Professional Documents
Culture Documents
(الاستشراق في الجزائر بين الأطروحات والوسائل) -دراسة نقدية لبعض الأعمال الاستشراقية الفرنسية
(الاستشراق في الجزائر بين الأطروحات والوسائل) -دراسة نقدية لبعض الأعمال الاستشراقية الفرنسية
(الاستشراق في الجزائر بين الأطروحات والوسائل) -دراسة نقدية لبعض الأعمال الاستشراقية الفرنسية
ملخص:
تضمنت الحملة الفرنسيةلقد ارتبط االستشراق وخاصة األعمال الفرنسية منه في الجزائر بدعم الجهود االستعمارية ،حيث ّ
ّ
على الجزائر عددا من املترجمين والكتاب والفنانين املهتمين بحياة الشرق ،كما مثل انعقاد مؤتمر املستشرقين الرابع عشر في الجزائر
عام 1905االنطالقة الحقيقية لالستشراق في الجزائر.
وعملت اإلدارة الفرنسية بخبرائها وفنانيها ومترجميها إلى معرفة الحياة العربية اإلسالمية بمختلف نواحيها في املجتمع الجزائري ،وقام
املستشرقون بأعمال كثيرة في املجال الديني واللغوي واآلثار والعادات والتاريخ ،وترجمة النصوص الدينية ،ودراسة العربية والبربرية
بمختلف لهجاتها ،وتاريخ الجزائر واملغرب العربي عموما ،والفلكلور ،واهتموا باإلسالم كدين وعقيدة وكتصوف وطقوس ومرابطين،
كما كانت اهتماماتهم في الغالب ّ
موجهة حسب توجيهات اإلدارة االستعمارية وحاجة الدولة الفرنسية.
ويمكن القول أن االستشراق في الجزائر أثناء بداياته كان يهدف إلى التعرف على الحياة العامة في املجتمع الجزائري العربي املسلم،
حيث كان استكشافيا ،لكن سرعان ما أصبح االستشراق أكثر تنظيما وتخطيطا وأنتج أعمال ضخمة في كل املوضوعات واملجاالت
تقريبا.
ونحاول من خالل هذه الورقة البحثية أن ّ
نتبين العالقة بين االستعمار الفرنس ي وحركة االستشراق في الجزائر ،واألطروحات التي
حاول أن ّ
يروج لها املستشرقون في الجزائر ،والوسائل التي اعتمدوها في ذلك.
Abstract:
The orientalism was associated especially The French one in Algeria with the support of the colonial efforts
against Algeria, including a number of translators, writers and artists interested in the life of the East. The 14th
Orientalists Conference in Algeria in 1905 also marked the true beginning of Orientalism in Algeria.
512
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
The French administration worked with its experts, artists and translators, to learn about the Arab-Islamic life in all
its aspects in the Algerian society. Orientalists performed many works in the religious, linguistic, archaeology,
customs and history fields, the translation of religious texts, the study of Arabic and Berber languages with their
various dialects, the history of Algeria and the Arab Maghreb in general and the folklore. They were interested in
Islam as a religion, doctrine, Sufism and rituals, and Almoravids, their interests were often directed according to the
direction of the colonial administration and the need of the French state.
It can be said that Orientalism in Algeria in its early days aimed to identify public life in the Algerian Arab Muslim
society, where it was exploratory, but quickly it became more organized, planned and produced large works in
almost all subjects and fields.
In this paper, we attempt to distinguish the relationship between French colonialism and the Orientalism
movement in Algeria, and the thesis that the orientalists in Algeria tried to promote, and the means adopted by
them.
يعد االستشراق الفرنس ي في الجزائر أهم مظاهر الغزو الثقافي والذي شكل جزءا مهما من االستعمار بمختلف أشكاله ،نظرا
ّ
لالهتمام الفرنس ي باملجتمع الجزائري وخصائصه ومكونات الهوية لديه والتي شكلت مبعث الثورات واملقاومات الشعبية ،وتبلور هذا
االهتمام من طرف اإلدارة االستعمارية في الدراسات العربية واإلسالمية مع أعمال املستشرقين.
وكانت مدرسة الجزائر محطة بارزة في مسيرة االستشراق بالجزائر ،وعبارة (مدرسة الجزائر) حسب أبو القاسم سعد هللا أطلقت
عند البعض على تأثير الجزائر في األدب الفرنس ي وتلوينه بلون بيئتها ونكهتها ،ولكن هنا تستعمل العبارة للداللة على انطالق
االستشراق الفرنس ي والدراسات العلمية خاصة بعد عام 1879أين تم إنشاء مدرسة اآلداب العليا والتي أصبحت كلية اآلداب
بجامعة الجزائر سنة 1 .1909
فهي مدرسة فكرية أثرت في الفن واألدب واللغة والتاريخ والعالقات بين الجزائريين والفرنسيين ،وفوق ذلك كله أطلقت االستشراق
الفرنس ي من عقاله ،فانطلق يدعم الجهود االستعمارية في الجزائر وفي باقي دول املغرب العربي.
لقد بدأ اهتمام املستشرقين بالجزائر قبل الحملة الفرنسية سواء من الفرنسيين أو األمريكيين أو باقي الدول األوروبية ،غير أن تأزم
العالقة بين الجزائر وفرنسا عام 1827وتحضيرها لحملة على الداي حسين ،جعل املستشرقين الفرنسيين يركزون اهتمامهم
ويترجمون بعض األعمال عن الجزائر ملستشرقين أمريكيين وأنجليز.
513
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
وتضمنت الحملة الفرنسية على الجزائر عام 1830عددا من املترجمين والكتاب والفنانين ورجال الدين واملهتمين بحياة الشرق
عموما ،ولعل نجاح الحملة الفرنسية على الجزائر جعلت كال منهم يتفرغ لعمله حسب تخصصه .خاصة في ظل حاجة اإلدارة
االستعمارية ملترجمين يعملون معها ،لتسهيل التواصل مع السكان وفهم املجتمع الجزائري.
وشكلت مدرسة اللغات الشرقية في فرنسا املنبع الذي يمد اإلدارة االستعمارية باملترجمين واملختصين في مختلف املجاالت خاصة مع
ظهور تلك الحركة التي اهتمت بجمع املخطوطات والكتب النادرة التي تخص العهد العثماني في الجزائر وما قبله ،ورافقتها حفريات
لآلثار الرومانية وغيرها.
ثانيا.االستشراق ومراحله:
إن التأريخ لالستشراق في الجزائر ال يمكن حصره في الفترة التي تلت االستعمار الفرنس ي ،بل يمكن القول أن هناك اهتماما كبيرا
للمستشرقين بالجزائر قبل ذاك األملان منهم واالنجليز والبرتغاليين واألسبان ،وإذا ما عدنا إلى عام 1827لوجدنا أن الفرنسيين قاموا
بترجمة أعمال املستشرقين األوروبيين واألمريكيين عن الجزائر إلى اللغة الفرنسية ،وهنا لعبت مدرسة اللغات الشرقية دورا مهما.
واعتبر سيلفستر دي ساس ي Silvestre di Saciزعيم االستشراق الفرنس ي في تلك الفترة ،وقد تخرج على يديه جيل من املستشرقين في
ّ
فرنسا وأوروبا ،وبدخول فرنسا أرض الجزائر ومحاولة تأسيسها إلدارة مدنية تتحكم في الجزائريين وظفت املترجمين من يهود الجزائر،
والذين كانت تلك وظيفتهم حتى قبل دخول الفرنسيين وأيضا من األوروبيين الذين تخرجوا من مدرسة اللغات الشرقية وتوسع
توظيفهم بتوسع اإلدارة االستعمارية في الجزائر ،كما أنهم قاموا بجمع املخطوطات واالستيالء على املكتبات.2
لذلك يمكن القول أن االنطالقة الحقيقية لالستشراق الفرنس ي بدأت بحركة االستعمار وتوسعه في الجزائر ،ولعل ما يميز
االستشراق الفرنس ي في الجزائر استعمال اللهجة الجزائرية وليس العربية الفصحى العتبارات استعمارية توسعية بحتة ،وقد مر
االستشراق في الجزائر بثالث مراحل هي:
املرحلة األولى :من بداية االحتالل 1830إلى إنشاء املدارس العليا سنة :1879
تميز هذه املرحلة بجهاز ترجمة قوي على يد العسكريين الفرنسيين في معظم األحيان ،وهناك مترجمون وإداريون وآخرون قضائيون،
وقد نتج عن أعمال هؤالء الكثير من النصوص والعرائض والوثائق التاريخية ،واشتغل املستشرقون في اللجان العلمية والجمعيات
املتخصصة ،ونشروا أبحاثهم للتعريف بالشعب الجزائري املحتل في مختلف عصوره ومظاهره.
وأثناء هذه املرحلة زار الجزائر عدد من األدباء واملفكرين والفنانين الفرنسيين املهتمين بحياة الشرق ،وكانت زياراتهم بدعم وتشجيع
ي وتوجهاته االستعمارية3. من الحكومة الفرنسية نفسها ،حيث ارتبط االستشراق منذ البداية بإدارة االحتالل الفرنس
في هذه املرحلة أدخلت العديد من اإلصالحات في فرنسا على التعليم العالي ،وأعيد تنظيم جامعة السوربون ،كما ظهرت
مدرسة دوركايم Durkheimفي علم االجتماع واالستشراق ،وأنش ئ كرس ي لتعليم اللغة العامية الجزائرية في باريس وكرس ي لتعليم
514
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
اللغة االمازيغية ،وظهرت كلية اآلداب عند تأسيس جامعة الجزائر في ،1909كما تم انعقاد املؤتمر الدولي الرابع عشر للمستشرقين
تحت إشراف رينيه باصيه Renie Bassiعميد كلية اآلداب وعميد املستشرقين في الجزائر حينذاك.
وفي 1906ظهرت مجلة العالم اإلسالمي برئاسة ألفريد لوشاتليه Alfred Le Châteletالذي سبق له العمل في الجزائر كرئيس
للمكتب العربي العسكري في الجنوب ،كما انتعشت حركة االستشراق الفرنس ي في جميع املستعمرات وغذته تلك الكراس ي التي
فتحت بمختلف اللغات واللهجات في كلية اآلداب بجامعة الجزائر.
ابتدأت هذه املرحلة باالحتفاالت الضخمة التي أقامها االستعمار الفرنس ي بمناسبة مرور مائة سنة على دخوله الجزائر ،وهي
مرحلة امتازت بالتوسع في إنشاء املعاهد املتخصصة في االستشراق كمعهد الدراسات الشرقية ،ومعهد الدراسات الصحراوية،
ومعهد الدراسات العربية ،وتحويل املدارس الشرعية الثالث إلى ثانويات مزدوجة ،وبقاء الصلة الوثيقة بين االستشراق والسلطة
االستعمارية خاصة في ظل ظهور نخب جديدة ظهرت في القيادات السياسية في املستعمرات.
ويبدوا أن االستشراق الفرنس ي في الجزائر قد عرف هزة عنيفة مع الحرب العاملية الثانية ،وثورة الجزائر ،والحرب الباردة ،ومن أبرز
املستشرقين في هذه املرحلة هنري بيريز ،وليفي بروفنصال وكانتينو ،وروبير برونشفيك4.
الفرنسيون لم يكتشفوا الجزائر باحتاللها سنة ، 1830فقد كتبوا عنها في عدة مناسبات وكانت بينها وبينهم معاهدات،
ومبادالت تجارية ،وتبادل لألسرى ،وجوسسة وتقارير وقناصل ،ورحالت ،..ولم يكن خفيا أطماع الفرنسيين أو غيرهم من األوربيين
في الجزائر ،فحاولوا التعرف عليها من خالل الكتابة عن السكان وأنماط حياتهم ومالبسهم وعاداتهم وأخالقهم ،الدين والثقافة،
والتاريخ ،والتربية والتعليم واملؤسسات التي تحتضنها ،وقد راجت في بدايات االستعمار الفرنس ي للجزائر كتب تشرح للسياح كيفية
الحياة في الجزائر ونمط عيش سكانها تشجيعا لسياسات االستيطان األوروبي فيها.
لكن ارتباط هؤالء املثقفين واملستشرقين باإلدارة االستعمارية كموظفين فيها أو كحاملين لتلك اإليديولوجية التوسعية ،استطاعوا
أن يروجوا ألطروحات من شأنها التمكين لالستعمار الفرنس ي في الجزائر ،أطروحات استهدفت ّ
املقومات األساسية التي تكون املجتمع
الجزائري ،كالدين واللغة ،والتاريخ ،واملوقف من التحضر والتمدن ،وقضايا املرأة.
لقد جاء الفرنسيون إلى الجزائر بمجموعة من العقد التي كانت متراكمة لدى األوربيين من العصور الوسطى حول العرب واملسلمين
والشرق والشرقيين بصفة عامة ،وكانت عقائد الحروب الصليبية ما تزال حية في أذهانهم وكتبهم ،من التواجد اإلسالمي في األندلس
إلى سطوة العثمانيين على أوروبا الشرقية والجزائر.
515
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
لقد كان احتالل الفرنسيين للجزائر أكثر من انتصار بعد فشل الحملة على مصر وتحجيم الخريطة الفرنسية بعد مؤتمر وترلو
، Waterloفتصرفات الفرنسيين في الجزائر مدنيين وعسكريين تدل على شذوذ غريب ،وعلى رغبة عميقة في االنتقام من املاض ي كله،
ملا حمله من انتصارات للعرب واملسلمين في بالدهم وانكسارات لحروبهم الصليبية.
فرنسا كانت تزعم أنها حاملة لرسالة حضارية جاءت لتنشرها في املجتمع الجزائري الذي تخلف عن الركب بسبب التواجد العثماني،
وأعلنت الجزائر مملكة عربية تابعة للمملكة الفرنسية وحتى بعد سقوط النظام امللكي في فرنسا بقي ساستها يرددون مقولة الجزائر
ّ
فرنسية ،فما هي يا ترى هذه األطروحات التي صاغها املستشرقون؟ وهل ساعدتهم في رسم سياسات تمكن لهم من تحقيق الغايات
االستعمارية؟
.1ال ــلغــة:
هدفت فرنسا من خالل أطروحاتها االستعمارية إلى إلحاق املجتمع الجزائري باملجتمع الفرنس ي وجعله امتداد له ،وعلمت من
خالل مستشرقيها أنه لن يتأتى لها هذا إال بإحالل الفرنسية محل العربية واملسيحية محل اإلسالم ،كي يتناسق كال املجتمعين
املقومات والخصائص.الجزائري والفرنس ي في ّ
فعملت منذ الوهلة األولى على محاربة اللغة العربية تارة من خالل التضييق على التعليم القرآني ،ومنع األهالي من تدريس أبنائهم
وهدم املساجد والزوايا وتحويلها إلى كنائس ومستودعات وثكنات ،وتارة أخرى من خالل فتح املدارس الفرنسية أمام الجزائريين من
أجل تعليمهم اللغة الفرنسية ،وجعلها لغة اإلدارة والتواصل في املجتمع الجزائري ،وكانت الوظائف املتاحة أمام الجزائريين يشغلها
من يتقنون التواصل بها.
لقد ادعى املستشرقون الفرنسيون ومن وراءهم اإلدارة االستعمارية أن اللغة العربية هي لغة تخلف وال تصلح الن تكون لغة الحضارة
والصناعة كما الحال مع الفرنسية ،ولكي تؤدي فرنسا رسالتها الحضارية ال بد من جعل الفرنسية لغة األهالي .ويقول أحد
املستشرقين"..لقد كان على السادة أن يستعملوا اللغة العربية في اإلدارة لفهم السكان املحليين ،وال يمكن مطالبة املنهزمين
(الجزائريين) بتعلم لغة الغزاة فورا" 5.لقد كانت اللغة العربية ونشرها بين الضباط والعسكريين الفرنسيين وسيلة قوية للتقارب بين
األعراق التي يبعدها عن بعضها البعض األصل والدين والعادات.
كما نجد أن االستعمار الفرنس ي حاول استمالة البربر من سكان الجزائر ،وراح يروج ألطروحات تلغي تاريخ البربر من املشرق
في نشر الحضارة اإلسالمية في األندلس ووسط فرنسا نفسها ،فتارة تجعلهم الدراسات التاريخية وعلماء اآلثار مسيحيي الديانة
واإلسالم غريب عنهم ،وأنهم في عاداتهم وتقاليدهم اقرب إلى املسيحية منه إلى اإلسالم بحكم اتصالهم بالحضارة الرومانية ،وتارة
ّ أخرى تنسب أصولهم إلى الساميين ،وكلها محاوالت استعمارية لصياغة أطروحات ّ
تفرق بين مكونات الشعب الجزائري ،لتمكن
لسياسة االستعمار الفرنس ي.
""....البربر كانوا ومازالوا مسيحين ،وإن دعاة املسيحية الذين بثتهم فرنسا بين القبائل البربريةّ ،إنما هم وعاظ يذكرون إخوانهم البربر
بدينهم القديم ،ال دعاة لدين جديد أو معتقدات غربية6"..
516
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ومن الناحية االجتماعية حاول املبشرون العزف على وتر العرف القبلي ،حيث اعتبروا أن أعراف سكان منطقة القبائل مستوحاة
من القانون املسيحي ،وبعيدة عن اإلسالم ،وقوانينهم االجتماعية هي اقرب للقوانين السائدة في فرنسا ،لكي يقبلوا بالقوانين
الفرنسية على حساب الشريعة اإلسالمية ،ويقول أحد املستشرقين" ..سكان فرنسا اإلفريقية ـ ـ الجزائر ـ على أنواع مختلفة ،فمنهم
البربر وهم اقرب الناس إلى فرنسا ،ومنهم العرب وهم اقل استعدادا للتقدم والتطور7".
.2الدين:
تناول املستشرقون من علماء أوروبا اإلسالم واملسلمين بالدراسة والتحليل من نواحي مختلفة ،وارتبط هدفهم في ذلك أول
األمر بالدافع الديني من طرف الكنيسة ورجالها قصد التثقيف ،وتصوير املسلمين واإلسالم على أنهم أعداء للمسحية ،غير أن هذا
الدافع سرعان ما تحول إلى سياس ي استعماري تعكسه تلك الحروب الصليبية ضد اإلسالم وبالد املسلمين.
واالستشراق نفسه لم يزدهر إال بتوسع الحركات االستعمارية في أوروبا وتناميها،ولعل ما يالحظ من اهتمام املستشرقين بالجانب
الديني هو اهتمامهم بالتصوف في اإلسالم وتطوره ومؤسساته.
وهو اهتمام ليس بريئا باملرة ،ألنهم بعد أن بسطوا سيطرتهم العسكرية على الدول اإلسالمية أخذوا يوجهون بعض الزوايا والطرق
الصوفية ويتحكمون فيها من أجل التمكين للسياسات االستعمارية ،مثلما حدث مع االستعمار الفرنس ي في الجزائر.
ونجد أن فرنسا قد تعهدت عند إمضاء معاهدة التسليم في 05جويلية 1830أن تحترم الدين اإلسالمي ،وتعمل على صيانة حرية
ّ
ممارسة الشعائر الدينية للجزائريين ،لكن سرعان ما ضربت هذه املعاهدة عرض الحائط وتنكر لها املسئولون الفرنسيون ،فهم من
جهة حاربوا الدين وهدموا املؤسسات الدينية وصادروا أموال الوقف وجففوا منابع تمويلها ،ومن جهة أخرى اضعفوا اللغة العربية
وضيقوا عليه واستمالوا بعض الزوايا ّ
وشجعوا على الدجل فيها والسحر والشعوذة ،وأصبح الدين ما هو إال االعتقاد والتعليم الديني ّ
في بركة األولياء.
.3الحضارة:
يقول دي طوكفيل De Tocquevilleأن املجتمع الجزائري كان نصف متحضر ،وأن له حضارة متخلفة وغير متقنة ،والدليل
على ذلك أنه كان يتمتع بمؤسسات كثيرة خيرية وتعليمية ،كان هدفها سد حاجات اجتماعية وتوفير خدمة التعليم ،غير أنها كانت
خدمات رديئة وجعلت من املجتمع الجزائري مجتمعا متخلفا كونها نشأت تحت اإلدارة العثمانية املتخلفة بدورها ،وأن اإلدارة
الفرنسية أكثر تمدنا وتستطيع بعث روح حضارتها في املجتمع الجزائري8.
وذهب غوتيه Goutieإلى أنه ال يمكن لنا أن نتصور استقالل الجزائر عن فرنسا ،ألن تاريخ الجزائر منذ ألفي سنة يشهد على تبعيتها
لدولة خارجية ،ومن جهة أخرى اعتماد الجزائر على الزراعة يجعلها في حاجة لألسواق الفرنسية ،كما أن قرب الجزائر من مرسيليا
دليل على هذا الرابط القوي بين الطرفين ،فاالندماج والتكامل االقتصادي قضية حتمية في نظره.
517
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
وقد تحدث جاك بيرك J.Burqueقائال :إن عهد االحتالل الفرنس ي بالنسبة للجزائر هو عهد التحرر الحضاري من وصاية الشرق
ودخولها بفضل فرنسا وصرخة فارسها املجهول تحت وصاية الغرب وبالخصوص تحت مظلة سكان بالد الغال .حيث تفقد الجزائر
هويتها وتندمج اندماجا كليا في شعب آخر فرض نفسه عليها بمختلف الوسائل9.
والذي دعانا لتعلم العربية ليس فقط لحكم الجزائر ،ولكن إلدخالهم بالتدرج إلى عالم أفكارنا وحضارتنا وبذلك يتعرف الفرنسيون
على حاجات الجزائريين ورغباتهم وأحالمهم لكي ":نجعلهم يتذوقون تحسيناتنا ويتعودون على اعتبارنا كحماة لهم ّ
وممدنين لبالدهم،
وليس كغزاة تساندهم األسلحة10".
ويضيف املستشرق الفرنس ي ماشويل L. Machuelأستاذ كرس ي اللغة العربية في جامعة الجزائر سنة ": 1875أن دراسة أدب
الجزائر سيؤدي إلى معرفة عبقريتهم وأصالة فكرهم وشعرهم املؤثر ،ومعرفة كتبهم في العلوم والتاريخ والفقه والدين ،ومن ثمة
معرفة أصولهم وأفكارهم وتقاليدهم11.
إذن هي مقوالت تعكس نظرة فرنسا االستعمارية للمجتمع الجزائري من خالل مستشرقيها ،مدعية أن املاض ي العربي اإلسالمي كان
مقسمة مكونات املجتمع الجزائري بين عرب متخلفين غير قابلين للتحضر وبربر يمكن لهم أن يكونواسببا في تخلف الجزائريينّ ،
متمدنين إذا ما اخذوا بأسباب الحضارة الفرنسية.
.4املرأة:
ركز املستشرقون الفرنسيون االهتمام باملرأة الجزائرية املسلمة وحاولوا إبعادها عن اإلسالم بداعي الحضارة ،ونظر إليها بعض
املستشرقين إلى أنها محرومة نتيجة تطبيق العرف عليها ،ورآها بعضهم أنها قابلة لالندماج الذي ينشده الفرنسيون ،واشتهرت ماري
بوجيجا M.Bogigaفي كتاباتها بدعوة املرأة الجزائرية بعبارة أخواتي املسلمات ،إلى التخلص من التقاليد البائدة ،تلك التقاليد التي
تركتها في الحضيض12.
ومعظم كتبات املستشرقين تطعن في تعاليم اإلسالم من خالل تصوير وضع املرأة الجزائرية ،على أنها قدرية غارقة في الخرافات،
ومستسلمة راضية بحكم القضاء عليها ،وهي ضحية التخلف واألمية التي يعيشها املجتمع الجزائري ،فهي لعبة الرجل التي كان
يشتريها بنقوده كما يشتري البهائم والبضائع ،فهي ضحية اإلسالم القاس ي الذي جعل الرجل ّ
قواما على املرأة وأباح تعدد الزوجات
وجعل الطالق بيد الرجل وحده ،وفرض قيودا غطائها الحجاب والعفاف.
فاملرأة الجزائرية في كتاباتهم نمط واحد في املدينة والريف ،هي آلة نسل وخادمة بيت وجالبة حطب وماء ،محرومة من كل امللذات،
فال أفراح وال مالهي وال مراقص ،إن شباب املرأة يذوي بسرعة ويداهمها الهرم وهي في األربعين فتترهل وتموت قبل األوان13.
وانطالقا من هذه الصورة ظهر تيار فكري وأدبي يدعوا ملحاولة إنقاذ املرأة الجزائرية ،والحقيقية أن تغيير أي مجتمع إنما ّيمر عبر
تغير املرأة فيه ،ولم يقف الوضع عند حد الكتابات فقط بل تعداه إلى إرسال النساء األوربيات التي حولت دروس الطرز والخياطة إلى
دروس للتنصير والترقية الحضارية واإلدماج االجتماعي.
518
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
.5قانون األلقاب:
كانت األلقاب في املجتمع الجزائري قبل االحتال ل الفرنس ي ثالثية التركيب (االبن األب والجد) وفي بعض األحيان خماسية تضم
املهنة واملنطقة السكنية ،كما أن اغلبها حمل دالالت دينية ،تشير إلى االنتماء العربي اإلسالمي للمجتمع الجزائري ،أو ذات دالالت
تاريخية تشير إلى الفترات التاريخية التي مر بها املجتمع الجزائري والى الشعوب التي تواصل معها أو كان معها في عداء.
وبصدور قانون الحالة املدنية لألهالي الجزائريين في 1882والذي يقض ي باستبدال األلقاب الثالثية للجزائريين بألقاب مشينة ومذلة،
كان الهدف منها االستيالء على ملكية األراض ي ،وتفكيك نظام القبيلة في املجتمع الجزائري ،وقطع الصلة بين الشعب الجزائري
وماضيه الحضاري العربي اإلسالمي ،بإبرازه كفرد معزول عن الجماعة ،وتغيير أساس نظام امللكية ،وتعويضه بالقانون الفرنس ي،
والذي يخاطب الشخص بلقبه وليس باسمه.
وهذا القانون لم يأتي من فراغ وليس صنيع السياسيين بقدرما هو وليد الدراسات التي قام بها املستشرقون والباحثون الفرنسيون في
مختلف املجاالت على املجتمع الجزائري آنذاك ،خاصة بعد سنوات املقاومات الشعبية التي لم تنقطع طيلة أربعة عقود في كافة ربوع
الوطن.
فتوصل املستشرقون أن قوة املجتمع الجزائري في تمسكه بدينه ولغته وانتماءاته القبلية وأن األرض هي ما تؤكد أواصر االنتماء
للفرد ،وعليه جاء هذا القانون والذي كان هدفه الرئيس ي طمس هوية الشخصية الوطنية ،ومحاولة تحقير وإذالل الجزائريين بألقاب
مذلة ومهينة ومشينة تحمل أسماء للحيوانات وصفات لها ،وأخرى للمهن وأطراف اإلنسان وأعضاءه ،وأسماء لألماكن واألشجار
وغيرها.
فتغيير األلقاب كان جزءا من مخطط استعماري استهدف النيل من الهوية الوطنية وتغيير الطابع االجتماعي للمجتمع الجزائري
باعتباره مجتمعا قبليا ،مرتبط بالعائلة واألرض واملاض ي الحضاري العربي اإلسالمي ،لقد استهدف تفكيك العائلة ومن ثم القبيلة
ومن ثم نزع ملكية األراض ي بكل سهولة.
.1اللجان العلمية:
بدأ عمل اللجان العلمية للمستشرقين في الجزائر منذ بداية االحتالل الفرنس ي للجزائر والى غاية استقاللها ،فقد عملت في كل
مجاالت البحث في العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،في شكل جماعي مما ساعد على إنتاج وتأليف وإخراج موسوعات تاريخية ،وتشمل
هذه األعمال الجماعية مشروع (اكتشاف الجزائر العلمي) ومشروع االحتفال املئوي باالحتالل الفرنس ي للجزائر ،وبحوث جامعة
الجزائر بمختلف كلياتها ومعاهدها ،ولجنة دراسة األوضاع اإلسالمية ،ولجنة ترجمة الكتب من العربية إلى الفرنسية.
519
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
.2الجمعيات املتخصصة:
رغم انتمائها لإلدارة الفرنسية وعملها تحت إشرافها إال أن الجمعيات املتخصصة في البحث العلمي وحقوله قدمت إضافة
كبيرة في الكشف عن تاريخ املجتمع الجزائري وخصائصه ،غير أنها كانت ضيقة األفق جانبتها املوضوعية في كثير من األحيان كونها
تعكس وجهة نظر عنصرية ،إذ كانت تكرس التفوق الحضاري الفرنس ي وتقوم على النظريات االنثروبولوجية والدراسات العرقية.
هي جمعيات درست املجتمع الجزائري في تنوعه الثقافي ،البربر من منطقة القبائل والشاوية إلى الطوارق في الصحراء وبني ميزاب
وعادات وتقاليد كل منطقة ،والنسيج االجتماعي للمجتمع الجزائري ،والدين والتصوف ومكانة الشيوخ واألولياء الصالحين ،واألدب
الشعبي والشعر امللحون ،ونمط العيش واللباس واألكل واألفراح وإحياء املناسبات الدينية.
كما ظهرت جمعيات متخصصة في دراسة اآلثار وركزت بالخصوص على إبراز االمتداد الحضاري للجزائر إلى الحضارة الرومانية،
جميلة وتيمقاد وشرشال سيرتا والكثير من املواقع التاريخية ،التي تكشف عن التواجد الروماني ،وحاولت التقريب بين شعوب
املتوسط ،الختزال املاض ي العربي اإلسالمي ،والتأكيد على أن األمازيغ هم مسيحيون قبل اإلسالم وأنهم قابلون للتحضر ليسوا
كالعرب.
.3املعاهد الجامعية:
لقد ساهمت جامعة الجزائر في تلك األعمال العلمية الجماعية التي قامت بها البعثات العلمية أو اللجان أو الجمعيات
املتخصصة ،حيث قام أساتذتها ببحوث تخدم اإلدارة االستعمارية في الجزائر واملغرب العربي وإفريقيا ،بل وفي املشرق العربي
واإلسالمي أيضا.
كانت جامعة الجزائر والتي ترجع نواة تأسيسها إلى املدارس العليا سنة ،1880قد ظهرت إلى الوجود سنة ،1909وتطورت حتى أصبح
الفرنسيون يسمونها السوربون اإلفريقية ،وكانوا يعتبرونها الجامعة الفرنسية الثالثة الرتفاع مستواها التعليمي ،ألن فيها من
األساتذة من هم كبار املستشرقين في مختلف املجاالت من أمثال ماسكري وباصيه وموران وفانيان14
وظهر معهد الدراسات الصحراوية عندما اهتمت اإلدارة االستعمارية بدراسة الصحراء وقد ضم أطباء ومستشرقين وضباط
ومستكشفين وعلماء في الجيولوجيا كل في مجال تخصصه ،ومعهد الدراسات الشرقية الذي يعنى بالعالم العربي واإلسالمي ،وهناك
العديد من املعاهد التي كانت تحت إشراف الحكومة الفرنسية وتسعى لخدمة األغراض االستعمارية.
لقد انطلقت الكثير من البعثات العلمية في الجزائر باتجاه الصحراء وإفريقيا ،قادها فرنسيون مدنيين وعسكريين مسلحين
بحب العلم واملعرفة وروح املغامرة والتطلع إلى االكتشاف ،وساعدهم في ذلك جزائريون من مثقفين وشيوخ زوايا وطرق صوفية،
حيث كانت الطريقة القادرية مثال تنافس الطريقة التيجانية في التقرب إلى فرنسا بمساعدة البعثات العلمية وتسهيل املهام لها .كما
كانت هذه البعثات تقبل في عضويتها جزائريين من مزدوجي اللغة والثقافة.
520
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ولعل ابرز ما قدمته هذه البعثات في املجال العلمي تلك الدراسات التي تناولت الطرق الصوفية والقبائل واللهجات الشعبية
واألمازيغية والتربية والعادات والتقاليد ،لالستفادة منها في التقدم نحو إفريقيا والسيطرة على الصحراء وثرواتها.
.5الكنيسة والتنصير:
اعتبر الفرنسيون سقوط الجزائر تحت االحتالل سقوطا ألبرز قالع اإلسالم ،كما أن الحملة الفرنسية على الجزائر كانت امتدادا
للحروب الصليبية ،وتشير التقارير إلى انه من بين العسكريين الفرنسيين كان هناك رجال دين وقساوسة جاؤوا ملباركة الحملة
واعتبروا القتلى الفرنسيين شهداء للمسيحية.
وعندما تم توقيع معاهدة التسليم بين الداي حسين ودي بورمون Di Bourmoالقائد العسكري للحملة مخاطبا القساوسةّ ":إنكم
أعدتم معنا فتح الباب للمسيحية في إفريقيا ،ولنأمل أن تينع قريبا الحضارة التي انطفأت في هذه الربوع15"....
وبذلك بدأت االنطالقة الحقيقية للسياسة االستعمارية التبشيرية التي قادتها الكنيسة في الجزائر اتجاه املسلمين ودينهم ،وكان
املستشرقون هم املوجه للكنيسة يرسمون لهم الطرق لتحقيق األهداف ،فبعد مصادرة األوقاف وتجفيف منابع التمويل للمؤسسات
الدينية وتهديم املساجد وتحويلها إلى مستودعات وثكنات وكنائس ،كتب أحد القادة العسكريين وهو فرنسيس مورال Morelleفي
كتابه (الجزائر أو افريقيا الفرنسية) قائال ":منذ االحتالل الفرنس ي الحظ الفرنسيون في املدن ،وال سيما العاصمة أن عدد املساجد
حولوا عددا منها الى مستشفيات ومستودعات ،وحتى كنائس كاثوليكية16". فوق الحاجة ،ولذلك ّ
وكانت هناك سياسة أخرى ّترغب الجزائريين في املسيحية كتقديم املساعدات واإلعانات والطب مقابل اإليمان باملسيح ،وكتبت
ايفون توران Ivon Turanكتابا في هذا الصدد عنونته باملواجهات الثقافية في الجزائر املستعمرة ّ
وبينت كيف كان رجال الدين واآلباء
البيض يقدمون التعليم والطب والعالج للشعب الجزائري17 .
ولعل ما قام به الكاردينال الفيجري كان غاية في الذكاء والدهاء حيث استغل أوضاع املجتمع الجزائري نهاية القرن التاسع
عشر وما ساد فيه من مجاعة وأمراض وأوبئة فتكت به ،فصار يقدم املساعدات والطب ويعالج الناس باسم املسيح ،كما حاول
التأسيس لنواة مجتمع مسيحي جزائري مكون من فتيان وفتيات جزائريين توفيت أسرهم بسبب املجاعة ،فجمعه بمخيمات بمدينة
الشلف وقام بتوفير كل ما يلزمهم من رعاية وتعليمهم الديانة املسيحية.
خاتمة:
إن اهتمام املستشرقين الفرنسيين بمكونات الهوية في املجتمع الجزائري بالدراسة والتحليل كان لخدمة الغايات االستعمارية،
يحل مجتمعا محل آخر وهوية محل أخرى ،إنها محاولة إلغاء للعربية مقابل وهو اهتمام يكاد فريدا من نوعه ،كونه حاول أن ّ
وكان لعزم االستعمار الفرنس ي على البقاء في الجزائر وجعلها امتداد جغرافيا وجزءا ال يتجزأ منها ،ترتب عليه االهتمام باملجتمع
الجزائري بكل مكوناته الثقافية وامتداداته التاريخية والحضارية دراسة وتأليفا.
521
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ومن الصعب أن نعدد أعمال املستشرقين في الجزائر ومجاالت اهتماماتهم ،فقد درسوا املجتمع الجزائري في كل املجاالت املمكنة
والتخصصات املتاحة ،فقد اهتموا باملعاجم واللسانيات والخطوط والنقوش ،والتاريخ الديني وتحقيق النصوص والترجمة في
ميادين األدب والتاريخ والعلوم والجغرافيا والفقه ،باإلضافة إلى األعمال االنثروبولوجية ودراسة الفلكلور واألدب الشعبي ،وما قاموا
به من دراسات سوسيولوجية.
وأصبحت الجزائر منذ بدء االستعمار منطلق االستشراق الفرنس ي ،فقد وقعت وثائقها ومخطوطاتها وآثارها بين أيدي
املستشرقين ،فتصرفوا فيها تصرف املالك في ملكه ،واستولوا عليها إلى يومنا هذا .كما أصبحت الجزائر محور األعمال االستشراقية
الفرنسية في إفريقيا ومنطلقها بما يسمى باملهمات العلمية في كل من تونس واملغرب والسنغال.
خرج االستعمار الفرنس ي من الجزائر وبقيت آثاره التي ال ّتمحي ،في الثقافة العربية اإلسالمية واللهجة املستعملة في الجزائر،وإن زالت
صورة االستشراق التقليدية إال أنه جدد أساليبه وحافظ على أطروحاته ،وظل الفرنسيون يعتبرون الجزائر امتدادا تاريخيا لهم.
ــــــــــــــــــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ــ ــ ــ ــ ــ ـ ـ
اإلحاالت:
-1أبو القاسم عد هللا :تاريخ الجزائر الثقافي ،الجزء السادس،عالم املعرفة ،الجزائر،2011،ص.7
-5أبو القاسم سعد هللا :أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر ،الجزائر ،1996،ص.24
-6حلوش عبد القادر :سياسة فرنسا التعليمية في الجزائر،ط،1دار االمة ،الجزائر،1999،ص .211
-7بقطاش خديجة :أوقاف مدينة الجزائر بعد االحتالل الفرنس ي ،1830العدد ،62الجزائر ،1981ص 136
-11املرجع نفسه.
522
العدد السادس مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
.-14أبو القاسم سعد هللا ،تاريخ الجزائر الثقافي ،الجزء السادس ،ص 102
-15عبد الجليل التميمي:التفكير الديني والتبشيري لدى عدد من املسئولين الفرنسيين في الجزائر في القرن التاسع عشر ،املجلة
التاريخية املغربية ،العدد األول،تونس ،1974،ص.14
-16املرجع نفسه.
-17ايفون توران:املواجهات الثقافية في الجزائر املستعمرة ،املدرسة املمارسات الطبية والدين ،1830.1880 ،الجزائر.
قائمة املراجع:
.1أبو القاسم عد هللا :تاريخ الجزائر الثقافي ،الجزء السادس،عالم املعرفة ،مجموعة أعمال الدكتور أبو القاسم سعد هللا،
وزارة الثقافة،الجزائر.2011،
.2أبو القاسم سعد هللا :أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر،الجزء الرابع ،الطبعة ،1دار الغرب اإلسالمي ،بيروت،لبنان.1996،
.4بقطاش خديجة :أوقاف مدينة الجزائر بعد االحتالل الفرنس ي ،1830العدد ،62الجزائر .1981
.5عبد الجليل التميمي:التفكير الديني والتبشيري لدى عدد من املسئولين الفرنسيين في الجزائر في القرن التاسع عشر ،املجلة
التاريخية املغربية ،العدد األول،تونس.1974،
.6ايفون توران:املواجهات الثقافية في الجزائر املستعمرة ،املدرسة املمارسات الطبية والدين ،1880.1830 ،الجزائر.
523