تفسير الطبري 4

You might also like

Download as rtf, pdf, or txt
Download as rtf, pdf, or txt
You are on page 1of 55

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪463‬‬

‫(وإذا قيل لم آمنوا با أنزل ال قالوا نؤمن با أنزل علينا ويكفرون با وراءه وهو الق مصدقا لا معهم قل فلم تقتلون أنبياء ال من قبل إن كنتم مؤمني (‪91‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وإذا قيل لم } وإذا قيل لليهود من بن إسرائيل الذين كانوا بي ظهران مهاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬آمنوا } أي صدقوا { با أنزل‬
‫ال } يعن با أنزل ال من القرآن على ممد صلى ال عليه وسلم { قالوا نؤمن } أي نصدق { با أنزل علينا } يعن ‪ :‬بالتوراة الت أنزلا ال على موسى‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ويكفرون با وراءه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ويكفرون با وراءه } ويحدون { با وراءه } يعن ‪ :‬با وراء التوراة‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وتأويل { وراءه } ف هذا الوضع ‪ :‬سوى كما يقال للرجل التكلم بالسن ‪ :‬ما وراء هذا الكلم شيء يراد به ‪ :‬ليس عند التكلم به شيء سوى ذلك الكلم فكذلك معن‬
‫قوله ‪ { :‬ويكفرون با وراءه } أي با سوى التوراة وبا بعده من كتب ال الت أنزلا إل رسله كما ‪ :‬حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬ويكفرون با وراءه } يقول ‪:‬‬
‫با بعده‬
‫حدثن الثن قال حدثنا آدم قال حدثنا أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية ‪ { :‬ويكفرون با وراءه } أي با بعده يعن ‪ :‬با بعد التوراة‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬ويكفرون با وراءه } يقول ‪ :‬با بعده‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وهو الق مصدقا لا معهم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وهو الق مصدقا } أي ‪ :‬ما وراء الكتاب الذي أنزل عليهم من الكتب الت أنزلا ال إل أنبيائه الق وإنا يعن بذلك تعال ذكره القرآن الذي أنزله‬
‫إل ممد صلى ال عليه وسلم كما ‪ :‬حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬وإذا قيل لم آمنوا با أنزل ال قالوا نؤمن با أنزل علينا ويكفرون با وراءه } وهو‬
‫القرآن يقول ال جل ثناؤه ‪ { :‬وهو الق مصدقا لا معهم } وإنا قال جل ثناؤه { مصدقا لا معهم } لن كتب ال يصدق بعضها بعضا ففي النيل والقرآن من المر باتباع ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم واليان به وبا جاء به مثل الذي من ذلك ف توراة موسى عليه السلم فلذلك قال جل ثناؤه لليهود إذ أخبهم عما وراء كتابم الذي أنزله على موسى صلوات ال عليه من‬
‫الكتب الت أنزلا إل أنبيائه ‪ :‬إنه الق مصدقا للكتاب الذي معهم يعن ‪ :‬أنه له موافق فيما اليهود به مكذبون‬
‫قال ‪ :‬وذلك خب من ال أنم من التكذيب بالتوراة على مثل الذي هم عليه من التكذيب بالنيل والفرقان عنادا ل وخلفا لمره وبغيا على رسله صلوات ال عليهم‬
‫{ القول ف تأويل قوله ‪ { :‬قل فلم تقتلون أنبياء ال من قبل إن كنتم مؤمني‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ذكره بقوله ‪ { :‬قل فلم تقتلون أنبياء ال } قل يا ممد ليهود بن إسرائيل الذين إذا قلت لم ‪ :‬آمنوا با أنزل ال قالوا ‪ :‬نؤمن با أنزل علينا ‪ :‬ل تقتلون إن كنتم يا‬
‫معشر اليهود مؤمني با أنزل ال عليكم أنبياءه وقد حرم ال ف الكتاب الذي أنزل عليكم قتلهم بل أمركم فيه باتباعهم وطاعتهم وتصديقهم ؟ وذلك من ال جل ثناؤه تكذيب لم ف قوله ‪:‬‬
‫{ نؤمن با أنزل علينا } وتعيي لم كما ‪ :‬حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬قال ال تعال ذكره وهويعيهم يعن اليهود ‪ { :‬فلم تقتلون أنبياء ال من قبل إن‬
‫كنتم مؤمني } ؟‬
‫فإن قال قائل وكيف قيل لم ‪ { :‬فلم تقتلون أنبياء ال من قبل } فابتدأ الب على لفظ الستقبل ث أخب أنه قد مضى ؟‬
‫قيل ‪ :‬إن أهل العربية متلفون ف تأويل ذلك فقال بعض البصريي ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬فلم قتلتم أنبياء ال من قبل كما قال جل ثناؤه ‪ { :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي } ( البقرة ‪ ) 102 :‬أي ‪ :‬ما‬
‫‪ :‬تلت وكما قال الشاعر‬
‫( ولقدأمرعلى اللئيم يسبن ‪ ...‬فمضيت عنه وقلت ليعنين )‬
‫يريد بقوله ‪ :‬ولقد أمر ولقد مررت واستدل على أن ذلك كذلك بقوله ‪ :‬فمضيت عنه ول يقل ‪ :‬فأمضي عنه وزعم أن فعل و يفعل قد تشترك ف معن واحد واستشهد على ذلك بقول‬
‫الشاعر‬
‫( وإن لتيكم تشكر ما مضى ‪ ...‬من المر واستيجاب ما كان ف غد )‬
‫‪ :‬يعن بذلك ‪ :‬ما يكون ف غد وبقول الطيئة‬
‫( شهد الطيئة يوم يلقى ربه ‪ ...‬أن الوليد أحق بالعذر )‬
‫‪ :‬يعن ‪ :‬يشهد وكما قال الخر‬
‫( فما أضحي ول أمسيت إل ‪ ...‬أران منكم ف كوفان )‬
‫فقال ‪ :‬أضحى ث قال ‪ :‬ول أمسيت‬
‫وقال بعض نوي الكوفيي ‪ :‬إنا قيل { فلم تقتلون أنبياء ال من قبل } فخاطبهم بالستقبل من الفعل ومعناه الاضي كما يعنف الرجل الرجل على ما سلف منه من فعل فيقول له ‪ :‬ويك ل‬
‫‪ :‬تكذب ؟ ول تبغض نفسك إل الناس ؟ كما قال الشاعر‬
‫( إذا ما انتسبنا ل تلدن لئيمة ‪ ...‬ول تدي من أن تقري به بدا )‬
‫فالزاء للمستقبل والولدة كلها قد مضت وذلك أن العن معروف فجاز ذلك قال ‪ :‬ومثله ف الكلم ‪ :‬إذا نظرت ف سية عمر ل تده يسيء العن ‪ :‬ل تده أساء فلما كان أمر عمر ل يشك‬
‫ف مضيه ل يقع ف الوهم أنه مستقبل فلذلك صلحت من قبل مع قوله ‪ { :‬فلم تقتلون أنبياء ال من قبل } قال ‪ :‬وليس الذين خوطبوا بالقتل هم القتلة إنا قتل النبياء أسلفهم الذين مضوا‬
‫فتولوهم على ذلك ورضوا به فنسب القتل إليهم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب فيه من القول عندنا أن ال خاطب الذين أدركوا رسول ال صلى ال عليه وسلم من يهود بن إسرائيل با خاطبهم ف سورة البقرة وغيها من سائر السور با سلف‬
‫من إحسانه إل أسلفهم وبا سلف من كفران أسلفهم نعمه وارتكابم معاصيه واجترائهم عليه وعلى أنبيائه وأضاف ذلك إل الخاطبي به نظي قول العرب بعضها لبعض ‪ :‬فعلنا بكم يوم‬
‫كذا كذا وكذا وفعلتم بنا يوم كذا كذا وكذا على نوما قد بيناه ف غيموضع من كتابنا هذا يعنون بذلك ‪ :‬أن أسلفنا فعلوا ذلك بأسلفكم وأن أوائلنا فعلوا ذلك بأوائلكم فكذلك ذلك ف‬
‫قوله ‪ { :‬فلم تقتلون أنبياء ال من قبل } إذ كان قد خرج على لفظ الب عن الخاطبي به خبا من ال تعال ذكره عن فعل السالفي منهم على نو الذي بينا جاز أن يقال من قبل إذ كان‬
‫معناه ‪ :‬قل ‪ :‬فلم يقتل أسلفكم أنبياء ال من قبل ؟ وكان معلوما بأن قوله ‪ { :‬فلم تقتلون أنبياء ال من قبل } إنا هوخيعن فعل سلفهم‬
‫وتأويل قوله { من قبل } أي ‪ :‬من قبل اليوم‬
‫وأما قوله ‪ { :‬إن كنتم مؤمني } فإنه يعن ‪ :‬إن كنتم مؤمني با نزل ال عليكم كما زعمتم‬
‫وإنا عن بذلك اليهود الذين أدركوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأسلفهم إن كانوا وكنتم كما تزعمون أيها اليهود مؤمني وإنا عيهم جل ثناؤه بقتل أوائلهم أنبياءه عند قولم حي‬
‫قيل لم ‪ :‬آمنوا با أنزل ال قالوا ‪ :‬نؤمن با انزل علينا لنم كانوا لوائلهم الذين تولوا قتل أنبياء ال مع قيلهم ‪ :‬نؤمن با أنزل علينا متولي وبفعلهم راضي فقال لم ‪ :‬إن كنتم كما تزعمون‬
‫مؤمني با أنزل عليكم فلم تتولون قتلة أنبياء ال ؟ أي ‪ :‬ترضون أفعالم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪465‬‬

‫(ولقد جاءكم موسى بالبينات ث اتذت العجل من بعده وأنتم ظالون (‪92‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ولقد جاءكم موسى بالبينات } أي جاءكم بالبينات الدالة على صدقه وصحة نبوته كالعصا الت تولت ثعبانا مبينا ويده الت أخرجها بيضاء للناظرين‬
‫وفلق البحر ومصي أرضه له طريقا يبسا والراد والقفل والضفادع وسائر اليات الت بينت صدقه وصحة نبوته‬
‫وإنا ساها ال بينات لتبينها للناظرين إليها أنا معجزة ل يقدر على أن يأت با بشر إل بتسخي ال ذلك له وإنا هي جع بينة مثل ‪ :‬طيبة وطيبات‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬ومعن الكلم ‪ :‬ولقد جاءكم يا معشر يهود بن إسرائيل موسى باليات البينات على أمره وصدقه وصحة نبوته‬
‫وقوله ‪ { :‬ث اتذت العجل من بعده وأنتم ظالون } يقول جل ثناؤه لم ‪ :‬ث اتذت العجل من بعد موسى إلا فـ الاء الت ف قوله ‪ { :‬من بعده } من ذكر موسى وإنا قال ‪ :‬من بعد موسى‬
‫لنم اتذوا العجل من بعد أن فارقهم موسى ماضيا إل ربه لوعده على ما قد بينا فيما مضى من كتابنا هذا‬
‫وقد يوز أن تكون الاء الت ف ( بعده ) إل ذكر الجيء فيكون تأويل الكلم حينئذ ‪ :‬ولقد جاءكم موسى بالبينات ث اتذت العجل من بعد ميء البينات وأنتم ظالون كما تقول ‪ :‬جئتن‬
‫فكرهته يعن ‪ :‬كرهت ميئك‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وأنتم ظالون } فإنه يعن بذلك ‪ :‬أنكم فعلتم ما فعلتم من عبادة العجل وليس ذلك لكم وعبدت غي الذي كان ينبغي لكم أن تعبدوه لن العبادة ل تنبغي لغي ال وهذا توبيخ‬
‫من ال لليهود وتعيي منه لم وإخبار منه لم أنم إذا كانوا فعلوا ما فعلوا من اتاذ العجل إلا وهو ل يلك لم ضرا ول نفعا بعد الذي علموا أن ربم هو الرب الذي يفعل من العاجيب‬
‫وبدائع الفعال ما أجراه على يدي موسى صلوات ال عليه من المور الت ل يقدر عليها أحد من خلق ال ول يقدر عليها فرعون وجنده مع بطشه وكثرة أتباعه وقرب عهدهم با عاينوا من‬
‫عجائب حكم ال فهم إل تكذيب ممد صلى ال عليه وسلم وجحود ما ف كتبهم الت زعموا أنم با مؤمنون من صفته ونعته مع بعد ما بينهم وبي عهد موسى من الدة ‪ -‬أسرع وإل‬
‫التكذيب با جاءهم به موسى من ذلك أقرب‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪466‬‬

‫(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسعوا قالوا سعنا وعصينا وأشربوا ف قلوبم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيانكم إن كنتم مؤمني (‪93‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وإذ أخذنا ميثاقكم } واذكروا إذ أخذنا عهودكم بأن خذوا ما آتيناكم من التوراة الت أنزلتها إليكم أن تعملوا با فيها من أمري وتنتهوا عما نيتكم‬
‫فيها بد منكم ف ذلك ونشاط فأعطيتم على العمل بذلك ميثاقكم إذ رفعنا فوقكم البل وأما قوله ‪ { :‬واسعوا } فإن معناه ‪ :‬واسعوا ما أمرتكم به وتقبلوه بالطاعة كقول الرجل للرجل يأمره‬
‫‪ :‬بالمر ‪ :‬سعت وأطعت يعن بذلك ‪ :‬سعت قولك وأطعت أمرك كما قال الراجز‬
‫( السمع والطاعة والتسليم ‪ ...‬خي وأعفى لبن تيم )‬
‫يعن بقوله ‪ :‬السمع قبول ما يسمع والطاعة لا يؤمر فكذلك معن قوله ‪ { :‬واسعوا } اقبلوا ما سعتم واعملوا به‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فمعن الية ‪ { :‬وإذ أخذنا ميثاقكم } أن { خذوا ما آتيناكم بقوة } واعملوا با سعتم وأطيعوا ال { ورفعنا فوقكم الطور } من أجل ذلك‬
‫وأما قوله ‪ { :‬قالوا سعنا } فإن الكلم خرج مرج الب عن الغائب بعد أن كان البتداء بالطاب فإن ذلك كما وصفنا من أن ابتداء الكلم إذا كان حكاية فالعرب تاطب فيه ث تعود فيه‬
‫إل الب عن الغائب وتب عن الغائب ث تاطب كما بينا فيما مضى قبل فكذلك ذلك ف هذه الية لن قوله ‪ { :‬وإذ أخذنا ميثاقكم } بعن ‪ :‬قلنا لكم فأجبتمونا‬
‫وأما قوله ‪ { :‬قالوا سعنا } فإنه خب من ال عن اليهود الذين أخذ ميثاقهم أن يعملوا با ف الترراة وأن يطيعوا ال فيما يسمعون منها أنم قالوا حي قيل لم ذلك ‪ :‬سعنا قولك وعصينا أمرك‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل بكفرهم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف تأويل ذلك فقال بعضهم ‪ :‬وأشربوا ف قلوبم حب العجل ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة‬
‫‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل } قال ‪ :‬أشربوا حبه حت خلص ذلك إل قلوبم‬
‫حدثن الثن قال حدثنا آدم قال حدثنا أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل } قال ‪ :‬أشربوا حب العجل بكفرهم‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل } قال ‪ :‬أشربوا حب العجل ف قلوبم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك أنم سقوا الاء الذي ذري فيه سحالة العجل ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬لا رجع موسى إل قومه‬
‫أخذ العجل الذي وجدهم عاكفي عليه فذبه ث حرقه بالبد ث ذراه ف اليم فلم يبق بريومئذ يري إل وقع فيه شيء منه ث قال لم موسى ‪ :‬اشربوا منه فشربوا فمن كان يبه خرج على‬
‫{ شاربه الذهب فذلك حي يقول ال عز وجل ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل بكفرهم‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬لا سحل فألقي ف اليم استقبلوا جرية الاء فشربوا حت ملوا بطونم فأورث ذلك من فعله منهم جبنا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول التأويلي اللذين ذكرت بقول ال جل ثناؤه ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل } تأويل من قال ‪ :‬وأشربوا ف قلوبم حب العجل لن الاء ل يقال منه ‪ :‬أشرب فلن ف قلبه‬
‫‪ :‬وإنا يقال ذلك ف حب الشيء فيقال منه ‪ :‬أشرب قلب فلن حب كذا بعن ‪ :‬سقي ذلك حت غلب عليه وخالط قلبه كما قال زهي‬
‫( فصحوت عنها بعد حب داخل ‪ ...‬والب يشربه فؤادك داء )‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬ولكنه ترك ذكر الب اكتفاء بفهم السامع لعن الكلم إذ كان معلوما أن العجل ل يشرب القلب وأن الذي يشرب القلب منه حبه كما قال جل ثناؤه ‪ { :‬واسألم عن‬
‫‪ :‬القرية الت كانت حاضرة البحر } ( العراف ‪ { ) ، 163 :‬واسأل القرية الت كنا فيها والعي الت أقبلنا فيها } ( يوسف ‪ ) 82 :‬وكما قال الشاعر‬
‫( أل إنن سقيت أسود حالكا ‪ ...‬أل بلي من الشراب أل بل )‬
‫‪ :‬يعن بذلك ‪ :‬سا أسود فاكتفى بذكر أسود عن ذكر السم لعرفة السامع معن ما أراد بقوله ‪ :‬سقيت أسود ويروى‬
‫( أل إنن سقيت أسود سالا )‬
‫وقد تقول العرب ‪ :‬إذا سرك أن تنظر إل السخاء فانظر إل هرم أو إل حات فتجتزىء بذكر السم من ذكر فعله إذا كان معروفا بشجاعة أو سخاء أو ما أشبه ذلك من الصفات ومنه قول‬
‫‪ :‬الشاعر‬
‫( يقولون ‪ :‬جاهد يا جيل بغزوة ! ‪ ...‬وإن جهادا طيء وقتالا )‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قل بئسما يأمركم به إيانكم إن كنتم مؤمني‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بذلك جل ثناؤه ‪ { :‬قل } يا ممد ليهود بن إسرائيل ‪ :‬بئس الشيء يأمركم به إيانكم إن كان يأمركم بقتل أنبياء ال ورسله والتكذيب بكتبه وجحود ما جاء من عنده‬
‫ومعن إيانم ‪ :‬تصديقهم الذي زعموا أنم به مصدقون من كتاب ال إذ قيل لم ‪ :‬آمنوا با أنزل ال فقالوا ‪ :‬نؤمن با أنزل علينا وقوله ‪ { :‬إن كنتم مؤمني } أي ‪ :‬إن كنتم مصدقي كما‬
‫زعمتم با أنزل ال عليكم وإنا كذبم ال بذلك لن التوراة تنهى عن ذلك كله وتأمر بلفه فأخبهم أن تصديقهم بالتوراة إن كان يأمرهم بذلك فبئس المر تأمر به وإنا ذلك نفي من ال‬
‫تعال ذكره عن التوراة أن تكون تأمر بشيء ما يكرهه ال من أفعالم وأن يكون التصديق با يدل على شيء من مالفة أمر ال وإعلم منه جل ثناؤه أن الذي يأمرهم بذلك أهواؤهم والذي‬
‫يملهم عليه البغي والعدوان‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪468‬‬

‫(قل إن كانت لكم الدار الخرة عند ال خالصة من دون الناس فتمنوا الوت إن كنتم صادقي (‪94‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذه الية ما احتج ال با لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم على اليهود الذين كانوا بي ظهران مهاجره وفضح با أحبارهم وعلماءهم وذلك أن ال جل ثتاؤه أمر نبيه صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يدعوهم إل قضية عادلة بينه وبيمهم فيما كان بينه وبينهم من اللف كما أمره ال أن يدعو الفريق الخر من النصارى إذ خالفوه ف عيسى صلوات ال عليه وجادلوا فيه‬
‫إل فاصلة بينه وبينهم من الباهلة وقال لفريق اليهود ‪ :‬إن كنتم مقي فتمنوا الوت فإن ذلك غي ضاركم إن كنتم مقي فيما تدعون من اليان وقرب النلة من ال بل إن أعطيتم أمنيتكم من‬
‫الوت إذا تنيتم فإنا تصيون إل الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها والفوز بوار ال ف جنانه إن كان المر كما تزعمون ‪ :‬من أن الدار الخرة لكم خالصة دوننا وإن ل تعطوها‬
‫علم الناس أنكم البطلون ونن الحقون ف دعوانا وانكشف أمرنا وأمركم لم فامتنعت اليهود من إجابة النب صلى ال عليه وسلم إل ذلك لعلمها أنا إن تنت الوت هلكت فذهبت دنياها‬
‫وصارت إل خزي البد ف آخرتا كما امتنع فريق النصارى الذين جادلوا النب صلى ال عليه وسلم ف عيسى إذ دعوا إل الباهلة من الباهلة فبلغنا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫[ لو أن اليهود تنوا الوت لاتوا ولرأوا مقاعدهم من النار ] ولو خرج الذين يباهلون رسول ال صلى ال عليه وسلم لرجعوا ل يدون أهل ول مال‬
‫حدثنا بذلك أبو كريب قال حدثنا زكريا بن عدي قال حدثنا عبيد ال بن عمرو عن عبد الكري عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا آدم قال حدثنا عثام بن علي عن العمش عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬فتمنوا الوت إن كنتم صادقي } قال ‪ :‬لو تنوا الوت لشرق أحدهم بريقه‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن عبد الكري الزري عن عكرمة ف قوله ‪ { :‬فتمنوا الوت إن كنتم صادقي } قال ابن عباس ‪ :‬لو تن اليهود الوت لاتوا‬
‫حدثن موسى قال أخبنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي عن ابن عباس مثله‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ابن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد قال أبو جعفر ‪ :‬فيما أروي ‪ :‬أنبأنا عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬لو تنوه يوم قال ذلك لم ما‬
‫بقي على ظهر الرض يهودي إل مات‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فانكشف لن كان مشكل عليه أمر اليهود يومئذ كذبم وبتهم وبغيهم على رسول ال صلى ال عليه وسلم وظهرت حجة رسول ال وحجة أصحابه عليهم ول تزل والمد‬
‫ل ظاهرة عليهم وعلى غيهم من سائر أهل اللل‬
‫وإنا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقول لم ‪ { :‬تنوا الوت إن كنتم صادقي } لنم فيما ذكر لنا قالوا ‪ { :‬نن أبناء ال وأحباؤه } ( الائدة ‪ ) 18 :‬وقالوا ‪ { :‬لن يدخل النة إل‬
‫من كان هودا أو نصارى } ( البقرة ‪ ) 111 :‬فقال ال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل لم ‪ :‬إن كنتم صادقي فيما تزعمون فتمنوا الوت فأبان ال كذبم بامتناعهم من تن ذلك وأفلج‬
‫حجة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقد اختلف أهل التأويل ف السبب الذي من أجله أمر ال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يدعو اليهود أن يتمنوا الوت وعلى أي وجه أمروا أن يتمنوه فقال بعضهم ‪ :‬أمروا أن يتمنوه على وجه‬
‫الدعاء على الفريق الكاذب منهما ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحق قال حدثنا ممد بن أب ممد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬قال ال‬
‫لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة عند ال خالصة من دون الناس فتمنوا الوت إن كنتم صادقي } أي ‪ :‬ادعوا بالوت على أي الفريقي أكذب‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن بشربن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة عند ال خالصة من دون الناس } وذلك أنم قالوا ‪ { :‬لن‬
‫{ يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } ( البقرة ‪ ) 111 :‬وقالوا ‪ { :‬نن أبناء ال وأحباؤه } ( الائدة ‪ ) 18 :‬فقيل لم ‪ { :‬فتمنوا الوت إن كنتم صادقي‬
‫حدثن الثن قال حدثنا آدم قال حدثنا أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية قال ‪ :‬قالت اليهود ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } ( البقرة ‪ ) 111 :‬وقالوا ‪ { :‬نن أبناء ال‬
‫وأحباؤه } ( الائدة ‪ ) 18 :‬فقال ال ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة عند ال خالصة من دون الناس فتمنوا الوت إن كنتم صادقي } فلم يفعلوا‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثن ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قوله ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة عند ال خالصة } الية وذلك بأنم قالوا ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان‬
‫هودا أو نصارى } ( البقرة ‪ ) 111 :‬وقالوا ‪ { :‬نن أبناء ال وأحباؤه } ( الائدة ‪ ) 18 :‬وأما تأويل قوله ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة عند ال خالصة } فإنه يقول ‪ :‬قل يا ممد ‪ :‬إن‬
‫كان نعيم الدار الخرة ولذاتا لكم يا معشر اليهود عند ال فاكتفى بذكر الدار من ذكر نعيمها لعرفة الخاطبي بالية معناها‬
‫وقد بينا معن الدار الخرة فيما مضى با أغن عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫وأما تأويل قوله ‪ { :‬خالصة } فإنه يعن به ‪ :‬صافية كما يقال ‪ :‬خلص ل فلن بعن صار ل وحدي وصفا ل يقال منه ‪ :‬خلص ل هذا الشيء فهو يلص خلوصا وخالصة والالصة مصدر‬
‫مثل العافية ويقال للرجل ‪ :‬هذا خلصان يعن ‪ :‬خالصت من دون أصحاب‬
‫وقد روي عن ابن عباس أنه كان يتأول قوله ‪ { :‬خالصة } ‪ :‬خاصة وذلك تأويل قريب من معن التأويل الذي قلناه ف ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة } قال ‪ :‬قل يا ممد لم يعن اليهود ‪ { :‬إن‬
‫كانت لكم الدار الخرة } يعن ‪ :‬النة { عند ال خالصة } يقول ‪ :‬خاصة لكم‬
‫وأما قوله ‪ { :‬من دون الناس } فإن الذي يدل عليه ظاهر التنيل أنم قالوا ‪ :‬لنا الدار الخرة عند ال خالصة من دون جيع الناس ويبي أن ذلك كان قولم من غي استثناء منهم من ذلك‬
‫أحدا من بن آدم إخبار ال عنهم أنم قالوا ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } ( البقرة ‪ ) 111 :‬إل أنه روي عن ابن عباس قول غي ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا‬
‫عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬من دون الناس } يقول ‪ :‬من دون ممد صلى ال عليه وسلم وأصحابه الذين استهزأت بم وزعمتم أن‬
‫الق ف أيديكم وأن الدار الخرة لكم دونم‬
‫وأما قوله ‪ { :‬فتمنوا الوت } فإن تأويله ‪ :‬تشهوه وأريدوه وقد روي عن ابن عباس أنه قال ف تأويله ‪ :‬فسلوا الوت ول يعرف التمن بعن السألة ف كلم العرب ولكن أحسب أن ابن‬
‫عباس وجه معن المنية إذ كانت مبة النفس وشهوتا إل معن الرغبة والسألة إذ كانت السألة هي رغبة السائل إل ال فيما سأله‬
‫{ حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬فتمنوا الوت } فسلوا الوت { إن كنتم صادقي‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪471‬‬

‫(ولن يتمنوه أبدا با قدمت أيديهم وال عليم بالظالي (‪95‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا خب من ال جل ثناؤه عن اليهود وكراهتهم الوت وامتناعهم عن الجابة إل ما دعوا إليه من تن الوت لعلمهم بأنم إن فعلوا ذلك فالوعيد بم نازل والوت بم حال‬
‫ولعرفتهم بحمد صلى ال عليه وسلم أنه رسول من ال إليهم مرسل وهم به مكذبون وأنه ل يبهم خبا إل كان حقا كما أخب فهم يذرون أن يتمنوا الوت خوفا أن يل بم عقاب ال با‬
‫كسبت أيديهم من الذنوب كالذي ‪ :‬حدثن ممدبن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ممدبن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد فيما يروي أبوجعفر عن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن‬
‫عباس ‪ { :‬قل إن كانت لكم الدار الخرة } الية أي ‪ :‬ادعوا بالوت على أي الفريقي أكذب فأبوا ذلك على رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫{ ولن يتمنوه أبدا با قدمت أيديهم } أي ‪ :‬بعلمهم با عندهم من العلم بك والكفر بذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬ولن يتمنوه أبدا } يقول ‪ :‬يا ممد ولن يتمنوه أبدا لنم يعلمون أنم‬
‫كاذبون ولو كانوا صادقي لتمنوه ورغبوا ف التعجيل إل كرامت فليس يتمنونه أبدا با قدمت أيديهم‬
‫حدثن القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قوله ‪ { :‬فتمنوا الوت إن كنتم صادقي } وكانت اليهود أشد فرارا من الوت ول يكونوا ليتمنوه أبدا وأما قوله ‪ { :‬با‬
‫قدمت أيديهم } فإنه يعن به ‪ :‬با أسلفته أيديهم وإنا ذلك مثل على نو ما تتمثل به العرب ف كلمها فتقول للرجل يؤخذ بريرة جرها أو جناية جناها فيعاقب عليها نالك هذا با جنت يداك‬
‫وبا كسبت يداك وبا قدمت يداك فتضيف ذلك إل اليد ولعل الناية الت جناها فاستحق عليها العقوبة كانت باللسان أو بالفرج أو بغي ذلك من أعضاء جسده سوى اليد‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وإنا قيل ذلك بإضافته إل اليد لن عظم جنايات الناس بأيديهم فجرى الكلم باستعمال إضافة النايات الت ينيها الناس إل أيديهم حت أضيف كل ما عوقب عليه النسان‬
‫ما جناه بسائر أعضاء جسده إل أنا عقوبة على ما جنته يده‬
‫فلذلك قال جل ثناؤه للعرب ‪ { :‬ولن يتمنوه أبدا با قدمت أيديهم } يعن به ‪ :‬ولن يتمن اليهود الوت با قدموا أمامهم ف حياتم من كفرهم بال ف مالفتهم أمره وطاعته ف اتباع ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم وما جاء به من عند ال وهم يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة ويعلمون أنه نب مبعوث فأضاف جل ثناؤه ما انطوت عليه قلوبم وأضمرته أنفسهم ونطقت به ألسنتهم من‬
‫حسد ممد صلى ال عليه وسلم والبغي عليه وتكذيبه وجحود رسالته إل أيديهم وأنه ما قدمته أيديهم لعلم العرب معن ذلك ف منطقها وكلمها إذ كان جل ثناؤه إنا أنزل القرآن بلسانا‬
‫وبلغتها وروي عن ابن عباس ف ذلك ما ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬با قدمت أيديهم } يقول ‪ :‬با‬
‫أسلفت أيديهم‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج ‪ { :‬با قدمت أيديهم } قال ‪ :‬إنم عرفوا أن ممدا صلى ال عليه وسلم نب فكتموه‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وال عليم بالظالي } فإنه يعن جل ثناؤه ‪ :‬وال ذو علم بظلمة بن آدم يهودها ونصاراها وسائر أهل اللل غيها وما يعملون‬
‫وظلم اليهود ‪ :‬كفرهم بال ف خلفهم أمره وطاعته ف اتباع ممد صلى ال عليه وسلم بعد أن كانوا يستفتحون به وببعثه وجحودهم نبوته وهم عالون أنه نب ال ورسوله إليهم‬
‫وقد دللنا على معن الظلم فيما مضى با أغن عن إعادته‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪472‬‬

‫(ولتجدنم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر وال بصي با يعملون (‪96‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬ولتجدنم أحرص الناس على حياة } اليهود‬
‫يقول ‪ :‬يا ممد لتجدن أشد الناس حرصا على الياة ف الدنيا وأشدهم كراهة للموت اليهود كما ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ممد بن إسحق عن ممد بن‬
‫أب ممد فيما يروي أبو جعفر عن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس ‪ { :‬ولتجدنم أحرص الناس على حياة } يعن اليهود‬
‫حدثن الثن قال حدثنا آدم قال حدثنا أبو جعفر حدثنا الربيع عن أب العالية ‪ { :‬ولتجدنم أحرص الناس على حياة } يعن اليهود‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع مثله‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫وإنا كراهتهم الوت لعلمهم با لم ف الخرة من الزي والوان الطويل‬
‫{ القول ف تأويل قوله ‪ { :‬ومن الذين أشركوا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ومن الذين أشركوا } وأحرص من الذين أشركوا على الياة كما يقال ‪ :‬هو أشجع الناس ومن عنترة بعن ‪ :‬هو أشجع من الناس ومن عنترة‬
‫فكذلك قوله ‪ { :‬ومن الذين أشركوا } لن معن الكلم ‪ :‬ولتجدن يا ممد اليهود من بن إسرائيل أحرص أمن الناس على حياة ومن الذين أشركوا فلما أضيف { أحرص } إل { الناس }‬
‫وفيه تأويل من أظهرت بعد حرف العطف ردا على التأويل الذي ذكرنا‬
‫وإنا وصف ال جل ثناؤه اليهود بأنم أحرص الناس على الياة لعلمهم با قد أعد لم ف الخرة على كفرهم با ل يقر به أهل الشرك فهم للموت أكره من أهل الشرك الذين ل يؤمنون‬
‫بالبعث لنم يؤمنون بالبعث ويعلمون ما لم هنالك من العذاب والشركون ل يصدقون بالبعث ول العقاب فاليهود أحرص منهم على الياة وأكره للموت‬
‫وقيل ‪ :‬إن الذين أشركوا الذين أخب ال تعال ذكره أن اليهود أحرص منهم ف هذه الية على الياة هم الجوس الذين ل يصدقون بالبعث ذكر من قال ‪ :‬هم الجوس ‪ :‬حدثن الثن قال‬
‫حدثنا آدم قال حدثنا أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية { ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } يعن الجوس‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال ‪ :‬الجوس‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ‪ { :‬ومن الذين أشركوا } قال ‪ :‬يهود أحرص من هؤلء على الياة‬
‫ذكر من قال ‪ :‬هم الذين ينكرون البعث ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحق قال حدثن ممد بن‬
‫أب ممد فيما يروي أبو جعفر عن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس ‪ { :‬ولتجدنم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا } وذلك أن الشرك ل يرجو بعثا بعد الوت فهو يب‬
‫طول الياة وأن اليهودي قد عرف ما له ف الخرة من الزي با ضيع ما عنده من العلم‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬هذا خب من ال جل ثناؤه عن الذين أشركوا الذين أخب أن اليهود أحرص منهم على الياة يقول جل ثناؤه ‪ :‬يود أحد هؤلء الذين أشركوا اليس بفناء دنياه وانقضاء أيام‬
‫حياته أن يكون له بعد ذلك نشور أو ميا أو فرح أو سرور { لو يعمر ألف سنة } حت جعل بعضهم تية بعض ‪ :‬عشرة آلف عام حرصا منهم على الياة كما ‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن‬
‫السن بن شقيق قال سعت أب عليا أخبنا أبوحزة عن العمش عن ماهد عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال ‪ :‬هو قول العاجم ‪ :‬سال زه نوروز مهرجان حر‬
‫وحدثت عن نعيم النحوي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال ‪ :‬هو قول أهل الشرك بعضهم لبعض إذا عطس ‪ :‬زه هزار سال‬
‫حدثنا إبراهيم بن سعيد و يعقوب بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا ‪ -‬إسعيل بن علية عن ابن أب نيح عن قتادة ف قوله ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال ‪ :‬حببت إليهم الطيئة طول العمر‬
‫حدثن يونس بن عبد العلى قال حدثن علي بن معبد عن ابن علية عن ابن أب نيح ف قوله ‪ { :‬يود أحدهم } فذكر مثله‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ‪ { :‬ولتجدنم أحرص الناس على حياة } حت بلغ { لو يعمر ألف سنة } يهود أحرص من هؤلء على الياة وقد ود هؤلء لو يعمر‬
‫أحدهم ألف سنة‬
‫وحدثت عن أب معاوية عن العمش عن سعيد عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } قال ‪ :‬هو قول أحدهم إذا عطس زه هزار سال يقول ‪ :‬عشرة آلف سنة‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر } وما التعمي وهو طول البقاء بزحزحه من عذاب ال‬
‫‪ :‬وقوله { هو } عماد لطلب { ما } السم أكثر من طلبها الفعل كما قال الشاعر‬
‫( فهل هو مرفوع با ههنا رأس )‬
‫و { أن } الت ف { أن يعمر } رفع بـ مزحزحه و { هو } الذي مع { ما } تكرير عماد للفعل لستقباح العرب النكرة قبل العرفة‬
‫وقد قال بعضهم ‪ :‬إن { هو } الذي مع { ما } كناية ذكر العمر كأنه قال ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } وما ذلك العمر بزحزحه من العذاب وجعل { أن يعمر } مترجا عن { هو }‬
‫يريد ما هو بزحزحه التعمي‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬قوله ‪ { :‬وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر } نظي قولك ‪ :‬ما زيد بزحزحه أن يعمر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأقرب هذه القوال عندنا إل الصواب ما قلنا وهو أن يكون { هو } عمادا نظي قولك ما هو قائم عمرو‬
‫وقد قال قوم من أهل التأويل إن { أن } الت ف قوله ‪ { :‬أن يعمر } بعن ‪ :‬وإن عمر وذلك قول لعان كلم العرب العروف مالف ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا آدم قال‬
‫حدثنا أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية ‪ { :‬وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر } يقول ‪ :‬وإن عمر‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع مثله‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ‪ { :‬أن يعمر } ولو عمر‬
‫‪ :‬وأما تأويل قوله ‪ { :‬بزحزحه } فإنه ببعده ومنحيه كما قال الطيئة‬
‫( وقالوا ‪ :‬تزحزح ما بنا فضل حاجة ‪ ...‬إليك وما منا لوهيك راقع )‬
‫يعن بقوله ‪ :‬تزحزح تباعد يقال منه ‪ :‬زحزحه يزحزحه زحزحة وزحزاحا وهو عنك متزحزح أي ‪ :‬متباعد‬
‫فتأويل الية وما طول العمر ببعده من عذاب ال ول منحيه منه لنه ل بد للعمر من الفناء ومصيه إل ال كما ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ابن إسحق قال حدثن ممد بن‬
‫أب ممد فيما أروي عن سعيد بن جبي أو عن عكرمة عن ابن عباس ‪ { :‬وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر } أي ‪ :‬ما هو بنحيه من العذاب‬
‫حدثن الثن قال حدثن آدم قال حدثنا أبو جعفر عن الربيع عن أب العالية ‪ { :‬وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر } يقول ‪ :‬وإن عمر فما ذاك بغيثه من العذاب ول منجيه‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحاق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع مثله‬
‫حدثن ممد بن سعد قال حدثن أب قال حدثن عمي قال حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بزحزحه من العذاب } فهم الذين عادوا جبيل عليه‬
‫السلم‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ‪ { :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بزحزحه من العذاب أن يعمر } ويهود أحرص على الياة من هؤلء وقد ود هؤلء لو يعمر‬
‫أحدهم ألف سنة وليس ذلك بزحزحه من العذاب لو عمر كما عمر إبليس ل ينفعه ذلك إذ كان كافرا ول يزحزحه ذلك من العذاب‬
‫{ القول ف تأويل قوله جل ثناؤه ‪ { :‬وال بصي با يعملون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬وال بصي با يعملون } وال ذو إبصار با يعملون ل يفى عليه شيء من أعمالم بل هو بميعها ميط ولا حافظ ذاكر حت يذيقهم با العقاب‬
‫جزاءها‬
‫وأصل { بصي } مبصر من قول القائل ‪ :‬أبصرت فأنا مبصر ولكن صرف إل فعيل كما صرف مسمع إل سيع و عذاب مؤل إل أليم ومبدع السموات إل بديع وما أشبه ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪476‬‬

‫(قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال مصدقا لا بي يديه وهدى وبشرى للمؤمني (‪97‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬أجع أهل العلم بالتأويل جيعا على أن هذه الية نزلت جوابا لليهود من بن إسرائيل إذ زعموا أن جبيل عدو لم وأن ميكائيل ول لم ث اختلفوا ف السبب الذي من أجله‬
‫‪ :‬قالوا ذلك فقال بعضهم ‪ :‬إنا كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بينهم وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أمر نبوته ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكي عن عبد الميد بن برام عن شهر بن حوشب عن ابن عباس أنه قال ‪ [ :‬حضرت عصابة من اليهود رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬يا أبا‬
‫القاسم حدثنا عن خلل نسألك عنهن ل يعلمهن إل نب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬سلوا عما شئتم ولكن اجعلوا ل ذمة ال وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا‬
‫فعرفتموه لتتابعن على السلم فقالوا ‪ :‬ذلك لك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬سلون عما شئتم فقالوا ‪ :‬أخبنا عن أربع خلل نسألك عنهن ‪ :‬أخبنا أي الطعام حرم إسرائيل على‬
‫نفسه من قبل أن تنل التوراة ؟ وأخبنا كيف ماء الرأة وماء الرجل ؟ وكيف يكون الذكر منه والنثى ؟ وأخبنا بذا النب المي ف النوم ومن وليه من اللئكة ؟ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬عليكم عهد ال لئن أنا أنبأتكم لتتابعن فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق فقال ‪ :‬نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن اسرائيل مرض مرضا شديدا فطال سقمه‬
‫منه فنذر نذرا لئن عافاه ال من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه وكان أحب الطعام إليه ] لم البل قال ‪ :‬أبو جعفر فيما أروي وأحب الشراب إليه ألبانا ؟ فقالوا ‪ :‬اللهم نعم فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أشهد ال عليكم وأنشدكم بال الذي ل إله إل هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليط وأن ماء الرأة أصفر رقيق فأيهما‬
‫عل كان له الولد والشبه بإذن ال فإذا عل ماء الرجل ماء الرأة كان الولد ذكرا بإذن ال وإذا عل ماء الرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن ال ؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم قال ‪ :‬اللهئم أشهد قال ‪:‬‬
‫وأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن هذا النب المي تنام عيناه ول ينام قلبه ؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم قال ‪ :‬اللهم اشهد قالوا ‪ :‬أنت الن تدثنا من وليك من اللئكة فعندها‬
‫نتابعك أو نفارقك قال ‪ :‬فإن وليي جبيل ول يبعث ال نبيا قط إل وهو وليه قالوا ‪ :‬فعندها نفارقك لو كان وليك سواه من اللئكة تابعناك وصدقناك قال ‪ :‬فما ينعكم أن تصدقوه ؟ قالوا ‪:‬‬
‫إنه عدونا فأنزل ال عز وجل ‪ { :‬من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال } إل قوله { كأنم ل يعلمون } فعندها باؤوا بغضب على غضب‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ممد بن إسحق قال حدثن عبد ال بن عبد الرحن بن أب السي يعن الكي عن شهر بن حوشب الشعري ‪ [ :‬أن نفرا من اليهود جاءوا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬يا ممد أخبنا عن أربع نسألك عنهن فإن فعلت اتبعناك وصدقناك وآمنا بك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬عليكم بذلك عهد ال وميثاقه لئن أنا‬
‫أخبتكم بذلك لتصدقن ؟ قالوا ‪ :‬نعم قال ‪ :‬فاسألوا عما بدا لكم فقالوا ‪ :‬أخبنا كيف يشبه الولد أمه وإنا النطفة من الرجل ؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أنشدكم بال وبأيامه‬
‫عند بن إسرائيل هل تعلمون أن نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة الرأة صفراء رقيقة فأيتهما علت صاحبتها كان لا الشبه ؟ قالوا ‪ :‬نعم قالوا ‪ :‬فأخبنا كيف نومك ؟ قال ‪ :‬أنشدكم بال‬
‫وبأيامه عند بن إسرائيل هل تعلمون أن هذا النب المي تنام عيناه ول ينام قلبه ؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم قال ‪ :‬اللهم اشهد قالوا أخبنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنل‬
‫التوراة ؟ قال ‪ :‬هل تعلمون أنه كان أحب الطعام والشراب إليه ألبان البل ولومها وأنه اشتكى شكوى فعافاه ال منها فحرم أحب الطعام والشراب إليه شكرا ل فحرم على نفسه لوم‬
‫البل وألبانا ؟ قالوا ‪ :‬اللهم نعم قالوا ‪ :‬فأخبنا عن الروح قال ‪ :‬أنشدكم بال وبأيامه عند بن إسرائيل هل تعلمون أنه جبيل وهو الذي يأتين ؟ قالوا ‪ :‬نعم ولكنه عدو وهو ملك إنا يأت‬
‫{ بالشدة وسفك الدماء فلول ذلك اتبعناك ] قأنزل ال فيهم ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك } إل قوله { كأنم ل يعلمون‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال حدثن القاسم بن أب بزة ‪ [ :‬أن يهود سألوا النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬من صاحبه الذى ينل عليه بالوحي ؟ فقال ‪:‬‬
‫جبيل قالوا ‪ :‬فإنه لنا عدو ول يأت ال بالرب والشدة والقتال ] فنل ‪ { :‬من كان عدوا لبيل } الية قال ابن جريج ‪ :‬وقال ماهد ‪ :‬قالت يهود ‪ :‬يا ممد ما ينل جبيل إل بشدة وحرب‬
‫وقالوا ‪ :‬إنه لنا عدو فنل { من كان عدوا لبيل } الية‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بي عمر بن الطاب رضي ال عنه وبينهم ف أمر النب صلى ال عليه وسلم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن الثن قال حدثنا ربعي بن علية عن داود بن أب هند عن الشعب قال ‪ :‬نزل عمر الروحاء فرأى رجال يبتدرون أحجارا يصلون إليها فقال ‪ :‬ما هؤلء ؟ قالوا ‪ :‬يزعمون أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى ههنا فكره ذلك وقال ‪ :‬أيا ؟ رسول ال صلى ال عليه وسلم أدركته الصلة بواد فصلى ث ارتل فتركه ث أنشأ يدثهم فقال ‪ :‬كنت أشهد اليهود يوم‬
‫مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان ومن الفرقان كيف يصدق التوراة فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا ‪ :‬يا ابن الطاب ما من أصحابك أحد أحب إلينا منك قلت ‪ :‬ول ذلك ؟‬
‫قالوا إنك تغشانا وتأتينا قال قلت ‪ :‬إن آتيكم فأعجب من الفرقان كيف يصدق التوراة ومن التوراة كيف تصدق الفرقان قال ‪ :‬ومر رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬يا ابن الطاب‬
‫ذاك صاحبكم فالق به قال ‪ :‬فقلت لم عند ذلك ‪ :‬أنشدكم بال الذي ل إله إل هو وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه أتعلمون أنه رسول ال ؟ قال ‪ :‬فسكتوا قال ‪ :‬فقال عالهم‬
‫وكبيهم ‪ :‬إنه قد عظم عليكم فأجيبوه قالوا ‪ :‬أنت عالنا وسيدنا فأجبه أنت قال ‪ :‬أما إذ نشدتنا به فإنا نعلم أنه رسول ال قال ‪ :‬قلت ويكم إذا هلكتم قالوا ‪ :‬إنا ل نلك قال ‪ :‬قلت ‪ :‬كيف‬
‫ذاك وانتم تعلمون أنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ل تتبعونه ول تصدقونه ؟ قالوا ‪ :‬إن لنا عدوا من اللئكة وسلما من اللئكة وإنه قرن به عدونا من اللئكة قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ومن‬
‫عدوكم ؟ ومن سلمكم ؟ قالوا ‪ :‬عدونا جبيل وسلمنا ميكائيل قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وفيم عاديتم جبيل ؟ وفيم سالتم ميكائيل ؟ قالوا ‪ :‬إن جبيل ملك الفظاظة والغلظة والعسار والتشديد‬
‫والعذاب ونو هذا وان ميكائيل ملك الرأفة والرحة والتخفيف ونو هذا قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما منلتهما من ربما ؟ قالوا ‪ :‬أحدها عن يينه والخر عن يساره قال ‪ :‬قلت ‪ :‬فوال الذي ل إله إل‬
‫هو إنما والذي بينهما لعدو لن عاداها وسلم لن سالهما ما ينبغي لبيل أن يسال عدو ميكائيل ول ليكائيل أن يسال عدو جبيل قال ‪ :‬ث قمت فاتبعت النب ‪ /‬فلحقته وهو خارج من مرفة‬
‫لبن فلن فقال ل ‪ :‬يا ابن الطاب أل أقرئك آيات نزلن ؟ فقرأ علي ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال مصدقا لا بي يديه } حت قرأ اليات قال ‪ :‬قلت ‪ :‬بأب وأمي‬
‫أنت يا رسول ال والذي بعثك بالق لقد جئت وأنا أريد أن أخبك الب فأسع اللطيف البي قد سبقن إليك بالب‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية عن داود عن الشعب قال قال عمر ‪ :‬كنت رجل أغشى اليهود ف يوم مدراسهم ث ذكر نو حديث ربعي‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬ذكر لنا أن عمربن الطاب انطلق ذات يوم إل اليهود فلما أبصروه رحبوا به فقال لم عمر ‪ :‬أما وال ما جئت‬
‫لبكم ول للرغبة فيكم ولكن جئت لسع منكم فسألم وسألوه فقالوا ‪ :‬من صاحب صاحبكم ؟ فقال لم ‪ :‬جبيل فقالوا ‪ :‬ذاك عدونا من أهل السماء يطلع ممدا على سرنا وإذا جاء جاء‬
‫بالرب والسنة ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل وكان إذا جاء جاء بالصب وبالسلم فقال لم عمر ‪ :‬أفتعرفون جبيل وتنكرون ممدا ؟ ففارقهم عمر عند ذلك وتوجه نو رسول ال صلى‬
‫{ ال عليه وسلم ليحدثه حديثهم فوجده قد أنزل عليه هذه الية ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال‬
‫حدثن الثن قال حدثنا آدم قال حدثنا أبو جعفر عن قتادة قال ‪ :‬بلغنا أن عمربن الطاب أقبل على اليهود يوما فذكر نوه‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬من كان عدوا لبيل } قال ‪ :‬قالت اليهود ‪ :‬إن جبيل هو عدونا لنه ينل بالشدة والرب والسنة وإن‬
‫{ ميكائيل ينل بالرخاء والعافية والصب فجبيل عدونا فقال ال جل ثناؤه ‪ { :‬من كان عدوا لبيل‬
‫حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو بن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال مصدقا لا بي يديه } قال ‪ :‬كان لعمر بن الطاب‬
‫أرض بأعلى الدينة فكان يأتيها وكان مره على طريق مدراس اليهود وكان كلما دخل عليهم سع منهم وإنه دخل عليهم ذات يوم فقالوا ‪ :‬يا عمر ما ف أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫أحد أحب إلينا منك إنم يرون بنا فيوذوننا وتر بنا فل تؤذينا وإنا لنطمع فيك فقال لم عمر ‪ :‬أي يي فيكم أعظم ؟ قالوا ‪ :‬الرحن الذي أنزل التوراة على موسى بطورسيناء فقال لم عمر ‪:‬‬
‫فأنشدكم بالرحن الذي أنزل التوراة على موسى بطورسيناء أتدون ممدا صلى ال عليه وسلم عندكم ؟ فأسكتوا فقال ‪ :‬تكلموا ما شأنكم ؟ فوال ما سألتكم وأنا شاك ف شيء من دين‬
‫فنظر بعضهم إل بعض فقام رجل منهم فقال ‪ :‬أخبوا الرجل لتخبنه أو لخبنه قالوا ‪ :‬نعم إنا نده مكتوبا عندنا ولكن صاحبه من اللئكة الذي يأتيه بالوحي هو جبيل وجبيل عدونا وهو‬
‫صاحب كل عذاب أو قتال أو خسف ولو أنه كان وليه ميكائيل إذا لمنا به فإن ميكائيل صاحب كل رحة وكل غيث فقال لم عمر ‪ :‬فأنشدكم بالرحن الذي أنزل التوراة على موسى بطور‬
‫سيناء أين مكان جبيل من ال ؟ قالوا ‪ :‬جبيل عن يينه وميكائيل عن يساره قال عمر ‪ :‬فأشهدكم أن الذي هو عدو للذي عن يينه عدو للذي عن يساره ؟ والذي هو عدو للذي هو عن‬
‫يساره عدو للذي هو عن يينه وأنه من كان عدوها فإنه عدو ل ث رجع عمر ليخب النب صلى ال عليه وسلم فوجد جبيل قد سبقه بالوحي فدعاه النب صلى ال عليه وسلم فقرأه عليه‬
‫فقال عمر ‪ :‬والذي بعثك بالق لقد جئتك وما أريد إل أن أخبك‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق بن الجاج الرازي قال حدثنا عبد الرحن بن مغراء أبو زهي عن مالد عن الشعب قال ‪ :‬انطلق عمر إل يهود فقال ‪ :‬إن أنشدكم بالذي أنزل التوراة على‬
‫موسى هل تدون ممدا ف كتابكم ؟ قالوا نعم قال ‪ :‬فما ينعكم أن تتبعوه ؟ قالوا ‪ :‬إن ال ل يبعث رسول إل كان له كفل من اللئكة وإن جبيل هو الذي يتكفل لحمد وهو عدونا من‬
‫اللئكة وميكائيل سلمنا فلو كان هو الذي يأتيه اتبعناه قال ‪ :‬فإن أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ما منلتهما من رب العالي ؟ قالوا جبيل عن يينه وميكائيل عن جانبه الخر فقال‬
‫‪ :‬إن أشهد ما يقولن إل بإذن ال وما كان ليكائيل أن يعادي سلم جبيل وما كان جبيل ليسال عدو ميكائيل فبينما هو عندهم إذ مر نب ال صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬هذا صاحبك يا‬
‫{ ابن الطاب فقام إليه فأتاه وقد أنزل عليه ‪ { :‬من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال } إل قوله { فإن ال عدو للكافرين‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم قال أخبنا حصي بن عبد الرحن عن ابن أب ليلى ف قوله ‪ { :‬من كان عدوا لبيل } قال ‪ :‬قالت اليهود للمسلمي ‪ :‬لو أن ميكائيل كان الذي‬
‫{ ينل عليكم لتبعناكم فإنه ينل بالرحة والغيث وإن جبيل ينل بالعذاب والنقمة وهو لنا عدو قال ‪ :‬فنلت هذه الية ‪ { :‬من كان عدوا لبيل‬
‫حدثن يعقوب قال حدثنا هشيم قال أخبنا عبد اللك عن عطاء بنحو ذلك‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأما تأويل الية أعن قوله ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال } فهو ‪ :‬أن ال يقول لنبيه ‪ :‬قل يا ممد لعاشر اليهود من بن إسرائيل الذين زعموا أن‬
‫جبيل لم عدو من أجل أنه صاحب سطوات وعذاب وعقوبات ل صاحب وحي وتنيل ورحة فأبوا اتباعك وجحدوا نبوتك وأنكروا ما جئتهم به من آيات وبينات حكمي من أجل أن‬
‫جبيل وليك وصاحب وحيي إليك وزعموا أنه عدو لم ‪ :‬من يكن من الناس لبيل عدوا ومنكرا أن يكون صاحب وحي ال إل أنبيائه وصاحب رحته فإن له ول وخليل ومقر بأنه صاحب‬
‫‪ :‬وحي إل أنبيائه ورسله وأنه هو الذي ينل وحي ال على قلب من عند رب بإذن رب له بذلك يربط به على قلب ويشد فؤادي كما‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشر بن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل } قال ‪ :‬وذلك أن اليهود قالت حي‬
‫سألت ممدا صلى ال عليه وسلم عن أشياء كثية فأخبهم با على ما هي عندهم ‪ :‬إل جبيل فإن جبيل كان عند اليهود صاحب عذاب وسطوة ول يكن عندهم صاحب وحي يعن ‪ :‬تنيل‬
‫من ال على رسله ول صاحب رحة فأخبهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما سألوه عنه ‪ :‬أن جبيل صاحب وحي ال وصاحب نقمته وصاحب رحته فقالوا ‪ :‬ليس بصاحب وحي ول‬
‫رحة هو لنا عدو فأنزل ال عز وجل إكذابا لم ‪ { :‬قل } يا ممد ‪ { :‬من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك } يقول فإن جبيل نزله يقول ‪ :‬نزل القرآن بأمر ال يشد به فؤادك ويربط به‬
‫على قلبك يعن ‪ :‬بوحينا الذي نزل به جبيل عليك من عند ال وكذلك يفعل بالرسلي والنبياء من قبلك‬
‫حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬قل من كان عدوا لبيل فإنه نزله على قلبك بإذن ال } يقول ‪ :‬أنزل الكتاب على قلبك بإذن ال‬
‫وحدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬فإنه نزله على قلبك } يقول ‪ :‬نزل الكتاب على قلبك جبيل‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وإنا قال جل ثناؤه ‪ { :‬فإنه نزله على قلبك } وهو يعن بذلك قلب ممد صلى ال عليه وسلم وقد أمر ممدا ف أول الية أن يب اليهود بذلك عن نفسه ول يقل ‪ :‬فإنه نزله‬
‫على قلب ولو قيل ‪ :‬على قلب كان صوابا من القول لن من شأن العرب إذا أمرت رجل أن يكي ما قيل له عن نفسه أن ترت فعل الأمور مرة مضافا إل كناية نفس الخب عن نفسه إذ كان‬
‫الخب عن نفسه ؟ ومرة مضافا إل اسه كهيئة كناية اسم الخاطب لنه به ماطب فتقول ف نظي ذلك ‪ :‬قل للقوم إن الي عندي كثي فتخرج كناية اسم الخب عن نفسه لنه الأمور أن يب‬
‫بذلك عن نفسه ‪ :‬وقل للقوم إن الي عندك كثي فتخرج كناية اسه كهيئة كناية اسم الخاطب لنه وإن كان مأمورا بقيل ذلك فهو ماطب مأمور بكاية ما قيل له وكذلك ل تقل للقوم إن‬
‫قائم و ل تقل لم إنك قائم والياء من إن اسم الأمور بقول ذلك على ما وصفنا ومن ذلك قول ال عز وجل ‪ { :‬قل للذين كفروا ستغلبون } و { تغلبون } ( آل عمران ‪ ) 12 :‬بالياء والتاء‬
‫وأما جبيل فإن للعرب فيه لغات ‪ :‬فأما أهل الجاز فإنم يقولون ‪ :‬جبيل وميكال بغي هز بكسر اليم والراء من جبيل وبالتخفيف وعلى القراءة بذلك عامة قرأة أهل الدينة والبصرة‬
‫أما تيم وقيس وبعض ند فيقولون ‪ :‬جبئيل وميكائيل على مثال جبعيل وميكاعيل بفتح اليم والراء وبمز وزيادة ياء بعد المزة وعلى القراءة بذلك عامة قرأة أهل الكوفة كما قال‬
‫‪ :‬جريربن عطية‬
‫( عبدوا الصليب وكذبوا بحمد ‪ ...‬وببئيل وكذبوا ميكال )‬
‫وقد ذكر عن السن البصري وعبدال بن كثي أنما كانا يقران ‪ :‬جبيل بفتح اليم وترك المز‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهي قراءة غي جائزة القراءة با لن فعليل ف كلم العرب غي موجود‬
‫وقد اختار ذلك بعضهم وزعم أنه اسم أعجمي كما يقال ‪ :‬سويل وأنشد ف ذلك‬
‫( بيث لو وزنت لم بأجعها ‪ ...‬ما وزنت ريشة من ريش سويل )‬
‫وأما بنو أسد فإنا تقول ‪ :‬جبين بالنون وقد حكي عن بعض العرب أنا تزيد ف جبيل ألفا فتقول ‪ :‬جباييل وميكاييل‬
‫وقد حكي عن يي بن يعمر أنه كان يقرأ ‪ :‬جبئل بفتح اليم والمز وترك الد وتشديد اللم‬
‫فأما جب و ميك فإنما السان اللذان أحدها بعن ‪ :‬عبد والخر بعن ‪ :‬عبيد‬
‫وأما إيل فهو ال تعال ذكره كما ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا جابر بن نوح المان عن العمش عن النهال عن‬
‫سعيد بن جبي قال قال ابن عباس ‪ :‬جبيل و ميكائيل كقولك ‪ :‬عبدال‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا يي بن واضح قال حدثنا السي بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬جبيل عبدال و ميكائيل عبيدال وكل اسم إيل فهو ‪ :‬ال‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا جرير عن العمش عن إسعيل بن رجاء عن عمي مول ابن عباس ‪ :‬أن إسرائيل وميكائيل وجبيل وإسرافيل كقولك ‪ :‬عبدال‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا جرير عن العمش عن النهال بن عمرو عن عبدال بن الارث قال ‪ :‬إيل ال بالعبانية‬
‫حدثنا السي بن يزيد الضحاك قال حدثنا إسحق بن منصور قال حدثنا قيس عن عاصم عن عكرمة قال ‪ :‬جبيل اسه ‪ :‬عبدال وميكائيل اسه ‪ :‬عبيدال إيل ‪ :‬ال‬
‫حدثن السي بن عمروبن ممد العنقزي قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا سفيان عن ممد بن عمروبن عطاء عن علي بن حسي قال ‪ :‬اسم جبيل عبدال واسم ميكائيل عبيدال واسم‬
‫إسرافيل ‪ :‬عبد الرحن وكل معبد إيل فهو ‪ :‬عبدال‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن ممد الدن قال الثن ‪ :‬قال قبيصة ‪ :‬أراه ممد بن إسحق عن ممد بن عمروبن عطاء عن علي بن حسي قال ‪ :‬ما تعدون جبيل‬
‫ف أسائكم ؟ قال ‪ :‬جبيل عبدال و ميكائيل عبيدال وكل اسم فيه إيل فهو معبد ل‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق عن ممد بن عمروبن عطاء عن علي بن حسي قال ‪ :‬قال ل ‪ :‬هل تدري ما اسم جبيل من أسائكم ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ل قال ‪ :‬عبدال قال ‪:‬‬
‫فهل تدري ما اسم ميكائيل من أسائكم ؟ قلت ‪ :‬ل قال ‪ :‬عبيدال وقد سي ل إسرائيل باسم نو ذلك فنسيته إل أنه قال ل ‪ :‬أرأيت كل اسم يرجع إل إيل فهو معبد له‬
‫حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أب عن سفيان عن خصيف عن عكرمة ف قوله ‪ :‬جبيل قال ‪ :‬جب عبد إيل ال و ميكا قال ‪ :‬عبد إيل ‪ :‬ال‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فهذا تأويل من قرأ جبئيل بالفتح والمز والد وهو إن شاء ال معن من قرأ بالكسر وترك المز‬
‫وأما تأويل من قرأ ذلك بالمز وترك الد وتشديد اللم فإنه قصد بقوله ذلك كذلك إل إضافة جب و ميكا إل اسم ال الذي يسمى به بلسان العرب دون السريان والعبان وذلك أن الل‬
‫بلسان العرب ‪ :‬ال كما قال ‪ { :‬ل يرقبون ف مؤمن إل ول ذمة } ( التوبة ‪ ) 10 :‬فقال جاعة من أهل العلم ‪ :‬الل هو ‪ :‬ال ومنه قول أب بكر الصديق رضي ال عنه لوفد بن حنيفة حي‬
‫سألم عما كان مسيلمة يقول فأخبوه فقال لم ‪ :‬ويكم أين ذهب بكم ؟ وال إن هذا الكلم ما خرج من إل ول بر يعن من إل ‪ :‬من ال وقد ‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن‬
‫علية عن سليمان التيمي عن أب ملز ف قوله ‪ { :‬ل يرقبون ف مؤمن إل ول ذمة } قال ‪ :‬قول جبيل و ميكائيل و إسرافيل‬
‫كأنه يقول ‪ :‬حي يضيف جب و ميكا و إسرا إل إيل يقول ‪ :‬عبدال { ل يرقبون ف مؤمن إل } كأنه يقول ل يرقبون ال عز وجل‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬مصدقا لا بي يديه‬
‫{ قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬مصدقا لا بي يديه } القرآن ونصب { مصدقا } على القطع من الاء الت ف قوله ‪ { :‬نزله على قلبك‬
‫فمعن الكلم ‪ :‬فإن جبيل نزل القران على قلبك يا ممد مصدقا لا بي يدي القرآن‬
‫يعن بذلك ‪ :‬مصدقا لا سلف من كتب ال أمامه ونزلت على رسله الذين كانوا قبل ممد صلى ال عليه وسلم وتصديقه إياها موافقة معانيه معانيها ف المر باتباع ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫وما جاء به من عند ال وهي تصدقه كما ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬مصدقا لا بي يديه } يقول لا‬
‫قبله من الكتب الت أنزلا ال واليات والرسل الذين بعثهم ال باليات نو موسى ونوح وهود وشعيب وصال وأشباههم من الرسل صلى ال عليهم‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬مصدقا لا بي يديه } من التوراة والنيل‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع مثله‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وهدى وبشرى للمؤمني‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وهدى } ودليل وبرهان وإنا ساه ال جل ثناؤه { هدى } لهتداء الؤمن به واهتداؤه به إتاذه إياه هاديا يتبعه وقائدا ينقاد لمره ونيه وحلله‬
‫وحرامه والادي من كل شيء ‪ :‬ما تقدم أمامه ومن ذلك قيل لوائل اليل ‪ :‬هواديها وهو ما تقدم أمامها وكذلك قيل للعنق ‪ :‬الادي لتقدمها أمام سائر السد‬
‫وأما البشرى فإنا البشارة أخب ال عباده الؤمني جل ثناؤه أن القرآن لم بشرى منه لنه أعلمهم با أعد لم من الكرامة عنده ف جناته وما هم إليه صائرون ف معادهم من ثوابه وذلك هو‬
‫البشرىالت بشر ال با الؤمني ف كتابه‬
‫‪ :‬لن البشارة ف كلم العرب هي ‪ :‬إعلم الرجل با ل يكن به عالا ما يسره من الب قبل أن يسمعه من غيه أو يعلمه من قبل غيه وقد روي ف ذلك عن قتادة قول قريب العن ما قلنا‬
‫حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬هدى وبشرى للمؤمني } لن الؤمن إذا سع القرآن حفظه ووعاه وانتفع به واطمأن إليه وصدق بوعود ال الذي وعد‬
‫فيه وكان على يقي من ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪484‬‬

‫(من كان عدوا ل وملئكته ورسله وجبيل وميكال فإن ال عدو للكافرين (‪98‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا خب من ال جل ثناؤه من كان عدوا ل من عاداه وعادى جيع ملئكته ورسله ؟ وإعلم منه أن من عادى جبيل فقد عاداه وعادى ميكائيل وعادى جيع ملئكته‬
‫ورسله لن الذين ساهم ال ف هذه الية هم أولياء ال وأهل طاعته ومن عادى ل وليا فقد عادى ال وبارزه بالحاربة ومن عادى ال فقد عادى جيع أهل طاعته ووليته لن العدو ل عدو‬
‫لوليائه والعدو لولياء ال عدو له فكذلك قال لليهود الذين قالوا ‪ :‬إن جبيل عدونا من اللئكة وميكائيل ولينا منهم ‪ { :‬من كان عدوا ل وملئكته ورسله وجبيل وميكال فإن ال عدو‬
‫للكافرين } من أجل أن عدو جبيل عدو كل ول ل فأخبهم جل ثناؤه أن من كان عدوا لبيل فهو لكل من ذكره من ملئكته ورسله وميكال ‪ -‬عدو وكذلك عدو بعض رسل ال عدو‬
‫ل ولكل ول وقد ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا يي بن واضح قال حدثنا عبيدال يعن العتكي عن رجل من قريش قال ‪ [ :‬سأل النب صلى ال عليه وسلم اليهود فقال ‪ :‬أسألكم بكتابكم‬
‫الذي تقرأون هل تدون به قد بشر ب عيسى ابن مري أن يأتيكم رسول اسه أحد ؟ فقالوا ‪ :‬اللهم وجدناك ف كتابنا ولكنا كرهناك لنك تستحل الموال وتريق الدماء ] فأنزل ال ‪ { :‬من‬
‫كان عدوا ل وملئكته } الية‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن حصي بن عبد الرحن عن عبد الرحن بن أب ليلى قال ‪ :‬إن يهوديا لقي عمر فقال له ‪ :‬إن جبيل الذي يذكره صاحبك‬
‫هو عدو لنا فقال له عمر ‪ :‬من كان عدوا ل وملئكته ورسله وجبيل وميكال فإن ال عدو للكافرين قال ‪ :‬فنلت على لسان عمر‬
‫وهذا الب يدل على أن ال أنزل هذه الية توبيخا لليهود ف كفرهم بحمد صلى ال عليه وسلم وإخبارا منه لم أن من كان عدوا لحمد فال له عدو وأن عدو ممد من الناس كلهم لن‬
‫الكافرين بال الاحدين آياته‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬أوليس جبيل وميكائيل من اللئكة ؟‬
‫قيل ‪ :‬بلى‬
‫فإن قال ‪ :‬فما معن تكرير ذكرها بأسائهما وقد مضى ذكرها ف الية ف جلة أساء اللئكة ؟‬
‫قيل ‪ :‬معن إفراد ذكرها بأسائهما أن اليهود لا قالت ‪ :‬جبيل عدونا وميكائيل ولينا وزعمت أنا كفرت بحمد صلى ال عليه وسلم من أجل أن جبيل صاحب ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫أعلمهم ال أن من كان لبيل عدوا فإن ال له عدو وأنه من الكافرين فنص عليه باسه وعلى ميكائيل باسه لئل يقول منهم قائل ‪ :‬إنا قال ال ‪ :‬من كان عدوا ل وملئكته ورسله ولسنا ل‬
‫ول للئكته ورسله أعداء لن اللئكة اسم عام متمل خاصا وجبيل وميكائيل غي داخلي فيه وكذلك قوله ‪ { :‬ورسله } فلست يا ممد داخل فيهم فنص ال تعال على أساء من زعموا‬
‫أنم أعداؤه بأعيانم ليقطع بذلك تلبيسهم على أهل الضعف منهم ويسم تويههم أمورهم على النافقي وأما إظهار اسم ال ف قوله ‪ { :‬فإن ال عدو للكافرين } وتكريره فيه وقد ابتدأ أول‬
‫الب بذكره فقال ‪ { :‬من كان عدوا ل وملئكته } فلئل يلتبس لو ظهر ذلك بكناية فقيل ‪ :‬فإنه عدو للكافرين على سامعه من العن بـ الاء الت ف فإنه أأل أم رسل ال جل ثناؤه أم جبيل‬
‫أم ميكائيل ؟ إذ لو جاء ذلك بكناية على ما وصفت فإنه يلتبس معن ذلك على من ل يوقف على العن بذلك لحتمال الكلم ما وصفت وقد كان بعض أهل العربية يوجه ذلك إل نو قول‬
‫‪ :‬الشاعر‬
‫( ليت الغراب غداة ينعب دائما ‪ ...‬كان الغراب مقطع الوداج )‬
‫وأنه إظهار السم الذي حظه الكناية عنه والمر ف ذلك بلف ما قال وذلك أن الغراب الثان لو كان مكن عنه لا التبس على أحد يعقل كلم العرب أنه كناية اسم الغراب الول إذ كان‬
‫ل شيء قبله يتمل الكلم أن يوجه إليه غي كناية اسم الغراب الول وأن قبل قوله ‪ { :‬فإن ال عدو للكافرين } أساء لو جاء اسم ال تعال ذكره مكنيا عنه ل يعلم من القصود إليه بكناية‬
‫السم إل بتوقيف من حجة فلذلك اختلف أمراها‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪485‬‬

‫(ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر با إل الفاسقون (‪99‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ولقد أنزلنا إليك آيات } أي أنزلنا إليك يا ممد علمات واضحات دالت على نبوتك وتلك اليات ما حواه كتاب ال الذي أنزله إل ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم من خفايا علوم اليهود ومكنون سرائر أخبارهم وأخبار أوائلهم من بن إسرائيل والنبأ عما تضمنته كتبهم الت ل يكن يعلمها إل أحبارهم وعلماؤهم وما حرفه أوائلهم‬
‫وأواخرهم وبدلوه من أحكامهم الت كانت ف التوراة فأطلعها ال ف كتابه الذي أنزله على نبيه ممد صلى ال عليه وسلم فكان ف ذلك من أمره اليات البينات لن أنصف نفسه ول يدعه إل‬
‫إهلكها السد والبغي إذ كان ف فطرة كل ذي فطرة صحيحة تصديق من أتى بثل الذي أتى به ممد صلى ال عليه وسلم من اليات البينات الت وصفت من غي تعلم تعلمه من بشر ول‬
‫أخذ شيء منه عن آدمي وبنحو الذي قلنا ف ذلك روي الب عن ابن عباس ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس‬
‫‪ { :‬ولقد أنزلنا إليك آيات بينات } يقول ‪ :‬فأنت تتلوه عليهم وتبهم به غدوة وعشية وبي ذلك وأنت عندهم أمي ل تقرأ كتابا وأنت تبهم با ف أيديهم على وجهه يقول ال ‪ :‬ففي ذلك‬
‫لم عبة وبيان وعليهم حجة لو كان يعلمون‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ابن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت عن عكرمة مول ابن عباس وعن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال [ قال ابن صوريا‬
‫الفطيون لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا ممد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل ال عليك من آية بينة فنتبعك با فأنزل ال عز وجل ‪ { :‬ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر با إل‬
‫[ { الفاسقون‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكي قال حدثنا ممد بن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال حدثن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬قال ابن‬
‫صوريا لرسول ال صلى ال عليه وسلم فذكر مثله‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وما يكفر با إل الفاسقون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وما يكفر با إل الفاسقون } وما يحد با وقد دللنا فيما مضى من كتابنا هذا على أن معن الكفر الحود با أغن عن إعادته هنا وكذلك بينا معن‬
‫الفسق وأنه الروج عن الشيء إل غيه‬
‫فتأويل الية ‪ :‬ولقد أنزلنا إليك فيما أوحينا إليك من الكتاب علمالت واضحات تبي لعلماء بن إسرائيل وأحبارهم الاحدين نبوتك والكذبي رسالتك أنك ل رسول إليهم ونب مبعوث وما‬
‫يحد تلك اليات الدالت على صدقك ونبوتك الت أنزلتها إليك ف كتاب فيكذب با منهم إل الارج منهم من دينه التارك منهم فرائضي عليه ف الكتاب الذي يدين بتصديقه فأما التمسك‬
‫منهم بدينه والتبع منهم حكم كتابه فإنه بالذي أنزلت إليك من آيات مصدق وهم الذين كانوا آمنوا بال وصدقوا رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم من يهود بن إسرائيل‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪487‬‬

‫(أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم ل يؤمنون (‪100‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل العربية ف حكم الواو الت ف قوله ‪ { :‬أو كلما عاهدوا عهدا } فقال بعض نويي البصريي ‪ :‬هي واو تعل مع حروف الستفهام وهي مثل الفاء ف قوله ‪:‬‬
‫{ أفكلما جاءكم رسول با ل توى أنفسكم استكبت } ( البقرة ‪ ) 87 :‬قال ‪ :‬وها زائدتان ف هذا الوجه وهي مثل الفاء الت ف قوله ‪ :‬فال لتصنعن كذا وكذا وكقولك للرجل ‪ :‬أفل تقوم‬
‫؟ وإن شئت جعلت الفاء و الواو ها هنا حرف عطف‬
‫وقال بعض نوي الكوفيي ‪ :‬هي حرف عطف أدخل عليها حرف الستفهام‬
‫والصواب ف ذلك عندي من القول أنا واو عطف أدخلت عليها ألف الستفهام كأنه قال جل ثناؤه ‪ :‬وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسعوا قالوا ‪ :‬سعنا‬
‫وعصينا وكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم ث أدخل ألف الستفهام على { وكلما } فقال ‪ :‬قالوا سعنا وعصينا أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم‬
‫وقد بينا فيما مضى أنه غي جائز أن يكون ف كتاب ال حرف ل معن له فأغن ذلك عن إعادة البيان على فساد قول من زعم أن الواو و الفاء من قوله ‪ { :‬أو كلما } و أفكلما زائدتان ل‬
‫معن لما‬
‫وأما العهد فإنه اليثاق الذي أعطته بنو إسرائيل ربم ليعملن با ف التوراة مرة بعد أخرى ث نقض بعضهم ذلك مرة بعد أخرى فوبهم جل ذكره با كان منهم من ذلك وعي به أبناءهم إذ‬
‫سلكوا منهاجهم ف بعض ما كان جل ذكره أخذ عليهم باليان به من أمر ممد صلى ال عليه وسلم من العهد واليثاق فكفروا وجحدوا ما ف التوراة من نعته وصفته فقال تعال ذكره ‪:‬‬
‫‪ :‬أوكلما عاهد اليهود من بن إسرائيل ربم عهدا وأوثقوه ميثاقا نبذه فريق منهم فتركه ونقضه ؟ كما‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكي قال حدثنا ابن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال حدثن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬قال مالك بن‬
‫الصيف حي بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر ما أخذ عليهم من اليثاق وما عهد ال إليهم فيه ‪ :‬وال ما عهد إلينا ف ممد صلى ال عليه وسلم وما أخذ له علينا ميثاقا فأنزل ال‬
‫{ جل ثناؤه ‪ { :‬أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم ل يؤمنون‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثنا ممد بن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول آل زيد بن ثابت عن عكرمة مول ابن عباس أو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس مثله‬
‫قال أبو جعفر وأما النبذ فإن أصله ف كلم العرب الطرح ولذلك قيل للملقوط ‪ :‬النبوذ لنه مطروح مرمي به ومنه سي النبيذ نبيذا لنه زبيب أو تر يطرح ف وعاء ث يعال بالاء وأصله‬
‫مفعول صرف إل فعيل أعن أن النبيذ أصله منبوذ ث صرف إل فعيل فقيل ‪ :‬نبيذ كما قيل ‪ :‬كف خضيب ولية دهي يعن ‪ :‬مضوبة ومدهونة يقال منه ‪ :‬نبذته أنبذه نبذا كما قال أبو السود‬
‫‪ :‬الدئلي‬
‫( نظرت إل عنوانه فنبذته ‪ ...‬كنبذك نعل أخلقت من نعالكا )‬
‫‪ :‬فمعن قوله جل ذكره ‪ { :‬نبذه فريق منهم } طرحه فريق منهم فتركه ورفضه ونقضه كما‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬نبذه فريق منهم } يقول ‪ :‬نقضه فريق منهم‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قوله ‪ { :‬نبذه فريق منهم } قال ‪ :‬ل يكن ف الرض عهد يعاهدون عليه إل نقضوه ويعاهدون اليوم وينقضون غدا قال ‪:‬‬
‫وف قراءة عبدال ‪ :‬نقضه فريق منهم‬
‫والاء الت ف قوله ‪ :‬نبذه من ذكر العهد فمعناه أوكلما عاهدوا عهدا نبذ ذلك العهد فريق منهم‬
‫والفريق ‪ :‬الماعة ل واحد له من لفظه بنلة اليش والرهط الذي ل واحد له من لفظه‬
‫والاء واليم اللتان ف قوله ‪ { :‬فريق منهم } من ذكر اليهود من بن إسرائيل‬
‫وأما قوله ‪ { :‬بل أكثرهم ل يؤمنون } فإنه يعن جل ثناؤه ‪ :‬بل أكثر هؤلء الذين كلما عاهدوا ال عهدا وواثقوه موثقا نقضه فريق منهم ل يؤمنون‬
‫ولذلك وجهان من التأويل ‪ :‬أحدها ‪ :‬أن يكون الكلم دللة على الزيادة والتكثي ف عدد الكذبي الناقضي عهد ال على عدد الفريق فيكون الكلم حينئذ معناه ‪ :‬أوكلما عاهدت اليهود‬
‫من بن إسرائيل ربا عهدا نقض فريق منهم ذلك العهد ؟ ل ما ينقض ذلك فريق منهم ولكن الذي ينقض ذلك فيكفر بال أكثرهم ل القليل منهم فهذا أحد وجهيه‬
‫والوجه الخر ‪ :‬أن يكون معناه ‪ :‬أوكلما عاهدت اليهود ربا عهدا نبذ ذلك العهد فريق منهم ؟ ل ما ينبذ ذلك العهد فريق منهم فينقضه على اليان منهم بأن ذلك غي جائز لم ولكن‬
‫أكثرهم ل يصدقون بال ورسله ول وعده ووعيده وقد دللنا فيما مضى من كتابنا هذا معن اليان وأنه التصديق‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪488‬‬

‫(ولا جاءهم رسول من عند ال مصدق لا معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب ال وراء ظهورهم كأنم ل يعلمون (‪101‬‬

‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ولا جاءهم } أحبار اليهود وعلماءها من بن إسرائيل { رسول } يعن بالرسول ‪ :‬ممدا صلى ال عليه وسلم كما‬
‫حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ف قوله ‪ { :‬ولا جاءهم رسول } قال ‪ :‬لا جاءهم ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫وأما قوله ‪ { :‬مصدق لا معهم } فإنه يعن به أن ممدا صلى ال عليه وسلم يصدق التوراة والتوراة تصدقه ف أنه ل نب مبعوث إل خلقه‬
‫وأما تأويل قوله ‪ { :‬ولا جاءهم رسول من عند ال مصدق لا معهم } فإنه للذي هو مع اليهود وهو التوراة فأخب ال جل ثناؤه أن اليهود لا جاءهم رسول ال صلى ال عليه وسلم من ال‬
‫بتصديق ما ف أيديهم من التوراة أن ممدا صلى ال عليه وسلم نب ل { نبذ فريق } يعن بذلك ‪ :‬أنم جحدوه ورفضوه بعد أن كانوا به مقرين حسدا منهم له وبغيا عليه وقوله ‪ { :‬من الذين‬
‫أوتوا الكتاب } وهم علماء اليهود الذين أعطاهم ال العلم بالتوراة وما فيها ويعن بقوله ‪ { :‬كتاب ال } التوراة‬
‫وقوله ‪ { :‬وراء ظهورهم } جعلوه وراء ظهورهم وهذا مثل يقال لكل رافض أمرا كان منه على بال ‪ :‬قد جعل فلن هذا المر منه بظهر وجعله وراء ظهره يعن به ‪ :‬أعرض عنه وصد‬
‫‪ :‬وانصرف كما‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬ولا جاءهم رسول من عند ال مصدق لا معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب ال وراء ظهورهم } قال ‪ :‬لا جاءهم‬
‫{ ممد صلى ال عليه وسلم عارضوه بالتوراة فخاصموه با فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت فذلك قول ال ‪ { :‬كأنم ل يعلمون‬
‫ومعن قوله ‪ { :‬كأنم ل يعلمون } كأن هؤلء الذين نبذوا كتاب ال من علماء اليهود فنقضوا عهد ال بتركهم العمل با واثقوا ال على أنفسهم العمل با فيه ل يعلمون ما ف التوراة من‬
‫المر باتباع ممد صلى ال عليه وسلم وتصديقه وهذا من ال جل ثناؤه إخبار عنهم أنم جحدوا الق على علم منهم به ومعرفة وأنم عاندوا أمر ال فخالفوا على علم منهم بوجوبه عليهم‬
‫‪ :‬كما‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب } يقول ‪ :‬نقض فريق من الذين أوتوا الكتاب { كتاب ال وراء ظهورهم كأنم ل‬
‫يعلمون } ‪ :‬أي أن القوم كانوا يعلمون ولكنهم أفسدوا علمهم وجحدوا وكفروا وكتموا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪491‬‬

‫واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حت يقول إنا‬
‫نن فتنة فل تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق‬
‫(ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (‪102‬‬

‫‪ :‬القول ف تأويل قوله تعال‬


‫واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حت يقول إنا }‬
‫نن فتنة فل تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق‬
‫{ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون‬
‫يعن بقوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي الفريق من أحبار اليهود وعلمائها الذين وصفهم ال جل ثناؤه بأنم نبذوا كتابه الذي أنزله على موسى وراء ظهورهم تاهل منهم وكفرا با هم به‬
‫عالون كأنم ل يعلمون فأخب عنهم أنم رفضوا كتابه الذي يعلمون أنه منل من عنده على نبيه صلى ال عليه وسلم ونقضوا عهده الذي أخذه عليهم ف العمل با فيه وآثروا السحر الذي‬
‫تلته الشياطي ف ملك سليمان بن داود فاتبعوه وذلك هو السار والضلل البي‬
‫واختلف أهل التأويل ف الذين عنوا بقوله ‪ { :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان } فقال بعضهم ‪ :‬عن ال بذلك اليهود الذين كانوا بي ظهران مهاجر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لنم خاصموا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالتوراة فوجدوا التوراة للقرآن موافقة تأمرهم اتباع ممد صلى ال عليه وسلم وتصديقه بثل الذي يأمر به القرآن فخاصموا بالكتب‬
‫‪ :‬الت كان الناس اكتتبوها من الكهنة على عهد سليمان ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن موسى بن هارون قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان على عهد سليمان قال ‪ :‬كانت الشياطي تصعد إل السماء فتقعد‬
‫منها مقاعد للسمع فيستمعون من كلم اللئكة فيما يكون ف الرض من موت أو غيث أو أمر فيأتون الكهنة فيخبونم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا حت إذا أمنتهم الكهنة‬
‫كذبوا لم فأدخلوا فيه غيه فزادوا مع كل كلمة سبعي كلمة فاكتتب الناس ذلك الديث ف الكتب وفشا ف بن إسرائيل أن الن تعلم الغيب فبعث سليمان ف الناس فجمع تلك الكتب‬
‫فجعلها ف صندوق ث دفنها تت كرسيه ول يكن أحد من الشياطي يستطيع أن يدنو من الكرسي إل احترق وقال ‪ :‬ل أسع أحدا يذكر أن الشياطي تعلم الغيب إل ضربت عنقه فلما مات‬
‫سليمان وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان وخلف بعد ذلك خلف تثل الشيطان ف صورة إنسان ث أتى نفرا من بن إسرائيل فقال ‪ :‬هل أدلكم على كن ل تأكلونه أبدا ؟ قالوا‬
‫‪ :‬نعم قال ‪ :‬فاحفروا تت الكرسي وذهب معهم فأراهم الكان فقام ناحية فقالوا له ‪ :‬فادن قال ‪ :‬ل ولكن هاهنا ف أيديكم فإن ل تدوه فاقتلون فحفروا فوجدوا تلك الكتب فلما أخرجوها‬
‫قال الشيطان ‪ :‬إن سليمان إنا كان يضبط النس والشياطي والطي بذا السحر ث طار فذهب وفشا ف الناس أن سليمان كان ساحرا واتذت بنو إسرائيل تلك الكتب فلما جاءهم ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم خاصموه با فذلك حي يقول ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر‬
‫حدثت عن عمار بن السن قال ‪ :‬حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ف قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان قالوا ‪ :‬إن اليهود سألوا ممدا صلى ال عليه وسلم زمانا عن‬
‫أمور من التوراة ل يسألونه عن شيء من ذلك إل أنزل ال عليه ما سألوه عنه فيخصمهم فلما رأوا ذلك قالوا ‪ :‬هذا أعلم با أنزل إلينا منا وإنم سألوه عن السحر وخاصموه به فأنزل ال جل‬
‫وعز ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وإن الشياطي عمدوا إل كتاب فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء ال من‬
‫ذلك فدفنوه تت ملس سليمان وكان سليمان ل يعلم الغيب فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر وخدعوا به الناس وقالوا ‪ :‬هذا علم كان سليمان يكتمه ويسد الناس عليه‬
‫فأخبهم النب صلى ال عليه وسلم بذا الديث فرجعوا من عنده وقد حزنوا وأدحض ال حجتهم‬
‫وحدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ف قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان قال ‪ :‬لا جاءهم رسول ال صلى ال عليه وسلم مصدقا لا معهم نبذ فريق من‬
‫الذين أوتوا الكتاب الية قال ‪ :‬اتبعوا السحر وهم أهل الكتاب فقرأ حت بلغ ‪ :‬ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل عن ال بذلك اليهود الذين كانوا على عهد سليمان ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج ‪ :‬تلت الشياطي السحر على اليهود على ملك سليمان فاتبعته اليهود على ملكه يعن اتبعوا السحر على ملك‬
‫سليمان‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثنا سلمة قال ‪ :‬حدثن ابن إسحاق قال ‪ :‬عمدت الشياطي حي عرفت موت سليمان بن داود عليه السلم فكتبوا أصناف السحر ‪ :‬من كان يب أن يبلغ كذا وكذا‬
‫فليفعل كذا وكذا حت إذا صنعوا أصناف السحر جعلوه ف كتاب ث ختموا عليه بات على نقش خات سليمان وكتبوا ف عنوانه ‪ :‬هذا ما كتب آصف بن برخيا الصديق للملك سليمان بن‬
‫داود من ذخائر كنوز العلم ث دفنوه تت كرسيه فاستخرجته بعد ذلك بقايا بن إسرائيل حي أحدثوا ما أحدثوا فلما عثروا عليه قالوا ‪ :‬ما كان سليمان بن داود إل بذا فأفشوا السحر ف‬
‫الناس وتعلموه وعلموه فليس ف أحد أكثر منه ف يهود فلما ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما نزل عليه من ال سليمان بن داود وعده فيمن عده من الرسلي قال من كان بالدينة من‬
‫يهود ‪ :‬أل تعجبون لحمد صلى ال عليه وسلم يزعم أن سليمان بن داود كان نبيا وال ما كان إل ساحرا فأنزل ال ف ذلك من قولم على ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا‬
‫الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا قال ‪ :‬كان حي ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الن والنس واتبعوا الشهوات فلما رجع ال إل سليمان ملكه قام‬
‫الناس على الدين كما كانوا وإن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تت كرسيه وتوف سليمان حدثان ذلك فظهرت الن والنس على الكتب بعد وفاة سليمان وقالوا ‪ :‬هذا كتاب من ال نزل‬
‫على سليمان أخفاه منا فأخذوا به فجعلوه دينا فأنزل ال ‪ :‬ولا جاءهم رسول من عند ال مصدق لا معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب ال وراء ظهورهم كأنم ل يعلمون واتبعوا‬
‫ما تتلوا الشياطي وهي العازف واللعب وكل شيء يصد عن ذكر ال‬
‫والصواب من القول ف تأويل قوله ‪ { :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان } أن ذلك توبيخ من ال لحبار اليهود الذين أدركوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فجحدوا نبوته وهم‬
‫يعلمون أنه ل رسول مرسل وتأنيب منه لم ف رفضهم تنيله وهجرهم العمل به وهو ف أيديهم يعلمونه ويعرفون أنه كتاب ال واتباعهم واتباع أوائلهم وأسلفهم ما تلته الشياطي ف عهد‬
‫سليمان وقد بينا وجه جواز إضافة أفعال أسلفهم إليهم فيما مضى فأغن ذلك عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫وإنا اخترنا هذا التأويل لن التبعة ما تلته الشياطي ف عهد سليمان وبعده إل أن بعث ال نبيه بالق وأمر السحر ل يزل ف اليهود ول دللة ف الية أن ال تعال أراد بقوله ‪ :‬واتبعوا بعضا‬
‫منهم دون بعض إذ كان جائزا فصيحا ف كلم العرب إضافة ما وصفنا من اتباع أسلف الخب عنهم بقوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي إل أخلفهم بعدهم ول يكن بصوص ذلك عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أثر منقول ول حجة تدل عليه فكان الواجب من القول ف ذلك أن يقال ‪ :‬كل متبع ما تلته الشياطي على عهد سليمان من اليهود داخل ف معن الية على النحو‬
‫الذي قلنا‬
‫القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ما تتلوا الشياطي } يعن جل ثناؤه بقوله ‪ :‬ما تتلوا الشياطي ‪ :‬الذي تتلو فتأويل الكلم إذا ‪ :‬واتبعوا الذي تتلو الشياطي‬
‫واختلف ف تأويل قوله ‪ :‬تتلوا فقال بعضهم ‪ :‬يعن بقوله ‪ :‬تتلوا تدث وتروى وتتكلم به وتب نو تلوة الرجل للقرآن وهي قراءته ووجه قائلوا هذا القول تأويلهم ذلك إل أن الشياطي هي‬
‫‪ :‬الت علمت الناس السحر وروته لم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن الثن بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا أبو حذيفة قال ‪ :‬حدثنا شبل عن عمرو عن ماهد ف قول ال ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان قال ‪ :‬كانت الشياطي تسمع الوحي فما‬
‫سعوا من كلمة زادوا فيها مائتي مثلها فأرسل سليمان إل ما كتبوا من ذلك فجمعه فلما توف سليمان وجدته الشياطي فعلمته الناس وهو السحر‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان من الكهانة والسحر وذكر لنا وال أعلم أن الشياطي ابتدعت كتابا فيه‬
‫سحر وأمر عظيم ث أفشوه ف الناس وعلموهم إياه‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال عطاء ‪ :‬قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي قال ‪ :‬نراه ما تدث‬
‫حدثن سلم بن جنادة السوائي قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن النهال عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬انطلقت الشياطي ف اليام الت ابتلى فيها سليمان فكتبت فيها كتبا‬
‫فيها سحر وكفر ث دفنوها تت كرسي سليمان ث أخرجوها فقرءوها على الناس‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬معن قوله ‪ :‬ما تتلوا ما تتبعه وترويه وتعمل به ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن عمرو العنقزي قال ‪ :‬حدثن أب عن أسباط عن السدي عن أب مالك عن ابن عباس ‪ :‬تتلوا قال ‪ :‬تتبع‬
‫حدثن نصر بن عبد الرحن الزدي قال ‪ :‬حدثنا يي بن إبراهيم عن سفيان الثوري عن منصور عن أب رزين مثله‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك أن يقال ‪ :‬إن ال عز وجل أخب عن الذين أخب عنهم أنم اتبعوا ما تتلو الشياطي على عهد سليمان باتباعهم ما تلته الشياطي ولقول القائل ‪:‬‬
‫هو يتلو كذا ف كلم العرب معنيان ‪ :‬أحدها التباع كما يقال ‪ :‬تلوت فلنا إذا مشيت خلفه وتبعت أثره كما قال جل ثناؤه ‪ :‬هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت يعن بذلك تتبع والخر ‪:‬‬
‫‪ :‬القراءة والدراسة كما تقول ‪ :‬فلن يتلو القرآن بعن أنه يقرؤه ويدرسه كما قال حسان بن ثابت‬
‫نب يرى ما ل يرى الناس حولويتلو كتاب ال ف كل مشهد‬
‫ول يبنا ال جل ثناؤه بأي معن التلوة كانت تلوة الشياطي الذين تلوا ما تلوه من السحر على عهد سليمان بب يقطع العذر وقد يوز أن تكون الشياطي تلت ذلك دراسة ورواية وعمل‬
‫فتكون كانت متبعته بالعمل ودارسته بالرواية فاتبعت اليهود منهاجها ف ذلك وعملت به وروته‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬على ملك سليمان‬
‫يعن بقوله جل ثناؤه ‪ :‬على ملك سليمان ف ملك سليمان وذلك أن العرب تضع ف موضع على وعلى ف موضع ف من ذلك قول ال جل ثناؤه ‪ :‬ولصلبنكم ف جذوع النخل يعن به ‪ :‬على‬
‫جذوع النخل وكما قال ‪ :‬فعلت كذا ف عهد كذا وعلى عهد كذا بعن واحد وبا قلنا من ذلك كان ابن جريج وابن إسحاق يقولن ف تأويله‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج ‪ :‬على ملك سليمان يقول ‪ :‬ف ملك سليمان‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثنا سلمة قال ‪ :‬قال ابن إسحاق ف قوله ‪ :‬على ملك سليمان أي ف ملك سليمان‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال { ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر‬
‫إن قال لنا قائل ‪ :‬وما هذا الكلم من قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان ول خي معنا قبل عن أحد أنه أضاف الكفر إل سليمان بل إنا ذكر اتباع من اتبع من اليهود ما تلته‬
‫الشياطي ؟ فما وجه نفي الكفر عن سليمان بعقب الب عن اتباع من اتبعت الشياطي ف العمل بالسحر وروايته من اليهود ؟ قيل ‪ :‬وجه ذلك أن الذين أضاف ال جل ثناؤه إليهم اتباع ما‬
‫تلته الشياطي على عهد سليمان من السحر والكفر من اليهود نسبوا ما أضافه ال تعال ذكره إل الشياطي من ذلك إل سليمان بن داود وزعموا أن ذلك كان من علمه وروايته وأنه إنا‬
‫كان يستعبد من يستعبد من النس والن والشياطي وسائر خلق ال بالسحر فحسنوا بذلك من ركوبم ما حرم ال عليهم من السحر أنفسهم عند من كان جاهل بأمر ال ونيه وعند من‬
‫كان ل علم له با أنزل ال ف ذلك من التوراة وتبأ بإضافة ذلك إل سليمان من سليمان وهو نب ال صلى ال عليه وسلم منهم بشر وأنكروا أن يكون كان ل رسول وقالوا ‪ :‬بل كان‬
‫ساحرا فبأ ال سليمان بن داود من السحر والكفر عند من كان منهم ينسبه إل السحر والكفر لسباب ادعوها عليه قد ذكرنا بعضها وسنذكر باقي ما حضرنا ذكره منها وأكذب الخرين‬
‫الذين كانوا يعملون بالسحر متزيني عند أهل الهل ف عملهم ذلك بأن سليمان كان يعمله فنفى ال عن سليمان عليه السلم أن يكون كان ساحرا أو كافرا وأعلمهم أنم إنا اتبعوا ف‬
‫عملهم السحر ما تلته الشياطي ف عهد سليمان دون ما كان سليمان يأمرهم من طاعة ال واتباع ما أمرهم به ف كتابه الذي أنزله على موسى صلوات ال عليه ذكر الدلئل على صحة ما‬
‫‪ :‬قلنا من الخبار والثار‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أب الغية عن سعيد بن جبي قال ‪ :‬كان سليمان يتتبع ما ف أيدي الشياطي من السحر فيأخذه فيدفنه تت كرسيه ف بيت خزانته فلم‬
‫تقدر الشياطي أن يصلوا إليه فدنت إل النس فقالوا لم ‪ :‬أتريدون العلم الذي كان سليمان يسخر به الشياطي والرياح وغي ذلك ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ :‬قالوا ‪ :‬فإنه ف بيت خزانته وتت كرسيه‬
‫فاستثارته النس فاستخرجوه فعملوا به فقال أهل الجاز ‪ :‬كان سليمان يعمل بذا وهذا سحر فأنزل ال جل ثناؤه على لسان نبيه ممد صلى ال عليه وسلم براءة سليمان فقال ‪ :‬واتبعوا ما‬
‫تتلوا الشياطي على ملك سليمان الية فأنزل ال براءة سليمان على لسان نبيه عليهما السلم‬
‫حدثن أبو السائب السوائي قال ‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن النهال عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬كان الذي أصاب سليمان بن داود ف سبب أناس من أهل امرأة يقال لا‬
‫جرادة وكانت من أكرم نسائه عليه قال ‪ :‬فكان هوى سليمان أن يكون الق لهل الرادة فيقضي لم فعوقب حي ل يكن هواه فيهم واحد قال ‪ :‬وكان سليمان بن داود إذا أراد أن يدخل‬
‫اللء أو يأت شيئا من نسائه أعطى الرادة خاته فلما أراد ال أن يبتلي سليمان بالذي ابتله به أعطى الرادة ذات يوم خاته فجاء الشيطان ف صورة سليمان فقال لا ‪ :‬هات خاتي فأخذه‬
‫فلبسه فلما لبسه دانت له الشياطي والن والنس قال ‪ :‬فجاءها سليمان فقال ‪ :‬هات خاتي فقالت ‪ :‬كذبت لست بسليمان قال ‪ :‬فعرف سليمان أنه بلء ابتلي به قال ‪ :‬فانطلقت الشياطي‬
‫فكتبت ف تلك اليام كتبا فيها سحر وكفر ث دفنوها تت كرسي سليمان ث أخرجوها فقرءوها على الناس وقالوا ‪ :‬إنا كان سليمان يغلب الناس بذه الكتب قال ‪ :‬فبىء الناس من سليمان‬
‫وأكفروه حت بعث ال ممدا صلى ال عليه وسلم فأنزل جل ثناؤه ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان يعن الذي كتب الشياطي من السحر والكفر وما كفر سليمان ولكن‬
‫الشياطي كفروا فأنزل ال جل وعز وعذره‬
‫حدثن ممد بن عبد العلى الصنعان قال ‪ :‬حدثنا العتمر بن سليمان قال ‪ :‬سعت عمران بن حدير عن أب ملز قال ‪ :‬أخذ سليمان من كل دابة عهدا فإذا أصيب رجل فسئل بذلك العهد‬
‫خلي عنه فرأى الناس السجع والسحر وقالوا ‪ :‬هذا كان يعمل به سليمان فقال ال جل ثناؤه ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر‬
‫حدثنا أبو حيد قال ‪ :‬حدثنا جرير عن حصي بن عبد الرحن عن عمران بن الارث قال ‪ :‬بينا نن عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال له ابن عباس ‪ :‬من أين جئت ؟ قال ‪ :‬من العراق قال ‪:‬‬
‫من أيه ؟ قال ‪ :‬من الكوفة قال ‪ :‬فما الب ؟ قال ‪ :‬تركتهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم ففزع فقال ‪ :‬ما تقول ل أبا لك لو شعرنا ما نكحنا نساءه ول قسمنا مياثه أما إن أحدثكم من ذلك‬
‫أنه كانت الشياطي يسترقون السمع من السماء فيأت أحدهم بكلمة حق قد سعها فإذا حدث منه صدق كذب معها سبعي كذبة قال ‪ :‬فيشربا قلوب الناس فأطلع ال عليها سليمان فدفنها‬
‫تت كرسيه فلما توف سليمان بن داود قام شيطان بالطريق فقال ‪ :‬أل أدلكم على كنه المنع الذي ل كن مثله ؟ تت الكرسي فأخرجوه فقالوا ‪ :‬هذا سحر فتناسخها المم حت بقاياهم ما‬
‫يتحدث به أهل العراق فأنزل ال عذر سليمان ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬ذكر لنا وال أعلم أن الشياطي ابتدعت كتابا فيه سحر وأمر عظيم ث أفشوه ف الناس وأعلموهم إياه فلما سع بذلك‬
‫سليمان نب ال صلى ال عليه وسلم تتبع تلك الكتب فأتى با فدفنها تت كرسيه كراهية أن يتعلمها الناس فلما قبض ال نبيه سليمان عمدت الشياطي فاستخرجوها من مكانا الذي كانت‬
‫فيه فعلموها الناس فأخبوهم أن هذا علم كان يكتمه سليمان ويستأثر به فعذر ال نبيه سليمان وبرأه من ذلك فقال جل ثناؤه ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة قال ‪ :‬كتبت الشياطي كتبا فيها سحر وشرك ث دفنت تلك الكتب تت كرسي سليمان فلما مات سليمان‬
‫استخرج الناس تلك الكتب فقالوا ‪ :‬هذا علم كتمناه سليمان فقال ال جل وعز ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا حجاج حدثنا السي قال ‪ :‬عن ابن جريج عن ماهد قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان قال ‪ :‬كانت الشياطي تستمع الوحي من السماء فما سعوا‬
‫من كلمة زادوا فيها مثلها وإن سليمان أخذ ما كتبوا من ذلك فدفنه تت كرسيه فلما توف وجدته الشياطي فعلمته الناس‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج عن أب بكر عن شهر بن حوشب قال ‪ :‬لا سلب سليمان ملكه كانت الشياطي تكتب السحر ف غيبة سليمان فكتبت ‪ :‬من أراد أن‬
‫يأت كذا وكذا فليستقبل الشمس وليقل كذا وكذا ومن أراد أن يفعل كذا وكذا فليستدبر الشمس وليقل كذا وكذا فكتبته وجعلت عنوانه ‪ :‬هذا ما كتب آصف بن برخيا للملك سليمان‬
‫بن داود من ذخائر كنوز العلم ث دفنته تت كرسيه فلما مات سليمان قام إبليس خطيبا فقال ‪ :‬يا أيها الناس إن سليمان ل يكن نبيا وإنا كان ساحرا فالتمسوا سحره ف متاعه وبيوته ث دلم‬
‫على الكان الذي دفن فيه فقالوا ‪ :‬وال لقد كان سليمان ساحرا هذا سحره بذا تعبدنا وبذا قهرنا فقال الؤمنون ‪ :‬بل كان نبيا مؤمنا فلما بعث ال النب ممدا صلى ال عليه وسلم جعل‬
‫يذكر النبياء حت ذكر داود وسليمان فقالت اليهود ‪ :‬انظروا إل ممد يلط الق بالباطل يذكر سليمان مع النبياء وإنا كان ساحرا يركب الريح فأنزل ال عذر سليمان ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا‬
‫الشياطي على ملك سليمان الية‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثنا سلمة قال ‪ :‬حدثن ابن إسحاق ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما بلغن لا ذكر‬
‫سليمان بن داود ف الرسلي قال بعض أحبار اليهود ‪ :‬أل تعجبون من ممد يزعم أن ابن داود كان نبيا وال ما كان إل ساحرا فأنزل ال ف ذلك من قولم ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي‬
‫كفروا أي بإتباعهم السحر وعملهم به وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فإذا كان المر ف ذلك على ما وصفنا وتأويل قوله ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا ما ذكرنا فتبي أن ف الكلم‬
‫متروكا ترك ذكره اكتفاء با ذكر منه وأن معن الكلم ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي من السحر على ملك سليمان فتضيفه إل سليمان وما كفر سليمان فيعمل بالسحر ولكن الشياطي كفروا‬
‫يعلمون الناس السحر‬
‫وقد كان قتادة يتأول قوله ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا على ما قلنا‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يقول ‪ :‬ما كان عن مشورته ول عن رضا منه ولكنه شيء افتعلته الشياطي‬
‫دونه‬
‫وقد دللنا فيما مضى على اختلف الختلفي ف معن تتلو وتوجيه من وجه ذلك إل أن تتلوا بعن تلت إذ كان الذي قبله خبا ماضيا وهو قوله ‪ :‬واتبعوا وتوجيه الذين وجهوا ذلك إل‬
‫خلف ذلك وبينا فيه وف نظيه الصواب من القول فأغن ذلك عن إعادته ف هذا الوضع وأما معن قوله ‪ :‬ما تتلوا فإنه بعن الذي تتلو وهو السحر‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثنا سلمة عن ابن إسحاق ‪ :‬واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان أي السحر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬ولعل قائل أن يقول ‪ :‬أو ما كان السحر إل أيام سليمان ؟ قيل له ‪ :‬بلى قد كان ذلك قبل ذلك وقد أخب ال عن سحرة فرعون ما أخب عنهم وقد كانوا قبل سليمان وأخب‬
‫عن قوم نوح أنم قالوا لنوح إنه ساحر قال ‪ :‬فكيف أخب عن اليهود أنم اتبعوا ما تلته الشياطي على عهد سليمان ؟ قيل ‪ :‬لنم أضافوا ذلك إل سليمان على ما قد قدمنا البيان عنه فأراد‬
‫ال تعال ذكره تبئة سليمان ما نلوه وأضافوا إليه ما كانوا وجدوه إما ف خزائنه وإما تت كرسيه على ما جاءت به الثار الت قد ذكرناها من ذلك فحصر الب عما كانت اليهود اتبعته‬
‫فيما تلته الشياطي أيام سليمان دون غيه لذلك السبب وإن كان الشياطي قد كانت تالية للسحر والكفر قبل ذلك‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال { ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت‬
‫‪ :‬اختلف أهل العلم ف تأويل ما الت ف قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي فقال بعضهم ‪ :‬معناه الحد وهي بعن ل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن سعد قال ‪ :‬حدثن أب قال ‪ :‬حدثن عمي قال ‪ :‬حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت فإنه يقول ‪ :‬ل ينل ال السحر‬
‫حدثنا ابن حيد قال ‪ :‬حدثن حكام عن أب جعفر عن الربيع بن أنس ‪ :‬وما أنزل على اللكي قال ‪ :‬ما أنزل ال عليهما السحر‬
‫فتأويل الية على هذا العن الذي ذكرناه عن ابن عباس والربيع من توجيههما معن قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي إل ‪ :‬ول ينل على اللكي واتبعوا الذي تتلوا الشياطي على ملك سليمان من‬
‫السحر وما كفر سليمان ول أنزل ال السحر على اللكي ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت فيكون حينئذ قوله ‪ :‬ببابل وهاروت وماروت من الؤخر الذي‬
‫معناه التقدي‬
‫فإن قال لنا قائل ‪ :‬وكيف وجه تقدي ذلك ؟ قيل ‪ :‬وجه تقديه أن يقال ‪ :‬وابتعوا ما تتلو الشياطي على ملك سليمان وما أنزل على اللكي ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر ببابل‬
‫هاروت وماروت فيكون معنيا باللكي ‪ :‬جبيل وميكائيل لن سحرة اليهود فيما ذكر كانت تزعم أن ال أنزل السحر على لسان جبيل وميكائيل إل سليمان بن داود فأكذبا ال بذلك‬
‫وأخب نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم أن جبيل وميكائيل ل ينل بسحر قط وبرأ سليمان ما نلوه من السحر فأخبهم أن السحر من عمل الشياطي وأنا تعلم الناس ببابل وأن الذين‬
‫يعلمونم ذلك رجلن اسم أحدها هاروت واسم الخر ماروت فيكون هاروت وماروت على هذا التأويل ترجة على الناس وردا عليهم‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل تأويل ما الت ف قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي الذي ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬قال معمر قال قتادة والزهري عن عبد ال ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت كانا ملكي من اللئكة فأهبطا ليحكما بي‬
‫الناس وذلك أن اللئمكة سخروا من أحكام بن آدم قال ‪ :‬فحاكمت إليهما امرأة فحافا لا ث ذهبا يصعدان فحيل بينهما وبي ذلك وخيا بي عذاب الدنيا وعذاب الخرة فاختارا عذاب‬
‫الدنيا قال معمر ‪ :‬قال قتادة ‪ :‬فكانا يعلمان الناس السحر فأخذ عليهما أن ل يعلما أحدا حت يقول ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬أما قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت فهذا سحر آخر خاصموه به أيضا يقول ‪ :‬خاصموه با أنزل على‬
‫اللكي وإن كلم اللئكة فيما بينهم إذا علمته النس فصنع وعمل به كان سحرا‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ :‬يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت فالسحر سحران ‪ :‬سحر تعلمه الشياطي وسحر‬
‫يعلمه هاروت وماروت‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال قال ‪ :‬حدثن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة عن ابن عباس قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت قال ‪ :‬التفريق بي الرء‬
‫وزوجه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ‪ :‬ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي فقرأ حت بلغ ‪ :‬فل تكفر قال ‪ :‬الشياطي واللكان يعلمون‬
‫الناس السحر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فمعن الية على تأويل هذا القول الذي ذكرنا عمن ذكرناه عنه ‪ :‬واتبعت اليهود الذي تلت الشياطي ف ملك سليمان الذي أنزل على اللكي ببابل وهاروت وماروت وها‬
‫ملكان من ملئكة ال سنذكر ما روي من الخبار ف شأنما إن شاء ال تعال‬
‫وقالوا ‪ :‬إن قال لنا قائل ‪ :‬وهل يوز أن ينل ال السحر أم هل يوز للئكته أن تعلمه الناس ؟ قلنا له ‪ :‬إن ال عز وجل قد أنزل الي والشر كله وبي جيع ذلك لعباده فأوحاه إل رسله‬
‫وأمرهم بتعليم خلقه وتعريفهم ما يل لم ما يرم عليهم وذلك كالزنا والسرقة وسائر العاصي الت عرفهموها وناهم عن ركوبا فالسحر أحد تلك العاصي الت أخبهم با وناهم عن العمل‬
‫با‬
‫قالوا ‪ :‬ليس ف العلم بالسحر إث كما ل إث ف العلم بصنعة المر ونت الصنام والطنابي واللعب وإنا الث ف عمله وتسويته‬
‫قالوا ‪ :‬وكذلك ل إث ف العلم بالسحر وإنا الث ف العمل به وأن يضر به من ل يل ضره به‬
‫قالوا ‪ :‬فليس ف إنزال ال إياه على اللكي ول ف تعليم اللكي من علماه من الناس إث إذا كان تعليمهما من علماه ذلك بإذن ال لما بتعليمه بعد أن يباه بأنما فتنة وينهاه عن السحر‬
‫والعمل به والكفر وإنا الث على من يتعلمه منهما ويعمل به إذ كان ال تعال ذكره قد ناه عن تعلمه والعمل به‬
‫قالوا ‪ :‬ولو كان ال أباح لبن آدم أن يتعلموا ذلك ل يكن من تعلمه حرجا كما ل يكونا حرجي لعلمهما به إذ كان علمهما بذلك عن تنيل ال إليهما‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ما معن الذي وهي عطف على ما الول غي أن الول ف معن السحر والخرة ف معن التفريق بي الرء وزوجه‬
‫‪ :‬فتأويل الية على هذا القول ‪ :‬واتبعوا السحر الذي تتلو الشياطي ف ملك سليمان والتفريق الذي بي الرء وزوجه الذي أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثنا أبو حذيفة قال ‪ :‬حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت وها يعلمان ما يفرقون به بي الرء وزوجه وذلك قول ال‬
‫جل ثناؤه ‪ :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا وكان يقول ‪ :‬أما السحر فإنا يعلمه الشياطي وأما الذي يعلم اللكان فالتفريق بي الرء وزوجه كما قال ال تعال‬
‫وقال آخرون ‪ :‬جائز أن تكون ما بعن الذي وجائز أن تكون ما بعن ل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس بن عبد العلى قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬حدثن الليث بن سعد عن يي بن سعيد عن القاسم بن ممد وسأله رجل عن قول ال ‪ :‬يعلمون الناس السحر وما أنزل على‬
‫اللكي ببابل هاروت وماروت فقال الرجل ‪ :‬يعلمان الناس ما أنزل عليهما أم يعلمان الناس ما ل ينل عليهما ؟ قال القاسم ‪ :‬ما أبال أيتهما كانت‬
‫حدثن يونس بن عبد العلى قال ‪ :‬حدثنا بشر بن عياض عن بعض أصحابه أن القاسم بن ممد سئل عن قول ال تعال ذكره ‪ :‬وما أنزل على اللكي فقيل له ‪ :‬أنزل أو ل ينل ؟ فقال ‪ :‬ل‬
‫أبال أي ذلك كان إل أن آمنت به‬
‫والصواب من القول ف ذلك عندي قول من وجه ما الت ف قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي إل معن الذي دون معن ما الت هي بعن الحد وإنا اخترت ذلك من أجل أن ما إن وجهت إل‬
‫معن الحد فتنفي عن اللكي أن يكونا منل إليهما ول يل السان اللذان بعدها أعن هاروت وماروت من أن يكونا بدل منهما وترجة عنهما أو بدل من الناس ف قوله ‪ :‬يعلمون الناس‬
‫السحر وترجة عنهما فإن جعل بدل من اللكي وترجة عنهما بطل معن قوله ‪ :‬وما يعلمان من أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه لنما إذا ل‬
‫يكونا عالي با يفرق به بي الرء وزوجه فما الذي يتعلم منهما من يفرق بي الرء وزوجه ؟‬
‫وبعد فإن ما الت ف قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي إن كانت ف معن الحد عطفا على قوله ‪ :‬وما كفر سليمان فإن ال جل ثناؤه نفى بقوله ‪ :‬وما كفر سليمان عن سليمان أن يكون السحر‬
‫من عمله أو من علمه أو تعليمه فإن كان الذي نفى عن اللكي من ذلك نظي الذي نفى عن سليمان منه وهاروت وماروت ها اللكان فمن التعلم منه إذا ما يفرق به بي الرء وزوجه ؟‬
‫وعمن الب الذي أخب عنه بقوله ‪ :‬وما يعلمان من أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر ؟ إن خطأ هذا القول لواضح بي وإن كان قوله هاروت وماروت ترجة من الناس الذين ف قوله ‪:‬‬
‫ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر فقد وجب أن تكون الشياطي هي الت تعلم هاروت وماروت السحر وتكون السحرة إنا تعلمت السحر من هاروت وماروت عن تعليم‬
‫الشياطي إياها فإن يكن ذلك كذلك فلن يلو هاروت وماروت عند قائل هذه القالة من أحد أمرين ‪ :‬إما أن يكونا ملكي فإن كانا عنده ملكي فقد أوجب لما من الكفر بال والعصية له‬
‫بنسبته إياها إل أنما يتعلمان من الشياطي السحر ويعلمانه الناس وإصرارها على ذلك ومقامهما عليه أعظم ما ذكر عنهما أنما أتياه من العصية الت استحقا عليها العقاب وف خب ال عز‬
‫وجل عنهما أنما ل يعلمان أحدا ما يتعلم منهما حت يقول ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر ما يغن عن الكثار ف الدللة على خطأ هذا القول أو أن يكونا رجلي من بن آدم فإن يكن ذلك كذلك‬
‫فقد كان يب أن يكون بلكهما قد ارتفع السحر والعلم به والعمل من بن آدم لنه إذا كان علم ذلك من قبلهما يؤخذ ومنهما يتعلم فالواجب أن يكون بلكهما وعدم وجودها عدم‬
‫السبيل إل الوصول إل العن الذي كان ل يوصل إليه إل بما وف وجود السحر ف كل زمان ووقت أبي الدللة على فساد هذا القول وقد يزعم قائل ذلك أنما رجلن من بن آدم ل يعدما‬
‫من الرض منذ خلقت ول يعدمان بعد ما وجد السحر ف الناس فيدعي ما ل يفى بطوله‬
‫فإذا فسدت هذه الوجوه الت دللنا على فسادها فبي أن معن ‪ :‬ما الت ف قوله ‪ :‬وما أنزل على اللكي بعن الذي وأن هاروت وماروت مترجم بما عن اللكي ولذلك فتحت أواخر أسائهما‬
‫لنما ف موضع خفض على الرد على اللكي ولكنهما لا كانا ل يران فتحت أواخر أسائهما‬
‫فإن التبس على ذي غباء ما قلنا فقال ‪ :‬وكيف يوز للئكة ال أن تعلم الناس التفريق بي الرء وزوجه ؟ أم كيف يوز أن يضاف إل ال تبارك وتعال إنزال ذلك على اللئكة ؟ قيل له ‪ :‬إن‬
‫ال جل ثناؤه عرف عباده جيع ما أمرهم به وجيع ما ناهم عنه ث أمرهم وناهم بعد العلم منهم با يؤمرون به وينهون عنه ولو كان المر على غي ذلك لا كان للمر والنهي معن مفهوم‬
‫فالسحر ما قد نى عباده من بن آدم عنه فغي منكر أن يكون جل ثناؤه علمه اللكي اللذين ساها ف تنيله وجعلهما فتنة لعباده من بن آدم كما أخب عنهما أنما يقولن لن يتعلم ذلك‬
‫منهما ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر ليختب بما عباده الذين ناهم عن التفريق بي الرء وزوجه وعن السحر فيمحص الؤمن بتركه التعلم منهما ويزي الكافر بتعلمه السحر والكفر منهما ويكون‬
‫اللكان ف تعليمهما من علما ذلك ل مطيعي إذ كانا عن إذن ال لما بتعليم ذلك من علماه يعلمان وقد عبد من دون ال جاعة من أولياء ال فلم يكن ذلك لم ضائرا إذ ل يكن ذلك بأمرهم‬
‫إياهم به بل عبد بعضهم والعبود عنه ناه فكذلك اللكان غي ضائرها سحر من سحر من تعلم ذلك منهما بعد نيهما إياه عنه وعظتهما له بقولما ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر إذ كانا قد أديا ما‬
‫‪ :‬أمر به بقيلهما ذلك كما‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن عوف عن السن ف قوله { ‪ :‬وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت } إل قوله ‪ :‬فل تكفر أخذ عليهما ذلك‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪501‬‬

‫واتبعوا ما تتلوا الشياطي على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حت يقول إنا‬
‫نن فتنة فل تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق‬
‫(ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (‪102‬‬

‫‪ :‬ذكر بعض الخبار الت ف بيان اللكي ومن قال إن هاروت وماروت ها اللكان اللذان ذكر ال جل ثناؤه ف قوله ‪ :‬ببابل‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال ‪ :‬حدثنا معاذ بن هشام قال ‪ :‬حدثن أب عن قتادة قال ‪ :‬حدثنا أبو شعبة العدوي ف جنازة يونس بن جبي أب غلب عن ابن عباس قال ‪ :‬إن ال أفرج السماء‬
‫للئكته ينظرون إل أعمال بن آدم فلما أبصروهم يعملون الطايا قالوا ‪ :‬يا رب هؤلء بنو آدم الذي خلقته بيدك وأسجدت له ملئكتك وعلمته أساء كل شيء يعملون بالطايا قال ‪ :‬أما‬
‫إنكم لو كنتم مكانم لعملتم مثل أعمالم قالوا ‪ :‬سبحانك ما كان ينبغي لنا قال ‪ :‬فأمروا أن يتاروا من يهبط إل الرض قال ‪ :‬فاختاروا هارون وماروت فاهبطا إل الرض وأحل لما ما فيها‬
‫من شيء غي أن ل يشركا بال شيئا ول يسرقا ول يزنيا ول يشربا المر ول يقتل النفس الت حرم ال إل بالق قال ‪ :‬فما استمرا حت عرض لما امرأة قد قسم لا نصف السن يقال لا‬
‫بيذخت فلما أبصراها أرادا با زنا فقالت ‪ :‬ل إل أن تشركا بال وتشربا المر وتقتل النفس وتسجدا لذا الصنم فقال ‪ :‬ما كنا لنشرك بال شيئا فقال أحدها للخر ‪ :‬ارجع إليها فقالت ‪ :‬ل‬
‫إل أن تشربا المر فشربا حت ثل ودخل عليهما سائل فقتله فلما وقعا فيه من الشر أفرج ال السماء للئكته فقالوا ‪ :‬سبحانك كنت أعلم قال ‪ :‬فأوحى ال إل سليمان بن داود أن ييها‬
‫بي عذاب الدنيا وعذاب الخرة فاختارا عذاب الدنيا فكبل من أكعبهما إل أعناقهما بثل أعناق البخت وجعل ببابل‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثنا الجاج بن النهال قال ‪ :‬حدثنا حجاج عن علي بن زيد عن أب عثمان النهدي عن ابن مسعود وابن عباس أنما قال ‪ :‬لا كثر بنو آدم وعصوا دعت اللئكة عليهم‬
‫والرض والسماء والبال ‪ :‬ربنا أل تلكهم ؟ فأوحى ال إل اللئكة ‪ :‬إن لو أنزلت الشهوة والشيطان من قلوبكم ونزلتم لفعلتم أيضا قال ‪ :‬فحدثوا أنفسهم أن لو ابتلوا اعتصموا فأوحى ال‬
‫إليهم أن اختاروا ملكي من أفضلكم فاختاروا هاروت وماروت فاهبطا إل الرض وأنزلت الزهرة إليهما ف صورة امرأة من أهل فارس وكان أهل فارس يسمونا بيذخت قال ‪ :‬فوقعا‬
‫بالطيئة فكانت اللئكة يستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحة وعلما فاغفر للذين تابوا فلما وقعا بالطيئة استغفروا لن ف الرض ‪ :‬أل إن ال هو الغفور الرحيم فخيا بي‬
‫عذاب الدنيا وعذاب الخرة فاختارا عذاب الدنيا‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثن الجاج قال ‪ :‬حدثنا حاد عن خالد الذاء عن عمرو بن سعيد قال سعت عليا يقول ‪ :‬كانت الزهرة امرأة جيلة من أهل فارس وإنا خاصمت إل اللكي هاروت‬
‫وماروت فراوداها عن نفسها فأبت إل أن يعلماها الكلم الذي إذا تكلم به يعرج به إل السماء فعلماها فتكلمت فعرجت إل السماء فمسخت كوكبا‬
‫حدثنا ممد بن بشار وممد بن الثن قال ‪ :‬حدثنا مؤمل بن إساعيل وحدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق جيعا عن الثوري عن ممد بن عقبة عن سال عن ابن عمر عن كعب قال‬
‫‪ :‬ذكرت اللئكة أعمال بن آدم وما يأتون من الذنوب فقيل لم ‪ :‬اختاروا منكم اثني وقال السن بن يي ف حديثه ‪ :‬اختاروا ملكي فاختاروا هاروت وماروت فقيل لما ‪ :‬إن أرسل إل‬
‫بن آدم رسل وليس بين وبينكم رسول انزل ل تشركا ب شيئا ول تزنيا ول تشربا المر قال كعب ‪ :‬فوال ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه إل الرض حت استكمل جيع ما نيا عنه‬
‫وقال السن بن يي ف حديثه ‪ :‬فما استكمل يومهما الذي أنزل فيه حت عمل ما حرم ال عليهما‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثنا معلى بن أسد قال ‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن الختار عن موسى بن عقبة قال ‪ :‬حدثن سال أنه سع عبد ال يدث عن كعب الحبار أنه حدث أن اللئكة أنكروا أعمال‬
‫بن آدم وما يأتون ف الرض من العاصي فقال ال لم ‪ :‬إنكم لو كنتم مكانم أتيتم ما يأتون من الذنوب فاختاروا منكم ملكي فاختاروا هاروت وماروت فقال ال لما ‪ :‬إن أرسل رسلي إل‬
‫الناس وليس بين وبينكما رسول انزل إل الرض ول تشركا ب شيئا ول تزنيا فقال كعب ‪ :‬والذي نفس كعب بيده ما استكمل يومهما الذي نزل فيه حت أتيا ما حرم ال عليهما‬
‫حدثن موسى بن هارون قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬أنه كان من أمر هاروت وماروت أنما طعنا على أهل الرض ف أحكامهم فقيل لما ‪ :‬إن أعطيت ابن آدم‬
‫عشرا من الشهوات فبها يعصونن قال هاروت وماروت ‪ :‬ربنا لو أعطيتنا تلك الشهوات ث نزلنا لكمنا بالعدل فقال لما ‪ :‬انزل فقد أعطيتكما تلك الشهوات العشر فاحكما بي الناس فنل‬
‫ببابل دنباوند فكانا يكمان حت إذا أمسيا عرجا فإذا أصبحا هبطا فلم يزال كذلك حت أتتهما امرأة تاصم زوجها فأعجبهما حسنها واسها بالعربية الزهرة وبالنبطية بيذخت واسها بالفارسية‬
‫أناهيذ فقال أحدها لصاحبه ‪ :‬إنا لتعجبن فقال الخر ‪ :‬قد أردت أن أذكر لك فاستحييت منك فقال الخر ‪ :‬هل لك أن أذكرها لنفسها ؟ قال ‪ :‬نعم ولكن كيف لنا بعذاب ال ؟ قال الخر‬
‫‪ :‬إنا نرجو رحة ال فلما جاءت تاصم زوجها ذكرا إليها نفسها فقالت ‪ :‬ل حت تقضيا ل على زوجي فقضيا لا على زوجها ث واعدتما خربة من الرب يأتيانا فيها فأتياها لذلك فلما أراد‬
‫الذي يواقعها قالت ‪ :‬ما أنا بالذي أفعل حت تبان بأي كلم تصعدان إل السماء ؟ وبأي كلم تنلن منها ؟ فأخباها فتكلمت فصعدت فأنساها ال ما تنل به فبقيت مكانا وجعلها ال‬
‫كوكبا فكان عبد ال بن عمر كلما رآها لعنها وقال ‪ :‬هذه الت فتنت هاروت وماروت فلما كان الليل أرادا أن يصعدا فلم يستطيعا فعرفا اللك فخيا بي عذاب الدنيا والخرة فاختارا‬
‫عذاب الدنيا من عذاب الخرة فعلقا ببال فجعل يكلمان الناس كلمهما وهو السحر‬
‫حدثن الثن بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا إسحاق قال ‪ :‬حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قال ‪ :‬لا وقع الناس من بعد آدم فيما وقعوا فيه من العاصي والكفر بال قالت اللئكة ف السماء ‪:‬‬
‫أي رب هذا العال إنا خلقتهم لعبادتك وطاعتك وقد ركبوا الكفر وقتل النفس الرام وأكل الال الرام والسرقة والزنا وشرب المر فجعلوا يدعون عليهم ول يعذرونم فقيل لم ‪ :‬إنم ف‬
‫غيب فلم يعذروهم فقيل لم ‪ :‬اختاروا منكم ملكي آمرها بأمري وأناها عن معصيت فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إل الرض وجعل بما شهوات بن آدم وأمرا أن يعبدا ال ول‬
‫يشركا به شيئا ونيا عن قتل النفس الرام وأكل الال الرام والسرقة والزنا وشرب المر فلبثا على ذلك ف الرض زمانا يكمان بي الناس بالق وذلك ف زمان إدريس وف ذلك الزمان‬
‫امرأة حسنها ف سائر الناس كحسن الزهرة ف سائر الكواكب وإنا أتت عليهما فخضعا لا بالقول وأراداها على نفسها وإنا أبت إل أن يكونا على أمرها ودينها وإنما سألها عن دينها الت‬
‫هي عليه فأخرجت لما صنما وقالت ‪ :‬هذا أعبد فقال ‪ :‬ل حاجة لنا ف عبادة هذا فذهبا فصبا ما شاء ال ث أتيا عليها فخضعا لا بالقول وأراداها على نفسها فقالت ‪ :‬ل إل أن تكونا على‬
‫ما أنا عليه فقال ‪ :‬ل حاجة لنا ف عبادة هذا فلما رأت أنما أبيا أن يعبدا الصنم قالت لما ‪ :‬اختارا إحدى اللل الثلث ‪ :‬إما أن تعبدا الصنم أو تقتل النفس أو تشربا المر فقال ‪ :‬كل هذا‬
‫ل ينبغي وأهون الثلثة شرب المر فسقتهما المر حت إذا أخذت المر فيهما وقعا با فمر بما إنسان وها ف ذلك فخشيا أن يفشي عليهما فقتله فلما أن ذهب عنهما السكر عرفا ما‬
‫وقعا فيه من الطيئة وأرادا أن يصعدا إل السماء فلم يستطيعا فحيل بينهما وبي ذلك وكشف الغطاء بينهما وبي أهل السماء فنظرت اللئكة إل ما وقعا فيه من الذنب فعجبوا كل العجب‬
‫وعلموا أن من كان ف غيب فهو أقل غشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لن ف الرض وإنما لا وقعا فيما وقعا فيه من الطيئة قيل لما ‪ :‬اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الخرة فقال ‪ :‬أما‬
‫عذاب الدنيا فإنه ينقطع وأما عذاب الخرة فل انقطاع له فاختارا عذاب الدنيا فجعل ببابل فهما يعذبان‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صال عن نافع قال ‪ :‬سافرت مع ابن عمر فلما كان من آخر الليل قال ‪ :‬يا نافع انظر طلعت المراء قالا مرتي‬
‫أو ثلثا ث قلت ‪ :‬قد طلعت قال ‪ :‬ل مرحبا ول أهل قلت ‪ :‬سبحان ال نم مسخر سامع مطيع ؟ قال ‪ :‬ما قلت لك إل ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال ‪ :‬قال ل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن اللئكة قالت ‪ :‬يا رب كيف صبك على بن آدم ف الطايا والذنوب ؟ قال ‪ :‬إن ابتليتهم وعافيتكم قالوا ‪ :‬لو كنا مكانم ما عصيناك قال ‪ :‬فاختاروا ملكي‬
‫منكم قال ‪ :‬فلم يألوا أن يتاروا فاختاروا هاروت وماروت‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثنا أبو حذيفة قال ‪ :‬حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ :‬وأما شأن هاروت وماروت فإن اللئكة عجبت من ظلم بن آدم وقد جاءتم الرسل والكتب والبينات‬
‫فقال لم ربم ‪ :‬اختاروا منكم ملكي أنزلما يكمان ف الرض بي بن آدم فاختاروا هاروت وماروت فقال لما حي أنزلما ‪ :‬عجبتما من بن آدم ومن ظلمهم ومعصيتهم وإنا تأتيهم الرسل‬
‫والكتب من وراء وراء وأنتما ليس بين وبينكما رسول فافعل كذا وكذا ودعا كذا وكذا فأمرها بأمر وناها ث نزل على ذلك ليس أحد ل أطوع منهما فحكما فعدل فكانا يكمان النهار‬
‫بي بن آدم فإذا أمسيا عرجا وكانا مع اللئكة وينلن حي يصبحان فيحكمان فيعدلن حت أنزلت عليهما الزهرة ف أحسن صورة امرأة تاصم فقضيا عليها فلما قامت وجد كل واحد‬
‫منهما ف نفسه فقال أحدها لصاحبه ‪ :‬وجدت مثل ما وجدت ؟ قال ‪ :‬نعم فبعثا إليها أن ائتينا نقض لك فلما رجعت قال لا وقضيا لا ‪ :‬ائتينا فأتتهما فكشفا لا عن عورتما وإنا كانت‬
‫شهوتما ف أنفسهما ول يكونا كبن آدم ف شهوة النساء ولذتا فلما بلغا ذلك واستحله وافتتنا طارت الزهرة فرجعت حيث كانت فلما أمسيا عرجا فردا ول يؤذن لما ول تملهما‬
‫أجنحتهما فاستغاثا برجل من بن آدم فأتياه فقال ‪ :‬ادع لنا ربك فقال ‪ :‬كيف يشفع أهل الرض لهل السماء ؟ قال ‪ :‬سعنا ربك يذكرك بي ف السماء فوعدها يوما وغدا يدعو لما فدعا‬
‫لما فاستجيب له فخيا بي عذاب الدنيا وعذاب الخرة فنظر أحدها إل صاحبه فقال ‪ :‬نعلم أن أنواع عذاب ال ف الخرة كذا وكذا ف اللد ومع الدنيا سبع مرات مثلها فامرا أن ينل‬
‫ببابل فثم عذابما وزعم أنما معلقان ف الديد مطويان يصفقان بأجنحتهما‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وحكي عن بعض القراء أنه كان يقرأ ‪ :‬وما أنزل على اللكي يعن به رجلي من بن آدم وقد دللنا على خطأ القراءة بذلك من جهة الستدلل فأما من جهة النقل فإجاع‬
‫الجة على خطأ القراءة با من الصحابة والتابعي وقراء المصار وكفى بذلك شاهدا على خطئها وأما قوله ببابل فإنه اسم قرية أو موضع من مواضع الرض وقد اختلف أهل التأويل فيها‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬إنا بابل دنباوند‬
‫حدثن بذلك موسى قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي‬
‫‪ :‬وقال بعضهم ‪ :‬بل ذلك بابل العراق ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج عن ابن أب الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ف قصة ذكرتا عن امرأة قدمت الدينة فذكرت أنا صارت ف العراق ببابل‬
‫فأتت با هاروت وماروت فتعلمت منهما السحر‬
‫واختلف ف معن السحر فقال بعضهم ‪ :‬هو خدع وماريق ومعان يفعلها الساحر حت ييل إل السحور الشيء أنه بلف ما هو به نظي الذي يرى السراب من بعيد فيخيل إليه أنه ماء ويرى‬
‫الشيء من بعيد فيثبته بلف ما هو على حقيقته وكراكب السفينة السائرة سيا حثيثا ييل إليه أن ما عاين من الشجار والبال سائر معه قالوا ‪ :‬فكذلك السحور ذلك صفته يسب بعد‬
‫‪ :‬الذي وصل إليه من سحر الساحر أن الذي يراه أو يفعله بلف الذي هو به على حقيقته كالذي‬
‫حدثن أحد بن الوليد وسفيان بن وكيع قال ‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم لا سحر كان ييل إليه أنه يفعل الشيء ول يفعله‬
‫حدثنا ابن وكيع قال ‪ :‬اثنا ابن ني عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ‪ :‬سحر رسول ال صلى ال عليه وسلم يهودي من يهود بن زريق يقال له لبيد بن العصم حت كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ييل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬أخبن يونس عن ابن شهاب قال ‪ :‬كان عروة بن الزبي وسعيد بن السيب يدثان ‪ :‬أن يهود بن زريق عقدوا عقد سحر لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فجعلوها ف بئر حزم حت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ينكر بصره ودله ال على ما صنعوا فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بئر حزم الت فيها العقد فانتزعها فكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬سحرتن يهود بن زريق‬
‫وأنكر قائل هذه القالة أن يكون الساحر يقدر بسحره على قلب شيء عن حقيقته واستسخار شيء من خلق ال إل نظي الذي يقدر عليه من ذلك سائر بن آدم أو إنشاء شيء من الجسام‬
‫سوى الخاريق والدع التخيلة لبصار الناظرين بلف حقائقها الت وصفنا وقالوا ‪ :‬لو كان ف وسع السحرة إنشاء الجسام وقلب لقائق العيان عما هي به من اليئات ل يكن بي الق‬
‫والباطل فصل ولاز أن تكون جيع الحسوسات ما سحرته السحرة فقلبت أعيانا قالوا ‪ :‬وف وصف ال جل وعز سحرة فرعون بقوله ‪ :‬فإذا حبالم وعصيهم ييل إليه من سحرهم أنا تسعى‬
‫وف خب عائشة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه كان إذ سحر ييل إليه أنه يفعل الشيء ول يفعله أوضح الدللة على بطول دعوى الدعي ‪ :‬أن الساحر ينشىء أعيان الشياء بسحره‬
‫ويستسخر ما يتعذر استسخاره على غيه من بن آدم كالوات والماد واليوان وصحة ما قلنا‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬قد يقدر الساحر بسحره أن يول النسان حارا وأن يسحر النسان والمار وينشىء أعيانا وأجساما واعتلوا ف ذلك با‬
‫حدثنا به الربيع بن سليمان قال ‪ :‬حدثنا ابن وهب قال ‪ :‬أخبنا ابن أب الزناد قال ‪ :‬حدثن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النب صلى ال عليه وسلم أنا قالت ‪ :‬قدمت علي امرأة‬
‫من أهل دومة الندل جاءت تبتغي رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر ول تعمل به قالت عائشة لعروة ‪ :‬يا ابن أخت فرأيتها تبكي‬
‫حي ل تد رسول ال صلى ال عليه وسلم فيشفيها كانت تبكي حت إن لرحها وتقول ‪ :‬إن لخاف أن أكون قد هلكت كان ل زوج فغاب عن فدخلت علي عجوز فشكوت ذلك إليها‬
‫فقالت ‪ :‬إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك فلما كان الليل جاءتن بكلبي أسودين فركبت أحدها وركبت الخر فلم يكن كشيء حت وقفنا ببابل فإذا برجلي معلقي بأرجلهما فقال ‪ :‬ما‬
‫جاء بك ؟ فقلت ‪ :‬أتعلم السحر ؟ فقال ‪ :‬إما نن فتنة فل تكفري وارجعي فأبيت وقلت ‪ :‬ل فقال ‪ :‬اذهب إل ذلك التنور فبول فيه فذهبت ففزعت فلم أفعل فرجعت إليهما فقال ‪:‬‬
‫أفعلت ؟ قلت ‪ :‬نعم فقال ‪ :‬فهل رأيت شيئا ؟ قلت ‪ :‬ل أر شيئا فقال ل ‪ :‬ل تفعلي ارجعي إل بلدك ول تكفري فأبيت فقال ‪ :‬اذهب إل ذلك التنور فبول فيه فذهبت فاقشعررت وخفت ث‬
‫رجعت إليهما فقلت ‪ :‬قد فعلت فقال ‪ :‬فما رأيت ؟ فقلت ‪ :‬ل أر شيئا فقال ‪ :‬كذبت ل تفعلي ارجعي إل بلدك ول تكفري فإنك على رأس أمرك فأبيت فقال ‪ :‬اذهب إل ذلك التنور فبول‬
‫فيه فذهبت إليه فبلت فيه فرأيت فارسا متقنعا بديد خرج من حت ذهب ف السماء وغاب عن حت ما أراه فجئتهما فقلت ‪ :‬قد فعلت فقال ‪ :‬ما رأيت ؟ فقلت ‪ :‬فارسا متقنعا خرج من‬
‫فذهب ف السماء حت ما أراه فقال ‪ :‬صدقت ذلك إيانك خرج منك اذهب فقلت للمرأة ‪ :‬وال ما أعلم شيئا وما قال ل شيئا فقالت ‪ :‬بلى لن تريدي شيئا إل كان خذي هذا القمح فابذري‬
‫فبذرت فقلت ‪ :‬أطلعي فأطلعت وقلت ‪ :‬أحقلي فأحقلت ث قلت ‪ :‬أفركي فأفركت ث قلت ‪ :‬أيبسي فأيبست ث قلت ‪ :‬أطحن فأطحنت ث قلت ‪ :‬أخبزي فأخبزت فلما رأيت أن ل أريد شيئا‬
‫إل كان سقط ف يدي وندمت وال يا أم الؤمني وال ما فعلت شيئا قط ول أفعله أبدا‬
‫قال أهل هذه القالة با وصفنا واعتلوا با ذكرنا وقالوا ‪ :‬لول أن الساحر يقدر على فعل ما ادعى أنه يقدر على فعله ما قدر أن يفرق بي الرء وزوجه قالوا ‪ :‬وقد أخب ال تعال ذكره عنهم‬
‫أنم يتعلمون من اللكي ما يفرقون به بي الرء وزوجه وذلك لو كان على غي القيقة وكان على وجه التخييل والسبان ل يكن تفريقا على صحة وقد أخب ال تعال ذكره عنهم أنم يفرقون‬
‫على صحة وقال آخرون ‪ :‬بل السحر أخذ بالعي‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال { ‪ :‬وما يعلمان من أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر‬
‫‪ :‬وتأويل ذلك ‪ :‬وما يعلم اللكان أحدا من الناس الذي أنزل عليهما من التفريق بي الرء وزوجه حت يقول له ‪ :‬إنا نن بلء وفتنة لبن آدم فل تكفر بربك كما‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬إذا أتاها يعن هاروت وماروت إنسان يريد السحر وعظاه وقال له ‪ :‬ل تكفر إنا نن فتنة فإن أب قال له ‪ :‬ائت هذا‬
‫الرماد فبل عليه فإذا بال عليه خرج منه نور يسطع حت يدخل السماء وذلك اليان وقيل شيء أسود كهيئة الدخان حت يدخل ف مسامعه وكل شيء منه فلذلك غضب ال فإذا أخبها‬
‫بذلك علماه السحر فذلك قول ال ‪ :‬وما يعلمان من أحد حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر الية‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد عن سعيد عن قتادة والسن ‪ :‬حت يقول إنا نن فتنة فل تكفر قال ‪ :‬أخذ عليهما أن ل يعلما أحدا حت يقول ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر قال ‪ :‬قال قتادة ‪ :‬كانا يعلمان الناس السحر فأخذ عليهما أن ل يعلما أحدا حت يقول ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثنا أبو سفيان عن معمر قال ‪ :‬قال غي قتادة ‪ :‬أخذ عليهما أن ل يعلما أحدا حت يتقدما إليه فيقول ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر‬
‫حدثنا ابن بشار قال ‪ :‬حدثنا يي بن سعيد عن عوف عن السن قال ‪ :‬أخذ عليهما أن يقول ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬أخذ اليثاق عليهما أن ل يعلما أحدا حت يقول ‪ :‬إنا نن فتنة فل تكفر ل يترىء على السحر إل كافر وأما‬
‫الفتنة ف هذا الوضع فإن معناها الختبار والبتلء من ذلك قول الشاعر‬
‫وقد فت الناس ف دينهموخلى ابن عفان شرا طويل‬
‫‪ :‬ومنه قوله ‪ :‬فتنت الذهب ف النار ‪ :‬إذا امتحنتها لتعرف جودتا من رداءتا أفتنه فتنة وفتونا كما‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة إنا نن فتنة أي بلء‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال { ‪ :‬فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وقوله جل ثناؤه ‪ :‬فيتعلمون منهما خب مبتدأ عن التعلمي من اللكي ما أنزل عليهما وليس بواب لقوله ‪ :‬وما يعلمان من أحد بل هو خب مستأنف ولذلك رفع فقيل ‪:‬‬
‫فيتعلمون‬
‫فمعن الكلم إذا ‪ :‬وما يعلمان من أحد حت يقول ‪ :‬إنا نن فتنة فيأبون قبول ذلك منهما فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه‬
‫وقد قيل ‪ :‬إن قوله ‪ :‬فيتعلمون خب عن اليهود معطوف على قوله ‪ :‬ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت فيتعلمون منهما ما يفرقون به‬
‫بي الرء وزوجه وجعلوا ذلك من الؤخر الذي معناه التقدي‬
‫والذي قلنا أشبه بتأويل الية لن إلاق ذلك بالذي يليه من الكلم ما كان للتأويل وجه صحيح أول من إلاقه با قد حيل بينه وبينه من معترض الكلم والاء واليم واللف من قوله ‪ :‬منهما‬
‫من ذكر اللكي ومعن ذلك ‪ :‬فيتعلم الناس من اللكي الذي يفرقون به بي الرء وزوجه وما الت مع يفرقون بعن الذي وقيل معن ذلك ‪ :‬السحر الذي يفرقون به وقيل ‪ :‬هو معن غي‬
‫السحر وقد ذكرنا اختلفهم ف ذلك فيما مضى قبل وأما الرء فإنه بعن رجل من أساء بن آدم والنثى منه الرأة يوحد ويثن ول تمع ثلثته على صورته يقال منه ‪ :‬هذا امرؤ صال وهذان‬
‫امرآن صالان ول يقال ‪ :‬هؤلء امرءو صدق ولكن يقال ‪ :‬هؤلء رجال صدق وقوم صدق وكذلك الرأة توحد وتثن ول تمع على صورتا يقال ‪ :‬هذه امرأة وهاتان امرأتان ول يقال ‪:‬‬
‫هؤلء امرآت ولكن هؤلء نسوة‬
‫وأما الزوج فإن أهل الجاز يقولون لمرأة الرجل ‪ :‬هي زوجه بنلة الزوج الذكر ومن ذلك قول ال تعال ذكره ‪ :‬أمسك عليك زوجك وتيم وكثي من قيس وأهل ند يقولون ‪ :‬هي زوجته‬
‫‪ :‬كما قال الشاعر‬
‫وإن الذي يشي يرش زوجتيكماش إل أسد الشرى يستبيلها‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وكيف يفرق الساحر بي الرء وزوجه ؟ قيل ‪ :‬قد دللنا فيما مضى على أن معن السحر تييل الشيء إل الرء بلف ما هو به ف عينه وحقيقته با فيه الكفاية لن وفق لفهمه‬
‫فإن كان ذلك صحيحا بالذي استشهدنا عليه فتفريقه بي الرء وزوجه تييله بسحره إل كل واحد منهما شخص الخر على خلف ما هو به ف حقيقته من حسن وجال حت يقبحه عنده‬
‫فينصرف بوجهه ويعرض عنه حت يدث الزوج لمرأته فراقا فيكون الساحر مفرقا بينهما بإحداثه السبب الذين كان منه فرقة ما بينهما وقد دللنا ف غي موضع من كتابنا هذا على أن العرب‬
‫تضيف الشيء إل مسببه من أجل تسببه وإن ل يكن باشر فعل ما حدث عن السبب با أغن عن إعادته ف هذا الوضع فكذلك تفريق الساحر بسحره بي الرء وزوجه وبنحو الذي قلنا ف‬
‫‪ :‬ذلك قاله عدد من أهل التأويل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة ‪ :‬فيتعلمون منهما ما يفرقون به بي الرء وزوجه وتفريقهما أن يؤخذ كل واحد منهما عن صاحبه ويبغض كل‬
‫واحد منهما إل صاحبه‬
‫وأما الذين أبوا أن يكون اللكان يعلمان الناس التفريق بي الرء وزوجه فإنم وجهوا تأويل قوله ‪ :‬فيتعلمون منهما إل فيتعلمون مكان ما علماهم ما يفرقون به بي الرء وزوجه كقول القائل ‪:‬‬
‫‪ :‬ليت لنا كذا من كذا أي مكان كذا كما قال الشاعر‬
‫جعت من اليات وطبا وعلبةوصرا لخلف الزمة البزل‬
‫ومن كل أخلق الكرام نيمة‬
‫وسعيا على الار الجاور بالنجل‬
‫‪ :‬يريد بقوله ‪ :‬جعت من اليات مكان خيات الدنيا هذه الخلق الرديئة والفعال الدنيئة ومنه قول الخر‬
‫صلدت صفاتك أن تلي حيودهاوورثت من سلف الكرام عقوقا‬
‫يعن ورثت مكان سلف الكرام عقوقا من والديك‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال‬
‫يعن بقوله جل ثناؤه ‪ :‬وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال وما التعلمون من اللكي هاروت وماروت ما يفرقون به بي الرء وزوجه بضارين بالذي تعلموه منهما من العن الذي يفرقون‬
‫به بي الرء وزوجه من أحد من الناس إل من قد قضى ال عليه أن ذلك يضره فأما من دفع ال عنه ضره وحفظه من مكروه السحر والنفث والرقى فإن ذلك غي ضاره ول نائله أذاه‬
‫وللذن ف كلم العرب أوجه ‪ :‬منها المر على غي وجه اللزام وغي جائز أن يكون منه قوله ‪ :‬وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال لن ال جل ثناؤه قد حرم التفريق بي الرء وحليلته‬
‫بغي سحر فكيف به على وجه السحر على لسان المة ومنها التخلية بي الأذون له والخل بينه وبينه ومنها العلم بالشيء يقال منه ‪ :‬قد أذنت بذا المر إذا علمت به آذن به إذنا ومنه قول‬
‫‪ :‬الطيئة‬
‫أل يا هند إن جددت وصلوإل فأذنين بانصرام‬
‫يعن فأعلمين ومنه قوله جل ثناؤه ‪ :‬فأذنوا برب من ال وهذا هو معن الية كأنه قال جل ثناؤه ‪ :‬وما هم بضارين بالذي تعلموا من اللكي من أحد إل بعلم ال يعن بالذي سبق له ف علم‬
‫‪ :‬ال أنه يضره كما‬
‫حدثن الثن بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا سويد بن نصر قال ‪ :‬أخبنا ابن البارك عن سفيان ف قوله ‪ :‬وما هم بضارين به من أحد إل بإذن ال قال ‪ :‬بقضاء ال‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم‬
‫يعن بذلك جل ثناؤه ‪ :‬ويتعلمون أي الناس الذين يتعلمون من اللكي ما أنزل عليهما من العن الذي يفرقون به بي الرء وزوجه يتعلمون منهما السحر الذي يضرهم ف دينهم ول ينفعهم ف‬
‫معادهم فأما ف العاجل ف الدنيا فإنم قد كانوا يكسبون به ويصيبون به معاشا‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال { ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق‬
‫يعن بقوله جل ثناؤه ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ماله ف الخرة من خلق الفريق الذين لا جاءهم رسول من عند ال مصدق لا معهم نبذوا كتاب ال وراء ظهورهم كأنم ل يعلمون واتبعوا ما‬
‫تتلوا الشياطي على ملك سليمان فقال جل ثناؤه ‪ :‬لقد علم النابذون من يهود بن إسرائيل كتاب وراء ظهورهم تاهل منهم التاركون العمل با فيه من اتباعك يا ممد واتباع ما جئت به بعد‬
‫إنزال إليك كتاب مصدقا لا معهم وبعد إرسالك إليهم بالقرار با معهم وما ف أيديهم الؤثرون عليه اتباع السحر الذي تلته الشياطي على عهد سليمان والذي أنزل على اللكي ببابل‬
‫‪ :‬هاروت وماروت لن اشترى السحر بكتاب الذي أنزلته على رسول فآثره عليه ماله ف الخرة من خلق كما‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال ‪ :‬حدثنا يزيد بن زريع قال ‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ماله ف الخرة من خلق يقول ‪ :‬قد علم ذلك أهل الكتاب ف عهد ال إليهم أن الساحر‬
‫ل خلق له عند ال يوم القيامة‬
‫حدثنا موسى قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ماله ف الخرة من خلق يعن اليهود يقول ‪ :‬لقد علمت اليهود أن من تعلمه أو اختاره ما له ف‬
‫الخرة من خلق‬
‫وحدثن الثن قال ‪ :‬حدثنا أبو حذيفة قال ‪ :‬حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ماله ف الخرة من خلق لن اشترى ما يفرق به بي الرء وزوجه‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال ‪ :‬قال ابن زيد ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق قال ‪ :‬قد علمت يهود أن ف كتاب ال ف التوراة أن من اشترى السحر وترك دين‬
‫ال ما له ف الخرة من خلق فالنار مثواه ومأواه‬
‫وأما قوله ‪ :‬لن اشتراه فإن من ف موضع رفع وليس قوله ‪ :‬ولقد علموا بعامل فيها لن قوله ‪ :‬علموا بعن اليمي فلذلك كانت ف موضع رفع لن الكلم بعن ‪ :‬وال لن اشترى السحر ما له‬
‫ف الخرة من خلق ولكون قوله ‪ :‬قد علموا بعن اليمي حققت بلم اليمي فقيل ‪ :‬لن اشتراه كما يقال ‪ :‬أقسم لن قام خي من قعد وكما يقال ‪ :‬قد علمت لعمرو خي من أبيك وأما من‬
‫فهو حرف جزاء وإنا قيل اشتراه ول يقل يشتروه لدخول لم القسم على من ومن شأن العرب إذا أحدثت على حرف الزاء لم القسم أن ل ينطقوا ف الفعل معه إل بفعل دون يفعل إل‬
‫‪ :‬قليل كراهية أن يدثوا على الزاء حادثا وهو مزوم كما قال ال جل ثناؤه ‪ :‬لئن أخرجوا ل يرجون معهم وقد يوز إظهار فعله بعده على يفعل مزوما كما قال الشاعر‬
‫لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكمليعلم رب أن بيت واسع‬
‫‪ :‬واختلف أهل التأويل ف تأويل قوله ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق فقال بعضهم ‪ :‬اللق ف هذا الوضع ‪ :‬النصيب ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن الثن بن إبراهيم قال ‪ :‬حدثنا أبو حذيفة قال ‪ :‬حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق يقول ‪ :‬من نصيب‬
‫حدثن موسى بن هارون قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق من نصيب‬
‫حدثن الثن قال ‪ :‬حدثن إسحاق قال ‪ :‬حدثنا وكيع قال سفيان ‪ :‬سعنا ف ‪ :‬وما له ف الخرة من خلق أنه ما له ف الخرة من نصيب‬
‫‪ :‬وقال بعضهم ‪ :‬اللق ههنا ‪ :‬الجة ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر عن قتادة ‪ :‬وما له ف الخرة من خلق قال ‪ :‬ليس له ف الخرة حجة‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬اللق ‪ :‬الدين ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال ‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال ‪ :‬أخبنا معمر قال ‪ :‬قال السن ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق قال ‪ :‬ليس له دين‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬اللق ههنا ‪ :‬القوام ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال ‪ :‬حدثنا السي قال ‪ :‬حدثن حجاج قال ‪ :‬قال ابن جريج ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق قال ‪ :‬قوام‬
‫وأول هذه القوال بالصواب قول من قال ‪ :‬معن اللق ف هذا الوضع ‪ :‬النصيب وذلك أن ذلك معناه ف كلم العرب ومنه قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ليؤيدن ال هذا الدين بأقوام ل‬
‫‪ :‬خلق لم يعن ل نصيب لم ول حظ ف السلم والدين ومنه قول أمية بن أب الصلت‬
‫يدعون بالويل فيها ل خلق لمإل سرابيل من قطر وأغلل‬
‫يعن بذلك ‪ :‬ل نصيب لم ول حظ إل السرابيل والغلل‬
‫فكذل قوله ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق ما له ف الدار الخرة حظ من النة من أجل أنه ل يكن له إيان ول دين ول عمل صال يازي به ف النة ويثاب عليه فيكون له حظ ونصيب من‬
‫النة وإنا قال جل ثناؤه ‪ :‬ما له ف الخرة من خلق فوصفه بأنه ل نصيب له ف الخرة وهو يعن به ل نصيب له من جزاء وثواب وجنة دون نصيبه من النار إذ كان قد دل ذمه جل ثناؤه‬
‫أفعالم الت نفى من أجلها أن يكون لم ف الخرة نصيب على مراده من الي وأنه إنا يعن بذلك أنه ل نصيب لم فيها من اليات وأما من الشرور فإن لم فيها نصيبا‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال { ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر رحه ال ‪ :‬قد دللنا فيما مضى قبل على أن معن شروا ‪ :‬باعوا فمعن الكلم إذا ‪ :‬ولبئس ما باع به نفسه من تعلم السحر لو كان يعلم سوء عاقبته كما‬
‫حدثن موسى قال ‪ :‬حدثنا عمرو قال ‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬ولبئس ما شروا به أنفسهم يقول ‪ :‬بئس ما باعوا به أنفسهم‬
‫فإن قال لنا قائل ‪ :‬وكيف قال جل ثناؤه ‪ :‬ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون وقد قال قبل ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق فكيف يكونون عالي بأن من تعلم‬
‫السحر فل خلق لم وهم يهلون أنم بئس ما شروا بالسحر أنفسهم ؟ قيل ‪ :‬إن معن ذلك على غي الوجه الذي توهته من أنم موصوفون بالهل با هم موصوفون بالعلم به ولكن ذلك‬
‫من الؤخر الذي معناه التقدي وإنا معن الكلم ‪ :‬وما هم ضارون به من أحد إل بإذن ال ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ولقد علموا لن اشتراه‬
‫ما له ف الخرة من خلق فقوله ‪ :‬لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذم من ال تعال ذكره فعل التعلمي من اللكي التفريق بي الرء وزوجه وخب منه جل ثناؤه عنهم أنم بئس ما‬
‫شروا به أنفسهم برضاهم بالسحر عوضا عن دينهم الذي به ناة أنفسهم من اللكة جهل منهم بسوء عاقبة فعلهم وخسارة صفقة بيعهم إذ كان قد يتعلم ذلك منهما من ل يعرف ال ول‬
‫يعرف حلله وحرامه وأمره ونيه ث عاد إل الفريق الذين أخب ال عنهم أنم نبذوا كتابه وراء ظهورهم كأنم ل يعلمون ‪ :‬واتبعوا ما تتلو الشياطي على ملك سليمان وما أنزل على اللكي‬
‫فأخب عنهم أنم قد علموا أن من اشترى السحر ما له ف الخرة من خلق ووصفهم بأنم يركبون معاصي ال على علم منهم با ويكفرون بال ورسله ويؤثرون اتباع الشياطي والعمل با‬
‫أحدثته من السحر على العمل بكتابه ووحيه وتنيله عنادا منهم وبغيا على رسله وتعديا منهم لدوده على معرفة منهم با لن فعل ذلك عند ال من العقاب والعذاب فذلك تأويل قوله‬
‫وقد زعم بعض الزاعمي أن قوله ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق يعن به الشياطي وأن قوله ‪ :‬لو كانوا يعلمون يعن به الناس وذلك قول لميع أهل التأويل مالف وذلك‬
‫أنم ممعون على أن قوله ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه معن به اليهود دون الشياطي ث هو مع ذلك خلف ما دل عليه التنيل لن اليات قبل قوله ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه وبعد قوله ‪ :‬لو‬
‫كانوا يعلمون جاءت من ال بذم اليهود وتوبيخهم على ضللم وذما لم على نبذهم وحي ال وآيات كتابه وراء ظهورهم مع علمهم بطأ فعلهم فقوله ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ما له ف‬
‫الخرة من خلق أحد تلك الخبار عنهم‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬إن الذين وصف ال جل ثناؤه بقوله ‪ :‬ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون فنفى عنهم العلم هم الذين وصفهم ال بقوله ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من‬
‫خلق وإنا نفى عنهم جل ثناؤه العلم بقوله ‪ :‬لو كانوا يعلمون بعد وصفه إياهم بأنم قد علموا بقوله ‪ :‬ولقد علموا من أجل أنم ل يعملوا با علموا وإنا العال العامل بعلمه وأما إذا خالف‬
‫عمله علمه فهو ف معان الهال قال ‪ :‬وقد يقال للفاعل الفعل بلف ما ينبغي أن يفعل وإن كان بفعله عالا ‪ :‬لو علمت لقصرت كما قال كعب بن زهي الزن وهو يصف ذئبا وغرابا تبعاه‬
‫‪ :‬لينال من طعامه وزاده‬
‫إذا حضران قلت لو تعلما بأل تعلما أن من الزاد مرمل‬
‫فأخب أنه قال لما ‪ :‬لو تعلمانه فنفى عنهما العلم ث استخبها فقال ‪ :‬أل تعلما قالوا ‪ :‬فكذلك قوله ‪ :‬ولقد علموا لن اشتراه و ‪ :‬لو كانوا يعلمون وهذا تأويل وإن كان له مرج ووجه فإنه‬
‫خلف الظاهر الفهوم بنفس الطاب أعن بقوله ‪ :‬ولقد علموا وقوله ‪ :‬لو كانوا يعلمون وإنا هو استخراج وتأويل القرآن على الفهوم الظاهر الطاب دون الفي الباطن منه حت تأت دللة‬
‫من الوجه الذي يب التسليم له بعن خلف دليله الظاهر التعارف ف أهل اللسان الذين بلسانم نزل القرآن أول‬
‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪513‬‬

‫(ولو أنم آمنوا واتقوا لثوبة من عند ال خي لو كانوا يعلمون (‪103‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ولو أنم آمنوا واتقوا } لو أن الذين يتعلمون من اللكي ما يفرقون به بي الرء وزوجه { آمنوا } فصدقوا ال ورسوله وما جاءهم به من عند ربم {‬
‫واتقوا } ربم فخافوه فخافوا عقابه فأطاعوه بأداء فرائضه وتنبوا معاصيه لكان جزاء ال إياهم وثوابه لم على إيانم وتقواهم إياه خيا لم من السحر وما اكتسبوا به { لو كانوا يعلمون }‬
‫أن ثواب ال إياهم على ذلك خي لم من السحر وما اكتسبوا به وإنا نفى بقوله ‪ { :‬لو كانوا يعلمون } العلم عنهم ‪ :‬أن يكونوا عالي ببلغ ثواب ال وقدر جزائه على طاعته‬
‫و الثوبة ف كلم العرب مصدر من قول القائل ‪ :‬أثبتك إثابة وثوابا ومثوبة فأصل ذلك من ‪ :‬ثاب إليك الشيء بعن ‪ :‬رجع ث يقال ‪ :‬أثبته إليك ‪ :‬أي رجعته إليك ورددته فكان معن ‪ :‬إثابة‬
‫الرجل الرجل على الدية وغيها ‪ :‬إرجاعه إليه منها بدل ورده عليه منها عوضا ث جعل كل معوض غيه من عمله أو هديته أو يد له سلفت منه إليه ‪ :‬مثيبا له ومنه ثواب ال عز وجل عباده‬
‫على أعمالم بعن ‪ :‬إعطائه إياهم العوض والزاء عليه حت يرجع إليهم بدل من عملهم الذي عملوا له‬
‫وقد زعم بعض نوي البصرة أن قوله ‪ { :‬ولو أنم آمنوا واتقوا لثوبة من عند ال خي } ما اكتفي بدللة الكلم على معناه عن ذكر جوابه وأن معناه ‪ :‬ولو أنم آمنوا واتقوا لثيبوا ولكنه‬
‫استغن بدللة الب عن الثوبة عن قوله ‪ :‬لثيبوا‬
‫وكان بعض نوي أهل البصرة ينكر ذلك ويرى أن جواب قوله ‪ { :‬ولو أنم آمنوا واتقوا } لثوبة وأن لو إنا أجيبت بالثوبة وإن كانت أخب عنها بالاضي من الفعل لتقارب معناها من معن‬
‫لئن ف أنما جزاآن فإنما جوابان لليان فأدخل جواب كل واحدة منهما على صاحبتها فأجيبت لو بواب لئن و لئن بواب لو لذلك وإن اختلفت أجوبتهما فكانت لو من حكمها وحظها‬
‫أن تاب بالاضي من الفعل وكانت لئن من حكمها وحظها أن تاب بالستقبل من الفعل لا وصفنا من تقاربما فكان يتأول معن قوله ‪ { :‬ولو أنم آمنوا واتقوا } ‪ :‬ولئن آمنوا واتقوا لثوبة‬
‫من عند ال خي‬
‫وبا قلنا ف تأويل الثوبة قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬لثوبة من عند ال } يقول ‪ :‬ثواب من عند‬
‫ال‬
‫حدثن يونس قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬ولو أنم آمنوا واتقوا لثوبة من عند ال } أما الثوبة فهو الثواب‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬ولو أنم آمنوا واتقوا لثوبة من عند ال خي } يقول ‪ :‬لثواب من عند ال‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪514‬‬

‫(يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسعوا وللكافرين عذاب أليم (‪104‬‬

‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف تأويل قوله ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } فقال بعضهم ‪ :‬تأويله ‪ :‬ل تقولوا خلفا ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء ف قوله ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } قال ‪ :‬ل تقولوا خلفا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبوعاصم عن عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } ل تقولوا خلفا‬
‫حدثن الثن قال حدثنا آبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثنا أحد بن إسحق الهوازي قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا سفيان عن رجل عن ماهد مثله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن ماهد مثله‬
‫وقال آخرون ‪ :‬تأويله ‪ :‬أرعنا سعك أي ‪ :‬اسع منا ونسمع منك ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ابن إسحق عن ممد بن أب ممد عن عكرمة أو عن سعيد‬
‫بن جبي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬راعنا } أي ‪ :‬أرعنا سعك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال جل وعز ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا } ل تقولوا ‪ :‬اسع منا ونسمع منك‬
‫حدثت عن السي بن الفرج قال سعت أبا معاذ يقول أخبنا عبيد بن سليمان قال سعت الضحاك يقول ف قوله ‪ { :‬راعنا } قال ‪ :‬كان الرجل من الشركي يقول ‪ :‬أرعن سعك‬
‫{ ث اختلف أهل التأويل ف السبب الذي من أجله نى ال الؤمني أن يقولوا ‪ { :‬راعنا‬
‫‪ :‬فقال بعضهم ‪ :‬هي كلمة كانت اليهود تقولا على وجه الستهزاء والسبة فنهى ال تعال ذكره الؤمني أن يقولوا ذلك للنب صلى ال عليه وسلم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا } قول كانت تقوله اليهود استهزاء فزجر ال الؤمني أن يقولوا كقولم‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد الزبيي عن فضيل بن مرزوق عن عطية ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } قال ‪ :‬كان أناس من اليهود يقولون ‪ :‬أرعنا سعك ! حت قالا أناس من السلمي فكره‬
‫ال لم ما قالت اليهود فقال ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا } كما قالت اليهود والنصارى‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا } قال ‪ :‬كانوا يقولون ‪ :‬راعنا سعك ! فكان اليهود يأتون فيقولون مثل‬
‫{ ذلك مستهزئي فقال ال ‪ { :‬ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا‬
‫حدثت عن النجاب قال ‪ :‬حدثنا بشر بن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } قال ‪ :‬كانوا يقولون للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬راعنا سعك ! وإنا {‬
‫راعنا } كقولك ‪ :‬عاطنا‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا } قال ‪ { :‬راعنا } القول الذي قاله القوم قالوا ‪ { :‬سعنا وعصينا واسع غي‬
‫مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا ف الدين } ( النساء ‪ ) 46 :‬قال ‪ :‬قال ‪ :‬هذا الراعن والراعن ‪ :‬الطاء قال فقال للمؤمني ‪ :‬ل تقولوا ‪ :‬خطاء كما قال القوم وقولوا ‪ :‬انظرنا واسعوا قال ‪:‬‬
‫كانوا ينظرون إل النب صلى ال عليه وسلم ويكلمونه ويسمع منهم ويسألونه وييبهم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل هي كلمة كانت النصار ف الاهلية تقولا فنهاهم ال ف السلم أن يقولوها لنبيه صلى ال عليه وسلم ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثن هشيم‬
‫قال أخبنا عبد الرزاق عن عطاء ف قوله ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } قال ‪ :‬كانت لغة ف النصار ف الاهلية فنلت هذه الية ‪ { :‬ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا } إل آخر الية‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد قال حدثنا هشيم عن عبد اللك عن عطاء قال ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } قال ‪ :‬كانت لغة ف النصار‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا جرير عن عبداللك عن عطاء مثله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق عن ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع عن أب العالية ف قوله ‪ { :‬ل تقولوا راعنا } قال ‪ :‬إن مشركي العرب كانوا إذا حدث بعضهم بعضا يقول أحدهم لصاحبه‬
‫‪ :‬أرعن سعك فنهوا عن ذلك‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج قال قال ابن جريج ‪ { :‬راعنا } قول الساخر فنهاهم أن يسخروا من قول ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬بل كان ذلك كلم يهودي من اليهود بعينه يقال له ‪ :‬رفاعة بن زيد كان يكلم‬
‫‪ :‬النب صلى ال عليه وسلم به على وجه السب له وكان السلمون أخذوا ذلك عنه فنهى ال الؤمني عن قيله للنب صلى ال عليه وسلم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا } كان رجل من اليهود من قبيلة من اليهود يقال لم بنو قينقاع كان يدعى‬
‫رفاعة بن زيد بن السائب قال أبو جعفر ‪ :‬هذا خطأ إنا هو ‪ :‬ابن التابوت ليس ابن السائب كان يأت النب صلى ال عليه وسلم فإذا لقيه فكلمه قال ‪ :‬أرعن سعك واسع غي مسمع فكان‬
‫السلمون يسبون أن النبياء كانت تفخم بذا فكان ناس منهم يقولون ‪ :‬اسع غي مسمع كقولك ‪ :‬اسع غي صاغر وهي الت ف النساء { من الذين هادوا يرفون الكلم عن مواضعه‬
‫{ ويقولون سعنا وعصينا واسع غي مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا ف الدين } ( النساء ‪ ) 46 :‬يقول ‪ :‬إنا يريد بقوله طعنا ف الدين ث تقدم إل الؤمني فقال ‪ { :‬ل تقولوا راعنا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ني ال جل ثناؤه الؤمني أن يقولوا لنبيه ‪ { :‬راعنا } أن يقال ‪ :‬إنا كلمة كرهها ال لم أن يقولوها لنبيه صلى ال عليه وسلم نظي الذي ذكر عن‬
‫‪ :‬النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‬
‫ل تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا ‪ :‬البلة‬
‫و ل تقولوا ‪ :‬عبدي ولكن قولوا ‪ :‬فتاي‬
‫وما أشبه ذلك من الكلمتي اللتي تكونان مستعملتي بعن واحد ف كلم العرب فتأت الكراهة أو النهي باستعمال إحداها واختيار الخرى عليها ف الخاطبات‬
‫فإن قال لنا قائل ‪ :‬فإنا قد علمنا معن ني النب صلى ال عليه وسلم ف العنب أن يقال له كرم وف العبد أن يقال له عبد فما العن الذي ف قوله ‪ { :‬راعنا } حينئذ الذي من أجله كان النهي‬
‫من ال جل ثناؤه للمؤمني عن أن يقولوه حت أمرهم أن يؤثروا قوله ‪ { :‬انظرنا } ؟‬
‫قيل ‪ :‬الذي فيه من ذلك نظي الذي ف قول القائل ‪ :‬الكرم للعنب و العبد للمملوك وذلك أن قول القائل ‪ :‬عبدي لميع عباد ال فكره النب صلى ال عليه وسلم أن يضاف بعض عباد ال‬
‫بعن العبودية إل غي ال وأمر أن يضاف ذلك إل غيه بغي العن الذي يضاف إل ال عز وجل فيقال ‪ :‬فتاي وكذلك وجه نيه ف العنب أن يقال ‪ :‬كرم خوفا من توهم وصفه بالكرم وإن‬
‫كانت مسكنة فإن العرب قد تسكن بعض الركات إذا تتابعت على نوع واحد فكره أن يتصف بذلك العنب فكذلك نى ال عز وجل الؤمني أن يقولوا ‪ { :‬راعنا } لا كان قول القائل ‪{ :‬‬
‫راعنا } متمل أن يكون بعن احفظنا ونفظك وارقبنا ونرقبك من قول العرب بعضهم لبعض ‪ :‬رعاك ال ‪ :‬بعن حفظك ال وكلك ومتمل أن يكون بعن ‪ :‬أرعنا سعك من قولم ‪ :‬أرعيت‬
‫‪ :‬سعي إرعاء أو راعيته سعي رعاء أو مراعاة بعن ‪ :‬فرغته لسماع كلمه كما قال العشى ميمون بن قيس‬
‫( يرعي إل قول سادات الرجال إذا ‪ ...‬أبدوا له الزم أو ما شاءه ابتدعا )‬
‫يعن بقوله ‪ :‬يرعي يصغي بسمعه إليه مفرغه لذلك‬
‫وكان ال جل ثناؤه قد أمر الؤمني بتوقي نبيه صلى ال عليه وسلم وتعظيمه حت ناهم جل ذكره فيما ناهم عنه عن رفع أصواتم فوق صوته وأن يهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض‬
‫وخوفهم على ذلك حبوط أعمالم فتقدم إليهم بالزجر لم عن أن يقولوا له من القول ما فيه جفاء وأمرهم أن يتخيوا لطابه من اللفاظ أحسنها ومن العان أرقها فكان من ذلك قولم ‪:‬‬
‫{ راعنا } لا فيه من احتمال معن ‪ :‬ارعنا نرعاك إذ كانت الفاعلة ل تكون إل من اثني كما يقول القائل ‪ :‬عاطنا وحادثنا وجالسنا بعن ‪ :‬افعل بنا نفعل بك ومعن ‪ :‬أرعنا سعك حت‬
‫نفهمك وتفهم عنا فنهى ال تعال ذكره أصحاب ممد أن يقولوا ذلك كذلك وأن يفردوا مسألته بانتظارهم وإمهالم ليعقلوا عنه بتبجيل منهم له وتعظيم وأن ل يسألوه ما سألوه من ذلك‬
‫على وجه الفاء والتجهم منهم له ول بالفظاظة والغلظة تشبها منهم باليهود ف خطابم نب ال صلى ال عليه وسلم بقولم له ‪ :‬اسع غي مسمع وراعنا‬
‫يدل على صحة ما قلنا ف ذلك قوله { ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول الشركي أن ينل عليكم من خي من ربكم } فدل بذلك أن الذي عاتبهم عليه ما يسر اليهود والشركي‬
‫فأما التأويل الذي حكي عن ماهد ف قوله ‪ { :‬راعنا } أنه بعن ‪ :‬خلفا ما ل يعقل ف كلم العرب لن راعيت ف كلم العرب إنا هو على أحد وجهي ‪ :‬أحدها بعن فاعلت من الرعية‬
‫وهي الرقبة والكلءة والخر بعن إفراغ السمع بعن ‪ :‬أرعيته سعي وأما راعيت بعن خالفت فل وجه له مفهوم ف كلم العرب إل أن يكون قرأ ذلك بالتنوين ث وجهه إل معن الرعونة‬
‫والهل والطأ على النحو الذي قاد ف ذلك عبد الرحن بن زيد فيكون لذلك وإن كان مالفا قراءة القراء معن مفهوم حينئذ‬
‫وأما القول الخر الذي حكي عن عطية ومن حكي ذلك عنه ‪ :‬أن قوله ‪ { :‬راعنا } كانت كلمة لليهود بعن السب والسخرية فاستعملها الؤمنون أخذا منهم ذلك عنهم فإن ذلك غي جائز‬
‫ف صفة الؤمني ‪ :‬أن يأخذوا من كلم أهل الشرك كلما ل يعرفون معناه ث يستعملونه بينهم وف خطاب نبيهم صلى ال عليه وسلم ولكنه جائز أن يكون ذلك ما روي عن قتادة أنا كانت‬
‫كلمة صحيحة مفهومة من كلم العرب وافقت كلمة من كلم اليهود بغي اللسان العرب هي عند اليهود سب وهي عند العرب ‪ :‬أرعن سعك وفرغه لتفهم عن فعلم ال جل ثناؤه معن‬
‫اليهود ف قيلهم ذلك للنب صلى ال عليه وسلم وأن معناها منهم خلف معناها ف كلم العرب فنهى ال عز وجل الؤمني عن قيلها للنب صلى ال عليه وسلم لئل يترىء من كان معناه ف‬
‫ذلك غي معن الؤمني فيه أن ياطب رسول ال صلى ال عليه وسلم به وهذا تأويل ل يأت الب بأنه كذلك من الوجه الذي تقوم به الجة وإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أول بتأويل الية‬
‫ما وصفنا إذ كان ذلك هو الظاهر الفهوم بالية دون غيه‬
‫وقد حكي عن السن البصري أنه كان يقرؤه ‪ :‬ل تقولوا راعنا بالتنوين بعن ‪ :‬ل تقولوا قول راعنا من الرعونة هي المق والهل‬
‫وهذه قراءة لقراءة السلمي مالفة فغي جائز لحد القراءة با لشذوذها وخروجها من قراءة التقدمي والتأخرين وخلفها ما جاءت به الجة من السلمي‬
‫ومن نون راعنا نونه بقوله ‪ { :‬ل تقولوا } لنه حينئذ عامل فيه ومن ل ينونه فإنه ترك تنوينه لنه أمر مكي لن القوم كأنم يقولون للنب صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬راعنا } بعن مسألته ‪ :‬إما‬
‫أن يرعيهم سعه وإما أن يرعاهم ويرقبهم ‪ -‬على ما قد بينت فيما قد مضى فقيل لم ‪ :‬ل تقولوا ف مسألتكم إياه { راعنا } فتكون الدللة على معن المر ف { راعنا } حينئذ سقوط الياء‬
‫{ الت كانت تكون ف يراعيه ويدل عليها أعن على الياء الساقطة كسرة العي من { راعنا‬
‫وقد ذكر أن قراءة ابن مسعود ‪ :‬ل تقولوا راعونا بعن حكاية أمر صالة لماعة براعاتم فإن كان ذلك من قراءته صحيحا وجه أن يكون القوم كأنم نوا عن استعمال ذلك بينهم ف‬
‫خطاب بعضهم بعضا كان خطابم للنب صلى ال عليه وسلم أو لغيه ول نعلم ذلك صحيحا من الوجه الذي تصح منه الخبار‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وقولوا انظرنا‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وقولوا انظرنا } وقولوا أيها الؤمنون لنبيكم صلى ال عليه وسلم ‪ :‬انظرنا وارقبنا نفهم ونتبي ما تقول لنا وتعلمنا كما‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬وقولوا انظرنا } فهمنا بي لنا يا ممد‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬وقولوا انظرنا } فهمنا بي لنا يا ممد‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد مثله‬
‫‪ :‬يقال منه نظرت الرجل أنظره نظرة بعن انتظرته ورقبته ومنه قول الطيئة‬
‫( وقد نظرتكم أعشاء صادرة ‪ ...‬للخمس طال با حوزي وتنساسي )‬
‫ومنه قول ال عز وجل ‪ { :‬يوم يقول النافقون والنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم } ( الديد ‪ ) 13 :‬يعن به ‪ :‬انتظرونا‬
‫وقد قرىء ‪ :‬أنظرنا و أنظرونا بقطع اللف ف الوضعي جيعا فمن قرأ ذلك كذلك أراد ‪ :‬أخرنا كما قال ال جل ثناؤه ‪ { :‬قال رب فأنظرن إل يوم يبعثون } ( ص ‪ ) 79 :‬أي أخرن ول‬
‫وجه لقراءة ذلك كذلك ف هذا الوضع لن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا أمروا بالدنو من رسول ال صلى ال عليه وسلم والستماع منه وإلطاف الطاب له وخفض الناح‬
‫ل بالتأخر عنه ول بسألته تأخيهم عنه فالصواب إذ كان ذلك كذلك من القراءة قراءة من وصل اللف من قوله ‪ { :‬انظرنا } ول يقطعها بعن ‪ :‬انتظرنا‬
‫وقد قيل إن معن أنظرنا بقطع اللف بعن ‪ :‬أمهلنا حكي عن بعض العرب ساعا ‪ :‬أنظرن أكلمك وذكر سامع ذلك من بعضهم أنه استثبته ف معناه فأخبه أنه أراد ‪ :‬أمهلن فإن يكن ذلك‬
‫صحيحا عنهم فانظرنا و أنظرنا بقطع اللف ووصلها متقاربا العن غي أن المر وإن كان كذلك فإن القراءة الت ل أستجيز غيها قراءة من قرأ ‪ { :‬وقولوا انظرنا } بوصل اللف بعن ‪:‬‬
‫انتظرنا لجاع الجة على تصويبها ورفضهم غيها من القراآت‬
‫{ القول ف تأويل قوله جل ثناؤه ‪ { :‬واسعوا وللكافرين عذاب أليم‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬واسعوا } واسعوا ما يقال لكم ويتلى عليكم من كتاب ربكم وعوه وافهموه كما‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬واسعوا } اسعوا ما يقال لكم‬
‫فمعن الية إذا ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا لنبيكم ‪ :‬راعنا سعك وفرغه لنا نفهمك وتفهم عنا ما نقول ولكن قولوا ‪ :‬انتظرنا وترقبنا حت نفهم عنك ما تعلمنا وتبينه لنا واسعوا منه ما يقول‬
‫لكم فعوه واحفظوه وافهموه ث أخبهم جل ثناؤه لن جحد منهم ومن غيهم آياته وخالف أمره ونيه وكذب رسوله العذاب الوجع ف الخرة فقال ‪ :‬وللكافرين ب وبرسول عذاب أليم يعن‬
‫بقوله ‪ :‬الليم الوجع وقد ذكرنا الدللة على ذلك فيما مضى قبل وما فيه من الثار‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪520‬‬

‫(ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ول الشركي أن ينل عليكم من خي من ربكم وال يتص برحته من يشاء وال ذو الفضل العظيم (‪105‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله { ما يود } ما يب أي ‪ :‬ليس يب كثي من أهل الكتاب يقال منه ‪ :‬ود فلن كذا يوده ودا وودا ومودة‬
‫{ وأما { الشركي } فإنم ف موضع خفض بالعطف على { أهل الكتاب‬
‫ومعن الكلم ‪ :‬ما يب الذين كفروا من أهل الكتاب ول الشركي أن ينل عليكم من خي من ربكم‬
‫وأما { أن } ف قوله ‪ { :‬أن ينل } فنصب بقوله ‪ { :‬يود } وقد دللنا على وجه دخول { من } ف قوله ‪ { :‬من خي } وما أشبه ذلك من الكلم الذي يكون ف أوله جحد فيما مضى فأغن‬
‫ذلك عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫فتأويل الكلم ‪ :‬ما يب الكافرون من أهل الكتاب ول الشركي بال من عبدة الوثان أن ينل عليكم من الي الذي كان عند ال فنله عليكم فتمن الشركون وكفرة أهل الكتاب أن ل‬
‫ينل ال عليكم الفرقان وما أوحاه إل ممد صلى ال عليه وسلم من حكمه وآياته وإنا أحبت اليهود وأتباعهم من الشركي ذلك حسدا وبغيا منهم على الؤمني‬
‫وف هذه الية دللة بينة على أن ال تبارك وتعال نى الؤمني عن الركون إل أعدائهم من أهل الكتاب والشركي والستماع من قولم وقبول شيء ما يأتونم به على وجه النصيحة لم منهم‬
‫بإطلعه جل ثناؤه إياهم على ما يستبطنه لم أهل الكتاب والشركون من الضغن والسد وإن أظهروا بألسنتهم خلف ما هم مستبطنون‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وال يتص برحته من يشاء وال ذو الفضل العظيم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وال يتص برحته من يشاء } ‪ :‬وال يتص من يشاء بنبوته ورسالته فيسله إل من يشاء من خلقه فيتفضل باليان على من أحب فيهديه له و‬
‫اختصاصه إياهم با إفرادهم با دون غيهم من خلقه وإنا جعل ال رسالته إل من أرسل إليه من خلقه وهدايته من هدى من عباده رحة منه له ليصيه با إل رضاه ومبته وفوزه با بالنة‬
‫واستحقاقه با ثناءه وكل ذلك رحة من ال له‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وال ذو الفضل العظيم } فإنه خب من ال جل ثناؤه عن أن كل خي ناله عباده ف دينهم ودنياهم فإنه من عنده ابتداء وتفضل منه عليهم من غي استحقاق منهم ذلك عليه‬
‫وف قوله ‪ { :‬وال يتص برحته من يشاء وال ذو الفضل العظيم } تعريض من ال تعال ذكره بأهل الكتاب ‪ :‬أن الذي آتى نبيه ممدا صلى ال عليه وسلم والؤمني به من الداية تفضل منه‬
‫وأن نعمه ل تدرك بالمان ولكنها مواهب منه يتص با من يشاء من خلقه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪521‬‬

‫(ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها أل تعلم أن ال على كل شيء قدير (‪106‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية } ‪ :‬ما ننقل من حكم آية إل غيه فنبدله ونغيه وذلك أن يول اللل حراما والرام حلل والباح مظورا والحظور مباحا ول‬
‫يكون ذلك إل ف المر والنهي والظر والطلق والنع والباحة فأما الخبار فل يكون فيها ناسخ ول منسوخ‬
‫وأصل النسخ من نسخ الكتاب وهو نقله من نسخة إل أخرى غيها فكذلك معن نسخ الكم إل غيه إنا هو تويله ونقل عبارته عنه إل غيها فإذا كان ذلك معن نسخ الية فسواء إذا‬
‫نسخ حكمها فغي وبدل فرضها ونقل فرض العباد عن اللزم كان لم با اقر خطها فترك أو مي أثرها فعفي ونسي إذ هي حينئذ ف كلتا حالتيها منسوخة والكم الادث البدل به الكم‬
‫الول والنقول إليه فرض العباد هو الناسخ يقال منه ‪ :‬نسخ ال آية كذا وكذا ينسخها نسخا والنسخة السم وبثل الذي قلناه ف ذلك كان السن البصري يقول ‪ :‬حدثنا سوار بن عبدال‬
‫العنبي قال حدثنا خالد بن الارث قال حدثنا عوف عن السن أنه قال ف قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها } قال ‪ :‬إن نبيكم أقرىء قرآنا ث نسيه فلم يكن شيئا ومن‬
‫القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرأونه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف قوله ‪ { :‬ما ننسخ } فقال بعضهم با ‪ :‬حدثن به موسى بن هرون قال حدثنا عمروبن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬ما ننسخ من آية } أما‬
‫نسخها فقبضها‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن به الثن قال حدثنا عبدال بن صال قال حدثن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية } يقول ‪ :‬ما نبدل من آية‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن أصحاب عبدال بن مسعود أنم قالوا ‪ { :‬ما ننسخ من آية } نثبت خطها ونبدل حكمها‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬ما ننسخ من آية } نثبت خطها ونبدل حكمها حدثت به عن أصحاب ابن مسعود‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثن بكر بن شوذب عن ابن أب نيح عن ماهد عن أصحاب ابن مسعود ‪ { :‬ما ننسخ من آية } نثبت خطها ونبدل حكمها‬
‫{ القول ف تأويل قوله ‪ { :‬أو ننسها‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلفت القرأة ف قوله ذلك فقرأها أهل الدينة والكوفة ‪ { :‬أو ننسها } ولقراءة من قرأ ذلك وجهان من التأويل‬
‫أحدها أن يكون تأويله ‪ :‬ما ننسخ يا ممد من آية فنغي حكمها أو ننسها وقد ذكر أنا ف مصحف عبدال ‪ :‬ما ننسك من آية أو ننسخها نىء بثلها فذلك تأويل ‪ :‬النسيان وبذا التأويل قال‬
‫‪ :‬جاعة من أهل التأويل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها أو مثلها } كان ينسخ الية بالية بعدها ويقرأ نب ال صلى ال عليه‬
‫وسلم الية أو أكثر من ذلك ث تنسى وترفع‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها } قال ‪ :‬كان ال تعال ذكره ينسي نبيه صلى ال عليه وسلم ما شاء وينسخ ما‬
‫شاء‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد قال ‪ :‬كان عبيد بن عمي يقول ‪ { :‬ننسها } نرفعها من عندكم‬
‫حدثنا سوار بن عبدال قال حدثنا خالد بن الارث قال حدثنا عوف عن السن أنه قال ‪ :‬ف قوله ‪ { :‬أو ننسها } قال ‪ :‬إن نبيكم صلى ال عليه وسلم أقرىء قرآنا ث نسيه‬
‫وكذلك كان سعد بن أب وقاص يتأول الية إل أنه كان يقرؤها ‪ ( :‬أو تنسها ) بعن الطاب لرسول ال صلى ال عليه وسلم كأنه عن ‪ :‬أو تنسها أنت يا ممد ذكر الخبار بذلك ‪ :‬حدثن‬
‫يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم قال أخبنا يعلى بن عطاء عن القاسم ابن ربيعة قال سعت سعد بن أب وقاص يقول ‪ ( :‬ما ننسخ من آية أو تنسها ) قلت له ‪ :‬فإن سعيد بن السيب‬
‫( يقرؤها ‪ ( :‬أو تنسها ) قال ‪ :‬فقال سعد ‪ :‬إن القرآن ل ينل على السيب ول على آل السيب ! قال ال ‪ { :‬سنقرئك فل تنسى } ( العلى ‪ { ) 6 :‬واذكر ربك إذا نسيت } ( الكهف‪24‬‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا هشيم قال حدثنا يعلى بن عطاء قال حدثنا القاسم بن ربيعة بن قانف الثقفي قال سعت ابن أب وقاص يذكر نوه‬
‫حدثنا ممد بن الثن و آدم العسقلن قال جيعا عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال سعت القاسم بن ربيعة الثقفي يقول ‪ :‬قلت لسعد بن أب وقاص ‪ :‬إن سعت ابن السيب يقرأ ‪ ( :‬ما ننسخ‬
‫من آية أو تنسها ) فقال سعد ‪ :‬إن ال ل ينل القرآن على السيب ول على ابنه ! إنا هي ‪ ( :‬ما ننسخ من آية أو تنسها ) يا ممد ث قرأ ‪ { :‬سنقرئك فل تنسى } و { اذكر ربك إذا نسيت‬
‫{‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ف قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها } يقول ‪ { :‬ننسها } نرفعها وكان ال تبارك وتعال أنزل أمورا من القرآن ث‬
‫رفعها‬
‫والوجه الخر منهما أن يكون بعن الترك من قول ال جل ثناؤه ‪ { :‬نسوا ال فنسيهم } ( التوبة ‪ ) 67 :‬يعن به ‪ :‬تركوا ال فتركهم فيكون تأويل الية حينئذ على هذا التأويل ‪ :‬ما ننسخ‬
‫من آية فنغي حكمها ونبدل فرضها نأت بي من الت نسخناها أو مثلها وعلى هذا التأويل تأوله جاعة من أهل التأويل ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا عبدال بن صال قال‬
‫حدثن معاوية عن علي بن أب طلحة عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬أو ننسها } يقول ‪ :‬أو نتركها ل نبدلا‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قوله ‪ { :‬أو ننسها } نتركها ل ننسخها‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا هشيم قال أخبنا جويب عن الضحاك ف قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها } قال ‪ :‬الناسخ والنسوخ‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وكان عبد الرحن بن زيد يقول ف ذلك ما ‪ :‬حدثن به يونس بن عبد العلى قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ننسها } نحها‬
‫وقرأ ذلك آخرون ‪ ( :‬أو ننساها ) بفتح النون وهزة بعد السي بعن ‪ :‬نؤخرها من قولك ‪ :‬نسأت هذا المر أنسؤه نسأ ونساء إذا أخرته وهو من قولم ‪ :‬بعته بنساء يعن بتأخي ومن ذلك‬
‫‪ :‬قول طرفة بن العبد‬
‫( لعمرك إن الوت ما انسأ الفت ‪ ...‬لكالطول الرخى وثنياه باليد )‬
‫يعن بقوله ‪ :‬أنسأ أخر‬
‫ومن قرأ ذلك جاعة من الصحابة والتابعي وقرأه جاعة من قراء الكوفيي والبصريي وتأوله كذلك جاعة من أهل التأويل ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب و يعقوب بن إبراهيم قال‬
‫حدثنا هشيم قال أخبنا عبد اللك عن عطاء ف قوله ‪ ( :‬ما ننسخ من آية أو ننسأها ) قال ‪ :‬نؤخرها‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى قال سعت ابن أب نيح يقول ف قول ال ‪ ( :‬أو ننسأها ) قال ‪ :‬نرجئها‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ ( :‬أو ننسأها ) نرجئها ونؤخرها‬
‫حدثنا أحد بن إسحق الهوازي قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا فضيل عن عطية ‪ ( :‬أو ننسأها ) قال ‪ :‬نؤخرها فل ننسخها‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال أخبن عبدال بن كثي عن عبيد الزدي عن عبيد بن عمي ‪ ( :‬أو ننسأها ) إرجاؤها وتأخيها‬
‫هكذا حدثنا القاسم عن عبدال بن كثي عن عبيد الزدي وإنا هو عن علي الزدي‬
‫( حدثن أحد بن يوسف قال حدثنا القاسم بن سلم قال حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عبدال بن كثي عن علي الزدي عن عبيد بن عمي أنه قرأها ‪ ( :‬ننسأها‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فتأويل من قرأ ذلك كذلك ‪ :‬ما نبدل من آية أنزلناها إليك يا ممد فنبطل حكمها ونثبت خطها أو نؤخرها فنرجئها ونقرها فل نغيها ول نبطل حكمها نأت بي منها أو‬
‫مثلها‬
‫وقد قرأ بعضهم ذلك ‪ ( :‬ما ننسخ من آية أو تنسها ) وتأويل هذه القراءة نظي تأويل قراءة من قرأ ‪ { :‬أو ننسها } إل أن معن ( أو تنسها ) أنت يا ممد‬
‫وقد قرأ بعضهم ‪ { :‬ما ننسخ من آية } بضم النون وكسر السي بعن ‪ :‬ما ننسخك يا ممد نن من آية من أنسختك فأنا انسخك وذلك خطأ من القراءة عندنا لروجه عما جاءت به الجة‬
‫من القرأة بالنقل الستفيض وكذلك قراءة من قرأ ( تنسها ) أو ( تنسها ) لشذوذها وخروجها عن القراءة الت جاءت با الجة من قراء المة‬
‫وأول القرا آت ف قوله ‪ { :‬أو ننسها } بالصواب من قرأ { أو ننسها } بعن ‪ :‬نتركها لن ال جل ثناؤه أخب نبيه صلى ال عليه وسلم أنه مهما بدل حكما أو غيه أو ل يبدله ول يغيه فهو‬
‫آتيه بي منه أو بثله فالذي هو أول بالية إذ كان ذلك معناها أن يكون إذ قدم الب عما هو صانع إذا هو غي وبدل حكم آية أن يعقب ذلك بالب عما هو صانع إذ هو ل يبدل ذلك ول‬
‫يغي فالب الذي يب أن يكون عقيب قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية } قوله ‪ :‬أو نترك نسخها إذ كان ذلك العروف الاري ف كلم الناس مع أن ذلك إذا قرىء كذلك بالعن الذي وصفت‬
‫فهو يشتمل على معن النساء الذي هو بعن الترك ومعن النساء الذي هو بعن التأخي إذ كان كل متروك فمؤخر على حال ما هو متروك‬
‫وقد أنكر قوم قراءة من قرأ ‪ ( :‬أو تنسها ) إذا عن به النسيان وقالوا ‪ :‬غي جائز أن يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم نسي من القرآن شيئا ما ل ينسخ إل أن يكون نسي منه شيئا ث‬
‫ذكره قالوا ‪ :‬وبعد فإنه لو نسي منه شيئا ل يكن الذين قرأوه وحفظوه من أصحابه بائز على جيعهم أن ينسوه قالوا ‪ :‬وف قول ال جل ثناؤه ‪ { :‬ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك }‬
‫( السراء ‪ ) 86 :‬ما ينبء عن أن ال تعال ذكره ل ينس نبيه شيئا ما أتاه من العلم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا قول يشهد على بطوله وفساده الخبار التظاهرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه بنحو الذي قلنا ‪ :‬حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا‬
‫سعيد عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك ‪ :‬أن أولئك السبعي من النصار الذين قتلوا ببئر معونة قرأنا بم وفيهم كتابا ‪ :‬بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ث إن ذلك رفع‬
‫والذي ذكرنا عن أب موسى الشعري أنم كانوا يقرأون ‪ :‬لو أن لبن آدم واديي من مال لبتغى لما ثالثا ول يل جوف ابن آدم إل التراب ويتوب ال على من تاب ث رفع‬
‫وما أشبه ذلك من الخبار الت يطول بإحصائها الكتاب‬
‫وغيمستحيل ف فطرة ذي عقل صحيح ول بجة خب أن ينسي ال نبيه صلى ال عليه وسلم بعض ما قد كان أنزله إليه فإذ كان ذلك غي مستحيل من أحد هذين الوجهي فغي جائز لقائل‬
‫أن يقول ‪ :‬ذلك غي جائز‬
‫وأما قوله ‪ { :‬ولئن شئنا لنذهب بالذي أوحينا إليك } ( السراء ‪ ) 86 :‬فإنه جل ثناؤه ل يب أنه ل يذهب بشيء منه وإنا أخب أنه لو شاء لذهب بميعه فلم يذهب به والمد ل بل إنا‬
‫ذهب با ل حاجة بم إليه منه وذلك أن ما نسخ منه فل حاجة بالعباد إليه وقد قال ال تعال ذكره ‪ { :‬سنقرئك فل تنسى * إل ما شاء ال } ( العلى ‪ ) 7 - 6 :‬فأخب أنه ينسي نبيه منه ما‬
‫شاء فالذي ذهب منه الذي استثناه ال‬
‫فأما نن فإنا اخترنا ما اخترنا من التأويل طلب اتساق الكلم على نظام ف العن ل إنكارأن يكون ال تعال ذكره قد كان أنسى نبيه بعض ما نسخ من وحيه إليه وتنيله‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬نأت بي منها أو مثلها‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف تأويل قوله ‪ { :‬نأت بي منها أو مثلها } فقال بعضهم با ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا عبدال بن صال قال حدثن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة‬
‫عن ابن عباس ‪ { :‬نأت بي منها أو مثلها } يقول ‪ :‬خي لكم ف النفعة وأرفق بكم‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن به السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬نأت بي منها أو مثلها } يقول ‪ :‬آية فيها تفيف فيها رحة فيها أمر فيها ني وقال‬
‫آخرون ‪ :‬نأت بي من الت نسخناها أو بي من الت تركناها فلم ننسخها ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬نأت بي منها } يقول ‪ :‬نأت‬
‫بي من الت نسخناها { أو مثلها } أومثل الت تركناها‬
‫فالاء واللف اللتان ف قوله ‪ :‬منها عائدتان على هذه القالة على الية ف قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية } والاء واللف اللتان ف قوله ‪ { :‬أو مثلها } عائدتان على الاء واللف اللتي ف قوله ‪:‬‬
‫{ { أو ننسها‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن به الثن قال حدثنا أبوحذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد قال ‪ :‬كان عبيد بن عمي يقول ‪ { :‬ننسها } ‪ :‬نرفعها من عندكم نأت بثلها أو خي منها‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬أو ننسها } نرفعها نأت بي منها أو بثلها‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا بكربن شوذب عن ابن أب نيح عن ماهد عن أصحاب ابن مسعود مثله‬
‫والصواب من القول ف معن ذلك عندنا ‪ :‬ما نبدل من حكم آية فنغيه أو نترك تبديله فنقره باله نأس بي منها لكم من حكم الية الت نسخنا فغينا حكمها إما ف العاجل لفته عليكم من‬
‫أجل أنه وضع فرض كان عليكم فأسقط ثقله عنكم وذلك كالذي كان على الؤمني من فرض قيام الليل ث نسخ ذلك فوضع عنهم فكان ذلك خيا لم ف عاجلهم لسقوط عبء ذلك وثقل‬
‫حله عنهم وإما ف الجل لعظم ثوابه من أجل مشقة حله وثقل عبئه على البدان كالذي كان عليهم من صيام أيام معدودات ف السنة فنسخ وفرض عليهم مكانه صوم شهر كامل ف كل‬
‫حول فكان فرض صوم شهر كامل كل سنة أثقل على البدان من صيام أيام معدودات غي أن ذلك وان كان كذلك فالثواب عليه أجزل والجر عليه أكثر لفضل مشقته على مكلفيه من‬
‫صوم أيام معدودات فذلك وإن كان على البدان أشق فهو خي من الول ف الجل لفضل ثوابه وعظم أجره الذي ل يكن مثله لصوم اليام العدودات فذلك معن قوله ‪ { :‬نأت بي منها }‬
‫لنه إما بي منها ف العاجل لفته على من كلفه أو ف الجل لعظم ثوابه وكثرة أجره‬
‫أو يكون مثلها ف الشقة على البدن واستواء الجر والثواب عليه نظي نسخ ال تعال ذكره فرض الصلة شطر بيت القدس إل فرضها شطر السجد الرام فالتوجه شطر بيت القدس وإن‬
‫خالف التوجه شطر السجد فكلفة التوجه شطر أيهما توجه شطره واحدة لن الذي على التوجه شطر البيت القدس من مؤونة توجهه شطره نظي الذي على بدنه من مؤونة توجهه شطر‬
‫{ الكعبة سواء فذلك هو معن الثل الذي قال جل ثناؤه ‪ { :‬أو مثلها‬
‫وإنا عن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها } ‪ :‬ما ننسخ من حكم آية أو ننسه غي أن الخاطبي بالية لا كان مفهوما عندهم معناها اكتفي بدللة ذكر الية من ذكر حكمها‬
‫وذلك نظي سائر ما ذكرنا من نظائره فيما مضى من كتابنا هذا كقوله ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل } ( البقرة ‪ ) 193 :‬بعن حب العجل ونو ذلك‬
‫فتأويل الية إذا ‪ :‬ما نغي من حكم آية فنبدله أو نتركه فل نبدله نأت بي لكم أيها الؤمنون حكما منها أو مثل حكمها ف الفة والثقل والجر والثواب‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬فإنا قد علمنا أن العجل ل يشرب ف القلوب وأنه ل يلتبس على من سع قوله ‪ { :‬وأشربوا ف قلوبم العجل } أن معناه ‪ :‬وأشربوا ف قلوبم حب العجل فما الذي يدل على‬
‫أن قوله ‪ { :‬ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بي منها } لذلك نظي ؟‬
‫قيل ‪ :‬الذي دل على أن ذلك كذلك قوله ‪ { :‬نأت بي منها أو مثلها } وغي جائز أن يكون من القرآن شيء خي من شيء لن جيعه كلم ال ول يوز ف صفات ال تعال ذكره أن يقال ‪:‬‬
‫بعضها أفضل من بعض وبعضها خيمن بعض‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬أل تعلم أن ال على كل شيء قدير‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬أل تعلم أن ال على كل شيء قدير } أل تعلم يا ممد أن قادر على تعويضك ما نسخت من أحكامي وغيته من فرائضي الت كنت افترضتها عليك‬
‫ما أشاء ما هو خي لك ولعبادي الؤمني معك وأنفع لك ولم إما عاجل ف الدنيا وإما آجل ف الخرة أو بأن أبدل لك ولم مكانه مثله ف النفع لم عاجل ف الدنيا وآجل ف الخرة وشبيهه‬
‫ف الفة عليك وعليهم ؟ فاعلم يا ممد أن على ذلك وعلى كل شيء قدير ومعن قوله ‪ { :‬قدير } ف هذا الوضع ‪ :‬قوي يقال منه ‪ :‬قد قدرت على كذا وكذا إذا قويت عليه أقدر عليه‬
‫وأقدر عليه قدرة وقدرانا ومقدرة وبنو مرة من غطفان تقول ‪ :‬قدرت عليه بكسر الدال‬
‫فأما من التقدير من قول القائل ‪ :‬قدرت الشيء فإنه يقال منه قدرته أقدره قدرا وقدرا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪527‬‬

‫(أل تعلم أن ال له ملك السماوات والرض وما لكم من دون ال من ول ول نصي (‪107‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬إن قال لنا قائل ‪ :‬أو ل يكن رسول ال صلى ال عليه وسلم يعلم أن ال على كل شيء قدير وأنه له ملك السموات والرض حت قيل له ذلك ؟‬
‫قيل ‪ :‬بلى ! فقد كان بعضهم يقول ‪ :‬إنا ذلك من ال جل ثناؤه خب عن أن ممدا قد علم ذلك ولكنه قد أخرج الكلم فخرج التقرير كما تفعل مثله العرب ف خطاب بعضها بعضا فيقول‬
‫أحدهم لصاحبه ‪ :‬أل أكرمك ؟ أل أتفضل عليك ؟ بعن إخباره أنه قد أكرمه وتفضل عليه يريد ‪ :‬أليس قد أكرمتك ؟ أليس قد تفضلت عليك ؟ بعن ‪ :‬قد علمت ذلك‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا ل وجه له عندنا وذلك أن قوله جل ثناؤه ‪ { :‬أل تعلم } إنا معناه ‪ :‬أما علمت وهو حرف جحد أدخل عليه حرف استفهام وحروف الستفهام إنا تدخل ف الكلم إما‬
‫بعن الستثبات وإما بعن النفي فأما بعن الثبات فذلك غي معروف ف كلم العرب ول سيما إذا دخلت على حروف الحد ولكن ذلك عندي وإن كان ظهر ظهور الطاب للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم فإنا هو معن به أصحابه الذين قال لم ال جل ثناؤه ‪ { :‬ل تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسعوا } والذي يدل على أن ذلك كذلك قوله جل ثناؤه ‪ { :‬وما لكم من دون ال‬
‫من ول ول نصي } ( البقرة ‪ ) 107 :‬فعاد بالطاب ف آخر الية إل جيعهم وقد ابتدأ أولا بطاب النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ { :‬ل تعلم أن ال له ملك السموات والرض } ( البقرة‬
‫‪ ) 107 :‬لن الراد بذلك الذين وصفت أمرهم من أصحابه وذلك من كلم العرب مستفيض بينهم فصيح ‪ :‬أن يرج التكلم كلمه على وجه الطاب منه لبعض الناس وهو قاصد به غيه‬
‫وعلى وجه الطاب لواحد وهو يقصد به جاعة غيه أو جاعة والخاطب به أحدهم وعلى وجه الطاب للجماعة والقصود به أحدهم من ذلك قول ال جل ثناؤه ‪ { :‬يا أيها النب اتق ال ول‬
‫تطع الكافرين والنافقي } ث قال { واتبع ما يوحى إليك من ربك إن ال كان با تعملون خبيا } ( الحزاب ‪ ) 2 ، 1 :‬فرجع إل خطاب الماعة وقد ابتدأ الكلم بطاب النب صلى ال‬
‫‪ :‬عليه وسلم ونظي ذلك قول الكميت بن زيد ف مدح رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫( إل السراج الني أحد ل ‪ ...‬يعدلن رغبة ول رهب )‬
‫( عنه إل غيه ولو رفع الناس إل العيون وارتقبوا )‬
‫( وقيل ‪ :‬أفرطت ! بل قصدت ولو ‪ ...‬عنفن القائلون أو ثلبوا )‬
‫( بتفضيلك اللسان ولو ‪ ...‬أكثر فيك الضجاج واللجب )‬
‫( انت الصفى الحض الهذب ‪ ...‬ف النسبة إن نص قومك النسب )‬
‫فأخرج كلمه على وجه الطاب للنب صلى ال عليه وسلم وهو قاصد بذلك أهل بيته فكن عن وصفهم ومدحهم بذكر النب صلى ال عليه وسلم وعن بن أمية بالقائلي العنفي لنه معلوم‬
‫أنه ل أحد يوصف بتعنيف مادح النب صلى ال عليه وسلم وتفضيله ول بإكثار الضجاج واللجب ف إطناب القيل بفضله‬
‫‪ :‬وكما قال جيل بن معمر‬
‫( أل إن جيان العشية رائح ‪ ...‬دعتهم دواع من هوى ومنادح )‬
‫فقال ‪ :‬أل إن جيان العشية فابتدأ الب عن جاعة جيانه ث قال ‪ :‬رائح لن قصده ف ابتدائه ما ابتدأ به من كلمه الب عن واحد منهم دون جاعتهم وكما قال جيل إيضا ف كلمته الخرى‬
‫‪:‬‬
‫( خليلي فيماعشتما هل رأيتما ‪ ...‬قتيل بكى من حب قاتله قبلي ؟ )‬
‫وهو يريد قاتلته لنه إنا يصف امرأة فكن باسم الرجل عنها وهو يعنيها‬
‫فكذلك قوله ‪ { :‬أل تعلم أن ال على كل شيء قدير * أل تعلم أن ال له ملك السموات والرض } وإن كان ظاهر الكلم على وجه الطاب للنب صلى ال عليه وسلم فإنه مقصود به قصد‬
‫أصحابه وذلك بي بدللة قوله ‪ { :‬وما لكم من دون ال من ول ول نصي * أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } ( السراء ‪ ) 86 :‬اليات الثلث بعدها على أن ذلك‬
‫كذلك‬
‫أما قوله ‪ { :‬له ملك السموات والرض } ول يقل ‪ :‬ملك السموات فإنه عن بذلك ملك السلطان والملكة دون اللك والعرب إذا أرادت الب عن الملكة الت هي ملكة سلطان قالت ‪:‬‬
‫ملك ال اللق ملكا وإذا أرادت الب عن اللك قالت ‪ :‬ملك فلن هذا الشيء فهو يلكه ملكا وملكة وملكا‬
‫فتأويل الية إذا ‪ :‬أل تعلم يا ممد أن ل ملك السموات والرض وسلطانما دون غيي أحكم فيهما وفيما فيهما ما أشاء وأمر فيهما وفيما فيهما با أشاء وأنى عما أشاء وأنسخ وأبدل وأغي‬
‫من أحكامي الت أحكم با ف عبادي ما أشاء إذا أشاء وأقر منهما ما أشاء ؟‬
‫وهذا الب وإن كان من ال عزوجل خطابا لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم على وجه البعن عظمته فإنه منه‬
‫جل ثناؤه تكذيب لليهود الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة وجحدوا نبوة عيسى وأنكروا ممدا صلى ال عليه وسلم لجيئهما با جاءا به من عند ال بتغيي ما غي ال من حكم التوراة‬
‫فأخبهم ال أن له ملك السموات والرض وسلطانما فإن اللق أهل ملكته وطاعته عليهم السمع له والطاعة لمره ونيه وأن له أمرهم با شاء ونيهم عما شاء ونسخ ما شاء وإقرار ما شاء‬
‫وإنساء ما شاء من أحكامه وأمره ونيه ث قال لنبيه صلى ال عليه وسلم وللمؤمني معه ‪ :‬انقادوا لمري وانتهوا إل طاعت فيما أنسخ وفيما أترك فل أنسخ من أحكامي وحدودي وفرائضي‬
‫ول يهولنكم خلف مالف لكم ف أمري ونيي وناسخي ومنسوخي فإنه ل قيم بأمركم سواي ول ناصر لكم غيي وأنا النفرد بوليتكم والدفاع عنكم والتوحد بنصرتكم بعزي وسلطان‬
‫وقوت على من ناوأكم وحادكم ونصب حرب العداوة بينه وبينكم حت أعلي حجتكم وأجعلها عليهم لكم‬
‫و الول معناه فعيل من قول القائل ‪ :‬وليت أمر فلن إذا صرت قيما به فأنا أليه فهو وليه وقيمه ومن ذلك قيل ‪ :‬فلن ول عهد السلمي يعن به ‪ :‬القائم با عهد إليه من أمر السلمي‬
‫وأما النصي فإنه فعيل من قولك ‪ :‬نصرتك أنصرك فأنا ناصرك ونصيك وهو الؤيد و القوي‬
‫‪ :‬وأما معن قوله ‪ { :‬من دون ال } فإنه سوى ال وبعد ال ومنه قول أمية بن أب الصلت‬
‫( يا نفس مالك دون ال من واقي ‪ ...‬وما على حدثان الدهر من باقي )‬
‫يريد ‪ :‬مالك سوى ال وبعد ال من يقيك الكاره‬
‫فمعن الكلم إذا ‪ :‬وليس لكم أيها الؤمنون بعد ال من قيم بأمركم ول نصي فيؤيدكم ويقويكم فيعينكم على أعدائكم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪530‬‬

‫(أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر باليان فقد ضل سواء السبيل (‪108‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف السبب الذي من أجله أنزلت هذه الية فقال بعضهم حدثنا به أبو كريب قال حدثن يونس بن بكي وحدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال‬
‫حدثنا ابن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال حدثن سعيدبن جبي أو عكرمة عن ابن عباس ‪ :‬قال رافع بن حريلة و وهب بن زيد لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫ائتنا بكتاب تنله علينا من السماء نقرؤه وفجر لنا أنارا نتبعك ونصدقك ! فأنزل ال ف ذلك من قولما ‪ { :‬أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } الية‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } وكان موسى يسأل فقيل له ‪ { :‬أرنا ال‬
‫{ جهرة‬
‫حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } أن يريهم ال جهرة فسألت العرب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يأتيهم بال فيوه جهرة‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن به ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال ‪ { :‬أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } أن‬
‫يريهم ال جهرة فسألت قريش ممدا صلى ال عليه وسلم و أن يعل ال لم الصفا ذهبا قال ‪ :‬نعم ! وهو لكم كمائدة بن إسرائيل إن كفرت ! فأبوا ورجعوا‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد قال ‪ :‬سألت قريش ممدا أن يعل لم الصفا ذهبا فقال ‪ :‬نعم ! وهو لكم كالائدة لبن إسرائيل إن كفرت ! فأبوا‬
‫ورجعوا فأنزل ال ‪ { :‬أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } أن يريهم ال جهرة‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن به الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع عن أب العالية قال ‪ [ :‬قال رجل ‪ :‬يا رسول ال لو كانت كفاراتنا كفارات بن إسرائيل !‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬اللهم ل نبغيها ! ما أعطاكم ال خي ما أعطى بن إسرائيل كانت بنو إسرائيل إذا فعل أحدهم الطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتا فإن كفرها كانت له‬
‫خزيا ف الدنيا وإن ل يكفرها كانت له خزيا ف الخرة وقد أعطاكم ال خيا ما أعطى بن إسرائيل قال ‪ { :‬ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ث يستغفر ال يد ال غفورا رحيما } ( النساء ‪:‬‬
‫[ ‪ ) 110‬قال ‪ :‬وقال ‪ :‬الصلوات المس والمعة إل المعة كفارات لا بينهن‬
‫[ وقال ‪ [ :‬من هم بسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر أمثالا ول يهلك على ال إل هالك‬
‫{ فأنزل ال ‪ { :‬أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل‬
‫واختلف أهل العربية ف معن { أم } الت ف قوله ‪ { :‬أم تريدون } فقال بعض البصريي ‪ :‬هي بعن الستفهام وتأويل الكلم ‪ :‬أتريدون أن تسألوا رسولكم ؟‬
‫وقال آخرون منهم ‪ :‬هي بعن استفهام مستقبل منقطع من الكلم كأنك تيل با إل أوله كقول العرب ‪ :‬إنا لبل يا قوم أم شاء و لقد كان كذا وكذا أم حدس نفسي ؟ قال ‪ :‬وليس قوله ‪:‬‬
‫‪ { :‬أم تريدون } على الشك ولكنه قاله ليقبح له صنيعهم واستشهد لقوله ذلك ببيت الخطل‬
‫( كذبتك عينك أم رأيت بواسط ‪ ...‬غلس الظلم من الرباب خيال )‬
‫وقال بعض نوي الكوفيي ‪ :‬إن شئت جعلت قوله ‪ { :‬أم تريدون } استفهاما على كلم قد سبقه كما قال جل ثناؤه { ال * تنيل الكتاب ل ريب فيه من رب العالي * أم يقولون افتراه }‬
‫( السجدة ‪ ) 3 - 1 :‬فجاءت { أم } وليس قبلها استفهام فكان ذلك عنده دليل على أنه استفهام مبتدأ على كلم سبقه وقال قائل هذه القالة ‪ { :‬أم } ف العن تكون ردا على الستفهام‬
‫على جهتي ‪ :‬إحداها أن تفرق معن أي والخرى ‪ :‬أن يستفهم با فتكون على جهة النسق و الذي ينوى با البتداء إل أنه ابتداء متصل بكلم فلو ابتدأت كلمصا ليس قبله كلم ث‬
‫استفهمت ل يكن إلب اللف أو بـ هل‬
‫( قال ‪ :‬وإن شئت قلت ف قوله ‪ { :‬أم تريدون } قبله استفهام فرد عليه وهو ف قوله ‪ { :‬أل تعلم أن ال على كل شيء قدير } ( البقرة ‪106 :‬‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك عندي على ما جاءت به الثار الت ذكرناها عن أهل التأويل ‪ :‬أنه استفهام مبتدأ بعن ‪ :‬أتريدون أيها القوم أن تسألوا رسولكم ؟ وإنا جاز أن‬
‫يستفهم القوم بـ ( أم ) وإن كانت ( أم ) أحد شروطها أن تكون نسقا ف الستفهام لتقدم ما تقدمها من الكلم لنا تكون استفهاما مبتدأ إذا تقدمها سابق من الكلم ول يسمع من العرب‬
‫( استفهام با ول يتقدمها كلم ونظيه قوله جل ثناؤه ‪ { :‬ال * تنيل الكتاب ل ريب فيه من رب العالي * أم يقولون افتراه } ( السجدة ‪3 ، 1 :‬‬
‫‪ :‬وقد تكون أم بعن بل إذا سبقها استفهام ل يصلح فيه أي فيقولون ‪ :‬هل لك قبلنا حق أم أنت رجل معروف بالظلم ؟ وقال الشاعر‬
‫( فوال ما أدري ! أسلمى تغولت ‪ ...‬أم النوم أم كل إل حبيب ؟ )‬
‫يعن ‪ :‬بل كل إل حبيب‬
‫وقد كان بعضهم يقول منكرا قول من زعم أن أم ف قوله ‪ { :‬أم تريدون } استفهام مستقبل منقطع من الكلم ييل با إل أوله ‪ :‬إن الول خب والثان استفهام والستفهام ل يكون ف الب‬
‫والب ل يكون ف الستفهام ولكن أدركه الشك بزعمه بعد مضي الب فاستفهم قال أبو جعفر ‪ :‬فإذا كان معن { أم } ما وصفنا فتأويل الكلم ‪ :‬أتريدون أيها القوم أن تسألوا رسولكم من‬
‫الشياء نظي ما سأل قوم موسى من قبلكم فتكفروا إن منعتموه ف مسألتكم ما ل يوز ف حكمة ال إعطاؤكموه أو أن تلكوا إن كان ما يوز ف حكمته عطاؤكموه فأعطاكموه ث كفرت من‬
‫بعد ذلك كما هلك من كان قبلكم من المم الت سألت أنبياءها ما ل يكن لا مسألتها إياهم فلما أعطيت كفرت فعوجلت بالعقوبات لكفرها بعد إعطاء ال إياها سؤلا‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ومن يتبدل الكفر باليان‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ومن يتبدل } ومن يستبدل { الكفر } وسنن بـ ( الكفر ) الحود بال وبآياته باليان يعن بالتصديق بال وباياته والقرار به‬
‫وقد قيل ‪ :‬عن بـ الكفر ف هذا الوضع ‪ :‬الشدة وبـ اليان الرخاء ول أعرف الشدة ف معان الكفر ول الرخاء ف معن اليان إل أن يكون قائل ذلك أراد بتأويله ( الكفر ) بعن الشدة‬
‫ف هذا الوضع وبتأويله اليان ف معن الرخاء ‪ :‬ما أعد ال للكفار ف الخرة من الشدائد وما أعد ال لهل اليان فيها من النعيم فيكون ذلك وجها وإن كان بعيدا من الفهوم بظاهر‬
‫‪ :‬الطاب ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن أب العالية ‪ { :‬ومن يتبدل الكفر باليان } يقول ‪ :‬يتبدل الشدة بالرخاء‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السن قال حدثن حجاج عن ابن أب جعفر عن الربيع عن أب العالية بثله‬
‫وف قوله ‪ { :‬ومن يتبدل الكفر باليان فقد ضل سواء السبيل } دليل واضح على ما قلنا ‪ :‬من أن هذه اليات من قوله ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا } خطاب من ال جل ثناؤه‬
‫الؤمني من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وعتاب منه لم على أمر سلف منهم ما سر به اليهود وكرهه رسول ال صلى ال عليه وسلم لم فكرهه ال لم فعاتبهم على ذلك‬
‫وأعلمهم أن اليهود أهل غش لم وحسد وبغي وأنم يتمنون لم الكاره ويبغونم الغوائل وناهم أن ينتصحوهم وأخبهم أن من ارتد منهم عن دينه فاستبدل بإيانه كفرا فقد أخطأ قصد‬
‫السبيل‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فقد ضل سواء السبيل‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬أما قوله ‪ { :‬فقد ضل } فإنه يعن به ‪ :‬ذهب وحاد وأصل الضلل عن الشيء الذهاب عنه واليد ث يستعمل ف الشيء الالك والشيء الذي ل يؤبه له كقولم للرجل الامل‬
‫‪ :‬ل ذكر له ول نباهة ‪ :‬ضل ابن ضل و قل ابن قل وكقول الخطل ف الشيء الالك‬
‫( كنت القذى ف موج أكدر مزبد ‪ ...‬قذف الت به فضل ضلل )‬
‫يعن ‪ :‬هلك فذهب‬
‫والذي عن ال تعال ذكره بقوله ‪ { :‬فقد ضل سواء السبيل } فقد ذهب عن سواء السبيل وحاد عنه‬
‫وأما تأويل قوله ‪ { :‬سواء السبيل } فإنه يعن بـ السواء القصد والنهج وأصل السواء الوسط ذكر عن عيسى بن عمر النحوي أنه قال ‪ :‬ما زلت أكتب حت انقطع سوائي يعن ‪ :‬وسطي‬
‫‪ :‬وقال حسان بن ثابت‬
‫( يا ويح أنصار النب ونسله ‪ ...‬بعد الغيب ف سواء اللحد )‬
‫يعن بالسواء ‪ :‬الوسط والعرب تقول ‪ :‬هو ف سواء السبيل يعن ف مستوى السبيل و سواء الرض ‪ :‬مستواها عندهم‬
‫وأما السبيل فإنا الطريق السبول صرف من مسبول إل سبيل‬
‫فتأويل الكلم إذا ‪ :‬ومن يستبدل باليان بال وبرسوله الكفر فيتد عن دينه فقد حاد عن منهج الطريق ووسطه الواضح السبول‬
‫وهذا القول ظاهره الب عن زوال الستبدل باليان الكفر عن الطريق والعن به الب عنه أنه ترك دين ال الذي ارتضاه لعباده وجعله لم طريقا يسفكونه إل رضاه وسبيل يركبونا إل مبته‬
‫والفوز بناته فجعل جل ثناؤه الطريق الذي إذا ركب مجته السائر فيه ولزم وسطه الجتاز فيه نا وبلغ حاجته وأدرك طلبته لدينه الذي دعا إليه عباده مثل لدراكهم بلزومه واتباعه طلباتم‬
‫ف اخرتم كالذي يدرك اللزم مجة السبيل بلزومه إياها طلبته من النجاة منها والوصول إل الوضع الذي أمه وقصده وجعل مثل الائد عن دينه الائر عن اتباع ما دعاه إليه من عبادته ف‬
‫إخطائه ما رجا أن يدركه بعمله ف آخرته وينال به ف معاده وذهابه عما أمل من ثواب عمله وبعده به من ربه مثل الائد عن منهج الطريق وقصد السبيل الذي ل يزداد وغول ف الوجه الذي‬
‫سلكه إل ازداد من موضع حاجته بعدا وعن الكان الذي أمه وأراده نأيا‬
‫وهذه السبيل الت أخب ال عنها أن من يتبدل الكفر باليان فقد ضل سواءها هي ( الصراط الستقيم ) الذي أمرنا بسألته الداية له بقوله ‪ { :‬اهدنا الصراط الستقيم * صراط الذين أنعمت‬
‫( عليهم } ( الفاتة ‪7 - 6 :‬‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪534‬‬


‫(ود كثي من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبي لم الق فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره إن ال على كل شيء قدير (‪109‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وقد صرح هذا القول من قول ال جل ثناؤه بأن خطابه بميع هذه اليات من قوله ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا ل تقولوا راعنا } وإن صرف ف نفسه الكلم إل خطاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم إنا هو خطاب منه للمؤمني من أصحابه وعتاب منه لم وني عن انتصاح اليهود ونظرائهم من أهل الشرك وقبول آرائهم ف شيء من أمور دينهم ودليل على أنم كانوا‬
‫استعملوا أو من استعمل منهم ف خطابه ومسألته رسول صلى ال عليه وسلم الفاء وما ل يكن له استعماله معه تأسيا باليهود ف ذلك أو يبعضهم فقال لم ربم ناهيا لم عن استعمال ذلك ‪:‬‬
‫ل تقولوا لنبيكم صلى ال عليه وسلم كما تقول له اليهود ‪ :‬راعنا ! تأسيا منكم بم ولكن قولوا ‪ :‬انظرنا واسعوا فإن أذى رسول ال صلى ال عليه وسلم كفر ب وجحود لقي الواجب ل‬
‫عليكم ف تعظيمه وتوقيه ولن كفر ب عذاب أليم ؟ فإن اليهود والشركي ما يودون أن ينل ! عليكم من خي من ربكم ولكن كثيا منهم ودوا أنم يردونكم من بعد إيانكم كفارا حسدا‬
‫من عند أنفسهم لكم ولنبيكم ممد صلى ال عليه وسلم من بعد ما تبي لم الق ف أمر ممد وأنه نب إليهم وإل خلقي كافة‬
‫وقد قيل إن ال جل ثناؤه عن بقوله ‪ { :‬ود كثي من أهل الكتاب } كعب بن الشرف‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن الزهري ف قوله ‪ { :‬ود كثي من أهل الكتاب } هو كعب بن الشرف‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثنا أبو سفيان العمري عن معمر عن الزهري و قتادة ‪ { :‬ود كثي من أهل الكتاب } قال ‪ :‬كعب بن الشرف‬
‫وقال بعضهم با ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال حدثن ابن إسحق وحدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكي قال حدثنا ممد بن إسحق قال ‪ :‬حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن‬
‫ثابت قال حدثن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬كان حي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا إذ خصهم ال برسوله صلى ال عليه وسلم وكانا‬
‫جاهدين ف رد الناس عن السلم با استطاعا فأنزل ال فيهما ‪ { :‬ود كثي من أهل الكتاب لو يردونكم } الية‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وليس لقول القائل عن بقوله ‪ { :‬ود كثي من أهل الكتاب } كعب بن الشرف معن مفهوم لن كعب بن الشرف واحد وقد أخب ال جل ثناؤه أن كثيا منهم يودون لو‬
‫يردون الؤمني كفارا بعد إيانم والواحد ل يقال له كثي بعن الكثرة ف العدد إل أن يكون قائل ذلك أراد بوجه الكثرة الت وصف ال با من وصفه با ف هذه الية الكثرة ف العز ورفعة‬
‫النلة ف قومه وعشيته كما يقال ‪ :‬فلن ف الناس كثيا يراد به كثرة النلة والقدر فإن كان أراد ذلك فقد أخطأ لن ال جل ثناؤه قد وصفهم بصفة الماعة فقال ‪ { :‬لو يردونكم من بعد‬
‫إيانكم كفارا حسدا } فذلك دليل على أنه عن الكثرة ف العدد أو يكون ظن أنه من الكلم الذي يرج مرج الب عن الماعة والقصود بالب عنه الواحد نظي ما قلنا آنفا ف بيت جيل‬
‫فيكون ذلك أيضا خطأ وذلك أن الكلم إذا كان بذلك العن فل بد من دللة فيه تدل على أن ذلك معناه ول دللة تدل ف قوله ‪ { :‬ود كثي من أهل الكتاب } أن الراد به واحد دون‬
‫جاعة كثية فيجوز صرف تأويل الية إل ذلك وإحالة دليل ظاهره إل غي الغالب ف الستعمال‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬حسدا من عند أنفسهم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬ويعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬حسدا من عند أنفسهم } أن كثيا من أهل الكتاب يودون للمؤمني ما أخب ال جل ثناؤه عنهم أنم يودونه لم من الردة عن إيانم إل الكفر‬
‫حسدا منهم وبغيا عليهم‬
‫و السد إذا منصوب على غي النعت للكفار ولكن على وجه الصدر الذي يأت خارجا من معن الكلم الذي يالف لفظه لفظ الصدر كقول القائل لغيه ‪ :‬تنيت لك ما تنيت من السوء‬
‫حسدا من لك فيكون السد مصدرا من معن قوله ‪ :‬تنيت من السوء لن ف قوله ‪ :‬تنيت لك ذلك معن ‪ :‬حسدتك على ذلك فعلى هذا نصب أ السد لن ف قوله ‪ { :‬ود كثي من أهل‬
‫الكتاب لو يردونكم من بعد إيانكم كفارا } معن ‪ :‬حسدكم أهل الكتاب على ما أعطاكم ال من التوفيق ووهب لكم من الرشاد لدينه واليان برسوله وخصكم به من أن جعل رسوله‬
‫إليكم رجل منكم رؤوفا بكم رحيما ول يعله منهم فتكونوا لم تبعا فكان قوله ‪ { :‬حسدا } مصدرا من ذلك العن‬
‫وأما قوله ‪ { :‬من عند أنفسهم } فإنه يعن بذلك ‪ :‬من قبل أنفسهم كما يقول القائل ‪ :‬ل عندك كذا وكذا بعن ‪ :‬ل قبلك وكما ‪ :‬حدثت عن عمار قال ‪ :‬حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن‬
‫الربيع بن أنس قوله ‪ { :‬من عند أنفسهم } قال ‪ :‬من قبل أنفسهم‬
‫وإنا أخب ال جل ثناؤه عنهم الؤمني أنم ودوا ذلك للمؤمني من عند أنفسهم إعلما منه لم بأنم ل يؤمروا بذلك ف كتابم وأنم يأتون ما يأتون من ذلك على علم منهم بنهي ال إياهم عنه‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬من بعد ما تبي لم الق‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬من بعد ما تبي لم الق } أي من بعد ما تبي لؤلء الكثي من أهل الكتاب الذين يودون أنم يردونكم كفارا من بعد إيانكم الق ف أمر ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم وما جاء به من عند ربه واللة الت دعا إليها فأضاء لم ‪ :‬أن ذلك الق الذي ل يترون فيه كما ‪ :‬حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪:‬‬
‫{ من بعد ما تبي لم الق } من بعد ما تبي لم أن ممدا رسول ال صلى ال عليه وسلم والسلم دين ال‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع عن أب العالية ‪ { :‬من بعد ما تبي لم الق } يقول ‪ :‬تبي لم أن ممدا رسول ال يدونه مكتوبا عندهم ف التوراة‬
‫والنيل‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع مثله وزاد فيه ‪ :‬فكفروا به حسدا وبغيا إذ كان من غيهم‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬من بعد ما تبي لم الق } قال ‪ :‬الق هو ممد صلى ال عليه وسلم فتبي لم أنه هو الرسول‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ‪ { :‬من بعد ما تبي لم الق } قال ‪ :‬قد تبي لم أنه رسول ال‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فدل بقوله ذلك ‪ :‬أن كفر الذين قص قصتهم ف هذه الية بال وبرسوله عناد وعلى علم منهم ومعرفة بأنم على ال مفترون كماحدثنا أبو كريب قال حدثنا عثمان بن سعيد‬
‫قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬من بعد ما تبي لم الق } يقول ال تعال ذكره ‪ :‬من بعد ما أضاء لم الق ل يهلوا منه شيئا ولكن السد حلهم على‬
‫الحد فعيهم ال ولمهم ووبهم أشد اللمة‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬فاعفوا } فتجاوزوا عما كان منهم من إساءة وخطأ ف رأي أشاروا به عليكم ف دينكم إرادة صدكم عنه وماولة ارتدادكم بعد إيانكم وعما سلف‬
‫منهم من قيلهم لنبيكم صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬اسع غي مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا ف الدين } ( النساء ‪ ) 46 :‬واصفحوا عما كان منهم من جهل ف ذلك حت يأت ال بأمره‬
‫فيحدث لكم من أمره فيكم ما يشاء ويقضي فيهم ما يريد فقضى فيهم تعال ذكره وأتى بأمره فقال لنبيه صلى ال عليه وسلم وللمؤمني به ‪ { :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر‬
‫ول يرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الق من الذين أوتوا الكتاب حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون } ( التوبة ‪ ) 29 :‬فنسخ ال جل ثناؤه العفو عنهم والصفح بفرض‬
‫قتالم على الؤمني حت تصي كلمتهم وكلمة الؤمني واحدة أو يؤدوا الزية عن يد صغارا كما ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا أبو صال قال حدثن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة عن ابن‬
‫( عباس قوله ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره إن ال على كل شيء قدير } ونسخ ذلك قوله ‪ { :‬فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم } ( التوبة ‪5 :‬‬
‫حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره } ؟ فأتى ال بأمره فقال ‪ { :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر } ( التوبة ‪:‬‬
‫{ ‪ ) 29‬حت بلغ { وهم صاغرون } ( التوبة ‪ ) 29 :‬أي ‪ :‬صغارا ونقمة لم فنسخت هذه الية ما كان قبلها ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ف قوله ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره } قال ‪ :‬اعفوا عن أهل الكتاب حت يدث ال أمرا فأحدث ال‬
‫( بعد فقال ‪ { :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر } إل { وهم صاغرون } ( التوبة ‪29 :‬‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره } قال ‪ :‬نسختها ‪ { :‬اقتلوا الشركي حيث وجدتوهم } ( التوبة ‪:‬‬
‫(‪5‬‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره } قال ‪ :‬هذا منسوخ نسخه ‪ { :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر } إل قوله‬
‫( { وهم صاغرون } ( التوبة ‪29 :‬‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬إن ال على كل شيء قدير‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬قد دللنا فيما مضى على معن القدير وأنه القوي‬
‫فمعن الية ههنا ‪ :‬إن ال على كل ما يشاء بالذين وصفت لكم أمرهم من أهل الكتاب وغيهم قدير إن شاء انتقم منهم بعنادهم ربم وإن شاء هداهم لا هداكم ال له من اليان ل يتعذر‬
‫عليه شيء أراده ول يتعذر عليه أمر شاء قضاءه لن له اللق والمر‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪537‬‬

‫(وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة وما تقدموا لنفسكم من خي تدوه عند ال إن ال با تعملون بصي (‪110‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬قد دللنا فيما مضى على معن إقامة الصلة وأنا أداؤها بدودها وفروضها وعلى تأويل الصلة وما أصلها وعلى معن إيتاء الزكاة وأنه إعطاؤها بطيب نفس على ما فرضت‬
‫ووجبت وعلى معن الزكاة واختلف الختلفي فيها والشواهد الدالة على صحة القول الذي اخترنا ف ذلك با أغن عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وما تقدموا لنفسكم من خي تدوه عند ال } فإنه يعن جل ثناؤه بذلك ‪ :‬ومهما تعملوا من عمل صال ف أيام حياتكم فتقدموه قبل وفاتكم ذخرا لنفسكم ف معادكم تدوا‬
‫ثوابه عند ربكم يوم القيامة فيجازيكم به‬
‫و الي هو العمل الذي يرضاه ال وإنا قال ‪ { :‬تدوه } والعن ‪ :‬تدوا ثوابه كما ‪ :‬حدثت عن عمار بن السن قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قوله ‪ :‬تدوه يعن ‪ :‬تدوا ثوابه‬
‫عند ال‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬لستغناء سامعي ذلك بدليل ظاهر على معن الراد منه كما قال عمر بن لأ‬
‫وسبحت الدينة ل تلمها ‪ ...‬رأت قمرا بسوقهم نارا ) وإنا أراد ‪ :‬وسبح أهل الدينة )‬
‫وإنا أمرهم جل ثناؤه ف هذا الوضع با أمرهم به من إقام الصلة وإيتاء الزكاة وتقدي اليات لنفسهم ليطهروا بذلك من الطأ الذي سلف منهم ف استنصاحهم اليهود وركون من كان‬
‫ركن منهم إليهم وجفاء من كان جفا منهم ف خطابه رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ { :‬راعنا } إذ كانت إقامة الصلوات كفارة للذنوب وإيتاء الزكاة تطهيا للنفوس والبدان من‬
‫أدناس الثام وف تقدي اليات إدراك الفوز برضوان ال‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬إن ال با تعملون بصي‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا خب من ال جل ثناؤه للذين خاطبهم بذه اليات من الؤمني أنم مهما فعلوا من خي وشر سرا وعلنية فهو به بصي ل يفى عليه منه شيء فيجزيهم بالحسان خيا‬
‫وبالساءة مثلها‬
‫وهذا الكلم وإن كان خرج مرج الب فإن فيه وعدا ووعيدا وأمرا وزجرا وذلك أنه أعلم القوم أنه بصي بميع أعمالم ليجدوا ف طاعته إذ كان ذلك مذخورا لم عنده حت يثيبهم عليه‬
‫كما قال ‪ { :‬وما تقدموا لنفسكم من خي تدوه عند ال } وليحذروا معصيته إذ كان مطلعا على راكبها بعد تقدمه إليه فيها بالوعيد عليها وما أوعد عليه ربنا جل ثناؤه فمنهي عنه وما وعد‬
‫عليه فمأمور به‬
‫أما قوله ‪ { :‬بصي } فإنه مبصر صرف إل بصي كما صرف مبدع إل بديع ومؤل إل أليم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪538‬‬

‫(وقالوا لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقي (‪111‬‬

‫{ قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬وقالوا } وقالت اليهود والنصارى { لن يدخل النة‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وكيف جع اليهود والنصارى ف هذا الب مع اختلف مقالة الفريقي ؟ واليهود تدفع النصارى عن أن يكون لا ف ثواب ال نصيب والنصارى تدفع اليهود عن مثل ذلك ؟‬
‫قيل ‪ :‬إن معن ذلك بلف الذي ذهبت إليه وإنا عن به ‪ :‬وقالت اليهود ‪ :‬لن يدخل النة إل من كان هودا ؟ وقالت النصارى ‪ :‬لن يدخل النة إل النصارى ولكن معن الكلم لا كان‬
‫مفهوما عند الخاطبي به معناه جع الفريقان ف الب عنهما فقيل ‪ { :‬قالوا لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } الية أي قالت اليهود ‪ :‬لن يدخل النة إل من كان يهوديا وقالت‬
‫النصارى ‪ :‬لن يدخل النة إل من كان نصرانيا‬
‫وأما قوله ‪ { :‬من كان هودا } فإن ف الود قولي ‪ :‬أحدها أن يكون جع هائد كما جاء عوط جع عائط و اعوذا جع عائذ و حول جع حائل فيكون جعا للمذكر والؤنث بلفظ واحد و‬
‫الائد ‪ :‬التائب الراجع إل الق‬
‫والخر ‪ :‬أن يكون مصدرا عن الميع كما يقال رجل صوم وقوم صوم و رجل فطر وقوم فطر ونسوة فطر‬
‫وقد قيل ‪ :‬إن قوله ‪ { :‬إل من كان هودا } إنا هو قوله إل من كان يهودا ولكنه حذف الياء الزائدة ورجع إل الفعل من اليهودية وقيل ‪ :‬إنه ف قراءة أب ‪ :‬إل من كان يهوديا أو نصرانياا‬
‫وقد بينا فيما مضى معن النصارى ول سيت بذلك وجعت كذلك با أغن عن إعا دته‬
‫وأما قوله ‪ { :‬تلك أمانيهم } فإنه خب من ال تعال ذكره عن قول الذين قالوا ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } أنه أمان منهم يتمنونا على ال بغي حق ول حجة ولبرهان‬
‫ول يقي علم بصحة ما يدعون ولكن بالدعاء الباطيل وأمان النفوس الكاذبة كما ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬تلك أمانيهم } أمان يتمنونا‬
‫على ال كاذبة‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬تلك أمانيهم } قال ‪ :‬أمان ‪ :‬تنوا على ال بغي الق‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقي‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا أمر من ال جل ثناؤه لنبيه صلى ال عليه وسلم بدعاء الذين قالوا ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } إل أمر عدل بي جيع الفرق ‪ :‬مسلمها ويهودها‬
‫ونصاراها وهو إقامة الجة على دعواهم الت ادعوا ‪ :‬من أن النة ل يدخلها إل من كان هودا أو نصارى يقول ال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا ممد قل للزاعمي أن النة ل يدخلها‬
‫إل من كان هودا أو نصارى دون غيهم من سائر البشر ‪ { :‬هاتوا برهانكم } على ما تزعمون من ذلك فنسلم لكم دعواكم إن كنتم ف دعواكم من أن النة ل يدخلها إل من كان هودا أو‬
‫نصارى مقي‬
‫و ( البهان ) هو البيان والجة والبينة كما ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬هاتوا برهانكم } هاتوا بينتكم‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬هاتوا برهانكم } هاتوا حجتكم‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثنا حجاج عن ابن جريج عن ماهد ‪ { :‬قل هاتوا برهانكم } قال ‪ :‬حجتكم‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬قل هاتوا برهانكم } أي حجتكم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا الكلم وإن كان ظاهره ظاهر دعاء القائلي ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } إل إحضار حجة على دعواهم ما ادعوا من ذلك فإنه بعن تكذيب من‬
‫ال لم ف دعواهم وقيلهم لنم ل يكونوا قادرين على إحضار برهان على دعواهم تلك أبدا وقد أبان قوله ‪ { :‬بلى من أسلم وجهه ل وهو مسن } عن أن الذي ذكرنا من الكلم بعن‬
‫التكذيب لليهود والنصارى ف دعواهم وما ذكر ال عنهم‬
‫وأما تأويل قوله ‪ { :‬قل هاتوا برهانكم } فإنه ‪ :‬أحضروا وأتوا به‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪540‬‬

‫(بلى من أسلم وجهه ل وهو مسن فله أجره عند ربه ول خوف عليهم ول هم يزنون (‪112‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬بلى من أسلم } أنه ليس كما قال الزاعمون ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } ولكن من أسلم وجهه ل وهو مسن فهو الذي‬
‫يدخلها وينعم فيها كما ‪ :‬حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬أخبهم أن من يدخل النة هو من أسلم وجهه ل الية‬
‫وقد بينا معن بلى فيما مضى قبل‬
‫وأما قوله ‪ { :‬من أسلم وجهه ل } فإنه يعن بـ إسلم الوجه ‪ :‬التذلل لطاعته والذعان لمره وأصل السلم الستسلم لنه من استسلمت لمره وهو الضوع لمره وإنا سي ( السلم )‬
‫مسلما بضوع جوارحه لطاعة ربه كما ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬بلى من أسلم وجهه ل } يقول ‪ :‬أخلص ل‬
‫‪ :‬وكما قال زيد بن عمروبن نفيل‬
‫( وأسلمت وجهي لن أسلمت ‪ ...‬له الزن تمل عذبا زلل )‬
‫يعن بذلك ‪ :‬استسلمت لطاعة من استسلم لطاعته الزن وانقادت له‬
‫وخص ال جل ثناؤه بالب عمن أخب عنه بقوله ‪ { :‬بلى من أسلم وجهه ل } بإسلم وجهه له دون سائر جوارحه لن أكرم أعضاء ابن آدم وجوارحه وجهه وهو أعظمها عليه حرمة وحقا‬
‫فإذا خضع لشيء وجهه الذي هو أكرم أجزاء جسده عليه فغيه من أجزاء جسده أحرى أن يكون أخضع له ولذلك تذكر العرب ف منطقها الب عن الشيء فتضيفه إل وجهه وهي تعن‬
‫‪ :‬بذلك نفس الشيء وعينه كقول العشى‬
‫( أؤول الكم على وجهه ‪ ...‬ليس قضائي بالوى الائر )‬
‫‪ :‬يعن بقوله ‪ :‬على وجهه على ما هو به من صحته وصوابه وكما قال ذو الرمة‬
‫( فطاوعت هي وانلى وجه بازل ‪ ...‬من المر ل يترك خلجا بزولا )‬
‫يريد ‪ :‬وانلى البازل من المر فتبي وما أشبه ذلك إذ كان حسن كل شيء وقبحه ف وجهه وكان ف وصفها من الشيء وجهه با تصفه به إبانة عن عي الشيء ونفسه فكذلك معن قوله جل‬
‫ثناؤه ‪ { :‬بلى من أسلم وجهه ل } إنا يعن ‪ :‬بلى من أسلم ل بدنه فخضع له بالطاعة جسده وهو مسن ف إسلمه له جسده فله أجره عند ربه فاكتفى بذكر الوجه من ذكر جسده لدللة‬
‫الكلم على العن الذي أريد به بذكر الوجه‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وهو مسن } فإنه يعن به ‪ :‬ف حال إحسانه وتأويل الكلم ‪ :‬بلى من أخلص طاعته ل وعبادته له مسنا ف فعله ذلك‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فله أجره عند ربه ول خوف عليهم ول هم يزنون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬فله أجره عند ربه } فللمسلم وجهه ل مسنا جزاؤه وثوابه على إسلمه وطاعته ربه عند ال ف معاده‬
‫ويعن بقوله ‪ { :‬ول خوف عليهم } على السلمي وجوههم ل وهم مسنون الخلصي له الدين ف الخرة من عقابه وعذاب جحيمه وما قدموا عليه من أعمالم‬
‫ويعن بقوله ‪ { :‬ول هم يزنون } ول هم يزنون على ما خلفوا وراءهم ف الدنيا ول أن ينعوا ما قدموا عليه من نعيم ما أعد ال لهل طاعته‬
‫وإنا قال جل ثناؤه ‪ { :‬ول خوف عليهم ول هم يزنون } وقد قال قبل ‪ { :‬فله أجره عند ربه } لن { من } الت ف قوله ‪ { :‬بلى من أسلم وجهه ل } ف لفظ واحد ومعن جيع فالتوحيد‬
‫ف قوله ‪ { :‬فله أجره } للفظ والمع ف قوله ‪ { :‬ول خوف عليهم } للمعن‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪541‬‬

‫وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين ل يعلمون مثل قولم فال يكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه‬
‫(يتلفون (‪113‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬ذكر أن هذه الية نزلت ف قوم من أهل الكتابي تنازعوا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال بعضهم لبعض ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة‬
‫وحدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكي قال جيعا حدثنا ممد بن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال حدثن سعيد بن جبي أو عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬لا قدم‬
‫أهل نران من النصارى على رسول ال صلى ال عليه وسلم أتتهم أحبار يهود فتنازعوا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رافع بن حريلة ‪ :‬ما أنتم على شيء ! وكفر بعيسى ابن مري‬
‫وبالنيل فقال رجل من أهل نران من النصارى ‪ :‬ما أنتم على شيء ! وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة فأنزل ال عز وجل ف ذلك من قولما ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء‬
‫وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } إل قوله { فيما كانوا فيه يتلفون } حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قوله ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على‬
‫شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } قال ‪ :‬هؤلء أهل الكتاب الذين كانوا على عهد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأما تأويل الية فإنه ‪ :‬قالت اليهود ‪ :‬ليست النصارى ف دينها على صواب وقالت النصارى ‪ :‬ليست اليهود ف دينها على صواب ! وإنا أخب ال عنهم بقيلهم ذلك‬
‫للمؤمني إعلما منه لم بتضييع كل فريق منهم حكم الكتاب الذي يظهر القرار بصحته وأنه من عند ال وجحودهم مع ذلك ما أنزل ال فيه من فروضه لن النيل الذي تدين بصحته‬
‫وحقيته النصارى يقق ما ف التوراة من نبوة موسى عليه السلم وما فرض ال على بن إسرائيل فيها من الفرائض وأن التوراة الت تدين بصحتها وحقيتها اليهود تقق نبوة عيسى عليه السلم‬
‫وما جاء به من عند ال من الحكام والفرائض‬
‫ث قال كل فريق منهم للفريق الخر ما أخب ال عنهم ف قوله ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } مع تلوة كل واحد من الفريقي‬
‫كتابه الذي يشهد على كذبه ف قيله ذلك فأخب جل ثناؤه أن كل فريق منهم قال ما قال من ذلك على علم منهم أنم فيما قالوه مبطلون ؟ وأتوا ما أتوا من كفرهم با كفروا به على معرفة‬
‫منهم بأنم فيه ملحدون‬
‫فإن قال لنا قائل ‪ :‬أو كانت اليهود والنصارى بعد أن بعث ال رسوله على شيء فيكون الفريق القائل منهم ذلك للفريق الخر مبطل ف قيله ما قال من ذلك ؟‬
‫قيل ‪ :‬قد روينا الب الذي ذكرناه عن ابن عباس قبل من أن إنكار كل فريق منهم إنا كان إنكارا لنبوة النب الذي ينتحل التصديق به وبا جاء به الفريق الخر ل دفعا منهم أن يكون الفريق‬
‫الخر ف الال الت بعث ال فيها نبينا صلى ال عليه وسلم على شيء من دينه بسبب جحوده نبوة نبينا ممد صلى ال عليه وسلم وكيف يوز أن يكون معن ذلك إنكار كل فريق منهم أن‬
‫يكون الفريق الخر على شيء بعد بعثه نبينا صلى ال عليه وسلم وكل الفريقي كان جاحدا نبوة نبينا ممد صلى ال عليه وسلم ف الال الت أنزل ال فيها هذه الية ؟ ولكن معن ذلك ‪:‬‬
‫وقالت اليهود ‪ :‬ليست النصارى على شيء من دينها منذ دانت دينها ! وقالت النصارى ‪ :‬ليست اليهود على شيء منذ دانت دينها ! وذلك هو معن الب الذي رويناه عن ابن عباس آنفا‬
‫فكذب ال الفريقي ف قيلهما ما قال كما ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء } قال ‪ :‬بلى ! قد كانت أوائل‬
‫النصارى على شيء ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا وقالت النصارى ‪ { :‬ليست اليهود على شيء } ولكن القوم ابتدعوا وتفرقوا‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } قال قال ماهد ‪ :‬قد كانت أوائل‬
‫اليهود والنصارى على شيء‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وهم يتلون الكتاب } فإنه يعن به كتاب ال التوراة والنيل وها شاهدان على فريقي اليهود والنصارى بالكفر وخلفهم أمر ال الذي أمرهم به فيه كما ‪ :‬حدثنا أبو كريب‬
‫قال حدثنا يونس بن بكي وحدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال جيعا حدثنا ابن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد مول زيد بن ثابت قال حدثن سعد بن جبي أو عكرمة عن‬
‫ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين ل يعلمون مثل قولم } أي كل يتلو ف كتابه تصديق ما كفر به أي يكفر اليهود بعيسى وعندهم التوراة فيها ما أخذ ال عليهم‬
‫من اليثاق على لسان موسى بالتصديق بعيسى عليه السلم وف النيل ما جاء به عيسى تصديق موسى وما جاء به من التوراة من عند ال وكل يكفر با ف يد صاحبه‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬كذلك قال الذين ل يعلمون مثل قولم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف الذين عن ال بقوله ‪ { :‬كذلك قال الذين ل يعلمون } فقال بعضهم با ‪ :‬حدثن به الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع‬
‫‪ { :‬قال الذين ل يعلمون مثل قولم } قال ‪ :‬وقالت النصارى مثل قول اليهود قبلهم‬
‫حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬قال الذين ل يعلمون مثل قولم } قال ‪ :‬قالت النصارى مثل قول اليهود قبلهم‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثنا به القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج قال قال ابن جريج ‪ :‬قلت لعطاء ‪ :‬من هؤلء الذين ل يعلمون ؟ قال ‪ :‬أمم كانت قبل اليهود والنصارى وقبل التوراة‬
‫والنيل‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك مشركي العرب لنم ل يكونوا أهل كتاب فنسبوا إل الهل ونفي عنهم من أجل ذلك العلم ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو قال‬
‫حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬كذلك قال الذين ل يعلمون مثل قولم } فهم العرب قالوا ‪ :‬ليس ممد صلى ال عليه وسلم على شيء‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن ال تبارك وتعال أخب عن قوم وصفهم بالهل ونفى عنهم العلم با كانت اليهود والنصارى به عالي أنم قالوا بهلهم نظي‬
‫ما قالت اليهود والنصارى بعضها لبعض ما أخب عنهم أنم قالوه ف قوله ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } وجائز أن يكونوا هم‬
‫الشركي من العرب وجائز أن يكونوا أمة كانت قبل اليهود والنصارى ول أمة أول أن يقال هي الت عنيت بذلك من أخرى إذ ل يكن ف الية دللة على أي من أي ول خب بذلك عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ثبتت حجته من جهة نقل الواحد العدل ول من جهة النقل الستفيض‬
‫وإنا قصد ال جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬كذلك قال الذين ل يعلمون مثل قولم } إعلم الؤمني أن اليهود والنصارى قد أتوا من قيل الباطل وافتراء الكذب على ال وجحود نبوة النبياء والرسل‬
‫وهم أهل كتاب يعلمون أنم فيما يقولون مبطلون وبحودهم ما يحدون من ملتهم خارجون وعلى ال مفترون مثل الذي قاله أهل الهل بال وكتبه ورسله الذين ل يبعث ال لم رسول ول‬
‫أوحى إليهم كتابا‬
‫وهذه الية تنبء عن أن من أتى شيئا من معاصي ال على علم منه بنهي ال عنها فمصيبته ف دينه أعظم من مصيبة من أتى ذلك جاهل به لن ال تعال ذكره عظم توبيخ اليهود والنصارى با‬
‫وبهم به ف قيلهم ما أخب عنهم بقوله ‪ { :‬وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء } من أجل أنم أهل كتاب قالوا ما قالوا من ذلك على علم‬
‫منهم أنم مبطلون‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فال يكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يتلفون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بذلك جل ثناؤه ‪ :‬فال يقضي فيفصل بي هؤلء الختلفي القائل بعضهم لبعض ‪ :‬لستم على شيء من دينكم يوم قيام اللق لربم من قبورهم فيتبي الحق منهم من البطل‬
‫بإثابته الحق ما وعد أهل طاعته على أعماله الصالة ومازاته البطل منهم با أوعد أهل الكفر به على كفرهم به فيما كانوا فيه يتلفون من أديانم ومللهم ف دار الدنيا‬
‫وأما القيامة فهي مصدر من قول القائل ‪ :‬قمت قياما وقيامة كما يقال ‪ :‬عدت فلنا عيادة و صنت هذا المر صيانة‬
‫وإنا عن بالقيامة قيام اللق من قبورهم لربم فمعن { يوم القيامة } ‪ :‬يوم قيام اللئق من قبورهم لحشرهم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪545‬‬

‫(ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا أولئك ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي لم ف الدنيا خزي ولم ف الخرة عذاب عظيم (‪114‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬قد دللنا فيما مضى قبل على أن تأويل الظلم وضع الشيء ف غي موضعه وتأويل قوله ‪ { :‬ومن أظلم } وأي امرىء أشد تعديا وجراءة على ال وخلفا لمره من امرىء منع‬
‫مساجد ال أن يعبد ال فيها ؟‬
‫والساجد جع مسجد ‪ :‬وهو كل موضع عبد ال فيه وقد بينا معن السجود فيما مضى فمعن السجد ‪ :‬الوضع الذي يسجد ل فيه كما يقال للموضع الذي يلس فيه ‪ :‬الجلس وللموضع‬
‫الذي ينل فيه منل ث يمع ‪ :‬منازل ومالس نظي مسجد ومساجد وقد حكي ساعا من بعض العرب مساجد ف واحد الساجد وذلك كالطأ من قائله‬
‫وأما قوله ‪ { :‬أن يذكر فيها اسه } فإن فيه وجهي من التأويل أحدها ‪ :‬أن يكون معناه ‪ :‬ومن أظلم من منع مساجد ال من أن يذكر فيها اسه فتكون أن حينئذ نصبا من قول بعض أهل‬
‫العربية بفقد الافض وتعلق الفعل با‬
‫والوجه الخر ‪ :‬أن يكون معناه ‪ :‬ومن أظلم من منع أن يذكر اسم ال ف مساجده فتكون أن حينئذ ف موضع نصب تكريرا على موضع الساجد وردا عليه‬
‫وأما قوله ‪ { :‬وسعى ف خرابا } فإن معناه ‪ :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه ومن سعى ف خراب مساجد ال فـ سعى إذا عطف على منع‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬ومن الذي عن بقوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا } ؟ وأي الساجد هي ؟‬
‫قيل ‪ :‬إن أهل التأويل ف ذلك متلفون فقال بعضهم ‪ :‬الذين منعوا مساجد ال أن يذكر فيها اسه هم النصارى والسجد بيت القدس ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن ممد بن سعد قال حدثن أب‬
‫قال حدثن عمي قال حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } إنم النصارى‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا } النصارى كانوا‬
‫يطرحون ف بيت القدس الذى وينعون الناس أن يصلوا فيه‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫وقال آخرون ‪ :‬هو بتنصر وجنده ومن أعانم من النصارى والسجد مسجد بيت القدس‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } الية أولئك أعداء ال النصارى ‪ :‬حلهم‬
‫بغض اليهود على أن أعانوا بتنصر البابلي الجوسي على تريب بيت القدس‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا } قال ‪ :‬هو بتنضر وأصحابه خرب‬
‫بيت القدس وأعانه على ذلك النصارى‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا } قال ‪ :‬الروم كانوا ظاهروا بتنصر على خراب بيت‬
‫القدس حت خربه وأمر به أن تطرح فيه اليف وإنا أعانه الروم على خرابه من أجل أن بن إسرائيل قتلوا يي بن زكريا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن ال عز وجل بذه الية مشركي قريش إذ منعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم من السجد الرام ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن يونس بن عبد العلى قال حدثنا ابن‬
‫وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا } قال ‪ :‬هؤلء الشركون حي حالوا بي رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم الديبية‬
‫وبي أن يدخل مكة حت نر هديه بذي طوى وهادنم وقال لم ‪ :‬ما كان أحد يرد عن هذا البيت وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه فما يصده ! وقالوا ‪ :‬ل يدخل علينا من قتل‬
‫! آباءنا يوم بدر وفينا باق‬
‫وف قوله ‪ { :‬وسعى ف خرابا } قال ‪ :‬إذ قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول التأويلت الت ذكرتا بتأويل الية قول من قال ‪ :‬عن ال عز وجل بقوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } النصارى وذلك أنم هم الذين سعوا‬
‫ف خراب بيت القدس وأعانوا بتنضر على ذلك ومنعوا مؤمن بن إسرائيل من الصلة فيه بعد منصرف بتنصر عنهم إل بلده‬
‫والدليل على صحة ما قلنا ف ذلك قيام الجة بأن ل قول ف معن هذه الية إل أحد القوال الثلثة الت ذكرناها وأن ل مسجد عن ال عز وجل بقوله ‪ { :‬وسعى ف خرابا } إل أحد‬
‫السجدين ‪ :‬إما مسجد بيت القدس وإما السجد الرام وإذ كان ذلك كذلك وكان معلوما أن مشركي قريش ل يسعوا قط ف تريب السجد الرام لن كانوا قد منعوا ف بعض الوقات‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه من الصلة فيه صح وثبت أن الذين وصفهم ال عز وجل بالسعي ف خراب مساجده غي الذين وصفهم ال بعمارتا إذ كان مشركو قريش بنوا‬
‫السجد الرام ف الاهلية وبعمارته كان افتخارهم وإن كان بعض أفعالم فيه كان منهم على غي الوجه الذي يرضاه ال منهم‬
‫وأخرى أن الية الت قبل قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } مضت بالب عن اليهود والنصارى وذم أفعالم والت بعدها نبهت بذم النصارى والب عن افترائهم‬
‫على ربم ول ير لقريش ول لشركي العرب ذكر ول للمسجد الرام قبلها فيوجه الب بقول ال عز وجل ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } إليهم وإل السجد الرام‬
‫وإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أول بالية أن يوجه تأويلها إليه وهو ما كان نظي قصة الية قبلها والية بعدها إذ كان خبها لبها نظيا وشكل إل أن تقوم حجة يب التسليم لا بلف‬
‫ذلك وإن اتفقت قصصها فاشتبهت‬
‫فإن ظن ظان أن ما قلنا ف ذلك ليس كذلك إذ كان السلمون ل يلزمهم قط فرض الصلة ف السجد القدس فمنعوا من الصلة فيه فيلجئون توجيه قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال‬
‫أن يذكر فيها اسه } إل أنه معن به مسجد بيت القدس فقد أخطأ فيما ظن من ذلك وذلك أن ال جل ذكره إنا ذكرظلم من منع من كان فرضه الصلة ف بيت القدس من مؤمن بن‬
‫إسرائيل وإياهم قصد بالب عنهم بالظلم والسعي ف خراب السجد وإن كان قد دل بعموم قوله ‪ { :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } أن كل مانع مصليا ف مسجد ل‬
‫فرضا كانت صلته فيه أو تطوعا وكل ساع ف خرابه فهو من العتدين الظالي‬
‫{ القول ف تأويل قوله جل ذكره ‪ { :‬أولئك ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا خب من ال عز وجل عمن منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه أنه قد حرم عليهم دخول الساجد الت سعوا ف تريبها ومنعوا عباد ال الؤمني من ذكر ال عز وجل فيها‬
‫ما داموا على مناصبة الرب إل على خوف ووجل من العقوبة على دخولموها كالذي ‪ :‬حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي } وهم‬
‫اليوم كذلك ل يوجد نصران ف بيت القدس إل نك ضربا وأبلغ إليه ف العقوبة‬
‫حدثنا السن قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة قال ال عز وجل ‪ { :‬ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي } وهم النصارى فل يدخلون السجد إل مسارقة إن قدر عليهم‬
‫عوقبوا‬
‫حدثنا موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬أولئك ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي } فليس ف الرض رومي يدخلها اليوم إل وهو خائف أن تضرب عنقه أو قد‬
‫أخيف بأداء الزية فهو يؤديها‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬أولئك ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي } قال ‪ [ :‬نادى رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ل يج بعد العام مشرك ول‬
‫! يطوف بالبيت عريان ] قال ‪ :‬فجعل الشركون يقولون ‪ :‬اللهم إنا منعنا أن ننل‬
‫وإنا قيل ‪ { :‬أولئك ما كان لم أن يدخلوها إل خائفي } فأخرج على وجه الب عن الميع وهو خب عن { من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه } لن من ف معن الميع لن كان لفظه‬
‫واحدا‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬لم ف الدنيا خزي ولم ف الخرة عذاب عظيم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬أما قوله عز وجل ‪ { :‬لم } فإنه يعن ‪ :‬الذين أخب عنهم أنم منعوا مساجد ال أن يذكر فيها اسه أما قوله ‪ { :‬لم ف الدنيا خزي } فإنه يعن بـ الزي ‪ :‬العار والشر والذلة‬
‫إما القتل والسباء وإما الذلة والصغار بأداء الزية كما ‪ :‬حدثنا السن قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ‪ { :‬لم ف الدنيا خزي } قال ‪ :‬يعطون الزية عن يد وهم صاغرون‬
‫حدثنا موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قوله ‪ { :‬لم ف الدنيا خزي } أما خزيهم ف الدنيا فإنم إذا قام الهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم فذلك الزي وأما العذاب‬
‫العظيم فإنه عذاب جهنم الذي ل يفف عن أهله ول يقضى عليهم فيها فيموتوا وتأويل الية ‪ :‬لم ف الدنيا الذلة والوان والقتل والسب على منعهم مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعيهم ف‬
‫خرابا ولم على معصيتهم وكفرهم بربم وسعيهم ف الرض فسادا عذاب جهنم وهو العذاب العظيم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪548‬‬

‫(ول الشرق والغرب فأينما تولوا فثم وجه ال إن ال واسع عليم (‪115‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ول الشرق والغرب } ل ملكهما وتدبيها كما يقال ‪ :‬لفلن هذه الدار يعن با ‪ :‬أنا له ملكا فذلك قوله ‪ { :‬ول الشرق والغرب } يعن أنما له‬
‫ملكا وخلقا‬
‫و { الشرق } هو موضع شروق الشمس وهو موضع طلوعها كما يقال لوضع طلوعها منه ‪ :‬مطلع بكسر اللم وكما بينا ف معن الساجد آنفا‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬أو ما كان ل إل مشرق واحد ومغرب واحد حت قيل ‪ { :‬ول الشرق والغرب } ؟‬
‫قيل ‪ :‬إن معن ذلك غي الذي ذهبت إليه وإنا معن ذلك ‪ :‬ول الشرق الذي تشرق منه الشمس كل يوم والغرب الذي تغرب فيه كل يوم فتأويله إذ كان ذلك معناه ‪ :‬ول ما بي قطري‬
‫الشرق وما بي قطري الغرب إذ كان شروق الشمس كل يوم من موضع منه ل تعود لشروقها منه إل الول الذي بعده وكذلك غروبا كل يوم‬
‫! فإن قال ‪ :‬أو ليس وإن كان تأويل ذلك ما ذكرت فلله كل ما دونه ؟ اللق خلقه‬
‫! قيل ‪ :‬بلى‬
‫فإن قال ‪ :‬فكيف خص الشارق والغارب بالب عنها أنا له ف هذا الوضع دون سائر الشياء غيها ؟‬
‫قيل ‪ :‬قد اختلف أهل التأويل ف السبب الذي من أجله خص ال ذكر ذلك با خصه به ف هذا الوضع ونن مبينو الذي هو أول بتأويل الية بعد ذكرنا أقوالم ف ذلك فقال بعضهم ‪ :‬خص‬
‫ال جل ثناؤه ذلك بالب من أجل أن اليهود كانت توجه ف صلتا وجوهها قبل ببيت القدس وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل ذلك مدة ث حولوا إل الكعبة فاستنكرت اليهود‬
‫ذلك من فعل النب صلى ال عليه وسلم فقالوا ‪ :‬ما ولهم عن قبلتهم الت كانوا عليها ؟ فقال ال تبارك وتعال لم ‪ :‬الشارق والغارب كلها ل أصرف وجوه عبادي كيف أشاء منها فحيثما‬
‫تولوا فثم وجه ال ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا أبو صال قال حدثن معاوية بن صال عن علي عن ابن عباس قال ‪ :‬كان أول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لا هاجر إل الدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره ال عز وجل أن يستقبل بيت القدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول ال صلى ال عليه وسلم بضعة عشر شهرا فكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يب قبلة إبراهيم عليه السلم فكان يدعو وينظر إل السماء فأنزل ال تبارك وتعال ‪ { :‬قد نرى تقلب وجهك ف السماء } إل قوله { فولوا وجوهكم‬
‫شطره } ( البقرة ‪ ) 144 :‬فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ‪ { :‬ما ولهم عن قبلتهم الت كانوا عليها } ( البقرة ‪ ) 142 :‬فأنزل ال عز وجل ‪ { :‬قل ل الشرق والغرب } وقال ‪ { :‬أينما‬
‫( تولوا فثم وجه ال } ( البقرة ‪142 :‬‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي نوه‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل أنزل ال هذه الية قبل أن يفرض على نبيه صلى ال عليه وسلم وعلى الؤمني به التوجه شطر السجد الرام وإنا أنزلا عليه معلما نبيه عليه الصلة والسلم بذلك‬
‫وأصحابه أن لم التوجه بوجوههم للصلة حيث شاؤوا من نواحي الشرق والغرب لنم ل يوجهون وجوههم وجها من ذلك وناحية إل كان جل ثناؤه ف ذلك الوجه وتلك الناحية لن له‬
‫الشارق والغارب وأنه ل يلو منه مكان كما قال جل وعز ‪ { :‬ول أدن من ذلك ول أكثر إل هو معهم أين ما كانوا } ( الجادلة ‪ ) 7 :‬قالوا ‪ :‬ث نسخ ذلك بالفرض الذي فرض عليهم ف‬
‫التوجه شطر السجد الرام ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ :‬قوله جل وعز ‪ { :‬ول الشرق والغرب فأينما تولوا فثم وجه ال }‬
‫( ث نسخ ذلك بعد ذلك فقال ال ‪ { :‬ومن حيث خرجت فول وجهك شطر السجد الرام } ( البقرة ‪150 ، 149 :‬‬
‫حدثنا السن قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال } قال ‪ :‬هي القبلة ث نسختها القبلة إل السجد الرام‬
‫حدثن الثن قال حدثنا الجاج بن النهال قال حدثنا هام قال حدثنا يي قال سعت قتادة ف قول ال ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال } قال ‪ :‬كانوا يصلون نو بيت القدس ورسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بكة قبل الجرة وبعد ما هاجررسول ال صلى ال عليه وسلم صلى نو بيت القدس ستة عشر شهرا ث وجه بعد ذلك نو الكعبة البيت الرام فنسخها ال ف آية أخرى ‪:‬‬
‫{ فلنولينك قبلة ترضاها } إل { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره } ( البقرة ‪ ) 144 :‬قال ‪ :‬فنسخت هذه الية ما كان قبلها من أمر القبلة‬
‫حدثنا يونس قال أخبنا ابن وهب قال سعته يعن زيد يقول ‪ :‬قال عز وجل لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال إن ال واسع عليم } قال ‪ :‬فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم هؤلء قوم يهود يستقبلون بيتا من بيوت ال لو أنا استقبلناه ! فاستقبله النب صلى ال عليه وسلم ستة عشر شهرا فبلغه أن يهود تقول ‪ :‬وال ما درى ممد وأصحابه أين قبلتهم حت‬
‫( هديناهم ! فكره ذلك النب صلى ال عليه وسلم ورفع وجهه إل السماء فقال ال عز وجل ‪ { :‬قد نرى تقلب وجهك ف السماء } الية ( البقرة ‪144 :‬‬
‫وقال آخرون ‪ :‬نزلت هذه الية على النب صلى ال عليه وسلم إذنا من ال عز وجل له أن يصلى التطوع حيث توجه وجهه من شرق أو غرب ف مسيه ف سفره وف حال السايفة وف شدة‬
‫الوف والتقاء الزحوف ف الفرائض وأعلمه أنه حيث وجه وجهه فهو هنالك بقوله ‪ { :‬ول الشرق والغرب فأينما تولوا فثم وجه ال } ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن‬
‫إدريس قال حدثنا عبد اللك عن سعيد بن جبي عن ابن عمر ‪ :‬أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته ويذكر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يفعل ذلك ويتأول هذه الية ‪ { :‬أينما‬
‫{ تولوا فثم وجه ال‬
‫حدثن أبو السائب قال حدثنا ابن فضيل عن عبد اللك بن أب سليمان عن سعيد بن جبي عن ابن عمر أنه قال ‪ :‬إنا نزلت هذه الية { أينما تولوا فثم وجه ال } ‪ :‬أن تصلي حيثما توجهت‬
‫بك راحلتك ف السفر تطوعا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا رجع من مكة يصلي على راحلته تطوعا ؟ يومىء برأسه نو الدينة‬
‫وقال آخرون بل نزلت هذه الية ف قوم عميت عليهم القبلة فلم يعرفوا شطرها فصفوا على أناء متلفة فقال ال عز وجل لم ‪ :‬ل الشارق والغارب فأن وليتم وجوهكم فهنالك وجهي‬
‫وهو قبلتكم معلمهم بذلك أن صلتم ماضية ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أحد قال حدثنا أبو أحد قال حدثنا أبو الربيع السمان عن عاصم بن عبيد ال عن عبد ال بن عامربن ربيعة عن أبيه‬
‫قال ‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ليلة سوداء مظلمة فنلنا منل فجعل الرجل يأخذ الحجار فيعمل مسجدا يصلي فيه فلما أصبحنا إذا نن قد صلينا على غي القبلة فقلنا ‪ :‬يا‬
‫{ رسول ال لقد صلينا ليلتنا هذه لغي القبلة ! فأنزل ال عز وجل ‪ { :‬ول الشرق والغرب فأينما تولوا فثم وجه ال إن ال واسع عليم‬
‫حدثن الثن قال حدثن الجاج قال حدثنا حاد قال قلت للنخعي ‪ :‬إن كنت استيقظت أو قال ‪ :‬أيقظت شك الطبي فكان ف السماء سحاب فصليت ف القبلة قال ‪ :‬مضت صلتك يقول‬
‫{ ال عز وجل ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال‬
‫حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا أب عن أشعث السمان عن عاصم بن عبيد ال عن عبد ال بن عامربن ربيعة عن أبيه قال ‪ :‬كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف ليلة مظلمة ف سفر فلم ندر‬
‫{ أين القبلة فصفينا فصفى كل واحد منا على حياله ث أصبحنا فذكرنا للنب صلى ال عليه وسلم فأنزل ال عز وجل ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل نزلت هذه الية ف سبب النجاشي لن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم تنازعوا ف أمره من أجل أنه مات قبل أن يصلي إل القبلة فقال ال عز وجل ‪ :‬الشارق‬
‫والغارب كلها ل فمن وجه وجهه نو شيء منها يريدن به ويبتغي به طاعت وجدن هنالك يعن بذلك أن النجاشي وإن ل يكن صلى إل القبلة فإنه قد كان يوجه إل بعض وجوه الشارق‬
‫والغارب وجهه يبتغي بذلك رضا ال عز وجل ف صلته ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ابن بشار قال حدثنا هشام بن معاذ قال حدثن أب عن قتادة ‪ [ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ :‬إن‬
‫أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه قالوا ‪ :‬نصلي على رجل ليس بسلم ! قال فنلت ‪ { :‬وإن من أهل الكتاب لن يؤمن بال وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعي ل } ] ( آل عمران ‪:‬‬
‫{ ‪ ) 199‬قال قتادة ‪ :‬فقالوا ‪ :‬إنه كان ل يصلي إل القبلة ! فأنزل ال عز وجل ‪ { :‬ول الشرق والغرب فأينما تولوا فثم وجه ال‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك ‪ :‬أن ال تعال ذكره إنا خص الب عن الشرق والغرب ف هذه الية بأنما له ملكا وإن كان ل شيء إل وهو له ملك إعلما منه عباده الؤمني‬
‫أن له ملكهما وملك مابينهما من اللق وأن على جيعهم إذ كان له ملكهم طاعته فيما أمرهم وناهم وفيما فرض عليهم من الفرائض والتوجه نو الوجه الذي وجهوا إليه إذ كان من حكم‬
‫الماليك طاعة مالكهم فأخرج الب عن { الشرق والغرب } والراد به ‪ :‬من بينهما من اللق على النحو الذي قد بينت من الكتفاء بالب عن سبب الشيء من ذكره والب عنه كما قيل ‪:‬‬
‫{ وأشربوا ف قلوبم العجل } ( البقرة ‪ ) 93 :‬وما أشبه ذلك‬
‫ومعن الية إذا ‪ :‬ول ملك اللق الذي بي الشرق والغرب يتعبدهم با شاء ويكم فيهم ما يريد عليهم طاعته فولوا وجوهكم أيها الؤمنون نو وجهي فإنكم أينما تولوا وجوهكم فهنالك‬
‫وجهي‬
‫فأما القول ف هذه الية ناسخة أم منسوخة أم ل هي ناسخة ول منسوخة ؟ فالصواب فيه من القول أن يقال ‪ :‬إنا جاءت ميء العموم والراد الاص وذلك أن قوله ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه‬
‫ال } متمل ‪ :‬أينما تولوا ف حال سيكم ف أسفاركم ف صلتكم التطوع وف حال مسايفتكم‬
‫عدوكم ف تطوعكم ومكتوبتكم فثم وجه ال كما قال ابن عمر و النخعي ومن قال ذلك من ذكرنا عنه آنفا‬
‫ومتمل ‪ :‬فأينما تولوا من أرض ال فتكونوا با فثم قبلة ال الت توجهون وجوهكم إليها لن الكعبة مكن لكم التوجه إليها منها كما قال ‪ :‬أبو كريب قال حدثنا وكيع عن أب سنان عن‬
‫الضحاك و النضر بن عرب عن ماهد ف قول ال عز وجل ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال } قال ‪ :‬قبلة ال فأينما كنت من شرق أو غرب فاستقبلها‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قال أخبن إبراهيم عن ابن أب بكر عن ماهد قال ‪ :‬حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونا قال ‪ :‬الكعبة ومتمل ‪ :‬فأينما تولوا‬
‫وجوهكم ف دعائكم فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم كما ‪ :‬حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج قال قال ابن جريج قال ‪ :‬ماهد ‪ :‬لا نزلت { ادعون أستجب لكم }‬
‫{ ( غافر ‪ ) 65 :‬قالوا ‪ :‬إل أين ؟ فنلت ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال‬
‫فإذ كان قوله عز وجل ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال } متمل ما ذكرنا من الوجه ل يكن لحد أن يزعم أنا ناسخة أو منسوخة إل بجة يب التسليم لا‬
‫لن الناسخ ل يكون إل بنسوخ ول تقم حجة يب التسليم لا بأن قوله ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال } معن به ‪ :‬فأينما توجهوا وجوهكم ف صلتكم فثم قبلتكم ؟ ول أنا نزلت بعد صلة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه نو بيت القدس أمرا من ال عز وجل لم با أن يتوجهوا نو الكعبة فيجوز أن يقال ‪ :‬هي ناسخة الصلة نو بيت القدس إذ كان من أهل العلم من‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وأئمة التابعي من ينكر أن تكون نزلت ف ذلك العن ول خب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ثابت بأنا نزلت فيه وكان الختلف ف أمرها‬
‫موجودا على ما وصفت‬
‫ول هي إذ ل تكن ناسخة لا وصفنا قامت حجتها بأنا منسوخة إذ كانت متملة ما وصفنا ‪ :‬بأن تكون جاءت بعموم ومعناها ‪ :‬ف حال دون حال إن كان عن با التوجه ف الصلة وف كل‬
‫حال إن كان عن با الدعاء وغي ذلك من العان الت ذكرنا‬
‫وقد دللنا ف كتابنا كتاب البيان عن أصول الحكام على أن ل ناسخ من آي القرآن وأخبار رسول ال صلى ال عليه وسلم إل ما نفى حكما ثابتا وألزم العباد فرضه غي متمل بظاهره‬
‫وباطنه غي ذلك فأما إذا ما احتمل غي ذلك من أن يكون بعن الستثناء أو الصوص والعموم أو الجمل أو الفسر فمن الناسخ والنسوخ بعزل با أغن عن تكريره ف هذا الوضع ول‬
‫منسوخ إل النفي الذي قد كان ثبت حكمه وفرضه‬
‫ول يصح واحد من هذين العنيي لقوله ‪ { :‬فأينما تولوا فثم وجه ال } بجة يب التسليم لا فيقال فيه ‪ :‬هو ناسخ أو منسوخ‬
‫وأما قوله ‪ { :‬فأينما } فإن معناه ‪ :‬حيثما‬
‫وأما قوله ‪ { :‬تولوا } فإن الذي هو أول بتأويله أن يكون ‪ :‬تولون نوه وإليه كما يقول القائل ‪ :‬أوليته وجهي ووليته إليه بعن قابلته وواجهته وإنا قلنا ذلك أول بتأويل الية لجاع الجة‬
‫على أن ذلك تأويله وشذوذ من تأوله بعن ‪ :‬تولون عنه فتستدبرونه فالذي تتوجهون إليه وجه ال يعن قبلة ال‬
‫وأما قوله ‪ { :‬فثم } فإنه بعن ‪ :‬هنالك‬
‫واختلف ف تأويل قوله ‪ { :‬فثم وجه ال } فقال بعضهم ‪ :‬تأويل ذلك ‪ :‬فثم قبلة ال يعن بذلك وجهه الذي وجههم إليه ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن النضر بن‬
‫عرب عن ماهد ‪ { :‬فثم وجه ال } قال ‪ :‬قبلة ال‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال أخبن إبراهيم عن ماهد قال ‪ :‬حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن قول ال عز وجل ‪ { :‬فثم وجه ال } فثم ال تبارك وتعال‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن قوله ‪ { :‬فثم وجه ال } فثم تدركون بالتوجه إليه رضا ال الذي له الوجه الكري‬
‫وقال آخرون ‪ :‬عن بـ الوجه ذا الوجه وقال قائلو هذه القالة ‪ :‬وجه ال صفة له‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وما هذه الية من الت قبلها ؟‬
‫قيل ‪ :‬هي لا مواصلة وإنا معن ذلك ‪ :‬ومن أظلم من النصارى الذين منعوا عباد ال مساجده أن يذكر فيها اسه وسعوا ف خرابا ول الشرق والغرب فأينما توجهوا وجوهكم فاذكروه فإن‬
‫وجهه هنالك يسعكم فضله وأرضه وبلده ويعلم ما تعملون ول ينعكم تريب من خرب مسجد بيت القدس ومنعهم من منعوا من ذكر ال فيه أن تذكروا ال حيث كنتم من أرض ال‬
‫تبتغون به وجهه‬
‫{ القول ف تأويل قوله ‪ { :‬إن ال واسع عليم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬واسع } يسع خلقه كلهم بالكفاية والفضال والود والتدبي‬
‫وأما قوله ‪ { :‬عليم } فإنه يعن ‪ :‬أنه عليم بأفعالم ل يغيب عنه منها شيء ول يعزب عن علمه بل هوبميعها عليم‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وقالوا اتذ ال ولدا سبحانه بل له ما ف السماوات والرض‬
‫{ قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬وقالوا اتذ ال ولدا } الذين منعوا مساجد ال أن يذكر فيها اسه و { قالوا } ‪ :‬معطوف على قوله ‪ { :‬وسعى ف خرابا‬
‫وتأويل الية ‪ :‬ومن أظلم من منع مساجد ال أن يذكر فيها اسه وسعى ف خرابا وقالوا اتذ ال ولدا وهم النصارى الذين زعموا أن عيسى ابن ال فقال ال جل ثناؤه مكذبا قيلهم ما قالوا‬
‫من ذلك ومنتفيا ما نلوه وأضافوا إليه بكذبم وفريتهم ‪ { :‬سبحانه } يعن با ‪ :‬تنيها وتبيئا من أن يكون له ولد وعلوا وارتفاعا عن ذلك وقد دللنا فيما مضى على معن قول القائل ‪:‬‬
‫سبحان ال با أغن عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫ث أخب جل ثناؤه أن له ما ف السموات والرض ملكا وخلقا ومعن ذلك ‪ :‬وكيف يكون السيح ل ولدا وهو ل يلو ‪ :‬إما أن يكون ف بعض هذه الماكن إما ف السموات وإما ف الرض‬
‫ول ملك ما فيهما ولو كان السيح ابنا كما زعمتم ل يكن كسائر ما ف السموات والرض من خلقه وعبيده ف ظهور آيات الصنعة فيه‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪554‬‬

‫(وقالوا اتذ ال ولدا سبحانه بل له ما ف السماوات والرض كل له قانتون (‪116‬‬


‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف تأويل ذلك فقال بعضهم ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬مطيعون‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬كل له قانتون } مطيعون‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال عز وجل ‪ { :‬كل له قانتون } قال ‪ :‬مطيعون قال ‪ :‬طاعة الكافر ف سجود ظله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد بثله إل أنه زاد ‪ :‬بسجود ظله وهو كاره‬
‫حدثنا موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬كل له قانتون } يقول ‪ :‬كل له مطيعون يوم القيامة‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثن يي بن سعيد عمن ذكره عن عكرمة ‪ { :‬كل له قانتون } قال ‪ :‬الطاعة‬
‫حدثت عن النجاب بن الارث قال حدثنا بشربن عمارة عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ‪ { :‬قانتون } مطيعون‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬كل له مقرون بالعبودية ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ابن حيد قال حدثنا يي بن واضح قال حدثنا السي بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة ‪ { :‬كل له‬
‫قانتون } كل مقر له بالعبودية‬
‫وقال آخرون با ‪ :‬حدثن به الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قوله ‪ { :‬كل له قانتون } قال ‪ :‬كل له قائم يوم القيامة‬
‫وبـ القنوت ف كلم العرب معالز أحدها ‪ :‬الطاعة والخر ‪ :‬القيام والثالث ‪ :‬الكف عن الكلم والمساك عنه‬
‫وأول معان القنوت ف قوله ‪ { :‬كل له قانتون } الطاعة والقرار ل عز وجل بالعبودية بشهادة أجسامهم با فيها من آثار الصنعة والدللة على وحدانية ال عز وجل وأن ال تعال ذكره‬
‫بارئها وخالقها وذلك أن ال جل ثناؤه أكذب الذين زعموا أن ل ولدا بقوله ‪ { :‬بل له ما ف السموات والرض } ملكا وخلقا ث أخب عن جيع ما ف السموات والرض أنا مقرة بدللتها‬
‫على ربا وخالقها وأن ال تعال بارئها وصانعها وإن جحد ذلك بعضهم فألسنتهم مذعنة له بالطاعة بشهادتا له بآثار الصنعة الت فيها بذلك وأن السيح أحدهم فأن يكون ل ولدا وهذه‬
‫صفته ؟ وقد زعم بعض من قصرت معرفته عن توجيه الكلم وجهته أن قوله ‪ { :‬كل له قانتون } خاصة لهل الطاعة وليست بعامة وغي جائز ادعاء خصوص ف آية عام ظاهرها إل بجة‬
‫يب التسليم لا لا قد بينا ف كتابنا كتاب البيان عن أصول الحكام‬
‫وهذا خب من ال جل وعز عن أن السيح الذي زعمت النصارى أنه ابن ال مكذبم هو والسموات والرض وما فيها إما باللسان وإما بالدللة وذلك أن ال جل ثناؤه أخب عن جيعهم‬
‫بطاعتهم إياه وإقرارهم له بالعبودية عقيب قوله ‪ { :‬وقالوا اتذ ال ولدا } فدل ذلك على صحة ماقلنا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪555‬‬

‫(بديع السماوات والرض وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون (‪117‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬بديع السماوات والرض } مبدعها‬
‫وانا هو مفعل صرف إل فعيل كما صرف الؤل ال أليم و السمع إل سيع ومعن البدع ‪ :‬النشىء والحدث ما ل يسبقه إل إنشاء مثله وإحداثه أحد ولذلك سي البتدع ف الدين مبتدعا‬
‫‪ :‬لحداثه فيه ما ل يسبقه إليه غيه وكذلك كل مدث فعل أو قول ل يتقدمه فيه متقدم فإن العرب تسميه مبتدعا ومن ذلك قول العشى أعشى بن ثعلبة ف مدح هوذة بن علي النفي‬
‫( يرعى إل قول سادات الرجال إذا ‪ ...‬أبدوا له الزم أو ما شاءه ابتدعا )‬
‫‪ :‬أي يدث ما شاء ومنه قول رؤبة بن العجاج‬
‫( فأيها الغاشي القذاف التيعا ‪ ...‬إن كنت ل التقي الطوعا )‬
‫( فليس وجه الق أن تبدعا )‬
‫يعن ‪ :‬أن تدث ف الدين ما ل يكن فيه‬
‫فمعن الكلم ‪ :‬سبحان ال أن يكون له ولد وهو مالك ما ف السموات والرض تشهد له جيعا بدللتها عليه بالوحدانية وتقر له بالطاعة وهو بارئها وخالقها وموجدها من غي أصل ول مثال‬
‫احتذاها عليه ؟‬
‫وهذا إعلم من ال جل ثناؤه عباده أن ما يشهد له بذلك ‪ :‬السيح الذي أضافوا إل ال جل ثناؤه بنوته وإخبار منه لم أن الذي ابتدع السموات والرض من غي أصل وعلى غي مثال هو‬
‫‪ :‬الذي ابتدع السيح من غي والد بقدرته وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال جاعة من أهل التأويل ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬بديع السماوات والرض } يقول ‪ :‬ابتدع خلقها ول يشركه ف خلقها أحد‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬بديع السماوات والرض } يقول ‪ :‬ابتدعها فخلقها ول يلق قبلها شيء فيتمثل به‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬وإذا قضى أمرا } وإذا أحكم أمرا وحتمه‬
‫وأصل كل قضاء أمر ‪ :‬الحكام والفراغ منه ومن ذلك قيل للحاكم بي الناس ‪ :‬القاضي بينهم لفصله القضاء بي الصوم وقطعه الكم بينهم وفراغه منه به ومنه قيل للميت ‪ :‬قد قضي يراد‬
‫به ‪ :‬قد فرغ من الدنيا وفصل منها ومنه قيل ‪ :‬ما ينقضي عجب من فلن يراد ‪ :‬ما ينقطع ومنه قيل ‪ :‬تقضى النهار إذا انصرم ومنه قول ال عز وجل ‪ { :‬وقضى ربك أن ل تعبدوا إل إياه } (‬
‫السراء ‪ ) 23 :‬أي ‪ :‬فصل الكم فيه بي عباده بأمره إياهم بذلك وكذلك قوله ‪ { :‬وقضينا إل بن إسرائيل ف الكتاب } ( السراء ‪ ) 41 :‬أي أعلمناهم بذلك وأخبناهم به ففرغنا إليهم‬
‫‪ :‬منه ومنه قول أب ذؤيب‬
‫( وعليهما مسرودتان قضاها ‪ ...‬داود أو صنع السوابغ تبع )‬
‫‪ :‬ويروى‬
‫( وتعاورا مسرودتي قضاها )‬
‫ويعن بقوله ‪ :‬قضاها أحكمهما ومنه قول الخر ف مدح عمر بن الطاب رضي ال‬
‫( قضيت أمورا ث غادرت بعدها ‪ ...‬بوائق ف أكمامها ل تفتق )‬
‫ويروى ‪ :‬بوا ئج‬
‫وأما قوله ‪ { :‬فإنا يقول له كن فيكون } فإنه يعن بذلك ‪ :‬وإذا أحكم أمرا فحتمه فإنا يقول لذلك المر ‪ { :‬كن } فيكون ذلك المر على ما أمره ال أن يكون وأراده‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فإن قال لنا قائل ‪ :‬وما معن قوله ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } ؟ وف أي حال يقول للمر الذي يقيضه ‪ { :‬كن } ؟ أف حال عدمه وتلك حال ل يوز فيها‬
‫أمره إذ كان مال أن يأمر إل الأمور فإذا ل يكن الأمور استحال المر وكما مال المر من غي آمر فكذلك مال المر من آمر إل لأمور أم يقول له ذلك ف حال وجوده ؟ وتلك حال ل‬
‫يوز أمره فيها بالدوث لنه حادث موجود ول يقال للموجود ‪ :‬كن موجودا إل بغي معن المر بدوث عينه ؟‬
‫‪ :‬قيل ‪ :‬قد تنازع التأؤلون ف معن ذلك ونن مبون با قالوا فيه والعلل الت اعتل با كل فريق منهم لقوله ف ذلك‬
‫قال بعضهم ‪ :‬ذلك خب من ال جل ثناؤه عن أمره الحتوم على وجه القضاء لن قضى عليه قضاء من خلقه الوجودين أنه إذا أمره بأمر نفذ فيه قضاؤه ومضى فيه أمره نظي أمره من امر من‬
‫بن إسرائيل بأن يكونوا قردة خاسئي وهم موجودون ف حال أمره إياهم بذلك وحتم قضائه عليهم با قضى فيهم وكالذي خسف به وبداره الرض وما أشبه ذلك من أمره وقضائه فيمن‬
‫كان موجودا من خلقه ف حال أمره الحتوم عليه‬
‫فوجه قائلو هذا القول قوله ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } إل الصوص دون العموم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل الية عام ظاهرها فليس لحد أن ييلها إل باطن بغي حجة يب التسليم لا وقال ‪ :‬إن ال عال بكل ما هو كائن قبل كونه فلما كان ذلك كذلك كانت الشياء الت ل‬
‫تكن وهي كائنة لعلمه با قبل كونا نظائر الت هي موجودة فجاز أن يقول لا ‪ :‬كون ويأمرها بالروج من حال العدم إل حال الوجود لتصور جيعها له ولعلمه با ف حال العدم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل الية وإن كان ظاهرها ظاهر عموم فتأويلها الصوص لن المر غي جائز إل لأمور على ما وصفت قبل قالوا ‪ :‬وءإذ كان ذلك كذلك فالية تأويلها ‪ :‬وإذا قضى أمرا ‪:‬‬
‫من إحياء ميت أو إماتة حي ونو ذلك فإنا يقول لي ‪ :‬كن ميتا أو ليت ‪ :‬كن حيا وما أشبه ذلك من المر‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل ذلك من ال عز وجل خب عن جيع ما ينشئه ويكونه أنه إذا قضاه وخلقه وأنشأه كان ووجد ول قول هنالك عند قائلي هذه القالة إل وجود الخلوق وحدوث القضي‬
‫وقالوا ‪ :‬إنا قول ال عز وجل ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } نظي قول‬
‫‪ :‬القائل ‪ :‬قال فلن برأسه و قال بيده إذا حرك رأسه أو أومأ بيده ول يقل شيئا وكما قال أبو النجم‬
‫( وقالت النساع للبطن الق ‪ ...‬قدما فاضت كالفنيق الحنق )‬
‫‪ :‬ول قول هنالك لنا عن أن الظهر قد لق بالبطن وكما قال عمرو بن حمة الدوسي‬
‫( فأصبحت مثل النسر طارت فراخه ‪ ...‬إذا رام تطيارا يقال له ‪ :‬قع )‬
‫‪ :‬ول قول هناك وإنا معناه ‪ :‬إذا رام طيانا وقع وكما قال الخر‬
‫( امتل الوض وقال ‪ :‬قطن ‪ ...‬سل رويدا قد ملت بطن )‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول القوال بالصواب ف قوله ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } أن يقال ‪ :‬هو عام ف كل ما قضاه ال وبرأه لن ظاهر ذلك ظاهر عموم وغي جائزة إحالة‬
‫الظاهر إل الباطن من التأويل بغي برهان لا قد بينا ف كتابنا كتاب البيان عن أصول الحكام وإذ كان ذلك كذلك فأمر ال جل وعز لشيء إذا أراد تكوينه موجودا بقوله ‪ { :‬كن } ف حال‬
‫إرادته إياه مكونا ل يتقدم وجود الذي أراد إياده وتكوينه إرادته إياه ول أمره بالكون والوجود ول يتأخر عنه فغي جائز أن يكون الشيء مأمورا بالوجود مرادا كذلك إل وهو موجود ول‬
‫أن يكون موجودا إل وهو مأمور بالوجود مراد كذلك‬
‫ونظي قوله ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } قوله ‪ { :‬ومن آياته أن تقوم السماء والرض بأمره ث إذا دعاكم دعوة من الرض إذا أنتم ترجون } ( الروم ‪ ) 25 :‬فإن خروج‬
‫القوم من قبورهم ل يتقدم دعاء ال ول يتأخر عنه‬
‫ويسأل من زعم أن قوله ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } خاص ف التأويل اعتلل بأن أمر غي الوجود غي جائز عن دعوة أهل القبور قبل خروجهم من قبورهم أم بعده أم هي‬
‫ف خاص من اللق ؟ فلن يقول ف ذلك قول إل الزم ف الخر مثله‬
‫‪ :‬ويسأل الذين زعموا أن معن قوله جل ثناؤه ‪ { :‬فإنا يقول له كن فيكون } نظي قول القائل ‪ :‬قال فلن برأسه أو بيده إذا حركه وأومأ ونظي قول الشاعر‬
‫( تقول إذا درأت لا وضين ‪ ... :‬أهذا دينه أبدا ودين )‬
‫وما أشبه ذلك ‪ :‬فإنم ل صواب اللغة أصابوا ول كتاب ال وما دلت على صحته الدلة اتبعوا فيقال لقائلي ذلك ‪ :‬إن ال تعال ذكره أخب عن نفسه أنه إذا قضى أمرا قال له ‪ { :‬كن }‬
‫أفتنكرون أن يكون قائل ذلك ؟ فإن أنكروه كذبوا بالقرآن وخرجوا من اللة‬
‫وإن قالوا ‪ :‬بل نقر به ولكنا نزعم أن ذلك نظي قول القائل ‪ :‬قال الائط فمال ول قول هنالك وإنا ذلك خب عن ميل الائط‬
‫قيل لم ‪ :‬أفتجيزون للمخب عن الائط باليل أن يقول ‪ :‬إنا قول الائط إذا أراد أن ييل أن يقول هكذا فيميل ؟‬
‫فإن أجازوا ذلك خرجوا من معروف كلم العرب وخالفوا منطقها وما يعرف ف لسانا‬
‫وإن قالوا ‪ :‬ذلك غي جائز‬
‫قيل لم ‪ :‬ان ال تعال ذكره أخبهم عن نفسه أن قوله للشيء إذا أراده أن يقول له ‪ { :‬كن فيكون } فأعلم عباده قوله الذي يكون به الشيء ووصفه ووكده وذلك عندكم غي جائز ف‬
‫العبارة عما ل كلم له ول بيان ف مثل قول القائل ‪ :‬قال الائط فمال فكيف ل يعلموا بذلك فرق ما بي معن قول ال ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } وقول القائل ‪ :‬قال‬
‫الائط فمال ؟ وللبيان عن فساد هذه القالة موضع غي هذا نأت فيه على القول با فيه الكفاية إن شاءال‬
‫وإذا كان المر ف قوله جل ثناؤه ‪ { :‬وإذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون } هو ما وصفنا من أن حال أمره الشيء بالوجود حال وجود الأمور بالوجود فبي بذلك أن الذي هو أول‬
‫بقوله { فيكون } الرفع على العطف على قوله ‪ { :‬يقول } لن القول و الكون حالما واحد وهو نظي قول القائل ‪ :‬تاب فلن فاهتدى و اهتدى فلن فتاب لنه ل يكون تائبا إل وهو مهتد‬
‫ول مهتديا إل وهو تائب فكذلك ل يكون أن يكون ال آمرا شيئا بالوجود إل وهو موجود ول موجودا إل وهو آمره بالوجود‬
‫ولذلك استجاز من استجاز نصب { فيكون } من قرأ { إنا قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } ( النحل ‪ ) 40 :‬بالعن الذي وصفنا على معن ‪ :‬أن نقول فيكون‬
‫وأما رفع من رفع ذلك فإنه رأى أن الب قد ت عند قوله ‪ { :‬إذا أردناه أن نقول له كن } إذ كان معلوما أن ال إذا حتم قضاءه على شيء كان الحتوم عليه موجودا ث ابتدأ بقوله ‪:‬‬
‫‪ { :‬فيكون } كما قال جل ثناؤه { لنبي لكم ونقر ف الرحام ما نشاء } ( الج ‪ ) 5 :‬وكما قال ابن أحر‬
‫( يعال عاقرا أعيت عليه ‪ ...‬ليلقحها فينتجها حوارا )‬
‫يريد ‪ :‬فإذا هو ينتجها حوارا‬
‫فمعن الية إذا ‪ :‬وقالوا اتذ ال ولدا سبحانه أن يكون له ولد بل هو مالك السموات والرض وما فيهما كل ذلك مقر له بالعبودية بدللته على وحدانيته وأن يكون له ولد وهو الذي ابتدع‬
‫السموات والرض من غي أصل كالذي ابتدع السيح من غي والد بقدرته وسلطانه الذي ل يتعذر عليه به شيء أراده بل إنا يقول له إذا قضاه فأراد تكوينه ‪ { :‬كن } فيكون موجودا كما‬
‫أراده وشاءه فكذلك كان ابتداعه السيح وانشاؤه إذ أراد خلقه من غي والد‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪559‬‬

‫(وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولم تشابت قلوبم قد بينا اليات لقوم يوقنون (‪118‬‬

‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل فيمن عن ال بقوله ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال } فقال بعضهم ‪ :‬عن بذلك النصارى ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال جل وعز ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال أو تأتينا آية } قال ‪ :‬النصارى تقوله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد مثله وزاد فيه ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون } النصارى‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل عن ال بذلك اليهود الذين كانوا ف زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن بكي وحدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال جيعا حدثنا ممد بن إسحق قال حدثن ممد بن أب ممد قال حدثن سعيد بن جبي أو عكرمة‬
‫عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رافع بن حريلة لرسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إن كنت رسول من عند ال كما تقول فقل ل عز وجل فليكلمنا حت نسمع كلمه ! فأنزل ال عز وجل ف ذلك‬
‫من قوله ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال أو تأتينا آية } الية كلها‬
‫‪ :‬وقال آخرون ‪ :‬بل عن بذلك مشركي العرب ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ ‪ :‬قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال أو تأتينا آية } وهم كفار العرب‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال } قال ‪ :‬هم كفار العرب‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال } أما { الذين ل يعلمون } فهم العرب‬
‫وأول هذه القوال بالصحة والصواب قول القائل ‪ :‬إن ال تعال عن بقوله ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون } النصارى دون غيهم لن ذلك ف سياق خب ال عنهم وعن افترائهم عليه وادعائهم‬
‫له ولدا فقال جل ثناؤه مبا عنهم فيما أخب عنهم من ضللتهم ‪ :‬أنم مع افترائهم على ال الكذب بقولم ‪ :‬اتذ ال ولدا تنوا على ال الباطيل فقالوا جهل منهم بال وبنلتهم عنده وهم‬
‫بال مشركون ‪ { :‬لول يكلمنا ال } كما يكلم رسله وأنبياءه أو تأتينا آية كما أتتهم ول ينبغي ل أن يكلم إل أولياءه ول يؤت آية معجزة على دعوى مدع إل لن كان مقا ف دعواه وداعيا‬
‫إل ال وتوحيده فأما من كان كاذبا ف دعواه وداعيا إل الفرية عليه وادعاء البني والبنات له فغي جائز أن يكلمه ال جل ثناؤه أو يؤتيه آية معجزة تكون مؤيدة كذبه وفريته عليه‬
‫وأما الزاعم أن ال عن بقوله ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون } العرب فإنه قائل قول ل خب بصحته ول برهان على حقيقته ف ظاهر الكتاب والقول إذا صار إل ذلك كان واضحا خطؤه لنه‬
‫ادعى ما ل برهان على صحته وادعاء مثل ذلك لن يتعذر على أحد‬
‫‪ :‬وأما معن قوله ‪ { :‬لول يكلمنا ال } فإنه بعن ‪ :‬هل يكلمنا ال كما قال الشهب بن رميلة‬
‫( تعدون عقر النيب أفضل مدكم ‪ ...‬بن ضوطرى لول الكمي القنعا )‬
‫‪ :‬بعن ‪ :‬فهل تعدون الكمي القنع كما‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬لول يكلمنا ال } قال ‪ :‬فهل يكلمنا ال‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فأما الية فقد ثبت فيما قبل معن الية أنا العلمة وإنا أخب ال عنهم أنم قالوا ‪ :‬هل تأتينا آية على ما نريد ونسأل كما أتت النبياء والرسل فقال عز وجل ‪ { :‬كذلك قال‬
‫{ الذين من قبلهم مثل قولم‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل فيمن عن ال بقوله ‪ { :‬كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولم } فقال بعضهم ف ذلك با‬
‫حدثن به ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولم } هم اليهود‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬قال الذين من قبلهم } اليهود‬
‫وقال آخرون ‪ :‬هم اليهود والنصارى لن { الذين ل يعلمون } هم العرب‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قال ‪ { :‬الذين من قبلهم } يعن اليهود والنصارى وغيهم‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬قالوا ‪ :‬يعن العرب كما قالت اليهود والنصارى من قبلهم‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولم } يعن اليهود والنصارى‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬قد دللنا على أن الذين عن ال تعال ذكره بقوله ‪ { :‬وقال الذين ل يعلمون لول يكلمنا ال } هم النصارى والذين قالوا مثل قولم هم اليهود ‪ :‬سألت موسى صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يريهم ربم جهرة وأن يسمعهم كلم ربم كما قد بينا فيما مضى من كتابنا هذا وسألوا من اليات ما ليس لم مسألته تكما منهم على ربم وكذلك تنت النصارى على ربا تكما‬
‫منها عليه أن يسمعهم كلمه ويريهم ما أرادوا من اليات فاخب ال جل ثناؤه عنهم أنم قالوا من القول ف ذلك مثل الذي قالته اليهود وتنت على ربا مثل أمانيها وأن قولم الذي قالوه من‬
‫ذلك إنا يشابه قول اليهود من أجل تشابه قلوبم ف الضللة والكفر بال فهم وإن اختلفت مذاهبهم ف كذبم على ال وافترائهم عليه فقلوبم متشابة ف الكفر بربم والفرية عليه وتكمهم‬
‫‪ :‬على أنبياء ال ورسله عليهم السلم وبنحو ما قلنا ف ذلك قال ماهد‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬تشابت قلوبم } قلوب النصارى واليهود‬
‫‪ :‬وقال غيه ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬تشابت قلوب كفار العرب واليهود والنصارى وغيهم ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬تشابت قلوبم } يعن العرب واليهود والنصارى وغيهم‬
‫حدثن الثن حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬تشابت قلوبم } يعن العرب واليهود والنصارى وغيهم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وغي جائز ف قوله { تشابت } التثقيل لن التاء الت ف أولا زائدة أدخلت ف قوله ‪ :‬تفاعل وإن ثقلت صارت تاءين ول يوز إدخال تاءين زائدتي علمة لعن واحد وإنا‬
‫يوز ذلك ف الستقبال لختلف معن دخولما لن إحداها تدخل علما للستقبال والخرى منهما الت ف تفاعل ث تدغم إحداها ف الخرى فتثقل فيقال ‪ :‬تشابه بعد اليوم قلوبنا‬
‫فمعن الية ‪ :‬وقالت النصارى الهال بال وبعظمته ‪ :‬هل يكلمنا ال ربنا كما كلم أنبياءه ورسله أو تيئنا علمة من ال نعرف با صدق ما نن عليه على ما نسأل ونريد ؟ قال ال جل ثناؤه‬
‫‪ :‬فكما قال هؤلء الهال من النصارى وتنوا على ربم قال من قبلهم من اليهود فسألوا ربم أن يريهم ال نفسه جهرة ويؤتيهم آية واحتكموا عليه وعلى رسله وتنوا المان فاشتبهت قلوب‬
‫اليهود والنصارى ف تردهم على ال وقلة معرفتهم بعظمته وجرأتم على أنبيائه ورسله كما اشتبهت أقوالم الت قالوها‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قد بينا اليات لقوم يوقنون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬قد بينا اليات لقوم يوقنون } قد بينا العلمات الت‬
‫من أجلها غضب ال على اليهود وجعل منهم القردة والنازير وأعد لم العذاب الهي ف معادهم والت من أجلها أخزى ال النصارى ف الدنيا وأعد لم الزي والعذاب الليم ف الخرة ؟‬
‫والت من أجلها جعل سكان النان الذين أسلموا وجوههم ل وهم مسنون ف هذه السورة وغيها فاعلموا السباب الت من أجلها استحق كل فريق منهم من ال ما فعل به من ذلك وخص‬
‫ال بذلك القوم الذين يوقنون لنم أهل التثبت ف المور والطالبون معرفة حقائق الشياء على يقي وصحة فأخب ال جل ثناؤه أنه بي لن كانت هذه الصفة صفته ما بي من ذلك ليزول‬
‫شكه ويعلم حقيقة المر إذ كان ذلك خبا من ال جل ثناؤه وخب ال الب الذي ل يعذر سامعه بالشك فيه وقد يتمل غيه من الخبار ما يتمل من السباب العارضة فيه من السهو والغلط‬
‫والكذب وذلك منفي عن خب ال عز وجل‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪563‬‬

‫(إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا ول تسأل عن أصحاب الحيم (‪119‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬ومعن قوله جل ثناؤه ‪ { :‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا } ‪ :‬إنا أرسلناك يا ممد بالسلم الذي ل أقبل من أحد غيه من الديان وهو الق مبشرا من اتبعك فأطاعك وقبل‬
‫منك ما دعوته إليه من الق بالنصر ف الدنيا والظفر بالثواب ف الخرة والنعيم القيم فيها ومنذرا من عصاك فخالفك ورد عليك ما دعوته إليه من الق بالزي ف الدنيا والذل فيها والعذاب‬
‫الهي ف الخرة‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ول تسأل عن أصحاب الحيم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬قرأت عامة القرأة ‪ { :‬ول تسأل عن أصحاب الحيم } بضم التاء من { تسأل } ورفع اللم منها على الب بعن ‪ :‬يا ممد إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا فبلغت ما ارسلت‬
‫به وإنا عليك البلغ والنذار ولست مسئول عمن كفر با أتيته به من الق وكان من أهل الحيم‬
‫وقرأ ذلك بعض أهل الدينة ‪ { :‬ول تسأل } جزما بعن النهي مفتوح التاء من تسأل وجزم اللم منها ومعن ذلك على قراءة هؤلء ‪ :‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا لتبلغ ما أرسلت به ل‬
‫‪ :‬لتسأل عن أصحاب الحيم فل تسأل عن حالم وتأول الذين قرأوا هذه القراءة ما‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن ممد بن كعب قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬ليت شعري ما فعل أبواي فنلت ‪ { :‬ول تسأل عن أصحاب الحيم‬
‫{‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا الثوري عن موسى بن عبيدة عن ممد بن كعب القرظي قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬ليت شعري ما فعل أبواي ؟‬
‫ليت شعري ما فعل أبواي ؟ ليت شعري ما فعل أبواي ؟ ] ثلثا فنلت ‪ { :‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا ول تسأل عن أصحاب الحيم } فما ذكرها حت توفاه ال‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قال أخبن داود بن أب عاصم ‪ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال ذات يوم ‪ [ :‬ليت شعري أين أبواي ؟ ] فنلت ‪ { :‬إنا‬
‫{ أرسلناك بالق بشيا ونذيرا ول تسأل عن أصحاب الحيم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب عندي من القراءة ف ذلك قراءة من قرأ بالرفع على الب لن ال جل ثناؤه قص قصص أقوام من اليهود والنصارى وذكر ضللتهم وكفرهم بال وجراءتم على‬
‫أنبيائه ث قال لنبيه صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬إنا أرسلناك } يا ممد { بالق بشيا } من آمن بك واتبعك من قصصت عليك أنباءه ومن ل أقصص عليك أنباءه { ونذيرا } من كفر ربك‬
‫وخالفك فبلغ رسالت فليس عليك من أعمال من كفر بك بعد إبلغك إياه رسالت تبعة ول أنت مسؤول عما فعل بعد ذلك ول ير لسألة رسول ال صلى ال عليه وسلم ربه عن أصحاب‬
‫الحيم ذكر فيكون لقوله ‪ { :‬ول تسأل عن أصحاب الحيم } وجه يوجه إليه وإنا الكلم موجه معناه إل ما دل عليه ظاهره الفهوم حت تأت دللة بينة تقوم با الجة على أن الراد به غي‬
‫ما دل عليه ظاهره فيكون حينئذ مسلما للحجة الثابتة بذلك ول خب تقوم به الجة على أن النب صلى ال عليه وسلم ني عن أن يسأل ف هذه الية عن أصحاب الحيم ول دللة تدل على‬
‫أن ذلك كذلك ف ظاهر التنيل والواجب أن يكون تأويل ذلك الب على ما مضى ذكره قبل هذه الية وعمن ذكر بعدها من اليهود والنصارى وغيهم من أهل الكفر دون النهي عن‬
‫السألة عنهم‬
‫فإن ظن ظان أن الب الذي روي عن ممد بن كعب صحيح فإن ف استحالة الشك من الرسول عليه السلم ف أن أهل الشرك من أهل الحيم وأن أبويه كانا منهم ما يدفع صحة ما قاله‬
‫ممد بن كعب إن كان الب عنه صحيحا مع أن ف ابتداء الب بعد قوله ‪ { :‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا } بـ الواو بقوله ‪ { :‬ول تسأل عن أصحاب الحيم } وتركه وصل ذلك بأوله‬
‫بـ الفاء وأن يكون إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا فل تسال عن أصحاب الحيم أوضح الدللة على أن الب بقوله ‪ { :‬ول تسأل } أول من النهي والرفع به أول من الزم‬
‫وقد ذكر أنا ف قراءة اب ‪ :‬وما تسأل وف قراءة ابن مسعود ‪ :‬ولن تسأل وكلتا هاتي القراءتي تشهد بالرفع والب فيه دون النهي‬
‫وقد كان بعض نوي البصرة يوجه قوله ‪ { :‬ول تسأل عن أصحاب الحيم } إل الال كأنه كان يرى أن معناه ‪ :‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا غي مسؤول عن أصحاب الحيم وذلك إذا‬
‫ضم التاء وقرأه على معن الب وكان ييز على ذلك قراءته ‪ { :‬ول تسأل } بفتح التاء وضم اللم على وجه الب بعن ‪ :‬إنا أرسلناك بالق بشيا ونذيرا غي سائل عن أصحاب الحيم وقد‬
‫بينا الصواب عندنا ف ذلك‬
‫وهذان القولن اللذان ذكرتما عن البصري ف ذلك يدفعهما ما روي عن ابن مسعود واب من القراءة لن إدخالما ما أدخل من ذلك من ما ولن يدل على انقطاع الكلم عن أوله وابتداء‬
‫قوله ‪ { :‬ول تسأل } وإذا كان ابتداء ل يكن حال‬
‫‪ :‬وأما { أصحاب الحيم } فـ { الحيم } هي النار بعينها إذا شبت وقودها ومنه قول أمية بن أب الصلت‬
‫( إذا شبت جهنم ث دارت ‪ ...‬واعرض عن قوابسها الحيم )‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪565‬‬

‫(ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حت تتبع ملتهم قل إن هدى ال هو الدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من ال من ول ول نصي (‪120‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬ولن ترضى عنك اليهود ول النصارى حت تتبع ملتهم } وليست اليهود يا ممد ول النصارى براضية عنك أبدا فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم‬
‫وأقبل على طلب رضا ال ف دعائهم إل ما بعثك ال به من الق فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لو السبيل إل الجتماع فيه معك على اللفة والدين القيم ول سبيل لك إل إرضائهم باتباع‬
‫ملتهم لن اليهودية ضد النصرانية والنصرانية ضد اليهودية ول تتمع النصرانية واليهودية ف شخص واحد ف حال واحدة واليهود والنصارى ل تتمع على الرضا بك إل أن تكون يهوديا‬
‫نصرانيا وذلك ما ل يكون منك أبدا لنك شخص واحد ولن يتمع فيك دينان متضادان ف حال واحدة وإذا ل يكن إل اجتماعهما فيك ف وقت واحد سبيل ل يكن لك إل إرضاء الفريقي‬
‫سبيل وإذا ل يكن لك إل ذلك سبيل فالزم هدى ال الذي لميع اللق إل اللفة عليه سبيل‬
‫وأما اللة فإنا الدين وجعها اللل‬
‫ث قال جل ثناؤه لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم ‪ :‬قل يا ممد لؤلء النصارى واليهود الذين قالوا ‪ { :‬لن يدخل النة إل من كان هودا أو نصارى } ‪ { :‬إن هدى ال هو الدى } يعن ‪ :‬إن‬
‫بيان ال هو البيان القنع والقضاء الفاصل بيننا فهلموا إل كتاب ال وبيانه الذي بي فيه لعباده ما اختلفوا فيه وهو التوراة الت تقرون جيعا بأنا من عند ال يتضح لكم فيها الحق منا من‬
‫البطل وأينا أهل النة وأينا أهل النار وأينا على الصواب وأينا على الطأ‬
‫وإنا أمر ال نبيه صلى ال عليه وسلم أن يدعوهم إل هدى ال وبيانه لن فيه تكذيب اليهود والنصارى فيما قالوا ‪ :‬من أن النة لن يدخلها إل من كان هودا أو نصارى وبيان أمر ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم وأن الكذب به من أهل النار دون الصدق به‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ولئن اتبعت } يا ممد هوى هؤلء اليهود والنصارى فيما يرضيهم عنك من تود وتنصر فصرت من ذلك إل إرضائهم ووافقت فيه مبتهم من بعد‬
‫الذي جاءك من العلم بضللتهم وكفرهم بربم ومن بعد الذي اقتصصت عليك من نبئهم ف هذه السورة { ما لك من ال من ول } يعن بذلك ‪ :‬ليس لك يا ممد من ول يلي أمرك وقيم‬
‫يقوم به { ول نصي } ينصرك من ال فيدفع عنك ما ينل بك من عقوبته وينعك من ذلك إن أحل بك ذلك ربك وقد بينا معن الول والنصي فيما مضى قبل‬
‫وقد قيل ‪ :‬إن ال تعال ذكره أنزل هذه الية على نبيه ممد صلى ال عليه وسلم لن اليهود والنصارى دعته إل أديانا وقال كل حزب منهم ‪ :‬إن الدى هو ما نن عليه دون ما عليه غينا‬
‫من سائر اللل فوعظه ال أن يفعل ذلك وعلمه الجة الفاصلة بينهم فيما ادعى كل فريق منهم‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪566‬‬

‫(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الاسرون (‪121‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف الذين عناهم ال جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬الذين آتيناهم الكتاب } فقال ‪ :‬بعضهم ‪ :‬هم الؤمنون برسول ال صلى ال عليه وسلم وبا جاء به من أصحابه‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬الذين آتيناهم الكتاب } هؤلء أصحاب نب ال صلى ال عليه وسلم آمنوا بكتاب ال وصدقوا به‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل عن ال بذلك علماء بن إسرائيل الذين آمنوا بال وصدقوا رسله فأقروا بكم التوراة فعملوا با أمر ال فيها من اتباع ممد صلى ال عليه وسلم واليان به والتصديق با‬
‫‪ :‬جاء به من عند ال ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يونس قال ‪ :‬أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الاسرون } قال ‪ :‬من كفر بالنب صلى‬
‫ال عليه وسلم من يهود فأولئك هم الاسرون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا القول أول بالصواب من القول الذي قاله قتادة لن اليات قبلها مضت بأخبار أهل الكتابي وتبديل من بدل منهم كتاب ال وتأولم إياه على غي تأويله وادعائهم على‬
‫ال الباطيل ول ير لصحاب ممد صلى ال عليه وسلم ف الية الت قبلها ذكر فيكون قوله ‪ { :‬الذين آتيناهم الكتاب } موجها إل الب عنهم ول لم بعدها ذكر ف الية الت تتلوها فيكون‬
‫موجها ذلك إل أنه خب مبتدأ عن قصص أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم وبعد انقضاء قصص غيهم ول جاء بأن ذلك خبعنهم أثر يب التسليم له‬
‫فإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أول بعن الية أن يكون موجها إل أنه خب عمن قص ال جل ثناؤه قصصهم ف الية قبلها والية بعدها وهم أهل الكتابي التوراة والنيل وإذ كان ذلك‬
‫كذلك فتأويل الية ‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب الذي قد عرفته يا ممد وهو التوراة فقرأوه واتبعوا ما فيه فصدقوك وآمنوا بك وبا جئت به من عندي أولئك يتلونه حق تلوته‬
‫وإنا أدخلت اللف واللم ف { الكتاب } لنه معرفة وقد كان النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه عرفوا أي الكتب عن به‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف تأويل قوله عز وجل ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } فقال بعضهم ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن الثن قال حدثن ابن أب عدي و عبد العلى وحدثنا عمرو بن علي قال حدثنا ابن أب عدي جيعا عن داود عن عكرمة عن ابن عباس ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } يتبعونه حق‬
‫اتباعه‬
‫حدثن الثن قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا داود عن عكرمة بثله‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا داود بن أب هند عن عكرمة بثله‬
‫حدثن السي بن عمرو العنقزي قال حدثن أب عن أسباط عن السدي عن أب مالك عن ابن عباس ف قول ال عز وجل ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال يلون حلله ويرمون حرامه ول‬
‫يرفونه‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قال قال أبو مالك ‪ :‬إن ابن عباس قال ف ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } فذكر مثله إل أنه قال ‪ :‬ول يرفونه عن مواضعه‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا الؤمل قال حدثنا سفيان قال حدثنا يزيد عن مرة عن عبد ال ف قول ال عز وجل ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع عن أب العالية قال قال عبد ال بن مسعود ‪ :‬والذي نفسي بيده إن حق تلوته أن يل حلله ويرم حرامه ويقرأه كما أنزله ال‬
‫ول يرف الكلم عن مواضعه ول يتأول منه شيئا على غي تأويله‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة و منصور بن العتمر عن ابن مسعود ف قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } أن يل حلله ويرم حرامه ول يرفه عن‬
‫مواضعه‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا عباد بن العوام عمن ذكره عن عكرمة عن ابن عباس ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } يتبعونه حق اتباعه‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد قال حدثنا عباد بن العوام عن الجاج عن عطاء بثله‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا أبو أحد قال حدثنا سفيان عن منصور عن أب رزين ف قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان وحدثن الثن قال حدثن أبو نعيم قال حدثنا سفيان وحدثن نصر بن عبد الرحن الزدي قال حدثنا يي بن إبراهيم عن سفيان قالوا‬
‫جيعا عن منصور عن أب رزين بثله‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا جرير عن مغية عن ماهد ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬عمل به‬
‫حدثن يعقوب قال حدثنا هشيم قال أخبنا عبد اللك عن قيس بن سعد ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه أل تر إل قوله ‪ { :‬والقمر إذا تلها } ( الشمس ‪ ) 2 :‬يعن الشمس‬
‫إذا تبعها القمر‬
‫حدثن الثن قال حدثنا سويد بن نصر قال أخبنا ابن البارك عن عبد اللك بن أب سليمان عن عطاء و قيس بن سعد عن ماهد ف قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يعملون به حق عمله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا عمرو بن عون قال أخبنا هشيم عن عبد اللك عن قيس بن سعد عن ماهد قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } يعملون به حق عمله‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا مؤمل بن إسعيل قال حدثنا حاد بن زيد عن أيوب عن ماهد ف قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه‬
‫حدثن عمرو قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا السن بن أب جعفر عن أيوب عن أب الليل عن ماهد ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه‬
‫حدثنا عمرو قال حدثنا يي القطان عن عبد اللك عن عطاء قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه يعملون به حق عمله‬
‫حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثن أب عن البارك عن السن ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يعملون بحكمه ويؤمنون بتشابه هويكلون ما أشكل عليهم إل عاله‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬أحلوا حلله وحرموا حرامه وعملوا با فيه ذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول ‪ :‬إن حق‬
‫تلوته ‪ :‬أن يل حلله ويرم حرامه وأن يقرأه كما أنزله ال عز وجل ول يرفه عن مواضعه‬
‫حدثنا عمرو قال حدثنا أبو داود قال حدثنا الكم بن عطية سعت قتادة يقول ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه قال ‪ :‬اتباعه ‪ :‬يلون حلله ويرمون حرامه ويقرأونه كما‬
‫أنزل‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا عمرو بن عون قال أخبنا هشيم عن داود عن عكرمة ف قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } قال ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه أما سعت ال عز وجل ‪ { :‬والقمر إذا تلها }‬
‫( الشمس ‪ ) 2 :‬قال ‪ :‬إذا تبعها‬
‫وقال آخرون ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } يقرأونه حق قراءته‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف تأويل ذلك أنه بعن ‪ :‬يتبعونه حق اتباعه من قول القائل ‪ :‬ما زلت أتلو أثره إذا اتبع أثره لجاع الجة من أهل التأويل على أن ذلك تأويله‬
‫وإذ كان ذلك تأويله فمعن الكلم ‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب يا ممد من أهل التوراة الذين آمنوا بك وبا جئتهم به من الق من عندي يتبعون كتاب الذي أنزلته على رسول موسى صلوات ال‬
‫عليه فيؤمنون به ويقرون با فيه من نعتك وصفتك وأنك رسول فرض عليهم طاعت ف اليان بك والتصديق با جئتهم به من عندي ويعملون با أحللت لم ويتنبون ما حرمت عليهم فيه‬
‫ول يرفونه عن مواضعه ول يبدلونه ول يغيونه كما أنزلته عليهم بتأويل ول غيه‬
‫أما قوله ‪ { :‬حق تلوته } فمبالغة ف صفة اتباعهم الكتاب ولزومهم العمل به كما يقال ‪ :‬إن فلنا لعال حق عال وكما يقال ‪ :‬إن فلنا لفاضل كل فاضل‬
‫وقد اختلف أهل العربية ف إضافة حق إل العرفة فقال بعض نويي الكوفة غي جائزة إضافته إل معرفة لنه بعن أي وبعن قولك ‪ :‬أفضل رجل فلن وأفعل ل يضاف إل واحد معرفة لنه‬
‫مبعض ول يكون الواحد البعض معرفة فأحالوا أن يقال ‪ :‬مررت بالرجل حق الرجل ومررت بالرجل جد الرجل كما أحالوا ‪ :‬مررت بالرجل أي الرجل وأجازوا ذلك ف كل الرجل وعي‬
‫الرجل ونفس الرجل وقالوا ‪ :‬إنا أجزنا ذلك لن هذه الروف كانت ف الصل توكيدا فلما صرن مدوحا تركن مدوحا على أصولن ف العرفة‬
‫وزعموا أن قوله ‪ { :‬يتلونه حق تلوته } إنا جازت إضافته إل التلوة وهي مضافة إل معرفة لن العرب تعتد بـ الاء إذا عادت إل نكرة بالنكرة فيقولون ‪ :‬مررت برجل واحد أمه ونسيج‬
‫وحده وسيد قومه قالوا فكذلك قوله { حق تلوته } إنا جازت إضافة حق إل التلوة وهي مضافة إل الاء لعتداد العرب بـ الاء الت ف نظائرها ف عداد النكرات قالوا ولو كان ذلك حق‬
‫التلوة لوجب أن يكون جائزا مررت بالرجل حق الرجل‬
‫فعلى هذا القول تأويل الكلم ‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوة‬
‫وقال بعض نويي البصرة ‪ :‬جائزة إضافة حق إل النكرات مع النكرات ومع العارف إل العارف وإنا ذلك نظي قول القائل ‪ :‬مررت بالرجل غلم الرجل وبرجل غلم رجل‬
‫فتأويل الية على قول هؤلء ‪ :‬الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلوته‬
‫وأول ذلك بالصواب عندنا القول الول لن معن قوله ‪ { :‬حق تلوته } أي تلوة بعن مدح التلوة الت تلوها وتفضيلها وأي غي جائزة إضافتها إل واحد معرفة عند جيعهم وكذلك حق‬
‫غي جائزة إضافتها إل واحد معرفة وإنا أضيف ف { حق تلوته } إل ما فيه الاء لا وصفت من العلة الت تقدم بيانا‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬أولئك يؤمنون به‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬أولئك } هؤلء الذين أخب عنهم أنم يتلون ما آتاهم من الكتاب حق تلوته وأما قوله ‪ { :‬يؤمنون به } فإنه يعن ‪ :‬يصدقون به والاء الت ف قوله ‪:‬‬
‫{ { به } عائدة على الاء الت ف { تلوته } وها جيعا من ذكر الكتاب الذي قال ال ‪ { :‬الذين آتيناهم الكتاب‬
‫فأخب ال جل ثناؤه أن الؤمن بالتوراة هو التبع ما فيها من حللا وحرامها والعامل با فيها من فرائض ال الت فرضها فيها على أهلها وأن أهلها الذين هم أهلها من كان ذلك صفته دون من‬
‫كان مرفا لا مبدل تأويلها مغيا سننها تاركا ما فرض ال فيها عليه‬
‫وإنا وصف جل ثناؤه من وصف با وصف به من متبعي التوراة وأثن عليهم با أثن به عليهم لن ف اتباعها اتباع ممد نب ال صلى ال عليه وسلم وتصديقه لن التوراة تأمر أهلها بذلك‬
‫وتبهم عن ال تعال ذكره بنبوته وفرض طاعته على جيع خلق ال من بن آدم وأن ف التكذيب بحمد التكذيب لا فأخب جل ثناؤه أن متبعي التوراة هم الؤمنون بحمد صلى ال عليه‬
‫‪ :‬وسلم وهم العاملون با فيها كما‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬أولئك يؤمنون به } قال ‪ :‬من آمن برسول ال صلى ال عليه وسلم من بن إسرائيل وبالتوراة وإن الكافر بحمد صلى ال‬
‫{ عليه وسلم هو الكافر با الاسر كما قال جل ثناؤه ‪ { :‬ومن يكفر به فأولئك هم الاسرون‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ومن يكفر به فأولئك هم الاسرون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬ومن يكفر به } ومن يكفر بالكتاب الذي أخب أنه يتلوه من آتاه من الؤمني حق تلوته ويعن بقوله جل ثناؤه ‪ { :‬يكفر } يحد ما فيه من فرائض‬
‫ال ونبوة ممد صلى ال عليه وسلم وتصديقه ويبدله فيحرف تأويله أولئك هم الذين خسروا علمهم وعملهم فبخسوا أنفسهم حظوظها من رحة ال واستبدلوا با سخط ال وغضبه وقال‬
‫‪ :‬ابن زيد ف قوله با‬
‫{ حدثن يونس به قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ‪ { :‬ومن يكفر به فأولئك هم الاسرون } قال ‪ :‬من كفر بالنب صلى ال عليه وسلم من يهود { فأولئك هم الاسرون‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪570‬‬

‫(يا بن إسرائيل اذكروا نعمت الت أنعمت عليكم وأن فضلتكم على العالي (‪122‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذه الية عظة من ال تعال ذكره لليهود الذين كانوا بي ظهران مهاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم وتذكي منه لم ما سلف من أياديه إليهم ف صنعه بأوائلهم استعطافا‬
‫منه لم على دينه وتصديق رسوله ممد صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا بن إسرائيل اذكروا أيادي لديكم وصنائعي عندكم واستنقاذي إياكم من أيدي عدوكم فرعون وقومه وإنزال عليكم‬
‫الن والسلوى ف تيهكم وتكين لكم ف البلد بعد أن كنتم مذللي واختصاصي الرسل منكم وتفضيلي إياكم على عال من كنتم بي ظهرانيه أيام أنتم ف طاعت باتباع رسول إليكم وتصديقه‬
‫وتصديق ما جاءكم به من عندي ودعوا التمادي ف الضلل والغي‬
‫وقد ذكرنا فيما مضى النعم الت أنعم ال با على بن إسرائيل والعان الت ذكرهم جل ثناؤه من آلئه عندهم والعال الذي فضلوا عليه فيما مضى قبل بالروايات والشواهد فكرهنا تطويل‬
‫الكتاب بإعادته إذ كان العن ف ذلك ف هذا الوضع وهنالك واحدا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪571‬‬

‫(واتقوا يوما ل تزي نفس عن نفس شيئا ول يقبل منها عدل ول تنفعها شفاعة ول هم ينصرون (‪123‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذه الية ترهيب من ال جل ثناؤه للذين سلفت عظته إياهم با وعظهم به ف الية قبلها يقول ال لم ‪ :‬واتقوا يا معشر بن إسرائيل البدلي كتاب وتنيلي الحرفي تأويله‬
‫عن وجهه الكذبي برسول ممد صلى ال عليه وسلم عذاب يوم ل تقضي فيه نفس عن نفس شيئا ول تغن عنها غناء أن تلكوا على ما أنتم عليه من كفركم ب وتكذيبكم رسول فتموتوا‬
‫عليه فإنه يوم ل يقبل من نفس فيما لزمها فدية ول يشفع فيما وجب عليها من حق لا شافع ول هم ينصرها ناصر من ال إذا انتقم منها بعصيتها إياه‬
‫وقد مضى البيان عن كل معان هذه الية ف نظيتا قبل فأغن ذلك عن إعادته ف هذا الوضع‬
‫(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن قال إن جاعلك للناس إماما قال ومن ذريت قال ل ينال عهدي الظالي (‪124‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬وإذ ابتلى } وإذ اختب‬
‫يقال منه ‪ :‬ابتليت فلنا أبتليه ابتلء ومنه قول ال عز وجل ‪ { :‬وابتلوا اليتامى } ( النساء ‪ ) 6 :‬يعن به ‪ :‬اختبوهم‬
‫وكان اختبار ال تعال ذكره إبراهيم اختبارا بفرائض فرضها عليه وأمر أمره به وذلك هو الكلمات الت أوحاهن إليه وكلفه العمل بن امتحانا منه له واختبارا‬
‫ث اختلف أهل التأويل ف صفة الكلمات الت ابتلى ال با إبراهيم نبيه وخليله صلوات ال عليه‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬هى شرائع السلم وهى ثلثون سهما‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال حدثنا عبد العلى قال حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬قال ابن عباس ‪ :‬ل يبتل أحد بذا الدين فأقامه إل‬
‫إبراهيم ابتله ال بكلمات فأتهن قال ‪ :‬فكتب ال له الباءة فقال ‪ { :‬وإبراهيم الذي وف } ( النجم ‪ ) 37 :‬قال ‪ :‬عشر منها ف الحزاب وعشر منها ف براءة وعشر منها ف الؤمني و سأل‬
‫سائل وقال ‪ :‬إن هذا السلم ثلثون سهما‬
‫حدثنا إسحق بن شاهي قال حدثنا خالد الطحان عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬ما ابتلي أحد بذا الدين فقام به كله غي إبراهيم ابتلي بالسلم فأته فكتب ال له الباءة فقال ‪{ :‬‬
‫وإبراهيم الذي وف } ( النجم ‪ ) 37 :‬فذكر عشرا ف براءة ( ‪ ) 112‬فقال ‪ { :‬التائبون العابدون الامدون } إل آخر الية وعشرا ف الحزاب ( ‪ { : ) 35‬إن السلمي والسلمات }‬
‫{ وعشرا ف سورة الؤمني ( ‪ ) 9 - 1‬إل قوله ‪ { :‬والذين هم على صلواتم يافظون } وعشرا ف سأل سائل ( ‪ { : ) 34 - 221‬والذين هم على صلتم يافظون‬
‫حدثنا عبد ال بن أحد بن شبويه قال حدثنا علي بن السن قال حدثنا خارجة بن مصعب عن داود بن أب هند عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬السلم ثلثون سهما وما ابتلي بذا الدين‬
‫أحد فأقامه إل إبراهيم قال ال ‪ { :‬وإبراهيم الذي وف } فكتب ال له براءة من النار‬
‫وقال آخرون ‪ :‬هي خصال عشر من سنن السلم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬ابتله ال بالطهارة خس ف الرأس وخس ف‬
‫السد ف الرأس ‪ :‬قص الشارب والضمضة والستنشاق والسواك وفرق الرأس وف السد ‪ :‬تقليم الظفار وحلق العانة والتان ونتف البط وغسل أثر الغائط والبول بالاء‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الكم بن أبان عن القاسم بن أب بزة عن ابن عباس بثله ول يذكر أثر البول‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا سليمان قال حدثنا أبو هلل قال حدثنا قتادة ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬ابتله بالتان وحلق العانة وغسل القبل والدبر والسواك‬
‫وقص الشارب وتقليم الظافر ونتف البط قال أبو هلل ‪ :‬ونسيت خصلة‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن مطر عن أب اللد قال ‪ :‬ابتلي إبراهيم بعشرة أشياء هن ف النسان سنة ‪ :‬الستنشاق وقص الشارب والسواك ونتف البط وقلم‬
‫الظفار وغسل الباجم والتان وحلق العانة وغسل الدبر والفرج‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬بل الكلمات الت ابتلي بن عشر خلل بعضهن ف تطهي السد وبعضهن ف مناسك الج‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلد‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ممد بن حرب قال حدثنا ابن ليعة عن ابن هبية عن حنش عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } قال ‪ :‬ستة ف‬
‫النسان وأربعة ف الشاعر فالت ف النسان ‪ :‬حلق العانة والتان ونتف البط وتقليم الظفار وقص الشارب والغسل يوم المعة وأربعة ف الشاعر ‪ :‬الطواف والسعي بي الصفا والروة ورمي‬
‫المار والفاضة‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل ذلك ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } ف مناسك الج‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سعت إسعيل بن أب خالد عن أب صال ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } فمنهن ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } وآيات النسك‬
‫حدثنا أبو السائب قال حدثنا ابن إدريس قال سعت إسعيل بن أب خالد عن أب صال مول أم هانء ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬منهن { إن جاعلك للناس إماما }‬
‫( ومنهن آيات النسك { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } ( البقرة ‪128 - 127 :‬‬
‫حدثنا ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } قال ال لبراهيم ‪ :‬إن مبتليك بأمر فما هو ؟ قال‬
‫‪ :‬تعلن للناس إماما قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬ومن ذريت قال ‪ :‬ل ينال عهدي الظالي قال ‪ :‬تعل البيت للناس قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬وأمنا قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬وتعلنا مسلمي لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك‬
‫قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬وترينا مناسكنا وتتوب علينا قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬وتعل هذا البلد آمنا قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬وترزق أهله ف الثمرات من آمن منهم قال ‪ :‬نعم‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح أخبه به عن عكرمة فعرضته على ماهد فلم ينكره‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد بنحوه قال ابن جريج ‪ :‬فاجتمع على هذا القول ماهد و عكرمة جيعا‬
‫حدثنا سفيان قال حدثن أب عن سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } قال ‪ :‬ابتلي باليات الت بعدها ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما قال ومن ذريت‬
‫{ قال ل ينال عهدي الظالي‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } فالكلمات ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } وقوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة‬
‫للناس } وقوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } وقوله ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل } الية وقوله ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } الية قال ‪ :‬فذلك كله من الكلمات‬
‫الت ابتلي بن إبراهيم‬
‫حدثن ممد بن سعد قال حدثن أب قال حدثن عمي قال حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } فمنهن ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } ومنهن ‪{ :‬‬
‫وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } ومنهن اليات ف شأن النسك والقام الذي جعل لبراهيم والرزق الذي رزق ساكنو البيت وممد صلى ال عليه وسلم ف ذريتهما عليهما السلم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل ذلك مناسك الج خاصة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن بشار قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا عمر بن نبهان عن قتادة عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬مناسك الج‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬كان ابن عباس يقول ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬الناسك‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة قال قال ابن عباس ‪ :‬ابتله بالناسك‬
‫حدثت عن عمار بن السن قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه قال ‪ :‬بلغنا عن ابن عباس أنه قال ‪ :‬إن الكلمات الت ابتلي با إبراهيم الناسك‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا شريك عن أب إسحق عن التميمي عن ابن عباس قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬مناسك الج‬
‫حدثن الثن قال حدثنا المان قال حدثنا شريك عن أب إسحق عن التميمي عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬منهن مناسك الج وقال آخرون ‪ :‬هي أمور‬
‫منهن التان‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا سلم بن قتيبة عن يونس بن أب إسحق عن الشعب ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬منهن التان‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا يي بن واضح قال حدثنا يونس بن أب إسحق قال ‪ :‬سعت الشعب يقول فذكر مثله‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد قال حدثنا‬
‫يونس بن أب إسحق قال سعت الشعب وسأله أبو إسحق عن قول ال ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬منهن التان يا أبا إسحق‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل ذلك اللل الست ‪ :‬الكوكب والقمر والشمس والنار والجرة والتان الت ابتلي بن فصب عليهن‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية عن أب رجاء قال ‪ :‬قلت للحسن ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } ابتله بالكوكب فرضي عنه وابتله بالقمر فرضي عنه وابتله‬
‫بالشمس فرضي عنه وابتله بالنار فرضي عنه وابتله بالجرة وابتله بالتان‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬كان السن يقول ‪ :‬إي وال ابتله بأمر فصب عليه ‪ :‬ابتله بالكوكب والشمس والقمر فأحسن ف ذلك وعرف‬
‫أن ربه دائم ل يزول فوجه وجهه للذي فطر السماوات والرض حنيفا وما كان من الشركي ث ابتله بالجرة فخرج من بلده وقومه حت لق بالشام مهاجرا إل ال ث ابتله بالنار قبل‬
‫الجرة فصب على ذلك فابتله ال بذبح ابنه وبالتان فصب على ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عمن سع السن يقول ف قوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬ابتله ال بذبح ولده وبالنار وبالكوكب والشمس‬
‫والقمر‬
‫حدثنا ابن بشار قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا أبو هلل عن السن ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } قال ‪ :‬ابتله بالكوكب وبالشمس والقمر فوجده صابرا‬
‫‪ :‬وقال آخرون با‬
‫حدثنا به موسى بن هرون قال حدثنا عمروبن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬الكلمات الت ابتلى بن إبراهيم ربه ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمي لك‬
‫( ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسول منهم } ( البقرة ‪129 - 127 :‬‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن ال عز وجل أخب عباده أنه اختب إبراهيم خليله بكلمات أوحاهن إليه وأمره أن يعمل بن فأتهن كما أخب ال جل ثناؤه عنه‬
‫أنه فعل وجائز أن تكون تلك الكلمات جيع ما ذكره من ذكرنا قوله ف تأويل الكلمات وجائز أن تكون بعضه لن إبراهيم صلوات ال عليه قد كان امتحن فيما بلغنا بكل ذلك فعمل به‬
‫وقام فيه بطاعة ال وأمره الواجب عليه فيه وإذ كان ذلك كذلك فغي جائز لحد أن يقول ‪ :‬عن ال بالكلمات الت ابتلى بن إبراهيم شيئا من ذلك بعينه دون شيء ول عن به كل ذلك إل‬
‫بجة يب التسليم لا ‪ :‬من خب عن الرسول صلى ال عليه وسلم أو إجاع من الجة ول يصح ف شيء من ذلك خب عن الرسول بنقل الواحد ول بنقل الماعة الت يب التسليم لا نقلته‬
‫‪ :‬غي أنه روي عن النب صلى ال عليه وسلم ف نظي معن ذلك خبان لو ثبتا أو أحدها كان القول به ف تأويل ذلك هو الصواب أحدها ما‬
‫حدثنا به أبو كريب قال حدثنا رشدين بن سعد قال حدثن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال ‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم يقول ‪ :‬أل أخبكم ل سى ال إبراهيم خليله‬
‫‪ { :‬الذي وف } ؟ ( النجم ‪ ) 37 :‬لنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى ‪ { :‬فسبحان ال حي تسون وحي تصبحون } ( الروم ‪ ) 18 - 17 :‬حت يتم الية‬
‫‪ :‬والخر منهما ما‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا السن بن عطية قال حدثنا إسرائيل عن جعفر بن الزبي عن القاسم عن أب أمامة قال ‪ [ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ { :‬وإبراهيم الذي وف } ( النجم ‪:‬‬
‫[ ‪ ) 37‬قال ‪ :‬أتدرون ما وف ؟ قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم قال ‪ :‬وف عمل يومه أربع ركعات ف النهار‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فلو كان خب سهل بن معاذ عن أبيه صحيحا سنده كان بينا أن الكلمات الت ابتلي بن إبراهيم فقام بن هو قوله كلما أصبح وأمسى ‪ { :‬فسبحان ال حي تسون وحي‬
‫تصبحون * وله المد ف السماوات والرض وعشيا وحي تظهرون } ( الروم ‪ ) 18 - 17 :‬أو كان خب أب أمامة عدول نقلته كان معلوما أن الكلمات الت أوحي إل إبراهيم فابتلي‬
‫بالعمل بن ‪ :‬أن يصلي كل يوم أربع ركعات غي أنما خبان ف أسانيدها نظر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف معن الكلمات الت أخب ال أنه ابتلى بن إبراهيم ما بينا آنفا ولو قال قائل ف ذلك ‪ :‬إن الذي قاله ماهد و أبو صال و الربيع بن أنس أول بالصواب‬
‫من القول الذي قاله غيهم كان مذهبا لن قوله ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } وقوله ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للطائفي } وسائر اليات الت هي نظي ذلك كالبيان عن‬
‫الكلمات الت ذكر ال أنه ابتلى بن إبراهيم‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬فأتهن‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬فأتهن } فأت إبراهيم الكلمات وإتامه إياهن إكماله إياهن بالقيام ل با أوجب عليه فيهن وهو الوفاء الذي قال ال جل ثناؤه ‪ { :‬وإبراهيم الذي وف‬
‫‪ ( } :‬النجم ‪ ) 37 :‬يعن وف با عهد إليه بالكلمات با أمره به من فرائضه ومنته فيها كما‬
‫حدثن ممد بن الثن قال حدثنا عبد العلى قال حدثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس ‪ { :‬فأتهن } أي فأداهن‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬فأتهن } أي عمل بن فأتهن‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬فأتهن } أي عمل بن فأتهن‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قال إن جاعلك للناس إماما‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بقوله ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } فقال ال ‪ :‬يا إبراهيم إن مصيك للناس إماما يؤت به ويقتدى به كما‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } ليؤت به ويقتدى به‬
‫يقال منه ‪ :‬أمت القوم فأنا أؤمهم أما وإمامة إذا كنت إمامهم‬
‫وإنا أراد جل ثناؤه بقوله لبراهيم ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } إن مصيك تؤم من بعدك من أهل اليان ب وبرسلي تتقدمهم أنت ويتبعون هديك ويستنون بسنتك الت تعمل با بأمري‬
‫إياك ووحيي إليك‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قال ومن ذريت‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن جل ثناؤه بذلك ‪ :‬قال إبراهيم لا رفع ال منلته وكرمه فأعلمه ما هو صانع به من تصييه إماما ف اليات لن ف عصره ولن جاء بعده من ذريته وسائر الناس غيهم‬
‫‪ :‬يهتدى بديه ويقتدى بأفعاله وأخلقه ‪ :‬يا رب ومن ذريت فاجعل أئمة يقتدى بم كالذي جعلتن إماما يؤت ب ويقتدى ب مسألة من إبراهيم ربه سأله إياها كما‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قال ‪ :‬قال إبراهيم ‪ { :‬ومن ذريت } يقول ‪ :‬فاجعل من ذريت من يؤت به ويقتدى به‬
‫وقد زعم بعض الناس أن قول إبراهيم ‪ { :‬ومن ذريت } مسألة منه ربه لعقبه أن يكونوا على عهده ودينه كما قال ‪ { :‬واجنبن وبن أن نعبد الصنام } ( إبراهيم ‪ ) 35 :‬فأخب ال جل ثناؤه‬
‫{ أن ف عقبه الظال الخالف له ف دينه بقوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي‬
‫والظاهر من التنيل يدل على غي الذي قاله صاحب هذه القالة لن قول إبراهيم صلوات ال عليه ‪ { :‬ومن ذريت } ف إثر قول ال جل ثناؤه ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } فمعلوم أن الذي‬
‫سأله إبراهيم لذريته لو كان غي الذي أخب ربه أنه أعطاه إياه لكان مبينا ولكن السألة لا كانت ما جرى ذكره اكتفى بالذكر الذى قد مضى من تكريره وإعادته فقال ‪ { :‬ومن ذريت } بعن‬
‫‪ :‬ومن ذريت فاجعل مثل الذي جعلتن به من المامة للناس‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬هذا خب من ال جل ثناؤه عن أن الظال ل يكون إماما يقتدي به أهل الي وهو من ال جل ثناؤه جواب لا يتوهم ف مسألته إياه ‪ :‬أن يعل من ذريته أئمة مثله فأخب أنه فاعل‬
‫ذلك إل بن كان من أهل الظلم منهم فإنه غي مصيه كذلك ول جاعله ف مل أوليائه عنده بالتكرمة بالمامة لن المامة إنا هي لوليائه وأهل طاعته دون أعدائه والكافرين به‬
‫واختلف أهل التأويل ف العهد الذي حرم ال جل ثناؤه الظالي أن ينالوه‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬ذلك العهد هو النبوة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي } يقول ‪ :‬عهدي نبوت‬
‫فمعن قائل هذا القول ف تاويل الية ‪ :‬ل ينال النبوة أهل الظلم والشرك‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن العهد ‪ :‬عهد المامة‬
‫فتأويل الية على قولم ‪ :‬ل أجعل من كان من ذريتك بأسرهم ظالا إماما لعبادي يقتدى به‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل يكون إمام ظالا‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال ‪ :‬حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ :‬قال ال ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل يكون إمام ظالا‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن عكرمة بثله‬
‫حدثنا ابن بشار قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا سفيان عن منصور عن ماهد ف قوله ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل يكون إمام ظال يقتدى به‬
‫حدثنا أحد بن إسحق الهوازي قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا سفيان عن منصور عن ماهد مثله‬
‫حدثنا مشرف بن أبان الطاب قال حدثنا وكيع عن سفيان عن خصيف عن ماهد ف قوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل أجعل إماما ظالا يقتدى به‬
‫حدثنا ممد بن عبيد الحارب قال حدثنا مسلم بن خالد الزني عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل أجعل إماما ظالا يقتدى به‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } ‪ :‬قال ‪ :‬ل يكون إماما ظال قال ابن جريج ‪ :‬وأما عطاء فإنه قال ‪ { :‬إن جاعلك‬
‫للناس إماما قال ومن ذريت } فأب أن يعل من ذريته ظالا إماما قلت لعطاء ‪ :‬ما عهده ؟ قال ‪ :‬أمره‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬أنه ل عهد عليك لظال أن تطيعه ف ظلمه‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ممد بن سعد قال حدثن أب قال حدثن عمي قال حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } يعن ‪ :‬ل عهد لظال عليك ف ظلمه أن‬
‫تطيعه فيه‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا عبد الرحن بن عبد ال عن إسرائيل عن مسلم العور عن ماهد عن ابن عباس ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ليس للظالي عهد وإن‬
‫عاهدته فانقضه‬
‫حدثن القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن سفيان عن هرون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال ‪ :‬ليس لظال عهد‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن { العهد } ف هذا الوضع ‪ :‬المان‬
‫فتأويل الكلم على معن قولم ‪ :‬قال ال ل ينال أمان أعدائي وأهل الظلم لعبادي أي ‪ :‬ل أؤمنهم من عذاب ف الخرة‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي } ذلكم عند ال يوم القيامة ل ينال عهده ظال فأما ف الدنيا فقد‬
‫نالوا عهد ال فوارثوا به السلمي وغازوهم وناكحوهم به فلما كان يوم القيامة قصر ال عهده وكرامته على أوليائه‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل ينال عهد ال ف الخرة الظالون فأما ف الدنيا فقد ناله الظال وأكل به‬
‫وعاش‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا عبد الرحن عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم ‪ { :‬قال ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل ينال عهد ال ف الخرة الظالون فأما ف الدنيا فقد ناله‬
‫الظال فأمن به وأكل وأبصر وعاش‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل العهد الذي ذكره ال ف هذا الوضع ‪ :‬دين ال‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قال ‪ :‬قال ال لبراهيم ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } فقال ‪ :‬فعهد ال الذي عهد إل عباده دينه يقول ‪ :‬ل ينال دينه الظالي أل‬
‫ترى أنه قال ‪ { :‬وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما مسن وظال لنفسه مبي } ( الصافات ‪ ) 113 :‬يقول ‪ :‬ليس كل ذريتك يا إبراهيم على الق‬
‫حدثن يي بن جعفر قال أخبنا يزيد قال أخبنا جويب عن الضحاك ف قوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬ل ينال عهدي عدو ل يعصين ول أنلها إل وليا ل يطيعن‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا الكلم وإن كان ظاهره ظاهر خب عن أنه ل ينال من ولد إبراهيم صلوات ال عليه عهد ال الذي هو النبوة والمامة لهل الي بعن القتداء به ف الدنيا والعهد الذي‬
‫بالوفاء به ينجو ف الخرة من وف ل به ف الدنيا من كان منهم ظالا متعديا جائرا عن قصد سبيل الق فهو إعلم من ال تعال ذكره لبراهيم ‪ :‬أن من ولده من يشرك به ويور عن قصد‬
‫السبيل ويظلم نفسه وعباده كالذي ‪ :‬حدثن إسحق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال حدثنا عتاب بن بشي عن خصيف عن ماهد ف قوله ‪ { :‬ل ينال عهدي الظالي } قال ‪ :‬إنه سيكون‬
‫ف ذريتك ظالون وأما نصب { الظالي } فلن العهد هو الذي ل ينال الظالي‬
‫وذكر أنه ف قراءة ابن مسعود ‪ :‬ل ينال عهدي الظالون بعن ‪ :‬أن الظالي هم الذين ل ينالون عهد ال‬
‫وإنا جاز الرفع ف الظالي والنصب وكذلك ف العهد لن كل ما نال الرء فقد ناله الرء كما يقال ‪ :‬نالن خي فلن ونلت خيه فيوجه الفعل مرة إل الي ومرة إل نفسه وقد بينا معن الظلم‬
‫فيما مضى فكرهنا إعادته‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪580‬‬

‫(وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للطائفي والعاكفي والركع السجود (‪125‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬أما قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة } فإنه عطف بـ إذ على قوله { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } وقوله ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم } معطوف على قوله ‪ { :‬يا بن إسرائيل‬
‫{ اذكروا نعمت } واذكروا { إذ ابتلى إبراهيم ربه } { وإذ جعلنا البيت مثابة‬
‫و { البيت } الذي جعله ال مثابة للناس هو البيت الرام‬
‫وأما الثابة فإن أهل العربية متلفون ف معناها والسبب الذي من أجله أنثت‬
‫فقال بعض نويي البصرة ‪ :‬ألقت الاء ف الثابة لا كثر من يثوب إليه كما يقال ‪ :‬سيارة لن يكثر ذلك ونسابة‬
‫وقال بعض نويي الكوفة ‪ :‬بل الثاب والثابة بعن واحد نظية القام و القامة و القام ذكر على قوله لنه يريد الوضع الذي يقام فيه وأنثت القامة لنه أريد با البقعة وأنكر هؤلء أن تكون‬
‫الثابة كـ السيارة والنسابة وقالوا ‪ :‬إنا أدخلت الاء ف السيارة والنسابة تشبيها لاب بـ الداعية‬
‫والثابة مفعلة من ثاب القوم إل الوضع إذا رجعوا إليه فهم يثوبون إليه مثابا ومثابة وثوابا‬
‫‪ :‬فمعن قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } ‪ :‬واذ جعلنا البيت مرجعا للناس ومعاذا يأتونه كل عام ويرجعون إليه فل يقضون منه وطرا ومن الثاب قول ورقة بن نوفل ف صفة الرم‬
‫( مثاب لفناء القبائل كلها ‪ ...‬تب إليه اليعملت الطلئح )‬
‫ومنه قيل ‪ :‬ثاب إليه عقله إذا رجع إليه بعد عزوبه عنه‬
‫وبنحو الذي قلنا ف ذلك قال أهل التأويل‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬ل يقضون منه وطرا‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬يثوبون إليه ل يقضون منه وطرا‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬أما الثابة فهو الذي يثوبون إليه كل سنة ل يدعه النسان إذا أتاه مرة أن يعود إليه‬
‫حدثن ممد بن سعد قال حدثن أب قال حدثن عمي قال حدثن أب عن أبيه عن ابن عباس قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬ل يقضون منه وطرا يأتونه ث يرجعون إل أهليهم ث‬
‫يعودون إليه‬
‫حدثن عبد الكري بن أب عمي قال حدثن الوليد بن مسلم قال قال أبو عمرو ‪ :‬حدثن عبدة بن أب لبابة ف قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬ل ينصرف عنه منصرف وهو يرى‬
‫أنه قد قضى منه وطرا‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم قال أخبنا عبد اللك عن عطاء ف قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬يثوبون إليه من كل مكان ول يقضون منه وطرا‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا جرير عن عبداللك عن عطاء مثله‬
‫حدثن ممد بن عمارة السدي قال حدثنا سهل بن عامر قال حدثنا مالك بن مغول عن عطية ف قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬ل يقضون منه وطرا‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا عبد الرحن ‪ :‬قال حدثنا سفيان عن أب الذيل قال سعت سعيد بن جبي يقول ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬يجون ويثوبون‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا الثوري عن أب الذيل عن سعيد بن جبي ف قوله ‪ { :‬مثابة للناس } قال ‪ :‬يجون ث يجون ول يقضون منه وطرا‬
‫حدثن الثن قال حدثنا ابن بكي قال حدثنا مسعر عن غالب عن سعيد بن جبي ‪ { :‬مثابة للناس } قال ‪ :‬يثوبون إليه‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } قال ‪ :‬ممعا‬
‫حدثن الثن قال حدثنا عبد ال بن صال قال حدثن معاوية بن صال عن علي بن أب طلحة عن ابن عباس ‪ { :‬مثابة للناس } قال ‪ :‬يثوبون إليه‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬مثابة للناس } قال ‪ :‬يثوبون إليه‬
‫حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال ‪ :‬يثوبون إليه من البلدان كلها ويأتونه‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وأمنا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والمن مصدر من قول القائل ‪ :‬أمن يأمن أمنا‬
‫وإنا ساه ال أمنا لنه كان ف الاهلية معاذا لن استعاذ به وكان الرجل منهم لو لقي به قاتل أبيه أو أخيه ل يهجه ول يعرض له حت يرج منه وكان كما قال ال جل ثناؤه ‪ { :‬أول يروا أنا‬
‫( جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولم } ( العنكبوت ‪67 :‬‬
‫حدثن يونس بن عبد العلى قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وأمنا } قال ‪ :‬من أم إليه فهو آمن كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فل يعرض له‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ :‬أما أمنا فمن دخله كان آمنا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبوعاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد ف قول ال ‪ { :‬وأمنا } قال ‪ :‬تريه ل ياف فيه من دخله‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قوله ‪ { :‬وأمنا } يقول ‪ :‬أمنا من العدو أن يمل فيه السلح وقد كان ف الاهلية يتخطف الناس من حولم وهم آمنون ل‬
‫يسبون‬
‫حدثت عن النجاب قال أخبنا بشر عن أب روق عن الضحاك عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬وأمنا } قال ‪ :‬أمنا للناس‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج عن ماهد ف قوله ‪ { :‬وأمنا } قال ‪ :‬تريه ل ياف فيه من دخله‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬اختلفت القرأة ف قراءة ذلك‬
‫فقرأه بعضهم ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } بكسر الاء على وجه المر باتاذه مصلى وهي قراءة عامة الصرين الكوفة والبصرة وقراءة عامة قرأة أهل مكة وبعض قرأة أهل الدينة‬
‫‪ :‬وذهب إليه الذين قرأوه كذلك من الب الذي‬
‫حدثنا أبو كريب و يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم قال أخبنا حيد عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الطاب ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال لو اتذت القام مصلى فأنزل ال ‪ { :‬واتذوا من‬
‫{ مقام إبراهيم مصلى‬
‫حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا ابن أب عدي وحدثن يعقوب قال حدثنا ابن علية جيعا عن حيد عن أنس عن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم مثله‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حيد عن أنس قال ‪ :‬قال عمر بن الطاب ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال فذكر مثله‬
‫قالوا ‪ :‬فإنا أنزل ال تعال ذكره هذه الية أمرا منه نبيه صلى ال عليه وسلم باتاذ مقام إبراهيم مصلى فغي جائز قراءتا وهي أمر على وجه الب‬
‫وقد زعم بعض نويي البصرة أن قوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } معطوث على قوله ‪ { :‬يا بن إسرائيل اذكروا نعمت } و { اتذوا من مقام إبراهيم مصلى } فكان المر بذه‬
‫‪ :‬الية وباتاذ الصلى من مقام إبراهيم على قول هذا القائل لليهود من بن إسرائيل الذين كانوا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم كما حدثنا عن الربيع بن أنس با‬
‫حدثت به عن عمار بن السن قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه قال ‪ :‬من الكلمات الت ابتلي بن إبراهيم قوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } فأمرهم أن يتخذوا من مقام إبراهيم‬
‫مصلى فهم يصلون خلف القام‬
‫{ فتاويل قائل هذا القول ‪ { :‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتهن } قال ‪ { :‬إن جاعلك للناس إماما } وقال ‪ { :‬اتذوا من مقام إبراهيم مصلى‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والب الذي ذكرناه عن عمر بن الطاب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل يدل على خلف الذي قاله هؤلء وأنه أمر من ال تعال ذكره بذلك رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم والؤمني به وجيع اللق الكلفي‬
‫وقرأه بعض قرأة أهل الدينة والشام ‪ :‬واتذوا بفتح الاء على وجه الب‬
‫ث اختلف ف الذي عطف عليه بقوله ‪ :‬واتذوا إذ قرىء كذلك على وجه الب‬
‫فقال بعض نويي البصرة ‪ :‬تأويله إذا قرىء كذلك ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } وإذ اتذوا من مقام إبراهيم مصلى‬
‫وقال بعض نويي الكوفة ‪ :‬بل ذلك معطوف على قوله ‪ { :‬جعلنا } فكان معن الكلم على قوله ‪ { :‬وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } واتذوه مصلى‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول والقراءة ف ذلك عندنا ‪ { :‬واتذوا } بكسر الاء على تأويل المر باتاذ مقام إبراهيم مصلى للخب الثابت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم الذي‬
‫‪ :‬ذكرناه آنفا وأن‬
‫{ عمرو بن علي حدثنا قال حدثنا يي بن سعيد قال حدثنا جعفر بن ممد قال حدثن أب عن جابر بن عبدال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى‬
‫ث اختلف أهل التأويل ف تأويل قوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } وف { مقام إبراهيم } فقال بعضهم ‪ { :‬مقام إبراهيم } هو الج كله‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬مقام إبراهيم } قال الج كله مقام إبراهيم‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال ‪ :‬الج كله‬
‫{ حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال ‪ :‬الج كله { مقام إبراهيم‬
‫وقال آخرون ‪ { :‬مقام إبراهيم } عرفة والزدلفة والمار‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن عطاء بن أب رباح ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال ‪ :‬لن قد جعلته إماما فمقامه ‪ :‬عرفة‬
‫والزدلفة والمار‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال ‪ :‬مقامه ‪ :‬جع وعرفة ومن ل أعلمه إل‬
‫وقد ذكر مكة‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن عطاء عن ابن عباس ف قوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال ‪ :‬مقامه عرفة‬
‫حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا داود عن الشعب قال ‪ :‬نزلت عليه وهو واقف بعرفة مقام إبراهيم ‪ { :‬اليوم أكملت لكم دينكم } ( الائدة ‪ ) 3 :‬الية‬
‫حدثنا عمرو قال حدثنا بشر بن الفضل قال ‪ :‬حدثنا داود عن الشعب مثله‬
‫وقال آخرون ‪ { :‬مقام إبراهيم } الرم‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫{ حدثت عن حاد بن زيد عن ابن أب نيح عن ماهد ف قوله ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال ‪ :‬الرم كله { مقام إبراهيم‬
‫وقال آخرون ‪ { :‬مقام إبراهيم } الجر الذي قام عليه إبراهيم حي ارتفع بناؤه وضعف عن رفع الجارة‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا ابن سنان القزاز قال حدثنا عبيد ال بن عبد الجيد النفي قال حدثنا إبراهيم بن نافع قال سعت كثي بن كثي يدث عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬جعل إبراهيم يبنيه‬
‫{ لساعيل يناوله الجارة ويقولن ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } ( البقرة ‪ ) 127 :‬فلما ارتفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الجارة قام على حجر فهو { مقام إبراهيم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل { مقام إبراهيم } هو مقامه الذي هو ف السجد الرام‬
‫‪ :‬ذكر من قال ذلك‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } إنا أمروا أن يصلوا عنده ول يؤمروا بسحه ولقد تكلفت هذه المة شيئا ما‬
‫تكلفته المم قبلها ولقد ذكر لنا بعض من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه المة يسحونه حت اخلولق وانحى‬
‫حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } فهم يصلون خلف القام‬
‫حدثن موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } وهو الصلة عند مقامه ف الج والقام هو الجر الذي كانت زوجة إسعيل وضعته تت‬
‫قدم إبراهيم حي غسلت رأسه فوضع إبراهيم رجله عليه وهو راكب فغسلت شقه ث رفعته من تته وقد غابت رجله ف الجر فوضعته تت الشق الخر فغسلته فغابت رجله أيضا فيه‬
‫{ فجعلها ال من شعائره فقال ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول هذه القوال بالصواب عندنا ما قاله القائلون ‪ :‬إن { مقام إبراهيم } هو القام العروف بذا السم الذي هو ف السجد الرام لا روينا آنفا عن عمر بن الطاب ولا ‪:‬‬
‫حدثنا يوسف بن سلمان قال حدثنا حات بن إسعيل قال حدثنا جعفربن ممد عن أبيه عن جابر قال ‪ :‬استلم رسول ال صلى ال عليه وسلم الركن فرمل ثلثا ومشى أربعا ث تقدم إل مقام‬
‫إبراهيم فقرأ ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } فجعل القام بينه وبي البيت فصلى ركعتي فهذان البان ينبئان أن ال تعال ذكره إنا عن بـ { مقام إبراهيم } الذي أمرنا ال باتاذه‬
‫مصلى هو الذي وصفنا‬
‫ولو ل يكن على صحة ما اخترنا ف تأويل ذلك خب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم لكان الواجب فيه من القول ما قلنا وذلك أن الكلم ممول معناه على ظاهره العروف دون باطنه‬
‫الجهول حت يأت ما يدل على خلف ذلك ما يب التسليم له ول شك أن العروف ف الناس بـ { مقام إبراهيم } هو الصلى الذي قال ال تعال ذكره ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى‬
‫{‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأما قوله تعال ‪ { :‬مصلى } فإن أهل التأويل متلفون ف معناه فقال بعضهم ‪ :‬هو الدعى‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح عن ماهد ‪ { :‬واتذوا من مقام إبراهيم مصلى } قال ‪ :‬مصلى إبراهيم مدعى‬
‫وقال آخرون ‪ :‬معن ذلك ‪ :‬اتذوا مصلى تصلون عنده‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن بشربن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬أمروا أن يصلوا عنده‬
‫حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو بن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬هو الصلة عنده‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فكأن الذين قالو ‪ :‬تأويل ‪ :‬الصلى ههنا الدعى وجهوا الصلى إل أنه مفعل من قول لقائل ‪ :‬صليت بعن دعوت‬
‫وقائلو هذه القالة هم الذين قالوا ‪ :‬إن مقام إبراهيم هو الج كله‬
‫فكان معناة ف تأويل هذه الية ‪ :‬واتذوا عرفة والزدلفة والشعر والمار وسائر أماكن الج الت كان إبراهيم يقوم با مداعي تدعون عندها وتأتون بإبراهيم خليلي عليه السلم فيها فإن قد‬
‫جعالته لن بعده من أوليائي وأهل طاعت إماما يقتدون به وبآثاره فاقتدوا به‬
‫وأما تأويل القائلي القول الخر فإنه ‪ :‬اتذوا أيها الناس من مقام إبراهيم مصلى تصلون عنده عبادة منكم وتكرمة مثي لبراهيم‬
‫وهذا القول هو أول بالصواب لا ذكرنا من الب عن عمر بن الطاب وجابر بن عبدال عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بقوله ‪ { :‬وعهدنا } وأمرنا كما ‪ :‬حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قلت لعطاء ‪ :‬ما عهده ؟ قال أمره‬
‫حدثن يونس قال أخبن ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم } قال ‪ :‬أمرناه‬
‫فمعن الية ‪ :‬وأمرنا إبراهيم وإسعيل بتطهي بيت للطائفي والتطهي الذي أمرها ال به ف البيت هو تطهيه من الصنام وعبادة الوثان فيه ومن الشرك بال‬
‫فإن قال قائل ‪ :‬وما معن قوله ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للطائفي } ؟ وهل كان أيام إبراهيم قبل بنائه البيت بيت يطهر من الشرك وعبادة الوثان ف الرم فيجوز أن‬
‫يكونا أمرا بتطهيه ؟‬
‫قيل ‪ :‬لذلك وجهان من التأويل قد قال بكل واحد من الوجهي جاعة من أهل التأويل‬
‫أحدها ‪ :‬أن يكون معناه ‪ :‬وعهدنا إل إبراهيم وإسعيل أن ابنيا بيت مطهرا من الشرك والريب كما قال تعال ذكره ‪ { :‬أفمن أسس بنيانه على تقوى من ال ورضوان خي أم من أسس بنيانه‬
‫على شفا جرف هار } ( التوبة ‪ ) 109 :‬فكذلك قوله ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت } أي ‪ :‬ابنيا بيت على طهر من الشرك ب والريب كما ‪ :‬حدثن موسى بن هرون قال‬
‫حدثنا عمرو بن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت } يقول ‪ :‬ابنيا بيت للطائفي فهذا أحد وجهيه‬
‫والوجه الخر منهما ‪ :‬أن يكونا أمرا بأن يطهرا مكان البيت قبل بنيانه والبيت بعد بنيانه ما كان أهل الشرك بال يعلونه فيه على عهد نوح ومن قبله من الوثان ليكون ذلك سنة لن بعدها‬
‫إذ كان ال لعال ذكره قد جعل إبراهيم إماما يقتدي به من بعده كما ‪ :‬حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال ابن زيد ف قوله ‪ { :‬أن طهرا } قال ‪ :‬من الصنام الت يعبدون الت كان‬
‫الشركون يعظمونا‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن عطاء عن عبيد بن عمي ‪ { :‬أن طهرا بيت للطائفي } قال ‪ :‬من الوثان والريب‬
‫حدثن الثن قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمي مثله‬
‫حدثن أحد بن إسحق قال حدثنا أبوأحد قال حدثنا سفيان عن ليث عن ماهد قال ‪ :‬من الشرك‬
‫حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد قال حدثنا أبو إسرائيل عن أب حصي عن ماهد ‪ { :‬طهرا بيت للطائفي } قال ‪ :‬من الوثان‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬طهرا بيت للطائفي } قال ‪ :‬من الشرك وعبادة الوثان‬
‫حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة بثله وزاد فيه ‪ :‬وقول الزور‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬للطائفي‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف معن الطائفي ف هذا الوضع‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬هم الغرباء الذين يأتون البيت الرام من غربة‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا أبو حصي عن سعيد بن جبي ف قوله ‪ { :‬للطائفي } قال ‪ :‬من أتاه من غربة‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل الطائفون هم الذين يطوفون به غرباء كانوا أو من أهله‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ممدبن العلء قال حدثنا وكيع عن أب بكر الذل عن عطاء ‪ { :‬للطائفي } قال ‪ :‬إذا كان طائفا بالبيت فهو من الطائفي‬
‫وأول التأويلي بالية ما قاله عطاء لن { الطائف } هو الذي يطوف بالشيء دون غيه والطارىء من غربة ل يستحق اسم طائف بالبيت إن ل يطف به‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬والعاكفي‬
‫‪ :‬قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بقوله ‪ { :‬والعاكفي } والقيمي به والعاكف على الشيء هو القيم عليه كما قال نابغة بن ذبيان‬
‫( عكوفا لدى أبياتم يثمدونم ‪ ...‬رمى ال ف تلك الكف الكوانع )‬
‫وإنا قيل للمعتكف معتكف من أجل مقامه ف الوضع الذي حبس فيه نفسه ل تعال‬
‫{ ث اختلف أهل التأويل فيمن عن ال بقوله ‪ { :‬والعاكفي‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬عن به الالس ف البيت الرام بغيطواف ول صلة‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن أب بكر الذل عن عطاء قال ‪ :‬إذا كان طائفا بالبيت فهو من الطائفي وإذا كان جالسا فهو من العاكفي‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬العاكفون هم العتكفون الجاورون‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أحد بن إسحق قال حدثنا أبو أحد الزبيي قال حدثنا شريك عن جابر عن ماهد و عكرمة ‪ { :‬طهرا بيت للطائفي والعاكفي } قال ‪ :‬الجاورون‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬العاكفون هم أهل البلد الرام‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا أبو حصي عن سعيد بن جبي ف قوله ‪ { :‬والعاكفي } قال ‪ :‬أهل البلد‬
‫حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬والعاكفي } قال ‪ :‬العاكفون أهله‬
‫وقال آخرون ‪ ( :‬العاكفون ) هم الصلون‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال ‪ :‬قال ابن عباس ف قوله ‪ { :‬طهرا بيت للطائفي والعاكفي } قال ‪ :‬العاكفون الصلون‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وأول هذه التأويلت بالصواب ما قاله عطاء وهو أن العاكف ف هذا الوضع القيم ف البيت ماورا فيه بغي طواف ول صلة لن صفة العكوف ما وصفنا ‪ :‬من القامة بالكان‬
‫والقيم بالكان قد يكون مقيما به وهو جالس ومصل وطائف وقائم وعلى غي ذلك من الحوال فلما كان تعال ذكره قد ذكر ف قوله ‪ { :‬أن طهرا بيت للطائفي والعاكفي والركع‬
‫السجود } الصلي والطائفي علم بذلك أن الال الت عن ال تعال ذكره من العاكف غي حال الصلي والطائف وأن الت عن من أحواله هو العكوف بالبيت على سبيل الوار فيه وإن ل‬
‫يكن مصليا فيه ولراكعا ول ساجدا‬
‫{ القول ف تأويل قوله ‪ { :‬والركع السجود‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بقوله ‪ { :‬والركع } جاعة القوم الراكعي فيه له واحدهم راكع وكذلك { السجود } هم جاعة القوم الساجدين فيه له واحدهم ساجدا كما يقال ‪ :‬رجل‬
‫قاعد ورجال قعود و رجل جالس ورجال جلوس فكذلك رجل ساجد ورجال سجود‬
‫وقيل ‪ :‬بل عن ( بالركع السجود ) الصلي‬
‫{ ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن أب بكر الذل عن عطاء ‪ { :‬والركع السجود } قال ‪ :‬إذا كان يصلي فهو من { الركع السجود‬
‫حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة ‪ { :‬والركع السجود } أهل الصلة‬
‫وقد بينا فيما مضى بيان معن الركوع والسجود فأغن ذلك عن إعادته ههنا‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪590‬‬

‫(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بال واليوم الخر قال ومن كفر فأمتعه قليل ث أضطره إل عذاب النار وبئس الصي (‪126‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بقوله ‪ { :‬وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا } واذكروا إذ قال إبراهيم ‪ :‬رب اجعل هذا البلد بلدا آمنا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن بقوله { آمنا } آمنا من البابرة وغيهم أن يسلطوا عليه ومن عقوبة ال أن تناله كما تنال سائر البلدان من خسف وائتفاك وغرق وغي ذلك من سخط ال ومثلته الت‬
‫تصيب سائر البلد غيه كما ‪ :‬حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ‪ :‬ذكر لنا أن الرم حرم بياله إل العرش وذكر لنا أن البيت هبط مع آدم حي هبط قال‬
‫ال له ‪ :‬اهبط معك بيت يطاف حوله كما يطاف حول عرشي فطاف حوله آدم ومن كان بعده من الؤمني حت إذا كان زمان الطوفان حي أغرق ال قوم نوح رفعه وطهره ول تصبه عقوبة‬
‫أهل الرض فتتبع منه إبراهيم أثرا فبناه على أساس قدي كان قبله‬
‫فإن قال لنا قائل ‪ :‬أوما كان الرم آمنا إل بعد أن سأل إبراهيم ربه له المان ؟‬
‫قيل له ‪ :‬لقد اختلف ف ذلك فقال بعضهم ‪ :‬ل يزل الرم آمنا من عقوبة ال وعقوبة جبابرة خلقه منذ خلقت السموات والرض واعتلوا ف ذلك با ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال حدثنا يونس بن‬
‫بكي عن ممد بن إسحق قال حدثن سعيد بن أب سعيد القبي قال [ سعت أبا شريح الزاعي يقول ‪ :‬لا افتتحت مكة قتلت خزاعة رجل من هذيل فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خطيبا فقال ‪ :‬يا أيها الناس إن ال حرم مكة يوم خلق السموات والرض فهي حرام برمة ال إل يوم القيامة ل يل لمرىء يؤمن بال واليوم الخر أن يسفك با دما أو يعضد با شجرا أل‬
‫وإنا ل تل لحد بعدي ول تل ل إل هذه الساعة غضبا على أهلها أل فهي قد رجعت على حالا بالمس أل ليبلغ الشاهد الغائب فمن قال ‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد قتل با !‬
‫[ فقولوا ‪ :‬إن ال قد أحلها لرسوله ول يلها لك‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان وحدثنا ابن حيد و ابن وكيع قال حدثنا جرير جيعا عن يزيد بن أب زياد عن ماهد عن ابن عباس قال ‪ [ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لكة حي افتتحها ‪ :‬هذه حرم حرمها ال يوم خلق السموات والرض وخلق الشمس والقمر ووضع هذين الخشبي ل تل لحد قبلي ول تل لحد بعدي أحلت ل ساعة من نار ]‬
‫قالوا ‪ :‬فمكة منذ خلقت حرم آمن من عقوبة ال وعقوبة البابرة قالوا ‪ :‬وقد أخبت عن صحة ما قلنا من ذلك الرواية الثابتة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم الت ذكرناها قالوا ‪ :‬ول‬
‫يسأل إبراهيم ربه أن يؤمنه من عقوبته وعقوبة البابرة ولكنه سأله أن يؤمن أهله من الدوب والقحوط وأن يرزق ساكنه من الثمرات كما أخب ربه عنه أنه سأله بقوله ‪ { :‬وإذ قال إبراهيم‬
‫رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بال واليوم الخر } قالوا ‪ :‬وإنا سأل ربه ذلك لنه أسكن فيه ذريته وهو غي ذي زرع ول ضرع فاستعاذ ربه من أن يهلكهم‬
‫با جوعا وعطشا فسأله أن يؤمنهم ما حذر عليهم منه‬
‫قالوا ‪ :‬وكيف يوز أن يكون إبراهيم سأل ربه تري الرم وأن يؤمنه من عقوبته وعقوبة جبابرة خلقه وهو القائل حي حله ونزله بأهله وولده ‪ { :‬ربنا إن أسكنت من ذريت بواد غي ذي‬
‫زرع عند بيتك الحرم } ( إبراهيم ‪ ) 37 :‬؟ قالوا ‪ :‬فلو كان إبراهيم هو الذي حرم الرم أو سأل ربه تريه لا قال ‪ { :‬عند بيتك الحرم } عند نزوله به ولكنه حرم قبله وحرم بعده‬
‫وقال آخرون ‪ :‬كان الرم حلل قبل دعوة إبراهيم كسائر البلد غيه وإنا صار حراما بتحري إبراهيم إياه كما كانت مدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم حلل قبل تري رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إياها قالوا ‪ :‬والدليل على ما قلنا من ذلك ما ‪ :‬حدثنا به ابن بشار قال حدثنا عبد الرحن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن أب الزبي عن جابر بن عبدال قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫[ صلى ال عليه وسلم ‪ [ :‬إن إبراهيم حرم بيت ال وأمنه وان حرمت الدينة ما بي لبتيها ل يصاد صيدها ول تقطع عضاهها‬
‫حدثنا أبو كريب و أبو السائب قال حدثنا ابن إدريس وأخبنا أبو كريب قال حدثنا عبد الرحيم الرازى قال جيعا ‪ :‬سعنا أشعث عن نافم عن أب هريرة قال ‪ [ :‬قال رسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ :‬إن إبراهيم كان عبدال وخليله وإن عبدال ورسوله وإن إبراهيم حرم مكة وإن حرمت الدينة ما بي لبتيها عضاهها وصيدها ول يمل فيها سلح لقتال ول يقطع منها شجر إل‬
‫[ لعلف بعي‬
‫حدثنا أبو كريب قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكربن مضر عن ابن الاد عن أب بكر بن ممد عن عبدال بن عمرو بن عثمان عن رافع بن خديج قال ‪ [ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫[ وسلم ‪ :‬إن إبراهيم حرم مكة وإن أحرم الدينة ما بي لبتيها‬
‫وما أشبه ذلك من الخبار الت يطول باستيعابا الكتاب‬
‫قالوا ‪ :‬وقد أخب ال تعال ذكره ف كتابه أن إبراهيم قال ‪ { :‬رب اجعل هذا بلدا آمنا } ول يب عنه أنه سأل أن يعله آمنا من بعض الشياء دون بعض فليس لحد أن يدعي أن الذي سأله‬
‫من ذلك المان له من بعض الشياء دون بعض إل بجة يب التسليم لا قالوا ‪ :‬وأما خب أب شريح وابن عباس فخبان ل تثبت بما حجة لا ف أسانيدها من السباب الت ل يب التسليم‬
‫فيها من أجلها‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك عندنا ‪ :‬أن ال تعال ذكره جعل مكة حرما حي خلقها وأنشأها كما أخب النب صلى ال عليه وسلم أنه حرمها يوم خلق السموات والرض بغي‬
‫تري منه لا على لسان أحد من أنبيائه ورسله ولكن بنعه من أرادها بسوء وبدفعه عنها من الفات والعقوبات وعن ساكنيها ما أحل بغيها وغي ساكنيها من النقمات فلم يزل ذلك أمرها‬
‫حت بوأها ال إبراهيم خليله وأسكن با أهله هاجر وولده إسعيل فسأل حينئذ إبراهيم ربه إياب فرض تريها على عباده على لسانه ليكون ذلك سنة لن بعده من خلقه يستنون به فيها إذ‬
‫كان تعال ذكره قد اتذه خليل وأخبه أنه جاعله للناس إماما يقتدى به فأجابه ربه إل ما سأله وألزم عباده حينئذ فرض تريه على لسانه‬
‫فصارت مكة بعد أن كانت منوعة بنع ال إياها بغي إياب ال فرض المتناع منها على عباده ومرمة بدفع ال عنها بغي تريه إياها على لسان أحد من رسله فرض تريها على خلقه على‬
‫لسان خليله إبراهيم عليه السلم وواجب على عباده المتناع من استحللا واستحلل صيدها وعضاهها لا بإيابه المتناع من ذلك ببلغ إبراهيم رسالة ال إليه لذلك إليهم‬
‫فلذلك أضيف تريها إل إبراهيم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم [ إن ال حرم مكة ] لن فرض تريها الذي ألزم ال عباده على وجه العبادة له به دون التحري الذي ل يزل متعبدا لا‬
‫به على وجه الكلءة والفظ لا قبل ذلك كان عن مسألة إبراهيم ربه إياب فرض ذلك على لسانه أوهو الذي لزم العباد فرضه دون غيه‬
‫فقد تبي إذا با قلنا صحة معن البين أعن خب أب شريح وابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال [ إن ال حرم مكة يوم خلق الشمس والقمر ] وخب جابر وأب هريرة ورافع بن‬
‫خديج وغيهم ‪ [ :‬أن النب صلى ال عليه وسلم قال اللهم إن إبراهيم حرم مكة ] ؟ وأن ليس أحدها دافعا صحة معنىالخر كما ظنه بعض الهال‬
‫وغي جائز ف أخبار رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يكون بعضها دافعا بعضا إذا ثبت صحتها وقد جاء البان اللذان رويا ف ذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ميئا ظاهرا‬
‫مستفيضا يقطع عذر من بلغه‬
‫وأما قول إبراهيم عليه السلم ‪ { :‬ربنا إن أسكنت من ذريت بواد غي ذي زرع عند بيتك الحرم } ( إبراهيم ‪ ) 37 :‬فإنه إن يكن قاله قبل إياب ال فرض تريه على لسانه على خلقه فإنا‬
‫عن بذلك تري ال إياه الذي حرمه بياطته إياه وكلءته من غي تريه إياه على خلقه على وجه التعبد لم بذلك وإن يكن قال ذلك بعد تري ال إياه على لسانه على خلقه على وجه التعبد‬
‫فل مسألة لحد علينا ف ذلك‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بال واليوم الخر‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذه مسألة من إبراهيم ربه ‪ :‬أن يرزق مؤمن أهل مكة من الثمرات دون كافريهم وخص بسألة ذلك للمؤمني دون الكافرين لا أعلمه ال عند مسألته إياه أن يعل من‬
‫ذريته أئمة يقتدى بم أن منهم الكافر الذي ل ينال عهده والظال الذي ل يدرك وليته فلما أن علم أن من ذريته الظال والكافر خص بسألته ربه أن يرزق من الثمرات من سكان مكة الؤمن‬
‫منهم دون الكافر وقال ال له ‪ :‬إن قد أجبت دعاءك وسأرزق مع مؤمن أهل هذا البلد كافرهم فأمتعه به قليل‬
‫وأما { من } من قوله ‪ { :‬من آمن منهم بال واليوم الخر } فإنه نصب على الترجة والبيان عن الهل كما قال تعال ‪ { :‬يسألونك عن الشهر الرام قتال فيه } ( البقرة ‪ ) 217 :‬بعن ‪:‬‬
‫يسئلونك عن قتال ف الشهر الرام وكما قال تعال ذكره ‪ { :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل } ( آل عمران ‪ : ) 97 :‬بعن ‪ :‬ول حج البيت على من استطاع إليه سبيل‬
‫وإنا سأل إبراهيم ربه ما سأل من ذلك لنه حل بواد غي ذي زرع ول ماء ول أهل فسأل أن يرزق أهله ثرا وأن يعل أفئدة من الناس توي إليهم فذكر أن إبراهيم لا سأل ذلك ربه نقل ال‬
‫الطائف من فلسطي‬
‫حدثن الثن قال حدثنا إسحق بن الجاج قاك حدثنا هشام قال قرأت على ممد بن مسلم ‪ :‬أن إبراهيم لا دعا للحرم ‪ { :‬وارزق أهله من الثمرات } نقل ال الطائف من فلسطي‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬قال ومن كفر فأمتعه قليل‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلف أهل التأويل ف قائل هذا القول وف وجه قراءته فقال بعضهم ‪ :‬قائل هذا القول ربنا تعال ذكره وتأويله على قولم ‪ :‬قال ‪ :‬ومن كفر فأمتعه قليل برزقي من الثمرات‬
‫ف الدنيا إل أن يأتيه أجله وقرأ قائل هذه القالة ذلك ‪ { :‬فأمتعه قليل } بتشديد التاء ورفع العي‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قال حدثن أبو العالية عن أب بن كعب ف قوله ‪ { :‬ومن كفر فأمتعه قليل ث أضطره إل عذاب‬
‫النار } قال هو قول الرب تعال ذكره‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة قال قال ابن إسحق ‪ :‬لا قال إبراهيم ‪ { :‬رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بال واليوم الخر } وعدل الدعوة عمن أب ال أن‬
‫يعل له الولية انقطاعا إل ال ومبة وفراقا لن خالف أمره وإن كانوا من ذريته حي عرف أنه كائن منهم ظال ل ينال عهده ببه عن ذلك حي أخبه قال ال ‪ { :‬ومن كفر } فإن أرزق الب‬
‫{ والفاجر { فأمتعه قليل‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل قال ذلك إبراهيم خليل الرحن على وجه السألة منه ربه أن يرزق الكافر أيضا من الثمرات بالبلد الرام مثل الذي يرزق به الؤمن ويتعه بذلك قليل { ث أضطره إل‬
‫عذاب النار } بتخفيف التاء وجزم العي وفتح الراء من { أضطره } وفصل { ث أضطره } بغي قطع ألفها على وجه الدعاء من إبراهيم ربه لم والسألة‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن أبيه عن الربيع قال قال أبو العالية ‪ :‬كان ابن عباس يقول ‪ :‬ذلك قول إبراهيم يسأل ربه أن من كفر فأمتعه‬
‫قليل‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أب جعفر عن ليث عن ماهد ‪ { :‬ومن كفر فأمتعه قليل } يقول ‪ :‬ومن كفر فأرزقه أيضا ث أضطره إل عذاب النار‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القراءة ف ذلك عندنا والتأويل ما قاله أب بن كعب وقراءته لقيام الجة بالنقل الستفيض دراية بتصويب ذلك وشذوذ ما خالفه من القراءة وغي جائز‬
‫العتراض بن كان جائزا عليه ف نقله الطأ والسهو على من كان ذلك غي جائز عليه ف نقله وإذ كان ذلك كذلك فتأويل الية ‪ :‬قال ال ‪ :‬يا إبراهيم قد أجبت دعوتك ورزقت مؤمن أهل‬
‫هذا البلد من الثمرات وكفارهم متاعا لم إل بلوغ آجالم ث أضطر كفارهم بعد ذلك إل النار‬
‫وأما قوله ‪ { :‬فأمتعه قليل } يعن ‪ :‬فأجعل ما أرزقه من ذلك ف حياته متاعا يتمتع به إل وقت ماته‬
‫وإنا قلنا إن ذلك كذلك لن ال تعال ذكره إنا قال ذلك لبراهيم جوابا لسألته ما سأل من رزق الثمرات لؤمن أهل مكة فكان معلوما بذلك أن الواب إنا هو فيما سأله إبراهيم ل ف‬
‫غيه وبالذي قلنا ف ذلك قال ماهد وقد ذكرنا الرواية بذلك عنه‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬تأويله ‪ :‬فأمتعه بالبقاء ف الدنيا‬
‫وقال غيه ‪ :‬فأمتعه قليل ف كفره ما أقام بكة حت أبعث ممدا صلى ال عليه وسلم فيقتله إن أقام على كفره أو يليه عنها وذلك وإن كان وجها يتمله الكلم فإن دليل ظاهر الكلم على‬
‫خلفه لا وصفنا‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ث أضطره إل عذاب النار‬
‫( قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بقوله ‪ { :‬ث أضطره إل عذاب النار } ث أدفعه إل عذاب النار وأسوقه إليها كما قال تعال ذكره ‪ { :‬يوم يدعون إل نار جهنم دعا } ( الطور ‪13 :‬‬
‫ومعن الضطرار الكراه يقال ‪ :‬اضطررت فلنا إل هذا المر إذا ألأته إليه وحلته عليه‬
‫فذلك معن قوله ‪ { :‬ث أضطره إل عذاب النار } أدفعه إليها وأسوقه سحبا وجرا على وجهه‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وبئس الصي‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬قد دللنا على أن بئس أصله بئس من البؤس سكن ثانيه ونقلت حركة ثانيه إل أوله كما قيل للكبد كبد وما أشبه ذلك‬
‫ومعن الكلم ‪ :‬وساء الصي عذاب النار بعد الذي كانوا فيه من متاع الدنيا الذي متعتهم وأما { الصي } فإنه مفعل من قول القائل ‪ :‬صرت مصيا صالا وهو الوضع الذي يصي إليه الكافر‬
‫بال من عذاب النار‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪595‬‬

‫(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإساعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (‪127‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بقوله ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } واذكروا إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت‬
‫و { القواعد } جع قاعدة يقال للواحدة من قواعد البيت قاعدة وللواحدة من قواعد النساء وعجائزهن قاعد فتلغى هاء التأنيث لنا فاعل من قول القائل ‪ :‬قعدت عن اليض ول حظ فيه‬
‫للذكورة كما يقال ‪ :‬امرأة طاهر وطامث لنه ل حظ ف ذلك للذكور ولو عن به القعود الذي هو خلف القيام لقيل ‪ :‬قاعدة ول يز حينئذ إسقاط هاء التأنيث وقواعد البيت إساسه‬
‫ث اختلف أهل التأويل ف { القواعد } الت رفعها إبراهيم وإسعيل من البيت أها أحدثا ذلك أم هي قواعد كانت له قبلهما ؟‬
‫فقال قوم ‪ :‬هي قواعد بيت كان بناه آدم أبو البشر بأمر ال إياه بذلك ث درس مكانه وتعفى أثره بعده حت بوأه ال إبراهيم عليه السلم فبناه‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا ابن جريج عن عطاء قال ‪ :‬قال آدم ‪ :‬يا رب إن ل أسع أصوات اللئكة ! قال ‪ :‬بطيئتك ولكن اهبط إل‬
‫الرض وابن ل بيتا ث احفف به كما رأيت اللئكة تف ببيت الذي ف السماء فيزعم الناس أنه بناه من خسة أجبل ‪ :‬من حراء و طورزيتا و طورسينا و جبل لبنان و الودي وكان ربضه من‬
‫حراء فكان هذا بناء آدم حت بناه إبراهيم بعد‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } قال ‪ :‬القواعد الت كانت قواعد البيت‬
‫قبل ذلك‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل هي قواعد بيت كان ال أهبطه لدم من السماء إل الرض يطوف به كما كان يطوف بعرشه ف السماء ث رفعه إل السماء أيام الطوفان فرفع إبراهيم قواعد ذلك البيت‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن ممد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا أيوب عن أب قلبة عن عبدال بن عمرو قال ‪ :‬لا أهبط ال آدم من النة قال ‪ :‬إن مهبط معك أو منل معك بيتا‬
‫يطاف حوله كما يطاف حول عرشي ويصفى عنده كما يصفى عند عرشي فلما كان زمن الطوفان رفع فكانت النبياء يجونه ول يعلمون مكانه حت بوأه ال إبراهيم وأعلمه مكانه فبناه من‬
‫خسة أجبل ‪ :‬من حراء وثبي ولبنان وجبل الطور وجبل المر‬
‫حدثن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا إسعيل بن علية قال حدثنا أيوب عن أب قلبة قال ‪ :‬لا أهبط آدم ث ذكر نوه‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا هشام بن حسان عن سوار خت عطاء عن عطاء بن أب رباح قال ‪ :‬لا أهبط ال آدم من النة كان رجله ف الرض ورأسه ف السماء‬
‫يسمع كلم أهل السماء ودعاءهم يأنس إليهم فهابته اللئكة حت شكت إل ال ف دعائها وف صلتا فخفضه إل الرض فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حت شكا ذلك إل ال ف‬
‫دعائه وف صلته فوجه إل مكة فكان موضع قدمه قرية وخطوه مفازة حت انتهى إل مكة وأنزل ال ياقوتة من ياقوت النة فكانت على موضع البيت الن فلم يزل يطوف به حت أنزل ال‬
‫( الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حت بعث ال إبراهيم فبناه فذلك قول ال ‪ { :‬وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت } ( الج ‪26 :‬‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة قال ‪ :‬وضع ال البيت مع آدم حي أهبط ال آدم إل الرض وكان مهبطه بأرض الند وكان رأسه ف السماء ورجله‬
‫ف الرض فكانت اللئكة تابه فنقص إل ستي ذراعا ‪ :‬فحزن آدم إذ فقد أصوات اللئكة وتسبيحهم فشكا ذلك إل ال تعال فقال ال ‪ :‬يا آدم إن قد أهبطت إليك بيتا تطوف به كما‬
‫يطاف حول عرشي وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي فانطلق إليه آدم فخرج ومد له ف خطوه فكان بي كل خطوتي مفازة فلم تزل تلك الفاوز بعد ذلك فأتى آدم البيت وطاف به ومن‬
‫بعده من النبياء‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن أبان ‪ :‬أن البيت أهبط ياقوتة واحدة أو دزة واحدة حت إذا أغرق ال قوم نوح رفعه وبقي أساسه فبوأه ال لبراهيم فبناه‬
‫بعد ذلك‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل كان موضع البيت ربوة حراء كهيئة القبة وذلك أن ال لا أراد خلق الرض عل الاء زبدة حراء أو بيضاء وذلك ف موضع البيت الرام ث دحا الرض من تتها فلم يزل‬
‫ذلك كذلك حت بوأه ال إبراهيم فبناه على أساسه وقالوا ‪ :‬أساسه على أركان أربعة ف الرض السابعة‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن يونس قال أخبنا ابن وهب قال قال جريربن حازم حدثن حيد بن قيس عن ماهد قال ‪ :‬كان موضع البيت على الاء قبل أن يلق ال السموات والرض مثل‬
‫الزبدة البيضاء ومن تته دحيت الرض‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا ابن جريج قال قال عطاء و عمروبن دينار ‪ :‬بعث ال رياحا فصفقت الاء فأبرزت ف موضع البيت عن حشفة كأنا القبة فهذا البيت‬
‫منها فلذلك هي أم القرى قال ابن جريج قال عطاء ‪ :‬ث وتدها بالبال كي ل تكفأ بيد فكان أول جبل أبو قيس‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا يعقوب القمي عن حفص بن حيد عن عكرمة عن ابن عباس قال ‪ :‬وضع البيت على أركان الاء على أربعة أركان قبل أن تلق الدنيا بألفي عام ث دحيت الرض من‬
‫تت البيت‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا يعقوب عن هرون بن عنترة عن عطاء بن أب رباح قال ‪ :‬وجدوا بكة حجرا مكتوبا عليه ‪ :‬إن أنا ال ذو بكة بنيته يوم صنعت الشمس والقمر وحففته بسبعة أملك‬
‫حنفاء‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق قال حدثن عبدال بن أب نيح عن ماهد وغيه من أهل العلم ‪ :‬أن ال لا بوأ إبراهيم مكان البيت خرج إليه من الشام وخرج معه بإسعيل‬
‫وأمه هاجر وإسعيل طفل صغي يرضع وحلوا فيما حدثن على الباق ومعه جبيل يدله على موضع البيت ومعال الرم فخرج وخرج معه جبيل فقال ‪ :‬كان ل ير بقرية إل قال ‪ :‬أبذه أمرت‬
‫يا جبيل ؟ فيقول جبيل ‪ :‬امضه ! حت قدم به مكة وهي إذ ذاك عضاه سلم وسفر وبا أناس يقال لم العماليق خارج مكة وما حولا والبيت يومئذ ربوة حراء مدرة فقال إبراهيم لبيل ‪:‬‬
‫أههنا أمرت أن أضعهما ؟ قال ‪ :‬نعم فعمد بما إل موضع الجر فأنزلما فيه وأمر هاجر أم إسعيل أن تتخذ فيه عريشا فقال ‪ { :‬ربنا إن أسكنت من ذريت بواد غي ذي زرع عند بيتك‬
‫( الحرم } إل قوله ‪ { :‬لعلهم يشكرون } ( إبراهيم ‪37 :‬‬
‫قال ابن حيد ‪ :‬قال سلمة قال ابن إسحق ‪ :‬ويزعمون وال أعلم أن ملكا من اللئكة أتى هاجر أم إسعيل حي أنزلما إبراهيم مكة قبل أن يرفع إبراهيم وإسعيل القواعد من البيت فأشار لا‬
‫إل البيت وهو ربوة حراء مدرة فقال لا ‪ :‬هذا أول بيت وضع ف الرض وهو بيت ال العتيق واعلمي أن إبراهيم وإسعيل ها يرفعانه للناس‬
‫حدثن السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا هشام بن حسان قال أخبن حيد عن ماهد قال ‪ :‬خلق ال موضع هذا البيت قبل أن يلق شيئا من الرض بألفي سنة وأركانه ف‬
‫الرض السابعة‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا ابن عيينة قال أخبن بشربن عاصم عن ابن السيب قال حدثنا كعب ‪ :‬إن البيت كان غثاءة على الاء قبل أن يلق ال الرض بأربعي‬
‫سنة ومنه دحيت الرض قال سعيد ‪ :‬وحدثنا عن علي بن أب طالب ‪ :‬إن إبراهيم أقبل من أرمينية معه السكينة تدله على تبوىء البيت كما تتبوأ العنكبوت بيتها قال ‪ :‬فرفعت عن أحجار‬
‫تطيقه أو ل تطيقه ثلثون رجل قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أبا ممد فإن ال يقول ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } قال ‪ :‬كان ذاك بعد‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والصواب من القول ف ذلك عندنا أن يقال ‪ :‬إن ال تعال ذكره أخب عن إبراهيم خليله أنه وابنه إسعيل رفعا القواعد من البيت الرام وجائز أن يكون ذلك قواعد بيت كان‬
‫أهبطه مع آدم فجعله مكان البيت الرام الذي بكة وجائز أن يكون ذلك كان القبة الت ذكرها عطاء ما أنشأه ال من زبد الاء وجائز أن يكون كان ياقوته أو دره أهبطا من السماء وجائز‬
‫أن يكون كان آدم بناه ث اندم حت رفع قواعده إبراهيم وإسعيل ول علم عندنا بأف ذلك كان من أي لن حقيقة ذلك ل تدرك إل بب عن ال وعن رسوله صلى ال عليه وسلم بالنقل‬
‫الستفيض ول خب بذلك تقوم به الجة فيجب التسليم لا ول هو إذ ل يكن به خب على ما وصفنا ما يدل عليه بالستدلل والقاييس فيمثل بغيه ويستنبط علمه من جهة الجتهاد فل قول‬
‫ف ذلك هو أول بالصواب ما قلنا وال تعال أعلم‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬ربنا تقبل منا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬يعن تعال ذكره بذلك ‪ :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسعيل يقولن ربنا تقبل منا وذكر أن ذلك كذلك ف قراءة ابن مسعود وهو قول جاعة من أهل التأويل‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬يبنيان وها يدعوان الكلمات الت ابتلى با إبراهيم ربه قال ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت‬
‫{ السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمي لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال أخبن ابن كثي قال حدثنا سعيد بن جبي عن ابن عباس ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإساعيل } قال ‪ :‬ها‬
‫يرفعان القواعد من البيت ويقولن ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } قال ‪ :‬وإسعيل يمل الجارة على رقبته والشيخ يبن‬
‫فتأويل الية على هذا القول ‪ :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسعيل قائلي ‪ :‬ربنا تقبل منا‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل قائل ذلك كان إسعيل فتأويل الية على هذا القول ‪ :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإذ يقول ربنا تقبل منا فيصي حينئذ إسعيل مرفوعا بالملة الت بعده ويقول‬
‫حينئذ خب له دون إبراهيم‬
‫ث اختلف أهل التأويل ف الذي رفع القواعد بعد إجاعهم على أن إبراهيم كان من رفعها‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬رفعها إبراهيم وإسعيل جيعا‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثن موسى بن هرون قال حدثنا عمرو بن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬وعهدنا إل إبراهيم وإساعيل أن طهرا بيت للطائفي } قال ‪ :‬فانطلق إبراهيم حت أتى‬
‫مكة فقام هو وإسعيل وأخذا العاول ل يدريان أين البيت فبعث ال ريا يقال لا ريح الجوج لا جناحان ورأس ف صورة حية فكنست لما ما حول الكعبة عن أساس البيت الول واتبعاها‬
‫بالعاول يفران حت وضعا الساس فذلك حي يقول ‪ { :‬وإذ بوأنا لبراهيم مكان البيت } ( الج ‪ ) 26 :‬فلما بنيا القواعد فبلغا مكان الركن قال إبراهيم لسعيل ‪ :‬يا بن اطلب ل حجرا‬
‫حسنا أضعه ههنا قال ‪ :‬يا أبت إن كسلن تعب قال ‪ :‬علي بذلك فانطلق فطلب حجرا فجاءه بجر فلم يرضه فقال ‪ :‬ائتن بجر أحسن من هذا فانطلق يطلب له حجرا وجاءه جبيل بالجر‬
‫السود من الند وكان أبيض ياقوة بيضاء مثل الثغامة وكان آدم هبط به من النة فاسود من خطايا الناس فجاءه إسعيل بجر فوجده عند الركن فقال ‪ :‬يا أبت من جاءك بذا ؟ فقال ‪ :‬من‬
‫هوأنشط منك ! فبنياه‬
‫حدثنا ابن حيد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق عن عمربن عبدال بن عروة عن عبيد بن عمي الليثي قال ‪ :‬بلغن أن إبراهيم وإسعيل ها رفعا قواعد البيت‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل رفع قواعد البيت إبراهيم وكان إسعيل يناوله الجارة‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أحد بن ثابت الرازي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن أيوب و كثيبن كثيبن الطلب بن أب وداعة يزيد أحدها على الخر عن سعيدبن جبي عن ابن‬
‫‪ :‬عباس قال ‪ :‬جاء إبراهيم وإسعيل يبى نبل قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ث قال‬
‫يا إسعيل إن ال أمرن بأمر قال ‪ :‬فاصنع ما أمرك ربك قال ‪ :‬وتعينن ؟ قال ‪ :‬وأعينك قال ‪ :‬فإن ال أمرن أن أبن ههنا بيتا ! وأشار إل الكعبة والكعبة مرتفعة على ما حولا قال ‪ :‬فعند ذلك‬
‫رفعا القواعد من البيت قال ‪ :‬فجعل إسعيل يأت بالجارة وإبراهيم يبن حت إذا ارتفع البناء جاء بذا الجر فوضعه له فقام عليه وهو يبن وإسعيل يناوله الجارة وها يقولن ‪ { :‬ربنا تقبل‬
‫منا إنك أنت السميع العليم } حت دور حول البيت‬
‫حدثنا ابن سنان القزاز قال حدثنا عبيدال بن عبد الجيد أبو علي النفي قال حدثنا إبراهيم بن نافع قال سعت كثيبن كثي يدث عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال ‪ :‬جاء يعن إبراهيم‬
‫فوجد إسعيل يصلح نبل من وراء زمزم قال إبراهيم ‪ :‬يا إسعيل إن ال ربك قد أمرن أن أبن له بيتا فقال له إسعيل ‪ :‬فأطع ربك فيما أمرك فقال له إبراهيم ‪ :‬قد أمرك أن تعينن عليه قال ‪:‬‬
‫إذا أفعل قال ‪ :‬فقام معه فجعل إبراهيم يبنيه وإسعيل يناوله الجارة ويقولن ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } فلما ارتفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الجارة قام على حجر‬
‫{ فهو مقام إبراهيم فجعل يناوله ويقولن ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم‬
‫وقال آخرون ‪ :‬بل الذي رفع قواعد البيت إبراهيم وحده وإسعيل يومئذ طفل صغي‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ممد بن بشار و ممد بن الثن قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن أب إسحق عن حارثة بن مضرب عن علي قال ‪ :‬لا أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسعيل‬
‫وهاجر قال ‪ :‬فلما قدم مكة رأى على رأسه ف موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه فقال ‪ :‬يا إبراهيم ابن على ظلي أو على قدري ول تزد ول تنقص فلما بن أخرج وخفف‬
‫إسعيل وهاجر فقالت هاجر ‪ :‬يا إبراهيم إل من تكلنا ؟ قال ‪ :‬إل ال قالت ‪ :‬انطلق فإنه ل يضيعنا قال ‪ :‬فعطش إسعيل عطشا شديدا قال ‪ :‬فصعدت هاجر الصفا فنظرت فلم تر شيئا ث أتت‬
‫الروة فنظرت فلم تر شيئا ث رجعت إل الصفا فنظرت فلم تر شيئا حت فعلت ذلك سبع مرات فقالت ‪ :‬يا إسعيل مت حيث ل أراك فأتته وهو يفحص برجله من العطش فناداها جبيل فقال‬
‫لا ‪ :‬من أنت ؟ فقالت ‪ :‬أنا هاجر أم ولد إبراهيم قال ‪ :‬إل من وكلكما ؟ قالت ‪ :‬وكلنا إل ال قال ‪ :‬وكلكما إل كاف ! قال ‪ :‬ففحص الغلم الرض بإصبعه فنبعت زمزم فجعلت تبس الاء‬
‫فقال ‪ :‬دعيه فإنا رواء‬
‫حدثنا هناد بن السري قال حدثنا أبو الحوص عن ساك عن خالد بن عرعرة ‪ :‬أن رجل قام إل علي فقال ‪ :‬أل تبن عن البيت ؟ أهو أول بيت وضع ف الرض ؟ فقال ‪ :‬ل ولكن هو أول‬
‫بيت وضع فيه البكة مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا وإن شئت أنبأتك كيف بن ‪ :‬إن ال أوحى إل إبراهيم أن ابن ل بيتا ف الرض قال ‪ :‬فضاق إبراهيم بذلك ذرعا فأرسل ال السكينة‬
‫وهي ريح خجوج ولا رأسان فأتبع أحدها صاحبه حت انتهت إل مكة فتطوت على موضع البيت كتطوي الجفة وأمر إبراهيم أن يبن حيث تستقر السكينة فبن إبراهيم وبقي حجر فذهب‬
‫الغلم يبغي شيئا فقال إبراهيم ‪ :‬ل ! ابغن حجرا كما امرك قال ‪ :‬فانطلق الغلم يلتمس له حجرا فأتاه فوجده قد ركب الجر السود ف مكانه فقال ‪ :‬يا أبت من أتاك بذا الجر ؟ قال ‪:‬‬
‫أتان به من ل يتكل على بنائك جاء به جبيل من السماء فأتاه‬
‫حدثنا ممد بن الثن قال حدثنا ممد بن جعفر قال حدثنا سعيد عن ساك قال ‪ :‬سعت خالد بن عرعرة يدث عن علي بنحوه‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة و حاد بن سلمة و أبو الحوص كلهم عن ساك عن خالدبن عرعرة عن علي بنحوه‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬فمن قال ‪ :‬رفع القواعد إبراهيم وإسعيل أو قال ‪ :‬رفعها إبراهيم وكان إسعيل يناوله الجارة فالصواب ف قوله أن يكون الضمر من القول لبراهيم وإسعيل ويكون الكلم‬
‫حينئذ ‪ { :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإساعيل } يقولن ربنا تقبل منا وقد كان يتمل على هذا التأويل أن يكون الضمر من القول لسعيل خاصة دون إبراهيم ولبراهيم خاصة‬
‫دون إسعيل لول ما عليه عامة أهل التأويل من أن الضمر من القول لبراهيم وإسعيل جيعا‬
‫وأما على التأويل الذي روي عن علي ‪ :‬أن إبراهيم هو الذي رفع القواعد دون إسعيل فل يوز أن يكون الضمر من القول عند ذلك إل لسعيل خاصة‬
‫والصواب من القول عندنا ف ذلك ‪ :‬أن الضمر من القول لبراهيم وإسعيل وأن قواعد البيت رفعها إبراهيم وإسعيل جيعا وذلك أن إبراهيم وإسعيل إن كانا ها بنياها ورفعاها فهو ما قلنا‬
‫وإن كان إبراهيم تفرد ببنائها وكان إسعيل يناوله فهما أيضا رفعاها لن رفعها كان بما ‪ :‬من أحدها البناء ومن الخر نقل الجارة إليها ومعونة وضع الحجار مواضعها ول تتنع العرب من‬
‫نسبة البناء إل من كان بسببه البناء ومعونته‬
‫وإنا قلنا ما قلنا من ذلك لجاع جيع أهل التأويل على أن إسعيل معن بالب الذي أخب ال عنه وعن أبيه أنما كانا يقولنه وذلك قولما ‪ { :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } فمعلوم‬
‫أن إسعيل ل يكن ليقول ذلك إل وهو ‪ :‬إما رجل كامل وإما غلم قد فهم مواضع الضر من النفع ولزمته فرائض ال وأحكامه وإذا كان ف حال بناء أبيه ما أمره ال ببنائه ورفعه قواعد بيت‬
‫ال كذلك فمعلوم أنه ل يكن تاركا معونة أبيه ‪ :‬إما على البناء وإما على نقل الجارة وأي ذلك كان منه فقد دخل ف معن من رفع قواعد البيت وثبت أن القول الضمر خب عنه وعن والده‬
‫إبراهيم عليهما السلم‬
‫فتأويل الكلم ‪ :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسعيل يقولن ‪ :‬ربنا تقبل منا عملنا وطاعتنا إياك وعبادتنا لك ف انتهائنا إل أمرك الذي أمرتنا به ف بناء بيتك الذي أمرتنا ببنائه إنك‬
‫أنت السميع العليم‬
‫وف إخبار ال تعال ذكره أنما رفعا القواعد من البيت وها يقولن ‪ :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم دليل واضح على أن بناءها ذلك ل يكن مسكنا يسكنانه ول منل ينلنه بل هو‬
‫دليل على أنما بنياه ورفعا قواعده لكل من أراد أن يعبد ال تقربا منهما إل ال بذلك ولذلك قال ‪ :‬ربنا تقبل منا ولو كانا بنياه مسكنا لنفسهم ل يكن لقولما ‪ :‬تقبل منا وجة مفهوم لنه‬
‫كانا يكونان لو كان المر كذلك سائلي أن يتقبل منهما ما ل قربة فيه إليه وليس موضعهما مسألة ال قبول ما ل قربة إليه فيه‬
‫{ القول ف تأويل قوله ‪ { :‬إنك أنت السميع العليم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وتأويل قوله ‪ { :‬إنك أنت السميع العليم } إنك أنت السميع دعاءنا ومسألتنا إياك قبول ما سألناك قبوله منا من طاعتك ف بناء بيتك الذي أمرتنا ببنائه العليم با ف ضمائر‬
‫نفوسنا من الذعان لك ف الطاعة والصي إل ما فيه لك الرضا والحبة وما نبدي ونفي من أعمالنا كما ‪ :‬حدثن القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج قال قال ابن جريج أخبن أبو‬
‫كثي قال حدثنا سعيد بن جبي عن ابن عباس ‪ { :‬تقبل منا إنك أنت السميع العليم } يقول ‪ :‬تقبل منا إنك سيع الدعاء‬

‫[ تفسي الطبي [ جزء ‪ - 1‬صفحة ‪602‬‬

‫(ربنا واجعلنا مسلمي لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (‪128‬‬

‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا أيضا خب من ال تعال ذكره عن إبراهيم وإسعيل ‪ :‬أنما كانا يرفعان القواعد من البيت وها يقولن ‪ { :‬ربنا واجعلنا مسلمي لك } يعنيان بذلك ‪ :‬واجعلنا مستسلمي‬
‫لمرك خاضعي لطاعتك ل نشرك معك ف الطاعة أحدا سواك ول ف العبادة غيك‬
‫وقد دللنا فيما مضى على أن معن السلم ‪ :‬الضوع ل بالطاعة‬
‫وأما قوله ‪ { :‬ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } فإنما خصا بذلك بعض الذرية لن ال تعال ذكره قد كان أعلم إبراهيم خليله صلى ال عليه وسلم قبل مسألته هذه أن من ذريته من ل ينال‬
‫عهده لظلمه وفجوره فخصا بالدعوة بعض ذريتهما‬
‫وقد قيل ‪ :‬إنما عنيا بذلك العرب‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا موسى بن هرون قال حدثنا عمرو بن حاد قال حدثنا أسباط عن السدي ‪ { :‬ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } يعنيان العرب‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬وهذا قول يدل ظاهر الكتاب على خلفه لن ظاهره يدل على أنما دعوا ال أن يعل من ذريتهما أهل طاعته ووليته والستجيبي لمره وقد كان ف ولد إبراهيم العرب‬
‫وغي العرب والستجيب لمر ال والاضع له بالطاعة من الفريقي فل وجه لقول من قال ‪ :‬عن إبراهيم بدعائه ذلك فريقا من ولده بأعيانم دون غيهم إل التحكم الذي ل يعجز عنه أحد‬
‫( وأما المة ف هذا الوضع فإنه يعن با الماعة من الناس من قول ال ‪ { :‬ومن قوم موسى أمة يهدون بالق } ( العراف ‪159 :‬‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وأرنا مناسكنا‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬اختلفت القرأة ف قراءة ذلك فقرأه بعضهم ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } بعن رؤية العي أي أظهرها لعيهننا حت نراها وذلك قراءه عامة أهل الجاز والكوفة‬
‫وكان بعض من يوجه تأويل ذلك إل هذا التأويل يسكن الراء من أرنا غي أنه يشمها كسرة‬
‫{ واختلف قائل هذه القالة وقرأة هذه القراءة ف تأويل قوله ‪ { :‬مناسكنا‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬هي مناسك الج ومعاله‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا بشربن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } فأراها ال مناسكهما ‪ :‬الطواف بالبيت والسعي بي الصفا والروة والفاضة من‬
‫عرفات والفاضة من جع ورمي المار حت أكمل ال الدين أو ‪ :‬دينه‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا معمر عن قتادة ف قوله ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } قال ‪ :‬أرنا نسكنا وحجنا‬
‫حدثنا موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي قال ‪ :‬لا فرغ إبراهيم وإسعيل من بنيان البيت أمره ال أن ينادي فقال ‪ { :‬وأذن ف الناس بالج } ( الج ‪ ) 27 :‬فنادى بي‬
‫أخشب مكة ‪ :‬يا أيها الناس ! إن ال يأمركم أن تجوا بيته قال ‪ :‬فوقرت ف قلب كل مؤمن فأجابه كل من سعه من جبل أو شجر أو دابة ‪ :‬لبيك لبيك فأجابوه بالتلبية لبيك اللهم لبيك وأتاه‬
‫من أتاه فأمره ال أن يرج إل عرفات ونعتها له فخرج فلما بلغ الشجرة عند العقبة استقبله الشيطان فرماه بسبع حصيات يكبمع كل حصاة فطارفوقع على المرة الثانية أيضا فصده فرماه‬
‫وكب فطار فوقع على المرة الثالثة فرماه وكب فلما رأى أنه ل يطيقه ول يدر إبراهيم أين يذهب انطلق حت أتى ذا الجاز فلما نظر إليه فلم يعرفه جاز فلذلك سي ‪ :‬ذا الجاز ث انطلق حت‬
‫وقع بعرفات فلما نظر إليها عرف النعت قال ‪ :‬قد عرفت ! فسميت ‪ :‬عرفات فوقف إبراهيم بعرفات حت إذا أمسى ازدلف إل جع فسميت‬
‫{ الزدلفة فوقف بمع ث أقبل حت أتى الشيطان حيث لقيه أول مرة فرماه بسبع حصيات سبع مرات ث أقام بن حت فرغ من الج وأمره وذلك قوله ‪ { :‬وأرنا مناسكنا‬
‫وقال آخرون من قرأ هذه القراءة الناسك ‪ :‬الذابح فكان تأويل هذه الية على قول من قال ذلك ‪ :‬وأرنا كيف ننسك لك يا ربنا نسائكنا فنذبها لك‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا ممد بن بشار قال حدثنا عبد الرحن قال حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } قال ‪ :‬ذبنا‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا الثوري عن ابن جريج عن عطاء قال ‪ :‬مذابنا‬
‫حدثن ممد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثنا الثن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد مثله‬
‫حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال قال عطاء ‪ :‬سعت عبيد بن عمي يقول ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } قال ‪ :‬أرنا مذابنا‬
‫‪ :‬وقرأ آخرون ‪ :‬وأرنا مناسكنا بتسكي الراء وزعموا أن معن ذلك ‪ :‬وعلمنا ودلنا عليها ل أن معناه ‪ :‬أرناها بالبصار وزعموا أن ذلك نظي قول حطائط بن يعفر أخي السود بن يعفر‬
‫( أرين جوادا مات هزل لنن ‪ ...‬أرى ما ترين أو بيل ملدا )‬
‫يعن بقوله ‪ :‬أرين دلين عليه وعرفين مكانه ول يعن به رؤية العي‬
‫وهذه قراءة رويت عن بعض التقدمي‬
‫ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا القاسم قال حدثنا السي قال حدثن حجاج عن ابن جريج قال قال عطاء ‪ :‬أرنا مناسكنا أخرجها لنا علمناها‬
‫حدثنا السن بن يي قال أخبنا عبد الرزاق قال أخبنا ابن جريج قال قال ابن السيب قال علي بن أب طالب ‪ :‬لا فرغ إبراهيم من بناء البيت قال ‪ :‬فعلت أي رب فأرنا مناسكنا أبرزها لنا‬
‫علمناها فبعث ال جبيل فحج به‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬والقول واحد فمن كسر الراء جعل علمة الزم سقوط الياء الت ف قول القائل ‪ :‬أرينه أرنه وأقر الراء مكسورة كما كانت قبل الزم ومن سكن الراء من أرنا توهم أن‬
‫إعراب الرف ف الراء فسكنها ف الزم كما فعلوا ذلك ف ل يكن ول يك‬
‫وسواء كان ذلك من رؤية العي أو من رؤية القلب ول معن لفرق من فرق بي رؤية العي ف ذلك ورؤية القلب‬
‫وأما الناسك فإنا جع منسك وهو الوضع الذي ينسك ل فيه ويتقرب إليه فيه با يرضيه من عمل صال ‪ :‬إما بذبح ذبيحة له وإما بصلة أو طواف أو سعي وغي ذلك من العمال الصالة‬
‫ولذلك قيل لشاعر الج مناسكه لنا أمارات وعلمات يعتادها الناس ويترددون إليها‬
‫وأصل النسك ف كلم العرب ‪ :‬الوضع العتاد الذي يعتاده الرجل ويألفه يقال ‪ :‬لفلن منسك وذلك إذا كان له موضع يعتاده لي أو شر ولذلك سيت الناسك مناسك لنا تعتاد ويتردد‬
‫إليها بالج والعمرة وبالعمال الت يتقرب با إل ال‬
‫وقد قيل إن معن النسك ‪ :‬عبادة ال وأن الناسك إنا سي ناسكا بعبادة ربه‬
‫فتأول قائلو هذه القالة قوله ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } وعلمنا عبادتك كيف نعبدك ؟ وأين نعبدك ؟ وما يرضيك عنا فنفعله ؟‬
‫وهذا القول وإن كان مذهبا يتمله الكلم فإن الغالب على معن الناسك ما وصفنا قبل من أنا مناسك الج الت ذكرنا معناها‬
‫وخرج هذا الكلم من قول إبراهيم وإسعيل على وجه السألة منهما ربما لنفسهما وإنا ذلك منهما مسألة ربما لنفسهما وذريتهما السلمي فلما ضما ذريتهما السلمي إل أنفسهما صارا‬
‫كالخبين عن أنفسهما بذلك وإنا قلنا إن ذلك كذلك لتقدم الدعاء منهما للمسلمي من ذريتهما قبل ف أول الية وتأخره بعد ف الية الخرى فأما الذي ف أول الية فقولما ‪ { :‬ربنا‬
‫واجعلنا مسلمي لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } ث جعا أنفسهما والمة السلمة من ذريتهما ف مسألتهما ربما أن يريهم مناسكهم فقال ‪ { :‬وأرنا مناسكنا } وأما الت ف الية الت بعدها ‪:‬‬
‫{ ربنا وابعث فيهم رسول منهم } فجعل السألة لذريتهما خاصة‬
‫وقد ذكر أنا ف قراءة ابن مسعود ‪ :‬وأرهم مناسكهم يعن بذلك وأر ذريتنا السلمة مناسكهم‬
‫{ القول ف تأويل قوله تعال ‪ { :‬وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم‬
‫قال أبو جعفر ‪ :‬أما التوبة فأصلها الوبة من مكروه إل مبوب فتوبة العبد إل ربه أوبته ما يكرهه ال منه بالندم عليه والقلع عنه والعزم على ترك العود فيه وتوبة الرب على عبده ‪ :‬عوده‬
‫عليه بالعفو له عن جرمه والصفح له عن عقوبة ذنبه مغفرة له منه وتفضل عليه‬
‫فإن قال لنا قائل ‪ :‬وهل كان لما ذنوب فاحتاجا إل مسألة ربما التوبة ؟‬
‫قيل ‪ :‬إنه ليس أحذ من خلق ال ال وله من العمل فيما بينه وبي ربه ما يب عليه النابة منه والتوبة فجائز أن يكون ما كان من قيلهما ما قال من ذلك إنا خصا به الال الت كانا عليها من‬
‫رفع قواعد البيت لن ذلك كان أحرى الماكن أن يستجيب ال فيها دعاءها وليجعل ما فعل من ذلك سنة يقتدى با بعدها وتتخذ الناس تلك البقعة بعدها موضع تنصل من الذنوب إل‬
‫ال وجائز أن يكونا عنيا بقولما ‪ { :‬وتب علينا } وتب على الظلمة من أولدنا وذريتنا الذين أعلمتنا أمرهم من ظلمهم وشركهم حت ينيبوا إل طاعتك فيكون ظاهر الكلم على الدعاء‬
‫لنفسهما والعن به ذريتهما كما يقال ‪ :‬أكرمن فلن ف ولدي وأهلي وبرن فلن إذا بر ولده‬
‫وأما قوله ‪ { :‬إنك أنت التواب الرحيم } فإنه يعن به ‪ :‬إنك أنت العائد على عبادك بالفضل والتفضل عليهم بالعفو والغفران الرحيم بم الستنقذ من تشاء منهم برحتك من هلكته النجي من‬
‫تريد ناته منهم برأفتك من سخطك‬

You might also like