‫حكم لبس العباءة على الكتف‬

‫الحم د هلل والص الة والس الم على نبين ا محم د وعلى آل ه وص حبه ومن وااله أم ا بع د‪:‬‬
‫فالقول بجواز لبس عباءة الكتفين في الحج أو عدم جواز لبسها ينبني على حكم لبس العباءة عموما‪ ,‬وال ش ك أن هن اك‬
‫فرقا بين عباءة الرأس وعباءة الكتف وأن عباءة ال رأس أبل غ في الس تر‪ ,‬والف رق بينهم ا أن لبس العب اءة على الكت ف‬
‫سم الكتفين‪ ،‬وكذلك إذا لبس تها الم رأة على الكتفين‪ ،‬ف إن الخم ار المش دود‬ ‫سم الكتفين ولبسها على الرأس ال يُ َج ِّ‬ ‫ربما ج َّ‬
‫على الرأس قد يظهر حجمه‪ ،‬بينما عباءة الرأس ال تظهر حجم الرأس‪ ،‬ثم إن رفع العباءة فوق الرأس أقرب المتث ال م ا‬
‫أمر هللا به في قوله تعالى‪ :‬يُ ْدنِينَ َعلَ ْي ِهنَّ ِمنْ َجالبِيبِ ِهنَّ {األحزاب‪ .}59:‬وإدن اء الجلب اب يع ني‪ :‬أن تلبس من األعلى إلى‬
‫األسفل‪ ,‬فهذه بعض الفروق بينهما‪.‬‬

‫ولذا ذهب جمع من أهل العلم المعاصرين إلى عدم جواز لبس عباءة الكتف منهم الشيخ ابن باز وابن عثيمين وبك ر أب و‬
‫زيد ـ رحمة هللا عليهم جميعا ـ وكذا فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد وغيره وعلل وا ذل ك بأنه ا تجس م الكتفين ويظه ر‬
‫بها حجم الرأس والرقبة وطولها‪ ،‬وأن في لبس ها تش بها بالرج ل حيث إنه ا تش به قميص ه وعباءت ه وأن الق ول بج واز‬
‫لبسها قد يفتح بابا للفتنة وتتوسع النساء فيه‪.‬‬

‫قال الشيخ ابن باز ـ رحمه هللا تعالى ـ كما في مجموع فتاواه‪ :‬ال يجوز للم رأة وض ع العب اءة على الكتفين‪ ،‬لم ا في ذل ك‬
‫من التشبه بالرجال‪ ،‬وقد ثبت عن الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أن ه لعن المتش بهين من الرج ال بالنس اء والمتش بهات‬
‫من النساء بالرجال‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫وقال الشيخ ابن ع ثيمين رحم ه هللا تع الى‪ :‬وأم ا لبس ها العب اءة على الكتفين في األس واق وبين الن اس فال‪ ،‬ألن لبس ها‬
‫العباءة على الكتفين في األسواق ي ؤدي إلى بي ان حجم كتفيه ا ورقبته ا‪ ،‬وه ل هي طويل ة أو قص يرة ـ أع ني الرقب ة ـ‬
‫فيكون في ذلك فتنة‪ ،‬ثم من الذي يأمن إذا رخص للنساء في لبس العباءة على الكتف أن تتطور المسألة ثم تب دأ النس اء‬
‫تخرج إلى األسواق بالمقطاب ـ أي‪ :‬بالقميص بدون عباءة ـ ألن النساء في الغالب إذا فتح لهن الباب الصغير ص ار باب ا ً‬
‫كبيراً‪ ،‬وربما قلعن الباب كله ودخلن من غير أبواب‪ ،‬لذلك نقول‪ :‬وضع العب اءة على الكتفين في الص الة ال ب أس ب ه وال‬
‫يبطل الصالة‪ ،‬وأما المشي به في األسواق فال ألنه يجر إلى فتنة‪ ،‬وهو ذريعة إلى توسع النساء في اللباس‪ ..‬اهـ‪.‬‬

‫وسئل رحمه هللا تع الى‪ :‬عن حكم لبس العب اءة المط رزة أو الطرح ة المط رزة وطريقت ه ب أن تض ع الم رأة العب اءة على‬
‫الكتف ثم تلف الطرحة على رأسها ثم تغطي وجهها‪ ،‬مع العلم أن ه ذه الطرح ة ظ اهرة للعي ان ولم تخ ف تحت العب اءة؟‬
‫فأجاب بقوله‪ :‬ال شك أن اللباس المذكور من التبرج بالزينة‪ ،‬وقد قال هللا تعالى لنساء النبي صلى هللا عليه وسلم‪َ :‬وقَ ْرنَ‬
‫ِفي بُيُوتِ ُكنَّ َوال تَبَ َّر ْجنَ تَبَ ُّر َج ا ْل َجا ِهلِيَّ ِة اُأْلولَى ـ ‪1‬ـ وقال عز وجل‪َ :‬وال يَ ْ‬
‫ض ِربْنَ بِ َأ ْر ُجلِ ِهنَّ لِيُ ْعلَ َم َم ا يُ ْخفِينَ ِمنْ ِزينَتِ ِهنَّ ـ‪2‬ـ‬
‫فإذا كان هللا عز وجل نهى نساء النبي صلى هللا عليه وسلم أن يتبرجن تبرج الجاهلية األولى‪ ،‬ونهى نساء المؤم نين أن‬
‫يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن دل ذلك على أن كل ما يكون من الزين ة فإن ه ال يج وز إظه اره وال إب داؤه‪،‬‬
‫ألنه من التبرج بالزينة‪ ،‬وليعلم أنه كلما كان لباس المرأة أبعد عن الفتنة فإنه أفض ل وأطيب للم رأة وأدعى إلى خش يتها‬
‫هلل سبحانه وتعالى والتعلق به‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫س َّمى الجلباب الذي‬

‫وقال العالمة بكر أبو زيد ـ رحمه هللا تعالى ـ في كتابه حراسة الفضيلة‪ :‬لبسها على الكتفين يخالف ُم َ‬
‫افترض ه هللا على نس اء المؤم نين‪ ،‬ولم ا في ه من بي ان تفاص يل بعض الب دن‪ ،‬ولم ا في ه من التش به بلبس ة الرج ال‪،‬‬
‫واشتمالهم بأرديتهم وعباءاتهم‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫وقال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود‪ :‬الشيء الذي على الكتفين فيه تشبه بالرجال‪ ،‬فال تلبس الم رأة‬
‫اللبس على الكتفين‪ ،‬وإنما يكون لبسها للعباءة على رأسها وليس على كتفيها‪ ...‬اهـ‪.‬‬

‫وختاما نقول ومع ذلك إذا حصل الس تر المطل وب ش رعا بعب اءة الكت ف ك أن يُلبس معه ا ف وق ال رأس طرح ة أو خم ار‬
‫فضفاض ليس مشدوداً على الرأس شداً فال حرج على المرأة في لبسها عند خروجه ا للحج وغ يره‪ ،‬وق د س بق أن بين ا‬
‫ذلك في الفتويين رقم‪ ،14299 :‬ورقم‪ .9859 :‬‬

‫وهللا أعلم‪.‬‬
 ‫تاريخ التدقيق حسب‬
‫التاريخ الفعلي للتدقيق‬ ‫)‬ ‫تدقيق داخلي رقم (‬ ‫التاريخ‬ ‫اليوم‬
‫الخطة‬

‫رئيسة فريق التدقيق‬ ‫من‬

‫إلى‬

‫اسم العملية‬

‫اسم المراجع‬ ‫الوقت‬ ‫تاريخ الزيارة‬

‫مكان التدقيق‬

‫مصادر‬
‫النشاط‬ ‫االرشاد‬ ‫المختبر‬ ‫المكتب‬ ‫الفصل‬
‫التعلم‬

‫الوثائق واألدوات المطلوبة‬