Professional Documents
Culture Documents
مقاصد الشريعة الإسلامية والسياسة الشرعية المفهوم والنشأة والتطور وبعد كل منهما في الآخر
مقاصد الشريعة الإسلامية والسياسة الشرعية المفهوم والنشأة والتطور وبعد كل منهما في الآخر
ISSN : 1985-7454
E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
____________________________________________________
شرعيّة:
والسياسيّة ال ّ
شريعة اإلسالميّة ّ
مقاصد ال ّ
كل منهما يف اآلخر (
طور وبُعد ّ
) املفهوم والنّشأة والتّ ّ
The Objectives of Islamic Sharia and Islamic Political Thought:
The "Concept, Historical Development and Their Dimensional
"Interrelationships
iDoucoure Abdou Samad, iiMuneer Ali Abdul Rab Al- Qubaty
i
(Corresponding Author) Assoc. Prof. Dr. In Qada' and Siyasah Shar‘iyyah. at Al-
)Madinah International University. (MEDIU
Samad.douc@gmail.com
ii
Senior Lecturer, Faculty of Sharia and Law, at UNIVERSITI SAINS ISLAM
)MALAYSIA (USIM
muneerali@usim.edu.my
ملخص
لب الفقه وأصوله،
الشرعيّة ّ
السياسة ّ
أتيت هذه ال ّدراسة لبيان أ ّن علم ّ
الشريعة على مستوى التّفعيل
الرحب إلبراز حقيقة علم مقاصد ّ وامليدان ّ
األول على
والتّطبيق ،ذلك أنّه إذا كان علم أصول الفقه ،املساعد ّ
األول ملا عرف بعد بعلم مقاصد
استنباط أحكام النّوازل ،واحلاضن ّ
الشرعيّة سابق عليهما على مستوى
السياسة ّ
الشريعة ،فإ ّن ميدان علم ّ
ّ
تطبيق تلك املستنبطات يف أرض الواقع ،وقد عقد الباحثان هذا البحث
السياسة
الشريعة يف قضااي ّ
لدراسة مشكلة سوء استخدام مقاصد ّ
الشرعيّة بدعوى املقاصد ،وتقدمي
الشرعيّة ،ممّا نتج عنه إمهال النّصوص ّ
ّ
233
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
ص .واستهدف البحث بيان مفهوم ونشأة وتطور علم املصلحة على النّ ّ
الساسة واحل ّكام ومن يف حكمهم، الشرعيّة للقضاة و ّ
السياسة ّاملقاصد و ّ
الشريعة اإلسالميّة ،مع عرض دراسة حتليليّة
وعالقة ذلك بعلم مقاصد ّ
الشرعيّة ،مستخدمني يف ذلك السياسة ّ
تطبيقيّة على عيّنات من قضااي ّ
املنهج الوصفي والتّحليلي؛ لوصف هذين العِلمني ،واملقارنة بينهما،
وحتليل النّصوص املتعلّقة هبما ،ثّ استنباط العالقة املناسبة بينهما.
وتوصل الباحثان من هذه ال ّدراسة إىل نتائج كثرية ،أمهّها ما أييت :أ ّن
ّ
السياسة ال ميكن اعتبارها شرعيّة إذا خلت من مراعاة مقاصد
قضااي ّ
الشرعيّة هو لب الفقه اإلسالمي من حيثالسياسة ّ
الشارع فيها .وعلم ّ
ّ
اخلاصة على
العامة و ّ
الشرعيّة ّ
العامة ،وتنزيل املقاصد ّ
تطبيق قواعد الفقه ّ
املتأخرة اليت قضاايها حباجة إىل نظر
أرض الواقع .وال سيّما يف العصور ّ
الشرعيّة
السياسة ّ
الشريعة .وأ ّن دور ّ
دقيق ،وفكر سليم ومعرفة مبقاصد ّ
للرعيّة ودرء
الساسة جللب املصاحل ّ
ينجلي بشكل كبري عندما يسعى ّ
حت
الشارع ّاملفاسد عنهم ،وذلك حيتاج إىل من له فطنة وإدراك مبقاصد ّ
ابلشرع ماليس منه .
ال يلحق ّ
الكلمات املفتاحيّة:
السياسة .النّشأة .املستج ّدات .البعد.
املقاصدّ .
ABSTRACT
234
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
َّ
املقدمة
وعلى آله،السالم على أشرف املرسلني ّ الصالة و
ّ و،رب العاملني
ّ احلمد هلل
ّأما بعد؛. ومن تبعهم إبحسان إىل يوم ال ّدين،وأصحابه أمجعني
235
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
236
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
وقد رأى الباحثان أن يسامها يف اجملال الّذي يساعد على األخذ بيد
وتناغما مع الواقع اإلسالمي
ً جتانسا
ً األمة إىل مناهج علميّة أكثر
ّ
الشرعيّة على قضااي
وخاصة فيما يتعلق بتنزيل املقاصد ّ
ّ املعاصر،
شريعة اإلسالميّة السياسة ،فعنوان لذلك اإلسهام بـ ــ :مقاصد ال ّ ّ
كل منهما يفطور وبُعد ّشرعيّة ( :املفهوم والنّشأة والتّ ّ
سياسيّة ال ّ
وال ّ
الشرعيّة من
السياسة ّ اآلخر) .والّذي يهدف لبيان مقاصد ّ
الشريعة و ّ
كل منهما ابآلخر،حيث مفهومهما ونشأهتما والتّآليف فيهما ،وعالقة ّ
الشرعيّة ،وبيان
السياسة ّالشارع املنظّمة جملاالت ّ
وذلك بتوضيح مقاصد ّ
العامة
الشؤون ّ يتم تدبري وتنظيم ّ حت ّ ضرورة االهتمام هبذا اجلانب ّ
لألمة اإلسالميّة مهما اختلفت أمصارهم وأعصارهم .والباحثان
اخلاصة ّ
و ّ
إذا ما تص ّداي لكتابة هذا املوضوع ،فأملهما أن يسهما يف تبيني معامل
وآخرا.
كل رجائهما يف هللا ّأوًال ً
ال ّدرب ،و ّ
237
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
238
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
واصطالحا
ً شريعة لغةً
األول :مفهوم علم مقاصد ال ّ
املطلب ّ
ينقسم هذا املطلب إىل فرعني:
األولّ :أوًال :مفهوم كلمة "مقاصد" يف اللّغة :املقاصد مجع
الفرع ّ
الصاد مصدر ميمي ،وبكسرها ظرف ميمي، مقصد ،ومقصد بفتح ّ
كسرا
الشريعة .ومقصدً ، ولكال الوجهني زايدة معىن يف بيان مرونة وسعة ّ
يقصد قصداً ،فالقصد له أكثر من معىن ،منها: وفتحا من قصد ِ
ً
وسط بني األشياء دون
االجتاه ،والتّ ّ
االعتماد ،واألم ،والطّريق املستقيم ،و ّ
إفراط وتفريط)Ibn manzurun, 2005( .
239
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
240
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
الركن واجلانب
العالمة ابن عاشور الّذي يع ّد ّ
نعرج إىل كتاب ّثّ عندما ّ
تصوًرا
املتأخرين يف ال ّدراسات املقاصديّة ،جند أنّه قد أعطى ّ
األقوى من ّ
فبني أ ّهنا حتتاج إىل ثنائيّة عند حتديد قضاايها،
دقي ًقا ملقاصد التّشريعّ ،
عرف وخاصة ،ثّ ّ
ّ عامة
الشارع بعد استقراء لقضاايهاّ :
فأخرب أ ّن مقاصد ّ
كال منهما بتعريف خاص. ًّ
للشارع يف
عرفها بقوله" :هي املعاين واحلكم امللحوظة ّ
العامة فقد ّ
ّأما ّ
مجيع أحوال التّشريع أو معظمها").Ibn Eashwr 2004( .
241
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
للشارع لتحقيق
اخلاصة فعين هبا بقوله " :هي الكيفيّات املقصودة ّ
ّ وأما
اخلاصة،
تصرفاهتم ّ العامة يف ّ
مقاصد النّاس النّافعة ،أو حلفظ مصاحلهم ّ
أسس هلم من ِ
اخلاصة إببطال ما ّ
ّ كي ال يعود سعيهم يف مصاحلهم
الل هوى ِ
وابطل إبطاال عن غفلة أو عن استز ِ
العامةً ،
حتصيل مصاحلهم ّ
().Ibn Eashwr. 2004 شهوة"..
الشريعة هي الغاايت
الريسوين " :مقاصد ّ آخرمها :تعريف ّ
الشيخ أمحد ّ َ
الشريعة ألجل حتقيقها ،ملصلحة العباد" ( Alriysuni
الّيت وضعت ّ
)1995
242
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
شريعة
املطلب الثّاين :نشأة علم مقاصد ال ّ
الشريعة شأنه شأن مجيع العلوم املوضوعة خلدمة القرآن
علم مقاصد ّ
الكرمي ،إال أنّه من حيث استقراء العلل والغاايت من أحكام القرآن
يسهم بشكل أوسع يف جتديد الفقه اإلسالمي ،ويدعو إىل ضرورة
كل حياة بشريّة أتت بعد العهد مراجعة أسسها وقواعدها ،ملواكبة ّ
الصحابة الكرام -رضوان هللا عليهم،- النّبوي ،كما كانت احلال عند ّ
والّذين اتّبعوهم إبحسان ،وهكذا احلال يف الّذين بعدهم إىل يومنا هذا.
األايم يدرك أنّه كلما تق ّدمت األفكار
بل والّذي ميعن النّظر يف تقلّبات ّ
الشارع الستخراج احتياجا إىل معرفة مقاصد ّ
ً طوارت ،ازداد النّاس
حنو التّ ّ
املتأخرة ،لذا كان هذا العلم الركيزة
خباايها الّيت تفي مبستج ّدات العصور ّ
243
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
ينفك عن
األول خلدمة احلياة البشريّة ،مع العلم أنّه ال ّ
األوىل واألساس ّ
لكل واحد من هذه
الفقه اإلسالمي العام وأصوله ،بل اجلدير ابل ّذكر أ ّن ّ
اخلاص به،
ّ الشريعة جماله
العلوم الثّالثة :الفقه ،وأصول الفقه ،ومقاصد ّ
كل من الفقه واألصول،
لعل ابإلعراب عن مقصود ّ ونقطة وصل بينها ،و ّ
الشريعة املشار إليه قبل قليل يدرك ذلك.
جبانب تعريف مقاصد ّ
فعلم الفقه كما جاء يف كتاب أنيس الفقهاء :هو العلم ابألحكام
الشرعيّة العمليّة املكتسبة من أدلّتها التّفصيليّة .وبوجه آخر :الفقه علم
ّ
اخلفي
ّ مستنبط يعرف منه أحكام ال ّدين ،أو هو الوقوف على املعىن
الّذي حيتاج يف حكمه إىل النّظر واالستدالل.)Alqwnwi 2004( .
وكتب الفقه مبختلف املذاهب الفقهيّة مستفيضة ببيان معىن "علم
الشرعيّة
الفقه" ،واخلط العريض بينها مج ًيعا أ ّن الفقه :علم ابألحكام ّ
العمليّة املكتسبة من أدلّتها التّفصيليّة.
الرازي يف احملصول بقوله " :عبارة عنعرفه ّّأما علم أصول الفقه :فقد ّ
جمموع طرق الفقه على سبيل اإلمجال ،وكيفية االستدالل هبا ،وكيفية
املستدل هبا" ( .)Alrrazi,.1999وعّرف بتعاريف أخرى ،منها:ّ حال
يتوصل هبا إىل استنباط األحكام الشرعيّة الفرعيّة من
"العلم ابلقواعد الّيت ّ
()Al'asfahaniu, 1986 أدلّتها التّفصيليّة".
244
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
وقد سبق تعريف علم املقاصد ،واخلطوط العريضة بني هذه العلوم الثّالثة
الشرعيّة يدور
السياسة ّالشرعيّة :أ ّن املتكلّم يف ّ
السياسة ّ جبانب علم ّ
كالمه يف بيان عالقة اإلنسان مبجتمعه؛ أل ّن جماالهتا -كما هي واضحة
عامة أفراد جمتمعه،يف قضاايها -كلّيّة مجاعيّة؛ مشرتكة بني الفرد وبني ّ
الصيام
كالصالة والّزكاة و ّ
خبالف الفقه فإنّه يف غالب قضاايه فرديّةّ ،
احلج ،وغري ذلك .هذا إذا تعلّقت قضاايه بعالقة الفرد بربّه ،ومت ما
و ّ
أيضا يف قضاايه جانب اجلماعة ،أي إذا تع ّدت حدود الفرد بربّه،
روعي ً
الشرعيّة ملا سبق بيانه.
السياسة ّ انتهى األمر فيها إىل إحلاقها بقضااي ّ
خصصت جماالته بدراسة األدلّة الكلّيّة
خبالف علم أصول الفقه الّذي ّ
السياسة ،فينزل كلٌّ منهما كل من فقيه الفقه وفقيه ّالّيت يستعني هبا ّ
اجتهاده على الوقائع انطالقًا من تلك القواعد الّيت ثبتت يف علم أصول
مجيعا تتّضح إذا ما تعلّقت مبعرفة علم مقاصد
الفقه .وإطار التعامل بينها ً
السياسة
الشريعة من حيث بعده التّشريعي؛ لكثرة ما يطرأ على قضااي ّ ّ
كل واحدة من هذه
تغري من حني آلخر .فأنت هبذا ترى أ ّن ّ
لشرعيّة من ّا ّ
العلوم حباجة إىل غريها؛ لكشف ما سرت ،أو توضيح ما استبهم.
245
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
املذهب الثّاين :يدعو إىل بناء علم أصول الفقه على املقاصد.
املذهب الثّالث :يدعو إىل استقالله بعلم مستقل ،هو ( :علم مقاصد
الشريعة ).
ّ
الشريعة يتناول
أي حال ،فاحلديث عن نشأة علم مقاصد ّ وعلى ّ
حيثيّتني:
الزاهد أبو
الرتمذي احلكيم الرتمذي هو اإلمام احلافظ العارف ّ احلكيم ّ
الرتمذي ،طعن فيه
حممد بن علي بن احلسن بن بشر احلكيم ّ عبد هللاّ ،
الشرعيّة الّيت ال يعقل معناها بعلل ما
أنّه علّل يف كتاابته مجيع األمور ّ
تويف سنة 023هـ.أضعفها وما أوهاها .من تصانيفه :معرفه األسرارّ ،
(.)Aldhahabi 1982
247
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
الشريعة،
وأ ّن الذي يع ّد منطل ًقا لوضع اللّبنة يف التّأليف يف علم مقاصد ّ
املتوّف سنة874 :ه،
هو إسهامات إمام احلرمني ،أيب املعايل اجلويينّ ،
وخاصة يف اجلزء الّذي
ّ وذلك من خالل كتابه الربهان يف أصول الفقه.
خصصه بعنوان " :تقاسيم العلل واألصول الّيت هبا تظهر املقاصد ّ
ويكشف عن املصاحل".
248
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
منهج املتكلّمني الّذي سار عليه معظم علماء أصول الفقه من املالكيّة،
الشافعيّة ،واحلنابلة.
و ّ
ومنهج الفقهاء الّذي سار عليه علماء املذهب احلنفي ومن سار على
منواهلم.
249
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
خصصوا
والعلماء -رمحهم هللا -مع اختالف طرقهم يف التّأليف ،قد ّ
الشريعة،
أبو ًااب تناولوا فيها مسائل عرفت فيما بعد مبسائل علم مقاصد ّ
مثال يف ابب القياس ،واملناسب
كل منهماً ،كالعلّة ،واملناسبة ،ومسالك ّ
املرسل أو املصاحل املرسلة ،يف ابب األدلّة واملصادر ،وتقسيم املصاحل إىل
ضروريّة وحاجيّة وحتسينيّة .بيد أ ّن الطّريقة األخرية تناولت جزءًا أكرب من
بقيّة الطّرق؛ وذلك نتاج املنهج املتّبع يف التّأليف فيها ،نذكر من ذلك ما
يلي يف الفرع التّايل:
250
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
السالم
للعز بن عبد ّ
الصغرى ) ّ
الفوائد يف اختصار املقاصد ( القواعد ّ
السالم( ،ولد
العز بن عبد ّ
العالمة سلطان العلماءّ ،وهو اإلمام العامل ّ
وتويف سنة 663هـ 1262 /م
سنة 377هـ 1141 /م يف دمشقّ /
الصغرى ،وكتاب
يف مصر ،له مصنّفات كثرية ،منها :القواعد الكربى و ّ
جماز القرآن ... ،انظر )Alsabki 1413( :وله كذلك قواعد األحكام
السالم .والكتاب
للعز بن عبد ّ
يف مصاحل األانم ( القواعد الكربى ) ّ
أهم كتب مقاصد
األول ،ومها من ّ
الثّاين بسط فيه ملا اختصره يف الكتاب ّ
الشريعة القدمية.
ّ
251
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
252
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
253
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
األول ) ،ث
األول ( املبحث ّ هبذا يكون الباحثان قد انتهيا من القسيم ّ
ينتقالن إىل القسيم الّذي يليه ( املبحث الثّاين ) والّذي يتح ّدث عن
مفهوما ،ونشأة ،وأبرز الكتب املؤلّفة فيها.
ً الشرعيّة
السياسة ّ
علم ّ
254
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
واصطالحا
ً شرعيّة لغة
السياسة ال ّ
األول :مفهوم ّ
املطلب ّ
مكون من
سيتناول الباحثان هذا املطلب من جانبني ،وذلك أ ّن العنوان ّ
الشرعيّة ،فتأيت ال ّدراسة عنه ابعتبارين،
السياسة ،وأخرامها ّ
كلمتني أوالمها ّ
كل كلمة على حدة ،ث ابعتبار أ ّهنا مرّكبة من جزأين ،فيلزم تعريف ّ
لفن من فنون الفقه اإلسالمي .وحتته فرعان: عرف ابعتباره لقبًا ّ
يّ
255
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
اب
السياسة أصالً لرتويض ال ّدو ّ ّأوًًل :تعريف ّ
السياسة :وضعت كلمة ّ
وإحكامها وقيادهتا كما يشاؤه صاحبها ،ثّ وضعت جمازاً يف سياسة
اإلنسان ،وهي من ساس يسوس سياسة :يقال :ساس ال ّدابّة :إذا قام
على أمرها من علف وسقي وترويض وغريها .وهذا املعىن يفهم من
استقراء النّصوص التّالية:
جاء يف اتج العروس" :ومن اجملاز س ْست ّ
الرعيّة سياسة ابلكسر :أمرهتا
جمرب ،قد ساس وهنيتها .وساس األمر سياسة :قام به .ويقال :فالن ّ
السياسة :القياموسيس عليه ،أي أ ّدب ،وأ ّدب ...أي أمر وأمر عليه .و ّ
الشيء مبا يصلحه )Alzubidi, 2004( ".وقال يف لسان العرب: على ّ
سوسوهوسا .وإذا رأسوه قيلّ : الرايسة ،يقال :ساسوهم س ًالسوسّ :
"...و َّ
ساس ِم ْن قـ ْوٍم ساس ٍة
وأساسوه .وساس األمر سياسة :قام به .ورج ٌل ٌ
سوس فالن أمر بين وسوسه القوم :جعلوه يسوسهم .ويقالِّ :
وس َّواسَّ ...
الشيء مبا
السياسة :القيام على ّ فالن :أي كلّف سياستهم ...و ّ
اب :إذا قامالسائس ،يقال :هو يسوس ال ّدو ّالسياسة :فعل ّ يصلحه ...و ّ
عليها وراضها ،والوايل يسوس رعيّته)Ibn Manzurun, 2005( " ...
السياسة هي :إحكام األمر كما فمن خالل هذه النّصوص نستنتج أ ّن ّ
ينبغي على الطّريقة احملمودة ،أو املراعية ملصاحل النّاس .وهذا املعىن ال
الشريعة اإلسالميّة.
خيتلف عن املعىن االصطالحي عند علماء ّ
256
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
كفن من الفنون:
الشرعيّة ّ الفرع الثّاين :تعريف ّ
السياسة ّ
257
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
لقد أورد ابن قيّم اجلوزيّة يف إعالم املوقّعني تعريف أيب الوفاء ابن عقيل
الشرعيّة،
ابلسياسة ّ
شافعي عن العمل ّ ّ احلنبلي ،يف مناظرة بينه وبني
الصالح
السياسة" :ما كان فعالً يكون معه النّاس أقرب إىل ّ وذلك قولهّ :
الرسول -صلّى هللا عليه وسلّم -وال نزل
وأبعد عن الفساد ،وإن مل يضعه ّ
(.)Abn Alqym, 1423 به وحي"
الشرعيّة
السياسة ّ مدرس ّ
وخالصتها كما يقول ال ّدكتور العتييبّ ،
ابلرايض يف اململكة العربيّة
والعالقات ال ّدوليّة ابملعهد العايل للقضاء ّ
الشرعيّة من خالل استقراء
السياسة ّ
السعوديّة" :.وميكن اخللوص مبدلول ّ ّ
الشرعيّة إىل معنيني :معىن عام:السياسة ّ مضامني املؤلّفات الفقهيّة يف ّ
صرفات الّيت تدبّر هبا شؤون ال ّدولة اإلسالميّة ،يف
وهو اسم لألحكام والتّ ّ
نصاً
الشريعة اإلسالميّة ،سواء كان مستند ذلك ّ ال ّداخل واخلارج ،وفق ّ
عامة ،ومعىن
خاصاً ،أو إمجاعاً أو قياساً ،أو كان مستنده قاعدة شرعيّة ّّ
كل ما صدر عن أويل األمر ،من أحكام وإجراءات ،منوطة
خاص :وهو ّ
258
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
للشريعة "
متعني ،دون خمالفة ّ
خاصّ ،
ابملصلحة ،فيما مل يرد بشأنه دليل ّ
(.)aleatibi N. D
الشرعيّة،
ابلسياسة ّ
فبالتّ ّأمل يف هذه التّعريفات تدرك ضرورة العمل ّ
األمة من
كل ما فيه صالح ّ السعي وراء ّ
ابلشرعيّة ّ
وتدرك وراء وصفها ّ
األحكام الّيت تنظّم هبا شؤون دولة ما ،كعالقة احلاكم ابحملكومني،
السلم واحلرب،
وعالقة ال ّدولة اإلسالميّة ابل ّدول األخرى ،يف حاليت ّ
السنّة ،أو إمجاعاً ،إذا مل
نصاً من الكتاب و ّشريطة أن يكون مستم ّدها ّ
الشارع احلكيم.
منصوصا عليه ،وأن يكون مواف ًقا ملقاصد ّ
ً يكن
259
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
اخلارجي ،فرأوا الفصل بني مسائلها ومسائل الفقه العام ،حيث إ ّهنا
حتتاج إىل نوع من االجتهاد فوق اجتهاد من هدفه استنباط حكم مسألة
خاصة لباب من أبواب الفقه األخرى الّيت يظهر فيها
فقهيّة معيّنة أو ّ
السياسةجانب الفرد أكثر من جانب اجلماعة .فقد سبق أ ّن علم ّ
لسن قوانني وأوامر تدبـّر هبا
الساسة ّ
تدخل ّ
الشرعيّة اخلاص يدعو إىل ّ ّ
شؤون ال ّدولة ،ولو مل ينزل بذلك دليل ،وهذا يف ظاهره حيتاج إىل كثري
الشريعة اإلسالميّة.
ضبط ،ووضع قيود وشروط ،حتفظ من خالهلا روح ّ
تشعبت آراء العلماء يف جواز العمل هبا بني جميز ومانع ،وثرة
وقد ّ
حمق إن كان
الشريعة ،وهو بذلك ّ
اخلالف أ ّن املانع يرى أنّه تالعب يف ّ
لكن حقيقة األمر كما
الساسة واخللفاءّ ،
السياسة تستخدم يف مصاحل ّ ّ
ودب ،بل
هب ّ كل من ّ هو رأي الفريق اآلخر ،أ ّن العمل هبا ليس عمل ّ
عمل من له ضبط يف علمه وفكره ،ووعي وإدراك مبآالت األمور ،وفهم
الزلل يف ال ّدين ،والنّفس ،والعقل ،واملال ،والعرض.
سليم ،حيفظه من ّ
وهذا من أصعب األمور وأوعر الطّرق ،ومن يسلكه فهو بني شيئني
اثنني :بني ثواب كبري ،إن هو عمل مبقتضاه أو سعى قدر الطّاقة يف
الشارع .أو إث عظيم إن هو ضيّعه وعمل العمل وراء حتقيق مقاصد ّ
لتحقيق شهواته ،كما أشار إليه ابن قيّم اجلوزيّة عند حديثه عن العمل
الشرعيّة ،حيث قال .... " :قلت :هذا موضع مزلّة أقدام،
لسياسة ّ اب ّ
ومضلّة أفهام ،وهو مقام ضنك ،ومعرتك صعبّ ،فرط فيه طائفة فعطّلوا
260
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
وجرءوا أهل الفجور على الفساد ،وجعلوا احلدود ،وضيّعوا احلقوقّ ،
الشريعة قاصرة ال تقوم مبصاحل العباد حمتاجة إىل غريها Ibn ( "...ّ
املالكي يف كتابه تبصرة احل ّكام ّبني
ّ )Alqym, 1423وكذلك ابن فرحون
الضرورة خطورهتا وبني جبانب هذه ّ الشرعيّةّ ،
ابلسياسة ّ
ضرورة العمل ّ
وتزل فيه األقدام ،وإمهاله
تضل فيه األفهام ّ
فقال " :وهي ابب واسع ّ
وجيرئ أهل الفساد ،ويعني أهل العناد،
يضيّع احلقوق ،ويعطّل احلدودّ ،
الشنيعة ،ويوجب سفك ال ّدماء ،وأخذ
وسع فيه يفتح أبواب املظامل ّ
والتّ ّ
الشريعة ...وهبذا سلكت فيه طائفة مسلك التّفريط األموال بغري ّ
قل ،ظنًّا منهم أ ّن تعاطي
املذموم ،فقطعوا النّظر عن هذا الباب ّإال فيما ّ
احلق سبيالً واضحةً، ذلك ٍ
الشرعيّة ،فس ّدوا من طرق ّ مناف للقواعد ّ
الشرعيّة
السياسة ّ ِ
وعدلوا إىل طريق العناد فاضحةً ،أل ّن يف إنكار ّ
الراشدين ،وطائفة سلكت هذا الباب الشريفة تغليطًا للخلفاء ّ
والنّصوص ّ
الشرع
مسلك اإلفراط ،فتع ّدوا حدود هللا -تعاىل ،-وخرجوا عن قانون ّ
الشرعيّة قاصرة
السياسة ّ
وتومهوا أ ّن ّ
السياسةّ ،إىل أنواع من الظّلم والبدع و ّ
( Ibn األمة ،وهو جهل وغلط فاحش "
عن سياسة اخللق ومصلحة ّ
)Farihun 1995
السياسة
السياسي وأبرز مؤلّفات علم ّ
املطلب الثّالث :املراد ابلبعد ّ
شرعيّة قدمياً وحديثاً
ال ّ
رعي إىل أنواع ،نوع تناول فيه
الش ّ
ياسي ّالس ّ تنوعت املؤلّفات يف اجملال ّ
ّ
ابلسياسة اإلداريّة لل ّدولة اإلسالميّة ،وآخر تناولوا فيه
أراببه ما يتعلّق ّ
السياسة
السياسة املاليّة لل ّدولة اإلسالميّة ،ونوع آخر تناولوا فيه ّ ّ
السياسي
املخصصة يف اجملال ّ
ّ القضائيّة .وفيما يلي ذكر بعض املؤلّفات
ويتفرع هذا املطلب إىل فرعني:
الشرعيّ ،
ّ
الشرعيّة
السياسة ّ األول :املراد ابلبعد ّ
السياسي وأبرز مؤلّفات علم ّ الفرع ّ
قدمياً وحديثاً ،
أوًل :هناك حبث صغري احلجم عظيم النّفع يف سرد كتاابت يف ّ
السياسة ً
جل كتبالشرعيّة ،وعنوانه أكرب دليل على ذلك ،وملّا مل يسع سرد ّّ
لزما على الباحثني أن حييال األخ القارئ إىل هذا
الشرعيّة ،كان ً
السياسة ّ
ّ
السياسة
البحث ،وهو يف حدود 29صفحة ،بعنوان :قراءة يف كتب ّ
الشرعيّة بني القدمي واحلديث ،وهو على صيغة ورد .للمزيد من معرفة
ّ
الرجوع إليه.) alsharif N .D(.
الشرعيّة يرجى ّ
السياسة ّ
كتب ّ
262
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
263
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
264
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
األنصاري الكويف ،صاحب أيب حنيفة -رضي هللا عنهما ،-ولد أبو
وتويف سنة 142م .انظر (.)Alshiyarazi 1970يوسف سنة 110هّ ،
كتاب األموال .)Ibn Salam 2007( .أبو عبيد
القاسم ب ن سالم ،اإلمام اجملتهد البحر ،القاسم بن سالم البغدادي ،كان
أسا
متوسطة ،عارفًا ابلفقه واالختالف ،ر ً
حافظًا للحديث وعلله ومعرفته ّ
إماما يف القراءات ،له فيها مصنّف ،ويل قضاء الثّغور م ّدة.
يف اللّغةً ،
سنة الوالدة والوفاة228 - 133 :هـ404-767 ،م ( Aldhahabi
).1982
Abn Rajab كتاب االستخراج ألحكام اخلراج (
الرمحن بن أمحد بن
العالمة زين ال ّدين عبد ّ
.)1985هو اإلمام احلافظ ّ
السالمي
حممد بن أيب الربكات مسعود ّ الرمحن بن احلسن بن ّعبد ّ
الشهري اببن رجب ،ولد سنةالبغدادي ال ّدمشقي احلنبلي أبو الفرج ّ
()Alsayuti 1983 وتويف سنة 793هـ ،له ع ّدة مصنّفات.
706هـّ ،
266
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
267
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
مالحةة :مل يقف الباحثان على نسخة ورقيّة وال علي يب دي إف ،بل
مهمة
الشاملة .وضعت عليها شروح عديدةّ ، حصال على نسخة املكتبة ّ
الشروح " :اإلتقان واإلحكام يف شرح حتفة يف ح ّد ذاهتا .ومن هذه ّ
حممد ،أبو عبد هللا ،ميارة :فقيه مالكي.
حملمد بن أمحد بن ّ
احل ّكام "ّ ،
من أهل فاس .الوالدة والوفاة1372 - 999 :ه - 1393 ،
الشروح أيضا " :البهجة يف
1662م )Alzarkaluy, 2002( .ومن ّ
السالم
شرح التّحفة " أليب احلسن التّسويل املالكي ،وهو علي بن عبد ّ
التّسويل ،أبو احلسن القاضي املالكي املعروف مبديدش ،من أهل فاس
تويف سنة 1234م)Alzarkaluy, 2002( . ابملغربّ ،
الشافعي:
ويف املذهب ّ
.
أدب القاضي)Almawrdy 1971( .
الشهود.
جواهر العقود ومعني القضاة واملوقّعني و ّ
حممد بن أمحد بن علي بن عبد( .)al'asyutiu 1996هو مشس ال ّدين ّ
الشافعي املنهاجي ،فقيه وأديب .ولد
اخلالق األسيوطي ثّ القاهري ّ
استقر ابلقاهرة .من آاثره:
أبسيوط ،ونشأ هبا ،وجاور مب ّكة م ّدة ،و ّ
السالك
الشهود يف جملّد ضخم ،وهداية ّ
جواهر العقود ومعني القضاة و ّ
إىل أوضح املسالك)Almawrdy 1971( .
268
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
270
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
وتويف 1938م ،قاض وفقيه دستوري ،ولد بقرية كفر احلاج شربيين من ّ
وخترج فيها عام
أعمال مركز شربني ،التحق بكلّيّة احلقوق ابلقاهرةّ ،
1903م ،وكان من ّأول النّاجحني .التحق بوظائف النّيابة ،ثّ القضاء،
وكانت له مواقف مثاليّة .له تصانيف كثرية ،منها " اإلسالم وأوضاعنا
السياسيّة " ،و" املال واحلكم يف
القانونيّة" ،و" اإلسالم وأوضاعنا ّ
اإلسالم " ،و" اإلسالم بني جهل أبنائه وعجز علمائهAlzirkluy ( .
.)2002
الشرعيّة يف ضوء نصوص الكتاب السياسة ّ ّ
ومقاصدها.)alqirdawi 2011( .
الشريعة والتّاريخ اإلسالمي،
نظام احلكم يف ّ
( ) alqasimi 1987مل يقف الباحثان على ترمجته.
حكم املشاركة يف الوزارة واجملالس النّيابيّة،
(.)al'ashqur 2009
( Adalan السياسيّة.
الشرعيّة للنّوازل ّ
األحكام ّ
)2011
السياسة
واحلقيقة أ ّن النّاظر يف هذه الكتب جيد أ ّن املؤلّفات يف قضااي ّ
كثرية ،وإن كانت قليلة ابملقارنة ببقيّة جوانب تراث الفقه اإلسالمي،
احلق أ ّن سردها يف جمال واحد من املستحيل ،لكن أشار الباحثان إىلو ّ
يدا من االطّالع.
مظا ّهنا؛ لريجع إليها من يريد مز ً
271
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
وبكل حال ،فإ ّن الغرض من ضرورة مراجعة العلماء املنظّرين لعلم أصول ّ
وخاصة تلك اجلوانب الّيت يعتىن فيهاّ الشريعة،
الفقه ،وعلم مقاصد ّ
الشرعيّة ،ليس اهلدف سوى استكشاف أ ّن السياسة ّ بتأصيل مسائل ّ
الشريعة اإلسالميّة كفيلة بتنظيم حياة اجملتمع اإلسالمي ،بكافّة جوانبه.
ّ
السياسيّة ( بُعد
شريعة يف القضااي ّ
املبحث الثّالث :اعتبار مقاصد ال ّ
كل منهما يف اآلخر )
ّ
التّعامل مع مستج ّدات العصور واألمصار ،أمر ذو خطورة ،وخطورته من
كل عصر أبحد األحكام حيث النّتيجة الّيت هي إحلاق مستج ّدات ّ
بكل
حري ّ رب العاملني ،وجب فيه التّ ّ
التّكليفيّة اخلمسة ،وهذا توقيع عن ّ
معناه ،فقد انقسم النّاس جتاه هذا إىل ثالث فرق ،منهم من أفرط يف
توسط بني الفريقني،
العمل ،ومنهم من ّفرط ،والطّرف الثّالث هو الّذي ّ
الشرعيّة حنو املستج ّدات ،وهذا
السياسة ّ
فعمل مبا تقتضيه قواعد وأسس ّ
الشارع ،وال يلحق ابل ّدين ما ليس منه ،بل عدم إعمال
ال خيالف مقصد ّ
الغراء ،كوصفها
الشريعة ّ
متس ّ
املصاحل املرسلة قد ينتج عنه آاثر سيّئة ّ
ابجلمود والقصور يف مسايرة مستج ّدات هذا العصر املوصوف بعصر
يتخوفه اآلخرون ،فقد تفطّن
املتطورة .وأ ّما ما ّ
التّق ّدم أو عصر احلضارات ّ
الراشدة ،حيث واجهوا وخاصة عهد اخلالفة ّ
ّ الزمان،
إليه من قدمي ّ
مشاكل حنو مستج ّداهتم ،وذلك بعدما ارتسخ يف القلوب أ ّن ال ّدين قد
استنادا إىل قول هللا –تعاىل -يف حمكم تنزيله ﴿ :الْيـ ْوم أ ْكم ْلت
ً اكتمل،
272
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
273
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
رضوان هللا عليهم -كانوا يلتمسون املصلحة ويعملون هبا وإن مل يقم دليل
ئي منصوص عليها. جز ّ
274
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
شريفة).
-3مجع املصدر الثّاين للمسلمني ( األحاديث النّبويّة ال ّ
إ ّن القرآن مل يكن ليفهم دون تبيان من املصطفى -صلّى هللا عليه وآله
السلف جبمع أحاديثه صلّى هللا
الضروري أن يقوم ّ
ّ وسلّم ،-فكان من
الشهوات يف تفسري آايت حت ال تدخل األهواء و ّعليه وآله وسلّمّ ،
القرآن أبشياء ما أنزل هللا هبا من سلطان ،واملصلحة تقتضي ذلك .لذا
األموي عمر بن عبد العزيز -رمحه هللا -أبمر أهل العلم أن
ّ قام اخلليفة
الرسول -صلّى هللا عليه وآله وسلّم ،-ويف هذا جاءت جيمعوا أقوال ّ
نصها " :وكتب عمر بن عبد العزيزالرواية التّالية يف صحيح البخاري ما ّ
ّ
إىل أيب بكر ابن حزم":انظر ما كان من حديث رسول هللا -صلّى هللا
فإين خفت دروس العلم ،وذهاب العلماء ،وال تقبل
عليه وسلّم -فاكتبهّ ،
يب -صلّى هللا عليه وسلّم ،-ولتفشوا العلم ،ولتجلسوا
إال حديث النّ ّ
سرا".
حت يكون ًّ
حت يعلم من ال يعلم ،فإ ّن العلم ال يهلك ّ
ّ
(.)Albikhari 1422
األئمة ضياع
قال احلافظ ابن حجر " :لكن ملّا قصرت اهلمم ،وخشي ّ
الزهري على رأس املائه
دون احلديث ابن شهاب ّ دونوه .وأول من ّ
العلمّ ،
أبمر عمر بن عبد العزيز ،ثّ كثر التّدوين ،ثّ التّصنيف ،وحصل بذلك
خري كثري ،فللّه احلمد")Ibn hajar 1379( .
هللا عليه وآله وسلّم-؟ فما قام به اخلليفة عمر بن عبد العزيز -رضي هللا
عنه -ليس خمال ًفا حلديث النّهي الذي رواه اإلمام مسلم يف صحيحه ما
ي ،أ َّن رسول هللاِ -صلَّى هللا علْي ِه وسلَّم- نصهۖ " :عن أِيب سعِ ٍ
اخل ْد ِر ِّ
يد ْ ّ ْ ّ
ِ ِ
قال " :ال ت ْكتـبوا ع ِّين ،وم ْن كتب ع ِّين غْيـر الْق ْرآن فـ ْلي ْمحه ،وح ّدثوا
ع ِّين ،وال حرج ،وم ْن كذب عل َّي -قال مهَّ ٌام :أ ْح ِسبه قال -متـع ِّم ًدا
ِ
الصحابة الكرام؛ فـ ْليـتـبـ َّوأْ م ْقعده من النَّا ِر " ")msilim N. D( .وال لفعل ّ
إذ إ ّهنم مل ميتنعوا إال خوف اختالطه ابلقرآن ،فلما زال ذلك ،تعيّنت
املصلحة ،وأمر هبا اخلليفة.)Alnawawi 1392( .
276
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
واحتاجوا إىل مكان جيمعهم ألداء املكتوابت ،ولكن هذا حيتاج حتقيقه
إىل واحد من شيئني:
ّأوًًلّ :إما أن ال تكون جبانب املسجد دور ،أو أبنية أخرى ،فيكون األمر
تتعرض البيوت للهدم وحنوه.
السهل فعله ،من حيث ال ّعندئذ من ّ
وإما أن يكون العكس ،أبن يكون حميطًا ببيوت النّاس ،منهماثنيًاّ :
الفقراء واملساكني وبيوت أشراف النّاس وأعياهنم ،وهكذا كان الوضع مع
املسجد النّبوي ،فاحلاكم حينئذ بني شيئنيّ :إما أن يرتك املسجد على
الضرر مق ّدم
حاله ،أو يهدم األبنية الّيت جبواره ،أل ّن القاعدة تقول :دفع ّ
للضرر املتوقّع أبرابب البيوت ،وتوسعة
على جلب النّفع ،فرتك اهلدم دفع ّ
املسجد نفع مطلوب جلبه ،ولكن كان العمل هو اهلدم ال ابملقارنة بني
الشك أب ّن هذا
ّ اجلانبني فقط ،بل ابلنّظر إىل جوانب أخرى .إذ إنّه
اهلدم ضرر ،ولكنّه خاص مبن سكن يف البيوت الّيت وقعت حتت اهلدم،
الضرر اصطدم مع ضرر أكرب منه ،وهو ضيق املكان الّذي فرفع هذا ّ
لألمة مبن فيهم
جيتمع فيه املسلمون يف اجلمع واجلماعات ،ونفعه عام ّ
أصحاب البيوت امله ّدمة ،فلزم هدمها تطبيقاً ملنطوق القاعدة :يتحمل
العامة مق ّدمة على
الضرر العام ،أو املصلحة ّ الضرر اخلاص لدفع ّ ّ
الرواية يف ذلك على النّحو التّايل :جاء يف كتاب
اخلاصة .و ّ
ّ املصلحة
البداية والنّهاية ..." :قدم كتاب الوليد إىل عمر بن عبد العزيز أيمره
بوي وإضافة حجر أزواج رسول هللا -صلّى هللا عليه
هبدم املسجد النّ ّ
277
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
278
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
279
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
اخلامتة
الشرعيّة هو لب
السياسة ّ
تبني لدى الباحثني أ ّن علم ّ
وبعد هذه ال ّدراسة ّ
العامة ،وتنزيل املقاصد
الفقه اإلسالمي من حيث تطبيق قواعد الفقه ّ
املتأخرة
اخلاصة على أرض الواقع .وال سيّما يف العصور ّ
العامة و ّ
الشرعيّة ّ
ّ
الشريعة؛
اليت قضاايها حباجة إىل نظر دقيق ،وفكر سليم ومعرفة مبقاصد ّ
كل ما
استقر عليه مجهور العلماء :أ ّن ّ
ألنّه ال توجد لكثري منها أدلّة ،وما ّ
وقعدوا لذلك
األمة اإلسالميّة وجب جلبه ،ودرء ما سواهّ .
فيه صالح ّ
قواعد كلّيّة حتمل يف طيّها أحكام مجيع املستجدات ،يف خمتلف العصور
واألمصار ،منها على سبيل املثال ال احلصر :قاعدة :ال ضر وال ضرار،
الضرورات تبيح احملظورات ،وقاعدة :املش ّقة جتلب التيّسري،
وقاعدةّ :
الرعيّة منوط ابملصلحة .وقاعدة :درء املفاسد
صرف على ّ وقاعدة :التّ ّ
الضرر العام،
الضرر اخلاص لدفع ّ
حتمل ّ أوىل من جلب املصاحل ،وقاعدةّ :
وغريها من القواعد ،كلّيّة كانت أو جزئيّة .
280
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
281
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
REFERENCES ()المراجع
282
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
283
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
284
MJSL | DECEMBER 2017 | VOL 6
ISSN : 1985-7454 | E-ISSN : 2590-4396
www.mjsl.usim.edu.my
285