ،اﻟــذي ﻗــد ﯾﺄﺧــذ ﻣــدة أطــول ﻧﺎﻫﯾــك ﻋــن
ﺻــﻌوﺑﺔ وﺗﻌﻘﯾــد إﺟراءاﺗــﻪ ﺑﺣﯾــث ﺗﺿــﻣن ﻟﻧــﺎ ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾــرة ﺑﻌــض اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن ﻟﻬــﺎ ﻓــض اﻟﻧـزاع ﺑطــرق
ﺳﻠﺳﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ واﻟوﺳﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾم وذﻟك ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﺑﻘﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
1
ﺑﺣري إﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺑن ﯾوﺳف،
،2009-2008ص .112
2
اﻟﻣﺎدة 78ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ،ص 19
3
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص310
34
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص .152
2ﺧﺎﻟد ﺧوﺧﻲ ،اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟزاﺋر،2011-2010 ،
ص .38
3اﻟﻣﺎدة 459ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن اﻷﻣر 58/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1975اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻋدد .78
4أﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 990إﻟﻰ 993ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر .
35
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدرة ﻣـن اﻟﺧﺻـوم :ﺣﯾـث وﺟـب أن ﯾﻛـون اﻷطـراف ﻣﺗﻔﻘـﯾن ﺟﻣﯾﻌـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺻـﻠﺢ ،وﻓـﻲ
ﺣﺎﻟـﺔ أن أﺣــدﻫم ﻛـﺎن ﻏﯾــر ﻣواﻓــق ﻓﯾﺻـﺑﺢ اﻟﺻــﻠﺢ ﻣﺳــﺗﺣﯾﻼ ،أي وﺟـب ﺗواﻓــق اﻹرادات ﻓــﻲ ﻓـض ﻫــذا اﻟﻧـزاع
ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺗﺟﺎﻩ ﻣﻌﯾن ،1ﻓﺎﻟﺻﻠﺢ ﻧوﻋﯾن إﻣﺎ ﯾﻛون أﺛﻧﺎء اﻟﺧﺻوﻣﺔ أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ.
ﺻــﻠﺢ أﺛﻧــﺎء اﻟﺧﺻــوﻣﺔ وﺗطﺑــق ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﻣــﺎدة 973ﺣﯾــث ﯾــﺗم ﺗﺳــوﯾﻪ اﻟﻧ ـزاع وﻏﻠــق اﻟﻣﻠــف وﻻ ﯾﻣﻛــن
اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻷﻣر وﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻻﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋوى ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ.2
ﺻﻠﺢ ﺧﺎرج اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺣﯾـث ﯾﺗﻔـق اﻟﺧﺻـوم ﺣـول ﺗﺳـوﯾﻪ اﻟﻧـزاع ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﺑﯾـﻧﻬم وﯾﺗـدﺧل اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻓﻘـط
ﻣن أﺟل ﺗطﺑﯾق اﻻﺗﻔﺎق.3
اﻟﺻﻠﺢ ﺑﻣﺑﺎدرة اﻟﻘﺎﺿﻲ :أﺟﺎزت اﻟﻣﺎدة 972ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ 4ﻟـرﺋﯾس اﻟﺣﻛـم
اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺻﻠﺢ ﻛﺈﺟراء ﻣﻧﻬﻲ ﻟﻠﺧﺻوﻣﺔ ،ﻓﯾﻘوم ﺑﻌرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻷطراف ﺣﺗـﻰ ﯾﺑـﯾن ﻟﻬـم ﻣوﺿـوع
اﻟﻧزاع ﻟـﯾس ﺑﺗﻠـك اﻟدرﺟـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻻ ﯾﻣﻛـن إﺻـﻼﺣﻬﺎ ،وﺑﻣﺑـﺎدرة رﺋـﯾس ﺗﺷـﻛﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛـم ﺑﻌـد ﻣواﻓﻘـﺔ اﻷطـراف وﻓـﻲ
ذﻟـك ﻟﺗﻔﻌﯾـل دور اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣﻘــرر ،ﺧﻼﻓـﺎ ﻟـدور اﻟﻣﺳﺗﺷـﺎر اﻟﻣﻘــرر اﻟـذي ﻛـﺎن ﯾﺗﺳـم ﺑﺎﻟطــﺎﺑﻊ اﻟﺳـﻠﺑﻲ ،ﻛﻣـﺎ ﻫــو
ﻣوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 03-169ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑق ،5وﯾﺗرﺗب ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-ﯾﺣرر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن طـرﻓﯾن اﻟﻧـزاع ﻣﺣﺿـ ار ﯾوﻗﻌـﻪ اﻷطـراف وﯾوﻗﻌـﻪ اﻟﻘﺎﺿـﻲ وأﻣـﯾن
اﻟﺿﺑط وﯾودﻋﻪ ﻓﻲ أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺿﺑط.6
إﻧﻬﺎء اﻟﻧزاع وﻏﻠق ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺎرﺗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد. -
ﻣﺗــﻰ اﺳ ـﺗوﻓﻰ اﻟﺻــﻠﺢ ﺷــروط ﺻــﺣﺗﻪ وﺛــم إﺛﺑﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺣﺿــر ،ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻌــد ﺳــﻧدا ﺗﻧﻔﯾــذﯾﺎ وﯾﺣــوز اﻟﻘــوة -
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﺻﻠﺢ.7
1
ﺻدﯾق ﺳﻬﺎم ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑوﺑﻛر
ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ، 2013-2012،ص .149
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 973ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 09/08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘﺎﻧون ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
3
رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .218
4
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 972ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ رﻗم ،09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
5
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 03-169ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 23-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 18أوت 1990اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﻰ.
6
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 973ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ.09/08
7
ﺣﻠﯾﻣﺔ ﺣﺑﺎر ،دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻠﺢ و اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻷطراف ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدد ﺧﺎص ﺑﺎﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،
اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ، 2008 ،ص .619
36
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻟﻠﺧﺻــوم واﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ إﺟـراء اﻟﺻــﻠﺢ ﻋﻛــس اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻘــدﯾم اﻟــذي ﻛــﺎن ﯾﻘﯾــد اﻟﻣﺳﺗﺷــﺎر ﺑﻣــدة ﻣﺣــدد وﻫــﻲ 3
أﺷﻬر ﻛﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﻣﺎدة 03-169ﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر.
اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ :ﻣدى ﺟواز اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 4ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺻـﻠﺢ ﯾﺟـوز ﺑﺻـﻔﺔ ﻣﺑدﺋﯾـﺔ ﻓـﻲ
ﻛــل ﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣــﺎ ﻟــم ﯾوﺟــد ﻧــص ﺧــﺎص ﯾﺣﻛــم ﻋﻛــس ذﻟــك ﻛﻣــﺎ أن ﻫﻧــﺎك ﻧ ازﻋــﺎت ﻻ ﺗﻘﺑــل
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ وﻻ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
أوﻻ -ﻧزاﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻻ ﯾﺟــوز ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺻــﻠﺢ :ﯾﺳــﺗﺑﻌد اﻟﺻــﻠﺢ ﻓــﻲ ﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ اﻹﺑ ـرام ،وﻓــﻲ ﺣــﺎل اﻟﻣﺧﺎﻟﻔــﺔ ﺗﺣــل ﺑواﺳــطﺔ وﺳــﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾــﻪ أﺧــرى ،وﻫــﻲ اﻟطﻌــون اﻟﺗــﻲ
ﺗوﺿ ــﻊ أﻣ ــﺎم ﻟﺟ ــﺎن اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ واﻟﻣﻧﺻ ــوص ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ 247 /15
ﯾﺗﺿ ــﻣن ﺗﻧظ ــﯾم اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ و ﺗﻔوﯾﺿ ــﺎت اﻟﻣرﻓ ــق اﻟﻌ ــﺎم ،وﻫ ــﻲ اﻟﻠﺟ ــﺎن اﻟوﻻﺋﯾ ــﺔ واﻟﺑﻠدﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻣـ ـواد
)(175، 173ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻣﺎدة 172وذﻟك ﻓـﻲ ﺣـدود اﺧﺗﺻـﺎص ﻛـل اﻟﻠﺟﻧـﺔ،
ﺣﯾث ﻗرار ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن ﻻ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ إﻻ أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ.
ﺛﺎﻧﯾــﺎ -ﻧزاﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺟــوز ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺻــﻠﺢ :ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗط ـ أر ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻓﺈن اﻟﺻﻠﺢ ﻓﯾﻬﺎ ﺟﺎﺋز وﻫﻧﺎ ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن:
:1وﻫﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 800ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ
واﻹدارﯾــﺔ 09/08طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ،وﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟدوﻟــﺔ أو اﻟوﻻﯾــﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾــﺔ أو إﺣــدى اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ذات
اﻟطــﺎﺑﻊ اﻹداري طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ ،1ﺣﯾ ــث أن ﻫ ــذﻩ اﻟﻧ ازﻋــﺎت وﻫ ــﻲ ﻧ ازﻋــﺎت إدارﯾ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن أن ﺗﻛ ــون ﻣﺣــل ﻟﻠﺻ ــﻠﺢ
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،واﻟذي ﯾﻛون دﻋوى ﻣﺣل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل )اﻟﺗﻌوﯾض(.2
:2وﻫـﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻣـذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻔﻘـرة اﻷﺧﯾـرة ﻣـن اﻟﻣـﺎدة 6ﻣـن اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ
247 -15طرﻓــﺎ ﻓﯾﻬــﺎ وﻫــﻲ "اﻟدوﻟــﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ واﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ذات طــﺎﺑﻊ اﻹداري وﻛــذا
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟذي ﯾﺣﻛـم اﻟﻧﺷـﺎط اﻟﺗﺟـﺎري ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻛﻠـف ﺑﺎﻧﺟـﺎز ﻋﻣﻠﯾـﺔ ﻣﻣوﻟـﺔ ﻛﻠﯾـﺎ
أو ﺟزﺋﯾﺎ ،ﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ." 3
إذا ﻛﯾﻔــت ﻋﻠ ــﻰ أﻧﻬــﺎ ﻧ ازﻋــﺎت إدارﯾ ــﺔ ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗﺧ ــدع ﻟﻠﺻ ــﻠﺢ اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﻘﺿ ــﺎء
اﻟﻛﺎﻣل طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻧص اﻟﻣﺎدة 970ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ .409/08
أﻣﺎ إذا ﻛﯾﻔت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧزاﻋﺎت ﻋﺎدﯾﻪ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺻﻠﺢ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.5
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 800ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻻدارﯾﺔ. 09/08
2
ﻋﻧﺎي رﻣﺿﺎن ،ﻗرأت أوﻟﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ، 2009،ص.45
3
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
4
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 970ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻻدارﯾﺔ ،09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
5
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 990ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
37
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻓــﻲ اﻷﺧﯾــر ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول إن اﻟﺻــﻠﺢ ﯾﻌﺗﺑــر ﻣــن أﻫــم اﻵﻟﯾــﺎت اﻟودﯾــﺔ ﻟﺗﺳــوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ،
ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم أن ﻟــﯾس ﻟــﻪ ﺗطﺑﯾــق واﺳــﻊ ﻓــﻲ ارض اﻟواﻗــﻊ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ،
ﻏﯾر أن اﻏﻠب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗطﺑق ﻫذا اﻹﺟـراء ﺑطرﯾﻘـﻪ ﻏﯾـر ﻣﺑﺎﺷـرﻩ وذﻟـك ﺑﺎﻻﺳـﺗدﻋﺎءات اﻟﻣﺗﻛـررة ﻟﻠﻣﺗﻌـﺎﻣﻠﯾن
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن اﻟﻌﻣــل أو ﻋﻠــﻰ أرض اﻟﻣﺷــروع وﺗﺳــوﯾﺔ اﻹﺷــﻛﺎﻻت اﻟﻌﺎﻟﻘــﺔ واﻟﺧﻼﻓــﺎت ﺑــﯾن اﻟطــرﻓﯾن
وذﻟك ﻗﺑل أي إﻋذار رﺳﻣﻲ أو إﺟراء ردﻋﻲ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﻪ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
إن اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛطرﯾق ﺑـدﯾل ﻟﺣـل اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﻣـن ﺧـﻼل إﺟـراءات ﺳـرﯾﺔ وﺳـرﯾﻌﺔ ﺗﻘـوم ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ
اﻷوﻟـﻰ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘرﯾــب وﺟﻬــﺎت اﻟﻧظــر ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻــﻣﯾن ﺗـﺗم ﻋﺑــر ﺗــدﺧل طــرف ﺛﺎﻟــث ﯾﺳــﻣﻰ اﻟوﺳــﯾط اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ
ﯾﻛﻠف ﺑﺈدارة اﻟﻣﻔوﺿﺎت ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺣل وﺳط ﯾﻘﺑل ﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف ،وﻧظـ ار ﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻫـذا اﻹﺟـراء ﯾﻼﺣـظ
أن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻗــد اﺳــﺗﺣدﺛﻪ ﺿــﻣن ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ اﻟﺳــﺎري اﻟﻣﻔﻌــول ،ﻛﻣــﺎ أﻋﺗﺑــر
إﺟراﺋﻪ وﺟوﺑﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﻋرﺿﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ أول ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوم .1
اﻟﺑﻧد اﻷول :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ:
ﻟﻣﻌرﻓــﺔ اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ اﻷﺻــﺢ ﻟﻠوﺳــﺎطﺔ وﺟــب اﻟﺗﻧوﯾــﻪ إﻟــﻰ ﺗﻌرﯾﻔــﻪ وﺗﺑﯾــﺎن أﻧواﻋﻬــﺎ ﺛــم اﻹﺟ ـراءات
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ وﻛذا أﺛﺎرﻫﺎ.
أوﻻ :ﺗﻌرﯾف اﻟوﺳﺎطﺔ ﻟﻐﺔ :
ﯾﻘﺻــد ﺑﺎﻟوﺳــﺎطﺔ ﻓــﻲ اﻟﻠﻐــﺔ أﻧﻬــﺎ ﻣــﺄﺧوذة ﻣــن وﺳــط ،أو ﯾﺗوﺳــط ﻓﻬــو واﺳــط ،ﺑﻣﻌﻧــﻲ ﺗوﺳــﯾط اﻟﺷــﻲء،
ﻓﺎﻟوﺳﺎطﺔ ﻫﻲ ﻋﻣل اﻟوﺳﯾط و اﻟوﺳﯾط ﻫو ﻣن ﯾﺗوﺳط ﺑﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻟﻠوﺳﺎطﺔ :
ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ ﺑﻌـض اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ "وﺳـﯾﻠﺔ ﻟﺣـل اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت ﻣـن ﺧـﻼل ﺗـدﺧل ﺷـﺧص ﺛﺎﻟـث ﻧزﯾـﻪ
وﺣﯾـﺎدي وﻣﺳــﺗﻘل ﯾزﯾـل اﻟﺧــﻼف اﻟﻘــﺎﺋم ،وذﻟـك ﺑــﺎﻗﺗراح ﺣﻠــول ﻋﻣﻠﯾـﺔ وﻣﻧطﻘﯾــﺔ ﺗﻘــرب وﺟﻬـﺎت ﻧظــر اﻟﻣﺗﻧــﺎزﻋﯾن
ﺑﻬدف إﯾﺟﺎد ﺻﯾﻐﺔ ﺗواﻓﻘﯾﺔ ،ﺑدون أن ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻬم ﺣﻼ أو ﯾﺻدر ﻗ ار ار ﻣﻠزﻣﺎ".2
ﻟﻺﺷــﺎرة ﻓــﺈن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟزاﺋــري ﻟــم ﯾﻌــرف اﻟوﺳــﺎطﺔ واﻛﺗﻔــﻰ ﺑﺗوﺿــﯾﺢ اﻹطــﺎر اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬــﺎ ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ
إﻟﻰ أﻧـﻪ ﺧﺻـص ﻟﻬـﺎ 12ﻣـﺎدة ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﻣـﻊ ﻣـواد اﻟﺻـﻠﺢ واﻟﺗـﻲ ﻫﯾـﺎ ،4ﯾﺗﺑـﯾن ﻟﻧـﺎ أن اﻟﻣﺷـرع أﻋطـﻰ أﻫﻣﯾـﺔ
ﻛﺑ ــرى و ﻣﻌﺗﺑـ ـرة ﻟﻬ ــذﻩ اﻟطرﯾﻘ ــﺔ ﻟﻠﻔﺻ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻛ ــل اﻟﻣﯾ ــﺎدﯾن ،3ﺑﺎﺳ ــﺗﺛﻧﺎء ﻗﺿ ــﺎﯾﺎ ﺷ ــؤون اﻷﺳـ ـرة
واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ وﻛل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻣس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﻫذا ﻣﺎ أﻗرﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 994ﻣن ﻗﺎﻧون ﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
1
ﻣرﻣرﯾﺔ ﺣﻣﺔ ،ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 2019، 12
ص.23
2
ﻋروي ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﺻﻠﺢ و اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و
اﻹدارﯾﺔ ( ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ، 2012-2011، 1ص .78
3
ﻋﻣر اﻟزاﻫﻲ ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزﻋﺎت )اﻟﺻﻠﺢ و اﻟوﺳﺎطﺔ و اﻟﺗﺣﻛﯾم( ﯾوﻣﻲ 15و 16ﺟوان ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدد ﺧﺎص،
ص .588
38
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺑﻧد اﻟراﺑﻊ -أﺛﺎر اﻟوﺳﺎطﺔ :ﺑﺣﯾث ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﻓرﺻﺗﯾن ﻻ ﺛﺎﻟث ﻟﻬﻣﺎ إﻣﺎ ﻓﺷﻠﻬﺎ أو ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ
أ -ﻓﻲ ﺣﺎل ﻓﺷل اﻟوﺳﺎطﺔ :إن ﻗﺑول اﻟﺧﺻوم ﻟﻠوﺳﺎطﺔ وﺳﻣﺎﺣﻬم ﻟطرف ﺛﺎﻟث ﺑﺎﻟﺗـدﺧل ﺑﯾـﻧﻬم ﻟﺣـل اﻟﻧـزاع
ﻟــﯾس ﺑﺎﻟﺿــرورة أﻧﻬــم ﺑﺻــدد اﻟوﺻــول إﻟــﻰ اﺗﻔــﺎق ،ﻓﻘــد ﺗﻔﺷــل اﻟوﺳــﺎطﺔ وذﻟــك ﻻﺳــﺗﺣﺎﻟﺔ ﻣواﺻــﻠﺗﻬﺎ وﻓــﻲ ﻫــذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺗﻘدﯾم ﺣﺟﺞ و ﺑراﻫﯾن ﻛـل طـرف إﻟـﻰ ﻏﺎﯾـﺔ ﺻـدور ﻗـرار ﯾﻔﺻـل
ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ اﻟﻣطروﺣــﺔ أﻣــﺎم اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ،وﻹﺟ ـراءات اﻟﺗﺑﻠﯾــﻎ و اﻟﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ .09/08
1
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 02-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 06ﻓﯾﻔري ،1990ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل و ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ و ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق
اﻹﺿراب ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 6ﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 07ﻓﯾﻔري.1990
2
ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺑﻐدادي ، 2009 ،ص .526
39
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻧﺟــﺎح اﻟوﺳــﺎطﺔ :ﻓﺈﺗﻔـﺎق اﻟوﺳــﺎطﺔ وﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧــﺎت اﻟﺷــﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺣوزﻫــﺎ ،ﺑﺣﯾــث ب-
وﺟــب أن ﯾﻛــون ﻣﺗﺿــﻣﻧﺎ ﻣــﺎ ﺗــم اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠﯾــﻪ ،ﺣﯾــث ﯾﺣــرر اﻟوﺳــﯾط ﻣﺣﺿــر وﺗرﺟــﻊ اﻟﻘﺿــﯾﺔ إﻟــﻰ اﻟﺟﻠﺳــﺔ
اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ وﯾﻛون ﻟﻠﻣﺣﺿر أﺛﺎ ار ﺑﻣﺟرد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ. 1
1
ﺳﺎﺟﯾﺔ ﯾوزﻧﺔ ،اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ،2012 ،
ص ص . 133-132
2
رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.214
3
ﺑن ﺻﺎوﻟﺔ ﺷﻔﯾﻘﺔ ،اﻟﺻﻠﺢ و اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛطرﯾﻘﯾن ﺑدﯾﻠﯾن ﻟﻔض اﻟﻧزاع اﻹداري ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻋدد ﺧﺎص ﺑﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،2010 ،ص .53
4
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
40
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﺣﻣد إﺑراﻫﯾم ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2006 ،
ص .283
2
ﻣﺣﻣد ﻣﺣﺟوﺑﻲ ،دور اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ،
ﻋدد ﺧﺎص ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ، 2008 ،ص .358
3
DAVID rêne L’arbitrage dans le commerce international ، paris، économique ،1982، p 9.
4
ﺟﻌﻔر ﻣﺷﯾﻣش ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻧﺷورات زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ، 2009 ،ص.38
41
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﺣﻣد ﻣﺣﺟوﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 387
2
ﻣﻧﺎﻧﻲ ﻓراح ،اﻟﺗﺣﻛﯾم طرﯾق ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ، 2010 ،ص ص .19-18
3
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
4
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 1011ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
5
ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻗﻣر ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص.17
42
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﻠﯾﻛﺔ ﻣوﺳﺎوي ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛطرق ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 09ﻣﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎدات ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺗﻣﻧراﺳت ، 2015 ،ص .222
2
ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻗﻣر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .18
3
ﻣﻠﯾﻛﺔ ﻣوﺳﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .224-223
4
ﻣﺣﻣود اﻟﺳﯾد ﻋﻣر اﻟﺗﺣﯾوي ،إﻟﺗﺟﺎء اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،2007ص .20
43
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أﺛﻧﺎء اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ اﺧﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻛـﯾم اﻹﺟﺑـﺎري ﺑﻣوﺟـب آﻣـر رﻗـم 44 -75
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﯾوﻧﯾو ،1975واﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم اﻹﺟﺑﺎري ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت.1
-3اﻟﺗﺣﻛم اﻟداﺧﻠﻲ :ﻫو اﻟذي ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﻧـزاع وطﻧـﻲ ﻣـن ﻛﺎﻓـﺔ زواﯾـﺎﻩ ،وﯾﻌـﯾن ﻟـﻪ ﻣﺣﻛﻣـون وطﻧﯾـون ﯾﺻـدرون
ﺣﻛﻣﻬم داﺧل اﻟدوﻟﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻹﺟراءات و ﻗواﻧﯾن وطﻧﯾﺔ.
-4اﻟﺗﺣﻛم اﻟدوﻟﻲ :ﻫو اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻧزاع ﻋﻧﺎﺻر دوﻟﺗﯾن آو أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾﺛور ﺑﺷﺄﻧﻪ اﻟﻌدﯾـد ﻣـن اﻟﺻـﻌوﺑﺎت
ﻣﺛ ــل :اﻟﻘ ــﺎﻧون واﺟ ــب ﺗطﺑﻘ ــﻪ واﻹﺟـ ـراءات اﻟواﺟ ــب إﺗﺑﺎﻋﻬــﺎ ،ﻣﻛ ــﺎن اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم ،أﺳ ــﻣﺎء وﺟﻧﺳ ــﯾﺎت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﯾن،
ﺑﺣﯾث ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣـﺎدة 1039ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ﺑﺄﻧـﻪ اﻟﺗﺣﻛـﯾم
اﻟذي ﯾﺧص اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟدوﻟﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل.
-5اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟﻣؤﺳﺳــﻲ :ﻫــو اﻟــذي ﺗﺗوﻟــﻪ ﻫﯾﺋــﻪ أو ﻫﯾﻬــﺎت وطﻧﯾــﻪ أو ﻣﻧظﻣــﺎت دوﻟﯾــﻪ ﻣﻧﺷــﺄة ﻟﻬــذا اﻟﻐــرض
ﺗطﺑق ﻗواﻋد ٕواﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻣﺣددة وﻣوﺿـوﻋﺔ ﺳـﻠﻔﺎ ﺑﻣوﺟـب اﺗﻔﺎﻗﯾـﺎت دوﻟﯾـﺔ ،وﺗﻛـون ﻟـواﺋﺢ ﻫـذﻩ اﻟﻬﯾﺋـﺔ أو
اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﺟﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﻣﺟرد اﺧﺗﯾﺎر اﻷطراف ﻷي ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاع .2
1
أﻧظر اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ رﻗم 53اﻟﻣؤرﺧﺔ ف 4ﺟوﯾﻠﯾﺔ ، 1975ص .742
2ﻋزﻣﻲ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻋطﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻗواﻋد اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣرﻓﻌﺎت اﻟﻛوﯾﺗﻲ( ،ﻣؤﺳﺳﺔ دار اﻟﻛﺗﺎب ، 2012 ،ص .55
3
ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻷﺣدب ،ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺟزاﺋري اﻟﺟدﯾد ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋدد ﺧﺎص ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،اﻟﺟزء
اﻷول ، 2008 ،ص .81
44
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
أﻧظر اﻟﻣواد 1043اﻟﻰ 1050ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻻدارﯾﺔ ،09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
2
ﻓوزي ﻣﺣﻣد ﺳﺎﻣﻲ ،اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،
،2008ص ص .346-345
45
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺣﯾن أن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠق ﺑـﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻣﺳـﺗﺑﻌدة ﻣـن اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﺑﻣوﺟـب ﻧـص اﻟﻣـﺎدة أﻋـﻼﻩ ،وﺑـذﻟك
ﻧرﺗب ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﺑﻌدة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺑﻌض ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﻋﻧـد إﺑـرام واﻟﻧزﻋـﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﻋﻧـد
ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻻ ﺗﺗﻌﻠ ــق ﺑﺎﻻﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻷطـ ـراف ،وأﯾﺿ ــﺎ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﻌﻠ ــق
ﺑﻣﺷــروﻋﯾﺔ أﻋﻣــﺎل اﻹدارة ﻛـدﻋوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻘـ اررات اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ـﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـﺔ ﻣﻬﻣــﺎ
ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم وﺣﺎﻟﺔ اﻷﺷﺧﺎص وأﻫﻠﯾﺗﻬم.1
ﺛﺎﻧﯾﺎ -اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم:
ﻧﺻـ ــت اﻟﻣـ ــﺎدة 154ﻣـ ــن اﻟﻣرﺳـ ــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ 247 -15اﻟﻔﻘ ـ ـرة اﻷﺧﯾ ـ ـرة " ﯾﺧﺿـ ــﻊ ﻟﺟـ ــوء اﻟﻣﺻـ ــﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﻓ ــﻲ إط ــﺎر ﺗﺳ ــوﯾﻪ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗطـ ـ أر ﻋﻧ ــد ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﻟﻣﺗﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن
أﺟﺎﻧ ــب ،إﻟ ــﻰ ﻫﯾﺋ ــﻪ ﺗﺣﻛ ــﯾم دوﻟﯾ ــﺔ ﺑﻧ ــﺎءا ﻋﻠ ــﻰ اﻗﺗـ ـراح ﻣ ــن اﻟـ ـوزﯾر اﻟﻣﻌﻧ ــﻲ ﻟﻠﻣواﻓﻘ ــﺔ اﻟﻣﺳ ــﺑﻘﺔ أﺛﻧ ــﺎء اﺟﺗﻣ ــﺎع
اﻟﺣﻛوﻣــﺔ" ،ﻧﻼﺣــظ أن اﻟﻔﻘـرة اﻷﺧﯾـرة ﻣــن اﻟﻣــﺎدة 154ذﻛــرت ﺻـراﺣﺔ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﺣﯾــث ذﻛــرت اﻧــﻪ ﻋﻧــد ﺣــدوث
ﻧـزاع ﺑﯾﻧﻬــﺎ وﺑــﯾن ﻣﻌــﺎﻣﻠﯾن اﻗﺗﺻــﺎدﯾﯾن أﺟﺎﻧــب ﯾﻣﻛــن اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﺗﺣﻛــﯾم وﻟﻛــن ﺑﺷــرط أن ﺗﻛــون اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ
ﺗﺑرﻣﻬ ــﺎ اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدة ﻣ ــﻊ ﻣﺗﻌ ــﺎﻣﻠﯾن أﺟﺎﻧ ــب وﻟ ــﯾس ﺟ ازﺋـ ـرﯾﯾن ،واﻟﺟﻬ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻣﺧ ــول ﻟﻬ ــﺎ ﺑ ــﺎﻟﻧظر ﻓ ــﻲ
اﻟﻧزاﻋﺎت ﻫﻲ ﻫﯾﺋﻪ ﺗﺣﻛﯾم دوﻟﯾﻪ وﺗﻛون ﺑﺎﻗﺗراح ﻣن اﻟـوزﯾر اﻟﻣﻌﻧـﻲ ﺑﺎﻟﻘطـﺎع أﺛﻧـﺎء اﺟﺗﻣـﺎع اﻟﺣﻛوﻣـﺔ ،2وﻛـذﻟك
ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدﺗﯾن 975واﻟﻣ ــﺎدة 1006ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ ﻧﺟ ــد أن اﻟﻣﺷ ــرع
اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـوز ﻟﻬـﺎ طﻠـب اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﺣﯾـث
ﻧﺻـت اﻟﻣــﺎدة 975ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﯾﻠـﻲ" ﻻ ﯾﺟــوز ﻟﻸﺷــﺧﺎص اﻟﻣـذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣـﺎدة 800ﻣــن اﻟﻘـﺎﻧون ﺳــﺎﻟف اﻟــذﻛر
أن ﺗﺟــري ﺗﺣﻛﯾﻣــﺎ إﻻ ﻓــﻲ اﻟﺣــﺎﻻت اﻟ ـواردة ﻓ ــﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗــﺎت اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺻــﺎدﻗت ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺟ ازﺋ ــر وﻓــﻲ ﻣ ــﺎدﻩ
اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،3أﻣــﺎ اﻟﻣــﺎدة 1006ﻓﻧﺻـت ﻋﻠــﻰ" ﯾﻣﻛــن ﻟﻛــل ﺷــﺧص اﻟﻠﺟـوء إﻟــﻰ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق
اﻟﺗﻲ ﻟﻪ ﻣطﻠق اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ."4
وﯾﻼﺣــظ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــﺎدﺗﯾن أﻧﻬﻣــﺎ أﺟــﺎزت اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻟﻛــن ﯾﻼﺣــظ وﺟــود
ﺗﻌﺎرض ﻓـﻲ ﺗﺣدﯾـد اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـوز ﻟﻬـﺎ اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ،
ﻓﻣــن ﺟﻬــﺔ وﻓ ــﻲ اﻟﻣــﺎدة 1006ﻧﺻــت ﻋﻠــﻰ ﺟـ ـواز اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﻟــم ﺗﺷــر إﻟ ــﻰ اﻷﺷ ــﺧﺎص
اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة ،800وﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــرى ﺗــم اﻹﺷــﺎرة إﻟـﻰ اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة
800ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة ،975وﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل ﻫﻧــﺎك ﻓــرق ﺑــﯾن اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻛﻛــل وﺑــﯾن اﻷﺷــﺧﺎص
1
اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 153ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
3
اﻟﻣﺎدة 975ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
4
اﻟﻣﺎدة 1006ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون
46
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ اﻟﻣ ــذﻛورة ﻓــﻲ ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدة ،800ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻷﺷ ــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻣ ــذﻛورة ﻓ ــﻲ ﻧ ــص
اﻟﻣﺎدة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم 247-15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.1
وﺗﻛﻣــن أﻫﻣﯾــﺔ اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ إﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟدوﻟــﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑــﺎت ﻋوﻟﻣــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎد وﺗﻧﺎﻓﺳــﯾﺗﻪ وﺟﻠــب اﻟطــرف
اﻷﺟﻧﺑ ــﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗ ــد ،ﻓ ــﺈن اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋــري ﻗ ــد رﺿ ــﺦ ﻟﻠﺗﺣﻛ ــﯾم ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻋﻘ ــود اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ﻻﺳـ ـﯾﻣﺎ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾ ــﺔ وذﻟــك ﺑﻣـ ـوازاة ﻣ ــﻊ اﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟدوﻟ ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺧ ــﺎرج وﻛـ ـذا ﻹطﻔ ــﺎء ﻣروﻧ ــﺔ
ﻟﺗﺟ ــﺎوز اﻟﺧﻼﻓـ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻣـ ــس ﺷـ ــﻔﺎﻓﯾﺔ اﻹﺟ ـ ـراءات ،2وﺗﺟـ ــدر اﻹﺷـ ــﺎرة إن اﻟﻠﺟـــوء إﻟ ــﻰ إﺟ ـ ـراء اﻟﺗﺣﻛـ ــﯾم ﻓـ ــﻲ
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺣد أطراﻓﻬﺎ ﯾﻛون ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن:
اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ أو اﻟوزراء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدوﻟﺔ. -
اﻟواﻟﻲ أو رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻛﯾم ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ. -
اﻟﻣﻣﺛــل اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺳــﻠطﺔ اﻟوﺻــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬــﺎ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻛــون اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻣﺗﻌﻠــق ﺑﻣؤﺳﺳــﻪ ﻋﻣوﻣﯾــﻪ ذات -
طﺎﺑﻊ إداري.3
وﻋﻠﯾ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﻣـ ـ ـواد ) (1006 ،975 ،800ﻣ ـ ــن ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ـ ــﺔ واﻹدارﯾـ ـ ــﺔ،
وﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﻣ ــﺎدة 6ﻣ ــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ 247-15ﻓﺈﻧ ــﻪ ﺗ ــم ﻓ ــﺗﺢ اﻟﺑ ــﺎب ﻟﻠﺗﺣﻛ ــﯾم أﻣ ــﺎم ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت
اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻫــذا ﯾﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟﺿــرورة أن ﻛــل اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻣــذﻛورة ﻓــﻲ اﻟﻣــﺎدة 6ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ
247/15ﻣﻬﻣـ ــﺎ ﻛﺎﻧـ ــت طﺑﯾﻌﺗﻬـ ــﺎ أن ﺗﻠﺟ ـ ـﺄ ﻟﻠﺗﺣﻛ ـ ــﯾم ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ أﺑرﻣﺗﻬ ـ ـﺎ ،إﻟـ ــﻰ ﺟﺎﻧـ ــب
اﻷﺷــﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ،وﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟ ـﺔ ﻋــدم وﺟــود ﺣــل ودي ﯾﻘﺿــﻲ ﺑﺈﯾﺟــﺎد اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻸﻋﺑــﺎء
اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛــل ﻣــن طرﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت وﺣﺳــب ﻣــﺎ ﻗﺿــت ﺑــﻪ اﻟﻣــﺎدة 153ﻣــن
ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻛﯾم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿـﺎت اﻟﻣرﻓـق
اﻟﻌﺎم247/15
ﻗد ﻻ ﯾﺣدث ﺗﻘﺎرب وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻣـن ﺻـﻠﺢ ووﺳـﺎطﺔ وﺗﺣﻛـﯾم ،وﻫـذا
ﯾﻌﻧــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﻻﺗﻔــﺎق ،4ﻟــذﻟك ﻟــم ﯾﻐﻔــل ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ 247/15ﻋــن ﻣﺳ ـﺄﻟﺔ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ
ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﺣﯾــث أﻋطــﻰ ﻗﺳــم ﺧــﺎص ﻟﻬــﺎ ﺗﺣــت
ﻋﻧوان " اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت" ،ﺣﯾث اﺳﺗﺣدث اﻟﻘﺎﻧون 247/15ﻟﺟﺎن ﺑﯾﻧـت اﻟﻣـﺎدة) (155 ،154ﻣﻧـﻪ
ﻋﻠﻰ ﺻـﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ وﺗﺷـﻛﯾﻼﺗﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ إﺟـراءات اﻟﻔﺻـل ﻓـﻲ اﻟﻧـزاع اﻟﻣﻌـروض أﻣﺎﻣﻬـﺎ ،إذ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻻ ﯾﻠﺟــﺄ إﻟﯾﻬــﺎ إﻻ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻋــدم اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ ﺣــل ﻟﻠﻧـزاع اﻟﻘــﺎﺋم أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑــﯾن
طرﻓـﻲ اﻟﻧـزاع ،ﻓﻘـد أﺟــﺎزت اﻟﻣـﺎدة 153أن ﯾﺣــﺎل اﻟﻧـزاع أﻣـﺎ اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑﺣﺳــب طﺑﯾﻌـﺔ وﻧــوع اﻟﺻــﻔﻘﺔ
اﻟﻣﺑرﻣﺔ ،ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﺣل ودي ﯾرﺿﻲ اﻟطرﻓﯾن.
ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺎت ﻣن أﻧـواع اﻟﺗﺳـوﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋـﺎت ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﺑﺳـﺑب اﻟﺧﺻوﺻـﯾﺎت اﻟﺗـﻲ
ﺗﺗﻣﯾــز ﺑﻬــﺎ ،ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أﻧﻬــﺎ ﺗﺳــﻣﺢ ﺑﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻧ ازﻋــﺎت ودﯾــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣ ارﺣــل اﻷوﻟــﻰ ﻟﺑداﯾــﺔ اﻟﻧ ـزاع ،ﻛﻣــﺎ ﺗﺗﻣﯾــز
ﺑﺎﻹﻧﺻﺎف و اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻘـﺎﺋم ﺑـﯾن اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة و اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل وﻓـق اﻵﺟـﺎل اﻟﻣﺣـددة ﻓـﻲ
ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
وﻋﻠﯾــﻪ ﻓﻘــد أرﺳــﻰ ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻗﺎﻋــدة ﺟوﻫرﯾــﺔ ﻟﺣــل اﻟــودي ﻷي ﻧ ـزاع ﻧــﺎﺗﺞ ﻋــن ﺗﻧﻔﯾــذ
اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺳﻣﺢ ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
إﯾﺟﺎد اﻟﺗوازن ﻟﻠﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻧزاع.
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ أﺳرع اﻧﺟﺎز ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ و ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ. 1
وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻹﺟراء ﻓﻌﺎل ﻛون اﻟﻣﺷـرع ﺗﺑﻧـﻰ ﻣﺑـدأ اﻟﺣﺳـم اﻟـودي وﻫـذا ﻟﻛـﻲ ﻻ ﺗﺗﻌطـل اﻟﻣﺷـﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ و ﺗﻣﻛﯾن أطراف اﻟﻧزاع ﻣن إﯾﺟﺎد ﺣل ﯾﻧﺎﺳﺑﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
1
ﺳﯾد ﻋﻠﻲ ﻓﺎﺿﻠﻲ ،اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﯾوم دراﺳﻲ ﺣول اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ 23 ،ﻓﯾﻔري ،2016ص .2
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة ،154ﻣن اﻷﻣر اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
48
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻋﺑد اﻟﺣق ﻏﻼب ،اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺿﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ظل اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،247/15
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﺎﻟم ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد ، 2008 ، 4ص .06
49
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣ ــﺎ ﯾﻼﺣ ــظ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺷ ــﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ،ﺳـ ـواء ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى اﻟ ــو ازرة
واﻟﻬﯾﺋـﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أو ﻟﺟﻧـﺔ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳــﺗوى اﻟوﻻﯾـﺔ ،وﻫـو وﺟـود ﻋﺿــو ﯾﻣﺛـل اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة
ﺿﻣن اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﺣﺎﯾدة ،واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
إن اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟــم ﯾﺷــر إﻟــﻰ طﺑﯾﻌــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻠﺟــﺎن ،ﻫــل ﻫﯾــﺎ داﺋﻣــﺔ أم ﻟﺟــﺎن ﻣؤﻗﺗــﺔ ،إﻻ
أﻧــﻪ ﺑــﺎﻟرﺟوع إﻟــﻰ اﻟﻣــﺎدة 154ﻣــن اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ 247/15ﻧﺟــد ﻣﺻــطﻠﺢ "ﺗﻧﺷــﺄ" أي أن اﻟﻠﺟــﺎن ﺗﻧﺷ ــﺄ
ﺑﻣﺟــرد ﺻــدور ﻫــذا اﻟﻣرﺳــوم وﻫــو ﻣــﺎ ﯾــوﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﻟﺟــﺎن داﺋﻣــﺔ ،إﻻ أﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺣــدد ﻟﻬــﺎ اﻹطــﺎر اﻟزﻣﻧــﻲ اﻟــذي
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﺎن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث رﺑﻣﺎ ﯾﺣدد ذﻟك ﻓﻲ ﻗرار ﺗﻌﯾن اﻷﻋﺿﺎء.
ﺗﺗﺷــﻛل اﻟﻠﺟﻧﺗــﯾن ﻣــن أرﺑﻌــﺔ أﻋﺿــﺎء وﻫــو ﻋــدد زوﺟــﻲ ،ﻓﺎﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ ﺟﻌــل أراء اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﺗؤﺧــذ
ﺑﺄﻏﻠﺑﯾــﺔ أﺻ ـوات أﻋﺿــﺎﺋﻬﺎ وﻋﻧــد اﻟﺗﻌ ــﺎدل اﻷﺻ ـوات ﯾــرﺟﺢ ﺻــوت اﻟ ـرﺋﯾس ،1ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ إن
ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﻛل ﻛﻔﺎءة ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗوﺿﯾﺢ أﺷﻐﺎل اﻟﻠﺟﻧﺔ وذﻟك ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان.
ﯾﻌــﯾن رﺋــﯾس اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﻣﻘــر ار ﻣــن ﺿــﻣن أﻋﺿــﺎء اﻟﻠﺟﻧــﺔ ،واﻟﻣﻘــرر ﻫــو اﻟﻌﺿــو اﻟﻣﻛﻠــف ﺑد ارﺳــﺔ اﻟﻣﻠــف
وﯾﻛﻠف ﻣن طرف اﻟرﺋﯾس ﺑﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﻘرﯾر ﺣول اﻟﻣﻠف ﯾﺗﺿﻣن دراﺳﺔ ﺷﻛﻠﯾﻪ وﻣوﺿوﻋﯾﻪ وﻗﺎﻧوﻧﯾﻪ.
وﻣن ﺑﯾن ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 199ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247-15ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
-اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻘدم إﺳﺗﻧد إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻛﻣﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ.
إﺷﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك.
ا -ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻠﻔﺎت و ﻛذﻟك أي وﺛﯾﻘﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ٕواﻋطﺎء
-إﻋداد ﺟدول اﻷﻋﻣﺎل.
-إﻋداد إﺳﺗدﻋﺎءات أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ وﻣﻣﺛﻠﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،واﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن.
-إﻋداد ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻔﺻﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط.
-ﺗﻣﻛﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣوﺟودة ﻟدﯾﻬﺎ.2
1
ﻋﺑد اﻟﺣق ﻏﻼب ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .6
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 199ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
3
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص49
50
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
أوﻻ :إﺟﺑﺎرﯾﺔ إدراج ﺑﻧد اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﺗر اﻟﺷروط
إﺷﺗرطت اﻟﻣﺎدة 153ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة إدراج إﺟـراء اﻟﻠﺟـوء
إﻟــﻰ ﻟﺟــﺎن اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ دﻓﺗــر اﻟﺷــروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻣﺑرﻣــﺔ
ﺑﯾن أطراف اﻟﻌﻘد ﻗﺑل ﻛل ﻣﻘﺎﺿﺎة أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻌـد ﻣـن اﻟوﺛـﺎﺋق اﻟﺿـرورﯾﺔ واﻹﺟﺑﺎرﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﺟـب أن
ﺗﻛــون ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﺗﻛـرﯾس ﻣﺑــدأ اﻟﺷــﻔﺎﻓﯾﺔ وﺗﻛـرﯾس ﻟﻣﺑــدأ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻧ ازﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن أروﻗﺔ اﻟﻘﺿﺎء.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺿرورة ﺑﺣث اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟﻠﺣل اﻟودي ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ
اﺷ ــﺗرط أﯾﺿ ــﺎ اﻟﻣرﺳـــوم اﻟرﺋﺎﺳـ ــﻲ 247/15ﻗﺑ ــل اﻟﺗوﺟ ــﻪ ﻧﺣـ ــو ﻟﺟﻧ ــﺔ اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن أط ـ ـراف
اﻟﺻــﻔﻘﺔ ،أن ﺗﺑﺣــث اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻋ ــن ﺣــل ودي ﻣــﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﯾرﺿ ــﻲ اﻷط ـراف ،ﻛﻠﻣــﺎ ﻫــذا اﻹﺟ ـراء
ﺑﺈﯾﺟــﺎد اﻟﺗـوازن ﻟﻸﻋﺑــﺎء اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛــل طــرف ،ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ إﻧﺟــﺎز ﻣﺿــﻣون اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻓــﻲ
اﻗل ﻣدة ﻣﻣﻛﻧﺔ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ﻣن اﺟل ﻓض اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أﻣﺎم ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ
ﺑﻌــد اﻟﺗطــرق إﻟــﻰ ﺗﺷــﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟــﺎن اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻛــذا اﻟطــﺎﺑﻊ اﻹﺟ ارﺋــﻲ ﻟﻬــﺎ ﻛــﺎن
ﻻﺑــد ﻟﻧــﺎ ﻣــن ﻣﻌرﻓــﺔ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﻋﻣﻠﻬــﺎ ،واﻟﻬــدف ﻣــن ذﻟــك ﻫــو ﺗوﺿــﯾﺢ وﺗﺑﯾــﺎن إﺟ ـراءات اﻟﻔﺻــل ﻓــﻲ اﻟﻧ ـزاع ﻓــﻲ
ـر
اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣطروح أﻣﺎﻣﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث أﻟزم اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15أن ﯾﻘـدم اﻟﺷـﺎﻛﻲ إﻟـﻰ أﻣﺎﻧـﺔ اﻟﻠﺟﻧـﺔ ﺗﻘرﯾ ا
ﻛﺎﻣﻼ وﻣﻔﺻﻼ ﺑﻛل اﻟوﺛﺎﺋق وﻣﺳﺗﻧدات ﺗﺛﺑت ذﻟك ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ وﺻل اﻻﺳﺗﻼم .
وﻋﻧــد اﺳــﺗﻼم اﻟﻣﻠــف اﻟﺧــﺎص ﺑﻣوﺿــوع اﻟطﻌــن ﯾﻘــوم اﻟـرﺋﯾس ﺑﺗﻌــﯾن اﻟﻣﻘــرر وﯾﻘــوم ﺑﺈﺳــﺗدﻋﺎء اﻟﺟﻬــﺔ
اﻷﺧرى )اﻟطرف اﻟﺧﺻم( ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ وﺻل اﻻﺳﺗﻼم ﻹﻋطـﺎء رأﯾﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻧـزاع ،ﺑﺣﯾـث وﺟـب
ﺗﺑﻠﯾــﻎ رأﯾﻬــﺎ ﻟ ـرﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧــﺔ ﺑرﺳــﺎﻟﺔ ﻣوﺻــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــﻊ وﺻــل اﻻﺳــﺗﻼم ﻓــﻲ أﺟــل أﻗﺻــﺎﻩ 10أﯾــﺎم ﻣــن ﺗــﺎرﯾﺦ
ﻣراﺳﻠﺗﻬﺎ ،1ﻣـﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ اﺳـﺗﻣﺎع اﻟﻠﺟﻧـﺔ ﻟطرﻓـﻲ اﻟﻧـزاع أو ﺗطﻠـب ﻣﻧﻬﻣـﺎ ﺗﻘـدﯾم أي وﺛﯾﻘـﺔ أو ﻣﻌﻠوﻣـﺔ ﻣـن ﺷـﺄﻧﻬﺎ
ﺗوﺿﯾﺢ ﻫذا اﻟﻠﺑس ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﺗم دراﺳﺔ اﻟﻧزاع ﻓﻲ أﺟل 30ﯾوﻣﺎ اﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺟواب اﻟطرف اﻟﺧﺻم .
وﻣـن ﺛــم ﯾﺑﻠـﻎ ﺑﻌــد ذﻟــك طرﻓـﻲ اﻟﺧﺻــوﻣﺔ ﺑرﺳـﺎﻟﺔ ﻣوﺻــﻰ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣـﻊ وﺻــل اﻻﺳـﺗﻼم ،وﺗرﺳــل ﻧﺳــﺧﺔ
ﻣﻧﻬـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻠطﺔ ﺿـ ــﺑط اﻟﺻـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أن ﺗﺑﻠـ ــﻎ اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدة ﻗرارﻫـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ رأي اﻟﻠﺟﻧـ ــﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ 8أﯾـﺎم اﺑﺗـداء ﻣـن ﺗﺑﻠﯾﻐﻬـﺎ ﺑرﺳـﺎﻟﺔ ﻣوﺻـﻰ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣـﻊ وﺻـل اﻻﺳـﺗﻼم وﻣـﺎ
ﺗﺷــدﯾد ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻹﺟ ـراءات إﻻ دﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣــرص اﻟﻣﺷــرع ﺗﻐﻠﯾــب اﻟﺣــل اﻟــودي ،ﺗﺣﻘﯾﻘــﺎ ﻟﻠﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻗﺑــل
اﻟﺗوﺟﻪ إﻟﻰ أﻗﺳﺎم اﻟﻘﺿﺎء.2
وﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن ﻣﻼﺣظﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹطــﺎر أﻧــﻪ ﺟﻌــل ﻋﻣﻠﯾــﺔ طــرح اﻟﻧـزاع ﻋﻠــﻰ اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻠﺗﺳــوﯾﺔ ﻋﺑــﺎرة ﻋــن
ﺷـﻛوى ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﻧـزاع ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣﺛـل ﻣــﺎ ﻫـو ﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾـﻪ ﻓــﻲ اﻟﻔﻘـرة اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣــﺎدة 155
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 154ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ، 247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
2
ﺑن دﻋﺎس ﺳﻬﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .208-207
51
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣﻧﻪ ،ﻛﻣـﺎ اﻟـرأي اﻟﻣﺗﺧـذ ﻣـن طـرف اﻟﻠﺟﻧـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻏﯾـر ﻣﻠـزم ﻻ ﻟﻠﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة وﻻ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد
واﻟذي ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا رأى أن اﻟﻘرار ﻏﯾر ﻋﺎدل .
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
أﻗر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓـﻲ ﺣـﺎل ﻓﺷـل اﻟﺗﺳـوﯾﺔ اﻟودﯾـﺔ ﺳـﺎﻟﻔﺔ اﻟـذﻛر،
ﻣــﻧﺢ وﺳــﺎﺋل ﻗﺎﻧوﻧﯾــﻪ أﺧــرى ﻣــن أﺟــل ﺗﺳــوﯾﻪ اﻟﻧ ازﻋــﺎت وﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻣــل اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ﻫــو
ﻋﻣل ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺧﺻوﻣﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻧزاع ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺣق ذاﺗﻲ ﺷﺧﺻﻲ وﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻗـﺎﻧوﻧﻲ،1
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل اﻟﻧزاع ﺑﺷﺄن إﺑرام وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﺑﺈﺣـدى اﻟطـرق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ
ﻓﺈن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﯾﺧول ﻟﻸطراف اﻟﺗوﺟﻪ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻌرض اﻟﻧزاع ﻋﻠﯾﻪ.
وﺑﻣﺎ أن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻣـن اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻛوﻧـﻪ ﯾﺗﺿـﻣن ﻧظـﺎم ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ﻏﯾـر ﻣـﺄﻟوف ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص
وذﻟــك ﺑﺳــﺑب اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺎﻣﺗﯾــﺎزات اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ،2ﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﻫــو اﻟﻣﺧــﺗص
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﺳـواء اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑـدﻋوى ﺗﺟـﺎوز اﻟﺳـﻠطﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﻘـ ار ارت اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـﻠﺔ
ﻋــن اﻟﻌﻘــد أو ﻋــن طرﯾــق دﻋــوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل )اﻟﺗﻌــوﯾض( ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا أﺧــل اﺣــد اﻷﻓ ـراد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗ ـﻪ
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾرد ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺧـص ﺑﻌـض اﻟﻧزﻋـﺎت واﻟﺗـﻲ ﯾـؤول اﻟﻔﺻـل ﻓﯾﻬـﺎ
إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي .
ﺑﺣﯾـث ﺗﺧﺗﻠــف اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻋــن اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﺣﯾـث أﻧﻬــﺎ ﺗﻧﻬــﻲ اﻟﻧـزاع ﺑﺻــﻔﻪ إﻟزاﻣﯾـﺔ ﺑﻣﺟــرد ﺻــدور
ـرر ﻣﻠــزم ﻟﻠطــرﻓﯾن ،ﻋﻛــس اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻻ ﺗﻌﺗﺑــر
ﻗ ـرار ﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻣــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣﺧــﺗص ،وﯾﺻــﺑﺢ اﻟﻘـ ا
أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻣﻠزﻣﻪ ﻟﻸطراف إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﻪ.
ﻟذا ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟـﻰ ﺛـﻼث ﻣطﺎﻟـب ﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣطﻠـب اﻷول :دور اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ
ﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﺻ ـ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ـ ــﺔ ،واﻟﻣطﻠ ـ ــب اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ :ﻣﺟ ـ ــﺎﻻت اﺧﺗﺻ ـ ــﺎص اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ اﻹداري ﻓ ـ ــﻲ ﻣﻧﺎزﻋ ـ ــﺎت
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،واﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌـﺎدي ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
1
ﻋﻣﺎر ﻋواﺑدي ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ، 2000،ص .248
2
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟﻛﺑرى ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، 2005،ص .240
3
ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ و ﻗواﻧﯾن اﻟﻣزاﯾدات و اﻟﻣﻧﺎﻗﺻﺎت ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول إﺑرام اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗب
اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣﺻر ، 2003 ،ص .120
52
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ،ﺑﺣﯾـ ـث وﺟ ــب ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﺿ ــﻣﺎن ﻣﺑ ــﺎدئ أﺳﺎﺳ ــﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠ ــﺔ ﻓ ــﻲ )اﻟﻣﺳ ــﺎواة ،اﻟﻌﻼﻧﯾ ــﺔ،
اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ( ﻣن ﺟﻬﺔ واﻻﺧﺗﯾﺎر اﻷﻧﺳب واﻷﺣﺳن ﻟﻠﻌروض ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
إن دور اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻓــﻲ ﺣ ــل اﻟﻧ ـزاع ﯾﺧﺗﻠــف ﺑ ــﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻧﺷ ــﺊ ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﻧ ـزاع ،ﻓﻔ ــﻲ
ﻣرﺣﻠـﺔ اﻹﺑـرام ﯾﺗﻣﺗــﻊ اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﺑﺈﻟﻐــﺎء اﻟﻘـ ار ارت اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ إﺿــﺎﻓﺔ ﻟﺳــﻠطﺗﻪ ﻓــﻲ ﺗوﺟﯾــﻪ اﻷواﻣــر
وﻓــرض ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻐ ارﻣــﺎت اﻟﺗﻬددﯾــﺔ ﻟــﻺدارة ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا أﺧﻠــت ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬ ـﺎ )اﻟﻣﺳــﺎواة ،اﻟﻌﻼﻧﯾــﺔ ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ(،
أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﯾﻣﻠــك اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﺻــﻼﺣﯾﺎت أﺧــر ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ إﺑطــﺎل وﻓﺳــﺦ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ.
اﻟﻔرع اﻷول :ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺗﻌﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾـد اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﻓـﻲ اﻟﻧظـر ﻓـﻲ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﻣـن
أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﻬﺎ ﻣوﺿوع ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
اﻟﺑﻧد اﻷول :اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
إن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟ ازﺋـر ﯾﻌﺗﻣـد ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻌﺿـوي ﻟﺗﺣدﯾـد اﻻﺧﺗﺻـﺎص
ﻓ ــﻲ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﻣطروﺣــﺔ أﻣﺎﻣ ــﻪ ،ﻓﻛﻠﻣ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت اﻷﺷ ــﺧﺎص اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣ ــذﻛورة ﻓ ــﻲ اﻟﻣــﺎدة 800ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ،إﻻ وﻛﺎن اﻟﻧزاع إدارﯾﺎ وﺗﻣﺳك اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﻪ.
واﺳــﺗﺛﻧﺎءا ﺧــرج اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﻋــدة ﻓــﻲ ﻗﺿــﯾﺔ اﻟــدﯾوان اﻟﺟ ازﺋــري اﻟﻣﻬﻧــﻲ ﻟﻠﺣﺑــوب،
ﺣﯾث اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻛﺣﺎﻟﺔ اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،1أﯾـن أﺻـدرت اﻟﻐرﻓـﺔ اﻹدارﯾـﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﺳـﺎﺑﻘﺎ
)ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ( اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎﺋﻲ طﺑﻘت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ.
أﻣــﺎ اﻟﻘﺿ ــﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻓﻬ ــﻲ اﻟﻘﺿ ــﯾﺔ ﺑﺗ ــﺎرﯾﺦ 2004/03/03اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﻧـ ـزاع داﺧﻠــﻲ ﻟﺣ ــزب ﺳﯾﺎﺳ ــﻲ
ﺣﯾث اﺻدر ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻗرار طﺑق ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ.2
وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺎن اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ ﻣﺻــطﻠﺢ ﻧــﺎدر ﺟــدا ﻓــﻲ اﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري اﻟﺟ ازﺋــري ،وذﻟــك ﻟﺗﺑﻧــﻲ
اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟﻠﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻌﺿــوي ﻛﺄﺻــل ﻋــﺎم ووﺣﯾــد ،ﻋﻛــس ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻌﻣــول ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﻓرﻧﺳــﺎ ﺣﯾــث رﻏــم
اﻋﺗﻣـ ــﺎدﻫم اﻟﻧظـ ــﺎم اﻹزدوﺟـ ــﻲ ﻟﻠﻘﺿـ ــﺎء ﻣﺛﻠﻧـ ــﺎ إﻻ أن اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري ﻋﻧـ ــدﻫم ﯾطﺑـ ــق اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎرﯾن )اﻟﻌﺿـ ــوي
واﻟﻣوﺿوﻋﻲ( ﺣﺳب ﻛل ﻗﺿﯾﻪ ﻣطروﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ.
وﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐ ــﻰ ﻟﻠﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ 236 -10ﻧﺟ ــد أن اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري ﻛ ــﺎن ﯾﻌﺗﻣـ ــد
أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧـص ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑرﻣﻬـﺎ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة ،2ﻋﻧـدﻣﺎ ﺗﻛﻠـف ﺑﺎﻧﺟـﺎز ﻋﻣﻠﯾـﻪ ﻣﻣوﻟـﻪ ﻛﻠﯾـﺎ أو ﺟزﺋﯾـﺎ ﺑﻣﺳـﺎﻫﻣﻪ ﻣؤﻗﺗـﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾـﻪ
ﻣن اﻟدوﻟﺔ ،3وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﻘـوم ﺑﻬـﺎ اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ
1
رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص 290-289
2
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .293-292
3ﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 236/10اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 7أﻛﺗوﺑر 2010ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم
53
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷـرﯾﻊ اﻟــذي ﯾﺣﻛــم اﻟﻧﺷــﺎط اﻟﺗﺟــﺎري ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻛﻠــف ﺑﺎﻧﺟــﺎز ﻋﻣﻠﯾ ـﺔ ﻣﻣوﻟــﻪ ﻛﻠﯾــﺎ أو ﺟزﺋﯾــﺎ ﻟﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ
ﻣؤﻗﺗــﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ﻣــن اﻟدوﻟــﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾــﺔ ،ﻓﻛﻠﻣــﺎ ارﺗﺑطــت اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻛﻠﻬــﺎ أو ﺟــزء ﻣﻧﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘواﻋــد
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري.1
وﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈن اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻹداري أﺻ ــﺑﺢ ﻣﺗﻣﺳ ــك ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ وﻓﻘ ــﺎ
ﻟﻠﻣﻌﯾﺎرﯾن ،اﻟﻌﺿوي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣـذﻛورة ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 800ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ،
ﻛﻣــﺎ أﺻــﺑﺢ ﯾطﺑــق اﻟﻣﻌﯾــﺎر اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ واﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﻋﻧﺻــر اﻟﺗﻣوﯾــل ﻣــن طــرف ﻣﯾزاﻧﯾ ـﺔ اﻟدوﻟــﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾ ـﺔ،
ﻓﻣﻧطﻘﯾــﺎ ﻧظــﺎم اﻻزدواﺟﯾــﺔ ﯾﻌﺗﻣ ــد ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻌﯾ ــﺎرﯾن )اﻟﻣوﺿــوﻋﻲ واﻟﻌﺿ ــوي( ﺑﻐــض اﻟﻧظــر ﻋــن وﺟ ــود ﻧ ــص
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺣدد ﺗطﺑﯾق إﺣدى اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن.
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳـﻧﻪ 1996دﺧﻠـت اﻟﺟ ازﺋـر ﻓـﻲ ﻣرﺣﻠـﻪ اﻻزدواﺟﯾـﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﯾﺔ ،وﻣـن اﺟـل
ﻫذا اﻟﻐرض ﻓﻘد ﺗم ﺗﻧﺻﯾب ﻛل ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﻛذا ﻣﺣﻛﻣﻪ ﻟﻠﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص.
وﻣن ﻫﻧﺎ أﺻﺑﺣت ﺗطرح ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓﯾﻣـﺎ إذا
ﻛـﺎن ﺗﺧﺿـﻊ ﻟﻠﻣﺣـﺎﻛم اﻹدارﯾـﺔ أو ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ ،وﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ 09/08ﻛـﺎن واﺿـﺣﺎ
ﺑﻬــذا اﻟﺧﺻــوص ﺣﯾــث ﺣــدد ﺑﺻـراﺣﺔ ﻛﯾﻔﯾــﻪ ﺗوزﯾــﻊ اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﺑــﯾن اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﺳ ـواء أﻣــﺎم اﻟﻣﺣــﺎﻛم
اﻹداري وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 801أو أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة . 901
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ: -1
ﺗﺧ ــﺗص اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم اﻹدارﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻــل اﺑﺗ ــداﺋﯾﺎ ﺑﺣﻛ ــم ﻗﺎﺑ ــل ﻟﻼﺳــﺗﺋﻧﺎف أﻣ ــﺎم ﻣﺟﻠ ــس اﻟدوﻟ ــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾ ــﻊ
اﻟﻘﺿ ــﺎﯾﺎ أﯾ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــت طﺑﯾﻌﺗﻬ ــﺎ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻛ ــون اﻟدوﻟ ــﺔ أو اﻟوﻻﯾ ــﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾ ــﺔ أو إﺣ ــدى اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ذات
اﻟﺻ ـ ــﺑﻐﺔ اﻹدارﯾـ ـ ـﺔ طرﻓ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ،ﺑﺣﯾ ـ ــث ﺣ ـ ــدد اﻟﻣﺷ ـ ــرع اﺧﺗﺻﺎﺻ ـ ــﺎت اﻟﻣﺣ ـ ــﺎﻛم اﻹدارﯾـ ـ ـﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣـ ـ ـواد ﻣ ـ ــن
) (804،801،802،803،800و ) 946و 2(947ﻣ ـ ــن ﻗ ـ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ـ ــﺔ واﻹدارﯾ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ــث أن
اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم اﻹدارﯾ ــﺔ ﻫ ــﻲ ﺻ ــﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ واﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧ ــدرج ﺗﺣ ــت ﻟواﺋﻬ ــﺎ ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ﻛﺄول درﺟﻪ ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﺣﯾث ﺗﺧﺗص ﻓﻲ:
اﻟﻔﺻ ــل ﻓـ ــﻲ دﻋ ــﺎوى اﻹﻟﻐ ــﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻘـ ـ اررات اﻹدارﯾـ ــﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـ ــﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺎﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـ ــﺔ -
)اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء( ،اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾر ﻣﻣرﻛزة )اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ(.
اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ. -
ﺗﺧﺗص ﺑﻛل دﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻧزاع إدارة ﻣرﻛزﯾﺔ. -
ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎت إﺑرام اﻟﻌﻘود واﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ. -
1
زواوي ﻋﺑﺎس ،اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد
ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،2013-2012،ص .250
2
اﻧظر اﻟﻣواد -804-803-802-801-800و 947-946ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ﻣن ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
54
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾـﺔ اﻟﺣـق ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل ﺑﺎﻟﻣﻌﯾـﺎر اﻟﻣوﺿـوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻠﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔـﺔ ﺑﺎﻧﺟـﺎز
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣوﻟﺔ ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﻪ .
:اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ -2
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣواد ) 1(901،902،903ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ 09/08وﻫﻲ:
ﯾﺧـ ـ ــﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻـ ـ ــل ﻛـ ـ ــﺄول وأﺧـ ـ ــر درﺟ ـ ـ ـﺔ ﻓـ ـ ــﻲ دﻋ ـ ـ ـوى اﻹﻟﻐـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ـ ـ اررات اﻹدارﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـ ـ ــﻠﺔ
)اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻟﻐﺎء( اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ.
اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻷﺣﻛﺎم واﻷواﻣر اﻟﺻﺎدرة اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ .
ﻟﻣﺟﻠـ ــس اﻟدوﻟـ ــﺔ دور اﺳﺗﺷـ ــﺎري ﯾﺑـ ــدي أرﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻣﺷـ ــﺎرﯾﻊ اﻟﻘ ـ ـواﻧﯾن اﻟﺗـ ــﻲ ﯾـ ــﺗم إﺧطـ ــﺎرﻩ ﺑﻬـ ــﺎ ،وﯾﻘﺗـ ــرح
اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ﺿرورﯾﺔ.
وﯾدﺧل ﻓـﻲ اﺧﺗﺻـﺎص ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﻻ ﯾﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﯾـﺎر
اﻟﻌﺿوي ﻓﻘط ﺑل ﺗﺗﻌدى اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣوﺿوﻋﻲ أﯾﺿﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺟﺎﻻت إﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻷﺻــل ﯾﻧﻌﻘ ــد اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﺑ ــﺎﻟﻧظر ﻓ ــﻲ اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻟﻛﺎﻣ ــل ،ﻓﺎﻟﻘﺿ ــﺎء ﻓ ــﻲ
دﻋ ــوى اﻹﻟﻐ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﻧط ــﺎق اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ ﻣﺣ ــدود ،2وذﻟ ــك ﻟﻛ ــون اﻹﻟﻐ ــﺎء ﯾﻧﺻ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘـ ـ ار ارت اﻹدارﯾ ــﺔ
اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻹدارة ﺑــﺈرادة ﻣﻧﻔــردة ،ﺑﺣﯾــث ﺗﺧﺗﻠــف اﺧﺗﺻﺎﺻــﺎت اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﺑــﺎﺧﺗﻼف أﻧ ـواع ﻣﻧﺎزﻋــﺎت
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﻓﺎﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﯾﺗﻣﺛـل أﺳﺎﺳـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻛﺎﻣـل ،إﻻ أن
اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﯾﻛــون ﺣﺟﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻛﺎﻓــﺔ ذوي اﻟﺷــﺄن اﻟــذي ﯾﻠﺣﻘﻬــم ﻫــذا اﻟﻘ ـرار )ﺣﺟﯾــﺔ
ﻣطﻠﻘﺔ( أﻣﺎ دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻛون اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺣﺎﺋ از )ﻟﻠﺣﺟﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ( ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ.
1
أﻧظر اﻟﻣواد 903-902-901ﻣن 09/08ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
2
ﺳﺎﻟم ﺑن راﺷد اﻟﻌﻠوي ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ، 2009،ص.284
3
ﻓرﯾﺣﺔ ﺣﺳﻧﻰ ،إﺟراءات اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار اﻟﻌﻠوم ،اﻟﺟزاﺋر ،2008ص .106
55
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﺣـوزة اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﺗﻣﻛﻧـﻪ ﻣـن ﻣواﺟﻬـﺔ اﻹدارة أﺛﻧـﺎء إﺑـرام اﻟﻌﻘـد ،ﺑﺣﯾـث ﯾﺧـﺗص اﻟﻘﺎﺿـﻲ
اﻹداري اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوي اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻓـﻊ ﺑﺷـﺎن ﻧ ازﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،وﻫـو
إﺟ ـراء ﻗﺿــﺎﺋﻲ ﺧــﺎص اﻟﻬ ــدف ﻣﻧــﻪ ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﻗواﻋ ــد اﻟﻌﻼﻧﯾ ــﺔ واﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ﻋ ــن طرﯾــق إﻋطــﺎء اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻹداري
ﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ وﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ.1
ﻛﻣــﺎ ﻧــص اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾ ـﺔ ،أن ﻛــل ﻣــن ﻟــﻪ ﻣﺻــﻠﺣﺔ ﻓــﻲ
إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أن ﯾرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ،وﻫـذا ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ
ﻟــم ﺗﺣﺗــرم اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة إﺟ ـراءات اﻟﻣﺳــﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﺈﺟراءات اﻹﺷــﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ ،وﻗــد ﻧﺻــت أﯾﺿــﺎ
اﻟﻣ ــﺎدﺗﯾن ) (947 ،946ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ ،وﻷﺟ ــل رﻓ ــﻊ اﻟ ــدﻋوى اﻹﺳ ــﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻓ ــﻲ
ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺷروط ﺷﻛﻠﯾﻪ وأﺧرى ﻣوﺿوﻋﯾﻪ.
ﻓﺎﻟﺷــروط اﻟﺷـــﻛﻠﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ ﺗ ــوﻓر اﻟﺻ ــﻔﺔ واﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ واﻷﻫﻠﯾ ــﺔ ٕوان ﯾ ــﺗم رﻓ ــﻊ اﻟ ــدﻋوى ﺑواﺳ ــطﺔ
ﻋرﯾﺿــﺔ إﻓﺗﺗﺎﺣﯾـﺔ أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﻣــﻊ ﻣ ارﻋــﺎة ﺷــروط اﻟﻌرﯾﺿــﺔ واﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ طﺑﻘــﺎ ﻟﻠﻘواﻋــد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻟﻛون اﻟدﻋوى اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻓـﻲ ﻧـزاع اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻫـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ
ﯾﺗطﻠـب ﻓﯾﻬــﺎ ﺷــرط اﻹﺳــﺗﻌﺟﺎل أو ﺷــرط اﻟﺳــرﻋﺔ ،2ﻓﻘــد إﻛﺗﻔـﻰ اﻟﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﺑﺷــرط ﻣوﺿــوﻋﻲ وﺣﯾــد وﻫــو
ﺣﺎﻟ ـﺔ اﻹﺧــﻼل ﺑﺎﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻹﺷــﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﺿــﻊ ﻟﻬــﺎ ﻋﻣﻠﯾــﻪ إﺑ ـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻣﺎﻋــدا ذﻟ ــك
اﻟﺷرط ،اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎﻻت اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﻪ أﺧرى ﺳواء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ اﻹﺑرام أو ﻣرﺣﻠﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
اﻟﺑﻧد اﻷول :ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟدﻋوى اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ
ﯾﻣــﻧﺢ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟــدﻋﺎوى ﺳــﻠطﺎت واﺳــﻌﺔ وﻏﯾــر ﻣﺄﻟوﻓــﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ ﺗﺻــل إﻟــﻰ ﺣــد ﺗوﺟﯾــﻪ اﻷواﻣــر
ﻟﻺدارة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 946ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ "09/08ﯾﻣﻛـن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻹدارﯾـﺔ أن ﺗـﺄﻣر
اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻣﺗﺛﺎل ﻻﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ،وﺗﺣدد اﻷﺟل اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻣﺗﺛل ﻓﯾﻪ" وﺗﺗﻛون ﻣن ﺷﻘﯾن
اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ :
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ﺳـﺎﻟﻔﺔ اﻟـذﻛر 946ﻣﻧـﻪ أن ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ ﺳـﻠطﺔ اﻷﻣـر وﻓـرض اﻟﻐ ارﻣـﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾـﺔ ،ووﻗـف ﻛـل
اﻟﻘـ ـ ار ارت و اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣﺗﺻ ــﻠﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﻹﺑـ ـرام ،3وﻫﯾـ ــﺎ إﺟـ ـراءات ﺗﺣﻔظﯾ ــﺔ ﯾﺣ ــﺗﻔظ ﺑﻣوﺟﺑﻬ ــﺎ اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ ﻋـ ــن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺑﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺧﻼل ﺑﻘواﻋد اﻹﺷﻬﺎر واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
وﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻋﻧد اﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎوى ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أن ﯾـرى ﻣـدى
ﺳ ــﻼﻣﻪ إﺟـ ـراءات إﺑـ ـرام اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت ﻣ ــن ﻗﺑ ــل اﻹدارة ،وﻛ ــذﻟك ﻣ ــدى اﺣﺗراﻣﻬ ــﺎ ﻟﻼﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ
1
ﺑن أﺣﻣد ﺣورﯾﺔ ،دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺗﺧﺻص
ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑوﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن ، 2011-2010 ،ص .125
2
رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .130
3
ﻟﻌﻼم ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻬدي ،اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻗﺑل اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺻر ،اﻟﻌدد اﻟﺧﺎﻣس ، 2015 ،ص 29
56
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
واﻹﺷــﻬﺎر ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓﻠﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺳ ــﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾــﺔ ﻓــﻲ ذﻟ ــك ﻣﺗــﻰ ﺗﺑــﯾن ﻟﻬــﺎ أن إﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻗــد ﺗ ــم دون
اﺣﺗـرام إﺟـراءات اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ واﻹﺷــﻬﺎر ﺑﺣﯾــث ﯾﻣﻛــن ﻟﻬــﺎ وﺑﻣﺟــرد إﺧطﺎرﻫــﺎ أن ﺗ ـﺄﻣر ﺑﺗﺄﺟﯾــل إﻣﺿــﺎء اﻟﻌﻘــد إﻟــﻰ
ﻏﺎﯾــﺔ ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻹﺟ ـراءات وﻟﻣــدة ﻻ ﺗﺗﺟــﺎوز 20ﯾوﻣــﺎ ،وﯾﻣﻛــن ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ أن ﯾﺣﻛــم ﺑﻐ ارﻣــﻪ ﺗﻬدﯾدﯾــﻪ ﺗﺳ ـري ﻣــن
ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد ﻟﻠﺧﺿوع واﻹﻣﺗﺛﺎل ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت.
1
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 1/946اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن ، 09/08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
2
ﻟﻌﻼم ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻬدي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .32
3
ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .457
57
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺑرﻣﻬــﺎ اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻟﻠرﻗﺎﺑــﺔ ﻗﺑــل دﺧوﻟﻬــﺎ ﺣﯾــز اﻟﺗﻧﻔﯾــذ وﻗﺑــل ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ وﺑﻌــدﻩ"،1
وﺗﻌﺗﺑـر دﻋــوى اﻹﻟﻐـﺎء أﻛﺛــر اﻟـدﻋﺎوى اﻧﺗﺷــﺎ ار واﺳـﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣــن طـرق اﻟﻣﺗﻘﺎﺿــﯾن وﻫـو ﻣــﺎ ﯾﻔﺳـر اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻣﺷــرع
اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄﻧﻪ ﺧﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
ﺑﺣﯾـ ــث ﯾ ارﻗـ ــب اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ اﻹداري ﺑواﺳ ــطﺗﻬﺎ ﻣﺷ ــروﻋﯾﺔ اﻟﻘ ـ ـ ار ارت اﻹدارﯾ ــﺔ وﺣﺳـ ــب اﻟﻣـ ــﺎدة 168ﻣـ ــن
دﺳــﺗور 22020اﻟﺗــﻲ ﻧﺻــت ﻋﻠــﻰ" ﯾﻧظــر اﻟﻘﺿــﺎء ﻓــﻲ اﻟطﻌــون ﻓــﻲ ﻗ ـ ار ارت اﻟﺳــﻠطﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ" ﻓــﺈن اﻟﻘ ــﺎﻧون
اﻟﺟ ازﺋ ــري ﯾﺳ ــﻣﺢ ﺑ ــﺎﻟطﻌن ﺑﺈﻟﻐ ــﺎء اﻟﻘـ ـ ار ارت اﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﺻ ــﺎدرة ﻋ ــن ﻣﺧﺗﻠ ــف اﻟﻬﯾﺋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ أﻣ ــﺎم اﻟﺟﻬ ــﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﺳـواء أﻣـﺎم اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻹداري وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﻣـﺎدة 801ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ أو
أﻣـﺎم ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟـﺔ وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﻣـﺎدة 901ﻣــن ﻧﻔـس اﻟﻘــﺎﻧون ،ﻓـدﻋوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻫـﻲ اﻟــدﻋوى اﻟﺗـﻲ ﯾرﻓﻌﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻹداري ﻣ ــن اﺟ ــل إﻋ ــدام ﻗـ ـرار إداري ﻣﺧ ــﺎﻟف ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون 3وﺗﻌ ــرف ﻛ ــذﻟك ﺑﺄﻧﻬ ــﺎ دﻋ ــوى
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﻟﻣﺧﺎﺻﻣﺔ ﻗرار إداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻣن أﺟل إﻟﻐﺎﺋﻪ أو إﻋداﻣﻪ.4
ودﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻣــن دﻋــوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻛوﻧﻬــﺎ ﺗﺣﻣــﻲ اﻟﻣ ارﻛــز اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل
اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﻘ ار ارت اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻣﺷـروﻋﯾﺔ اﻹدارﯾـﺔ ،ﻟـذﻟك ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺗﻣﺛـل ﺧﺻـوﻣﺔ ﺗﺗﻌﻠـق ﺑﺣﻘـوق ﺷﺧﺻـﯾﺔٕ ،واﻧﻣـﺎ
ﺗﺧﺎﺻــم اﻟﻘ ـرار اﻹداري ﻏﯾــر ﻣﺷــروع ،ﻓﻬــﻲ ﺗﻌﺑــر ﻋــن اﻟﻧظــﺎم اﻟﻌــﺎم ﺑﺣﯾــث ﻻ ﯾﺟــوز اﻟﺗﻧــﺎزل ﻋﻧﻬــﺎ ،وﯾﻌﺗﺑــر
اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻟﻪ ﺣﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﺔ.5
إﻻ أﻧـﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣ ارﺣــل اﻟﺗﻣﻬﯾدﯾـﺔ ﻹﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﺗﺻـدر اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺟﻣﻠـﺔ ﻣــن اﻟﻘـ اررات ،واﻟﺗــﻲ
ﯾﺿــﻔﻲ ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺻــﻔﺔ اﻟﻘ ـرار اﻹداري ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ﺻــﺎدرة ﻋــن اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔــردة ﻟﻬــﺎ ،ﻣــن ﺧــﻼل إﺟراﺋﻬــﺎ ﻻﺧﺗﯾــﺎر
أﺣﺳن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻟﻘ ار ارت ﺑﺎﻟﻘ ار ارت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ.
ﻓﺗﻌرﯾف اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﻧﻔﺻل ﺑﺄﻧﻪ ﻗرار ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘـد وﯾﺳـﺗﻬدف إﺗﻣﺎﻣـﻪ إﻻ أﻧـﻪ ﯾﻧﻔﺻـل
وﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ ﻓﻬو ﻗرار ﯾﺳﺑق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑرام ﻧظ ار ﻷﻧﻪ ﯾﻣﻬد ﻟﻬﺎ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾدﺧل ﻓـﻲ ﻧطـﺎق اﻟراﺑطـﺔ
اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻋن اﻟﻌﻘد.6
اﻟﺑﻧد اﻷول :ﻧطﺎق دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻫــﻲ دﻋــوى ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻋﯾﻧﯾــﺔ ﯾﺣرﻛﻬــﺎ وﯾرﻓﻌﻬــﺎ ذوي اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ واﻟﺻــﻔﺔ أﻣــﺎم
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻣـن أﺟـل إﻟﻐـﺎء ﻗـ ار ارت إدارﯾـﺔ ﻏﯾـر ﻣﺷـروﻋﺔ ،ﺑﺣﯾـث ﯾﻘـوم ﻧطـﺎق دﻋـوى اﻹﻟﻐـﺎء
ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأﯾن ﻣﻬﻣﯾن:
1
أﻧظر اﻟﻣﺎدة 156ﻣن اﻟﻣرﺳوم ،247/15اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
2اﻟﻣﺎدة 168ﻣن اﻟدﺳﺗور 2020اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30دﯾﺳﻣﺑر ،2020اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد 82
3
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .280
4
ﻓﺎروق ﺧﻣﺎس ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑﺣرﯾن ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ، 2006 ،ص .120
5
ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ، 2006 ،ص .173
6
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 338
58
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺑــدأ اﻷول :اﻷﺻــل أن دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗوﺟﯾﻬﻬــﺎ ﻟﻠﻌﻘــد ،ﺑــل وﺟــب ﺗوﺟﯾﻬﻬــﺎ إﻟــﻰ -1
اﻟﻘرار اﻹداري ﻏﯾر ﻣﺷروع.
اﻟﻣﺑدأ اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺿﺎء اﻹﻟﻐـﺎء ﻻ ﯾﻣﻛـن اﻻﺳـﺗﻧﺎد إﻟـﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔـﺔ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة -2
إﻟﺗزﻣﺎﺗﻬــﺎ ﻛﺳــﺑب ﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﺗــﻲ ﺗﺟﯾــز طﻠــب إﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار اﻹداري ،ﻓــدﻋوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻫــﻲ ﺟــزء ﻣــن ﻣﺑــدأ
ا
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ.1
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺿﺎء اﻹﻟﻐﺎء
ﺗﻌﺗﺑـر دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء دﻋــوى ﻣوﺿــوﻋﯾﻪ ﻟﻬــﺎ أﺳــﺎس دﺳــﺗوري ﺣﯾــث ﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة 168ﻣــن دﺳــﺗور
2020اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻧظر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟطﻌون ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ".
أوﻻ :اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘد
ﺗﻘوم اﻹدارة ﺑﺈﺻدار اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘـ اررات أﺛﻧـﺎء ﻣرﺣﻠـﻪ إﺑـرام اﻟﻌﻘـد ﻛـﺎﻟﻘرار اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑـﺎﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣؤﻗـت أو
اﻟﻘـرار اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﺗﺄﺷــﯾرة ،أو ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ ﻛــﺎﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣﺗﻌﻠــق ﺑﺗﻌــدﯾﻼت ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ أو
ﻗ ـرار اﻟﻔﺳــﺦ اﻟــذي ﺗﺗﺧــذﻩ اﻹدارة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺷــرط أن ﺗﻛــون أي ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻘ ـ اررات ﻣﺷــوﺑﺔ ﺑﻌﯾــب ﻣــن ﻋﯾــوب
ﻣﺷــروﻋﯾﻪ ،و ﯾﻣﻛ ــن ﻟﺻ ــﺎﺣب اﻟﺣ ــق ﻫﻧ ــﺎ أن ﯾرﻓ ــﻊ دﻋ ــوى اﻹﻟﻐ ــﺎء وﯾﺑ ــﯾن اﻟﻌﯾ ــب اﻟﻐﯾ ــر ﻣﺷ ــروع ﻓ ــﻲ اﻟﻘـ ـرار
وﯾطﺎﻟب ﺑﻔﺻﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﻌﻘد.
وﯾﻌرﻓﻬــﺎ اﻟــدﻛﺗور إﺑ ـراﻫﯾم ﺷــﯾﺣﺎ ﺑ ـﺄن اﻟطﻌــن ﺑﺎﻹﻟﻐــﺎء ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻘ ـ اررات ﯾﺣــق ﻟﻛــل ذي ﻣﺻــﻠﺣﻪ ﻣــن اﻟﻐﯾــر،
ﺧﺎﺻـﺔ وأن ﻣﺟﻠـس اﻟدوﻟـﺔ اﻟﻔرﻧﺳـﻲ ﻟــم ﯾﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺧﻠـق ﻧظرﯾـﻪ اﻷﻋﻣــﺎل اﻹدارﯾـﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻـﻠﺔ ﻓـﻲ ﺑداﯾـﺔ اﻷﻣــر
إﻻ ﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﻷﻧﻬ ــم أﺻـ ــﺣﺎب اﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ ﻓ ــﻲ ﺗطﺑﯾ ــق ﻫـ ــذﻩ اﻟﻧظرﯾ ــﺔ ،2وﻟﻛـ ــن ﻟ ــﯾس ﻟﻬـــؤﻻء اﻟﺗ ــدﺧل ﻓـ ــﻲ
اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘــد واﻟﺗــﻲ ﺗﻛــون ﻣﻘﺻــورة ﻋﻠــﻰ طرﻓﯾــﻪ) اﻹدارة واﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣﻌﻬــﺎ( وﻣــن ﺧــﻼل دﻋــوى
اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ،أﻣــﺎ اﻟطﻌــن ﻓــﻲ اﻟﻘ ـ اررات اﻟﻣﻧﻔﺻــﻠﺔ ﻋﻧــد اﻟﻌﻘــد ﻓﯾﻛــون ﻣﺑﺎﺣــﺎ أﻣــﺎم ﻛــل ذي ﻣﺻــﻠﺣﻪ ،ﻫــذا
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،أﻣﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﯾﺟب أن ﯾﺑﻧﻲ طﻌﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔـﻪ ﻫـذﻩ اﻟﻘـ اررات ﻟﻘواﻋـد اﻟﻘـﺎﻧون دون اﺳـﺗﻧﺎدا إﻟـﻰ
ﺣق ذاﺗﻲ أو ﺷﺧﺻﻲ وﯾﻣﻛـن اﻟﻘـول ﻫﻧـﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻧـﺎد ار ﻣـﺎ ﯾﻠﺟـﺎ إﻟـﻰ دﻋـوى اﻹﻟﻐـﺎء واﻟﺳـﺑب ﻓـﻲ ذﻟـك ﻫـو
أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻟدﯾﻪ طرﯾق أﺧر ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﻠﻛﻪ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﻪ إﻻ وﻫو طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل.3
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد
اﻷﺻل أن دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل ،إﻻ إذا رﻓﻌت ﻣـن ﻏﯾـر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد
اﻟــذي ﺗﺿــرر ﺑــﺎﻟﻘرار اﻟﻣطﻌــون ﻓﯾــﻪ ،وﻻ ﺗﻘﺑــل ﻫــذﻩ اﻟــدﻋوى ﻣــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻧﻔﺳــﻪ ﻷﻧــﻪ ﯾﻣﻠــك ﺣــق اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ
اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل وﻫــذا ﻣــﺎ أﻛــدﻩ اﻟــدﻛﺗور ﺳــﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣــد اﻟطﻣــﺎوي ﯾــرى أن أﺛــﺎر اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻣــن ﻧﺎﺣﯾــﺔ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗﻌدى اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،وﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌـض اﻷﻋﺑـﺎء واﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﻟﺗﻔـوﯾض اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻓـﻲ
1
ﻛﻠــوﻓﻲ ﻋــز اﻟــدﯾن ،ﻧظــﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻣوﻟــود ﻣﻌﻣــري ﺗﯾــزي وزو،
اﻟﺟزاﺋر ، 2012-2011 ،ص .110
2
إﺑراﻫﯾم ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،1994 ،ص .33
3
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .34-33
59
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣﻣﺎرﺳــﻪ ﺑﻌــض ﻣظــﺎﻫر اﻟﺳــﻠطﺔ ﻣــن ﻗﺎﻋــدة اﻟﻣﺳــﺎواة أﻣــﺎم اﻟﺗﻛــﺎﻟﯾف اﻟﻌﺎﻣــﺔ أو ﺗﺧوﻟــﻪ ﺑﻌــض اﻟﺣﻘــوق واﻟﻣ ازﯾــﺎ
وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧون ،ﻓـﺈذا ﺧﺎﻟﻔــت اﻹدارة اﻟﻘـﺎﻧون وﺗرﺗـب ﻋﻠــﻰ ذﻟـك ﺿـرر أﺻـﺎب اﻟﻐﯾــر ﻓﻣـن ﺣﻘﻬـم ﻣﻘﺿــﺎت اﻹدارة
ﻣن ﺧﻼل طﻠب إﺑطﺎل اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻬﺎ.1
وﻣــن اﺑــرز ﺻ ــور اﻣﺗ ــداد أﺛ ــﺎر اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ إﻟــﻰ ﻏﯾ ــر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ﻣ ــن ﺣﻘ ــوق اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾدﯾن ﻓ ــﻲ
ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﻠﺗزﻣﯾن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾدون ﻫم اﻟذﯾن ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬم ﺻﻔﻪ اﻟﻐﯾـر ،وﯾﺣـق ﻟﻬـم أن ﯾطﻠﺑـوا ﻣـن
اﻹدارة ﺗﻌـدﯾل اﻟوﺿـﻊ اﻟﻣﺧـﺎﻟف ﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ اﻟﺷــروط اﻟﻣﻠﺣﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘـد ٕواذا اﻣﺗﻧﻌـت اﻹدارة ﻋــن ذﻟـك ﻛـﺎن ﻟﻬـم اﻟﺣــق
ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑﻘرارﻫــﺎ اﻟﺳــﻠﺑﻲ ﻋــن طرﯾــق دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ،2وذﻟــك ﻋﻠــﻰ اﻋﺗﺑــﺎر أن اﻟﻣﻧﺗﻔــﻊ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻻﻣﺗﯾــﺎز ﻻ
ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟطﻌــن ﺑﺎﻹﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار اﻟــذي ﯾﺻــدرﻩ اﻟﻣﻠﺗــزم ﻷﻧــﻪ ﻣــن ﺷــروط اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻘرار اﻹداري ﺻــدورﻩ ﻋــن
اﻟﺳـﻠطﺔ إدارﯾــﺔ واﻟﻣﻠﺗــزم ﯾﻔﺗﻘــد ﻟﻬـذا اﻟﺷــرط ﻟــذﻟك ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﻔـﻊ إﻟﻐــﺎء اﻟﻘـرار ﺑﺷــﻛل ﻏﯾـر ﻣﺑﺎﺷــر ﺑـﺄن ﯾطﻠــب
ﻣـن اﻟﺟﻬــﺔ اﻹدارﯾــﺔ ﻣﺎﻧﺣـﺔ اﻻﻟﺗـزام إﺟﺑــﺎر اﻟﻣﻠﺗــزم ﻋﻠــﻰ اﺣﺗـرام اﻟﺷــروط ﺗﻧظﯾﻣﯾــﻪ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻘــد
اﻻﻟﺗـزام ﻓـﺎن اﻣﺗﻧﻌـت ﻋـن اﻟـرد ﻋﻠـﻰ اﻟطﻠـب أو رﻓﺿــت ﻋـن إﺟﺎﺑﺗـﻪ ،اﻋﺗﺑـر ﻗرارﻫـﺎ ﺑـﺎﻟرﻓض أو اﻻﻣﺗﻧـﺎع ﻗـرار
إدارﯾﺎ وﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠطﻌن ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء.
وﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري ﺳــﻠطﻪ ﺿــﯾﻘﺔ وﻣﺣــدودة ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ واﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﺑﺻــﻔﻪ
ﻋﺎﻣــﻪ ،ﺣﯾــث ﻟــﯾس ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻧظــر ﺳــوى ﻓــﻲ ﻗ ـرار اﻟﻣﻌﯾــب اﻟﻣ ـراد إﻟﻐﺎﺋــﻪ وﻟــﯾس ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻛﻛــل أو إﻟﻐــﺎء
اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻛﻠﻬــﺎ أو إﺑطﺎﻟﻬــﺎ واﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻗﺑــل أن ﯾﻧطــق اﻟﺣﻛــم ﺑﺎﻹﻟﻐــﺎء ﻻﺑــد أن ﯾﺳــﺑب ﻗـ اررﻩ وذﻟــك أﺟــل
ﻋدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ ﻟرﻛن اﻻﺧﺗﺻﺎص أو رﻛن اﻟﺷﻛل اﻹﺟراءات وﻏﯾرﻫﺎ.3
وﺑﺻدور ﺣﻛم اﻹﻟﻐﺎء ﻟﻠﻘرار اﻹداري اﻟﻣﻧﻔﺻل اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر وﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻣ ــن أﻫ ــم ﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﻘـ ـرار اﻹداري اﻟﻘﺎﺑ ــل ﻟﻠطﻌـ ــن ﺑ ــدﻋوى اﻹﻟﻐ ــﺎء ﯾﻛـــون ﺻ ــدورﻩ ﻣ ــن اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة وﺑﺈرادﺗﻬـﺎ اﻟﻣﻧﻔـردة ،وﻫـذا ﻣـﺎ ﯾﻣﯾـزﻩ ﻋـن اﻟﻌﻘـد اﻹداري اﻟـذي ﯾـﺗم إﺑ ارﻣـﻪ ﺑﺗواﻓـق إرادﺗـﯾن ،وﻧﺗﯾﺟـﺔ ذﻟـك
ﻓﺎﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻣــﺔ أﻧــﺔ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــﺎﻟﻌﻘود اﻹدارﯾــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﻻﻧﻌﻘــﺎد أو ﺻــﺣﺗﻪ أو ﺗﻧﻔﯾــذﻩ أو
اﻧﻘﺿﺎﺋﻪ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ،واﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻓـﻲ ﻧظـرﻩ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋـﺔ أﻧـﻪ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﺳـﻠطﺎت واﺳـﻌﺔ ،ﻛـون ﻗﺿـﺎء
دﻋــوى اﻹﻟﻐــﺎء ﻗﺿــﺎء ﻣﺷــروﻋﯾﺔ ،أي ﯾﻘﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺣﻘــق ﻣــن ﻣــدى ﻣﺷــروﻋﯾﺔ اﻟﻘـرار ،دون أن ﺗﻣﺗــد ﺳــﻠطﺔ
اﻟﻘﺿــﺎء إﻟ ــﻰ أﺑﻌــد ﻣ ــن ذﻟــك ،ﻓﺈﻣ ــﺎ أن ﯾﻘــوم ﺑﺈﻟﻐــﺎء اﻟﻘ ـرار ﻟﻌ ــدم ﻣﺷــروﻋﯾﺗﻪ أو ﯾــرد اﻟــدﻋوى ﺑﻌ ــد اﻟﺗﺄﻛــد ﻣ ــن
ﻣﺷــروﻋﯾﺗﻪ وﻫــذا ﻣــﺎ أﻛدﺗــﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻹدارﯾــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ اﻧﺗﻣــﺎء ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ﻓــﻲ
ﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟﺻــﺎدر ﻓ ــﻲ 1995/01/24وﻧﺻــت ﻋﻠ ــﻰ أن ﻗﺿــﺎء اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾ ــﺔ ﯾﻧﺗﻣــﻲ أﺳﺎﺳ ــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء
1
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .673
2
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .697
3
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ :دراﺳﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ و ﻓﻘﻬﯾﺔ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر و
اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص .155
60
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻛﺎﻣــل ،ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻛــون ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ أن ﺗﻧظــر ﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻗــد ﺻــدر ﺑﺷــﺄن ﺗﻠــك اﻟﻌﻘــود ﻣــن إﺟـراءات وﻗـ ار ارت ،وذﻟــك
ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫــﺎ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ اﻷﺻــﻠﯾﺔ ﻓــﻲ ﺣــدود اﺧﺗﺻﺎﺻ ـﻬﺎ اﻟﻛﺎﻣــل ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺔ ،ﻛﻣــﺎ ﯾﻛــون
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺷﺎﻣل ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻣن أﻣور ﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ.1
ﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﺣﯾـث
ﯾﺗﻣﺛل دورﻩ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ٕواﻋﺎدة اﻟﺣﻘوق ﻷﺻﺣﺎﺑﻬﺎ.2
ﯾﺗﻣﯾــز اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ﺑﺷــﻣوﻟﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﻪ ﻣــن اﻟــدﻋﺎوى اﻹدارﯾــﺔ اﻷﺧــرى ﻛــدﻋوة اﻟﺗﻌــوﯾض
ودﻋ ــوى اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ وﻏﯾرﻫ ــﺎ ،ﻛﻣ ــﺎ أن ﻟﻠﻘﺎﺿ ــﻲ اﻹداري ﺳـــﻠطﺎت أوﺳ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﻘﺿ ــﺎء اﻟﻛﺎﻣ ــل ﻣﻘﺎرﻧ ـ ـﺔ
ﺑﺳﻠطﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى اﻷﺧرى.
وﻗد ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣـل ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 801ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ
09/08ﻓـ ـ ــﻲ ﻓﻘرﺗﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾـ ـ ــﺔ ،ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠﺻـ ـ ــﻬﺎ ﺑﺻـ ـ ــﻔﺔ ﺿـ ـ ــﻣﻧﯾﻪ ﻣـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـواد)،949،903،902،800
(960،953ﻣــن ﻧﻔــس اﻟﻘــﺎﻧون ،ﺑﺣﯾــث ﻫــذﻩ اﻟﻣ ـواد ﺗﺷــﯾر إﻟــﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾــﺔ اﻟطﻌــن ﻓــﻲ اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋﻠــﻰ
اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻹدارﯾــﺔ ،ﺑﺣﯾــث أن رﻓــﻊ دﻋــوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﺧﺿــﻊ ﻟــﻧﻔس
اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ رﻓﻊ دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
ﺷــروط ﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﻣــدﻋﻲ :وﺗﺗﻣﺛــل أﺳﺎﺳــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﺔ واﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ ﻓــﻲ ﺣﺳــب ﻧــص اﻟﻣــﺎدة 13ﻣــن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ .09/08
اﻟﺷــروط اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑــدﻋوى اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻛﺎﻣــل :ﯾﻛــون ﺗﺄﺳــﯾس اﻟﻣــدﻋﻲ دﻋ ـواﻩ ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ
وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺣﺎﻻت إﺧﻼل اﻟطرف اﻷﺧر ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﻋﻘدﯾـﻪ أو ﻏﯾـر ﻋﻘدﯾـﺔ ،ﻛﻣـﺎ
أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺿرر ﺳﺑﺑﻪ أﺣد طرﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻷخ ،ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌوﯾض.3
اﻟﺑﻧد اﻷول :ﻧطﺎق دﻋوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻫﯾﺎ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﻧﺷﺄ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ :
دﻋوى اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﻪ: -1
ﺣﯾث ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدﻋوى إﻟﻰ ﺣﺻول أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻋن ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ذﻟـك ﻓـﻲ ﺻـورة
ﺛﻣن أو رﺳم ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ ،أو ﺗﻌـوﯾض ﻋـن اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﺳـﺑﺑﻬﺎ أﺣـد طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد ﻟﻸﺧـر ،ﺣﯾـث
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﻣن أﻛﺛر اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧـﻪ ﺑوﺳـﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ
1
اﻟطﻌن رﻗم ) (1326ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1995/01/24أﺷﺎر إﻟﯾﻪ د.ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ﺣﻣود اﻟدﻟﯾﻣﻲ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،
اﻟﺑﺣرﯾن ، 2008 ،ص .207
2
ﺧﻠف اﷲ ﻛرﯾﻣﺔ ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ، 2013-2012 ،ص .120
3
ﺣورﯾﺔ ﺑن أﺣﻣد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .9
61
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ إﺻﺎﺑﺗﻪ ﻣن ﺟـراء ﺧطـﺎ ﻣـن ﺟﻬـﺔ اﻹدارة
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة وﻫو ﺑﺻدد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﻌﻬﺎ.1
دﻋوى إﺑطﺎﻻ ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘواﻋد إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ: -2
إن ﻗــﺎﻧون اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﺿــﻊ ﻗﯾــود ﻋﻠــﻰ ﺣرﯾــﺔ اﻹدارة ﻓــﻲ إﺑراﻣﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻘــود ،واﻟﻬــدف ﻣــن
ذﻟك ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد ﺗﻘـدم ﻋﻠـﻰ ﺗﺻـرﻓﺎت ﻏﯾـر ﻣﺷـروﻋﻪ وﺧﺎرﺟـﺔ ﻋـن اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـﺎ
اﻟﻌﻘدﯾــﺔ ،ﺣﯾــث ﯾﻛــون ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣ ــﻊ اﻹدارة اﻟﺣــق ﻓــﻲ طﻠــب إﺑطــﺎل اﻟﺗﺻــرف اﻟﺗــﻲ ﺧﺎﻟﻔــت ﻓﯾــﻪ ﻗواﻋــد إﺑ ـرام
اﻟﺻــﻔﻘﺔ وﻫــذا اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﯾﻘــوم ﺑﺈﺑطــﺎل اﻟﺗﺻــرف دون أن ﯾﻣــس ذﻟــك ﺑﻣﺷــروﻋﯾﻪ اﻟﻌﻘــد ،ودون اﻟﺗﻘﯾــد ﺑﺎﻟﻣواﻋﯾــد
اﻟﻣﺣددة ﻟرﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء.
دﻋوى ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ: -3
ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣـ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻣـ ــن اﻟﺳـ ــﻠطﺔ اﻹدارﯾـ ــﺔ أﯾﺿـ ــﺎ أن ﯾرﻓـ ــﻊ دﻋـ ــوى ﻟـ ــدى اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻟﻛﺎﻣـ ــل ،وﯾﻛـ ــون
ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،إذا ﻣﺎ إرﺗﻛﺑـت اﻹدارة ﺧطـﺄ ﺟﺳـﯾﻣﺎ ﺧـﻼل ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬـﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـﺔ أو ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻘـوة
اﻟﻘﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ.2
دﻋوﻩ ﺑطﻼن ﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ: -4
ﯾﺗﻌﻠــق ﺗﻧظــﯾم اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ وﻋﻠﯾــﻪ ﻓﻘــد ﯾﻣﺳــﻪ دﻋــوى اﻟــﺑطﻼن ،وﺗﻧﺷــﺄ ﻫــذﻩ
اﻟدﻋوى ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ وﺟود ﻋﯾب ﯾﻣس ﺗﻛوﯾن اﻟﺻﻔﻘﺔ ،وﺗﺧﺿﻊ دﻋوى ﺑطـﻼن اﻟﻌﻘـد ﻟﻠﻘﺿـﺎء اﻟﻛﺎﻣـل وذﻟـك ﻓـﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻠف أﺣـد أرﻛﺎﻧـﻪ أو ﺷـروط ﺻـﺣﺗﻪ وﻫـﻲ اﻟرﺿـﺎ واﻟﻣﺣـل واﻟﺳـﺑب ،ﻓﻔـﻲ ﺣـﺎل ﺗﺄﻛـد اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻣـن وﺟـود
أي ﻋﯾــب ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻌﯾــوب ﺣﻛــم ﺑــﺑطﻼن ﻋﻘــد اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،وﻫــﻲ طﻠﺑــﺎت ﯾرﻓﻌﻬــﺎ ﺻــﺎﺣب اﻟﺷــﺄن ﻓــﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ذي طﺑﯾﻌﺔ وﻗﺗﯾﺔ ﻟدرء ﺧطر داﻫم ﯾﻬدد وﺟود اﻟﺣـق أو ﺣﻔـظ
اﻟـدﻟﯾل اﻟﻣﺛﺑــت ﻟﻠﺣــق إذا ﻛــﺎن ﯾﺧﺷــﻰ ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن اﻟــزوال ﺑﻣـرور اﻟوﻗــت ،3وﻣﺛــﺎل ﻋﻠــﻰ ذﻟــك طﻠــب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد ﻣــﻊ
اﻹدارة ﺗﻌﯾــﯾن ﺧﺑﯾــر ﻛــﺈﺟراء ﻣﺳــﺗﻌﺟل ﻟﻔﺣــص ٕواﺛﺑــﺎت ﻣــﺎ ﻗــﺎم ﺑــﻪ ﻣــن أﻋﻣــﺎل ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻹدارة اﻟﻣﺳــﻠﻣﺔ إﻟﯾﻬــﺎ،
وﯾﺷﺗرط ﻟﻘﺑول ﻫذا اﻟطﻠب أن ﯾﺗـواﻓر ﻓﯾـﻪ طﺑﯾﻌـﺔ اﻻﺳـﺗﻌﺟﺎل واﻟﺟدﯾـﺔ ،واﻻﺳـﺗﻌﺟﺎل ﻫـو ﺿـرورة ﻣﻠﺣـﺔ ﻟوﺿـﻊ
ﺣل ﻣؤﻗت ﻟﻧزاع ﯾﺧﺷﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺣق ﻓﯾﻪ ﻣن ﻣﺿﻲ اﻟوﻗت ﻟو ﺗرك ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﻣوﺿوﻋﺎ.
اﻟﻣطﻠــب اﻟﺛﺎﻟــث :اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﻓــﻲ ﺗﺳــوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻟــﯾس ﻛــل اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﯾ ـؤول اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ إﻟــﻰ اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻓﻘــط،
ٕواﻧﻣﺎ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌـﺎدي )اﻟﻣـدﻧﻲ و اﻟﺟ ازﺋـﻲ( دور ﻛـذﻟك ﻓـﻲ ﺗﺳـوﯾﺔ ﺑﻌـض ﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻬـﺎ ،ﺑﺣﯾـث ﯾطﺑـق
1
ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻌﻘود اﻻدارﯾﺔ و ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻪ ﻗﺿﺎءا و ﺗﺣﻛﯾﻣﺎ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ، 2009 ،
ص .307
2
ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .162
3
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑداﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .323
62
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺧـﺎص ،وﻟﻣﻌرﻓـﺔ دور اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻌـﺎدي ﻓــﻲ ﺗﺳـوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،وﺟـب ﻋﻠﯾﻧــﺎ
أوﻻ ﺗﺣدﯾ ــد طﺑﯾﻌ ــﺔ اﺧﺗﺻ ــﺎص اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻟﻌ ــﺎدي ﻓ ــﻲ ﺗﺳ ــوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋ ــﺎت اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ،وﻛ ــذا ﻣﺟ ــﺎﻻت
اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ.1
اﻟﻔرع اﻷول :طﺑﯾﻌﺔ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﻪ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﯾﺧــﺗص اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌــﺎدي ﻓــﻲ ﺗﺳــوﯾﻪ ﺑﻌــض اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾﻛﻔﯾﻬــﺎ اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﺑﺄﻧﻬــﺎ
ﻧزاع ﻋﺎدي ،ﺑﺣﯾث ﯾﻧﺷﺄ اﺧﺗﺻﺎﺻـﻪ ﺑﺣﻛـم طﺑﯾﻌـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﻓـﻲ ﺣـد ذاﺗﻬـﺎ وذﻟـك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻣﺳـﺎﺋل
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧ ازﻋـﺎت ﺑـﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد اﻷﺻـﯾل واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﺛـﺎﻧوي ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻓﻬـﻲ ﻧ ازﻋـﺎت
ﺗﻧﺷــﺄ ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــد واﻟﻌﻣــﺎل اﻟــذﯾن ﯾﺳــﺎﻫﻣون ﻓــﻲ اﻧﺟــﺎز اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻛﻣــﺎ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺗﺣــدد
اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ أﯾﺿﺎ ﻋن طرﯾق اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎء ﻣﻌﯾن.
ﻛﻣ ــﺎ ﯾ ــؤول اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص ﻟﻠﻘﺳ ــم اﻟﻣ ــدﻧﻲ أو اﻟﺗﺟ ــﺎري ﺑﺣﺳ ــب ﺻ ــﻔﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﺛ ــﺎﻧوي ﻟﻠﻔﺻ ــل ﻓـ ــﻲ
اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧﺷ ــﺄ ﺑ ــﯾن طرﻓ ــﻲ اﻟﻧـ ـزاع أﺛﻧ ــﺎء ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻ ــﻔﻘﺔ ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ إﺧـ ـﻼل أﺣـ ـدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗ ــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾـ ــﺔ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن ﻣﻣوﻟﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ وأﺻﺣﺎب اﻟﻘروض واﻟرﻫون ﻧظـ ار ﻟﻛـون اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟﺗـﻲ
ﺗ ـرﺑطﻬم ﯾﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ و اﻟﺗﺟ ــﺎري ،و ﻟﻛ ــن ﺧ ــﻼف ﻟ ــذﻟك ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻧﺷـ ـوب ﻧـ ـزاع ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣ ــل
اﻟﺛــﺎﻧوي واﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﺑﺎﻟﺗﻘﯾــد ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬــﺎ ،ﻓﺈﻧــﻪ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟــرﻓض وﻋــدم اﻻﻣﺗﺛــﺎل ،ﯾﻛــون رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى
أﻣﺎم اﻟﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ .247/15
اﻟﺑﻧد اﻷول :ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ:
ﯾﻧطوي اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
أوﻻ :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﯾﻌﻘــد اﻻﺧﺗﺻــﺎص ﻟﻠﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﺑﻧظــر ﻓــﻲ ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣــﺎ إذا طــرح
ﻋﻠﯾﻪ ﻧزاع ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﻌﻘـد وﻻ ﯾﻛـون اﺣـد أط ارﻓـﻪ ﺷﺧﺻـﺎ ﻣـن اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣـذﻛورﯾن ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة 800ﻣـن ﻗـﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ،209/08ﺑﺣﯾـث ﯾـؤول اﺧﺗﺻـﺎص اﻟﻧظـر ﻓﯾـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻌـﺎدي ،ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر أن
ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺗﻌد ﻋﻘدا ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺧﺎﺻﺔ.
أوﻻ :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﯾﺧﺿﻊ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ 3وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﻣﻛـن ﻟـﻪ أن ﯾﻌﺎﻗـب ﻋﻠـﻰ أي ﺳـﻠوك ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل
اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛـن ﻣﺟـرم ﺑـﻧص ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ،وﺑﻬـذا ﻧظـم اﻟﻣﺷـرع ﻫـذﻩ اﻟﺟـراﺋم ﻓـﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ
ﻓﻲ ﻣواد ) (26،27،34ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ 4 01/06واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺛﻼث ﺻور:
1
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋدد ﺧﺎص ،اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻗﺳم اﻟوﺛﺎﺋق ،2009 ،ص .77
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09/08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
اﻟﻣﺎدة 43ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )ﻻ إداﻧﺔ إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون ﺻﺎدر ﻗﺑل ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺟرم(
4
اﻟﻘﺎﻧون 01-06اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/02/20اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋدد 14ﺻﺎدرة ﻓﻲ
.2006/02/20
63
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﺑﺎة
ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﻔوذ
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟرﺷوة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻟﻘد ﺣـدد اﻟﻘـﺎﻧون ﺗوزﯾـﻊ اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﺑـﯾن ﺟﻬـﺎت ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾـﺔ وذﻟـك ﻋـن طرﯾـق اﻟﻣﺣـﺎﻛم ﻛﺟﻬـﺔ
ﻗﺿــﺎﺋﯾﺔ ذات اﻟوﻻﯾــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻔﺻــل ﻓــﻲ اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﻌﺎدﯾــﺔ ،ﺣﯾــث ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺟﻬــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ذات
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻌﺎم ،وﻫﻲ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿـﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻧﺎﺷـﺋﺔ ﻋـن اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ذات
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ) اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺑﺣرﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎ ﺷؤون اﻷﺳرة(. 1
أﻣ ــﺎ ﻣﺟﻠ ــس اﻟﻘﺿ ــﺎء طﺑﻘ ــﺎ ﻟﻠﻣ ــﺎدة 34ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾـ ـﺔ 09/08ﯾﺧ ــﺗص
ﺑﺎﻟﻔﺻــل ﻓــﻲ اﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم ﻓ ــﻲ اﻟدرﺟــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﻓــﻲ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣـ ـواد وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓـ ـﺈن
اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﺗﺳــﺗﺄﻧف أﻣــﺎم اﻟﻣﺟﻠــس اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ﻣــﻊ ﻣ ارﻋــﺎة
اﺣﺗرام اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ .
ﻛﻣﺎ ﺗﻔﺻـل أﯾﺿـﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﯾـﺎ ﻛﺟﻬـﺔ طﻌـن ﺑـﺎﻟﻧﻘض ﻓـﻲ اﻷﺣﻛـﺎم واﻟﻘـ اررات اﻟﻔﺎﺻـﻠﺔ ﻓـﻲ ﻣوﺿـوع
اﻟﻧ ـزاع ﻓــﻲ أﺧــر درﺟــﻪ اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم واﻟﻣﺟــﺎﻟس اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ ﻣــﻊ وﺟــوب اﺣﺗ ـرام آﺟــﺎل اﻟطﻌــن ﺑﺎﻟﻧﻘــد
اﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 354ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.2
اﻟﺑﻧد اﻟﺛﺎﻟث :ﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص ﺑﻬﺎ
إن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﯾطﺑق ﻋﻣوﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋﻠـﻰ اﻟﻧ ازﻋـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ذات
اﻟط ــﺎﺑﻊ اﻟﻌ ــﺎدي و اﻟﻣﺗﻣﺛ ــل أﺳﺎﺳ ــﺎ ﺑﺎﻟدرﺟ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ واﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﺗﺟ ــﺎري ،ﻓﻬﻧ ــﺎك ﺑﻌ ــض
اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺟم ﻋن اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﺗﺗﻣﯾـز ﺑطﺎﺑﻌﻬـﺎ اﻟﻣـدﻧﻲ أو اﻟﺗﺟـﺎري وﯾـؤول اﻻﺧﺗﺻـﺎص ﻓﯾﻬـﺎ إﻟـﻰ
اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي وﻋﻠﯾــﻪ ﺳــﻧﻘوم ﺑﺗﺣدﯾــد ﺻــور اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗــؤول اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌ ـﺎدي ﺛــم ﺗﺣدﯾــد
أﻧواع اﻟدﻋﺎوى اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻣن ﺟراء ﻫذﻩ اﻟﻧزاﻋﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي.
أوﻻ -ﻧزاﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤول ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي
ﯾﻧظــر اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻌــﺎدي ﻓــﻲ ﻛــل ﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــرم ﺧــﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ
اﻹدارﯾ ـﺔ اﻟ ـواردة ﻓــﻲ ﻧــص اﻟﻣــﺎدة 6ﻣــن اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ 247 /15ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺗﻛﻠــف ﺑﺎﻧﺟــﺎز ﻣﺷــروع ﯾﻛــون
ﺗﻣوﯾﻠــﻪ ﻣــن ﻣﯾزاﻧﯾﺎﺗﻬــﺎ اﻟﺧﺎﺻــﺔ ،ﻛﻣــﺎ ﻫﻧــﺎك ﻧ ازﻋــﺎت ﻧﺎﺗﺟــﺔ ﻋــن اﻟﺗﻌﺎﻗــدات ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺻــﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ وﻫــﻲ
ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘود ﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟرﺋﯾﺳـﻲ واﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل اﻟﺛـﺎﻧوي ﻓـﻲ إطـﺎر ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،وﻛـذﻟك
اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺷ ـﺄ ﻓــﻲ ﺻــﻔﻘﻪ ﻋﻣوﻣﯾــﻪ ﻣﺑرﻣ ـﺔ ﺑــﯾن ﻣؤﺳﺳــﺗﯾن ﺧﺎﺻــﺗﯾن ﺗﻌﺗﺑــر ﻧ ازﻋــﺎت ﻋﺎدﯾــﻪ ﯾﻧظــر ﻓﯾﻬــﺎ
اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﺑﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻣوﻣﯾﻪ ﻣﺑرﻣﻪ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾن ﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
1
اﻧظر اﻟﻣﺎدة 32ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،09/08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
اﻧظر اﻟﻣﺎدة رﻗم 58/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم.
64
اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﺗوﻓﯾق زﯾداﻧﻲ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ، 2010-2009،ص .123
2
طﯾﺑون ﺣﻛﯾم ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص دوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن
ﻋﻛﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة ،اﻟﺟزاﺋر ،2013-2012 ،ص .125
65
اﳋﺎﲤﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك دواﻟﯾب اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟـوطﻧﻲ ﻋﻠـﻰ ﻣﺳـﺗوى اﻟدوﻟـﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾـﺔ،
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌدد أدوارﻫﺎ ووظﺎﺋﻔﻬـﺎ واﺗﺳـﺎع ﻣﺟـﺎﻻت ﺗـدﺧﻠﻬﺎ ،ﻓﻬـﻲ ﺑـذﻟك أداة ﻹﻧﻌـﺎش اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر
ﻛﻣــﺎ أﻧﻬــﺎ ﺗﺷــﻛل آﻟﯾــﺔ ﻟﺗﺟﺳــﯾد اﻟﻣﺷــﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ أرض اﻟواﻗــﻊ ،ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟ ـﻰ ﻣﺳــﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟــرواج
اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،ﻓﻘد أﺣﺎطﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟ ازﺋـري ﺑﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻷﺣﻛـﺎم و اﻟﻘواﻋـد اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـﺔ،
ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﻋﺗﻣــﺎدﻩ ﻋﻠــﻰ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻵﻟﯾــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾــﺔ ،واﻟﺗــﻲ ﻫــدﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟدرﺟــﺔ اﻷوﻟــﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻣـﺎل اﻟﻌــﺎم وﺗرﺷــﯾد اﻟﻧﻔﻘـﺎت ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣﻘــوق وﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻷطـراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ إﻟـﻰ ﺑﻌـض اﻟﻌراﻗﯾـل واﻟﺗـﻲ ﻟـم ﺗﻛـن
ﻓــﻲ اﻟﺣﺳــﺑﺎن ﻋﻧــد إﺑـرام اﻟﺻــﻔﻘﺔ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫﻠــﻪ ،وﻫــو اﻷﻣــر اﻟــذي وﺟــب ﺗــدﺧل اﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدة
ﻹرﺟــﺎع ﻣــﺎ ﯾﻌــرف ﺑ ـﺎﻟﺗوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري ،واﻟﻬــدف ﻣــن ﻫــذا اﻟﺗــدﺧل ﻫــو إﺣــداث اﻟﺗ ـوازن ﺑــﯾن اﻟﻣ ازﯾ ـﺎ
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد واﻷﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة ﺗـرك اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد وﺣـدﻩ ﯾﻌـﺎﻧﻲ
ﻣــن اﻟﺿــﺎﺋﻘﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ،ﻣــﺎ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻪ أن ﯾــؤدي إﻟــﻰ إﻓﻼﺳــﻪ ،وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ اﻟﺗوﻗــف ﻋــن اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ،ﻣﻣــﺎ ﺳــﯾؤﺛر ﻋﻠــﻰ
اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم وﺧدﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬور.
ﻛﻣــﺎ أن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــد اﻟﺣ ــق ﻓ ــﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑ ــﺔ ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘ ــد اﻹداري ،وذﻟ ــك ﻣﺗ ــﻰ
طـرأت أﺣــداث أو وﻗــﺎﺋﻊ ﻣــن ﺷــﺄﻧﻬﺎ أن ﺗــؤدي إﻟــﻰ إرﻫﺎﻗ ـﻪ ،ﺑﺣﯾــث اﻋﺗــرف ﻟــﻪ اﻟﻣﺷــرع ﺑﻬــذا اﻟﺣــق إﻣــﺎ ﺗﺣــت
طﺎﺋــل ﻧظرﯾــﺔ ﻓﻌــل اﻷﻣﯾــر أو ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ أو ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﻏﯾــر ﻣﺗوﻗﻌــﺔ ،وﯾﺗرﺗــب
ﻋﻧﻬـﺎ ﺣﺻــول اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻋــن ﺗﻌـوﯾض ﻛﺎﻣــل ﻋـن ﺟﻣﯾــﻊ اﻷﺿـرار اﻟﺗـﻲ ﻟﺣﻘــت ﺑـﻪ ﺑﻔﻌــل ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺎت ،وذﻟــك
ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺣدث اﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺗق طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوب ﻧزاع ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﻣﺎ اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻹﺑرام و ﺗﻧﻔﯾـذ أو اﺳـﺗﺣﺎﻟت اﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﻟوﺟـود أﻋﺑـﺎء
ﻣــن ﺷــﺎﻧﻬﺎ إﺛﻘــﺎل ﻛﺎﻫــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـد ،وﻫــذا ﻣــﺎ أدى ﻟﻠﻣﺷــرع اﻟﺟ ازﺋــري ﻟﻠﺗﺑﻧــﻲ اﻟﺣــل اﻟــودي ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ﻫــذا
اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﻛﺣــل أوﻟــﻰ اﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛــﯾم واﻟــذي ﺗــم اﻟﺗطــرق إﻟﯾــﻪ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ، 09-08ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻠﺟﺎن واﻟﺗﻲ أﯾﺿﺎ ﺗم اﻟﺗطرق ﻟﻬـم ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون
اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،247-15ﺑﺣﯾـث ﯾﻛﺗﺳـﻲ ﻫـذا اﻟﺣـل اﻟـودي ﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ أﻫﻣﯾـﺔ ﻛﺑــرى
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺣل ﻣرﺿﻲ ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ وﻛذا ﺗﺳوﯾﺔ ﺧﻼﻓـﺎﺗﻬم ﺑﺷـﻛل ﻧﻬـﺎﺋﻲ ﺑﺣﯾـث وﺟـدت آﻟﯾـﺎت
ﻫذﻩ اﻟﺗﺳوﯾﺔ و إﺟراءاﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﺗﺳﺧﯾرﻫﺎ ﻛﺄداة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أطراف اﻟﺻﻔﻘﺔ و ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ.
67
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻟﻛ ــن ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــض اﻷﺣﯾ ــﺎن اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻻ ﺗﺻـ ـﺑو إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺑﺗﻐ ــﻰ اﻟﻣطﻠ ــوب ﻣﻧﻬ ــﺎ ،ﻟ ــذاﻟك اﻟﻣﺷ ــرع
اﻟﺟ ازﺋــري أﺟــﺎز طــرق أﺧــرى ﻟﻔــض اﻟﻧ ـزاع واﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺣــل اﻟﻘﺿــﺎﺋﻲ ﻛطرﯾــق ﻟﺣــل ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻌرض ﻟﻣﺿـﻣوﻧﻬﺎ وأﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ وﻛـذا ﻟﻣﺧﺗﻠـف آﻟﯾﺎﺗﻬـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺟـﺎء ﺑﻬـﺎ اﻟﺗﻧظـﯾم اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠـق
ﺑﺎﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﺑﺣﯾــث ﺗﻬــدف ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ إﻟــﻰ ﻛﯾﻔﯾــﺔ ﺗﻌﺎﻣــل اﻟﻔﻘــﻪ واﻟﻘﺿــﺎء اﻹداري ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت
اﻹدارﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ اﻟدﻋﺎوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺳواء ﻗﺑل اﻹﺑرام ﻋن طرﯾـق دﻋـوى اﻹﻟﻐـﺎء أو ﻓـﻲ
ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻋــن طرﯾــق اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻛﺎﻣــل إﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻔﺳــﺦ أو اﻟﺗﻌــوﯾض أو إﻋـﺎدة اﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ أﺛﻧــﺎء ﺗﻧﻔﯾــذﻫﺎ و
ذاﻟك ﺑﻬدف اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم واﻧﺗظﺎﻣﻪ ﻣن ﺟﻬـﺔ واﻟﺳـﻬر ﻋﻠـﻰ ﺣﻘـوق ﻣﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣـل
اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم اﻧﻪ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ،
إﻻ أﻧﻪ وﺟب ﺗدارك ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص و اﻟﺻﻌوﺑﺎت و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت و
اﻟﺗوﺻﯾﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺗﻘﻧﯾن ﺷﺎﻣل وواﺿﺢ ﻟﻧظرﯾﺎت ﺣﻔظ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘواﻧﯾن
-ﺿرورة ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﺑذﻟﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣن ﻣﺟﻬودات ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻪ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﻣن ﻋراﻗﯾل
وﻣدى ﺗﻌﺎون اﻹدارة وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺧطﻲ ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻛﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ
-إن ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻐﯾر اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ ﻣن اﺟل ﺟدب
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن ﻛﺎﻫل اﻟﻘﺿﺎء و ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎر اﻟوﻗت
و اﻹﺟراءات و ﺗﻘﻠﯾل اﻟﻧﻔﻘﺎت
-ﻧﻘﺗرح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع إﺻدار اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺗﻔوﯾﺿﺎت
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم و اﻹﺣﺻﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠطﻠب اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،وذﻟك ﻟﻠدور اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ و
اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﯾدان اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
68
ﻗﺎﺋﻤﺔ
اﳌﺼﺎدر
و اﳌﺮاﺟﻊ
اﻟﻣراﺟﻊ
-8ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ( ،اﻟطﺑﻌـﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳـﺔ ،ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻋـﯾن
اﻟﺷﻣس ،اﻟﻘﺎﻫرة.2005، ،
-9ﻣﺣﻣد ﺑﻌﻠﻲ اﻟﺻﻐﯾر ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.2005 ،
-10ﻋﻣ ـ ــﺎر ﻋواﺑـ ـ ــدي ،ﻧظرﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾـ ـ ــﺔ ،اﻟطﺑﻌـ ـ ــﺔ اﻟراﺑﻌ ـ ــﺔ ،دﯾ ـ ـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ـ ــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾـ ـ ــﺔ،
اﻟﺟزاﺋر. 2012،
-11ﻣﺣﻣ ــد ﺑ ــن ﺳ ــﻌﯾد ﻣﺣﻣ ــد اﻟﻣﻌﻣ ــري ،اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺟدﯾ ــﺔ
ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر.2011،
-12ﻋﻠــﻲ ﻋﺑــد اﻷﻣﯾــر ﻗــﺑﻼن ،أﺛــر اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــد اﻹداري ،اﻟﺟــزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ،
ﻣﻛﺗﺑﺔ زﯾن اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.2014،
-13ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳـط ،اﻟﻌﻘـد اﻹداري )اﻟﻣﻘوﻣـﺎت ،اﻹﺟـراءات ،اﻵﺛـﺎر( ،اﻹﺳـﻛﻧدرﯾﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌـﺔ
اﻟﺟدﯾدة.2006 ،
ﻧﺎﺻ ــﯾري ﻣﻧﺻ ــور اﻟﻧﺎﺑﻠﺳ ــﻲ ،اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ )د ارﺳ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ ( ،اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ،ﻣﻧﺷ ــورات زﯾ ــن -14
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن.2010 ،
-15ﺣﺳ ــﯾن دروﯾ ــش ﻋﺑ ــد اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ ،اﻟﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ ،اﻟﺟ ــزء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ،ﻣﻛﺗﺑ ــﺔ اﻷﻧﺟﻠ ــو
ﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣﺻر. 1958 ،
-16اﻟﻧوي اﻟﺧرﺷﻲ ،دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،دار اﻟﻬـدى ،ﻋـﯾن ﻣﻠﯾﻠـﺔ
اﻟﺟزاﺋر.2019 ،
-17ﻣﺣﻣ ــد أﻧ ــس ﻗﺎﺳ ــم ﺟﻌﻔ ــر ،اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾ ــﺔ ،د ارﺳ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ اﻧظ ــم اﻟﻣﻧﺎﻗﺿ ــﺎت واﻟﻣ ازﯾ ــدات ،اﻟﻘ ــﺎﻫرة
ﻣﺻر.1999 ،
-18ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﻋﺑــد اﻟﻣــﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔــﺔ ،اﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻹدارﯾ ــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ واﻟﻘ ـ اررات اﻹدارﯾ ــﺔ
)دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺿوء اﺣدث أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ( ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2007 ،
-19ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز ﻋﺑــد اﻟﻣــﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔــﺔ ،اﻷﺳــس اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ،اﻟﻣرﻛــز اﻟﻘــوﻣﻲ ﻟﻺﺻــدارات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ. 2005 ،
-20ﻋﺑد اﻟﻣـﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔـﺔ ﻋﺑـد اﻟﻌزﯾـز ،اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ و ﺗﺳـوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗـﻪ ﻗﺿـﺎء وﺗﺣﻛﯾﻣـﺎ ،ﻣﻧﺷـﺄة اﻟﻣﻌـﺎرف
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر. 2009 ،
-21ﻣﺣﻣــد أﺑــو ﺑﻛــر ﻋﺑــد اﻟﻣﻘﺻــود ،إﻋــﺎدة اﻟﺗـ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ ظــل اﻷزﻣــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ )ﻧظرﯾــﺔ اﻟظــروف
اﻟطﺎرﺋﺔ( ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة ،ﻣﺻر.2009 ،
-22ﻓﺗـوح ﻣﺣﻣـد ﻫﻧــداوي ،اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻹداري واﻟﺗـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓـﻲ اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾــﺔ )د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ( ،اﻟطﺑﻌــﺔ
اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2016 ،
72
اﻟﻣراﺟﻊ
-23ﺑﻠﺣ ــﺎج اﻟﻌرﺑ ــﻲ ،اﻟﺗﺻ ــرف اﻟﻘ ــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘـ ـد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔ ــردة ،اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳ ــﺔ ،دﯾـ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋ ــﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر . 2004،
-24ﯾوﺳــف ﺳــﻌد اﷲ اﻟﺧــوري ،اﻟﻘــﺎﻧون اﻹداري اﻟﻌ ــﺎم ،اﻟﺟــزء اﻷول ،ﻣﻧﺷــورات ﺟﺎﻣﻌــﺔ دﻣﺷــق ،ﺳ ــورﯾﺎ،
.1998
-25ﻋﻠــﻲ ﻋﺑــد اﻟﻛ ـرﯾم اﻟﺳــوﯾﻠم ،ﻓﻛ ـرة اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘــد اﻹداري ،ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟ ارﺷــد اﻟرﯾــﺎض ،اﻟﺳــﻌودﯾﺔ،
. 2008
-26ﻋﺑـد اﻟﺣﻣﯾـد اﻷﺣـدب ،ﻗــﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛـﯾم اﻟﺟ ازﺋـري اﻟﺟدﯾــد ،ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ،ﻋـدد ﺧـﺎص ،اﻟطــرق
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،اﻟﺟزء اﻷول.2008 ،
-27ﻣﺣﻣ ــد رﻓﻌ ــت ﻋﺑ ــد اﻟوﻫ ــﺎب ،ﻣﺑ ــﺎدئ وأﺣﻛ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻧﺷ ــورات اﻟﺣﻠﺑ ــﻲ ﻟﻠﺣﻘ ــوق ،ﻟﺑﻧـ ــﺎن،
.2003
-28ﺳــﺎﺟﯾﺔ ﯾوزﻧــﺔ ،اﻟوﺳــﺎطﺔ ﻓــﻲ ظــل ﻗــﺎﻧون اﻹﺟ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ ،ﻛﻠﯾــﺔ اﻟﺣﻘــوق ،ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻋﺑــد
اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ،ﺑﺟﺎﯾﺔ.2012 ،
-29ﻣﺣﻣ ــد إﺑـ ـراﻫﯾم ،اﻟ ــوﺟﯾز ﻓ ــﻲ اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ ،اﻟﺟ ــزء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌ ــﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛ ــﺔ ،دﯾـ ـوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2006 ،
-30ﺟﻌﻔــر ﻣﺷــﯾﻣش ،اﻟﺗﺣﻛ ــﯾم ﻓــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻹدارﯾــﺔ واﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾ ــﺔ ،اﻟطﺑﻌــﺔ اﻷوﻟ ــﻰ ،ﻣﻧﺷــورات زﯾ ــن
اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن. 2009 ،
-31ﻣﻧﺎﻧﻲ ﻓراح ،اﻟﺗﺣﻛﯾم طرﯾق ﺑدﯾل ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر. 2010 ،
-32ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻗﻣر ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘـود اﻹدارﯾـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﺟ ازﺋـري )د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ( ،دار
اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2009 ،
-33ﻣﺣﻣــود اﻟﺳــﯾد ﻋﻣــر اﻟﺗﺣﯾــوي ،إﻟﺗﺟــﺎء اﻟﺟﻬــﺎت اﻹدارﯾــﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛــﯾم اﻻﺧﺗﯾــﺎري ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ،دار
اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ. 2007 ،
اﻟﻣرﻓﻌــﺎت اﻟﻛــوﯾﺗﻲ( ،ﻣؤﺳﺳــﺔ
-34ﻋزﻣــﻲ ﻋﺑــد اﻟﻔﺗــﺎح ﻋطﯾــﺔ )د ارﺳــﺔ ﻗواﻋــد اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟــداﺧﻠﻲ ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون ا
دار اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﻛوﯾت.2012 ،
-35ﻓــوزي ﻣﺣﻣــد ﺳــﺎﻣﻲ ،اﻟﺗﺣﻛــﯾم اﻟﺗﺟــﺎري اﻟــدوﻟﻲ ،د ارﺳــﺔ ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺗﺟــﺎري اﻟــدوﻟﻲ ،دار
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.2008،
-36ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر ،اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.2000 ،
-37ﻣﺣﻣد ﻣﺎﻫر أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ،اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ وﻗواﻧﯾن اﻟﻣ ازﯾـدات واﻟﻣﻧﺎﻗﺻـﺎت ،اﻟﻛﺗـﺎب اﻷول إﺑـرام اﻟﻌﻘـود
اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣﺻر.2003 ،
-38ﺳﺎﻟم ﺑن راﺷد اﻟﻌﻠوي ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن. 2009 ،
-39ﻓرﯾﺣﺔ ﺣﺳﻧﻰ ،إﺟراءات اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار اﻟﻌﻠوم ،اﻟﺟزاﺋر .2008
73
اﻟﻣراﺟﻊ
-40ﻓﺎروق ﺧﻣﺎس ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎﻣﺔ ،اﻟﺑﺣرﯾن. 2006 ،
-41ﻧواف ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن. 2006 ،
-42إﺑراﻫﯾم ﺷﯾﺣﺎ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن.1994 ،
-43ﺟﺎﺑر ﺟﺎد ﻧﺻﺎر ،ﻋﻘود اﻟﺑوث ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر. 2002 ،
-44ﻋﻼء أﺑرﯾﺎت ،اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن.2008 ،
-45ﺧرﺷﻲ اﻟﻧوي ،اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر. 2018 ،
-46رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر. 2009 ،
-47ﺑرﺑﺎرة ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﺷرح ﻗـﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ،اﻟطﺑﻌـﺔ اﻷوﻟـﻰ ،ﻣﻧﺷـورات اﻟﺑﻐـدادي،
اﻟﺟزاﺋر. 2009 ،
-48ﺑﻠﺣــﺎج اﻟﻌرﺑــﻲ ،ﻧظرﯾــﺔ اﻟﻌﻘ ـد ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋــري ،دﯾ ـوان اﻟﻣطﺑوﻋــﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾــﺔ ،اﻟﺟ ازﺋــر،
.2015
-49إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﺎرف ﺗﻔوﻗﺔ ،اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ ﺗﻧﻔﯾـذ اﻟﻌﻘـد اﻹداري )د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ( ،دار اﻟﻣطﺑوﻋـﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر.2012،
رﺳﺎﺋل اﻟدﻛﺗورة
-1ﻣطﯾﻊ ﻋﻠﻲ ﺣﻣود ﺟﺑﯾـر ،اﻟﻌﻘـد اﻹداري ﺑـﯾن اﻟﺗﺷـرﯾﻊ و اﻟﻘﺿـﺎء "د ارﺳـﺔ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ" ،أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل اﻟـدﻛﺗورة
ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان ،اﻟﯾﻣن. 2006-2005 ،
-2ﺣﻠﯾﻣﻲ ﻣﻧﺎل ،ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻔظ اﻟﻣـﺎل ﻓـﻲ اﻟﺟ ازﺋـر ،أطروﺣـﺔ ﻟﻧﯾـل اﻟـدﻛﺗورة ﻓـﻲ
اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ. 2016-2015 ،
-3زواوي ﻋﺑ ــﺎس ،اﻟﻔﺳ ــﺎد اﻹداري ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ أطروﺣ ــﺔ ﻣﻘدﻣ ــﺔ ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة دﻛﺗ ــوراﻩ
اﻟﻌﻠوم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة .2013-2012،
-4أﯾﻣــن ﻣﺣﻣــد ﺟﻣﻌــﺔ ،أﺛــﺎر ﻋﻘــد اﻷﺷــﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ،أطروﺣــﺔ ﻟﻧﯾــل اﻟــدﻛﺗورة ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟزﻗﺎزﯾق ،ﺳورﯾﺎ.2005-2004 ،
ﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر
-1إﺳـﻣﺎﻋﯾل ﺑﺣـري ،اﻟﺿـﻣﺎﻧﺎت ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻓـﻲ اﻟﺟ ازﺋـر ،ﻣـذﻛرة ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ﻓـﻲ اﻟﺣﻘــوق،
ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.2009-2008 ،
-2ﺣﻣﯾــدة ﺳــﻬﺗﺎﻟﻲ ،اﻟﺳــﻌر ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،اﻟﻣرﺳــوم اﻟرﺋﺎﺳــﻲ 236-10اﻟﻣﻌــدل واﻟﻣــﺗﻣم ،ﻣــذﻛرة
ﻟﻧﯾل ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘود ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑوﯾرة . 2015-2014،
-3ﺑن دﻋﺎس ﺳﻬﺎم ،اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻓـﻲ ظـل اﻟﻧظـﺎم ﻟﻠﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر،
ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ .2005-2004
74
اﻟﻣراﺟﻊ
-4ﻋﺛﻣــﺎن ﺑوﺷــﻛﯾوة ،اﻟﺗ ـوازن اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻟﻠﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون ،ﻛﻠﯾــﺔ
اﻟﺣﻘوق ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺳوق أﻫراس.2005 ،
-5ﺧﺎﻟ ــد ﺧ ــوﺧﻲ ،اﻟﺗﺳ ــوﯾﺔ اﻟودﯾ ــﺔ ﻟﻠﻧ ازﻋ ــﺎت اﻹدارﯾ ــﺔ ،ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر ،ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق ﺑ ــن
ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر. 2011-2010 ،
-6ﺻــدﯾق ﺳــﻬﺎم ،اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻹدارﯾــﺔ ،ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑوﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن.2013- 2012 ،
-7ﻋــروي ﻋﺑــد اﻟﻛ ـرﯾم ،اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺣــل اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ )اﻟﺻــﻠﺢ و اﻟوﺳــﺎطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﯾﺔ طﺑﻘــﺎ
ﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ و اﻹدارﯾ ــﺔ ( ،ﻣ ــذﻛرة ﻟﻧﯾ ــل ﺷ ــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳ ــﺗﯾر ،ﻛﻠﯾ ــﺔ اﻟﺣﻘ ــوق واﻟﻌﻠ ــوم اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر. 2012-2011، 1
-8ﺑــن أﺣﻣــد ﺣورﯾــﺔ ،دور اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻹداري ﻓــﻲ ﺣــل اﻟﻣﻧﺎزﻋ ـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻣــذﻛرة
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﻋﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑوﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن2011-2010 ،
-9ﻛﻠوﻓﻲ ﻋز اﻟدﯾن ،ﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌـﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي وزو ،اﻟﺟزاﺋر. 2012-2011 ،
-10ﺧﻠف اﷲ ﻛرﯾﻣﺔ ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﺟ ازﺋـري ،ﻣـذﻛرة ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳـﺗﯾر
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ. 2013-2012 ،
-11طﯾﺑــون ﺣﻛــﯾم ،ﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﻣــذﻛرة ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ﻓــﻲ اﻟﺣﻘــوق ،ﺗﺧﺻــص
دوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة ،اﻟﺟزاﺋر.2013-2012 ،
اﻟﺟزﺋــري ،ﻣــذﻛرة
-12ﺗوﻓﯾــق زﯾــداﻧﻲ ،اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘــد اﻟﻣﻘﺎوﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺿــوء أﺣﻛــﺎم اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ ا
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ . 2010-2009،
ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر
-1ﻣﺳــﻌودة اﻟﻌﻠﻣــﻲ ،اﻟﻧظــﺎم اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻟــدﻓﻊ اﻟﻣﻘﺎﺑــل اﻟﻣــﺎﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد اﻹداري ،ﻣــذﻛرة ﻣﻛﻣﻠــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون إداري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة .2013-2012 ،
اﻟﻣﻠﺗﻘﯾﺎت
-1ﺣﻣﯾــد ﺑــن ﺷــﻧﯾﺗﻲ ،اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾــﺔ ﻟﻠﻣﻠﺗﻘــﻰ اﻟــدوﻟﻲ ﺣﻠــو اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧ ازﻋــﺎت ﻓــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــر
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 06و 07ﻣﺎي ،2014ﺻدر ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث ﻟﺣوﻟﯾﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر .
75
اﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﻣﺟﻼت
-1ﻋﻣــر اﻟ ازﻫــﻲ ،اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧزﻋــﺎت )اﻟﺻــﻠﺢ و اﻟوﺳــﺎطﺔ و اﻟﺗﺣﻛــﯾم( ﯾــوﻣﻲ 15و 16ﺟ ـوان،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻋدد ﺧﺎص .
-2ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋدد ﺧﺎص ،اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻗﺳم اﻟوﺛﺎﺋق.2009 ،
-3ﻧﺻﯾرة ﺑﻠﺣﺎج ،ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر ﻓﻲ اﻟﺻـﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﺗﺷـرﯾﻊ اﻟﺟ ازﺋـري ،اﻟﻣﻠﺗﻘـﻰ اﻟـوطﻧﻲ اﻟﺳـﺎدس،
دور اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣدﯾﺔ ﯾوم 20ﻣﺎي .2013
-4أﻧــور رﺳــﻼن ،ﻧظرﯾــﺔ اﻟﺻــﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺎدﯾــﺔ ﻏﯾــر اﻟﻣﺗوﻗﻌــﺔ ﻣﻧﺷــور ﻓــﻲ ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻘــﺎﻧون واﻻﻗﺗﺻــﺎد ،ﺟﺎﻣﻌــﺔ
اﻟﻘﺎﻫرة ،اﻟﻌددان . 1980 ، 4-3
-5أزاد ﺷـﻛور ﺻــﺎﻟﺢ ،اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺗﺳـوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت وﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻘﺿــﺎء ،ﻣﺟﻠـﺔ رﺳــﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿــﺎء ،اﻟﻌــدد
اﻷول ،اﻟﻌراق.2013 ،
-6ﻋﻧــﺎي رﻣﺿــﺎن ،ﻗـرأت أوﻟﯾــﺔ ﻟﻘــﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾــﺔ واﻹدارﯾــﺔ ،ﻣﺟﻠــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ ،اﻟﻌــدد اﻟﺗﺎﺳــﻊ،
اﻟﺟزاﺋر. 2009 ،
-7ﺣﻠﯾﻣــﺔ ﺣﺑــﺎر ،دور اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺻــﻠﺢ و اﻟﺗوﻓﯾــق ﺑــﯾن اﻷط ـراف ،ﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻋــدد ﺧــﺎص
ﺑﺎﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ.2008 ،
-8ﺣﺳــن ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻲ ﺣﺳــن اﻟﺑﻧــﺎن ،أﺛــر اﻟظــروف اﻟطﺎرﺋــﺔ ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﻌﻘــد اﻹداري ،ﻣﺟﻠــﺔ اﻟ ارﻓــدﯾن ،اﻟﻌــدد
،16اﻟﻌراق ،اﻟﻌدد. 2013،
-9ﻣراﻣرﯾﺔ ﺣﻣﺔ ،ﻧظﺎم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟـراءات اﻟﻣدﻧﯾـﺔ واﻹدارﯾـﺔ ،ﻣﺟﻠـﺔ اﻟﻌﻠـوم اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ،
اﻟﻌدد . 2019 ،12
-10ﺑ ــدﯾﻊ ﻣﺳ ــﺗو ،ﺳ ــﻠطﺔ اﻹدارة ﻓ ــﻲ ﺗﻌ ــدﯾل اﻟﻌﻘ ــد اﻹداري ،ﻣﺟﻠ ــﺔ ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ اﻟﺑﻌــث ،ﺳ ــورﯾﺎ ،اﻟﻣﺟﻠ ــد ،38
اﻟﻌدد .2016 ،19
-11ﺑــن ﺻــﺎوﻟﺔ ﺷــﻔﯾﻘﺔ ،اﻟﺻــﻠﺢ واﻟوﺳــﺎطﺔ ﻛطـرﯾﻘﯾن ﺑــدﯾﻠﯾن ﻟﻔــض اﻟﻧـزاع اﻹداري ،ﻣﺟﻠــﺔ ﻣﺟﻠــس اﻟدوﻟــﺔ،
ﻋدد ﺧﺎص ﺑﻣﺳﺗﺟدات ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ. 2010 ،
-12ﻣﺣﻣــد ﻣﺣﺟــوﺑﻲ ،اﻟطــرق اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﺣــل اﻟﻧزﻋــﺎت)دور اﻟﺗﺣﻛــﯾم ﻓــﻲ ﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻌﻘــود اﻹدارﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺿــوء
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻘﺎرن( ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻋدد ﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻷول. 2008 ،
-13ﻣﻠﯾﻛﺔ ﻣوﺳﺎوي ،اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻛطرق ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاع ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ،ﻣﺟﻠـﺔ اﻻﺟﺗﻬـﺎدات
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،09اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺗﻣﻧراﺳت. 2015 ،
-14ﺳــﯾد ﻋﻠــﻲ ﻓﺎﺿــﻠﻲ ،اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻧ ازﻋــﺎت اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ،ﯾــوم د ارﺳــﻲ ﺣــول اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺟدﯾــد
ﻟﻠﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ 23 ،ﻓﯾﻔري .2016
-15ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻠﯾﻔﺔ ،اﻷﺳس اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺣﻠﺔ اﻟﻛﺑرى2004 ،
76
اﻟﻣراﺟﻊ
-16ﻟﻌ ــﻼم ﻣﺣﻣ ــد اﻟﻣﻬ ــدي ،اﻟﻘﺿـ ــﺎء اﻻﺳ ــﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻗﺑ ــل اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎل اﻟﺻ ــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾ ــﺔ ،اﻟﻌـ ــدد
اﻟﺧﺎﻣس ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺻر. 2015 ،
-17ﺳــﺎﻣﻲ اﻟط ـواﺧﻲ ،اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺑدﯾﻠــﺔ ﻟﻔ ـض اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت وأﺑﻌــﺎد أزﻣــﺔ اﻟﻌداﻟــﺔ ،ﻣــؤﺗﻣر اﻟﻛوﯾــت ﻟﻠﺗﺣﻛــﯾم
اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ. 2012 ،
-18ﻋﺑــد اﻟﺣــق ﻏــﻼب ،اﻟﺗﺳــوﯾﺔ اﻟودﯾــﺔ ﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﺻــﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾــﺔ ﻛﺿــﻣﺎن ﻟﻠﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻓــﻲ ظ ــل
اﻟﻣرﺳ ــوم اﻟرﺋﺎﺳ ــﻲ رﻗ ــم ،247/15ﺗﺧﺻ ــص ﻗ ــﺎﻧون ﻋ ــﺎم ،اﻟﻌ ــدد اﻟ ارﺑ ــﻊ ،ﻣﺟﻠ ــﺔ ﻣﻌ ــﺎﻟم ﻟﻠد ارﺳ ــﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑو ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ﺗﻠﻣﺳﺎن. 2008 ،
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
1- C Cuettier ، Doit des cont ،Adm ،2008 ، o. cit، p 420.
2- ROBERT JEAN L’arbitrage droit internet et droit international prived ،
5ed ، paris ، dalloz ، 1983 ، p 3 .
3- DAVID rene L’arbitrage dans les commerce international ، paris،
economica ،1982، p 9.
77
اﻟﻔﻬﺮس
اﻟﻔﮭرس
اﻟﻣﻘدﻣﺔ……………………………………………………………………………......أ-ث
اﻟﻔﺻل اﻷول:اﻹطﺎر اﻟﺧﺎص ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ6 ...........................
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺗزاﻣﺎت اﻷطراف7..................................................
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ7............................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﻧﺷﺄة ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد اﻹداري8...................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳﺎس ظﻬور ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﻘد9..................................................
أ /اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﻺدارة9................................................................
ب /اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻠطرﻓﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن10.....................................................
ج /اﻟﻌداﻟﺔ وﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم10............................................................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة10....................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ 10......................................................
طرق ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ11............................................................
اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺳﻌر اﻟوﺣدة 11.................................................
اﻟدﻓﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ 12.....................................................
اﻟدﻓﻊ ﺑﺳﻌر ﻣﺧﺗﻠط 12...............................................................
طرق دﻓﻊ اﻟﺳﻌر13..................................................................
أوﻻ :ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﺟزاﻓﯾﺔ 13..........................................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾن 13...................................................
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﺎب 13.....................................................
راﺑﻌﺎ :اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺻﯾد اﻟﺣﺳﺎب14..............................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض14...................................................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ15...........................
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد16.................................
اﻟﻔرع اﻷول:إﻟزاﻣﯾﺔ أداء اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ16..........................................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ:اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ17...................................................
-اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد وﻓﺎة اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد 17............................
-اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻧد إﻓﻼس اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد 17..........................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺿﻣﺎن 18........................................................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺳس إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ18......................... ..........
اﻟﻣطﻠب اﻷول :إﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر19.................................
اﻟﻔرع اﻷول :ﺻور ﻧظرﯾﺔ ﻓﻌل اﻷﻣﯾر19..............................................................
79
اﻟﻔﮭرس
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ67..........................................................................................:
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ77-71 .....................................................................
اﻟﻔﻬرس82-79.....................................................................................
82
ﻣﻠﺧص
ﯾﺗﻣﺣور ﻣوﺿوع ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ﻓـﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟـﺔ ﺣﻘـوق واﻟﺗ ازﻣـﺎت اﻟطـرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻣـﻊ اﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدة
وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ 247-15ﻓﺎﻟطرف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟظﻔر ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺔ ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻬـدف ﺑﺎﻟدرﺟـﺔ
اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾـق اﻟـرﺑﺢ ،وﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺑـل ﺗﻠـك اﻟﺣﻘـوق اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـد ﻧﺟـد أن اﻟﻣﺷـرع ﻗـد ﺣﻣﻠـﻪ ﺟﻣﻠـﺔ
ﻣــن اﻻﻟﺗ ازﻣــﺎت اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻗﺎﻧوﻧــﺎ وذﻟــك ﺑﻌــد ﺗوﻗﯾﻌــﻪ اﻟﻌﻘــد ﻣﺑﺎﺷ ـرة ﻣــﻊ اﻹدارة ﺣﯾــث ﯾﻧﻔــذ اﻟﻌﻘــد وﻓــق
اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼل اﻹدارة ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾؤدي ذﻟك إﻟـﻰ ﻓﻘـدان اﻟﺗـوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ
ﻟﻠﻌﻘد ،وﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك أواﻣر ﺗﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ﻋﻠﯾـﻪ ،أو ﻟظـروف اﺳـﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾـر ﻣﺗوﻗﻌـﺔ ﻟـم ﺗﻛـن
ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن أﺛﻧﺎء إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﻣن ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣطﺎﻟﺑﺗﻬﺎ ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗوازن اﻟﻣـﺎﻟﻲ وذﻟـك ﻟﺗﻣﻛﯾﻧـﻪ ﻣـن اﻻﺳـﺗﻣرار
ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻧظﯾر ﻫذﻩ اﻟظرف.
ﻛﻣــﺎ ﺗﻌرﺿ ــﻧﺎ ﻛ ــذﻟك إﻟ ــﻰ آﻟﯾــﺔ ﺗﺳ ــوﯾﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﻧ ازﻋ ــﺎت ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻗ ــﺎﻧون اﻹﺟـ ـراءات اﻟﻣدﻧﯾ ــﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ
، 09/08ﺛم ﻓﻲ ظل اﻟﻣرﺳـوم اﻟرﺋﺎﺳـﻲ 247-15واﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺛـل أﺳـﺎس ﻓـﻲ اﻟﺻـﻠﺢ واﻟوﺳـﺎطﺔ واﻟﺗﺣﻛـﯾم ﻣـن
ﺟﻬﺔ وﻟﺟﻧﺗﯾن ﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ و اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .
وﻣﺛل ﻣـﺎ ﻫـو ﻣﻌـروف أن اﻟﺻـﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾـﺔ ﻫـﻲ اﻟوﺳـﯾﻠﺔ اﻟﻣﺛﻠـﻰ ﻻﺳـﺗﻐﻼل وﺗﺳـﯾﯾر اﻟﻣـﺎل اﻟﻌـﺎم ،ﻓﻘـد
ﺟﻌﻠﻬـﺎ اﻟﻣﺷــرع أداة ﻫﺎﻣــﺔ ﻓـﻲ أﯾــدي اﻟﺳــﻠطﺔ ﻻﻧﺟــﺎز اﻟﻌﻣﺎﻟﯾـﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ وﺗﺳــﯾﯾر واﺳـﺗﻐﻼل اﻟﻣ ارﻓــق اﻟﻌــﺎم ﻓﻬــﻲ
ﺗﻌد ﺑـذﻟك ﻣﺟـﺎل ﻗـد ﯾﺗﻌـرض ﻟﻣﺧﺗﻠـف أﺷـﻛﺎل اﻟﻔﺳـﺎد واﻟﺗﻼﻋـب ،ﻟـذﻟك ﺧﺻـﻬﺎ اﻟﻣﺷـرع ﺑﺂﻟﯾـﺎت رﻗﺎﺑﯾـﺔ ﻗﺿـﺎﺋﯾﺔ
ﻓﻌﺎﻟﺔ وذﻟك ﻣن اﺟل اﻟﺣد ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻧزاف اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ :اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة ،اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ،اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ ،اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،آﻟﯾﺎت
اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ ،آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
Summary
The subject of this memorandum centers on dealing with the rights and obligations of the
contracting party with the contracting interest in accordance with the Public Procurement
Law 15-247. Legally stipulated, after signing the contract directly with the administration,
where the contract is implemented according to the specified conditions, but in the case of
the administration’s breach of its contractual obligations, this leads to the loss of the
financial balance of the contract, for example orders imposed by the contracting interest, or
for exceptional unexpected circumstances that were not in Taking into account during the
conclusion of the contract, the contractor has the right to demand it to restore the financial
balance in order to enable him to continue implementing his contractual obligations, and the
administration must pay compensation to the contractor for this circumstance.
We also discussed the mechanism of settling these disputes under the Civil and
Administrative Procedures Law 08/09, and then under Presidential Decree 15-247, which is
based on conciliation, mediation and arbitration on the one hand, and two sectoral and state
friendly settlement committees on the other.
And as it is known that the public deal is the best way to exploit and manage public money,
the legislator has made it an important tool in the hands of the authority to complete
financial operations and manage and exploit public facilities. This is in order to reduce the
process of draining public money and to preserve it.